الطيوريات

أبو طاهر السِّلَفي

الجزء الأول

الجزء الأول من انتخاب شيخنا الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ط من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي الطيوري الحنبلي [ل/1ب]

ربِّ اختِمْ بخيرٍ أخبرنا القاضي الفقيه الأمين المكين الأشرف، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين، أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد ـ قراءة عليه وأنا أسمع بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى في الرابع والعشرين من صفر سنة عشر وستمائة ـ قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام، العالم شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأَئِمَّة، مقتدَى الفِرَق، بَقِيّة السلف، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السِّلفي الأصبهاني ـ قراءة عليه وأنا أسمع في الثالث عشر من شوال سنة سبع وستين وخمسمائة ـ قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بانتخابي عليه من أصول كتبه؛ 1 - أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن أحمد العَتِيقيّ، حدثنا أبوالطيّب مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَيْمُلِيّ (¬1) بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيدان (¬2) ، ¬

(¬1) ابن جعفر بن المفضل بن أدهم بن بكير، أبو الطيب التَّيْمُليّ النخّاس الكوفي، ثم البغدادي. وثّقه أبو القاسم الأزهري، والعتيقي، وزاد الأزهري: «يتشيع» ، وزاد العتيقي: «صاحب أصول حسان» . مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة في ربيع الآخر بالكوفة. والتَّيْمُليّ: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الميم، وفي آخرها اللام، نسبة إلى «تيم الله بن ثعلبة» ، وهي قبيلة مشهورة. انظر تاريخ بغداد (2/245/711) ، والأنساب (1/497) ، وتوضيح المشتبه (9/42) . (¬2) هو عبد الله بن زيدان بن بريد بن رزين بن قطن، الإمام الثقة القدوة العابد، أبو محمد البَجَلي الكوفي، ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول. انظر: العبر (2/156) ، وسير أعلام النبلاء (14/435-436) ، ومرآة الجنان (2/266) ، وطبقات القراء لابن الجزري (1/419) ، والنجوم الزاهرة (3/215) ، وشذرات الذهب (2/266) .

حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ (¬2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذَبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يذبَحَه أَوْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، فَإِذَا أهَلَّ هلالُ ذِي الحِجَّة فَلا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا وَلا يَقْلِمَنَّ ظُفْرًا» (¬3) . قال عمران: سألت مالك بن أنس عنه فقال: ليس من حديثي، فقلت لجلسائه: حدثنا بهذا] ل/2أ] الحديث إمام العراق شعبة عنه ويقول: ليس هو من حديثي، فقالوا: إنه إذا لم يأخذ بالحديث ¬

(¬1) هو عمران بن أبان بن عمران السُّلَمي، أو القرشي، أبو موسى الطحان الواسطي، ضعيف، من التاسعة مات سنة خمس ومائتين. التقريب (498/ ت 5143) . (¬2) هكذا في المخطوط: «عَمْرو بن مسلم» -بفتح العين-، وفي صحيح مسلم (3/1565/41) : «عُمَر» -بضم العين- في جميع الطرق إلا طريق الحسن بن علي الحلواني، ففيها «عَمْرو» -بفتح العين-، وإلا طريق أحمد بن عبد الله ابن الحكم، ففيها «عُمَر أو عَمْرو» -بالشك-، وفي مسند أبي عوانة (5/60) من طريق الحلواني عن أبي أسامة عن عمر ابن مسلم بن عمارة بن أُكَيْمَة الليثي. قال النووي: «قال العلماء: الوجهان منقولان في اسمه» . شرح صحيح مُسْلِمٍ (13/139) . (¬3) إسناده ضعيف من أجل عمران بن أبان، والحديث صحيح أخرجه مسلم كما يأتي.

قال: ليس من حديثي (¬1) . صحيح من حديث مالك أخرجه مسلم (¬2) . 2 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عبد الرحمن (¬3) الزُّهريّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬4) الفِيرْيابِيّ (¬5) ، حَدَّثَنَا قُتَيْبة بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ ¬

(¬1) ويؤيّده ما أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (رقم 17345) قال: قلت لمالك: إن الثوري أخبرنا عنك عن يزيد بن قسيط، عن ابن المسيب أن عمر وعثمان قضيا في الملطاة بنصف الموضحة، فقال لي: قد حدثته به، فقلت: فحدثني به، فأبى وقال: العمل عندنا على غير ذلك، وليس الرجل عندنا هنالك - يعني ابن قسيط- وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/83) من طريق عبد الرزاق. وهذه الزيادة: «قال عمران. . . إلخ» ليست في صحيح مسلم، وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده (1/56/ح2) عن عمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة الليثي قال: دخلنا الحمام في عشر الأضحى وإذا بعضهم قد أطلى فقال بعض أهل الحمام: إن سعيد بن المسيب يكره هذا وينهى عنه، فذكرت ذلك له فقال: يا ابن أخي، هذا حديث قد نُسي وتُرك، حدّثتني أم سلمة زوج النبي ? عن رسول الله ? قال: «من كان يريد أن يذبح فَإِذَا أَهَلَّ هِلالُ ذِي الْحِجَّةِ فلا يمسّ من شعره ولا ظفره شيئًا حتى يضحي» . (¬2) في صحيحه (3/1565/41) ، كتاب الأضاحي، باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد التضحية أن يأخذ من شعره أو أظفاره شيئًا من طرق عن شعبة عن مالك به، وأخرجه أيضًا من طريق سفيان ابن عيينة عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب به. والحديث لم يخرجه مالك في الموطأ. (¬3) ابن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو الفضل الزهري، شيخ ثقة مجاب الدعاء، وثقه الدارقطني والأزجي. توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وكان مولده سنة تسعين ومائتين. انظر: تاريخ بغداد (10/368-369) ، والعبر (3/18) . (¬4) ابن المستفاض، أبو بكر الفريابي، قاضي الدينور. قال الخطيب: «أحد أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم، طوّف شرقًا وغربًا، ولقي أعلام المحدثين في كل بلد، وكان ثقةً أمينًا حجة» . وكانت وفاته سنة إحدى وثلاثمائة. تاريخ بغداد (7/199-202) . (¬5) الفيريابي: بكسر الفاء، وسكون الراء، وفتح الياء، وبعد الألف باء موحدة، نسبة إلى فارياب -بليدة بنواحي بلخ-، ينسب إليها: الفريابي، والفاريابي، والفيريابي. انظر معجم البلدان (4/284) ، والأنساب (4/256) ، واللباب (2/427) .

مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّام بْنُ يَحْيَى (¬1) ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ البُنَانيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيق يَقُولُ: «قلتُ لرسول الله ? -وَنَحْنُ فِي الْغَارِ-: يَا رسولَ اللَّهِ! ، لَوْ نَظَرَ القومُ إِلَيْنَا لأَبْصَرونا تحتَ أقدامِهم، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ ?: «يَا أَبَا بَكر، مَا ظَنُّك باثْنَيْنِ اللهُ ثالثُهما؟» (¬2) . 3 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر بن محمد (¬3) الخُتُّليّ (¬4) ، حدثنا محمد ¬

(¬1) هو ابن دينار العَوْذي. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4/556/ح3653) ، كتاب فضائل أصحاب النبي ?، باب مناقب المهاجرين منهم أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي قحافة -ط-، وفي (4/645/ح3922) ، كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي ? وأصحابه إلى المدينة، وفي (5/248/ح4663) ، كتاب تفسير القرآن، باب قوله + ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا _، ناصرنا، السكينة: فعيلة من السكون، ومسلم (4/1854/ح2381) ، كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -، باب من فضائل أبي بكر الصديق-ط-، والترمذي (5/278ح3096) كتاب التفسير، باب ومن سورة التوبة، من طرق عن همام عن ثابت به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، إنما يعرف من حديث همام تفرد به» . والحديث سيورده المصنف في الرواية رقم (118) من طريق آخر عن عفان، إلا أنه جعله من حديث قتادة عن أنس، وهو وهم كما سيأتي في (ص113) . (¬3) ابن الحسن بن شاذان، أبو الحسن الحِمْيَري البغدادي الحربي السكري، ويعرف بالصيرفي وبالكيّال، وبالناقد أيضاً -كما في الإسناد الذي بعد هذا-، والجهبذ ـ كما في الرواية رقم (13) ـ وثقه الخطيب، وعبد العزيز الأزجي، والعتيقي. انظر: تاريخ بغداد (12/40-41) ، الأنساب (7/96) ، العبر (3/33) ، ميزان الاعتدال (3/148) ، لسان الميزان (4/246-247) . (¬4) الخُتُّليّ: بخاء مضمومة ومثناة ثقيلة مضمومة، وهي قرية على طريق خراسان، إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة. اللباب (1/421) وتوضيح المشتبه (2/201) .

بْنُ عَبْدَةَ (¬1) الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَجَّاج (¬2) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ (¬3) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَتِيق، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: «لا عَدْوَى وَلا طِيَرَة وأُحِبّ الفأْل الصَّالِحَ» (¬4) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ (¬5) . 4 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر بن محمد الناقد، حدثنا عبد الله ¬

(¬1) ابن حرب العباداني البصري، رماه ابن عدي بالكذب. وقال الدارقطني: «لا شيء» ، وقال البرقاني: «محمد بن عبدة عند أصحاب الحديث من المتروكين» ، وقال الذهبي: «إلى صرامته المنتهى، وهو في باب الرواية تالف متَّهَم» . انظر: الكامل لابن عدي (6/2302) ، وتاريخ بغداد (2/379-380) ، وميزان الاعتدال (3/634) ، والمغني في الضعفاء (2/610) ، ولسان الميزان (5/272-273) . (¬2) ابن زيد السَّامي -بالمهملة-، أبو إسحق البصري، ثقة يهم قليلًا. (¬3) الدبَّاغ البصري، مولى حفصة بنت سيرين. (¬4) إسناده ضعيف جدًّا من أجل محمد بن عبدة القاضي، والحديث صحيح أخرجه مسلم كما قال المصنف. (¬5) صحيح مسلم (4/2223/34) كتاب السلام، باب الطيرة والفأل.

بْنُ مُحَمَّدٍ (¬1) البَغَويّ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُبَشِّر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عُمَير بْنِ هَانِي، عَنْ جُنَادة ابن أَبِي أُمَيَّة (¬2) ، عَنْ عُبَادة بْنِ [ل/2ب] الصَّامِتِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ: «مَنْ شهِد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه، لاشريكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنّ السّاعةَ لاريبَ فِيهَا، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حقٌّ، ¬

(¬1) ابن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه، يعرف بابن بنت منيع، الحافظ الإمام، الحجة المعمر، مسند العصر، أبو القاسم البغوي الأصل، البغدادي الدار والمولد، ولد سنة أربع عشرة ومائتين على الأصح، وتوفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة عن مائة سنة وثلاث سنين، وشهر. انظر: فهرست ابن النديم (ص383-384) ، تاريخ بغداد (10/111-117) ، والأنساب (4/1578-1579) ، وسير أعلام النبلاء (14/440-457) . (¬2) هو جُنَادة -بضم أوله ثم نون- ابن أبي أميّة الأزْدي، أبو عبد الله الشامي، يقال: اسم أبيه كثير، مختلَف في صحبته. قال العجلي: «تابعي ثقة» ، وقال الحافظ ابن حجر: والحق أنهما اثنان؛ صحابي وتابعي، متفقان في الاسم وكنية الأب، وقد بينت ذلك في كتابي في الصحابة، ورواية جنادة الأزدي عن النبي ? في سنن النسائي، ورواية جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عبادة بن الصامت في الكتب الستة. اهـ. وأما ابن معين فلم يفرق بينهما وعدهما واحدًا وصحابيًّا، قال إبراهيم بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين وسئل: «أجنادة بن أبي أمية الذي روى عنه مجاهد له صحبة؟ قال: نعم، قلت: أهو الذي يروي عن عبادة ابن الصامت؟ قال: هو هو» . وأما الذهبي فقد رجح كونه تابعيًّا فقال: «وأما ابن سعد والعجلي وطائفة فقالوا: تابعي شامي، وهو الصواب، وصح له حديث، فيكون مرسلًا» . والصواب: ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر؛ لأن هذا الحديث من روايته عن عبادة بن الصامت، وهو في الكتب الستة، والله أعلم..انظر: الطبقات لابن سعد (7/439) ، سؤالات ابن الجنيد (ص334/رقم248) ، والتاريخ الكبير (2/232) ، طبقات خليفة (ت 2905) ، والجرح والتعديل (1/515) ، الثقات للعجلي (1/272) ، وسير أعلام النبلاء (4/62-63) ، والإصابة (ت 1201) ، وتهذيب التهذيب (2/115) ، وتقريب التهذيب (142/ت973) .

وَأَنَّ النَّارَ حقٌّ، وأنَّ عِيسَى عبدُ اللَّهِ ورسولُه، وكلمتُه ألقَاها إِلَى مريمَ ورُوحٌ مِنْهُ، أَدْخَلَه اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كانَ مِنْ عَمَل» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬1) وَمُسْلِمٌ (¬2) . 5 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّفَّاءُ فِي رَحْبَة طَيْفُور (¬3) جَانِبَ الشَّرْقِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبة الحُسَين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَر (¬4) الحَرَّانيّ، حَدَّثَنَا مَخْلَد بْنُ مَالِكٍ السَّلْمَسِيْنيّ (¬5) ، ¬

(¬1) صحيح البخاري (4/139/46) ، باب قول الله تعالى: + إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ. . . _ إلى قوله: + كن فيكون _، عن صدقة بن الفضل، عن الوليد، عن الاوزاعي به، وعن ابن جابر، عن عمير، عن جنادة، وزاد: «من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء» . (¬2) صحيح مسلم (1/57/46) ، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، عن داود بن رشيد، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن عمير به، وزاد مثل ما في البخاري. (¬3) هو موضع ببغداد، نسب إليه أبو بكر عمر بن عبد الله بن محمد بن هارون البزّاز الطيفوري. الأنساب (4/97) . (¬4) اسم أبي معشر مودود السلمي الجَزَري، صاحب التصانيف، مات في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. ترجمته في سير أعلام النبلاء (14/510-512) . (¬5) ابن جابر الحَرّاني السَّلْمَسِيْني، السَّكْسَكي، روى عن عَطّاف بن خالد وغيره. وعنه أبو زرعة، وقال: «لا بأس به خرجت إلى قريته على فرسخين من حران، فكتبت عنه» . وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه، فقال: «شيخ» . الجرح والتعديل (8/349) . والسلمسيني نسبة إلى قرية بحران كما تقدم، وقال ياقوت الحموي: «قرية قرب حرّان من نواحي الجزيرة بينها وبين حرّان فرسخ، ينسب إليها مخلد بن مالك بن سنان القرشي السلمسيني، ذكره ابن حبان في «كتاب الثقات» ، قال: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين» . معجم البلدان (3/240) .

حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ (¬1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ النبيّ ? أقاد من خَدش (¬2) » (¬3) . ¬

(¬1) ابن عبد الله بن العاص المخزومي، أبو صفوان المدني. حكى البخاري عن مالك أنه لم يحمده، كما حكى أبو سلمة الخزاعي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه ذهب إليه فلم يَرْضَه. وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى: «ليس بالمتين عندهم، غمزه مالك» . وقال ابن حبان: «يروي عن نافع وغيره من الثقات ما لا يشبه حديثهم، وأحسبه كان يؤتى ذلك من سوء حفظه؛ فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته إلا فيما وافق الثقات، كان مالك بن أنس لايرضاه» . ووثقه غير مالك وابن مهدي، قال ابن معين: «ليس به بأس صالح الحديث» ، وقال الإمام أحمد: «ليس به بأس من أهل المدينة» ، وقال مرة: «صالح الحديث» ، وروى أبو طالب عنه قال: «هو من أهل المدينة، ثقة صحيح الحديث، روى نحو مائة حديث» ، وقال أبو زرعة: «ليس به بأس» . وهو عند أبي حاتم بحال محمد بن إسحاق، وسئل عنه فقال: «ليس بذاك» . وقال ابن عدي: «والعطاف روى عنه أهل المدينة وغيرهم، وروى قريبًا من مائة حديث كما قال أحمد بن حنبل، ولم أر بحديثه بأسًا إذا حدث عنه ثقة» . انظر: العلل ومعرفة الرجال (1/247) ، والتاريخ الكبير (7/92) ، وشرح معاني الآثار (1/259) ، والجرح والتعديل (7/32) ، وبيان الوهم والإيهام (2/464) ، وتهذيب الكمال (5/470) ، والكاشف (2/279) ، وسير أعلام النبلاء (8/273) ، وتهذيب التهذيب (7/ا98) ، والتقريب (458/ت4612) . (¬2) الخدش هو القشر بالعود، وخدش الجلد: قشره بعود أو نحوه. انظر: الفائق في غريب الحديث (1/256) ، والمجموع المغيث (1/555) ، والنهاية (2/14) ، ومجمع بحار الأنوار (2/15) . (¬3) إسناده ضعيف، فيه: عطاف بن خالد وهو صدوق يهم، وأحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الرفاء لم أقف له على ترجمة. أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (2/193) ، وأبو بكر بن المقرئ في «فوائده» (ل99/ب) كلاهما عن أبي عروبة الحرّاني به، قال ابن حبان: «وليس هذا من حديث ابن عمر ولا نافع» ، قال ابن القيسراني: «عطاف بن خالد لم يرضه مالك» . تذكرة الحفاظ (أطراف أحاديث المجروحين لابن حبان) (107/رقم 244) . وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/2015) من طريق سعيد بن عثمان الحراني والحسين بن أبي معشر، قالا: حدثنا مخلد بن مالك، حدثنا العطّاف بْنُ خَالِدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر وذكر الحديث. وقال: «وهذا لم أسمعه بهذا الإسناد إلا منهما جميعاً، وهو منكر» .

تَفَرَّدَ بِهِ مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ (¬1) . 6 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اليَسَع (¬2) الْقَارِئُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سُلَيمان (¬3) بِالْحَرْمَلِيَّةِ (¬4) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَبيب (¬5) ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَم (¬6) ، عَنْ نُعَيم بْنِ ¬

(¬1) كذا قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/273) في ترجمة العطاف: «تفرد -أي العطّاف- عن نافع عن ابن عمر «أن النبي ? أقاد من خدش» ، وهذا منكر، لكن تفرد عنه مخلد بن مالك» . قلت: أخرجه ابن المقرئ في «فوائده» (ل99/ب) عن أبي عروبة، عن مخلد بن مالك، عن أبي خالد الأحمر، عن الحجاج بن أرطاة: «أن النبي ? أقاد من خدش» ، وهذا مرسل. (¬2) ابن طالب أبو القاسم القارئ، الأنطاكي، سكن بغداد وحدث بها، كان مولده سنة ثلاثمائة. قال الأزهري: «ليس بحجة» . توفي يوم الجمعة، ثاني ذي الحجة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (10/134-135) . (¬3) ذكره الخطيب فيمن روى عنه عبد الله بن محمد بن اليَسَع القارئ، كما ذكره السمعاني في الأنساب، من غير جرح ولا تعديل. قال السمعاني: «يروي عن يعقوب بن كعب الحلبي، روى عنه أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني» . قلت: روى عنه الطبراني في الصغير عن يعقوب بن كعب الحلبي. تاريخ بغداد (10/134-135) ، والأنساب (2/206) ، والمعجم الصغير (1/254) . (¬4) الحرملية: نسبة إلى الحَرْمَل -بفتح الحاء المهملة والميم والراء الساكنة، وفي آخرها اللام- قال السمعاني: «وهي قرية من قرى أنطاكيا - فيما أظن- منها عبد العزيز بن سليمان الحرملي الانطاكي» . وجزم ياقوت الحموي بأنها من قرى أنطاكيا. الأنساب (2/206) ، واللباب (1/359) ، ومعجم البلدان (2/243) . (¬5) لم أتبين من هو، لعله محمد بن حبيب بن محمد البارودي، بصري قدم بغداد وحدث بها عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، روى عنه أحمد بن علي الخزاز، والحسن بن عليل، وعبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ. قَالَ الخطيب: «كان صدوقاً» . تاريخ بغداد (2/277) . (¬6) هو عثمان بن مقسم، أبو سلمة الكندي مولاهم، البصري، البَرِّي، متروك. تركه ابن المبارك والقطان، وكان قليل الحديث يتهم ببدعة، ووضع الحديث. انظر الطبقات لابن سعد (7/285) ، وتاريخ خليفة (ص449) ، والتاريخ الكبير (6/252-253) ، والجرح والتعديل (6/167-169) ، والمجروحين (2/101) ، والميزان (3/48-56) .

عَبْدِ اللَّهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فليَجْتَنِبِ الوجهَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ» (2) ¬

(1) المجمر المدني، مولى آل عمر، ثقة. (2) هذا الحديث منكر جدًّا بهذا الإسناد، فيه: - عثمان بن مِقْسَم البَرّي، وهو متروك، وقد تفرد برواية هذا الحديث عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ولم يتابعه عليه أحد. - وعبد العزيز بن سليمان الحرملي، لم أعرف فيه جرحاً ولا تعديلاً. - وعبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْيَسَعَ القارئ، ضعفه الأزهري. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة يصح بها وهي: ما أخرجه مسلم (4/2017/ح2612/115) كتاب البر والصلة، باب النهي عن ضرب الوجه، وأحمد (2/463، و519) ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/84/40) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/62/637) من طريق قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد (2/244) ، والآجري في «الشريعة» (3/1151/ح722، و723) ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (2/63/638) من طريق سفيان، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد (2/323) من طريق الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وأخرجه أحمد (2/251، و434) ، وابن خزيمة في «كتاب التوحيد» (1/82-83/ح37) ، والآجري في «الشريعة» (3/1152/ح724) من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، وفيه زيادة «ولا تقل: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك» . وأخرجه أيضا البخاري (4/135/ح6221) كتاب الاستئذان، باب بدء السلام، ومسلم (4/2183/ح2841) كتاب الجنة، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير، وأحمد (2/315) ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/93-94/ح44) من طريق معمر، عن همام بن منبه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ? قال: «خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب، فسلم على أولئك -نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه «ورحمة الله» ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن» . قد اختلفت مواقف أهل العلم من هذا الحديث وفي المراد من قوله «على صورته» على النحو التالي: - فمنهم من أنكر ثبوت الحديث ونهى عن التحديث به، كما حكى العقيلي ذلك في «الضعفاء» (2/251-252) عن الإمام مالك -رحمه الله-، ونقله الذهبي في الميزان (2/419) وسير أعلام النبلاء (8/103-104) . وقد اعتذر الذهبي عن الإمام مالك فقال: «أنكر الإمام ذلك لأنه لم يثبت عنده ولا اتصل به، فهو معذور» . - ومنهم من أثبت الحديث وصححه، ولكن اختلفوا في المراد بالضمير في قوله «على صورته» على أقوال: القول الأول: أن الضمير يعود إلى الرحمن عز وجل -كما جاء مصرحاً به في بعض طرق الحديث-، وعليه سائر أئمة السنة من السلف والخلف. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والكلام على ذلك أن يقال: هذا الحديث لم يكن بين السلف نزاع في أن الضمير عائد إلى الله؛ فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك» . انظر عقيدة أهل الإيمان (ص54) . ودليل هذا القول هو هذا الحديث. وأيّده ما جاء عن ابن عمر مصرحاً بأن المراد بالضمير هو الله عز وجل، في الحديث الذي أخرجه: عبد الله بن أحمد في «السنة» (1/268/ح498) ، وابن أبي عاصم في «السنة» (1/228-229/ح517، و518) ، وابن خزيمة في «التوحيد» (1/85/ح41) ، والآجري في «الشريعة» (3/1152/ح725) ، والدارقطني في «الصفات» (56/ح45) و (64/ح48) ، والحاكم في «المستدرك» (2/319) - وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي-، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (3/423-424/ح716) من طرق عن جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ?: «لا تُقَبِّحوا الوجه؛ فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن جل وعز» . وأخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (1/86/ح42) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري به مرسلاً. وقد صحح الحديث مرفوعاً الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه - كما حكى عنهما الذهبي في «الميزان» (2/420) ، والحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (5/183) ، والحاكم، ووافقه الذهبي كما تقدم. وقال الحافظ: «رجاله ثقات» . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/106) : «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وهو ثقة فيه ضعف» . قلت: إذا ثبت هذا فلا سبيل إلى إنكار هذا المعنى، لذلك كان السلف شديدِي الإنكار على من خالف هذا وأوّل معنى الحديث على غير ظاهره. قال الطبراني في «كتاب السنة» : حدثنا عبد الله بن أحمد قال: قال رجل لأبي: إن رجلاً قال: خلق الله آدم على صورته -أي الرجل-، فقال الإمام أحمد: «كذب، هو قول الجهمية» . انظر الميزان (1/603) ، والفتح (5/183) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعلت طائفةٌ الضمير عائداً إلى غير الله تعالى حتى نُقِل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم، كأبي ثور، وابن خزيمة، وأبي الشيخ الأصبهاني، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة» . انظر عقيدة أهل الإيمان (ص55) . وقال حمدان بن علي الوراق، أنه سمع الإمام أحمد -وسأله رجل عن حديث «خلق الله آدم على صورته» على صورة آدم- فقال أحمد: «فأين الذي يروى عن النبي ?: «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن» ؟ ثم قال: «وأي صورة لآدم قبل أن يخلق؟» . انظر الميزان (1/603) . وقال ابن قتيبة في بيان بعض الأسباب التي أدت ببعض الأئمة إلى إنكار هذا المعنى: «والذي عندي -والله أعلم- أن الصورة ليست بأعجب من اليدين، والأصابع، والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأتِ في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد» . تأويل مختلف الحديث (ص221) . وقال الإمام الذهبي مبيناً الموقف الصحيح من حديث الصورة وغيره من أحاديث الصفات: «أما معنى حديث الصورة فنرد علمه إلى الله ورسوله، ونسكت كما سكت السلف، مع الجزم بأن الله ليس كمثله شيء» . وقال مرة بعد ذكره أحاديث الصفات منها حديث الصورة: «فقولنا في ذلك وبابه: الإقرار والإمرار، وتفويض معناه إلى قائلها الصادق المصدوق» . الميزان (2/420) ، وسير أعلام النبلاء (8/105) . القول الثاني: أن الضمير يعود إلى آدم عليه السلام، قال به قوم من أهل الكلام. انظر تأويل مختلف الحديث (ص219) ، وشرح صحيح مسلم (16/166) . قال الحافظ ابن حجر: «واختلف إلى ماذا يعود الضمير، فقيل إلى آدم، أي خلقه على صورته التي استمر عليها إلى أن أهبط وإلى أن مات، دفعاً لتوهم من يظن أنه لما كان في الجنة كان على صفة أخرى، أو ابتدأ خلقه كما وجد، ولم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حالة إلى حالة» . دليلهم حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري ومسلم «خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً. . . الحديث» . قال الحافظ: «وهذه الرواية تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم» . فتح الباري (6/366) . القول الثالث: أن الضمير يعود إلى المضروب، وهو المعروف عن ابن خزيمة في كتاب التوحيد، وأبي ثور، وأبي الشيخ الأصبهاني كما نسب إلى الأخيرين شيخ الإسلام ابن تيمية، ونسبه ابن حجر إلى أنه قول الأكثرين. وحجة هذا القول هو دلالة ظاهر سياق الحديث، لما تقدم من الأمر بإكرام وجه المضروب في قوله «فليجتنب الوجه» . قال الحافظ ابن حجر: «الأكثر أنه يعود على المضروب؛ لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه، ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها» . الفتح (5/183) . قال ابن خزيمة: «توهم بعض من لم يتحرَّ العلم أن قوله «على صورته» يريد صورة الرحمن -عز ربنا وجل من أن يكون هذا معنى الخبر-، بل معنى قوله «خلق آدم على صورته» : الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم، أراد ? أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب، والذي قبح وجهه، فزجر ? أن يقول: ووجه من أشبه وجهك، لأن وجه آدم شبيه وجوه بنيه، فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، كان مقبحاً وجه آدم صلوات الله عليه وسلامه، الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم» . ثم أورد بإسناده رواية «فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن» وقال: «والذي عندي في تأويل هذا الخبر إن صح من جهة النقل موصولاً، فإن في الخبر عللاً ثلاثاً: إحداهن: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده، فأرسل الثوري ولم يقل عن ابن عمر. والثانية: أن الأعمش مدلس، لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت. والثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس، ولم يعلم أنه سمعه من عطاء. كتاب التوحيد (1/87) . وقد وافق ابنَ خزيمة الشيخُ الألباني على تضعيف هذا الحديث، للعلل الثلاث، وزاد عليه بأن جرير ابن عبد الحميد ساء حفظه في آخر عمره، كما ذكره بذلك الذهبي في الميزان (1/394) عن أبي العباس النباتي حيث ذكر عن أبي حاتم قال: «صدوق تغير قبل موته» . كما طعن الشيخ في متن الحديث بأنه مخالف للأحاديث الصحيحة. رياض الجنة (1/429/517) ، والسلسلة الضعيفة (3/316/1176) . قلت: والجواب على ذلك أن يقال: أما مخالفة الثوري للأعمش فقد لا تضر؛ لأنه قد شهد للرواية المرفوعة حديث أبي هريرة، أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/230/ح251) من طريق ابن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبر عن أبي هريرة يرفعه. كما رواه الدارقطني في الصفات (65/ح49) من طريق ابن لهيعة أيضاً عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً. وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، لكنه يصلح في الشواهد والمتابعات، فلذا يتقوى به الحديث والله أعلم. انظر عقيدة أهل الإيمان (ص22) . ثم إن الثوري مذكور في المرتبة الثانية من المدلسين مثل الأعمش، فعلامَ ترجح روايته على رواية الأعمش؟ وأما تدليس الأعمش فلا يضر إن شاء الله، لأنه في المرتبة الثانية من المدلسين، وهم: من احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه. تعريف أهل التقديس (ص23) . وأما حبيب بن أبي ثابت فهو من المرتبة الثالثة من المدلسين، وقد قبل بعض الأئمة عنعنتهم، ومنهم الإمام مسلم في صحيحه، إذا تبين له السماع من وجه آخر. قال الشيخ حمود التويجري: «الظاهر أنه لم يدلس في هذه الرواية، ويدل على ذلك أنه كان يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما مباشرة، فلو كان قد دلس في هذا الحديث لكان جديراً أن يرويه عن ابن عمر رضي الله عنهما بدون واسطة بينه وبينه ليحصل له علو الإسناد، ولكن لما رواه عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما دل ذلك على أنه لم يدلس في روايته، وقد قال ابن أبي مريم عن ابن معين أنه قال في حبيب بن أبي ثابت: «ثقة حجة» ، قيل له: ثبت؟ قال: نعم، إنما روى حديثين، قال: أظن يحيى يريد منكرين، حديث المستحاضة تصلي وإن قطر الدم على الحصير، وحديث القبلة للصائم. وقال ابن عدي: «هو ثقة حجة كما قال ابن معين» . ويؤخذ من قول ابن معين وابن عدي أن رواية حبيب عن عطاء لا تؤثر فيها العنعنة» . عقيدة أهل الإيمان (ص23) . وأما نسبة الذهبي جريراً إلى سوء الحفظ فيقال: إن الإمام نفسه تعقب ذلك بأن المعروف بذلك إنما هو جرير بن حازم، وقد صحح

7 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنِ الحُسَين بْنِ عَلِيٍّ الْحَاكِمِ المَرْوَزيّ (¬1) -وَأَنَا حَاضِرٌ-، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ المَرْوَزيّ (¬2) ، ¬

(¬1) يعرف بابن الطَّبَري، كان أبوه من أهل هَمَذان، وكان أحد العباد المجتهدين، والعلماء المتقنين، حافظاً للحديث، بصيراً بالأثر، متقناً ثبتاً في الحديث والرواية، وصنف الكتب وروى، ومن الفقهاء الكبار لأهل الرأي، توفي بمرو سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وقيل ببخارى، وقيل سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة بمرو. تاريخ بغداد (4/107-108) . (¬2) لم أقف له على ترجمة، ولكن ذكره الخطيب في شيوخ أبي حامد المروزي، وسماه: أحمد بن محمد بن الحارث بن عبد الكريم، فقدم محمدًا على الحارث وهو خطأ، ثم جاء به على الوجه الصواب فقال: «أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن الحسين الهمذاني، أبو حامد، حدثنا أحمد بن الحارث بن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا جدي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي ... » . قلت: هكذا سماه ابن حبان في ترجمة جده محمد بن عبد الكريم، ونص على أنه من شيوخه، وهو الذي يوافق إسناد هذا الحديث إلى الهيثم بن عدي، والله أعلم. انظر تاريخ بغداد (4/107و108) ، والثقات (9/136)

حدثنا محمد بن عبد الكريم (¬1) ، حدثنا الهَيْثَم ابن عَدِيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، [ل/3أ] عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «رَأَيْتُ رسول الله ? دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمامة سَوْدَاءُ» (¬3) . 8 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ محُارِب (¬4) ¬

(¬1) هو محمد بن عبد الكريم بن محمد، أبو جعفر العبدي المَرْوَزي. كذّبه أبو حاتم. وقال الحافظ: «وخلط النباتي في «ذيل الكامل» بالحرّاني شيخ النسائي، فلم يصب» . قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وحفيده أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم من شيوخ ابن حبان كما تقدم، مات سنة ستين ومائتين. انظر الجرح والتعديل (4/16) ، والثقات (9/136) ، وميزان الاعتدال (3/630) ، ولسان الميزان (5/264) ، والتهذيب (9/315) . (¬2) ابن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسيد بن جابر، الأخباري العلامة، أبو عبد الرحمن الطائي، الكوفي المؤرخ أجمعوا على تركه، بل اتهمه بعضهم بالكذب. انظر: التاريخ الكبير (8/218) ، وتاريخ ابن معين (226) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 104) ، والجرح والتعديل (9/85) ، والضعفاء للعقيلي (4/352) ، وتاريخ بغداد (14/52-53) ، والكامل لابن عدي (7/2562-2563) ، وسير أعلام النبلاء (10/103) ، ولسان الميزان (6/210) . (¬3) هذا إسناد ضعيف جداًّ من أجل الهيثم بن عدي، وهو متروك، والحديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه (2/990/ح1358) كتاب الحج، باب جواز دخول مكة بلا إحرام، من طريق عمار الدهني، عن أبي الزبير به، وفيه: «دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام» . (¬4) ابن عمرو بن عامر بن لاحق بن شهاب، أبو محمد الأنصاري، الإصطخري، سكن بغداد وحدث بها. قال الخطيب: «وأكثر من يروي عنهم مجهولون لا يعرفون، وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة» . وكانت وفاته سنة أربع وثمانين وثلاثمائة عن ثلاث وتسعين سنة. تاريخ بغداد (10/133-134) ، ولسان الميزان (3/351) .

الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن روزن، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حدثنا محمد ابن يُوسُفَ الفيِرْيابيّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬1) قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيل بْنَ أَبِي صَالِحٍ (¬2) ، عن عطاء ابن يَزِيدَ (¬3) ، عَنْ تمَيم الدَّارِيِّ قَالَ: قَالَ النبي ?: «أَلا إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ» ، قِيلَ: لِمَنْ؟ قَالَ: «للَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، ولأئمة المسلمين وعامتهم» (¬4) . ¬

(¬1) هو الثوري، لأن حديث الفريابي عن سفيان الثوري في البخاري، ومسلم والنسائي، وابن ماجه كما في «تهذيب الكمال» (27/53) ، وحديثه عن سفيان بن عيينة خارج الكتب الستة، وهذا الحديث رواه عن سهيل كل من سفيان الثوري وابن عيينة كما أخرجه مسلم. (¬2) هو سهيل بن أبي صالح ذكوان السَّمّان، أبو يزيد المدني. لينه بعضهم ووثقه آخرون ووصفوه بالحفظ والثبت، لكنه تغير بأخرة فاعتل حفظه. قال يحيى بن معين: «سهيل بن أبي صالح والعلاء بن عبد الرحمن حديثهما قريب من السواء، وليس حديثهما بحجة» . وقال أبو حاتم: «يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو أحب إليَّ من العلاء ومن عمرو بن أبي عمرو» . قلت: يحيى بن معين وأبو حاتم من المتشددين، وحديثه لاينزل عن رتبة الحسن إن شاء الله تعالى، وقد قال ابن معين مرة: «ثقة» . ولذلك قال الحافظ ابن حجر: «صدوق تغير حفظه بأخرة» . انظر: طبقات خليفة (266) ، والتاريخ الكبير (4/104-105) ، والجرح والتعديل (4/246-247) ، وتهذيب الكمال (12/223-228) ، وتذهيب التهذيب (2/62/2) ، وسير أعلام النبلاء (5/458) ، وتاريخ الإسلام (5/261) ، والتهذيب (4/263-264) ، والتقريب (259/2675) . (¬3) الليثي المدني، ثقة. (¬4) إسناده ضعيف فيه: مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُحَارِبٍ الأنصاري متكلم فيه، أحاديثه مقلوبة. وإبراهيم بن روزن لم أجد ترجمته. والحديث صحيح أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة (1/74/ح55) عن محمد بن عباد المكي عن سفيان بن عيينة، وفي (1/75/ح55) عن محمد بن حاتم عن ابن مهدي عن سفيان الثوري، وعن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم، ثلاثتهم عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عن عطاء بن يزيد به. وفي حديث محمد بن عباد عن ابن عيينة قصة، قال: قلت لسهيل: إن عمراً (هو ابن دينار) حدثنا عن القعقاع عن أبيك، قال: ورجوت أن يسقط عني رجلاً، قال: فقال: سمعته من الذي سمع منه أبي -كان صديقًا له بالشام-، ثم حدثنا سفيان عن سهيل عن عطاء بن يزيد ... فذكره. انظر أيضًا: «تحفة الأشراف» (2/116-117) .

9 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: قُرِئ عَلَى أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنِ الحُسَين المَرْوَزيّ ـ وَأَنَا حَاضِرٌ ـ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ المَرْوَزيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا الهَيْثَم ابن عَدِيّ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ?: «إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِض العلمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعه مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يبقَ عَالِمٌ اتَّخَذ النّاسُ رؤوساً جُهَّالاً فَسُئِلُوا فأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فضَلّوا وأضَلّوا» (¬1) . 10 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ ¬

(¬1) إسناده ضعيف جداًّ من أجل الهيثم بن عدي، وهو متروك كما تقدم في الرواية رقم (7) . والحديث صحيح أخرجه البخاري (1/41/ح100) ، كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم، من طريق مالك، ومسلم (4/2058/ح2673) ، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، من طريق جرير، كلاهما عن هشام به. كما أخرجه البخاري أيضًا في (7/499/ح7307) كتاب الاعتصام، باب ما يذكر من ذم الرأي من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن شريح وغيره عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ به مع اختلاف يسير في لفظه. وسيورده المصنف في الرواية رقم (536، و728) من طريق هشام بن عروة به.

الوَرَّاق (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُميد (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّام الْوَلِيدُ بْنُ شُجاع (¬3) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا محمد بن عمرو (¬4) ، ¬

(¬1) البغدادي، المستملي، ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وثّقه البرقاني جدًّا. وقال العتيقي: «كان يفهم، حدث قديماً، وكان أمره مستقيماً، وكانت كتبه قد ضاعت» . وقال ابن أبي الفوارس: «أبو بكر بن إسماعيل متيقظ حسن المعرفة، وكانت كتبه قد ضاعت، واستحدث نسخاً من كتب الناس، فيه بعض التساهل» ، وقال عبيد الله الأزهري: «حافظ لين في الرواية، يحدث من غير أصل» . قال الذهبي تعليقاً على ذلك: «التحديث من غير أصل قد عمّ اليوم وطمّ، فنرجو أن يكون واسعاً بانضمامه إلى الإجازة» . مات في ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (2/53-55) ، والعبر (3/8) ، وميزان الاعتدال (3/ 484) ، وسير أعلام النبلاء (16/388-390) ، ولسان الميزان (5/80) ، وشذرات الذهب (3/92) . (¬2) أبو حامد الحضرمي البغدادي، المعروف بالبعراني، ولد سنة ثلاثين ومائتين ومات في المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وله نيف وتسعون سنة، روى عنه الدارقطني ووثقه. سؤالات السهمي (رقم18) ، وتاريخ بغداد (3/358-359) ، والعبر (2/188) ، والوافي بالوفيات (5/148) ، شذرات الذهب (2/291) . (¬3) ابن الوليد بن قيس، السكوني الكوفي، ثم البغدادي، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين على الصحيح. قال ابن معين والنسائي: «لا بأس به» ، وقال أحمد بن حنبل: «اكتبوا عنه» ، وقال سريج بن يونس: «ما فعل ابن أبي بدر؟ كانوا يضعفونه» ، وقال صالح جزرة: «تكلموا في أبي همام» ، وقال أبو حاتم: «صدوق يكتب حديثه لا يحتج به» . قال الذهبي: «قد احتج به مسلم، وهو على سعة علمه قل أن تجد له حديثاً منكراً، وهذه صفة من هو ثقة» ، وقال ابن حجر: «ثقة» . انظر: الجرح والتعديل (9/7) ، واللباب (2/125) ، وتهذيب الكمال (31/22-28/ت6709) ، وسير أعلام النبلاء (12/23) ، والتهذيب (11/135-136) ، والتقريب (582/7428) . (¬4) ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني. قال الحافظ: "صدوق له أوهام". وثقه ابن معين في رواية ابن محرز، وابن طهمان، وأحمد بن أبي مريم. وقال عبد الله بن أحمد: "سمعت ابن معين سئل عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، والعلاء بن عبد الرحمن، وعبد الله بن محمد ابن عقيل، وعاصم بن عبيد الله فقال: "ليس حديثهم بحجة"، فقيل له: فمحمد بن عمرو؟ قال: "هو فوقهم". وقال النسائي: " لابأس به"، وقال مرة: "ثقة"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث، يكتب حديثه، وهو شيخ". وقال الجوزجاني: "ليس بالقوي، وهو ممن يشتهى حديثه"، وقال ابن عدي: "روى له مالك في الموطأ، وأرجو أنه لابأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "وكان يخطئ"، وقد ذكره البخاري في التاريخ وسكت عنه، وأخرج له في الصحيح مقروناً بغيره، ومسلم في المتابعات. انظر تاريخ خليفة (ص420) ، وطبقات خليفة (ص270) ، والتاريخ الكبير (1/191-192) ، والجرح والتعديل (8/30) ، وتاريخ ابن معين برواية ابن محرز (ت507) ، وابن طهمان (ت24) ، وأحوال الرجال (243/ت249) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص133) ، والثقات (7/377) ، والكامل لابن عدي (6/2229-2230) ، وتهذيب الكمال (26/212-218) ، والميزان (3/673-674) ، والتهذيب (9/375-377) ، وسير أعلام النبلاء (6/136) .

عَنْ أَبِي (¬1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله ? قال: «من [ل/3ب] قَامَ (¬2) إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِر لَهُ مَا تقدَّم من ذنبه» (¬3) . ¬

(¬1) ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني. (¬2) كذا وقع هنا "من قام" بدون لفظ "رمضان"، وقد أثبت الناسخ فوق كلمة "قام" كلمة "صح" حتى لا يتوهّم التصحيف، وفي "حديث علي بن حجر السعدي" عن إسماعيل بن جعفر عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سلمة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من صام رمضان وقامه إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تقدم من ذنبه)) ، فلعله سقط الجزء الأول من الحديث، ويحتمل أن يكون من صنيع أبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ؛ لأنه كان يحدث من غير أصل، وضاعت كتبه كما تقدم من كلام ابن أبي الفوارس والأزهري. انظر: حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر (240/ح147) . (¬3) إسناده حسن، فيه محمد بن عمرو وهو صدوق وكان يخطئ، وفيه أيضاً أبو بكر الوراق وهو ثقة إلا أنه كان فيه بعض التساهل وكان يحدث من غير أصل. والحديث صحيح عن محمد بن عمرو، أخرجه الترمذي (3/67/ح683) من طريق عبدة والمحاربي، وابن ماجه (1/420/ح1326) من طريق محمد بن بشر، وأحمد (2/385) من طريق حماد، وفي (2/503) من طريق يزيد بن هارون، كلهم عن محمد بن عمرو بهذا السند. وأخرجه البخاري (1/22/رقم38) ، وفي (2/672/1802) من طريق يحيى بن سعيد، وفي (2/709/رقم1910) من طريق الزهري. ومسلم (1/523/رقم760) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلهم عن أبي سلمة عنه به بنحوه بزيادة ((ومن قام ليلة القدر إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))

11 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا محمد بن هارون بن المُجَدَّر (¬1) ، حدثنا الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس (¬2) قال: سمعت ابن المبارك يقول: «الجهمية (¬3) كُفَّار» (¬4) . ¬

(¬1) هو محمد بن هارون بن حميد أبو بكر البيع، المعروف بابن المجدَّر البغدادي. والمجدَّر: بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة المهملة، وفي آخرها الراء، هذه اللفظة إنما تقال لمن به الجدري، فذهب وبقي الأثر. وثقه الخطيب، وقيل: كان فيه انحراف بين عن الإمام علي، ينقم أموراً، قال الذهبي: "صدوق مشهور لكن فيه نصب وانحراف"، مات في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (3/357) ، والأنساب (5/201) ، والعبر (2/154) ، والميزان (4/57) ، والمغني في الضعفاء (2/272/ت6056) ، واللسان (5/410-411) . (¬2) ماسرجس: بفتح المهملة، وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة. التقريب (163/ت1275) . (¬3) الجهمية: هم أتباع جهم بن صفوان، وهو من الجبرية الخالصة. ظهرت بدعته بترمذ وقتله مسلم بن أحوز المازني بمرو في آخر ملك بني أمية، وافقته المعتزلة في نفي الصفات الأزلية وزاد عليهم. والجهم تلميذ الجعد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد الله القسري سنة أربع وعشرين ومائة على الزندقة والإلحاد، وهو أول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته. انظر: الشريعة للآجري (3/1122/694) ، والملل والنحل للشهرستاني (ص36) . (¬4) إسناده صحيح، أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1/109/رقم 15) عن الحسن بن عيسى مولى عبد الله بن المبارك به. وروى أبو بكر الآجري في "الشريعة" (1/500/164) من طريق أحمد بن يونس قال: سمعت عبد الله ابن المبارك قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: "من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم". وأخرج نحوه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2/255/427) من طريق الحسين بن شبيب قال: سمعت ابن المبارك وقرأ ثلاثين آية من طه ... فذكره. قلت: وقد وردت نصوص كثيرة عن أئمة السلف تدل على كفر من قال بخلق القرآن منهم: هارون الفروي، وأبو بكر بن عياش، ووكيع بن الجراح، ويزيد بن هارون، والشافعي، وأحمد وغيرهم.

12 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المطلب الشَّيْبانيّ (¬1) ، حدثنا الحسن ابن مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ (¬2) ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النجَّار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يُونُسَ ـ يَعْنِي بن يَزِيدَ الأَيْلِيَّ (¬4) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ¬

(¬1) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن البهلول بن همام بن المطلب، أبو المفضل الشيباني الكوفي، نزل بغداد وحدث بها، كذّبه الدارقطني، والأزهري، وحمزة الدقاق، كان مولده سنة سبع وتسعين ومائتين. ومات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر ببغداد، كما نقل الخطيب عن الأزهري والعتيقي. انظر سؤالات السهمي (رقم401) ، وتاريخ بغداد (5/466-468) ، وانظر موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني (2/591-592) . (¬2) هو الحسن بن محمد بن عبد الله بن شعبة، أبو علي الأنصاري، ترجم له الخطيب وذكر من تلاميذه أبا الفضل الزهري، وقال فيه: "كان ثقة"، كما روى حديثاً قال في إسناده: حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة (كما هنا) ، فيظهر أنه مشهور بالنسبة إلى جده الأعلى. تاريخ بغداد (7/415) . (¬3) أبو يزيد الظَّفَري ـ نسبة إلى الظَّفَريّة، محلة بشرقي بغداد. وهو من ولد قيس بن الحطيم ببغداد في قنطرة الأنصار ـ قال فيه الدارقطني: "لم يكن بالقوي". مات سنة خمس وخمسين ومائتين. تاريخ بغداد" (13/92) ، والأنساب" (4/102) ، تهذيب الكمال (1/500 - في ترجمة أيوب النجار -) (¬4) الأيلي: بفتح الهمزة وسكون التحتانية بعدها لام، ثقة إذا حدّث من كتابه، إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً، وفي غير الزهري خطأ. التقريب (711/ت7919) .

أَبِي سلَمة (¬1) ، عَنْ عَائِشَةَ «أَنَّ النبيّ ? كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ غَسَل يَدَيْه، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُب توضَّأ وُضُوءَه للصلاة» (¬2) ¬

(¬1) ابن عبد الرحمن الزهري. (¬2) إسناده واه بمرة، فيه: - محمود بن محمد الأنصاري لم يكن بالقوي. - محمد بن عبد الله بن المطلب متهم. وأخرجه النسائي (1/152/ح256) كتاب الطهارة، باب اقتصار الجنب على غسل يديه إذا أراد أن يأكل، من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس به بلفظ: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ، وإذا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ غَسَلَ يَدَيْهِ)) . وأخرجه أيضاً (1/153/ح257) باب اقتصار الجنب على غسل يديه إذا أراد أن يأكل أو يشرب، من طريق ابن المبارك به، وزاد: ((أو يشرب)) . وأخرجه أبو داود (1/151/ح223) ، كتاب الطهارة، باب الجنب يأكل، والنسائي في "عشرة النساء" (ص152/ح159) من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري به. قال أبو داود: "ورواه ابن وهب عن يونس، فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصوراً، ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري كما قال ابن المبارك، إلا أنه قال: عن عروة، أو أبي سلمة، ورواه الأوزاعي، عن يونس عن الزهري، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، كما قال ابن المبارك". وقد وهم صالح بن أبي الأخضر في ذكر عروة؛ لأنه ضعيف في الزهري وفي غيره، ولأنه خالف الأكثر والأوثق كالليث ويونس. انظر حديث الزهري المعل للدكتور عبد الله محمد حسن دمفو (1/190) . وأخرجه مسلم (1/248/ح21) كتاب الحيض، باب جواز نوم الجنب ... من حديث الليث عن ابن شهاب، عن أبي سلمة به، وليس فيه ذكر غسل اليدين قبل الأكل. ومثله أخرج النسائي (1/153/ح258) باب وضوء الجنب إذا أراد أن ينام. وأخرجه مسلم (1/248/ح22) كتاب الحيض، باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يجامع، وأبو داود (1/151/ح224) كتاب الطهارة، باب من قال يتوضأ الجنب، والنسائي (1/151-152/ح255) كتاب الطهارة، باب وضوء الجنب إذا أراد أن يأكل، وابن ماجه (1/194/ح591) باب في الجنب يأكل ويشرب من طرق عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة بلفظ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إذا كان جنباً، فأراد أن يأكل أو ينام، توضأ وضوءه للصلاة)) ، وليس عند ابن ماجه: ((أو ينام)) .

13 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الجِهْبِذ، حَدَّثَنَا الحسن ابن الطَّيِّب (¬1) الشُّجاعيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ العَلاَّف (¬2) ، حدثنا سلام ابن أَبِي الصَّهْباء (¬3) ، عَنْ ثَابِتٍ (¬4) ، عَنْ أَنَسٍ ¬

(¬1) ابن حمزة، أبو علي الشجاعي البلخي، نزيل بغداد، ابن أخي الحافظ الحسن بن شجاع. وحكى أبو الحسن بن سفيان الحافظ عن ابن زيدان أنه لما ذكر له أن ابن سعيد أبا القاسم يتكلم في الحسن ابن الطيب البلخي قال: "ما للبلخي؟! كتبت عنه قمطراً"، قال ابن سفيان: "وأحسبه قال: ثقة". وأما الإسماعيلي فكان حسن الرأي فيه، وقال البغوي: "ما للبلخي؟! ما سألته عن شيخ إلا أعطاني صفته وعلامته، ومنزله"، قال الدارقطني: "لا يساوي شيئاً؛ لأنه حدث بما لم يسمع". وكذا تكلم فيه ابن عقدة، وقال البرقاني: "ذاهب الحديث". وقال مطين: "كذاب".. والشجاعي نسبة إلى جد المنتسب إليه. انظر سؤالات السهمي (رقم246) ، وتاريخ بغداد (7/333-336) ، واللباب (2/186) ، والميزان (1/501) ، والمغني في الضعفاء (1/161) ، اللسان (2/215-216) ، وسير أعلام النبلاء (14/260) . وانظر موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني (1/201) . (¬2) هو إبراهيم بن الحسن بن نَجِيح العلاّف البصري، روى عنه أبو زرعة وقال: "كتبت عنه بالبصرة، وكان صاحب قرآن، وكان بصيراً به، وكان شيخًا ثقة". والعلاف: يقال لمن يبيع العلف ويجمعه، ولعل جد المنتسب إليه كان يفعل ذلك. انظر الجرح والتعديل (2/92) ، واللباب (2/366) . (¬3) هو سلاّم بن أبي الصَّهْباء، أبو المنذر الفزاري. ضعفه يحيى بن معين. وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "ممن فحُش خطؤه، وكثر وهمه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"، وقد حسّن حديثه أحمد، وقال أبو حاتم الرازي: "هو شيخ"، وقال ابن عدي: "أرجو أنه لا بأس به". الجرح والتعديل (4/257) ، والمجروحين (1/337) ، والميزان (2/370) ، واللسان (3/58-59) . (¬4) هو البُنَاني.

قال: قال رسول الله ?: «الدُّعَاءُ لا يُرَدّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ» (¬1) . 14 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد (¬2) الرَّزَّاز، ¬

(¬1) هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، تفرد به سلاّم بن أبي الصهباء، وهو منكر الحديث، وقد خالفه أبو إسحاق السبيعي، فرواه عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن أنس. أخرجه ابن أبي شيبة (10/226) ، وأحمد (3/155، 254) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ح67) ، وعنه ابن السني (ص41/ح102) ، وابن خزيمة (1/222/ح427) ، وابن حبان (4/593-594) من طرق عن إسرائيل، عنه به، وفيه زيادة: "فادعوا"، وعند ابن حبان: ((الدعاء بين الأذان والإقامة يستجاب، فادعوا)) ، وقد تابع أبا إسحاق، ابنُه يونس، أخرج حديثه أحمد (3/225) ، وابن خزيمة (1/222/ح426-427) . وإسناده صحيح. - وقد روي الحديث من وجه آخر عن أنس، من طريق زيد العمي، عن أبي إياس، إلا أن هذا الطريق معلة كما قال الترمذي عنه. أخرجه عبد الرزاق (1/495/ح1909) - وعنه أحمد (3/119) ، وابن أبي شيبة (10/225) -، وأبو داود (1/358-359/ح521) كتاب الصلاة، باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة، والترمذي (1/415-416/ح212) أبواب الصلاة، باب ما جاء في أن الدُّعَاءُ لا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ والإقامة، وفي (5/538/ح3595) كتاب الدعوات، باب في العفو والعافية، وابن ماجه (5/538/ح3594) كتاب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، من طرق عن سفيان الثوري، عنه به. وعند ابن ماجه زيادة: ((قال: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة)) . قال الترمذي: "هذا حديث حسن، وقد زاد يحيى بن اليمان في هذا الحرف، قالوا: ... فذكر مثل الزيادة التي عند ابن ماجه"، وقال في الموضع الآخر: "وهكذا روى أبو إسحاق الهمداني هذا الحديث عَنْ بُرَيد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الكوفي، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم نحو هذا، وهذا أصح". قلت: وزيد العمي هو ابن الحَوَاري العمي البصري، قاضي هراة، هو مولى زياد بن أبيه، مختلف فيه، وثقه بعضهم، وضعفه بعضهم جدًّا، والأقرب أن يقال: صدوق سيئ الحفظ؛ فيحتمل أن تكون علة هذا الطريق من قبله. انظر تهذيب الكمال (10/56-60) ، والتهذيب (3/351-352) . والحاصل أن الحديث لم يثبت من طريق ثابت عن أنس، ولا من طريق أبي إياس عنه، وإنما صحّ من طريق بُرَيد ابن أبي مريم عنه، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬2) ابن العباس بن دينار الكندي، كان مولده سنة ثمانين ومائتين، وسمع الحديث سنة تسعين ومائتين. قال العتيقي: "كان ثقة أميناً، مستوراً، له أصول حِسان"، مات سنة اثنتين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (12/85-86) .

حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفة مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفة بْنِ مَاهَان (¬1) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَبَلَة الشِّيْرَازيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا مجُاشِع (¬3) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْد اللَّهِ (¬4) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرة (¬5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ صَامَ ثَلاثَةَ عَشَرَ مِنَ الْبِيضِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صيامَ ثلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ أربعَ عَشْرَةَ مِنَ الْبِيضِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صيامَ أربعَ عشرة سنةً [ل/4أ] وَمَنْ صَامَ يومَ خمسَ عَشْرَةَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صيامَ ¬

(¬1) أبو حنيفة القَصَبي، الواسطي، سكن بغداد وحدث بها، قال الداقطني: "ليس بالقوي". سؤالات الحاكم (رقم219) ، وتاريخ بغداد (2/296) . (¬2) لم أقف له على ترجمة، إلا أنه مذكور فيمن روى عنهم محمد بن حنيفة. انظر تاريخ بغداد (2/296) . (¬3) هو مجاشع بن عمرو، أبو يوسف، منكر الحديث متروكه، واتهمه ابن معين بالكذب، وابن حبان بالوضع. انظر الضعفاء للعقيلي (4/264) ، والجرح والتعديل (8/390) ، والمجروحين (3/18) ، والكامل (6/2449-2450) ، ولسان الميزان (5/15-16) ، والكشف الحثيث (ص214) . (¬4) هو النخعي. (¬5) ابن عبد الرحمن الشَّيْباني، أبو عبد الرحمن، أو أبو عمرو ابن أبي وكيع الكوفي. وثّقه أحمد وابن معين. وقال أبو زرعة: "لا بأس به، مستقيم الحديث". وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم ذكره في "المجروحين"، وأفرط في جرحه، ولا يلتفت إليه؛ لأنه مخالف للأئمة، فلذلك قال الحافظ ابن حجر: "لا بأس به"، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة. انظر العلل لأحمد (2/29) ، والجرح والتعديل (9/92) ، والثقات لابن حبان (7/578) ، والمجروحين (3/93) ، والتقريب (569/ت7236) .

خمسَ عَشْرَةَ سَنَةً» . تَفَرَّدَ بِهِ مُجاشِع بْنُ عَمْرٍو (¬1) . 15 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَم العَطَّار (¬2) ، حَدَّثَنَا نصر بن القاسم الفَرائِضيّ (¬3) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ¬

(¬1) حديث موضوع، من صنع مجاشع بن عمرو، وقد كذَبه ابن معين، وقال غيره: منكر الحديث، وقد تفرد به كما قال المصنف، ولم أجد من رواه من طريقه بهذا اللفظ غيره. وقد خالف مجاشعًا غيرُه من الكذّابين في إسناده ومتنه. من ذلك ما أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (2/411/ح535) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/197) من طريق عبد الملك بن هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه مرفوعاً بلفظ: ((صوم البيض، أول يوم يعدل ثلاثة آلاف سنة، واليوم الثاني يعدل عشرة آلاف سنة، واليوم الثالث يعدل ثلاثة عشر ألف سنة)) . وفي إسناده عبد الملك بن هارون بن عنترة، وهو كذّاب يضع. قال الشوكاني: "رواه ابن شاهين وهو موضوع، وفي إسناده كذّاب وضّاع". الفوائد المجموعة" (ص95) ، وانظر اللآلئ المصنوعة (2/106) ، وتنزيه الشريعة (2/148) . ومنه ما يروى من حديث أنس مرفوعاً: ((من صام أيام البيض الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، أعطاه الله في أول يوم منها أجر عشرة آلاف سنة، وفي اليوم الثاني أعطاه الله أجر مائة ألف سنة، وفي اليوم الثالث أعطاه الله أجر ثلاثمائة ألف سنة)) . أورده السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/106-107) وعزاه إلى أبي القاسم الحسين بن هبة الله بن صَصْرَى في "أماليه" وساق إسناده، قال أبو القاسم: هذا حديث غريب والله أعلم". قلت: يعني لا يصح، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬2) هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بن يعقوب بن مِقْسَم، أبو الحسن المقرئ. كان يظهر النسك والصلاح، ضعّفه الأزهري، والخطيب، وابن أبي الفوارس. وليّنه أبو نعيم الحافظ، مات سنة ثمانين وثلاثمائة. انظر سؤالات السهمي (رقم157) ، وتاريخ بغداد (4/429-430) . (¬3) هو نصر بن القاسم بن ناصر، أبو الليث البغدادي، الفقيه الفرائضي. قال الذهبي: "وقد وثق، وكان بصيراً بحرف أبي عمرو بن العلاء، إماماً في الفقه، كبير الشأن". مات سنة أربع عشرة وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (13/295) ، وسير أعلام النبلاء (14/465-466) ، وطبقات القراء للجزري (2/338) .

بْنُ بَكَّار، حَدَّثَنَا قَيْسٌ (¬1) ، عَنْ زُبَيد (¬2) ، عن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجة، عَنِ البَرَاء بْنِ عازِب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا القرآنَ بأصواتِكم)) (¬3) ¬

(¬1) هو قيس بن الربيع الأَسَدي، أبو محمد الكوفي، صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، من السابعة، مات سنة بضع وستين ومائة. التهذيب (8/350-353) ، والتقريب (457/ت5573) . (¬2) هو ابن الحارث بن عبد الكريم اليَامي. (¬3) إسناده ضعيف فيه: قيس بن الربيع، وهو صدوق لكنه تغير بعد ما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديث فحدث به، وقد خولف في هذا الإسناد كما يأتي. وأحمد بن محمد بن الحسن بن مِقسم لين الحديث ضعيف. أخرجه البغوي في "الجعديات" (2/91/ح2096-الخانجي-) ، والحاكم (1/575) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/261) من طريق محمد بن بكار به. قلت: وقد خالف قيسَ بن الربيع في هذا الإسناد جماعةٌ منهم: الأعمش، وشعبة، ومالك بن مِغْوَل، ومنصور، وأبو إسحاق، ومحمد بن طلحة، والحسن ين عبيد الله، وعبد الرحمن بن زُبَيد اليامي وغيرهم، فرَوَوْه عن طلحة ابن مُصَرِّف اليامي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسجة، وروايتهم هي المحفوظة. أما حديث الأعمش فأخرجه أحمد (4/283) ، وأبو داود (2/155/ح1468) كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي (2/521/ح1014) كتاب الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، والحاكم (1/572) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/53) . وحديث شعبة أخرجه النسائي (2/521-522/ح1015) كتاب الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، وابن ماجه (1/426/ح1342) كتاب إقامة الصلاة، باب في حسن الصوت بالقرآن، والحاكم (1/573) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/53) . وحديث مالك بن مغول أخرجه الحاكم (1/571) . وحديث منصور أخرجه الدارمي (2/474) ، والحاكم (1/571-572) بلفظ: ((زيّنوا أصواتكم بالقرآن)) . وحديث أبي إسحاق أخرجه الحاكم (1/572) . وحديث محمد بن طلحة أخرجه أحمد (4/285) ، والحاكم (1/573) مطوّلاً. وحديث الحسن بن عبيد الله أخرجه النسائي في "أماليه" (ص91) ، والحاكم (1/573) . وحديث عبد الرحمن بن زُبيد اليامي أخرجه الحاكم (1/573) . هذا فقد أخرج الحاكم (1/572) من طريق جَنْدَل بن والِق، ثنا قيس بن الربيع، ثنا زُبَيد بن الحارث، عن طلحة بن مصرّف به مثل رواية الجماعة. ولكن خالف قيسًا جريرُ بن حازم فرواه عن زُبيد بن الحارث، عن طلحة بن مصرّف، ولم يذكر قوله: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) ، فلعل هذا من تخليط قيس بن الربيع، ويحتمل أن يكون الخطأ من جَنْدَل بن والق الذي روى عن قيس؛ لأنه صدوق يغلط ويصحّف كما قال الحافظ في "التقريب" (143/ت979) ، وقد خالفه محمد بن بكار أيضاً في هذا الإسناد -وهو ثقة-، فرواه عن قيس بن الربيع، عن زُبيد، عن ابن عوسجة، بدون ذكر طلحة، كما تقدم. فعلى هذا تبقى رواية الجماعة هي المحفوظة الصحيحة وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

16 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّير الصُّوفيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا الحَسَن بْنُ عَلِيٍّ العَدَويّ (¬2) ، حَدَّثَنَا هُدْبة بْنُ خَالِدٍ القَيْسيّ (¬3) ، حدثنا الحمّادان؛ حمّاد ابن سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا الوَضِين بْنُ عَطَاءٍ (¬4) ، عَنِ الأوزاعيّ، عن القاسم ابن مُخَيْمِرة، عَنْ ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، وفي "تاريخ بغداد" "الصيرفي". قال الخطيب: "كان صدوقاً، سمعت أبا بكر البرقاني سئل عن ابن الشخّير فقال: "حذّرنيه بعض أصحابنا، إلا أني رأيت أبا الفتح بن أبي الفوارس قد روى عنه في الصحيح". وقال العتيقي: "كان ثقة أميناً". وأرّخ وفاته سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (2/333) . (¬2) هو الحسن بن علي بن زكريا بن صالح، أبو سعيد العدوي البصري، الملقّب بالذئب، ولد سنة عشر ومائتين، اتهمه ابن عدي وابن حبان بالوضع، وقال الداقطني: "متروك". انظر المجروحين (1/241) ، وسؤالات السهمي (رقم 253) ، وتاريخ بغداد (7/381-384) ، والميزان (2/29-32) ، واللسان (2/228-231) . (¬3) أبو خالد البصري، ثقة تفرد النسائي بتليينه، انظر التقريب (571/ت7269) . (¬4) الوَضِين -بفتح أوله وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم نون- ابن عطاء بن كنانة، أبو عبد الله أو أبو كنانة لخزاعي، الدمشقي، مختلف فيه، إلا أن أكثر الأئمة على توثيقه؛ فلذلك قال الحافظ ابن حجر: "صدوق سيئ الحفظ، ورمي بالقدر، من السادسة، مات سنة ست وخمسين ومائة". انظر الطبقات لابن سعد (7/466) ، وتاريخ ابن معين (2/629 -رواية الدوري-) ، والعلل لأحمد (2/63، 166) ، وأحوال الرجال (ت306) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي (257، 394) ، والجرح والتعديل (9/50) ، والثقات لابن حبان (7/564) ، وتهذيب الكمال (30/449-453) ، والتهذيب (11/120) ، والتقريب (581/ت7408) .

أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: ((أَتَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَبِيذٍ يَنِشُّ (¬1) ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي شُرْبه؟ فَقَالَ: اضْرِبْ بِهِ الْحَائِطَ؛ فَإِنَّ هَذَا شَرَاب مَنْ لا يُؤمن بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِر)) (¬2) ¬

(¬1) أي يغلي، قال ابن الأثير: "وفي حديث النبيذ: إذا نشّ فلا تشرب، أي إذا غلى، يقال: نشّت الخمر، تنشّ نشيشاً". النهاية (5/56) . (¬2) باطل بهذا الإسناد، لكنه جاء من طريق صحيح كما سيأتي. فيه الحسن بن علي العدَوي، وهو متروك، واتهمه ابن حبان وابن عدي كما تقدم، ومع ذلك خالف في هذا الإسناد. وفيه انقطاع بين القاسم بن مخيمرة وأبي موسى الأشعري، قال ابن معين: "لم أسمع أنه سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم". تاريخه (2/483 -الدوري-) . وقال ابن حبان: "ليس يصح له عندي عن أبي موسى سماع". الثقات (7/332) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (55/ ح11) ، والباغندي في "أماليه" (42/ح23) ، وابن عدي في "الكامل" (3/1119) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/84، 147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/303) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/109-110) ، و (12/33) من طرق عن الأوزاعي، فاختلف عليه فيه: فقال الوليد بن مزيد، وقتادة، ويحيى بن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وأبو عاصم النبيل، وعاصم بن عمارة، والوضين بن عطاء -في رواية عنه-: عن الأوزاعي، عن محمد بن أبي موسى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أبي موسى به. وقال الوضين -في رواية-، ومخلد بن يزيد الحرّاني: عن الأوزاعي عن القاسم به كما في هذا الإسناد. وقال محمد بن الهاشم الأسدي: رأيت سفيان الثوري يسأل الأوزاعي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ القاسم ابن مخيمرة أن أبا موسى الأشعري أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بنبيذ جَرٍّ ينشّ ... الحديث. وقال الحسن بن علي بن عاصم: عن الأوزاعي، عن القاسم، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى. قلت: والمحفوظ رواية الوليد بن مَزْيَد ومن وافقه، لأنهم أكثر عدداً، والوليد بن مزيد مقدم في أصحاب الأوزاعي، ولكنه ضعيف للانقطاع بين القاسم وأبي موسى. وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه أبو داود (4/107-108/ح3716) كتاب الأشربة، باب النبيذ إذا غلى، والنسائي (8/700-701/ح5626) كتاب الأشربة، باب تحريم كل شراب أسكر كثيره، وفي (8/730/ح5720) كتاب الأشربة، باب ذكر الأخبار التي عقل بها من أباح شراب المسكر، وابن ماجه (2/1128/ح3409) كتاب الأشربة، باب نبيذ الجر، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/157) ، وأبو يعلى (6/394) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/303) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (8/98) كلهم من طريق زيد بن واقد، عن خالد بن عبد الله بن حسين، عنه قال: ((علمت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كان يصوم، فتحيّنت فطره بنبيذ صنعته في دُبّاء، ثم أتيته به، فإذا هو ينِشّ، فقال: "اضرب بهذا الْحَائِطَ؛ فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لا يؤمن بالله واليوم الآخر")) . قلت: وخالد بن عبد الله بن حسين مختلف في سماعه من أبي هريرة، فقال البخاري: "سمع أبا هريرة". وقال ابن أبي حاتم: "روى عن أبي هريرة ... سمعت أبي يقول ذلك". وقال إسحاق بن سيّار النصيبي: "أظنه لم يسمع من أبي هريرة". قلت: والصحيح هو قول البخاري؛ لأنه صرّح بالسماع من أبي هريرة عنده، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأثنى عليه أبو داود خيراً قال: "كان أعقل أهل زمانه". انظر التاريخ الكبير (3/157) ، والجرح والتعديل (3/339) ، والثقات لابن حبان (4/204) ، وتهذيب الكمال (8/97-99) ، والتهذيب (3/86) . ولم يتفرد خالد بن عبد الله بن حسين هذا عن أبي هريرة، فقد تابعه قَزَعة، أخرج حديثه الدارقطني (4/252) من طريق زيد بن واقد عنه به، وإسناده صحيح.

17 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْباجيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) أبو محمد، كان مولده سنة تسع وثمانين ومائتين. قال الأزهري "كان كذَّاباً رافضيًّا زيديقاً، ولم يكن له أصل يعتمد عليه ولا كتاب صحيح، ورأيت في داره على الحائط مكتوباً لعن أبي بكر وعمر وباقي الصحابة العشرة سوى علي". وقال نحوه ابن أبي الفوارس، مات سنة ثلاثين وثلاثمائة. والديباجي نسبة إلى صنعة الديباج، اشتهر بالنسبة إليه سهل الديباجي. انظر تاريخ بغداد (9/121-122) ، والأنساب (2/523) .

أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الحُباب (¬1) الجُمَحيّ، حدثنا عبد الله بْنُ رَجَاءٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ (¬3) ، عَنْ أَشْعَثَ (¬4) ، عَنْ أَبِيهِ (¬5) ، عَنْ مَسْرُوقٍ (¬6) ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ التَيَمُّن فِي كُلِّ شيءٍ حتى الترجُّل والانتِعال (¬7)) ) . ¬

(¬1) هو الفضل بن الحُباب: عمرو بن محمد بن شعيب، الجُمَحي، البصري الأعمى، ولد في سنة ست ومائتين، وعني بهذ الشأن وهو مراهَق، فسمع في سنة عشرين ومائتين، ولقي الأعلام، وكتب علماً جماًّ. قال الذهبي: "كان ثقة صادقاً أديباً فصيحاً مفوهاً، رحل إليه من الآفاق، وعاش مائة عام سوى أشهر". مات سنة خمس وثلاثمائة. انظر طبقات الحنابلة (1/249-251) ، والميزان (3/350) ، وسير أعلام النبلاء (14/7) ، ونكت الهميان (ص226-227) ، واللسان (4/438-440) ، وبغية الوعاة (2/245) . (¬2) ابن عمر الغُدَاني -بضم الغين المعجمة وبالتخفيف-، بصري، وثقه ابن معين وأبو حاتم. وقال أبو زرعة: "حسن الحديث عن إسرائيل"، وتفرد عمرو ابن علي الفلاّس: "صدوق كثير الغلط والتصحيف، ليس بحجة"، قال الذهبي: "قد احتج به البخاري في صحيحه". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق يهم قليلاً". توفي سنة عشرين ومائتين، وقيل قبلها. انظر: تاريخ ابن معين (ت رقم 652-الدارمي-) ، و (ت رقم 351 -ابن محرز-) ، والجرح والتعديل (5/55) ، وتهذيب الكمال (14/495-500) ، والتقريب (302/ت 3312) . (¬3) ابن يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ الهمداني، أبو يونس الكوفي. (¬4) هو أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي الكوفي. (¬5) هو سليم بن أسود بن حنظلة، أبو الشعثاء المحاربي. (¬6) ابن الأجدع بن مالك الهمداني، الوادعي، أبو عائشة الكوفي. (¬7) إسناده باطل من أجل سهل الديباجي؛ فإنه كذّاب رافضي. والحديث صحيح ثابت أخرجه البخاري (1/50) كتاب الوضوء، باب التيمن في الوضوء والغسل، وفي (1/110) كتاب الصلاة، باب التيمن في دخول المسجد وغيره، وفي (6/195) كتاب الأطعمة، باب التيمن في الأكل وغيره، وفي (7/49) كتاب اللباس، باب يبدأ بالنعل اليمنى، وفي (7/61) كتاب اللباس، باب الترجيل، ومسلم (1/226/ح618) كتاب الطهارة، باب التيمن في الطهور وغيره من طريق شعبة، عن الأشعث به. وأخرجه مسلم (1/226/ح616) كتاب الطهارة، باب التيمن في الطهور من طريق أبي الأحوص عن الأشعث به.

18 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد بن علي (¬1) الزيَّات، حدثنا جعفر ابن مُحَمَّدٍ الفِرْيابيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن [ل/4ب] عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ (¬2) نَافِعِ بْنِ جُبَير، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يرحَمُ اللهُ مَنْ لا يرحَمُ النّاسَ)) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ (¬3) . 19 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْباجيّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الحُباب الجُمَحيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ (¬4) ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (¬5) ، أَخْبَرَنِي عَدِيّ بْنُ ثَابِتٍ (¬6) قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ¬

(¬1) ابن يحيى، أبو حفص البغدادي، ولد سنة ست وثمانين ومائتين، وثقه ابن أبي الفوارس والعتيقي وقال: "توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة". ترجمته في: تاريخ بغداد (11/260-261) ، وسير أعلام النبلاء (16/323) ، وشذرات الذهب (3/85) . (¬2) في الأصل ((وعن)) بالواو، وهو خطأ، والتصويب من صحيح مسلم. (¬3) في الصحيح (4/1809/ح66) كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال، وتواضعه وفضل ذلك. (¬4) هو الطيالسي. (¬5) هو ابن الحجاج. (¬6) الأنصاري، الكوفي، ثقة رمي بالتشيع. التقريب 388/4539.

يَقُولُ: ((رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَامِلا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى عاتِقِه وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّه فأَحِبَّه")) (¬1) . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ شُعْبَةَ كَمَا ذَكَرْنَاهُ (¬2) . 20 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى السُّكُونيّ المُؤَدِّب (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى (¬4) المَوْصِليّ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْم (¬5) قَالَ: كنْتُ جَالِسًا عند بن عمر ¬

(¬1) في إسناده سهل بن أحمد الديباجي فإنه كذاب رافضي، وبقية رجاله ثقات، والحديث صحيح كما يأتي. (¬2) في الصحيح (3/31/ح 3749) كتاب الفضائل، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما عن حجاج ابن المنهال، وليس فيه قوله: (عليه السلام) فلعله من وضع الديباجي، وأخرجه مسلم (4/1883/ح 2422) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما من طريق معاذ وغندر، كلاهما عن شعبة به -وهذا الذي يعنيه المصنف بقوله ((كَمَا ذَكَرْنَاهُ)) . (¬3) أبو الحسن الموصلي، سكن بغداد وحدث بها، وثّقه الأزجي. وقال أبو الحسن بن الفرات: "كان وراق محمد بن مخلد، ثقة مستوراً، جميل المذهب، انتقى عليه أبو الحسين ابن مظفر". مات سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (11/341) . والسكوني نسبة إلى السكون، بطن من كندة. الأنساب (3/270) . (¬4) ابن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي الموصلي، محدث الموصل، صاحب المسند والمعجم، كان مولد في ثالث شوال سنة عشر ومائتين، وتوفي سنة سبع وثلاثمائة في رابع عشر جمادى الأولى. انظر تذكرة الحفاظ (2/707-708) ، وسير أعلام النبلاء (14/174-182) ، ودول الإسلام (1/186) . (¬5) هو عبد الرحمن بن أبي نعم -بضم النون وسكون المهملة، البجلي، أبو الحكم الكوفي العابد، صدوق. التقريب (352/4028) .

فَسَأَلَهُ رجلٌ (¬1) عَنْ دَمِ البَعُوْض فقال: ((يَسْأَلُوْني عَنْ دَمِ البَعُوْض وَهُمْ قَتَلُوا ابنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "هُمَا ريحانَتَيَّ (¬2) مِنَ الدُّنْيَا")) (¬3) . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَهْدِيٍّ (¬4) . 21 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ح: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، ¬

(¬1) لم يعرف اسمه قال الحافظ ابن حجر: "رأيت في بعض النسخ من رواية أبي ذر الهروي ((وسألته)) فإن كانت محفوظة فقد عرف اسم السائل، لكن يبعده أن في رواية جرير بن حازم عن محمد بن أبي يعقوب عند الترمذي ((أن رجلاً من أهل العراق سأل)) وفي رواية لأحمد ((وأنا جالس عنده)) ونحوها في رواية مهدي بن ميمون المذكورة في الأدب". الفتح (7/98) . (¬2) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج ((ريحانتاي)) بالألف بعد التاء. قال الحافظ: ((كذا -يعني: ريحانتاي- للأكثر، ولأبي ذر عن المستملي والحموي ((ريحاني)) بكسر النون والتخفيف على الإفراد، وكذا عند النسفي، ولأبي ذر عن الكشمهيني ((ريحانتي)) بزيادة تاء التأنيث، قال ابن التين وهو وهم والصواب ((ريحانتاي)) ، قلت: كأنه قرأه بفتح المثناة وتشديد الياء الأخيرة على التثنية فجعله وهماً، ويجوز أن يكون بكسر المثناة فلا يكون وهماً)) . اهـ. الفتح (10/427) . (¬3) هذا إسناد صحيح. والحديث أخرجه أبو يعلى (10/106/ح5739) فقال: حدثنا زهير، ثنا عبد الرحمن، ثنا مهدي بن ميمون به "أن رجلاً سأل ابن عمر عن دم البعوض، فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق ... "، وفيه: "ريحاناي"، وصوّب المحقق إلى "ريحانتاي". (¬4) في صحيحه (7/74) كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، من طريق مهدي به، وفي (4/217) كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، من طريق محمد بن أبي يعقوب به.

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ (¬1) قدِم عَلَيْنَا، حدثنا جَدّي، [ل/5أ] الحسن ابن سُفْيَانَ (¬2) قَالا: حَدَّثَنَا هُدْبة بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّام بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ (¬3) ، عَنْ أَنَسٍ ((أَنَّ نعلَيْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُمَا قِبَالانِ (¬4)) ) (¬5) . 22 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو العباس عبد الله بن موسى بن إسحاق بن حمزة الهاشمي (¬6) ، حدثنا البَغَويّ (¬7) ، حدثنا إسحاق بن أبي ¬

(¬1) ابن عامر، النسوي، أبو يعقوب الشيباني، ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين بنسا، ومات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وثقه التنوخي. انظر تاريخ بغداد (6/401-402) ، والعبر (2/367) وسير أعلام النبلاء (16/365) ، شذرات الذهب (3/83) . (¬2) ابن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء، الإمام الحافظ الثبت، أبو العباس الشيباني، الخراساني، صاحب المسند، ولد سنة بضع وثمانين ومائتين، هو أسن من بلديّه أبي عبد الرحمن النسائي، وماتا معاً في عام ثلاثة وثلاثمائة. الجرح والتعديل (3/16) ، وتذكرة الحفاظ (2/703-705) ، والميزان (1/492-493) ، وسير أعلام النبلاء (14/157-162) ، واللسان (2/211) . (¬3) ابن دعامة السدوسي. (¬4) القبال من النعل هو الزمام الذي يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها. المعجم الوسيط (2/712) . (¬5) إسناده صحيح، والحديث أخرجه البخاري في (7/49) كتاب اللباس، باب قبالان في نعل ومن رأى قبالاً واحداً واسعاً من طريق حجاج بن منهال عن همام به. (¬6) قال أبو الحسين بن الفرات: ((كان ثقة مستوراً من أهل القرآن، وكان عنده حديث كثير، ومضى على ستر وثقة وأمر جميل)) ، ونحوه قال العتيقي. وقال محمد بن أبي الفوارس: ((كان فيه تساهل شديد)) . وقال البرقاني: ((ضعيف، وجدت له أصولاً رديئة)) . تاريخ بغداد (10/150) . (¬7) هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه، الحافظ الإمام الحجة المعمر، مسند العصر، أبو القاسم البغوي الأصل، البغدادي الدار والمولد. والبغوي نسبة إلى مدينة بغشور من مدائن إقليم خراسان. ولد سنة أربع عشرة ومائتين، ومات سنة سبع عشرة وثلاثمائة. انظر وفهرست ابن النديم (325) ، وتاريخ بغداد (10/111-117) ، طبقات الحنابلة (1/190-192) ، وتذكرة الحفاظ (2/737-740) ، وسير أعلام النبلاء (14/440-457) .

إسرائيل (¬1) ، حدثنا الحارث بن مِسْكِين، حدثنا ابنُ وهب قال: سمعت مالك بن أنس وقال (¬2) : ((طلَبُ العلم فريضةٌ، قال: طلَبُ العلمِ حَسَنٌ إن رُزِق (¬3) ، هو قسم من الله عزَّ وجلَّ)) (¬4) ¬

(¬1) هو إسحاق بن أبي إسرائيل، واسمه إبراهيم بن كامجرا -بفتح الميم وسكون الجيم- أبو يعقوب المروزي، نزيل بغداد، صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن، مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وقيل سنة ست. التقريب. (¬2) كذا في الأصل وفي ((ما رواه الأكابر عن مالك)) : ((وقال له رجل)) . (¬3) كذا في المخطوط وفي المصدر السابق: ((حسن لمن رزق خيره)) . (¬4) إسناده حسن، رجاله ثقات سوى إسحاق بن أبي إسرائيل، فإنه صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن. أخرجه محمد بن مخلد المروزي في "ما رواه الأكابر عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ" عَنْ أحمد بن منصور، ثنا حرملة، ثنا ابن وهب قال: سمعت مالكا وقال له رجل: طلب العلم فريضة؟ قال: "طلب العلم حسن لمن رزق خيره، وهو قسم من الله عز وجل، قال: وقال مالك: ما أعلم أن يسع رجلاً حدث بكل ما سمع ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع ولا تمكن الناس من نفسك، وما شكلت فاتركه". وأخرج نحوه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/173/ رقم 165) من طريق أبي الحسن أحمد ابن محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن زياد، عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن مالك، وذكر العلم، فقال: ((إن العلم لحسن، ولكن انظر ما يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي، ومن حين تمسي إلى حين تصبح، فالزمه ولا تؤثر عليه شيئاً)) . رجاله ثقات غير ابن مقسم ضعيف، ورماه الأزهري بالكذب وقد تقدمت ترجمته في رواية رقم (15) وانظر تاريخ بغداد (4/425) ولسان الميزان (1/260-261) . ولكن أخرج البيهقي في "المدخل" (ص 243) عن أبي عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أبنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أبنا ابن وهب، حدثني مالك فذكر مثله. وأخرجه ابن عبد البر من ثلاثة طرق وبألفاظ مختلفة، انظره في "جامع بيان العلم وفضله" (1/53-54 رقم 32، 34، 35) .

23 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬1) المَتُّوثي (¬2) ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث (¬3) ، حدثنا المُؤَمَّل ابن ¬

(¬1) ابن سليمان بن حبابة -بالتخفيف-، البغدادي، المتوثي، البزار، ولد سنة ثلاثمائة، ومات في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (10/377) ، والإكمال لابن ماكولا (2/372) ، وسير أعلام النبلاء (16/548-549) . (¬2) والمَتُّوْثي نسبة إلى "مَتُّوث" بلدة بين قرقوب وكور الأهواز. (¬3) أبو بكر السجستاني، الإمام العلامة، الحافظ، شيخ بغداد، صاحب التصانيف، ولد بسجستان سنة ثلاثين ومائتين، وسافر به أبوه وهو صبي. رماه ابن صاعد، وإبراهيم الأصبهاني، وابن جرير بالكذب. وقال أبوه أبو داود: "ابني عبد الله كذاب". قال الذهبي: لعل قول أبيه فيه -إن صح- أراد الكذب في لهجته، لا في الحديث، فإنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب، يعرّي في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبداً فهو أرعن، نسأل الله السلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى، ولزم الصدق والتقى". وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: "ثقة كثير الخطأ في الكلام على الحديث". وقال ابن عدي: "وأبو بكر بن أبي داود لولا شرطنا في أول الكتاب أن كل من تكلم فيه متكلم ذكرته في كتابي، وابن أبي داود قد تكلم فيه أبوه ... ". انظر سؤالات السلمي (رقم224) ، وتاريخ بغداد (9/464-468) ، وأخبار أصبهان (2/66-68) ، والمنتظم (6/218-219) ، ووفيات الأعيان (2/404-405) -ضمن ترجمة أبيه-، وطبقات السبكي (3/307-309) ، وتذكرة الحفاظ (2/767-773) ، وميزان الاعتدال (2/433-436) ، وسير أعلام النبلاء (13/221-237) ، وطبقات القراء للجزري (1/420-421) ، ولسان الميزان (3/293-297) .

إِهَاب (¬1) ، حدثنا عبد الله ابن الْوَلِيدِ (¬2) ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْن، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ (¬3) ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ (¬4) مَوْلَى أُمِّ سَلَمة، عَنْ أمِّ سَلَمة قَالَتْ: ((عَلَّمني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَقُولَ عِنْدَ أَذَانِ المغرِب: اللَّهُمَّ هَذَا إقبالُ ليلِك وإدبارُ نهارِك وأصواتُ دُعاتِك، فَاغْفِرْ لِي)) (¬5) . قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: كَانَ أَبِي يَسْأَلُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً، سَمِعَهُ مِنْ مُؤَمَّل. ¬

(¬1) الرَّبَعي العِجْلي، أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق له أوهام، قاله الحافظ في التقريب (555/ت7030) . (¬2) ابن ميمون، أبو محمد المكّي، المعروف بالعدني، صدوق ربما أخطأ. التقريب (328/ت3692) . (¬3) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي، صدوق اختلط قبل موته، فمن سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط، قاله الحافظ في "التقريب" (344/ت3919) . (¬4) قال الحافظ: "مقبول". التقريب (668/ت8325) . (¬5) إسناده ضعيف، فيه أبو كثير مولى أم سلمة، وهو مقبول، ولم يتابع، أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم649) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي داود به. وأخرجه أبو داود (1/362/ح530) كتاب الصلاة، باب ما يقول عند أذان المغرب عن مؤمَّل بن إهاب به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (ص154مرقم436) عن خطاب بن سعد الدمشقي، ثنا المؤمّل بن إهاب به. وأخرجه الحاكم (1/199) من طريق عبد الله بن الوليد العدني، ثنا القاسم بن معن المسعودي (كذا) ، عن أبي كثير به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، والقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أشراف الكوفيين وثقاتهم، ممن يجمع حديثه، ولم أكتب إلا عن شيخنا أبي عبد الله -يعني محمد بن يعقوب-"، ووافقه الذهبي فقال: "صحيح". ورواه عن الحاكم البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/96/ح333) وقال: " ... حدثنا القاسم بن معن - أظنه قال: المسعودي ـ، وفي "السنن الكبرى" (1/401) كما عند الحاكم ثم قال: "كذا في كتابي، وقال غيره: عن القاسم بن معن قال: حدثنا المسعودي". وأخرجه الترمذي (5/536/ح3589) كتاب الدعوات، باب دعاء أم سلمة، من طريق محمد بن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن حفصة بنت أبي كثير، عن أبيها به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، وحفصة بنت أبي كثير لا نعرفها ولا أباها". وليس الحديث في "جزء المؤمّل" المطبوع.

24 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْباجيّ، حَدَّثَنَا يَمُوْت بن المُزَرِّع (¬1) ، حدثنا عمرو بن بحر الجاحظ (¬2) قال: ((كان السِّنديّ ابن شَاهِك (¬3) لا يَسْتَحْلِف الحائِك (¬4) ولا المُكَارِي (¬5) ولا ¬

(¬1) ابن يموت بن عيسى، العلامة الأخباري، أبو بكر العبدي البصري الأديب واسمه محمد، وهو ابن أخت الجاحظ. قال الذهبي: "ما أعلم به بأساً ". اهـ. مات سنة ثلاث وثلاثمائة وقيل أربع. تاريخ بغداد (3/308) ، (14/358-360) ، وسير أعلام النبلاء (14/247-248) . (¬2) أبو عثمان البصري المعتزلي، العلامة المتبحر، ذو الفنون، صاحب التصانيف، قال ثعلب: "ما هو بثقة ولا مأمون"، وقال مرة: "كان كذاباً على الله وعلى رسوله وعلى الناس". مات سنة خمسين ومائتين، وقيل سنة خمس وخمسين ومائتين. تاريخ بغداد (12/212-220) ، نزهة الألباء (128-151) ، أمالي المرتضى (1/194) ، معجم الأدباء (16/74، 114) ، الميزان (3/247) ، اللسان (4/355-357) ، بغية الوعاة (2/288) . (¬3) من موالي المنصور، تولى القضاء، وكان والياً على الشام، وولي الجسرين ببغداد، وكان ممن غلب على الأمين مع محمد ابن عيسى بن نَهِيك وسليمان بن أبي جعفر المنصور. انظر: تاريخ الطبري (7/519، 523) ، والوزراء والكتاب (236-237) ، البيان والتبيين (3/118) ، عيون الأخبار (1/70) ، التنبيه والإشراف (302) . (¬4) الحائك هو الذي ينسج الثوب، من حاك يحوك حَوْكاً، وحياكاً وحياكة. لسان العرب (10/418) . (¬5) المُكَاري، والكري، الذي يكريك دابته أي يؤجرها، يقال: كاراه، مكاراة، وكِرَاء، واكْترَاه، وأَكْرَاني دابَّتَه ودارَه. لسان العرب (12/81-82) .

المَلاَّحَ (¬1) ، ويجعَلُ القَولَ قولَ المُدَّعِي ويقول: هؤلاء قومٌ قد [ل/5ب] بَانَ لي ظُلْمُهم وكان كثيرا يقول: "اللهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُك في الحَمّال ومُعلِّم الكُتّابِ")) (¬2) . ¬

(¬1) والمَلاَّح: صاحب الملح، وهو أيضاً الذي يتعهد قومه النهر لمصالحه، وأصله من ذلك، وحرفته المِلاحة والمُلاَّحة. لسان العرب (2/600) . (¬2) لم أجده في كتب الجاحظ المطبوعة. ونقله أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مسلم بن قتيبة في عيون الأخبار (1/70) وفيه زيادة "مع يمينه" بعد قوله "ويجعل القول قول المدَّعِي" وفي آخره "الصبيان" بدل "الكتاب".

25 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الوَرَّاق إِمْلاءً سنةَ ستٍّ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي سنةَ سِتٍّ وَثَلاثِمِائَةٍ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسيّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬1) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((يَنْزِلالله عزَّ وجلَّ كلَّ ليلةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: "هَلْ مِنْ سائلٍ فأُعْطِيَه، هَلْ مِنْ مستغفرٍ فأَغْفِرَ لَهُ")) (¬2) . 26 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جِدَارٍ (¬3) بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن عبد الوارث (¬4) العَسَّال، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْح، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شهاب، عن عبد الرحمن الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ سَأَلَهُ جارُه أَنْ يغرِسَ خَشَبَةً فِي جِدارِه فلا يَمْنَعْه)) (¬5) . ¬

(¬1) هو جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النَّوْفَلي، صحابي جليل. (¬2) في إسناده محمد بن عبدة القاضي، وهو تالف متهم. ولكن وافقه البزار عن العباس بن الوليد النرسي كما في كشف الأستار (4/43/ح3152) . وأخرجه أحمد (4/81) ، والدارمي (1/286) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/315/ح197) ، والنسائي في "الكبرى" (1/125/ح10321) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (رقم487) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/353/ح519) ، وأبو يعلى (13/404-405/ح7408، 7409) ، والطبراني في " المعجم الكبير" (2/139/ح1566) ، وفي "الدعاء" (136) ، والآجري في "الشريعة" (3/1142-1143/ح715و716) ، والدارقطني في "النزول" (93-94/ح4، 5) ، واللآلكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (3م443-444/ح758و759) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/373/ح948) من طرق عن حماد بن سلمة به. وأخرجه البزار (4/43-44/ح3153 ـ كشف ألأستارـ) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/316-317/ح 40) من طريق سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ دينار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به. (¬3) قال البزار: لا نعلم يروى عن جبير إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحداً سمى من بعد نافع بن جبير إلا حماد. وقد رجح الحافظ المزي رواية سفيان على رواية حماد بن سلمة فقال: "قال حمزة بن محمد الكتاني الحافظ: لم يقل فيه أحد عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ غير حماد بن سلمة، رواه ابن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن نافع ابن جبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أشبه بالصواب". تحفة الأشراف (2/418) . قلت: الجمع بين الروايتين ممكن، فتكون رواية حماد مفسرة لرواية ابن عيينة كما قال ابن خزيمة: "ليست رواية سفيان مما توهن رواية حماد، لأن جبير بن مطعم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يشك المحدث في بعض الأوقات في بعض رواية الخبر ويستيقن في بعض الأوقات، وربما شك سامع الخبر من المحدث في اسم بعض الرواة، فلا يكون شك من شك في اسم بعض الرواة مما يوهن من حفظ اسم الراوي، حماد بن سلمة رحمه الله قد حفظ اسم جبير ابن مطعم في هذا الإسناد، وإن كان ابن عيينة شك في اسمه فقال: عن رجل من أصحاب النبي صلىالله عليه وسلم. اهـ. كتاب التوحيد (1/317-318) . والحاصل أن الحديث صحيح لإخراج ابن خزيمة له، ولمجيئه عن رواة ثقات عند أحمد والبزار وغيرعما. () أبو الحسن المصري، ذكره الذهبي في وفيات سنة سبع وتسعين وثلاثمائة وقال: "شيخ مسند". تاريخ الإسلام (27/344-345) . (¬4) ابن جرير، أبو بكر الأَسْوَاني المصري، من موالي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، وثقه ابن يونس. وقال الذهبي: "الإمام الثقة المحدث". توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. الإكمال (7/47) ، والأنساب (1/260) ، و (8/446) ، وسير أعلام النبلاء (15/24) ، وشذرات الذهب (2/288) . (¬5) أخرجه أبو بكر بن المقرئ في "المنتخب من غرائب حديث مالك" (39-40/ح5) ، وفي "فوائده" (ج1/ل: 106/ب -ضمن مجموع-) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/435-436) والقاضي الميانجي في "غرائب حديثه" ـ كما في إتحاف السالك (ح140) ـ، وابن ناصر الدين في "إتحاف السالك" (ح142) من طريق محمد بن زبان ومحمد ابن الحسن بن قتيبة وإسماعيل بن داود، ومحمد بن المظفر البزاز في "غرائب مالك" (63/ح22) من طريق محمد ابن زبان، كلهم عن محمد بن رمح به. وأخرجه أبو الشيخ في "ذكر الأقران" (123/ح462) ، والخطيب في "الرواة عن مالك" (ل: 10/أـ مختصر رشيد الدين ـ) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/219-220) ، وابن ناصر الدين في "إتحاف السالك" (ح144) من طرق عن الليث بن سعد به. قال الخطيب: "هو في الموطأ، ولم يروِ الليث عن مالك غيره، وقد روى قُرَاد بن نوح عن ليث عن مالك حديثاً آخر، وغلط قُرَاد في ذلك". الإكمال (7/81) .

قَالَ اللَّيْثُ: هَذَا أَوَّلُ مَا لِمَالِكٍ عِنْدَنَا وَآخِرُهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ القَعْنَبيّ، عَنْ مَالِكٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ. 27 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ (¬1) ، حدثنا أحمد بن ¬

(¬1) وقال شعيب بن الليث ـ بعد ما روى الحديث عن أبيه ـ: "ما روى أبي عنه إلا هذا الحديث، ولقد كان عنه مستغنياً". إتحاف السالك (ح161) . وحديث الباب في الموطأ: ... ـ رواية يحيى بن يحيى الليثي (2/745/ح32) ، كتاب الأقضية، باب القضاء في المرفق. ... ـ ورواية أبي مصعب الزهري (2/467/ح2896) ، كتاب الأقضية، باب القضاء في المرفق. ... ـ ورواية محمد بن الحسن الشيباني (284/ح804) ، أبواب البيوع والتجارات، باب القضاء. ... ـ ورواية سويد بن سعيد الحدثاني (225-226/ح279) ، كتاب القضاء، باب القضاء في المرفق. ... ـ ورواية ابن القاسم - تلخيص القابسي- (136/ح82) . ... ـ ورواية ابن بكير (ل: 119/أـ نسخة الظاهرية ـ) والحديث أخرجه البخاري (2/195/ح2463) ، كتاب المظالم والغصب، باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره عن القعنبي، ومسلم (3/1230/ح1609) ، كتاب المساقاة، باب غرز الخشب في جدار الجار عن يحيى بن يحيى النيسابوري، كلاهما عن مالك به ـ كما ذكر المصنف ـ. () هو محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى، أبو الحسين البزاز البغدادي، ولد سنة ست وثمانين ومائتين. قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن المظفر، فقال: "ثقة مأمون"، قلت: يقال إنه يميل إلى التشيع، قال: "كان قليلاً بقدر ما لا يضر إن شاء الله" اهـ. مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي (رقم 313) ، وتاريخ بغداد (3/262-264) .

الحسن ابن عبد الجبار (¬1) ، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مَرْدُوْيَه (¬2) ، حدثنا الفضيل (¬3) بن عياض، عن منصور -يعني ابنَ المُعْتَمِر- عن سعيد بن جُبَير في قوله عزَّ وجلَّ: (( {يَأْخُذُوْنَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُوْلُوْنَ [ل/6أ] سَيُغْفَرُ لَنَا} (¬4) قال: كَانُوْا يَعْمَلُونَ بِالذُّنُوبِ ويَقُولُونَ سيُغْفَر لَنَا)) (¬5) . ¬

(¬1) ابن راشد البغدادي الصوفي، أبو عبد الله، ولد في حدود سنة عشر ومائتين. وثقه الدارقطني والخطيب وغيرهما. وقال الذهبي: "كان صاحب حديث وإتقان". توفي في رجب سنة ست وثلاثمائة ببغداد. تاريخ بغداد (4/82-86) ، وسير أعلام النبلاء (14/152-153) ، واللسان (1/151-153) . (¬2) أبو عبد الله الصائغ، خادم الفضيل بن عياض. قال يحيى بن معين: "لا بأس به ليس ممن يكذب". وقال الحسين بن فهم: "كان ثقة من أهل السنة والورع، وقد كتب الناس عنه"، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن عدي: "لا أعرف له شيئاً مسنداً". مات في سنة خمس وثلاثين ومائتين. الثقات (8/415) ، وتاريخ بغداد (11/40) ، واللسان (ـ/23-24) . (¬3) في الأصل: الفضل، وهو خطأ. (¬4) سورة الأعراف: (169) . (¬5) رجال إسناده ثقات معروفون. أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (6/105) عن أحمد بن المقدام عن فضيل به، فتابع أحمد بن المقدام مردويه في هذا الإسناد. وأحمد بن المقدام هو أبو الأشعث العجلي، قال فيه الحافظ: "صدوق، صاحب حديث طعن أبو داود في مروءته"اهـ. قلت: وقد وثقه غير واحد من الأئمة. انظر: التهذيب (1/70-71) ، والتقريب (85/ت110) . وأخرجه أيضاً في (6/106) عن ابن وكيع، وفي (6/107) عن عبد بن حميد، كلاهما عن جرير عن منصور به. وابن وكيع هو سفيان بن وكيع بن الجراح الرؤاسي، صدوق، ابتلي بورّاقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه. انظر التقريب (245/ت2456) . قلت: ولكن تابعه في هذا الإسناد عبد بن حميد وهو ثقة حافظ. انظر التقريب (368/ت4266) . وأخرجه أيضاً في (6/106) عن ابن وكيع عن أبيه، وفي (6/105) عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن سفيان عن منصور به.

28 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر البَزَّاز، حدثنا أحمد بن الحسن ابن عبدلجبّار، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مَرْدُوْيَه، حدثنا الفضيل بن عياض، عن هشام ابن حسان (¬1) ، عن الحسن (¬2) وابن سيرين (¬3) ((أنهما كانا لا يَرَيانِ بذلك بأسا أن يَؤُمَّ الرجلُ في المُصْحَف في شهرِ رمضانَ)) (¬4) . 29 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر الحافظ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي (¬5) يقول: ((قُلنَا لابنِ المُبارَك: إذا ¬

(¬1) الأزدي القردوسي، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال؛ لأنه كان يرسل عنهما. التقريب (572/ت7289) . (¬2) ابن أبي الحسن البصري. (¬3) هو محمد. (¬4) رجال إسناده من رواية ابن سيرين ثقات، وأما إرسال هشام بن حسان عن الحسن، فقد تابعه منصور كما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/338) قال: حدثنا ابو داود الطيالسي عن شعبة، عن منصور، عن الحسن ومحمد قالا: "لا بأس به". وروى الربيع عن الحسن قال: "لا بأس به أن يؤم في المصحف إذا لم يجد ـ يعني من يقرأ ظاهراً ـ". أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/338) عن وكيع عن الربيع. وأخرجه عبد الرزاق (2/420/رقم3931) عن معمر، عن أيوب قال: "كان ابن سيرين يصلي والمصحف إلى جنبه، فإذا تردّد نظر فيه"، إسناده صحيح. (¬5) أبو علي الأزدي، الإمام الزاهد، شيخ خراسان، وهو نزر الرواية، قتل في غزاة كولان سنة أربع وتسعين ومائة. انظر الجرح والتعديل (4/373) ، وطبقات الصوفية (61-66) ، وصفة الصفوة (4/159) ، ووفيات الأعيان (2/275) ، وسير أعلام النبلاء (9/313-316) ، وتهذيب تاريخ دمشق (6/329-335) .

صلَّيتَ معنا لِمَ لا تجلِس معنا؟ قال: أَذهَب فأجلِسُ مع التَّابِعين والصَّحابةِ، قال: قُلنا: فأينَ التّابِعون (¬1) والصَّحابة؟ قال: أَذْهَبُ أنظُر في عِلْمِي فأُدْرِك آثارَهم وأعمالهَم، ما أصنَعُ معكم؟ أنتم تجلِسون تَغْتَابُون النَّاسَ، فإذا كان سنةَ مِائَتَيْنِ (¬2) فالبُعدُ من كثيرٍ منَ النّاسِ أقربُ إلى الله عزَّ وجلَّ، فِرَّ مِنَ الناس كفِرَارِك من الأَسَد، وتَمَسَّكْ بدِينِك يَسْلَمْ لك لحمُك ودَمُكَ)) (¬3) . 30 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا الحسين (¬4) بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلِ بْنِ وَهْبٍ السِّمْسار (¬5) بالحَرْبِيَّة (¬6) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ هُبَيرة بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ¬

(¬1) في المخطوط "التابعين" وفوقها كلمة "صح" إشارة إلى أن الناسخ وجدها هكذا، والصواب ما أثبت. (¬2) في المخطوط "مئتي"، من غير نون، وفوقها كلمة "صح" إشارة إلى أن الناسخ وجدها هكذا، والصواب ما أثبت. (¬3) إسناده حسن. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/164-165) من طريق عبد الصمد بن يزيد به، وفيه "سنة ثمانين" بدلاً من "سنة مائتين". وانظر صفة الصفوة (4/137) ، وليس فيه "لحمك ودمك"، والظاهر أنه ساقط منه. وسيورده المصنف في الرواية رقم (47) نحوه مختصراً، وفيه "مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه"، من طريق الحسن ابن عيسى بن ماسرجس، عن ابن المبارك. (¬4) في المخطوط "الحسن"، والتصويب من تاريخ بغداد. (¬5) أبو القاسم، قال الخطيب: " سألت عنه العتيقي فقال: كان ثقة، يسكن الحربية". تاريخ بغداد (8/75-76) . (¬6) الحربية: محلة كبيرة مشهورة ببغداد عند باب حرب، قرب مقبرة بشر الحافي وأحمد بن حنبل وغيرهما، تنسب إلى حرب بن عبد الله البلخي، ويعرف بالراوندي، أحد قواد أبي جعفر المنصور. معجم البلدان (2/237) .

هُبَيْرَةَ الشَّيْباني (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرة أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ (¬3) ، حَدَّثَنَا أبو سعد البقال [ل/6ب] سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ (¬4) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ((كانَ نساءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتهادَيْنَ الْجَرَادَ يأكلْنَه (¬5)) ) (¬6) . ¬

(¬1) ذكره الخطيب بغير جرح ولا تعديل. انظر تاريخ بغداد (14/97) . (¬2) ضعفه ابن حبان وابن عدي، واتهماه بسرقة الحديث. وقال ابن نمير: "أهل بلده يسيئون الثناء عليه". وقال ابن أبي حاتم: "كان يسكن نهاوند ... وقد كتب إلي بأحاديث، سمعت أبي يقول: تكلموا فيه". وقال الدارقطني: "ضعيف، كان يحدث من حفظه فيتهم، وليس ممن يتعمد الكذب". المجروحين (1/144) ، والكامل (1/180) ، والضعفاء والمتروكون (رقم 51) ، وسؤالات السلمي (رقم22) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/79) ، وميزان الاعتدال (1/108) ، ولسان الميزان (1/195) . (¬3) ابن أبي إسحاق السبيعي. (¬4) العبسي مولاهم، الكوفي الأعور. قال البيهقي: "لايحتج به". وقال الحافظ: "ضعيف مدلس". السنن الكبرى (8/102) ، والتقريب (241/ت2389) . (¬5) في المخطوط "يأكلونه"، وهو خطأ. (¬6) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/76) عن العتيقي به. وإسناده ضعيف جداً، فيه: - أبو سعد البقال، وقد تقدم أنه ضعيف مدلس. - وأبو ميسرة الحراني، متكلم فيه، وضعفه ابن عدي والدارقطني، وقال ابن حبان: "لا يحل الاحتجاج به". - أَبُو عَلِيٍّ هُبَيْرَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هُبَيْرَةَ الشَّيْبَانِيُّ، لم أجد من وثقه. وأخرجه أيضاً البيهقي في "السنن الكبرى" (9/258) من طريق أبي سعد البقال به. والحديث صحيح من غير هذا الطريق، أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4/533/ح8763) عن ابن عيينة عن أبي يعفور عن أنس. وأبو يعفور هو وَقْدَان، ويقال: واقد العبدي الكوفي، ثقة، مشهور بكنيته، وهو الكبير. انظر تهذيب الكمال (30/459) ، والتهذيب (11/123) ، والتقريب (581/ت7413) . وله شاهد من حديث عبد الله بن أبي أوفى. أخرجه مسلم (3/1546-1547/ح1952) كتاب الصيد والذبائح، باب إباحة الجراد من طرق عن أبي يَعْفُور أنه سأل عبد الله بن أبي أوفى عن الجراد فقال: "غزوتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - سبع غَزَوات أو ستَّ غَزَوات نأكل الجَرَاد". وأبو يعفور هو الكبير، تقدم قبل قليل أنه ثقة.

31 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ المُقرِئ (¬1) ، حَدَّثَنَا أحمد بن موسى ابن عِمْرَانَ القَوَّاس (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالة الإِسْكاف الْمَرْوَزِيُّ (¬3) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النضر (¬4) ¬

(¬1) أبو حفص المعروف بالكتّاني، وثقه الخطيب. وقال محمد بن أبي الفوارس: "كان لا بأس به، وكان كتابه بقراءة عاصم عن ابن مجاهد بعض النظر". اهـ. وقال الذهبي: "الإمام المقرئ المحدث المعمر". توفي سنة 390 هـ في رجب. تاريخ بغداد (11/269) ، وسير أعلام النبلاء (16/482-484) ، وتذكرة الحفاظ (3/1011) . (¬2) أبو بكر القَوّاس -بفتح القاف والواو المشددة وبعد الألف سين مهملة- هذه نسبة لمن يعمل القسي. ذكره الخطيب: من غير جرح ولا تعديل. تاريخ بغداد (5/148-149) ، واللباب (3/62) . (¬3) ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا. والإسكاف: بكسر الألف وسكون السين المهملة وفي آخرها الفاء، يقال لمن يعمل اللوالك والشمشكات. انظر تاريخ بغداد (1/337) ، واللباب (1/57) . (¬4) هو البكري، أبو غزية (وقع في لسان الميزان طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات: أبو عروبة وهو تصحيف) . قال الخطيب: "مجهول"، وقال ابن ماكولا: "لم يكن بالقوي". مجرد أسماء من روى عن مالك (149/ت 715) ، والإكمال لابن ماكولا (7/351) ، وميزان الاعتدال (4/55-56) ، والمغني في الضعفاء (2/640) ، ولسان الميزان (5/406) ، وتنزيه الشريعة (1/115) .

عن مالك عن نافع عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَيَكُون فِي أمَّتِي قومٌ يَطْلُبون الْحَدِيثَ فينقُلُونه مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ يَسْتَطْعِمون النَّاسَ، أولئِكَ هُمُ اللُّصُوص فَاحْذَرُوهُم)) (¬1) . 32 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حيويه (¬2) ، حدثنا عبد الله ابن أبي داود، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب (¬3) ¬

(¬1) إسناده باطل، وآفته محمد بن النضر الراوي عن مالك، وفيه أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ القواس، وأبو جعفر محمد بن أحمد ابن فضالة الإسكاف المروزي، لم أجد من وثقهما. والحديث أورده الذهبي في الميزان (4/56) من طريق محمد بن الشاه عن محمد بن النضر به. قال الخطيب: ((هذا باطل بهذا الإسناد)) ، قال الذهبي: ((وبغيره)) ، وقال ابن عراق: ((مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ مَالِكٍ بخبر باطل)) . ميزان الاعتدال (4/56) ، ولسان الميزان (5/406) ، تنزيه الشريعة (1/115) . (¬2) أبو عمر البغدادي الخزاز، معروف بابن حيويه. مولده سنة خمس وتسعين ومائتين. وثقه البرقاني، والخطيب، وأبو القاسم الأزهري. مات سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (3/121-122) . (¬3) ابن مسلم المصري، لقبه بَحْشَل ـ بفتح الموحدة وسكون المهملة بعدها شين معجمة ـ يكنى أبا عبيد الله. تكلم فيه بعض النقاد وأنكروا عليه أحاديث تفرد بها عن عمه. قال ابن عدي: ((رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه، والغرباء لا يمتنعون من الأخذ عنه، أبو زرعة وأبو حاتم فمن دونهما، وقال لي عبدان، كان في أيامنا مستقيم الأمر، ومن لم يلحق حرملة اعتمده، وكل من تفرد عن ابن وهب بشيء وجدوه عن أبي عبيد الله، من ذلك كتاب الرجال)) . وقال ابن حبان: ((جعل يأتي عن عمه بما لا أصل له، كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها)) . وقد أنكر الذهبي -رحمه الله- على الحافظ ابن حبان فقال: ((قد روى ألوفاً من الحديث على الصحة، فخمسة أحاديث منكرة في جنب ذلك ليست بموجبة لتركه، نعم، ولا هو في القوة كيونس بن عبد الأعلى وبندار)) . فعلى هذا فهو لا ينزل عن الرتبة التي وصفه بها الحافظ ابن حجر: ((صدوق تغير بأخرة)) أما ما تفرد به عن عمه فقد قال ابن عدي: ((كل ما أنكروه عليه فيحتمل، وإن لم يروه غيره لعل عمه خصه به)) . قال هارون بن سعيد الأيلي: ((إنما يسأل أبو عبيد الله عنا، وليس نحن نسأل عنه، هو الذي كان يستملي لنا عن عمه، وهو الذي كان يقرأ لنا)) . انظر: الجرح والتعديل (2/59-60) ، وتهذيب الكمال (1/387-391) ، والميزان (1/113-114) ، وسير أعلام النبلاء (12/317-323) ، ونزهة الألباب (1/113) ، وتهذيب التهذيب (1/55-56) ، والتقريب (82/ت 67) .

، أَخْبَرَنِي عَمِّي (¬1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ العُمَريّ (¬2) ، وَمَالِكُ بْنُ أنس، وسفيان بن عُيَيْنة، عَنْ حُمَيد الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: ((أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَجْهَر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ في الفَرِيْضة)) (¬3) ¬

(¬1) هو عبد الله بن وهب المصري. (¬2) أبو عبد الرحمن القرشي العَدَوي، المدني، مختلف فيه، فبعضهم أثنى عليه وبعضهم ضعفه. والظاهر أنه صدوق له أوهام، لكثرة من وثقه من الأئمة، وأثنوا عليه في دينه وصلاحه. قال الذهبي: "وحديثه يتردّد فيه الناقد، أما إن تابعه شيخ في روايته فذاك حسن قوي إن شاء الله". انظر ترجمته في: التاريخ الكبير (5/145) ، والمعرفة والتاريخ (2/665) و (3/481) ، والجرح والتعديل (5/109-110) ، والمجروحين (2/6-7) ، والكامل (4/1459-1461) ، وتاريخ بغداد (10/19-21) ، والكفاية (99) ، وسير أعلام النبلاء (7/339-341) ، والمغني (1/348) ، والتهذيب (5/326-328) . (¬3) إسناده ضعيف، والحديث منكر بهذا اللفظ، فيه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وهو صدوق له أوهام. وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب تفرد عن عمه بأشياء، وهذا الحديث منها كما ذكر ابن عدي. وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/234) ، من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ مالك عن حميد به، ولفظه: ((صليت خَلْفَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان، فكلهم كانوا يجهرون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم)) . قال الحاكم: "أخرجته شاهداً"، وقال الذهبي: "إنه موضوع". تلخيص المستدرك (1/234- مع المستدرك) . وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/233) ، عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ ثنا علي بن أحمد بن سليمان بن داود المهري، ثنا أصبغ بن الفرج، ثنا حاتم بن إسماعيل عن شريك بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نمر عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ((سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)) . قال الحاكم: "رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات". ويشهد له ما أخرجه الحاكم أيضاً في المستدرك (1/232) ، من طريق يونس بن بكير، عن مِِِسْعَر، عن محمد بن قيس، عن أبي هريرة قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)) . وفي إسناده محمد بن قيس وهو ضعيف كما قال الذهبي. انظر: التلخيص (1/232- مع المستدرك) .

33 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَرَفَةَ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن علي بن المُثَنَّى (¬2) ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بْنِ سَهْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ (¬3) شدَّاد، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأسقَع اللَّيْثي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اصْطَفَى كِنَانةَ مِنْ ولدِ إسماعيلَ وَاصْطفَى مِنْ كنانةَ قُرَيْشاً واصْطَفَى مِنْ قُريشٍ بَنِي هاشمٍ [ل/6ب] وَاصْطفَاني مِنْ بني هاشِمٍ)) (¬4) . ¬

(¬1) هو موسى بن محمد بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار، أبو القاسم البغدادي، تكلموا فيه، كذا قال الخطيب والحافظ. تاريخ بغداد (13/64) ، واللسان (6/130) . (¬2) هو أبو يعلى الموصلي، صاحب المسند. (¬3) وقع في المخطوط: ((أبو عُمان)) ، والتصويب من مسند أبي يعلى، ومن صحيح مسلم،، وتاريخ بغداد، والتقريب (264/ت 2756) . (¬4) إسناده ضعيف، فيه مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَرَفَةَ، تكلموا فيه وبقية رجاله ثقات أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/64) ، عن أحمد العتيقي بهذا الإسناد. والحديث صحيح أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/469/ح 7485) ، بهذا الإسناد. وأخرجه في (13/472/ح 7487) ، من طريق يزيد بن يوسف عن الأوزاعي به، وهو في صحيح مسلم كما يأتي.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن (¬1) . 34 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ المَكِّيّ (¬2) فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، حَدَّثَنَا أَبُو اليَسَع إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ المِصِّيْصِيّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مسلَّم، حَدَّثَنَا دَاوُدُ ابْنُ أُخْتِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بن جدعان (¬3) ، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: ((مَطَرَتِ السَّماءُ بَرَداً فَقَالَ لِي أَبُو طلحةَ: نَاوِلْنِي مِنْ ذَلِكَ البَرَد، فَنَاوَلْتُه فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُ، وَهُوَ صائِمٌ فِي رمضانَ، قَالَ: ¬

(¬1) في صحيحه (5/1782/ح 2276) ، كتاب الفضائل باب فضل النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، عن محمد ابن مهران الرازي، ومحمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ به -كما ذكره المصنف-. (¬2) العَبْقَسَّي، العطار، مسند الحجاز، مولده سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وثقه أبو ذر الهروي، والسجزي، والعتيقي، وابن بشكوال، وأثنى عليه النسوي في ترجمة أبيه إبراهيم، قال: ((وولده اليوم هو شيخ مكة ومحدثها في وقته، سمع من أبيه وعني به، وكتبه صحاح)) . مات سنة خمس وأربعمائة، وقيل سنة أربع. الأنساب (9/207) ، والصلة (1/157) ، واللباب (2/317) ، والمنتخب من السبعيات لأبي نصر السجزي (ل 197/أـ ضمن مجموع) ، وسير أعلام النبلاء (17/181) ، والعقد الثمين (3/3-5) ، وشذرات الذهب (3/173) . (¬3) التيمي، البصري، أصله حجازي. اتفقوا على تضعيفه لسوء حفظه واختلاطه مع تشيع قليل، ومع غزارة علمه وسعته، إلا أن الترمذي قال: "صدوق"، فلذلك قال الهيثمي: "فيه كلام وقد وثق". وقال ابن حجر: "ضعيف". مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. انظر: التاريخ الكبير (6/275) ، والتاريخ الصغير (1/318) ، والجرح والتعديل (6/186) ، وتهذيب الكمال (20/434/ت 4070) ، وميزان الاعتدال (3/127-129) ، وسير أعلام النبلاء (5/206-208) ، والعقد الثمين (6/174-175) ، والتهذيب (7/322) ، ومجمع الزوائد (3/127) .

فَقُلْتُ له: أَلَسْتَ صائماً (¬1) ؟ قَالَ: بَلَى، إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِطَعامٍ وَلا شَرَابٍ، وَإِنَّهُ بَرَدٌ مِنَ السّماءِ نُطَهِّر بِهِ قُلُوبَنا (¬2) ، قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فذكرتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: "خُذْ عَنْ عَمِّك")) (¬3) ¬

(¬1) في المخطوط: ((صائم)) ، وكتب الناسخ فوقها كلمة "صح" إشارة إلى أنه وجدها هكذا في الأصل. (¬2) كذا في المخطوط، وفي سائر مصادر التخريج ((بطوننا)) . (¬3) ضعيف، فيه عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، تقدم أنه اتُّفِق على ضعفِه. وفيه أَبُو الْيَسَعَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ المصيصي، فإني لم أجد ترجمته. وأخرجه مسلسلاً محمد عبد الباقي الأيوبي في المناهل "السلسلة" (ص 176/ح 68) ، من طريق المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري، عن أبي محمد الخلال، عن ابن شاهين، عن أحمد بن عيسى، عن أبي عبد الله المصيصي، عن داود بن معاذ به. قال ابن الطيب: "أطلقه ابن العربي وغيره من أرباب المسلسلات وهو وإن لم يكن باطلا متناً وتسلسلا، فلا شك أنه في غاية الوهاء". اهـ. المصدر السابق. ولكن المتن أخرجه البزار (1/481/ح 1021-كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3/15/ح 1424) ، و (7/73/ح 3999) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5/114/ح 1864) من طريق عبد الوارث عن عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ به. قال الهيثمي: "رواه أبو يعلى وفيه علي بن زيد، فيه كلام وقد وثّق، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه البزار موقوفاً وزاد: فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فكرهه، وقال إنه يقطع الظمأ". مجمع الزوائد (3/171-172) . قلت: والحديث صحيح موقوفاً كما أخرجه أحمد (3/279) من طريق أبي عوانة، والطحاوي في "شرح المشكل" (5/15) ، من طريق خالد بن قيس، كلهم عن قتادة ـ وعند أحمد عن قتادة وحميد ـ عن أنس قال: ((رأيت أبا طلحة يأكل البرد وهو صائم ويقول: إنه ليس بطعام ولا شراب)) . ولفظ أحمد: ((مطرنا برداً وأبو طلحة صائم، فجعل يأكل منه، قيل له: أتأكل وأنت صائم؟ قال: إنما هذا بركة)) . وأخرجه الطحاوي (5/116) ، من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ((كان أبو طلحة يأكل البرد وهو صائم، فإذا سئل عن ذلك قال: بركة على بركة)) ، في التطوع. وقد ذكر الحافظ ابن رجب هذا الحديث في كتاب "شرح علل الترمذي" (1/12) ، في فصل أحاديث اتفق العلماء على عدم العمل بها.

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَارِثِ حِينَ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: صُمَّتْ إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسِ بن مالك، قال عبد الوارث وَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَقَالَ: صمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَوَضَعَ دَاوُدُ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ عِنْدَ قَوْلِهِ: صمَّتَا فِي كُلِّ مَا قَالَ صمَّتَا يُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ فَيَضَعُهُمَا عَلَى أُذُنَيْهِ، قَالَ دَاوُدُ: وَسَمِعْتُ من عبد الوارث فِي مَنْزِلِهِ، قَالَ يُوسُفُ: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ وَهُوَ قَائِمٌ فِي مَكَّةَ وهو يحب أن يُخْفِيَه لايسمعه أَحَدٌ، قَالَ أَبُو الْيَسَعَ: فَسَمِعْتُهُ من يوسف [ل/7ب] وَإِلا فصمَّتَا وَوَضَعَ أَبُو الْيَسَعَ يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ، قَالَ دَاوُدُ: قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: إِنَّمَا قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَسٍ: ((خُذْ مِِنْ عَمِّكَ)) يَعْنِي أَدَبَهُ وَلَمْ يَعْنِ (¬1) هَذَا. قَالَ شَيْخُنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْيَسَعَ وَإِلا فصمَّتَا وَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ، وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَتِيقِيُّ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَإِلا فصمَّتَا وَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ، وَقَالَ أَبُو الحُسَين شَيْخُنَا: سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ وَإِلا فصمَّتَا وَوَضَعَ أصبعَيْه عَلَى أُذُنَيْهِ. 35 - سمعت أبا الحسن (¬2) يقول: سمعت علي بن الحسن الصوفي ¬

(¬1) في المخطوط بإثبات الياء. (¬2) هو العتيقي.

الطَّرَسُوْسيّ (¬1) يقول: سمعت سليمان بن أحمد الطبراني يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي رحمه الله -وقد قيل له: إن هؤلاء الصوفية جلوسا في المساجد على التوكل بغير علم- فقال: ((العلمُ أَقْعَدَهم، فقيل له: فإنَّ هِمَمَهُم كِسْرةٌ (¬2) وخِرْقةٌ (¬3) ، فقال: لا أعلَمُ أنَّ قوما أعظم قدرا من قومٍ يكون همُّهم من الدُّنْيا ¬

(¬1) ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (5/150) واتهمه بالوضع. (¬2) الكسرة: القطعة المكسورة من الشيء، والجمع كِسَر مثل قطعة وقِطَع. لسان العرب (5/139) ، مادة (كسر) . (¬3) الخرقة: القطعة من خرق الثوب، والخرقة المزقة منه. انظر: لسان العرب (10/73) ، مادة ((خرق)) . والمراد هنا الخرقة الصوفية، وهي الطاقية التي يضعها الشيخ فوق رأس المريد. وللبس الخرقة أغراض منها: قصد الاتباع والسلوك، والتشرف بها كخلع الملوك، والتبرك بأيدي الصالحين والزهاد، ومنها الحرص على اتصالها إلى من أخذت عنه أولاً بالإسناد. انظر: بدء الفلقة بلبس الخرقة (ل 154/ ب) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وأما لباس الخرقة التي يلبسها بعض المشايخ المريدين، فهذه ليس لها أصل يدل عليها الدلالة المعتبرة من جهة الكتاب والسنة، ولا كان المشايخ المتقدمون وأكثر المتأخرين يُلبسونها المريدين، ولكن طائفة من المتأخرين أرادوا ذلك واستحبوه)) . مجموع الفتاوى (11/510-511) . وقد روي في لبس الخرقة بأسانيد لا تخلو من كلام، أكثر دورانها عن الحسن البصري عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وقد ألف السيوطي رسالته "إتحاف الرفقة برفو الخرقة" لإثبات سماع الحسن من علي. انظر: ضمن الحاوي للفتاوي (2/268) . ولكن قد نفى الحافظ ابن حجر ثبوت ذلك مطلقاً حيث قال: "إنه ليس في شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحداً من أصحابه بفعل ذلك، وكل ما يروى من ذلك صريحاً فباطل"، ثم قال: "ثم من الكذب المفترى قول من قال: إن علياً ألبس الخرقة الحسن البصري، فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من علي سماعاً، فضلاً عن أن يلبسه الخرقة)) . انظر: المقاصد الحسنة ص (331) .

كِسْرة وخِرْقة، قيل: فإنهم إذا سمعوا السماع يقومون يرقُصُون فقال أبي رحمه الله: دَعُوْهم يَفْرَحُون مع الله ساعة)) (¬1) . 36 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن العباس بن حيويه يقول: سمعت عبد الله ابن محمد البَغَويّ يقول: سمعت عبد الله بن مُطِيع (¬2) يقول: سمعت مالك بن أنس وسأله رجل عن المسافر متى يُتِمُّ الصلاة؟ فقال: ((إذا جمع أن يُقِيمَ عَشْرًا)) (¬3) . ¬

(¬1) أورده الحافظ في "لسان الميزان" (4/220) ، في ترجمة علي بن الحسن الطَّرَسُوسي معزوًّا إلى الطيوريات. وذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" (5/150) أن الطرسوسي وضع حكاية على الإمام أحمد في تحسين أحوال الصوفية، ويعني هذه كما ساقها الحافظ ابن حجر في "لسانه". (¬2) هو ابن راشد البكري. (¬3) إسناده صحيح، إلا أني لم أجده بهذا اللفظ عن مالك. والذي في الموطآت أن مالكاً قال: أخبرنا عطاء الخراساني قال: قال سعيد بن المسيب: ((من أجمع على إقامة أربعة أيام فليتم الصلاة)) ، وفي بعضها بلفظ: ((أربع ليال)) . قال مالك عقبَه: ((وذلك أحسن ما سمعت، والأمر الذي لم يزل عليه العلماء عندنا)) ، انظر: الموطأ: -رواية الليثي (1/149/ح 71) . -رواية أبي مصعب الزهري (1/151-152/ح 389) . -رواية محمد بن الحسن الشيباني (1/564-565/ح 199) ، وليس فيه قول مالك. -رواية سويد بن سعيد (114-115/ح 122) . -رواية القعنبي (193-194/ح 214) . وقال مالك فيما حكى عنه البغوي في شرح السنة (4/178) : ((من قدم لهلال ذي الحجة، وأهل بالحج فإنه يتم الصلاة حتى يخرج من مكة إلى منى فيقصر، وذلك أنه قد أجمع إقامة أكثر من أربع ليالٍ)) . اهـ. وانظر أيضاً تقرير مذهب مالك والمذاهب الأخرى في هذه المسألة، شرح السنة للبغوي، والتمهيد (11/181-186) .

37 - قال لنا [ل/8أ] أبو الحسن (¬1) قال لنا محمد بن العباس بن حيويه قال لنا علي ابن الحسين بن حرب القاضي (¬2) قال لي سريٌّ السَّقَطيّ (¬3) : ((لا يَقْوَى على ترك الشُّبُهات إلا من ترك الشَّهَوَات)) (¬4) . 38 - سمعت أحمد يقول: سمعت أحمد بن محمد بن عمران الوراق (¬5) ¬

(¬1) هو العتيقي. (¬2) أبو عبيد البغدادي، ابن حربويه. أثنى عليه الدارقطني والنووي وابن زولاق وابن يونس، وقال: "وكان ثقة ثبتاً". مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة. انظر: سؤالات السلمي (رقم24) ، وتاريخ بغداد (11/395-398) ، طبقات الشيرازي (ص 110) ، تهذيب الأسماء واللغات (2/258-259) ، وسير أعلام النبلاء (14/536-538) . (¬3) ابن المغلّس، أبو الحسن البغدادي، الإمام القدوة شيخ الإسلام ولد في حدود الستين ومائة. له حكم وحكايات وعظات، مات في شهر رمضان سنة 253 وقيل سنة 251 وقيل 257هـ. طبقات الصوفية (ص 48) ، وحلية الأولياء (10/116-126) ، تاريخ بغداد (9/187-192) ، الرسالة القشيرية (ص12) ، وطبقات الشعراني (1/86-87) ، وسير أعلام النبلاء (12/185) . (¬4) إسناده صحيح، أخرجه أبو سعد الماليني في "كتاب الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص 87) ، عن ابن شاهين عن علي ابن الحسين بن حربويه به، والبيهقي في "الزهد" (ص 317) ، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن العديم في بغية الطلب (9/4220) ، من طريق أبي سعد به. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (10/126) ، من طريق أبي بكر الباقلاني عن أبيه. وابن عساكر ـ كما في مختصر تاريخ دمشق ـ (9/216) . ولفظه عند هؤلاء: ((لا يقوى على ترك الشهوات إلا بترك الشبهات)) ، أي: بتقديم الشهوات. (¬5) أبو الحسن النهشلي البغدادي، ويعرف بابن الجندي. قال الأزهري: "ليس بشيء". وقال العتيقي: "كان يرمى بالتشيع، وكانت له أصول حسان". مات في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (5/77-78) ، سير أعلام النبلاء (16/555-556) ، الميزان (1/147-148) ، اللسان (1/288) .

يقول: سمعت أبا بكر بن دُرَيد (¬1) يقول: سمعت أبا حاتم السِّجِسْتانيّ (¬2) يقول: سمعت الأصمعي (¬3) يقول: ((مَا تَكَبَّر عَلَيَّ أحدٌ أكثرَ مِنْ مَرَّةٍ، قُلْتُ: وكيفَ ذَاكَ؟ قال: لا أُكَلِّمُه بعدَهَا)) (¬4) . 39 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: سمعت أبا بكر بن سيف (¬5) يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول: ((التَّصَاوُن (¬6) في النُزْهة سُخْفٌ)) (¬7) ¬

(¬1) هو محمد بن الحسن بن دُرَيد بن عتاهية، الأزدي البصري، العلامة شيخ الأدب صاحب التصانيف. قال الذهبي: "كان آية من الآيات في قوة الحفظ". مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (15/91-98) . (¬2) اسمه سهل بن محمد بن عثمان، أبو حاتم السجستاني، النحوي المقرئ البصري. قال الحافظ: ((صدوق فيه دعابة، مات سنة 255هـ)) . التقريب (258/ت 2666) . (¬3) هو عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك بن علي بن أصبح، أبو سعد الباهلي. صدوق سُنِّي، مات سنة 216هـ وقيل غير ذلك، التقريب (364/ت 4205) . (¬4) أخرج نحوه الدينوري في المجالسة (4/392-393/رقم 1583) ، من طريق عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وفي (5/275-276/رقم 2122) ، من طريق المازني، كلاهما عن الأصمعي أنه قال: ((قال رجل: ما رأيت ذا كبر إلا تحول داؤه فيَّ، يريد أنّي أتكبّر عليه)) . وبإسنادَيْه قال: قال أعرابي: ((ما تاه علي أحد قط مرتين، قيل ولِمَ ذاك؟ قال: لأنه إذا تاه علي مرة لم أعد إليه)) . والخبر في عيون الأخبار (1/384) ، وربيع الأبرار (3/432) . (¬5) هو عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي، الإمام المقرئ الكبير، توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (14/440) . (¬6) هكذا في المخطوط، وفي مناقب الشافعي "الوقار"، ومثله ذكر القزويني في "مفيد العلوم ومبيد الهموم" (ص295) . (¬7) إسناده صحيح. وأخرجه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/212) من طريق الطحاوي قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: "الوقار في النُّزْهة سُخْفٌ". وذكره القزويني في "مفيد العلوم ومبيد الهموم" (ص295) .

40 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حيويه، حدثنا عبد الله بن أبي داود إملاء، حدثنا أبو الدرداء المروزي (¬1) ، حدثنا علي بن الحُسَين بن واقد (¬2) ، عن أبيه (¬3) ¬

(¬1) هو عبد العزيز بن مُنيب ـ بضم الميم بعدها نون وآخره موحدة ـ مات سنة سبع وستين ومائتين. قال أبو حاتم: "صدوق"، وقال النسائي والدارقطني: "ليس به بأس"، وقال ابن حبان: "مستقيم الحديث على دعابة فيه"، وقال الحافظ: "صدوق". الجرح والتعديل (5/397-398) ، والثقات لابن حبان (8/397) ، وتاريخ بغداد (10/450-451) ، وتهذيب الكمال (18/210-212) ، والتهذيب (6/360-361) ، والتقريب (ص359/ت4127) . (¬2) أبو الحسن المروزي، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. ضعفه أبو حاتم، وسكت عنه البخاري في "التاريخ الكبير"، ولكن نقل عنه العقيلي أنه قال: "رأيناه في سنة عشر ومائتين، وكان أبو يعقوب سيئ الرأي فيه في حياته لعلة الإرجاء، فتركناه، ثم كتبت عن إسحاق عنه". قلت: لم يبين أبو حاتم سبب ضعفه، ولعله بسبب تهمة الإرجاء، كما بين ذلك البخاري عن إسحاق بن راهويه، وقد قال عنه النسائي: "ليس به بأس"، وهو من المتحرين في التوثيق، فقوله أقرب، كما أن ابن حبان ذكره في "الثقات". وقال الذهبي: "كان عالماً صاحب حديث كأبيه، خرج له البخاري في الأدب، ومسلم في مقدمة كتابه، وأرباب السنن، وهو حسن الحديث، كبير القدر"، وقال الحافظ العسقلاني: "صدوق يهم". انظر: التاريخ الكبير (6/267) ، والجرح والتعديل (6/179) ، والثقات لابن حبان (8/460) ، والضعفاء للعقيلي (3/226) ، والميزان (3/123) ، والمغني في الضعفاء (2/446) ، وسير أعلام النبلاء (10/211-212) ، والتهذيب (7/308) ، والتقريب (ص400/ت4717) . (¬3) هو الحسين بن واقد المروزي، أبو عبد الله القرشي، قاضي مرو وشيخها، مات سنة تسع، وقيل سنة سبع ـ وخمسين ومائة. وثقه ابن معين، وقال ابن سعد: "حسن الحديث"، وقال أحمد، أبو زرعة، والنسائي: "ليس به بأس". وقال أحمد مرة: "في بعض حديثه نُكرة". وقال الحافظ: "ثقة له أوهام". الطبقات لابن سعد (7/371) ، والجرح والتعديل (3/66) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص195-196) ، والميزان (1/549) ، وسير أعلام النبلاء (7/104-105) ، والتقريب (ص169/ت1358) .

، عن مطر (¬1) الوراق قال: ((غَضِب عليَّ أبي فأَسْلَمَنِي في الحَاكَة نصفَ يومٍ، فلم أَزَلْ أَعْرِفُ ذلك في عَقْلِي إلى اليَومِ)) (¬2) . 41 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن المظفر الحافظ يقول: سمعت أحمد بن الحَسَن ابن عبد الجبار الصوفي يقول: سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول لرجل -وذكر عنده الموت- فقال: ((غرَّنا علامةٌ في رأسك ولحيتك -يعني الشِّيْب-)) (¬3) . 42 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن علي الكاتب (¬4) بمصر، حدثنا محمد بن الحسن ابن دريد، حدثنا عبد الرحمن بن أخي ¬

(¬1) ابن طهمان، أبو رجاء السلمي مولاهم، الخراساني، سكن البصرة، صدوق كثير الخطأ، ضعيف في حديثه عن عطاء. انظر: التاريخ الكبير (7/400-401) ، والجرح والتعديل (8/287) ، وتهذيب الكمال (28/52-54) ، والتهذيب (10/167) ، والتقريب (534/ت6699) . (¬2) في إسناده ضعف من أجل علي بن الحسين بن واقد، ولم أقف عليه عند غير المؤلف. (¬3) إسناده صحيح، ولم أقف عليه فيما رجعت إليه من المصادر. (¬4) أبو مسلم البغدادي، نزيل مصر، الشيخ العالم المقرئ، المسند الرُّحَلة، تكلم في أصول سماعه أبو الحسين العطار فقال: "ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئاً صحيحاً غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحاً، وما عداه كان مفسوداً". توفي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/323) ، وسير أعلام النبلاء (16/558-559) .

الأصمعي (¬1) [ل/8ب] عن عمِّه الأَصْمَعيّ، عن أبي عمرو ابن العلاء قال: قال بكر بن عبد الله المُزَنيّ: ((أحقُّ الناس بِلَطْمةٍ مَنْ إذا دُعِيَ إلى طعامٍ فذهب معه بآخَرَ، وأحقُّ الناس بلَطْمَتَينِ رجلٌ دخل على قوم فقالُوا: اجْلِسْ ههُنا، فقال: لا، بَلْ ههُنا، وأحقُّ الناس بثلاث لَطَمَاتٍ رجلٌ دخل على قوم فقدَّمُوا له طعاما فقال لربِّ البيتِ: اجلِسْ، كُلْ مَعنا)) (¬2) . 43 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَن التَّمِيْمِيّ بمصر، حدثنا أبو بكر بن أبي الأصبَغ (¬3) وحدثني عمي إبراهيم بن عبد الله بن منير ¬

(¬1) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب الأصمعي، يكنى أبا محمد، وقيل: يكنى أبا الحسن، وكان من الثقلاء، إلا أنه كان ثقة عما يرويه عن عمه وعن غيره من العلماء. انظر: مراتب النحويين (ص133) ، والثقات لابن حبان (8/381) ، وطبقات الزبيدي (ص197) . (¬2) إسناده حسن. أخرجه الخطيب في "كتاب التطفيل" (ص81) من طريق محمد بن أحمد بن علي الكاتب به. وأخرجه أيضاً في المصدر نفسه من طريق وضاح بن حسان عن أبي هلال الراسبي عن غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني قال: ((إن أحق الناس بلطمة من أتى طعاماً لم يُدْعَ إليه، وإن أحق الناس بلطمتين من يقول له صاحب المنزل: اجلس ههنا، فيقول: لا، بل أجلس ههنا، وإن أحق الناس بثلاث لطمات من دعي إلى طعام فقال لصاحب البيت: ادعُ ربة البيت تأكل معنا)) . قلت: هذا اللفظ ذكره ابن عبد ربه في "العقد الفريد" (2/458) . (¬3) لم أجده، إلا أن يكون القاضي أبا بكر محمد بن أصبغ المصري، قاضي دمشق، ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (52/132) . ويحتمل أن يكون أحمد بن عبيد بن الأصبغ الحرّاني، ورد ذكره في إسناد ساقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/47) .

الحرَّاني، حدثنا محمد بن حاتم المصيصي، حدثنا إسحاق ابن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يرخَّص فيه من السماع ويحتجون فيه بقول أهل المدينة، فقال مالك بن أنس رحمه الله: ((ما يقُولُه عندنا إلا الفُسَّاق)) (¬1) . 44 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إبراهيم المُقرِئ، حدثنا أبوبكر البَزَّاز (¬2) ، حدثنا أحمد ابن دليل قال: ((مررت بمعلم يضرِب صبيا ويقول: والله لأضرِبَنَّك حتى تقولَ لي من حَفَرَ البحر، فَتَقَدَّمْتُ فقلتُ: أعزَّك الله، أنا جدُّ هذا، وَاللهِ ما أَدْرِي مَنْ حَفَرَ البحر، فإنْ كنتَ تَعْلَم فَقُلْ حتَّى أَتَعلَّمَ أنا والصبيُّ، قال: حَفَرَ البحرَ كَرْدَم أخو آدمَ ¬

(¬1) في إسناده محمد بن الحسن التميمي، وأبو بكر بن أبي الأصبغ، وإبراهيم بن عبد الله بن منير الحراني، لم أجد لهم ترجمة، والأثر صحيح عن الإمام مالك. أخرجه عبد الله في "مسائل أبيه" (2/70/رقم1582) قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إسحاق بن الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخّص فيه بعض أهل المدينة من الغناء، فقال: ((إنما يفعله عندنا الفساق)) . إسناده صحيح، وهذا يخالف مايروى عن مالك من تساهله في مسألة الغناء، من ذلك ما رواه ابن القيسراني في كتاب "السماع" من طريق أبي محمد الدرستي قال: بلغني عن مصعب الزبيري قال: حضرت مجلس مالك بن أنس فسأله أبو مصعب عن السماع، فقال مالك: ((ما أدري، أهل العلم ببلدنا لا ينكرون ذلك، ولا يقعدون عنه، ولا ينكره إلا غبي جاهل، أو ناسك عراقي غليظ الطبع)) . قلت: في إسناده انقطاع أو إرسال بين أبي محمد الدرستي ومصعب الزبيري حيث قال الأول: بلغني. انظر: كتاب السماع (ص46) ، وترتيب المدارك (1/233 فما بعدها) . (¬2) هو أحمد بن عبيد الله بن الحريض، أبو بكر البزاز. قال الخطيب: "روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني". مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، تاريخ بغداد (4/253) .

عليه السَّلام)) (¬1) . 45 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس إجازة، حدثنا أبو القاسم الفضل ابن أحمد بن محمد بن بشار (¬2) ، حدثنا أبو دُجَانة أحمد بن [ل/9أ] إبراهيم المعافري (¬3) ، حدثني حُمَيد بن زَنْجُويَه قال: قلتُ لأحمدَ بن حَنبلٍ: ((ما أحسب أحدا من بعد أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم والتابعين أشد اتباعا لكتاب الله وسنة رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشافعي، فقال: إنه عندي لَكَذلِك، قال: قُلتُ له: أَلاَ تَعْجَب من قوله "الرهن أمانة"؟ قال: أنا أَعْجَبُ مِمَّنْ يقُولُ بِخِلافِه)) (¬4) ¬

(¬1) في إسناده أحمد بن دليل، لم أجد له ترجمة، والحكاية لم أعثر عليها فيما راجعت من المصادر، وفي متنه نكارة شديدة؛ إذ لا يعرف لآدم عليه السلام أخ اسمه كردم، ولا غيره. (¬2) ذكره الخطيب في "تاريخه"، وأنه روى عن أبي دجانة المعافري، وعبيد الله بن سعد الزهري، وعمر بن شبة، وعنه أبو عمر بن حيويه، تاريخ بغداد (12/377-378) . (¬3) هو أحمد بن إبراهيم بن الحكم المعافري، القرافي. قال ابن يونس: غلط في حديثه". مات سنة تسع وتسعين ومائتين. اللسان (1/132) . (¬4) إسناده ضعيف من أجل أبي دجانة المعافري، وأبي القاسم بن أحمد. والأثر ثابت من طرق أخرى. أما الجزء الأول منه فأخرجه البيهقي في مناقب الشافعي (2/254) ، من طريق أحمد بن الليث يقول سمعت أحمد ابن حنبل يقول: ((إني لأدعو الله للشافعي في صلاتي أربعين سنة، أقول: اللهم اغفر لي ولوالدي ولمحمد بن إدريس الشافعي، فما كان منهم أتبع لحديث رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - منه)) . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/415) ، من طريق أحمد بن العباس النسائي قال: سمعت أحمد بن حنبل ما لا أحصيه وهو يقول: ((قال أبو عبد الله الشافعي، ثم يقول: ما رأيت أحداً أتبع للأثر من الشافعي)) . وأما الجزء الثاني فأخرجه البيهقي في "المناقب" (2/258) ، من طريق حميد بن زنجويه قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ((إني لأعجب ممن يخالف قول الشافعي في الرهن)) . وأخرجه أيضاً في (2/257-258) ، من طريق الحسن بن عامر بن سفيان قال: سمعت حميد بن زنجويه يقول: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في قول الشافعي في الرهن؟ فقال: ((إني أعجب ممن يخالفه)) . وانظر قول الشافعي في المسألة في "الأم" (3/166) .

46 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عثمان بن الحسن بن المعذل (¬1) ، حدثني الفضل ابن عبد الله بن الفضل الهاشمي ببيت المقدس قال: ((رأيتُ ببيت المَقْدِس سنةَ ستٍّ وثمانِين ومِائَتَيِن النُّجومَ قد تَسَاقطَتْ منَ السَّماءِ إلي الأرضِ، ولَعَهدِي بها تَضرِبُ قُبَّة الصَّخرةِ، ثم تَقَعُ إلى الأَرْضِ، وتَمْشِي مَعَ الأرضِ من غربيِّ المسجِدِ إلى شرقِيِّه، ومن شرقِيِّه إلى غربِيِّه، وكان ذلك من المغرِب إلى طُلوع الشّمسِ)) (¬2) . 47 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ الْمُطَّلِبِ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) أَبُو الحسن القاضي النَّصِيْبِيّ، حكى الخطيب عن البرقاني حكاية يفهم منها أنه ضعّفه، وحدّث عنه أبو الحسن أحمد ابن علي بن الباذ ثم تركه وضعفه جدًّا، وكذّبه الأزهري، إلا أن هذا محمول على أواخر أمره، وإلا فإنه في ابتداء أمره كان مستقيماً وحديثه عن الشاميين صحيح كما صرح بذلك الأزهري نفسه، ثم فسد بعد أن تقلد القضاء، كما ذكره حمزة الدقاق. مات سنة ست وأربعمائة. تاريخ بغداد (3/51-52) . (¬2) في إسناده الفضل بن عبد الله الهاشمي، ولم أجد له ترجمة، والقصة لم أجدها عند غير المصنف.

يحيى بن محمد ابن صاعد (¬1) ، حدثنا الحسن بن عيسى بن ماسرجس قال: سمعت عبد الله بن المبارك وقد قيل له: يا أبا عبد الرحمن، تكثر القعود في البيت وحدَك؟ فقال: ((لَستُ أنا وحدي، أنا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه بَيْنَهُم ـ يعني النَّظَرَ في الكُتُب ـ)) (¬2) . 48 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جِدَارٍ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن محمد بن يوسف الخلاَّل، حدثنا محمد بن عمر الكِشِّي (¬3) ، حدثنا عبد بن حُميد قال: [ل/9ب] سمعت أبا داود (¬4) ¬

(¬1) أبو محمد الهاشمي البغدادي، مولى الخليفة أبي جعفر المنصور، الإمام الحافظ المجود محدث العراق. مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، في ذي القعدة عن تسعين سنة وأشهر بالكوفة. سير أعلام النبلاء (14/501) . (¬2) في إسناده محمد بن عبد الله بن المطلب كذبه الدارقطني والأزهري وسئل الدراقطني عنه فقال: "يشبه الشيوخ". وبقية رجال الإسناد ثقات. وأخرج نحوه البيهقي في "الزهد" (ص 96-97) ، والخطيب في "تاريخه" (10/154) ، من طريق عثمان بن سعيد قال: سمعت نعيم بن حماد يقول: ((كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته فقيل: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه)) . وقد ورد الأثر بأطول من هذا في الرواية رقم (29) ، وانظر تخريجه هناك. (¬3) لم أجد من ترجم له، إلا أن الذهبي ذكره فيمن روى عن عبد بن حميد. قلت: وقد روى عنه الطبراني في "المعجم الأوسط" وسماه: محمد بن عمر بن منصور البجلي الكشي، وروى عن قتيبة بن سعيد. انظر سير أعلام النبلاء (12/235) ، والمعجم الأوسط (6/235) . (¬4) هو الطيالسي.

يقول: ((لَوْلاَ هَذِهِ الْعِصَابةُ لاَنْدَرَسَ الإسلامُ - يعني أصحابَ الحديث الَّذِينَ يَكتُبُون الآثارَ-)) (¬1) . 49 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن المطلب يقول: سمعت الفضل بن أحمد (¬2) الزبيدي المُقرِئ يقول: سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول -وقد أقبل أصحاب الحديث بأيديهم المحابر فأومأ إليها - وقال: ((هذِهِ سُرُجُ الإسْلاَمِ ـ يَعْنِي المَحَابِر ـ)) (¬3) . 50 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ (¬4) وجماعة (¬5) قالوا: أخبرنا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا عبد الملك بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هُرْمُز، عن عبد الله بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كعب ابن مَالِكٍ ((أنَّهُ كانَ لَهُ مالٌ عَلَى عبدِ اللهِ بْنِ ¬

(¬1) في إسناده محمد بن عمر الكشي، لم أجد ترجمته، والأثر لم أجده، فيما راجعت من المصادر. (¬2) ابن منصور بن ذيال البغدادي، المحدث الثقة، بقية المشايخ. قال الدارقطني: "ثقة مأمون". تاريخ بغداد (12/377) ، وسير أعلام النبلاء (14/528) . (¬3) لم أقف عليه، وفي إسناد المؤلف محمد بن عبد الله بن المطلب، كذبه الدارقطني والأزهري. (¬4) أبو القاسم البغدادي، ابن الثلاّج الشاهد، نسبه الدارقطني والأزهري إلى الوضع. وقال الذهبي: "ليس بثقة". مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. انظر سؤالات السهمي (رقم329) ، وسؤالات السلمي (رقم429) ، وتاريخ بغداد (10/135-138) ، والميزان (2/497) ، وسير أعلام النبلاء (16/461-462) ، واللسان (3/350-351) . (¬5) لم أظفر بهم فيما رجعت إليه من المصادر.

أَبِيْ حَدْرَد الأَسْلَميِّ (¬1) فَلَقِيَهُ فَلَزِمَهُ فَتَكَلَّمَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَمَرَّ بِهِمَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا كَعْبُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يَقُوْلُ: النِّصْفَ، فَأَخَذَ نِصْفاً مِمَّا كانَ عَلَيْهِ وتَرَكَ نصفاً)) (¬2) . أخرجه البخاري عن ابن بُكَير، عن الليث. 51 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن محمد ابن صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا بِسْطَام بْنُ الْفَضْلِ أَخُو عارِم (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ (¬4) ، ¬

(¬1) اسمه سلامة بن عمرو، وقيل: عبد. انظر أسماء من يعرف بكنيته (ص38) ، وتهذيب الكمال (33/228) ، والتهذيب (12/72) . (¬2) حديث صحيح. أخرجه البخاري (2/853) كتاب الخصومات، باب الملازمة، وفي (2/963) كتاب الصلح، باب هل يشير الإمام بالصلح، عن يحي بن بكير عن الليث به ـ كما أشار إليه المصنف ـ. كما أخرجه الإمام مسلم (3/1193) كتاب المساقاة، باب استحباب الوضع من الدين، عن الليث تعليقاً. وأخرجه البخاري (2/853) كتاب الخصومات، باب الملازمة، وفي (1/179) كتاب الصلاة باب رفع الصوت في المساجد، وفي (2/851) كتاب الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، ومسلم (3/1193) كتاب المساقاة، باب استحباب الوضع في الدين، من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ به. (¬3) السدوسي البصري، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/155) وقال: "مستقيم الحديث، ربما أغرب". وانظر تالي التلخيص (1/99) ، واللسان (2/15) . (¬4) هو سلم بن قتيبة الشَّعيري ـ بفتح المعجمة ـ الخراساني، نزيل البصرة. قال ابن معين: "ليس به بأس"، ومثله قال أبو حاتم وزاد: "كثير الوهم، يكتب حديثه". وقال القطان: "ليس من الجمال التي تحمل المحامل"، وقد وثقه أبو زرعة، وأبو داود، وابن قانع، والدارقطني، والحاكم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: "الإمام المحدث الثبت، وثقه أبو داود واحتج به البخاري". وأما الحافظ فوصفه بقوله "صدوق". انظر التاريخ الكبير (4/159) ، والجرح والتعديل (4/266) ، والضعفاء للعقيلي (2/166) ، والثقات (8/297) ، وتسمية من أخرج له البخاري ومسلم (ص135) ، والتعديل والتجريح (3/1142) ، وتهذيب الكمال (11/234-235) ، وسير أعلام النبلاء (9/308) ، والتهذيب (4/117) ، والتقريب (246/ت2471) .

حدثنا سهيل ابن أَبِي الْحَزْمِ (¬1) ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (¬2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (كَانَ أَصْحَابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُونَ القُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ [ل10/أ] فِي الْفَرَائِضِ حَتَّى يَخْتِمُوْهُ)) (¬3) . 52 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الحسن بن فراس بمكة يدعو بهذا الدعاء ((اللَّهُمَّ بِحَقِّكَ، فَلاَ حَقَّ أَعْظَمُ مِنْكَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ أَسْمَائِكَ الْحُسْنَى عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَا أَنْزَلْتَهُ مِنْ كِتَابِكَ، وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ {إِنَّا ¬

(¬1) القُطَعي ـ بضم القاف وفتح الطاء ـ، أبو بكر البصري، ضعيف تفرد العجلي بتوثيقه. انظر التاريخ الكبير (4/106) ، والتاريخ الصغير (2/167) ، و (2/210) ، والجرح والتعديل (4/247) ، والمجروحين (1/353) ، والكامل لابن عدي (3/450) ، وضعفاء العقيلي (2/154) ، ومن تكلم فيه (ص96) ، والتهذيب (4/229) ، والتقريب (259/ت2672) . (¬2) هو ابن أسلم الْبُنَانِيِّ. (¬3) هذا حديث منكر، تفرد به سهيل بن أبي حزم، وهو ضعيف. قال الإمام أحمد: "روى عن ثابت أحاديث منكرة". وقال البخاري: "لايتابع في حديثه". قلت: وفي إسناده أيضاً بسطام بن الفضل، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أغرب"، ولكن تابعه أبو الربيع الزهراني عن أبي قتيبة به، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/123/ح8162) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/413) ، فانحصرت العلة على سهيل بن أبي الحزم. والحديث ذكره في "المغني" (1/335) قال: "وقد روي عن أنس قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرأون ... الحديث، إلا أن أحمد قال: هذا حديث منكر". وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/114) وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سهيل بن أبي حزم ضعّفه جماعة، يقولون: ليس بالقوي، ووثّقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات".

نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُوْنَ (¬1) } اللَّهُمَّ احْفَظْنِيْ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ الذِّكْرَ)) (¬2) . 53 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أحمد بن عثمان بن شاهين (¬3) ، حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا ابن عون وذكر عنده شهر بن حوشب (¬4) فقال: ((إن شهرا تُرِك إن شهرا تركوه)) (¬5) ¬

(¬1) سورة الذاريات: (11) . (¬2) إسناده صحيح، ولم أجده عند غير المصنف. (¬3) أبو حفص، الشيخ الصدوق، الحافظ العالم، شيخ العراق، وصاحب التفسير الكبير، مولده في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين، ومات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (16/431-435) . (¬4) أبو سعيد الأشعري، مولى الصحابية أسماء بنت يزيد الأنصارية، كان من كبار علماء التابعين. قال يعقوب بن سفيان: "وشهر وإن قال فيه ابن عون: تركوه فهو ثقة". انظر تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (1/111) ، والمعرفة والتاريخ (2/97-98) ، ومعرفة الثقات (1/461) ، وذكر من تكلم فيه وهو موثق (ص100) ، وسير أعلام النبلاء (4/372) ، والتهذيب (4/324) . (¬5) إسناده صحيح. أخرجه مسلم في "مقدمة صحيحه" (1/92) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/361) ، وابن عدي في "الكامل" (4/37) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/191) من طرق عن النضر بن شميل به. وعند مسلم "نزكوه" بدل "تركوه"، قال مسلم: "أخذته ألسنة الناس تكلموا فيه". قلت: وقد أثنى عليه جماعة من الأئمة. وانظر أيضاً الضعفاء (2/191) ، وأحوال الرجال (ص96) ، والمعرفة والتاريخ (2/97-98) ، وسير أعلام النبلاء (4/374) ، والمعارف (448) .

54 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر (¬1) ، حدثنا عبد الله (¬2) ، حدثنا محمود بن غيلان قال: ((سَأَلْتُ أبا دَاوُدَ (¬3) عَنْ حَدِيثِ العَطَّارَةِ (¬4) الَّذِيْ رَوَاهُ النَّضْرُ (¬5) ، عن عَبّادِ ابْنِ مَنْصُورٍ (¬6) ، عن زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ، فَقُلْتُ له: مَا لَكَ لَمْ تَسْمَعْه مِنْ عَبَّادِ وَقَدْ أَكْثَرْتَ عَنْ عَبّادٍ؟ فقال لي: أَنَا لَقِيْتُ زِيَادَ بْنَ مَيْمُونٍ وعبدَ الرَّحْمنِ بْنَ مَهْدِيٍّ فَقُلْنَا لَه فَقالَ: أَتَرَوْنَ رجلا عَمِلَ خَطِيْئةً فَتَابَ مِنْها لاَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ؟ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَنَسٍ مِنْ ذِيْ قليلا ولا كثيرا ثم كانَ يَبْلُغُنا أنَّه يُحدِّثُ بِهِ فَنَلْقَاه فيَقُولُ: أَتُوبُ إلى الله، ثُمَّ يُحَدِّثُ بِهِ)) (¬7) . ¬

(¬1) هو ابن شاهين الحافظ. (¬2) هو البغوي. (¬3) هو الطيالسي. (¬4) قال القاضي عياض: "هو حديث رواه زياد بن ميمون هذا عن أنس أن امرأةً يقال لها الحَوْلاء، عطّارة كانت بالمدينة، فدخلت على عائشة رضي الله عنها، وذكرت خبرها مع زوجها، وأن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر لها فضل الزوج، وهو حديث طويل غير صحيح، ذكره ابن وضّاح بكماله، ويقال: إن هذه العطارة هي الحولاء بنت تويت". انظر شرح صحيح مسلم للنووي (1/113) . (¬5) هو ابن شميل. (¬6) الناجي ـ بالنون والجيم ـ، أبو سلمة البصري القاضي بها، قال الحافظ: "صدوق رمي بالقدر وكان يدلس، وتغير بأخرة". وضعفه أبو حاتم، وقال ابن معين: "هو وعباد بن كثير، وعباد بن راشد ليس حديثهم بالقوي". انظر التاريخ الكبير (6/39-40) ، والجرح والتعديل (6/86) ، والميزان (2/376-378) ، وسير أعلام النبلاء (7/105-106) ، والتهذيب (5/103-105) ، وطبقات المدلسين (17-18) . (¬7) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/113 ـ مع شرح النووي ـ) بلفظ أتم من هذا.

55 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أحمد بن شاهين، حدثنا عبد الله (¬1) ، حدثنا سويد ابن سعيد (¬2) ، حدثنا علي بن مُسْهِر (¬3) قال: ((سَمِعْتُ أنا وحمزةُ الزَّيَّاتُ مِنْ أبانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ نحواً (¬4) مِنْ [ل/10ب] أَلْفِ حَدِيثٍ قالَ: فأَخْبَرَنِي حمزَةُ أنَّه رَأَى النَّبيَّ صلى الله عليه وَسلَّم فِي المَنَامِ فَعَرَضَها عليه فَمَا عَرَفَ مِنها إلاَّ الْيَسِيرَ خمسة أو أَقَلَّ أو أَكْثرَ، قالَ: فَتَرَكْنا الحَدِيثَ عَنْهُ)) (¬5) ¬

(¬1) هو البغوي. (¬2) ابن سهل الهروي الأصل، ثم الحدثاني ـ بفتح المهملة والمثلثة ـ، ويقال له الأنباري ـ بنون ثم موحدة ـ، أبو محمد. أثنى عليه بعض الأئمة، وتكلم فيه آخرون، فقد جمع الحافظ خلاصة أقوالهم فقال: "صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابن معين القول". انظر أقوالهم في: التاريخ الصغير (2/373) ، والجرح والتعديل (4/240) ، والمجروحين (1/352) ، والكامل لابن عدي (3/428) ، وتاريخ بغداد (9/228-232) ، وتذكرة الحفاظ (2/454-455) ، والعبر (1/432) ، وميزان الاعتدال (2/248-251) ، وسير أعلام النبلاء (11/410-420) ، والتهذيب (4/272-275) ، والتقريب (260/ت2690) . (¬3) القرشي، الكوفي، قاضي الموصل، ثقة له غرائب بعد أن أضر. التقريب (405/ت4800) . (¬4) في المخطوط "نحو". (¬5) إسناده حسن من أجل سويد بن سعيد. ذكره ابن شاهين في "الضعفاء والكذّابين" (ص45) . وأخرجه مسلم في المقدمة (1/25) عن سويد به، وفيه "إلا شيئاً يسيراً، خمسة أو ستة"، وليس فيه "فتركنا الحديث عنه". وأخرجه ابن الجعد في "مسنده" (ص23) عن سويد به، وفيه "خمسمائة أو ذكر أكثر" مثل ما سيأتي في الرواية رقم (56) . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/40) عن أحمد بن علي الأبار، وابن حبان في "المجروحين" (1/97) عن محمد ابن إدريس الشامي، وليس عنده "فتركت الحديث عنه"، والمزي في "تهذيب الكمال" (7/318) ، والحافظ ابن حجر في "التهذيبب" (1/86) بإسنادهما عن البغوي، كلهم عن سويد بن سعيد به. وفي رواية المزي "خمسمائة حديث" مثل ما سيأتي في الرواية رقم (56) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/383) قال: حدثت عن سويد بن سعيد. وفيه "إلا حديثاً أو نحو هذا". وذكره أيضاً حمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" (1/551) ، كما عزاه الحافظ في "التهذيب" إلى ابن أبي حاتم عن أبيه. قلت: أبان بن أبي عياش، اسم أبي عياش فيروز، البصري أبو إسماعيل العبدي مجمع على تركه مع صلاح نفسه، وذلك بسبب سوء الحفظ، وليس ممن يتعمد الكذب إن شاء الله. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/290) : "مجتمع على ضعفه وترك حديثه".

56 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا سُويد بن سعيد، حدثنا علي بن مُسْهِر قال: ((سَمِعْتُ أنا وحمزةُ الزَّيَّاتُ مِنْ أبانَ بْنِ أَبِيْ عَيَّاشٍ خَمْسَمِائةِ حديثٍ أوَذَكَرَ أَكْثرَ، فَأَخْبَرَنِي حَمْزةُ قالَ: رأيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وَسَلَّمَ في المَنَام فَعَرَضْتُها عَلَيهِ فَمَا عَرَفَ مِنْهَا إلاَّ اليَسِيرَ خمسة أو سِتّةَ أحادِيثَ، فَتَرَكتُ الحديثَ عَنْهُ)) (¬1) . 57 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أحمد بن شاهين، حدثنا عبد الله بن محمد (¬2) ، حدثنا أبو روح محمد بن زياد بن فروة (¬3) ، حدثنا مخلد بن الحُسَين، عن هشام (¬4) ، عن محمد بن سيرين أنه كان يقول: ¬

(¬1) إسناده حسن، وانظر تخريجه في الرواية السابقة. (¬2) هو البغوي. (¬3) ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "أبو روح محمد بن زياد بن فروة البلدي، روى عن أبي شهاب الحناط، روى عنه محمد بن طاهر البلدي وأهل الجزيرة". (¬4) هو ابن حسان أبو عبد الله الأزدي. انظر سير أعلام النبلاء (6/355-363) ، والتقريب (572/ت7289) .

((هذِهِ الأَحَادِيثُ دِيْنٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأخُذُونَ دِينَكُمْ)) (¬1) . 58 - أخبرناه أحمد، حدثنا محمد بن الحسين أبو الطيب التَيْمُليّ بالكوفة، حدثنا عبد الله ابن زَيْدان، حدثنا يحيى بن طلحة ـ يعني اليربوعي (¬2) ـ، حدثنا الفضيل بن عياض، عن هشام (¬3) ، عن محمد بن سيرين قال: ¬

(¬1) إسناده صحيح، هشام من أثبت الناس في ابن سيرين، وأبو روح وثقه ابن حبان. أخرجه مسلم في المقدمة (1/14) عن مخلد بن حسين، وفضيل، كلاهما عن هشام به. وأخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص122) من طريق مخلد بن الحسين به. وأخرجه عن حسن بن الربيع، عن حماد بن زيد، عن أيوب وهشام عن محمد. وأخرجه الدارمي (1/114) عن أبي عاصم ـ مع الشك ـ، وفي (1/124) عن عفان عن حماد بن زيد كلاهما عن ابن عون عن محمد. وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/378/رقم1133) ، وفي (2/191/رقم844) ، وفي (رقم845) من طريق حماد بن زيد عن أيوب، وفي (رقم 846) من طرق عن محمد بن سيرين. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/46) من طريق زائدة وفضيل بن عياض عن هشام به. تنبيه: وقد روي مثله عن أنس مرفوعاً كما أخرجه الجرجاني في "تاريخ جرجان" (ص473) من طريق روح عن خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس. في إسناده خليد بن دعلج السدوسي البصري، وهو ضعيف. التقريب (195مت1740) . ورواه أبو نعيم في "الحلية" (2/278) ومن طريقه القاضي عياض في "الإلماع" (ص59) من حديث أبي هريرة، وأنس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فذكره. قال القاضي عياض: "لم يرفعه أبو هريرة، وقد رواه محمد بن معاوية من حديث أبي سعيد مرفوعاً، والصحيح وقوفه على محمد بن سيرين". اهـ. (¬2) قال النسائي: "ليس بشيء"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "وكان يغرب عن أبي نعيم"، وقال الحافظ: "لين الحديث". الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/109) ، والثقات (9/264) ، والتقريب (592/7573) . (¬3) هو ابن حسان.

((إنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُروا عَمَّنْ تَأْخُذُونَه)) (¬1) . 59 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، حدثنا القاسم ابن إسماعيل المَحَامِليّ (¬2) ، حدثنا الفضل بن سهل (¬3) ، حدثنا علي بن عبد الله (¬4) ، حدثني أيوب ابن المُتَوكِّل (¬5) ، [ل/11أ] عن عبد الرحمن بن مَهْدِي قال: ((الحِفْظُ الإِتْقَانُ، ولا يَكُونُ إمَاماً (¬6) مَنْ حدَّثَ عَنْ كُلِّ مَنْ رَأَى، وَلاَ يُحدِّثُ بِكُلِّ ما سَمِعَ)) (¬7) ¬

(¬1) حسن لغيره، يحيى بن طلحة اليربوعي لين الحديث، وقد توبع. انظر تخريجه في الرواية رقم (57) . (¬2) هو المحدث الثقة أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي، أخو القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي. مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (12/447-448) ، وسير أعلام النبلاء (15/263) ، وشذرات الذهب (2/300) . (¬3) هو الأعرج البغدادي. (¬4) هو ابن المديني. (¬5) الأنصاري، القارئ البصري. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "وكان راوياً لعبد الرحمن بن مهدي، قديم الموت، روى عنه علي بن المديني". انظر التاريخ الكبير (1/424) ، والجرح والتعديل (2/259) ، والثقات (8/126) . (¬6) في المخطوط "إمام"، وما أثبته أولى. (¬7) إسناده صحيح. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/424) عن علي بن عبد الله به، ولفظه: ((ما يكون الرجل إماماً في الحديث حتى لا يحدث عن كل أحد، ولا يكون إماماً في الحديث حتى لا يحدث بكل شيء يسمع، والحفظ الإتقان)) . وأخرجه ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (1/270) من طريق أحمد بن أبي خيثمة عن علي بن عبد الله به، ومن طريقه القاضي عياض في "الإلماع" (ص215) ولفظه ((لايكون إماماً في العلم من أخذ بالشاذ، ولا يكون إماماً في العلم من روى كل ما سمع، والحفظ الإتقان)) . وأخرجه الخطيب في "جامع أخلاق الراوي" (2/13) من طريق القاضي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ إسماعيل المحاملي، عن فضل بن سهل به قال: ((الحفظ الإتقان)) . وأخرجه في (2/109) بالإسناد نفسه، وليس فيه قوله ((الحفظ الإتقان)) . تنبيه: وقع في إسناد الخطيب أن الراوي عن الفضل بن سهل هو القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي وليس القاسم أخاه كما في إسناد المصنف، ولم أجد فيما رجعت إليه من المصادر لترجمة القاسم المحاملي والفضل بن سهل من ذكر الفضل في شيوخ القاسم، ولا القاسم في تلامذة الفضل أو أصحابه، وإنما وجدت روايات كثيرة جداً للقاضي الحسين المحاملي عن الفضل ابن سهل في غير ما مصدر ـ وهي مسجلة عندي في المسودة ـ، وإن كان ما ههنا محفوظاً فهو فائدة جيدة من فوائد هذا الكتاب، وعلى أيٍّ كان فهما ثقتان -ولله الحمد-.

60 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الحافظ (¬1) ، حدثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول (¬2) ، حدثنا محمد بن زنبور (¬3) المكي، حدثنا فُضَيل بن عياض، عن هشام (¬4) ، عن محمد بن سيرين قال: ((إنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِيْنٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَه)) (¬5) . ¬

(¬1) هو أبو الحسن الدارقطني، الإمام الحافظ المجود، شيخ الإسلام، علم الجهابذة، المقرئ المحدث، من أهل محلة دار القطن ببغداد، مولده سنة ست وثلاثمائة، ووفاته سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (16/449-461) . (¬2) أبو جعفر التنوخي، الأنباري، الإمام العلامة المتفنن، القاضي الكبير، الفقيه الحنفي، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وثقه الخطيب، والذهبي، مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (4/30-34) ، ونزهة الألباء (ص253-257) ، ومعجم الأدباء (2/138-161) ، وسير أعلام النبلاء (14/497-500) . (¬3) ابن أبي الأزهر، أبو صالح، اسم زنبور جعفر، صدوق له أوهام. انظر: تهذيب الكمال (33/419) ، والتقريب (478/ت5886) . (¬4) هو ابن حسان. (¬5) إسناده حسن، محمد بن زنبور صدوق له أوهام، وقد ووفق على هذا الإسناد، فانتفى وهمه، انظر تخريجه في الرواية رقم (57) وانظر الرواية رقم (58) .

61 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد بْنُ عُمَرَ بْنِ حُمَيد بْنِ بَهْتَة (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (¬2) ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ (¬3) ، حدثنا سفيان (¬4) قال: حدثونا (¬5) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله (¬6) قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: ((مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْماً حَدِيثاً لاَ تَبْلُغُه عُقُولُهُمْ إلاَّ كَانَ فِتْنةً عَلَيْهِمْ)) (¬7) . ¬

(¬1) أبو الحسن البزاز، ويعرف بابن بهتة-بفتح الباء المعجمة بواحدة، وسكون الهاء، وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها- من أهل باب الطاق، وثقه العتيقي، وقال البرقاني: "لا بأس به"، ونسبه إلى التشيع. مات في رجب سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (3/34) ، والإكمال (1/378) . (¬2) أبو جعفر البغدادي الصيرفي، من أهل مطيرة سامراء. قال الدارقطني: "ثقة مأمون"، مات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (2/145) ، ومعجم البلدان (5/151) ، وسير أعلام النبلاء (15/301) (¬3) ابن ثابت، أبو أحمد الدقاق الواسطي، نزل سر من رأى وحدث بها. قال أبو حاتم: "صدوق". وقال الدارقطني: "ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويخالف". مات سنة تسع وخمسين ومائتين، وقيل: سنة اثنتين وستين. تاريخ واسط (ص255) ، والجرح والتعديل (2/368) ، والثقات (8/145) ، وتاريخ بغداد (7/84) . (¬4) هو ابن عيينة. (¬5) لعل منهم يونس بن يزيد الأيلي كما يأتي. (¬6) ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي. (¬7) أخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" (1/11) عن أبي الطاهر وحرملة، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري به، وإسناده صحيح. وأخرج البخاري (1/59) كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية ألا يفهموا عن علي موقوفاً قال: ((حدّثوا الناس بما يعرفون، أتحبّون أن يكذَّب الله وسوله؟!)) . قال الحافظ ابن حجر: "وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة، ومثله قول ابن مسعود ... فذكره، وعزاه إلى مسلم ثم قال: وممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب". فتح الباري (1/225) . وقال الذهبي ـ معلقًا على قول أبي هريرة: ((رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه)) ـ: "هذا دالٌّ على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرّك فتنة في الأصول أو الفروع، أو المدح أو الذم، أما حديث يتعلّق بحِلٍّ أو حرام فلا يجوز كتمانه بوجه". سير أعلام النبلاء (2/597) .

62 - أخبرنا أحمد، حدثني عُبيدالله بن عثمان بن يحيى الدَّقَّاق المعروف بابن جَنِيْقَا (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمد بن أحمد البخاري الأمين (¬2) -في رجوعه من الحج-، حدثنا أبو الموجِّه (¬3) ، حدثنا عبدان (¬4) قال: سمعت عبد الله (¬5) يقول: ((الإِسْنَادُ عِنْدِيْ مِنَ ¬

(¬1) كنيته أبو القاسم، وجَنِيْقَا -بفتح الجيم وكسر النون، وبعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها القاف- وهو اسم لبعض أجداده، ولد سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، وثقه ابن أبي الفوارس والخطيب، ومات سنة تسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (10/377) ، واللباب (1/299) . (¬2) شيخ الحنفية، العلامة. قال الحاكم: "فقيه، بقية أهل النظر في عصره، قدم بغداد حاجًّا سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وكتبنا عنه بانتخاب أبي علي الحافظ". اهـ. مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (6/165) ، وسير أعلام النبلاء (15/517) ، والجواهر المضية (1/45) . (¬3) هو محمد بن عمرو الفزاري المروزي، اللغوي الحافظ، محدث مرو. قال ابن الصلاح: "قَيَّده بكسر الجيم أبو سعد السمعاني بخطه في مواضع، وهو بلديه، ويقال بالفتح، قال: وهو محدث كبير، أديب كثير الحديث، صنف السنن والأحكام، رحمه الله"، مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. انظر: الجرح والتعديل (8/35) ، وسير أعلام النبلاء (13/347-348) ، وتذكرة الحفاظ (2/615-616) ، والوافي بالوفيات (4/290) ، وطبقات الحفاظ (ص270) . (¬4) هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جبلة ـ بفتح الجيم والموحدة ـ، أبو عبد الرحمن المروزي. (¬5) هو ابن المبارك.

الدِّيْنِ، لَوْلاَ الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ، وَلَكِنْ إِذَا قِيْلَ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ بَقِيَ، قَالَ عَبْدَانُ: ذُكِرَ هذَا عِنْدَ الزَّنَادِقَةِ وَمَا يَضَعُوْنَ مِنَ الْأَحَادِيْثِ)) (¬1) . 63 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حَبَابة، حدثنا عبد الله بن محمد البَغَويّ، حدثنا القَوَارِيريّ، حدثنا وهب بن جَرِير، حدثنا حماد بن زيد قال: سمعت أيوب (¬2) يقول: ((إِنَّ لِيْ لَجَاراً بِالْبَصْرَةِ [ل/11ب] مَا أَكَادُ أَنْ أُقَدِّمَ عَلَيْهِ بِالْبَصْرَةِ أَحَداً، لَوْ شَهِدَ عِنْدِيْ عَلَى فِلْسَيْنِ أَوْ عَلَى تَمْرَتَيْنِ لَمْ أُجِزْ شَهَادَتَه)) . أخرجه مسلم عن حجاج بن الشاعر عن سليمان بن حرب عن حماد (¬3) . ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/165) عن أحمد بن أبي جعفر عن عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدَّقَّاق به مثله. وأخرجه في "الكفاية" (ص393) من طريق محمد بن حمدويه المروزي وإبراهيم بن محمد البخاري كلاهما عن أبي الموجه به، دون قوله: "قال عبدان ... ". وأخرجه مسلم في "المقدمة" (1/15) ـ مختصراً، والترمذي في "العلل" (ص743) ، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/213) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/1053) من طرق عن عبدان به، وذكره العلائي في "جامع التحصيل" (ص59) . (¬2) هو ابن أبي تميمة السختياني. (¬3) مقدمة صحيح مسلم (1/21) ، ولفظه: قال أيوب: "إن لي جاراً ثم ذكر من فضله، ولو شهد عندي على تمرتين، ما رأيت شهادته جائزة".

64 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن علي المُقرِئ (¬1) شيخ صالح، حدثنا محمد بن مَخْلَد (¬2) العَطَّار، حدثنا رَجَاء بن الجارُود (¬3) ، حدثنا الأَصْمَعيّ، حدثنا ابن أبي الزناد (¬4) ، عن أبيه (¬5) قال: ((أَدْرَكتُ مِائَةً أَوْ نَحْواً مِنْ مِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ مَأْمُونٌ مَا يُؤْخَذُ ¬

(¬1) أبو القاسم، المعروف بابن الصيدلاني، سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وهو آخر من حدث عنه من الثقات. قال العتيقي: "الشيخ الصالح، وكان ثقة مأموناً"، مات سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة في رجب، وقيل سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الإمام أحمد بن حنبل. تاريخ بغداد (10/378) . (¬2) ابن حفص، أبو عبد الله الدوري، ثم البغدادي العطار الخضيب، مولده سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وثقه الدارقطني وقال الذهبي: "الإمام الحافظ الثقة القدوة، كتب مالا يوصف كثرة مع الفهم والمعرفة وحسن التصانيف"، مات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة في جمادى الآخرة. سير أعلام النبلاء (15/256-257) . (¬3) أبو المنذر الزيات. قال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه مع أبي ببغداد"، وقال الخطيب: "كان ثقة". مات سنة ستين ومائتين في رجب. تاريخ بغداد (8/412) . (¬4) هو عبد الرحمن بن أبي الزناد: عبد الله بن ذكوان، المدني، مولى قريش، مات سنة أربع وسبعين ومائة. تكلم فيه النقاد، وأثنى عليه بعضهم، وخلاصة القول فيه ما قال الحافظ ابن حجر: "صدوق، تغيّر حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيهاً". وعليه فمن سمع منه بالمدينة فحديثه صحيح، ومن سمع منه ببغداد ففي حديثه تخليط، وهو يضعّف في حديثه عن أبيه. انظر التاريخ الكبير (1/727) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/76) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص68) ، والكامل لابن عدي (4/274-275) ، والمجروحين (2/56) ، وتاريخ أسماء الثقات (ص147) ، وتاريخ بغداد (10/229) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (ص68) ، وتهذيب الكمال (17/95-101) ، والكاشف (1/627) ، وتذكرة الحفاظ (1/247) ، وسير أعلام النبلاء (8/167-170) ، والتهذيب (6/155-156) ، والتقريب (340/ت3861) . (¬5) هو عبد الله بن ذكوان القرشي، أبو عبد الرحمن المدني. التقريب (302/ت3302) .

عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَرْفٌ، يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ أَهْلِه)) (¬1) . 65 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو عمر محمد بن الْعَبَّاسِ بْنِ حَيوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عبيد علي ابن الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيّ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ (¬2) ، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عن عبيد الله (¬3) ، عن نافع، عن ابن عمر ((أَنَّ عُمَرَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي العُمْرة فَقَالَ لَهُ: "يَا أَخِي لا تَنْسَنا في دُعائِكَ")) (¬4) ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، لأنه يضعّف في روايته عن أبيه. أخرجه مسلم في "المقدمة" (1/15) عن نصر بن علي الجهضمي، عن الأصمعي به. وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/378-379/رقم1137) من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي عن الأصمعي به. (¬2) ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي مولاهم، أبومحمد، ثقة ضعف في الثوري، مات سنة مائتين. انظر: معرفة الثقات للعجلي (1/217) ، والثقات لابن حبان (6/95) ، ومشاهير علماء الأمصار (173) ، وتاريخ بغداد (7/46) ، وتهذيب الكمال (2/354-357) ، والتهذيب (1/185) ، والتقريب (98/ت320) . (¬3) ابن عمر العمري التقريب (373/ت4324) . (¬4) ضعيف، في إسناده أسباط بن محمد وهو وإن كان ثقة إلا أنه ضعف في الثوري، وقد خولف في هذا الإسناد، خالفه: - عبد الرزاق كما عند أحمد (2/59) . - ووكيع كما أخرجه أحمد (2/59) ، وأبو يعلى (9/405/ح5550) ، وعنه ابن حبان في "المجروحين" (2/182) وقرن وكيعاً بعبد الرحمن بن مهدي، وجعل بين عاصم وسالم عبيدَ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، كما أخرجه من طريق أبي يعلى الضياء في "المختارة" (1/292) وقال: إسناده ضعيف. - ومحمد بن يوسف الفريابي، أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/128) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/251) . - وقبيصة، كما أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/251) . فهؤلاء رووه عن سفيان عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وقد تابعهم على هذه الرواية متابعة قاصرة عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ كل من: - عبد بن حميد في مسنده (ص241) ، عن مسلم بن قتيبة عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ به. - وشعبة، أخرجه عبد بن حميد (740) ، والبيهقي في "الشعب" (9059) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/397) . ومدار هذه الأسانيد على عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف، ضعّفه ابن معين وغيره. قال ابن حبان: "كان سيئ الحفظ، كثير الوهم، فاحش الخطأ، فترك من أجل كثرة خطئه". انظر المجروحين (2/128) ، وتهذيب الكمال (13/500-506) . وقد روي الحديث عن عمر أيضاً كما أخرجه أحمد (1/29) ، عن محمد بن جعفر، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1/292) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/251) من طريق سليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق وحجاج ابن منهال؛ كلهم عن شعبة، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عن سالم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عن أبيه. وفي إسناده عاصم بن عبيد الله، وقد تقدم.

66 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَيُّوَيْهِ، [حَدَّثَنَا] (¬1) ابْنُ المُجَدَّر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسن ابن خِرَاش، حَدَّثَنَا شَبَابة (¬2) ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (¬3) ، عَنْ جَابِرٍ (¬4) ، عَنْ أُبَيٍّ بْنِ كَعْب، عَنِ ¬

(¬1) هذه الصيغة ساقطة في المخطوط، والصواب إثباتها؛ لأن ابن المجدر من شيوخ ابن حيويه، ولا يمكن أن يكون عطفاً لأن العتيقي لم يدركه حيث ولد سنة سبع وستين وثلاثمائة، وتوفي ابن المجدر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. (¬2) ابن سوار المدائني، أصله من خراسان، يقال اسمه مروان، مولى بني فزارة، ثقة حافظ، تكلم فيه بعض الأئمة للإرجاء، ولكن أخرج له الجماعة. التقريب (263/ت2733) . (¬3) هو طلحة بن نافع الواسطي، صدوق أخرج له الجماعة، وقد تكلموا في سماعه من جابر، وقيل: إنه صحيفة. انظر تاريخ ابن معين (3/491 -رواية الدوري) ، والتاريخ الكبير (4/346) ، والمراسيل لابن أبي حاتم (2/101-102) ، والضعفاء للعقيلي (2/224) ، والجرح والتعديل (1/144) ، والثقات لابن حبان (4/393) ، ومن تكلم فيه وهو موثق (ص102) ، وجامع التحصيل (ص202) . (¬4) هو جابر بن عبد الله الصحابي.

النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى فقالَ: "هُوَ مَسْجِدِيْ هَذَا")) (1) ¬

(1) غريب بهذا الإسناد عن أُبَيّ. أخرجه الضياء في "المختارة" (3/339) من طريق ابن حيويه به. قال الضياء: "والمحفوظ بهذا الإسناد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعث إلى أبي طبيباً فكواه، قال: إسناده معلول". اهـ. قلت: الحديث الذي أشار إليه أخرجه عبد الله في زياداته على أبيه في المسند (5/115) ، ووقع في المطبوع من المسند من رواية عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حجاج بن يوسف عن شبابة، وفي إتحاف المهرة (1/183/ح13) عبد الله عن حجاج عن شبابة. قال المحقق: والظاهر صواب ما ههنا؛ لأن الإمام أحمد ترك الرواية عن شبابة للإرجاء، وأما رواية ابنه عنه، فلأن شبابة قد رجع عن بدعته، خلافاً لأبيه في عدم روايته عمن رجع عن بدعته أيضاً. انظر التهذيب (4/302) ، وقد عزاه الهيثمي في المجمع (5/98) لعبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف" (2/373، و12/210) ، وأحمد (5/116) ، وعبد بن حميد (رقم166) ، والمفضل الجَنَدي في "فضائل المدينة" (رقم46) ، وأبو جعفر الطبري في تفسيره (14/480) ، وابن عدي في "الكامل" (4/1473) ، والحاكم في "المستدرك" (2/334) كلهم من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد عن أبي به، ولفظ ابن أبي شيبة، ورواية للإمام أحمد: ((الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى هو مسجدي)) . قال الحاكم عقب إخراجه لهذا الحديث: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وشاهده حديث أبي سعيد أصح منه"، وأقره الذهبي. والصواب أن الإسناد ضعيف، فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف. قال الهيثمي: "رواه أحمد، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف". ولكن أخرجه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (2/372) ، وأحمد (5/331) وعبد بن حميد (رقم466) ، والروياني في مسنده (2/235) ، وأبو جعفر الطبري في تفسيره (14/479) ، وابن حبان (3/66) ، والطبراني في الكبير (6/254/ح6025) من طريق ربيعة بن عثمان التيمي، عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد قال: ((اختلف رجلان على عهد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فقال أحدهما: هو مسجد المدينة، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هو مسجدي هذا)) . ولم يذكر فيه أبي بن كعب. قال الهيثمي: "رواه كله أحمد، والطبراني باختصار، ورجالهما رجال الصحيح". وأخرجه الإمام أحمد (5/335ـ باختصار ـ) من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل ابن سعد بلفظ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إذا سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ على التقوى قال: ((هو مسجدي)) . فوافق عبد الله بن عامر ـ وهو ضعيف ـ ربيعة بن عثمان التيمي في عدم ذكر أبي بن كعب. وربيعة بن عثمان تكلم فيه بعض النقاد، وهو لا بأس به، وقال الحافظ ابن حجر: " صدوق له أوهام". انظر: الثقات لابن شاهين (رقم 361) ، ومن تكلم فيه وهو موثق للذهبي (رقم 113) ، والتهذيب (3/259-260) ، والتقريب (207/ت1913) . وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "دخلت عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في بيت بعض نسائه، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: ((هو مسجدكم هذا)) لمسجد المدينة. أخرجه مسلم ـ واللفظ له ـ (2/1015/ح1398) كتاب الحج، باب بيان أن الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى هو مسجد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، والإمام أحمد (3/8، 24، 89) ، والترمذي (5/280/ح3099) ، والنسائي (2/36) ، والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (رقم45) ، والطبري في تفسيره (14/477، 480) ، وابن حبان (3/67) ، والحاكم (2/334) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/263-264) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/268) ، والبغوي في "معالم التنزيل" (3/148) كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري. وأخرجه مسلم (2/1015/ح1398) ، وابن أبي شيبة (2/372-373) ، وأبو يعلى (2/303/ح1029) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/246) ، وفي دلائل النبوة (2/544، و5/264) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/372) ، والإمام أحمد (3/23، 91) ، والترمذي (2/144/ح323) ، وأبو يعلى (2/272/ح985) ، والمفضل الجندي في "فضائل المدينة" (رقم42) ، والطبري في تفسيره (14/481) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (تفسير سورة التوبة آية رقم 108، حديث 1600) ، وابن حبان (3/74/ح1624) ، والفاكهي في "حديثه عن أبي يحيى بن أبي مسرة" عن شيوخه (ق39/ب) ، والحاكم (1/487) ، (2/334) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/229) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/544-545) ، والبغوي في "شرح السنة" (2/340) من طريق أبي يحيى سمعان الأسلمي. ثلاثثتهم عن أبي سعيد الخدري به. وفي رواية من طريق عمران بن أبي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي سعيد عن أبيه عند أحمد والترمذي وغيرهما بلفظ: ((تمارى رجلان في الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "هو مسجدي هذا")) . قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عمران بن أبي أنس، وقد روي هذا عن أبي سعيد من غير هذا الوجه، ورواه أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه". ورواية أبي يحيى عن أبي سعيد بلفظ: ((أن رجلاً من بني عمرو بن عوف ورجلاً من بني خُدْرة امتريا في الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فقال العوفي: هو مسجد قباء، وقال الخدري: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فسألاه عن ذلك، فقال: "هو مسجدي هذا، وفي ذلك خير كثير". قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وله شاهد آخر من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ: "هُوَ مَسْجِدِي")) . أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/145/ح4854) من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت به. وعبد الله بن عامر ضعيف ـ كما تقدم ـ، وقد خالفه سفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن أبي الزناد، فروياه عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد عن أبيه موقوفاً. أخرجه المفضل الجندي في "فضائل المدينة" (1/34) ، والطبري في تفسيره (14/477-478) ، والنسائي في "الكبرى" (6/359) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/269) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزناد به. وأخرجه الطبراني أيضاً في "المعجم الكبير" (5/137) من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عن زيد بن ثابت موقوفاً. قال الهيثمي: "رواه الطبراني مرفوعاً وموقوفاً، وفي إسناد المرفوع عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف، وأحد إسنادي الموقوف رجاله رجال الصحيح". وأخرجه المفضل الجندي في "فضائل المدينة " (رقم44) من طريق عبد الله بن عامر عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلاً. وعبد الله ضعيف، ولكن تابعه سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن خارجة مرسلاً، كما أخرجه بن أبي شيبة (2/372) . والصحيح عن زيد بن ثابت الموقوف عليه.

67 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَيُّوَيْهِ، حدثنا عبد الله بن محمد (¬1) ، @ ¬

(¬1) هو البغوي.

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ الشَّاشِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرْمُزَ (¬2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَذِنَ اللهُ [ل/12أ] تَعَالَى لِلسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْ تَنْطِقَ لَبَشَّرتْ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ)) (¬3) ¬

(¬1) المعروف بعُوَيس، ويقال له أبو عويس، قدم بغداد وحدث بها، قال ابن أبي حاتم: "يكنى أبا سعيد، وهو ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخطيب: "كان ثقة"، مات بطريق حلوان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكتبت عنه. الثقات لابن حبان (8/494) ، وتاريخ بغداد (11/161) ، وتكملة الإكمال (3/487) ، والإكمال (ص330) ، وتعجيل المنفعة (328) ، نزهة الألباب (رقم2042، 3062) . (¬2) اسمه نافع السلمي، ضعّفه أحمد، وابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، وكذّبه ابن معين في رواية عنه. وقال ابن حبان: " كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه، كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعاً، لايجوز الاحتجاج به، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار". انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (113) ، والجرح والتعديل (8/455، و9/456) ، والضعفاء للعقيلي (4/286) ، والكامل لابن عدي (7/48-49) ، والمجروحين (3/58) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/156) ، واللسان (6/146) . (¬3) إسناده ضعيف جدًّا من أجل أبي هرمز، ليس بثقة، وكذبه ابن معين، يروي عن أنس ما ليس من حديثه، وروايته هنا عن أنس. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/208) عن البغوي به. وأخرجه في (7/49) من طريق علي بن عاصم عن شيبان عن أبي هرمز به، لفظه: ((لو أذن الله للسموات والأرض أن تتكلما لقالتا: الجنة لصوام شهر رمضان)) ، ثم أورد أحاديث وقال: "وهذه الأحاديث عن نافع أبي هرمز عن أنس وما حدثنا به السختياني مالم أذكره كلها غير محفوظة". وقال أيضاً: "وعامة ما يرويه غير محفوظ، والضعف على روايته بين". وذكره الحافظ في "اللسان" (6/14) في ترجمة أبي هرمز، وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2/317) من طريق إبراهيم بن هدبة أبي هدبة عن أنس به، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/208) من طريق أبي هدبة عن الأشعث الحراني عن أنس بن مالك نحوه، وذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/114) في ترجمة أبي هدبة. وأبو هدبة هذا اسمه إبراهيم بن هدبة الفارسي، كان بالبصرة ثم وافى بغداد، وليس بأحسن حالاً من أبي هرمز، متفق على تركه، بل اتهمه غير واحد من الأئمة بالكذب. قال ابن معين: "قدم علينا ههنا فكتبنا عنه عن أنس، ثم تبين لنا أنه كذاب خبيث". وقال أبو حاتم: "كذاب"، وقال النسائي، والدارقطني، وأبو الشيخ: "متروك الحديث"، وقال العقيلي: "يرمى بالكذب"، وكذا قال الخليلي، وذكره الحاكم في باب أقوام لا تحل الرواية عنهم إلا بعد بيان أحوالهم. فالحديث من هذا الطريق باطل أيضاً. قال ابن عدي بعد أن أورد أحاديث لأبي هدبة: "وهذه الأحاديث مع غيرها مما رواه أبو هدبة كلها بواطيل، وهو متروك الحديث، بين الأمر في الضعف جداً". قلت: وقد وردت أحاديث صحيحة كثيرة في فضل شهر رمضان، والثواب المترتب عليه، فيها غنية عن هذا الحديث، منها ما أخرجه البخاري ومسلم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "من صام رمضان إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفر لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

68 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شاهين، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن زنبور المكي (¬1) قال: ((سَأَلَ أَبِيْ زُنْبُورُ بْنُ أَبِي الأَزْهَر (¬2) مالِكَ بْنَ أنَسٍ -وَأَنَا أَسْمَع- عَنْ رَجُلٍ أَرْضَعَتِ امْرَأَتُه غُلاَماً وَأَرْضَعَتْ سَرِيَّتُه جَارِيَةً قال: "اللَّقَاحُ (¬3) وَاحِدٌ")) (¬4) . ¬

(¬1) أبو صالح، قال الحافظ: "صدوق له أوهام". التقريب (478/ت5886) . (¬2) هو زنبور بن أبي الأزهر المكي. قال ابن ماكولا: قال الدارقطني وعبد الغني: "روى عن مالك"، ولم يقع لنا من حديثه، إنما روى محمد بن زنبور أن أباه سأل مالكاً وهو يسمع. الإكمال (4/190) (¬3) اللقاح هو الإحبال، قال ابن فارس: "اللام والقاف والحاء أصل صحيح يدل على إحبال ذكر الأنثى، ثم يقاس عليه ما يشبه". معجم مقاييس اللغة (ص959 - طبعة دار الفكر -) . (¬4) إسناده حسن. وذكره ابن ماكولا في"تهذيب مستمر الأوهام" (ص255) . وقد روي هذا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن رجل كانت له امرأتان، فأرضعت إحداهما غلاماً وأرضعت الأخرى جاريةً فقيل: يتزوج الغلام الجارية؟ فقال: "لا، اللقاح واحد". أخرجه مالك في الموطأ (2/602) عن ابن شهاب عن عمرو بن الشريد عن ابن عباس به. وأخرجه عن مالك الشافعي في مسنده (ص306) ، وعبد الرزاق (7/473) . وأخرجه من طريق مالك أيضاً الترمذي (3/454) ، والدارقطني (4/179 ـ وقرن مالكاً بابن جريج ـ) ، وابن حزم في "المحلى" (10/4) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/453) كلهم بألفاظ متقاربة. والأثر سيورده المصنف في الرواية رقم (494) . وأخرجه ابن أبي شيبة (4/17) من طريق ابن جريج عن عمرو بن الشريد به.

69 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر (¬1) ، حدثنا أبو خُبَيِّب العباس بن أحمد البِرْتيّ (¬2) ، حدثنا سَوَّار بن عبد الله العَنْبَريّ قال: سمعت أبي (¬3) قال: قال مالك بن أنس: ((مَنْ يُبْغِضْ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صلَّى الله عَليهِ وسلَّمَ فَلَيْسَ له في الْفَيْءِ نَصِيبٌ، ثم قَرَأَ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِيْنَ الَّذِيْنَ أُخْرِجُوْا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُوْنَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُوْنَ اللهَ وَرَسُوْلَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُوْنَ * وَالَّذِيْنَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإِيْمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّوْنَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُوْنَ فِيْ صُدُوْرِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوْتُوْا وَيُؤْثِرُوْنَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوْقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُوْنَ (¬4) } ثم قرأ: {وَالَّذِيْنَ جَاؤُوْا مِنْ بَعْدِهِمْ ¬

(¬1) هو ابن شاهين. (¬2) أبو العباس، الإمام المحدث، القاضي العلامة. مات في شوال سنة ثمان وثلاثمائة. والبرتي: بالكسر ثم السكون والتاء فوقها نقطتان، بليدة في سواد بغداد قريبة من المزرفة. انظر: تاريخ بغداد (12/152-153) ، ومعجم البلدان (1/372) ، واللباب (1/133) ، والسير (14/257) . (¬3) هو عبد الله بن سَواَّر ـ بتشديد الواو ـ ابن عبد الله العنبري، أبو السوار. التقريب (307/ت3376) . (¬4) سورة الحشر الآية رقم (8-9) .

يَقُوْلُوْنَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِيْنَ سَبَقُوْنَا بِالْإِيْمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِيْ قُلُوْبِنَا غِلاًّ لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا (¬1) } فَمَنْ يُبْغِضْهُم فلا حَقَّ لَهُ في فَيْءِ المسلِمِينَ)) (¬2) . 70 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر (¬3) ، حدثنا عبد الله بن محمد (¬4) ، حدثنا أبو أحمد محمود بن غيلان [ل/12ب] قال: سمعت إسماعيل بن داود المِخْرَاقيّ (¬5) يقول: سمعت مالكا يقول: ((احْذَرْ رَبِيْعَةَ الرَّأْي (¬6) ِ؛ ¬

(¬1) سورة الحشر الآية رقم (10) . (¬2) صحيح. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/327) من طريق محمد بن إسحاق، ثنا سوار بن عبد الله العنبري به. وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (7/1) ، وابن عبد البر في "الانتقاء" (ص36) من طريق معن بن عيسى قال: سمعت مالك ابن أنس يقول: "من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس له في الفيء نصيب، يقول الله عز وجل: {للفقراء المهاجرين ... ورضواناً} الآية، هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه، ثم قال: {والذين تبوأوا الدار والإيمان ... } الآية، هؤلاء الأنصار، ثم قال: {والذين جاؤوا من بعدهم} قال مالك: فاستثنى الله عز وجل فقال: {يقولون ربنا اغفرلنا ... بالإيمان} الآية، فالفيء لهؤلاء الثلاثة، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس هو من هؤلاء الثلاثة، ولا حق له في الفيء". وذكره ابن كثير في تفسيره (4/340) . وذكر أبو نعيم في الحلية (9/112) عن الشافعي أن مالكاً قال: "لست أرى لأحد سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفيء سهماً" ـ مختصراً ـ. (¬3) هو ابن شاهين. (¬4) هو البغوي. (¬5) هو إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مِخْرَاق المديني المِخْرَاقي، مات سنة سبعين ومائة. قال الخليلي: "يتفرد عن مالك بأحاديث، روى عنه الكبار، ولا يرضى حفظه". وقال ابن الأثير: "يروي عن مالك بن أنس ... وكان ضعيفاً". الإرشاد (1/234) ، واللباب (3/178) . (¬6) كذا في المخطوط، والذي يظهر أنه خطأ وسقط لأمرين: ... الأول: وروده في الرواية رقم (495) هكذا: ((أخذ ربيعة الرأي بيدي ... فقال: وربِّ هذا المقام، ما رأيت عراقيًّا تام العقل)) ، وكذا ورد في مصادر أخرى. ... والثاني: أن هذا النص يفهم منه أن ربيعة الرأي عراقي، والأمر ليس كذلك، بل هو مدني.

مَا رَأَيْتُ عِرَاقِيًّا تَامَّ الْعَقْلِ)) (¬1) . 71 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر، حدثنا عبد الله، حدثنا محمود قال: سمعت إسماعيل يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: ((كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ حَاطِبَ اللَّيْلِ)) (¬2) . 72 - سمعت أحمد يقول: سمعت ابن شاهين يقول: سمعت عبد الله بن محمد يقول: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: أخبرنا من رأى (¬3) ¬

(¬1) في إسناده إسماعيل بن داود المخراقي، وقد تفرد به، وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/63) عن محمود ابن غيلان به، ولفظه "أخذ ربيعة الرأي بيدي فقال: "ورب هذا المقام، ما رأيت عراقياَ تام العقل". وفي تذكرة الحفاظ (1/210) عن المخراقي مثله. وسيورده المصنف برقم (495) بهذا الإسناد نفسه، بأتمَّ منه هنا. (¬2) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/400) من طريق إسماعيل بن داود المخراقي به. وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (18/349) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (6/329) قالا: روى إسماعيل بن داود المخراقي عن مالك، فذكراه. وإسماعيل بن داود المخراقي تفرد عن مالك بأشياء كما تقدم من كلام الخليلي. ومعنى قوله حاطب الليل: "هو الرجل يخرج في الليل فيحتطب، فيضع يده على أفعى فتقتله، هذا مثل ضرب لطالب العلم، أنه إذا حمل من العلم ما لا يطيقه، قتله علمه، كما قتلت الأفعى حاطب الليل"، كما أخرجه البغوي في "الجعديات" (1/158/رقم1013) عن ابن عيينة قوله. وأخرج الخليلي في "الإرشاد" (1/154) عن الشافعي قال: "مثل الذي يطلب العلم بلا إسناد مثل حاطب ليل، لعل فيها أفعى تلدغه، وهو لا يدري". وأخرج البيهقي في "المدخل" (ص211/رقم263) من طريق الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: "مثل الذي يطلب العلم بلا حجة كمثل حاطب ليل". (¬3) لم أهتدِ إلى تعيينه.

ابن أبي حازم (¬1) ((يُعْرَضُ لَهُ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ رَأْيُ مَالِكٍ)) (¬2) . 73 - أخبرنا أحمد، حدثنا ابن شاهين، حدثنا عبد الله، حدثني هارون بن موسى الفَرَويّ، حدثني أبي (¬3) قال: ((كُنَّا نَجْلِسُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَابْنُهُ يَحْيَى يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَلاَ يَجْلِسُ فَيُقْبِلُ عَلَيْنَا مَالِكٌ فَيَقُوْلُ: "إِنَّ مِمَّا يُهَوِّنُ عَلَيَّ أَنَّ هذَا الشَّأْنَ لاَ يُوْرَثُ وَإِنَّ أَحَداً لَمْ يَخْلُفْ أَبَاهُ فِيْ مَجْلِسِه إِلاَّ عَبْدَالرَّحْمنِ بْنَ الْقَاسِمِ")) (¬4) . 74 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن صالح الأَبْهَريّ الفقيه (¬5) ، حدثنا عبد الله ابن محمد البَغَوي، حدثني محمد بن منصور الطوسي ¬

(¬1) هو عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، سلمة بن دينار، أبو تمام المدني. (¬2) في إسناده من لم يُسَمَّ، والأثر أخرجه ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" (رقم641) عن البغوي قال: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: "كان عبد الله بن وهب عالماً صالحاًً، فقيهاً كثير العلم، وقال أحمد بن حنبل: أخبرنا من رأى ابن أبي حازم يعرض له على ابن وهب". (¬3) هو موسى بن أبي علقمة الفروي ـ بفتح الفاء والراء ـ مولى آل عثمان، مجهول، من التاسعة. انظر: تهذيب الكمال (29/122) ، والكاشف (2/306) ، ولسان الميزان (7/44) ، والتقريب (553/ت6993) . (¬4) ذكره المزي في "تهذيب الكمال" (17/351) ، قال: وقال هارون بن موسى الفَرَويّ عن أبيه فذكر مثله. وموسى والد هارون مجهول لم يروِ عنه غير ابنه. (¬5) أبو بكر التميمي، نزيل بغداد وعالمها، الإمام العلامة، القاضي المحدث، شيخ المالكية، ولد في حدود التسعين ومائتين، وتوفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. والأبهري -بفتح الألف وسكون الباء الموحّدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء- نسبة إلى أَبْهَر، وهي بليدة بالقرب من زنجان. اللباب (1/27) ، وسير أعلام النبلاء (16/332-333) .

قال: سمعت معروفا الكَرَخيّ (¬1) يقول: ((اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعُوْذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ)) (¬2) . 75 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: سمعت الوزير أبا الفضل (¬3) [ل/13أ] يقول: سمعت محمد بن عبد الرحمن الكاتب الرُّوْذْباريّ (¬4) يقول: سمعت التاريخي (¬5) يقول: سمعت أبا النضر إسماعيل بن أبي عَبَّاد، عن أخيه أبي الحسين بن أبي عَبّاد (¬6) ¬

(¬1) أبو محفوظ البغدادي، علم الزُّهّاد، واسم أبيه فيروز، وقيل: فيروزان من الصائبة. له ترجمة في: حلية الأولياء (8/366) ، وتاريخ بغداد (13/201) ، وطبقات الحنابلة (1/382) ، وسير أعلام النبلاء (9/340) وغيرها. (¬2) صحيح الإسناد. أخرجه أبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص81) عن ابن شاهين عن البغوي به، وفيه "في دعائه". وأخرجه البيهقي في "الزهد" (ص195) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/363) كلاهما من طريق ابن شاهين به. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/297) من طريق محمد بن النعمان عن محمد بن منصور الطوسي به. وذكره ابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/384) . (¬3) هو الإمام الثقة، الوزير جعفر بن الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات البغدادي، نزيل بغداد، مات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (11/234) ، وسير أعلام النبلاء (16/485) . (¬4) الرُّوْذْباري -بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الباء الموحّدة، وبعد الألف راء- هذا يقال لمواضع عند الأنهار الكبار، يقال لها الرُّوْذْبار، وهي موضع عند طوس. اللباب (2/41) . (¬5) هو محمد بن عبد الملك، أبو بكر السراج، يعرف بالتاريخي؛ لأنه كان يعنى بالتواريخ وجمعها. قال الخطيب: "كان فاضلاً أديباً حسن الأخبار، كان مليح الروايات". تاريخ بغداد (2/348) . (¬6) اسمه إسحاق بن ثابت بن أبي عباد الكاتب، له ذكر في تاريخ الطبري. انظر تاريخ الطبري (9/549) ، و (10/19) .

قال: حدثني أبو العباس أحمد بن أبي خالد (¬1) قال: ((كُنْتُ يَوْماً عِنْدَ الْمَأْمُوْنِ أُكَلِّمُهُ فِيْ بَعْضِ الأَمْرِ فَحَضَرَتْنِي عَطْسَةٌ فَرَدَدْتُهَا، فَفَهِمَ الْمَأْمُوْنُ ذلِكَ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ، لِمَ فَعَلْتَ هذَا؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ رُبَّمَا قَتَلَ وَلَسْنَا نحمد أَحَداً عَلَى هذَا (¬2) المْنَظَرِ، فَدَعَوْتُ لَهُ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، مَا سَمِعْتُ كَلِمَةً لِمَلِكٍ أَشْرَفَ مِنْ هذِهِ، قَالَ: بَلَى، كَلِمَةُ هِشَامٍ حِيْنَ أَرَادَ الأَبْرَشُ الْكَلْبِيُّ (¬3) أَنْ يُسَوِّيَ عَلَيْهِ ثَوْبَهُ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: إِنَّا لاَ نَتَّخِذُ اْلإِخْوَانَ خَوَلاً (¬4)) ) (¬5) . 76 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ يقول: سمعت الوزير أبا الفضل يقول: سمعت محمد بن عبد الرحمن الرُّوْذَباريّ يقول: سمعت التَّارِيْخيّ يقول: سمعت محمد ابن سَعْدَان صاحبَ ¬

(¬1) الأحول الكاتب، أبو العباس، وزر للمأمون بعد الفضل بن سهل. قال الذهبي: "كان جوادً، ممدحاً، شهماً، داهيةً، سائساً، زَعِراً، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين". انظر: تاريخ الطبري (8/575، 579، 595، 603) ، وسير أعلام النبلاء (10/255-256) . (¬2) في المخطوط: "هذه"، والصواب ما أثبته، لما يقتضيه السياق. وجاء في الوافي بالوفيات "هذه الخطيئة"، وفي مختصر تاريخ دمشق "ولسنا نحمل أحداً على هذه الخطيئة" بدل "هذا المنظر". (¬3) هو سعيد بن الوليد، أبو مجاشع الكلبي، كان أخص الناس بهشام، وأغلبهم عليه. انظر البرصان (ص76) ، والبيان والتبيين (1/345، 2/139) ، والجمهرة لابن حزم (ص358) . (¬4) الخَوَل: العبيد والإماء وغيرهم من الحاشية، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء. لسان العرب (11/224 ـ مادة خول ـ) . (¬5) لم أقف عليه، وفي إسناده أبو النضر إسماعيل بن أبي عباد، لم أقف على ترجمته.

الرأي (¬1) يقول: ((كَتَبَ يَحْيَى بْنُ أَكْثُمَ (¬2) إِلَى قَاضِي مِصْرَ يَسْأَلُهُ أَنْ يَشْتَرِيَ لَهُ جَارِيَةً نَعَتَهَا، ثُمَّ قَالَ: وَلْيَكُنْ مَعَها غُلاَمٌ عَلَى نَعْتِهَا وَصِفَتِهَا)) (¬3) . 77 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن العباس بن حيويه، أنشدنا محمد بن خلف ابن المَرْزُبان (¬4) [ل13/ب] أنشدنا أحمد بن أبي طاهر (¬5) لأبي العَتَاهية (¬6) : ¬

(¬1) لعله أبو جعفر النحوي الضرير، كان أحد القراء، وله كتاب مصنف في النحو، وكتاب كبير في القراءات. وثقه الخطيب، ومات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. تاريخ بغداد (5/324) . (¬2) ابن محمد بن قطن، الفقيه العلاّمة، أبو محمد التميمي المروزي، ثم البغدادي. قال الحافط ابن حجر: "فقيه صدوق، إلا أنه رمي بسرقة الحديث، ولم يقع ذلك له، وإنما كان يرى الرواية بالإجازة والوجادة". الجرح والتعديل (9/129) ، وسير أعلام النبلاء (12/10) ، والتقريب (588/ت7507) . (¬3) لم أقف عليه، ومحمد بن عبد الرحمن الروذباري لم أقف له على ترجمة، وبقية رجال الإسناد ثقات غير التاريخي، وقد أثنى عليه الخطيب. (¬4) هو الإمام العلامة الأخباري، أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بَسّام المُحَوِّلي البغدادي، الآجرّي، صاحب التصانيف، مات سنة تسع وثلاثمائة. تاريخ بغداد (5/237-239) ، وسير أعلام النبلاء (14/264) . (¬5) أبو الفضل الكاتب، واسم أبي طاهر طيفور. قال الخطيب: "كان أحد البلغاء الشعراء الرواة، ومن أهل الفهم المذكورين بالعلم، وله كتاب بغداد المصنف في أخبار الخلفاء وأيامهم". اهـ. قلت: طبع من كتابه جزء خاص بأيام المأمون. مات سنة ثمانين ومائتين. تاريخ بغداد (4/211) . (¬6) أبو إسحاق، إسماعيل بن قاسم بن سويد العَنَزِيّ مولاهم، الكوفي، نزيل بغداد. قال الذهبي: "رأس الشعراء، الأديب الصالح الأوحد، لقب بأبي العتاهية لاضطراب فيه. وقيل: كان يحب الخلاعة؛ فيكون مأخوذاً من العُتُوّ، ثم تنسك بأخرة، وكان أبو نواس يعظمه، ويتأدب معه لدينه". سير أعلام النبلاء (10/195) .

إِنِّيْ أَعَرتُكَ مِنْ فُؤَادِيْ لُبَّهُ ... فَحَبَسْتَهُ ظُلْماً عَلَيَّ فَهَاتِهِ وَحَيَاةِ مَنْ أَهْوَى فَإِنِّيْ لَمْ أَكُنْ ... أََبَداً لأَحْلِفَ كَاذِباً بِحَيَاِتهِ لأُخَالِفَنَّ عَوَاذِلِيْ (¬1) في لَذَّتِيْ ... وَلأُسعِدنَّ أَخِيْ عَلَى لَذَّاتِهِ وَاللهِ مَا فِي النَّاسِ أَحْمَقُ عِنْدَنَا ... مِمَّنْ يُطِيْعُ النَّاسَ فِيْ شَهَوَاتِهِ (¬2) 78 - أخبرنا أحمد، حدثنا ابن المظفر البغدادي (¬3) وابن حمدان العُكْبَريّ بها (¬4) قالا: حدثنا ابن أبي داود، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن صالح (¬5) عن يحيى بن حسان قال: ((كُنَّا عِنْدَ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ فَأَمْلَى ¬

(¬1) العواذل: جمع عاذلة، والعذل هو اللوم. انظر لسان العرب (11/437 ـ مادة: عذل ـ) . (¬2) إسناده حسن، ولم أجد الأبيات في ديوانه المطبوع الذي جمعه ابن عبد البر ولا الذي جمعه غيره. (¬3) هو محمد بن المظفر الحافظ. (¬4) أي: بعُكْبَرَا، وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ. اللباب (2/351) . (¬5) المصري، أبو جعفر الطبري، ثقة حافظ، تكلم فيه النسائي بسبب أوهام له قليلة، ونقل عن ابن معين تكذيبه، وجزم ابن حبان بأنه إنما تكلم في أحمد بن صالح الشُّموني، فظن النسائي أنه عنى ابن الطبري. انظر: التاريخ الكبير (2/6) ، والجرح والتعديل (2/56) ، وتاريخ بغداد (4/195-202) ، والجمع بين رجال الصحيحين (ص10) ، وطبقات الحنابلة (1/48-50) ، وتهذيب الكمال (1/340) ، وتذكرة الحفاظ (2/495-496) ، وسير أعلام النبلاء (11/83) ، والتقريب (80/ت48) .

عَلَيْنَا حَدِيْثاً عَنْ مَعْمَرٍ (¬1) وَالنُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزًّهْرِيّ فَقُلْتُ لِصَاحِبِيْ: اكْتُبْ مَعْمَراً وَالنُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ وَدَعْ مَالِكاً، قَالَ: فَفَهِمَ وُهَيْبٌ فَقَالَ: أَتَقُوْلُ دَعْ مَالِكاً؟ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ رَجُلٌ آمَنُ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَالِكٍ)) (¬2) . 79 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوْيَه مِنْ لَفْظِهِ وَكِتَابِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ السِّجِسْتانيّ (¬3) إِمْلاءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيل (¬4) ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الحُسين بْنِ وَاقِدٍ (¬5) ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬6) ، حَدَّثَنِي ابْنُ بُرَيْدة (¬7) عَنْ ¬

(¬1) في المخطوط: "معمراً" بالنصب، وهو خطأ. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/14-15) ، و (8/204) عن علي بن الحسن الهسنجاني، عن أحمد بن صالح به بلفظ: ((كنا عند وهيب بن خالد، فذكر حديثاً عن ابن جريج ومالك، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، فقلت لصاحب لي: اكتب ابن جريج ودع مالكاً ـ وإنما قلت ذلك لأن مالكاً كان حيًّا، فسمعها وهيب فقال: ... . " إلخ. (¬3) هو ابن أبي داود. (¬4) هو محمد بن عَقيل ـ بفتح أوله ـ ابن خويلد الخزاعي، النيسابوري. قال النسائي: "ثقة". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ". وقال ابن حجر: "صدوق حدث من حفظه بأحاديث فأخطأ في بعضها". التهذيب (9/310) ، والتقريب (497/ت6146) . (¬5) المروزي، صدوق يهم، مات سنة إحدى عشرة ومائتين. التقريب (400/ت4717) . (¬6) هو الحسين بن واقد المروزي، أبو عبد الله القاضي، ثقة له أوهام، مات سنة تسعين ـ وقيل سبع ـ وخمسين ومائة. التقريب (169/ت1358) . (¬7) هو عبد الله بن بريدة بن الحصيب. التقريب (297/ت3227) .

أَبِيهِ (¬1) قَالَ: ((أَصْبَحَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا بِلاَلاً فَقَالَ: يَا بِلاَلُ، بِمَ سَبَقتَنِيْ إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَادَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلاَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ (¬2) أَمَامِيْ، إِنِّيْ دَخَلْتُ الْجَنّةَ [ل/14أ] الْبَارِحَةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِيْ، وَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُرَبَّعٍ مُشْرِفٍ فَقُلْتُ: لمِنَْ هذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوْا: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، قُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ لِمَنْ هذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوْا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، قُلْتُ: إِنِّيْ قُرَشِيٌّ لِمَنْ هذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوْا: لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قُلْتُ: فَأَنَا مُحَمَّدٌ لِمَنْ هذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوْا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ بِلاَلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلاَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِيْ حَدَثٌ قَطُّ إِلاَّ تَوَضَّأْتُ عِنْدَهُ، وَرَأَيْتُ أَنَّ ِللهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ فَأَرْكَعُهُمَا، قَالَ رَسُوْلُ اللهُ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: بِهَا)) (¬3) ¬

(¬1) هو بريدة بن الحصيب الأسلمي الصحابي. (¬2) هو صوت النعال. (¬3) إسناده حسن من أجل علي بن الحسين بن واقد، والحديث صحيح. أخرجه أحمد (5/354) عن علي بن الحسن بن شقيق، و (5/360) عن زيد بن الحباب. وأخرجه ابن خزيمة (2/213) ، والحاكم (1/313) و (3/285) من طريق علي بن الحسن بن شقيق. وابن حبان (9/108) من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن حسين بن واقد به. قال الحاكم: "صحيح على شرطهما". ووافقه الذهبي. وأخرجه الترمذي (3690) ، كتاب المناقب، باب قصر عظيم لعمر في الجنة، والطبراني في "الكبير" (1012) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/150) . وأخرج نحوه مختصراً البخاري (1149) كتاب التهجد، باب فضل الطهور بالليل والنهار، ومسلم (2428) كتاب الفضائل، باب فضائل بلال، عن أبي هريرة.

80 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى القُطَعِيّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ (¬2) بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبّاد بْنُ عَلْقَمَةَ المازِنيّ عَنْ أَبِي مِجْلَز ـ وَهُوَ لاحِقُ بْنُ حُمَيد ـ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((مَا مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى عَرَّفَنَا أَنَّ أَفْضَلَنَا بَعْدَهُ أَبُوْ بَكْرٍ، وَمَا مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى عَلَّمَنَا أَنَّ أَفْضَلَنَا بَعْدَ أَبِيْ بَكْرٍ عُمَرُ، وَمَا مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى عَرَّفَنَا أَنَّ أَفْضَلَنَا بَعْدَ أَبِيْ بَكْرٍ وَعُمَرَ رَجُلٌ آخَرُ وَلَمْ يُسَمِّهِ)) (¬3) ¬

(¬1) هو ابن حيويه. (¬2) جاء في هامش المخطوط: في الأصل "مخلد". والصواب "حماد" كما أثبته الناسخ، ومثله في كتاب "السنة" لابن أبي عاصم. وهو حماد بن سعيد البراَّء، قال عنه البخاري: "منكر الحديث". كذا نقل في "الميزان" و"لسانه"، والذي في "التاريخ الكبير" أنه قال: "قال نصر بن علي: "كان من عباد البصرة ثقة في القول"، وقال العقيلي: "في حديثه وهم". انظر: التاريخ الكبير (2/1/19) ، والضعفاء للعقيلي (1/311) ، والميزان (2/113) ، واللسان (2/347) . (¬3) إسناده ضعيف من أجل حماد بن سعيد البرّاء. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (555-556/ح1200) عن محمد بن يحيى القُطَعي به. والحديث ورد عن علي من غير هذا الطريق أيضاً: الأول: من طريق أبي جحيفة، وروى عنه جماعة: 1- الشعبي. أخرجه أحمد (1/106) من طريق منصور بن عبد الرحمن الغداني، وعبد الله بن أحمد في "زياداته" (1/106) من طريق يحيى بن أيوب البجلي، وفي (1/110) من طريق بيان، والطبراني في "الأوسط" من طريق فراس كلهم عن الشعبي عن أبي جحيفة عن علي. 2- زر بن حبيش. أخرجه عبد الله (106) من طريق حماد بن زيد وعبيد الله القواريري عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عن زر به. هذا إسناد حسن. 3- عاصم بن أبي النجود. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (556/ح1202) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة عن شريك القاضي عنه به. قال الشيخ الألباني: "إسناده ضعيف، عاصم هو ابن أبي النجود وهو حسن الحديث، ولكنه لم يسمع من أبي جحيفة وهو صحابي مشهور، بينهما زر بن حبيش، وقد أثبته بعض الثقات في الإسناد، فلعله سقط من بعض النساخ هنا وفي الإسناد التالي ـ يعني ما تقدم من رواية عبد الله من طريق زر بن حبيش ـ". 4- حصين بن عبد الرحمن. أخرجه عبد الله (11/127) من طريق الحجاج بن دينار عنه. 5- أبو إسحاق السبيعي. أخرجه ابن أبي شيبة (12/14) عن شريك عنه، وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (556/ح1201) وعبد الله (1/106) . 6- عون بن أبي جحيفة. أخرجه عبد الله (1/106) من طريق خالد الزيات. وقد علقه البخاري عن خالد الزيات بلفظ: "خير الناس أبو بكر بعد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الثاني: طريق عبد خير، الثالث: طريق عبد الله بن سلمة، الرابع: طريق محمد بن الحنفية.

81 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا أبو عُمَير بن النَّحَّاسِ الرَّمْلِيُّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا ضَمْرة [ل/14ب] بن ربيعة (¬1) ، عن بن شَوْذَب، عن عبد الله (¬2) بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ (¬3) ، عَنْ عبد الرحمن ابن سَمُرة ¬

(¬1) الفلسطيني، أبو عبد الله، أصله دمشقي، قال الحافظ: صدوق يهم قليلاً. التقريب (280/ت2988) . (¬2) وقع في المخطوط "عبيد الله" بالتصغير، والتصويب من مصادر التخريج والترجمة. ذكره ابن حبان في الثقات، وكذا ابن خلفون. وقال الحافظ: "شيخ لابن شوذب، صدوق من الثالثة، ويحتمل أن يكون هو الذي قبله ـ يعني عبد الله بن القاسم التيمي مولى أبي بكر، قال فيه: "مقبول" ـ. قلت: والظاهر والله أعلم أنهما اثنان؛ لأن الأول روى عن الصحابة، والثاني لم يروِ عنهم. انظر: الثقات لابن حبان (7/47) ، وتهذيب الكمال (15/439-440) ، وإكمال مغلطاي (2/ق 308) ، والتهذيب (5/359-360) . (¬3) هو كثير بن أبي كثير البصري. قال العجلي: "بصري تابعي ثقة". وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ: "مقبول من الثالثة، ووهم من عده صحابياً". انظر الثقات لابن حبان (5/332) ، وتهذيب الكمال (24/152-153) ، والميزان (3/410) ، والتهذيب (8/427) ، والتقريب (460/5626) .

قَالَ: ((رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَاءَ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ فَصَبَّهَا فِيْ حِجْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِيْنَ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةَِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُدْخِلُ يَدَهُ فِيْهَا يُقَلِّبُهَا وَيَقُوْلُ: "مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ، مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ")) (¬1) . 82 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عمرو (¬2) ، حدثني أحمد بن يحيى الرازي (¬3) قال: سمعت البَجَلي أحمد بن الحسن قال: سمعت أبا تمام الطائي (¬4) يقول: ((دَخَلْنَا عَلَى أَبِيْ دُلَفٍ أَنَا وَدِعْبِلُ ¬

(¬1) أخرجه أحمد (5/63) ، وابنه (5/63) ـ ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (15/440) ـ عن هارون ابن معروف، والترمذي (3/61) كتاب المناقب، في مناقب عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، والحاكم (3/102) من طريق أسد بن موسى، كلهم عن ضمرة بن ربيعة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". (¬2) ابن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري، أبو محمد الوراق، بلخي الأصل سكن بغداد وحدث بها. قال الخطيب: "كان ثقة صاحب أخبار وآداب ومُلَح". مات سنة أربع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد (10/25-26) . (¬3) لم أقف له على ترجمة، وهو من شيوخ ابن أبي طاهر (ابن طيفور) في "كتاب بغداد" (ص94، 134) . (¬4) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، من حوران، من قرية جاسم، ولد في أيام الرشيد، أسلم وكان نصرانياً، مدح الخلفاء والكبراء، وشعره في الذروة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. له ترجمة في: طبقات الشعراء (283-287) ، والأغاني (16/383-399) ، وسير أعلام النبلاء (11/67) ، وخزانة الأدب (1/172) ، ومعاهد التنصيص (1/14-16) ، وأخبار أبي تمام.

بْنُ عَلِيّ وَبَعْضُ الشُّعَرَاءِ أَظُنُّهُ عُمَارَةَ ـ وَهُوَ يُلاَعِبُ جَارِيَةً لَهُ بِالشَّطْرَنْجِ فَلَمَّا رَآنَا قَالَ لَنَا: رُبَّ يومٍ قَطَعْتُ لاَ بِمُدَامٍ ... ... بَلْ بِشَطْرَنْجِنَا (¬1) نُجِيْلُ (¬2) الرِّخَاخَا (¬3) ثُمَّ قَالَ: أَجِيْبُوْا (¬4) ، فَبَقِيْنَا يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ: لِمَ لاَ تَقُوْلُوْنَ: وَسْطَ بُسْتَانِ قَاسِمٍ فِيْ جِنَانٍ ... قَدْ عَلَوْنَا مَفَارِشاً وَنِخَاخَا (¬5) وَحَوَيْنَا مِنَ الظِّبَا غَزَالاً ... طَرِيًّا (¬6) لَحْمُهُ يَفُوْقُ المِخَاخَا (¬7) ¬

(¬1) في المخطوط "بشطرجنا" من غير النون بعد الراء، والمثبت من تاريخ بغداد. (¬2) في كتاب بغداد "نحيل" بالحاء المهملة. (¬3) الِّرخاخ: جمع "الرُّخّ" من أداة الشطرنج. قال الليث: الرُّخ معرب من كلام العجم، من أدوات لعبة لهم. لسان العرب (3/18 ـ مادة رخخ ـ) . (¬4) في كتاب بغداد لابن طيفور "أجيزوا" بدلاً من "أجيبوا"، وكذا في تاريخ بغداد للخطيب. (¬5) النِّخاخ: جمع "النُّخ"، وهو بساط طوله أكثر من عرضه، وهو فارسي معرب، والله أعلم. لسان العرب (3/61 ـ مادة نخخ ـ) . (¬6) وقع في كتاب بغداد لابن طيفور "ظُرُبٌ" بدلاً من "طرياً" وهو تصحيف. (¬7) المِخاخ: جمع "المُخّ"، وهو نِقي العظم، وفي التهذيب: نقي عظام القصب. وقال ابن دريد: المُخ ما أخرج من عظم، والجمع مَخَخَة ومِخاخ، لسان العرب (3/52 ـ مادة مخخ ـ)

فَنَصَبْنَا مِنَ (¬1) الشِّبَاكِ زَمَاناً ... وَنَصَبْنَا مَعَ الشِّبَاكِ فِخَاخَا (¬2) فَأَصَبْنَاهُ (¬3) بَعْدَ خَمْسَةِ شُهْرٍ (¬4) ... وَسَطَ نَهْرٍ يَشِخُّ (¬5) مَاهُ شِخَاخَا قَالَ: فَنَهَضْنَا عَنْهُ فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ مَكَانَكُمْ حَتَّى نَكْتُبَ لَكُمْ بِجَوَائِزِكُمْ [ل15/أ] فَقُلْنَا: لاَحَاجَةَ لَنَا فِيْ جَائِزَتِكَ، حَسْبُنَا مَا نَزَلَ بِنَا مِنْكَ فِيْ هَذَا الْيَوْمِ، فَأَمَرَ بِأَنْ تُضَعَّفَ لَنَا)) (¬6) . ¬

(¬1) في كتاب بغداد لابن طيفور "له" بدلاً من "من". (¬2) الفِخاخ: جمع "الفَخّ" وهو المصيدة التي يصاد بها. وقيل: هو معرب من كلام العجم، ويجمع أيضاً على "فُخُوخ". قال أبو منصور: والعرب تسمي الفَخّ الطَّرَق. وقال الفراء: الحضب: سعة أخذ الطَرَق الرَّهْدَن، قال: والطَّرَق الفَخّ. لسان العرب (3/41 ـ مادة فخخ ـ) . (¬3) وقع في كتاب بغداد لابن طيفور "فأصدناه" بدلاً من "فأصبناه"، وكذا في تاريخ بغداد للخطيب. (¬4) ووقع في كتاب بغداد "سُهْر" بالسين المهملة. (¬5) يقال: شخ ببوله، أي مدَّ به وصوّت، وقيل: دفع. وشخ الشيخ ببوله، يشخ شخاً، لم يقدر أن يحبسه فغلبه، عن ابن الأعرابي وعم به كراع، فقال: شخ ببوله شَخاًّ إذا لم يقدر على حبسه. والشَّخّ: صوت الشُّخْب إذا خرج من الضرع. لسان العرب (3/27 ـ مادة شخخ ـ) . (¬6) أخرجه ابن طيفور في "كتاب بغداد" (ص134) قال: حدثني أحمد بن يحيى أبو علي الرازي قال: سمعت أبا تمام الطائي يقول: فذكر مثله مع شيء من الاختلاف في الألفاظ، ولم يذكر أحمد بن الحسن البجلي بينه وبين أحمد بن يحيى الرازي. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/419-420) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (49/145) قال الخطيب: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ، أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري ـ قراءة عليه ـ، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سعد به مثل إسناد المصنف.

83 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو الطيب الكوكبي (¬1) وأبو محمد السكري (¬2) قالا: حدثنا عبد الله بن أبي سعد (¬3) ، حدثني عبد الملك بن محمد بن عبد العزيز الرَّقَاشيّ (¬4) ، حدثني عبد الصمد بن المعذَّل (¬5) قال: ((رَكِبَ أبي يَوْماً إِلَى عِيْسَى بنِ جَعْفَرٍ فَوَقَفَ يَنْتَظِرُه ¬

(¬1) هو محمد بن القاسم بن جعفر بن محمد بن خالد بن بشر، أبو الطيب المعروف بالكوكبي، وهو أخو أبي علي الكوكبي، قال الخطيب: "كان ثقةً". مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد (3/181) . (¬2) لم أجد ترجمته، إلا أن الخطيب سماه في إسناد الرواية التي قبل هذه عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أبا محمد روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن أبي سعد وعنه أبو بكر بن شاذان، وذكره الذهبي في ترجمة الحافظ أبي نعيم بن عدي فيمن توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. انظر الرواية رقم (82) هامش رقم (6) ، وسير أعلام النبلاء (14/547) . (¬3) هو عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري، أبو محمد الوراق، بلخي الأصل، سكن بغداد وحدث بها. قال الخطيب: "كان ثقة صاحب أخبار وآداب ومُلَح". مات سنة أربع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد (10/25-26) . (¬4) أبو قلابة، وكنيته أبو محمد فكني أبا قلابة وغلبت عليه، كان من أهل البصرة، ثم سكن بغداد وحدث بها إلى حين وفاته، كان مذكوراً بالصلاح والخير وكان سمج الوجه. قال ابن حجر: "صدوق يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد، من الحادية عشرة، مات سنة ست وسبعين ومائتين". تاريخ بغداد (10/425-427) ، والتقريب (365/ت4210) . (¬5) أبو القاسم، أخو أحمد بن المعذَّل، كان من أفصح الناس وأشعرهم لساناً، وأبينهم كلاماً، وكان هجاءً بذيء اللسان، يؤذي الناس حتى أقاربه وإخوانه وجيرانه، وكان الناس يتقون لسانه، ويجانبونه، ويبغضونه، وكانوا يوَدّون أخاه أحمد لما فيه من الصلاح والتقوى، والصيانة لدينه وعرضه، وكفه عن التعرّض لأذية الناس. انظر: طبقات الشعراء (367-369) و (ص456 ـ ملحق ـ) ، والأغاني (12/57) ، وعيون التواريخ (حوادث 240) ، ومقدمة شعر عبد الصمد بن المعذل لزهير غازي زاهد.

لِيَرْكَبَ فَأَبْطَأَ (¬1) عِيْسَى، فَدَخَلَ المسجِدَ يُصلِّي، وكانَ المعذَّل إذَا دخلَ في الصَّلاَةِ لم يَقْطَعْها، فخرجَ عِيسَى فَصَاحَ بِهِ وَهُوَ يُصَلِّي: يَا مُعَذَّلُ، يَا [أبا] عَمْرُو (¬2) فَلَمْ يَقْطَعْ صَلاتَه، فَغَضِبَ عِيْسَى ومَضَى، فَلَحِقَه المعذَّلُ بَعْدَ ما صَلَّى فقالَ: قَدْ قُلْتُ إِذْ هَتَفَ الأَمِْيرُ يَا أَيُّهَا الْقَمَرُ المُنِيْرُ وأَجَابَ دَعْوَتَكَ الضَّمِيْرُ ... حرُمَ الكَلامُ فَلَمْ أُجِبْ إِذْ دَعَوْتَ ولاَ أَحِيْرُ ... لَوْ أَنَّ نَفْسِيْ شَايَعَتْنِيْ مِلِي وَلَهَا السُّرورُ ... لبَّاك كلُّ جَوَارِحِيْ بأَنَا شَوْقاً إِلَيْكَ وحُقَّ لِيْ ولَكِدْتُ مِنْ فرَحٍ أَطيرُ قالَ: فَأَمَرَ له بِعَشْرةِ آلافٍ وَرَضِيَ عنهُ)) (¬3) . ¬

(¬1) في تاريخ بغداد "فأبطأ عليه". (¬2) سقطت كلمة "أبا" من المخطوط، وهي مثبتة في "تاريخ بغداد"، وهو المعَذَّل بن غيلان بن المحارِب العبدي، يكنَّى أبا عمرو. انظر فهرست ابن النديم (ص89) . (¬3) إسناده حسن، وأبو محمد السكري لم أجد ترجمته، ولكن تابعه أبو الطيب الكوكبي. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/89) قال: أخبرني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، أخبرنا المعافى ابن زكريا، حدثنا أحمد بن الحسن السامح، حدثني أبو قلابة به. وأحمد بن الحسن السامح ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وسكت عنه ورى هذه القصة من طريقه، وقد تابعه على هذا الإسناد عبد الله بن عمرو بن أبي سعد، وقد تقدمت ترجمته.

84 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو الطيب الكَوْكَبِي وأبو محمد السُّكَّريّ قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَاح، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬1) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ البَجَليّ (¬2) وكانت [ل/15ب] أُمُّهُ ابنةَ أَبِي زُرْعة بْنِ عمرو بن جرير بن عبد الله قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا أُمِّي أَبَا زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بن عبد الله جَدِّي قَالَ: ((تَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ تَنَصَّرَ فِيهِ النُّعْمانُ بْنُ المُنْذِر؟ قالُوا: لا، قالَ: فَإِنَّه خَرَجَ يَتَنَزَّه ومَعَهُ عَدِيُّ بْنُ زيدٍ العُبَاديّ الشّاعِر، فَوَقَفَ عَلَى مَقَابِرَ فِي ظَهْرِ الْحِيْرَةِ فقالَ لَهُ عَدِيٌّ: أبيتَ اللعنَ (¬3) ، تَدْرِيْ مَا تَقُولُ هذِهِ المَقَابِرُ؟ قالَ: لا، قالَ: ¬

(¬1) ابن السائب بن بشر، أبو المنذر الكلبي الكوفي، الشيعي، العلامة الأخباري، النسابة الأوحد، أحد المتروكين كأبيه. قال ابن معين: "غير ثقة وليس عن مثله يروى الحديث"، وقال أحمد بن حنبل: "إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحداً يحدث عنه"، وقال الدارقطني وغيره: "متروك الحديث". قال الذهبي: "مات على الصحيح سنة أربع ومائتين، وقيل بعد ذلك بقليل". انظر: وتاريخ بغداد (14/45) ، الأنساب (10/454-455) ، ونزهة الألباء (ص59) ، ومعجم الأدباء (19/287) ، ووفيات الأعيان (6/82-84) ، والميزان (4/304-305) ، والمغني في الضعفاء (2/711) ، واللسان (6/196-197) . (¬2) ابن أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جرير بن عبد الله البجلي الكوفي. قال ابن معين: "ليس به بأس"، وقال مرة: "ضعيف". وقال في رواية الدارمي: "ليس بشيء"، وقال الحافظ ابن حجر: "لا بأس به"، قال الذهبي: "بقي إلى نحو سنة ستين ومائة". التاريخ الكبير (8/260) ، والجرح والتعديل (9/127) ، والميزان (4/362) ، والتهذيب (11/186) ، والتقريب (588/ت7510) . (¬3) أبيت اللعن: كلمة كانت العرب تحيّي بها ملوكها في الجاهلية، ومعناها: أبيت أيها الملك أن تأتي ما تلعن عليه. انظر اللسان ـ مادة لعن ـ.

فَإِنَّهَا تَقُولُ: أَيُّهَا الرَّكْبُ الْمُخِبُّو ... نَ عَلَى اْلأَرْضِ مُجِدُّوْنَ كَمَا كُنْتُمُ كُنَّا (1) فَرَجَعَ وَقَدْ رَقَّ قلبُه، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ خَرَجَ خَرْجَةً أُخْرَى فَوَقَفَ عَلَى المَقَابِرِ فَقَالَ لَهُ عَدِيٌّ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ، أَتَدْرِي مَا تقُولُ هَذِهِ المقابِرُ؟ قالَ: لا، قالَ: فَإِنَّهَا تَقُولُ: رُبَّ رَكْبٍ قَدْ أَنَاخُوْا حَوْلَنَا يَشْرَبُوْنَ اْلخَمْرَ بِالمَاءِ الزُّلاَلِ ثُمَّ أَضْحَوْا عَصَفَ الدَّهْرُ بِهِمُ وَكَذاكَ الدَّهْرُ حَالاً بَعْدَ حَالِ 1@ن على الأرض المجدّون ... فقالَ: أَعِدْ، فَأَعَادَ فَرَجَعَ فَتَنَصَّرَ)) (2) ¬

(1) قال محقق الأغاني: كذا في جميع الأصول، والشعر من مجزوء الرمل، وتقطيعه: ... وَكَمَا نَحْنُ تَكُوْنُوْنَ فاعلاتن فاعلاتن * فاعلاتن فاعلاتن فيكون على هذا غير موزون، وجاء في شعراء النصرانية (2/442) هكذا: "كَمَا أَنْتُمُ كَذا كُنَّا"، وهذا الشطر أيضاً من بحر آخر يقال له الهزج، وتقطيعه: مفاعيلن مفاعيلن. ومن المحتمل أن يكون معطوفاً بالواو على بيت قبله سقط حتى يصح الوزن. (2) أخرجه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (2/133-135) بصيغة أتم، وفيه بعض الاختلاف والزيادات على ما عند المصنف. ولذا أسوق ما عند أبي الفرج برُمّته، قال: أخبرني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا إبراهيم بن فهد، قَالَ: حدثنا خليفة بن خياط شباب العصفري، قال حدثنا هشام بن محمد به. وقال: وأخبرني به عمي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قال أخبرنا محمد بن يزيد بن زياد الكلبي أبو عبد الله، قال: حدثني معروف بن خَرَّبُوْذ عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة بن عمرو قال: سمعت جدي جرير بن عبد الله ـ ولفظ هذا الخبر لأحمد بن عبيد الله وروايته أتم، قال: ((كان سبب تنصر النعمان ـ وكان يعبد الأوثان قبل ذلك، وقال أحمد بن عبيد الله في خبره: النعمان بن المنذر الأكبر ـ أنه كان خرج يتنزه بظهر الحيرة ومعه عدي بن زيد، فمر على المقابر من ظهر الحيرة ونهرها، فقال له عدي بن زيد: أبيتَ اللَّعْنَ، أَتَدْرِي مَا تَقُولُ هذه المقابر؟ قال: لا، وقال أحمد بن عبيد الله في خبره: فقال له: تقول: أيها الركب المُخبّو كما أنتمُ كنا وكما نحن تكونون وقال الصولي في خبره: فقال له: تقول: كنا كما كنتم حيناً فغيرنا دهر فسوف كما صرنا تصيرونا تصيرونا 1@أنه مُوْفٍ على قرن زوالِ ... قال: فانصرف وقد دخلته رقة، فمكث بعد ذلك يسيراً، ثم خرج خرجة أخرى، فمر على تلك المقابر ومعه عدي، فقال له: أبيتَ اللَّعْنَ، أَتَدْرِي مَا تَقُولُ هَذِهِ الْمَقَابِرُ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فإنها تقول: من رآنا فليحدث نفسه ولما تأتي به صُمّ الجبالِ ... وصروف الدهر لا يبقى لها يشربون الخمر بالماء الزلالِ ... رُبَّ ركبٍ قد أناخوا عندنا وجياد الخيل تردي في الجلالِ ... والأباريق عليها فُدُمٌ آمني دهرهمُ غيرُ عِجالِ ... عمِروا دهراً بعيش حسنٍ وكذاك الدهر يُوْدِي بالرجالِ ... ثُمَّ أضحَوا عصفَ الدهرُ بِهِمْ وكذاك الدهر يرمي بالفتى في طلاب العيش حالاً بعد حالِ وقال الصولي في خبره ـ وهو الصحيح ـ: فرجع النعمان فتنصر، وقال أحمد بن عبيد الله في خبره عن الزيادي الكلبي: فرجع النعمان من وجهه وقال لعدي: ائتني الليلة إذا هدأت الرِّجل لتعلم حالي، فأتاه فوجده قد لبس المسوح وتنصر وترهب، وخرج سائحاً على وجهه فلا يدرى ما كانت حاله، فتنصر ولده بعده، وبنوا البِيَع والصوامع، وبنت هند بنت النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر الدير الذي بظهر الكوفة، ويقال له: "دير هند"، فلما حبس كسرى النعمان الأصغر أباها ومات في حبسه ترهبت هند ولبست المسوح وأقامت في ديرها مترهبة حتى ماتت ودُفِنت فيه. قال أبو الفرج: إنما ذكرت الخبر الذي رواه الزيادي على ما فيه من التخليط؛ لأني إذا أتيت بالقصة ذكرت كل ما يروى في معناها، وهو خبر مختلط، لأن عدي بن زيد إنما كان صاحب النعمان بن المنذر ـ وهو المحبوس ـ والنعمان الأكبر لا يعرفه عدي ولا رآه، ولا هو جد النعمان الذي صحبه عدي كما ذكر ابن زياد، وقد ذكرت نسب النعمان آنفاً، ولعل هذا النعمان الذي ذكره عم النعمان بن المنذر الأصغر بن المنذر الأكبر، والمتنصر السائح على وجهه، ليس عدي بن زيد أدخله في النصرانية ... . وأخرجه أيضاً في (2/96) قال: حدثني أحمد بن عمران المؤدب، قال ثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمرو قال: حدثني علي بن الصباح عن ابن الكلبي قال: خرج النعمان بن المنذر إلى الصيد ومعه عدي بن زيد فمروا بشجرة فقال له عدي بن زيد: أيها الملك، أتدري ما تقول هذه الشجرة؟ قال: لا، قال: تَقُولُ: رُبَّ رَكْبٍ قَدْ أَنَاخُوا عندنا يشربون الخمر بالماء الزلالِ عصف الدهر بهم فانقرضوا وَكَذَاكَ الدَّهْرُ حالاَ بَعْدَ حالِ قال: ثم جاوز الشجرة فمر بمقبرة فقال له عدي: أيها الملك، أتدري ما تقول هذه المقبرة؟ قال: لا، قال: تقول: أيها الركب المُخِبو نَ على الأرض المُجِدّون فكما أنتم كنا وكما نحن تكونون فقال له النعمان: إن الشحرة والمقبرة لا يتكلمان، وقد علمت أنك إنما أردت عظتي، فما السبيل التي تدرك بها النجاة؟ قال: تدع عبادة الأوثان وتعبد الله وتدين بدين المسيح عيسى بن مريم، قال: أفي هذا النجاة؟ قال: نعم، فتنصر يومئذٍ.

85 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا أبو مزاحم الخاقاني (¬2) ، ¬

(¬1) هو ابن حيويه. (¬2) هو موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني، الإمام المقرئ المحدث، الحافظ البغدادي، جمع وصنف، وجمع في التجويد وغير ذلك، مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. له ترجمة في: معجم الشعراء (ص380) ، وتاريخ بغداد (13/59) ، والأنساب (5/2322) ، ومعرفة القراء (1/219-220) ، وطبقات القراء للجزري (2/320-321) ، وسير أعلام النبلاء (15/94-95) .

حَدَّثَنَا عبد الله ابن عمرو، حدثنا إسحاق بن إسماعيل الأنصاري ـ شيخ من أهل الرقة (¬1) ـ قال: ((رأيْتُ فِي طَريقِ مكَّةَ ـ أَحْسِبُه ببِطَان (¬2) ـ أعرَابِيًّا، قلْتُ: يا أَعْرابِيُّ، أَمَعكَ من كتابِ اللهِ شيْءٌ؟ قال: [ل/16أ] لا، إلا هذهِ القَلاقِيْلُ وشَتْمُ أَبِي لَهَبٍ، قال: يَعنِي قُلْ هو اللهُ أَحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بربِّ الفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بربِّ النَّاسِ)) (¬3) . 86 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد (¬4) ، حدثنا محمد بن القاسم بن جعفر دار الدمشقِيِّيْنَ (¬5) ، حدثنا عبد الله بن عمرو، حدثنا أبو عمرو الباهِلي (¬6) ، ¬

(¬1) بفتح الراء وفي آخرها القاف المشدَّدة، وهي بلدة على طرف الفرات مشهورة من الجزيرة، بينها وبين حران ثلاثة أيام، وبينها وبين الجبال أكثر من يومين، وإنما سميت الرقة؛ لأنها على شط الفرات، وكل أرض تكون على الشط فهي تسمى الرقة. انظر: الأنساب (3/84) ، ومعجم البلدان (3/67) ، معجم ما استعجم (2/666) ، والروض المعطار (ص270) . (¬2) في المخطوط تصحَّف إلى "ينطان". وبِطَان: بكسر أوله، منزل بطريق الكوفة بعد الشقوق من جهة مكة دون الثعلبية، وهو لبني ناشرة من بني أسد. معجم البلدان (1/528) . (¬3) في إسناده إسحاق بن إسماعيل الأنصاري لم أجد له ترجمة، والحكاية لم أجدها فيما راجعت من المصادر. (¬4) هو ابن حيويه. (¬5) لم أقف على ترجمته، فكأنه أبو الطيب الكوكبي الذي تقدم في الرواية رقم (83) ، لاشتراكهما في الاسم، واسم الأب والجد، وفي الشيخ والتلميذ، إلا أني لم أجد من نسبه إلى الدمشقي، والله أعلم. (¬6) الباهلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وكسر الهاء واللام، هذه النسبة إلى باهلة وهي باهلة بن أعصر، وكان العرب يستنكفون من الانتساب إلى باهلة كأنها ليست فيما بينهم من الأشراف حتى قال قائلهم: وما ينفع الأهل من هاشم إذا كانت النفس من باهلة الأنساب (1/275) .

حدثني سعيد بن سلم (¬1) ، عن سليمان بن أرقم (¬2) قال: ((بَيْنا سُليمانُ بنُ داودَ عليه السَّلامُ فِي قُبَّةٍ بدِمَشْقَ عالِيَةٍ إِذْ دخَلَها خُطَّافٌ (¬3) معَ زوجتِه فأخَذَ يَخْتَالُ لزوجتِه حتَّى قالَ لها: لَإِنْ شِئْتِ لأطْرَحَنَّ هذِه القُبّةَ علَى نَبيِّ اللهِ، فسمِعَها سليمانُ فقالَ لعِفْرِيتٍ منَ الجِنِّ: قُمْ علَى بابِ القُبّةِ، فإذا خرَجَ فخُذْهُ وَاأْتِنِيْ بِه، فقالَ: أَأَنْتَ القائِلُ كَذا وكَذا؟ فقالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، لا تُؤَاخِذِ العُشّاقَ بقَوْلِهِمْ)) (¬4) . ¬

(¬1) ابن قتيبة بن مسلم الباهلي، أبو محمد، حفيد أمير خراسان قتيبة بن مسلم الباهلي، كان ولي الأعمال بمرو، وأرمينية، والموصل، والجزيرة، والسند، وكان عالماً بالحديث والعربية، إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس ليقرأوا عليه، مات سنة تسع ومائتين. انظر الكامل للمبرّد (ص717) ، والمعارف لابن قتيبة (ص407) ، والأنساب (1/275) . (¬2) أبو معاذ البصري، مولى قريظة، وقيل مولى النضير، أجمعوا على تضعيفه. انظر التاريخ الكبير (4/2) ، والضعفاء للعقيلي (2/121) ، والجرح والتعديل (4/101) ، وتاريخ بغداد (9/13) ، وتاريخ دمشق (22/179-191) ، والميزان (2/196) ، والتهذيب (2/389) . (¬3) الخطاف: نوع من الطيور أسود. (¬4) أخرج الخرائطي في "اعتلال القلوب" (1/245/رقم485) ، قصة سليمان عليه السلام مع الخطافين بصيغة أخرى وبإسناد آخر عن مالك بن دينار ـ رحمه الله ـ قال: "صنع سليمان بن داود عليه السلام قبة من ذهب أربعين ذراعاً في أربعين ذراعاً، وركب فيها من صنوف الجوهر، فبينما سليمان عليه السلام جالساً فيها؛ إذ سقط فيها خطافان فراود الذكر الأنثى فامتنعت عليه، فقال لها: لِمَ تمنعينني نفسك؟ ‍فوالله، لو كلفتيني حمل هذه القبة لحملتها، فسمع سليمان عليه السلام قوله فأمر فأتِي بهما فقال: من القائل كذا وكذا؟ قال الذكر: أنا يا نبي الله، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: يا نبي الله، أنا محبّ، والمحب لا يُلام". وأورده الحافظ مغلطاي في "الواضح المبين" (ص29) عن مالك بن دينار.

87 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ، حَدَّثَنِي التَّرْقُفيّ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَيْسان رَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: ((قِراءةُ القُرْآنِ تُذْهِبُ البَلْغَمَ والكُنْدُرُ (¬3) مِثْلُه)) (¬4) . 88 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد (¬5) ، أنشدنا أبو مزاحم الخاقاني لنفسه: أَصِفُ الشِّعْرَ فِيْ مَقَالٍ بَهِيْ وَاضِحٍ جَامِعٍ بِبَيْتٍ رَضِيّ هُوَ أَسْرِيْ مُرُوؤَةً لَدْنِيْ وَهْوَ لَدْنِيْ مُرُوْؤَةً آسِرِي (¬6) ¬

(¬1) هو ابن حيويه. (¬2) الصنعاني، أبو إسماعيل، لقبه الفرْخ ـ بلفاء وسكون الراء والخاء المعجمة ـ ضعيف، تفرد أبو عبد الله الطهراني بتوثيقه. انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص31) ، والضعفاء للعقيلي (1/273-274) ، والمجروحين لابن حبان (1/257) ، والكامل لابن عدي (2/792-794) ، والعلل للدارقطني (8/16 ـ وليس فيه قوله متروك كما حكى عنه الحافظ في التهذيب ـ) ، والعلل المتناهية (1/231) ، وتهذيب الكمال (7/42-45) ، والتهذيب (2/353) ، والتقريب (173/ت1420) . (¬3) الكُنْدُر بالضم: ضرب من العِلْك، نافع لقطع البلغم جدًّا. القاموس المحيط (ص606 - مادة كندر-) . (¬4) في إسناده حفص بن عمر العدني، وهو ضعيف، وبقية رجال الإسناد ثقات، ولم أجد الأثر عند غير المصنف. (¬5) هو ابن حيويه. (¬6) لم أجد البيتين فيما رجعت إليه من المصادر.

89 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد (¬1) قال: أنشد جَحْظةُ (¬2) أبي -وأنا أسمع- لنفسه: [ل/16ب] ياأهلَ وُدِّيْ أَمَا فِي الأرضِ ذُوْ كَرَمٍِ ... يَرْثِي لِذِيْ كَرَمٍ زَلَّتْ بِه قَدَمُ أَفِي عُيُونِكُم عَنْ حالَتِيْ رَمَدٌ أَمْ ... فِي المَسَامِعِ عنْ تَقْرِيعِكُمْ صَمَمُ مِنْ نِعْمةِ اللهِ فُقْدانِيْ لأَنْعُمِكُمْ ... لِأَنَّها نِعَمٌ مِنْ دُوْنِها نِقَمُ آلَيْتُ أَسْأَلُكمْ عَنْ أَحْرُفٍ عَرَضَتْ ... فِي القَلْبِ قَدْ كادَ مِنْهاالدَّمْعُ يَنْسَجِمُ مَا بالُ دُوْرِكُمْ حَلَّ لطارِقِكُمْ فِيْ ... كُلِّ أَيَّامِكُمْ والمَطْبَخُ الحُرُمُ (¬3) 90 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا محمد بن خلف بن المرزبان، حدثني الخاقاني المعروف بحماحم عن ابن أبي ناظرة ((أَنَّ ثلاثةَ مَشايِخَ حضَرُوا المسجِدَ الجامِعَ بالجانِبِ الغَرْبِيّ في يَوْمِ جُمْعةٍ، فقالَ واحِدٌ منهم لآِخَرَ يَلِيْه: جُعِلْتُ فِداكَ أيُّهُما أفضلُ؛ مُعاويةُ أو عيسى بنُ مريمَ؟ قالَ: لا، واللهِ ما أدْرِي، وسمِع الثالِثُ فقالَ: وَيْلَكَ، تَقِيْسُ كاتِبَ الوَحْيِ إلَى نبِيِّ النَّصارَى؟)) (¬4) . ¬

(¬1) هو ابن حيويه. (¬2) هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن الوزير يحيى بن خالد بن برمك البرمكي البغدادي، أخباري، نديم بارع، شاعر، وجحظة لقب له. قال الذهبي: "كان ذا فنون ونوادر وآداب، لم يدخل في رواية الحديث". مات سنة ست وعشرين وثلاثمائة. كشف النقاب (1/133/ رقم279) ، وسير أعلام النبلاء (15/221-222) . (¬3) لم أجد هذه الأبيات عند غير المصنف. (¬4) لم أجده، ورجال إسناده ثقات غير ابن أبي ناظرة، فلم أجد له ترجمة.

بلغت عرضا بأصل مقابل بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. [ل/17أ] آخره والحمد لله وحده وصلواته على خيرته من خلقه محمد نبيه وآله وسلامه. في الأصل ما مثاله: بلغ السماع بجميعه على الشيخ الإمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين خاصة أمير المؤمنين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله ابن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، وصفي الدولة جوهر فتاه، وأبو بكر محمد ابن الحسن بن نصر الخلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وأبو عبد الله محمد بن محمد ابن محمد البلخي الصوفيان، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى ابن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي، وولده أبو القاسم عيسى. وكتب إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وذلك عشيَّةَ يوم الأربعاء الثالث عشر شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى. هذا التسميع صحيح كما قد كتب. وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. وفي الأصل ما مثاله: بلغ السماع بجميعه على القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن حديد

أبقاه الله بقراءة الفقيه الإمام العالم زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الفقهاء السادة؛ القاضي الفقيه الإمام العالم الصدر الكامل عماد الدين أبو البركات عبد الله بن القاضي الإمام [ل/17ب] العالم أبي محمد عبد الوهاب ابن الإمام العالم الزاهد أبي الطاهر إسماعيل ابن عوف الزهري -وفقه الله-، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والفقيه الإمام عز الدين أبو البركات عبد الحميد ابن الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبي علي الحسين بن عتيق الربعي، ويحيى بن علي بن عبد الله القرشي والسماع بخطه، وصحّ ذلك في الرابع والعشرين من صفر سنة عشر وستمائة بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى بمنزل القاضي العماد عمره الله تعالى. [ل/18أ] في الأصل ما مثاله: بلغ هذا السماع لجميع الجزء الثاني على الشيخ الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مفتي الأمة سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبه القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين خاصة أمير المؤمنين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، وصفي الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاد فتاه، وأبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو بكر محمد بن الحسن ابن نصر الحلاطي، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد البلخي الصوفي، وأبو عمرو عثمان بن محمد ابن البهاء الإسفراييني، وعبد العزيز بن عيسى بن

عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي، وولده أبو القاسم عيسى، والشريف أبو الفرج عبد القاهر بن هبة الله عبد القاهر بن المؤيد بالله الهاشمي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري كاتب هذا السماع وهذا خطه، وآخرون، وذلك في عشية يوم الأربعاء الثالث عشر شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية حماها الله تعالى والحمدلله حق حمده وصلواته على محمد وآله. هذا التسميع صحيح. وكتب أحمد بن محمد. [ل/19ب]

الجزء الثاني

الجزء الثاني من انتخاب شيخنا القفيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة جمال الحفاظ بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي [ل/20بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم ربِّ اخْتِمْ بِخَيرٍ يَا كَريمُ. أخبرنا القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى قراءة عليه ـ وأنا أسمع ـ في الرابع والعشرين من صفر سنة عشر وستمائة قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم، شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، جمال الحفاظ، بقية السلف، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني رضي الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ في الثالث عشر من شوال سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحُسين المبارك بن عبد الجبار من أصول كتبه بانتخابي عليه، 91 - أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَن أَحْمَدُ بْنُ محمد بن أحمد بن محمد بن منصور العتيقي، حدثنا إبراهيم بن محمد (¬1) المَصِّيْصِيّ (¬2) من كتابه، حدثنا أبو الحسن أحمد بن مقابل الخطيب بالمَصِّيْصة، حدثنا الربيع بن ¬

(¬1) ابن الفتح الجلي، أبو إسحاق، سكن بغداد وحدث بها. وثقه الأزهري والتنوخي والعتيقي، وزاد العتيقي: "شيخ ثقة مأمون صالح يحفظ حديثه". قال البرقاني: "ليس به بأس"، وقال مرة: "صدوق". وأرخ التنوخي والعتيقي وفاته في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (6/171) . (¬2) بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى، وقيل بتخفيف الصادين، والأول أصح، نسبة إلى المصيصة، وهي قرية من قرى المصيرة، وهي أيضاً من قرى دمشق قرب بيت لهيا. معجم البلدان (5/144-145) .

سليمان صاحب الشافعي ـ رحمه الله ـ قال: ((كانَ لِلشَّافِعيّ رضِيَ اللهُ عنه فِي كُلِّ عِيدٍ قَوْمٌ يَتَغَدَّوْنَ عِندَه مِنْ جِيْرانِه، فَجاءَ رجُلٌ فِي ليلةِ العِيدِ فقالَ: يا أبا عبدِاللهِ، وَلَدَتِ امْرَأَتِي البارِحَةَ ولمْ يكُنْ عِندِي ما أُنْفِقُ علَيْها وعلَى مَنْ قامَ بأَمْرِها ـ يعنِي القابِلةَ ـ، فأَدْخَلَ [ل/21أ] الشَّافِعيُّ يدَه إلَى جيبه فأَخْرَجَ صُرَّةً فِيها ثلاثُونَ دِيناراً ذهَباً وقالَ: خُذْ هذِه فأَنْفِقْها وَاعْذُرْنِي، فلَمَّا كانَ أوَّلُ اللَّيلِ رأَى أمِيرُ مكَّةَ فِي المَنَامِ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فقالَ لَه: "اذْهَبِ السَّاعةَ السَّاعةَ إلَى محمدِ بنِ إدرِيْسَ الشَّافِعيّ فَادْفَعْ إلَيْه مِنْ رِزقِه ثلاثينَ دِيناراً! " فَجاءَ أمِيرُ مكَّةَ فَدَقَّ البابَ، فقالَ الشَّافِعيُّ: مَنْ؟ فقالَ: مَنْ تَعْرِفُه إذا رأَيْتَه، فلمَّا رأَى الأمِيرَ قالَ: أصلَحَ اللهُ الأمِيرَ، ما جاءَ بِكَ؟ قالَ: رأَيْتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فقالَ: "اِذْهَبْ إلىَ محمدِ بنِ إدريسَ الشَّافِعيِّ، فَادْفَعْ إلَيْه ثلاثينَ دِيناراً مِنْ رِزْقِه! " فجَزَاهُ الشَّافِعيُّ خَيْراً)) (¬1) ¬

(¬1) رجاله ثقات غير أحمد بن مقابل الخطيب، فلم أجد له ترجمة، لكنه متابع كما يأتي. أخرج البيهقي في مناقب الشافعي (2/230) بإسناده إلى علي بن عيسى المدائني عن الربيع بن سليمان ـ مع بعض الاختلاف في سياق القصة ـ قال: سمعت الشافعي يقول: "إني على عيد، وليس عندي نفقة، فقال لي أهلي: عوّدت قوماً أن تصلهم، فلو استسلفت شيئاً، فاستسلفت سبعين ديناراً فتركت عشرين ديناراً للنفقة وفرقت الباقي، فبينا أنا على ذلك إذ أتاني رجل من قريش يشتكي إلي الحاجة، فأخبرته خبري، فقلت له: خذ ما تحب، فقال: ما حاجتي إلا أكثر من هذه الدنانير، فقلت له: خذها، وبت وما معي دينار ولا درهم، فبينا أنا في منزلي إذ أتاني رسول البرمكي: جعفر بن يحيى، فقال: أجب، فأجبته فقال: ما شأنك في هذه الليلة؟ يهتف لي هاتف يقول: الشافعي، الشافعي كلما دخلت في النوم، أخبرني بأمرك، فأخبرته، فأعطاني خمسمائة دينار وقال: أزيدك؟ فأعطاني خمسمائة أخرى، فلم يزل يزيدني حتى أعطاني ألفي دينار". قال البيهقي: ورواه أيضاً زكريا الساجي عن ابن بنت الشافعي عن الأخضر بن عبد الله الصدائي عن الربيع بن سليمان إلا أنه قال: قال رسول الفضل بن يحيى أو البر مكي: جعفر بن يحيى. اهـ. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/132) من طريق علي بن عثمان الخولاني، عن المزني نحوه مختصراً.

92 - أخبرنا أحمد، حدثني الحسن (¬1) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّوْطِيُّ الْحَافِظُ (¬2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الفَرْخَان (¬3) الدُّوْري، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ، حدثنا عبد الله بن ميمون العَبْدَسَاني (¬4) ، حدثنا ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، وفي تاريخ بغداد ولسان الميزان - في موضعين-، وغيرهما "الحسين" بالتصغير. (¬2) أبو القاسم ابن السوطي، يروي عن أبي الطيب بن الفرخان. قال الخطيب: "كان كثير الوهم شنيع الغلط". وقال أيضاً: "وقد رأيت لابن السوطي أوهاماً كثيرة تدل على غفلته، وسألت عنه محمد بن علي بن الفتح فقال: كان يستملي لابن شاهين، وما علمت من حاله إلا خيراً". تاريخ بغداد (8/102) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/209) ، وتكملة الإكمال (3/368) ، ولسان الميزان (2/250، و7/132 ـ وفي الموضعين "الحسن" كما في المخطوط ـ) . (¬3) ابن روزبة، أبو الطيب الدوري ـ من دور سر من رأى ـ، ويعرف بالفرخان، قدم بغداد وحدث بها عن أبيه وعن أبي خليفة الفضل بن الحباب وغيرهما أحاديث منكرة. ضعفه الخطيب بل اتهمه هو وابن النجار بالوضع. قال ابن القيسراني: "حدث عن أبي خليفة وغيره أحاديث منكرة، روى عن الجنيد حكايات في التصوف"، وقال السمعاني: "أحاديثه منكرة"، وقال الحافظ ابن حجر: "له خبر كذب في موضوعات ابن الجوزي في باب الدجاج والحمام". تاريخ بغداد (3/168) و (12/399 ـ في ترجمة أبيه ـ) ، والمؤتلف والمختلف لابن القيسراني (ص64) ، ولسان الميزان (5/340) . (¬4) هكذا في المخطوط، ولم أجد هذه النسبة.

عبد الله بْنُ عَوْنِ بْنِ (¬1) مُحْرِز قَالَ: ((لماَّ قَدِم أبُو نُعَيمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَينٍ بَغْدَادَ سَنةَ ثمانَ عَشْرَةَ ومِائَتَينِ اجْتَمَعَ إلَيْه أصْحابُ الحَديثِ فقالُوْا: لا نُفارِقُكَ حَتَّى تَمُوْتَ هَزْلاً أَوْ تُحَدِّثَنا بحديثِ الاِرْتِجاجِ فِي الصَّلاةِ، فقالَ: مَا كَتَبْتُه وَلا حَفِظْتُه وَلا دَوَّنْتُه فِي كُتُبِيْ، فقالُوْا: لا نُفارِقُك أَوْ تَمُوْتَ هَزْلاً، فَلَمَّا خَافَ عَلَى نفسِه قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ الثَّوْريّ، [ل/21ب] عَنْ منصُورٍ (¬2) ، عنْ رِبْعِيّ (¬3) ، عنْ حُذَيْفةَ قالَ: ((صَلَّى بِنَا رسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يومٍ صَلاةَ الصُّبْحِ فقرَأَ بِنَا فِيْها بسُوْرةِ الرُّوْمِ فَارْتَجَّ (¬4) عَلَيْهِ قِرَاءَتُه ارْتِجَاجاً شَدِيداً، فلَمَّا قَضَى صَلاتَه أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، ولعل الصواب أخو محرز. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/404) ، والتقريب (317/ت3520) ، وانظر ترجمة أخيه محرز في تهذيب الكمال (27/279) . (¬2) هو ابن المعتمر. التقريب (547/ت6908) . (¬3) هو ابن حراش، أبو مريم العبسي. التقريب (205/ت1879) . (¬4) هكذا وقعت الرواية بتشديد الجيم، افتعال من رجّ. والذي عند أهل اللغة: "أُرتِجَ" أي استُغْلقت عليه القراءة. قال ابن فارس: الراء والتاء والجيم أصل واحد، وهو يدل على إغلاق وضيق، من ذلك أُرْتِجَ على فلان في منطقه، وذلك إذا انغلق عليه الكلام. وقال ابن منظور: وأُرْتِجَ على القارئ ـ على ما لم يُسَمَّ فاعله ـ إذا لم يقدر على القراءة، كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب، وكذلك ارتتج عليه، ولا تقل: ارْتُجَّ عليه بالتشديد، وفي حديث ابن عمر أنه صلى بهم المغرب فقال: "ولا الضالّين"، ثم أُُرْتِجَ عليه، أي: استغلقت عليه القراءة. وقال في التهذيب: أرتج وارتج. هذا يدل على أن ارتجّ ـ بالتشديد ـ له وجه من حيث المعنى وهو الوقوع في رجة وهي الاختلاط ـ والله أعلم ـ. انظر: جمهرة اللغة لابن دريد (2/3 ـ باب التاء والجيم ـ) ، ومعجم مقاييس اللغة (2/485) ، ولسان العرب (5/130-131 ـ مادة رتج ـ، و5/141 ـ مادة رجج ـ) ، وتاج العروس (5/588-591) .

الْكَرِيمِ عَلَى اللهِ عزَّ وجلَّ ثُمَّ عَلَيْنَا فقَالَ: "مَعَاشِرَ النّاسِ إِذَا صَلَّيْتُمْ خَلْفَ أئِمَّتِكُمْ فأَحْسِنُوْا طُهُوْرَكُمْ فَإِنَّمَا يَرْتَجّ عَلَى الْقارِئِ قِرَاءَتهُ لِسُوْءِ طُهْرِ الْمُصَلِّي")) (¬1) . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ عَجِيبٌ. 93 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن سُوَيْدٍ المؤدِّب (¬2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الطَّوَابِيقي (¬3) ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ (¬4) الغُبَري (¬5) ، ¬

(¬1) إسناده مظلم، أخرجه الديلمي في "فردوس الآثار" (1/266) . قال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (4/129) : كذب، ثم عزاه إلى المصنف وقال: من دون ابن دكين لم أجد لهم ترجمة، لكن قال في "الفيض" بعد ما عزا أصله للديلمي: وفي الميزان: خبر كذب، وعبد الله بن ميمون مجهول، ولم أرَ هذا في الميزان والله أعلم. اهـ. قلت: تراجع الشيخ ـ رحمه الله ـ عن هذا الحكم في "صفة الصلاة" (ص110) فقال: بإسناد جيد. (¬2) أبو بكر العنبري المُكتِب، وثقه البرقاني، وقال الأزهري: "صدوق، وقد تكلمو فيه لسبب روايته عن الأشناني كتاب قراءة عاصم". وأرّخ العتيقي وفاته سنة إحدى وثمانين يوم الأحد وقال: "وكان مستأصلاً في الحديث". تاريخ بغداد (3/88) . (¬3) الطَّوابيقي: بفتح الطاء والواو، وكسر الباء، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها القاف، وهذه النسبة إلى "الطوابيق" وهي الآجُرّ الكبير الذي يفرش في صحن الدار وعملِها. الأنساب (4/78) . (¬4) ابن خالد الكرخي، أبو بدر. قال ابن أبي حاتم: "سمعت منه مع أبي، وهو صدوق". مات سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقيل سنة اثنتين وستين. انظر: تاريخ بغداد (11/108) ، والأنساب (4/281) ، ومعجم البلدان (4/449) ، والمؤتلف والمختلف لابن القيسراني (ص195) ، وسير أعلام النبلاء (12/372 ـ في سن وفاته ـ) . (¬5) الغُبَري: بضم الغين المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها راء، وهي نسبة إلى بني غُبَر، وهو بطن من يشكر (من ربيعة) . الأنساب (4/280) .

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ معاذ أبو عُبيدالله الْقُرَشِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله علي وَسَلَّمَ: ((وَضَعْتُ مِنْبَرِيْ عَلىَ تُرْعَةٍ (2) مِنْ تُرَعَات الْجَنَّةِ وَما بَيْنَ بَيْتِيْ ومِنْبَرِيْ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ)) (3) ¬

(1) قال أبو نعيم: "أبو الربيع التيمي البصري". ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ وأغرب"، وقال العقيلي: "منكر الحديث"، وقال ابن عبد البر: "ضعيف". وتكلم فيه غيرهم أيضاً. انظر: الضعفاء للعقيلي (4/72) ، والثقات لابن حبان (9/75) ، وحلية الأولياء (3/246، و6/341) ، والتمهيد (17/180) ، ولسان الميزان (5/184-185) . (2) التُّرْعة: هي الدرجة، وقيل: الروضة على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت في المكان المطمئن فهي روضة. وقيل: الباب، وبه فسره سهل بن سعد الساعدي، وهو ممن روى الحديث، فكأنه قال: منبري على باب من أبواب الجنة. وقيل: المرقاة من المنبر، قال القتيبي: "معناه أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة، فكأنه قطعة منه". انظر لسان العرب (2/29-30 ـ مادة ترع ـ) . (3) إسناده ضعيف من أجل محمد بن سليمان القرشي، وأحمد بن عبد الله الطوابيقي لم أقف له على ترجمة. أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (4/68) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/72) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/264، و6/341) من طريق محمد بن سليمان القرشي به. وليس عند العقيلي وأبي نعيم قوله "وُضِعَتْ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعة مِنْ تُرَعات الجنة". قال أبو نعيم: "غريب من حديث مالك وربيعة، تفرد به مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُعَاذٍ، أبو الربيع التيمي البصري". وعزاه الحافظ ابن حجر إلى الدارقطني في "غرائب مالك"، والخطيب في "الرواة عن مالك"، وقالا: "تفرد به محمد ابن سليمان هذا". لسان الميزان (5/185) . وقال ابن عبد البر: "لم يتابعه أحد على هذا الإسناد". التمهيد (17/180) . ومحمد بن سليمان هذا تقدم ما فيه، وقد خالفه غير واحد ممن روى عن مالك، وهم: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وأحمد بن يحيى الأحول، وإسماعيل بن أبي أويس، وحباب بن جبلة الدقاق، فهؤلاء رَوَوْه عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وما قالوا: عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرحمن، وليس في روايتهم "حدثني أبي". وخالف هؤلاء جميعاً أصحاب الموطأ وغيرهم، فرووا عن مالك عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أبي هريرة أو أبي سعيد ـ كما سيأتي إن شاء الله تعالى ـ. - أما رواية عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ فأخرجها أبو بكر بن المقرئ في "المنتخب" (رقم21 ـ وفيه: "ما بين قبري") ، وفي "فوائده" (ج1/ق106/ب ـ ضمن مجموع ـ) ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (49/118) من طريق قاسم بن عثمان الجوعي عنه به. وأخرجها ابن أبي حاتم في "علل الحديث" (1/295 ـ وفيه: حدثنا بكار بن عبد الله بن بكار الصائغ، والظاهر أنه تصحيف ـ) ، والعقيلي في " الضعفاء" (4/72) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/324) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق (49/117-118) من طرق عن القاسم بن عثمان الجوعي عنه به. والقاسم بن عثمان الجوعي قال عنه أبو حاتم: "صدوق". انظر: الجرح والتعديل (7/114) ، وحلية الأولياء (9/322) ، وتاريخ دمشق (49/116) ، وسير أعلام النبلاء (12/77) . وأما عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، أبو محمد المدني فقد اختلف فيه النقاد، وثقه بعضهم وتكلم فيه آخرون. وثقه ابن معين، والنسائي، والعجلي، وابن حجر. وقال ابن سعد في "الطبقات": "كان قد لزم مالك لزوماً شديداً، لا يقدم عليه أحداً، وهو دون معن". أقدم من روى الموطأ عن مالك، ثقة". انظر: تاريخ الدارمي (ص153) ، والجرح والتعديل (5/184) ، والطبقات (5/503) ، وتاريخ الثقات (ص281) ، والإرشاد (1/316) ، وتهذيب الكمال (16/21) ، والتقريب (326/ت3659) . وقال أحمد: "لم يكن صاحب حديث، كان صاحب رأي مالك، وكان يفتي أهل المدينة برأي مالك، ولم يكن في الحديث بذاك"، وقال أبو حاتم: "ليس بالحافظ، وهو لين، تعرف حفظه وتنكر، وكتابه أصح"، وقال البخاري: " في حفظه شيء"، وقال البرذعي: "ذكرت أصحاب مالك ـ أي لأبي زرعة ـ فذكرت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، فكلح وجهه"، وقال ابن عدي: "قد روى عن مالك غرائب، وروى عن غيره من أهل المدينة، وهو في رواياته مستقيم الحديث"، وقال ابن حجر: "ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين". انظر: الجرح والتعديل (5/184) ، والتاريخ الأوسط للبخاري (2/219) ، وسؤالات البرذعي (2/732) ، والكامل لابن عدي (4/244) ، وتهذيب الكمال (16/208) ، والتهذيب (6/46) ، والتقريب (326/ت3659) . وقال أبو زرعة عن هذا الحديث: "هكذا كان يقول عبد الله بن نافع، إنما هو مالك عن خبيب بن عبد الرحن عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أبي سعيد أو عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم". وذكره أبو زرعة أيضاً من مناكير عبد الله بن نافع. انظر علل ابن أبي حاتم (1/296) . وقال ابن عساكر: "غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ نافع". ولكن قد تابع عبدَ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ جماعة ـ كما يأتي ـ. - وحديث أحمد بن يحيى الأحول أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/316/ح2874) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/72) ، وأبو القاسم المهرواني في "الفوائد المتخبة" (المهروانيات ـ بتخريج الخطيب ـ) (2/790/ح100) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/160) من طرق عنه به. قال الطحاوي: "وهذا من حديث مالك، يقول أهل العلم بالحديث: إنه لم يحدث به عن مالك غير أحمد بن يحيى هذا وغير عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ". وقال الخطيب: "هذا حديث غريب من حديث مالك عن نافع، تفرد بروايته أحمد بن يحيى الأحول، وتابعه عبد الله ابن نافع عن مالك". اهـ. وأحمد بن يحيى الأحول هذا ذكره الدارقطني في "الضعفاء" (ص117) ، وابن حبان في "الثقات" (8/24) وقال: "يخالف ويخطئ". قلت: لم يتفرد أحمد بن يحيى الأحول بل تابعه إسماعيل بن أبي أويس، وحُباب بن جبلة الدقاق. - أما حديث إسماعيل بن أبي أويس فأخرجه ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن" (2/271) من طريق أبي عبد الله ابن بطة عن المحاملي عن البخاري عنه به. وإسماعيل بن أبي أويس قال عنه ابن عدي في "الكامل" (1/323) : "روى عن خاله مالك أحاديث غرائب لايتابعه عليها أحد". ولكن الراوي عنه البخاري، وكان ينتقي من أصوله ـ كما في هدي الساري (ص410) ـ، وقد يكون الخطأ فيه من ابن بطة العكبري؛ فإنه مع إمامته في السنة كان يتكلم فيه من جهة حفظه ـ والله أعلم ـ. انظر حاشية المنتخب لأبي بكر بن المقرئ (ص69) . - وحديث حباب بن جبلة الدقاق أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/73) من طريق موسى بن هارون عنه به. وحُباَب ـ بضم أوله وموحدتين بينهما ألف مع التخفيف ـ ابن جبلة الدقاق، روى عنه موسى بن هارون وقال: "ثقة"، وقال الأزدي: "كذاب". انظر تاريخ بغداد (8/284) ، والمؤتلف والمختلف للدارقطني (1/479) ، والميزان (1/448) ، واللسان (2/164) . وقد خالف هؤلاء جميعاً أصحاب الموطأ وغيرهم، فرووه عن مالك عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أبي هريرية أو أبي سعيد به، وروايتهم هي الأولى. وقد تقدم كلام أبي زرعة في هذا، وقال العقيلي إثر إيراده من طريق القعنبي عن مالك ـ: "وحديث القعنبي أولى؛ لأن أناساً يروونه في الموطأ هكذا". انظر الموطأ برواية: ... - يحيى بن يحيى الليثي (1/174/ح10) كتاب القبلة، باب ما جاء في مسجد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ... - أبي مصعب الزبيري (1/201/ح518) ، ومن طريقه أبو أحمد الحاكم في "عوالي مالك" (ص122) . ... - وابن القاسم (ص208/ح154 ـ تلخيص القابسي ـ) . ... - وابن بكير (ق35/أـ نسخة السليمانية ـ) . ... - والقعنبي (ص99-100) ، ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (4/73) . ووقع في نسخة الأزهرية من موطأ القعنبي (ق37/ب) عن أبي سعيد وأبي هريرة ـ جمعاً بينهما ـ. وأخرجه أحمد (2/465، 533) من طريق إسحاق الطباع وابن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/316/ح2875 و2876) من طريق ابن وهب ومطرف، وابن الأعرابي في "المعجم" (1/353/ح682) من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي كلهم عن مالك به. وللحديث طرق أخرى عن ابن عمر وغيره، انظر تخريجه في "الأحاديث الواردة في فضائل المدينة" للشيخ الدكتور صالح الرفاعي (ص456-484) ، وسيورده المؤلف في الرواية رقم (1068) من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد، وتخريجه هناك إن شاء الله تعالى.

94 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن سويد المؤدب، حدثنا

عثمان ابن أحمد الدَّقِيْقي (¬1) ، حدثنا الحسن بن سلام (¬2) السواق قال: ¬

(¬1) كذا في المخطوط "عثمان بن أحمد الدقيقي"، ولم أجد له ترجمة، ولكن ورد كثيراً في أسانيد الخطيب في تاريخ بغداد "عثمان ابن أحمد الدقاق"، وفي بعضها روى عن الحسن بن سلام السواق بل أخرج هذه الحكاية نفسها من طريقه، فلعل "الدقاق" تصحف هنا إلى الدقيقي، وعلى كل حال فالدقاق والدقيقي كلاهما نسبة إلى بيع الدقيق وطحنه، ولم أجد له ترجمة أيضاً. (¬2) ابن حماد بن أبان بن عبد الله، أبو علي البغدادي، إمام ثقة محدث. قال لخطيب: "ذكره الدارقطني فقال: "ثقة صدوق". مات في صفر سنةسبع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد (7/327) ، وسير أعلام النبلاء (13/192) .

سمعت أبا نعيم الفضل ابن دُكَين يقول: ((اجْتَزْتُ فِيْ كِنْدةَ [بالجَبَّانة] (¬1) فسمِعْتُ مُنادِياً يُنادِي عَلَى لَحْمِ البَقَرِ سَبْعِيْنَ رَطْلاً بدِرْهَمٍ فَاجْتَزْتُ قَلِيْلاً فَسَمِعْتُ [ل/22أ] مُنادِياً يُنادِي عَلَى لَحْمِ الغَنَمِ سِتِّينَ رَطْلاً بدِرْهَمٍ، وَاجْتَزْتُ قَلِيلاً فَرَأَيْتُ العَسَلَ عَشْرَةَ أَرْطَالٍ بدِرْهَمٍ وَالشَّحْمَ عَشْرةَ أرْطالٍ بدِرْهَمٍ، فَلَقِيْتُ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ فَحَدَّثْتُه فقَالَ: مَا أَدْرِي مَا تقُوْلُ، كانَ مَعِيْ قِطْعةٌ شَدَدْتُها عَلَى سَرَاوِيْلِيْ فَانْحَلَّتْ ووَقَعَتْ فَأَخَذْتُها وَاشْتَرَيْتُ بِهَا خَمْسَ مَكَاكِيِّ (¬2) دَقِيْقِ أُرْزٍ)) (¬3) . 95 - سمعت أحمد يقول، سمعت أبا الحُسَين محمد بن أحمد بن سمعون (¬4) يقول: سمعت أبا الحَسَن علي بن محمد المصري (¬5) يقول: ¬

(¬1) كلمة غير واضحة بالمخطوط، وأفدتها من تاريخ بغداد. والجبانة: الصحراء أو المقبرة. المعجم الوسيط (1/106) . (¬2) هو جمع مَكُّوْك، وأصله مكاكيك فأبدلت الكاف ياءً للتخفيف. والمكّوك: طاس يشرب به، أعلاه ضيّق ووسطه واسع. وهو أيضاً مكيال معروف لأهل العرب، ومقداره: صاع ونصف. انظر لسان العرب (13/161) . (¬3) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/70) ، ـ وفيه اختلاف في بعض الألفاظ ـ من طريق عثمان بن أحمد الدقاق، به نحوه. وأخرج شبيهاً بهذه القصة عن داود بن صعير بن شبيب بن رستم البخاري يقول: "رأيت في زمن أبي جعفر كبشاً بدرهم ... إلخ". (¬4) البغدادي، الشيخ الإمام، الواعظ الكبير، المحدث، وسمعون هو لقب جده إسماعيل، مولده سنة ثلاثمائة. قال العتيقي: "توفي ابن سمعون ـ وكان ثقة مأموناً ـ في نصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة". سير أعلام النبلاء (16/505-511) . (¬5) البغدادي، الواعظ، المشهور بالمصري لإقامته مدة بمصر، الإمام المحدث الرحال. قال الخطيب: "كان ثقة، عارفاً، جمع حديث الليث وحديث ابن لهيعة، وصنف في الزهد كتباً كثيرة، وكان له مجلس يتكلم فيه بالوعظ". اهـ. كانت وفاته في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة عن نيف وثمانين سنة. تاريخ بغداد (12/75) ، وسير أعلام النبلاء (15/381-382) .

((لَيْسَ مِنْ طَبْعِ المُؤْمنِ أن يقولَ: لا؛ وذلك أَنّه إذا نَظَرَ فِيْما بَيْنَه وبينَ ربِّه عَزَّ وجَلَّ مِنْ أَحْكامِ الْكَرَمِ يَسْتَحْيِيْ أَنْ يقُوْلَ: لاَ)) (¬1) . 96 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن المُطَّلِب يقول: سمعت الفضل ابن أحمد الزَّبِيْديّ المُقرِئ (¬2) يقول: ((سمِعْتُ أحمدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقُولُ ـ وَقَدْ أَقْبَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيْثِ بِأَيْدِيْهِمُ الْمَحَابِرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهَا ـ وقَالَ: هذِه سُرُجُ الْإِسْلامِ ـ يَعْنِي الْمَحَابِرَ ـ)) (¬3) . 97 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خَلَف ابن المَرْزُبان، حدثني أحمد بن موسى الثَّقَفيّ (¬4) ، حدثنا ابن عُمر الباهِلي قال: قال لي ابن المُقَفَّع (¬5) : ((لاَ تُجَالِسْ ¬

(¬1) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/75) عن أحمد العتيقي به. (¬2) أبو العباس البغدادي، المحدث الثقة، بقية المشايخ. قال الدارقطني: "هو ثقة مأمون". تاريخ بغداد (12/377) ، واللباب (1/531) . (¬3) تقدم برقم (49) . (¬4) لم أجد له ترجمة وسماه في الرواية رقم (179) أحمد بن يوسف الثقفي. (¬5) هو عبد الله بن المقفع، أحد البلغاء الفصحاء، ورأس الكتاب وأولي الإنشاء، من نظراء عبد الحميد الكاتب، كان من مجوس فارس فأسلم على يد الأمير عيسى عم السفاح، وكتب له واختص به، واسم المقفع: ذادويه. أهلك في سنة خمس وأربعين ومائة، وقيل بعد الأربعين. انظر أخبار الحكماء (ص148) ، ولسان الميزان (3/366) ، وأمراء البيان (99-108) ، وسير أعلام النبلاء (6/208-209) .

عَدُوَّك؛ فإِنَّه يَتَحَفَّظُ عَلَيْكَ الخَطَأَ وَيُمَارِيْكَ فِي الصَّوَابِ)) (¬1) . 98 - سمعت أحمد يقول: [ل/22ب] سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: سمعت أبا مزاحم الخاقاني يقول: ((قِيْلَ لِأَبِي الأَحْوَص سلاّمِ بنِ سُلَيْمٍ: حَدِّثْنا، فقالَ: لَيْسَتْ لِيْ نِيَّةٌ، فقالُوْا لَه: إِنَّك تُؤْجَر، فقالَ: تَمُنُّوْنِي الْخَيرَ الكثيرَ وَلَيْتَنِي نَجَوْتُ كَفَافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيَا (¬2) . 99 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سفيان الكوفي بها، أنشدني الحسن بن عبد الله النحوي (¬3) : عَلِيْلٌ مِنْ مَكَانَيْنِ مِنَ الإِفْلاَسِ والدَّيْنِ وَفِيْ هذَيْنِ لِيْ شُغْلٌ وَحَسْبِيْ شُغْلُ هذَيْنِ (¬4) ¬

(¬1) لم أجده في كتب ابن المقفع المطبوعة، ولا في غيرها من المصادر التي راجعتها، ولكن أورد ابن عبد البر في "بهجة المجالس" (1/50) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى مثله. (¬2) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/316) عن أحمد العتيقي به. (¬3) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان السِّيْرافي، أبو سعيد العلاّمة، إمام النحو، وصاحب التصانيف، ونحوي بغداد، وكان أبوه مجوسيًّا فأسلم، مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة في رجب، وله أربع وثمانون سنة. نزهة الألباء (ص307-308) ، وإنباه الرواة (1/313-315) ، وسير أعلام النبلاء (16/247-248) (¬4) في إسناده أبو الحسن محمد بن أحمد بن سفيان الكوفي لم أجد ترجمته، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/166-167) معزوًّا إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان من طريق محرز الكاتب قال: "اعتل عبيد الله بن يحيى بن خاقان، فأمر المتوكل الفتح أن يعوده فأتاه فقال: أمير المؤمنين يسألك عن علتك فقال عبيد الله: عليل من مكانين من الأسقام والدين وفي هذين لي شغل وحسبي شغل هذين فأمر له المتوكل بألف درهم". انظر: البصائر والذخائر (1/49) ، وسير أعلام النبلاء (13/9) .

100 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري بن يحيى التَّمِيْميّ بالكوفة: إِذَا رِشْوَةٌ مِنْ بَابِ دَارٍ تَقَحَّمَتْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ وَالأَمَانَةُ فِيْهِ سَعَتْ هَرَباً مِنْهُ وَوَلَّتْ كَأَنَّهَا حَلِيْمٌ تَوَلَّى عَنْ جَوَابِ سَفِيْهِ (¬1) 101 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ محمد بن عُبَيد الدقّاق (¬2) ، حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة (¬3) ، حدثنا أحمد بن طارق (¬4) قال: ¬

(¬1) لم أقف على هذين البيتين، وأبو حكيم لم أجد له ترجمة. (¬2) العسكري، ثم البغدادي، الشيخ الصدوق المعمر، وثقه العتيقي، ورماه ابن أبي الفوارس بالتساهل، ولم يبين وجه ذلك. قال العتيقي: "كان ثقة أميناً، مات في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة". انظر تاريخ بغداد (8/100-101) ، والأنساب (8/455) ، وسير أعلام النبلاء (16/317-318) . (¬3) أبو جعفر العبسي الكوفي، الإمام الحافظ المسند، جمع وصنف، وله تاريخ كبير، ولم يرزق حظاَّ، بل نالوا منه، وكان من أوعية العلم، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة، بل كذبه عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، واتهمه عبد الرحمن ابن خراش بالوضع، ومع ذلك لم يترك حديثه. قال ابن عدي: "لم أر له حديثاً منكراً فأذكره". وقال أبو الحسين بن المنادي: "كنا نسمع الشيوخ يقولون: مات حديث الكوفة لموت محمد بن أبي شيبة، ومطين، وموسى بن إسحاق، وعبيد بن غنام". مات سنة سبع وتسعين ومائتين، وقد قارب التسعين. انظر: الكامل لابن عدي (4/317) ، وتاريخ بغداد (3/42-47) ، والأنساب (9/201-202) ، وسير أعلام النبلاء (21-23) ، والميزان (3/642-643) ، واللسان (5/280-281) . (¬4) لم أجد ترجمته، إلا أن الطبراني في "الدعاء" قال: الوايشيّ، وكذلك لم أجد روى عنه ـ فيما وقفت عليه من الأسانيد ـ غير محمد بن عثمان بن أبي شيبة. انظر: كتاب الدعاء للدارقطني (ص114) ، والعلل للدارقطني (1/211) ، وحلية الأولياء (1/254) .

سمعت أحمد بن بشير (¬1) يقول: ((شَهِد أَبُوْ دُلاَمَةَ (¬2) عِنْدَ ابْنِ أَبِيْ لَيْلَى (¬3) لاِمْرَأَةٍ عَلَى حِمَارٍ هُوَ ورَجُلٌ آخرُ منْ أصحابِ القاضِي، قالَ: فعَدَّلَ الرَّجُلَ ولَمْ يُعَدِّلْ أبا دُلامةَ وقالَ القاضِي للمرأَةِ: زِيْدِيْنِيْ شُهُوْداً [ل/23أ] فَأَتَتِ الْمَرْأةُ أبا دُلامةَ فأَخْبَرَتْه فأَتَى أبو دُلامةَ ابْنَ أبِي لَيْلَى فجَلَسَ عِنْدَه فأَنْشَدَه فقالَ: إِنِ النّاسُ غَطَّوْنِيْ تَغَطَّيْتُ عَنْهُمْ وَإِنْ بَحَثُوْا عَنِّيْ فَفِيْهِمْ مَبَاحِثُ وإِنْ حَفَرُوْا بِئْرِيْ حَفَرْتُ بِئَارَهُمْ لِيَعْلَمَ قَوْمِيْ كَيْفَ تِلْكَ النَّبَايِثُ (¬4) ¬

(¬1) المخزومي، مولى عمرو بن حريث، أبو بكر الكوفي، وصفه غير واحد بالصدق، ولينه الدارقطني. وقال الحافظ العسقلاني: "صدوق له أوهام". انظر التاريخ لابن معين (ص184-الدارمي-) ، والطبقات لابن سعد (6/396) ، والتاريخ الكبير (2/1) ، والجرح والتعديل (2/42) ، وتاريخ بغداد (4/46) ، وتهذيب الكمال (1/273-276) ، والميزان (1/85) ، والكاشف (1/53) ، وسير أعلام النبلاء (9/241-242) ، والتهذيب (1/18) ، والتقريب (78/ت13) . (¬2) هو الشاعر النديم، صاحب النوادر، زَنْد بن الجَوْن، وكان أسود من الموالي، مات سنة إحدى وستين ومائة، وقيل: عاش إلى أوائل دولة الرشيد. انظر الشعر والشعراء (2/776-778) ، وطبقات ابن المعتز (54-62) ، والأغاني (10/247-273) ، ومعجم الأدباء (11/165-168) ، وسير أعلام النبلاء (7/374-375) ، ونهاية الأرب (4/36-47) . (¬3) هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، العلامة الإمام، مفتي الكوفة وقاضيها، أبو عبد الرحمن الأنصاري، كان سيئ الحفظ جداًّ حتى ترك حديثه بعضهم إلا أنه كان صدوقاً. سير أعلام النبلاء (6/310-316) . (¬4) النبايث: جمع نبيثة، وهي المستخرج من البئر أو النهر. معجم مقاييس اللغة (ص1007 - دار الفكر-) .

فقالَ ابْنُ أَبِيْ لَيْلَى: يا أبا دُلامةَ، قدْ أَجَزْنا شَهادَتَكَ، وبَعَثَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى إِلَى الْمَرْأَةِ فقالَ لَهَا: كَمْ ثَمَنُ حِمَارِكِ؟ قالَتْ: أَرْبَعُمِائَة، فأعْطَاها أربعَمِائَةٍ)) (¬1) . 102 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبيد الله بن الشِّخِّير يقول: سمعت أحمد ابن الحُسَين (¬2) المُقرِئ المعروف بدُبَيْس يقول: ((سمعتُ بُنَانَ (¬3) الطُّفَيْلِيَّ وسألَه أَبِي؛ تَحْفَظ مِنْ كتابِ اللهِ شيئا؟ قالَ: نَعَمْ، آيَةً، قالَ: ما هِيَ؟ قالَ: {وَإِذْ قَالَ مُوْسَى لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا} (¬4) قالَ لَهُ: تَحْفَظُ مِنَ الشِّعْر شيئا؟ قالَ: نَعَمْ، بَيْتاً واحِداً قالَ: مَا هُوَ؟ قالَ: ¬

(¬1) في إسناده أحمد بن طارق لم أجد له ترجمة، والحكاية أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد (8/490) من طريق الحسين ابن محمد بن عبيد الدقاق به. ... والبيتان في ديوان أبي دلامة (ص38) . (¬2) كذا في المخطوط "الحسين" بالتصغير"، فلعله نسبه إلى جده، وهو أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بن الحسين المقرئ، المعروف بدبيس الخياط. قال الخطيب: "كان منكر الحديث، وقرأت بخط أبي الحسن الدارقطني: أحمد بن الحسن، يعرف بدبيس ليس بثقة". تاريخ بغداد (4/88) ، وانظر نزهة الألباب (1/257) . (¬3) اختلف في اسمه، فقيل: عبد الله بن عثمان، وقيل: علي بن محمد، وبُنان لقب، ويكنى أبا الحسن، وكان أصله مروزياً، وهو بغدادي الدار، روى أخباراً أسندها عن جماعة من أهل العلم، وكان نقش خاتمه "مالكم لا تأكلون". كتاب التطفيل (ص150) ، ونهاية الأرب (3/324) . (¬4) هكذا في المخطوط {وإذ قال موسى لفتاه آتنا غداءنا} ولعله خطأ من الناسخ؛ لأنها جاءت على الصواب في "كتاب التطفيل" للخطيب، والله أعلم، وهي جزء من الآية (62) من سورة الكهف، وتمامه {فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} .

نَزُوْرُكُمْ لاَ نُؤَاخِذُكُمْ بِجَفْوَتِكُمْ إِنَّ الْكَرِيْمَ إِذَا لَمْ يُسْتَزَرْ زَارَا (¬1) 103 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: سمعت أبا بكر محمد ابن الحسن بن دُريد يقول: سمعت عبد الرحمن بن أخي الأصمعي يقول: سمعت عمِّي يقول: ((اجْتَمَعَ ثَلاثَةُ (¬2) حُسَّادٍ فقالَ أَحَدُهُم لِصاحِبِه: مَا بَقِيَ مِنْ حَسَدِك؟ قالَ: ما اشْتَهَيْتُ أَنْ َفْعَلَ [ل/23ب] بأَحَدٍ خَيْراً قَطُّ، فقالَ الثَّانِي: أنتَ رجُلٌ صالِحٌ، ولكِنِّيْ ما اشْتَهَيْتُ أنْ يَفْعَلَ أحَدٌ بأحَدٍ خَيْراً قَطُّ، فقالَ الثَّالِثُ: ما فِي ¬

(¬1) أخرجه الخطيب في "كتاب التطفيل" (ص150) من طريق محمد بن عبيد الله بن الشخير به. وفيه: "لانكافيكم" بدلاً من "لا نؤاخذكم"، و"المحبّ" بدلاً من "الكريم". وأخرجه أيضاً من طريق أخرى عن الحسن بن علي بن صالح قال: سمعت بُناناً يقول: "حفظت القرآن كله ثم أُنْسِيتُه إلا حرفين {آتنا غداءنا} "، ولم يذكر بيت الشعر. انظر: الأذكياء (ص193) ، وتحفة المجالس (ص241) . وأخرج الخطيب أيضاً في المصدر السابق (ص128) عن الحسين بن محمد أخي الخلاّل عن إبراهيم بن عبد الله الشطي عن أبي علي شعبة قال: "جاء طفيلي إلى دار رجل له عُرس فقال له صاحب العرس: من أنت؟ قال: أنا الذي قال فيَّ الشاعر: نزوركم لا نكافيكم بجفوتكم إن المحب إذا لم يستزر زارا فقال له صاحب البيت: زارا، لا أدري ما هو، قُمْ، اخرج من بيتنا". والبيت في نثر الدرر (2/236) وربيع الأبرار (2/712) وفيه: أتى طفيلي باب قوم فحجبوه، فاحتال حتى دخل وهو يقول: نزوركم لا نؤاخذكم بجفوتكم إن المحب إذا ما لم يُزَرْ زارا. والبيت في ديوان العباس بن الأحنف (ص148) . وسيورد المؤلف البيت في الرواية رقم (1199) بلفظ يختلف، وزاد بيتاً آخر، ونسبهما إلى الرياشي. (¬2) في المخطوط: "ثلاث"، وهو خطأ.

الأَرْضِ خَيْرٌ مِنْكُمَا، ولكِنِّيْ ما اشْتَهَيْتُ أن يفعَلَ بِيْ أحدٌ خيراً قَطُّ)) (¬1) . 104 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ محمد بن سليمان الكاتب (¬2) ، حدثنا محمد ابن أبي الأزهر الأنصاري أبو عبد الله (¬3) إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا هشام الرفاعيّ (¬4) يقول: ((قَامَ وكيعٌ لسُفْيانَ ¬

(¬1) إسناده حسن، أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/140) من طريق أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي، قال: حدّثني يحيى بن يونس، قال: بلغني أن ثلاثة اجتمعوا ... فذكره، وفيه: "بلغ" بدل "بقي". وأورده الراغب الأصبهاني في محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء (1/258) . (¬2) أبو عبد الله البغدادي، وثقه الأزهري والتنوخي. وقال الذهبي: "شيخ صدوق، لم تؤرخ وفاته". قلت: كان مولده سنة اثنتين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد (8/101) ، وسير أعلام النبلاء (16/464) . (¬3) في المخطوط: "محمد بن الأزهر الأنصاري بن عبد الله"، والتصويب من "الجامع لأخلاق الراوي" للخطيب، ومن "تاريخ دمشق" لابن عساكر. وفي "الإرشاد" سماه محمد بن سعيد بن يزيد الكاتب، روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، إلا أنه جعل الحديث عن أنس ـ كما سيأتي ـ، فلا أدري هل هو هو أم رجل آخر. وفي تاريخ بغداد قال: محمد بن سعيد، أبو عبد الله الكاتب، أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن سعيد الكاتب ببغداد ـ من كتابه ـ ... فساق الإسناد وذكر حديثاً. انظر: تاريخ بغداد (5/312) ، والجامع لأخلاق الراوي (1/279) ، والإرشاد للخليلي (1/338) ، وتاريخ دمشق (15/150) . (¬4) هو محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي، الكوفي، قاضي المدائن. ضعفه سائر الأئمة من المتقدمين حتى قال البخاري: "رأيتهم مجتمعين على ضعفه". روى ابن محرز عن ابن معين قال: "ما أرى به بأساً"، وقال العجلي: "كوفي لا بأس به صاحب قرآن". وقال مسلمة: "لا بأس به"، وجزم الخطيب البغدادي أن البخاري أخرج له، كما ذكره ابن عدي في شيوخ البخاري، وقال: "محمد ابن إسماعيل استشهد بحديثه فقط". وقد أثنى عليه بعض الأئمة من المتأخرين كالدارقطني حيث أمر بإخراج حديثه في الصحيح، وطلحة بن محمد بن جعفر والخطيب، ووثقه البرقاني. والظاهر من خلال النظر في أقوال الأئمة أن الرجل ليس بالقوي كما قال أبو أحمد الحاكم والحافظ ابن حجر، ولا يكون ضعفه ضعفاً شديداً لما يأتي: - أن الذين ضعفوه أكثر ممن وثقه أو أثنى عليه. - أن أكثر الذين أثنوا عليه إنما ذلك في علمه وفقهه وكثرة حديثه، لا في ضبط روايته. - أن الذين تكلموا فيه بينوا سبب ضعفه، وهو كثرة المناكير والغرائب في روايته، وأنه يخطئ ويخالف. - ويمكن أن يضاف إلى ذلك أن ممن تكلم فيه أهل بلده ـ كما ذكر ذلك الدارقطني ـ، وبلدي الرجل أعرف بالرجل، والله أعلم. انظر أقوالهم فيه في: الكنى والأسماء (1/879) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص95) و (ص107) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/434) ، والجرح والتعديل (2/689) ، (8/129) ، ورجال مسلم لابن زنجويه (2/405) ، ومن روى عنهم البخاري في الصحيح لابن عدي (ص194) ، الكامل له (6/274) ، والثقات لابن حبان (9/109) ، وتاريخ بغداد (3/376) ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/61) ، وتهذيب الكمال (27/24-29) ، والكاشف (2/231) ، ومن تكلم فيه وهو موثق (ص172) ، واللسان (7/379، و7/488) ، والتهذيب (9/464) ، وفتح الباري (7/43) ، والتقريب (514/ت6402) .

فأنكَرَعَلَيْه قِيَامَهُ إِلَيْهِ، فقالَ: أَتُنْكِرُ عَلَيَّ قِيَامِيْ إلَيْكَ وأنتَ حدَّثْتَنِيْ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ قالَ: قالَ رسُوْلُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ: إنَّ مِنْ إجلالِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ إجْلالَ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ، قالَ: فأَخَذَ سُفْيانُ بيَدِهِ فأقْعَدَه إلَى جانِبِه)) (¬1) ¬

(¬1) ضعيف بهذا الإسناد، فيه: - أبو هشام الرفاعي، وهو ليس بالقوي، قال البخاري: "رأيتهم مجتمعين على ضعفه". - ومحمد بن أبي الأزهر الأنصاري، ذكره الخطيب من غير جرح ولا تعديل. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/150) من طريق العتيقي به مثله. والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/279/ح306) عن أحمد بن أبي جعفر عن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الأَزْهَرِ الأَنْصَارِيُّ به. وأبو يعلى في "الإرشاد" (1/338) من طريق محمد بن جعفر الواسطي عن محمد بن سعيد بن يزيد الكاتب عن أبي هشام الرفاعي به، إلا أنه جعل مكانَ ابن عباس أنسَ بن مالك. قال أبو يعلى: "لم يروِه غير محمد بن سعيد الكاتب، وهو حديث فرد منكر". وله شواهد كثيرة لا يخلو كل واحد منها من مقال: - الشاهد الأول: حديث أبي موسى الأشعري ولفظه "إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ عَزَّ وجل إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط". أخرجه أبو داود في (5/174/ح4843) كتاب الأدب، باب تنزيل الناس منازلهم، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (8/163) ، وفي شعب الإيمان (2/550، و7/460) ، ويحيى بن صاعد في زوائده على كتاب الزهد لابن المبارك (ص131/ح389) كلهم من طريق عبد الله بن حمران عن عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ زياد بن مخراق عن أبي كنانة عنه به مرفوعاً. والحديث سكت عنه أبو داود، وفي إسناده أبو كنانة القرشي، قال المنذري: "ذكر غير واحد أنه سمع من أبي موسى". قلت: ممن ذكر ذلك أبو حاتم الرازي، والبخاري، والمزي، والذهبي، وابن حجر. وقال ابن القطان: "مجهول الحال"، وقال الحافظ ابن حجر: "مجهول". انظر: الكنى والأسماء للبخاري (ص649) ، والجرح والتعديل (9/430) ، وتهذيب الكمال (34/228) ، والكاشف (2/454) ، والتهذيب (12/234) ، واللسان (7/480) ، والتقريب (669/ت8327) . والظاهر أن كثيراً من الأئمة يحسنون حديث مثله وخاصة إذا كان مشهوراً؛ لذلك قال النووي في "الترخيص بالقيام" (48، 56) : "إسناده كلهم عدول معروفون، إلا أبا كنانة وهو مشهور، ولا نعلم أحداً تكلم فيه، ويكفي في الاحتجاج به إخراج أبي داود له في سننه، مع ما ذكرناه عنه". اهـ. ويؤيّد ما قاله النووي ما قرره الحافظ الذهبي في "ديوان الضعفاء" (ص274) : "أما المجهولون من الرواة؛ فإن كان الرجل من كبار التابعين، أو أوساطهم احتمل حديثه، وتلقي بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ، وإن كان الرجل من صغار التابعين فيُتَأَنَّى في رواية خبره، ويختلف في ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحرّيه وعدم ذلك، وإن كان الرجل من أتباع التابعين فمن بعدهم فهو أضعف لخبره سيما إذا انفرد به". انظر أيضاً: اختصار علوم الحديث (1/293) ، وعلم الرجال وأهميته (ص11-12) ، وضوابط الجرح والتعديل عند الحافظ الذهبي للأخ محمد الثاني عمر (ص185 ـ رسالة ماجستير ـ) . قلت: وأبو كنانة يعتبر من أواسط التابعين، ولم يعلم أن أحداً تكلم فيه، ومثله أيضاً ممن يكون في أدنى مراتب التعديل كما لوحظ ذلك من منهج الإمام الذهبي، منهم من صرح فيه بعبارة تدل على أنه في أدنى مراتب التعديل عنده، ومنهم من اكتفى فيه بنفي علمه بمن جرحه مع الإشارة إلى إحدى القرائن المعتبرة في احتمال الراوي وتقوية حسن الظن به، وقرينة تحمل جماعة من الثقات عنه وسماعهم منه، والله أعلم. انظر بسط هذه المسألة في "ضوابط الجرح والتعديل عند الحافظ الذهبي" للأخ محمد الثاني عمر (ص185 فما بعدها ـ رسالة ماجستير ـ) وكذلك الحافظ الذي قال فيه: مجهول، لما جاء إلى حديثه حكم عليه بالحسن كما في التلخيص الحبير (2/118) . وقد حسن الحديث أيضا العراقي والسيوطي والمناوي كما في فيض القدير (2/529) . وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (ص131/ح388) ، ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (ص130) ، ومن طريق البخاري المزي في "تهذيب الكمال" (34/228) ، وابن أبي شيبة (4/440، و6/421) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (1/270/ح67) كلاهما ـ ابن أبي شيبة وأبو عبيد ـ عن معاذ بن معاذ، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص381) من طريق روح، كلهم ـ ابن المبارك ومعاذ بن معاذ وروح ـ عن عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى به من قوله. فخالف هؤلاء الثلاثة عبد الله بن حمران، وروَوْه موقوفاً، وهم أكثر وأحفظ، وعبد الله بن حمران هذا قال فيه الحافظ: "صدوق يخطئ قليلاً"، إلا أنني لم أجد من الأئمة من أعلّ الحديث به، ولعلّ ذلك أن هذا الحديث من باب الإخبار بما ليس للرأي فيه مجال، فحكمه حكم الرفع، وخاصة أن الحافظ ابن حجر قال: وله الأصل الأصيل من حديث أبي موسى كما سيأتي والله أعلم. - الشاهد الثاني: حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ((إن من إجلال الله تعالى على العباد إكرام ذي الشيبة المسلم، ورعاية القرآن من استرعاه الله إياه، وطاعة الإمام ـ يعني المقسط ـ)) . أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/8-9) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/288/ح383) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/459/ح10985) كلاهما من طريق عيسى بن يونس عن بدر بن الخليل الكوفي الأسدي عن مسلم بن عطية الفقيمي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر به مرفوعاً. في إسناده مسلم ـ وقيل: سلم ـ بن عطية الفُقَيمي وهو ضعيف. قال ابن حبان: "منكر الحديث، ينفرد عن عطاء وغيره من الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، إذا نظر المتبحّر في روايته عن الثقات علم أنها معمولة". قلت: ولكن ذكره في الثقات، وقال الذهبي: " لين"، وقال الحافظ: "لين الحديث". انظر: المجروحين (3/8-9) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/118) ، والميزان (4/105) ، واللسان (6/30-31) ، والتقريب (246/ت2470) . وقد أورد الحديث السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/150) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/207/ح71) وتعقباه. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/551/ح2686) من طريق إبراهيم بن أبي العنبس القاضي عن حسين بن حماد الدباغ الطائي عن الحجاج بن أرطاة عن نافع عن ابن عمر موقوفاً، وليس فيه "والإمام المقسط". وفي إسناده حجاج بن أرطاة، قال الحافظ: "صدوق كثير الخطأ والتدليس". اهـ. وقد عنعن في هذا الإسناد. قال الذهبي: " والحق فيه أنه لا يحتج بشيء من حديثه إلا بما صرح به بالسماع". انظر: معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص85) ، والتقريب (246/ت2470) ، وطبقات المدلسين (ص37) . وانظر: الجرح والتعديل (1/2/156) ، والضعفاء لابن شاهين (ص149) ، والثقات له (ص67/رقم250) ، والمختلف فيهم له (ص25-26) ، والتهذيب (2/197) . - الشاهد الثالث: حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ((من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم)) . أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/162-163 ـ ترجمة عبد الرحيم بن حبيب الفاريابي ـ) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "المو ضوعات" (1/289) من طريق ابن عيينة عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ به. قال ابن حبان: "وهذا لا أصل له من كلام رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ولا جابر حدث به، ولا أبو الزبير رواه، ولا ابن عيينة قاله بهذا الإسناد، ولعل هذا الشيخ ـ يريد عبد الرحيم بن حبيب الفاريابي ـ قد وضع أكثر من خمسمائة حديث عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، رواها عن الثقات". وتبعه ابن الجوزي وقال: "هذا لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم". وتعقبهما الحافظ ابن حجر كما في التلخيص الحبير (2/118) قال: "لم يصيبا جميعاً، وله الأصل الأصيل من حديث أبي موسى، واللوم فيه على ابن الجوزي أكثر؛ لأنه خرج على الأبواب". كما تعقبهما السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/150) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/307) وقال: "وحديث جابر أخرجه البيهقي في الشعب من طريقين ليس فيهما عبد الرحيم، فزالت تهمته، وللحديث طرق وشواهد كثيرة". قلت: عنى ابن عراق بالطريقين ما يلي: أحدهما: ما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/551/ح2687) من طريق ابن عدي عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ عن هشام بن عمار عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بن أبي الجون عن محمد بن صالح المري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جابر به وزاد "والإمام العادل، وحامل القرآن، لا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه". وفي إسناده عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، صدوق يخطئ، قاله الحافظ في "التقريب" (341/ت3885) . وهشام بن عمار الدمشقي، صدوق مقرئ، كبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح. التقريب (573/ت7303) . الثاني: ما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/459/ح10984) من طريق أبي قلابة عن مسهل بن تمام بن بزيع عن مبارك بن فضالة عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ به، وزاد "ليس منا من لم يوقّر كبيرنا ويعرفْ حقّ صغيرنا". وفي إسناده مبارك بن فضالة، صدوق يدلّس ويسوّي، وقد عنعن في هذا الإسناد. الشاهد الرابع: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن من تعظيم جلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم، وإن من تعظيم جلال الله إكرام الإمام المُقْسِط)) . أخرجه البيهقي في الموضع السابق من طريق محمد بن أيوب البجلي، عن علي بن محمد الطنافسي، عن وكيع، عن أبي معشر المدني، عن سعيد المقبُري، عنه به. وفي إسناده أبو معشر المدني، وهو نَجِيح بن عبد الرحمن السِّندي، مولى بني هاشم، مشهور بكنيته، ضعيف، أسنّ واختلط. التقريب (559/ت7100) . وأخرجه أيضاً من طريق ابن أبي فُدَيك، عمن أخبره عن الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ((لا يوسع المجلس إلا لثلاثة؛ لذي سنّ لسنّه، وذي علم لعلمه، وذي سلطان لسلطانه)) . وفي إسناده من لم يُسَمَّ، ولعله أبو معشر المدني المتقدم. الشاهد الخامس: حديث طلحة بن عبيد الله بن كُريز قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ جواد يحب الجواد، ويحب معالي الأخلاق ويبغض سفسافها، وإن من إكرام جلال الله إكرام ثلاثة: ذي الشيبة في الإسلام، والحامل للقرآن غير الجافي عنه ولا الغالي، والإمام المُقْسِط)) . أخرجه هناد في "الزهد" (2/242/ح839) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (1/270/ح67) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (ص53) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/426) كلهم من طريق حجاج بن أرطاة، عن سليمان بن سُحَيم عنه به. وفيه علتان: الأولى: الانقطاع بين سليمان بن سحيم وطلحة بن عبيد الله بن كريز ـ كما صرّح بذلك البيهقي ـ. والثانية: حجاج بن أرطاة كثير الخطأ والتدليس، وقد عنعن. الشاهد السادس: حديث أنس بن مالك مرفوعاً: ((مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إلا قيّض الله له عند سنه من يكرمه)) . أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/462/ح10991-10993) من طريق يزيد بن بيان المعلم، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَنَسِ. في سنده يزيد بن بيان العقيلي، أبو خالد البصري، وهو ضعيف. التقريب (600/

105 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن العباس بن حيويه، أنشدنا

ابن أبي طاهر (¬1) ، أنشدني أبي لعبيد الله بن عبد الله (¬2) : ¬

(¬1) هو عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، ويكنى أبا الحسين، سلك طريقة أبيه في التصنيف والتأليف، فله من الكتب ما زاده على كتاب أبيه في أخبار بغداد. انظر فهرست ابن النديم (ص210) . (¬2) ابن طاهر بن الحسين، أبو أحمد الخزاعي، وهو أخو محمد بن عبد الله بن طاهر، ولي شرطة بغداد نيابة عن أخيه، ثم استقل بها بعد موت أخيه، كان رئيساً جليلاً، وشاعراً محسناً، ومترسلاً بليغاً، له تصانيف، منها: كتاب "الإشارة" في أخبار الشعراء، و"رئاسة السياسة"، و "كتاب البراعة في الفصاحة" وغير ذلك، مات في شوال سنة ثلاثمائة، وله سبع وسبعون سنة. انظر ترجمته في: الأغاني (9/39-47) ، وتاريخ بغداد (10/341) ، وسير أعلام النبلاء (14/62) .

مَرَّتْ وَفِي يَدِها وَرْدٌ فَقُلْتُ لَهَا ... حَيِّيْ مُحِبَّكِ قالَتْ عَنْهُ لِيْ شُغُلُ فَقُلْتُ كَلاَّ فَقَالَتْ قَدْ بَذَلْتُ لَهُ ... وَرْداً جَنِيًّا وَذَا بِالْكَفِّ يُبْتَذَلُ إِنْ كَانَ لَمْ تَجْنِهِ مِنْهُ أَنامِلُهُ ... فَقَدْ جَنَتْهُ لَهُ الأَلْحَاظُ والمُقَلُ (¬1) 106 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن معاوية [ل/24أ] ابن شُرَيْحٍ الْقَاضِي وَيُكَنَّى بِأَبِي الْحَسَنِ (¬3) ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ (¬4) ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ شُريح (¬5) قَالَ: ¬

(¬1) الأبيات في الموشّى (ص179) ، وفيه: "فقلت بخلاً فقالت: قد وهبت له" مكان "فقلت: كلا فقالت: قد بذلت". (¬2) أبو الحسن، وثقه الخطيب، ونقل عن الحسن بن أبي طالب أن يوسف بن عمر القَوَّاس سمى شيوخه الثقات فذكره منهم، مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (5/121) . (¬3) من أهل الكوفة، سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. قال ابن سعد: "ليس بعمدة". وروى بهذا الإسناد عن أبيه أن امرأة تقدمت إلى شريح فقالت: إن لي أحليلاً ولي فرج، وساق الحديث، وفيه أنه أمر بعَدّ أضلاعها وقال: إن عدد أضلاع الرجل من الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعاً، ومن الجانب الأيسر سبعة عشر ضلعاً، فقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: كتبت هذا الحديث لأسمعه من علي بن عبد الله، فلما تدبرته فإذا هو شبيه الموضوع، فلم أسمعه منه على العمد. انظر: الطبقات لابن سعد (3/335) ، والجرح والتعديل (6/193) ، وتاريخ بغداد (12/3) ، واللسان (4/236) . (¬4) ابن ميسرة بن شريح القاضي، كوفي، روى عن الحكم بن عتيبة، وعنه قتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله ابن عمر القرشي، ويحيى بن سليمان الجعفي، والحكم بن المبارك. قال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في "الثقات". الجرح والتعديل (8/386) ، والثقات (7/469) . وانظر: الآحاد والمثاني (2/261) ، وناسخ الحديث ومنسوخه (ص151) ، والقول المسدد (ص18) . (¬5) ابن الحارث بن قيس بن الجهم، وقيل: ابن الحارث بن شراحيل، من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، وكان حليف كندة، أبو أمية القاضي، مختلف في صحبته، والصحيح أنه تابعي، ولاه عمر القضاء وهو ابن أربعين سنة. قال ابن معين: "كان في زمن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه". وعن حنبل بن إسحاق عنه قال: "شريح بن هانئ، وشريح بن أرطاة، وشريح القاضي أقدم منهما، وهو ثقة". وقال العجلي: "كوفيّ تابعيّ ثقة". وقال أبو حصين: "كان شاعراً فائقاً، وكذا قال ابن سيرين وزاد: "وكان تاجراً وكان كوسجًا". مات سنة ثمانٍ وسبعين، وقيل: تسع وسبعين، وقيل: ثمانين، وقيل: اثنتين وثمانين، وقيل: سبع وتسعين، وقيل: تسع وتسعين، وقيل غير ذلك. انظر: الطبقات لابن سعد (3/334-335) ، وأخبار القضاة لوكيع (2/189-394) ، والتهذيب (4/287) .

((كُنْتُ مَعَ عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلامُ بِمَسْجدِ الْكُوْفَةِ جَالِساً (¬1) فَجَاءَ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ شِدَّةَ الْحَالِ وكَثْرةَ الْعِيالِ، فقالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: لَمْ تَكُنْ رُقْعَةٌ تَصُوْنُ بِهَا وَجْهَكَ؟)) (¬2) . 107 - سمعت أحمد يقول: سمعت الحسين بن محمد بن عبيد (¬3) العسكري يقول: سمعت أبا العباس بن مسروق (¬4) يقول: سمعت الحارث المحاسبي (¬5) يقول: ((ثَلاَثةُ أَشْيَاءَ عزِيْزَةٌ؛ حُسْنُ الوَجْهِ مع الصِّيَانةِ، وحُسْنُ الخُلُقِ مَعَ الدِّيانَةِ، وحُسْنُ الإِخَاءِ مَعَ الأَمانَةِ)) (¬6) . ¬

(¬1) في المخطوط "جالس" بالرفع، وله وجه، والأولى ما أثبتّه؛ لأنه ورد أيضاً بالنصب كما في أخبار القضاة. (¬2) إسناده ضعيف جداًّ؛ لضعف علي بن عبد الله، وأبوه وجد أبيه لم أقف لهما على ترجمة. أخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (2/197-198) عن أحمد بن منصور الرمادي عن علي بن عبد الله الشريحيّ به، وفيه: "أما كان من رقعة تستر بِهَا وَجْهَكَ؟ ". (¬3) وقع في المخطوط "عبيد الله"، والذي في مصادر الترجمة "عبيد" كما أثبتُّه، انظر ترجمته في الرواية رقم (101) . (¬4) هو الشيخ الزاهد، الجليل الإمام، أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق البغدادي، شيخ الصوفية. قال أبو نعيم: "صحب الحارث المحاسبي، ومحمد بن منصور الطوسي، والسري السقطي". وقال الدارقطني: "ليس بالقويّ". مات في صفر سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين عن أربع وثمانين سنة. سير أعلام النبلاء (13/494) . (¬5) هو الزاهد العارف، شيخ الصوفية، أبو عبد الله، الحارث بن أسد البغدادي، صاحب التصانيف الزهدية. تاريخ بغداد (8/212-216) ، وسير أعلام النبلاء (12/110-112) . (¬6) إسناده ضعيف من أجل أبي العباس بن مسروق. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/212) عن العتيقي وأحمد بن عمر بن روح النهرواني، وعلي بن علي البصري، والحسن بن علي الجوهري، كلهم من طريق الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق به، وفيه "أو معدومة". وانظر قبسات من رياض الأرقام (ص107) .

108 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبيدالله بن الشِّخِّير، حدثنا أحمد بن الحُسين (¬1) المُقْرِئ يُعرَف بدُبَيس يقول: سمعت بُنَان الطُّفَيْليّ يقول: ((التَّمَكُّنُ عَلَى المائِدةِ خَيْرٌ مِنْ ثَلاثَةِ أَلْوَانٍ)) (¬2) . 109 - سمعت أحمد يقول: سمعت الحُسَين بن محمد بن عُبيد الدقاق يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الشاهد (¬3) يقول: ((سَأَلْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ بَكَّارٍ (¬4) فَقُلْتُ: مُنْذُ كَمْ زَوْجَتُكَ مَعَكَ؟ فقالَ: لاتَسْأَلْنِي، لَيْسَ تَرِدُ القِيامَةَ أَكْثَرُ كِباشاً مِنْها، ضَحَّيْتُ عَنْها سَبْعينَ كَبْشاً)) (¬5) . ¬

(¬1) كذا في المخطوط بالتصغير، لعل الراوي نسبه إلى جده، كما تقدمت في ترجمته في الرواية رقم (102) . (¬2) ذكره ابن الجوزي في "كتاب الأذكياء" ص (209) وفيه: "التمكن من المائدة خير لك من زيادة أربعة ألوان". (¬3) الصيرفي، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/252-253) ونقل عن الحسين بن محمد الدقاق أن وفاته كانت لثلاث خلون من شوال سنة ست عشرة وثلاثمائة. (¬4) ابن عبد الله بن مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الله بن الزبير الأسدي، المدني، أبو عبد الله، قاضي المدينة، ثقة تفرد السليماني بتضعيفه، فما وُوْفِق عليه. قال الذهبي في "الميزان": " لا يلتفت إلى قوله". وقال ابن حجر: "هذا جرح مردود، فلعله استنكر إكثاره عن الضعفاء مثل مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ، وعمر بن أبي بكر المؤملي، وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم، فإن في كتاب "النسب" عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة". مات سنة ست وخمسين ومائتين عن أربع وثمانين سنة بمكة. انظر الميزان (2/66) ، وسير أعلام النبلاء (12/314) ، والتهذيب (312-314) . (¬5) أخرجه الحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق في جزء "حديثه عن شيوخه" (ص59 ـ مطبوع في آخر كتاب الكرم والجود للبرجلاني ـ) . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/252) عن أحمد بن أبي جعفر القطيعي، وفي (8/471) عن أحمد بن عمر بن روح النهرواني كلاهما عن الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق به. وفيه: "وقد جرى حديث" بعد قوله "سألت الزبير بن بكار"، و "بسبعين" بدل "سبعين". وأورده المزي في "تهذيب الكمال" (1/424) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/314) .

110 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر (¬1) التميمي بالكوفة قال: سمعت أبا بكر المُعَيْطيّ (¬2) يقول: ((عَبَرْتُ بمُؤَدِّبٍ وهُوَ يُملِي علَى غُلامٍ بينَ يَدَيْهِ: فَرِيْقٌ فِي الْحَبَّةِ وفريقٌ فِي الشَّعِيْرِ، فقُلْتُ: يا هذَا ما قالَ اللهُ مِنْ هذَا شَيْئًا، إِنَّمَا هُوَ: {فَرِيْقٌ فِي الْجَنَّةِ [ل/24ب] وَفَرِيْقٌ فِي السَّعِيْرِ} (¬3) فقالَ: أَنْتَ تقرأُ عَلَى حَرْفِ أَبِيْ عاصِمٍ بْنِ العَلاَءِ الْكِسائِيّ وأنا أقرَأُ عَلَى حرفِ أَبِيْ حَمْزَةَ بْنِ عاصِمٍ الْمَدَنِيّ، فقُلْتُ: مَعرِفَتُكَ بالقُرَّاءِ أَعْجَبُ إِلَيَّ، وانْصَرَفْتُ)) (¬4) . 111 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن العباس بن حيويه، أنشدنا أبو عبد الله بن عرفة (¬5) لبعضهم: ¬

(¬1) ابن محمد بن هارون بن فروة، أبو الحسن النحوي، ابن النجار، كان مولده في المحرم سنة ثلاث وثلاثمائة. وثقه العتيقي، وقال الذهبي: "الإمام المقرئ، والمعمَّر المُسنِد". مات بالكوفة في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة. إنباه الرواة (3/83) ، ومعرفة القراء الكبار (1/295-296) ، وطبقات القراء للجزري (1/111) ، وطبقات ابن قاضي شهبة (1/31-32) ، وبغية الوعاة (1/69-70) ، وسير أعلام النبلاء (17/100-101) ، وهدية العارفين (2/58) . (¬2) هو أبو بكر المُعَيطي، محمد بن عبيد الله بن الوليد القرشي المُعَيْطي، الإمام الفقيه العالم، توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة. ترجمته في: تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي (2/78) ، وترتيب المدارك (4/673) ، والديباج المذهب (2/225) ، وشجرة النور الزكية (1/99) . (¬3) الآية (7) من سورة الشورى. (¬4) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/300 ـ الطحان ـ) عن أحمد بن أبي جعفر القطيعي عن محمد بن جعفر التميمي به. (¬5) هو الإمام الحافظ النحوي العلاّمة الأخباري، أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة، العتكي الأزدي الواسطي، المشهور بنَفْطَويه، صاحب التصانيف، منها "غريب القرآن"، و"كتاب المقنع" في النحوي، و "كتاب البارع"، و "تاريخ الخلفاء"، وفاته سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. طبقات النحويين (ص172) ، ومعجم الأدباء (1/254-272) ، وسير أعلام النبلاء (15/75) .

يُنظَرُ فِيْ عُمْرِيْ فَإِنْ كَانَ فِيْ ... عُمْرِكَ نَقْصٌ زِيْدَ مِنْ عُمْرِيْ حَتَّى نُوَافِيَ الْبَعْثَ فِيْ سَاعَةٍ ... لاَ أَنْتَ تَدْرِي بِيْ وَلاَ أَدْرِيْ أَخَافُ أَنْ أُطْفَى فَيَدْعُوكَ مَنْ ... يَهْوَاكَ مِنْ بَعْدِيْ إِلَى غَدْرِيْ (¬1) 112 - سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ (¬2) يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيَّ يَقُولُ: ((دَخَلْتُ عَلَى مُحمَّدِ بنِ داودَ (¬3) الأَصْبَهانِيّ فِي مَرَضِه الَّذِي ماتَ فِيهِ فَقُلْتُ (¬4) : مَا بِكَ يَا سَيِّدِي؟ (¬5) فقالَ: حُبُّ مَنْ تَعْلَم أَوْرَثَنِي مَا تَرَى، قُلْتُ: مَا مَنَعَك مِنَ الاِسْتِمْتاعِ بِهِ معَ القُدْرَة عَلَيْهِ؟ فقالَ: الاسْتِمْتَاعُ عَلَى وَجْهَيْنِ؛ أحدُهُمَا: النَّظَرُ المبُاَحُ، والثَّانِي: اللَّذَّةُ الْمَحظُورةُ، ُ ¬

(¬1) لم أقف على هذه الأبيات. (¬2) البغدادي البزار، والد أبي علي بن شاذان. قال عنه الذهبي: "الشيخ الإمام، المحدث الثقة المتقن". مات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة في شوال. سير أعلام النبلاء (16/429-430) . (¬3) ابن علي الظاهري، أبو بكر، العلامة البارع ذو الفنون، كان أحد من يضرب المثل بذكائه، وله تصانيف منها: كتاب "الزهرة" في الآداب والشعر، وله كتاب في الفرائض وغير ذلك. تصدر للفتيا بعد والده، وكان يناظر أبا العباس بن سريج، ولا يكاد ينقطع معه، وفاته في عشر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين. سير أعلام النبلاء (13/109) . (¬4) في تاريخ بغداد زيادة "له". (¬5) في تاريخ بغداد "كيف تجدك".

فَأمَّا النَّظَرُ المُبَاحُ فَأَوْرَثَنِي مَا تَرَى، وأمَّا اللَّذَّةُ الْمَحظُورةفَمَنَعَنِي (¬1) مَا حدَّثَنِي (¬2) أَبِي (¬3) ، عَنْ سُوَيد بنِ سَعيدٍ، عَنْ عليٍّ بْنُ مُسْهِر، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتّاتِ (¬4) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابنِ عبّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ عَشِقَ فَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ")) . [ل/25أ] وأنشدَني لِنَفسِه: مَا لَهُمْ أَنْكَرُوا سَوَادًا بخدَّيْـ ـهِ وَلا يُنْكِرُونَ وَرْدَ الغُصُوْنِ إِنْ يَكُنْ عَيْبُ خَدِّه بَدَّدَ الشَّعْـ رَ فَعَيْبُ الْعُيُوْنِ شَعْرُ الجُفُوْنِ (¬5) ¬

(¬1) في تاريخ بغداد "فإنه منعني منها". (¬2) في تاريخ بغداد زيادة "به". (¬3) هو داود بن علي بن خلف، الإمام البحر، الحافظ العلامة، عالم الوقت، أبو سليمان المعروف بالأصبهاني، مولى أمير المؤمنين المهدي، رئيس أهل الظاهر، مولده سنة مائتين، ومات في شهر رمضان سنة سبعين ومائتين. سير أعلام النبلاء (13/97-108) . (¬4) الكوفي، اسمه زاذان، وقيل: دينار، وقيل: مسلم، وقيل: يزيد، وقيل: زبّان، وقيل: عبد الرحمن. والقَتَّات: بفتح القاف وتشديد التاء الأولى وبعد الألف تاء ثانية، هذه النسبة إلى بيع القَت، وهو الفصة. ضعفه النسائي وأحمد وقال: روى عنه إسرائيل أحاديث مناكير، وعن ابن معين ثلاث روايات: قال في رواية الدوري: في حديثه ضعف، وفي رواية: "ليس به بأس"، وفي رواية الدارمي: "ثقة"، والراجح من هذه الروايات رواية الدوري عنه؛ لأنها الموافقة للأئمة الآخرين، ولأن الدوري من ألزم الناس له. انظر: تاريخ ابن معين برواية الدوري (2/731) ، وبرواية الدارمي (247/رقم964) ، وسؤالات أبي داود (311-312/رقم405) ، والجرح والتعديل (3/432) ، وتاريخ بغداد (7/23) ، والجوهر النقي (2/323 ـ مع السنن الكبرى ـ) ، واللباب (3/14) ، والتهذيب (1/230) ، والتقريب (684/ت8444) . (¬5) حديث منكر جدا بل موضوع. أخرجه مع القصة ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/163 ـ مختصره ـ) من طريق العتيقي به، كما أخرجه أيضًا الخطيب في تاريخ بغداد (5/262) ، ومغلطاي في "الواضح المبين" (ص18-19) من طريق المرزباني وابن حيّويه وأبي بكر بن شاذان كلهم عن نفطويه به، وإسناده صحيح إلى نفطويه. قال مغلطاي: "هذا حديث إسناده صحيح". وأخرجه من غير ذكر القصة ابن حبان في "المجروحين" (1/349) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/156) ، و (6/50-51) ، و (11/298) ، و (13/184) ، والثعالبي في "حديثه" (129/1 ـ كما في السلسلة الضعيفة 1/587) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (281/2 ـ كما في السلسلة الضعيفة 1/587 ـ) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/771) ، وفي "مشيخته" (ص185 - الشيخ الثامن والسبعين-) من طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني به. وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/419) ، و (13/112-113) . وفي إسناده أبو يحيى القتات ضعّفه الأئمة. وفيه سويد بن سعيد الحدثاني، وهو الذي أعلّ به الأئمة هذا الحديث حتى قال من أجله يحيى بن معين: "لو كان لي فرس ورمح غزوت سويداً". كما أعلّ به ابن عدي، والحاكم، والبيهقي، وابن القيسراني، وابن حجر وغيرهم. انظر: خلاصة البدر المنير (1/261-262) ، والتلخيص الحبير (2/141) ، والواضح المبين (ص19) . وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/352) : "يأتي عن الثقات بالمعضلات، روى عن علي بن مسهِر ... وذكر الحديث ثم قال: ومن روى مثل هذا الخبر الواحد عن علي بن مسهر يجب مجانبة رواياته، هذا إلى ما يخطئ في الآثار ويقلب الأخبار" ـ هكذا في مطبوع المجروحين، وفي المخطوط: "هذا يخطئ في الآثار ويقلب في الأخبار". انظر (ل118/ب) . وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" بعد أن أخرج الحديث من ثلاثة طرق: "هذا حديث لا يصحّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، أما الطريقان الأولان فمدارهما على سويد بن سعيد ... ثم ذكر قول ابن معين وابن حبان فيه. وقال ابن القيّم في "المنار المنيف" (ص140) : "موضوع عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم"، ثم فصّل القول فيه وحقّق في "زاد المعاد" (4/252-256) ، وفي "روضة المحبّين" (ص180) . وقال الحاكم بعد أن رواه من حديث محمد بن داود عن أبيه: "أنا أتعجّب من هذا الحديث؛ فإنه لم يحدّث به غير سويد" اهـ. انظر الواضح المبين (ص19) . قلت: بل رواه غيره كما أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/771-772) من طريق محمد بن جعفر الخرائطي عن يعقوب بن عيسى عن ابن أبي نجيح عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. لكنه إسناد معلول؛ لأن يعقوب بن عيسى هذا ضعّفه الإمام أحمد وأبو زرعة، وقال العراقي: "في سنده نظر". انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/216) ، والتلخيص الحبير (2/142) ، والمقاصد الحسنة (ص420 -طبعة الخانجي) . وأخرجه الخطيب ـ كما في التلخيص الحبير ـ من طريق الزبير بن بكّار عن عبد الملك بن الماجشون عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عن ابن أبي نجيح به. وأورده أيضاً ابن القيّم في "الداء والدواء" (ص353-354) وتكلم عليه كما سيأتي. وقد قوّى الحديث بمجيئه من هذه الطريق الزركشي فقال في "اللآلئ المنثورة" (رقم166) : "هذا الحديث أنكره يحيى بن معين وغيره على سويد بن سعيد، لكن لم يتفرد به، فقد رواه الزبير بن بكّار فقال: حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فذكره، وهو إسناد صحيح". اهـ. والصحيح أن هذا الإسناد من غلط بعض الرواة، فأدخل إسناداً في إسناد، كما بيّن ذلك الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/142) ، وقد سبقه إلى ذلك ابن القيّم في "الداء والدواء" (ص353-354) فقال: أما حديث ابن الماجشون عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً فكذب على ابن الماجشون؛ فإنه لم يحدّث بهذا، ولا حدّث به عنه الزبير بن بكّار، وإنما هذا من تركيب بعض الوضّاعين، ويا سبحان الله، كيف يتحمّل هذا الإسناد مثل هذا المتن؟! فقبّح الله الوضّاعين". اهـ. ومما يزيد هذا الحديث ضعفاً أن يعقوب بن عيسى اضطرب فيه، فمرة يقول: عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعاً، فيرسله، ومرة يقول: عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فيسنده ويوصله. انظر السلسلة الضعيفة (1/590) . ويمكن أن يضاف إلى ذلك الاضطراب كون ابن أبي نجيح مدلّساً وقد عنعن هنا، كما أن هناك انقطاعاً آخر بين الخرائطي ويعقوب بن عيسى؛ فإن الخرائطي ولد في حدود سبع وثلاثين ومائتين تقريباً، ويعقوب مات في سنة ثلاث عشرة ومائتين، فبين ولادته ووفاة يعقوب أربع وعشرون سنة. انظر هامش بيان الوهم والإيهام (5/241) . وإضافة إلى ما سبق أن سويد بن سعيد قد اختلف عليه في هذا الحديث كما أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/479) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ به مرفوعاً. وهذا إسناد خطأ، والحمل فيه على أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، قال عنه الدارقطني: "ليس بالقويّ، يأتي بالمعضلات". انظر لسان الميزان (1/292) . وقال الخطيب: "رواه غير واحد عن سويد، عَنْ عَلِيِّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عباس وهو المحفوظ". قلت: ولكنه معلول كما سبق.

قال أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ يَتَعَشَّقُ (¬1) ابْنَ جَامِعٍ (¬2) الصَّيْدَلاَني. 113 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت سَلَمة بن شَبِيب يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعتُ مَعْمَراً يقول: سمعتُ الزُّهْريّ يقول: ((إذَا طالَ المجلسُ كانَ للشَّيطانِ فيهِ نَصيبٌ)) (¬3) . ¬

(¬1) هذا النوع من العشق محرّم؛ إذ قد يعشق الإنسان ما لا يحل له، وأما الحديث فلم يثبت كما تقدم. (¬2) اسمه وهب بن جامع بن وهب العطّار الصيدلاني ورد في تاريخ بغداد (12/447 ـ في ترجمة ابنه القاسم ـ) وفي (5/258 ـ عند ذكر ابنه ـ) ، وكذا في سير أعلام النبلاء (13/115) ، ونقل عنه أن محمد بن داود كان قد أحبّه وشُغِف به حتى مات من حبّه، ومن أجله صنّف كتاب "الزهرة"، كما روى من طريق ابنه القاسم عنه حديثاً. وورد في تاريخ بغداد (5/260) وسير أعلام النبلاء (13/112) أن اسمه محمد بن جامع الصيدلاني، ونقل الخطيب في هذا الموضع عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سكرة القاضي أنه قال: "كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوقٌ ينفق على عاشق إلا هو". قلت: لعلّ الأصل في اسمه محمد، ووهب لقب له، ويحتمل أنهما اسمان له والله أعلم. (¬3) صحيح، أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/128 ـ الطحان ـ) من طريقين عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي داود به. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" من طريق أبي معمر عن عبد الله بن معاذ عن معمر به. كما أورده ابن جماعة في "المنهل الروي" (ص109 ـ محيي الدين ـ) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (26/439) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (5/341) عن الزهري. وأخرجه الإمام أحمد في "العلل" (2/384) من طريق حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ من قوله، وفيه قصة. كما روى الخطيب في المصدر السابق بإسناده إلى ابن الغَلاّبي قال: قال سفيان بن عيينة "ما طال مجلس قط إلا للشيطان فيه نصيب".

114 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّزَّاز، حَدَّثَنَا أبو شُعَيب عبد الله ابن الْحَسَنِ (¬1) الحرَّاني، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّار، حَدَّثَنَا هَمَّام بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ (¬2) قَالَ: ((كُنْتُ أدفعُ الزِّحامَ عنِ ابنِ عبّاسٍ فاحْتَبسْتُ عَنهُ أَيَّامًا فقالَ لِي: مَا حَبَسَك؟ قُلتُ: الحُمَّى، فقالَ: إِنِّيْ سمِعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يقُولُ: "الحُمَّى مِنْ فَيْحِ (¬3) ¬

(¬1) ابن أحمد بن أبي شعيب، الشيخ المعمّر المؤدِّب، كان مولده في سنة ستّ ومائتين، ومات سنة خمس وتسعين ومائتين ببغداد، وثّقه الدارقطني وأحمد بن كامل، وذكره ابن حجر في "اللسان" لأنه كان يأخذ الدراهم على الحديث. ترجمته في تاريخ بغداد (9/435-437) ، والمنتظم (6/79) ، وميزان الاعتدال (2/406) ، والعبر (2/101) ، والبداية والنهاية (11/107) ، ولسان الميزان (3/271) ، وشذرات الذهب (2/218-219) . (¬2) وقع في المخطوط "أبو حمزة"، والتصويب من التقريب. وهو نصر بن عمران بن عصام الضُبَعيّ ـ بضم المعجمة وفتح الموحّدة بعدعا مهملة ـ مشهور بكنيته. التقريب (561/ت7122) . (¬3) فيح وفوح وفي لفظ فور كلها بمعنى، والمراد به سطوع حرّها ووجهه. واختلف في نسبتها إلى جهنم: فقيل: حقيقة، واللهب الحاصل في جسم المحموم قطعة من جهنم، وقدّر الله ظهورها بأسباب تقتضيها، ليعتبر العباد بذلك، كما أن أنواع الفرح واللذّة من نعيم الجنة أظهرها في هذه الدار عبرةً ودلالةً، وقد جاء في حديث أخرجه البزار من حديث عائشة بسند حسن، وفي الباب عن أبي أمامة عند أحمد، وعن أبي ريحانة عند الطبراني، وعن ابن مسعود في مسند الشهاب ((الحُمّى حظّ المؤمن من النار)) ، وهذا كما في حديث الأمر بالإبراد أن شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ وأن الله أذن لها بنَفَسَين. وقيل: بل الخبر ورد مورد التشبيه، والمعنى: أن حرّ الحمّى شبيه بحرّ جهنم تنبيهاً للنفوس على شدّة حرّ النار، وأن هذه الحرارة الشديدة شبيهة بفيحها، وهو ما يصيب من قرُب منها من حرّها، كما قيل بذلك في حديث الإبراد، والأول أولى والله أعلم. فتح الباري (10/175) ، وانظر زاد المعاد (4/26) .

جَهنَّمَ فأَبْرِدُوْها (¬1) عنكُمْ بماءِ زَمْزَمَ")) (¬2) ¬

(¬1) قوله "فأبردوها" روي بوجهين: أحدهما: بقطع الهمزة وفتحها، رباعيّ من أبردَ الشيء: إذا صيّره بارداً مثل أسخَنَه: إذا صيّره ساخنًا. والثاني: بهمزة الوصل المضمومة من برَدَ الشيءَ يبرُدُه، وهوأفصح لغة واستعمالاً، والرباعي لغة رديئة عندهم قال عروة بن أذينة: إذا وجدتُ لهيبَ الحُبِّ في كبِديُ ... أقبلْتُ نحوَ سِقاءِ القومِ أبْتَرِدُ هَبْني بَرَدْتُ ببردِ الماءِ ظاهرَه ... فمن لنارٍ على الأحشاءِ تَتَّقِدُ انظر: زاد المعاد (4/26-27) ، والشعر والشعراء (ص580) ، وزهر الآداب (1/167) ، ووفيات الأعيان (2/394) . (¬2) صحيح. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/229) عن أحمد بن القاسم بن مساور ومحمد بن العباس المؤدِّب وأبي شعيب الحرّاني به. وأخرجه البخاري (6/238ح3261) ، كتاب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، من طريق أبي عامر العقدي عن همام به، وفيه "بالماء أو بماء زمزم" بالشك. وأخرجه أحمد (1/291) ، وابن حبان (7/623) والحاكم (4/403) من طريق عفان به، قال الحاكم: "صحيح على شرطهما ولم يخرجاه بهذه الزيادة". وتعقبه الحافظ في "إتحاف المهرة" (8/123/ح9046) فقال: "أخرجه البخاري من هذا الوجه". اهـ. قلت: وهو كما قال، كما تقدم في التخريج. وقوله: "بماء زمزم" وورد في بعض الروايات "بالماء أو بماء زمزم" شك فيه راويه كما عند البخاري، وقد تعلق بهذا الشك من قال بأن ذكر ماء زمزم ليس قيداً لشكّ راويه فيه، وممن ذهب إلى ذلك ابن القيّم، وتعُقّب بأنه وقع في رواية أحمد عن عفان عن همام "فأبردوها بماء زمزم" ولم يشكّ. وكذا أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم من رواية عفان ـ وإن كان الحاكم وهم في استدراكه ـ، وترجم له ابن حبان بعد إيراده حديث ابن عمر فقال: ذكر الخبر المفسِّر للماء المجمل في الحديث الذي قبله، وهو أن شدّة الحمّى تبرد بماء زمزم دون غيره من المياه، وساق حديث ابن عباس. وقد تعقب على تقدير أن لا شكّ في ذكر ماء زمزم فيه بأن الخطاب لأهل مكة خاصّة لتيسر ماء زمزم عندهم كما خصّ الخطاب بأصل الأمر بأهل البلاد الحارّة. فتح الباري (10/176) وانظر زاد المعاد (4/27) .

115 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ, حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤ (¬1) ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ (¬2) السَّقَطيّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزاحِم، حدثنا عبد الرحمن بْنُ أَبِي المَوَال (¬3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قَالَ: ((كانَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ يعلِّمُنا الاستِخارةَ في الأمرِ [ل/25ب] كَمَا يعلِّمُنا السورةَ مِنَ القرآنِ، قالَ: "إِذَا هَمَّ أحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيُصَلِّ ركعَتَيْنِ، ثُمّ يقُولُ: اللهمَّ إنِّيْ أَسْتَخيرُك بِعِلْمِكَ وأَستَقْدِرُكَ بقُدْرتِكَ وأَسأَلُكَ مِنْ فضلِك العظيمِ، فإنَّكَ تعلمُ وَلا أعلمُ وتَقْدِرُ وَلا أقدِرُ وأنتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كانَ هَذَا الأمرُ ـ وتُسَمِّيه بعينِهِ ـ خَيْرًا لِي فِي دِيْني ودُنْيايَ ومَعادِيْ ومَعاشِيْ وعاقِبةِ أمرِيْ فسَهِّلْهُ، وإِنْ كانَ غيرَ ذلكَ فاصْرِفْهُ عَنِّيْ واقْدُرْ لِيَ الخيرَ حَيْثُ ماكانَ ¬

(¬1) أبو الحسن البغدادي الورّاق، مولده سنة إحدى وثمانين ومائتين. قال البرقاني: "كان ابن لؤلؤ يأخذ على التحديث دانقين، قال: وكانت حاله حسنة من الدنيا، وهو صدوق غير أنه رديء الكتاب ـ أي سيِّئ النقل ـ"، وقال الأزهري: "ابن لؤلؤ ثقة"، وقال العتيقي: "توفي في محرّم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وكان أكثر كتبه بخطّه، وكان لا يفهم الحديث، وإنما يحمل حاله على الصدق". ترجمته في: تاريخ بغداد (12/89-90) ، والعبر (3/4-5) ، وميزان الاعتدال (3/154) ، ولسان الميزان (4/256) ، وشذرات الذهب (3/90) . (¬2) ابن إسماعيل، أبو حفص البغدادي، الرجل الصالح، وثقه الدارقطني، مات سنة ثلاث وثلاثمائة. له ترجمة في: تاريخ بغداد (11/29) ، والعبر (2/126) ، وسير أعلام النبلاء (14/245) ، وشذرات الذهب (2/242) . (¬3) اسم أبي الموَال زيد، وقيل: أبو الموال جدُّه، أبو محمد مولى آل علي، صدوق ربما أخطأ، قاله الحافظ. التقريب (351/ت4021) .

ورَضِّنِيْ بِهِ")) (¬1) . 116 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ, حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ (¬2) ، حَدَّثَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ (¬3) ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬4) ، حدثنا ¬

(¬1) صحيح، وإسناده حسن من أجل ابن لؤلؤ وعبد الرحمن بن أبي الموَال. أخرجه أبو يعلى (4/67) ، وابن عدي في "الكامل" (4/308) من طريق منصور بن أبي مزاحم بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (3/344) ، والبخاري (1/391/ح 1162) أبواب التطوع، باب ما جاء في التطوّع مثنى مثنى، وفي (5/2345ح6382) كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الاستخارة، وفي "الأدب المفرد" (ص245) ، وأبو داود (2/89) ، كتاب الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب، والترمذي (2/346) كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستخارة، والنسائي (6/80ح3255) كتاب النكاح، باب كيف الاستخارة، وفي "السنن الكبرى" (3/337، و4/412، و6/128) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (ص346) ، وابن ماجه (1/440) كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستخارة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (6/52) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/183) ، وعبد بن حميد (ص328) ، وابن حبان (3/170) ، والطبراني في "الدعاء" (ص388) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/52، و5/249) ، وفي "الأسماء والصفات" (124-125) ، والبغوي في "شرح السنة" (ح1016) ، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/236) من طرق عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الموَال به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ. وقال المزي في "تهذيب الكمال" (17/449) : "وليس له ـ أي عبد الرحن بن أبي الموال ـ عند الترمذي والنسائي وابن ماجه غيره، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬2) ابن عامر، أبو يعقوب الشيباني، مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين بنسا، وبها توفي سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وثقه أبو القاسم التنوخي. انظر تاريخ بغداد (6/401-402) ، والمنتظم (7/124) ، والعبر (2/367) ، وسير أعلام النبلاء (16/365-366) ، وشذرات الذهب (3/83) . (¬3) ابن عامر بن عبد العزيز بن النعمان، أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي، الإمام الحافظ الثبت، صاحب المسند، مولده سنة بضع وثمانين ومائتين، وهو أسن من بلديِّه الإمام أبي عبد الرحمن النسائي، وماتا معاً في عام. انظر الجرح والتعديل (3/16) ، وسير أعلام النبلاء (14/157-162) ، وتذكرة الحفاظ (2/703-705) ، والعبر (2/124-125) ، وميزان الاعتدال (1/492-493) . (¬4) هو شيبان بن فروخ أبي شيبة الحَبَطي -بمهملة وموحدة مفتوحتين- الأُبُلّي -بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام-، أبو محمد، صدوق يهم، ورمي بالقدر، قاله الحافظ ابن حجر. مات سنة ست أو خمس وثلاثين ومائتين. انظر: الجرح والتعديل (4/357) ، وسؤالات البرذعي (511) ، وتهذيب الكمال (12/598-600) ، والكاشف (1/491) ، وتذكرة الحفاظ (2/443) ، وسير أعلام النبلاء (11/101-103) ، والتهذيب (4/328) ، ولسان الميزان (7/244) ، والتقريب (269/ت2834) ، وطبقات الحفاظ (197) .

أَبُو هِلالٍ (¬1) ، عَنْ قَتَادَةَ (¬2) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ((قلَّ مَا خطبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّم إِلاَّ قالَ: "لا إِيمانَ لِمَنْ لا أمانَةَ لَهُ، وَلا دِيْنَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ")) (¬3) ¬

(¬1) هو محمد بن سليم الراسبي ـ بمهملة ثم موحّدة ـ البصري، قيل: كان مكفوفاً، مات سنة سبع وستين ومائة في آخرها، وقيل قبل ذلك، وثقه أبو داود وتكلم فيه آخرون وضعفوه ضعفًا يسيراً. قال يزيد بن زريع: "عدلت عن أبي هلال عمداً"، وقال مرة: "لا شيء". وقال البخاري: "كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، وابن مهدي يروي عنه". وسئل الإمام أحمد عنه فقال: "قد احتمل حديثه، إلا أنه يخالف في حديث قتادة وهو مضطرب الحديث عن قتادة". وسئل ابن معين عن روايته عن قتادة فقال: "فيه ضعف، صويلح، وكان سليمان بن حرب جيد الرأي فيه". وقال في رواية ابن خيثمة: "ليس بصاحب كتاب، ليس به بأس". وقال الدارمي: سألت ابن معين قلت: حماد بن سلمة أحب إليك في قتادة أو أبو هلال؟ فقال: "حماد أحب إليّ وأبو هلال صدوق". وقال أبو حاتم: "محله الصدق لم يكن بذاك المتين". وقال ابنه: أدخله البخاري في كتاب الضعفاء، فسمعت أبي يقول: "يحوّل من كتاب الضعفاء". وقال أبو زرعة: "لين وليس بالقوي". وقال النسائي: "ليس بالقوي، وتركه القطان". وقال ابن عدي ـ بعد أن أورد له مناكير ـ: "ولأبي هلال غير ما ذكرت وفي بعض رواياته مالا يوافقه الثقات عليه وهو ممن يكتب حديثه". وأعدل القول فيه إن شاء الله ما قال ابن حبان: "كان شيخًا صدوقاً، إلا أنه كان يخطئ كثيراً من غير تعمّد حتى صار يرفع المراسيل ولا يعلم، وأكثر ما كان يحدث من حفظه فوقع المناكير في حديثه من سوء حفظه". وأجمله الحافظ ابن حجر فقال: "صدوق فيه لين". تاريخ ابن معين برواية الدارمي (ص49) ، والتاريخ الكبير (1/105) ، والضعفاء الصغير (ص102) ، والكنى والأسماء (2/890) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص90) ، والجرح والتعديل (7/273) ، وسؤالات البرذعي (ص506) و (ص654) ، والضعفاء للعقيلي (4/74) ، والكامل (6/213-215) ، والمجروحين (2/283) ، والتعديل والتجريح (2/682) ، والمؤتلف والمختلف لابن القيسراني (67-68) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/68) ، وتهذيب الكمال (25/293-296) ، والكاشف (2/176) ، ومن تكلم فيه وهو موثق (ص163) ، والتهذيب (9/173) ، ولسان الميزان (7/360) ، والتقريب (481/ت5923) . (¬2) ابن دعامة السدوسي. (¬3) حديث صحيح، وفي إسناده ضعف من أجل أبي هلال الراسبي. فالحديث ضعيف بهذا الإسناد، حسن بشواهده. أخرجه الخطيب في "موضِّح الأوهام" (2/174) من طريق إسحاق بن سعد به، وهو عند الحسن بن سفيان في كتاب "الأربعين" (ص53) ، وعنه عبد الله بن أحمد في "السنة" (805) ، وقوام السنة في "الترغيب" (1/59، 129) بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (3/135، 154، 210) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (6/159ـ الحوت ـ) و (11/11) ، وفي "كتاب الإيمان" (ص18/ح7ـ وسقط فيه قتادة، وليس عنده قوله: "وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ له") ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (361/ح1198ـ وليس عنده الجملة الثانية ـ) ، وأبو يعلى (5/247) ، والبزار (ح100 ـ كشف ـ) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/470) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (91/ح278) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/154) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص27) ، وابن عدي في "الكامل" (6/2221) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/98) و (6/100) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/288) و (9/231) ، وفي "شعب الإيمان" (ح4354) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/43/ح849-850) ، والبغوي في "شرح السنة" (38) من طرق عن أبي هلال الراسبي به. وقد روي الحديث من طرق أخرى عن أنس كلُّها ضعيفة، إلا أنها تقوي بعضها بعضاً. - الأول: طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عن أنس. أخرجه أبو يعلى (6/164) ، وعنه ابن حبان (1/422) ، ومن طريق أبي يعلى أيضاً الضياء في "المختارة" (5/73-74) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل عنه به موصولاً. ومؤمّل بن إسماعيل صدوق سيئ الحفظ، قاله الحافظ في "التقريب" (555/ت7029) . وقد خالفه حجاج بن المنهال فرواه عن حماد به مرسلاً، وروايته أولى كما قال الدارقطني، أخرجه الضياء في المصدر السابق. الثاني: طريق حماد بن سلمة عن المغيرة بن زياد الثقفي. أخرجه أحمد (3/251) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/471) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/43) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (7/224) ، كما أخرجه من غير طريق القضاعي في (7/223) كلهم من طريق عفان بن مسلم عن حماد به. قال الضياء: إسناده حسن. قلت: بل فيه المغيرة بن زياد الثقفي لا يعرف. انظر تعجيل المنفعة (ص410) . الثالث: طريق سنان بن سعد الكندي. أخرجه ابن خزيمة (4/51) عن عيسى بن إبراهيم عن ابن وهب عن الليث وعمرو بن الحارث، وابن عدي في "الكامل" (3/1192) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/97 ـ وعنده "والمعتدي في الصدقة كمانعها" بدل "وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ له" ـ) من طريق حرملة عن ابن وهب عن عمرو الحارث كلاهما عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عنه به مرفوعاً. وسنان بن سعد، ويقال: سعد بن سنان الكندي قال عنه الحافظ: "صدوق له أفراد". التقريب (231/ت2238) . وله شواهد عن ابن عمر وأبي أمامة وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود رضي الله عنهم. - أما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/4/2313) وفي "المعجم الصغير" (1/113) من طريق مندل بن علي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عن نافع عنه به، وليست الجملة الثانية فيه، وفيه زيادة أخرى. هذا إسناد ضعيف، ومندل بن علي هو العنَزي أبو عبد الله الكوفي، وهو ضعيف كما في "التقريب" (545/ت6883) . - وحديث أبي أمامة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/195/ح7798) ، وفي "مسند الشاميين" (1/113) ، والروياني في "مسنده" (2/281-282) من طريق ابن ثوبان عن القاسم أبي عبد الرحمن عنه به. وليست فيه الجملة الثانية، وفيه زيادة. في إسناده القاسم أبو عبد الرحمن، قال الهيثمي في "المجمع" (1/96) : "ضعيف عند الأكثرين"، وقال الحافظ: "صدوق يغرب كثيراً". التقريب (450/ت5470) . وحديث ابن عباس أخرجه أبو يعلى (4/343/ح2458) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/213) من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه به مرفوعاً. هذا إسناد ضعيف جداًّ فيه حسين بن قيس الرحبي الملقب بحَنَش وهو متروك. انظر التقريب (168/ت1342) ، ومجمع الزوائد (1/112) . - وحديث أبي هريرة أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/382) عن كلثوم عن عطاء عن أبي هريرة، وليست فيه الجملة الثانية. إسناده ضعيف، فيه كلثوم بن جوشن الرقي، وهو ضعيف. التقريب (462/ت5655) . كما أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/220) من طريق موسى بن عبيدة عن القُرَظيّ عن أبي هريرة، وفيه "ولا دين لمن لا عقل له" بدل "وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ له". قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث القرظي، تفرد به موسى بن عبيدة" قلت: موسى بن عبيدة ضعيف. انظر التقريب (552/ت6989) . - وحديث ابن مسعود أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير" (10/227/ح10553) من طريق حصين بن مذعور عن قريش التميمي عنه به، وفيه زيادة طويلة، وحصين وشيخه لا يعرفان، وقال الهيثمي: لم أرَ ذكرهما. مجمع الزوائد (1/96) . - وحديث عبادة بن الصامت عزاه الهيثمي إلى الطبراني في "المعجم الكبير" من طريق إسحاق بن يحيى عن جده عبادة. وفيه "والمتعدي في الصدقة كمانعها" مكان "وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ له". إسناده منقطع، لم يسمع إسحاق بن يحيى من جده عبادة. والخلاصة أن هذه الطرق والشواهد وإن لم يخلُ كلُّ واحد منها من ضعف، إلا أنها تتقوى بعضها ببعض وترفع الحديث إلى درجة الحسن بل الصحة كما سبق حكم بعض أهل العلم له بذلك وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

117 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النحوي (¬1) ، ¬

(¬1) أبو الحسن الحربي، مولده سنة اثنتين وثمانين ومائتين. قال البرقاني: "كان لا يحسن يحدث، سألته أن يقرأ لي شيئاً من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدرِ ما يقول، فقلت: سبحان الله! حدثكم يوسف القاضي، فقال: سبحان الله، حدثكم يوسف القاضي، ثم قال: " إلا أن سماعه كان صحيحاً مع أخيه". وأما الذهبي فقال: "الشيخ الثقة، روى عن يوسف القاضي جزء الزكاة وجزء التسبيح، ما روى سواهما". انظر تاريخ بغداد (12/86-87) ، والعبر (2/365-366) ، وسير أعلام النبلاء (16/329-330) ، وشذرات الذهب (3/81) .

حَدَّثَنَا أبو محمد يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬1) الْقَاضِي, حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ (¬2) ، حَدَّثَنَا هَمَّام (¬3) قَالَ: سمعت إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عبد الرحمن بْنَ أَبِي عَمْرَةَ (¬4) يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إنَّ رَجُلاً أَذْنَبَ ذَنْباً فقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنباً فَاغْفِرْ لِي، قالَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَباًّ يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذ بِهِ [ل/26أ] قَدْ غَفَرْتُ لِعَبدِي، قالَ: ثُمَّ لَبِثَ مَا شاءَ اللهُ ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ فقالَ: أيْ رَبِّ، أذنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي، قالَ ربُّك عزَّ وجَلَّ: عَلِمَ عَبدِي أنَّ لَهُ رَباًّ يَغفِر الذَّنبَ ويأخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبدِي، قالَ: ثُمَّ لَبِثَ مَا شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذنبَ ذَنْبًا آخَرَ، فقالَ: ¬

(¬1) ابن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم، البصري الأصل البغدادي، الإمام الحافظ الفقيه الكبير الثقة، صاحب التصانيف في السنن منها: كتاب العلم، والزكاة، والصيام. قال الخطيب: "كان ثقة صالحاً، عفيفاً مهيباً، سديد الأحكام". وفاته سنة سبع وتسعين ومائتين في رمضان. انظر ترجمته في: تاريخ بغداد (14/310-312) ، والمنتظم (6/96-97) ، وتذكرةالحفاظ (2/660) ، والعبر (2/109) ، وسير أعلام النبلاء (14/85-87) ، وطبقات الحفاظ (ص287) ، وشذرات الذهب (2/227) ، والرسالة المستطرفة (ص37) . (¬2) هو الطيالسي. (¬3) هو ابن يحيى العوذي. (¬4) الأنصاري النجاري، يقال: ولد في عهد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال ابن أبي حاتم: ليست له صحبة. التقريب (347/ت3969) .

أَيْ رَبِّ، أذنبتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي، قالَ ربُّك عَزَّ وجلَّ: عَلِمَ عَبدِي أنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِر الذَّنبَ ويأخذُ بِهِ قَدْ غفرتُ فَلْيَعْمَلْ مَا شاءَ)) (¬1) . 118 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بن محمد (¬2) السمسار, ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه مسلم (4/2112-2113/ح2758) كتاب التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/188) من طريق أبي الوليد الطيالسي به. وأخرجه البخاري (13/466/ح7507ـ مع الفتح ـ) كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى يريدون أن يبدلوا كلام الله من طريق عمرو بن عاصم عن همام بن يحيى به. وأخرجه أحمد (2/296) عن يزيد بن هارون، وفي (2/405) عن عفان كلاهما عن عفان به. وفي حديث يزيد بن هارون زيادة "ثم عمل ذنباً آخر" في المرة الرابعة، وليست في بعض نسخ المسند كما بين ذلك الشيخ الأرناؤوط في تحقيقه للمسند. وأخرجه ابن حبان (2/11) من طريق الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، والحاكم (4/242أو270) من طريق إبراهيم بن عبد الله كلاهما عن يزيد بن هارون به، وليست فيه ذكر الذنب مرة رابعة. وأخرجه أحمد (2/492) عن بهز عن حماد عن إسحاق بن أبي طلحة به نحوه. * هذا الحديث استدركه الحاكم على الشيخين، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وتعقبه الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (15/157) حيث قال: "بل أخرجاه جميعاً البخاري في التوحيد، ومسلم في التوبة من حديث همام بهذا الإسناد". قلت: وهو كما قال، كم تقدم تخريجه. * قوله "فليعمل ما شاء" قال السندي: "أي إنه يغفر له ما يعمل ما دام يستغفر، فهذا ترغيب له في الاستغفار، وفي الثبات على الرجاء والخوف، لا إذن له في الذنوب وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬2) ابن الوضاح الحربي، البغدادي، أبو سعيد المعروف بالحُرْفي- بضم الحاء وسكون الراء -، هذه النسبة للبقال في بغداد، ومن يبيع الأشياء التي تتعلق بالبذور والبقالين، والسمسار لقب له. قال العتيقي: "كان فيه تساهل، توفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة"، وقال الذهبي: "الشيخ المسند". انظر تاريخ بغداد (7/292-293) ، والأنساب (4/113) ، وكشف النقاب (رقم779) ، والعبر (3/201) ، ومشتبه النسبة (1/225) ، وميزان الاعتدال (1/481) ، وسيرأعلام النبلاء (16/369) ، ولسان الميزان (2/198) ، وشذرات الذهب (3/86) .

حدثنا أبو شعيب عبد الله ابن الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ (¬1) ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: ((قُلْتُ للنَّبِيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ـ ونحنُ فِي الغَارِ ـ: لَوْ أنَّ أحدَهُمْ نَظَرَ إلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فقالَ لِي: "يَا أبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثالِثُهُمَا")) (¬2) . 119 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جِدَار الصَّوَّافُ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ العَسّال، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْح، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاةِ (¬3) ، فَإنَّ شِدّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ)) (¬4) . ¬

(¬1) ابن يحيى العوذي. (¬2) في إسناده على الحسن بن جعفر بن محمد السمسار، فإن فيه تساهلاً كما ذكر العتيقي، فقد خالفه فيه أبو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيش في آخرين عن أبي شعيب بهذا الإسناد فقالوا: عن ثابت عن أنس، أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/86) . وقد أورده المصنف الحديث على الصواب من حديث ثابت عن أنس في الرواية رقم (2) وتقدم تخريجه هناك، وأن الشيخين أخرجاه من حديث ثابت عن أنس. (¬3) المراد بالصلاة هنا صلاة الظهر؛ لأنها الصلاة التي يشتدّ الحرّ أوّل وقتها، وقد جاء صريحًا في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. انظر الفتح (2/17) . (¬4) صحيح. أخرجه مسلم (1/430ح615) كتاب الصلاة، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدّة الحر لمن يمضي إلى جماعة ويناله الحرّ في طريقه عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح عن الليث به، وقرن أبا سلمة بن عبد الرحمن مع ابن المسيب. وأخرجه البخاري (1/199ح536) كتاب الصلاة، باب الإبراد بالظهر من طريق سفيان، عن الزهري به، وفيه زيادة "واشتكت النار إلى ربها فقالت: يا ربِّ، أكل بعضي بعضًا، فأذن لها بنَفَسَيْن، نَفَسٍ في الشتاء ونَفَسٍ في الصيف فهو أشدّ ما تجدون من الحرّ وأشدّ ما تجدون من الزمهرير"، وفي (1/198ح533) كتاب الصلاة، باب الإبراد بالظهر من طريق الأعرج عن أبي هريرة، ومن طريق نافع عن ابن عمر وأبي هريرة به. وأخرجه مسلم في (1/431ح615) كتاب الصلاة، باب استحباب الإبراد ... إلخ من طريق معمر عن همام بن منبِّه، وفي (1/432ح615) من طريق مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان كلهم عن أبي هريرة به، وفي حديث أبي سلمة وابن ثوبان زيادة نحو ما في البخاري. وأخرجه مسلم (1/431ح615) من طريق يونس عن ابن شهاب عن أبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي هريرة مرفوعاً ((اشتكت النار إلى ربّها ... إلخ دون قوله: إذا اشتدّ الحرّ ... إلخ)) .

120 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عبد الله (¬1) [ل/26ب] الدَّارَكِيُّ (¬2) إِمْلاءً سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، حَدَّثَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ محمد (¬3) الداركي, حدثنا محمد ابن حُمَيد (¬4) الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) ابن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم الداركي الشافعي، الإمام الكبير، شيخ الشافعية بالعراق سبط الحسن بن محمد الداركي الأصبهاني المحدّث، ولد بعد الثلاثمائة. روى عن جدّه ونزل بغداد، وتفقّه بأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي، وتصدّر للمذهب، فتفقّه به الأستاذ أبو حامد الإسفرييني وجماعة، وانتهى إليه معرفة المذهب، وله وجوه معروفة ... وكان أبو حامد يقول: "ما رأيت أفقهَ منه". قال الذهبي: "توفِّيَ الداركي ببغداد في شوّال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وهو في عشر الثمانين، وكان ثقة مأمونًا". انظر طبقات الشيرازي (ص117-118) ، وتهذيب الاسماء واللغات (2/263-264) ، وطبقات السبكي (3/330-333) ، وطبقات الأسنوي (508) ، وسير أعلام النبلاء (16/404-406) ، وطبقات ابن هداية الله (ص98-99) . (¬2) والداركي نسبة إلى دارك وهو من أعمال أصبهان. معجم البلدان (2/423) ، والأنساب (5/249) . (¬3) ابن الحسن بن زياد، أبو علي الأصبهاني الداركي، الشيخ المُسنِد، الثقة المُتْقِن". مات في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وثلاثمائة. انظر ذكر أخبار أصبهان (1/268) ، والعبر (2/170) ، وسيرأعلام النبلاء (14/486) ، وشذرات الذهب (2/528) . (¬4) ابن حَيَّان، أبو عبد الله، العلاّمة، حافظ ضعيف، وصاحب عجائب. كان أحمد بن حنبل حسن الرأي فيه. ووثقه ابن معين وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وأبو يعلى الخليلي. وقال أبو زرعة: "من فاته محمد بن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث، وضعفه البخاري وقال: "في حديثه نظر"، وقال الجوزجاني: "هو غير ثقة". وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال العقيلي عن إبراهيم بن يوسف أنه قال: "كتب أبو زرعة ومحمد بن مسلم عن محمد بن حميد حديثاً كثيراً، ثم تركا الرواية عنه". قلت: قد سبق ثناء أبي زرعة له، والظاهر أن هذا بعد ما تبين له أمره. وقال فضلك الرازي: "عندي عن ابن حميد خمسون ألفاً لا أحدّث عنه بحرف". وقد اتّهمه صالح بن محمد الأسدي والفضل بن سهل وإسحاق الكوسج، وكذّبه أبو زرعة وابن خراش والنسائي في رواية عنه. وقال الذهبي: "قد أكثر ابن جرير في كتبه، ووقع لنا حديثه عالياً ولا تركن النفس إلى ما يأتي به". والخلاصة: أن الرجل ضعيف حافظ، تكثر المناكير في روايته، فترك من أجله، أما ثناء الإمام أحمد له فالظاهر أنه لما رأى من سعة حفظه؛ لذلك قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدّث الأستاذ عن محمد بن حميد، فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه، فقال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلاً. وأما توثيق ابن معين ومن وافقه فقد خالفهم أكثر الأئمة، وخاصة أن أهل بلاده من الرازيين اتفقوا على ضعفه، وبلديّه أعرف به والله أعلم. انظر التاريخ الكبير (1/69-70) ، والتاريخ الصغير (2/386) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص377) ، والجرح والتعديل (7/232-234) ، وتاريخ بغداد (2/259-264) ، وتذكرة الحفاظ (2/490-491) ، والعبر (1/452) ، والميزان (3/530-531) ، وسيرأعلام النبلاء (11/503-506) ، والتهذيب (9/111-114) ، والتقريب (475/ت5834) ، وانظر "جزء فيه أحاديث يحيى بن معين برواية أبي منصور الشيباني" (ص171) .

هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ (¬2) ، عَنْ عَطَاءِ ابن ¬

(¬1) ابن حكيم البَجَليّ ـ بفتح الموحدة والجيم ـ، أبو حمزة المروزي. وثقه ابن معين وأحمد، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ". وقال السليماني: "فيه نظر". وقال الذهبي: "ثقة يتشيّع". وذكره البخاري وسكت عنه. وقال الحافظ ابن حجر: "ثقة". التاريخ الكبير (8/225) ، والعلل ومعرفة الرجال (2/371) و (3/5) ، والثقات (9/238) ، وتهذيب الكمال (30/111) ، والكاشف (2/331) ، والتهذيب (11/12) ، واللسان (7/416) ، والتقريب (569/ت7243) . (¬2) الرازي، الأزرق، كوفي نزل الريّ. قال الآجري عن أبي داود: "لا بأس به"، وقال في موضع آخر: "في حديثه خطأ". وقال عثمان بن أبي شيبة: "لا بأس به، كان يهم في الحديث قليلاً، روى عنه أولئك الرازيّون". وقال الذهبي: "وثِّق وله أوهام". وقال الحافظ: "صدوق له أوهام". تاريخ أسماء الثقات (ص152) ، وتهذيب الكمال (22/204) ، والكاشف (2/86) ، والتهذيب (8/82) ، والتقريب (226/ت5101) .

السَّائِبِ (¬1) ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثار، عَنِ ابْنِ بُريدة (¬2) ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) قَالَ: ((لَمَّا قَدِمَ جَعفرٌ مِنْ أرضِ الحَبَشةِ قالَ لَهُ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَخْبِرْنِي بِأعْجَبِ شَيْءٍ رأيْتَهُ، قالَ: مَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى رأسِها ¬

(¬1) أبو محمد، ويقال: أبو السائب، الثقفي الكوفي، صدوق اختلط، مات سنة ست وثلاثين ومائة. قال القطان: "ما سمعت أحداً من الناس يقول في عطاء بن السائب شيئاً في حديثه القديم". انظر التاريخ الصغير (2/45) ، والتاريخ الكبير (6/465) ، والجرح والتعديل (6/332-333) ، والثقات (3/190) ، والميزان (3/70-73) ، وسيرأعلام النبلاء (6/110-114) ، والتهذيب (7/203) والتقريب (391/ت4592) . (¬2) هو سليمان بن بريدة بن الحُصَيب الأسلمي، المروزي قاضيها، ثقة. التقريب (250/ت2538) . وقد جعل الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "إتحاف المهرة" (2/598/ح2357) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عن أبيه، وهو نفسه قد نقل عن البزار قوله: "حيث روى علقمة بن مرثد، ومحارب، ومحمد بن جحادة عن ابن بريدة فهو سليمان". قال الحافظ: "وكذا الأعمش عندي، وأما من عداهم فهو عبد الله". التقريب (686) باب من نسب إلى أبيه ... . قلت: فالراوي هنا عن ابن بريدة محارب بن دثار، فلا أدري هل هذا وهم من الحافظ أو أن القاعدة التي ذكرها عن البزار غير مطّردة، والظاهر أن الحافظ كان متردّداً، حيث إنه كتب في الأصل ـ أي الإتحاف ـ وعلى هامش الحديث الذي قبله "كذا ذكره ابن كثير في هذه الترجمة"، وهو حديث ابن بريدة عن أبيه والراوي عنه علقمة بن مرثد. انظر جامع المسانيد (1/142-143) ، وإتحاف المهرة (2/598/ح2356، و2357) . وعلى أي حال فإن عبد الله وسليمان ابني بريدة ثقتان، فلا تأثير لهذا الاختلاف في صحة الحديث أو ضعفه والله الموفِّق. (¬3) هو بريدة بن الحُصَيب الأسلمي، صحابي جليل.

مِكْتَلٌ فِيهِ طَعامٌ، فَمَرَّ بِها رجُلٌ عَلَى فَرَسٍ فأصابَها فَرَمَى بِهِ، فنظَرْتُ إِلَيْهَا وَهِيَ تُعِيدُهُ فِي مِكتَلِها وتَقُولُ: وَيْلٌ لكَ يومَ يضعُ رَبِّيْ عَزّ وجلَّ كُرْسِيَّهُ فيأخُذُ للمظلُومِ منَ الظّالِمِ، فضَحِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّم حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه وقالَ: كيفَ تُقَدِّس اللهَ تَعالى أمّةٌ لا يَأخُذُ ضَعيفُها مِنْ شَديدِها حقَّه غَيْرَ مُتَعْتَعٍ (¬1) ")) (¬2) . 121 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَر بْنِ مُحَمَّدٍ الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا عَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ (¬3) ¬

(¬1) أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه. النهاية (1/190) . (¬2) إسناده ضعيف من أجل محمد بن حميد الرازي، والحديث صحيح. أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/257) والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/95) ، وفي "شعب الإيمان" (6/81) من طريق عمرو بن أبي قيس به، وإسنادهما إليه صحيح. قال الشيخ الألباني في تخريجه لكتاب السنة: "حديث صحيح، ورجاله ثقات على اختلاط عطاء بن السائب وضعف يسير في عمرو بن أبي قيس، وقد تابعه منصور بن أبي الأسود عند البيهقي" اهـ. قلت: وكذا عند أبي يعلى ـ كما في إتحاف المهرة (2/598) ـ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/252-253) والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/95) و (10/94) من طرق عن سعد بن سليمان عن مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عطاء به. (¬3) الرَّوَاجِني ـ بتخفيف الواو وبالجيم المكسورة والنون الخفيف ـ، أبو سعيد الكوفي، صدوق في روايته، غالٍ في التشيع داعية إليه. قال الذهبي: "صدوق في الحديث رافضي جلد"، وقال أيضًا: "وما أعتقده يتعمّد الكذب أبدًا". مات سنة خمسين ومائتين. انظر أقوال الأئمة فيه: التاريخ الكبير (6/44) ، والجرح والتعديل (6/88) ، والكامل (4/348) ، والمجروحين (2/172) ، والكفاية (ص131) ، والتعديل والتجريح (2/929) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/77-78) ، واللباب (1/477) ، وتهذيب الكمال (14/175-178) ، والميزان (2/379-380) ، والعبر (1/456) ، وتذهيب التهذيب (2/123) ، والكاشف (1/532) ، وسيرأعلام النبلاء (11/536-538) ، والتهذيب (5/95) ، والكشف الحثيث (ص146) .

، حدثنا موسى ابن عُمَير (¬1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬2) ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) ، عَنْ جَدِّهِ (¬4) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا مَعْشَرَ بَنِي هاشِمٍ، وَالّذِي بَعَثَنِيْ بِالْحَقِّ، لَوْ أَخَذْتُ حَلَقَةَ بَابِ الْجَنَّةِ مَا بدَأْتُ إلاَّ بِكُمْ)) (¬5) ¬

(¬1) أبو هارون القرشي، المكفوف الكوفي، سكن بغداد وحدّث بها، متَّفَق على تركه. قال أبو حاتم: "ذاهب الحديث كذّاب"، وقال العقيلي: "منكر الحديث". وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه مما لا يتابعه الثقات عليه"، وقال الحافظ: "متروك وقد كذّبه أبو حاتم". انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص95) ، والضعفاء للعقيلي (4/159) ، وسؤالات البرذعي (ص532) ، والكامل لابن عدي (6/341) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/148) ، والعلل المتناهية له (1/105) ، و (2/494) ، و (2/519) ، وتهذيب الكمال (29/129) ، والتهذيب (10/325) ، واللسان (7/404) ، والتقريب (553/ت6997) . (¬2) ابن علي بن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشمي، أبو عبد الله المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام. قال إسحاق بن راهويه: قلت للشافعي: كيف جعفر بن محمد عندك؟ قال: "ثقة". وكذا قال ابن معين، وزاد أبو حاتم: لا يسأل عن مثله"، وقال الذهبي: "غالب رواياته عن أبيه مراسيل". انظر التاريخ الكبير (2/198) ، والجرح والتعديل (2/487) ، والتقريب (141/ت950) . (¬3) هو محمد بن علي بن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أبو جعفر الباقر، ثقة فاضل، مات سنة بضع عشرة ومائة. تهذيب الكمال (26/138) ، والتهذيب (9/311-312) ، والتقريب (497/ت6151) . (¬4) هو علي بن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، زين العابدين، ثقة ثبت، عابد فقيه، فاضل مشهور، مات سنة ثلاث وتسعين. التقريب (400/ت4715) . ويحتمل أن يكون المراد جدّ محمد، لا جدّ جعفر، وهو الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما، وعلى هذا يكون الحديث موصولاً والله أعلم. (¬5) موضوع. في إسناده موسى بن عمير، اتفقوا على تركه، وقد كذّبه أبو حاتم. وفيه عباد بن يعقوب الرواجني، فهو غالٍ في التشيّع داعية إليه، وهذا الحديث مما يؤيّد مذهبه. قال الذهبي: ورأيت له جزءًا من كتاب "المناقب"، جمع فيها أشياء ساقطة، قد أغنى الله أهل البيت عنها، وما أعتقده يتعمّد الكذب أبدًا". سير أعلام النبلاء (11/538) . أخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (2/668) من طريق أبي بكر بن أبي داود، وفي (2/619) من طريق محمد بن محمد الواسطي، كلاهما عن عباد بن يعقوب به، وزاد في كلا الطريقين "عن علي". وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/438) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/286) عن الطناجيري عن أبي محمد عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن زهير البزاز عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي داود عن عبد الرحمن بن مسلم المقرئ عن نُعيم بن قُنْبُر عن أنس به. وهذا أيضاً موضوع، قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحّ، قال ابن حبّان: نعيم يضع الحديث على أنس".

122 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد بن علي الزيات، حدثنا إبراهيم بن عبد الله ابن أَيُّوبَ المُخَرِّميّ (¬1) ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غانم (¬2) ، حدثنا مالك [ل/27أ] بن أنس، عن جعفر ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ (¬3) قَالَ: ((قالَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ: "مَنْ قالَ فِيْ كُلِّ يومٍ مِائَةَ مَرّةٍ؛ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ الحَقُّ المُبِيْنُ، كانَ لَهُ أَمانٌ مِنَ الْفَقْرِ وأَمْنٌ مِنْ وَحْشَةِ الْقَبْرِ وَاسْتَجْلَبَ بِهِ الْغِنَى وَاسْتَقرَعَ بِهِ بابَ الجَنّةِِ")) (¬4) ¬

(¬1) أبو إسحاق البغدادي. قال أبو بكر الإسماعيلي: "صدوق". وقال الدارقطني: "ليس بثقة، حدّث عن ثقات بأحاديث باطلة". كانت وفاته سنة أربع وثلاثمائة في شهر رمضان. ترجمته في: تاريخ بغداد (6/124-125) ، والعبر (2/127) ، والميزان (1/41-42) ، وسيرأعلام النبلاء (14/196-197) ، ولسان الميزان (72-73) ، وشذرات الذهب (2/243) . والمخرمي: بضم الميم وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، نسبة إلى المُخَرِّم محلة ببغداد مشهورة. انظر معجم البلدان (5/71-72) . (¬2) أبو علي الخُزَاعيّ، مروزيّ سكن بغداد، مات سنة ست وثلاثين ومائتين. ضعفه ابن معين، والدارقطني، والخطيب البغدادي. انظر: سؤالات ابن الجنيد (ص274) ، والعلل للدارقطني (3/107) ، وتاريخ بغداد (12/357-359) ، ولسان الميزان (4/445) . (¬3) هو علي بن أبي طالب، الصحابي الجليل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (¬4) غريب من حديث مالك، والإسناد ضعيف من أجل الفضل بن غانم ضعفه ابن معين والدارقطني والخطيب. وفيه إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرِّمي ضعفه الدارقطني أيضًا. أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "الميزان" (4/277) ، ولسان الميزان (5/468) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (2/32/ح185) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/358) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/54) من طريق إبراهيم ابن عبد الله بن محمد المخرّمي به. وأخرجه الدارقطني أيضًا كما في "لسان الميزان" (4/446) من طريق أبي غانم حميد بن نافع عن الفضل بن غانم به. والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (4/65) من طريق أبي العباس الفضل بن عباس المخرّمي، عن الفضل بن غانم به. وفي آخره قَالَ الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ: "لَوْ رحل الإنسان في هذا الحديث إلى خراسان لكان قليلاً"، وعند الخطيب: "لو ذهبتم إلى اليمن في هذا الحديث لكان قليلاً كما هو ههنا. ثم قال الخطيب: "رواه عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الهاشمي، وأحمد بن دهثم الأسدي عن مالك عن نافع عن ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، وذكر لنا أبو نعيم الحافظ أن سالمًا الخوّاص رواه عن مالك عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قُلْتُ: رواية سالم بن ميمون الخوّاص أخرجها أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/280) وقال: "غريب من حديث سالم عن مالك رحمه الله تعالى". ومثله روى ابن المقرئ في "المنتخب" (ص59/ح17) من طريق جعفر بن أحمد المؤدِّب قال: ثنا الفضل بن غانم قاضي الريّ، قال: ثنا مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فذكره. قال محقّقه: كذا وقع الإسناد في النسختين الخطّيتين: الفضل بن غانم، ثنا مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، لم يذكر علي بن أبي طالب في الإسناد ... فيحتمل أنه سقط من النسختين، ويحتمل أنه لون آخر من الاختلاف على الفضل بن غانم، وسيأتي عن الدارقطني ذكر الاختلاف عليه". وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "لسان الميزان" (3/65) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/54) تعليقاً من طريق سلم بن المغيرة الأسدي (ووقع في التمهيد: سليمان بن المغيرة) عن مالك به. قال ابن عبد البر: "وهذا حديث غريب عن مالك، ولا يصحّ عنه، والله أعلم". وأخرجه الدارقطني أيضاً كما في "لسان الميزان" (3/65) من طريق الفضل بن عباس عن يحيى بن يوسف الزهري عن مالك به، وليس فيه عن علي. ويحيى بن يوسف الزهري مجهول، وليس هو الرَقِّي، قاله في الرواة عن مالك. انظر لسان الميزان (6/283) . ووقع في "الرواة عن مالك" للخطيب: يحيى بن يوسف الرَّقّي، ثم أخرجه عن الصوري عن عبيد الله بن أحمد الشافعي بالرحبة قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سهل قال: ثنا أحمد بن محمد الفوارسي بحلب فذكره، وقال في روايةٍ الرَّقّي فالله أعلم. وذكره ابن عبد البر من حديث النصر بن محمد، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وقال: "وهذا لا يرويه عن مالك من يوثق به، ولا هو معروف من حديثه، وهو حديث حسن تُرجَى بركتُه إن شاء الله تعالى". التمهيد (6/54-55) . وقال الدارقطني: "كلّ من رواه عن مالك ضعيف". لسان الميزان (3/65) . ثم ذكر الدارقطني الحديث في "العلل" (3/106-107) فقال: "يروى عن مالك، واختلف عنه، فرواه الفضل بن غانم عن مالك، عن جعفر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ علي، قال ذلك إبراهيم المخرّمي، وحميد بن يونس الزيّات عنه، وخالفهما محمد بن أحمد بن البراء، فرواه عن الفضل بن غانم عن مالك، عن جعفر، عن أبيه مرسلاً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ورواه عمر بن إبراهيم كردي عن مالك، فتابع رواية ابن أيوب عن الفضل بن غانم، وكذلك رواه أبو حنيفة سلم بن المغيرة عن مالك، عن جعفر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ علي، والفضل بن غانم ليس بالقويّ".

قَالَ الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ: لَوْ خَرَجْتُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى الْيَمَنِ كَانَ قَلِيلا.

123 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الوهاب بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ الدِّمشقيّ (¬1) بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُريم (¬2) الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّار (¬3) ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي ¬

(¬1) أبو الحُسين الكِلابيّ، المحدّث الصادق المعمَّر، كان مولده في ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة، ووفاته في ربيع الأول سنة ست وتسعين وثلاثمائة. قال عبد العزيز الكتاني: "كان ثقة نبيلاً مأموناً". ترجمته في: العبر (3/61) ، وسيرأعلام النبلاء (16/557-558) ، وشذرات الذهب (3/147) . (¬2) ابن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان، أبو بكر العقيلي، الإمام المحدّث الصدوق، مسند دمشق. مات لستٍّ بقين من جمادى الآخرة سنة ست عشرة وثلاثمائة وهو من أبناء التسعين. انظر العبر (2/165) ، وسير أعلام النبلاء (14/428-429) ، والنجوم الزاهرة (3/222) ، وشذرات الذهب (2/273) . (¬3) ابن نُصَير ـ بنون، مصغَّر ـ، السلمي، الدمشقي الخطيب، صدوق، مقرئ، كبر فصار يتلقَّن، فحديثه القديم أصحّ، من كبار العاشرة، وقد سمع من معروف الخيّاط، لكن معروفاً ليس بثقة، مات سنة خمس وأربعين على الصحيح، وله اثنتان وتسعون سنة. التقريب (573/ت7303) .

صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ((السَّفَرُ 123 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الوهاب بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ الدِّمشقيّ (¬1) بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُريم (¬2) الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّار (¬3) ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّفَرُ قِطْعةٌ مِنَ العذابِ، يَمْنَعُ أحَدُكُمْ طَعَامَهُ وشرابَهُ، فإِذَا قَضَى أحَدُكُمْ نَهْمَتَه (¬4) مِنْ سَفَرِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أهلِهِ)) (¬5) ¬

(¬1) أبو الحُسين الكِلابيّ، المحدّث الصادق المعمَّر، كان مولده في ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة، ووفاته في ربيع الأول سنة ست وتسعين وثلاثمائة. قال عبد العزيز الكتاني: "كان ثقة نبيلاً مأموناً". ترجمته في: العبر (3/61) ، وسيرأعلام النبلاء (16/557-558) ، وشذرات الذهب (3/147) . (¬2) ابن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان، أبو بكر العقيلي، الإمام المحدّث الصدوق، مسند دمشق. مات لستٍّ بقين من جمادى الآخرة سنة ست عشرة وثلاثمائة وهو من أبناء التسعين. انظر العبر (2/165) ، وسير أعلام النبلاء (14/428-429) ، وشذرات الذهب (2/273) . (¬3) ابن نُصَير ـ بنون، مصغَّر ـ، السلمي، الدمشقي الخطيب، صدوق، مقرئ، كبر فصار يتلقَّن، فحديثه القديم أصحّ، من كبار العاشرة، وقد سمع من معروف الخيّاط، لكن معروفاً ليس بثقة، مات سنة خمس وأربعين على الصحيح، وله اثنتان وتسعون سنة. التقريب (573/ت7303) . (¬4) قال في "النهاية": النهمة: بلوغ الهمة في الشيء. وقال النووي: "النهمة ـ بفتح النون وإسكان الهاء ـ هي الحاجة". شرح النووي (13/70) وانظر فتح الباري (6/139) ، وتنوير الحوالك (2/249) . (¬5) إسناده حسن، والحديث من هذا الطريق أخرجه ابن ماجه (2/962/ح2882) كتاب المناسك، باب الخروج إلى الحج، وأبو أحمد الحاكم في "عوالي مالك" (ص62، 74، 112، 119) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/159) من طريق هشام بن عمّار به. وأخرجه البخاري (2/554/ح1804) كتاب العمرة، باب السفر قطعة من العذاب عن القعنبي، وفي (4/341/ح3001) كتاب الجهاد والسير، باب السرعة في السير عن عبد الله بن يوسف، وفي (6/553/ح5429) كتاب الأطعمة، باب ذكر الطعام عن أبي نعيم الفضل بن دُكَين، ومسلم في (3/1526/ح1926) كتاب الإمارة باب السفر قطعة من العذاب ... إلخ عن القعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وأبي مصعب الزهري، ومنصور بن أبي مزاحم، وقتيبة، ويحيى النيسابوري، كل هؤلاء عن مالك به، فهؤلاء متابعون لهشام بن عمار عن مالك به. والحديث في الموطأ برواية: - يحيى بن يحيى الليثي (2/746/ح39) كتاب الاستئذان، باب ما يؤمر به من العمل في السفر. - وأبي مصعب الزهري (2/159/ح2063) . - وسويد بن سعيد (ص591/ح1434) . - وابن القاسم (ص449/ح435 ـ تلخيص القابسي ـ) . - ويحيى بن بكير (ل264/ب ـ نسخة الظاهرية ـ) . وقال أبو العباس الداني: "هذا حديث غريب، انفرد به سمي"، وانظر الجرح والتعديل (1/306) ، ومجمع الزوائد (3/210) ، وتنوير الحوالك (2/249) . وقال ابن عبد البر: "هذا حديث انفرد به مالك عن سُمَيّ، ولا يصحّ لغيره عنه، وانفرد به سميّ أيضاً، فلا يحفظ عن غيره، ثم ذكر إغراب بعض الرواة عن مالك بإسناد آخر إلى أن قال: "وقد رويناه عن الداروردي بإسناد صالح، لكنه لا تقوى به الحجة، قال: أنا أحمد بن عبد الله بن محمد، ثنا أبي، ثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن، ثنا إبراهيم ابن قاسم، ثنا أبو مصعب، ثنا عبد العزيز الداروردي، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عن أبيه به". التمهيد (22/33) . وتعقبه الحافظ ابن حجر فقال: "السند كما قال: صالح، بل حسن، بل صحيح، فما أدري أيّ معنى لقوله: لا تقوى به حجّة؟ إتحاف المهرة (14/524) . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" واختلاف الرواة عن مالك، ثم قال: "والصحيح حديث سميّ". العلل (10/118-120) . وقال ابن عبد البر: "إنما هو لمالك عن سميّ لا عن سهيل ولا عن ربيعة ولا عن أبي النضر". التمهيد (22/35) .

124 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حُطَيْطٍ الْقَاضِي (¬1) بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬2) الخَثْعَميّ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيب مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَء، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ (¬3) ، عَنْ حصين (¬4) ، عَنْ سَالِمِ ¬

(¬1) أبو الفضل البريدي، المعروف بابن قنينة، حدث عن أبي جعفر محمد بن الحسين الخثعمي، حدّث عنه أبو الفتح الحسن ابن محمد بن سنسن الخلاّل ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلَوي الكوفي. تكملة الإكمال لابن نقطة (1/384) . (¬2) ابن حفص الكوفي، الأُشناني، قدم بغداد، كان مولده سنة إحدى وعشرين ومائتين ومات سنة خمس عشرة وثلاثمائة. قال الدارقطني: "أبو جعفر ثقة مأمون". ترجمته في: تاريخ بغداد (2/234-235) ، والعبر (2/162) ، وسير أعلام النبلاء (14//529) ، وطبقات القراء للجزري (2/130) ، شذرات الذهب (2/271) . (¬3) هو محمد بن فضيل بن غزوان ـ بفتح المعجمة وسكون الزاي ـ الضبّي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق عارف رمي بالتشيّع، قاله الحافظ، وقد وثقه ابن معين وأحمد، واحتجّ به أرباب الصحاح. مات سنة خمس وتسعين ومائة، وقيل: سنة أربع. انظر تاريخ ابن معين (534) ، وطبقات ابن سعد (6/389) ، تاريخ خليفة (ص466) ، وطبقات خليفة (رقم 1310) ، والتاريخ الكبير (1/207) ، والتاريخ الصغير (2/276) ، والجرح والتعديل (8/57) ، ومشاهير علماء الأمصار (رقم 1369) ، وفهرست ابن النديم (ص226) ، والميزان (4/9) ، وسير أعلام النبلاء (9/173-175) ، والتهذيب (9/405) ، والتقريب (502/ت6227) . (¬4) هو ابن عبد الرحمن السلمي، أبو الهُذَيل، الكوفي، ثقة تغير حفظه في الآخر، مات سنة ست وثلاثين ومائة، وله ثلاث وتسعون. التقريب (170/ت1369) .

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قَالَ: ((أَقبلَتْ عِيْرٌ (¬2) ونحنُ نُصَلِّي مَعَ النّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ الجُمْعَةَ فانْفَضَّ النّاسُ، وَمَا بَقِيَ إلاَّ اثْنَا عَشَرَ رجُلاً فنزَلَتْ {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوْا إِلَيْهَا وَتَرَكُوْكَ قَآئِمًا (¬3) } )) (¬4) ¬

(¬1) كذا وقع هنا "سالم بن عبد الله"، تفرد به أبو كريب، ولم أجده عند غير المصنف بهذا الإسناد، وقد خالف أبا كريب سائر أصحاب ابن فضيل، فقالوا: سالم بن أبي الجعد، كما سيأتي في التخريج. انظر إتحاف المهرة (3/129/ح2661) . (¬2) قال ابن حجر: إذ أقبلت عير ـ بكسر المهملة ـ هي الإبل التي تحمل التجارة طعاماً كانت أو غيره، وهي مؤنثة لا واحدَ لها من لفظها". فتح الباري (2/423) . (¬3) سورة الجمعة الآية (11) . (¬4) غريب بهذا الإسناد، تفرد به أبو كريب، فقال عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، خالفه محمد ـ وهو محمد بن سلاَم البيكندي كما جزم بذلك ابن السكن، نقله عنه الحافظ في "هدي الساري" (ص252) ، وكذا جزم به المزي في تحفة الأشراف (2/174/ح2239) ، وهو ثقة ثبت ـ، وأبو سعيد الأشجّ ـ واسمه عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي، ثقة من العاشرة ـ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي ـ وهو ضعيف ـ، وعلي بن حرب ـ وهو الطائي، صدوق فاضل ـ، فقالوا: عن سالم بن أبي الجعد به. - أما رواية محمد بن سلاَم فأخرجها البخاري (2/728/ ح2064) كتاب البيوع، باب {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفضوا إليها وتركوك قائماً} . - ورواية أبي سعيد الأشجّ أخرجها ابن الجارود في "المنتقى" (ص82) . - ورواية أحمد بن عبد الجبار أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/182) . - ورواية علي بن حرب أخرجها أبو عوانة ـ كما في إتحاف المهرة (3/129) ، كلهم عن محمد بن فضيل، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر به. فروايتهم هي الأرجح لما يأتي: - أنهم أكثر عدداً. - أنهم وافقوا جميع أصحاب حصين بن عبد الرحمن على ذكر سالم بن أبي الجعد عن جابر وهم: زائدة، وخالد بن عبد الله، وهشيم، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن إدريس، وعبثر، وعلي بن عاصم، وسليمان بن كثير، وأبو زبيد. - أما حديث زائدة فأخرجه البخاري في (1/316/ح936) كتاب الجمعة، باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة فصلاة الإمام ومن بقي جائزة، وفي (2/726/ ح2064) كتاب البيوع، باب قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفضوا إليها وتركوك قآئماً} ، وأحمد (3/370) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/182) . - وحديث خالد بن عبد الله أخرجه البخاري في (4/1859/ح4899) كتاب التفسير، باب وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا، ومسلم (2/590/ ح 863) كتاب الجمعة، باب في قوله تعالى {وإذا رأو تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وتركوك قائما} . وقرن بسالم بن أبي الجعد أبا سفيان ـ وهو طلحة بن نافع ـ. - وحديث هشيم أخرجه عبد بن حميد (ص335) ، ومسلم (2/590/ ح863) كتاب الجمعة، باب في قوله تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفضوا إليها وتركوك قائما} ، والترمذي (5/414) كتاب التفسير، باب ومن الجمعة. قال الترمذي: "هذا حديث حسن". وقال إثر الحديث الثاني: "هذا حديث حسن صحيح". - وحديث جرير بن عبد الحميد أخرجه مسلم (2/590ح 863) كتاب الجمعة، باب في قوله تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفضوا إليها وتركوك قائما} . - وحديث عبد الله بن إدريس أخرجه مسلم (2/590ح 863) كتاب الجمعة باب قوله تعالى {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفضوا إليها وتركوك قائما} . - وحديث عبثر أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (6/490) ، وابن جرير في "التفسير" (28/104) . - وحديث سليمان بن كثير أخرجه عبد بن حميد (ص335) . وحديث زبيد أخرجه أبو عوانة ـ كما في إتحاف المهرة (3/129) . - وحديث علي بن عاصم أخرجه الدارقطني (2/4) ، وفيه مخالفة في عدد من بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر "أربعين رجلاً". قال الدارقطني: "لم يقل في هذا الإسناد "إلا أربعين رجلاً" غير علي بن عاصم عن حصين، وخالفه أصحاب حصين فقالوا: "لم يبقَ مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلاً". انظر التلخيص الحبير (2/57) . هذا فالحديث صحيح من غير طريق المصنف، وهو في البخاري ومسلم ـ كما سبق ـ، وإنما ذكرت هذه الطرق كلها ليعلم أن أبا كريب تفرد بذكر سالم بن عبد الله، وخالفه الجماعة، ويحتمل أن يكون الوهم ممن بعده؛ فإن محمد ابن الحسن بن حطيط القاضي لم أجد من وثقه، والله أعلم. فائدة: وقع في رواية لمسلم: أن جابراً كان ممن بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أخرى له، ولأبي يعلى وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني أن أبا بكر وعمر كانا فيهم أيضاً. وزاد أبو يعلى وعنه ابن حبان في الموضعين فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد لسال بكم الوادي ناراً". هذه الزيادة تفرد بها زكريا بن يحيى زحمويه، ووثقه ابن حبان فقال: "كان من المتقنين في الروايات، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين"، ومثله قال الحسيني، ووثقه ابن عدي في الكامل في مواضع، وابن حجر في "اللسان"، واحتج به ابن المنذر في "الأوسط"، وذكر الحافظ ابن حجر في "التهذيب" و "الإصابة" أنه شذّ في إسناد حديث رواه عن هشيم، وسبقه إلى ذلك المزي في تحفة الأشراف. انظر الجرح والتعديل (3/601) ، والثقات (8/253) ، والأوسط لابن المنذر (1/454) ، والكامل (2/99 ـ ترجمة ثابت ابن موسى الكوفي ـ) ، و (6/303 ـ ترجمة محمد بن أحمد بن سهيل الباهلي المؤدّب ـ) ، ووتهذيب الكمال (5/164) ، والتهذيب (2/105) ، والإصابة (1/556) ، واللسان (2/484) ، وتعجيل المنفعة (ص139) ، والإكمال للحسيني (ص150) . فائدة: ورد في بعض الروايات أنهم كانوا في الصلاة، وفي بعضها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يخطب. قال البيهقي: "الأشبه أن يكون الصحيح رواية من روى أن ذلك كان في الخطبة، وقول من قال: نصلّي معه الجمعة أراد به الخطبة، وكأنه عبّر بالصلاة عن الخطبة، وحديث كعب بن عجرة يدل على ذلك، وذلك يرد إن شاء الله".

125 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ صَالِحٍ الأبْهَريّ،

حَدَّثَنَا نصر ابن القاسم (¬1) الفرائضي، حدثنا عبد الأعلى [ل/27ب] ¬

(¬1) ابن نصر، أبو الليث البغدادي الفقيه، الإمام العلاّمة، المحدّث المقرئ، كان بصيراً بحرف أبي عمرو بن العلاء، إماماً في الفقه، كبير الشأن، قال الذهبي: "وُثّق"، مات سنة أربع عشرة وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (13/295) ، وسير أعلام النبلاء (14/465-466) ، والبداية والنهاية (11/154) ، وطبقات القراء للجزري (2/338) ، وشذرات الذهب (2/269) .

بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسيّ، حَدَّثَنَا وُهَيب ابن خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (¬1) وَمَعْمَرٌ (¬2) ، عَنِ الزُّهريّ، عَنْ حُمَيد بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أُمِّ كُلْثُوم بِنْتِ عُقبة بْنِ أَبِي مُعَيط أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَيْسَ بكاذبٍ مَنْ أصلَحَ بيَنَ النّاسِ فقالَ خَيْرًا أَوْ أَنْبَأَ خَيْرًا)) (¬3) . 126 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بن محمد بن عُبَيد العَسْكريّ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬4) الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) هو ابن أبي تميمة السختياني. (¬2) هو ابن راشد الأزدي. (¬3) إسناده صحيح. أخرجه مسلم (4/2011/ح2605) كتاب البر والصلة والأدب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه عن عمرو الناقد، عن إسماعيل بن علية، عن معمر به. وأخرجه البخاري (2/958ح2692) كتاب الصلح، باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس عن عبد العزيز ابن عبد الله، ومسلم (4/2012ح2605) كتاب البر والصلة والأدب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه عن عمرو الناقد عن يعقوب بن إبراهيم كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن صالح. وأخرجه مسلم (4/2011ح2605) كتاب البر والصلة والأدب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس، كلهم عن الزهري به. وفي حديث يعقوب عند مسلم زيادة "وقالت: لم أسمعه يرخّص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها". وفي حديث يونس عنده أيضاً أن هذه الزيادة من كلام ابن شهاب، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬4) ابن عيسى، أبو علي الجرجاني ثم البغدادي الكاتب، وثقه الخطيب البغدادي. وقال الذهبي: "لم يكن محدّثاً، وإنما حبس في شأن التصرف، فصادف في الحبس الحافظ نعيم بن حماد، فأملى عليه جزءاً واحداً، وهو جزء عالٍ طبرزدي، يعرف بنسخة نعيم بن حماد". مات في شهر رجب سنة اثنتين وثلاثمائة، وله نيف وتسعون سنة. ترجمته في تاريخ بغداد (8/180) ، وسيرأعلام النبلاء (14/150-151) ، والعبر (2/122) .

نُعَيم بن حماد (¬1) ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ (¬2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ شِمَاسة (¬4) ، عَنْ عُقْبة بْنِ عَامِرٍ الجُهَني قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَدْخُلُ صاحِبُ مَكْسٍ (¬5) الْجَنَّةَ)) (¬6) ¬

(¬1) ابن معاوية بن الحارث الخزاعي، أبو عبد الله المروزي. أثنى عليه بعض الأئمة، وتكلم فيه آخرون لكثرة مناكيره ومفاريده، وقد تتبع ابن عدي أحاديث له أخطأ فيها، والأقرب أن يقال فيه: صدوق يخطئ كثيراً، وهو فقيه عارف بالفرائض. انظر طبقات ابن سعد (7/519) ، والتاريخ الكبير (8/100) ، والجرح والتعديل (8/462) ، وتاريخ بغداد (13/306-314) ، والجمع بين رجال الصحيحين (2/534) ، والمعجم المشتمل (ص302) ، وتهذيب الكمال (29/466-481) ، وتذهيب التهذيب (4/101) ، وتذكرة الحفاظ (2/418) ، والميزان (4/267-270) ، والكاشف (3/207) ، سير أعلام النبلاء (10/595-612) ، والعبر (1/405) ، والتهذيب (10/458) ، وهدي الساري (ص447) . (¬2) ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إسحاق المدني، نزيل بغداد. التقريب (89/ت177) . (¬3) ابن يسار، أبو بكر المطّلبي مولاهم، المدني، نزيل العراق، إمام المغازي، صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، من صغار الخامسة، مات سنة حمسين ومائة، ويقال بعدها. التقريب (467/5725) . (¬4) هو عبد الرحمن بن شِماسة ـ بكسر المعجمة وتخفيف الميم بعدها مهملة ـ، المَهْريّ ـ بفتح الميم وسكون الهاء ـ المصري، ثقة. التقريب (342/3895) . (¬5) المكس: بفتح الميم وسكون الكاف بعدها مهملة هو الضريبة التي يأخذها الماكس، وصاحب مكس هو الذي يتولى الضرائب التي تؤخذ من الناس بغير حق، ويقال له أيضاً: العَشّار. انظر النهاية (4/349) ، والقاموس المحيط (ص742 ـ مادة مكس ـ) ، ولسان العرب (6/22 ـ مادة مكس ـ) . (¬6) إسناده ضعيف. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/317) من طريق إبراهيم بن سعد به. وأخرجه أحمد (4/143، و150) ، أبو داود (3/133) كتاب الإمارة، باب في السعاية على الصدقة، وابن الجارود في "المنتقى" (ص124) ، وابن خزيمة (4/51) ، والدارمي (1/393) ، وأبو يعلى (3/293) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/31) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/317-318) ، والحاكم (1/404) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/16) من طرق عن محمد بن إسحاق به. قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". قلت: ليس الأمر كما قال لأمرين: أحدهما: أن مسلماً لم يخرج لابن إسحاق في الأصول، قال الذهبي: "وقد استشهد مسلم بخمسة أحاديث له في صحيحه"، يعني أن ابن إسحاق لم يحتج به مسلم. الميزان (3/475) . والثاني: أن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعن في هذا الإسناد. انظر الترغيب والترهيب (1/319) . وقع لمحقق كتاب بيان الوهم والإيهام (4/248-249) توهّم، وذلك أن أحمد أخرج في "المسند" (3/14، و83) ، وابن الشجري في "أماليه" حديث أبي سعيد مرفوعاً "لا يدخل الجنة صاحب خمس: مُدْمِن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن ولا منّان"، فتصحّف لديه كلمة "خمس" إلى "مكس"، فظن أن الحديث شاهد لحديثنا، وليس الأمر كما قال، فليتأمّل. وانظر أيضاً إتحاف المهرة (5/346/ح5542) ، والبزار (2932-2933 -كشف) ، والعلل للدارقطني (11/294) ، وبغية الباحث (1/178-179/ح31) ، وتاريخ جرجان (ص295) ، ومجمع الزوائد (5/74) .

127 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيْدَلاني بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ (¬1) ، ¬

(¬1) كذا ذكره، ولكن لم أجد له ذكراً فيمن روى عن يوسف بن سعيد بن مسلم، وإنما المشهور بالرواية هو محمد ابن الربيع بن سليمان الجيزي. قال الهروي في "مشتبه أسامي المحّدثين": الربيع بن سليمان المصري اثنان، كانا في عصر واحد: أحدهما: المرادي المصري صاحب الشافعي، والآخر: الجيزي يروي عنه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الربيع الجيزي. وقال ياقوت في ترجمة الربيع بن سليمان الجيزي: "وابنه أبو عبد الله بن الربيع بن سليمان روى عن الربيع بن سليمان المرادي، وكان مقدّماً في شهود مصر، شهد عند أبي عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حرب وغيره". وقال ابن زبر الربعيّ: "وفيها ـ أي في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ـ توفي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الربيع الجيزي". وقال الخليلي في "الإرشاد": "حدثنا جدي، حدثنا محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي بمكة، وقال في ترجمة محمد ابن الحسين أنه سمع من محمد بن الربيع الجيزي بمكة. قلت: وسيأتي في الرواية رقم (569) أن يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصيدلاني روى عن محمد بن الربيع الجيزي، فلعل هذا هو الصواب لما تقدم والله أعلم. انظر مولد العلماء ووفياتهم (2/655) ، ومشتبه أسامي المحدثين (ص118) ، ومعرفة علوم الحديث (ص234) ، والإرشاد (2/555) و (2/738) ، ومعجم البلدان (2/200) ، وتهذيب الكمال (32/431 ـ في ترجمة يوسف ابن سعيد بن مسلم المصيصي ـ) .

حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلَّم، حدثنا حجاج ابن مُحَمَّدٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُريج، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ (¬2) أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بن عبد الله يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُّهَا النّاسُ، إِنّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَمُوتَ (¬3) حتَّى يَسْتكمِلَ الرِّزقَ، فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا النّاسُ وأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ ودَعُوْا مَا حَرُمَ)) (¬4) ¬

(¬1) المصّيصي الأعور، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته. التقريب (153/ت1135) . (¬2) هو محمد بن مسلم بن تدرس ـ بفتح المثناة وسكون الدال المهملة وضم الراء ـ الأسدي مولاهم، المكي. وثقه ابن معين، والنسائي، وجماعة. وليّنه أبو زرعة، وأبو حاتم، والبخاري، وأيوب، والشافعي، وتوقف عن الرواية عنه شعبة ثم روى عنه. والأقرب أن يقال أنه في نفسه صدوق، وكان يرسل كما قال الحافظ ابن حجر. انظر الطبقات لابن سعد (5/481) ، وطبقات خليفة (281) ، والتاريخ الكبير (1/221) ، والمعرفة والتاريخ (2/22) ، والجرح والتعديل (8/74) ، وتهذيب الكمال (26/402-411) ، والميزان (4/37) ، والتهذيب (9/440) . (¬3) في المخطوط "يمت" وهو خطأ. (¬4) في إسناده مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ المرادي، فإن كان ما في إسناد المصنف هو الصواب فإني لم أجد له ترجمة، وإن كان الصواب الجيزي كما في الرواية رقم (569) فهو مشهور بالرواية، وهو من شيوخ الطبراني في "المعجم الصغير"، وفيه أيضاً يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصيدلاني، لم أقف له على ترجمة. أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/186) من طريق حجّاج بن محمد به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/183) ، والبغوي في "جزئه" (ص29) من طريق الوليد بن مسلم عن ابن جريج به. قال الشيخ الألباني: "حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، لكن ثلاثة منهم مدلّسون على نسق واحد؛ الوليد ابن مسلم، وابن جريج، وأبو الزبير، لكن له طريق أخرى". اهـ. قلت: وقد صرّح كلّ من ابن جريج وأبي الزبير بالتحديث كما تقدم في إسناد المؤلف، إلا أن في إسناده نظراً، وفيه متابعة للوليد ابن مسلم، وكما أخرجه الحاكم (2/4) من طريق محمد بن بكر عن ابن جريج به، فهذه متابعة ثانية للوليد بن مسلم. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (ص194) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/268 و9/38 -طبعة دار الحرمين) ، والحاكم (4/425) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/265) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/434) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/1082) من طرق عن عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". قلت: هذه متابعة ثالثة للوليد بن مسلم، وقد تصحّف "عبد المجيد" عند الحاكم إلى "عبد الحميد". وأخرجه ابن حبان (8/32و33) ، وانظر الموارد (ص267) ، والحاكم (2/4) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/264) ، وفي "شعب الإيمان" (7/339) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/31) من طريق سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ عَنْ ابن المنكدر عن جابر به. قال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني: "وهو كما قالا". وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/156-157) و (7/158) من طريق شعبة عن ابن المنكدر عن جابر به. قال أبو نعيم في الموضع الأول: "غريب من حديث محمد وشعبة، تفرد به وهب بن جرير". وقال في الموضع الثاني: "غريب من حديث شعبة، تفرد به حبيش عن وهب". وأخرجه البيهقي في "الاعتقاد" (ص173) من طريق الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن أبي أمية الثقفي، عن يونس بن كثير، عن ابن مسعود نحوه وبأطول منه. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/435) من حديث أبي حميد الساعدي مرفوعاً ((أجملو في طلب الدنيا، فكل ميسّر لما كتب الله له منها)) ، ومن حديث أبي أمامة بمعناه وأطول، وهما شاهدان لهذا الحديث، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

128 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن مِقْسَم المُقرِئ، حدثنا

أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْت الْحِمَّانِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ ذكوان (¬2) ، [ل/28أ] عن عبد الرحمن الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَلْبُ الشّيخِ شَابٌّ (¬3) عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ (¬4) ؛ طُولِ الحَياةِ وكثرةِ المَالِ)) (¬5) ¬

(¬1) هو أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلِّس الحماني، ابن أخي جبارة بن المغلس، ويقال له أحمد بن الصلت كما في الإسناد، ويقال أحمد بن عطية. قال ابن عدي: "كان ينزل الشرقية ببغداد، رأيته في سنة سبع وتسعين ومائتين يحدث عن ثابت الزاهد وعبد الصمد بن النعمان وغيرهما من قدماء الشيوخ، قوم قد ماتوا قبل أن يولد بدهر". وقال: "وما رأيت في الكذابين أقل حياءً منه". وقال ابن حجر: "هالك". انظر الكامل لابن عدي (1/191) ، وتاريخ بغداد (5/33) ، واللسان (1/188) ، والكشف الحثيث (ص53) . (¬2) هو عبد الله بن ذكوان أبو الزناد. (¬3) أي قوي نشطان. قال النووي: "هذا مجاز واستعارة ومعناه: أن قلب الشيخ كامل الحب للمال، محتكم في ذلك كاحتكام قوة الشاب في شبابه". وقال الحافظ ابن حجر: "وسماه شابًّا إشارة إلى قوة استحكام حبه المال، أو هو من باب المشاكلة والمطابقة". شرح صحيح مسلم (7/138) ، وفتح الباري (11/340) ، والديباج (3/126) ، وتحفة الأحوذي (7/2 و 28) . (¬4) كذا هنا بالتذكير، وفي مصادر التخريج "اثنتين" بالتأنيث. (¬5) حديث صحيح، غير أن في إسناد المصنف أحمد بن الصلت، وهو كذّاب وضّاع. أخرجه وكيع في "الزهد" (ص188) عن سفيان الثوري به. ومن طريق وكيع أحمد (2/443) و (2/447) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/368) . وأخرجه أحمد (2/394) ، وأبو عوانة ـ كما في إتحاف المهرة (15/203/ح19154) من طريق سفيان الثوري به. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (2/459/ح1069) ، ومسلم (2/724ح1046) كتاب الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، وأبو عوانة ـ كما في إتحاف المهرة (15/203/ح19154) ، وأبويعلى (11/ 132/ح6258) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/266/ح10263) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزناد به. وأخرجه أحمد (2/358) من طريق ابن أبي الزناد، والحاكم (4/328) من طريق عبد الوهاب بن بخت كلاهما عن أبي الزناد به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". قلت: بل أخرجه مسلم من هذا الوجه كما سبق، وأخرجه البخاري ومسلم من وجه آخر عن أبي هريرة كما سيأتي. وأخرجه البخاري (5/ح6420) كتاب الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر واللفظ له ومسلم (2/724/ح1046) كتاب الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا من طريق يونس عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ((لا يزال قلب الكبير شابّا في اثنتين؛ في حب الدنيا وطول الأمل)) . وأخرجه الترمذي (4/570ح 2338) كتاب الزهد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، باب ما جاء في قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثنتين، وتمام الرازي في "فوائده" (2/14) من طريق الليث عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هريرة مثله. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وأخرجه ابن ماجه (2/1415ح4233) كتاب الزهد، باب الأمل والرجاء من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وأخرجه أحمد (2/501) ، وأبو يعلى (10/353) و (10/390) ومن طريقه في الموضع الثاني ابن حبان (8/25) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8/356) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة عن أبي هريرة، ولفظه عندهم: ((قلب الكبير شاب على حب اثنتين: حب الحياة وحب المال)) . وإسناده حسن، محمد بن عمرو هو ابن علقمة الليثي المدني، قال عنه الحافظ: "صدوق له أوهام". التقريب (499/ت6188) .

129 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ العَلاّف النَّحْوِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا علي بن ¬

(¬1) هو الإمام المقرئ الأديب، أبو بكر الحسن بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بشار النهراني، ثم البغدادي الضرير، عمّر دهرًا وأضرّ، مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وله مائة عام. انظر تاريخ بغداد (7/379-380) ، ووفيات الأعيان (2/107-111) ، وطبقات القراء للذهبي (1/197) ، وسيرأعلام النبلاء (14/514-518) ، والوافي بالوفيات (12/169-173) ، وطبقات القراء للجزري (1/222) .

قُدَامة (¬1) الجَزَريّ، حَدَّثَنَا مجُاشِع بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ (¬2) ، عن سعيد بن جُبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: (( {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوْهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوْهٌ} (¬3) ؛ فَأَمَّا الّذِينَ اسْوَدَّتْ وجوهُهمْ فأهلُ البِدَعِ والأهواءِ، وَأَمَّا الّذِينَ ابْيَضَّتْ وجوهُهُمْ فأهلُ السُّنةِ والجماعَةِ)) (¬4) ¬

(¬1) الوكيل، مات سنة تسع وعشرين ومائتين. ليّنه ابن معين، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي". وقال ابن محرز: سألت يحيى بن معين عن علي بن قدامة فقال: وكيل ابن هرثمة؟ فقلت: نعم، فقال: لم يكن البائس ممن يكذب، قيل له: حدث عن مجاشع، فقال: قد رأيت مجاشعاً هذا كان يكذب وكان يحدّث عن ابن لهيعة. تاريخ بغداد (12/50) ، والميزان (3/151) ، واللسان (4/251) . (¬2) الفارسي، أحد الوضّاعين. قال أبو زرعة: "كان يضع الحديث وضعاً". وقال أبو داود: "أقر بوضع الحديث"، وقال أبو حاتم والبخاري: "يرمى بالكذب"، وقال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال النسائي والدارقطني: "متروك". وقال ابن حبان: "كان ممن يروي الموضوعات على الأثبات، ويضع الحديث، وهو صاحب حديث فضائل القرآن الطويل". التاريخ الكبير (7/377) ، والتاريخ الصغير (2/171) و (2/210) ، والضعفاء الصغير للبخاري (ص109) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص99) ، والضعفاء للعقيلي (4/263) ، والجرح والتعديل (8/254) ، والكامل لابن عدي (6/429-430) ، والمجروحين (3/11) ، وكتاب الضعفاء لأبي نعيم (ص146) ، وتاريخ بغداد (13/223) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/152) ، واللسان (6/139) ، والكشف الحثيث (ص265) . (¬3) سورة آل عمران آية (106) . (¬4) هذا إسناد مظلم، فيه: - ميسرة بن عبد ربه، كان ممن يضع الحديث في الفضائل، وأقر به كما تقدم. - ومجاشع بن عمرو، تقدم أن ابن معين كذّبه، وقال العقيلي: "منكر الحديث". - وعلي بن قدامة الجزري، وهو ضعيف. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/379) من طريق العتيقي وعلي بن المحسن القاضي عن ابن حيويه به، إلا أنه جعل بين أبي بكر بن العلاف وعلي بن قدامة أبا عمر الدوري كما يأتي عند الآجري. أخرجه الآجري في "الشريعة" (5/2561-2562/ح2074) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الضرير الدوري المقرئ (وهو لا بأس به) عن علي بن قدامة عن مجاشع بن عمرو عن ميسرة عن عبد الكريم الجزري عن ابن عباس به. وجعل عبد الكريم الجزري مكان سعيد بن جبير. وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1/72/ح74) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، والجرجاني في "تاريخ جرجان" (ص132) من طريق إسماعيل بن صالح الحلواني، كلاهما عن علي بن قدامة به، غير أنهما زادا عبد الكريم الجزري بين ميسرة وابن جبير، وتصحف "عبد الكريم" عند الجرجاني إلى "عبد الملك". وأخرجه الدارقطني في "الأفراد"، والخطيب في "الرواة عن مالك" ـ كما في اللسان ـ (1/202) ، وفي (4/444) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/10) من طريق أبي نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن الفضل ابن عبد الله بن مسعود اليشكري، عن مالك بن سليمان قال: أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر مثله مرفوعاً. قال الدارقطني: "هذا موضوع، والحمل فيه على أبي نصر الأنصاري، والفضل ضعيف". وقال الخطيب: "منكر من حديث مالك، ولا أعلمه يُروى إلا من هذا الوجه". اهـ. ومالك بن سليمان هو ابن مرة النهشلي، من أهل هراة، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/165) وقال: "كان مرجئاً ممن جمع وصنّف، يخطئ كثيراً، وامتحن بأصحاب سوء، كانوا يقلبون عليه حديثه، ويقرأون عليه، فإن اعتبر المعتبر حديثه الذي يرويه عن الثقات، ويروي عنه الأثبات مما بيّن السماع فيه لم يجدها إلا ما يشبه حديث الناس، على أنه من جملة الضعفاء، أدخل إن شاء الله، وهو ممن أستخير الله عز وجل فيه". وعلى كل حال فالحديث لم يثبت، وفي متنه نكارة حيث يعارض ظاهر الآية نفسها وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

130 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر بن موسى الحافظ، حدثنا أحمد بن الحَسَن ابن عبد الجبّار الصوفي، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفُضَيل بن عياض يقول: ((من أَحْسَنَ فيمَا بَقِيَ غُفِرَ لهُ ما مَضَى وَمَا بَقِيَ، ومنْ أَساءَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذَ بِمَا مَضَى وَمَا بَقِيَ)) ، ثم بكى الفُضيل وقال: ((أسألُ اللهَ أَنْ يَجْعلَنَا وَإِيّاكُمْ مِمَّنْ

يُحْسِنُ فِيمَا بَقِيَ)) (¬1) . 131 - سمعت أحمد يقول: سمعت أحمد بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذَان يَقُولُ: سمعت أبا عيسى عبد الرحمن بن زاذان (¬2) الرزاز قال: ((كُنْتُ فِيْ جامِعِ المْدينةِ (¬3) وَقَدْ صَلَّيْنَا العصرَـ وأحمدُ ابنُ حنبلٍ حاضرٌـ فسمِعْتُه يقُولُ: "اللهُمَّ، مَنْ كانَ علَى هَوًى أَوْ علَى رَأْيٍ وهُوَ يَظُنُّ أنَّه على ¬

(¬1) إسناده حسن، أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (1/94/رقم151) عن الطيوري به. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/407) من طريق ابن الطيوري به. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/113) من طريق عامر بن عامر، عن الحسن بن علي العابد، عن فضيل نحوه وفيه قصة. وقد روي مرفوعاً من حديث أبي ذر رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/46) ، وفي "مسند الشاميين" (1/382) عن محمد بن هارون، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن حمزة، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد عن أبي ذر به مثله. قال المنذري: "رواه الطبراني بإسناد حسن"، وكذا قال الهيثمي. انظر الترغيب والترهيب (4/53) ، ومجمع الزوائد (10/202) . ونقل العجلوني في "كشف الخفا" (2/293) عن النجم أنه قال: "لم أجده في الحديث المرفوع، وإنما أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" عن الفضيل بن عياض من قوله، وفي معناه: ما أخرجه الشيخان وابن ماجه عن ابن مسعود: ((من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر)) . (¬2) ابن يزيد بن مخلد. قال الخطيب: "حدّث عن أحمد بن حنبل حديثاً واحداً، رواه عنه أبو محمد السقا الواسطي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثلاّج". وقال الذهبي: "متَّهم، روى حديثاً باطلاً عن أحمد، عن عفان، عن هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه مرفوعاً فذكر الحديث ... وقال: ثم إنه روى عن أحمد دعاءً منكراً جاء في ترجمة أحمد في "التهذيب". اهـ. تاريخ بغداد (10/287) ، واللسان (3/415) . (¬3) جاء في تاريخ بغداد "كنت في المدينة بباب خراسان".

الحقِّ وليسَ [ل/28ب] هُوَ علَى الحقِّ فَرُدَّهُ إِلَى الحقِّ حَتَّى لا يَضِلَّ مِنْ هذِهِ الأُمّةِ أَحَدٌ، اللهُمَّ، لا تَشْغَلْ قُلوبَنَا بِمَا تَكَلَّفْتَ (¬1) لَنَا بِهِ، ولا تجعَلْنَا فِي رِزْقِنَا خَوَلاً لِغَيْرِكَ، ولا تَمْنَعْنا ما عِندَكَ بِشَرِّ ما عِنْدَنا، ولا تَرَانَا حَيْثُ نَهَيْتَنَا، ولا تَفْقِدْنَا مِنْ حيثُ أمَرْتَنَا، أَعِزَّنَا ولا تُذِلَّنا، أعزَّنَا بالطّاعَةِ ولا تُذِلَّنَا بِالْمَعَاصِي")) (¬2) . 132 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن أحمد بن عُثمان (¬3) السُّلَميّ بدمشق يقول: سمعت العَسْكَري محمد بن بِشْر العَكْريّ (¬4) ¬

(¬1) هكذا في المخطوط "تكلّفتَ" وهو بمعنى "تكَفَّلْت"، ويحتمل أن يكون سبق قلم من الناسخ. (¬2) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/287) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" (ص365-366) ، وكذا المزي في "تهذيب الكمال" (1/464-465) عن الأزهري عن ابن شاذان به. وتمامه عندهم: ((قال: وجاء إليه رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالَ لَهُ: اصْبِرْ، فَإِنَّ النصر مع الصبر، ثم قال: سمعت عفان يقول: حدثنا هَمَّامٌ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "وَالنَّصْرُ مَعَ الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ العسر يسراً")) ، قال ابن شاذان: سألت أبا عيسى ... فذكر الكلام السابق نقله في ترجمته. (¬3) ابن الوليد بن الحكم بن أبي الحديد الدمشقي، مسند دمشق، كان مولده في سنة تسع وثلاثمائة. قال أبو نصر ابن ماكولا: "حدّث عنه جماعة، وكان من الأعيان". وقال عبد العزيز الكتاني: "كان ثقة مأموناً أعرفه، وتوفي في شوال سن خمس وأربعمائة". ذيل مولد العلماء (ص133) ، والإكمال لابن ماكولا (2/55) ، والوافي بالوفيات (2/60) ، وسير أعلام النبلاء (17/184-185) . (¬4) وقع في المخطوطة "محمد بن بشير العكبري"، والتصويب من مصادر الترجمة. وهو محمد بن بشر بن بطريق الزبيري العكري المصري، ولد بسامراء في سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين، وسكن مصر من صباه، ومات في شوال سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وصفه الذهبي بـ "مسند مصر"، وفي سير أعلام النبلاء بـ "المحدِّث". مولد العلماء ووفياتهم (2/66-667) ، وتكملة الإكمال (3/83) ، وسير أعلام النبلاء (15/314) ، وتذكرة الحفاظ (3/841) ، وتبصير المنتبه (2/656) ، واللسان (5/93-95) .

بمصر يقول: ((حضرْتُ المُزَنيَّ (¬1) وجاءَه رجُلٌ فقَبَّلَ رأسَه فأخذَ المُزنيُّ يَدَ الرجلِ فقبَّلَها فقالُوا: سُبْحانَ اللهِ، يا أبَا إبراهيمَ! فقالَ: هَذَا منَ التَّطفِيفِ (¬2) ، إيَّاكُمْ والتّطفيفَ)) (¬3) . 133 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى السّكُونيّ الْمُؤَدِّبُ، حدثنا عبد الله بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بالمَوْصِل، حَدَّثَنَا فَتْحُ بْنُ نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بفتح (¬4) ، حدثنا حسّان بن ¬

(¬1) هو الإمام العلامة، فقيه الملة، علم الزهاد، أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم المزني المصري، تلميذ الإمام الشافعي، صاحب المختصر، كان مولده سنة خمس وسبعين ومائة، ومات سنة أربع وستين ومائتين. طبقات الشيرازي (ص79) ، طبقات العبادي (ص9) ، وسير أعلام النبلاء (12/492-496) ، وطبقات السبكي (2/93-109) ، وطبقات ابن هداية الله (ص20) ، ومفتاح السعادة (2/158-159) . (¬2) قال ابن حجر: "أصل التطفيف: مجاوزة الحد". فتح الباري (6/72) . وقال المناوي في "التعاريف" (ص182) : "التطفيف التقليل، ومنه قيل: طفّف الميزان والمكيال تطفيفاً، لا يستعمل إلا في الإيجاب فلا يقال: ما طففت". وانظر تفسير القرطبي (19/251) . (¬3) إسناده جيد. أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/351 ـ الطحان ـ) من طريق العتيقي به. وأخرج أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/285) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء (4/58) من طريق عبد الرزاق عن بكار بن عبد الله عن وهب بن منبه أنه قال: "ترك المكافأة من التطفيف". (¬4) أبو نصر الكناني. قال ابن أبي حاتم: "كتبنا فوائده لأن نسمع منه، فتكلمو فيه وضعفوه فلم نسمع منه"، وقال الدارقطني: "الفتح بن نصر ابن عبد الرحمن الفارسي، ضعيف متروك"، انظر: الجرح والتعديل (7/91) ، واللسان (4/426) .

غَالِبٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كانَ جِبريلُ يأتِي يُذاكِرُنِيْ فَضْلَ عُمرَ، فقُلْتُ: يَا جبريلُ، مَا بَلَغَ فَضلُ عمرَ؟ قالَ: يَا محمّدُ، لَوْ لَبِثْتُ معَكَ مَا لبثَ نُوحٌ فِي قَومِهِ مَا بَلَّغْتُ لَكَ فضلَ عُمرَ)) (¬2) ¬

(¬1) ابن نجيح مولى أيمن الرعيني، يكنى أبا القاسم، يروي عن مالك، مات بدلاص من صعيد مصر في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين، متروك، حدّث عن مالك بالمناكير، تفرد ابن يونس بتوثيقه. انظر المجروحين (1/271) ، والمدخل إلى الصحيح (ص132) ، وكتاب االضعفاء لأبي نعيم (ص75) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/199) ، واللسان (2/188) ، والكشف الحثيث (ص89) . (¬2) إسناده ضعيف جدًّا، من أجل حسان بن غالب، وهو متروك، منكر الحديث، وفتح بن نصر ضعيف، وعبد الله ابن أبي سفيان لم أقف له على ترجمة. والحديث أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "اللسان" (2/188) ، وتمام في "فوائده" (2/252-253) من طريق الفتح بن نصر به. وأورده القرطبي في "تفسيره" عن حسان بن غالب به. وفي رواية تمام زيادة قوله: ((وليبكين الإسلام بعد موتك يا محمد على موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه)) . قلت غريب من حديث مالك، ولا يصح عنه، تفرد به حسان بن غالب، وهو متروك. قال الحاكم: "له عن مالك أحاديث موضوعة". والراوي عنه فتح بن نصر الكناني ضعيف أيضاً. قال القرطبي: "ذكره الخطيب البغدادي وقال: تفرد بروايته حسان بن غالب عن مالك، وليس بثابت من حديثه". وقال الدارقطني: "هذا لا يصح عن مالك، وفتح وحسان ضعيفان، وهذا الحديث وحديث المشط ضعيفان". اللسان (2/188) . وقال أيضاً: "لا يصح هذا عن مالك ولا عن الزهري". قلت: قوله "ولا عن الزهري" إشارة إلى رواية عبد الله بن عامر الأسلمي عنه. أخرجه من هذه الطريق: ابن أبي عاصم في "السنة" (2/586) ، والآجرّي في "الشريعة" (4/1913/ح1391، و4/1917/ح1394) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/321) من طريق حبيب بن أبي حبيب عن عبد الله بن عامر الأسلمي عنه به، وفيه الزيادة ((وليبكينّ الإسلام بعد موتك يا محمد على موت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ)) . وأخرج هذه الزيادة فقط الطبراني في "المعجم الكبير" (1/67) من طريق حبيب بن أبي حبيب به. وإسناده موضوع فيه: - ... حبيب بن أبي حبيب المصري، كاتب مالك، كذّبه أبو داود وجماعة. قال ابن عدي: "أحاديثه كلها موضوعة". وقال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني: "فيه حبيب كاتب مالك، وهو متروك كذّاب". انظر الكامل (2/818) ، ومجمع الزوائد (9/68) ، والتقريب (150/ت1087) . - ... وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي، أبو عامر المدني، وهو ضعيف. التقريب (309/ت3406) . ويرُوى من حديث عمار بن ياسر، أخرجه: الروياني في "مسنده" (2/367) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3/179/ح1603) ، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (1/429/ح678) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/385) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" و"المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" (9/68) ، وابن عرفة في "جزئه" (ص60-61/ح35) ، ومن طريقه ابن بلبان المقدسي في "المقاصد السنية" (ص394) ، والآجري في "الشريعة" (4/1916/ح1393) ، وابن عدي في "الكامل" (7/79) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/194-195) ، وابن بلبان في "تحفة الصديق" (ص106-107) كلهم من طريق الوليد بن الفضل عن إسماعيل بن عبيد العجلي عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس عن عمار ابن ياسر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((يا عمار، أتاني جبريل ـ عليه السلام ـ آنفاً فقلت: يا جبريل، حدثني بفضائل عمر في السماء، فقال لي: لو لبثت مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ ألف سنة إلا خمسين عاماً، ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر)) . إسناده موضوع، فيه: - ... الوليد بن الفضل العنزي. قال أبو حاتم: "الوليد مجهول"، وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به بحال". العلل المتناهية (1/195) . وقال الذهبي: "هو الذي حديثه في جزء ابن عرفة عن إسماعيل بن عبيد أن عمر حسنة من حسنات أبي بكر، وإسماعيل هالك هالك، والخبر باطل". الميزان (1/238) ، وقال الهيثمي: "فيه الوليد بن الفضل العنزي، ضعيف جدًّا". - ... وإسماعيل بن عبيد العجلي، بصريّ ضعّفه الأزدي. ونقل ابن الجوزي عن الإمام أحمد أنه لا يعرف إسماعيل، وأن الحديث موضوع. انظر اللسان (1/420) ، وقال أبو حاتم: "هذا حديث باطل موضوع، اضرب عنه"، وقد تقدم قول الذهبي في إسماعيل: "هالك هالك". والحديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/321) ، والمحب الطبري في "الرياض النضرة" (1/309) ، والحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (4/41) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/346) ، والسيوطي في "اللآلئ" (1/302-303) . ومعنى قوله ((حسنة من حسنات أبي بكر)) : قال بعض أهل العلم: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يدعو ويقول: "اللهم أعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب، وكان أبو بكر يؤمّن، فاستُجِيب لهما دعاؤهما وهُديَ إلى الإيمان بدعوتهما، فهو حسنة من حسنات كلّ واحد منهما". الرياض النضرة (1/310) .

134 - قال: حدثنا محمد، حدثنا عبد الله بن عثمان بن محمد

[ل/29أ] الصَّفَّار، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ (¬1) القِرْمِيسينيّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ (¬2) الرَّمْليّ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْمٍ الأَنْطَاكِيُّ (¬3) ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ ¬

(¬1) ابن حسن، أبو إسحاق، المحدث الصادق الصالح، الجوّال الرحّال. قا ل الخطيب: "كان ثقة صالحاً". مات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. والقرميسيني: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وسكون الياء وكسر السين بعدها ياء ثانية ثم نون، هذه نسبة إلى قِرْمِسين، مدينة بجبال العراق على ثلاثين فرسخاً من همذان عند الدينور. ترجمته في: تاريخ بغداد (7/422) ، واللباب (3/28) ، وسير أعلام النبلاء (16/136-137) . (¬2) ابن جابر، أبو العباس، مؤلف كتاب "فضائل بيت المقدس"، ضعّفه الخليليّ. ووصفه الذهبي بالحافظ وقال: "ذكره ابن عساكر مختصراً، ولا أعلم فيه مغمزاً، وله - كذا في المطبوع- أسوة غيره في رواية الواهيات، بقي إلى قريب الثلاثمائة". انظر: الإرشاد (1/407) ، وسير أعلام النبلاء (14/78-79) . (¬3) هو محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي، قدم بغداد وحدث بها، وثقه الخطيب، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ"، وقال الحافظ ابن حجر: "ثقة يغرب". تاريخ بغداد (2/310) ، والجرح والتعديل (7/315) ، والثقات (9/87) ، ورجال مسلم لابن منجويه (2/188) ، وتهذيب الكمال (25/107) ، والكاشف (2/192) ، والتهذيب (9/264) ، والتقريب (492/ت6072) .

يُونُسَ، عَنْ مَالِكٍ (¬1) ، عَنْ (¬2) مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى (¬3) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لِكُلِّ دِينٍ خُلُقٌ، وخلقُ هذَا الدّينِ الحَيَاءُ)) (¬4) ¬

(¬1) ابن أنس الإمام. (¬2) في المخطوط "بن" بدل "عن"، والتصويب من مصادر التخريج. (¬3) أبو يحيى الصدفي، كان على بيت المال بالريّ، دمشقيّ، ويقال: مصريّ، يكنى أبا روح. قال ابن معين: "مصري هالك ليس بشيء"، وقال ابن المديني والنسائي والدارقطني: "ضعيف". وقال النسائي مرة: "متروك الحديث"، وقال الجوزجاني: "واهي الحديث"، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جداً، كان يشتري الكتب ويحدث بها، ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم". تاريخ ابن معين (ص112 -الدارمي) ، والتاريخ الأوسط (2/167) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص96) ، والضعفاء للعقيلي (4/182) ، وأحوال الرجال للجوزجاني (ص167-168) ، والمجروحين (3/4) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/128) . (¬4) في إسناده محمد بن عبد الرحمن وهو ثقة يغرب، وربما أخطأ، وقد تفرد برواية هذا الحديث عن عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مَالِكٍ، كما يأتي. أخرجه أبو يعلى (6/269) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/210) عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي به، وليس عند أبي يعلى ذكر مالك. وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "معجم شيوخه" (2/617) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/4) عن الحسين بن أحمد الآمدي المالكي، أبي علي البغدادي، عن محمد بن سهم عن عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مَالِكٍ عن الزهري به. قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن مالك إلا عيسى بن يونس، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن"، وكذا قال أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/346) . قلت: ويحتمل أن يكون الوهم ممن دونه، فإن ممن روى عنه هذا الإسناد الوليد بن حماد الرملي، تقدم أن الذهبي قال فيه: "وله أسوة غيره في رواية الواهيات". وقال أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (1/407-408) بعد أن روى الحديث من طريق معاوية بن يحيى الصدفي -كما سيأتي-: "فأخذه الوليد بن حماد الرمليّ وأحمد بن أبي موسى الأنطاكي فروياه عن ابن سهم وجعلا مالك بن أنس بدل مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، وهما ضعيفان، والثقات مثل أبي يعلى الموصلي والبغوي وإبراهيم الحربي رووه على الصواب". اهـ. قلت: أما رواية أبي يعلى فأخرجها في "مسنده" (6/269) . - ... ورواية البغوي عند أبي يعلى الخليلي في "الإرشاد" (1/407-408) . - ... ورواية إبراهيم الحربي لم أقف عليها. فهؤلاء رووا عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم، عن عيسى بن يونس، عن معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري عن أنس به. فرواية هؤلاء هي المحفوظة، وأما ذكر مالك في هذا الإسناد فخطأ، وسيأتي ذكر المحفوظ من حديث مالك وبيان الاختلاف عليه إن شاء الله تعالى. وقد وافق محمدَ بن عبد الرحمن على هذا الإسناد ـ أي من غير ذكر مالك ـ كلٌّ من: - ... إسماعيل بن عبد الله الرقّيّ، وهو ثقة. أخرج روايته ابن ماجه (2/1399ح4181) كتاب الزهد، باب الحياء عنه عن عيسى بن يونس بِهِ. - ... مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عمّار الموصلي. أخرج روايته الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/239) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/122) عن عيسى بن يونس به. - ... نعيم بن حمّاد. أخرج روايته ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/709) من طريق الدارقطني قال: "روى نعيم بن حماد عن عيسى ابن يونس"، فذكره. - ... هشام بن عمّار. أخرج روايته البيهقي في "شعب الإيمان" (6/136) عن عيسى بن يونس به. فرواية هؤلاء هي المحفوظة، وأن عيسى بن يونس إنما روى هذا الحديث عن معاوية بن يحيى الصدفي، وروايته عن مالك غريبة تفرد بها محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي دون سائر الرواة عنه، كما نص على ذلك الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/210) ، والدارقطني كما نقل عنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/709) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/346) ، وتقدم عن أبي يعلى أنه جعل الحمل على من دون محمد بن عبد الرحمن. وعلى كل حال فإن الإسناد معلول من أجل معاوية بن يحيى الصدفي؛ فإنه متفق على تضعيفه. قال ابن الجوزي بعد إخراجه هذا الحديث من هذا الطريق: "هذا حديث لايصحّ". وقال الدارقطني: "وقد روي عن مالك عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، والحديث غير ثابت". وقال البخاري: "وروى عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان ـ أي عن معاوية بن يحيى ـ أحاديث مناكير كأنها من حفظه". قلت: وهذا من رواية عيسى بن يونس عنه. وهناك اختلاف آخر على معاوية بن يحيى حيث روى بقية بن الوليد وأبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم البرّاد الحمصي عنه عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عن الزهري عن أنس به. وهذا أيضاً معلول، ورواية عيسى بن يونس أولى بالصواب؛ لأنه أوثق منهما، وقد روى عنه جماعة، ولم يذكر أحدٌ منهم عمر بن عبد العزيز. أما حديث بقية فأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/136) من طريق محمد بن وهب عنه به. قال البيهقي عقبه: "كذا روي عن بقية، عن معاوية بن يحيى، ورواه عيسى بن يونس عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنِ الزهري دون ذكر عمر بن عبد العزيز فيه". - ... وحديث أبي عتبة البرّاد أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (ص41) عنه به. ولكن أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (6/136) ، والخطيب في "موضّح الأوهام" (2/311) من طريق علي ابن زهير عن علي بن عيّاش عن أبي مطيع الأطرابلسي عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنِ عمر بن عبد العزيز عن الزهري عن أنس به. وإسناده ضعيف جداّ فيه: - عبّاد بن كثير الثقفي البصري، وهو متروك. قال الإمام أحمد: "روى أحاديث كذب". - وأبو مطيع الأطرابلسي، واسمه معاوية بن يحيى، أصله من دمشق أو حمص، قال الحافظ: صدوق له أوهام، وغلط من خلّطه بالذي قبله ـ يعني معاوية بن يحيى الصدفي ـ، فقد قال ابن معين وأبو حاتم وغيرهما: الطرابلسي أقوى من الصدفي، وعكس الدارقطني. التقريب (539/ت6773) . وللحديث شواهد عن زيد بن طلحة بن ركانة، وابن عباس، ومعاذ. أما حديث زيد بن طلحة بن ركانة فرواه مالك عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي، عن زيد بن طلحة بن ركانة به. هذا الإسناد مداره على مالك فاختلف عليه فيه: فرواه جمهور الرواة عن مالك بهذا الإسناد مرسلاً. أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/135) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي والقعنبي، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/123) من طريق عبد الله بن يوسف، وهناد بن السري في "الزهد" (2/625) عن وكيع كلهم عن مالك به مرسلاً. قال ابن عبد البر: "هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جمهور الرواة عن مالك". التمهيد (21/141) . والحديث في الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي (2/905) . وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "الإصابة" (3/528، و6/716) من طريق علي بن الحسن الصفار، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/142-143) من طريق يوسف بن موسى القطان كلهم عن وكيع عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ سلمة بن صفوان عن يزيد بن ركانة عن أبيه به. قال ابن عبد البر: "رواه وكيع عن مالك عن سلمة بن صفوان عن يزيد بن طلحة بن ركانة عن أبيه، ولا أعلم أحداً قال فيه عن أبيه عن مالك إلا وكيع، فإن صحّت رواية وكيع فالحديث مسند من هذا الطريق". التمهيد (21/141) . قلت: لم يتفرد وكيع عن مالك بوصله، بل تابعه علي بن يزيد الهمداني عن مالك، كما عند البيهقي في "شعب الإيمان" (2/123) ، ولكن روى هناد بن السري عن وكيع عن مالك مثل رواية الجمهور عن مالك، وتابعه أيضاً عن وكيع محمد بن سليمان الأنباري، أخرجه من طريقه ابن عبد البر في التمهيد (21/142) . وقد أنكر يحيى بن معين على وكيع في هذا الحديث قوله: عن أبيه، وقال: ليس فيه عن أبيه، وهو مرسل. التمهيد (21/142) . وقال أيضاً: "حديث ركانة هذا مرسل، ليس فيه عن أبيه، وروي من وجه آخر ضعيف مسنداً". وقال البيهقي: "هذا مرسل". انظر شعب الإيمان (6/135) . قلت: وقد أخرج الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "الإصابة" (3/528) من طريق مسعدة بن السبع عن مالك عن سلمة بن صفوان عن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن أبي هريرة به. قال الدارقطني: "وهم فيه مسعدة، وإنما يزيد بن طلحة بن ركانة، ووهم أيضاً في قوله عن أبي هريرة، وإنما هو مرسل، ثم ساقه من مسند أحمد بن سنان القطان عن ابن مهدي كما في الموطأ. وأخرجه من طريق محمد بن أحمد بن الأشعث، عن نصار بن حرب، عن ابن مهدي مثل ما قال وكيع، قال الدارقطني: "وهم فيه هذا الشيخ، والصواب مرسل". - ... وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (2/1399) كتاب الزهد، باب الحياء، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/320) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/288) ، وابن عدي في "الكامل" (4/52) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/136) من طريق سعيد بن محمد الوراق، عن صالح بن حسّان الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف جداًّ؛ فإن فيه صالح بن حسان الأنصاري. قال فيه ابن معين: "ضعيف"، ومرة قال: "ليس حديثه بذاك"، وقال مرة: "ليس حديثه بشيء". وقال أحمد: "ليس بشيء"، وقال البخاري: "منكر الحديث". الكامل (4/52) . وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (4/230) : "هذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن حسان وسعيد بن محمد الوراق". وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن حديث رواه سعيد بن محمد الوراق، فذكره بإسناده ... فقال: "هذا حديث منكر". العلل (2/288) . وقال البيهقي بعد إيراده له: "هذا أيضاً ضعيف". شعب الإيمان (6/136) . - ... وحديث معاذ أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/142) ، ومن طريقه عبد الحق في "الأحكام الوسطى" (8/36) عن خلف بن القاسم، عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي، عن أبي عمر عبد الله بن محمد ابن يحيى الأزدي، عن آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ، عن معن بن الوليد، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خالد بن معدان (وقع في التمهيد: مهران وهو خطأ) ، عن معاذ رضي الله عنه به، وفيه زيادة ((من لا حياء له لا إيمان له)) . وحسّن إسنادَه ابن عبد البر. وقال عبد الحق: هذا من حديث الشاميين، وإسناده حسن. وقال ابن القطان عقبه: "ومعن بن الوليد ثقة، وسائرهم كذلك، إلا أبا مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ فإني لا أعرفه". بيان الوهم والإيهام (3/621) . قلت: هذا أيضاً مرسل؛ لأن خالد بن معدان لم يلقَ معاذاً. قال الذهبي: "أرسل عن معاذ". سير أعلام النبلاء (4/537) ، وانظر السلسلة الضعيفة (4/14/ح1506-1507) .

135 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬1) الْفَقِيهُ العُكْبَريّ بِهَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ـ مِنْ لَفْظِهِ إِمْلاءً ـ، حَدَّثَنِي ¬

(¬1) ابن حمدان، أبو عبد الله الحنبلي، المعروف بابن بطة، مؤلف كتاب "الإبانة الكبرى"، الإمام القدوة، العابد الفقيه، المحدث شيخ العراق، كان مستجاب الدعوة. كان مولده سنة أربع وثلاثمائة، ومات في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. والعكبري بضم العين وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء، نسبة إلى عكبرا، وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ. انظر تاريخ بغداد (10/371-375) ، واللباب (2/351) ، وطبقات الحنابلة (2/114-153) ، وسير أعلام النبلاء (16/529-533) ، واللسان (4/112-115) ، وإيضاح المكنون (1/8) .

أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو (¬1) الرازي، حدثنا عبد الرحمن بن قَيْسٍ (¬2) عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي العُشَراء الدَّارِمِيِّ (¬3) عَنْ ¬

(¬1) وقع في المخطوط "أحمد بن عمرو" وسيأتي في الرواية رقم (143) "محمد بن عمر" وكلاهما تصحيف، والصواب ما أثبت كما في مصادر الترجمة والتخريج. وهو محمد بن عمرو بن بكر الرازي، أبو غسّان زُنَيج، ثقة من العاشرة، مات سنة أربعين ومائتين، أو أول التي بعدها. التقريب (499/ت6180) . وقد يكون الوهم هنا من ابن بطة؛ فإن له مع إمامته أوهاماً وأغلاطاً والله أعلم. انظر سير أعلام النبلاء (16/530) . (¬2) أبو معاوية الزعفراني، واسطيّ الأصل، وسكن بغداد مدة ثم صار إلى نيسابور. متروك، واتهمه ابن مهدي وأبو زرعة بالكذب، وصالح بن محمد البغدادي بالوضع. وقال أبو حاتم: "ذهب حديثه". وقال البخاري ومسلم وأبو أحمد الحاكم: "ذاهب الحديث". وقال ابن عدي: "وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه". وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأسانيد، وينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، تركه أحمد بن حنبل". الكنى والأسماء لمسلم (1/760) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص68) ، والجرح والتعديل (5/278) ، وسؤالات البرذعي (500و507) ، والكامل لابن عدي (4/291) ، والمجروحين (2/59) ، والمؤتلف والمختلف لابن القيسراني (ص74) ، وكتاب الضعفاء لأبي نعيم (ص103) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/98) ، وتهذيب الكمال (17/364-367) ، والتهذيب (6/232) ، والتقريب (349/ت3989) ، واللسان (7/283) . (¬3) أبو العشراء ـ بضم أوله وفتح المعجمة والراء والمدّ ـ، قيل اسمه أسامة بن مالك بن قهطم، وقيل: عطارد، وقيل: يسار، وقيل: سنان بن برز أو بلز، وقيل: اسمه بلز بن يسار، وكان نزل الجفرة على طريق البصرة، أعرابي مجهول، لم يروِ عنه غير حماد بن سلمة. قال البخاري: "في حديثه، واسمه، وسماعه من أبيه نظر". وقال أحمد: "حديثه عندي غلط". وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وفي "مشاهير علماء الأمصار". العلل لابن المديني (ص87) ، والطبقات الكبرى (7/254) ، والأسامي والكنى لأحمد (43) ، والتاريخ الكبير (2/21) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/658) ، والجرح والتعديل (2/283) و (7/33) ، والثقات لابن حبان (3/3، و5/189) ، ومشاهير علماء الأمصار له (ص42) ، وإيضاح الإشكال لابن القيسراني (ص61) ، وتهذيب الكمال (34/86) ، والكاشف (2/443) ، والتهذيب (12/186) ، والتقريب (658/ت8251) ، واللسان (7/474) .

أَبِيهِ (¬1) ((أَنَّ النّبيَّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وسلَّمَ سُئِلَ عَنِ العَتِيْرةِ (¬2) فَحَسَّنَها)) (¬3) . ¬

(¬1) اختلف في اسمه كما تقدم في اسم ابنه، ورجح الحافظ ابن حجر أن اسمه مالك بن قهطم. انظر معجم الصحابة للبغوي (5/233-234) ، معجم الصحابة لابن قانع (3/52) ، والإصابة (1/230) و (6/322) . (¬2) العتيرة هي الذبيحة التي كانوا يذبحونها في رجب، يعظّمون شهر رجب؛ لأنه أول شهر من أشهر الحرم. قال أبو عبيد: "العتيرة هي الرجبية، كان أهل الجاهلية إذا طلب أحدهم أمراً، نذر أن يذبح من غنمه شاة في رجب، وهي العتائر". وتعقبه ابن قدامة فقال: "والصحيح إن شاء الله تعالى، أنهم كانوا يذبحونها في رجب من غير نذر، جعلوا ذلك سنة فيما بينهم، كالأضحية في الأضحى، وكان منهم من ينذرها كما قد تنذر الأضحية بدليل قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((على كل أهل بيت أضحاة وعتيرة)) ، وهذا الذي قاله النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بدء الإسلام تقرير لما كان في الجالهلية وهو يقتضي ثبوتها بغير نذر، ثم نسخ ذلك بعد، ولأن العتيرة لو كانت هي المنذورة لم تكن منسوخة، فإن الإنسان لو نذر ذبح شاة في أي وقت كان لزمه الوفاء بنذره والله أعلم". انظر فتح الباري (9/242) ، والمغني (13/402) . (¬3) حديث منكر، في إسناده: - أبو العشراء الدارمي، مجهول تفرد بالرواية عنه حماد بن سلمة. - ... وعبد الرحمن بن قيس، فإنه متفق على ضعفه وتركه، وقد تفرد بهذا الحديث عن أبي سلمة، ولم يعرف إلا به. قال ابن عدي: "وهذا لا أعلم يرويه عن حماد بن سلمة غير عبد الرحمن بن قيس". وقال الذهبي: "هذا حديث منكر تكلم في ابن قيس من أجله، وإنما المحفوظ عن حماد بهذا السند ((أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلا مِنَ اللبة)) ". سير أعلام النبلاء (13/211) ، وانظر (13/218) . والحديث أخرجه تمام في "حديث أبي العشراء الدارمي" (ص36/رقم 34) دون قوله: قال أبي ... إلخ. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/412) من طريق أبي العباس مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ المروزي المعروف بابن الشيرجي، وفي (9/57) من طريق عمر بن أحمد الواعظ، والمزي في تهذيب الكمال (34/86) من طريق أبي الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ بن محمد الخرقي، وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/218) عن محمد ابن عبد الله الزاهد الأصبهاني، كلهم عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي داود به، وفيه القصة مثل ما في الرواية رقم (143) الآتية. وأخرجه ابن نقطة في "التقييد" (ص281) من طريق الخطيب في الموضع الأول. وسيورده المصنف من هذا الطريق في الرواية رقم (143) .

قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: قَالَ أَبِي: كَتَبَ عَنِّي هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. 136 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مَخْلَد العَطّار، حدثنا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حُمَيد بْنِ نُعَيم المَرْوَزيّ (¬1) قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي حُميد ابن نُعيم (¬2) ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ (¬3) عَنْ زِيَادٍ الجَصّاص (¬4) ، عَنْ أَبِي العُشراء، عَنْ ¬

(¬1) وثقه الخطيب وأرخ وفاته في سنة اثنتين وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد (1/292) . (¬2) ابن عبد الله، كاتب عمر بن عبد العزيز، روى عنه رجاء بن أبي سلمة، ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. وذكره الحافظ ابن حجر وسمّاه نعيم بن عبد الله بن همام القيني الشاميّ الكاتب، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وكان من كتّابه، وروى عنه أبو المقدام رجاء بن أبي سلمة الرملي، قال الحافظ: قرأت بخط الذهبي، لا يعرف. وذكره في موضع آخر وسماه عبد الله بن نعيم بن همام القينيّ الأردني، ونقل أيضاً أنه من كتّاب عمر بن عبد العزيز. انظر التاريخ الكبير (2/351-352) ، والجرح والتعديل (3/230) ، والتهذيب (6/56-57) ، و (10/464-465) . (¬3) أبوسعيد التميمي الشقري، كوفي الأصل، ضعفوه جدًّا، وتفرد الإمام أحمد فوثقه. مات سنة خمس وثمانين ومائة، وقيل سنة ست وثمانين ومائة. انظر تاريخ بغداد (13/138-140) ، وسؤالات أبي داود (353-354/رقم 550) ، وتاريخ ابن معين (214/رقم796- برواية الدارمي) ، والمجروحين (3/24) ، والمغني (2/659) ، والميزان (4/114) . (¬4) هو زياد بن أبي زياد الجصاص، أبو محمد الواسطي، بصريّ الأصل، منكر الحديث، متروكه. قال الذهبي: "مجمع على ضعفه، تركوه، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما وهم". تاريخ ابن معين برواية الدوري (2/178) ، وسؤالات الآجري (1/366/ رقم 366) ، والجرح والتعديل (3/532) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (218/رقم 237) ، والكامل لابن عدي (3/1045) ، والميزان (2/89) . والجصاص: بفتح الجيم والصاد المشدّدة، وفي آخرها صاد أخرى، هذه النسبة إلى العمل بالجص وتبييض الجدران، والمشهور بهذه النسبة زياد بن أبي زِيَادٍ الْجَصَّاصِ.

جَدِّهِ قَالَ: ((يَا رسولَ اللهِ بُهْمَتِي بُهْمَتى أخافُ أنْ تَسبِقَني بِنَفَسِها، قالَ: ذَكِّها وَلَوْ فِي فخِذِها بحديدتِكَ أَوْ بعصاكَ أَوْ بِمِرْوَدِك (¬1)) ) (¬2) . 137 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا محمد بن بَرَكة (¬3) ، حدثنا ¬

(¬1) المِرْوَد: هو المِيل، وحديدة تدور في اللجام، ومحور البكرة من حديد. القاموس المحيط (ص362- مادة رود-) (¬2) منكر جدا بهذا الإسناد بهذا اللفظ، فيه: - ... أبو العشراء الدارمي وهو مجهول. - ... وزياد بن أبي زياد الجصاص، مجمع على ضعفه، وتركه بعضهم إلا ابن حبان، فذكره في الثقات، وقال: "ربما وهم". ومع ذلك فقد خالف حماد بن سلمة في هذا الإسناد فقال: عن جده، ولم يقل عن جده غيره، فهو من أوهامه. - ... والمسيب بن شريك، متروك. - ... وحميد بن نعيم كاتب عمر بن عبد العزيز، لم يوثقه أحد. وأخرجه تمام في "حديث أبي العشراء الدارمي" (32/ح27، و28) من طريق عبد السلام بن سليمان القتات وأمة العزيز بنت محمد، كلاهما عن زياد به. وأخرجه فيه (رقم 29) من طريق طلحة بن زيد الرقي، عن عبد الله بن محرر، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ، عَنْ جَدِّهِ مثله، وسيأتي الكلام على هذا الإسناد في الرواية رقم (140) . (¬3) هو محمد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم اليحصبي القنسريني الحلبي، أبو بكر ولقبه بَرْدَاعَس، وصفه ابن ماكولا وأبو أحمد الحاكم بالحفظ، وكذلك الذهبي وقال: "الإمام الحافظ الناقد". روى حمزة السهمي عن الدارقطني أنه قال: "ضعيف". وفاته سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. انظر سؤالات حمزة السهمي (ص 119) ، ومعجم البلدان (2/404) ، وكشف النقاب (رقم161) ، وتذكرة الحفاظ (3/827-828) ، والميزان (3/489) ، والمغني في الضعفاء (2/559) ، والسير (15/81-82) ، اللسان (5/91) ، ونزهة الألباب (ص116/رقم346) .

احرابي (¬1) زياد يكنى أبا عبد الله، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الكُرَيْزيّ الأثرَم (¬2) ، حدثنا حمّاد بن [ل/29ب] سَلَمة، عَنْ أَبِي العُشَراء، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((قُلْتُ: يَا رسُولَ اللَّهِ، أينَ كانَ رَبُّنَا (¬3) قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الماءَ؟ قالَ: "فِي عَمَاءٍ (¬4) مَا فَوْقَه هَوَاءٌ ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، وأشار الناسخ في الهامش إلى أنه هكذا وجده، ولم أهتدِ إلى ترجمته. (¬2) ابن زياد، أبو سعيد القرشي البصري الأثرم المعروف بالكُرَيْزي - بضم الكاف وفتح الراء نسبة إلى كُرَيز بطن من عبد شمس-، سكن بغداد وحدث بها، ترك حديثه أبو حاتم وأبو زرعة، واتهمه موسى بن هارون بالكذب، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. الجرح والتعديل (7/264) وتاريخ بغداد (5/305) ، والكامل (6/291) ، الأنساب (5/61) ، واللسان (5/176) . (¬3) قال الخطابي: قال بعض أهل العلم: ((أين كان ربنا)) يريد أين كان عرش ربنا تعالى، فحذف اتساعاً واختصاراً كقوله تعالى: {واسأل القرية} يريد أهل القرية، وكقوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم} أي: جبّ العجل. قال: "ويدل على صحة هذا قوله تعالى: {وكان عرشه على الماء} ، قال: وذلك أن السحاب محل الماء فكنى به عنه". إصلاح غلط المحدثين (ص 109) . وانظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (ص 223) ، واستنكر وجود "ما" النافية قبل قوله: ((ما فوقه، وما تحته)) . (¬4) قوله: ((في عماء)) بالممدود. قال الأصمعي - وذكر هذا الحديث -: "العماء في كلام العرب: السحاب الأبيض الممدود، وأما العمى المقصور فالبصر، فليس هو من معنى هذا والله أعلم بذلك". انظر كتاب العرش (ص 54) . وقال أبو عبيد: العماء هو الغمام وهو ممدود. التمهيد (7/138) . وقال ثعلب: ((هو عما مقصور أي: عما عن خلقه، والمقصور الظلم، ومن عمي عن شيء فقد أظلم عليه)) . انظر التمهيد (7/138) . وقد أيد الخطابي القول الأول، وخطّأ القول الثاني وقال: وليس هذا بشيء، وإنما هو في عماء ممدود، هكذا رواه أبو عبيد وغيره من العلماء، قال والعماء السحاب وقال غيره: الرقيق من السحاب ورواه بعضهم في "غمام" وليس بمحفوظ. إصلاح غلط المحدثين (ص 107-108) . وفسر يزيد بن هارون قوله "في عماء" أي ليس معه شيء.

وَلاَ تَحْتَه هَوَاءٌ")) (¬1) ¬

(¬1) منكر بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن سعيد الأثرم عن حماد بن سلمة،، وهو متروك واتّهمه موسى بن هارون بالكذب، ومع ذلك خالف جميع الرواة عن حماد وهم: أبو داود الطيالسي، والحجاج بن منهال، ويزيد بن هارون، وأسد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الخزاعي، فهؤلاء رووا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حُدُس- وقال بعضهم - عُدَس -وقال بعضهم عن عمه أبي رزين العقيلي به مثله. - أما حديث أبي داود الطيالسي فأخرجه في " مسنده " (ص 147 ـ دار المعرفة ـ) عن حماد بن سلمة به. - ... وحديث الحجاج بن منهال أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/271 -272) عن محمد بن المثنى، وابن حبان (14/8) من طريق البخاري، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/207) عن علي بن عبد العزيز، وابن جرير الطبري في "التفسير" (12/4) ، وفي "التاريخ" (1/31) عن المثنى بن إبراهيم كلهم عنه به. - وحديث يزيد بن هارون أخرجه أحمد (4 / 11-12) والترمذي (5/ 288ح3109) كتاب التفسير، باب ومن سورة هود عن أحمد بن منيع، وابن ماجه (1/ 64-65ح182) المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب " العرش " (ص 54) ، عن عمه وأبيه، وابن خزيمة (كما في إتحاف المهرة (13/79 /ح 16447) عن أحمد بن سنان، والحاكم في "المستدرك" (4 /560) من طريق سعيد بن مسعود، والطبري في "التفسير" (12/4) وفي "التاريخ" (1/31) . عن سفيان، ووكيع، ومحمد بن هارون القطان كلهم عنه به. - وحديث أسد بن موسى، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (19/207) عن المقدام بن داود وابن خزيمة - كما في "إتحاف المهرة" (13/79/ح 16447) - عن بحر بن نصر كلاهما عنه به. - حديث ابن مهدي، أخرجه ابن خزيمة - كما في إتحاف المهرة المكان السابق -عن محمد بن صفوان عنه به. - وحديث محمد بن عبد الله الخزاعي، أخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " (7/137) من طريق أحمد بن زهير عنه به. وقد تابع حماد بن سلمة على هذا الإسناد شعبة بن الحجاج أخرجه ابن خزيمة - كما في إتحاف المهرة في المكان السابق - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ الزهري عن أبي عدي عنه عن يعلى بن عطاء به. وهذا الإسناد صححه الحاكم والترمذي في " الرؤيا "، وحسنه في هذا الموضع. قال ابن القيم: "وهذا الإسناد صححه الترمذي في موضع وحسنه في موضع". اهـ. حاشية سنن أبي داود. وصحّح الحديث أيضا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ كما في السير (10/505) . قلت: الصحة غير متحققة هنا، بل إسناده ضعيف، فيه وكيع ابن حدس ويقال: عدس - وهو مجهول - لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء ولم يوثقه غير ابن حبان. انظر تعليق الشيخ الألباني على كتاب "السنة" (1/272) ، وتعليق الشيخ شعيب الأرناؤوط على سير أعلام النبلاء (10/505) .

138 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ الْمُطَّلِبِ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو بكر محمد ابن هَارُونَ الدِّيْنَوَريّ (¬1) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ الْهَيْثَمِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا المُضَاء ابن الْجَارُودِ (¬2) ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي العُشَراء الدَّارِميّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((شَكَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جُبْنَ قَومِه، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ؛ أَنْ مُرْهُمْ، فَلْيَسْتَفُّوا الْحَرْمَل (¬3) فإنَّه يَذْهَبُ بِالْجُبْنِ، ¬

(¬1) ابن مالك بن الحسين يعرف بالدينوري صدوق، حدث عن يعقوب بن إسحاق البيهسي وسفيان بن المبارك المديني، روى عنه أبو حفص بن شاهين ويوسف القواس. تاريخ بغداد (3/359) . (¬2) الشامي، ذكره البخاري وسكت عنه. التاريخ الكبير (8/50) . وذكره ابن أبي حاتم فقال: مضاء بن الجارود الدينوري أبو الجارود سألت أبي عنه فقال: "شيخ دينوري ليس بمشهور، ومحله الصدق". الجرح والتعديل (8/403) . قال الحافظ في اللسان (6/46) : ((رأيت له خبراً منكراً أخرجه الرافعي في تاريخ قزوين)) . (¬3) الحَرْمَل: حب كالسمسم، واحدته حرملة، وهو يخرج السوداء والبلغم إسهالاً، ويصفِّي الدم وينوّم. لسان العرب (11/150) ، والقاموس المحيط (ص1271) .

وَيَزِيْدُ فِي الْفُرُوسِيَّةِ)) (¬1) . 139 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ الْمُطَّلِبِ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عيسى ابن السُّكَين (¬2) البَلَديّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ حَفْصٍ الحَرَّاني (¬3) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله الإفْرِيْقيّ (¬4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سلاَّم (¬5) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي العُشَراء الدَّارِمي، عَنْ أَبِيهِ: ¬

(¬1) موضوع. والمتهم بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن المطلب، كما أورده الحافظ في اللسان (5/231) ، وصرح بأنه من موضوعاته. (¬2) ابن عيسى ابن فيروز، وابن العباس الشيباني البلدي، سكن بغداد وحدث بها، وثقه الخطيب. توفي في رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاثة مائة وقيل سنة اثنتين. تاريخ بغداد (4/280-281) . (¬3) ابن عمرو أبو الوليد البجلي الحراني، ضعفه الدارقطني، وقال مرة: "يضع الحديث". وقال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث تنكر عليه: "ولوهب بن حفص غير ما ذكرت، وكل أحاديثه مناكير غير محفوظة". وقال الحافظ: هو وهب بن يحيى بن حفص بن عمرو البجلي نسبه إلى جده، وفاته بعد سنة خمسين ومائتين بيسير. انظر العلل للدارقطني (2/163) ، وتاريخ بغداد (13/258) ، واللسان (6/222) . (¬4) ذكره الحافظ فقال: عون بن عبد الله بن عمر بن غانم الإفريقي، غلط في اسمه بعض الرواة، أورده الدارقطبي في ترجمة يحيى بن سعيد الأنصاري من غرائب مالك من طريق إبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسي عن ابراهيم بن محمد ابن زياد الأندلسي يعرف بابن القزاز عنه، حدثني مالك. ثم أورده من طريق محمد بن وضاح وابن زياد عن سحنون عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن غانم عن مالك وقال: هذا أصح ممن قال عن عون. اللسان (4/387-388) . قلت: وجاء على الصواب في الإسناد الثاني كما سيذكره المصنف. (¬5) ابن أبي ثعلبة، أبو زكريا البصري، نزيل المغرب بإفريقية أخذ القراءات، عن أصحاب الحسن البصري، وجمع وصنف. أثنى عليه بعضهم وتكلّم فيه آخرون. قال أبو حاتم: صدوق، وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لأبي زرعة في يحيى بن سلام المغربي، فقال: لابأس به ربما وهم. وقال أبو عمرو الداني: " ... وكان ثقة ثبتاً، عالماً بالكتاب والسنة وله معرفة باللغة العربية ولد سنة أربع وعشرين ومائة". وقال أبو العرب: " كان مفسرًا، وكان له قدر، ومصنفات كثيرة في فنون العلم، وكان من الحفاظ، من خيار خلق الله". وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ"، قال الدارقطني: يحي بن سلام ضعيف، وقال أبو الحسن ابن القطان: ويحيى بن سلام صدوق ولكنه يضعف في حديثه، وفاته بمصر بعد أن حج في صفر سنة مائتين. الجرح والتعديل (9/155) ، الكامل (3/2533) ، الثقات لابن حبان (9/261) ، أسئلة البرذعي لأبي زرعة (2/336) ، ميزان الاعتدال (4/380-381) ، السير (9/396-397) ، طبقات القراء (2/373) ، لسان الميزان (6/259-261) ، التهذيب (6/260) ، طبقات المفسرين (2/371) .

((أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم أَمَرَ بِالْفَرَع (¬1) يَعنِي مِنْ خَمْسِينَ شَاةً شَاةٌ)) . أَخْبَرَنَاهُ أحمد، أخبرناه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الثَّلاجِ الْحَافِظُ، حدثنا أحمد بن عيسى ابن السُّكَيْنِ مِثْلَهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: عون بن عبد الله الإفريقي (¬2) . ¬

(¬1) الفرع)) و ((الفرعة)) ، أول ما تلده الناقة، كان العرب يذبحونه لآلهتهم فنهي المسلمون عن ذلك. وقيل: كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة، قدّم بكراً فنحره لصنمه، وهو الفرع، وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ. النهاية (3/435) . قال الزهري: "والفرع كان أهل الجاهلية يذبحون أول نتاج يكون لهم"، ونحوه قال أبو عبيد. انظر مسند الإمام أحمد (2/490) ، ومصنف ابن أبي شيبة (8/252) ، السنن الكبرى (9/313) ، صحيح البخاري (5/2084) ، هدي الساري (167) ، حاشية السندي على النسائي (7/167) ، شرح النووي (13/135) . (¬2) هكذا جاء على الصواب كما في التهذيب، وعند تمام الرازي في جزء له كما سيأتي. الحديث بهذا الإسناد موضوع، فيه: - أبو العشراء وأبوه وهما مجهولان. - وفيه يحيى بن سلام تكلم فيه، قال أبو زرعة: لا بأس به، ربما وهم، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. - وعون بن عبد الله الإفريقي لم يذكر بجرح ولا تعديل. - ووهب بن حفص، ضعفه الدارقطني، وقال مرة يضع الحديث. ومحمد بن عبد الله بن المطلب، متهم بوضع الحديث وكذلك ابن الثلاج. والحديث أخرجه تمام في جزء حديث أبي العشراء الدارمي (ص 36-37/ 35-36) . من طريق أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ البلدي به. وأخرجه أيضاً من طريق الحسين بن عبد الله الرقي عن أبي الوليد بن المحتسب عن عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَفْرِيقِيُّ به، وتقدم الكلام على هذا الإسناد. ولفظه عند تمام: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أمر بالفرع من كل خمسة شياه شاة)) ، وعند المصنف: ((خمسين شاة)) .

140 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ زَنْجُويَه المُخَرِّميّ (¬1) ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطنيّ، [ل/30أ] وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاس (¬2) ، وَعُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، والطَّيِّب بْنُ يُمْن المُعْتَضِديّ (¬3) ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوْيَه، وجماعةٌ ¬

(¬1) هو المحدث المتقن، أبو العباس أحمد بن عمر بن زنجويه بن موسى المخرمي القطان، وقد ترجم الخطيب له في موضعين، وجعله رجلين يعرفان بابن زنجويه، والصحيح أنهما واحد كما قال الذهبي، توفي سنة أربع وثلاثمائة. تاريخ بغداد (4/164-165) ، (4/287) ، وسير أعلام النبلاء (14/246) . (¬2) هو الإمام القدوة الرباني، المحدث الثقة، يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح البغدادي، القواس، ولد سنة ثلاثمائة، قال الخطيب: "كان ثقة زاهداً صادقًا، أول سماعه في سنة ست عشرة وثلاثمائة". وقال العتيقي: "مات في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان ثقة مستجاب الدعوة، ما رأيت في معناه مثله". تاريخ بغداد (14/325-327) ، وسير أعلام النبلاء (16/474-476) . (¬3) هو الطيب بن يمن بن عبد الله، أبو القاسم مولى المعتضد بالله، سنة سبع وتسعين ومائتين لثلاث خلون من رجب. قال العتيقي: "كان ثقة صحيح الأصول". توفي في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وقيل في ذي القعدة. تاريخ بغداد (9/363) .

قالوا: حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ البَغَويّ قَالا: حَدَّثَنَا عبد الأعلى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسيّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنِ سَلَمة، عَنْ أَبِي العُشَرَاء، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَمَا تكونُ الذَّكاةُ إِلا فِي الحَلْق أَوِ اللَّبَّة (¬1) ؟ فَقَالَ: لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِها لأَجْزَأَك)) (¬2) ¬

(¬1) اللَّبّة هي: موضع النحر، وجمعها اللَّبّات. انظر الفائق (2/385) ، والنهاية (4/222-223) ، وغريب الحديث لابن الجوزي (2/310) . (¬2) إسناده ضعيف من أجل أبي العشراء الدارمي وأبيه؛ فإنهما مجهولان. قال الميموني: سألت أحمد عن حديث أبي العشراء في الذكاة، قال: "هذا عندي غلط، ولا يعجبني، ولا أذهب إليه إلا في موضع ضرورة"، قال: "ما أعرف أنه يروى عن أبي العشراء حديث غير هذا". التهذيب (12/167) . وقال البخاري: "في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر". وقال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، ولا نعرف لأبي العشراء عن أبيه غير هذا الحديث، سألت محمدًا عن حديث أبي العشراء، عن أبيه فقلت: أعلمت أحداً روى هذا الحديث غير حماد بن سلمة؟ قال: لا، قلت له: تعرف لأبي العشراء أشياء غير هذا؟ قال: لا". وقال ابن عبد البر: "وأبو العشراء لا أعرف له ولا لأبيه غير حديث ذكاة الضرورة، قوله: إذا لم يوصل إلى الحلقة واللبة: "لو طعنت في فخذها أجزأك"، ولم يروِ عن أبي العشراء ـ فيما علمت ـ غير حماد بن سلمة". الاستيعاب (8/1358) . وقال الخطابي: "وضعفوا هذا الحديث؛ لأن رواته مجهولون، وأبو العشراء لا يدرى من أبوه، ولم يروِ عنه غير حماد ابن سلمة". معالم السنن (4/117) . قلت: وقد ذهب إلى تصحيح الحديث الحافظ بن كثير في "التفسير" (2/12 ـ دار الفكر ـ) حيث قال: "هو حديث صحيح، ولكنه محمول على ما لا يقدر على ذبحه في الحلق واللبة". وكذا صححه ابن السكن حيث أخرجه في صحيحه كما ذكره ابن الملقن في "الخلاصة" (2/371/ح2637) . وقال يزيد بن هارون ـ كما نقله عنه القرطبي في التفسير (6/55 ـ دار الشعب ـ) : "هو حديث صحيح أعجب أحمد بن حنبل، ورواه عن أبي داود، وأشار على من دخل عليه من الحفاظ أن يكتبه". قلت: والمشهور عن الإمام أحمد أنه روى عن أبي داود حديث ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا)) ، وقد سبق تخريجه في الرواية رقم (135) فراجعه هنالك. ولعل تصحيح يزيد بن هارون وابن كثير له نظراً إلى كون الحديث مشهوراً عن حماد بن سلمة، إذ روى عنه جماعة كثيرون كما يأتي. قال الترمذي ـ في بيان اصطلاح "غريب" في كتابه ـ: "وما ذكرنا في هذا الكتاب "حديث غريب" فإن أهل الحديث يستغربون الحديث، ربَّ حديث يكون غريباً لا يروى إلا من وجه واحد مثل ما حدث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي العشراء، ولا يعرف لأبي العشراء عن أبيه إلا هذا الحديث، وإن كان هذا الحديث مشهوراً عند أهل العلم، وإنما اشتهر من حديث حماد بن سلمة، لا يعرف إلا من حديثه، فيشتهر الحديث لكثرة من روى عنه". اهـ. قلت: وقد روى عن حماد بن سلمة جمع غفير من أصحابه يبلغون أربعين نفساً منهم: - ... وكيع بن الجراح الرؤاسي، أخرج حديثه ابن أبي شيبة (4/256 ـ الحوت ـ) ، وأحمد (4/334) ، والترمذي (4/62/ح1481) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الذكاة في الحلق واللبة، وابن ماجه (2/1063/ح3184) كتاب الذبائح، باب ذكاة النادّ من البهائم، وتمام في "حديث أبي العشراء الدارمي" (ص27/ح17) . - ... وأحمد بن يونس، أخرج حديثه أبو داود (3/250-251/2825) كتاب الأضاحي، باب ما جاء في ذبيحة المتردية، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/52) عن حماد بِهِ. - ... عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النرسي، أخرج حديثه أبو يعلى في "مسنده" (4/72-73) ، وفي "المفاريد" (ص31/ح16) ، وابن حبان في "الثقات" (3/3) ، و (5/55) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/507) ، وتمام في "حديث أبي العشراء الدارمي" (20-23/ح4، 5، 6، 8، 9) ، والمصنف في الرواية رقم (144، 145) . - ... عفان بن مسلم، أخرج حديثه أحمد (4/334) ، والدارمي (2/113) ، وتمام في المصدر السابق (28/ح18) . - ... عبد الرحمن بن مهدي، أخرج حديثه النسائي في "السنن الكبرى" (3/63) ، وفي "المجتبى" (7/261/ح4420) كتاب الضحايا، باب ذكر المتردية التي لا يوصل إلى حلقها، وابن الجارود في "المنتقى" (2/227) ، وابن حزم في "المحلى" (7/449) . وغيرهم كثير، وفيما ذكرت من حديثهم كفاية عن الإطالة، فهؤلاء كلهم رووا عن حماد بن سلمة، ولم يحفظ عن غيره، وهناك ثلاثة طرق ضعيفة يروى بها هذا الحديث من غير طريق حماد بن سلمة: - ... أولها: ما أخرجه تمام في "حديث أبي العشراء الدارمي" (32-33/ح29) بإسناده عن طلحة بن زيد الرقي، عن عبد الله بن محرَّر، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ، عَنْ جَدِّهِ نحوه. قلت: إسناده ضعيف جدًّا، طلحة بن زيد الرقي ـ وهو الذي يقال له: طلحة بن زيد الشامي ـ أصله من دمشق، منكر الحديث. انظر التاريخ الكبير (4/351) ، والمجروحين (1/383) . وعبد الله بن محرر العامري الجزري، قال عنه أحمد: "ترك الناس حديثه". انظر المجروحين (2/22) ، والميزان (2/500) . قلت: ومع ذلك فقد خالف حماد بن سلمة في هذا الإسناد، فقال: "عن جده"، بدل "عن أبيه". والثاني: ما أخرجه تمام في المصدر السابق (32/ح27، 28) ، والمصنف في الرواية رقم (136) من طريق حميد ابن نعيم، عن الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ زِيَادٍ الجصاص، عن أبي العشراء به، ووقع في رواية المصنف: "عن جده". وهذا الإسناد إسناد مظلم، فيه: - ... زياد بن أبي زياد الجصاص، مجمع على ضعفه. - ... والمسيب بن شريك مجمع على ترك حديثه، ومع ذلك فقد خالفه عبد السلام بن سليمان الواسطي، وأمة العزيز بنت محمد فقالا: "عن أبيه". - ... وأما نعيم بن حميد فلم يذكر بجرح ولا تعديل. انظر مصادر ترجمتهم في الرواية رقم (136) . والثالث: ما أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/530) عن عبد العزيز بن الحسين بن بكر بن الشرود، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس به. وإسناده ضعيف، فيه بكر بن الشرود، والمحفوظ أنه من حديث أبي العشراء الدارمي. قال الهيثمي: "فيه بكر بن الشرود، وهو ضعيف". مجمع الزوائد (4/34) . فائدة: وقع عند المصنف في الرواية رقم (144، و145) عن حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: "وَوَجَدْتُ فِي كِتَابٍ عِنْدِي آخَرَ ((لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا وَقُلْتُ: "بِسْمِ اللَّهِ" لأجزأ عنك)) . قلت: هذه زيادة شاذة، تفرد بها حفص بن عمر.

141 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر البَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ علي ابن إسماعيل (¬1) ، حدثنا أبو محذورة ¬

(¬1) هو علي بن إسماعيل بن حماد أبو الحسن البزاز. قال الخطيب: "كان صدوقاً فهمًا، جمع حديث شعبة بن الحجاج، وأصابه في آخر عمره اختلاط". وقال أبو أحمد الحاكم: "تغير بأخرة". تاريخ بغداد (11/346) ، واللسان (4/206) .

الْبَصْرِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيب، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنِ سلَمة، عَنْ أَبِي العُشَراء الدَّارِميّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((قِيلَ يَا رسولَ اللَّهِ، أَمَا تكونُ الذَّكاةُ إلاَّ مِنَ اللَّبَّة أَوِ الحلْق؟ قَالَ: لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِها لأجزَأَ عَنْكَ)) (¬2) . 142 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر البَزَّاز، حدثنا أبو عبد الله الحُسين بن محمد ابن سَهْلٍ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الفُرَات، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة، وقد سماه تمام الرازي وأبو نعيم في روايتهما: عبد الملك بن أبي عبيد، وسماه الطبراني في روايته، والمزي في ترجمة داود بن شبيب محمد بن عبيد الله، والله أعلم. (¬2) إسناده ضعيف، فيه أبو العشراء الدارمي، وهو مجهول، وأبو محذورة البصري لم أجد ترجمته. أخرجه تمام في "حديث أبي العشراء الدارمي" (25-26/ح13) من طريق علي بن إسماعيل البزاز به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/168) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/257) من طريق أبي محذورة به. وأبو محذورة هذا خالفه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الباهلي، غلام خليل، كما في "جزء أبي العشراء الدارمي" (26/ح14) ، واللسان (1/272) فرواه عن داود بن شبيب، عن حماد بن سلمة به، ولم يذكر فيه حماد بن زيد، ولكن غلام خليل متهم بالوضع، وعلى كل حال فالحديث من كلا الطريقين لا يصح، وقد تقدم تخريجه والحكم عليه في الرواية التي قبل هذا، وسيورده المصنف في الرواية رقم (144، 145) ، وقد سبق أيضاً برقم (136) . (¬3) هو الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سهل بن أبي خيثمة، أبو عبد الله الأنصاري، وسهل بن أبي خيثمة أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثّقه الدارقطني. وقال أبو بكر بن شاذان: "توفي أبو عبد الله بن عفير الشيخ الصالح سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وسنه ستة وتسعون، وأربعة وعشرون يوماً، وسمعته يقول قبل موته بأيام: "لي ستة وتسعون سنة". سؤالات حمزة بن يوسف السهمي (ص204) ، وتاريخ بغداد (8/95) .

عبد الرحمن بْنُ قَيْس، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلَمة، عَنْ أَبِي العُشَراء، عَنْ أَبِيهِ ((أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِل عَنِ العَتِيْرة فحَسَّنَها)) (¬1) . 143 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر السُّكَّريّ، حدثنا عبد الله بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (¬2) الرَّازِيُّ، حدثنا عبد الرحمن بْنُ قَيْسٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ ((أنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم سُئِلَ عَنِ الْعَتِيْرة فَحَسَّنَهَا)) . قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: قَالَ أَبِي: فَذَكَرْتُهُ لأحمد بن حنبل [ل/30ب] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَحْسنه وَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ الأَعْرَابِ، وَقَالَ لِي: اقعُد! فَأَخْرَجَ مِحْبَرة وَقَلَمًا وَوَرَقَةً وَقَالَ: أملِه عَلَيَّ، فَكَتَبَهُ عَنِّي ثُمَّ شَهِدْتُهُ يَوْمًا وَجَاءَهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي سَمِينة (¬3) فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: يَا أَبَا ¬

(¬1) إسناده ضعيف، من أجل أبي العشراء الدارمي. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/264) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/168) ، وابن عدي في "الكامل" (4/291ـ في ترجمة عبد الرحمن بن قيس ـ) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/412) من طرق عن أبي مسعود أحمد بن الفرات عن عبد الرحمن بن قيس به. وقد تقدم تخريج الحديث في الرواية رقم (135) . (¬2) كذا وقع هنا والصواب: محمد بن عمرو -بفتح العين وسكون الميم- كما في مصادر التخريج، وتقدمت ترجمته في الرواية رقم (135) ، والتنبيه على التصحيف الذي وقع هناك فليراجع. (¬3) هو مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سمينة -بفتح المهملة وقبل الهاء نون- البغدادي أبو جعفر التمار، صدوق من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين، التقريب (512/ت 6386) .

جَعْفَرٍ، عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ اكْتُبْهُ عَنْهُ، فَسَأَلَنِي فأمليتُه عَلَيْهِ (¬1) . 144 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوَالِيقِيُّ (¬2) بِبَابِ الطَّاقِ (¬3) ـ شَيْخٌ ثِقَةٌ ـ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ (¬4) ، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عبد الجبار (¬5) ، حدثنا حفص بن عمر (¬6) ، ¬

(¬1) الحديث بهذا السياق أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (9/57) ، وفي (1/412-بنحوه) ، ومن طريقه في الموضع الثاني ابن نقطة في التقييد (ص 281) ، من طريق أبي بكربن أبي داود به. كما أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/218) . وتقدم تخريج الحديث والكلام عليه في الرواية رقم (135) . (¬2) ابن الحسين بن عبد القادر أبو عمرو، قال أبو العلاء الواسطي: "سمعت منه في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة". قال الخطيب: سألت العتيقي عنه فقال: ((كان ثقة، يسكن بباب الطاق)) . تاريخ بغداد (11/309) . (¬3) باب الطاق، محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي، يعرف بطاق أسماء. معجم البلدان (1/308) . (¬4) ابن إبراهيم بن حماد بن يعقوب، أبو محمد الأنماطي، المدائني، سكن بغداد وحدث بها. وثقه الخطيب، قال حمزة بن يوسف: سألت الدارقطني عنه فقال: ثقة مأمون، مات في ذي القعدة سنة 311هـ. تاريخ بغداد (9/413) ، سؤالات حمزة السهمي (ص 246، 231) . (¬5) ابن زُريق -بتقديم الزاي، مصغر- الخياط، أبو أيوب البغدادي، صدوق من الحادية عشرة. انظر الجرح (4/130) ، والثقات (8/280) ، وتاريخ بغداد (9/52) ، وتهذيب الكمال (12/22) ، والكاشف (1/461) ، والتهذيب (4/179) ، التقريب (252/ت 2583) . (¬6) ابن عبد العزيز أبو عمر الدوري المقرئ، الضرير الأصغر، صاحب الكسائي، لا بأس به، من العاشرة، مات سنة 246 أو 248 ومولده تقريباً 150. تهذيب الكمال (7/34-37) ، اللسان (7/201، 476) ، التقريب (173/ت 1416) . ويحتمل أن يكون أبو عمر حفص بن عمر، أبا عمر الضرير الأكبر البصري، صدوق عالم، قيل ولد أعمى، من كبار العاشرة، مات سنة 220 وقد جاوز السبعين. تهذيب الكمال (7/460) ، التقريب (173/ت 1421) . حيث ذكرا جميعاً فيمن روى عن حماد بن سلمة، ولم يذكرا جميعاً فيمن روى عنهم سليمان بن عبد الجبار، والله أعلم.

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا تَكُونُ الذَّكاةُ إلاَّ فِي اللَّبَّةِ أَوِ الْحَلْقِ؟)) (¬1) . قَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: وَوَجَدْتُ فِي كِتَابٍ عِنْدِي آخَرَ ((لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِها وقُلْتَ: بِسْم اللَّهِ لأَجْزَأَ عَنْكَ)) (¬2) . قال المدائني: وحدثنا به عبد الأعلى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ (¬3) . 145 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَنِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الصَّوَّافُ (¬4) وَمَا كَتَبْتُهُ إِلا عَنْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم ابن مسلم (¬5) ، حَدَّثَنِي أَبُو ¬

(¬1) ضعيف، وقد سبق تخريجه في الرواية رقم (140) . (¬2) هذه الزيادة تفرد بها حفص بن عمر وهي زيادة شاذة، وكل من روى عن حماد -مع كثرتهم- لم يذكروا هذه الجملة، وقد سبق تخريج رواياتهم في الرواية رقم (140) . (¬3) وقد سبق تخريج روايته ورواية غيره في رقم (140) فلينظر هناك. (¬4) روى عن الربيع بن سليمان، وعنه ابن زبر الربعي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهل، مات سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة. انظر مولد العلماء ووفياتهم (1/273) ، و (2/661) . (¬5) ابن سالم، أبو أمية الخزاعي، بغداديّ سكن طرسوس. وثقه أبو داود وابن حبان وزاد: "دخل مصر فحدّثهم من حفظه من غير كتاب بأشياء أخطأ فيها، فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا ما حدث من كتابه". وقال أبو بكر الخلال: "رجل رفيع القدر جداً، كان إماماً في الحديث، مقدّماً في زمانه". وقال ابن يونس: "كان من أهل الرحلة فهماً بالحديث، وكان حسن الحديث، توفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين"، وقال أبو أحمد الحاكم: "صدوق كثير الوهم"، وقال الحافظ: "صدوق صاحب حديث يهم". تاريخ بغداد (1/395) ، والمؤتلف والمختلف لابن القيسراني (ص97) ، والثقات لابن حبان (9/137) ، وتهذيب الكمال (24/328-330) ، وتذكرة الحفاظ (2/581) ، وسير أعلام النبلاء (13/91-93) ، والتهذيب (9/14) ، والتقريب (466/ت5700) ، وطبقات الحفاظ (ص262) .

مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ القُدَاميّ العامِريّ (¬1) ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، وَعَنْ أَبِي بكر بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالا: ((بَلَغَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم [ل/31أ] أنَّ رِجالاً مِنْ كِنْدَةَ يَزْعُمونَ أنَّه مِنهُمْ فقالَ: "إِنْ كانَ يَقُولُ ذَاكَ العبَّاسُ وَأَبُو سُفْيانَ بنُ حَرْبٍ إذَا قَدِمَا اليَمَن لِيَأْمَنَا بذلكَ وَإِنَّا لاَ نَنْتَفِي مِنْ آبائِنَا، نحنُ بَنُو النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ"، قالَ: وخَطبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم، فقالَ: "أَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ عبدِالمطَّلِب بْنِ هَاشِمٍ بنِ عبدِ مَنَافٍ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ ابْنِ لُؤَيِّ بْنِ غاَلِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكةَ بْنِ إِلْيَاسِ ابْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ، وَمَا افْتَرَقَ النّاسُ ¬

(¬1) المصّيصيّ، صاحب كتاب "فتوح الشام". قال الدارقطني: "متروك"، وقال أبو يعلى الخليلي: "روى بمصر عن مالك أحاديث لا يتابع عليها، أخذ أحاديث الضعفاء من أصحاب الزهري، فرواها عن مالك، عن الزهري"، وقال ابن عدي: "عامة حديثه غير محفوظة"، وقال الذهبي: "أحد الضعفاء، أتى عن مالك بمصائب". الإرشاد (1/280-281) ، و (1/422) ، والمجروحين (2/39) ، والكامل (4/257-258) ، كتاب الضعفاء لأبي نعيم (ص100) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/138) ، ونصب الراية (4/97) ، واللسان (3/335) ، والإصابة (1/77) و (4/297) ، وتدريب الراوي (2/286) .

فِرْقَتَيْنِ إِلاَّ جَعَلَنِي اللَّهُ فِي الخَيْرِ مِنْهُمَا حتَّى خَرجْتُ مِنْ بَيْنِ أَبَوَيْنِ، وَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ زَعْمِ الجَاهِلِيَّةِ، وخَرجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ حتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي وأُمِّي، وَأَنَا خَيْرُكُمْ نَفْساً وخَيْرُكُمْ أَبًا" صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم)) (¬1) ¬

(¬1) حديث منكر، فيه عبد الله بن محمد العامري، وقد تقدم ما فيه. أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص170-171) من طريق صالح بن علي النوفليّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن ربيعة العامري به، ولم يقل: وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وليس فيه قوله ((حَتَّى خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِ أَبَوَيْنِ، وَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ زَعْمِ الْجَاهِلِيَّةِ)) . تفرد به عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُدَامِيُّ، فقال عن مالك عن الزهري، عن أنس متصلاً، وأعتقد أنه من عمله، وقد تقدم عن الخليلي أنه أخذ أحاديث الضعفاء من أصحاب الزهري فرواها عن مالك عن الزهري، والصواب أن الزهري أرسله كما روى عنه معمر بن راشد وصالح بن كيسان. أخرج حديثهما ابن سعد في "الطبقات" (1/22-23) . وقد روي انتساب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختصرا من حديث الأشعث بن قيس، وأبي هريرة، والجفشيش الكندي، وعمرو بن العاص. أما حديث الأشعث فأخرجه عبد الله بن المبارك في "مسنده" (ص96) ، والطيالسي (ص141) ، وأحمد (5/211) ، وفي (5/212) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/23) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/274) ، وفي "التاريخ الصغير" (1/11) ، وابن ماجه (2/871) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/235) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/165) و (4/382) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/60) ، والضياء في "المختارة" (4/303-304) ، وفي (4/304-305) ، وفي (4/305) ، والمزي "في تهذيب الكمال" (20/238) من طرق عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عقيل ابن طلحة السلمي، عن مسلم ابن هيصم، عن الأشعث بن قيس قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في وفد من كندة، ولا يروني إلا أفضلهم فقلت: يا رسول الله، ألستم منا؟ فقال: ((نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا)) ، قال: فكان الأشعث بن قيس يقول: لا أوتى برجل نفى رجلاً من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد. هذا الحديث حسّن إسناده الضياء المقدسي، وحسّنه الشيخ الألباني. وقال في مصباح الزجاجة: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات؛ لأن عقيل بن طلحة وثّقه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم". انظر المختارة (4/303-305) ، ومصباح الزجاجة (3/118-119) . - وحديث الجفشيش الكندي أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/285) ، وفي "المعجم الصغير" (1/144) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/128) ، وفي "تالي التلخيص" (1/104) من طريق يحيى بن آدم، كلهم عن الحسن بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيّ، عَنْ أبيه عن الجفشيش قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أنت ممن يا رسول الله؟ قال: ((نحن بنوالنضر بن كنانة ... )) فذكر نحو حديث الأشعث. وإسناده منقطع؛ لأن صالح بن حي لم يدرك جفشيش الكندي. قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة (1/492) : "رواه الطبراني من طريق صالح بن حيّ، عن الجفشيش الكندي ... وله من طرق أخرى عن صالح، حدثنا الجفشيش، وهو خطأ؛ فإنه لم يدركه، وأصل الحديث في مسند أحمد من رواية مسلم بن هيصم عن الأشعث ـ فذكر الحديث ـ ولم يذكر الجفشيش، وذكر أبو عمر عن عمران بن موسى ابن طلحة عن الجفشيش مثله، وهو مرسل أيضاً". ثم نقل الحافظ عن عمر بن شبة أنه ذكر أن الجفشيش ارتد من كندة وأنه أخذ أسيراً، وأنه قتل صبراً، فإن صح ذلك فلا صحبة له، ورواية كل من روى عنه مرسلة؛ لأنهم لم يدركوا ذلك الزمان والله أعلم. - ... وحديث عمرو بن العاص أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/23) عن معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب، عمن لا يتّهم، عن عمرو بن العاص أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: ((أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ـ فانتسب حتى بلغ النضر بن كنانة ـ فمن قال غير ذلك فقد كذب)) . قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (6/528) : "روى ابن سعد من حديث عمرو بن العاص بإسناد فيه ضعف مرفوعاً فذكره". قلت: وقد رواه ابن سعد أيضاً عن معن بن عيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أبيه نحوه مرسلاً. - وحديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/166) من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح ابن كيسان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إنك من كندة قال: ((نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لا ننتفي من أبينا، ولا نقفو أمّنا)) . وأما الجزء الأخير من الحديث فقد أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص470) ، وحمزة بن يوسف في "تاريخ جرجان" (1/361-362) من طريق ابن أبي عمر عن محمد بن جعفر بن محمد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((خرجت مِنْ نَكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، ثم ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية)) . قال الحافظ في "التلخيص" (3/176) : "في إسناده نظر، ورواه البيهقي من حديث أنس وإسناده ضعيف".

146 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَنِيُّ بمصر،

حَدَّثَنَا جعفر ابن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى (¬1) الْخَشَّابُ، حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن الْجَزَرِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لَبِيدٌ: ذهَبَ الذينَ يُعاشُ فِي أكنافِهِمْ وبَقِيْتُ فِي خَلْفٍ كَجِلدِ الأجرَبِ يتحدّثونَ مَلاذة (¬3) ومَخَافةً ويُعابُ قائِلُهمْ وإنْ لَم يَشْغَبِ (¬4) قَالَ هِشَامٌ: قَالَ عُرْوَةُ: كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَتْ عَائِشَةُ هَذَا الزَّمَانَ؟! [ل/31ب] ¬

(¬1) ابن يزيد التنّيسيّ، منكر الحديث واتّهمه ابن طاهر ومسلمة بالكذب. وقال ابن حبان: "يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز الاحتجاج عندي بما انفرد به من الأخبار"، وقال ابن عدي: "ذكر عنه غير حديث لا يحدّث به غيره". وقال ابن يونس: "مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان مضطرب الحديث جداً". انظر المجروحين (1/146) ، والكامل لابن عدي (1/191) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/83) ، والعلل المتناهية له (1/200) ، واللسان (1/240) ، والكشف الحثيث (ص52) و (ص152) . (¬2) قال في "الميزان": "عن سفيان الثوري والأوزاعي، وعنه أحمد بن عيسى الخشّاب بمناكير وعجائب، اتهمه ابن حبان بالوضع والتركيب". انظر المجروحين (2/35) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/129) ، واللسان (3/307) ، والكشف الحثيث (ص152) . (¬3) ملاذة: مصدر ملذه ملْذاً، والملاذ: الذي لا يصدق في محبته. النهاية (4/256) . (¬4) الشغب: هو تهييج الشر والفتنة والخصام. النهاية (2/482) .

قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: وَقَالَ هِشَامٌ: وَأَنَا لا أَقُولُ شَيْئًا (¬1) . قال أبو عبد الله الْيَمَنِيُّ: تُوُفِّيَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ الْحِمْيَرِيُّ الْبَزَّارُ يَوْمَ الأَحَدِ لأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ. ¬

(¬1) منكر جدا بهذا الإسناد فيه: عبد الله بن عبد الرحمن الجزري وأحمد بن عيسى الخشاب، وكلاهما متّهم، وجعفر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، ومحمد ابن الحسين بن عمر اليمني لم أجد لهما ترجمة، وقد تفرد الجزري عن مالك، والقصة ثابتة من طرق أخرى. أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (ص60-61) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (11/246-247) ، وأبو داود في "الزهد" (277-278/رقم330) ، والبخاري في "التاريخ الصغير" (1/56) كلهم من طريق الزهري. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5/275) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/845 ـ بغية الباحث ـ) ، والدينوري في "المجالسة" (8/143-144/ رقم3453) من طريق محمد بن كناسة الأسدي، وعزاه ابن حجر في "الإصابة" (5/678-679) إلى ابن منده وسعدان بن نصر في "فوائده" من طرق عن هشام، كلاهما ـ أي الزهري وهشام ـ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عنها. وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/197-198) عن هشام به. وأخرجه محمد بن عبد الباقي الأيوبي في "المناهل السلسلة" (ص135-137) من طريق السلفي، عن أحمد بن علي ابن بدران، عن أبي الحسين محمد بن أحمد الآبنوسي، عن محمد بن عبد الرحمن بن حسام الدينوري، عن أبي بشر إسماعيل الحلواني، عن علي بن عبد المؤمن، عن وكيع عن هشام به. وفيه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ((إن من الشعر حكمة)) ، وقالت عائشة رضي الله عنها: يرحم الله لبيداً وهو الذي يقول ... فذكر البيتين، غير أن البيت الثاني يأتي هكذا: يتأكلون خيانة مذمومة ويعاب سائلهم وإن لم يشغب هذا الحديث مسلسل بقول كلّ راوٍ "رحم الله فلاناً" إلى صاحب المناهل، ونقل عن محمد عابد السندي أنه قال: "قد جزم العلائي وغيره بصحة تسلسله، قال ابن الطيب: أجمع أهل المسلسلات على تخريجه". وقد حصل اختلاف كثير في لفظ البيت الثاني، والبيتان في ديوان لبيد (ص153 ـ تحقيق إحسان عباس ـ) ، والبيت الثاني عنده يأتي هكذا: يتأكلون مغالة وخيانة وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ.

147 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد (¬1) الأبنوسي مذاكرة قال: سمعت محمد بن عمر بن الجِعّابيّ (¬2) يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن خيثمة يقول: ((كنتُ بالبصرة في صفر سنةَ ستٍّ وخمسين ومِائَتَينِ، فجاؤوا بكتابٍ لنصر بن علي عهده على القضاء في يومٍ حضرْناه بالغَدَاة فقال: أَخِّروا إلى العَشِيِّ، فلمَّا خرج إلى صَلاة الظُّهْر عَاوَدُوْه قال: سألْتُكم إلى العَشِيِّ وعسى أن يَكْفِيَ الله، قال: ثم دخل إلى منزِلِه فأخبرَني ابنُه أنَّه صلَّى ركعَتَيْنِ، ¬

(¬1) ابن علي، أبو عبد الله الصيرفي المعروف بابن الأبنوسي. قال الخطيب: "كان كثير الكتب والسماع، ولم يروِ إلا شيئاً يسيراً". وقال: سمعت البرقاني ذكر ابن الأبنوسي فلم يحمد أمره، وقال: "سألني عن كتاب الجامع الصحيح لأبي عيسى الترمذي، فقلت: هو سماعي، ولكن ليس لي به نسخة، وقال أبو بكر: فوجدت في كتب ابن الأبنوسي بعد موته نسخة بكتاب أبي عيسى قد ترجمها وكتب عليها اسمي واسمه، وسمّع لنفسه في النسخة مني"، فذكرت أنا ـ أي الخطيب ـ هذه الحطاية لحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق فقال: "لم يكن ابن الأبنوسي ممن يتعمّد الكذب، لكنه كان قد حبّب إليه جمع الكتب، فكان إذا دخل له كتاب ترجمه وكتب عليه اسم راويه واسمه قبل أن يسمعه، ثم يسمعه بعد ذلك". مات بالدينور في ذي الحجة من سنة أربع وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (5/69) . (¬2) أبو بكر التميمي، قاضي الموصل، يعرف بابن الجعابي. قال الخطيب: "كان أحد الحفاظ المجودين، صحب أبا العباس بن عقدة وعنه أخذ الحفظ، وله تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ ومعرفة الإخوة والأخوات، وتواريخ الأمصار، وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف". مات سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد (3/26-30) ، وسير أعلام النبلاء (16/88-92) ، وتذكرة الحفاظ (3/925-928) .

وسجد فسأل الله أن يَقْبِضَه إليه فماتَ وهو ساجدٌ رحِمَه الله)) (¬1) . 148 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار البَيِّع، حدثنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا عبد الله بن شَبِيب (¬2) ، حدثنا يحيى بن سليمان ابن نَضْلَة (¬3) قال: ((قالَ هارونُ الرَّشيدُ لمِاَلكٍ بنِ أنسٍ رحِمهُ اللهُ: يا مالكُ، كيَفَ كانَتْ منزِلةُ أبي بكرٍ وعُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهُمَا مِنْ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ؟ قال: كَقُربِ قبرَيْهِمَا مِنْ قبرِهِ بَعْدَ وفاتِهِ، قالَ: شَفَيْتَنِيْ يا مالكُ)) (¬4) . ¬

(¬1) في إسناده عبد الله بن محمد بن خيثمة، لم أجد ترجمته، والخبر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) ابن خالد، أبو سعيد العبسي، مكيّ سكن البصرة، أخباري علاّمة، لكنه واهٍ. قال أبو أحمد الحاكم: "ذاهب الحديث"، وقال فضلك الرازي: "يحلّ ضرب عنقه"، وقال ابن حبان: "يقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به"، وقال أبو الحسن بن القطان الفاسي: "ذاهب الحديث متروكه ومنهم من يتهمه بالوضع"، ثم نقل عن ابن خزيمة أنه تركه. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (5/83) ، والمجروحين (2/47) ، والكامل لابن عدي (4/262) ، وتاريخ بغداد (9/474) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/126) ، وبيان الوهم والإيهام (3/115) و (5/549) ، والميزان (2/438) ، وتذكرة الحفاظ (2/613) ، واللسان (3/299) . (¬3) الكعبي الخزاعي، المدني، متكلم فيه. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويهم"، وقال ابن عدي: "كان ابن صاعد يقدم ويفخّم أمره، وهو يحدث عن مالك بالموطأ وغير الموطأ ... ويروي عن مالك وأهل المدينة أحاديث عامتها مستقيمة"، وقال ابن خراش: "لا يسوَى فلساً". الكامل (7/255) ، والميزان (3/383) ، واللسان (6/261) . (¬4) إسناده ضعيف جدًّا فيه: - يحيى بن سليمان بن نضلة، متكلم فيه وضعّفه ابن خراش جدا. - وعبد الله بن شبيب، واهي الحديث وذاهبه، واتهمه بعضهم. أخرجه الآجري في "الشريعة" (5/2369-2370/رقم1849) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (7/1299/رقم2461) كلاهما من طريق محمد بن مخلد العطار به. وذكره المحب الطبري في "الرياض النضرة" (1/334) وعزاه إلى البصري والسلفي. وذكره أيضا الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/308) .

149 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عمر بن حيّويه يقول: [ل/32أ] سمعت أحمد ابن عبد الله بن سيف الفرائضي (¬1) يقول: سمعت المُزَنيّ يقول: سمعت الشافعيَّ يقول: ((الذِّلُّ في خمسة أشياءَ؛ حضورُ المجلِس بلا نُسخةٍ ذِلٌّ، وعُبُوْر المعبر بلا قِطْعَةٍ ذِلٌّ، ودخولُ الحَمَّام بلا كَرْنِب ذِلٌّ، وتَذَلُّلُ الشَّريفِ لِلَّذِيْ يَنَالُ منه ذِلٌّ، وتَذَلُّلُ الرَّجلِ لِلْمَرْأة لِيَنالَ مِنْ مالِهَا شيئا ذِلٌّ)) (¬2) . 150 - سمعت أحمد يقول: سمعت عبد العزيز بن غلام الزجاج يقول: سمعت أبا الفرج الهَنْدَبانيّ يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل ¬

(¬1) هو أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد، أبو بكر الفرائضي، سجستاني الأصل، وثقه الخطيب، مات سنة ست عشرة - يعني وثلاثمائة-، لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى. تاريخ بغداد (4/225) ، وفهرس ابن النديم (ص199) . (¬2) إسناده صحيح. أخرجه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/202) عن المزني مثله. كما أخرج من طريق الشافعي، عن مالك، عن الزهري مثله. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/127) عن ابن مقسم المقرئ، عن أبي بكر بن سيف، عن المزني قال: سمعت الشافعي يقول ـ وسئل عمن يرى في الحمام مكشوفاً أتقبل شهادته؟ فقال: لا. وأخرج الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/284) عن أبي نعيم الحافظ، عن ابن مقسم، عن أبي بكر الخلال، عن الربيع عن الشافعي يقول: "حضور المجلس بلا نسخة ذل".

يقول: ((رأَيْتُ أبي رَضِيَ الله عَنْهُ في النَّوْمِ فقُلْتُ: يَا أَبَةِ، أَتَاك مُنْكَرٌ وَنَكِيْرٌ؟ قالَ: نَعَمْ، فقُلْتُ: فَمَا فَعَلْتَ مَعَهُمَا؟ فقالَ: قَالاَ لي: مَنْ ربُّكَ؟ فَقُلْتُ: أَمَا تَسْتَحِيَانِ مِنِّي، تَقُولاَنِ لِيْ هَذَا؟ فَقَالاَ: يَا أَحْمَدُ، اعْذُرْنَا، فَإِنَّا بِهَذَا أُمِرْنَا، وَتَرَكاَنِيْ وَمَضَيَا)) (¬1) . 151 - وسمعته يقول: ((كنتُ أَزُوْر قبرَ أحمدَ بْنِ حَنْبَلٍ رضِيَ الله عَنْهُ، فَتَركْتُه مدَّةً، فَرَأَيْتُ في المَنَام قائِلاً يقُولُ: لِمَ تركْتَ زيارةَ قبرِ إمَامِ السُّنَّة؟!)) (¬2) . 152 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر البزاز الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى ابن سَهْلٍ (¬3) الجَوْنيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ (¬4) ، حَدَّثَنَا قَزَعة بْنُ سُويد (¬5) ، حدثنا عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ ¬

(¬1) في إسناده غلام الزجاج، وأبو الفرج الهندباني، لم أجد ترجمتهما، والحكاية لم أجدها عند غير المصنف. (¬2) إسناده كسابقه، ولم أجد الحكاية أيضاً. (¬3) ابن عبد الحميد البصري، الإمام المحدّث الثقة الرحّال، وثقه الدارقطني. مات سنة سبع وثلاثمائة في رجب. ترجمته في: تاريخ بغداد (13/56-57) ، وتذكرة الحفاظ (2/763-764) ، وطبقات الحفاظ (ص321) . (¬4) البصري، أبو بحر الصيرفي، صدوق، مات سنة أربعين ومائتين، وقيل غير ذلك. تهذيب الكمال (18/466) ، والتهذيب (6/438) ، والتقريب (364/ت4247) . (¬5) ابن حجير ـ بالتصغير ـ، الباهلي، أبو محمد البصري، ضعيف. التقريب (455/ت5546) .

عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (¬1) ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ مِنْ حُسنِ إسلامِ المرءِ تركَهُ مالا يَعْنِيْهِ)) (¬2) ¬

(¬1) ابن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين. (¬2) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/138) ، وفي "المعجم الأوسط" (8/202) ، وفي "المعجم الصغير" (2/231) ، وتمام في "فوائده" (1/203) ، وابن المقرئ في "معجمه" (رقم833) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/144) ، وابن العديم في "بغية الطلب" (6/2563) من طرق عن أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْجَوْنِيُّ به. هذا إسناد منكر تفرد به قَزَعة بن سويد وهو ضعيف، قال الطبراني: "لم يروِه عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إلا قَزَعة". قال ابن المقرئ: "رأيت هذا الحديث عن عبد الواحد عند غيره، عن علي بن الحسين بلا أبيه، مرسل". وقال الدارقطني: "وكذلك قيل: عن عدي بن الفضل عن عبيد الله ولا يصحّ، وغيره يرويه عن عبيد الله، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين مرسلاً". العلل (3/109) . قلت: لعله يعني ما أخرجه المصنف برقم (750) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7/416) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي عن القعنبي عن مالك والعمري عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حسين عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلاً. هذا الحديث مداره على الزهري فاختلف عنه: فرواه أبو همام محمد بن محبَّب الدلاّل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين عن أبيه عن علي ابن أبي طالب عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/116) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/415) . ورواه قزعة بن سويد عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري عن علي بن الحسين بن علي، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم كما تقدم. ورواه موسى بن داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (1/201) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/128) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، وإسماعيل الصفار في "جزء من حديثه" (ل2/أ) ، وابن بطة في "الإبانة" (1/411) ،، وتمام في "فوائده" (1/203) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/196) . ورواه مالك عن الزهري فاختلف عليه: فرواه جمهور أصحاب مالك عنه، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين مرسلاً، وهؤلاء: قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، ووكيع، والقعنبي، ويحيى بن بكير، وابن وهب، وابن أبي أويس، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، وحماد ابن مسعدة. - وحديث قتيبة أخرجه الترمذي (4/558ح2316) كتاب الزهد، باب حديث: مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكَهُ ما لا يعنيه. - وحديث يحيى بن يحيى في الموطأ بروايته (2/903) ، ومن طريقه البيهقي في "الأربعون الصغرى" (ص52) . - وحديث وكيع أخرجه هناد في "الزهد" (2/539) . - وحديث القعنبي أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/360) ، والبيهقي في "الأربعون الصغرى" (ص51) . - وحديث إسماعيل بن أبي أويس أخرجه البيهقي في "الأربعون الصغرى" (ص52) . - وحديث علي بن الجعد، ووخلف بن هشام، وخالد بن خداش أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (ص92) . - وحديث ابن وهب أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/144) ، وقرن مالكاً بيونس. - وحديث أبي نعيم أخرجه البيهقي في "الأربعون الصغرى" (ص52) ، وفي "المدخل" (ص223) . - وحديث إسحاق بن عيسى الطباع أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص206) . - وحديث حماد بن مسعدة أخرجه المؤلف في الرواية رقم (750) . وخالفهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني فقال: عن مالك، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - موصولاً. أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (ص87) ، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص217) ، وابن عدي في "الكامل" (3/37) ، وتمام في "فوائده" (1/203) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/195) ، والمؤلف برقم (1067) ، وابن العديم في "بغية الطلب" (2/2507) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (4/19) . وخالد بن عبد الرحمن هذا قال عنه العقيلي: "في حفظه شيء". وقال ابن عدي: "ليس بذاك". وقال الدارقطني: "ليس بالقوي". ووثقه ابن معين. انظر الضعفاء (2/9) ، والكامل (3/37) ، والعلل للدارقطني (8/27) . فروايته شاذّة، والمحفوظ رواية الجماعة عن مالك مرسلاً، لأنهم أوثق منه وأكثر عدداً. قال الترمذي: "وهكذا روى غير واحد من أصحاب الزهري عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - نحو حديث مالك مرسلاً، وهذا عندنا أصح من حديث أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وعلي بن حسين لم يدرك علي بن أبي طالب". وقال الدارقطني: "والصحيح قول من أرسله عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". العلل (3/109) . وقال أبو نعيم: "اختلف على الزهري من أقاويل، وصوابه مرسل". معرفة الصحابة - في ترجمة الحسين بن علي-. وقال البيهقي بعد إخراجه لحديث مالك: "هذا هو الصحيح مرسلاً". الأربعون الصغرى" (ص52) . وخالفهم جميعاً محمد بن المبارك فرواه عن مالك، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/64) . قال الخطيب: "الصحيح عن مالك، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين مرسلاً". قلت وقد تقدم من كلام الترمذي ما أفاد هذا المعنى. وقد تابع مالكاً على الرواية المرسلة من أصحاب الزهري معمر وزياد بن سعد، كما أشار إلى ذلك الترمذي. أما حديث معمر فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11/307-308) ، ومن طريقه البيهقي في "الأربعون الصغرى" (ص48) . وحديث زياد بن سعد أخرجه أبن أبي عمر في "كتاب الإيمان" (ص111) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/197) من طريق سفيان بن عيينة عنه به. كما تابع الزهريَّ أيضاً على هذه الرواية شعيب بن خالد، أخرجه أحمد (1/201) ، وهناد في "الزهد" (2/541) من طريق حجاج بن دينار عنه عن حسين بن علي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه)) . وذكر الدارقطني اختلافاً آخر فقال: "وروي عن جعفر بن محمد، واختلف عنه. فرواه مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ علي، وخالفه يوسف بن أسباط فرواه عن الثوري عن جعفر، عن أبيه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، والصحيح قول من أرسله عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". العلل (3/110) . وحديث أسباط الذي أشار إليه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/249) ، قال أبو نعيم عقبه: "غريب عن الثوري عن جعفر، تفرد به يوسف فيما أرى، وقد روى يوسف مكان علي بن الحسين علي بن أبي طالب، والصحيح علي بن الحسين". وللحديث ـ المرسل ـ شواهد عن أبي هريرة وزيد بن ثابت. أما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (4/558ح2317) كتاب الزهد، باب حديث مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكَهُ ما لا يعنيه، من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وابن ماجه (2/1315ح3976) كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، وابن حبان (1/466) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (ص54-55) كلهم من طريق محمد بن شعيب بن شابور، والبيهقي في "المدخل" (ص224) وفي "الأربعون الصغرى" (ص52) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/144) كلاهما من طريق الوليد بن مزيد، وذكره العقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، والدارقطني في "العلل" (8/25) من طريق بشر بن بكر، كلهم عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عن أبي هريرة. وقرة بن عبد الرحمن بن حَيْويل: بمهملة مفتوحة ثم تحتانية، وزن جبريل المعافري، المصري، يقال: اسمه يحيى، صدوق له مناكير، مات سنة سبع وأربعين ومائة. التقريب (455/ت5541) . قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة إلا من هذا الوجه". وقال الدارقطني: "وخالفهم عمر بن عبد الواحد، وبقية بن الوليد، وأبو المغيرة، فرووه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لم يذكروا فيه قرة". قلت: حديث بقية أخرجه ابن البناء في "الرسالة المغنية" (57) ، وذكره العقيلي في "الضعفاء" (2/9) . وكذا رواه مبشر بن إسماعيل الحلبي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة، رواه عنه موسى بن هارون البردي ذكره العقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، والدارقطني في "العلل" (8/26) . وموسى بن هارون البردي وثقه الدارقطي، وقال الحافظ: "صدوق ربما أخطأ". التقريب (554/ت7021) . ورواه عبد الرزاق بْنُ عُمَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/308-309) ، وذكره العقيلي في "الضعفاء" (2/10) ، والدراقطني في "العلل" (8/26) . ورواه إسماعيل بن عياش ومحمد بن كثير المصيصي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عن أبي هريرة، ذكره الدارقطني في "العلل" (8/26) . ورواه عبد الله بن بديل عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ذكره الدارقطني في "العلل" (8/26) . قال الدارقطني: "والمحفوظ حديث أبي هريرة وحديث الحسين بن علي مرسلاً". وقد روي حديث أبي هريرة من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/188) ، وتمام في "فوائده" (1/203) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (ص92) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/66) ، وابن عدي في "الكامل" (3/37) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/172) من طرق عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن عمر العمري به. وعبد الرحمن بن عبد الله العمري ضعفه أحمد جدا وكذّبه. وقال ابن معين وابن عدي والدارقطني: "ضعيف". وقال النسائي: "متروك". انظر الكامل (4/277) ، والعلل للداقطني (8/27) .

[ل/32ب] 153 - أخبرنا أحمد، حدثنا عُبيدالله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَوَّابِ المُقرِئ (¬1) ، حدثنا عبد الله ابن مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عبد الحميد (¬2) ¬

(¬1) قال الدارقطني عن هذا الحديث: "لا يصحّ عن سهيل، والصحيح حديث الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ مرسلاً". وقال ابن عدي عقب إخراجه من هذا الطريق: "وهذا بهذا الإسناد لا يرويه عن سهيل غير عبد الرحمن العمري"، ثم ذكر أقوال الأئمة فيه. الخلاصة أن المحفوظ من حديث أبي هريرة ما رواه الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عنه. قال ابن عبد البر: "وهو محفوظ بهذا الإسناد من رواية الثقات". قلت: ولكن اختلف فيه على أبي هريرة؛ لأن الأوزاعي مرة يرويه عن الزهري هكذا، ومرة عن أبي سلمة وسليمان ابن يسار عن أبي هريرة، ومرة يرويه عن سالم، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر. ولا يعني كون الحديث محفوظاً من حديث أبي هريرة أنه صحيح؛ لأن الذين روَوْه عن الزهري أربعة: مالك، وروايته المحفوظة عن علي بن الحسين مرسلاً. عبد الرزاق بن عمر الدمشقي، وروايته غير ثابتة؛ لأنه متروك في الزهري. وعبد الرحمن الأوزاعي، وروايته عن الزهري مباشرة غير محفوظة؛ لأنه إنما يرويها عن قرة عن الزهري. وقرة بن عبد الرحمن، وروايته أقوى الروايات لهذا الوجه، لكنها خالفت رواية الأكثرين الذين روَوْا الحديث عن علي ابن الحسين مرسلاً، فهذا الحديث من مناكير قرة. راجع مرويات الزهري المعلة للدكتور عبد الله محمد حسن دمفو (2/543-561) ، و (3/1269-1279) . وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (2/118) ، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/143) من طريق محمد بن كثير بن مروان الفلسطيني، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد ابن ثابت عن أبيه به. قال الطبراني: "تفرد به محمد بن كثير بن مروان عن ابن أبي الزناد، ولا كتبنا إلا عن محمد بن عبدة، ولا يروى عن زيد ابن ثابت إلا بهذا الإسناد". قلت: ومحمد بن كثير بن مروان هذا قال عنه الهيثمي: "ضعيف"، وقال ابن حجر: "متروك". انظر مجمع الزوائد (8/188) ، والتقريب (504/ت6255) . والحاصل أن هذا الحديث ضعيف؛ لأن الراجح في روايته من طريق الزهري المرسلة، ورواية الزهري لحديث أبي هريرة معلولة، وأما الشاهد الآخر عن زيد بن ثابت فلا يصلح لتقوية الحديث؛ لأن محمد بن كثير متروك كما تقدم. انظر مرويات الزهري المعلة (2/543-561) ، و (3/1269-1279) . () أبو الحُسين البغدادي، يعرف بابن المقرئ، وثّقه الأزهري، وقال العتيقي: "كان ثقة مأموناً". توفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة لأربع بقين من رمضان. تاريخ بغداد (10/362) ، والميزان (1/481) ، وسير أعلام النبلاء (16/369-370) ، واللسان (2/198) . (¬2) ابن عبد الرحمن بن بَشْمين ـ بفتح الموحدة وسكون المعجمة ـ الحمانيّ الكوفي، حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. قال ابن معين: "ثقة"، وقال أيضاً: "صدوق مشهور، ما بالكوفة مثله، ما يقال فيه إلا من حسد". وقال الرمادي: "هو أوثق عندي من ابن أبي شيبة". وقال أبو يعلى الخليلي: "حافظ سمع مالكاً وقيس بن الربيع وشريكاً، وثّقه يحيى بن معين وضعفه الجمهور، مخرج في الصحيحين"، وقال ابن عدي: "ولم أرَ في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير فأذكرها، وأرجو أنه لا بأس به"، وقال الذهبي: "كان من أعيان الحفاظ، وليس بمتقن". قلت: ولذلك قال علي بن المديني: "أدركت ثلاثة يحدثون بما لا يحفظون: يحيى بن عبد الحميد وعبد الأعلى السامي والمعتمر بن سليمان". وضعفه النسائي، ورماه أحمد وابن نمير، وتكلم فيه محمد بن يحيى الذهلي، وترك أبو زرعة الرواية عنه. وقال الجوزجاني: "ساقط متلوّن، ترك حديثه فلا ينبعث". وقال أبو حاتم: "ليّن". ومع هذا فقد روى عنه كما حكاه ابنه. انظر مولد العلماء (2/505) ، والتاريخ الكبير (8/291) ، والتاريخ الصغير (2/357) ، والضعفاء الصغير للبخاري (120) ، والضعفاء للعقيلي (4/411-414) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (107) ، والجرح والتعديل (9/168-169) ، وتاريخ أسماء الثقات (ص270) ، والإرشاد للخليلي (2/577) ، والكامل لابن عدي (7/237-239) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/197) ، وتهذيب الكمال (31/419-434) ، وتذكرة الحفاظ (2/423) ، وسير أعلام النبلاء (10/532) ، والتهذيب (11/213-217) ، واللسان (7/434) .

الحِمّانيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زيد ابن أَسلَم (¬1) ، عَنْ أَبِيهِ (¬2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سلِّمُوْا علَى إخوانِكُمْ هؤلاءِ الشُّهداءِ، فإنّهُمْ يَرُدّونَ عَلَيْكُمْ)) (¬3) . 154 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬4) الدَّيْبُليّ، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم الْبَصْرِيُّ ¬

(¬1) العدوي مولاهم، ضعفه ابن معين، وأحمد، وأبو داود، والنسائي، وأبو زرعة وجماعة. وقال البخاري عن ابن المديني أنه ضعفه جدًّا. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. انظر الطبقات (5/413) ، وتاريخ الدارمي (ص151) ، وسؤالات ابن أبي شيبة (ص96) ، وسؤالات أبي داود (ص225) ، والضعفاء الصغير للبخاري (71) ، والتاريخ الكبير (5/284) ، والتاريخ الصغير (2/229) ، والضعفاء للعقيلي (2/331) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (66) ، والمجروحين (2/58) ، والكامل لابن عدي (4/269-273) ، وتهذيب الكمال (17/114-118) ، والكاشف (1/628) ، والتهذيب (6/161) ، والتقريب (340/ت3865) . (¬2) هو زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله وأبو أسامة، المدني، ثقة عالم وكان يرسل، مات سنة ست وثلاثين ومائة. التقريب (222/ت2117) . (¬3) ضعيف. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/270) من طريق محمد بن أبان بن ميمون السرّاج وأحمد بن محمد بن خالد البراثي كلاهما عن يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ به. - وفي إسناده عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم وهو ضعيف. - ويحيى بن عبد الحميد الحماني، تكلموا فيه. - وفي سماع زيد بن أسلم من ابن عمر اختلاف. سئل سفيان بن عيينة عنه فقال: "ما سمع من ابن عمر إلا حديثين". انظر جامع التحصيل (ص178) . (¬4) ابن عبد الله بن الفضل الديبلي، ثم المكيّ، أبو جعفر، قال الذهبي: "المحدث الصدوق، وكان مسند الحرم في وقته". توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. والديبليّ: نسبة إلى بلدة من إقليم الهند، قريبة من السند. انظر الأنساب (5/393) ، ومعجم البلدان (2/495) ، واللباب (1/522-523) ، وسير أعلام النبلاء (15/9-10) .

بِالْيَمَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ العُثمانيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا جُوَيْبِر (¬2) ، عَنِ الضَّحَّاك (¬3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنِ اتَّكَأَ عَلَى ¬

(¬1) هناك اثنان من اسمه محمد بن الصلت في هذه الطبقة: - أحدهما: محمد بن الصلت أبو يعلى التوزي ثم البصري. وثقه ابن نمير، والدارقطني، وقال أبو حاتم: "صدوق". وقال أبو زرعة: "صدوق، كان يملي علينا من حفظه التفسير وغيره، وربما وهم". وذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. انظر التاريخ الصغير للبخاري (2/357) ، والتاريخ الكبير (1/118) ، والكنى والأسماء لمسلم (2/928) ، والجرح والتعديل (1/323) و (7/289) ، والثقات لابن حبان (9/82) ، وتاريخ جرجان (ص70) ، والتعديل والتجريح (2/650) ، وتهذيب الكمال (25/401) ، والكاشف (2/182) ، والتهذيب (9/207) ، والتقريب (484/ت5971) . - والثاني: محمد بن الصلت بن الحجاج الاسدي، أبو جعفر الكوفي، الأصم، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما. مات في حدود العشرين ومائتين، انظر الجرح والتعديل (7/288) ، والتقريب (484/ت5970) . ولكن لم أجد من نسبهما إلى "العثماني" هكذا، والظاهر أن المراد هنا الأول لأمرين: أولهما: لقول أبي زرعة "كان يملي علينا من حفظه التفسير"، وقد روى عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم، وجويبر مشهور برواية التفسير عن الضحاك. والثاني: كون الراوي عنه ـ وهو إبراهيم بن عبد الرحيم ـ بصريًّا، فرواية الراوي عن أهل بلده أقرب منها عن غير أهل بلده والله أعلم. (¬2) هو جويبر بن سعيد الأزدي، أبو القاسم البلخي، سكن البصرة، راوي التفسير، ضعيف جدًّا. انظر تهذيب الكمال (5/167-171) ، والكاشف (1/298) ، والتهذيب (2/106) ، واللسان (7/191) ، والتقريب (143/ت987) . (¬3) هو الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم أو أبو محمد، الخراساني. وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل وأبو زرعة وغيرهم، وضعفه يحيى بن سعيد القطان. ولم يسمع من ابن عباس، كذا قاله شعبة وعبد الملك بن ميسرة وابن حبان، فروايته عنه مرسلة. وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق كثير الإرسال، من الخامسة، مات بعد المائة". انظر الطبقات لابن سعد (6/300-302) ، والعلل لأحمد (2/309) ، والتاريخ الكبير (4/332) ، والجرح والتعديل (1/131) ، و (4/458) ، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص94-97) ، والثقات لابن حبان (6/481) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص194) ، والكامل لابن عدي (4/95-96) ، وموضّح الأوهام (1/216) ، وتهذيب الكمال (13/291-297) ، والكاشف (1/509) ، وجامع التحصيل (ص199) ، واللسان (7/249) ، والتقريب (280/ت2978) .

يَدِهِ عالِمٌ كتبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطوةٍ عِتقَ رقَبَةٍ، ومَنْ قبَّلَ رأسَ عالمٍ كتبَ اللهُ لَهُ بكلِّ شَعْرةٍ حَسنةً)) (¬1) . 155 - أَخْبَرَنَا أحمد، حدثنا عُبيدالله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البَوَّاب المُقرِئ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2) الطالُقانيّ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ (¬4) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (¬5) ، حَدَّثَنَا مِنْدَل بْنُ عَلِيٍّ (¬6) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ¬

(¬1) إسناده ضعيف جدًّا فيه: - ... الانقطاع بين الضحاك بن مزاحم وابن عباس. - ... وجويبر ضعيف جدًّا. - ... وإبراهيم بن عبد الرحيم البصري لم أجد له ترجمة. والحديث ذكره الديلمي في "فردوس الآثار" (3/613/ح5917) من حديث ابن عباس. (¬2) ابن هشام، أبو نصر، يعرف بالطالقانيّ، قال الخطيب: "كان ثقة وربما سماه السكري أحمد بن محمد بن هشام". مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/371) ، و (5/116) . (¬3) الطالقاني: نسبة إلى طالقان، وهو بلدة من بلاد خراسان. ويحتمل أن يكون نسبة إلى ولاية بين قزوين وأبهر، عدة قرى يقع عليها هذا الاسم. المؤتلف والمختلف لابن القيسراني (ص95) . (¬4) ابن العريان، أبو الفضل الهروي. قال الذهبي: "المحدث القدوة، رحل وجاور، كان من الثقات، توفي بهراة سنة تسعين ومائتين عن سنّ عالية، وهو أخو معاذ بن نجدة الراوي عن قبيصة". سير أعلام النبلاء (13/571) . (¬5) هو أحمد بن عبد الله بن يونس بن اليربوعي. (¬6) هو مندل ـ مثلثة الميم ساكن الثاني - ابن علي العَنَزيّ ـ بفتح المهملة ثم زاي ـ أبو عبد الله الكوفي، يقال اسمه عمرو، ومندل لقب، ولد سنة ثلاث ومائة، ومات سنة سبع وستين ومائة وقيل: سنة ثمان. ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، والجوزجاني وغيرهم، وقال ابن سعد: "فيه ضعف، ومنهم من يشتهي حديثه ويوثقه، وكان خيّراً فاضلاً من أهل السنة"، وقال أبو حاتم: "شيخ". انظر الطبقات (6/381) ، وتاريخ الدارمي (ص92، و205) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص98) ، والضعفاء للعقيلي (4/266) ، والكامل لابن عدي (2/427 ـ في ترجمة أخيه حبان ـ) ، و (6/456) ، والمجروحين (3/25) ، وتهذيب الكمال (28/494-498) ، والكاشف (2/294) ، والتقريب (545/ت6883) .

عمارة (¬1) ، عن أبي إسحق (¬2) ، عَنِ الْحَارِثِ (¬3) ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَفْتَحْ عَلَى الإمامِ)) (¬4) ¬

(¬1) البجلي مولاهم، أبو محمد الكوفي، قاضي بغداد، متروك الحديث، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. تهذيب الكمال (6/265-277) ، والتهذيب (2/263-265) ، والتقريب (162/ت1264) . (¬2) هو السبيعي. (¬3) هو الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ـ بسون الميم ـ الحُوتي ـ بضم المهملة وبالمثناة ـ الكوفي، أبو زهير صاحب علي. ضعفه الجمهور، وكذبه الشعبي في رأيه، ورمي بالرفض. وأما ابن معين فقد وثقه، وكذا أحمد بن صالح وأثنى عليه. والراجح هو قول الجمهور؛ لأنهم أكثر، وقد تتبع ابن عدي رواياته فقال: "وعامة ما يرويه عنهما ـ يعني عن ابن مسعود وعلي رضي الله عنهما ـ غير محفوظ". وقال ابن حبان: "كان غالياً في التشيع، واهياً في الحديث". انظر تاريخ الدوري (3/360) ، و (3/495) ، وأحوال الرجال (ص43) ، وسؤالات البرذعي (ص587) ، والضعفاء للعقيلي (1/208-210) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص29) ، والجرح والتعديل (3/78) ، والكامل لابن عدي (2/185-186) ، والمجروحين (1/222) ، وتهذيب الكمال (5/244-253) ، والتهذيب (2/126-127) ، والتقريب (146/ت1029) . (¬4) إسناده ضعيف جدًّا فيه علل: - ... الحارث الأعور وهو ضعيف، وكذبه بعضهم. - ... الحسن بن عمارة متروك. - ... مندل بن علي ضعيف. - ... هناك انقطاع بين أبي إسحاق والحارث الأعور. قال أبو داود بعد إخراجه لهذا الحديث من هذا الطريق: "أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث، ليس هذا منها". وقال الخطابي: حديث علي هذا من رواية الحارث وفيه مقال، وقد روي عن علي نفسه أنه قال: "إذا استطعمكم فأطعموه"، من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، يريد أنه إذا تعايا في القراءة فلقّنوه. اهـ. انظر عون المعبود (3/125) . وقد صحح الحافظ ابن حجر هذا الأثر، وأعل المرفوع بالحارث الأعور حيث قال: "والحارث ضعيف". التلخيص (1/283) . والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2/142) ، وأبو داود (1/239) ، كتاب الصلاة، باب النهي عن التلقين، وابن حبان في "المجروحين" (1/222) ، والبزار (3/84 ـ البحر الزخار ـ) من طرق عن أبي إسحاق به، وعند البزار زوائد. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه، ورواه عن أبي إسحاق يونس بن أبي إسحاق وإسرائيل". وقال ابن حبان: "وهذا لا أصل له مرفوعاً، وهو قول علي عليه السلام". اهـ. وقد تقدم عن علي أنه قال خلاف هذا والله أعلم. وانظر نيل الأوطار (2/373) .

156 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الحُسين العَمِّيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا عُبيدالله بْنُ مُحَمَّدٍ العَيْشيّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السائب، عن سعيد بن جُبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الحجَرُ الأسوَدُ منَ الجَنّةِ، كانَ أشدَّ [ل/32ب] بَياضاً منَ الثّلجِ حتَّى سوَّدَتْه خَطايَا أهلِ الشّركِ)) (¬2) . ¬

(¬1) أبو بكر البصري، وثقه الدارقطني، وقال البرقاني: "ليس به بأس، وأمرنا الدارقطني أن نخرج عنه في الصحيح". مات سنة سبع وثلاثمائة. سؤالات حمزة بن يوسف للدارقطني (ص73) ، واللسان (5/422) . (¬2) إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، فإنه صدوق اختلط، لكن حماد بن سلمة سمع منه قبل الاختلاط، كما نص عليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (3/462) . والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/263) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (3/450) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 07/361) ، كلهم من طريق مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ العمي به. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1/84) عن يحيى بن جعفر بن أبي طالب عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ به (تصحف لديه في المطبوع إلى عبد الله بن محمد العبسي) . وأخرجه أحمد (1/307) ، (1/329) ، (1/373) ، والنسائي (5/226) كتاب، باب ذكر الحجر الأسود، وفي "السنن الكبرى" (2/399) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (7/284) ، والضياء في "المختارة" (10/261-262) من طرق عن حماد بن سلمة به. وأخرجه الترمذي (3/226) ، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود والركن والمقام، عن قتيبة، وابن خزيمة (4/219) عن يوسف بن موسى كلاهما عن جرير عن عطاء بن السائب به. قال الترمذي: "حديث ابن عباس حديث حسن صحيح". وأخرجه ابن خزيمة (4/219) من طريق زياد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَطَاءٍ به، وفيه خطايا بني آدم.

157 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفَّر الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحُصَيْنِ (¬1) ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ سَيْفٍ الرَّقّيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (¬3) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ (¬4) ، عَنْ جابر ¬

(¬1) ابن بنت معمر بن سليمان، أبو محمد الرَّقّيّ، سكن بغداد وحدث بها، ذكره الخطيب وسكت عنه، مات سنة خمس وثلاثمائة، وقيل سنة ست. تاريخ بغداد (6/295) . (¬2) أبو عمرو الأسدي مولاهم. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: "لا بأس به، هو شيخ صدوق يكتب حديثه، ولا يحتجّ به، ليس بالمتين". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عبد البر: "شيخ صدوق لا بأس به عندهم". الجرح والتعديل (3/205) ، والثقات لابن حبان (8/212) ، وتهذيب الكمال (7/196) ، والكاشف (1/347) ، والتهذيب (2/386) ، والتقريب (177/ت1473) . (¬3) ابن أبي الوليد الأسدي، أبو وهب الرقي، ثقة فقيه ربما وهم، مات سنة ثمانين ومائة. انظر الثقات لابن حبان (7/149) ، والتقريب (373/ت4327) . (¬4) ابن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد المدني، أمه زينب بنت علي. مختلف فيه وكان عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان يحدثان عنه، واحتج به أحمد بن حنبل وإسحاق ابن راهويه، وصحح حديثه الترمذي والحاكم. قال الحافظ ابن حجر: "صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بأخرة، مات بعد الأربعين". انظر التاريخ الكبير (5/183) ، وتهذيب الكمال (16/78-84) ، والتهذيب (6/13) .

بْنُ عبد الله قَالَ: ((جاءَتِ امْرَأةُ سَعدِ بنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ إِلَى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فقالتْ: يَا رسولَ اللهِ، إِنَّ سعدَ بنَ الربيعِ قُتِلَ يوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا وخَلَّفَ ابْنَتَيْنِ، وإِنَّ عَمَّهُما أخذَ مالَهُما، وَلاـ وَاللهِ ـ مَا تُنكَحانِ إلاَّ وَلَهُما مالٌ، فقَالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: يَقْضِي اللهُ فِي ذَلِكَ، قالَ: فنَزَلَتْ آيةُ المِيْراثِ (¬1) ، فأرسَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ إِلى أخيْ سعدِ بنِ الرّبيعِ؛ أَنْ أَعْطِ ابنتَيْ سعدٍ الثُّلُثَيْنِ، وأُمَّهُما الثُّمُنَ، ولكَ مَا بَقِيَ)) (¬2) . ¬

(¬1) وهي قوله تعالى {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ... } الآية. (¬2) حديث حسن، وعبد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ مختلف فيه، وقد تفرد به، ولكن صحح الترمذي والحاكم هذا الحديث بهذا الإسناد كما سيأتي. أخرجه الترمذي (4/414ح2092) كتاب الفرائض، باب ما جاء في ميراث البنات، وابن سعد في "الطبقات" (3/523) ، وأحمد (3/353) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/395) ، والحاكم (4/370) ، وفي (4/380) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/216) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي به. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وأخرجه أبوداود (3/120ح2883) كتاب الفرائض، باب ما جاء في ميراث الصلب، وابن ماجه (2/908ح2720) كتاب الفرائض، باب فرائض الصلب، وأبو يعلى (4/35) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/395) ، والدارقطني (4/79) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/229) من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عقيل به. وانظر نصب الراية (4/178) ، والبدر المنير (2/133) ، وتحفة المحتاج (2/318) ، ونيل الأوطار (6/171) .

158 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ الْحَجَّاجِ، حدثنا محمد ابن الْفَتْحِ أَبُو بَكْرٍ القَلاَنِسيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا العباس بن عبد الله بْنِ أَبِي عِيسَى (¬2) ، حَدَّثَنَا حَفْصُ ابن عُمَر العَدَنيّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُحِبُّ الرِّفقَ فِي الأمرِ كُلِّهِ)) (¬3) ¬

(¬1) وثقه الخطيب، ومات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (3/168) . (¬2) هو الترقفي، وقد سبقت ترجمته في الرواية رقم (87) . (¬3) حديث صحيح، غير أن في إسناد المؤلف حفص بن عمر العدني، وهو ضعيف، وفيه أيضاً أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ مَنْصُورِ ابن الحجاج لم أجد له ترجمة. أخرجه الدوري في "ما رواه الأكابر عن مالك" (ص50) من طريق العباس الترقفي به. وقد تابع حفصَ بن عمر العدني في هذا الإسناد معن بن عيسى، وسلمة بن العيار، وحماد بن خالد، والمأمون بن هارون عن أبيه، فرووه عن مالك عن الأوزاعي به. أما حديث معن فأخرجه ابن حبان في "صحيحيه" (2/307) ، والدوري في "ما رواه الأكابر عن مالك" (ص50) ، ويعقوب ابن شيبة في "مسند عمر بن الخطاب" (ص78-79) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/9) ، وتمام في "فوائده" (1/355) . - وحديث سلمة بن العيار أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/84) ، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/262) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/350) ، وتمام في "فوائده" (1/316، و355) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/142) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/304) . - وحديث حماد بن خالد أخرجه الحاكم في "المعرفة" (217-218) . - وحديث المأمون عن أبيه ذكره أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/350) . قال ابن حبان: "ما روى مالك عن الأوزاعي إلا هذا الحديث، وروى الأوزاعي عن مالك أربعة أحاديث". والحديث أخرجه البخاري (5/2242ح6024) كتاب الأدب باب الرفق في الأمر كله، وفي (5/2308ح6256) كتاب الاستئذان، باب كيف الردّ على أهل الذمة بالسلام، وفي (5/2349ح6395) كتاب الدعوات، باب الدعاء على المشركين، وفي (6/2539ح6927) كتاب استتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمّي وغيره بسبّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يصرّح نحو قوله السامّ عليكم، ومسلم (4/1706ح2165) كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يردّ عليهم، من طرق عن الزهري به.

159 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عثمان (¬1) النِّفَّرِيّ، حدثنا عبد الله بن محمد ابن زياد (¬2) النيسابوري، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، [ل/33ب] حدثنا أَشهَب (¬3) قال: ((قُلْتُ لمالكِ بنِ أَنَسٌ: الرّجلُ يحب يُخْرِجُ كتابَهُ وهو ثقةٌ فيقولُ: هذا سَمَاعيْ، إلا أَنّه لا يَحْفَظُ، قال: لا يُسمَعُ مِنْهُ)) . قال يونس بن عبد الأعلى: إن أدخل عليه حديث لا يعرف (¬4) . ¬

(¬1) هو محمد بن عثمان بن مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ شِهَابٍ الدقاق النفري، المعروف بالبغوي، كان مولده سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وثقه الأزهري، وقال العتيقي: "ثقة مأمون"، مات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. والنِّفَّري: بكسر النون وفتح الفاء المشدّدة وبعدها راء، نسبة إلى نِفَّر، قال في "اللباب": "وظني أنه موضع بالبصرة، وقيل هو بلد على النرس". تاريخ بغداد (3/50) ، واللباب (3/320) . (¬2) ابن واصل بن ميمون، أبو بكر الحافظ الشافعي، الإمام العلاّمة، شيخ الإسلام، صاحب التصانيف. مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر. تاريخ بغداد (10/ 120-122) ، وطبقات الشيرازي (ص113) ، وسير أعلام النبلاء (15/65-68) . (¬3) هو أشهب بن عبد العزيز المصري. (¬4) إسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل (ص27، 32) عن يونس به نحوه. وأخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص228) من طريق أحمد بن علي الأبّار عن يونس بن عبد الأعلى به. وأخرجه من طريق آخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الحكم قال: قال أشهب: وسئل مالك، أيؤخذ ممن لا يحفظ وهو ثقة صحيح، أيؤخذ عنه الأحاديث؟ فقال: "لا يؤخذ منه، أخاف أن يزاد في كتبه بالليل".

160 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيد بن الحسن بن حُمَيد الخَزّاز الكوفي (¬1) ، حدثنا دعلج بن أحمد (¬2) ، حدثنا أحمد بن علي (¬3) الأَبَّار (¬4) ، حدثنا الحسن بن علي (¬5) ، حدثنا أبو أسامة قال: ((سأل حفصُ بن غِياثٍ الأعمَشَ عن إسنادِ حديثٍ، فأَخَذَ بِحَلْقِهِ وأسنَدَهُ إلى الحائطِ وقال: هَذا إِسنادُه)) (¬6) . ¬

(¬1) أبو بكر اللخمي، ولد للنصف من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ضعّفه ابن أبي الفوارس، وابن الجوزي، وحكى الخطيب عن الأزهري أنه وثقه، ثم ضعّفه مرة أخرى. مات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (2/265) ، واللسان (5/149) . (¬2) ابن دعلج بن عبد الرحمن، المحدث الحجة، الفقيه الإمام، أبو محمد السجستاني، ثم البغدادي، التاجر ذو الأموال العظيمة، ولد سنة تسع وخمسين ومائتين أو قبلها بقليل. روى عنه الدارقطني وقال: "مارأيت في مشايخنا أثبت منه". تاريخ بغداد (8/387-392) ، وتذكرة الحفاظ (3/387-392) ، وسير أعلام النبلاء (16/30-35) . (¬3) ابن مسلم، أبو العباس، الحافظ المتقن، الإمام الرباني، من علماء الأثر ببغداد، جمع وصنّف وأرّخ. قال الخطيب: "كان ثقة حافظاً متقناً، حسن المذهب". مات سنة تسعين ومائتين. تاريخ بغداد (4/306-307) ، واللباب (1/23) ، وسير أعلام النبلاء (13/443-444) . (¬4) الأبار: بفتح الألف وتشديد الباء: نسبة إلى عمل الإبر، وهي جمع الإبرة التي يخاط بها الثوب. (¬5) هو الحُلواني. (¬6) إسناده ضعيف، فيه محمد بن حميد اللخمي، ضعفه ابن أبي الفوارس، وابن الجوزي، والأزهري في إحدى الروايتين عنه. والأثر أورده ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص11) ، بغير إسناد.

161 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ المُقرئ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ الزَّرَّاد (¬1) ، حَدَّثَنَا يوسف بن سعيد بن مسلَّم، حدثنا عُبيدالله بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((منْ نَسِيَ صَلاةً فليُصلِّها إذا ذكرَها)) (¬2) . ¬

(¬1) أبو الحسن العطار، ويعرف بالزرّاد، وثقه الدارقطني، وأبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ. ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (4/13) ، وتكملة الإكمال لابن نقطة (3/19) . (¬2) غريب بهذا الإسناد، وعبيد الله بن ربيعة لم أجد له ترجمة، وقد خالفه أصحاب مالك فرووه عنه عن الزهري، عن ابن المسيب مرسلاً. انظر الموطأ برواية: - يحيى بن يحيى الليثي (1/14) . - وسويد بن سعيد (ص48) . - وأبي مصعب الزهري (1/13) . وانظر رواية الشافعي عن مالك في "الرسالة" (ص324) ، واختلاف الحديث (ص116) . والحديث صحيح ثابت من غير طريق مالك عن أبي هريرة مرفوعًا. أخرجه مسلم (1/471ح680) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، وأبو داود (1/118ح436) كتاب الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها، والنسائي (1/295-296ح620) كتاب الصلاة، باب إعادة من نام عن الصلاة لوقتها من الغد، وابن ماجه (1/227ح696) كتاب الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو نسيها، كلهم من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا، وفيه قصة نومه صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن صلاة الفجر حين قفولهم من خيبر. وأخرجه البخاري (1/215ح597) كتاب مواقيت الصلاة باب من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها ... ، ومسلم (1/477ح 684) كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها من حديث هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ مرفوعًا ((من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك، وأقم الصلاة للذكرى)) ، قال موسى: قال همام: سمعته يقول بعد: ((وأقم الصلاة لذكري)) . وهذا لفظ البخاري.

162 - أخبرنا أحمد، حدثنا عُبيدالله بن محمد بن حمدان العُكْبَريّ بها ومحمد بن المظفر ابن موسى، حدثنا ابن أبي داود، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن صالح، عن يحيى بن حسان قال: ((كُنّا عند وُهَيبٍ بنِ خالدٍ فأملَى علينَا حديثا عن مَعْمرٍ والنُّعْمانِ بنِ راشدٍ ومالكٍ بنِ أنسٍ، عن الزهري، فقُلتُ لصاحبي: اكتُبْ معمرا والنُّعمانَ بنَ راشدٍ ودَعْ مالكا، قال: ففَهِمَ وُهَيبٌ فقال: أتقُولُ دَعْ مالكا؟! ما بينَ المَشرِقِ والمغرِبِ رجلٌ آمَنُ على [ل/34أ] حديثِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم من مالكٍ بنِ أنسٍ رحِمَهُ اللهُ)) (¬1) . 163 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الثَّلاَّج الْحَافِظُ، بانتقاء ابن المظفر، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عبد الأعلى بْنُ حَمّاد النَّرْسيّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمّار بْنِ أَبِي عَمَّار (¬2) قَالَ: ((لَمَّا ماتَ ¬

(¬1) تقدم تخريجه في الرواية رقم (78) بالإسناد نفسه. (¬2) أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد. وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان يخطئ". وقال الذهبي: "وثقوه"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق ربما أخطأ"، وقال البخاري: "كان شعبة يتكلم فيه". مات بعد سنة عشرين ومائة. والأقرب أن يقال: أنه ثقة يخطئ؛ لأن الأئمة وثّقوه بل قال الإمام أحمد: "ثقة ثقة". وأما شعبة فلم يبين سبب طعنه فيه، بل روى عن حماد بن سلمة عنه والله أعلم. انظر العلل لأحمد (1/306، و2/403-404، و3/132، 378) ، التاريخ الكبير (7/26) ، والتاريخ الصغير (1/29) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/564) ، و (2/723) ، وسؤالات الآجري (ص347) ، وتاريخ أسماء الثقات (ص156) ، ورجال مسلم لابن منجويه (2/91) ، وتهذيب الكمال (21/199) ، والتهذيب (7/353) .

زيدُ بنُ ثابتٍ جلسْنَا إِلَى ابْنِ عبّاسٍ فِي ظِلِّ قصرِه فَقَالَ: هَكَذَا ذَهابُ العلمِ، لقَدْ دُفِنَ اليومَ علمٌ كثيرٌ)) (¬1) . 164 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ الحُسين الْيَمَنِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أحمد ابن عَبْدِ السَّلامِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عثمان (¬2) الخَشّاب، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الجَزَريّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَقُومُ السّاعةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالونَ (¬3) كَذَّابونَ قَرِيْبٌ مِنْ ثلاثيْنَ كُلُّهُمْ يزعُمُ أنَّهُ نبيٌّ)) (¬4) . ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات غير ابن الثلاّج فإنه متّهم، ولكن الأثر صحيح ثابت. أخرجه أشيب في "جزئه" (ص65) ، وابن سعد في "الطبقات" (2/361) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/45، 7/16) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/85) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/380) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (2/464) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/108) ، والحاكم في "المستدرك" (3/484) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/211) ، وفي "المدخل" (ص138) من طرق عن حماد بن سلمة به. (¬2) كذا وقع هنا "أحمد بن عثمان"، وقد تقدم في الرواية رقم (146) ، وسماه هناك"أحمد بن عيسى"، فلعله منسوب إلى أحد أجداده في أحد الموضعين، ويحتمل أن يكون "عثمان" مصحَّفًا من عيسى، والله أعلم. (¬3) قال الحافظ ابن حجر: " الدجل: التغطية والتمويه، ويطلق على الكذب أيضًا، فعلى هذا "كذابون" تأكيد". فتح الباري (6/617) . (¬4) في إسناده عبد الله بن عبد الرحمن الجزري، وهو متّهم. والحديث صحيح ثابت من غير طريقه عن مالك أيضًا، رواه عنه عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد. أخرجه أحمد (2/236) ، ومسلم (4/2239-2240ح2924) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد عن إسحاق بن منصور، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي به مِثْلَهُ.

165 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ بَهْتة (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جعفر بن محمد ابن جَعَفْرٍ (¬2) العَلَويّ، حَدَّثَنَا أَبِي (¬3) ، حَدَّثَنَا الزَّيَّات (¬4) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ (¬5) ، حدثنا عيسى بن عبد الله (¬6) ¬

(¬1) هو محمد بن عمر بن محمد بن حميد البزَّاز، أبو الحسن، ويعرف بابن بهتة، من أهل باب الطاق، وثقه العتيقي. وقال البرقاني: "لا بأس به، إلا أنه كان يذكر أن في مذهبه شيئًا، ويقولون: هو طالبيّ" ـ يعني التشيع. توفي سنة أربع وسبعين وثلاثمائة في رجب. تاريخ بغداد. (¬2) ابن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن العلوي، يعرف بأبي قيراط، كان نقيب الطالبيين ببغداد، مات ببغداد في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (2/146) . (¬3) هو جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعَفْرٍ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله. قال ابن النجاشي في "شيوخ الشيعة" ـ كما في "اللسان" ـ: كان وجهًا في الطالبيين، مقدَّمًا ثقة". مات سنة ثمانٍ وثلاثمائة، تاريخ بغداد (7/204) ، واللسان (2/127) . (¬4) لعله الحسين بن بسطام بن سابور الزيات، ذكره ابن النجاشي في "رجال الإمامية"، وذكر أن له تصنيفاً في الطب. انظر اللسان (2/275) . (¬5) لم يتبين لي من هو. (¬6) ابن محمد بن عمر بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أبو بكر القرشي، الهاشمي، العَلَوي الكوفي، لقبه مبارك، متروك الحديث، واتهمه بعضهم. انظر التاريخ الكبير (6/390) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/124) ، والجرح والتعديل (6/280) ، والثقات لابن حبان (8/492) ، والمجروحين (2/122) ، والكامل (5/242-244) ، وكتاب الضعفاء لأبي نعيم (ص122) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/240) ، والعلل المتناهية (2/652) ، وأحاديث الخلاف (2/150) ، ونصب الراية (1/344، و (1/348) ، و (3/110) ، و (4/304) ، واللسان (4/399) .

، عَنْ أَبِيهِ (¬1) ، عَنْ جَدِّهِ (¬2) ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللهُمَّ ارْحَمْ خُلَفائِيْ، اللهُمَّ ارحمْ خُلفائيْ ثَلاثًا، قيلَ: يَا رسولَ اللهِ، مَنْ خلفاؤُكَ؟ قالَ: الَّذينَ يَأْتونَ مِنْ بَعدِيْ فيَرْوُوْنَ أحادِيْثِيْ وسُنَّتِيْ ويُعلِّمونَها النّاسَ مِنْ بَعْدِيْ)) (¬3) ¬

(¬1) هو عبد الله بن محمد بن عمر بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ القرشي، الهاشمي، العلوي، أبو محمد المدني، أمه خديجة بنت علي ابن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ولقبه دافن. قال يعقوب بن شيبة عن علي بن المديني: "هو وسط"، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويخالف". وقال البرقاني: "قلت له ـ يعني الدارقطني ـ: الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عمر ابن علي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ علي؟ فقال: "كلهم ثقات"، وقال ابن سعد: " ... وكان قليل الحديث، وتوفي في آخر خلافة أبي جعفر المنصور"، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول". انظر التاريخ الكبير (5/187) ، والجرح والتعديل (5/155) ، والثقات لابن حبان (7/1) ، وسؤالات البرقاني (ص22) ، وتهذيب الكمال (16/94) ، والتهذيب (6/16) ، والتقريب (321/ت3595) . (¬2) هو محمد بن عمر بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشمي، أبو عبد الله. ذكره البخاري وسكت عنه. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يروي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري والثوري، كنيته أبو عبد الله، أمه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب، وأكثر روايته عن أبيه وعن علي بن الحسين". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق من السادسة، روايته عن جده مرسلة، مات بعد الثلاثين. التاريخ الكبير (1/177) ، والجرح والتعديل (8/18) ، والثقات (5/353) ، والتهذيب (9/321) ، والتقريب (498/ت6170) . (¬3) إسناده واهٍ جدًّا، والحديث موضوع. وأخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص163) من طريق أبي طاهر أحمد بن عيسى العلوي، عن ابن أبي فديك، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ، عن ابن عباس، عن علي به. وفي إسناده أحمد بن عيسى العلوي، قال الدارقطني: "كذّاب". وقال الزيلعي: "وقد روى أبو محمد الرامهرمزي في أول كتاب "المحدث الفاصل" حديثا موضوعًا لأحمد بن عيسى، هو المتّهم به، فذكر إسناده". نصب الراية (1/348) . وعزاه المنذري في "الترغيب" (1/62) ، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 01/126) ، والسيوطي في "تدريب الراوي" (2/126) إلى الطبراني في "المعجم الأوسط". قال الهيثمي: "فيه أحمد بن عيسى الهاشمي، قال الدارقطني: "كذّاب".

166 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أحمد بن محمد بن عمر [ل/34ب] الحِيْرِيّ (¬1) بالحيرة (¬2) : قُلْ لِلأَحِبّةِ يصبِرونَ قليلا ... لا يَعْجَلونَ فيَقتُلونَ قَتيلاً لَوْ كُنْتُ أعلمُ أنَّ يَومَ فِراقِهِمْ ... هُوَ قاتِليْ لأخذتُ منه كفيلا لا تذكُرُوْا ذُلَّ الفَتَى لِحبيبِهِ ... إِنَّ الهَوَى يَدَعُ العزيزَ ذليلا (¬3) 167 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمر الدَّارَقُطْنِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬4) البَزَّاز، حَدَّثَنَا عُمر بْنُ شَبّة، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُدْرِك، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) لعله أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري. قال السمعاني: "خرج منها -يعني حيرة خراسان- جماعة من المحدثين والأئمة منهم: أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري، يروي عن أحمد بن سعيد الدارمي، روى عنه أبو عمرو بن نجيد السلمي". الأنساب (4/326-تحقيق المعلّمي) . (¬2) الحيرة: بكسر الحاء المهملةوسكون الياء المنقوطة باثنتين، في آخرها راء، بلدتان أحدهما بالعراق عند الكوفة، الأخرى بخراسان بنيسابور. والمقصود بها هنا الحيرة التي بنيسابور، وهي محلة مشهورة بها إذا خرجت منها على طريق مرو. المصدر السابق. (¬3) لم أجد هذه الأبيات في المصادر التي رجعت إليها. (¬4) ابن أحمد بن عيسى بن البختري، أبو بكر، يعرف بالجَرَّاب. وثّقه يوسف بن عمر القوّاس، وعبد الغني بن سعيد الحافظ، وقال الدارقطني: "كتبنا عنه وكان ثقة مأمونا مكثرًا". مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر، وكان مولده سنة سبع وثلاثين ومائتين. تاريخ بغداد (14/293) .

قَيس بن الرَّبِيع، عن عبد السلام بْنِ حَرْبٍ (¬1) ، عَنْ غُطَيف (¬2) الجَزَريّ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ (¬3) قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَقُولُ: ((أتيْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقيْ صَليبٌ مِنْ ذَهَبٍ ¬

(¬1) ابن سلم النهدي المُلائيّ ـ بضم الميم وتخفيف اللام ـ، أبو بكر الكوفي، أصله بصري، ثقة حافظ له مناكير. وثقه غير واحد من الأئمة، كأبي حاتم، والترمذي، والعجلي، والدارقطني. قال ابن معين: "صدوق"، وقال مرة: "ليس به بأس يكتب حديثه"، وقال النسائي: "ليس به بأس". وغمزه ابن المبارك. وقال وكيع: "كل حديث حسن يرويه عبد السلام بن حرب". وقال أحمد: "كنا ننكر من عبد السلام شيئًا، كان لايقول حدثنا إلا في حديث واحد أو حديثين، سمعته يقول: حدثنا". وقال ابن سعد: "كان به ضعف في الحديث، وكان عسرًا". وقال يعقوب بن شيبة: "ثقة، في حديثه لين". والأقرب من حاله أنه ثقة حافظ، وله مناكير كما قال الحافظ ابن حجر، وذلك لما يأتي: الأول: أن الذين وثقوه أكثر عددا ومنهم من أهل بلده، وبلدي الرجل أعلم به كما تقدم عن العجلي. الثاني: أن الذين تكلموا فيه لم يبينوا السبب، أما ما قاله الإمام أحمد من كونه لم يقل: حدثنا إلا في حديث أو حديثين ليس بقادح فيه، غير أني وجدت أنه صرح بالتحديث في مواضع كثيرة والله أعلم. الطبقات لابن سعد (6/386) ، تاريخ ابن معين برواية الدارمي (ص156) ، والعلل لأحمد (3/485) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/94) ، والضعفاء للعقيلي (3/69) ، والتاريخ الكبير (6/66) ، والجرح والتعديل (6/47) ، والكامل لابن عدي (5/331) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص172) ، والثقات (7/128) ، وتهذيب الكمال (18/66-69) ، وتذكرة الحفاظ (1/271) ، والكاشف (1/652) ، واللسان (7/287) ، والتهذيب (6/282) ، والتقريب (355/ت4067) . (¬2) ابن أعين الشيباني، وقيل غُضَيب. ذكره ابن حبان في الثقات، وقد روى له الترمذي حديثا واحدًا، وقال الدارقطني: "ضعيف". انظر التاريخ الكبير (7/106) ، والثقات لابن حبان (7/311) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/2) ، وتهذيب الكمال (23/119) ، والكاشف (7/311) ، واللسان (7/334) ، والتقريب (443/ت5364) . (¬3) ابن أبي وقّاص الزهري.

فقالَ: اقْطَعْ هَذَا الَّذيْ فِي عُنُقِك! قالَ: فقطعْتُهُ ثُمّ أتيتُهُ وهوَ يقرَأُ سورةَ بَراءةٍ، فَلَمّا بَلَغَ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُوْنِ اللهِ} (¬1) ، قَالَ: قُلتُ: أَمَا، إنَّهُم لَمْ يكُونُوا يعبُدُونهم، قَالَ: أَجَلْ، ولكنْ كانوْا إِذَا أحلُّوا لهمُ الحرامَ استحلُّوه وَإِذَا حرَّموا عليهمُ الحلالَ حرَّموه فَتِلْك عبادتُهُم)) (¬2) ¬

(¬1) جزء من الآية (31) من سورة التوبة. (¬2) إسناده ضعيف، فيه: - غطيف الجزري، وهو ضعيف. - وقيس بن الربيع صدوق تغير لما كبر، فأدخل ابنه في حديثه ما ليس منه، إلا أنه توبع على هذا الإسناد كما سيأتي. - وحامد بن مدرك، لم أجد له ترجمة. أخرجه الطبري في "التفسير" (10/114) ، والطبراني في "المعجم الكبير" من طريق بقية بن الوليد عن قيس بن الربيع به. أخرجه الترمذي (5/278ح3095) ، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة التوبة، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/106) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/92) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (23/119) ، وحمزة ابن يوسف في "تاريخ جرجان" (ص541) ، والطبري في "التفسير" (10/114) ، وابن حزم في الإحكام" (6/283) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/116) ، وفي "المدخل" (ص210) من طرق عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ به. قال أبو عيسى الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث". وورد تفسير قوله تعالى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دون الله} عن حذيفة بن اليمان موقوفاً عليه بمثل معنى المرفوع. أخرجه سعيد بن منصور (5/246) من طريق العوام بن حوشب، والطبري في "التفسير" (10/114) والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/116) ، وفي "المدخل" (ص209) ، من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي البختري عن حذيفة. وإسناده صحيح، وأبو البَخْتَري هو سعيد بن فيروز بن أبي عمران الطائي، مولاهم، ثقة ثبت، فيه تشيع قليل، كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة ثلاث وثمانين، أخرج له الجماعة. التقريب (240/ت2380) .

168 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمر الدارقطني، حدثنا محمد بن مَخْلَد، حدثنا زيد بن المُهْتَدِي [بن] (¬1) يحيى بن سليمان أبو حبيب المروزيّ (¬2) ، حدثنا عبد الله بن محمد ابن حبيب المروزي، حدثنا رافع بن أشرس المروزيّ، عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة ابن الحجاج قال: ((قلتُ لشَريك بن [ل/35أ] عبد اللهِ: لِمَ لا تَقْبَلُ شهادةَ المُرْجِئَة؟ قال: لا أقبَلُ شهادةَ مَنْ يقول ليسَ (¬3) الصلاةُ من الدِّينِ)) (¬4) . 169 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بن حيويه، حدثنا أبو أحمد ¬

(¬1) في المخطوط "الواو" العاطفة بدل "بن"، والتصويب من تاريخ بغداد وغيره. (¬2) هكذا في المخطوط "المروزي"، وفي تاريخ بغداد وغيره "المروروذي". ذكره الخطيب وقال: "قدم بغداد وحدث بها عن سعيد بن يعقوب، وصالح بن يحيى الطالقانيين، وعلي بن خشرم المروزي، ومحمد بن رافع النيسابوري، روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبو القاسم الطبراني، ثم أورد حديثا له من طريق الطبراني. قال الطبراني: تفرد به أبو حبيب عن سعيد بن يعقوب. تاريخ بغداد (8/448) ، وانظر المعجم الصغير (1/287) . (¬3) كذا في المخطوط بالتذكير، والتأنيث أولى. (¬4) في إسناده عبد الله بن محمد بن حبيب، ورافع بن أشرس المروزيان لم أجد ترجمتهما، وزيد بن المهتدي المروزي، لم أجد من وثقه. والخبر أخرجه ابن عدي في الكامل (6/175 ـ في ترجمة محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة ـ) عن الحسن ابن أبي الحسن، عن محمد بن شاذان، عن إسحاق بن راهويه، سمعت يحيى بن آدم يقول: "كان شريك بن عبد الله لا يجيز شهادة المرجئة، قال: فشهد عنده محمد بن الحسن فلم يجز شهادته، فقيل له: محمد بن الحسن، فقال: أنا لا أجيز شهادة من يقول: "الصلاة ليست من الإيمان".

الصَّيْرَفِيّ (¬1) ، حدثنا محمد بن خلف (¬2) ، حدثنا أبو العباس المروزي (¬3) ، حدثني محمد بن يزيد العَدَويّ، حدثنا فُلَيح ابن نوح، عن سفيان بن عيينة قال: ((دَعَانا مسلمُ بنُ قُتَيْبَةَ إلى الغَدَاءِ، فغسَلَ أيدِيَنَا بماءٍ حارٍّ وقالَ: أُخْبِرْتُ أن هذا يَهضِمُ الطّعامَ فخصَّصْتُكمْ بِهِ)) (¬4) . 170 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا العباس بن محمد بن قتيبة أبو الفضل (¬5) ، حدثنا محمد بن يزيد المستملي (¬6) قال: سمعت الأَصْمَعيّ يقول: ((قولُ الرجلِ للنّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم: إن لي امرأة لا تَمْنَعُ يدَ لامسٍ، ليسَ يعني الفُجُورَ، إنَّما يَعنِي السَّخَاءَ)) (¬7) . ¬

(¬1) هو محمد بن عمران بن موسى بن ماهان، أبو أحمد الصيرفي، المعروف بابن مهيار، وثّقه الدارقطني، مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. سؤالات السهمي (رقم6) ، وتاريخ بغداد (3/134) . (¬2) ابن المرزبان، تقدم مرارًا. (¬3) لم يتبين لي من هو، وقد أكثر عنه ابن المرزبان في كتابه "ذم الثقلاء" عنه هكذا، بكنيته. (¬4) في إسناده فليح بن نوح، ومحمد بن يزيد العدوي، وأبو العباس المروزي لم أجد لهم ترجمة، ولم أجد الخبر عند غير المصنف. (¬5) هو العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني الجراحي. روى عن أبيه وعن عبيد بن آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ الأصبهاني. معجم البلدان (2/124) . (¬6) أبو بكر الطرسوسي. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ". وقال ابن عدي: "يسرق الحديث ويزيد فيها ويضع". وقال الخطيب: "متروك". الثقات لابن حبان (9/115) ، والكامل لابن عدي (6/282) ، واللسان (5/429) ، والكشف الحثيث (ص253) . (¬7) إسناده ضعيف جدًا من أجل محمد بن يزيد المستملي.

171 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عُمر بن حيويه، حدثنا جعفر بن محمد (¬1) ، حدثنا صالح بن أحمد ابن حنبل (¬2) قال: ((قُلتُ لأبي: يَلعنُ الرّجلُ الحَجَّاجَ؟ قال: يقُولُ: أَلاَ لعنةُ اللهِ على الظّالِمِيْنَ)) (¬3) . 172 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان، حدثني عمر بن الحكم قال: ((كان الأسوَدُ بنُ سالمٍ (¬4) إذا رأى ثَقيلاً قال: استراحَ الأضِرّاءُ)) (¬5) . ¬

(¬1) لم يتبين لي من هو، فإن كان الفريابي فقد تقدم ترجمته في الرواية رقم (2) . (¬2) أبو الفضل الشيباني، البغدادي، قاضي أصبهان، الإمام المحدث، الحافظ الفقيه، ولد سنة ثلاث ومائتين. ومات سنة ست وستين ومائتين، وقيل: سنة خمس وستين ومائتين. الجرح والتعديل (4/394) ، وطبقات الحنابلة (1/173-176) ، وسير أعلام النبلاء (12/529-530) . (¬3) إسناده صحيح، إن كان جعفر بن محمد هو الفريابي. أخرجه الخلال في "السنة" (3/523) عن محمد بن علي، عن صالح نحوه، وفيه زيادة قوله: "وروي عن ابن سيرين أنه قال: "المسكين أبو محمد". وأخرجه أيضًا (3/523-524) عن محمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله، قلت: الرجل يذكر عنده الحجاج فيقول: كافر، لا يعجبني، قلت: فإذا ذكر عنده يلعنه؟ قال: يقول: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ على الظالمين، قال أبو عبد الله: "قد كان رجل سوء، يروي عنه ابن سيرين أنه قال: المسكين أبو محمد، قال: وسمعت رجلاً يقول له: ومن يرع عن ذكر الحجاج أنه كان كافرًا، لا يؤمن بيوم الحساب، وأنه من أهل النار، فسكت ولم يردّ عليه جوابًا". (¬4) أبو محمد المتعبّد. ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الطبري: "كان ثقة ورِعًا فاضلاً". مات سنة ثلاث عشرة ومائتين أو أربع عشرة ومائتين. الجرح والتعديل (2/294) ، والثقات (8/130) ، وتاريخ بغداد (7/35) . (¬5) لم أقف عليه في كتابه "ذم الثقلاء" المطبوع.

173 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ، حدثنا محمد ابن الْحَسَنِ بْنِ دُرَيد، حَدَّثَنَا العُكْليّ (¬1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الهيثم (¬2) ، عن مجُالِد (¬3) ، [ل/35ب] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: ((لَقِيَ عُمرُ بنُ الخطّابِ رضِيَ اللهُ عنهُ رَكْبًا فِي سَفَرٍ لَهُ لَيْلا فيهم ¬

(¬1) لم أقف له على ترجمة، والعكلي: بضم العين وسكون الكاف وكسر اللام، هذه النسبة إلى عُكْل، وهو بطن من تميم، كذا قال السمعاني، وتعقبه ابن الأثير فقال: ليس بصحيح، وإنما عُكْل اسم أمة لامرأة من حِمْيَر يقال لها: بنت ذي اللحية، فتزوجها عوف بن قيس بن وائل بن عوف بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة، فولدت جشمًا، وسعدًا، وعليًّا، ثم هلكت الحميرية فحضنت عكل ولدها فغلبت عليهم ونسبوا إليها". انظر الأنساب (4/223-225) ، واللباب (2/351-352) ، ولب اللباب (2/119) . (¬2) هو ابن عدي، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (7) . (¬3) هو مجالد بن سعيد بن عمير الهَمْدانيّ ـ بسكون الميم ـ، أبو عمرو الكوفي، مختلف فيه، فوثقه بعضهم وضعّفه آخرون. والذي يظهر أن الرجل متردّد بين مرتبة التوثيق والتضعيف، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى التوثيق، غير أن ضعفه يسير، وحديث القدماء عنه أصح، لأنه تغير في آخر عمره، فصار يتلقّن والله أعلم. قال ابن مهدي: "حديث مجالد عند الأحداث أبي أسامة، وغيره ليس بشيء، ولكن حديث شعبة، وحماد بن زيد، وهشيم وهؤلاء ـ يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره ـ". انظر: الطبقات لابن سعد (6/349) ، وتاريخ ابن معين برواية الدوري (3/369) ، والعلل (49-تحقيق السامرائي) ، وأحوال الرجال (ص89) ، والضعفاء الصغير (ص112) ، والتاريخ الصغير (2/79) ، والتاريخ الكبير (8/9) ، ومعرفة الثقات (2/264) ، والضعفاء للعقيلي (4/232-233) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص95) ، والجرح والتعديل (8/361) ، وسؤالات البرذعي (663) ، ورجال مسلم لابن منجويه (2/279) ، والكامل لابن عدي (6/421-422) ، والمجروحين لابن حبان (3/10) ، والمختلف فيهم لابن شاهين (ص66) ، وتاريخ أسماء الثقات له (ص234) ، والضعفاء له (ص181) ، وتهذيب الكمال (27/219-224) ، والتهذيب (10/36-37) ، والتقريب (520/ت6478) .

عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ، فَأَمَرَ عمرُ رَجُلا يُنادِيْهم؛ مِنْ أَيْنَ القومُ؟ فأجابَهُ عبدُاللهِ: أَقْبَلْنا مِنَ الفَجِّ العميقِ، فَقَالَ: أينَ تُريدون؟ فقال عبدُاللهِ: البيتَ العتيقَ، فَقَالَ عمرُ: إِنَّ فِيهِمْ لَعالِماً، فَأَمَرَ رَجُلا يُنادِيْهم: أيُّ القرآنِ أعظَمُ؟ فأجابَهُ عبدُاللهِ: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوْمُ} (¬1) حتَّى ختمَ الآيةَ، قالَ: نادِهِمْ: أيُّ القرآنِ أحكَمُ؟ فَقَالَ ابنُ مسعودٍ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} (¬2) فقالَ عُمرُ: نادِهِمْ: أَيُّ القرآنِ أَجْمَعُ؟ فَقَالَ ابنُ مسعودٍ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (¬3) فقالَ عُمرُ: نادِهِمْ: أَيُّ الْقُرْآنِ أحزَنُ؟ فَقَالَ ابنُ مسعودٍ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوْءًا يُجْزَ بِهِ} (¬4) الآيةَ، فقالَ عُمرُ: نادِهِمْ: أَيُّ القرآنِ أرجَى؟ فَقَالَ ابنُ مسعودٍ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِيْنَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوْا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} (¬5) الآيَةَ، فَقَالَ عمرُ: نادِهِمْ: أَفِيْكُمْ عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ؟ فقالُوْا: اللَّهُمَّ نَعَمْ)) (¬6) ¬

(¬1) جزء من الآية (255) من سورة البقرة. (¬2) جزء من الآية (90) من سورة النحل. (¬3) سورة الزلزلة الآيَةَ (7-8) . (¬4) جزء من الآية (123) من سورة النساء. (¬5) جزء من الآية (53) من سورة الزمر. (¬6) إسناده ضعيف جدًّا، فيه: - مجالد بن سعيد ليس بالقوي. - الهيثم بن عدي، فإنه متروك، واتهمه بعضهم. - والعكلي وابن أبي خالد لم أعرفهما. أورده ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (1/400-401) عن الشعبي به، وفيه "أخوف" بدل "أحزن". وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (2/290) عن ابن جريج، عن عطاء عن عبيد بن عمير نحوه، وليس فيه ذكر عبد الله ابن مسعود، ولا مناداة عمر له ببعض الآيات.

174 - أخبرنا أحمد، حدثنا عُبيدالله بن حَبَابة، حدثنا البَغَويّ، حدثنا عُبيدالله القَوَاريريّ، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا حماد بن زيد قال: سمعت أيوب يقول: ((إِنَّ لي لجارا بالبصرةِ ما أكادُ أن أُقَدِّمَ [ل/36أ] عليه بالبصرة أحدا لو شَهِدَ عندي على فِلْسَيْنِ أو على تمرتَيْنِ لم أُجِزْ شهادَتَه)) (¬1) . بلغت عرضا بأصل مقابل بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. آخر الجزء والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما. في الأصل ما مثاله: بلغ السماع لجميعه على القاضي الأجل الفقيه الإمام الأشرف المكين جمال الدين أبي طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي أبي علي الحسين بن حديد ـ أدام الله سعادته وأبقاه ـ بقراءة الفقيه الإمام الناقد زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري؛ القاضي علم الدين ¬

(¬1) تقدم تخريجه في الرواية رقم (63) بالإسناد نفسه.

أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي والفقيه الإمام عزالدين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبي علي الحسين بن عتيق الربعي المالكي ويحيى بن علي ابن عبد الله القرشي، وهذا خطه، وصح في الرابع والعشرين من صفر سنة عشر وستمائة بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى بدار القاضي عماد الدين بن عوف عمرها الله ببقائه، الحمد لله حق حمده، وصلواته على محمد نبيه وآله وأصحابه والتابعين وسلامه وحسبي الله وكفى. [ل/36ب]

الجزء الثالث

الجزء الثالث من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الله (¬1) الصَّيْرَفي ¬

(¬1) كذا في المخطوط، وعبد الله اسم أحد أجداده.

في الأصل ما مثاله: سمع جميع هذا الجزء على القاضي الفقيه، الأشرف الأمين، جمال الدين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن حديد ـ أدام الله توفيقه ـ بقراءة الشيخ الأجل الفقيه زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الفقهاء السادة؛ القاضي الفقيه، الإمام العالم، الصدر الأمين عماد الدين أبو البركات عبد الله بن القاضي الفقيه الإمام العالم أبي محمد عبد الوهاب بن الشيخ الإمام العالم الزاهد أبي الطاهر إسماعيل بن عوف الزهري ـ وفقه الله ـ، والقاضي الفقيه عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبي علي الحسين بن عتيق الرَّبَعي، وعَلَم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الأجل أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، ويحيى بن علي بن عبد الله القرشي، والسماع بخطه وصح وثبت في ليلةٍ صبيحتُها الخامس والعشرون من صفر سنة عشر وستمائة بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى بمنزل القاضي عماد الدين بن عوف - عمره الله -، الحمد لله حق حمده وصلواته على محمد نبيه وآله وأصحابه وسلامه كثيراً. [ل/38بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم ربِّ يَسِّر برحمتِك أخبرنا القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد ـ قراءة عليه وأنا أسمع بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى في ليلةٍ صبيحتُها الخامس والعشرون من صفر سنة عشر وستمائة ـ قال: أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة سيف السنة، جمال الحفاظ بقية السلف، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع في الثالث عشر من شوال سنة سَبْع وستين وخمسمائة ـ، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بانتخابي عليه من أصول كتبه، 175- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أحمد بن محمد بن أحمد العَتِيقيّ، حدثنا أبو بكر أحمد ابن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، حدثنا الحسن بن علي بن زكريا البصري (¬1) ، حدثنا عبد الواحد بن غِياث، حدثنا ¬

(¬1) أبو سعيد العدوي، أصله بصري، وسكن بغداد، كذّبه أبو محمد الصيمري واتهمه ابن عدي بالوضع وسرقة الحديث. وقال الدارقطني: "متروك الحديث". مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، وكان مولده سنة عشر ومائتين. الكامل لابن عدي (338-342) ، والمجروحين (1/241) ، وتاريخ بغداد (7/381-383) ، وسؤالات حمزة ابن يوسف الدارقطني (ص211) ، واللسان (2/228-231) ، والكشف الحثيث (ص92) .

حفص بن غياث قال: قال لي سليمان الأعمش: ((إذا كان غدا فبكر عَلَيَّ حتى أحدِّثَك بعشرةِ (¬1) أحاديثَ نُخْبٍ وأُطْعِمَك عَصيدةً (¬2) واحذَرْ تَجِيْئُنِيْ معك بثقيلٍ، قال: فلما كانَ مِنْ غدٍ ثم أصبحتُ غَدَوْتُ إليه فتَلَقَّاني [ل/39أ] ابنُ إدريس (¬3) فقال (¬4) : حفصُ؟ قلتُ: نَعَمْ، قال: أينَ تُريدُ؟ قلت: الأعمشَ، قال: مكانَك حتى أجيءَ معك، قال: فلَمَّا بَصُرَ بِنَا من بعيدٍ قامَ ودخلَ وقامَ وراءَ البابِ، فلما دققْتُ البابَ قال: من هذا؟ قلت: حفصٌ، قال: يا حفصُ، لا تأكلِ العصيدةَ، إلا بجوزٍ، أَلَمْ أَقُلْ لك لا تَجِئْنِي معك بثقيلٍ؟ قال: ولم يخرُجْ، فلَمّا كان العَشِيُّ جِئْتُ فدَقَقْتُ البابَ قلتُ: يا جاريةُ، أبو محمد في الدار؟ قال: فدخل البيتَ وقال: قُوْلِيْ له: لا، فلما كان من غَدٍ جِئْتُ فدقَقْتُ البابَ فقُلتُ: يا جاريةُ، أبو محمد في البيتِ؟ قال: فخرج إلى الدار وقال: قُوْلِيْ له: لا، قال: فلما كان بعدَ شهرٍ لَقِيْتُه في الطّريقِ فقلتُ: يا أبا محمد، إِنَّ إِتْيانَك ¬

(¬1) في المخطوط "بعشر"، والصواب ما أثبتّه. (¬2) العصيدة: دقيق يُلَتّ بالسمن ويطبخ. المعجم الوسيط (2/604) . (¬3) هو عبد الله بن إدريس. (¬4) في المخطوط "فقالت"، والصحيح ما أثبتّه.

لَذُلٌّ وإن تركَك لحَسْرَةٌ، قال: كذا وحقك أحب انصرِفْ)) (¬1) . 176 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بن مِقسَم المقرئ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن صالح (¬2) البخاري، حدثنا الحسن بن علي الحُلْوَانيّ قال: سمعت شُعَيب بن حرب يقول: ((إذا رأيتَ الرجل يجيءُ إلى المجلس فيتَخَطَّى حتى يصيرَ إلى صدرِ المجلس، فإِنَّمَا يفعلُ ذلك مِنْ مَهَانَةِ نفسِهِ)) (¬3) . 177 - أخبرنا أحمد، حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد بن الفضل المروزي (¬4) ـ قدم علينا من خراسان (¬5) ـ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن داود، ¬

(¬1) في إسناده أبو سعيد العدوي، وهو متّهَم، وبقية رجاله ثقات. أخرجه ابن الجوزي في "أخبار الظراف والمتماجنين" (ص35-36) . (¬2) ابن عبد الله بن الضحاك، أبو محمد البخاري، وثقه أبو علي الحافظ وأبو بكر الإسماعيلي جدًّا، ووثقه أيضاً أبو الحسين ابن المنادي، وأرّخ وفاته في يوم الإثنين لخمس خلون من رجب سنة خمس وثلاثمائة". تاريخ بغداد (9/481) . (¬3) رجال إسناده ثقات، غير ابن مِقسَم المقرئ، فإنه ضعيف، ولم أجد هذا الاثر عن شعيب بن حرب عند غير المصنف. ولكن أخرج الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/174-177) ، وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (2/493-498) آثارًا نحوه في كراهية الجلوس في صدر المجلس عن غير واحد من السلف. (¬4) الكرابيسي الفقيه. قال العتيقي: "حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن الفضل المروزي الفقيه الكرابيسي، قدم علينا حجًّا سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، تاريخ بغداد (5/82) . (¬5) خراسان: بلاد واسعة، أول حدوده مما يلي العراق أزاذوار، قصبة جوين، وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان، وغزنة، وسجستان، وكرمان، وليس ذلك منها، إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل على أمهات من البلاد منها: نيسابور، وهراة، ومرو، وهي كانت قصبتها، وبلخ، وطالقان، ونسا، وأبيورد، وسرخس، وما يتخلّل ذلك من المدن التي دون نهر جيحون. معجم البلدان (2/350) .

حدثنا محمد بن صالح (¬1) ، حدثنا عثمان (¬2) ، حدثنا جرير (¬3) ، عن عمرو (¬4) قال: ((لما غسّلُوْا عليَّ بنَ الحُسَينِ (¬5) جعلوا يُقَلِّبونَه [ل/39ب] فَيَرَوْا أثارا في ظهرِه سُوْداً، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان ينقُل جُرْبَ (¬6) الدَّقِيقِ على ظهره باللَّيلِ إلى فقراءِ أهل المدينةِ)) (¬7) ¬

(¬1) ابن ذريح بن حكيم بن هرمز، أبو جعفر العكبري، وثقه الخطيب. مات سنة ست وثلاثمائة، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة ثمان. تاريخ بغداد (5/361) . (¬2) هو ابن أبي شيبة. (¬3) هو ابن عبد الحميد. (¬4) هو عمرو بن ثابت، ابن أبي المقدام الكوفي، مولى بكر بن وائل، ضعيف رمي بالرفض، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. التقريب (419/ت4995) . (¬5) ابن علي بن أبي طالب، زين العابدين. (¬6) الجُرْب: جمع جراب، وهو وعاء من إهاب الشاء، لا يوعى فيه إلا اليابس. تهذيب اللغة (11/52-مادة جرب-) . (¬7) إسناده ضعيف من أجل عمرو بن ثابت، ولكنه متابع كما سيأتي. وفي إسناده أيضاً أحمد بن عبد الله بن داود، لم أجد ترجمته. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/136) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، عن عثمان بن أبي شيبة به. وأخرجه من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبي معمر، عن جرير، عن شيبة بن نعامة بنحوه، وفيه: "كان علي ابن الحسين لا يبخل ... فذكر نحوه". وأخرجه أبو نعيم أيضاً فيه عن عدد من الأئمة نحو هذه القصة مفادها أن علي بن الحسين كان يُسِرّ صدقاته.

178 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَم العَطّار، حدثنا محمد بن محمد (¬1) الباغَنْديّ، حدثنا أبو نعيم ـ يعني الحَلَبيّ (¬2) ـ، حدثنا ابن المبارك، عن ابن عيينة، عن إسرائيل (¬3) قال: سمعت الحسن (¬4) يقول: ((إن العبدَ ليُذنِبُ الذنبَ فما يزالُ به كَئِيباً (¬5) حتّى ¬

(¬1) ابن سليمان بن الحارث، أبو بكر، الإمام الحافظ الكبير، محدّث العراق، ابن المحدث أبي بكر، الأزدي الواسطي، أحد أئمة هذا الشأن، ولد سنة بضع عشرة ومائتين، وكان أول سماعه بواسط في سنة سبع وعشرين ومائتين. تكلم فيه الدارقطني، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر بن عبدان بسبب التدليس والتصحيف، وزاد الدارقطني بسرقة الحديث، ولكن قال الخطيب: "لم يثبت من أمر الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجّون به، ويخرّجونه في الصحيح"، مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (3/209-213) ، وتذكرة الحفاظ (2/736-737) ، وسير أعلام النبلاء (14/383-388) ، والميزان (4/26-27) ، واللسان (5/360-362) . (¬2) هو عبيد بن هشام القلانِسيّ، جرجاني الأصل، وثقه أبو داود وقال: "تغير في آخر عمره، لقّن أحاديث ليس لها أصل، يقال له ابن القلانسي، لقّن عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أنس حديثًا منكرًا". وقال أبو حاتم وصالح جزرة: "صدوق"، وزاد صالح: "ولكنه ربما غلِط". وقال النسائي: "ليس بالقوي". وقال أبو أحمد الحاكم: "حدث عن عبد الله بن المبارك عن مالك بن أنس بأحاديث لا يتابع عليها". وقال أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عثمان: "ضعيف" قلت: وأعدل القول فيه ما قال الحافظ: "صدوق تغيّر في آخر عمره فتلقّن"، وعليه يحمل قول من ضعّفه، والله أعلم. سؤالات الآجري (2/267-268) ، والجرح والتعديل (6/5) ، والثقات لابن حبان (8/433) ، وتهذيب الكمال (19/242-244) ، والتهذيب (7/76-77) ، والتقريب (378/ت4398) . (¬3) هو ابن موسى، أبو موسى البصري. (¬4) ابن أبي الحسن البصري. (¬5) أي منكسراً حزيناً. انظر معجم مقاييس اللغة (ص915-دار الفكر-) .

يَدخلَ الجنّةَ)) (¬1) . 179 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيُّويَه، حدثنا محمد ابن خَلَف بن المَرْزُبان، حدثني أحمد بن يوسف الثَّقَفيّ، حدثنا أبو عمر الباهلي قال: قال ابنُ المُقَفَّع: ((لا تُجالِسْ عدوَّك؛ فإنه يَتَحَفَّظ عليك الخطأَ ويُمارِيك في الصَّوابِ)) (¬2) . 180 - أنشدنا أحمد، قال: أنشدنا أبو محمد سهل بن أحمد بن سهل الدِّيْباجيّ، أنشدني منصور بن إسماعيل (¬3) الفقيه بمصر: ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل ابن مقسم، تكلموا فيه، وفيه أبو نعيم الحلبي، وقد تكلم في روايته عن ابن المبارك. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (ص53) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص269) عن محمد بن عباد، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/158، و7/288) من طريق الحميدي، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به. وأخرجه هناد في "الزهد" (2/318) عن أبي موسى، عن الحسن به. وأخرجه أحمد في "الزهد" (ص277) عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ هشام بن حسان، عن الحسن به. وقد رواه الحسن عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلاً. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (ص52) ، وأحمد في "الزهد" (ص396-397) عن حسين بن محمد، كلاهما عن المبارك ابن فضالة، عن الحسن قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الْعَبْدَ ليذنب الذنب فيدخله الله به الجنة، قالوا: يا رسول الله، وكيف يدخله الجنة؟ قال: يكون نصبَ عينَيْه فارًّا تائبًا حتى يدخله ذنبه الجنة)) . قلت: هذا مرسل ضعيف، ومبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن. وفي الباب أحاديث مرفوعة كلها ضعيفة، ذكرها الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/199) . (¬2) تقدم في الرواية رقم (97) بالإسناد نفسه، ولكن سمى أحمد بن يوسف الثقفي هناك أحمد بن موسى الثقفي. (¬3) أبو الحسن التميمي، الشافعي الضرير الشاعر، فقيه مصر، وكان يتشيع، توفي سنة ست وثلاثمائة. انظر معجم الشعراء (ص280) ، وطبقات العبادي (ص64) ، وطبقات الشيرازي (ص107-108) ، وسير أعلام النبلاء (14/238) ، ونكت الهميان (ص297-298) ، وطبقات الإسنوي (1/299-301) .

لَوْ قِيلَ لي خُذْ أمانا مِنْ حَادثِ الأزمانِ لما أخذتُ أمَاناً إلا منَ الإخوانِ هَبْنِيْ تَحَرَّزْتُ مِمَّنْ ينُمُّ بالكتمانِ فَكَيْف لي باحتِرازٍ مِنْ قَائِلِ البُهْتانِ (¬1) 181 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُثمان بْنُ محمد (¬2) الأَدَميّ، حدثنا ابن دُرَيد، حدثنا عبد الأول بن مزيَد (¬3) ، عن ابن عائشة قال: ((أَفْضَى الأمرُ إلى عبدِ المَلِك والمصحَفُ في يدِهِ يقرَأُ فأَطْبَقَه وقال: هذا آخرُ العهدِ بِكَ)) (¬4) . ¬

(¬1) أورد ابن عبد البر في "بهجة المجالس" (1/404) البيت الثالث والرابع دون الأول والثاني، وفيه "باحتراس" بدل "باحتراز" وكلاهما بمعنى. وأورد الثعالبي في "تحسين القبيح وتقبيح الحسن" (ص105) البيت الأول والثاني، وزاد قبلهما بيتين آخرين ونسبهما لإبراهيم بن العباس الكاتب، وهي في ديوانه (ص166) كما قال محققه، والأبيات عنده كما يأتي: نعم الزمان زماني الشان في الإخوانِ فيمن رماني لما رأى الزمان رماني لو قيل لي خذ أمانا من أعظم الحدثان لما أخذت أمانا إلا من الإخوان (¬2) ابن القاسم بن يحيى بن زكريا، أبو عمرو، وثّقه الخطيب، وقال السمعاني: "كان ثقة، وفاته قبل سنة تسعين وثلاثمائة"، والأدمي: بفتح الألف والدال المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بيع الأَدَم. الأنساب (1/71-72 ـ طبعة إحياء التراث العربي ـ) ، وتاريخ بغداد (1/310) . (¬3) وقيل: ابن مرثد، من بني أنف الناقة، من شيوخ ابن دريد، ولم أجد ترجمته. (¬4) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/390) عن العتيقي به. وأخرجه عن الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد، عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: ... فذكر نحوه، وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (4/248) عن ابن عائشة به.

182 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُثمان بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ المُسْتَمْلِيّ، حَدَّثَنَا رضوان بن أحمد ابن غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ القَرْقَسَانيّ (¬1) ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، عَنْ أبيه (¬2) قال: [ل/40أ] قلت لأشعب (¬3) الطامع، أَدْرَكْتَ التَّابِعِينَ فَلَمْ تَسْمَعْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بَلَى، قَدْ سَمِعْتُ حَدِيثَا؛ عِكْرِمَةَ عنِ ابنِ عباسٍ أَنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((للهِ عَلَى عبدِهِ نِعمتانِ لا يُؤَدِّيْهِمَا، ثُمَّ سكتَ، فقلتُ: مَا هُما؟ قَالَ: الواحدةُ نَسِيَها عكرمةُ والأُخرَى نسيْتُهَا أَنَا)) (¬4) . ¬

(¬1) القرقساني نسبة إلى قرقسيا، وهي بلدة بالجزيرة، على ستة فراسخ من رحبة مالك بن طوق، قريبة من الرَّقّة. (¬2) هو مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، أبو الضحاك البصري، ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال العقيلي والساجي: "لا يتابع على حديثه". وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول". انظر التاريخ الكبير (7/437) ، والضعفاء للعقيلي (4/231) ، والجرح والتعديل (8/348) ، والثقات لابن حبان (9/185) ، وتهذيب الكمال (27/339) ، والتهذيب (10/68) ، واللسان (7/381) ، والتقريب (524/ت6537) . (¬3) ابن جبير المدني، يعرف بابن حميدة، أبو العلاء، يضرب بطمعه المثل، قال الذهبي: "كان صاحب مزاح وتطفيل، ومع ذلك كُذِب عليه". انظر تاريخ بغداد (7/37-44) ، وسير أعلام النبلاء (7/66-68) . (¬4) في إسناده: - ... عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ المستملي. - ... ورضوان بن أحمد بن غزوان. - ... ومحمد بن عبد الله القرقساني، لم أقف على تراجمهم. والأثر أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/39) من طريق ابن حيويه، عن ابن مخلد، عن محمد بن أبي يعقوب، عن روح بن محمد السكوني، عن محمد بن راشد الرحبي نحوه. وأخرجه في المصدر نفسه عن محمد بن الحسن بن سماعة، عن عبد الله بن سوادة، عن أحمد بن شجاع الخزاعي، عن أبي العباس مقسم الكاتب قال: "قيل لأشعب: طلبت العلم وجالست الناس ثم تركت وأفضيت إلى المسألة، فلو جلست لنا، وجلسنا إليك فسمعنا منك، فقال لهم: نعم، فوعدهم فجلس لهم فقالوا: حدِّثنا، فقال: سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: ((خلتان لا تجتمعان في مؤمن، ثم سكت، فقالوا: ما الخلتان؟ فقال: نسي عكرمة واحدة، ونسيت أنا الأخرى)) . وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (7/66) عن أبي عاصم النبيل، ولم يقل عن أبيه.

183 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمر بْنُ أحمد بن شاهين، حدثنا أحمد بن العباس العَسْكَريّ، حدثنا أحمد بن يحيى (¬1) ثعلب، حدثنا أحمد بن حاتم (¬2) قال: قال الأَصْمَعيّ: ((وقَفَ أعرابي علَى قومٍ يأكُلونَ خَبيصاً (¬3) فقال: ما هذا؟ فقيل له: وُلِدَ لهذا الرَّجلِ غُلامٌ فصنَعَ لنا ما تَرَى، فأكَلَ معهُمْ حتى فَنِيَ ونَفِدَ ثمَّ قال: ليسَ غَيْرُ هذا؟ قالوا: ¬

(¬1) ابن يزيد، أبو العباس الشيباني مولاهم، البغدادي، العلاّمة المحدّث، إمام النحو، صاحب "الفصيح" والتصانيف، ولد سنة مائتين ومات سنة إحدى وتسعين ومائتين، قال الخطيب: "ثقة حجة، ديّن صالح، مشهور بالحفظ". طبقات النحويين واللغويين (141-150) ، ونزهة الألباء (ص228-232) ، وسير أعلام النبلاء (14/5-7) . (¬2) أبو نصر الباهلي، صاحب الأصمعي وراويته، وقيل: إنه كان ابن أخته، أقام ببغداد ثم أصبهان، ثم عاد إلى بغداد، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. انظر طبقات اللغويين والنحويين (ص180) ، وفهرست ابن النديم (2/83) ، وبغية الوعاة (1/301) . (¬3) الخبيص: الحلواء المخلوطة من التمر والسمن، وجمعه أخبصة. المعجم الوسيط (1/216) .

لا، فأنشأ يقُولُ: مَنْ لم يُدَسِّمْ بالثَّريْدِ (¬1) فُؤادَنَا بعدَ الخَبِيصِ فَلاَ هَنَّأَهُ الفارِسُ وأتاه عشْرٌ مِنْ بَنَاتٍ كُلُّها سُودُ الوُجوهِ كأَنَّهُنَّ خَنَافِسُ قال: فأُطْعِمَ شَبْعَه مِنْ ثريدٍ فأنشأ يقُولُ: باركَ اللهُ في الغُلامِ الجَديدِ وأَقَرَّ العُيُونَ بِالمولودِ ثم لا زَال في سرورٍ عتيدِ ... جعلَ اللهُ عُمرَه ألفَ عامٍ ذلك مِنَّا جزاؤُه إذ أكلْنا لُقمَاتِ الخبيصِ قبلَ الثَّريدِ (¬2) 184 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن محمد بن عمر بن خُشَيش (¬3) ، أنشدني أبو علي الحسن بن مهدي (¬4) الرَّقِّيّ، أنشدنا هلال بن العلاء (¬5) لنفسه: [ل/40ب] لما عَفَوْتُ ولَمْ أَحْقِدْ عَلَى أحدٍ أَرَحْتُ نَفْسِيْ مِنْ هَمِّ العَدَاوَاتِ لأدفَعَ الشرَّ عَنّي بالتَّحِيّاتِ ... إنِّيْ أُحَيِّيْ عَدُوِّيْ عندَ رُؤْيَتِهِ كأَنَّمَا قد مَلاَ قَلِْبْي تحيّاتِ ... وأُظْهِرُ البِشْرَ للإنسانِ أُبْغِضُهُ 000 كأنما قد ملا قلبي تحيات ¬

(¬1) الثريد: ما يُفَتّ من الخبز، ويُبَلّ بمرق. المعجم الوسيط (1/95) . (¬2) في إسناده أحمد بن العباس العسكري، لم أقف له على ترجمة، والأثرلم أقف عليه. (¬3) أبو أحمد، قال العتيقي: "كان هذا شيخًا مجهّزًا كثير الأسفار، ثقة ثقة". تاريخ بغداد (3/228) . (¬4) ابن عبدة الكيساني المروزي، قدم بغداد حاجًّا سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، قال الدارقطني: "مجهول". تاريخ بغداد (7/434) ، واللسان (2/258) . (¬5) أبو عمر الباهلي.

ولَسْتُ أَسْلَمُ ممن ليس يَعْرِفُنِيْ وكيفَ أَسْلَمُ من أهلِ العَدَاواتِ (¬1) 185 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر بن حيويه، أنشدنا محمد بن خلف (¬2) ، أنشدنا عبد الله بن شَبِيب لبعضهم: وما زالَ يَشْكُو الحُبَّ حتى سمِعْتُهُ تَنَفَّسَ في أحشائِهِ وتكلَّمَا ويَبكِيْ فَأَبكِيْ رحمة لِبُكَائِهِ إذا مَا بَكَى دَمْعاً بَكَيْتُ له دَماً (¬3) 186 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ محمد بن القاسم الأَدَميّ، حدثنا عبد الله ابن إسحاق المَدَائِنيّ، حدثنا العباس بن محمد (¬4) قال: سألت أحمد بن حنبل رحمه الله عن الشافعي فقال: ((قَدْ سألْنَاه واختَلَفْنَا إليه فَمَا رأَيْنا إلاَّ خيراً)) (¬5) . ¬

(¬1) أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص169) عن محمد بن عثمان العقبي قال: سمعت هلال بن العلاء الباهلي يقول: "جعلت على نفسي منذ أكثر من عشرين سنة أن لا أكافئ أحدًا بسوء، وذهبت إلى هذه الأبيات فذكر الأبيات الثلاثة دون الرابعة. وفيه: "غم" بدل "هم"، و"حشى" بدل "ملأ"، و"محبّات" بدل "تحيات". والأبيات في "ديوان الشافعي" (ص82) ، وجاء "كما إن قد حشا قلبي محباتي"، بدل "كأنما قد ملا قلبي تحيات". (¬2) ابن المرزبان. (¬3) البيتان لم أقف عليهما. (¬4) هو الدوري. (¬5) إسناده صحيح. أخرجه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/259) من طريق أبي غالب علي بن أحمد بن النشر الأزدي عن الإمام أحمد أنه سئل عن محمد بن إدريس الشافعي، قال أحمد: "لقد من الله علينا به، لقد كنا تعلمنا كلام القوم، وكتبنا كتبهم حتى قدم علينا الشافعي، فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره، وقد جالسناه الأيام والليالي فما رأينا منه إلا كلّ خير ـ رحمه الله ـ قال أبو غالب: فقال له رجل: يا أبا عبد الله، فإن يحيى بن معين وأبا عبيد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع، فقال أحمد: "ما أرى ما يقولان، والله، ما رأينا منه إلا خيرًا، ولا سمعنا إلا خيرًا، ثم قال أحمد لمن حوله: "اعلموا ـ رحمكم الله تعالى ـ أن الرجل من أهل العلم، إذا منحه الله شيئًا من العلم، وحُرِمَه قرناؤُه وأشكاله حسدوه فرموه بما ليس فيه، وبئست الخصلة في أهل العلم".

187 - أخبرنا أحمد، حدثنا معروف بن محمد بن معروف (¬1) الواعظ، حدثنا أبو المُستَضِيء (¬2) بدِمَشق قال: ((رأيْتُ هشامَ بنَ عَمَّارٍ وهو شيخٌ خَضِيْبٌ إذا مشى أطرقَ إلى الأرضِ لا يَرْفَعُ رأسَه إلى السّماءِ حياء مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ)) (¬3) . 188 - سمعت أبا الحسن يقول: سمعت عمر بن أحمد بن شاهين يقول: سمعت عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز (¬4) يقول: ((صلَّيْتُ ¬

(¬1) أبو المشهور، من أهل زنجان سكن الريّ، وقدم بغداد وحدث بها، قيل: إنه من ولد مالك بن الحارث الأشتر النخعي، ولكنه لم يثبت، بل طعنوا فيه. قال السمعاني: "طعن الناس في نسب معروف هذا، وذكروا أنه ادعى النسب إلى مالك الأشتر". وقال الذهبي: "عن أبي سعيد الأعرابي، مطعون فيه". انظر وتاريخ بغداد (13/209) ، واللسان (6/62) . (¬2) هو معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمد بن لهيعة السكسكي القوفاني. حكى عن هشام بن عمار، وروى عنه معروف بن محمد بن معروف والحسن بن غريب، وأبو الحسين الرازي، وعبيد الله ابن محمد بن عبد الوارث القوفاني. انظر معجم البلدان (4/413-414) ، وتهذيب الكمال (30/252) . (¬3) ذكره المزي في "تهذيب الكمال" (30/252-253) ، والحافظ ابن حجر في "التهذيب" (11/48) عن أبي المستضيء به. (¬4) هو البغوي.

خلفَ أحمدَ بنِ حنبلٍ على جنازةٍ وكبرَّ أربعا وقرأ بفاتحةِ الكتابِ وسلَّمَ [ل/41أ] تَسليمةً واحدة، فلما بلغ المقبرةَ نزعَ نعلَيْه ومَشَى حافيا)) (¬1) . 189 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن مِقْسَم العَطَّار قال: سمعت أبا الحسن ابن مُبَشِّر (¬2) يقول: سمعت عيسى بن شاذان يقول: سمعت أبا سعيد الحداد (¬3) يقول: ((مَثَلُ المحدِّثِ إذا دخلَ بلدا مَثَلُ البُسرِ الأحمرِ، يأخُذُه ذا فيَضَعُه على عَيْنِه ثم يأخُذُه ذا فيَضَعُه على عينِهِ ثم لا يُلْتَفَتُ إلَيْهِ)) (¬4) . 190 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن مِقسَم، حدثنا أحمد بن عمرو السَّلَفيّ (¬5) ، حدثنا أبو عثمان بن ¬

(¬1) إسناده صحيح، ولم أجده عند غير المصنف. (¬2) هو علي بن عبد الله بن مبشّر الواسطي، الإمام الثقة المحدّث، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (15/25-26) ، والعبر (2/203) ، وشذرات الذهب (2/305) . (¬3) هو أحمد بن داود، أبو سعيد الحدّاد الواسطي. وثقه ابن سعد وابن معين، وقال ابن حبان: "كان حافظًا متقنًا". مات سنة إحدى وعشرين ومائتين، وقيل سنة اثنتين. انظر التاريخ الكبير (2/4) ، والجرح والتعديل (2/50) ، والثقات لابن حبان (8/10) ، وتاريخ بغداد (4/139) ، والتعديل والتجريح (1/318) . (¬4) في إسناده ابن مقسم العطار، وهو ضعيف، ولم أجد الأثر عند غير المصنف. (¬5) هو أحمد بن أبي الأخيل السلفي من أهل حمص، واسم أبي الأخيل خالد بن عمرو بن خالد، ويكنى أحمد أبا عمرو، ورد بغداد وحدث بها عن أبيه أحاديث غرائب، كتبها عنه الحفاظ. قال الدارقطني: "عثمان وأحمد ابنا خالد بن عمرو السلفي من أهل حمص ثقتان، وأبوهما ضعيف". تاريخ بغداد (4/128) ، واللسان (2/382 ـ في ترجمة أبيه ـ) .

عبد الرحمن (¬1) ، حدثنا أبو عبيدة (¬2) عن سعيد بن مِيْنا قال: ((مكتوبٌ في التوراة: لا يَشْكرُ يتيمٌ لولي ولا غريقٌ لمنجٍّ)) (¬3) . 191 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جعفر العِجْلي، حدثنا محمد بن عبيد الله ابن العلاء الكاتب، حدثنا علي بن حرب، حدثنا وكيع عن الأعمش قال: قال لي أبو وائل (¬4) : ((يا سليمانُ، نِعْمَ الرَّبُّ ربُّنَا، لو أطعْنَاه ما عَصَانَا)) (¬5) . 192 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْبَاجيّ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) لعله سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الملك، أبو عثمان البغدادي، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (9/93) . (¬2) هو معمر بن المثنى التيمي مولاهم، البصري النحوي، صاحب التصانيف، الإمام العلامة البحر، ولد سنة عشر ومائة. قال ابن معين: "ليس به بأس"، وصحح روايته ابن المديني وقال: "كان لا يحكي". وقال الحافظ: "صدوق أخباري، وقد رمي برأي الخوارج". ومات سنة تسع ومائتين، وقيل سنة عشر. سير أعلام النبلاء (9/445-447) ، والتقريب (541/ت6812) . (¬3) في إسناده ابن مقسم العطار، وهو ضعيف، ولم أجد الخبر عند غير المصنف. (¬4) هو شقيق بن سلمة. (¬5) في إسناده عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ المستملي، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، لم أقف لهما على ترجمة. والأثر أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/105) من طريق سفيان بن عيينة، والبيهقي في "الزهد" (ص281) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/270) من طريق عمرو بن عبد الغفار كلاهما عن الأعمش به. وأورده المزي في "تهذيب الكمال" (12/553) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (4/164) عن عمرو بن عبد الرحمن، عن الأعمش به.

أبو خليفة الفضل ابن الحُبَاب الجُمَحيّ بالبصرة، حدثنا رفيع بن سلَمة (¬1) ، عن أبي عُبيدة (¬2) قال: ((كان المَهْديُّ (¬3) يُصلِّي بنا الصَّلواتِ في المسجد الجامع بالبصرةِ لمَاَّ قَدِمَها، فأُقِيمتِ الصلاةُ يوما فقال أعرابيٌّ: يا أميرَ المؤمنينَ، لستُ على طُهرٍ وقد رغب الله تبارك وتعالى في الصلاة [ل/41ب] خلفَكَ فَاأْمُرْ هؤلاءِ ينتظِرُونِيْ، فقال: انتظِرُوه رحِمَكُمُ اللهُ، ودخل إلى المحرابِ، فوَقَفَ إلى أن قِيْلَ له: قد جاءَ الرَّجُلُ، فكَبَّرَ، فعَجِبَ النّاسُ مِنْ سماحةِ أخلاقِهِ)) (¬4) . 193 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْبَاجيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو الْعَبَّاسِ التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا الرِّياشيّ، حَدَّثَنِي ¬

(¬1) ابن مسلم بن رفيع العبدي، أبو غسّان، لقبه دماد، روى عن أبي عبيدة، وكان يورّق كتبه، وأخذ عنه الأنساب والأخبار والمآثر. روى عنه أبو زرعة الجرجاني، ويموت بن المزرِّع، والمبرّد. انظر أخبار مكة (3/27) ، وتصحيفات المحدّثين للعسكري (2/421) ، وتاريخ بغداد (14/359) ، وفهرست ابن النديم (ص81) . (¬2) هو معمر بن المثنى. (¬3) هوالخليفة، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي العباسي، كان مولده بإيذج من أرض فارس، في سنة سبع وعشرين، وقيل سنة ست، وأمه أم موسى الحميرية. كان جوادًا ممداحًا معطاءً، محبَّبًا إلى الرعية، قصّابًا في الزنادقة، باحثًا عنهم، تملك عشر سنين وشهرًا ونصفًا، وعاش ثلاثا وأربعين سنة، مات في المحرم سنة تسع وستين ومائة. سير أعلام النبلاء (7/400-403) . (¬4) في إسناده سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الديباجي، وقد تقدم أنه متّهم، والأثر أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/400) عن القاضي أبي العلاء الواسطي عن الديباجي به.

ميمون بن عبد الله بْنِ عِمْرَانَ الشَّامِيُّ قَالَ: ((خَرَجَ عَلَى المَهديّ أميرِ المؤمنينَ خارِجيٌّ، قَالَ: فرأَيْتُه علَى فَرَسٍ وقَدْ شَهَّرَ السّيفَ واستَنْفرَ النّاسَ وَهُوَ يقولُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ زِياد بْنِ عِلاَقةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ خَرَجَ علَى أُمَّتِيْ وَهُمْ جَمِيْعٌ لِيُفَرِّقَ بينَهُمْ فاضرِبُوْا رَأْسَهُ بالسّيفِ كائِناً مَنْ كاَنَ")) (¬1) . 194 - سمعت أحمد يقول: سمعت ابن شاهين يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري يقول: سمعت المَيْمونيّ يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ((ستّةٌ أَدعُو لَهُمْ بِسَحَرٍ؛ أَحدُهم الشافعي رضِيَ اللهُ عنهُ)) (¬2) . ¬

(¬1) في إسناده سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الديباجي، وقد تقدم الكلام فيه. وميمون بن عبد الله بن عمران الشامي، وأبو العباس التمار لم أقف لهما على ترجمة. ولكن الحديث صحيح من طريق شعبة أخرجه مسلم (3/1479) كتاب الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع، عن أبي بكر بن نافع ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة به، ولفظه عنده: ((إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف، كائنا من كان)) . وأخرجه أيضًا من طريق أبي عوانة، وشيبان، وإسرائيل، وعبد الله بن المختار عن رجل سماه (بين الحافظ في "النكت الظراف" (7/292) أن الرجل هو الليث بن أبي سليم) ، كلهم عن زياد بن علاقة به، غير أن في حديثهم جميعًا "فاقتلوه". وأخرجه أيضًا في (3/1480) عن عثمان بن أبي شيبة، عن يونس بن أبي يعفور، عن أبيه، عن عرفجة نحوه. (¬2) أخرجه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/254) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/66) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (24/372) من طريق عبيد الله بن محمد بن زياد به، غير أن البيهقي جعل بين الميموني وأحمد محمد بن محمد ابن إدريس الشافعي. وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/45) ، والحافظ ابن حجر في "التهذيب" (9/25) عن الميموني به.

195 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حيويه، حدثنا الحسن بن علي (¬1) البصري، حدثنا عثمان بن طالوت (¬2) ، حدثنا الأصمَعيّ قال: ((دخلتُ البادِيةَ فإذا أنا بأعرابيَّةٍ أحسنَ النَّاسِ وجها تحتَ أقبحِ النَّاسِ وجها، فقلتُ: يا هذه، أترضَيْنَ أن تكُونِي تَحتَ هذَا؟ فقالتْ: يا هَذا، بِئْسَ ما قلتَ، لعلَّه أحسنَ فيما بينَه وبينَ ربِّه فجعَلَني [ل/42أ] ثَوابَه، وأنا أسأتُ فيما بينِي وبينَ ربِّي فجعلَه عُقُوبَتِي، أفلا أرضَى بما رَضِيَ الله لي؟ قال الأَصْمَعيّ: فأسكتَتْنِيْ)) (¬3) . 196 - أخبرنا أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو عُمر بْنِ حَيّويه، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن المَرْزُبان (¬4) قال: أخبرني أبو بكر القرشي (¬5) ، حدثني سليمان بن صُبَيح قال: ((قيل لسُورةَ الواسِطي: قد غَلاَ الدَّقِيق، فقال: لا أُبالِي، أشترِي خبزاً (¬6)) ) (¬7) . ¬

(¬1) لعله ابن عمرو المعروف بابن غلام الزهري، الإمام الحافظ الناقد، أبو محمد، عاش إلى سنة ثمانين وثلاثمائة، سأله الحافظ حمزة السهمي عن الرجال وثقتهم ولينهم. انظر سير أعلام النبلاء (16/436-437) ، وتذكرة الحفاظ (3/1021-1022) ، والوافي بالوفيات (12/16) . (¬2) هو عثمان بن طالوت بن عباد الجحدري البصري. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان أحفظ من أبيه، مات وهو شاب ولم يتمتع بعلمه، مات في سنة أربع وثلاثين ومائتين". الثقات (8/454) . (¬3) إسناده صحيح. أورده الذهبي في "الكبائر" (ص174) . (¬4) هو محمد بن خلف بن المرزبان، تقدم مرارًا. (¬5) هو المعروف بابن أبي الدنيا. (¬6) في المخطوط "خبز". (¬7) في إسناده سليمان بن صُبيح لم أقف له على ترجمة، والخبر لم أجده عند غير المصنف.

197 - سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: سمعت أبا مزاحم الخاقاني يقول: قيل لأبي الأحوص سلام بن سُلَيم: حدِّثْنا، فقال: ليستْ لي نِيّةٌ، فقالوا له: إنَّك تُؤْجَر، فقال: يَمُنُّونِيْ الخَيْرَ الكثيرَ ولَيْتَنِيْ نجَوْتُ كَفَافاً لا عَلَيَّ وَلاَ لِيَا (¬1) . 198 - سمعت أبا الحسن يقول: سمعت عبيد الله بن محمد بن محمد العُكْبَري يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب المَتُّوْثيّ (¬2) يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: ((كانَ في أصحابِ الحديث رَجُلٌ خَلِيْع، لما أَنْ سمِعَ بحديث النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَنّ الملائكةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَها لطالبِ العلمِ رضا بما يصنَعُ"، فجعل في نَعلَيه حديدَ مساميرَ وقال: أُرِيدُ أن أَطَأَ أجنِحةَ الملائكةِ فأصابَتْه الأكِلَةُ في رِجْلِهِ)) (¬3) . 199 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بن حيّويَه، حدثنا محمد بن يحيى (¬4) ¬

(¬1) تقدم في الرواية رقم (98) بالإسناد نفسه. (¬2) هو محمد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي - نسبة إلى مَتُّوث بلدة بين قرقوب وكور الأهواز - راوي كتاب "الرد على أهل القدر" عن أبي داود. انظر اللباب (3/162) ، وتهذيب الكمال (4/150) . (¬3) إسناده صحيح. وانظر مشيخة الرازي (ص210) ، وملء العيبة (2/335) . (¬4) ابن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول الصولي البغدادي، العلاّمة الأديب، ذو الفنون، صاحب التصانيف، مات بالبصرة مستترًا سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. انظر معجم الشعراء (ص431) ، ومعجم الأدباء (19/109-111) ، وسير أعلام النبلاء (15/301-303) .

أبو بكر، حدثنا أحمد بن إسماعيل نُطّاحة (¬1) ، حدثني مولى لبكار أبي الزبير بن بكار قال: ((باع مَدِيْنيٌّ دابة فظهرَتْ به عُيوب فطالَبُوه بالرَّدّ فأبى، وبالحَطِيْطة (¬2) [ل/42ب] فأَبَى، قالوا: فاليَمِين؟ قال: ما حلفتُ على حقٍّ ولا باطلٍ قَطُّ، فصاروا به إلى بكارـ وهو أمير المؤمنين ـ فطالبُوه فأنكر، فأرادوه على اليَمِين فقال: ليس في هذا حِيلة، وطَمِعوا في الرد فقال له بكار: إما رددتَ وإما حلفتَ! فقال: أخاف إنْ أحلِفْ فيُعاوِدُوني، فقال: أَضَعُهم في الحبس، فحلف بالغَمُوس ثم قال: هذه رُجْحان بلغتِ السماء مع الشيطان، وأفنيتُ كَواكِبَ الرحمن، ولعِبتُ بالكِعَاب في الكعبة وأَعَنْتُ عاقرَ الناقة على صالح، ولقيتُ الله بذنْبِ فرعونَ يومَ قال: أنا ربكم الأعلى، وحاسَبَني اللهُ على مثل مالِ قارونَ، لا أعلم فيه مِثْقالَ ذَرّة من خير إلا أَنْفَقَه في هدْمِ المساجد، وخَرابِ الثُّغور، وشُرب الخُمور، والجمع على الفُجور، وضربِ العُود والطَّنْبور، والقِمار بالطُّيور، والكُفر ببعثِ مَنْ في القبور، إن لم أَكُنْ قَدَّمْتُ بعشر دوابَّ كانت كلُّها تَخْلَع أرسَانَها فكان هذا الدابّةُ يجيء حتى يُصْلِح أرسانَها بفمه قليلا ¬

(¬1) هو أبو علي أحمد بن إسماعيل بن الخصيب الأنباري، كاتب عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، كان بليغاً مترسّلاً، أديباً متقدماً في صناعة البلاغة، وكان بينه وبين أبي العباس بن المعتزّ مراسلات وجوابات، قتله محمد بن طاهر. انظر فهرست ابن النديم (ص180) . (¬2) الحطيطة: ما يحط من الثمن. انظر القاموس المحيط مادة "حطط".

قليلا فكان السائِس يزيدُه في شَعِيره لهذا السبب، فَضحِك بكَّار حتَّى أمسك بطنَه بيده وقال: لو عرفْتُم صاحبَكم لما تَعِِبْتُم، انصرِفُوا راشِدِين)) (¬1) . 200 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن معاذ الخزاز (¬2) ، حدثنا أحمد بن عبد الله ابن [ل/43أ] سابور (¬3) الدَّقَّاق، حدثنا سليمان بن عبد الجبار، حدثنا أبو عاصم (¬4) قال: قال سفيان (¬5) : ((كانَ الرَّجُل لا يطلُبُ الحديثَ حتى يَتَعَبَّد عشرين سنة)) (¬6) . 201 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي الشيخ الصالح (¬7) ، حدثني أبو الحسين عبد الواحد بن أحمد ¬

(¬1) في إسناده مولى لبكار بن أبي الزبير بن بكار لم يعرف من هو، ولم أجد الخبر عند غير المصنف. (¬2) هو ابن حيويه. (¬3) ابن منصور، أبو العباس البغدادي، الشيخ الإمام الثقة المحدّث. قال ابن حيويه: "مات يوم السبت بالعشي، ودفن يوم الأحد ضحوة، لعشر بقين من المحرّم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة". سؤالات السهمي (رقم137) ، وتاريخ بغداد (4/225) ، وسير أعلام النبلاء (14/462-463) . (¬4) هو النبيل. (¬5) هو الثوري. (¬6) إسناده صحيح. أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص187) من طريق العباس العنبري، والخطيب في "الكفاية" (ص55) من طريق يحيى بن محمد بن أعين، كلاهما عن أبي عاصم عن الثوري به. وأخرجا أيضًا نحوه عن أبي الأحوص، وأبي عبد الله الزبيري. (¬7) يعرف بالجِلّيّ ـ بكسر الجيم واللام المشدّدة ـ، سكن بغداد، وأصله من المصيصة، وثقه العتيقي، والتنوخي، والأزهري، وغيرهم، توفي في الثالث عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الشونيزية. تاريخ بغداد (6/171) ، وتكملة الإكمال لابن نقطة (2/141) .

الأَذَني الصوفي بالثغر (¬1) قال: سمعت أبا جعفر الترمذي (¬2) يقول: ((رأيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم فقلتُ: يا رسولَ الله، إني تَفَقَّهتُ على مذاهبِ أهلِ العِراق ثلاثين سنة، ثم عَزُب عن ذلك رأيِيْ فتفقَّهتُ على مذهبِ أهلِ المدينة ثلاثين سنة، فما تأمُرُني؟ قال: عليكَ بمذهب محمد بن إدريسَ الشَّافِعيِِّ؛ فإنَّه نَفَى الشُّبَه عنِّي)) (¬3) . ¬

(¬1) الثغر: بالفتح ثم السكون وراء، كل موضع قريب من أرض العدو، كأنه مأخوذ من الثغرة، وهي الفرجة في الحائط، وهو في مواضع كثيرة، والمراد به هنا ثغر الشام. انظر معجم البلدان (2/79) . (¬2) هو محمد بن أحمد بن نصر، الفقيه الشافعي، الإمام العلاّمة، شيخ الشافعية بالعراق في وقته، ثقة مأمون. مات سنة خمس وتسعين ومائتين وقيل: إنه اختلط بأخرة، وكان مولده سنة إحدى ومائتين. تاريخ بغداد (1/365-366) ، وطبقات الشيرازي (ص105) ، وسير أعلام النبلاء (13/545-547) . (¬3) في إسناده أبو الحسين الأذني الصوفي، لم أقف له على ترجمة، ولكنه متابع كما أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/365) من طريق أبي جعفر محمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي جعفر الترمذي أنه قال: "كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة، وسمعت مسائل مالك وقوله، ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة إذ غفوت غفوة، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ في المنام، فقلت: يا رسول الله، أكتب رأي أبي حنيفة؟ قال: لا، قلت له: أكتب رأي مالك؟ قال: ما وافق حديثي، قلت له، أكتب رأي الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي، وقال: ليس هذا بالرأي، هذا رد على من خالف سنتي، فخرجت على إثر هذه الرؤيا إلى مصر، فكتبت كتب الشافعي".

202 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، أنشدنا أبو عبد الله بن عَرَفة: مررْتُ بقبرٍ زاهِرٍ وَسْطَ رَوْضَةٍ ... عليهِ منَ الأنوارِ مِثْلِ النمارقِ فقُلْتُ لِمَنْ هذا فكلَّمَنِي الثَّرَى ... ترَحَّمْ عليهِ إِنّهُ قَبْرُ عاشقِ (¬1) 203 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن العباس، أنشدنا أبو عبد الله بن عرفة لبعضهم: يُنظَرُ في عُمْري فإنْ كانَ فِي ... عُمْرِك نقصٌ زِيْدَ من عمريْ حَتّى نُوافيَ البعثَ في ساعةٍ ... لا أنتَ تدرِيْ بِيْ ولا أدرِيْ [ل/43ب] أخافُ أن أُطفَأَ فيدعوك مَن ... يَهْواك مِن بعدي إلى غَدْرِي (¬2) 204 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحُسين الواسطي الجَوَالِيقيّ (¬3) يقول: سمعت أبا شعيب صالح بن العباس (¬4) الصوفي يقول -الذي عمر من الدنيا مائة وعشرين سنة-: ¬

(¬1) لم أجد البيتين عند غير المصنف. (¬2) تقدم في الرواية رقم (111) . (¬3) ذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وأنه روى عنه العتيقي. تاريخ بغداد (4/236) . والجواليقي ـ بفتح الجيم والواو، وكسر اللام بعد الألف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها القاف، نسبة إلى الجواليق، وهي جمع جُوَالِق، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها. الأنساب (3/368-369) . (¬4) ابن حمزة الخزاعي، الإستاني. معجم البلدان (1/173) .

((كنتُ مع ذي النون المصري (¬1) في بعض سِياحَتِه إذْ رُفِعَتْ لنا مِظَلَّةٌ فقصدْناها، فإذا فيها رجلٌ أَعْمَى قد قَطَعَ الجُذامُ يدَيْه ورِجلَيْه، فسمِعْناه يقول: اللهُمَّ لك الحمدُ على ذَا الحالِ وعلى كلِّ حالٍ، فالتفتَ إليَّ ذُو (¬2) النُّون ـ رحمه الله ـ فقال لي: يا صالحُ، لو كان هذا راضيا (¬3) لأسكَتَه الرِّضا)) (¬4) . 205 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا ابن مِهيار (¬5) ، حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أبي أيوب، أخبرني نصر بن أبي الشَّمَقْمَق، قال: كان أبي (¬6) ساكنا للعباس بن ¬

(¬1) هو ذو النون بن إبراهيم الإخميمي، أبو الفيض المصري الزاهد، طاف البلاد في السياحة، قيل: اسمه ثوبان، وقيل: الفيض، وقيل: ذو النون لقبه، واشتهر بذلك. قال الدارقطني: "روى عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر، وكان واعظًا". وقال مرةً: "إذا صح السند إليه فأحاديثه مستقيمة، وهو ثقة". مات سنة ست وأربعين ومائتين، وقيل سنة ثمان وأربعين، ودفن بالقرافة الصغرى. حلية الأولياء (9/331-391) ، وطبقات الصوفية (ص15-26) ، و (10/3-4) ، وطبقات الأولياء (218-223) . (¬2) في المخطوط "ذا" بالنصب، والصواب ما أثبته. (¬3) في المخطوط "راضي"، والصواب ما أثبته لما يقتضيه السياق. (¬4) في إسناده الجواليقي، وصالح بن العباس الصوفي، لم أجد من وثقهما، ولم أجد الحكاية عند غير المصنّف. (¬5) هو أبو أحمد الصيرفي المعروف بابن مهيار، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (169) . (¬6) هو مروان بن محمد، أبو محمد الشاعر المعروف بأبي الشمقمق، مولى مروان بن محمد بن محمد بن مروان بن الحكم، هو بصري. قال أبو العباس المبرّد: "كان ربما لحن ويهزل كثيرًا ويجدّ، فيكثر صوابه". تاريخ بغداد (13/146) .

عبد الأعلى بفارس وهو فارسيٌّ، عباس هذا قال -وكان معه بيت بأربعة دراهم- فقال: إني لصبٌّ دائمُ الوَسْوَاسِ ... مُوَكَّل بالهَمِّ والإفلاسِ أَفْرَق رأسَ الشَّهرِ من عبَّاسِ ... له وَكِيلٌ نَبَطِيٌّ قَاسِي لَه عليَّ كلَّ شهرٍ أربَعَة ... منْ أجلِ بيتٍ لي قليلِ المَنْفَعَة ومَا لِضَيْفِي إِنْ أتانِي مِنْ سَعَة ... وهامَتِيْ مِنْ سَقْفِه مُقْلَعَة [ل/44أ] قَدْ صارَ في رَأْسِي مِثْلَ القُنْزُعة وإِنْ قَعَدْتُ نَالَ رأسِي الرَّفَّا ... مِمَّا إذَا قُمتُ نَطَحْتُ السَّقْفَا يَحْضُر فيه الفَأْرُ والجِرْدانُ ... فَنِصْفُ بَيْتِي لَهُمْ مَيْدَانُ وَفِي الهَوَى البَعُوضُ والذِّبَّانُ ... فَهُنَّ مِنْ جُنُوبِنا سِمَانُ يُردِيْنَنَا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار ... فَمَا لَنَا فِي الْبَيْتِ مِنْ قَرَارِ فَلَعْنَةُ الله وسُوءُ الدَّارِ ... عَلَى الْبَرَاغِيْثِ نَعَمْ والفارِ أَخْرَجَهُنَّ اللهُ مِنْ جِوَارِي ... إِلَى الْجَحِيمِ عاجلا والنَّارِ إذَا هَدَا اللَّيْلُ وصاحَ الصَّرْصَرُ ... وَاصْطَحَبَ الفأْرُ وعِنْدِي كِسَرُ فَغَنَّتِ الأُنْثَى وصَاحَ الذَّكَرُ ... كَالصَّنْجِ والعُوْدُ عليه الوَتَرُ وجُنْدُ وِرْدَانَ مَعَ الخَنَافِسِ ... يَجُلْنَ فِي البيتِ بِغَيْرِ سَائِسِ يَطْلُبْنَ مِنْ فُتَاتِ خُبْزٍ يَابِسِ ... وَلَيْسَ فِي حِرْمَانِها بآيِسِ لمَاَّرَاَيْتُ القَرْضَ في جِرَابِي ... وَأَثَرَ الِجْرذَانِ في ثِيَابِي عَدَوْتُ بِالسِّنَّوْر ذِي الأَنْيابِ ... وَذِيْ مَخاليْبَ له صِلاَبِ خوّفتُ فأرَ البيتِ بالعَذَابِ ... تخوّفَ الصِّبْيانِ بالكُتَّابِ

وقلتُ لِلسِّنَّوْرِ يَا مُؤَدِّبُ ... دُوْنَكَ صِبْيَانِيْ فَقِدْماً نَقَّبُوا ماكَتَبُوا شيئا وَمَا إِنْ حَسَبُوا ... لَمَّا رَأَوْهُ غَضِبُوا وجَلَبُوْا فَقَالَ: قُوْمُوا كَبِّرُوا وَانْقَلِبُوا فَهَرَبُوا أجمعُهم مِنَ الفَرَق ... وليَسَ فيهمْ مَنْ قَرَأ وَلاَ حَذَق [ل/44ب] فَلَسْتُ أدرِي غَابَ يوما فَسَرَق ... أَبَاعَه بائِعُه بَيْعَ الخَلَق خِصَالُ بيتِي كلُّها حرامُ ... في الصَّيْف ما يَعْدِلُه الحِمامُ وفي الشِّتاءِ بَرْدُه صِرامُ ... ورعدةٌ يَتْبَعُها بِرْسامُ تَقَلَّص الخِصْيانُ منهُ والذَّكَرْ ... كأنَّه الغْرِبْانُ في يومِ المَطَرْ كَأنَّه مِنْ بعضِ أكواخِ النَّبَطْ ... بَنَّاؤُه بَنَاهُ يوما فاشْتَرَطْ أنْ يَجْعَلَ البيتَ على قَدْرِ السَّفَطْ 206 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو حفص بن شاهين، أنشدنا محمد بن نوح الجُنْدِيْسابُوريّ (¬1) قال: سمعت هلال بن العَلاء الرَّقّيّ (¬2) بالرَّقَّة ينشد هذه الأبيات: أَجِدِ الثِّيابَ إذا اكْتَسيْتَ فإنها زَيْنُ الرِّجالِ بها تُجَلُّ وتُكْرمُ ودَعِ التَّواضعَ في الثيابِ تخشُّعًا 000فالله يعلَمُ ما تُسِرُّ وتَكتُمُ ¬

(¬1) أبو الحسن الفارسي، نزيل بغداد، الإمام الحافظ الثبت، وثقه ابن يونس والدارقطني جدًّا. مات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. انظر سؤالات السهمي (ص76) ، وتاريخ بغداد (3/324) ، وسير أعلام النبلاء (15/34-35) ، وتذكرة الحفاظ (3/826-827) ، وطبقات الحفاظ (ص344) . (¬2) هو أبو عمر الباهلي.

عندَ الإلهِ وأنتَ عبدٌ مُجرِمُ ... فرَثَاثُ ثوبِكَ لا يزيدُك قُربةً وبَهَاءُ ثوبِك لا يَضُرّك بعدَ أَنْ تخشى الإلهَ وتتَّقِي ما يَحرُمُ (¬1) 207 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، أنشدنا عمر ابن سعد (¬2) : إن لم يكُنْ لك جَدْيٌ أَجْزَاكَ خَلٌّ وزَيْتُ فكِسْرةٌ وَبُيَيْتُ ... فإن تَعَذَّرْ هذا تكونُ فيه وديعا حتى يأتيَك مُوَيْتُ (¬3) [ل/45أ] 208 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله العسكري (¬4) ـ قدم علينا ـ، حدثنا عبد الله بن جعفر (¬5) النحوي، ¬

(¬1) لم أجد هذه الأبيات عند غير المصنف. (¬2) لعله ابن أحمد بن سعد بن سنان الطائي المنبجي، أبو بكر، الإمام المحدّث، القدوة العابد. قال ابن حبان: "كان قد صام النهار وقام الليل ثمانين سنة، غازيًا مرابطًا، رحمة الله عليه". انظر اللباب (3/259) ، ومعجم البلدان (5/207) ، وسير أعلام النبلاء (14/290) . (¬3) نسبها ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص153) ، وفي "الثقات" (8/229) للخليل بن أحمد. أخرجه من طريق محمد بن يحيى الصائغ قال: قال الخليل بن أحمد: إن لم يكن لك لحم ... كفاك خلّ وزيتُ وإن لم يكن ذا ... وهذا فكسرة وبيتُ تظلّ فيه وتأوي ... حتى يجيئك مُوَيتُ هذا لعمري كفاف ... فلن يغرَّك ليتُ (¬4) أبو الحسن، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (12/94) . (¬5) ابن درستويه بن المرزبان، الفارسي، أبو محمد، الإمام العلاّمة، شيخ النحو، تلميذ المبرّد. وثقه ابن منده والذهبي، مات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وكان مولده سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين. سير أعلام النبلاء (15/531) .

حدثنا المبرد (¬1) قال: قال بعض الحكماء: ((من أدَّب ولده صغيرا سُرَّ به كبيرا، قال: وكان يقال: من أدَّب ولده أرغم حاسدَه)) (¬2) . 209 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف بن المرزُبان، حدثني أحمد بن الفضل البصري، حدثني العلاء بن ناصح (¬3) قال: سمعت ابن راهويه يقول: ((سمعت رجلا من الصوفية يقول في سجوده: سجد وجهِيَ الخاشعُ الذّليلُ الماصُّ بَظْرَ أُمّه)) (¬4) . ¬

(¬1) هو إمام النحو، أبو العباس، محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري، الأخباري صاحب "الكامل". مات سنة ست وثمانين ومائتين. طبقات النحويين (ص101-110) ، وإنباه الرواة (3/241-253) ، وسير أعلام النبلاء (13/576-577) . (¬2) أورده المبرّد في الكامل (1/45) ، وانظر عين الأدب والسياسة لابن هُذيل (ص62) ، وسيورده المصنف برقم (505) . (¬3) كذا وقع هنا "العلاء بن ناصح"، ووقع في الرواية رقم (248) "العلاء بن صالح"، وهناك رجلان اسمهما العلاء ابن صالح لم أتبين المراد منهما ههنا: - أولهما: العلاء بن صالح التيمي، وثّقه ابن معين، وأبو داود. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: "لا بأس به"، وقال يعقوب بن شيبة: "مشهور"، وقال علي بن المديني: "روى مناكير". انظر التاريخ الكبير (6/513) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/149) ، والجرح والتعديل (6/356) ، والثقات لابن حبان (7/267) و (8/502) ، والتهذيب (8/164) . - ... والثاني: العلاء بن صالح النيسابوري، أبو الحسين، روى عن عبد الله بن لهيعة، وخارجة بن مصعب، وأبي المَلِيح الرَّقّي، وأبي بكر بن عياش، ومعتمر بن سليمان، وإسماعيل بن عياش، وسمع منه أبو حاتم. انظر الجرح والتعديل (6/356) . (¬4) في إسناده أحمد بن الفضل البصري، لم أجد ترجمته. والعلاء بن ناصح ـ أو ابن صالح ـ لم أتبين من هو، والأثر لم أجده عند غير المصنف.

210 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ علي بن سهل السِّمْسار، حدثنا عبد الله ابن سليمان الوراق (¬1) ، حدثنا أحمد بن سعد (¬2) الزُّهريّ، حدثنا يحيى بن بُكير قال: سمعت مالك بن أنس يقول: ((لما حضرَتْ عمرَ بنَ حُسين ـ يعني ابنَ قُدامةَ بنِ مظعونٍ ـ الوفاةُ قال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُوْنَ} (¬3)) ) (¬4) . 211 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، أنشدنا الصُّوليّ قال: أنشدت لأبي الشَّمَقْمَق: لِحْيَةُ المُنْذِريِّ (¬5) لَوْ حَلَقُوهَا ثُمَّ رَاحوا بها إلى النَّسّاجِ جاءَ مِنْهَا قَِطِيفَةٌ وَكِسَاءٌ مِنْ مُشَاقٍٍ وَلَيْسَ مِنْ دِيْبَاجِ (¬6) ¬

(¬1) لعله عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السجستاني. (¬2) ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري العوفي، البغدادي، أبو إبراهيم، الإمام الربّاني الثقة، ولد سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان الإمام أحمد يحترمه ويكرمه، مات في المحرم سنة ثلاث وسبعين ومائتين. انظر تاريخ بغداد (4/181-183) ، وطبقات الحنابلة (01/46-47) ، وسير أعلام النبلاء (13/117-118) . (¬3) الآية (61) من سورة الصافات. (¬4) إسناده صحيح، إن كان عبد الله بن سليمان الوراق هو ابن أبي داود السجستاني، وأما ابن بكير وإن تكلموا في سماعه من مالك فإنه قد صرّح هنا بالسماع منه، وهو ثقة. والأثر أورده الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (7/380) . (¬5) لم يتبين لي من هو. (¬6) لم أجد البيتين في ديوانه، ولا في غيره من المصادر.

212 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن مَخْلَد، حدثنا محمد ابن [ل/45ب] أبي يعقوب الدِّيْنَوَريّ (¬1) ، حدثنا أبي (¬2) عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال أشعب الطامع: ((ما خرجْتُ في جنازةٍ قَطْ فرأيت اثنَينِ يتشاوَرانِِ إلا ظننتُ أن الميِّتَ قد أوصَى لي بشيءٍ)) (¬3) . 213 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس الخزاز، حدثنا أبو الطيِّب الكَوْكَبِيّ، حدثنا عبد الله بن عمرو، حدثني عُبيد الله بن محمد بن عائشة، ومحمد ابن سلام (¬4) قالا: حدثنا يونس بن حبيب (¬5) قال: ((كُنتُ على بابِ المسجِدِ الجامع حِِذاءَ دارِ أبيْ عُمَيرٍ، ¬

(¬1) أبو بكر، حدث ببغداد عن أحمد بن سعيد الهمداني، وعبد الله بن محمد البلوي وطائفة بمناكير وعجائب. قال الخطيب: "في حديثه غرائب ومناكير". تاريخ بغداد (3/390) ، والميزان (6/373) ، واللسان (5/434) . (¬2) هكذا وقع في المخطوط، وفي تاريخ بغداد "عن محمد بن أبي عبد الرحمن". (¬3) في إسناده محمد بن أبي يعقوب الدينوري روى عجائب ومناكير. ومحمد بن أبي عبد الرحمن، وأبوه لم أقف لهما على ترجمة. والأثر أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/43) من طريق محمد بن أبي يعقوب الدينوري، عن محمد ابن أبي عبد الرحمن، عن أبيه به، وذكره التوحيدي في "الإمتاع" (3/83) ، والذهبي في "سيرأعلام النبلاء" (7/68) . (¬4) هو محمد بن سلام، أبو عبد الله الجُمَحي، كان عالمًا أخباريًّا، أديبًا بارعًا، صاحب كتاب "طبقات الشعراء". توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين وله نيف وتسعون سنة. سير أعلام النبلاء (10/651-652) . (¬5) أبو عبد الرحمن الضَّبّي مولاهم البصري، إمام النحو. أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة، وعنه الكسائي، وسيبويه، والفراّء وآخرون، وله تواليف في القرآن واللغة، عاش أكثر من مائة، ومات سنة ثلاث وثمانين ومائة. سير أعلام النبلاء (8/191-192) .

فإذا امْرأةٌ قَدْ لَقِيَتِ امْرَأَةً فسلَّمَتْ علَيْها، وجَعَلَتَا تَتَحَدَّثانِ إلى أنْ قالتْ إحداهُما للأُخْرَى: علِمْتِ أنَّ فُلانةً تزوَّجَ عليها زوجُها؟ فقالَتْ: الحمدُ لله على ذلك، فعل اللهُ بها وفَعَلَ، قال: فقلتُ لها: وَيْحَك، إِنّ من شأن النِّساءِ أن تَتَبَغّضَ بعضُهُنّ لبعضٍ، فما شأنُكِ؟ قال: فقالت لي: واللهِ، لو رأيتَ وجهَهَا لعلمْتَ أن الله قد أحل لزوجِها الزِّنَا)) (¬1) . 214 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بْنِ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ المكي (¬2) ، حدثنا أبو العَيْناء (¬3) ، حدثنا الأصمَعيّ، عن أبي عمرو بن العَلاَء قال: ((خرجتُ إلى مكّةَ فنزلتُ منزلا فجاء أعرابيٌّ بأَمَةٍ له سوداءَ بِيَدِها صحيفةٌ فقال: أَفِيْكم من يكتُبُ؟ فقُلْتُ: أنا، فقال: اكْتُبْ؛ بسم الله الرحمنِ الرَّحيمِ، هذا ما أعتَقَ فلانُ بنُ فلانٍ لجاريتِهِ فُلانة السَّوداءِ ¬

(¬1) إسناده صحيح، والأثرلم أجده عند غير المصنف. (¬2) هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن خالد، أبو بكر المعروف بالمكّي. قال الدارقطني: "لا بأس به". مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (5/64) . (¬3) هو العلاّمة الأخباري، محمد بن القاسم بن خلاد البصري الضرير النديم، ضعفه الدارقطني. وقال الذهبي: "قلّما روى من المسندات، ولكنه كان ذا مُلَح ونوادر، وقوة ذكاء، مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين". طبقات الشعراء لابن المعتز (ص415-416) ، وسير أعلام النبلاء (13/308-309) .

لوجه اللهِ عزَّ وجلَّ، ولِجَوازِ العَقَبةِ، المِنّةُ للهِ عزَّ وجلَّ عليهِ وعليها [ل/46أ] سواءٌ، قال أبو العَيْناء: قال الأصمَعيُّ: فحدَّثْتُ به الرَّشيدَ فأمر أن يُشتَرَى جماعةٌ من العَبيدِ يُعْتَقُونَ، يُكتَبُ كتبُهم على هذه النُّسخةِ)) (¬1) . 215 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر بن حيويه قال: أنشدنا أبو عبد الله بن عرفة (¬2) : الحسنُ الظنُ مستريحُ يغتَمُّ مَن ظَنُّه قبيحُ وليس مِنْ باطنٍ صحيحٍ إلا له ظاهرٌ مليحُ (¬3) 216 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بْنِ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دُرَيد، حدثنا أبو حاتم (¬4) : ((كنتُ في مجلِسِ أبيْ عُبَيدةَ فقام لإِرَاقةِ الماء ¬

(¬1) أخرجه الدينوري في "المجالسة" (2/137-138/رقم270) من طريق الرياشي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/69-70/رقم4344) ، وابن عربي في "محاضرة الأبرار" (1/422) ، وابن الجوزي في "مثير العزم الساكن" (1/177-178) من طريق محمد بن يونس، والفخر ابن البخاري في "مشيخته" (ج10/ص378-379 ـ مصورة من أصل مخطوط، إعداد محمد بن ناصر العجمي ـ) من طريق عمر بن شبة، كلهم عن الأصمعي عن شَبيب نحوه ومع اختلاف في أشياء. وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (2/786-787/رقم1608) عن أبي يعلى الساجي، عن الأصمعي، عن أبيه نحوه. وجاء في رواية بعضهم أن الذي أمر بشراء ألف عبيد وأمر بإعتاقهم هو المهدي. والخبر في "عيون الأخبار" (2/395) . (¬2) هو نفطويه، تقدم مرارًا. (¬3) لم أجد البيتين عند غير المصنف. (¬4) هو السجستاني.

وقال: الحاقِنُ (¬1) لا رأيَ له، فقال غُلامٌ حسَنُ الوجهِ كان حاضرا: ولا لمُنْعِظٍ (¬2) رأيٌ يا أستاذُ، فقال: صدَقَ الصَّبيّ، اكتُبُوها عنهُ)) (¬3) . 217 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بن حيويه، حدثنا العباس بن العباس (¬4) ، حدثنا عبد الله بن عمرو (¬5) ، حدثني محمد بن علي بن ميمون العَطّار الرَّقِّيّ -كان يكتب معنا- أخبرنا سعيد بن منصور، حدثني صاحب لي قال: ((رأيتُ كأَنَّ القِيامةَ قَدْ قامتْ وكأَنَّ مُنادِياً يُنادِي: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُوْنَ} (¬6) قال: فَانْحازَ نَخَّاسُو (¬7) الرَّقيقِ ونخّاسُو الدَوابِّ)) (¬8) . ¬

(¬1) الحاقن: هو الذي احتبس بوله فتجمّع يقال: لا رأي لحاقن. المعجم الوسيط (1/188) . (¬2) المُنْعِظ: هو الذي تاقت نفسه النكاح. انظر معجم مقاييس اللغة (ص1037 - دار الفكر-) ، والقاموس المحيط (ص903) ، والمصباح المنير (ص315) . (¬3) إسناده حسن، ومن كلام العرب: لا رأي لحاقن، ومن كلامهم إن النعظ أمر عارم فأعدوا له عدة، فليس لمنعظ رأي. انظر معجم مقاييس اللغة (ص1037 - دار الفكر-) ، والقاموس المحيط (ص903) ، والمصباح المنير (ص315) ، والمعجم الوسيط (1/188) . (¬4) ابن محمد بن عبد الله بن المغيرة، أبو الحسين الجوهري، وثقه الدارقطني ويوسف بن القواس. مات سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة في رجب. تاريخ بغداد (12/157) ، وانظر معجم الشيوخ للصيداوي (ص352) . (¬5) هو ابن أبي سعد، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (83) . (¬6) سورة يس الآية (59) . (¬7) النخّاس: هو الدلاّل. المصباح المنير (ص307) . (¬8) إسناده صحيح إلى سعيد بن منصور، والحكاية لم أجدها عند غير المصنف.

218 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر بن حيويه قال: أنشدنا أبو أحمد الصَّيْرَفيّ، أنشدني أبو إسحاق القَزْوِيْني [ل/46ب] : وإذا شكَوْتُ إلى الحبيبِ وجدْتُه يَجِدُ الذي أشكُو إليه لدَيْهِ قَدْ جَسّ قلبي مرة بِيَدَيْهِ ... وإذا شَكا أيضا إليَّ ظَنَنْتُهُ إن المُحبَّ إذا تَطَاوَلَ شوقُهُ يَلْقَى المُحِبّ فيستريحَ إِلَيْه (¬1) 219 - أخبرنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حيويه، حدثنا أبو أحمد الصَّيْرَفيّ، أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي قال: ((كنتُ وإبراهيمَ الحربي نَمْضِي إلى يوسفَ بنِ موسى القطَّان نسمَع القراءات، فقال لي يوما: اسلُكْ بنا طريقَ العَبَّاسِيّة حتى نَتَخَلَّى، قال: فمرَرْنا ببُستانٍ فيه قومٌ يشرَبون ومعهم مغنِّيَةٌ، فإذا هي تُغَنِّي: يا مقيمَ الصلاة أخِّر قليلا قد رعَيْنا حقَّ الصلاة طويلا فقال: حسن والله، ثم قالت: ليسَ في ساعةٍ تُؤخِّرُها وِزرٌ تُجازَى به وتُحْيِي قتيلا فقال لي: آه، آه، مُرَّ بنا لا يَرَانا إنسانٌ)) (¬2) . 220 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زكريا الخزاز (¬3) ، حدثنا أبو بكر ¬

(¬1) لم أجد الأبيات عند غير المصنف، وأبو إسحاق القزويني لم أقف له على ترجمة. (¬2) في إسناده إسماعيل بن يونس الشيعي، لم أجد ترجمته، ولم أجد الخبر عند غير المصنف. (¬3) هو محمد بن العباس بن حيويه، ونسب هنا إلى جده الأعلى.

بن المرزُبان، حدثنا عُمر بن الحكم قال: ((كان الأسودُ بنُ سالم إذا رأى ثقيلا قال: استراح الأَضِرّاءُ)) (¬1) . 221 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف البِيمَارِسْتانيّ (¬2) ، حدثني أبو الفضل المَرُّوْرُوْذيّ، أخبرنا ابنُ عائشة قال: ((كان بالمدينة امرأةٌ شريفةٌ، وكانت من أجمل الناس وأحسنِِهم وجها، وكانتْ لا يَكاد [ل/47أ] رجلٌ يتزوَّجُها فتَمْكُث معه إلا يسيرا حتى يموتَ، ثم لم تَلْبَثْ إلا يسيرا حتى يخطُبَها آخرُ لجمالها وشَرَفِها فتزوَّجَتْ خمسة، قال: فمرِضَ الخامسُ، فلمَّا حُضِر دَنَتْ منه فجعلَتْ تَبْكِي وقالت: إلى من تُوْصِي بِيْ؟ قال: إلى السّادسِ الشَّقيِّ)) (¬3) . 222 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، أنشدنا محمد ابن خلف، أنشدني أبو سَعْد لبعضهم: ولقد نظرتُ إلى الوُجوهِ فرَاعَنِي وجهٌ عَلَيْهِ مَهابَةٌ وجمالُ ¬

(¬1) تقدم في الرواية رقم (172) بالإسناد نفسه. (¬2) لعله ابن المرزبان. (¬3) في إسناده أبو الفضل المروروذي لم أقف له على ترجمة، والقصة ذكرها ابن الجوزي في "كتاب الأذكياء" (ص8) ، وصرح باسم الزوج الخامس، أنه المطلب بن محمد الحنظبي، وأنه كان على قضاء مكة.

وجهٌ على قَمَر السَّماء مثالُهُ وعليه من قَمَر السَّماءِ مِثالُ (¬1) 223 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن العباس، أنشدنا جَحْظة: يا أهلَ وُدّي أَمَا في الأرضِ ذُوْ كَرَمٍ يَرْثِي لذي كرم زَلَّتْ به قدمُ أَفِي عُيُونِكُمْ عن حالَتِي رَمَدٌ أَمْ في المَسَامِعِ عن تَقْريعِكُمْ صَمَمُ (¬2) 224 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر بن حيويه قال: وأنشدنا ابن أبي طاهر قال: أنشدني أبي (¬3) لعبيد الله بن عبد الله: مرَّتْ وفي يدِها وَردٌ فقُلتُ لها حَيِّي مُحبَّكِ قَالَتْ عَنه لي شغُلُ وردا جنيا وذا بالكَفِّ يُبتَذَلُ ... فقلتُ: بخلا فقالَتْ قد بَذَلْتُ له إن كان لم تَجْنِه منهُ أناملُه فقد جَنَتْه له الألحاظُ والمُقَلُ (¬4) 225 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو عمر بن حيويه، أنشدنا أبو بكر محمد بن القاسم ابن بشار (¬5) ، أنشدني أبي (¬6) قال: أنشدنا أحمد بن ¬

(¬1) لم أجد البيتين، وأبو سعد لم أتبين من هو. (¬2) تقدم البيتان في الرواية رقم (89) ، وهناك ثلاثة أبيات أخرى بعد هذين البيتين. (¬3) وقع في المخطوط "أخي" بدل "أبي"، والصواب ما أثبت كما تقدم في الرواية رقم (105) . (¬4) تقدمت الأبيات في الرواية رقم (105) . (¬5) ابن محمد الأنباري، النحوي اللغوي، الإمام الحافظ، ذو الفنون، ولد سنة اثنتين وسبعين ومائتين. مات سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (15/274-279) . (¬6) هو القاسم بن بشار بن محمد الأنباري. قال الذهبي في ترجمة ابنه: "قد كان أبوه القاسم بن محمد الأنباري محدّثًا أخباريًّا، علاّمة من أئمة الأدب". ومات سنة أربع وثلاثمائة. انظر طبقات النحويين واللغويين (ص228) ، وإنباه الرواة (3/28) ، والسير (15/277-278 ـ في ترجمة ابنه ـ) .

عُبَيْد (¬1) [ل/47ب] : ضعُفْتُ عن التَّسْلِيْمِ يَومَ فِرَاقِِها وودَّعْتُها بالطَّرْفِ والعينُ تدمَعُ مُحِبًّا بِطَرفِ الْعَيْنِ قَبْلِي يُودَعُ ... وأمسكتُ عن رد السّلامِ فَمَنْ رأَى بِأَيْدِي جُنُودِ الشَّوقِ بالموتِِ تُدفَعُ ... رأيتُ سُيوفَ العَيْنِ عند فِرَاقِها عليكَ سلامُ اللهِ مني مُضَاعَفاً إلى أن تغيبَ الشمسُ من حيثُ تطلُعُ (¬2) 226 - قال لنا أبو الحسن (¬3) : قال لنا أبو عمر بن حيويه: قال لنا أبو بكر بن أبي داود: ((كانَ رجلٌ بسِجِسْتانَ يُقال له الحَسَن (¬4) بن سُهَيل، وقد كتبتُ عنه شيئا من الحديث إلا أنه كان مرجئا، فجعلت أَعِظُه وأقول له: ارجِعْ عن الإرجاءِ، فقال: أنا لم أَرْجِع بقول أحمدَ ابنِ حَنبَل، أرجِعُ بقولك؟!، قلت: ورأيتَ أحمد؟ قال: رأيتُه في المنامِ، ¬

(¬1) هو أحمد بن عبيد بن ناصح، أبو جعفر النحوي، مولى بني هاشم، يعرف بأبي عَصِيدة، ديلميُّ الأصل. قال ابن عدي: "يحدث عن الأصمعي ومحمد بن مصعب بمناكير، وهو عندي من أهل الصدق"، وقال أبو أحمد النيسابوري: "لا يتابع في جلّ حديثه"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما خالف"، وقال الحاكم: "هو إمام في النحو، وقد سكت مشايخنا عن الرواية عنه". وأورد الذهبي عنه ـ في ترجمة الأصمعي ـ حديثا منكرًا وقال: "أحمد بن عبيد ليس بعمدة". انظر الثقات لابن حبان (8/43) ، وتاريخ بغداد (4/259) ، والتهذيب (1/52) ، والتقريب (82/ت78) . (¬2) لم أجد هذه الأبيات فيما رجعت إليه من المصادر، وسيورده المصنف في الرواية رقم (883) بالإسناد نفسه. (¬3) هو العتيقي. (¬4) في حلية الأولياء وتهذيب الكمال "علي بن سهيل".

قلتُ: وكيفَ رأيتَه؟ قال: رأيتُه كأَنَّ القيامةَ قد قامَتْ والنّاسُ محبُوسُونَ حتّى جاؤُوا إلى قَنْطرةٍ في الطّريقِ فوقَفُوا ورجُلٌ يختِم لهم خواتيمَ، فمن أعطاه خاتما جاز القَنْطَرة فقلتُ: من هذا؟ فقالوا: هذا أحمدُ بن حنبلٍ)) (¬1) . 227 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن العباس بن حَيُّويَه يقول: سمعت القاضي أبا عُبيد بن حَرْبُويَه يقول: سمعت السَريَّ السَّقَطيّ يقُول: ((مَنْ أحسَنَ ظَنَّهُ بالله استَرَاحَ قلبُه)) (¬2) . 228 - سمعت أبا الحسن (¬3) يقول: [ل/48أ] سمعت أبا الحُسين إسماعيل بن عمر ابن الحسن المصري ـ بمكة ـ يقول: سمعت نُعْمان بن موسى الجِيْزيّ ـ بالجيزة ـ يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: ((رأيتُ أعرابيا يطُوف بالبيت قد نَحُلَ جِسمُه، واصفرَّ لونُه، ودقَّ عظمُهُ فقلتُ له: أمُحِبٌّ أنتَ؟ فقال: نعم، فقلتُ: مُحَبُّك منك قريبٌ أم بعيدٌ؟ فقال: قريبٌ، فقلت له: مُوافِق أم غيرُ موافِق؟ فقال: موافِق، فقلت: يا سبحانَ اللهِ، مُحَبُّك منك قريبٌ ولك ¬

(¬1) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/188) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (1/469) من طريق محمد بن علي ابن حبيش، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي داود به، وقالا: "علي بن سهيل" بدل "الحسن بن سهيل". (¬2) لم أجد الأثر فيما رجعت إليه من المصادر. (¬3) هو العتيقي.

موافِق وأنت على هذه الحالة؟ فقال لي: يا بطَّال، ألم تعلَمْ أن عذابَ القُرب والموافَقة أشدُّ من عذاب البُعد والمخالَفة؟)) (¬1) . 229 - سمعت أحمد يقول: سمعت إسماعيل بن عمر ـ بمكة ـ يقول: سمعت نُعمان ابن موسى ـ بالجيزة ـ يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: ((من وثِق بالمقادير لم يغتَمّ)) (¬2) . 230 - أخبرنا أحمد، حدثنا إسماعيل بن عمر بمكة، حدثنا نُعمان بن موسى قال: ((كنت مع ذي النون المصري جالسا (¬3) إذ مر رجُلانِ كلُّ واحدٍ منهُما متعلِّقٌ بصاحِبِه، فقال الواحدُ للآخر: لا أفارِقُك إلى السلطان، وكان واحدٌ منهُما من الرعِيّة والآخر من أولياءِ السلطان، فَعَدَا الذي من الرعية على الذي من أولياء السلطان فلَكَمَه فقَلَعَ ثَنِيَّتَه فأخذها في [ل/48ب] كفِّه وجازوا بذي النون في مسجده فقال الناس: ادخُلوا إلى الشيخ ذي النون، فدخلا فقال أحدُهما لذي النون: ¬

(¬1) لم أجد الخبر فيما رجعت إليه من المصادر، وإسماعيل بن عمر بن الحسن المصري، ونعمان بن موسى الجيزي، لم أقف لهما على ترجمة. (¬2) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/380) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/224) من طريق سعيد بن عثمان الخياط عن ذي النون المصري به، ولفظ أبي نعيم: "من وثق بالمقادير استراح، ومن صحح استراح، ومن تقرب قرب، ومن صفى صفّي له، ومن توكّل وفّق، ومن تكلّف مالا يعنيه ضيّع ما يعنيه". (¬3) في الأصل: "جالس"، وجاء في الهامش "لعله جالسًا"، وهو الذي يقتضيه السياق والله أعلم.

أيَّد اللهُ الشيخ، عَدَا علَيَّ فلَكَمَنِيْ وقَلَعَ ثَنِيَّتِيْ وهو ذا هِيَ، فقال ذو النون: هاتِها، فأخذها بِكَفِّه وبَلَّها بِرِيْقِهِ وردها إلى فِي الرَّجُل وتكلم عليها وقال لهما: قُوْما، ففتَّشَ الرجل فاهُ فإذا ثنيَّتَاه سواءٌ)) (¬1) . 231 - سمعت أحمد يقول: سمعت الحسن بن جعفر الحُرْفيّ (¬2) يقول: سمعت ابن سَماعة (¬3) يقول: سمعت أبا نُعيم الفضل بن دكين يقول: ((رأيت أعرابيا وقد أُقْبِل بجنازة فقال: بخٍ بخٍ لك، قلت: يا أعرابيُّ، تَعرِفُه؟ قال لي: لا، ولكنِّي أعلَم أنه قد قدِم على أرحمِ الرّاحمينَ)) (¬4) . 232 - سمعت أبا الحسن يقول: سمعت أبا الحسن بن مِقْسَم المقرئ أحمد بن محمد يقول: سمعت أبا الحسن أحمد بن الصلت الحِمَّانيّ ¬

(¬1) لم أجد الخبر فيما رجعت إليه من المصادر، وفي إسناده إسماعيل بن عمر المصري، ونعمان بن موسى لم أجد ترجمتهما. وعلى كل حال فهذه القصة لم تثبت، وهي من دعايات المتصوّفة لمشائخهم الكرامات، والأمور الخارقة للعادة. (¬2) وقع في المخطوط "الخرقي" ـ بالخاء المعجمة ـ، وهو تصحيف، ويأتي كذلك في الرواية رقم (442) ، والتصويب من مصادر الترجمة، انظر الرواية رقم (118) . (¬3) هو محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، روى عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وعنه الجعابي، والإسماعيلي، والحسن ابن جعفر الحرفي، وجماعة، قال الدارقطني: "ليس بالقوي". سؤالات السهمي (رقم45، 93) ، وتاريخ بغداد (2/188-189) ، وسير أعلام النبلاء (13/568) . (¬4) إسناده ضعيف من أجل ابن سماعة. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/292) ، عن الأزهري، عن الحسن بن جعفر الحرفي به.

يقول: سمعت بشر بن الحارث (¬1) يقول: ((يَنْبَغي لهؤلاءِ الذين يَعتَكِفونَ على هذا المُسكِر أن لا تُقبَلَ لهم شهادةٌ)) (¬2) . 233 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الحسن بن مِقْسَم يقول: سمعت أبا العباس الحِمّانيّ (¬3) يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: ((يَنْبغِي أن لا يَأمُر بالمعروفِ ولا يَنْهَى عن المُنكرِ إلا من يصبِرُ على الأَذَى)) (¬4) . 234 - أخبرنا أحمد، حدثني أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمر الصوفيّ (¬5) [ل/49أ] البغدادي قال: ((كنتُ في مجلِس أبي بكر ¬

(¬1) المشهور بالحافي. (¬2) إسناده واهٍ، فيه أحمد بن الصلت الحماني، وابن مقسم المقرئ، ولكن الأثر ثبت من طريق آخر، أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/337) عن أحمد بن جعفر بن سلم، عن أحمد بن علي الأبار، عن يحيى بن عثمان الحربي، عن بشر الحافي مثله. قلت: هذا إسناد رجاله ثقات غير يحيى بن عثمان الحربي، قال عنه الحافظ ابن حجر: "صدوق". (¬3) هو أحمد بن الصلت السابق. (¬4) إسناده كالذي قبله. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/337) عن أحمد بن جعفر بن سلم، عن أحمد بن علي الأبار، عن يحيى ابن عثمان الحربي عن بشر الحافي مثله، وهذا إسناد حسن كما تقدم في الذي قبله. (¬5) هو محمد بن عبد الرحمن بن جعفر بن عمر، أبو بكر الصوفي، حكى عن أبي بكر الشبلي. قال الخطيب: سألت العتيقي عن هذا الشيخ فقال: "هذا العذر هو للجميع، ما سمعت منه، وكان شيخًا صالحًا، صحبني قديمًا في طريق مكة، وكان يحجّ ماشيًا". تاريخ بغداد (2/323) .

الشِّبْلِيّ (¬1) ـ رحمه الله ـ إذ وقَفَ عليه شيخٌ كبيرٌ أبيضُ الرَّأسِ واللِّحية فقال له: يا أبا بكرٍ، قد ابْيَضَّ رأسيْ ولِحْيتِي وفَنِيَ عمري، وقد عرفت ما أنا فيه من سُوءِ صَنِيْعِيْ، فهل لي من حِيلة؟ فبكى الشِّبْليُّ وبكى مَنْ حولَه، ثم قال: نعم، قال الله عزَّ وجلَّ: {قُلْ لِلَّذِيْنَ كَفَرُوْا إِنْ يَنْتَهُوْا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} (¬2)) ) (¬3) . 235 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن عبد الرحمن بن عمر الصوفي، أنشدنا أبو بكر الشِّبليّ: هَبْ اني قد أسأتُ وما أسأتُ وبالهُجْرانِ قبلَكُم بَدَأْتُ فأينَ الفضلُ مِنْك فَدَتْكَ نَفسِيْ عَلَيَّ إذا أسأتَ كما أسأتُ (¬4) ¬

(¬1) هو أبو بكر الشبلي البغدادي، قيل اسمه: دُلَف بن جحدر، وقيل: جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دُلَف، أصله من الشِّبْلِيَّة ـ وهي قرية من قرى أشروسنة ببلاد ما وراء النهر ـ ومولده بسامراء. كان أبوه من كبار حجّاب الخلافة، وولي هو حجابة أبي أحمد الموفَّق، ثم لما عزل أبو أحمد من الولاية حضر الشبلي مجلس بعض الصالحين فتاب، ثم صحب الجنيد وغيره، وصار من شأنه ما صار. قال الذهبي: "كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك، وكتب الحديث عن طائفة، وقال الشعر، وله ألفاظ، وحكم، وحال، وتمكن، لكنه كان يحصل له جفاف دماغ وسكر، فيقول أشياء يعتذر عنه فيها بأو لا تكون قدوة". مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. طبقات الصوفية (ص337-348) ، والرسالة القشيرية (25-26) ، والأنساب (7/282-284) ، وسير أعلام النبلاء (15/367-369) ، والديباج المذهب (116-117) ، وطبقات الأولياء (204-213) . (¬2) الآية (38) من سورة الأنفال. (¬3) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/323) عن العتيقي به. (¬4) إسناده كالذي قبله. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/323) عن العتيقي به.

236 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحُسين الجَوَالِيْقيّ الواسِطِيّ في جامع المدينة يقول: سمعت أبا شعيب صالح بن العباس الصوفي يقول: سمعت ذا النُّون المصري يقول: ((مِنْ دلائِلِ أهلِ المحبَّة لله أن لا يَأْنَسُوا بسِوَى الله، ولا يَسْتَوْحِشوا مع الله؛ لأَنَّ حُبَّ الله إذا سكن القلبَ أَنِسَ بالله؛ لأَنَّ الله أَجَلُّ في صدورِهم من أن يُحِبُّوه لِغَيْرِه)) (¬1) . 237 - قال (¬2) : وسمعته (¬3) يقول: سألت ذا النون المصري فقلت: ((ما مِفْتاحُ العبادة؟ قال: الفِكْرة، قلت: ما علامةُ [ل/49ب] الإِصابةِ؟ قال: مُخالَفةُ الهَوَى، قُلْتُ: ما علامةُ مخالفة الهوى؟ قال: تركُ شهَوَاتِها، قُلْتُ: ما علامة التَّوكّل؟ قال: انقِطاعُ المَطامِعِ)) (¬4) . 238 - وسمعته يقول: سألت ذا النون المصري ـ رحمه الله ـ: ((لِمَ سُمِّيَ الحرمُ حرما والمَشْعَر مَشعَراً؟ قال: لأَنَّ الحَرَمَ أمانُ الله والمشعَرَ حجابُه، فلَمَّا أن قَصَدَه الوافِدُونَ أَوْقَفَهُمْ بالباب يَتَضَرَّعُون حَتَّى إذا أَذِنَ لهم بالدّخولِ أوقَفَهم بالباب الثَّانِي وهو المُزْدَلِفة، فلمَّا نظر إلى ¬

(¬1) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/236) عن العتيقي به. (¬2) القائل هنا هو الجواليقي. (¬3) أي أبا شعيب صالح بن العباس الصوفي. (¬4) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/395) عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن علي بن جعفر، عن الحسن ابن سهل، عن علي بن عبد الله عن ذي النون بمثله.

طُول تضرُّعِهم أمرَهم بتقريبِ قُربانِهم، فلما قرّبُوا قُربانَهم وقَضَوْا تَفَثَهُم وتَطَهَّرُوا منَ الذُّنوب الَّتي كانَتْ عليهم أمرَهُم بالزِّيارة على طَهارة، قال: قلت: رَحِمَك اللهُ، لِمَ كُرِهَ الصِّيامُ أيّامَ التَّشريق؟ قال: لأَنَّ القوم زُوَّارُ الله عزَّ وجلَّ وهم أضيافُه، ولا يُحَبُّ للضَّيْف أن يصومَ عند من أضافَه، قلت: رَحِمَك الله، الرجل يتعَلَّق بأستار الكعبة، ما معنى ذلك؟ قال: معنى ذلك مثلُ رجلٍ له على آخرَ جِنايةٌ فيتعَلَّق بثوبه يسأَلُه أن يَهَبَ له جُرْمَه)) (¬1) . 239 - أنشدنا أحمد، أنشدنا سهل بن أحمد الدِّيْباجيّ، أنشدنا أبو علي الرُّوْذباريّ الصُّوفيّ (¬2) قال: ((كتب [ل/50أ] رجلٌ إلى سَمْنُونَ (¬3) ¬

(¬1) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/370) من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا قال: قال بعض المتعبدين: "كنت مع ذي النون المصري بمكة ... فذكر نحوه". وأورده ابن الملقن في "طبقات الأولياء" (ص221-222) عن ذي النون. وسيأتي نحوه عن جعفر بن محمد الصادق في الرواية رقم (244) . (¬2) قيل: اسمه أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور، وقيل: حسن بن هارون، شيخ الصوفية، سكن مصر وصحب الجنيد، وأبا الحسين النوري، وأبا حمزة البغدادي، وابن الجلاء، حكى الجعابي أن عبدان كان يحترمه. وقال أحمد بن عطاء الروذباري: "كان خالي أبو علي يفتي بالحديث". مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وقيل: سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. انظر طبقات الصوفية (ص354-360) ، وحلية الأولياء (10/356-357) ، وتاريخ بغداد (1/329-333) ، وصفة الصفوة (2/454-455) ، وسير أعلام النبلاء (14/535-536) ، وطبقات الأولياء (50-53) . (¬3) هو سمنون بن حمزة الصوفي، البصري سكن بغداد، ويقال: سمنون بن عبد الله أبو الحسن الخوّاص، ويقال: كنيته أبو القاسم، سمى نفسه سمنون الكذّاب لكتمه عسر البول بلا تضرر، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين. انظر طبقات الصوفية (ص165-199) ، وحلية الأولياء (10/309-312) ، وتاريخ بغداد (9/234-237) ، والمنتظم (6/108) ، وسير أعلام النبلاء (13/559-560 ـ في ترجمة ابن علويه ـ) .

يسأَلُه عن حاله وكيفَ كان بعدَه، وكتب إليه سمنون: أرسلتَ تسألُ عَنِّي كَيْفَ كُنْتُ وما لاَقَيْتُ بعدَكَ مِنْ هَمٍّ ومن حَزَنِ لا كُنْتُ إِنْ كُنْتُ أدري كيف كنتُ ولا لا كنتُ إن كنتُ أدري كيفَ إِنْ لم أَكُنِ (¬1) 240 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر السُّكَّريّ، حدثنا عبد الله بن محمد البَغَويّ، حدثنا محمد بن خَلاّد (¬2) قال: سمعت سفيان بن عُيَيْنة يقول: قال لي أبو إسحاق الفَزَاريّ: ((دَخَلْتُ على هارونَ (¬3) ، فلَمَّا رآنِيْ رفع رأسَه إِلَيَّ ثُمَّ قال: يا أبا إسحقَ، إِنَّك في موضِعٍ وفي شَرَفٍ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، إِنَّ ذلك لا يُغنِي عَنِّي في الآخرة شيئًا)) (¬4) . ¬

(¬1) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/236) عن العتيقي به. (¬2) هو الباهلي. (¬3) هو الرشيد الخليفة. (¬4) إسناده صحيح. وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/542) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (1/273) عن سفيان به.

241 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر السُّكَّريّ، حدثنا عبد الله بن محمد (¬1) ، حدثنا محمد بن حسان (¬2) السَّمْتِيّ قال: ((شهِدْتُ فُضيل بن عِياض في مجلِس سفيان بن عُيينة فتكلَّمَ الفضيل فقال: أنتم مَعشَر العلماء سُرُج البلاد يُستَضاءُ بكم فصِرْتُم ظَلَمَةً، كنتم نجوما يُهْتَدَى بكم فصِرْتُم حَيَرَة، لا يَسْتَحْيِي أحدُكم أن يأخذَ مال هؤلاء وقد علم من أين هو حتَّى يُسْنِدَ ظهرَه، فيقول: حدَّثَني فلانٌ عن فلانٍ، فرفع سفيان رأسه فقال: هاه هاتِ، والله، إن كُنَّا لَسْنا بصالحين، إنَّا لَنُحِبّ الصالحين، فسكت فُضَيل، وطلب إليه سفيانُ، فحدَّثَنا ثُلُثَ اللَّيلة ثلاثين حديثا)) (¬3) . 242 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن عثمان [ل/50ب] بْنِ ¬

(¬1) هو البغوي. (¬2) ابن خالد الضبّي، أبو جعفر البغدادي. وثقه ابن معين، والدارقطني في الرواية عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن محمد بن حسان السمتي، فقال: "ما لي به ذاك الخبر، وتكلم بكلام كأنه رأى الكتابة عنه". وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي"، ومثله قال الدارقطني ـ فيما حكى عنه السهمي، وأبو القاسم الأزهري ـ. وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق لين الحديث". مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. انظر سؤالات السهمي (رقم327) ، وتاريخ بغداد (2/275) ، وتهذيب الكمال (25/50-51) ، والتهذيب (9/97) ، واللسان (7/355) ، والتقريب (473/ت5808) . (¬3) إسناده حسن، ذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (2/241) قال: وعن محمد بن حسان السمتي ... فذكره.

شِهَابٍ النَّفْرِيّ، حَدَّثَنَا الحُسَين بْنُ إسماعيل (¬1) ، حدثنا عبد الله بْنُ شَبِيب، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2) ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ (¬3) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ ¬

(¬1) ابن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبّي، البغدادي المَحَامِلي، الإمام العلاّمة، المحدُّث الثقة، القاضي. كان مولده في سنة خمس وثلاثين ومائتين، وأول سماعه سنة أربع وأربعين ومائتين، ومات سنة ثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (8/19-23) ، وسير أعلام النبلاء (15/258-263) . (¬2) ابن إسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة الفَرَويّ، أبو يعقوب المدني، القرشي الأموي، مولى عثمان بن عفان. قال أبو حاتم: "كان صدوقًا، ولكن ذهب بصره فربما لقن، وكتبه صحيحة"، وقال مرة: "مضطرب". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يغرب ويتفرد". وقال العقيلي: "جاء عن مالك بأحاديث لا يتابع عليها". وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال مرة: "متروك". وقال الآجري: "سألت أبا داود عنه فوهّاه جدًّا". وقال الدارقطني: "ضعيف، روى عنه البخاري ويوبّخونه في هذا". وقال الساجي: "فيه لين، روى عن مالك أحاديث تفرد بها". وقال الحافظ: "صدوق، كف فساء حفظه". قلت: كأن الحافظ اعتمد قول أبي حاتم فيه، وأما قول من ضعفوه فمحمول على ما بعد كف بصره وتلقنه والله أعلم. التاريخ الكبير (1/41) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص18) ، والضعفاء للعقيلي (1/106) ، والجرح والتعديل (2/233) ، والثقات لابن حبان (8/114) ، والتعديل والتجريح (1/377) ، وتهذيب الكمال (2/472) ، ومن تكلم فيه وهو موثق (ص43) ، والكاشف (1/238) ، والتهذيب (1/217) ، والتقريب (102/ت381) . (¬3) منكر الحديث متروكه. قال الحاكم: "روى عن محمد بن المنكدر أحاديث موضوعة يرويها عن الثقات". انظر الضعفاء الصغير (ص81) ، والضعفاء للعقيلي (3/240-241) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص76) ، وسؤالات البرذعي (ص640) ، والمجروحين (2/108) ، والكامل (5/184-185) ، وكتاب الضعفاء لأبي نعيم (ص117) ، والمدخل إلى الصحيح (ص167) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/196) ، واللسان (4/24) .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا استهلَّ الصَّبِيُّ صَارِخًا سُمِّيَ وصُلِّيَ عَلَيْهِ وتَمَّتْ ديَّتُه ووُرِّث، وَإِنْ لَمْ يستهلَّ صَارِخًا وَوُلِدَ حَيًّا لَمْ يُسَمَّ، وَلَمْ تتمَّ ديّتُه، وَلَمْ يصلَّ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُوَرَّث)) (¬1) ¬

(¬1) منكر بهذا الإسناد وبهذا اللفظ، فيه: - عبد الله بن شبيب، وقد تقدم ما فيه. - إسحاق الفروي، متكلم فيه من ناحية حفظه. - وعلي بن أبي علي، منكر الحديث متروكه. وقد روى عبد العزيز بن أبي سلمة عن الزهري به بلفظ: ((من السنة أن لا يَرِث المنفوس، ولا يُورَث حتى يستهلّ صارخًا)) . أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/257) من طريق موسى بن داود، عن عبد العزيز بن أبي سلمة به. ورجاله كلهم ثقات، غير موسى بن داود، وهو الضبي، قال عنه الحافظ: "صدوق فقيه زاهد له أوهام". التقريب (550/ت6959) . وقد أشار البيهقي إلى وهمه في وصل هذا الإسناد فقال: "كذا وجدته، ورواه يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: ((لا يرث الصبي إذا لم يستهل، والاستهلال الصياح، أو العطاس، أو البكاء، ولا يكمل ديته)) ، وقال سعيد: "لا يصلَّى عليه". وري الحديث من طريق أخرى عن أبي هريرة، أخرجه أبو داود (3/335/ح2920) ، كتاب الفرائض، باب في المولود يستهل ثم يموت، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/257) عن حسين بن معاذ، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد ـ يعني ابن إسحاق ـ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن قسيط، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إذا استهل المولود ورّث)) . في إسناده محمد بن إسحاق، وهو صدوق مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. قال البيهقي: "ورواه ابن خزيمة عن الفضل بن يعقوب الجزري عن عبد الأعلى بهذا الإسناد مثله، وزاد موصولاً بالحديث: ((تلك طعنة الشيطان، كل بني آدم نائل منه تلك الطعنة، إلا ما كان من مريم وابنها، فإنها لما وضعتها أمها قالت: {إِنِّيْ أُعِيْذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ} ، فضرب دونها بحجاب، فطعن فيه ـ يعني في الحجاب ـ)) . وللحديث شواهد من حديث جابر بن عبد الله، والمسور بن مخرمة، وابن عباس. - أما حديث جابر فله عنه طريقان: الأولى: عن أبي الزبير عنه، أخرجه الترمذي (3/350/ح1032 ـ شاكر ـ) كتاب الجنائز، باب ما جاء في ترك الصلاة على الجنين حتى يستهل من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، وابن ماجه (2/919/ح2750) كتاب الفرائض، باب إذا استهل المولود ورّث من طريق الربيع بن بدر، وابن حبان (13/392-393/ح6032) ، والحاكم (4/349) ، والبيهقي (4/8-9) من طريق سفيان الثوري، والحاكم (4/348) من طريق المغيرة بن مسلم، كلهم عن أبي الزبير عنه مرفوعًا، ولفظه عندهم ـ غير الترمذي ـ: ((إذا استهلّ الصبي صُلِّي عليه ووُرِّث)) . وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت: لا، بل على شرط مسلم؛ لأن أبا الزبير لم يخرج له البخاري إلا في المتابعات، وهو أيضًا مدلس وقد عنعن في هذا الإسناد. وخالف هؤلاء الأشعث بن سوار الكندي، فأوقفه على جابر، ولكن الأشعث هذا ضعيف. أخرج روايته ابن أبي شيبة (3/319، و11/382) ، والدارمي (2/392 ـ دار الكتب العلمية ـ) . الطريق الثاني: عن سعيد بن المسيب عنه مرفوعًا بلفظ: ((لا يرث الصبي حتى يستهل صارخًا، واستهلاله أن يصيح أو يعطس، أو يبكي)) . أخرجه ابن ماجه (2/919/ح2751) ، كتاب الفرائض، باب إذا استهل المولود ورّث، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/34-35/ح4599) من طريق العباس بن الوليد الدمشقي، نا مروان بن محمد، ثنا سليمان بن بلال، حدثني يحيى ابن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله والمسور بن مخرمة به. قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا سليمان بن بلال، تفرد به مروان بن محمد". قلت: مروان بن محمد هو الدمشقي الطاطري، ثقة، فلا يضر تفرده. - وحديث المسور بن مخرمة تقدم مع حديث جابر. - وحديث ابن عباس أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/1329) من طريق شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبي إسحاق، عن عطاء عنه مرفوعًا: ((إذا استهل الصبي صُلِّيَ عليه ووُرِّث)) . وإسناده ضعيف من أجل شريك بن عبد الله، فإنه سيئ الحفظ، وقد خالفه يعلى بن عبيد عند الدارمي (2/393) ، ويزيد بن هارون عند البيهقي (4/8) فقالا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عطاء، عن جابر به موقوفًا. وأخرج الدارمي (2/393) عن يحيى بن حسان، عن يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد، عن مكحول قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ((لا يرث المولود حتى يستهل صارخًا، وإن وقع حيًّا)) . هذا مرسل صحيح. والخلاصة أن الحديث صحيح من رواية جابر بن عبد الله، ويشهد له حديث المسور بن مخرمة، والله أعلم. وقد صححه ابن حبان، والحاكم، والذهبي، وابن الملقن، والشيخ الألباني رحمهم الله. انظر تحفة المحتاج (1/604) ، ونصب الراية (2/277-278) ، والتلخيص (4/147) ، وإرواء الغليل (6/147-150) ، والسلسلة الصحيحة (1/284-286) .

243 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بن حيويه، حدثنا عبد الله

بْنُ سليمان ابن الأشعث، حدثنا المُسيِّب بن واضح (¬1) ، حدثنا ابن المبارك، عن مالك بن أنس، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: ((كان طعامُ يحيى بن زكريا (¬2) العُشْب، وإن كانَ لَيَبْكِي من خَشيَة الله جلَّ وعزَّ ما لَوْ أن النار على عينَيْه لَخَرَقَه (¬3) ، ولقد كانتِ الدُّموعُ اتَّخذَتْ في وجهه مَجْرَى)) (¬4) ¬

(¬1) ابن سرحان، أبو محمد السلمي، التَّلُّمَنَّسيّ، نسبة إلى قرية من قرى حمص. قال أبو حاتم: صدوق، كان يخطئ كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل"، وكان النسائي حسن الرأي فيه، ويقول: "الناس يؤذوننا فيه"، وقال أبو عروبة: "كان المسيب بن واضح لا يحدث إلا بشيء يعرفه ويقف عليه". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "وكان يخطئ". وقد أورد ابن عدي مناكيره، ثم قال: "والمسيب بن واضح له حديث كثير عن شيوخه، وعامة ما خالف فيه الناس هو ما ذكرته، لا يتعمده، بل كان يشتبه عليه، وهو لا بأس به"، وقال السلمي: "سألت الدارقطني عن المسيب بن واضح، فقال: "ضعيف"، وقال أبو داود: "كان يضع الحديث"، وقال النباتي، والدارقطني، والعقيلي: "متروك"، وقال الجوزجاني: "كان كثير الخطأ والوهم". مات سنة ست وأربعين ومائتين في آخرها بحمص. التاريخ الصغير (2/385) ، والجرح والتعديل (8/294) ، والكامل (6/387-389) ، والثقات لابن حبان (9/204) ، والعبر (1/448) ، وسير أعلام النبلاء (11/403-405) ، والميزان (4/116) ، واللسان (6/40-41) . (¬2) نبي الله عليه السلام. (¬3) كذا في المخطوط وغيره من مصادر التخريج سوى حلية الأولياء، ففيه: "لحرقه" بالحاء المهملة. (¬4) في إسناده المسيب بن واضح، اختلف فيه اختلافًا شديدًا. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (ص165) عن مالك به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (ص90) من طريق رَبَاح بن زيد الصَّنْعاني، عن ابن المبارك به. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/290) من طريق ابن وهب، عن مالك به. والأثر ذكره القرطبي في "تفسيره" (11/87) عن مجاهد. وأخرج ابن المبارك في "الزهد" (ص165) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الزهد" (ص80) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/237) عن إسماعيل بن عياش، عن أبي سلمة الحمصي ـ وهو سليمان بن سليم ـ، عن يحيى بن جابر، عن يزيد بن ميسرة قال: "كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر، وكان يقول: من أنعم منك يا يحيى، وطعامك الجراد وقلوب الشجر؟! ". وأخرجه أبو نعيم في الموضع السابق من طريق ابن وهب، عن إسماعيل بن عياش به مثله.

244 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الكريم بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جِدار بمصر، حدثنا الحسن ابن القاسم بن عبد الرحمن دُحَيم (¬1) ، حدثنا هارون بن أبي الهيذام (¬2) ، حدثنا سُويد بن سعيد، حدثنا الخليل بن أحمد صاحب العَرُوض قال: سمعت سفيان بن سعيد الثوري يقول: ((قدِمتُ إلى مكة فإذا أنا بأبي عبد الله جعفر بن محمد (¬3) قد أناخ بالأَبْطَح (¬4) ، فقلت: يا ابْنَ رسول الله، ¬

(¬1) أبو علي القاضي الدمشقي، حفيد الحافظ عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، كان أخبارياً وافر العلم، مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة في المحرم وهو في عشر التسعين. انظر الوافي بالوفيات (12/203) ، وسير أعلام النبلاء (15/309-310) ، وتهذيب تاريخ دمشق (4/239) . (¬2) هو هارون بن أبي الهَيْذَام محمد بن هارون، قيّم مسجد جامع الرملة، روى عن قتيبة بن سعيد، وهدبة بن خالد، وهشام بن عمار، ونصر بن علي، كذا ذكره ابن أبي حاتم، وذكره المزي فيمن روى عن سويد بن سعيد وأفاد أن نسبته العسقلاني. الجرح والتعديل (9/97) ، وتهذيب الكمال (12/250) . (¬3) المعروف بالصادق، تقدم في الرواية رقم (121) . (¬4) الأَبْطَح: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء، والحاء المهملة، وكل مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح. وهو يضاف إلى مكة ومنى؛ لأن المسافة بينه وبينها واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو المحصّب، وهو خيف بني كنانة. معجم البلدان (1/74) ، ومعجم ما استعجم (1/97) ، وهدي الساري (ص74) .

لِمَ جُعِل الموقِفُ من وراء الحَرَم ولَمْ [ل/51أ] يُصَيَّرْ في المشعَر الحرام؟ قال: الكعبة بيت الله عزَّ وجلَّ والحرام حِجابُه، والموقِف بابُه، فإذا قصدَه الوافِدونَ أوقفهم بالباب يتضرَّعون، فلما أذن لهم بالدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المُزدلِفة، فلما نظر إلى كثرة تضرُّعِهم وطُول اجتهادِهم رَحِمَهم، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قُربانِهم، فلما قرَّبُوا قُربانَهم وقَضَوْا تَفَثَهم وتطَهَّرُوا من الذنوب التي كانت حجابا بينهم وبينه أمرهم بزيارة بيتِه على طهارة منه لهم، قال: فقال له: لِمَ كُره الصوم أيامَ التَّشريق؟ فقال: القوم في ضِِيافةِ الله عزَّ وجلَّ ولا يَجِبُ على الضَّيْف أن يصومَ عند من أضافَه، قال: قلت: جُعِلْتُ فِداك، فما بال الناس يتعلَّقُون بأستار الكعبة وهي حَجَر لا يَنفَع شيئا؟ قال: وَيْحَك، مِثْلُ رجلٍ بينَه وبينَ رجل جُرْمٌ فهو يتعلَّق به ويطُوفُ حولَه رجاءَ أن يَهَبَ له ذلك الجُرْمَ)) (¬1) . 245 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا نصر بن القاسم الفَرَائِضيّ، حدثنا عُبيدالله بن عمر القَوَارِيريّ، حدثنا المِنهال ¬

(¬1) أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (5/93-95) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (6/264-266) من طريق محمد ابن أبي نصر الحميدي، عن الحسين بن محمد المالكي القيسي، عن عبد الكريم بن أبي جدار به.

بن عيسى (¬1) ، حدثنا يونس بن عُبيد قال: ((إذا قال العبد: "اللهم أنت عُدَّتي عند كُرْبتي، وأنت صاحبي عند شِدّتي، وأنت ولِيُّ نِعمَتي"، فقالها عند النُّفَساء إذا عَسِرَ عليها [ل/51ب] ولدُها أو بهيمةٍ إلا أذِنَ الله عزَّ وجلَّ في إخراجِه إن شاءَ الله)) (¬2) . 246 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جِدار بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن عبد الوارث العسَّال، حدثنا خُشَيش بن أصرَم، حدثنا حَبّان بن هِلال، حدثنا سَوَادة بن أبي الأسود قال: حدثني أبي (¬3) قال: سمعت عبد الله بن عمر (¬4) يقول: ((عليكم بهذا البيت فحُجُّوه، وبهذا الحجر فامسَحُوه، فوَالَّذِي نفسي بيده ليُعرَجنَّ به إلى السماء وليصيبَنَّه أمرٌ، فإن أنا مِتُّ ولم يَكُنْ كما أَقُولُ فَمَنْ مَرَّ على قبري فَلْيَقُلْ: هذا قَبرُ عبد الله الكاذِِبِ)) (¬5) . ¬

(¬1) ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. التاريخ الكبير (8/12) ، والجرح والتعديل (8/358) . (¬2) لم أجد الأثر فيما رجعت إليه من المصادر، وفي إسناد المصنف المنهال بن عيسى، ولم أجد من وثّقه. وهذا الدعاء لم يكن من الأدعية التي علمها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلا يعمل بها على أنها سنة مأثورة، ولا يعتقد فيها فضيلة، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬3) هو مسلم بن مخراق العبدي القُرِّيّ ـ بضم القاف وتشديد الراء ـ، البصري، يكنى أبا الأسود، ويقال: أبو الأسود آخر غيره، صدوق من الرابعة. التقريب (530/ت6643) . (¬4) عند ابن أبي شيبة والطبراني "عبد الله بن عمرو". (¬5) إسناده حسن، أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/275) عن أبي أسامة، عن وكيع عن سوادة به. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/242) : وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "طوفوا بهذا البيت، واستلموا هذا الحجر؛ فإنهما كانا حجرين أهبطا من الجنة، فرفع أحدهما وسيرفع الآخر، فإن لم يكن كما قلت فمن مرّ بقبري فليقل: "هذا قبر عبد الله بن عمرو الكذَّاب"، وفي رواية عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أيضًا قال: "نزل جبريل عليه السلام بهذا الحجر من الجنة فتمتعوا به، فإنكم لا تزالون بخير ما دام بين أظهركم؛ فإنه يوشك أن يأتي فيرجع به من حيث جاء به". قال: رواه كله الطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح.

247 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن محمد ابن صاعد، حدثنا الحسين بن الحسن المَرْوَزيّ من حفظه قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((كنّا في جنازةٍ فيها عُبيدُالله بن الحسن (¬1) وهو على القَضاء، فلمَّا وُضِعَ السَّرِير جلس، وجلس الناس حولَه، قال: فسألتُه عن مسألةٍ، فغَلِطَ فيها فقلت: أصلحك الله، القولُ في هذه المسألة كذا وكذا إلا أَنِّيْ لم أُرِدْ هذه، إنما أردتُ أن أدفعَك إلى ما هو أكبرُ منها، فأطرقَ ساعة ثمَّ رفع رأسَه فقال: إذا أرجِع وأنا صاغِرٌ، إذا أرجِع وأنا صاغرٌ، لأَنْ أكونَ ذَنَباً في الحق أحبُّ إِلَيَّ من أن أكونَ رأسا في الباطل)) (¬2) . [ل/52أ] ¬

(¬1) هو عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبري، البصري قاضيها، ثقة فقيه، عابوا عليه مسألة تكافؤ الأدلة، من السابعة، مات سنة ثمان وستين، ليس له عند مسلم سوى موضع واحد في الجنائز. التقريب (433/ت4283) ، وانظر أخبار القضاة لوكيع (2/88-123) . (¬2) إسناده صحيح. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/308) عن العتيقي به. وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (2/90) من طريق أبي بكر بن الأسود، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/5-6) من طريق محمد بن أحمد بن عمرو، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي نحوه.

آخره والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه وسلامه. بلغتُ عرضا بأصل مقابل بأصل سماعِنا ولله الحمد والمنة. في الأصل ما مثاله: بلغ السماع بجميعه على الشيخ الأجل، الأمام العالم، الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد ابن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين خاصة أمير المؤمنين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين ابن حديد وصفي الدولة جوهر الأستاد فتاه، وأحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو عمرو عثمان بن محمد ابن أبي بكر الإسفراييني، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد البلخي الصوفيان، والشريف أبو محمد عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن المؤيَّد بالله الهاشمي، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى ابن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي وولده أبو القاسم عيسى، وكتب إسماعيل بن عبد الرحمن ابن أحمد الأنصاري والتاريخ الثالث عشر من شوال سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية حماه الله تعالى. هذا المكتوب فوق خطي هذا صحيح، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل/52ب]

في الأصل ما مثاله: سمع الجزء أجمع على الشيخ الأجل، العالم الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة، مفتي الأمة سيف السنة، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه تاج الدين أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبه القاضي الفقيه المكين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، وصفي الدولة جوهر الأستاد فتاه وأبو الرضى أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، والخطيب أبو القاسم أحمد بن جعفر بن إدريس الغافقي، وأبو الفضائل الحسن بن عبد الغني بن يوسف المنادي، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد البلخي الصوفي، وأبو عمرو عثمان بن أبي بكر الإسفراييني، وأبو الحسن يسار بن علي بن مفرح المقدسي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخلاطي، وأبو الفضل جعفر بن عبد المجيد بن علي العثماني الديباجي، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي وولده أبو القاسم عيسى، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري مثبت هذه الأسماء وهذا خطه، وذلك في يوم الخميس الرابع عشر من شوال سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية. هذا تسميع صحيح كما قد كتب. وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل/55أ]

الجزء الرابع

الجزء الرابع من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدىالفرق بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي

في الأصل ما مثاله: سمع جميع هذا الجزء على القاضي الأجل الفقيه المكين جمال الدين ولي أمر المؤمنين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين زين القضاة أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد ـ أسعده الله ـ بقراءة الشيخ الفقيه العالم الناقد الثقة المفيد زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري، الجماعة السادة القضاة العلماء؛ الفقيه الأمين السعيد نجيب الدين أبو علي الحسن، والإمام العالم الأمين عماد الدين أبو البركات عبد الله، والزاهد العالم الرشيد الصدر أبو الفضل عبد العزيز بنو القاضي الفقيه الأعز النبيه أبي محمد عبد الوهاب بن الإمام صدر الإسلام أبي الطاهر إسماعيل بن عوف، وأبو بكر محمد ابن القاضي الفقيه الرشيد أبي الفضل عبد العزيز بن عوف، والقاضي الفقيه علم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والقاضي العالم عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الفقيه الإمام جمال الدين أبي علي الحسين بن عتيق بن رشيق، والفقيه الرشيد أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل ابن الفقيه أبي طالب أحمد بن عبد المولى، وعبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم التُّجِيبي وهذا خطه، وذلك في ثالث شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بظاهر المدينة بالعَين. [ل/55بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم رب اختم بخير أخبرنا القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عليه وأنا أسمع بثغر الإسكندرية ـ حماه الله تعالى ـ في ثالث شهر ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه، الإمام العالم الحافظ، صدر الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة جمال الحفاظ بقية السلف، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع في الرابع عشر من شوال سنة سبع وستين وخمسمائة ـ أخبرنا أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، 248 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العَتِيقي، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس ابن حيويه، حدثنا محمد بن خَلَف، حدثني أحمد بن الفضل البصري، حدثني العَلاَء بن صالح (¬1) قال: سمعت إسحاق بن رَاهُوْيَه يقول: ((سمعت رجلا من الصُّوفية يقول في سجودِه: ¬

(¬1) تقدم في الرواية رقم (209) ، وسَمّاه هناك العلاء بن ناصح.

"سجد وجهيَ الخاشعُ الذَّليل الماص بَظْرَ أُمِّه")) (¬1) . 249 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذَان، حدثنا عبد الله بن محمد البَغَويّ، حدثنا علي بن سهل (¬2) قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: قال لنا [ل/56أ] قيس ابن الربيع: ((قدِمَ علينا قتادة، فأردْتُ أن آتِيَه فقِيلَ لنا: إنه يُبغِض عليا ـ عليه السلام ـ فلم نأْتِه، ثم قِيْلَ لنا بعدُ: إنَّه كان أبعدَ النّاسِ مِنْ هذا فأخذْنا عَنْ رجلٍ عَنْه)) (¬3) . 250 - أخبرنا أحمد، حدثنا عُبيدالله بن محمد بن حمدان العُكْبَريّ بها، حدثنا عبد الله ابن مُحَمَّدٍ البَغَويّ قَالَ: ((لَمَّا قَدِم مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَين إِلَى بغدادَ مِنَ المصِّيْصة اجْتَمَعَ النّاسُ إِلَيْهِ فِي مَيدان الأُشْنان ليكتُبُوا عَنْهُ فحَزَرُوهم بمائةِ ألفِ نفسٍ فَقِيلَ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا سليمانُ بْنُ بِلال، حَدَّثَنَا أَبُو وَجْزَة السَّعديّ، حَدَّثَنَا عُمر بْنُ أَبِي سَلَمة قَالَ: "دخلتُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم وَهُوَ يَأكُل فقالَ: "تَقَدَّمْ يَا بُنَيَّ، سَمِّ اللَّهَ وكُلْ مِمَّا يَلِيك"، فَقِيلَ لَهُ: مَنْ دُونَ سليمانَ بنِ بِلاَل؟ فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَين، بأُذنَيَّ سمعتُه وإلا فصمَّتا)) (¬4) ¬

(¬1) تقدم في الرواية رقم (209) بهذا الإسناد. (¬2) هو العفّاني. (¬3) إسناده صحيح، أخرجه علي بن الجعد في "مسنده" (ص159) عن علي بن سهل به. (¬4) ذكر القصة الذهبي في "سير أعلام النبلاء " عن البغوي نحوه. والحديث صحيح من طريق محمد بن سليمان لوين، أخرجه أبو داود (ح3777) كتاب الأطعمة، باب الأكل باليمين، والترمذي (ح1857) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام، وابن حبان (12/9، 11، 15/ح5211، 5212، 5215) ، وعبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (4/27) عن لوين به. وأخرجه البخاري (ح5376، 5377) ، ومسلم (ح2022) من طريق الوليد بن كثير، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، كلاهما عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عمر بن أبي سلمة به نحوه.

251 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر بن محمد الناقد، حدثنا أبو حمزة أحمد ابن عبد الله بن عمران المَرْوَزيّ (¬1) سنة أربع وثلاثمائة، حدثنا علي بن خَشْرَم قال: سمعت وكيعا يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ((المُهُور على ما تَرَاضَوا عَلَيه أهلُوْهم ولو درهمٍ)) (¬2) . 252 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النضر بن محمد المَوْصِليّ (¬3) ، حدثنا أحمد بن علي ابن المُثَنَّى، حدثنا عثمان بن [ل/56ب] عمرو بن ¬

(¬1) قدم بغداد وحدث بها عن علي بن خشرم، ووضاح بن عاصم، وأحمد بن سيار، وعنه أبو بكر الشافعي، وعبد العزيز ابن محمد الواثق بالله، وعلي بن عمر السكري، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (4/223) . (¬2) إسناده صحيح. وقد نقل محمد بن نصر المروزي في "اختلاف العلماء" (ص124) نحوه عن جماعة ـ منهم سفيان ـ نحوه حيث قال: "وقال ربيعة وسائر أهل المدينة ـ أظنه سوى مالك ـ، والشافعي، وسفيان، وأحمد، وإسحاق، وعامة أصحاب الحديث: "المهر على ما تراضيا عليه، لا حدّ في ذلك قلّ أو كثُر". وانظر في ذلك مختصر المزني (4/16-17) ، والمهذّب (2/55) ، وكشاف القناع (5/101) ، والمبدع (7/138) . (¬3) قال البرقاني: "كان واهياً"، وقال مرة: "ليس بحجة"، وقال مرة: "لم يكن بثقة". وقال العتيقي: "فيه تساهل". تاريخ بغداد (3/325) .

أبي عاصم (¬1) قال: سمعت خليل البصري (¬2) يقول: سمعت يزيد بن أبي يزيد (¬3) يقول في سجوده: ((خَبَّثَتْنَا أنفسُنا بالذُّنوب فَطُيِّبْنَا بالمغفِرَة)) (¬4) . 253 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ علي بن الحسن الرازي (¬5) ، حدثنا علي ابن عبد الله بن مبشر الواسِطيّ (¬6) ، حدثنا عباس بن محمد ¬

(¬1) أخو الحافظ أبي بكر أحمد بن عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ الشيباني. قال الذهبي في ترجمة أخيه أبي بكر: "وكان أخوه عثمان بن عمرو بن أبي عاصم من كبار العلماء". وقال ابن عبدكويه: سمعت عاتكة بنت أحمد ـ أي بنت أخيه أبي بكر ـ تقول: "سمعت أبي يقول: "جاء أخي عثمانَ عهدُه بالقضاء على سامرّا، فقال: أقعد بين يدي الله قاضيًا؟! فانشقَّتْ مرارتُه فمات". سير أعلام النبلاء (13/431) . (¬2) هو الخليل بن أحمد صاحب العروض، تقدم في الرواية رقم (244) . (¬3) في المخطوط "يزيد بن يزيد"، والتصويب من معجم أبي يعلى. (¬4) في إسناده محمد بن النضر الموصلي وهو ضعيف، ولكن الأثر أخرجه أبو يعلى في "المعجم" (ص227) ، ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (10/152) عن عثمان بن عمرو به. (¬5) ابن علي بن الحسن، المعروف بابن الرازي، مختلف فيه، فكذّبه الأزهري، وقال ابن أبي الفوارس: "ذاهب الحديث". ووثقه العتيقي، وأثنى عليه القاضي ابو عبد الله الصيمري، وتكلم بكلام يتضمن الرد على تكذيب الأزهري له، وقال: "كان يفهم ويعرف". قلت: هذا يدل على أن أقل أحواله أنه لا بأس به، إن لم يكن ثقة؛ إذ وثّقه غير العتيقي كذلك، إضافة إلى أن العتيقي تلميذه، وهو أعرف به، فلذلك قال العتيقي لما قيل له أن الأزهري يسيء القول فيه: "ما علمت إلا خيراً، قد سمعت منه، ورأيت له أصولاً جياداً، وكان يحفظ وله فهم ومعرفة". والله أعلم. مات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد (11/388) ، وتاريخ الإسلام (وفيات 381-400/ ص257) . (¬6) أبو الحسن، الإمام الثقة المحدث، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. انظر سير أعلام النبلاء (15/25-26) ، وشذرات الذهب (2/305) .

الدُّوْريّ قال: سمعت يحيى بن مَعين يقول: ((من لا يُخطِئُ فهو كذاب)) (¬1) . 254 - أخبرنا [أحمد، حدثنا] (¬2) محمد بن عبد الله بن المُطَّلِب الشَّيْبانيّ، حدثنا عبد الله ابن محمد بن زياد النِّيْسابُوْريّ، حدثنا أبو قِلابة الرَّقَاشيّ من حفظه قال: سمعت علي بن المَدِيْنِيّ يقول: ((انْتَهَى عِلْمُ الْحِجاز إلى الزهري، وعمرو بن دينار، ويحيى بن أبي كثير، وعلمُ الكوفة إلى الأعمش وأبي إسحق، ومنصور، وعلمُ البصرة إلى قتادة، وثابت البُنَانيّ، وعلمُ الشام إلى مكحول، وانتهى علمُ الْحِجاز بعد هؤلاء إلى مالك بن أنس، وابنِ جُريج، ومحمد ابن إسحق، وعلمُ الكُوفة إلى سفيان، وإسرائيل، وزائدة، وعلمُ البصرة إلى شعبة، وسعيد ابن أبي عروبة، وحَمّاد بن سلمة، وعلمُ واسط إلى هُشيم، وعلمُ الشام إلى الأوزاعي، وانتهى علمُ ذلك كلِّه إلى يحيى بنِ مَعِين)) (¬3) . 255 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بن عبد الله بن المُطَّلِب الحافظ، حدثنا أبو مزاحم موسى بن عُبيد الله بن يحيى الخاقانيّ [ل/57أ] ¬

(¬1) إسناده حسن من أجل أبي الحسن علي بن الحسن الرازي، والأثر لم أقف عليه عند غير المصنّف. (¬2) ما بين المعقوفتين سقط في المخطوط. (¬3) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/178-179) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (31/550) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/78-79) عن علي بن المديني به نَحْوَهُ.

حدثني أبي (¬1) ، عن أبيه قال: ((حضر (¬2) الحسن ابن سهل وجاءه رجلٌ يستَشفِع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكُره فقال له الحسن: عَلاَمَ (¬3) تشكُرنا ونحنُ نرَى أَنَّ للجاهِ زكاة كما أنَّ للمالِ زكاة ثم أنشأ يقُول: فُرِضَت عَلَيَّ زكاةُ ما مَلَكَت يَدِيْ وزكاةُ جاهيْ أن أُعِيْنَ وأَشْفَعَا فإذا ملكْتَ فَجُدْ فإن لم تَسْتَطِعْ فاجْهَدْ بِوُسْعِك كلِّه أَنْ تَنْفَعَا (¬4) 256 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر بن محمد الناقد، حدثنا أبو حمزة أحمد بن عبد الله ابن عمران المروزي سنة أربع وثلاثمائة قال: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت عيسى ابن يونس يقول: سمعت الأوزاعي يقول: ((من وقَّرَ صاحبَ بدعةٍ فَقَدْ أعانَ عَلَى فُرْقة الإسلام)) (¬5) ¬

(¬1) هو الوزير الكبير، أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يحيى بن خاقان التركي، ثم البغدادي، وزير للمتوكل، وللمعتمد. كان واسع الحيلة، ونفاه المعتز، فلما ولي المعتمد طلبه، وخلع عليه، فأدبته النكبة، وتهذّب كثيرًا، وله أخبار في الحلم والسخاء، مات وعليه ستمائة ألف دينار مع كثرة ضياعه، سنة ثلاث وستين ومائتين. سير أعلام النبلاء (13/9-10) . (¬2) في تاريخ بغداد "حضرت". (¬3) في المخطوط "على ما". (¬4) في إسناده جد أبي مزاحم الخاقاني، لم أجد له ترجمة، ومحمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني وهو متهم. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/322) عن العتيقي به. (¬5) إسناده صحيح. وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/103) من طريق أبي يعلى الموصلي، عن عبد الصمد مردويه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام". وقد ورد مرفوعًا من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام)) . أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/35) ، وابن عدي في "الكامل" (2/324) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/235) من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه عن عائشة به. وإسناده ضعيف، فيه الحسن بن يحيى الخُشَني، وهو ضعيف، ضعفه ابن معين، وقال دحيم: "صدوق سيئ الحفظ". انظر التهذيب (2/281) . وقال ابن عدي: "لا يعرف إلا بالحسن بن يحيى، عن هشام بن عروة، وعنه رواه هشام بن خالد، وعندي كتاب الحسن بن يحيى الخشني، عن محمد بن بشير القزّاز الدمشقي، عن هشام بن خالد عنه، وليس فيه هذا الحديث، فلا أدري سرق هذا الحديث من الكتاب أم لا". وقال ابن حبان: "هذان الخبران ـ يعني هذا الحديث وحديث ((ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحًا ... الحديث)) ـ جميعًا باطلان موضوعان، إلا قوله: ((مررت بموسى فرأيته قائمًا ... الحديث)) . قلت: وللحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعًا، أخرجه ابن عدي في "الكامل" من طريق بهلول بن عبيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به. ولكن فيه بهلول بن عبيد وهو ضعيف جداً، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة جداًّ، وقال: ابن حبان: "يسرق الحديث"، وقال ابن عدي: "بصري ليس بذاك". انظر اللسان (2/67) . وله شاهد ثان من حديث عبد الله بن بسر به مرفوعًا. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/218) من طريق عيسى بن يونس، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر به. قلت: هذا الإسناد ضعيف أيضًا من أجل إرسال خالد بن معدان. قال أبو نعيم: "غريب من حديث خالد، تفرد به عيسى عن ثور". وروى البيهقي في "شعب الإيمان" (7/61) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة رفعه. قلت: هذا مرسل. قال العجلوني: روى ابن عدي عن عائشة، والطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية" عن عبد الله بن بسر فذكره، ثم قال: وأسانيده كلها ضعيفة، بل قال ابن الجوزي: "كلها موضوعة". كشف الخفا (2/325) .

257 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمر الحربي، حدثنا أحمد بن عبد الله المروزي، حدثنا علي بن خشرم، حدثنا عيسى بن يونس قال: سمعت

الأوزاعي يقول: ((لا نَدخُل وليمة فيها طَبْلٌ ولا مِعْزافٌ)) (¬1) . 258 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أحمد بن سعيد المالِكيّ (¬2) ، حدثنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((إنَّ لله مَلائِكَةً يَطلُبُون حِلَقَ الذِّكْرِ، فانظُرْ معَ مَنْ تكُونُ [ل/57ب] جَلستُك، لا تَكُونُ معَ صاحِبِ بِدْعةٍ؛ فإنَّ الله لا يَنْظُرُ إليهِم، وعلاَمةُ النِّفاقِ أنْ يقُومَ الرجلُ ويَقْعُدَ مَعَ صَاحِبِ بِدْعةٍ)) (¬3) . 259 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد المُخَرِّميّ القارئ، حدثنا إسماعيل بن محمد (¬4) الصَّفَّار، حدثنا إسماعيل بن إسحق (¬5) ¬

(¬1) إسناده كالذي قبله، ولم أجد الأثر فيما وقفت عليه من المصادر. (¬2) ابن أنس بن عثمان، أبو علي المؤذن، يعرف بالمالكي، وثقه أبو القاسم التنوخي وحمزة بن محمد بن طاهر، مات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة". تاريخ بغداد (7/276) . (¬3) إسناده صحيح، أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1/138) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/397) من طريق أحمد بن الحسن، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/104) من طريق أبي يعلى الموصلي، كلاهما عن عبد الصمد به. (¬4) ابن إسماعيل بن صالح البغدادي، أبو علي، الإمام النحوي الأديب، مسند العراق، ولد سنة سبع وأربعين ومائتين. قال الدارقطني: "كان ثقة متعصبًا للسنة"، وقال الذهبي: "انتهى إليه علو الإسناد، وقد روى الحاكم عن رجل عنه، وله شعر وفضائل، وكان مقدماً في العربية". تاريخ بغداد (6/302-304) ، ونزهة الألباء (ص195-196) ، وسير أعلام النبلاء (15/440-441) . (¬5) ابن إسماعيل بن محدث البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم، البصري، أبو إسحاق المكي، الإمام العلاّمة، الحافظ، شيخ الإسلام، قاضي بغداد، صاحب التصانيف، وكان مولده سنة تسع وتسعين ومائة، واعتنى بالعلم من الصغر. تاريخ بغداد (6/284-290) ، وسير أعلام النبلاء (13/339-342) .

القاضي، حدثنا علي بن المَدِيني، حدثنا عبد الرزاق ابن هَمّام، عن أبيه (¬1) قال: ((شيخان ضعَّفَهما النّاسُ لِلْحَاجةِ، كَانَا رُبَّمَا طَلَبَا الشَّيْءَ مِنَ النَّاسِ: أبو الزُّبَيْر ومحمد بن عَبَّاد بن جعفر المخزومي)) (¬2) . 260 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ محمد المخرِّميّ، حدثنا إسماعيل بن محمد الصَّفَّار، حدثنا إسماعيل بن إسحق، حدثنا علي بن عبد الله المديني، حدثني صاحب لنا عثمان بن حرب، عن سفيان بن عُيَيْنة قال: ((كلَّمْت ابنَ أبي لَيْلَى (¬3) في رَجُلٍ رَدَّ شَهادَتَه، قالَ: قُلْتُ له: إِنَّ مِنْ فَضلِه كَذَا وَكَذَا، لِمَ رددْتَ شهادتَه؟ قال: فَسَكَتَ عَنِّي، فَلَمَّا كَثَّرْتُ عَلَيْه قال: إنَّه فَقِيرٌ، إنَّه محتاجٌ)) (¬4) . ¬

(¬1) هو همام بن نافع الحميري، الصنعاني، مقبول من السادسة. التقريب (574/ت7318) . (¬2) في إسناده أبو عمرو عثمان بن محمد المخرّمي، لم أجد ترجمته، والأثر لم أجده عند غير المصنف. (¬3) هو محمد بن عبد الرحمن. (¬4) في إسناده عثمان بن محمد المخرمي وعثمان بن حرب، لم أقف لهما على ترجمة. وأخرج وكيع في "أخبار القضاة" (3/138) قال: أخبرت عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن ابن عيينة قال: "شهد رجل عند ابن أبي ليلى، فغدا، ثم شهد عنده، فقال لصاحب المسائل: سل عنه، فقد أصابه فقر، لعله تغير".

261 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمر الحافظ (¬1) ، حدثنا محمد بن مَخْلَد العَطَّار، حدثنا حُبَيش بن مُبَشِّر عن قوله (("أنتَ ومالُك لأَبِيكَ"، قالَ: لا يَصِحّ فيه حَدِيثٌ)) (¬2) . 262 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سفيان المَوصِلي المعلِّم، أخبرنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثنَّى بالموصل، حدثنا عبد الصمد بن يزيد بن مردويه الصائغ قال: ((سمعت الفُضيل بن [ل/58أ] عياض وشكا إليه أهلُ مكة القحطَ فقال الفُضَيل: أمُدبِّرٌ غيرُ الله تُرِيدُون؟)) (¬3) . ¬

(¬1) هو الدارقطني، تقدم مرارًا. (¬2) إسناده صحيح، ولكن لم أجد من نقله عن حُبيش غير المصنف. وكذا لم أجد من وافقه على هذا الحكم العام، إلا أن يكون مراده كل حديث على حدة، وإلا فالحديث صحيح ثابت، مروي عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، ومنه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي أخرجه ابن أبي شيبة (7/295) ، وأحمد (2/179) ، وأبو داود (3/289 ـ طبعة دار الفكر ـ) ، كتاب البيوع، وابن الجارود في "المنتقى" (ص249) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/158) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) من طرق عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده قال: أتى أعرابي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: إن أبي يريد أن يجتاح مالي؟ قال: "أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أموال أولادكم من كسبكم، فكلوه هنيئًا". هذا لفظ أحمد وإسناد حسن، وله شواهد من حديث عائشة، وجابر وابن مسعود، وسمرة بها يصح الحديث والحمد لله. (¬3) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/401) من طريق أبي يعلى الموصلي به. وأخرجه ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (2/394ـ طبعة دار الكتب العلمية ـ) ، والدينوري في "المجالسة" (2/400/ رقم 581) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/ 401) ، كلاهما عن محمد بن داود، عن عبد الصمد بن يزيد به مثله. وأورد نحوه الزمخشري في "ربيع الأبرار" (2/661) قال: "شكا رجل إلى أخيه الحاجة والضيق، فقال له: يا أخي، أغير تدبير ربك تريد؟! لا تسأل الناس، وسل من أنت له".

263 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أحمد بن سعيد المالكي، حدثنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي، حدثنا يحيي بن مَعِين، حدثنا الأشجَعيّ (¬1) عن موسى بن قزذي (¬2) عن الحسن قال: ((أزهدُ الناس في ¬

(¬1) وقع في المخطوط "الأصمعي" بدل "الأشجعي"، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر التخريج. (¬2) هكذا في المخطوط، وفي إسناد الخطيب في "الجامع" "موسى بن مُرْدِي"، وفي "جامع بيان العلم" لابن عبد البر "موسى بن قزوي"، والظاهر أن هذه الأسماء مصحّفة؛ بحيث إنني بعد البحث والتنقيب لم أجد من يتسمّى بأحد هذه الأسماء في الكتب، ثم إن البيهقي أخرج الأثر من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن الأشجعي، قال: سمعت موسى يروي عن الحسن ... فذكره. وزد على هذا وذاك، أن المصادر تضطرب في ذكر هذا الاسم، ولم تتفق، فهذا يؤيّد كونها مصحّفة، ثم وقفت على "نسخة يحيى بن معين برواية الصوفي عنه" التي حقّقها عصام السناني في بحث تكميلي لنيل درجة العالمية "ماجستير" في جامعة الملك سعود، فإذا بالنسخة أثبت فيها "موسى بن قردي"، فهذا لون آخر من التصحيف. ومن أجل هذا الاختلاف ذهب الباحث إلى ترجيح كون هذا الاسم مصحّفاً، مستدلاًّ عليه بأدلة، منها ما سبق ذكره. ومنها أن الذهبي روى الأثر إلى الحربي، عن الصوفي، وفيه: "موسى فروى عن الحسن". سير أعلام النبلاء (8/517) . ومنها أن احتمال وقوع التصحيف وارد، كأن يكون المراد بموسى هذا هو موسى بن إسماعيل التبوذكي الذي روى عن أصحاب الحسن كثيراً منهم: - موسى عن القيسي، عن الحسن. انظر تهذيب الكمال (14/322) . - أو موسى عن القرشي عن الحسن. انظر الجرح والتعديل (3/469) . - أو موسى، عن قرة، عن الحسن. انظر تاريخ بغداد (2/400) . ومنها أن يكون الصواب أبا موسى عن الحسن، وهو إسرائيل بن موسى صاحب الحسن. الجرح والتعديل (2/330) . ومنها أن هناك طائفة من الرواة تقرب أسماؤهم من اسم موسى بن قردي، وبعضهم في طبقة تلاميذ الحسن، مثل: موسى القتبي (التاريخ الكبير 7/298) ، وموسى بن قرير (تلخيص المتشابه 1/247) ، وموسى بن كردم، وموسى الفروي (التقريب) . انظر نسخة يحيى بن معين برواية الصوفي (ص206-207 ـ هامش النص المحقق ـ) . وإذا ثبت أن موسى بن قردي، أو موسى بن مُردي، أو موسى بن قزذي أسماء مصحّفة، فأقرب الاحتمالات إلى الصواب أن يكون "موسى يروي" ـ كما عند البيهقي ـ، أو "موسى فروى" ـ كما عند الذهبي ـ. وإذا صحّ هذا فمن هو موسى هذا؟ بعد البحث والنظر فيمن روى عن الحسن، لم نجد من يحمل هذا الاسم إلا موسى بن داود البصري ـ وهو ثقة ـ، وهو أقرب الاحتمالات إلى الصواب والله أعلم. انظر الجرح والتعديل (8/141) ، ونسخة يحيى بن معين يرواية الصوفي (ص207 ـ هامش النص المحقق ـ) .

عالمٍ أهلُه وشرُّ النّاسِ على مَيِّتٍ أهلُه يبكُونَ عليه ولا يَقضُون دَيْنَه)) (¬1) . 264 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن الْمُطَّلِبِ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد ابن عبد الخالق أبو بكر (¬2) ، حدثنا أبو بكر ¬

(¬1) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/304) من طريق عمر بن محمد بن علي الناقد، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/213) من طريق أحمد بن قاسم بن محمد، كلاهما عن أحمد بن عبد الجبار بهذا الإسناد، غير أنه اقتصر على الجزء الأول فقط. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/204) من طريق محمد بن النضر الجارودي، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن الأشجعي قال: سمعت موسى يروي عن الحسن فذكر مثله، غير أنه قال: "جيرانه" بدل "أهله". والأثر في "نسخة يحيى بن معين برواية علي بن عمر الحربي، عن الصوفي" (ص206 ـ قسم التحقيق ـ) . وهكذا رواه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/516-517) من طريق الحربي به. هذا وقد روي بهذا المعنى عن عدد من السلف؛ عروة، وعكرمة، وكعب، وعون. انظر سنن الدارمي (1/154) والمدخل إلى السنن للبيهقي (ص 394-395) ، وتهذيب الكمال (20/19، 276) ، وسير أعلام النبلاء (4/426) (5/19) ، وكتاب العلم لأبي خيثمة (ص23) ، وحلية الأولياء (4/245) . (¬2) الوراق، كان ثقة معروفاً بالخير والصلاح، قاله الخطيب. وقال أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الآبندوني: "لا بأس به". وقال الأزدي: "صدوق". وقال علي بن عمر الحربي: "وجدت في كتاب أخي بخطه: "مات أبو بكر بن عبد الخالق ـ وكان من الصالحين ـ يوم الجمعة بالغداة لخمس بقين من ربيع الأول سنة تسع وثلاثمائة". تاريخ بغداد (5/56) .

أحمد بن محمد بن الحجاج المَرُّوْذيّ (¬1) قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول: ((قَدِمتُ على وكيع بعد موت هُشَيمٍ ولي عشرون (¬2) سنة، وكنت أُذاكِرُه بحديثِ الثَّوريّ، وكان يخرُج إلَيْنا عندَ عِشَاءِ الآخِرة، وكنتُ أذاكِرُه العَشَرةَ الأَحاديثِ ونحوَها فأحفظُها، فإذَا دَخَلَ قالُوا لي أصحابُ (¬3) الحدِيثِ والخُرَاسَانِيَّة: أَمْلِي (¬4) علينا)) (¬5) . 265 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمر الدارقطني، حدثنا أبو بكر ¬

(¬1) الإمام القدوة، الفقيه المحدث، شيخ الإسلام، صاحب الإمام أحمد، نزيل بغداد، ولد في حدود المائتين، وكان والده خوارزميًّا، وأمه مَرُّوذيّة، توفي في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد (4/423-425) ، وطبقات الفقهاء (ص170) ، وطبقات الحنابلة (1/56-63) ، وتذكرة الحفاظ (2/631-433) ، وسير أعلام النبلاء (13/173-177) . (¬2) في المخطوط "عشرين"، والأولى ما أثبتّ. (¬3) هكذا في المخطوط، على لغة "أكلوني البراغيث". (¬4) هكذا في المخطوط بإشباع الياء. (¬5) في إسناده محمد بن عبد الله بن المطلب، وهو متهم، وبقية رجاله ثقات. أخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/117) عن حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله يقول: "خرجت إلى الكوفة سنة ثلاث وثمانين بعد موت هشيم".

أحمد بن عبد الله ابن محمد بن الوكيل (¬1) ، حدثنا أبو سعيد عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خِداش، حدثنا زيد ابن أبي الزَّرْقاء، حدثنا سفيان (¬2) ، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيان (¬3) قال: ((رأيت عليا رضي الله عنه بال قائما حتى رَغَا (¬4) بولُه، فتوضأ ومَسَحَ على نَعْلَيْه، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فرأيْتُه [ل/58ب] نَزَع نعلَيْه فتقدَّمَ فصلَّى الظّهرَ)) (¬5) . قال سفيان: وحدثهم بهذا الحديث حبيب بن أبي ثابت الأعور (¬6) . 266 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن العباس بن حيويه الخَزَّاز، أنشدني إبراهيم ابن محمد بن عَرَفة النَّحويّ نِفْطُوَيْه: ¬

(¬1) البغدادي النحّاس، وكيل أبي صخرة، ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين. قال الذهبي: "وثّق"، ومات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (4/229-230) ، وسير أعلام النبلاء (15/70) . (¬2) هو الثوري. (¬3) هو حصين بن جندب بن الحارث الجَنْبِيّ. (¬4) في المخطوط "رغى" والصواب ما أثبت، ومعناه: صوّت وضجّ. المعجم الوسيط (1/358) . (¬5) إسناده حسن من أجل ابن أبي خداش وهو صدوق. أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1/201) ، وأحمد في "العلل" (3/166) عن سفيان به، وفي إسناد أحمد قال الأعمش: معي إبراهيم. وابن أبي شيبة (1/115) عن ابن إدريس، عن الأعمش به نحوه. وعبد الرزاق في الموضع السابق عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي ظبيان مثله، وزاد "فجعلهما في كمه". وأخرج ابن أبي شيبة في الموضع السابق عن جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ظبيان نحوه. (¬6) لم أقف على رواية حبيب بن أبي ثابت هذه.

الحسنُ الظنِّ مُسترِيحُ يَغْتَمُّ من ظنُّه قبيحُ وليسَ مِنْ بَاطِنٍ صحيحٍ إلاَّ لَه ظاهِرٌ مَلِيحُ (¬1) 267 - أخبرنا أحمد، حدثني أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله المعدِّل (¬2) ، حدثنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا محمد بن علي بن إبراهيم المروزي (¬3) وكان حافظا، حدثنا خلف بن عبد العزيز (¬4) قال: وجدت في كتاب أبي (¬5) وعمي (¬6) عن جدي (¬7) عن شعبة قال: ¬

(¬1) تقدم برقم (215) بالإسناد نفسه. (¬2) هو ابن الثلاّج. (¬3) أبو عبد الله، الحافظ المجوّد، رحل وحمل عن بندار، وعلي بن خشرم وخلق، وعنه ابن عقدة، والطبراني، وأبو بكر ابن أبي دارم، وآخرون، مات سنة ست وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (14/311) . (¬4) ابن عثمان بْنِ جَبَلَةَ بِنْ أَبِي رَوَّادٍ، وهو أخو عبدان المروزي، ذكره ابن أبي حاتم وابن نقطة وسكتا عنه. الجرح والتعديل (3/371) ، وتكملة الإكمال (2/720) . (¬5) هو عبد العزيز بن عثمان بْنِ جَبَلة بِنْ أَبِي رَوَّادٍ الأزدي مولاهم، أبو الفضل المروزي، لقبه شاذان، وهو أخو عبدان. قال سفيان بن عيينة: "كان عبد العزيز بن أبي رواد من أجل الناس". وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له البخاري في "الصحيح"، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول". انظر الثقات لابن حبان (8/395) ، وتسمية من أخرجهم البخاري ومسلم للحاكم (ص173) ، والتعديل والتجريح (2/900) ، وتهذيب الكمال (18/172) ، والكاشف (1/657) ، والتقريب (358/ت4112) . (¬6) هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلة بن أبي رواد العَتَكي، أبو عبد الرحمن المروزي، الملقب عبدان، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين في شعبان. التقريب (313/3465) . (¬7) هو عثمان بن جَبَلة ـ بفتح الجيم والموحدة ـ، ابن أبي رَوّاد ـ بفتح الراء وتشديد الواو ـ، العَتَكي ـ بفتح المهملة والمثناة ـ، مولاهم، المروزي، ثقة، من كبار العاشرة، مات على رأس المائتين. التقريب (382/ت4452) .

أخبرنا حماد بن أخت حميد (¬1) ، عن سماك (¬2) ، عن عبد الله بن شَدّاد ((أَنّ ابْنَ عُمر أخبره أنه كان مع عُمرَ بنِِ الخَطّاب رضي الله عنه في حَجّة أو عُمرة فبَيْنَا نَسِير، إذا نحنُ براكبٍ مُسْتَعجِل فقال عمرُ: إني لأظُنُّ هذا يطلُبنا فأَنِخْ (¬3) لأسلِّمَ عليه، فأَنَخْنَا فذهب عمرُ يَبُولُ فجاءَ الرجلُ فقال: أنتَ عمر؟ فقلتُ: لا، قال: فقال: أنبأني أهلُ الماء أنه مرَّ، فبال عمر ثم جاء فبَكَى الأعرابي فقال عمر: ما يُبْكِِيكَ؟ إن كنتَ غارما أعَنَّاك، وإن كنتَ خائفا آمَنَّاك ـ إلا يعني تكُونُ قتلتَ نفسا ـ وإن كنتَ خِفْتَ قوماً [ل/59أ] حوَّلْناك عن مُجاوَرَتِهم، قال: لا، ولكن شَرِبتُ خمرا وأنا أَحَدُ بني تَمِيم (¬4) فأَحَدَّني أبو موسى فَجَلَدَني وسوَّدَ وجهي وطافَ بي في الناس، فخَيَّرتُ نفسي بإحدى ثلاثٍ؛ إمَّا أن أَحُدّ سَيفِي فآتيَ أبا موسى فأضرِبَه، وإمَّا أَلْحَقَ بالمُشرِكين فأشربَ مَعَهُم وآكُلَ، وإمَّا أن يُرسلَني إلى الشام؛ فإنَّهم لايعرِفُوْني فَبَكَى عمرُ وقال: إِنْ كنتَ من أشرافِ النَّاسِ في الجاهلية، واللهِ، ما ¬

(¬1) هو حماد بن سلمة بن دينار. (¬2) هو سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري، الكوفي، أبو المغيرة، صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقن، من الرابعة، مات سنة ثلاث وعشرين. التهذيب (1/204) ، والتقريب (255/ت2624) . (¬3) أي فَأَقِمْ. انظر القاموس المحيط (ص335- مادة نوخ-) ، والمعجم الوسيط (2/961) . (¬4) وقع عند البيهقي "بني تيم".

يَسُرّني بأَنَّكَ أتيتَ المُشرِكينَ، وكتبَ إلى أبي مُوسى؛ إنَّ فلانا التميميَّ أخبرني بكذا وكذا، واللهِ، لَئِنْ عُدْتَ لأسوِّدنَّ وجهَك ولأُطِيفَنَّ بك في الناس، فمُرِ النَّاسَ فَلْيُوَاكِلُوه، وإنْ تابَ فاقْبَلوا شَهادتَه، وأعطِهِ مِائتَيْ دِرْهَمٍ)) (¬1) . 268 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المطلب الحافظ إملاء من حفظه قال: سمعت محمد بن مخلد العَطّار يقول: سمعت العباس بن محمد الدُّوريّ يقول: سمعت محمد بن عُبَيد الطَّنَافِسيّ يقول سنةَ ثِنْتَين ومائتين: ((زوَّجْنا يَعْلَى بنَ عُبيد مُنْذُ نَيِّفٍ وخَمْسِينَ سَنةً، قال: فَوُضِعَتْ جِفانُ (¬2) الثَّرِيد وعِساسُ (¬3) النَّبِيذ وجعلنا نَدُور بها في مَساجِدِ الأَحْيَاء حتَّى أَتَيْنَا مَسجِدَ سفيان الثَّوْريّ فوضَعْناه ¬

(¬1) في إسناده خلف بن عبد العزيز المروزي، ولم يذكر بجرح ولا تعديل، وأبو القاسم المعدل وهو ابن الثلاّج متهم في روايته. وقد أخرج البيهقي من وجه آخر عن حماد بن سلمة فقال: حدثنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأ أبو سهل ابن زياد القطان، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سماك بن حرب، عن عبد الله ابن شداد بن الهاد، عن ابن عمر فذكره نحوه. وفيه قول عمر "وإني كنت لأشرب الناس لها في الجاهلية، وإنها ليست كالزنا". السنن الكبرى (10/214) . قلت: إسناده إلى عفان قوي، وأبو الحسين بن الفضل القطان من كبار العلماء الشافعيين، وأبو سهل القطان وإسحاق ابن الحسن الحربي ثقتان. ترجم لهم جميعًا الذهبي في سير أعلام النبلاء. (¬2) جفان: جمع جَفْنة، وهي القصعة. مختار الصحاح (ص45) ، والمعجم الوسيط (1/137) . (¬3) عساس: جمع عُسّ، وهو القدح الكبير، وجمع على أعساس، وعَسِسة. المعجم الوسيط (2/600) .

فانْحَرَفَ سفيانُ وأصحابُه فأكل والمَشَايِخُ مَعَه، ثم قدَّمْنا العِسَاسَ فَشَرِبُوا وَمَا قالُوا شيئا)) (¬1) . 269 - سمعت أحمد يقول: سمعت علي بن [ل/59ب] عُمر الدارقطني يقول: سمعت محمد بن مَخْلَد العَطّار يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: ((رأيتُ أبي رَحِمَه الله إذا قَرَأَ عليهِ المُحدِّثُ، فكانَ في الكتابٍ (النَّبيّ) ، قال المحدِّثُ: عن رسولِ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلم ضَرَب وكَتَبَ: عَنْ رسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلم)) (¬2) . 270 - سمعت أحمد يقول: سمعت الحسين بن أحمد بن سفيان المَوْصِليّ يقول: سمعت أحمد بن علي بن المثنى يقول: سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((لا يُرْفَع لصاحِبِ بِدْعةٍ إلى الله عَمَلٌ)) (¬3) . ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات سوى محمد بن عبد الله بن المطلب الحافظ، وقد تقدم أنه مُتَّهَم، ولم أجد الخبر فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص244) عن العتيقي به. قال الخطيب: "هذا غير لازم، وإنما استحب أحمد اتباع المحدث في لفظه، وإلا فمذهبه الترخيص في ذلك". ثم ساق بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل أنه قال: قلت لأبي: يكون في الحديث (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم) ، فيجعل الإنسان (قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم) ، قال: "أرجو أن لا يكون به بأس". وانظر تدريب الراوي (2/122) . (¬3) في إسناده الحسين بن أحمد بن سفيان الموصلي، لم أجد ترجمته. والأثر صحيح أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/103-104) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن جعفر ومحمد بن علي، كلاهما عن أبي يعلى به، وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1/139) عن الحسن بن عثمان، عن أحمد ابن حمدان، عن أحمد بن الحسن، عن عبد الصمد به مِثْلَهُ.

271 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر بن موسى الحافظ، حدثنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفيّ، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت فُضيل بن عِياض يقول: ((لم يَتَزَيَّنِ العِبادُ بِشَيْءٍ أفضلَ مِنَ الصِّدْقِ، واللهُ سَائِلُ الصَّادِقِيْنَ عَنْ صِدْقِهِمْ، وَكَيْفَ بالكَذّابيَن المَسَاكِينِ؟)) (¬1) . 272 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن المُظفَّر الحافظ، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفُضيل بن عِياض يقول: ((لم ينبُل من نَبُلَ بالحج والجهاد، ولا ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/444) من طريق أبي يعلى الموصلي، عن عبد الصمد به مثله. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/108) من طريق إسحاق بن إبراهيم الطبري عن فضيل بن عياض مثله وزاد " ... عن صدقهم، منهم عيسى بن مريم ... "، وزاد في آخره: "ثم بكى وقال: أتدرون أي يوم يسأل الله عز وجلّ عيسى ابن مريم عليه السلام؟ يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين؛ آدم فمن دونه، ثم قال: وكم من قبيح تكشفه القيامة غدًا". وأورده الباجي في "التعديل والتجريح" (3/1051) عن عبد الصمد إلى قوله "منهم عيسى بن مريم". وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (3/232) من طريق محمد بن نصر الصائغ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/392) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، كلاهما عن عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت الفضيل يقول: "لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق وطلب الحلال". وكذا أورده المزي في "تهذيب الكمال" (23/290) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/426) عن عبد الصمد وزاد: "فقال ابنه علي: يا أبةِ، إن الحلال عزيز، قال: يا بنيَّ، وإن قليله عند الله كَثِيرٌ".

بالصوم ولا بالصلاة، إنما نبل عندنا من يعقِلُ أَيْشٍ يُدخِل جَوْفَه - يعني الرَّغِيفَ من حِلِّه-)) (¬1) . 273 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أحمد بن سفيان، حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال: [ل/60أ] سمعت عبد الصمد بن يزيد مَرْدويه يقول: ((اجتمعوا يوما عند الفضيل فقال بعضُ مَنْ كان معنا: فِيْكُم مَنْ يَقْرَأ القرآنَ؟ فقرأ بعضُ القومِ ممن كان مَعَنا، فلمَّا سمع القرآن خرج وعينُه تَسْخَب دُموعاً وهو يَقُول: كلامُ الله، فلمَّا فَرَغَ القارئُ دَعَا بدَعَوَات ثم قال لنا: أَتَرَانِي، لو علمتُ أنَّكُم تُرِيدُون هذا العلمَ لله عزَّ وجلَّ لَرَحَلْتُ إليكُم إلى مَنَازِلِكم، فإنْ كُنتُم صادِقِينَ فَعَلَيْكُم بالقرآنِ حتَّى متى تَعَلَّمون ولا تعمَلون (¬2) ؟ حتَّى مَتَى ترحَلون ولا تَسْتَنْفِعون؟!)) (¬3) . 274 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أحمد بن سعيد المالكي، حدثنا ¬

(¬1) إسناده كسابقه. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/444) من طريق أبي يعلى الموصلي عن عبد الصمد بن يزيد به، وسيأتي برقم (282) من كلام إبراهيم بن أدهم. (¬2) في الأصل "تعلمون". (¬3) أخرجه ابن عساكر في "تارخ دمشق" (48/444) من طريق أبي يعلى الموصلي به. وأخرجه فيه (48/430) من طريق محمد بن الربيع قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "لو أني أعلم أن أحدهم يطلب هذا العلم لله تعالى ذكره، لكان الواجب علي أن آتيه في منزله حتى أحدّثه".

أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مَرْدويَه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال ابن المبارك: ((خَصْلَتانِ مَنْ كَانَتْ فِيه؛ الصِّدْقُ وحُبُّ أصحابِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْجُو أَنْ ينجُوَ إِنْ سَلِم)) (¬1) . 275 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفَّر بن موسى الحافظ، حدثنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفُضيل بن عِياض يقول: ((مَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَقِيَ غُفِرَ له مَا مَضَى ومَا بَقِيَ، ومَنْ أساءَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذَ بِمَا مَضَى وَمَا بَقِيَ، ثم بَكَى الفُضَيلُ، وقال: "أَسْألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَنا وإيَّاكُمْ ممن يُحْسِنُ فِيمَا بَقِيَ)) (¬2) . 276 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحسين [ل/60ب] بن أحمد بن سفيان المؤدِّب، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ علي بن المثنى، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((يموت الخُلَفاءُ ويَمُوتُ المُلُوكُ ويَذهَبُ ذِكرُهم، ويموتُ العُلَماءُ ويَبْقَى ذِكرُهُمْ)) (¬3) . ¬

(¬1) إسناده صحيح، ولم أجده عند غير المصنف. (¬2) تقدم برقم (130) بالإسناد نفسه. (¬3) في إسناده الحسين بن أحمد بن سفيان المؤدّب، لم أجد له ترجمة، والأثر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر.

277 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله الحُسَيْن بن أحمد الصوفي المعلِّم، حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((مَنْ نَظَرَ في كتابِ أَخِيْه بِلاَ أمرِه يُرِيدُ به عَيْبَه وَرَّثَه الله العَمَى)) (¬1) . 278 - قال: وسمعت الفضيل بن عياض يقول: ((لَيْسَ مِنْ فِعلِ أهلِ الوَرَع ولاَ من فِعل العُلَماءِ أن تأخُذَ سماعَ الرَّجل وكتابَه فتَحْبِسَه عَلَيْه، ومَنْ فعَلَ ذلك فَقَدْ ظَلَمَ نفسَه)) (¬2) . 279 - قال: وسمعت الفضيل بن عياض يقول: ((إنَّ الله يَقْسِم المحَبَّة كما يَقْسِم الرِّزْقَ، وإيَّاكُم وَالْحَسَدَ؛ فإنَّه الدَّاءُ الَّذِي لَيْسَ له دَوَاءٌ)) (¬3) . 280 - قال: وسمعت الفضيل يقول: ((نَظَرُ المؤمن إلى المؤمن جِلاَءٌ للقلب، ونَظَرُ الرّجلِ إلى صاحِبِ البِدْعة يُوْرِثُ العَمَى)) (¬4) . 281 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفَّر الحافظ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: سمعت عبد الله بن عمر السَّرَخْسيّ (¬5) ¬

(¬1) إسناده كسابقه، ولم أجده عند غير المصنف. (¬2) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/243) عن العتيقي به. (¬3) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/446) من طريق أبي يعلى الموصلي به. (¬4) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/103) من طريق أبي يعلى به، وذكر أشياء غير ذلك. (¬5) ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/350) .

ـ صاحب ابن المبارك ـ يقول: ((أكلتُ عِندَ صاحِبِ بِدْعةٍ أكْلةً، فَبَلَغَ ذلك ابنَ المبارك فقالَ: لا كَلَّمْتُك ثَلاثِينَ يوماً)) (¬1) . [ل/61أ] 282 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسَين بْنُ أحمد المعلم الموصلي، حدثنا أحمد بن علي ابن المثنى، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي يَقُول: ((لَقِيتُ إبراهيمَ بْنَ أَدْهَمَ في بِلاَد الشام فقُلْتُ: يا إبراهيمُ، تَرَكْتَ خُرَاسانَ؟ فقالَ: ماتَهَنَّيْتُ بالعَيْشِ إلاَّ في بلادِ الشّامِ، أَفِرُّ بِدِيْنِيْ مِنْ شاهِقٍ إلى شاهِقٍ ـ أي من جَبَل إلى جبَلٍ ـ فمن رآنِي يقُول: مُوَسْوَسٌ (¬2) ، ثم قال: يا شَقِيقُ، لَمْ يَنْبُلْ عندَنا مَنْ نَبُلَ بالحج ولا بالجهادِ، وإنَّمَا نَبُلَ عندَنا مَنْ كانَ يَعْقِل ما يُدْخِلُ جَوْفَه ـ يعني الرَّغِيْفَيْنِ مِنْ حِلِّه ـ ثم قال: يا شَقِيقُ، ماذَا أنعمَ الله عَلَى الفُقَرَاء لا يَسْأَلُهم يومَ القِيامةِ عن زَكاةٍ، ولا عن حَجٍّ، ولا عن جِهادٍ، ولا عن صِلةِ رَحِمٍ، إنما يَسْأَلُ عن هذا المَسَاكِينَ ـ يعني الأَغْنِياءَ ـ)) (¬3) . ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (8/350) من طريق إسحاق بن إبراهيم القارئ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/168) من طريق أبي يعلى الموصلي، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1/139) من طريق أحمد بن الحسين، كلهم عن عبد الصمد بن يزيد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ السرخسي به مثله، غير أنه عند أبي نعيم "سمعت عبد الله بن عمر السرخسي يقول أن الحارث قال: أكلت ... فذكر مثله. (¬2) وقع في "حلية الأولياء" و"تهذيب الكمال" بعد هذه الكلمة زيادة "ومن رآني يقول: حَمّال". (¬3) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/369-370) من طريق أبي يعلى به. وأورده المزي في "تهذيب الكمال" (2/32-33) عن أبي يعلى به. وذكره أبو محمد محمود الدشتي في "النهي عن الرقص والسماع" (ق26/أ) عن شقيق به.

283 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحَسَن بْنُ جعفر السِّمسار، حدثنا محمد بن الحَسَن ابن سِماعة قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: ((رأيت أعرابيا ـ وقد أقبل بجنازة ـ يقول: بَخٍ بَخٍ لكَ، بَخٍ بَخٍ لك، قُلتُ له: يا أعرابيُّ، هل تعرِفُه؟ فقال لي: لا، ولكن أَعْلَم أنه قد قَدِم على أرحم الرّاحِمينَ)) (¬1) . 284 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحَسَن بن علي الشَّيْبانيّ (¬2) جارُنا، حدثنا أبو عبد الله محمد بن مَخْلد العَطّار، حدثنا أبو إبراهيم الزُّهريّ (¬3) قال: سمعت هارون بن معروف يقول: ((كنا عند هُشَيمٍ (¬4) في دارِ الجَوْهَريّ فقامَ إليه [ل/61ب] إبراهيمُ بن أبي اللَّيْث (¬5) فقالَ له: إِنْ قُلتَ "أَخْبَرَنا" وإلاَّ قُمْنَا، فقالَ له هُشَيْمٌ: إذا ¬

(¬1) تقدم برقم (231) بهذا الإسناد نفسه. (¬2) أبو الحسين، حدث عن الحسين بن إسماعيل المحاملي، وعنه العتيقي، كذا ذكره الخطيب وقال: "كان ينزل درب أبي خلف، ثم انتقل إلى درب عبدة، وكان أمّيًّا، وكان له أصول جياد". تاريخ بغداد (11/389) . (¬3) هو أحمد بن سعد الزهري، وقد تقدمت ترجمته في الرواية رقم (210) . (¬4) هو ابن بشير ـ بوزن عظيم ـ الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي. التقريب (574/ت7312) . (¬5) أبو إسحاق، واسم أبي الليث نصر، ترمذيّ الأصل، بغداديّ الدار، اتهموه بالكذب، وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد وعلي ابن المديني، ثم تبين لهم أمره بعد فتركوا حديثه. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. انظر الكامل (1/269) ، وتاريخ بغداد (6/191-195) ،، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/47) ، واللسان (1/93) .

لا تَسْتَوْحِشُ لَكَ الدَّارُ)) (¬1) . 285 - أخبرنا أحمد، حدثني الحسن بن محمد بن حَمْدان السِّجْزيّ الخطيب قدم علينا، أخبرنا أبو عمر النُّوقَانيّ، حدثنا محمد بن زكريا الحافظ، حدثنا محمد إبراهيم، حدثنا سعيد ابن عَنْبَسة (¬2) ، حدثنا الهيثم بن عدي قال: ((عُدْنا مريضا بالكوفة أنا وأبو حَنِيْفَة وأبو بكر الهُذَليّ (¬3) قال: وكان منزلُه قاصِياً فقالَ بعضُنا لبعضٍ: إذا حُبِسْتم فعرِّضوا بالغَدَاء، قال: فلمَّا دَخَلْنا عليهِ قال بعضُنا لبعضٍ: {ولنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوْعِ} (¬4) قال: فرفع المريضُ رأسَه فقال: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِيْنَ لاَ ¬

(¬1) إسناده صحيح، أخرجه ابن المرزبان في "ذم الثقلاء" (ص78) ، عن عبد الجبار بن محمد الطوسي، عن أحمد بن أبي علي قال: "قال رجل لهشيم: حدّثنا، قال: لا أقول، قال: إذاً، أقوم وأترك، قال: إذن لا تستوحش لك الدار". (¬2) أبو عثمان الرازي الحراني، كذّبه ابن معين، وابن الجنيد، وأبو حاتم. الجرح والتعديل (4/ 52) ، واللسان (3/39) ، وتنزيه الشريعة (1/63) . (¬3) في المخطوط " النهشلي" والمثبت من مصدر التخريج، وأبو بكر الهُذلي، قيل اسمه سُلْمى - بضم المهملة -، ابن عبد الله، وقيل رَوْح، أخباري متروك الحديث، من السادسة، مات سنة سبع وستين. التقريب (723/ت8002) . (¬4) جزء من الآية (155) من سورة البقرة.

يَجِدُوْنَ مَا يُنْفِقُوْنَ حَرَجٌ} (¬1) فقال أبو حنيفة: قُومُوا، ليسَ عندَ صاحبِكم خيرٌ)) (¬2) . 286 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الدّارَقُطْنيّ، حدثنا محمد بن مَخلَد، حدثنا أحمد بن مُلاعِب (¬3) ، حدثني محمد (¬4) بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد ابن حنبل ـ رحمه الله ـ يقول: ((الوَاقِديُّ يُرَكِّبُ الأسانِيدَ)) (¬5) . 287 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ من ¬

(¬1) جزء من الآية (91) من سورة التوبة. (¬2) في إسناده سعيد بن عنبسة، كذّبه ابن معين وغيره، والهيثم بن عدي تقدم أنه ضعيف جدًّا، وبقية رجال الإسناد لم أقف لهم على ترجمة. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/321-322 ـ في ترجمة أبي بكر الهذلي ـ) عن محمد بن خلف بن المرزبان، عن أبي عبد الله التميمي، عن بعض الرواة (ولم يسمِّه) به مختصرًا. (¬3) أبو الفضل البغدادي المخرِّميّ، الإمام المحدث الحافظ، وثقه ابن خراش وغيره، مات سنة خمس وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد (5/168-170) ، وتذكرة الحفاظ (2/595) ، وسير أعلام النبلاء (13/42-43) . (¬4) كذا وقع هنا وفي تاريخ بغداد، ولم أجد ترجمته، ولم أجد له ذكرًا فيمن رَوَوْا عن أبيه، ولعل الصواب "أبو محمد" فسقط "أبو"، ويؤيد ذلك أن الخطيب أخرج من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ المديني عن أبيه، والله أعلم. (¬5) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/16) عن العتيقي به. وأخرجه في (3/13) من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ المديني قال: سمعت أبي يقول: "كتب الواقدي عن ابن أبي يحيى كتبه، قال: وسمعت أبي يقول: فسألني أحمد أن أحدّثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم أحدّثه، وسمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: "الواقدي يركب الأسانيد".

كتابه، حدثنا محمد ابن مَخلَد العَطَّار، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عمرو (¬1) بن جَبَلة ابن أَبِي رَوَّاد، حَدَّثَنَا سَلْم بْنُ قُتَيبة، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ((أُتِي النبيُّ صلّى الله [ل/62أ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتَمْرٍ عَتِيقٍ قَالَ: فجعل يُفَتِّشُه يُخْرِج السُّوسَ (¬2)) ) (¬3) . ¬

(¬1) في المخطوط تصحف "عمرو" إلى "محمد"، والتصويب من مصادر التخريج والترجمة. (¬2) السوس: الدود الذي يأكل الحب والخشب. المصباح المنير (ص154) . (¬3) في إسناده عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ، المعروف بابن الثلاّج، وقد تقدم أنه متَّهَم، ولكن روى هذا الحديث من كتابه، والحديث ثابت بهذا الإسناد. أخرجه أبو داود (3/362) ، كتاب الأطعمة، باب في تفتيش المسوس عند الأكل، عن محمد بن عمرو بن جبلة، ـ ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/281) ، وفي "شعب الإيمان" (5/88) ـ، وابن ماجه (2/1106) ، كتاب، باب تفتيش التمر عن أبي بشر بكر بن خلف، وتمام في "فوائده" (2/38) من طريق بسطام بن الفضل أخي عارم، وبكر بن خلف، والضياء في "المختارة" (4/362-363) من طريق إبراهيم بن عزرة السامي، وهلال بن بشر، وبسطام بن الفضل، كلهم عن سلم بن قتيبة به. قلت: هذا الإسناد مداره على سلم بن قتيبة، وقد خالفه محمد بن كثير ووكيع بن الجراح في إحدى الروايتين عنه، فروياه بدون ذكر أنس. أما حديث محمد بن كثير فأخرجه أبو داود في الموضع السابق، ومن طريقه البيهقي في الموضعين السابقين. قال الإمام أحمد: "وهذا مع إرساله أصح من حديث قيس بن الربيع وداود بن الزبرقان، فإن صحّ فالمراد بالأول ما يكون جديدًا". وأما حديث وكيع فأخرجه المصنف في الرواية رقم (289) من طريق مسلم بن الحجاج أن يحيى بن معين أنكر أن يكون فيه ذكر أنس وقال: "ما حدثنا وكيع إلا عن إسحاق مرسلاً". قلت: لكن روى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وأبو هشام الرفاعي عن وكيع موصولاً. أما حديث ابن أبي شيبة فأخرجه المصنف في الرواية رقم (288) من طريق مسلم عنه، عن وكيع عن همام به. وحديث أبي هشام الرفاعي أخرجه الضياء في "المختارة" (4/362) عنه، عن وكيع عن همام به، قال الضياء: إسناده صحيح.

288 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الله، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (¬1) ، عَنْ هَمَّامٍ (¬2) ، عَنْ إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ ((أَنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم أُتِيَ بتمرٍ فَجَعَلَ يُنَقِّي الشَّيءَ منهُ)) (¬3) . 289 - قال أحمد: حدثنا عبد الله في إثره، حدثنا محمد بن مَخْلَد قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: ((سمعتُ يحيى بنَ مَعِين وأُلْقِيَ عليه هذا الحديثُ فأنكَرَ أن يكونَ فيه أَنَسٌ وقالَ: ما حدَّثَنا وَكِيعٌ إلاَّ عن إسحاقَ مُرْسَلاً)) (¬4) . 290 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ (¬5) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلد، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الصُّوريّ (¬6) ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ¬

(¬1) هو ابن الجرّاح الرؤاسي. (¬2) هو ابن يحيى. (¬3) تقدم تخريجه في الذي قبله. (¬4) تقدم تخريج الحديث في الرواية رقم (287) ، وأن الحديث ثابت مرفوعًا. (¬5) هو الدارقطني. (¬6) ذكره الخطيب، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وكذا ابن عساكر، والذهبي في "تاريخ الإسلام". انظر تاريخ بغداد (5/103-104) .

بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن خالد الجَنَديّ (¬1) ، عن ¬

(¬1) محمد بن خالد الجَنَديّ اختلف فيه: فوثقه ابن معين كما روى عنه المصنف في الرواية التي بعدها، والمزي في "تهذيب الكمال" (25/149) من طريق أحمد ابن محمد بن المؤمل الصوري، عن يونس بن عبد الأعلى. وأما الإمام الشافعي فقد روى عنه معتدًّا به كما في هذا الحديث وغيره، وأثنى عليه، ووصفه مع غيره بأنهم من علماء اليمن، قال ـ رحمه الله ـ: "سألت محمد بن خالد، وعبد الله بن عمرو بن مسلم، وعدة من علماء اليمن، فكلهم حكى لي عن عدد مَضَوا قبلهم، كلهم ثقة ... ". الأم (4/179) ، وانظر السنن الكبرى للبيهقي (9/194) ، والمعرفة له (رقم 18521) . وقال الذهبي ـ معقبًا لقول الحاكم فيه "مجهول" ـ: "بل هو مشهور من شيوخ الشافعي". المغني في الضعفاء (2/576) . وقال في "الميزان" (3/535) : "قد وثقه يحيى بن معين، والله أعلم، وروى عنه ثلاثة رجال سوى الشافعي". وكذا وافقه ابن كثير في "نهاية البداية والنهاية" (1/45) فقال: "وليس هو بمجهول كما زعمه الحاكم، بل قد روي عن ابن معين أنه وثقه"، وقال الحاكم والبيهقي: "مجهول". التهذيب (9/144) . وقال الآبري: "ومحمد بن خالد الجَنَدي، وإن كان يذكر عن يحيى بن معين ما ذكرته، فإنه غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل"، وقال الأزدي: "منكر الحديث"، وقال ابن عبد البر: "متروك"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "شيخ مجهول". انظر التمهيد (23/38-39) ، ومنهاج السنة (4/102) ، والتهذيب (9/144) . قلت: أعدل القولين وأقربهما إلى الإنصاف قول من وصفه بأنه مجهول، وليس هو بثقة ولا متروك، وذلك لما يلي: - أن توثيق ابن معين له لم يثبت إسناده كما سيأتي في الرواية التي بعد هذه. - أن ثناء الإمام الشافعي له، وروايته عنه ليس صريحًا في توثيقه، بل ربما كان ذلك محمولاً على علمه ومعرفته، لا روايته وهو الأظهر. - وأما قول من قال بتركه أو إنكاره، ففيه إجحاف، بعيد عن الإنصاف، لما سبق من ثناء الإمام الشافعي له، وقال الحافظ عبد الملك بن محمد بن أبي ميسرة اليافعي في إسناد حديث هو أحد رجاله: "ليس فيه كذّاب ولا متروك"، وهما - أعني الشافعي والحافظ اليافعي- أعلم به، أما الشافعي فلأنه شيخه، وأما الحافظ عبد الملك فهو من حفاظ اليمن فهو بلديّه، وهو أعلم بأهل بلده، والله أعلم. انظر طبقات فقهاء اليمن للجعدي (ص71) .

أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ (¬1) ، عَنِ الْحَسَنِ (¬2) ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لاَ يَزْدَادُ الأمرُ إِلا شِدَّةً، ولاَ الدُّنيَا إِلا إِدْبَارًا، وَلا النَّاسُ إِلا شُحاًّ، وَلا تَقُومُ السّاعةُ إلاَّ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، ولا مَهْدِيَّ إلاَّ عيسى بنُ مريمَ)) (¬3) ¬

(¬1) ابن عمير بن عبيد القرشي مولاهم، وثقه الأئمة، ووهم ابن حزم فجهّله، وابن عبد البر فضعّفه، من الخامسة، مات سنة بضع عشرة، وهو ابن خمس وخمسين. التقريب (87/ت137) . (¬2) هو ابن أبي الحسن البصري. (¬3) إسناده ضعيف فيه محمد بن خالد الجندي، وأحمد بن محمد بن المؤمل الصوري لم أجد من وثّقه. أخرجه ابن ماجه (2/1340) ، كتاب الفتن، باب شدة الزمن، والحاكم (4/488) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/161) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (4/812) ، و (5/1075) ، وابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس" (2/807-808/رقم1403) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/425-426) ، والبيهقي في "المعرفة" (رقم20827) ، وفي "بيان من أخطأ على الشافعي" (296-297) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/67-68) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/220) ، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص207) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/462-463) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (25/148) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/67) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (2/527-528) ، وابن السبكي في "طبقات الشافعية" (2/171-172) ، وابن حجر في "الأربعين المتباينة بشرط السماع" (ص121) من طرق عن يونس بن عبد الأعلى به. هذا الحديث أنكره العلماء إنكارًا شديدًا وأعلوه سنداً ومتناً. أما من ناحية السند فأعلّوه بعلل بعضها قادحة، وبعضها غير قادحة، وأنا أذكر منها ما أراها قادحة وهي: العلة الأولى: أن محمد بن خالد الجندي تفرد بهذا الحديث، وقد تقدم أنه مجهول الحال، فمثله ممن لا يحتمل تفرده. وممن صرح بهذا البيهقي حيث قال: "هذا حديث تفرد به محمد بن خالد الجندي، قال أبو عبد الله الحافظ: ومحمد ابن خالد رجل مجهول". وقال ابن السبكي: "والصحيح أن الجنَدي تفرد به". البعث والنشور (19/أ-ب) ، وطبقات الشافعية الكبرى (2/173) . وقال ابن القيم: "وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بن خالد". المنار المنيف (ص141) . وقال الآبري عقب حكايته توثيق ابن معين لمحمد بن خالد: "قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ يعني في المهدي ـ وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، ويملأ الأرض عدلاً، وأنه يخرج عيسى بن مريم فيساعده على قتل الدجال بباب لُدّ بأرض فلسطين، وأنه يؤمّ هذه الأمة، وعيسى صلوات الله عليه يصلي خلفه، في طول من قصته وأمره، ومحمد بن خالد الجنَدي، وإن كان يذكر عن يحيى بن معين ما ذكرته؛ فإنه غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل". انظر التهذيب (9/144) . والعلة الثانية: أن محمد بن خالد هذا اختلف عليه في إسناده: فرواه صامت بن معاذ، قال: حدثنا يحيى بن السَّكَن، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الجَنَديّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم ... مثله. قال صامت بن معاذ: "عدلت إلى الجنَد مسيرة يومين من صنعاء، فدخلت على محدث لهم، فطلبت هذا الحديث، فوجدته عنده: عن مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُنْدِيُّ، عَنْ أبان بن أبي عياش، عن الحسن عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم". قال البيهقي: فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك، عن الحسن، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو منقطع، والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصحّ إسنادًا، وفيها بيان كونه من عترة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". البعث والنشور (19/أ-ب) . وقال القرطبي في "تفسيره" (8/122) : "الحديث الذي ورد في أنه لا مهدي إلا عيسى غير صحيح"، ثم ذكر كلام البيهقي. قال الحاكم بعد أن أورد حديث صامت بن معاذ: وقد روي بعض هذا المتن عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عن أنس ابن مالك رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ثم ساقه بإسناده وقال: فذكرت ما انتهى إلي من علة هذا الحديث تعجباً لا محتجاًّ به". المستدرك (4/488) ، وانظر إتحاف المهرة (1/581-582) . قلت: وحديث عبد العزيز بن صهيب الذي أشار إليه الحاكم يورده المصنف في الرواية رقم (357) ويأتي الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى. وقال الذهبي بعدما نقل كلام البيهقي السابق: "قلت: فانكشف ووهى". الميزان (3/536) . العلة الثالثة: المخالفة في إسناده؛ فقد رواه غير واحد من تلامذة الحسن الثقات المشهورين بالرواية عنه، المختصين به مثل جرير بن حازم، وهشام بن حسّان مرسلاً. أما رواية جرير بن حازم فذكره أبو الفتح الأزدي ـ كما نقله عنه الحافظ في التهذيب (9/145) ـ قال: "وحديثه ـ أي محمد بن خالد ـ لايتابع عليه، وإنما يحفظ عن الحسن مرسلاً، رواه جرير بن حازم". وحديث هشام بن حسان أخرجه النسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص104) عن الحسن مرسلاً أيضاً، ولكن ليس فيه ((لا مهدي إلا عيسى بن مريم)) . وقد روي الحديث عن الحسن، عن عمران بن حصين مرفوعًا، ولكن ليس فيه جملة ((ولا مهدي إلا عيسى بن مريم)) . أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/262) وقال: "تفرد به إدريس، عن يحيى". وإدريس هذا لم أجد له ترجمة، وتفرده به ومخالفته للثقات من تلامذة الحسن يدل على وهائه، وعلى هذا لم يثبت الحديث بمثله. وهناك علل أخرى أعل بها العلماء إسناد هذا الحديث توسع صاحب "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" في بسطها، من أراد التوسع فليراجع الكتاب المذكور (2/780-810) . وأما من حيث المتن فإن قوله "لا مهدي إلا عيسى بن مريم" يعارض معارضة ظاهرة للأحاديث المتواترة في المهدي وصفته، وأنه سوى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام قطعًا. وأنكروه أيضًا؛ بأن نفي الشارع للمهدي يستدعي سَبْقَ ذكرِ له من غيره، والإخبار به إنما وقع منه صلى الله عليه وسلم، لتواتر الأخبار عنه بذلك، فكيف يخبر بشيء، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، ثم ينفيه؟! ومثل هذا لا يدخله النسخ؛ لأنه خبر. فقد قال النسائي عن هذا الحديث: "منكر". وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية"، بل حكم عليه الصاغاني بأنه موضوع. انظر نظم المتناثر من الحديث المتواتر (رقم298) ، والعلل المتناهية (2/862-863) ، والمنار المنيف (ص141) ، والدر الملتقط للصاغاني (رقم44) ، وفتح الوهاب بتخريخ أحاديث الشهاب لأحمد بن الصديق الغماري (2/112) ، والمرسل الخفي وعلاقته بالتدليس (2/781-782) . هذا وقد جنح غير واحد من العلماء إلى تأويل هذا الحديث تنزلاً في الحِجاج، وإغلاقًا على ذوي الأهواء فقالوا: "إن معنى ((لا مهدي إلا ابن مريم)) ، أي: لا مهدي في الحقيقة سواه، وإن كان غيره مهدياً، كما يصح أن يقال: إنما المهدي عيسى بن مريم، يعني المهدي الكامل المعصوم". انظر المنار المنيف (ص148) ، ونهاية البداية والنهاية (1/45) ، وعقد الدرر في أخبار المنتظر ليوسف بن يحيى بن علي السلمي الشافعي (63-64) .

291 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا محمد بن مَخْلَد، حدثنا

أحمد بن محمد ابن المؤمَّل الصُّوريّ قال: قال لي يونس بن عبد الأعلى: ((جاءَنِي رَجلٌ قد وَخَطَه الشِّيْبُ سنةَ ثلاثَ عَشْرَةَ عَلَيه مُبَطَّنةٌ

ورِدَاءٌ رَقِيقٌ فَسَألَنِي عن هَذا الحديثِ فقالَ لي: مَنْ محمدُ بن خَالِد الجَنَديّ؟ فقُلْتُ: لا أَدْرِي، فقالَ: هذا مُؤذِّن الجَنَد وهو ثقة، فقُلْتُ له: أنتَ يحيى بنُ مَعِينٍ؟ فقالَ: نَعَمْ، أنا يَحْيَى بنُ مَعِينٍ)) (¬1) . 292 - سمعت أحمد يقول: سمعت الحُسين بن [ل/62ب] أحمد بن سفيان المَوصِليّ يقول: سمعت أحمد بن المُثَنّى يقول: سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول: ((سمعتُ فُضَيلَ بنَ عِياضٍ يقُولُ: من زوَّج كريمتَه مِنْ مُبْتَدِعٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَها)) (¬2) . 293 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عمران الوَرّاق، حدثنا علي بن عبد الله ابن مُبَشِّر بواسِط، حدثنا أحمد بن منصور الرَّماديّ قال: سمعت نُعَيم بن حماد يقول: قال لي عبد الله بن إدريس: ((ما ¬

(¬1) في إسناده أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الصوري، وهو مجهول الحال، وبقية رجال الإسناد ثقات، وقد تقدم الكلام في محمد بن خالد الجندي في الرواية التي قبل هذه. (¬2) في إسناده الحسين بن أحمد بن سفيان الموصلي، لم أجد ترجمته. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/103) من طريق أحمد بن المثنى أبي يعلى الموصلي به مثله. وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/733) من طريق أحمد بن الحسن، عن عبد الصمد به، وزاد قبله: سمعت رجلاً يقول للفضيل: من زوّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها، فقال له الفضيل فذكر مثله. وابن حبان في "الثقات" (8/166) عن جامع بن صبيح عن الفضيل به. وأخرج البخاري في "التاريخ الكبير" (3/199) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/246) ، وابن حبان في "الثقات" (8/230) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/314) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/412) من طرق عن مطرف، عن الشعبي مثله من قوله.

كانَ صاحِبُك يقُولُ في النَّبِيذِ الَّذِي يُسْكِر كثيرُه ـ يعني ابنَ المبارك ـ قالَ: قُلتُ: سمعتُه يقُولُ: رَوَى أهلُ الكُوفةِ عن عمر تَحلِيلَه، ورَوَى أهلُ المدينةِ تَحْرِيْمَه، فَمَثَلُه عندِي كَمَثَل سِِلْعةٍ في يَدِ رَجُلَينِ، كلُّ واحِدٍ منهُما يَدَّعِيها وَلَيْس لواحِدٍ منهُمَا بيِّنَةٌ، فالحكمُ فيهَا أنْ يُقْضَى بها بينَهُمَا نِصْفَينِ، فَلاَ أقُولُ: حلالٌ، ولا أقول: حَرَامٌ، قال: فَسَكَتَ ابْنُ إدرِيسَ)) (¬1) . 294 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عمران، حدثنا علي بن عبد الله ابن مُبشِّر، حدثنا أحمد بن منصور الرَّماديّ قال: سمعت علي بن المَدِيني يقول: سمعت ابنَ عُيَينة يقول: سمعت من عبد الله بن إدريس الأَوْديّ كلمة لا أزال أحبُّه عليها، سمعته يقول: ((إني لأمر بالكُتَّابِ فأسمعُ الغُلام يقرأ آية فأُعْظِمُ أن أُجاوِزَه حتى يَفْرُغَ مِنْها)) (¬2) . 295 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر بن موسى الحافظ، ومَيْمونُ بن حمزة العَلَوِيّ (¬3) بمصر قالا: حدثنا أبو جعفر [ل/63أ] أحمد بن محمد ¬

(¬1) إسناده حسن، ولم أجد الخبر عند غير المصنف. (¬2) إسناده كسابقه، ولم أجده عند غير المصنف. (¬3) هو ميمون بن حمزة بن الحسين بن حمزة بن الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الشقف الحسين بن حمزة بن عبيد الله بن الحسين ابن علي زين العابدين بن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، شيخ مشهور بمصر، يحدث بانتخاب الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين. انظر عمدة الطالب في أنساب أبي طالب لابن عنبة (ص400) ، ووفيات المصريين للحبال (رقم 128) ، ومشيخة ابن الحطاب الرازي (162/أ) ، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني (ص193-194) ، ومعجم البلدان (2/122) ، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 381-400 (276) ، والمرسل الخفي وعلاقته بالتدليس (2/785-791) .

بن سَلامة الطَّحاويّ (¬1) ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح (¬2) قال: سمعتُ ابنَ أبي مريم يقول: ((ذُكِر مالكُ بن أنس عند اللَّيث ابن سَعْد في المسجِدِ الجامِعِ فقالَ اللَّيْثُ: واللهِ، إِنِّيْ لَأَدْعُو لمالٍك في صلاتي بأن يُبقيَه الله، وذَكَر مِنْ حاجَةِ النَّاسِ إلَيْه)) (¬3) . 296 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا عَلوان بن الحسين ابن سَلْمَانَ (¬4) ، حَدَّثَنَا عُبيد بْنُ مُحَمَّدٍ الكِشْوَريّ (¬5) ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) أبو جعفر، الإمام الحافظ الكبير، محدث الديار المصرية وفقيهها، صاحب التصانيف، ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، ومات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (15/27-33) . (¬2) أبو زكريا السهمي مولاهم، رمي بالتشيع، ولينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله، كذا قاله مسلمة بن قاسم والحافظ، ولكن وصفه ابن يونس بالحفظ، مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. انظر الجرح والتعديل (9/175) ، وتهذيب الكمال (31/463) ، وسير أعلام النبلاء (13/354-355) ، والكاشف (2/371) ، والتهذيب (11/225) ، والتقريب (594/ت7605) . (¬3) إسناده صحيح، والأثر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر. (¬4) ابن علي بن القاسم، أبو اليسر المالكي، ختن عبد الله بن أحمد بن حنبل، ذكره الخطيب، مات سنة عشرين وثلاثمائة في صفر. تاريخ بغداد (12/318) . (¬5) أبو محمد الصنعاني، ويقال له: عبد الله بن محمد، المحدث العالم المصنف، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين، وقيل: سنة أربع وثمانين ومائتين. والكشوري: بكسر الكاف، وسكون السين، وفتح الواو، نسبة إلى كشور من قرى صنعاء اليمن، ويقال: بفتح كافها. الأنساب (5/77) ، واللباب (3/100) ، وسير أعلام النبلاء (13/349-350) .

أَيُّوبُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: شبَّك بيدي بكر ابن عبد الله بْنِ الشَّرُود (¬1) وَقَالَ بَكْرٌ: شبَّك بِيَدِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى (¬2) قَالَ: شبَّك بِيَدِي صَفْوَانُ ¬

(¬1) ويقال: ابن شروس الصنعاني، ضعفه ابن معين، والنسائي، وأبو حاتم، والدارقطني. وقال العقيلي: "وقد حدث عن الثوري وغيره أحاديث كثيرة مناكير". وقال أحمد بن محمد الحضرمي: قال لنا يحيى ابن معين: "بكر بن الشرود كذاب، ومسكنه باليمن". وسئل أبو حاتم عنه فقال: "متهم بالقدر". وقال ابن حبان: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل". تاريخ ابن معين (3/72) ، والجرح والتعديل (2/388) ، والضعفاء للعقيلي (1/149) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص25) ، والكامل (2/26) ، والمجروحين لابن حبان (1/196) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/149) ، واللسان (2/53) . (¬2) هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، أبو إسحاق المدني، كان الشافعي حسن الرأي فيه، ويروي عنه محتجًّا به، وكذلك احتج بحديثه ابن الأصبهاني. وأما بقية الأئمة فتركوه بل اتهمه بعضهم بالكذب والقدر. قال بشر بن عمر: "نهاني مالك عن إبراهيم بن أبي يحيى، قلت له: من أجل القدر تنهاني عنه؟ قال: ليس في حديثه بذلك". وقال يحيى بن سعيد القطان: سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى أكان ثقة؟ قال: "لا، ولا في دينه". وقال القطان أيضًا: "تركه ابن المبارك والناس، وكنا نتهمه بالكذب". وقال ابن معين: "ليس بثقة"، كذا في رواية الدوري، وفي رواية ابن أبي مريم: "كذّاب في كل ما روى". وقال أحمد: "كان قدريًّا معتزليًّا جهميًّا، كل بلاء فيه، لا يكتب حديثه، ترك الناس حديثه، كان يروي أحاديث الناس يضعها في كتبه". وقال النسائي: "متروك الحديث". وقال الدارقطني والحافظ ابن حجر: "متروك". والراجح هو قول من تركه؛ لأنهم أكثر بما فيهم الإمام مالك بلديّه وهو أعلم بحاله، والله أعلم. انظر الضعفاء الصغير للبخاري (ص13) ، والتاريخ الكبير (1/323) ، والضعفاء للعقيلي (1/62-63) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص11) ، وتسمية من لم يرو عنه غير رجل واحد (ص123) ، والجرح والتعديل (1/19) ، والمجروحين لابن حبان (1/107) ، والكامل لابن عدي (1/217-224) ، وتهذيب الكمال (2/184-190) ، والكاشف (1/223) ، والتهذيب (1/137-139) ، والتقريب (93/ت241) .

بْنُ سُليم قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ (¬1) قَالَ: شبَّك بِيَدِي عَبْدُ اللَّهِ ابن رَافِعٍ قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: شبَّك بِيَدِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((خُلقت الأرضُ يومَ السَّبْتِ، والجبالُ يومَ الأَحَدِ، والشجَرُ يومَ الاثْنَيْنِ، والمكروهُ يومَ الثُّلاثَاءِ، والنورُ يومَ الأَرْبِعَاءِ، والدوابُّ يومَ الْخَمِيسِ، وآدمُ عَلَيْهِ السَّلامُ يومَ الْجُمُعَةِ)) (¬2) . قَالَ عُبَيد: قَالَ لِي ¬

(¬1) ابن صفوان بن أوس بن جابر الأنصاري، المدني، نزيل برقة، ويعرف بأيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري، وأبو أيوب جده لأمه عمرة، فيه لين. قال الأزدي: "ليس حديثه بذاك، تكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه". انظر الجرح والتعديل (2/245) ، والثقات لابن حبان (4/25) ، و (6/54) ، وتهذيب الكمال (3/469) ، وتعجيل المنفعة (1/46) ، والتهذيب (1/351) ، والتقريب (118/ت610) . (¬2) إسناده ضعيف جدًّا فيه: - إبراهيم بن أبي يحيى وهو متروك. - وأيوب بن سالم لم أجد له ترجمة. - وبكر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّرُودِ، وهو ضعيف. أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص33-34) من طريق بكر بن الشرود به مسلسلا بقوله "شبّك بيدي". وأخرجه أحمد (2/327) ، ومسلم (4/2149ح 2789) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب ابتداء الخلق وخلق آدم، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/293) ، وابن خزيمة (3/117) ، وأبو يعلى (1/41-42) و (10/514) ، وابن جرير في "تفسيره" (12/3) و (24/94-95) ، وفي "تاريخه" (1/21، 35، 41، 42) ، وابن حبان (14/32/ح6161) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (4/1358) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/3) ، وفي "الأسماء والصفات" (ص383) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/188) من طرق عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد به. ولفظه عندهم ((خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل)) . وأخرجه يحيى بن معين في "تاريخه" (3/52) ، وعنه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1/175) عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج به. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/413) عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب مختصرًا، وقال: وقال بعضهم: عن أبي هريرة، عن كعب، وهو أصحّ. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (6/428-428/ح11392) من طريق الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة، فخالف حجاج بن محمد وهشام بن يوسف ـ وهما ثقتان ـ، والصواب روايتهما، ورواية الأخضر خطأ، كما خالفه يحيى بن أيوب فرواه عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس بحديث آخر فيه أن ابتداء الخلق يوم الأحد. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (4/1361) . قلت: هذا الحديث رفعه خطأ، والصحيح أنه من قول كعب الأحبار، كما سبق عن البخاري. قال ابن القيم: "ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط في حديث أبي هريرة ((خلق الله التربة يوم السبت ... الحديث) ، وهو في صحيح مسلم، ولكن وقع الغلط في رفعه، وإنما هو من قول كعب الأحبار، كذلك قال إمام أهل الحديث محمد ابن إسماعيل البخاري في "تاريخه"، وقاله غيره من علماء المسلمين أيضًا، وهو كما قالوا؛ لأن الله أخبر أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وهذا الحديث يتضمن أن مدة التخليق سبعة أيام والله أعلم". المنار المنيف (ص84) . وقد نقل البيهقي في "الأسماء والصفات" (ص384) عن علي بن المديني أنه قال: "ما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى". قَالَ البيهقي: "وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف والله أعلم". اهـ. قلت: إذا ثبت هذا رجع الحديث إلى رواية إبراهيم بن أبي يحيى، وقد اضطرب فيه، فمرة رواه عن صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد، ومرة رواه عن أيوب بن خالد بدون واسطة، فهذا الذي أعل به البيهقي هذا الحديث من جليل العلل وخفيّها والله الموفّق. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما الحديث الذي رواه مسلم في قوله: ((خلق الله التربة يوم السبت)) فهو حديث معلول قدح فيه أئمة الحديث كالبخاري وغيره، وقال البخاري: الصحيح أنه موقوف على كعب الأحبار، وقد ذكر تعليله البيهقي أيضًا، وبينوا أنه غلط ليس مما رواه أبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهو مما أنكر الحذاّق على مسلم إخراجه إياه". مجموع الفتاوى (17/236) . وقال ابن كثير في "تفسيره" (1/70) : "هذا الحديث من غرائب صحيح مسلم، وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري، وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة، فجعله مرفوعًا". وقال في (2/221) : "وفيه استيعاب الأيام السبعة، والله تعالى قد قال: {فِيْ سِتَّةِ أَيَّامٍ} ، ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث، وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار، ليس مرفوعًا". اهـ. ومما أعل به هذا الحديث أيضا أن السلف أجمعوا على أن ابتداء الخلق كان في يوم الأحد، قال الطبري: "وأولى القولين في ذلك ـ يعني في ابتداء الخلق ـ عندي بالصواب قول من قال: اليوم الذي ابتدأ الله تعالى ذكره فيه خلق السموات والأرض يوم الأحد لإجماع السلف من أهل العلم على ذلك". تاريخ الطبري (1/35) . وأعل أيضاً بأنه ليس فيه ذكر خلق السموات. قال المناوي: "قال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة، فمن ذلك: أنه ليس فيه ذكر خلق السموات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن؛ لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام، ثم خلقت السموات في يومين". فيض القدير (3/448) . وأختم الكلام على هذا الحديث بما نقله القاسمي عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "هذا الحديث طعن فيه من هو أعلم من مسلم، مثل يحيى بن معين، مثل البخاري وغيرهما، وذكر البخاري أن هذا الكلام من كلام كعب الأحبار، وطائفة اعتبرت صحته مثل أبي بكر بن الأنباري، وأبي الفرج بن الجوزي وغيرهما، والبيهقي وغيره وافقوا الذين ضعفوه، وهذا هو الصواب؛ لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فلزم أن يكون أول الخلق يوم الأحد، وهكذا عند أهل الكتاب، وعلى ذلك تدل أسماء الأيام، وهذا المنقول الثابت في أحاديث وآثار أخر، ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن، مع أن حذّاق علم الحديث يثبتون علة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن راويَه فلان غلط فيه لأمور يذكرونها، وهذا الذي يسمى معرفة علل الحديث، يكون الحديث إسناده في الظاهر جيداً، ولكن عرف من طريق آخر أن راويه غلط فرفعه، وهو موقوف، أو أسنده وهو مرسل، أو دخل عليه الحديث في حديث، وهذا فن شريف، وكان يحيى بن سعيد القطان، ثم صاحبه علي بن المديني، ثم البخاري من أعلم الناس به، وكذلك الإمام أحمد، وأبو حاتم، وكذلك النسائي، والدارقطني وغيرهم، وفيه مصنفات معروفة". الفضل المبين للقاسمي (ص432-434) .

أَيُّوبُ بْنُ سَالِمٍ: قُمْ إليَّ أشبِّك بيدِك (¬1) ، فقمتُ إِلَيْهِ فشبَّكتُ بِيَدِهِ، فَقَالَ لِي عُبَيد قُمْ إِلَيَّ فَشَبِّكْ بِيَدِكَ فشبّكتُ بِيَدِهِ، وَقَالَ لِي عُلْوَانُ: قُمْ إِلَيَّ أشبِّك بِيَدِكَ، فقمتُ إِلَيْهِ فشبَّكتُ بِيَدِهِ، وَقَالَ لِي ابْنُ شَاهِينَ: قم إليّ [ل/63ب] أشبِّك بِيَدِكَ، فقُمْتُ إِلَيْهِ فشبَّكْتُ بِيَدِهِ، وَقَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ العَتِيْقِي: قُمْ إِلَيَّ أشبِّك بِيَدِكَ، فقمتُ إِلَيْهِ فشبَّكتُ بِيَدِهِ، وَقَالَ شيخُنا: قَالَ لِي أَبُو الْحُسَيْنِ: قُمْ إِلَيَّ أشبِّك بِيَدِكَ، فقمتُ إِلَيْهِ فشبَّكت بِيَدِهِ، وَقَالَ لِي شيخُنا الإِمَامُ الْفَقِيهُ الْحَافِظُ السِّلَفي: قُمْ إِلَيَّ أشبِّك بِيَدِكَ، فقمتُ فشبَّكتُ بِيَدِهِ. 297 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمر بْنُ شَاهين، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَهزَاد بْنِ مِهْرَانَ الْفَارِسِيُّ (¬2) ، حدثنا سليمان بن شُعيب (¬3) ¬

(¬1) جاء في هامش المخطوط: فشبك بيدك، ولعل الصواب ما في الأصل كما يقتضيه السياق، كما حصل التكرار من قوله "قال عبيد ... إلى قوله: أُشَبِّكْ بِيَدِكَ". (¬2) أبو الحسن السِّيْرَافي، ثم المصري، الإمام المحدث الصدوق، كذا وصفه الذهبي ثم ذكر أنه قرص ـ أي تكلم بكلام يؤذي في عثمان ـ ثم أملى حديثاً يتضمن مخالة الجماعة، ومنع من التحديث، مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (15/518-519) ، والوافي بالوفيات (6/278) ، وشذرات الذهب (2/372) . (¬3) وقع في المخطوط: الأشعث، والصواب ما أثبتّ كما في "سير أعلام النبلاء" (8/287) وفي مصادر الترجمة.

الكَيسانيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الآدَم (¬2) ، حَدَّثَنِي شِهاب ابن خِراش الحَوشَبيّ (¬3) ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشيّ (¬4) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ أَخوفَ مَا أخافُ عَلَى أُمَّتِي تصديقٌ بِالنُّجُومِ وتكذيبٌ بالقَدَر، وَلا يَجِدُ العبدُ حَلاوة الإِيمَانِ حَتَّى يؤمنَ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه، وَقَالَ: قَبَضَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى لِحْيَتِه ¬

(¬1) شيخ لابن المنذر، وأكثر عنه في "الأوسط"، وهو آخر من روى عن بشر بن بكر التِّنِّيْسيّ، مات سنة أربع وسبعين ومائتين في صفر. انظر: تاريخ مولد العلماء ووفياتهم (2/593) ، والتهذيب (1/388) ، والأوسط (1/348، 437) ، و (2/49، 129، 163) . (¬2) هو سعيد بن زكريا الآدَم ـ بهمزة مقصورة ومهملة مفتوحتين ـ، أبو عثمان المصري، صدوق عابد، من كبار العاشرة، مات بإخميم سنة سبع ومائتين. تهذيب الكمال (10/434) ، والتقريب (235/ت2307) . (¬3) أبو الصلت الواسطي، الشيباني، ابن أخي العَوَّام بن حوشب، نزل الكوفة، وثقه ابن المبارك، وابن معين، والعجلي. وقال أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة: "لا بأس به"، وزاد أبو حاتم: "صدوق". وقال ابن عدي: "ولشهاب أحاديث ليست بكثيرة، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه، ولا أعرف للمتقدمين فيه كلامًا فأذكره". وقال الحافظ: "صدوق يخطئ". تاريخ ابن معين برواية الدارمي (ص130) ، والتاريخ الكبير (4/236) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/461) ، وسؤالات أبي داود (ص253) ، والجرح والتعديل (4/362) ، والكامل لابن عدي (4/34) ، وتاريخ أسماء الثقات (ص114) ، وتهذيب الكمال (12/568-572) ، والكاشف (1/490) ، والتهذيب (4/321) ، التقريب (269/ت2825) . (¬4) هو يزيد بن أبان الرَّقاشي - بتخفيف القاف ثم معجمة-، أبو عمر البصري، القاصّ، زاهد ضعيف، من الخامسة، مات قبل العشرين. انظر التاريخ الكبير (8/320) ، والضعفاء للعقيلي (4/373) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص110) ، والجرح والتعديل (9/251) ، والكامل لابن عدي (7/257) ، والمجروحين لابن حبان (3/98) ، وتهذيب الكمال (22/64) ، والكاشف (2/380) ، والتهذيب (11/270) ، والتقريب (599/ت7683) .

وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه)) (¬1) . قَالَ وَأَخَذَ أَنَسٌ بلحيتِه وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه، قَالَ: وَأَخَذَ يَزِيدُ الرَّقاشيّ بلحيتِه وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خَيْرِه وشرِّه، حُلوِه ومُرِّه، قَالَ: وَأَخَذَ شِهاب بِلِحْيَتِه وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه، (¬2) قَالَ: وَأَخَذَ سُلَيْمَانُ بْنُ شُعيب بلحيتِه وقال: [ل/64أ] آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه، قَالَ: وَأَخَذَ ابنُ بَهْزَاد بلحيتِه وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه، وَأَخَذَ ابنُ شاهينَ بِلِحْيتِه وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه، وَأَخَذَ أَبُو الحَسَن العَتِيقي بلحيتِه وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه، قَالَ شيخُنا الْحَافِظُ السِّلَفي: وَأَخَذَ شيخُنا أَبُو الْحُسَيْنِ بلحيتِه وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلوِه ومُرِّه، وأخذ شيخُنا الحافظ السِّلَفي بلحيتِه وَقَالَ: آمنتُ بالقَدَر خيرِه وشرِّه، حُلْوِه ومُرِّه. ¬

(¬1) إسناده واهٍ فيه: - يزيد الرقاشي وهو ضعيف. - وشهاب الحوشبي صدوق يخطئ، مع قلة ما روى. - وسليمان بن شعيب الكيساني، لم أجد له توثيقًا ولا تجريحًا. والحديث أخرجه ـ مسلسلاً ـ الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص31-32) ، ومن طريقه الأيوبي في "المناهل السلسلة" (ص66-67) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/287) من طريق سليمان بن شعيب الكيساني به. قال الذهبي: "وتسلسل إليّ هذا الكلام، وهو كلام صحيح، لكن الحديث واهٍ لمكان الرقاشي". (¬62) هكذا في المخطوط بانقطاع التسلسل بدون ذكر سعيد الآدم.

298 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسَين بْنُ أحمد بن سفيان الموصِلي المعلِّم، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ علي بن المثنى بالمَوصِل، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مَرْدُويَه قال: سمعت الفُضيل ابن عياض يقول: ((الدُّعاءُ سِلاح المُؤْمِنِ، والصَّبرُ سلاحُ المؤمِنِ، ولَوْ كانَ مع عُلمائِنا صبرٌ لما تَمَنْدَلوا (¬1) بِهِمْ هؤلاءِ ـ يعني المُلُوكَ)) (¬2) ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، وهو على لغة "أكلوني البراغيث". (¬2) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/92) بلفظ: "لو كان مع علمائنا صبر ما غَدَوْا لأبواب هؤلاء -يعني الملوك-". وقوله "الدعاء سلاح المؤمن" روي مرفوعًا من حديث علي، وجابر رضي الله عنهما. أما حديث علي فأخرجه أبو يعلى (1/344) ، وابن عدي في "الكامل" (6/112) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/116) من طريق الحسن بن حماد الكوفي، عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يزيد الهمداني، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ((الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السموات والأرض)) . وأخرجه الحاكم (1/669) من طريق الحسن بن حماد الضبي، عن محمد بن الحسن بن الزبير الهَمْدَاني، عن جعفر بن محمد به. قال الحاكم: حديث صحيح، فإن محمد بن الحسن هذا هو التَّلّ، وهو صدوق في الكوفيين. وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يزيد، وهو متروك. فلت: كذا فرق الحافظ ابن حجر بين محمد بن الحسن بن الزبير، ومحمد بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، فقال في الأول (التقريب 474/ت5816) : صدوق فيه لين، وقال في الثاني (474/ت5820) : "ضعيف"، وإذا صح هذا فالحديث حسن من رواية الحاكم، ولكن يبقى في النفس منه شيء؛ لأن الراوي عنهما واحد، ولكن يشهد له حديث جابر الذي يأتي. - وحديث جابر أخرجه أبو يعلى (3/346) عن أبي الربيع، عن سلاَّم بن سُليم، عن محمد بن أبي حميد، عن محمد ابن الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا أدلكم على ما يُنجِيكم من عدوّكم ويدرّ عليكم أرزاقكم، تدعون الله في ليلكم ونهاركم؛ فإن الدعاء سلاح المؤمن)) . وفي إسناده محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف، قاله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/147) ، والحافظ في "التقريب" (475/ت5836) .

299 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سفيان المَوصِلي المعلم، حدثنا أبو يَعلَى بالموصل، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مَرْدُويَه قال: سمعت الفُضَيل بن عياض يقول: ((كلُّ راعٍ مسؤُولٌ عن رَعِيَّتِه، إنَّ الرّجُلَ ليُسأَلُ عن أهلِه ووَلَدِه، فَاتَّقُوا اللهَ عِبادَ الله في أهلِيْكُم وأولادِكُم؛ فَإنَّكُم لَنْ تُخْلَقُوا عَبَثاً)) (¬1) . 300 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد بن العباس [ل/64ب] بن حيويه، أنشدنا أبو مُزاحِم الخاقاني لنفسه: أهلُ الْكَلاَمِ وأهلُ الرَّأْيِ قَدْ عَدِمُوا ... عِلْمَ الْحَدِيْثِ الَّذِيْ يَنْجُو بِهِ الرَّجُلُ لَوْ أَنَّهُمْ عَرَفُوا الآثَارَ مَا انْحَرَفُوا ... عَنْهَا إِلَى غَيْرِهَا لَكِنَّهُمُ جَهِلُوْا (¬2) 301 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬3) البَيْضاويّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله ابن عَلِيٍّ الكِنْدِيّ، حَدَّثَنَا الخَضِر بْنُ أبان (¬4) ¬

(¬1) في إسناده الحسين بن أحمد بن سفيان الموصلي، لم أجد ترجمته، ولم أجد الأثر عند غير المصنف، ومعناه صحيح ثابت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (¬2) أخرجه ابن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (ص115) من طريق أبي الحسين محمد بن عبد الله القصري، عن أبي مزاحم به. (¬3) ابن الهيثم، أبو الحسين الورّاق، سكن بغداد وحدث بها. قال العتيقي: "سنة سبع وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ في ذي القعدة، ثقة مأمون، حدث بشيء يسير". تاريخ بغداد (11/342) . (¬4) الهاشمي، أبو القاسم الكوفي، ضعفه الحاكم وتكلم فيه الدارقطني. قال الحاكم: "وسمعته ـ أي الدارقطني ـ يقول عن شيوخه أنهم رأوا الخضر بن أبان يروي عن أبي معاوية، وأبي بكر ابن عياش والناس من كتابه، فاستلّوه من يده، فإذا هو سماعه من أحمد بن عبد الله بن يونس، عن هؤلاء الشيوخ، ترك أحمد بن يونس من الوسط وحدث عنهم". سؤالات الحاكم (ص115، و178) ، واللسان (2/399) .

حَدَّثَنَا أَبُو هُدبة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ العبدَ لَيُعالِجُ كُرَبَ الْمَوْتِ وسَكَراتِ الْمَوْتِ، وَإِنَّ مَفاصِلَه لَيُسلِّم بعضُها عَلَى بعضٍ يقُولُ: تُفارِقُني وأُفَارِقُك إِلَى يومِ القِيامَة)) (¬1) . 302 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو القاسم ميمون بن حمزة العَلَويّ بمصر وأبو الحسين محمد بن المظَفَّر بن موسى الحافظ قالا: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطَّحاويّ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال: سمعت ابن أبي مريم يقول: ((ذُكِرَ مالكُ بنُ أَنَس عِنْدَ اللَّيثِ بنِ سَعْدٍ في المَسجِِد الجامع فقال اللَّيْثُ: وَاللهِِ، إِنِّيْ لأَدْعُو لمالكِِ بْنِ أَنَس في صَلاَتِي بِِأَنْ يُبْقِيَه الله ـ وذَكَرَ مِِنْ حَاجةِ النَّاسِِ إلَيْهِ ـ)) (¬2) . 303 - حدثنا أحمد، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ موسى السُّكُوني (¬3) ، ¬

(¬1) إسناده واه جدا، بل موضوع، فيه: - أبو هدبة كذبه غير واحد من الأئمة؛ منهم يحيى بن معين، وأبو حاتم وغيرهما. - والخضر بن أبان ضعيف. - وإبراهيم بن عبد الله بن علي الكندي لم أجد ترجمته. والحديث أورده القرطبي في "تفسيره" (17/13) عند تفسير قوله تعالى {وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ، ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيْدُ} . (¬2) تقدم برقم (295) بالإسناد نفسه. (¬3) وقع في المخطوط "السُّكَّري"، والصواب ما أثبت، وقد تقدم في الرواية رقم (20) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى وقال هناك: السُّكُوني على الصواب.

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سفيان إملاء بالموصل، حدثنا عباس بن محمد (¬1) ، حدثنا مسلم ابن إبراهيم (¬2) ، حدثنا حماد بن زيد، عن المغيرة بن حَوْشَب، عن مالك بن دينار، [ل/65أ] عن شهر بن حَوْشَب، عن أبي هريرة قال: ((بَيْنَا عِيْسى بنُ مريَمَ ويَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلامُ في البَرِّيَّة إِذْ رَأَيَا وَحْشِيّةً مَاخِضاً (¬3) ، فَقالَ عِيسَى لِيَحْيَى: قُلْ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ: حَنَّةُ وَلَدَتْ مَرْيَمَ، مَرْيَمُ وَلَدَتْ عِيسَى، الأَرْضُ تَدعُوكَ يَا وَلَدُ، اخْرُجْ! يَا وَلَدُ، اخْرُجْ! يَا وَلَدُ، اخْرُجْ! قال حماد بنُ زيدٍ: فَمَا تَكُونُ في الحَيِّ امْرَأَةٌ مَاخِضٌ فَيُقالُ هذا عندَها إلاَّ وَلَدَتْ حَتَّى الشَّاةُ تَكُونُ ماَخِضاً فتَتَعَسَّرُ فيُقالُ هذَا، فلاَ تَبْرَحُ حَتَّى تَضَعَ)) (¬4) . 304 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ العُكْبَريّ بِهَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد البَغَوي، حدثنا محمد بن سُلَيْمَانَ لُوَين، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) لعله الدوري. (¬2) لعله الفَرَاهِيدي. (¬3) في المخطوط "ماخض". (¬4) لم أجد الخبر عند غير المصنف، وفي إسناده شهر بن حوشب وهو ضعيف، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي لم أقف له على ترجمة. وهذا مع ضعفه فإنه من قبل شرع من قبلنا، وليس في شرعنا ما يقره، فلا يعمل به وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

ابْنُ عُيينة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن زُرَارة (¬1) ، عن مُصعب ابن شَيبة (¬2) ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا انْتَهَى أحدُكم إِلَى المجلِس، فَإِنْ وُسِّع لَهُ فَلْيجلِسْ، وَإِلا فَلْيَنظُرْ أوسعَ مكانٍ يَرَاه فَلْيجلِسْ فيه)) (¬4) ¬

(¬1) ابن مصعب بن شيبة القرشي، روى عن أبيه وعنه ابن عيينة، ذكره ابن حبان في "الثقات". قال البخاري: "روى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن زرارة القرشي، عن أبيه، قال: أراه مرسلاً". التاريخ الكبير (3/439) ، و (594) ، والجرح والتعديل (5/62) ، والثقات لابن حبان (7/4) . (¬2) ابن جبير بن شيبة بن عثمان العبدري، المكي الحَجَبي. وثقه ابن معين والعجلي. وقال ابن سعد: "كان قليل الحديث"، وقال الأثرم عن أحمد: "روى أحاديث مناكير"، وقال أبو حاتم: "لا يحمدونه، وليس بقوي"، وقال النسائي: "منكر الحديث"، وقال الدارقطني: ليس بالقوي ولا بالحافظ"، وقال ابن عدي: "تكلموا في حفظه". والراجح: أنه ضعيف لما يلي: - أن الذين ضعفوه أكثر من الذين وثقوه. - أن الذين ضعفوه بيَّنوا سبب ضعفه، وهو كثرة المناكير في روايته مع قلة ما روى، فهذه صفة ضُعِّف بها الراوي، والله أعلم. انظر الطبقات الكبرى (5/488) ، والضعفاء للعقيلي (4/196-197) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/280) ، والجرح والتعديل (8/305) ، والعلل لابن أبي حاتم (1/49) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/123) ، وتهذيب الكمال (28/32) ، وجامع التحصيل (ص280) ، والكاشف (2/267) ، والتهذيب (10/147) ، والتقريب (533/ت6691) ، واللسان (7/388) . (¬3) هو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى القرشي العبدري، المكي الحجبي، حاجب الكعبة رضي الله عنه، من مسلمة الفتح، وقيل: أسلم بحنين، مات سنة تسع وخمسين، وقيل: ثمان وخمسين بمكة. الطبقات الكبرى (5/248) ، والاستيعاب (2/712) ، وسير أعلام النبلاء (13/12-13) ، والإصابة (2/161) . (¬4) في إسناده ضعف من أجل مصعب بن شيبة، وقد تقدم أنه متكلم فيه. أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/300) عن أبي عبد الله العكبري به. وهو عند البغوي في "معجم الصحابة" (3/294) عن لوين بهذا الإسناد. قال البغوي: "ولا أعلم لشيبة مسنداً غير ما ذكرت فيما أعلم". وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/300) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/370) من طريق لوين به مثله. قال الهيثمي: "رواه الطبراني وإسناده حسن". قلت: لعل تحسين الهيثمي لإسناده مبنيّ على توثيق ابن معين، والعجلي لمصعب بن شيبة، وكذلك إخراج مسلم له في صحيحه، ولكن ذلك لا يسعف؛ لأن مصعباً إنما أخرج له مسلم ثلاثة أحاديث جميعها من رواية زكريا بن أبي زائدة عنه، وهذا ما يشعر بأنه حفظ أحاديث مصعب التي سلمت من الوهم، أو أنه انتقى أحاديثه، ومع ذلك فإن هناك علة أخرى لهذا الحديث وذلك أن عبد الله زُرَارة خولف في وصل هذا الحديث، خالفه عبد الملك بن عمير فرواه عن مصعب بن شيبة مرسلاً. وعبد الملك بن عمير ثقة، وعبد الله بن زرارة لم يوثقه غير ابن حبان فيما علمت. وحديث عبد الملك بن عمير أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/178) عن أبي الحسن محمد بن محمد ابن إبراهيم بن مخلد البزاز، عن جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، عن أبي جعفر محمد بن عثمان العبسي، عن عبد الجبار ابن عاصم، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن شيبة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ((إذا أخذ القوم مجالسهم، فإن دعا رجل أخاه فأوسع له في مجلسه فليأته، فإنما هي كرامة أكرمه فَلْيَجْلِسْ فِيهِ)) .

305 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانِ بْنِ الْقَاسِمِ الدِّمِميّ (¬1) ، حَدَّثَنَا محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الحَضْرَمي مُطيَّن (¬2) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ ¬

(¬1) أبو الحسن الجَدَليّ، آخر من روى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مطيَّن، مولده قبل سنة خمس وثمانين ومائتين. قال أبو خازم محمد بن الفراء: "تكلموا فيه، توفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة". الدممي: بكسر الدال والميم، كذا ضبطه ياقوت في "معجم البلدان"، وضبطه السَّمْعاني بكسر الدال وفتح الميم المشدّدة، وبعدها ميم أخرى، وقال ابن الأثير: بكسر الدال وفتح الميم الأولى وتشديد الميم الثانية، وهو نسبة إلى دمما، وهي قرية كبيرة على الفرات قرب بغداد عند الفلوجة. تاريخ بغداد (11/422-423) ، الأنساب (5/339-340) ، ومعجم البلدان (2/471) ، والعبر (3/23-24) ، وسير أعلام النبلاء (16/474) ، وشذرات الذهب (3/105) . (¬2) أبو جعفر، الشيخ الحافظ الصادق، محدّث الكوفة، سئل عنه الدارقطني فقال: "ثقة جبل". مات سنة سبع وتسعين ومائتين في ربيع الآخر. انظر سير أعلام النبلاء (14/41-42) .

عمرو الضَّبِّيّ، حدثنا فُضيل ابن عِياض، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ (¬1) ، عَنْ ثَعْلَبة بْنِ يَزِيدَ (¬2) ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار)) (¬3) . ¬

(¬1) هو ابن أبي ثابت. (¬2) الحِمَّانيّ ـ بكسر المهملة وتشديد الميم ـ، الكوفي، متكلم فيه. قال ابن سعد: "كان قليل الحديث"، وقال البخاري: "فيه نظر، لا يتابع في حديثه"، وقال ابن حبان: "كان غالياً في التشيع، لا يحتج بأخباره التي يتفرد بها عن علي"، كذا قال في "المجروحين"، ثم ذكره في الثقات"، وقال النسائي: "ثقة". وقال ابن عدي: "ولثعلبة عن علي غير هذا ولم أر له حديثاً منكراً في مقدار ما يرويه، وأما سماعه عن علي ففيه نظر كما قال البخاري"، وذكره ابن حبان في الثقات كما سبق، وقد جمع الحافظ ابن حجر بين هذه الأقوال فقال: "صدوق شيعي". الطبقات الكبرى (6/237) ، والضعفاء للعقيلي (1/178) ، والجرح والتعديل (2/463) ، والمجروحين (1/207) ، والثقات لابن حبان (4/98) ، والكامل لابن عدي (2/110) ، وتهذيب الكمال (4/399) ، والتهذيب (2/23) ، والتقريب (134/ت847) . (¬3) إسناده ضعيف فيه: - ثعلبة بن يزيد، وقد تكلم في روايته عن علي، لكنه توبع كما يأتي. - وعلي بن حسان الدممي، تكلموا فيه. أخرجه أبو يعلى (1/383) ، من طريق عبثر بن القاسم، وابن فضيل، وجرير، وابن عدي في "الكامل" (2/110) من طريق ابن الأجلح، كلُّهم عن الأعمش به. وأخرجه البخاري (1/52) ، كتاب العلم، باب إثم من كذب عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، عن علي بن الجعد، ومسلم (1/9) في المقدمة، باب تغليظ الكذب عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، ومحمد ابن المثنى، ومحمد بن بشار، كلهم عن غندر؛ كلاهما ـ علي بن الجعد وغندر ـ عن شعبة، عن منصور، عن ربعي ابن خراش، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعاً ((لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ كذب علي فليلج النار)) . قلت: فتابع ربعي بن حراش ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيٍّ، وهذا الحديث صحيح ثابت بل متواتر رواه جمع كبير من الصحابة، قال ابن الصلاح: "رواه اثنان وستون من الصحابة"، وقال غيره أكثر من مائة، وقال النووي: "رواه نحو مائتين"، قال العراقي: "وليس في هذا المتن بعينه، ولكنه في مطلق الكذب، والخاص بهذا المتن رواية بضعة وسبعين صحابياً، العشرة المشهود لهم بالجنة ... ثم ذكر أسماءهم". وقد أخرجه المصنف في الرواية رقم (308) من حديث عمر بن الخطاب وفي (1326) من حديث أنس بن مالك. انظر نظم المتناثر للكتاني (ص17، و28) ، وتدريب الراوي (2/177) ، والمنهل الروي (ص55) . وللطبراني مؤلف جمع فيه طرق هذا الحديث، وقد طبع بتحقيق علي حسن عبد الحميد وهشام إسماعيل السقا.

306 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النضر بن محمد الموصِليّ، حدثنا أحمد ابن [ل/65ب] عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكّار مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَسّان ابن إِبْرَاهِيمَ الكِرْمانيّ (¬2) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ (¬3) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحسن (¬4) بن علي ابن أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أُمِّهِ [فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ أُمِّهَا] (¬5) فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أنَّ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وَسَلَّمَ كانَ إذَا دَخَلَ المسجِدَ قالَ: السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها النَّبِيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه، اللَّهُمَّ ¬

(¬1) أبو يعلى الموصلي. (¬2) أبو هشام العَنَزي، قاضي كرمان، مات سنة ست وثمانين، وله مائة سنة. وثقه يحيى بن معين. وقال ابن عدي: "له حديث كثير وقد حدث بأفراد كثيرة، وهو عندي من أهل الصدق، إلا أنه يغلط في الشيء، وليس ممن يظن به أنه يتعمد". وقال الحافظ في "هدي الساري": "له في الصحيح أحاديث يسيرة توبع عليها". وفي "التقريب" قال: "صدوق يخطئ"، فجمع بين قولي ابن معين وابن عدي. الكامل لابن عدي (2/372-375) ، وهدي الساري (ص394) ، والتقريب (157/ت1194) . (¬3) هو الأَحْوَلِ. (¬4) كذا وقع في المخطوط، وفي التقريب: عبد الله بن الحسن بن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب. (¬5) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط وأثبتُّه من مصادر التخريج.

اغْفِرْ لِيْ ذُنوبِي وَافْتَح لِي أبوابَ رحمتِك، وإذَا خَرَجَ قالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها النَّبِيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنوبِي وَافْتَحْ لِي أبوابَ رِزْقِك)) (¬1) ¬

(¬1) هذا إسناد ضعيف فيه: - انقطاع بين فاطمة بنت الحسين وفاطمة الزهراء، فإن الأولى لم تدرك الثانية. قال الترمذي: "حديث فاطمة حديث حسن، ليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت بعد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشهراً". سنن الترمذي (2/128 ـ طبعة شاكر ـ) . وقال الشوكاني: "في إسناده انقطاع؛ لأن فاطمة بنت الحسين وهي أم عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي لم تدرك فاطمة الزهراء رضي الله عنها". نيل الأوطار (2/163) . - وحسان بن إبراهيم الكرماني أخطأ في إسناد هذا الحديث، فقال عن عاصم بن سليمان، وقد خالفه الحسن ابن صالح، وهريم، وإسماعيل بن علية، وأبو معاوية، فقالوا عن ليث بن أبي سليم، كما يأتي إن شاء الله تعالى. قال عبد الله بن أحمد: حدثت أبي بحديث حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الله بن حسن ... فذكر إسناده ومتنه سواء، قال أبي: "ليس هذا من حديث عاصم الأحول، هذا من حديث ليث بن أبي سليم". العلل (2/381) ، وانظر الضعفاء للعقيلي (1/255) ، والكامل لابن عدي (2/372) ، وسير أعلام النبلاء (9/41) . والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/372) عن أبي يعلى الموصلي به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/381) ، وعنه العقيلي في "الضعفاء" (1/255) ، وابن عدي في "الكامل" (2/372) عن حسان بن إبراهيم به. وأخرجه ابن أبي شيبة (1/298) ، و (6/96) ، وعنه ابن ماجه (1/253) كتاب المساجد، باب الدعاء عند دخول المسجد، وأحمد (6/282-283) ، والترمذي (2/127) كتاب المساجد، باب ما جاء ما يقول عند دخول المسجد، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (ص105-106) ، وأبو يعلى (12/121، و199) ، والطبراني في "الدعاء" (ص150) ، وفي "المعجم الكبير" (22/423) من طرق عن ليث بن أبي سليم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ به. وفي إسناده ليث بن أبي سليم، قال عنه الحافظ: "صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك". التقريب (464/ت5685) . قلت: لكن تابعه عبد العزيز الداروري عند الدولابي في "الذرية الطاهرة" (ص106) . وكذا تابعه روح بن القاسم عند الدولابي في المصدر السابق، والطبراني في "الدعاء" (ص150) ، وابن عدي في "الكامل" (4/30-31) ، من طريق ابن وهب، عن أبي سعيد التميمي، عن روح بن القاسم به. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه أبو سعيد التميمي، واسمه شبيب بن سعيد الحَبَطيّ، قال ابن عدي: "حدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير". وتابعه أيضا سعير بن الخِمْس عند الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/21) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي، عن إبراهيم ابن يوسف الصيرفي، عنه به. وتابعه أيضاً قيس بن الربيع عند عبد الرزاق (1/425) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/423) عنه به. وبهذه المتابعة حسن إسناد هذا الحديث، غير أنه منقطع، ولكن له شواهد من حديث أبي حميد، وأبي أسيد، وأبي هريرة، وعلي رضي الله عنهم. أما حديث أبي حميد وأبي أسيد فأخرجه أحمد (5/425) ، ومسلم (1/494) ، والنسائي (2/54) كتاب المساجد، باب القول عند دخول المسجد وعند الخروج منه، وفي "عمل اليوم والليلة" (ص 220) ، والدارمي (1/377) ، وابن حبان (5/398) من طريق سليمان بن بلال، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد عن أبي حميد وأبي أسيد مرفوعاً ((إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك)) . واللفظ لمسلم. قال مسلم: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال قال: بلغني أن يحيى الحماني يقول: وأبي أسيد. وأخرجه مسلم (1/494) ، وابن ماجه (1/254) كتاب المساجد، باب الدعاء عند دخول المسجد، وابن حبان (5/397) ، والطبراني في "الدعاء" (ص150) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/441) من طريق عمارة بن غزية، عن ربيعة به. وأخرجه أبو داود (1/126) كتاب المساجد، باب ما يقوله الرجل عند دخول المسجد، والدارمي (1/377) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/441) من طريق عبد العزيز الداروردي عن ربيعة به. وأما حديث علي فأخرجه أبو يعلى (1/378) عن سويد، عن صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة القرشي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عن أبيها، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بنحوه. والخلاصة: أن حديث فاطمة بمجموع طرقه وشواهده حديث حسن، قال الترمذي: "حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل".

307 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ،

حَدَّثَنَا إبراهيم ابن أَبِي اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا الأَشْجَعيّ، عَنْ سُفْيَانَ (¬1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبيد اللَّهِ ابن أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: ((إنَّ عَلِيًّا يَقرَأُ فِي الجُمُعةِ بسُورةِ الجُمُعة، وإذَا جَآءَكَ المُنَافِقُوْنَ، فقالَ: هُمَا السُّورَتَانِ اللَّتانِ قَرَأَ بِهِما رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) (¬2) . 308 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّريّ، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن موسى الحاسب (¬3) سنة أربع وثلاثمائة، حدثنا سفيان بن وكيع (¬4) ¬

(¬1) هو الثوري. (¬2) في إسناده إبراهيم بن أبي الليث تقدم أنه اتُّفِق على تركه، ولكنه معروف بالرواية عن الأشجعي. أخرجه من هذا الطريق أبو يعلى في "المعجم" (ص102) ، وعنه ابن عدي في "الكامل" (1/269) ، و (2/133) عن إبراهيم بن أبي الليث به مثله. والحديث صحيح من رواية جعفر بن محمد، أخرجه عبد الرزاق (3/180) عن الثوري به. وأخرجه ابن أبي شيبة (7/319) ، ومسلم (2/597-598) كتاب الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الجمعة من طرق عن جعفر بن محمد به، ولفظه عنده: ((استخلف مروان أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة فصلى لنا أبو هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة {إذا جاءك المنافقون} ، قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة، فقال أبو هريرة: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة)) . (¬3) أبو أحمد البغدادي، الثقة المتقن، مات سنة تسع وثلاثمائة. تاريخ بغداد (6/296-297) ، وسير أعلام النبلاء (14/152-153) . (¬4) ابن الجراّح الرؤاسي، الكوفي، كان صدوقاً إلا أنه ابتلي بورّاقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل فسقط حديثه، مات سنة سبع وأربعين ومائتين. انظر التاريخ الصغير (2/385) ، والجرح والتعديل (4/231-232) ، والمجروحين (1/77) ، والتهذيب (4/123-124) ، والتقريب (245/ت2456) .

، حَدَّثَنَا أَبِي (¬1) ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مِنْ كِتَابِهِ عَنِ الدُّجَيْن بْنِ ثَابِتٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ كَذَبَ [ل/66أ] عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار)) (¬3) ¬

(¬1) هو وكيع بن الجراح الرؤاسي. (¬2) أبو الغصن الجربوعي، ضعفه عبد الرحمن بن مهدي، وابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والنسائي، والدارقطني وغيرهم. انظر الضعفاء للعقيلي (2/45) ، والكامل لابن عدي (3/105-106) ، والمجروحين لابن حبان (1/294) ، واللسان (2/428) . (¬3) إسناده ضعيف، فيه: - الدجين بن ثابت، اتفق على ضعفه. - سفيان بن وكيع أدخل عليه وراقه ما ليس من حديثه. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/106) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/330) من طريق سفيان بن وكيع به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/45) ، وابن عدي في "الكامل" (3/106) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/294) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (ص35) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/107) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الدجين به. وأخرجه أحمد (1/46-47) عن أبي سعيد، عن دجين به. قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث رواه حفص بن عمر الحوضي، قال: حدثنا أبو الغصن الدجين بن ثابت فذكر الحديث، قال أبو زرعة: كان الدجين يحدث عن مولى لعمر بن عبد العزيز، فلقن أسلم مولى عمر فتلقَّن، ثم لقّن عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فتلقَّن. العلل (2/327) . قلت: وللحديث طريق آخر عن عمر، أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي" (ص36) عن محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، عن أحمد بن يحيى الأحول، عن ابن إدريس، عن أشعث بن سوّار، عن الشعبي، عن قرظة، عن عمر به مثله. وهذا إسناد ضعيف من أجل أشعث بن سوار الكندي، وهو ضعيف. التقريب (113/ت524) . وأخرجه الطبراني أيضًا في الموضع السابق عن أحمد بن داود المكي، عن قيس بن حفص الدارمي، عن خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ يحيى بن عبيد الله التيمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: ((مر بي عمر وأنا أحدث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: انظر ما تحدث يا أبا هريرة، أما كنت معنا في بيت فلان؟ قلت: بلى، قال: فسمعت ما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، قال: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النار، قال: نعم، سمعته، قال: فأنت أعلم بما تحدث)) . هذا إسناد ضعيف جداًّ، فإن يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب التيمي، متروك، ورماه الحاكم بالوضع، وأبوه قال عنه الحافظ: مقبول. التقريب (594/ت7599) ، و (372/ت4311) . وللحديث طرق كثيرة عن جمع غفير من الصحابة، انظر الرواية رقم (305) .

309 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّريّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشُّجاعيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا قُتيبة بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعيّ (¬2) ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ((كانَ ¬

(¬1) أبو علي البلخي، نزيل بغداد، ابن أخي الحافظ الحسن بن شجاع، ضعفه الدارقطني والبرقاني جدًّا، وكذّبه مطيّن. وقال أحمد بن علي الخزّاز: سمعت ابن زيدان، وذكر له أن ابن سعيد يتكلم في الحسن ابن الطيب، فقال ابن زيدان: "ما للبلخي، كتبت عنه قمطراً"، قال ابن سفيان - هو محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ: "وأحسبه قال: ثقة". وقال علي بن عمر بن محمد الحربي: "وجدت في كتاب أخي بخطه: مات الحسن بن الطيب البلخي لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة يوم الثلاثاء ... وكان به ضعف البصر في عينيه جميعاً، وكان في أذنه ثقل وكان يسمع ما يقرأ عليه، وإذا أملى لقّنوه، وكان جيّد الحفظ لحديثه". قلت: والظاهر أن الضعف إنما طرأ عليه في آخر أمره، وعليه يحمل قول من ضعّفه، قال الإسماعيلي: "نحن سمعنا منه قديماً، وكان إذ ذاك مستوراً وكتبه صحاحاً، وإنما أفسد أمره بأخرة، وقال أيضاً: "لما سمعنا منه كان حاله صالحاً". تاريخ بغداد (7/333-335) ، والمغني (1/161) ، والميزان (1/501) ، وسير أعلام النبلاء (14/260) ، ولسان الميزان (2/215-216) . (¬2) أبو سليمان البصري، وثقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن سعد: "فيه ضعف". وقال البخاري: "يخالف في بعض حديثه"، وقال الحافظ: "صدوق زاهد، لكنه كان يتشيع، من الثامنة، مات سنة ثمان وسبعين". تاريخ ابن معين (2/86) ، والطبقات لابن سعد (7/288، 353) ، والجرح والتعديل (2/481) ، والميزان (1/408) ، والتهذيب (2/95) ، والتقريب (140/ت942) .

رسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لا يَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ)) (¬1) . 310 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن صالح الأَبْهريّ المالكيّ، حدثنا محمد ابن الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ (¬2) ، حدثنا يزيد ابن كَيْسَانَ (¬3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (¬4) ، عَنْ ¬

(¬1) حديث غريب، وإسناده ضعيف، فيه الحسن بن الطيب البلخي، وقد سبق ما فيه، ولكن تابعه جماعة عن قتيبة. أخرجه الترمذي (4/580) كتاب الزهد، باب ما جاء في معيشة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهله، وفي "الشمائل" (ص293) عن قتيبة به، قال الترمذي: "هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن جعفر بن سليمان، عن ثابت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلاً". وأخرجه ابن حبان (14/270، 291) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/171) ، و (3/175) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/97) ، والضياء في "المختارة" (4/424) من طرق عن قتيبة به. قلت: وقد ثبت أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ادّخر من الفيء لنسائه نفقة سنة، فالجمع بينه وبين هذا الحديث ما قاله ابن دقيق العيد: أن يحمل حديث ((لا يدّخر شيئًا لغد)) على الادخار لنفسه، وحديث ((ويحبس لأهله قوت سنتهم)) على الادخار لغيره، ولو كان له في ذلك مشاركة لكن المعنى أنهم المقصود بالادخار دونه حتى لو لم يوجدوا لم يدّخر. انظر فتح الباري (9/503) ، وتحفة الأحوذي (7/22) . (¬2) اسمه سليمان بن حيان الأزدي، صدوق يخطئ، مات سنة تسعين ومائة، أو قبلها. التقريب (250/ت2547) . (¬3) اليشكري، أبو إسماعيل أو أبو مُنَين ـ بنونين مصغّر ـ، الكوفي، صدوق يخطئ. التقريب (604/ت7767) . (¬4) هو سلمان الأشجعي.

أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لقِّنُوا مَوْتاكُم لاَ إلهَ إلاَّ الله)) (¬1) . 311 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الخَلاَّل (¬2) ، حدثنا أحمد ابن مُحَمَّدٍ التَّمّار (¬3) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُوسَى العَبْسيّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬4) ، عَنْ سَالِمٍ (¬5) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ((خرَجْنا مَعَ رسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علَيه وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، وكانَ إذَا أَرَادَ أنْ يَقْضِيَ حاجَتَه أَبْعَدَ، قالَ: فقالَ لِي: يَا جابِرُ، أَمَعَكَ ماءٌ؟ قُلتُ: نَعَم، قالَ: أَلاَ تَرَى الشَّجَرَتَيْنِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَامْضِ إلَيهِمَا فَقُلْ لَهُما: إِنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يُرِيد أنْ يَقْضِيَ ¬

(¬1) في إسناده مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ، ولم أجد ترجمته، والحديث صحيح أخرجه مسلم (2/631) كتاب الجنائز، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله، عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعمرو الناقد، عن أبي خالد الأحمر به. (¬2) أبو محمد، يعرف بابن الشَّيْلماني. قال الخطيب: سألت العتيقي عن الخلال فقال: كان ثقة صحيح الأصول، يسكن سوق العطش. تاريخ بغداد (9/441) . (¬3) أبو الحسن المقرئ، ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين. قال الخطيب: "كان غير ثقة، روى أحاديث باطلة، ذاكرت أبا القاسم الأزهري حال هذا الشيخ وقلت: أراه ضعيفًا؛ لأن في حديثه مناكير، فقال: نعم، هو مثل أبي سعيد العدوي". قلت: وأبو سعيد العدوي هذا قال عنه الذهبي: "وضّاع"، وقال ابن طاهر: "كان غير ثقة". تاريخ بغداد (5/52) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/87) ، ولسان الميزان (1/274) ، والكشف الحثيث (ص57) . (¬4) هو ابن المعتمر. (¬5) هو ابن أبي الجعد.

خَلْفَكُما حَاجَةً فَاجْتَمِعَا، وَكَانَ بينَهُما أربعةُ أَذْرُعٍ فَاجْتَمَعا، فَقَضَى حاجتَه، ثُمَّ مَضَيَا وكأَنَّ الطَّيْرَ عَلَى رُؤُوسِنا، فَإِذَا نحنُ بِامْرأةٍ ومَعَها صَبِيُّ لَهَا [ل/66ب] فَقالَتْ: يَا رسُولَ اللَّهِ، عَلَيْكَ السَّلامُ، إنَّ هَذَا الصَّبيَّ يَلْعَبُ بِهِ الشَّيطانُ فِي اليومِ مِراراً، قَالَ: أَدْنِيه، فأدنَتْه فقالَ: اخْرُجْ يَا مارِدُ، يَا مَلْعُونُ، أَنَا رسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ مَضَيْنَا وقَضَيْنا سَفَرَنا، فلمَّا رجعْنا فإذَا نحنُ بالمَرْأَةِ وبينَ يَدَيْها كبشَيْنِ (¬1) تَسُوقُهما فقالَتْ: واللهِ يَا رسُولَ اللَّهِ، مَا عادَ إِلَيْهِ أَلْبَتَّةَ فَاقْبَل هَديَّتِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا مِنْهَا وَاحِدًا ورُدّوا عَلَيْها وَاحِداً)) (¬2) . 312 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عِزّة العَطّار (¬3) ، حدثنا علي ابن طَيْفُورِ بْنِ غَالِبٍ النَّسَويّ (¬4) ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة (¬5) ، عن موسى ابن ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، ومعناه: "فإذا نحن بالمرأة وبكبشين بين يديها". (¬2) إسناده ضعيف جدًّا، من أجل أحمد بن محمد التمار، وبقية رجاله ثقات. والحديث ثابت من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْعَبْسِيُّ. أخرجه ابن أبي شيبة (6/321) ، وعبد بن حميد (ص320) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/223-224) عن عبيد الله العبسي به مختصراً دون ذكر قصة الشجرتين. (¬3) أبو الحسن، يعرف بالمركيان، وثقه الخطيب، ومات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة في يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجة. تاريخ بغداد (11/341) . (¬4) أبو الحسن البغدادي، وثقه الخطيب، مات سنة ثلاثمائة لعشر بقين من صفر. تاريخ بغداد (11/442) . (¬5) هو عبد الله بن لَهِيعة ـ بفتح اللام وكسر الهاء ـ ابن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن المصري، القاضي، اختلف فيه اختلافًا شديداً أجمله الحافظ فقال: صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون، مات سنة أربع وسبعين، وقد ناف على الثمانين. التقريب (319/ت3563) .

وَرْدان (¬1) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري قَالَ: ((كُنَّا مَعَ رسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلَّم عِنْدَ المِنْبَر إِذْ جَاءَه أعرابيٌّ فَجَلَسَ فِي آخِرِ النّاسِ، فقالَ لَهُ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: أَرَكَعْتَ رَكْعَتَينِ؟ قالَ: لا، فَأَمَرَه رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علَيْه وَسَلَّمَ أَنْ يَرْكَعَ رَكْعَتَينِ)) (¬2) . ¬

(¬1) هو موسى بن وردان العامري مولاهم، أبو عمر المصري، مدني الأصل، مات سنة سبع عشرة ومائة. وثقه العجلي وأبو داود. وقال أحمد: "لا أعلم إلا خيراً"، وقال مرة: "شيخ قديم". وقال أبو حاتم: "ليس به بأس"، وقال أيضاً: "ليس بالمتين يكتب حديثه". وقال الدارقطني: "ليس به بأس". وأما ابن معين فعنه ثلاث روايات: قال مرة: "ضعيف"، ومرة قال: "ليس بالقوي"، ومرة قال: "صالح". وقال ابن حبان: "كان ممن فحش خطؤه، حتى كان يروي عن المشاهير الأشياء المناكير". والظاهر من خلال كلام الأئمة أن الرجل صدوق ربما أخطأ كما قال الحافظ ابن حجر. تاريخ ابن معين (4/440 ـ الدوري ـ) ، والعلل لأحمد (2/481) ، وسؤالات أبي داود (1/66) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/305) ، والجرح والتعديل (8/165) ، والمجروحين (2/239) ، والكامل لابن عدي (6/347) ، وسؤالات البرقاني (ص66) ، وتاريخ أسماء الثقات (ص223) ، وتهذيب الكمال (29/163-167) ، والتهذيب (10/335) ، واللسان (7/405) ، والتقريب (554/ت7023) . (¬2) إسناده حسن، وأما ابن لهيعة فلا يضر هاهنا؛ لأنه من رواية قتيبة عنه، فقد قال قتيبة: "قال لي أحمد بن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح، فقلت: لأنا كنا نكتب من كتاب ابن وهب، ثم نسمعه من ابن لهيعة". سير أعلام النبلاء (8/17) . أخرجه أحمد (3/70) عن حسن بن موسى الأشيب، عن ابن لهيعة به. وله طريق آخر عن أبي سعيد أخرجه أبو داود (رقم 1675) ، والترمذي (رقم511) ، والنسائي (3/106-107) ، وابن ماجه (رقم1113) ، والدارمي (1/364) ، وابن خزيمة (رقم1799) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد (3/25) ، والنسائي (5/63) ، وأبو يعلى (رقم994) ، وابن حبان (رقم2503، 2505) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/181) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/266) من طريق يحيى بن أيوب كلهم عن محمد بن عجلان، عن عياض، عن أبي سعيد نحوه مطوّلاً ومختصراً. وإسناده حسن، فيه محمد بن عجلان، قال عنه الحافظ: صدوق، اختلط عليه حديث أبي هريرة. التقريب (496/ت6136) . وعياض هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثقة. وله شواهد عن جابر، وأبي هريرة، وأبي قتادة. أما حديث جابر فأخرجه البخاري (رقم930، و931) ، ومسلم (رقم875) ، وفيه أن الرجل الذي أمره النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصلاة ركعتين هو سُلَيك الغَطَفاني. وحديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (رقم1116) ، وابن ماجه (1114) ، وابن حبان (رقم2500) ، وفيه أيضا تسمية الرجل بسُلَيك الغَطَفاني. وحديث أبي قتادة أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (444) ، وَمُسْلِمٌ (714) .

313 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خَلَف (¬1) ، حدثني أبو محمد التميمي، حدثني عثمان بن محمد، عن الربيع بن نافع (¬2) قال: ((كُنَّا نَجْلِس إلى الأَعْمَش فَيَقُولُ: في السَّماءِ غَيْم ـ يعني هاهُنا مَنْ يُكْرَهُ (¬3) ـ)) (¬4) . ¬

(¬1) هو ابن المرزبان. (¬2) لعله أبو توبة الحلبي الطرسوسي، وإن كانه فالإسناد منقطع؛ لأن أبا توبة ولد في حدود سنة خمسين ومائة، وتوفي الأعمش قبلها بسنتين أو ثلاث، ولكنه قد صرح هنا باللقاء، فيحتمل أن يكون غير أبي توبة، أو أن في الإسناد سقوط راوٍ، ولكن هكذا وجدت الإسناد عند ابن المرزبان في "ذم الثقلاء"، ويحتمل أيضا أن يعني بقوله كنا نجلس إلى الأعمش قومه والله أعلم. (¬3) في "ذم الثقلاء": من نكره، والمعنى واحد. (¬4) في إسناده أبو محمد التميمي لم أجد ترجمته، وكذا عثمان بن محمد ويحتمل أن يكون عثمان بن أبي عثمان، والأثر أخرجه ابن المرزبان في "ذم الثقلاء" (ص99) عن أبي محمد التميمي به مِثْلَهُ.

314 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس، حدثنا محمد بن خلف، حدثنا أبو محمد البلخي (¬1) قال: سمعت محمد بن حُميد الرازي يقول: سمعت جريرا (¬2) يقول: ((دَخَل قَومٌ علَى الأَعْمَش، قال: فَجَاءَهُم بِأَرغِفَةٍ، وكانَتْ عِنْدَه [ل/67أ] قَدِيْدَةٌ فكَوَّرَها في قَصْعَةٍ، فقالَ: كُلُوا، فَأَكَلُوا، فَجَعَلُوا يَنْتظِرُونَ شيئا آخَرَ، فقامَ فَجَاءَهُم بِحَبْلِ قَتٍّ وقالَ: أمَّا طَعَامُ النَّاسِ فَقَدْ أَطْعَمْتُكُم، فإِنْ أردْتُمْ طَعَامَ البَهَائِمِ فكُلُوا)) (¬3) . 315 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن العباس يقول: سمعت ابن مِهْيار (¬4) يقول: سمعت الحسن بن عَلِيل (¬5) يقول: سمعت أبا كُريب محمد بن العلاء يقول: سمعت أبا معاوية الضرير يقول: ((أنا بهذه البَلْدة ـ يعني الكُوفة ـ قد بلغتُ ثمانين سَنَةً وجُزْتُها، أدركتُ ¬

(¬1) هو عبد الله بن أبي سعد الذي تقدمت ترجمته في الرواية رقم (82) كما أفاده الخطيب في "موضح الأوهام" (2/226-227) . (¬2) هو ابن عبد الحميد الضبي. (¬3) في إسناده محمد بن حميد الرازي، وقد تقدم أنه حافظ ضعيف، والأثر لم أجده عند غير المصنف. (¬4) هو أبو أحمد الصيرفي الذي تقدمت ترجمته في الرواية رقم (169) . (¬5) هو الحسن بن عليل بن الحسين بن علي بن حبيش، أبو علي العنزي، واسم أبيه علي، ولقبه عليل، وهو الغالب عليه، وكان صاحب أدب وأخبار، وكان صدوقاً، مات سنة تسعين ومائتين. تاريخ بغداد (7/397) .

مَشَايِخَنا؛ الأَعْمَشَ وغيرَه يَشْرَبُونَ النَّبِيذَ في مَسَاجِدِهِمْ ومَجَالِسِهِم لا يَتَحَاشَوْن عَنْهُ)) (¬1) . 316 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: سمعت ابن مِهْيار يقول: سمعت الحسن بن عَليل يقول: سمعت أبا هشام الرِّفاعيّ يقول: سمعت حفص بن غِياث يقول: ((رأيتُ سُفيانَ الثَّوْريّ يَشْرَبُ النَّبِيذَ حتَّى يُحَمِّرَ وَجْنَتَيْه)) (¬2) ¬

(¬1) إسناده حسن، ولم أجد الخبر عند غير المصنف. (¬2) إسناده ضعيف، فيه أبو هشام الرفاعي، وهو ضعيف. أورد القرطبي في "تفسيره" (10/130) عن شريك بن عبد الله أنه قال: "رأيت الثوري يشرب النبيذ في بيت حبر أهل زمانه مالك بن مغول". وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/32) من طريق جعفر بن أحمد بن عاصم، عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت حفص بن غياث يقول: قال سفيان: "من لم يشرب النبيذ ولم يأكل الجدي ولم يمسح على الخفين فاتهموه على دينكم". أخرج أحمد (2/520) ، وفي "العلل" (2/351) عن يحيى، عن إبراهيم بن سعد قال: "أشهد على سفيان أني سألته أو أنه سئل عن النبيذ فقال: كل تمراً أو اشرب ماءً يصير في بطنك نبيذاً". وأخرج ابن عدي في "أسامي من روى عنهم البخاري" (ص185) عن أبي يعلى الموصلي قال: "لم يكن بالكوفة أحد ـ يعني من المحدثين ـ إلا يشرب النبيذ". وأخرج ابن عدي أيضاً في "الكامل" (4/10 ـ ترجمة شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ـ) عَنْ الساجي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حكيم قال: قال رجل لشريك: رأيت الثوري يشرب النبيذ؟ قال: رأيت أباه يشرب النبيذ". قلت: هذه الآثار التي تبين أن الثوري كان يشرب النبيذ، أو يستحله محمول على ما في أول أمره ثم تركه في آخره، أو أنه محمول على ما لا يسكر. أما الأول فلما رواه أحمد في "مسنده" (2/520) ، وفي "العلل" (1/294) ، و (2/351) ومن طريق أحمد علي ابن الجعد في "مسنده" (ص281) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/5-6) عن شعيب بن حرب أنه قال: قال مالك ابن أنس: "لم يأخذ أوّلُونا عن أوَّلِيكم، قد كان علقمة والأسود ومسروق يمرون فلا يأخذ عنهم أحدٌ منا، فكذلك آخرونا لا يأخذون عن آخريكم، قال: ثم ذكر سفيان ـ يعني الثوري ـ فقال: أما إنه قد فارقني على ألا يشرب النبيذ". هذا لفظ أحمد في الموضع الثاني، وفي بقية المواضع مختصر. ولما رواه علي بن الجعد في الموضع السابق عن ابن أبي رزمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن المبارك، عن عمار بن يوسف ـ وأثنى عليه خيراً ـ "أن سفيان الثوري كان ينزل عليه فيشرب عنده الدواء، ويشرب النبيذ، فلما كان بأخرة أتي بنبيذ فأبى أن يشربه". وأما الثاني فلما رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/32) عن إبراهيم بن عبد الله، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمد ابن حسان، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: سئل سفيان الثوري عن نبيذ السقاية، قال: "إن كان يسكر فلا تشربوه".

317 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الحسن بن مِقسَم المُقْرِئ يقول: سمعت أحمد ابن عبد الله بن سيف السِّجستانيّ يقول: سمعت المُزَنيّ يقول: ((لاَ يَسْأَلُ بَذْلاً حاجة إلاَّ مَنْ هُوَ أَبْذَلُ مِنْه)) (¬1) . 318 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الحسن بن مِقسَم يقول: سمعت أبا بكر الخَلاَّل (¬2) يقول: سمعت المزني يقول: ((قالَ لِيَ الشَّافِعيُّ: يا مُزنيُّ، دخلتَ العِرَاقَ؟ قُلْتُ: أَيُّ العِرَاق؟ قال: بَغْدَاد، [ل/67ب] قلتُ: لاَ، قالَ: ما رَأَيْتَ بِعَيْنِكَ الدُنْيَا ولاَ رَأَيْتَ عُقَلاَءَ الرِّجَالِ)) (¬3) . ¬

(¬1) في إسناده ابن مِقسم المقرئ، وهو ضعيف، ولم أجد الخبر في المصادر التي راجعتها. (¬2) هو الإمام العلامة، الحافظ الفقيه، شيخ الحنابلة وعالمهم، أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي، كان مولده سنة أربع وثلاثين ومائتين أو التي قبلها، ومات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وله سبع وسبعون سنة. تاريخ بغداد (5/112-113) ، وطبقات الحنابلة (2/12-15) ، وسير أعلام النبلاء (14/297-298) . (¬3) غريب عن المزني، تفرد به ابن مقسم، ولم أجده عنه عند غير المصنف. أخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/140) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/3) ، و (1/45) عن يونس بن عبد الأعلى نحوه.

319 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الحسن بن مِقْسَم يقول: سمعت أبا بكر الخَلاّل يقول: سمعت المُزَنيّ يقول: سمعت الشافعي يقول: ((لا يكُونُ الصُّوفيُّ صُوفِيًّا (¬1) حتَّى يَكُونَ أكُولاً نَؤُومًا (¬2) كثيرَ الفُضول)) (¬3) . 320 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا سعد الإسماعيلي الجُرْجانيّ (¬4) يقول: ((قِيْلَ لِبَعْضِ الصُّوفِيّة: أَيُّ آيةٍ أحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ القرآنِ؟ قالَ: قولُه تَعَالى: {أُكُلُهَا دَائِمٌ} (¬5)) ) (¬6) . 321 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بن عَلاّن الورَّاق (¬7) ، حدثنا ¬

(¬1) في المخطوط "صوفيّ"، والصواب ما أثبت. (¬2) في المخطوط "أكول نؤوم" بالرفع، والصواب ما أثبت. (¬3) رجاله ثقات سوى ابن مقسم المقرئ، ولم أجد الأثر عند غير المصنف. (¬4) هو إسماعيل بن الإمام شيخ الإسلام أبي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إسماعيل بن العباس، الجرجاني، الشافعي، العلاّمة، شيخ الشافعية، صاحب التصانيف، ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. مات سنة ست وتسعين وثلاثمائة. تاريخ جرجان (ص106-109) ، وتبيين كذب المفتري (ص207-211) ، وسير أعلام النبلاء (17/87-88) . (¬5) جزء من الآية (35) من سورة الرعد. (¬6) إسناده صحيح، ولم أجد الأثر عند غير المصنف. (¬7) أبو جعفر الشروطي، يعرف بالطوابيقي. قال الخطيب: "كان شيخًا مستورًا من أهل القرآن ضابطاً للحروف ... وكتبت عنه وكان صدوقًا، ومات في ذي القعدة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة". تاريخ بغداد (2/15) .

أبو [علي] (¬1) عيسى الطُّوْماريّ (¬2) ، حدثنا الحسين بن فَهْم (¬3) ، حدثني عمر قال: ((كنتُ مع المُعْتَصِم في بعضِ الْغَزَوَات، قالَ: فَنَزَلْنا عَلَى حِصْنٍ، فَحَاصَرْناهُم وقَاتَلْنَاهُم، فَلَحِقَ أميرَ المؤمِنِين صُدَاعٌ، فأَمَرَنا بِالكَفِّ عَنِ القِتَالِ، فاطَّلَعَ إلينا بِطْرِيْقٌ مِنَ الْحِصْنِ فقالَ: لِمَ كَفَفْتم عَنِ الْقِتالِ؟ قُلنَا: لَحِقَ أميرَ المؤمِنِينَ صُداعٌ، فَمَضَى، وَرَجَعَ وَأَلْقَى إلينا قَلَنْسُوةً فقالَ: يَلْبَس أميرُ المؤمِنِينَ هذه؛ فَإنَّه يَهْدَأُ عنه الصُّداعُ، فَلَبِسَ أميرُ المؤمِنِين القَلَنْسُوةَ، فَهَدَأَ عنهُ الصُّداعُ، فقالَ: افتِقُوا هذِهِ القَلَنْسُوةَ فَانْظُروا ما فِيها، فَوَجَدُوا فِيها وَرَقاً فِيهِ مَكْتُوبٌ: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ، سُبْحانَ مَنْ لاَ يَنْسَى مَنْ نَسِيَه، ولاَ يَنْسَى ¬

(¬1) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، وأثبته من تاريخ بغداد. (¬2) هو عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، أبو علي المعروف بالطوماري. قال الخطيب: حدثني الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات قال: أبو علي الطوماري من ولد عبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج، وشهر بصحبة أبي الفضل بن طومار الهاشمي، وكان يذكر أن عنده تاريخ ابن أبي خيثمة، وكتب أبي عبيد عن علي بن عبد العزيز، وكتب ابن أبي الدنيا، وغير ذلك عن ثعلب، والمبرد، إلا أنه لم يظهر له أصول، وكان يحدث بتخريجات ما جرى مجرى الحكايات والمذاكرات، ولم يكن بذاك، وخلّط في آخر أمره في أشياء حدث بها من كتب جاؤوه بها لم يكن له بها أصول، منها: الكامل عن المبرد، والمبتدأ عن ابن البراء عن عبد المنعم وغير ذلك". مات في المحرم سنة ستين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (11/176) . (¬3) هو الحافظ العلامة، النسّابة، الأخباري، أبو علي الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز البغدادي. قال الدارقطني: "ليس بالقوي"، مات سنة تسع وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد (8/92-93) ، وسير أعلام النبلاء (13/427-428) .

مَنْ ذَكَرَه، كَمْ نعمةٍ لله عَلَى [ل/68أ] عبدٍ شاكِرٍ وغَيْرِ شاكِرٍ فِي عِرْقٍ سَاكِنٍ وغيرِ سَاكِنٍ، حم عسق)) (¬1) . 322 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا سَعْد الإسماعِيليّ يقول: ((قالَ بعضُ الصُّوفيَّة: اللهُ لَمْ يُكَلِّفْنا مِنَ الأَعْمَالِ إلاَّ الْمَشْيَ والأكلَ، فقالَ تَبَارَك وتَعَالَى: {فَامْشُوْا فِيْ مَنَاكِبِهَا وَكُلُوْا مِنْ رِزْقِهِ} (¬2)) ) (¬3) . 323 - أنشدنا أحمد، أنشدنا ابن حيويه، أنشدنا العَكِّيّ (¬4) ، أنشدني ابنُ المُعْتَزّ لنفسِه: هُوَ الدَّهْرُ قَدْ جَرَّبْتُه وَعَرَفْتُهُ فَصَبْراً عَلَى أَهْوَالِهِ وَتَجَلُّدَا وَمَا النَّاسُ إلاَّ سَابِقٌ ثُمَّ لاَحِقٌ وَآبِقُ مَوْتٍ سَوْفَ يَأْخُذُهُ غَدَا (¬5) 324 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَويّ ـ قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ ـ، ¬

(¬1) إسناده ضعيف، ولم أجده عند غير المصنف، وعمر الذي روى القصة، لم يتبين لي من هو، وفي متنه أيضاً نكارة إذ لا ينبغي إخبار العدو بما أصاب أمير المجاهدين من مرض وغيره، وعلى كل حال فالقصة لم تثبت. (¬2) الآية (15) من سورة الملك. (¬3) إسناده صحيح، ولم أجده عند غير المصنف. (¬4) هكذا في المخطوط ولم أجد ترجمته. (¬5) البيتان في ديوان ابن المعتز (ص188) وفيه "فصبراً على مكروهه" مكان "فصبراً على أهواله"، وفيه أيضاً: "ثم يأخذه غداً" مكان "سوف يأخذه غدا".

حَدَّثَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ ((أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وَسَلَّمَ كانَ إذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنكِبَيْه [وَإِذَا رَكَعَ] (¬1) ، وَإذَا رَفَعَ رأسَه مِنَ الرُّكوعِ رَفَعَهُما كذلِك وقالَ: سمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، وَكانَ لا يَفعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ)) . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّلاةِ عَنِ القَعْنَبِيّ، عَنْ مَالِكٍ (¬2) . 325 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، [ل/68ب] حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((المُسْلِم أخُو المُسْلِمِ، لا يَظلِمُه وَلا يَشْتُمُه، وَمَنْ كانَ فِي حاجَةِ أَخِيْهِ كانَ اللَّهُ فِيْ حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبةً مِنْ كُرَب يومِ القِيامةِ، ومَنْ سَتَرَ مُسلِماً سَتَرَه اللَّهُ يومَ القِيامَةِ)) . ¬

(¬1) هذه الجملة ساقطة من المخطوط، استدركتها من صحيح البخاري. (¬2) صحيح البخاري (1/257/ح702) كتاب الصلاة، باب رفع اليدين إذا كبر وإذا رفع، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي. وأخرجه (1/258/ح703) كتاب الصلاة، باب رفع اليدين إذا كبر وإذا رفع، عن محمد بن مقاتل، ومسلم (1/292/ح390) كتاب الصلاة، باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُهْزَاذَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سليمان، كلاهما - محمد ابن مقاتل وسلمة - عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عن الزهري، وسيورد المصنف هذا الطريق برقم (347) .

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، وَمُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬1) . 326 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جَدِّي، ح: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْحَسَنِ السُّكونيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى بالمَوْصِل قَالا: حَدَّثَنَا هُدبة بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ (¬2) ، عَنْ قَتَادَةَ (¬3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ((أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم زَجَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِماً)) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ هدبة (¬4) ¬

(¬1) صحيح البخاري (2/862) كتاب المظالم، باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، وفي (6/2550) كتاب الأيمان، باب يمين الرجل لصاحبه إنه أخوه إذا خاف عليه القتل، وصحيح مسلم (4/1996) كتاب المظالم، باب في تحريم الظلم، وفيه "ولا يُسلِمه". والحديث أخرجه الحسن بن سفيان النسوي في "كتاب الأربعين" (48) ، ومن طريقه ابن حبان (2/291) بهذا الإسناد واللفظ، وزاد ابن حبان "ولا يسلمه". (¬2) هو ابن يحيى العوذي. (¬3) ابن دعامة السدوسي. (¬4) صحيح مسلم (3/1600) كتاب الأشربة، باب كراهية الشرب قائماً. والحديث عند أبي يعلى في "مسنده" (2/275) ، و (5/249) عن هدبة بن خالد به مثله. وقد ورد عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كان يشرب قائماً، فسلك العلماء في تأويل هذا الحديث إلى مسالك عدة: - المسلك الأول: الترجيح، وأن أحاديث الجواز أثبت من أحاديث النهي. - المسلك الثاني: دعوى النسخ، وإليها جنح الأثرم وابن شاهين، فقرّرا أن أحاديث النهي على تقدير ثبوتها منسوخة بأحاديث الجواز بقرينة عمل الخلفاء الراشدين ومعظم الصحابة والتابعين بالجواز، وقد عكس ذلك ابن حزم. - المسلك الثالث: الجمع بين الخبرين بضرب من التأويل، وهو أن المراد بالقيام هنا المشي، يقال: قام في الأمر، إذا مشى فيه. - المسلك الرابع: الجمع بين الخبرين بحمل أحاديث النهي على كراهة التنزيه، وأحاديث الجواز على بيانه. قال الحافظ ابن حجر: "وهذا أحسن المسالك وأسلمها، وأبعدها من الاعتراض". انظر فتح الباري (10/84) ، والمحلى (7/519-520) ، والناسخ والمنسوخ لابن شاهين (ص433 ـ مكتبة المنار) ، والإحكام لابن حزم (2/168 ـ دار الحديث ـ) .

327 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسَيْن بْنُ محمد بن عُبيد العَسْكَريّ، حدثنا محمد ابن مُحَمَّدٍ الباغَنْديّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَص سَلاّم بْنُ سُلَيم، [عَنْ مَنْصُورٍ] (¬1) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ((نَهَى رسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ إذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فَلا يَتَناجَى رَجُلاَنِ دُوْنَ الآخَرِ حتَّى يَخْتلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحزِنَهُ)) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَهَنَّادٌ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ (¬2) . 328 - أخبرنا أحمد، حدثنا [ل/69أ] الحُسَين بْنُ مُحَمَّدٍ (¬3) ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُميد قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬4) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ¬

(¬1) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، وهو مثبت في جميع مصادر التخريج، كما في المصنف لابن أبي شيبة (5/232) . (¬2) مسلم (4/1718) كتاب السلام، باب تحريم المناجاة الاثنين دون الثالث بغير رضاه. وأخرجه البخاري (5/2319) كتاب الاستئذان، باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارّة والمناجاة عن عثمان ابن أبي شيبة، عن جرير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ به. قلت: هذا الحديث تفرد به الشيخان عن أصحاب الكتب الستة. (¬3) هو العسكري. (¬4) هو ابن المعتمر.

((لَمَّا كانَ يومُ حُنَيْنٍ آثَرَ رسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ نَاساً فِي الغَنِيْمَة، فأعطَى ألأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِل، وعُيَيْنةَ بْنَ حِصْنٍ مِثلَ ذلِكَ، وأعْطَى نَاساً مِنْ أَشْرَافِ العَرَب وآثَرَهُم يَوْمَئِذٍ فِي الغَنِيْمةِ (¬1) فقالَ رَجُلٌ (¬2) : واللهِ، مَا عُدِلَ فِيها ومَا أُرِيْدَ بِهَا وجهُ اللَّهِ تَعَالى، قالَ: فقُلْتُ: واللهِ، لأُخْبِرَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فأَتَيْتُه فأَخْبَرْتُه بِمَا قالَ الرَّجُل، فتغيَّرَ وجهُه حتَّى صارَ كالصِّرْف (¬3) وقالَ: فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللهُ ورسولُه؟! ثُمَّ قَالَ: رحِم اللَّهُ مُوسَى، لَقَدْ أُوْذِي بأكثرَ مِنْ هَذاَ فَصَبَرَ، قَالَ: فقُلْتُ: لا جَرَمَ، لا أرفَعُ إِلَيْهِ بعدَه حَدِيثاً)) . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬4) فِي كِتَابِ الْخُمُسِ عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬5) فِي الزَّكَاةِ عَنْ عُثْمَانَ. 329 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفَّر الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

(¬1) في البخاري ومسلم "القسمة". (¬2) هو متعب بن قُشَير، من بني عمرو بن عوف، وكان من المنافقين. انظر فتح الباري (8/56) . (¬3) هو صبغ أحمر يصبغ به الجلود، قال ابن دريد: وقد يسمى الدم أيضاً صرفاً. المصدر السابق. (¬4) صحيح البخاري (4/60) كتاب فرض الخمس، باب ما كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، وأخرجه البخاري أيضاً (5/106) كتاب المغازي، باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان عن قتيبة، عن جرير به مختصراً. (¬5) فِي صحيحه (2/739) كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبير من قوي إيمانه عن زهير ابن حرب وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير به. هذا الحديث تفرد به الشيخان عن سائر أصحاب الكتب الستة.

صَالِحِ بْنِ ذَرِيح العُكْبَريّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْريّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أنس، عن سُهَيل ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ((أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تُفْتَح أبوابُ الْجَنَّةِ يومَ الإثْنَيْنِ ويومَ الخَمِيس فَيُغْفَرُ [ل/69ب] لِكُلِّ عبدٍ لا يُشرِك بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلا (¬1) كانتْ بينَه وبينَ أخِيْه شَحْناءُ، فيُقالُ: أَنْظِرُوا هذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحَا (¬2)) ) (¬3) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬4) . 330 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ المَصِّيْصيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن سُفْيَانَ الصَفَّار بالمَصّيصة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ المَصِّيْصيّ، حدثنا محمد ابن السَّمَّاك (¬5) ، عن الأجلح (¬6) ¬

(¬1) في المخطوط "رجل"، والمثبت من صحيح مسلم. (¬2) هذه الجملة مكرّرة في صحيح مسلم ثلاث مرات. (¬3) إسناده صحيح، أخرجه مالك في "الموطأ" (2/908- برواية الليثي -) . (¬4) صحيح مسلم (4/1987) كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن الشحناء والتهاجر. (¬5) هو محمد بن صبيح بن السماك، أبو العباس المذكّر. قال ابن نمير: "ليس حديثه بشيء"، كذا نقله عنه ابن أبي حاتم، ونقل الخطيب عنه أنه قال: "صدوق". وقال ابن حبان: "مستقيم الحديث، وكان يعظ الناس في مجالسه". وقال الحاكم عن الدارقطني: "لا بأس به". التاريخ الكبير (1/106) ، والجرح والتعديل (1/323) ، و (7/290) ، والثقات لابن حبان (9/32) ، والميزان (3/584) ، واللسان (5/204) . (¬6) هو يحيى بن عبد الله الكندي، أبو حُجَيّة، وقيل اسمه معاوية، والأجلح لقب، تكلم فيه الأئمة ووثقه بعضهم. قال ابن عدي: "له أحاديث صالحة، ويروي عنه الكوفيون وغيرهم، ولم أرَ له حديثاً منكراً مجاوزاً للحد، لا إسناداً ولا متناً إلا أنه يعدّ في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق". وقال ابن حجر: "صدوق شيعي، من السابعة، مات سنة خمس وأربعين". انظر تاريخ ابن معين (3/269) ، و (3/454) ، والعلل لأحمد (2/413) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/212) ، والضعفاء للعقيلي (1/122-123) ، والجرح والتعديل (9/163-164) ، والكامل لابن عدي (1/426-428) ، والمجروحين لابن حبان (1/175) ، وسؤالات البرقاني (ص40) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص262) ، وتهذيب الكمال (2/275-279) ، والتهذيب (1/165) ، والتقريب (122/ت285) .

، عن نافع، عن ابن عمر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَتَى الجُمُعة فَلْيَغْتَسِل)) (¬1) . غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّمَّاكِ الْوَاعِظِ، عَنِ الأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيِّ، وَالأَجْلَحُ لَقَبٌ، وَاسْمُهُ يَحْيَى، وَكُنْيَتُهُ أَبُو حُجَيَّة عَنْ نَافِعٍ، مَا كَتَبْنَاهُ إِلا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ. 331 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن محمد بن سَعِيدٍ الرَّزَّاز، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الفِيريابيّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: ((أنَّ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ كُفِنَ فِي ثلاثَةِ أَثْوَابٍ سُحُوليّة (¬2) ليسَ فِيْهَا قَمِيصٌ وَلا عِمامَةٌ)) . أَخْرَجَهُ ¬

(¬1) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/217) من طريق محمد بن آدم به. قال أبو نعيم: غريب من حديث محمد بن صبيح، لم نكتبه إلا من حديث ابن عمر. قلت: في إسناده الأجلح، وهو متكلم فيه، ولكنه توبع. أخرجه البخاري (1/299) كتاب الجمعة، باب فضل الغسل يوم الجمعة، وهل على الصبي شهود يوم الجمعة أو على النساء من طريق مالك، ومسلم (2/579) كتاب الجمعة من طريق الليث، كلاهما عن نافع به. وأخرجه البخاري (1/305) كتاب الجمعة، باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل؟ عن أبي اليمان، عن شعيب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ عبد الله بن عمر به. (¬2) السحولية: ثياب قطن تصنع باليمن، وقيل: السحولية: البيض. التمهيد (22/140) ، وشرح صحيح مسلم (7/8) ، ومعجم ما استعجم (3/727) .

الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ (¬1) . 332 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّارَكيّ، حَدَّثَنَا جَدِّي الحَسَن بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّارَكيّ، حَدَّثَنَا الحُسَين بْنُ حُرَيث، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الحُسَين ابن وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر، [ل/70أ] وَعَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: ((أطعمَنا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسلَّم يومَ خَيْبَرَ لُحُومَ الخَيْلِ، ونَهَانا عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ)) (¬2) . لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا إِلا أَبُو عَمّار الحُسين بْنُ حُريث، وَحَدَّثَ بِهِ عَنْ صَاعِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إِسْحَاقَ عَنْهُ (¬3) . 333 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسان النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا يوسف ابن يَعْقُوبَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المقدَّمي، ¬

(¬1) صحيح البخاري (1/428) كتاب الجنائز، باب الكفن ولا عمامة، وفيه: "ثلاثة أثواب بيض". وهو في الموطأ (1/223 ـ برواية الليثي ـ) ، و (1/399 ـ برواية أبي مصعب الزُّهْرِيِّ ـ) . (¬2) إسناده صحيح. أخرجه النسائي (7/229/ح4340) كتاب الصيد، باب الإذن في أكل لحوم الخيل، وفي "السنن الكبرى" (4/151/ح2508) عن الحسين بن حريث بهذا الإسناد وبهذا اللفظ. والحديث أخرجه البخاري (5/2101) كتاب الذبائح والصيد، باب لحوم الخيل عن مسدّد، وفي (5/2102) كتاب الذبائح والصيد، باب لحوم الحمر الإنسية، عن سليمان بن حرب، ومسلم (3/1541) كتاب الصيد والذبائح، باب في أكل لحوم الخيل عن يحيى بن يحيى، وأبي الربيع العتكي، وقتيبة كلهم عن حماد بن زيد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد بن علي، عن جابر به. (¬3) لم أقف على هذه الرواية.

حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْتشِر، عَنْ حُميد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَريّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أفضلُ الصِّيام بعدَ رمضانَ شهرُ اللَّهِ الذي يَدْعُونَه المحرّمَ)) (¬1) . ¬

(¬1) إسناده غريب؛ فإن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المقدَّمي تفرد برواية هذا الحديث عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمير، وروى غيره عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ به. وممن روى ذلك: - قتيبة بن سعيد، أخرج حديثه مسلم (2/821) كتاب الصيام، باب فضل صوم الْمُحَرَّمُ، وأبو داود (2/323) كتاب الصيام، باب في صوم المحرم، والنسائي (3/206) باب فضل صلاة الليل. - وعفان بن مسلم الصفار، أخرج حديثه أحمد (2/344) . - وأبو الوليد الطيالسي، أخرج حديثه عبد بن حميد (ص416) . - ومسدد، أخرج حديثه أبو داود (2/412) كتاب الصيام، باب في صوم المحرم. فهؤلاء رووا عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ به، وخالفهم مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، فروى عن أبي عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ به، ولكن تابعه يزيد بن عوف عند الدارمي (1/412) عن أبي عوانة به، غير أنه لم يذكر فيه الصيام. وقد تابع أبا عوانة على هذه الرواية عن عبد الملك بن عمير جريرُ بن عبد الحميد، وزائدة. أما حديث زائدة فأخرجه مسلم (2/821) كتاب الصيام، باب صوم المحرم عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، عن حسين بن علي، عنه به. وحديث جرير أخرجه مسلم في الموضع السابق عن زهير بن حرب، وابن خزيمة (2/176) عن يوسف بن موسى، ومحمد بن عيسى، كلهم عن جرير به. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1214) ، ومن طريقه النسائي (3/207) عن شعبة، عن أبي بشر، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مرسلاً. قلت: هذه الرواية المرسلة لا تعل بها الرواية الموصولة، قال الدارقطني ـ بعد أن ذكر هذا الاختلاف ـ: "ورفعه صحيح". انظر العلل (9/90) .

334 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّزَّاز، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الفِريابيّ، حدثنا هُدبة ابن خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيّ بْنِ كَعْبٍ: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ أمرَني أَنْ أَقرأَ عَلَيْكَ، قالَ: آللهُ سَمَّانِيْ لَكَ، قالَ: اللهُ سَمَّاكَ لِيْ، قالَ: فَجَعَلَ أُبيٌّ يَبْكِي)) . الْبُخَارِيُّ (¬1) فِي التَّفْسِيرِ عَنْ حَسَّانِ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ، وَمُسْلِمٌ (¬2) فِي الصَّلاةِ وَالْفَضَائِلِ عَنْ هُدْبَةَ كلاهما عن همام. 335 - أخبرنا حدثنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا هُدبة، حَدَّثَنَا هَمّام بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رسُولَ الله صلّى الله [ل/70ب] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ لا يَظْلِم ـ يَعْنِي المؤمنَ ـ حَسَنةً يُثابُ عَلَيْها الرِّزْقَ فِي الدُّنْيا ويُجْزَى بِهَا فِي الآخِرةِ، فأمَّا الكافِرُ فيُطْعَمُ بِحَسنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنةٌ يُعطَى بِهَا)) . الْبُخَارِيُّ فِي الأَشْرِبَةِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ¬

(¬1) صحيح البخاري (4/1896) كتاب فضائل القرآن، باب تفسير سورة لم يكن البيّنة. وفي (3/1385) كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب أبي بن كعب رضي الله عنه عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة، عن قتادة به. (¬2) صحيح مسلم (1/550) كتاب الصلاة، باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل ... إلخ، و (4/1915) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بن كعب وجماعة من الأنصار رضي الله تعالى عنهم. هذا الحديث تفرد به الشيخان عن سائر أصحاب الكتب الستة.

وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ هَمَّامٍ (¬1) . 336 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا الحُسَين بن محمد بْنِ عُبيد العَسْكَري فِي فَوَائِدِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الباغَندي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا عثمان ابن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَسُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بِئْسَما لأحدِهم أَنْ يَقُولَ نَسِيْتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا القُرآنَ، فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّياً (¬2) مِنْ صُدورِ الرِّجالِ مِنَ النَّعَم بعُقُلِه)) . الْبُخَارِيُّ عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬3) ، أَخْرَجَهُ (¬4) عَنْ أَبِي ¬

(¬1) في المخطوط رمز المصنف بحرف (خ) - يعني البخاري- في الأشربة، ولم أجده في المطبوع من صحيحه، وإنما رواه عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ هَمَّامٍ مسلمٌ في (4/2162) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة، وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا. ورواه البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص95) عن حفص بن عمر، عن همام به. والحديث أخرجه ابن حبان (2/101) عن الحسن بن سفيان به، وفيه "يُعْطَى بِهَا خَيْرًا". (¬2) أي تفلّتاً. (¬3) صحيح البخاري (3/347-348/ح5032) كتاب فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده. (¬4) أي البخاري وهو في صحيحه (3/349/ح5039) كتاب فضائل القرآن، باب نسيان القرآن مختصراً.

نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَمُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬1) . 337 - شبَّك بِأَيْدِينَا شَيْخُنَا الْحَافِظُ السِّلفي وَقَالَ شَيْخُنَا: شبَّك بِأَيْدِينَا أَبُو الحُسَين وَقَالَ: شبَّك بِيَدِي أَبُو الْحَسَنِ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَافِعُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى السَّرْوِيّ قَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ القَزْوِيْني [ل/71أ] قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الحَسَن بْنِ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشرود الصنعاني قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَبِي، قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَبِي، قَالَ: شبَّك بِيَدِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى قَالَ: شبَّك بِيَدِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: شبَّك بِيَدِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: شبَّك بِيَدِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: شَبَّكَ بِيَدِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((خَلَق اللَّهُ الأرضَ يومَ السَّبْتِ، والجِبَالَ يومَ الأَحَدِ، والشَّجَرَ يومَ الإِثْنَيْنِ، والمَكْرُوهَ يومَ الثُّلاثاءِ، والنُّوْرَ يومَ الأَرْبِعاءِ، وَالدَّوَابَّ يومَ الخَمِيْسِ، وآدمَ عليه السَّلامُ يومَ الجُمُعةِ)) (¬2) . ¬

(¬1) صحيح مسلم (1/544/ح228) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضائل القرآن وما يتعلق به. (¬2) تقدم برقم (296) .

338 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عمر بن حَيّويه يقول: سمعت أبا بكر النِّيْسابوريّ (¬1) يقول: ((حضرتُ إبراهيمَ بْنَ هَانِئٍ عندَ وَفَاتِه، فَجَعلَ يقُولُ لاِبْنِه إسحاقَ: يا إسحاقُ، ارْفَعِ السِّتْرَ، قال: يَا أَبَتِ، السِّتْرُ مرفُوعٌ، قال: أنا عَطْشانُ، فَجَاءَه بِمَاءٍ، قالَ: غَابَتِ الشَّمْسُ؟ قالَ: لا، قال: فَرَدَّه، ثم قال: {لِمِثْلِ هذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُوْنَ} (¬2) ثُمّ خرجَتْ روحُه)) (¬3) . 339 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن مُحَمَّدٍ (¬4) ، حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ (¬5) ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُون، ¬

(¬1) هو عبد الله بن محمد بن زياد، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (159) . (¬2) الآية (61) من سورة الصافات. (¬3) إسناده صحيح. أخرجه الدارقطني في "العلل" (6/32) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/205) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الفتح، عن ابن حيويه كلاهما عن أبي بكر النيسابوري به. وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/18) عن أبي بكر النيسابوري مختصراً. (¬4) هو البغوي. (¬5) الجحدري، أبو يحيى البصري، نزيل بغداد، مات سنة إحدى، أو اثنتين وثلاثين ومائتين وله بضع وثمانون. وثقه أحمد، وأبو حاتم، والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات". قال عبد الله: سمعت أبي وسئل عن كامل بن طلحة وأحمد بن محمد بن أيوب، فقال: "ما أعلم أحداً يدفعهما بحجة". وقال مرة: "كان مقارب الحديث"، وقال أبو حاتم: "لا بأس به، ما كان له عيب إلا أن يحدث في المسجد الجامع"، وقال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو داود: "رميت بكتبه، وسمعت أحمد بن حنبل يثني عليه، وكتب أزهر السمان عنه حديثين". انظر الضعفاء للعقيلي (4/9) ، وسؤالات أبي داود (ص372) ، والجرح والتعديل (7/172) ، والثقات لابن حبان (9/28) ، وتاريخ بغداد (12/486) ، وتهذيب الكمال (24/95-98) ، والتهذيب (8/365) ، واللسان (7/344) ، والتقريب (459/ت5603) .

حَدَّثَنَا غَيْلان بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عبد الله ابن مَعْبَدٍ (¬1) ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ((أَنَّ رَجُلا (¬2) قَالَ: يَا رسُولَ اللَّهِ، [ل/71ب] أَرَأَيْتَ صومَ يومِ عَرَفَة؟ قَالَ: أَحْتَسِبُ علَى اللَّهِ أنْ يُكَفّرَ السَّنَةَ البَاقِيةَ والماضِيَة، قَالَ: أَرَأَيْتَ صِيَامَ عاشُوْراءَ؟ قَالَ: أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفّرَ السَّنَة)) . مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عبد الرحمن بن مهدي، عن مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ (¬3) . 340 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ مُحَمَّدٍ العَسْكَريّ، حَدَّثَنَا البَاغَنْديّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبة، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَص سَلامُ بْنُ سُليم، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجنَّة، وإنَّ العبدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدقَ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدّيقاً، وَإِنَّ الكَذِبَ ¬

(¬1) هو الزِّمّاني ـ بكسر الزاي وتشديد الميم وبنون ـ. (¬2) هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما في الكامل لابن عدي (4/224) ، والعلل للدارقطني (2/106) ، و (6/147) ، والنكت الظراف (9/259) . (¬3) كذا ذكره المصنف، والظاهر أنه وهم فيه، إذ ليس في حديث زهير إلا السؤال عن صوم يوم الاثنين، وإنما روى مسلم هذا الحديث عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن غيلان بن جرير به مطولاً. وأخرجه أيضاً عن يحيى بن يحيى التميمي، وقتيبة بن سعيد جميعاً عن حماد بن زيد، عن غيلان به مطوّلاً أيضاً. صحيح مسلم (2/818-819/ح196-197) كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم يوم عرفة وعاشوراء، والاثنين والخميس.

فُجُورٌ، وإنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وإنَّ العبدَ لَيَتحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكتبَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ كذَّاباً)) . مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ (¬1) . آخره والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله الطاهرين وسلامه. بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. [ل/72أ] ¬

(¬1) في صحيحه (4/2013/ح104) كتاب البر والصلة والآداب، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله، عن أبي بكر ابن أبي شيبة وهناد بن السري، عن أبي الأحوص به. ا قلت: اقتصر المصنف هنا في العزو على مسلم، لعله مراعاة لالتقاء الإسناد والمتن، وإلا فالحديث أخرجه أيضاً البخاري (4/109/ح6094) كتاب الأدب، باب قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا اتَّقُوا اللهَ وَكُوْنُوْا مَعَ الصَّادِقِيْنَ} وما ينهى من الكذب، عن عثمان بن أبي شيبة، ومسلم (4/2012-2013/ح103) عن زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن منصور به. ومسلم (4/2013/ح105) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن نمير، عن أبي معاوية ووكيع، وعن أبي كريب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق به. قلت: هذا الحديث تفرد به الشيخان عن سائر أصحاب الكتب الستة.

الجزء الخامس

الجزء الخامس من انتخاب الشيخ الأجل الفقيه الإمام الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مقتدى الفرق بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري

في الأصل ما مثاله: سمع جميع هذا الجزء على القاضي الفقيه العالم الأمين كمال الدين أبي طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن حديد الكناني ـ وفقه الله ـ بقراءة الشيخ الفقيه العالم الناقد الثقة زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري الجماعة السادة؛ القاضي الفقيه الأمين النجيب أبو علي الحسن، والقاضي الفقيه العالم الأمين عماد الدين أبو البركات عبد الله، والقاضي الفقيه الزاهد العالم الرشيد أبو الفضل عبد العزيز ابن القاضي الفقيه النبيه أبي محمد عبد الوهاب بن عوف الزهريون، وأبو بكر محمد بن الفقيه الرشيد أبي الفضل عبد العزيز بن عوف، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق ابن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح، والفقيه الرشيد أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشيان، والقاضي عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الإمام أبي علي الحسين بن عتيق ابن رشيق الربعي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن عبد المولى، وكاتب هذا السماع عبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم التجيبي، وذلك في الثالث من شهر ربيع الأول سنة عشر وستمائة بظاهر الإسكندرية بالعين، والحمدلله وحده، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليماً. [ل/74بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم رب يسِّر ولا تعسِّر أخبرنا القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عليه وأنا أسمع بظاهر الإسكندرية ـ حماها الله تعالى ـ بالعين في الثالث من شهر ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه، الإمام العالم الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة سيف السنة، جمال الحفاظ بقية السلف، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع في الرابع عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، 341 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ العَتِيقي، حَدَّثَنَا إسحاق بن سعد (¬1) ابن الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَويّ، حَدَّثَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا هُدبة بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن سلمة، ¬

(¬1) في المخطوط "سعيد"، والتصويب من مصادر الترجمة، راجع في الرواية رقم (21) .

عن ثابت (¬1) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيب قَالَ: ((قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ {لِلَّذِيْنَ أَحْسَنُوْا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (¬2) قَالَ: إِذَا دَخَلَ أهلُ الجنةِ الجنّةَ وأهلُ النّارِ النّارَ نَادَى منادٍ (¬3) ؛ يَا أهلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أنْ [ل/75أ] يُنْجِزَكُمُوه، فَيقُولُونَ: مَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثقِّل مَوَازِينَنَا ويُبيِّضْ وُجوهَنا، ويُدخلْنا الجنّةَ ويُجِيْرُنا (¬4) مِنَ النَّارِ؟ فَيُكشَفُ عنهُمُ الحِجابُ فيَنظُرُون إِلَى اللَّهِ عَزّ وجَلَّ، فَمَا شيءٌ أُعطُوْه أحبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ عزَّ وجلَّ، وَهِيَ الزِّيَادَةُ)) . مُسْلِمٌ فِي كِتَابِ الإيمان عن عبيد الله الْقَوَارِيرِيِّ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن صهيب (¬5) . ¬

(¬1) هو البناني. (¬2) الآية (26) من سورة يونس. (¬3) في المخطوط "منادي" بإثبات الياء، والأولى حذفها. (¬4) هكذا في المخطوط "ويجيرنا" بالرفع. (¬5) صحيح مسلم (1/163/ح297-298) كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى، وليس في حديث ابن مهدي ذكر الآية. وأخرجه الترمذي (4/593/ح2552) كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى، عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، وابن ماجه (1/67/ح187) في المقدمة، باب ما أنكرت الجهمية، عن عبد القدوس ابن محمد، عن حجاج كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ به نحوه، ولفظ الترمذي قريب جدا من لفظ المصنف. قال الترمذي عقبه: "هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه، وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البناني عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى قوله". قلت: هذا لا ينافي صحة الرواية المرفوعة؛ إذ إن المحدث ربما نشط فرفع الحديث وأسنده، وربما لم ينشط فلم يرفعه، فروى كل من الرواة عنه ما سمعوا، وقد صحح الحديث أيضاً الشيخ الألباني في "ظلال الجنة" (472) ، وفي "تخريج الطحاوية" (206) .

342 - أخبرنا أحمد، أنشدنا سهل بن أحمد بن سهل الدِّيْباجيّ، أنشدني منصور ابن إسماعيل الفقيه بمصر لنفسه: يَا مَنْ يُسَامِحْ نَفْسَهُ فِي لَفْظِهِ عِندَ الْبَيَانْ فِي اللَّوْحِ أَحْصَى الكَاتِبَانْ ... لَوْ قَدْ رَأَتْ عَيْنَاكَ مَا لَوَدِدْتَ أَنَّكَ قَبْلَ ذا لِكَ كُنْتَ مَقْطُوعَ اللِّسَانْ (¬1) 343 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: سمعت جعفر الصَّنْدَليّ (¬2) يقول: سمعت الفضل بن زياد يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ((أَكْذَبُ الناس السُؤَّالُ والقُصّاص)) (¬3) . 344 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الله بن جعفر بن قيس، حدثنا محمد بن العباس ابن الوليد الصائغ، حدثنا محمد بن هشام المَرُّوْذيّ، حدثنا جرير (¬4) ، ¬

(¬1) لم أقف عليه عند غير المصنف. (¬2) هو جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ أبو الفضل الصندلي، كان ثقة صالحاً، ديّناً، مات في شهر ربيع الآخر سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد (7/211) ، وطبقات الحنابلة (2/17) . (¬3) إسناده صحيح، والأثر في "المدخل" لابن الحاج (2/149) ، والحوادث والبدع (ص106) ، وتحذير الخواص للسيوطي (ص265) . (¬4) هو ابن عبد الحميد.

عن حمزة الزَّيّات قال: ((لا يأمَن (¬1) قارئٌ على صحيفة، ولا جَمّال على حبل)) (¬2) . 345 - أنشدنا أحمد،. . . . (¬3) [ل/75ب] أنشدنا أبو علي الحسن بن محمد ابن القاسم المَخْزوميّ (¬4) ، أنشدنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مُجاهد (¬5) ، أنشدنا محمد ابن الجهم (¬6) السِّمَّريّ (¬7) لنفسه: لا تُضْجِرَنَّ عَلِيلاً كُنْتَ عَائِدَهُ ... إِنَّ العِيَادَةَ يومٌ إِثْرَ يَوْمَينِ ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، ويحتمل أن يكون "يؤمن" بالبناء للمجهول. (¬2) في إسناده عبد الله بن جعفر بن قيس، ومحمد بن العباس بن الوليد الصائغ، لم أجد لهما ترجمة، والأثر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر. (¬3) ههنا كلمة مطموسة في المخطوط. (¬4) المؤدّب، وثقه الخطيب، وكان مولده سنة إحدى وتسعين ومائتين. وأرخ العتيقي وفاته سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وقال غيره: سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (7/423) . (¬5) الإمام المقرئ المحدث النحوي، شيخ المقرئين، مصنف كتاب السبعة، كان مولده سنة خمس وأربعين ومائتين. قال أبو عمرو الداني: "فاق ابن مجاهد سائر نظائره مع اتساع علمه، وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه". مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة في شعبان. انظر سير أعلام النبلاء (15/272-274) . (¬6) ابن هارون، أبو عبد الله الكاتب، الإمام العلامة الأديب، تلميذ يحيى الفراء وراويتُه، وثقه عبد الله بن أحمد والدارقطني، مات سنة سبع وسبعين ومائتين في جمادى الآخرة، وعاش تسعاً وثمانين سنة. انظر تاريخ بغداد (2/161) ، ومعجم البلدان (3/241) ، وسير أعلام النبلاء (13/163-164) . (¬7) السِّمَّري ـ بكسر أوله وتشديد ثانيه وفتحه، وآخره راء مهملة ـ بلد من أعمال كسرة، وقد دخل الآن في أعمال البصرة، وهو بين البصرة وواسط. معجم البلدان (3/246) .

وَقَدْ رَوَى مِنْدَلٌ عَنْ عَامِرٍ خبراً ... أَنْ لاَ يُطِيلَ جُلُوساً فِعْلَ ذِي الدَّيْنِ. بَلْ سَلْهُ عن حَالِه وَادْعُ الإلهَ لَهُ ... وَاجْلِسْ بِقَدْرِ فُوَاقٍ (¬1) بَيْنَ حَلْبَينِ مَنْ زَارَ غِبًّا أخا دَامَتْ مَوَدَّتُهُ ... وَكانَ ذَاكَ صلاحا للخليلَينِ (¬2) 346 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ محمد بن القاسم المؤدب، حدثنا أحمد بن موسى ابن مجاهد المصري، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا علي بن المَدِيْنِيّ قال: سمعت سفيان بن عُيينة يقول لمِسْعَر (¬3) : ((أتُحبّ أن يخبرَك الرَّجُلُ بِعُيوبِك؟ قال: أما بَيْنِي وبينَه فَنَعَمْ، وأمَّا بينَ الناس فَلاَ)) (¬4) . 347 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ (¬5) بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، ¬

(¬1) الفُوَاق: بضم الفاء وفتحها ما بين الحلبتين من الوقت، لأنها تحلب أي الناقة ثم تترك سُوَيعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب، وفي الحديث قدر فواق ناقة. مختار الصحاح (مادة فوق) . والحديث في "شعب الإيمان" (6/543/رقم 9222) عن أنس. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه الخطيب في تاريخ "بغداد" (5/146) قال: حدثني الأزهري قال: سمعت عيسى بن علي بن عيسى الوزير يقول: أنشدني أبو بكر بن مجاهد ـ وقد جئته عائداً، وأطال عنده قوم كانوا قد حضروا للعيادة ـ فقال لي: يا أبا القاسم، عيادة ثم ماذا؟ فانصرف من حضر، وهممت بالانصراف معهم، فأمرني بالرجوع إليه، ثم أنشدني عن محمد بن الجهم فذكر الأبيات إلا البيت الثاني. (¬3) هو مسعر بن كِدام. (¬4) أخرجه ابو نعيم في "حلية الأولياء" (7/281) من طريق محمد بن جهضم، عن سفيان قال: ... ، قال سفيان: وقلت لمسعر: أتحب أن يجيئك رجل فيخبرك بعيوبك؟ قال: إن كان ناصحاً فنعم، وإن كان إنما يريد أن يؤذِيَنِي ويوبِّخني فلا ... ثم ذكر كلاماً. (¬5) في المخطوط "سعيد" وهو الصواب ما أثبت كما في مصادر ترجمته.

حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا حِبّان بْنُ موسى، حدثنا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سالم بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: ((أنَّ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم كانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْه، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وإذَا رَفَعَ رأسَه مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُما (¬1) كذَلِكَ، وقالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، وكانَ لا يَفْعَلُ ذلِكَ فِي السُّجُود)) . مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بن [ل/76أ] قُهْزَاذ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، وَعَنِ الْقَعْنَبِيِّ عَنْ مَالِكٍ (¬2) . 348 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَم المقرئ، حدثنا أبو العباس أحمد ابن الصَّلت الحِمّانيّ، حدثنا عَفَّان بن مسلم الصفَّار، حدثنا عبد الوارث (¬3) ، حدثنا الحسين المُعلِّم، حدثنا قتادة ((أن رجلا قَدِم ببُرْدَيْنِ فأرسلَ بِهِما إلى أمِّه وقالَ: اختاريْ أعجَبَهُما إليكِ، ¬

(¬1) في أصل المخطوط "رفعها" كما كما نبه عليه الناسخ في الهامش، وصوّبها في المتن وكتب فوقها "صح". (¬2) تقدم تخريجه في الرواية رقم (324) . (¬3) هو عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري. التقريب (367/ت4251) .

فاختارَتْ أحدَهُما وكَسَا الآخرَ امْرَأَتَه، فاجْتمعَتَا في مَجْمَع فإذا بُرْدُ امرَأَتِه خير من الذي اختارَتْ أُمُّه، فلما رجعَتْ أرسلَتْ إليها؛ ابْعَثِيْ إلي بذلك البُرْد، فإن ابني قد خيرني، فأَبَتْ فكلَّمَتْ ابنَها فارتفعوا إلى عمر فقال: قد خيَّركِ فاخترتِ، فقالت: أَنشُدك الله عز وجل في حقي يا أمير المؤمنين، قال: وما حقُّكِ؟ قالت: حَمَلْتُهُ تِسْعَةً كَوَامِلْ فِي الْبَطْنِ لاَ تَحْمِلُهُ عَنِّي حَامِلْ حَتَّى إِذَا أَقْبَلَتِ الْقَوَابِلْ وَأَقْبَلَ الْحَقُّ وَزاغَ الْبَاطِلْ فَذَاكَ حَقِّيْ وَبِهِ أُنَاضِلْ فقال عمر: ادْفَعْه إلَيْها)) (¬1) . ¬

(¬1) إسناده تالف فيه أحمد بن الصلت الحماني، وهو كذّاب وضّاع، وأحمد بن محمد بن مقسم المقرئ ضعيف، والأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (ص79) عن العباس بن هشام بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يحيى بن ثعلبة الأنصاري قال: قدم زمان عمر رضي الله تعالى عنه شاب من اليمن يقال له: المراجل ... فذكر القصة، وفي آخرها: فقال عمر: لقد جَشِعت نفسُك فبأي حق؟ فقالت: يا أيها ذا الرجل المسائل بأي حق آخذ المراجل في البطن لم يحمله عني حامل ... بتسعة حملتُه كوامل حصحص الحق وزاح الباطل ... حتى إذا مااقترب القوابل وسقت من مالي له الأماثل ... زوّجته هتي التي تناضل من أعبد كانوا لنا وجامل فذاك حقي وبه أناضل فهملت عينا عمر وأمره بالرد عليها.

349 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدَّقَّاق، حدثنا الحُسين بن محمد ابن سَعِيدٍ (¬1) المطبَّقيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسيّ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد الرحمن [ل/76ب] بن عبد الله بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ (¬2) ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مِنْ أَفْرَى الفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَيَا)) . الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ (¬4) . 350 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الجِهْبِذ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) أبو عبد الله البزاز، المعروف بابن المطبقي، يقال: إنه كان علويًّا ولم يكن يظهر نسبه، وثقه الخطيب. وقال أحمد بن كامل: "كان صحيح الفهم والعقل والجسم". كان مولده سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، ومات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (8/97) . (¬2) قال علي بن المديني: "صدوق". وقال ابن معين: "في حديثه عندي ضعف". وقال الدارقطني: "خالف محمد بن إسماعيل البخاري الناس فيه، وليس بمتروك"، وقال مرة: "أخرج عنه البخاري وهو عند غيره ضعيف"، وقال أيضاً: "غيره أثبت منه". وقد جمع الحافظ بين هذه الأقوال فقال: "صدوق يخطئ"، ونقل أقوال النقاد في "فتح الباري" ثم ذكر أن عمدة البخاري فيه كلام شيخه علي بن المديني، وأما قول ابن معين فلم يفسره، ولعله عنى حديثاً معيّناً، ومع ذلك فما أخرج له البخاري شيئاً إلا وله فيه متابع، أو شاهد. انظر سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي (رقم 206) ، وسؤالات البرقاني (رقم275) ، والإلزامات والتتبع (ص201) ، وسؤالات الحاكم (رقم379) ، والتقريب (344/ت3913) ، وفتح الباري (12/430) . (¬3) هو عبد الله بن دينار العدوي مولاهم، أبو عبد الرحمن المدني، مولى ابن عمر. (¬4) صحيح البخاري (8/83) كتاب التعبير، باب من كذب في حلمه، ولفظه عنده: ((إنّ مِنْ أفرَى الفِرَى أَنْ يُرِيَ عينَيْه مالم تَرَ)) .

عبد الله ابن سُليمان (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (¬2) ، حدثنا ابن وهب قال: قال ابْنُ جُريج: وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مسلم، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((شهدتُ الصلاةَ يومَ الْفِطْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فكلُّهم يصلِّيها قَبْلَ الْخُطْبَةِ ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدُ، قَالَ: وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حينَ يُجْلِسُ الرِّجال بِيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى جَاءَ النساءَ مَعَ بلال فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً} (¬3) حتَّى إِذَا فَرَغَ مِنَ الآيَةِ، ثُمَّ قَالَ حينَ فَرَغَ مِنْهَا: أنتُنَّ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَتِ امرأةٌ واحدةٌ لَمْ يُجِبْهُ غيرُها منهنَّ: نَعَمْ يَا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: فتصدَّقْنَ، فَبَسَطَ بلالٌ ثوبَه فَجَعَلْنَ يُلْقِيْنَ الفَتَخَ (¬4) والخواتيمَ فِي ثوبِ بِلالٍ)) . الْبُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحيم، عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنِ ابن وهب (¬5) . ¬

(¬1) هو أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ. (¬2) هو ابن أبي فاطمة المرادي. (¬3) الآية (12) من سورة الممتحنة. (¬4) الفتخ جمع فتخة، وتجمع أيضاً على فَتَخات، فتِاخ وهي: خواتيم كبار تلبس في الأيدي، وربما وضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها. النهاية (3/408) . (¬5) صحيح البخاري (6/62) كتاب التفسير، باب {ِإذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} . وأخرجه أيضاً في (2/9) كتاب العيدين، باب موعظة الإمام النساء يوم العيد، عن إسحاق بن إبراهيم بن نصر، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج به، مع حديث عطاء، عن جابر. وفي (2/5) باب الخطبة بعد العيد، عن أبي عاصم، عن ابن جريج به مختصراً. وأخرجه مسلم (2/602) كتاب صلاة العيدين، عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج به.

351 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ العَطَّار (¬1) مِنْ أصله، حدثنا عبد الله ابن أبي داود، حدثنا أبو الطاهر وأحمد بن سعيد [ل/77أ] الهَمْدَانيّ (¬2) قالا: حدثنا عبد الله ابن وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬3) ، عن أبيه، وسالم بن عبد الله وَنَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ إزارَه مِنَ الخُيَلاءِ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يومَ الْقِيَامَةِ)) . مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬4) . 352 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَبَّان (¬5) ، ¬

(¬1) أبو الحسن، المعروف بابن المريض. قال الخطيب: "كان صدوقاً"، مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، يوم الجمعة لتسع خلون من رجب. تاريخ بغداد (12/93) . (¬2) أبو جعفر المصري، صاحب ابن وهب. قال النسائي: "ليس بالقوي"، وقال أيضاً: "لو رجع عن حديث الغار لحدثت عنه"، وقال الذهبي: "لا بأس به". انظر الكاشف (1/194) ، والميزان (1/100) . (¬3) هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، المدني، نزيل عسقلان، وثقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد، وأبو داود. وقال الثوري: "لم يكن في آل ابن عمر أفضل منه"، وقيل: إن ابن معين ليّنه. مات سنة خمسين ومائة. انظر تهذيب الكمال (21/499-502) ، والميزان (4/140-141) ، ومن تكلم فيه وهو موثق (ص145) ، والتهذيب (7/435) ، والتقريب (417/ت4965) . (¬4) صحيح مسلم (3/1652) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم جر الثوب خيلاء وبيان ما يجوز إرخاؤه إليه وما يستحب. (¬5) ابن حبيب، أبو بكر الحضرمي، محدث مصر. قال ابن يونس: "قال لي: ولدت في سنة خمس وعشرين ومائتين، وكان رجلاً صالحًا، متقلِّلاً، فقيراً، لا يقبل من أحد شيئًا، وكان ثقة ثبتاً". الإكمال لابن ماكولا (4/115) ، والعبر (2/171) ، وسير أعلام النبلاء (14/519-520) ، وحسن المحاضرة (1/368) ، وشذرات الذهب (2/276) .

حَدَّثَنَا محمد ابن رُمح بْنِ المُهاجِر، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عن عُبيدالله بن عبد الله، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ ـ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ ـ: ((مَنْ جاءَ منكمُ الجُمُعة فَلْيَغْتَسِلْ)) . مُسْلِمٌ فِي كِتَابِ الْجُمُعَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ (¬1) 353 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الحافظ، حدثنا محمد بن عمر الحَضْرَميّ، حدثنا عمرو بن علي (¬2) ، حدثنا أبو قتيبة (¬3) ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه قال: سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب: وأبيضُ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجهِهِ ثِمالُ اليتامَى عِصْمةٌ للأَرَامِلِ البخاري في الاستسقاء عن عمرو بن علي (¬4) . ¬

(¬1) صحيح مسلم (2/579/ح844) كِتَابِ الْجُمُعَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رمح وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن الليث به. وأخرجه في الموضع السابق عن يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، وقتيبة كلهم عن الليث به. والحديث تقدم برقم (330) فانظر تخريجه هناك. (¬2) هو الناقد. (¬3) هو سلم بن قتيبة. (¬4) صحيح البخاري (1/342) كتاب الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، وفيه: ((وقال عمر ابن حمزة: حدثنا سالم عن أبيه: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستسقي، فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب، وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، ثمال اليتامى عصمة للأرامل، وهو قول أبي طالب)) .

354 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن بن أحمد بن عبد الغَفَّار الْفَارِسِيُّ النَّحْوِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحُسَين بْنِ مَعْدان (¬2) ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحَنْظَليّ بِنَيْسَابُورَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيل، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يزيد [ل/77ب] الرِّشْك، عَنْ مُعاذة (¬3) قَالَتْ: ((سألتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ أَكَانَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَصُومُ مِنَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامٍ؟ فقالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: مِنْ أيِّه؟ قالَتْ: لا يُبالِي مِنْ أيِّه)) (¬4) . 355 - سمعت أحمد يقول: سمعت عُبيدالله بن عبد الرحمن الزُّهريّ ¬

(¬1) قال الذهبي: "حدث بجزء من حديث إسحاق بن راهويه، سمعه من عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَعْدَانَ، تفرد به، قدم بغداد شابًّا، وتخرج بالزجاج وبمبرمان، وأبي بكر السراج، وسكن طرابلس مدة، ثم حلب، واتصل بسيف الدولة، وتخرج به أئمة". وله مؤلفات منها: كتاب الحجة، وكتاب الإيضاح، والتكملة. مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (16/379-380) . (¬2) أبو الحسن الفارسي، الفَسَوي، حدث عن إسحاق بن راهويه، وأبي عمار الحسين بن حريث، وعنه أبو علي الفارسي. قال الذهبي: "ما علمت فيه ضعفاً بعد". مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة في شهر ربيع الأول. سير أعلام النبلاء (14/520) . (¬3) هي معاذة بنت عبد الله العَدَويّة، أم الصهباء. (¬4) إسناده جيد، والحديث صحيح. أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (3/772) عن النضر بن شميل، ووهب بن جرير، والترمذي (3/135) كتاب الصيام، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وفي "الشمائل"، من طريق أبي داود الطيالسي، وابن حبان (8/414) من طريق معاذ بن معاذ، كلهم عن شعبة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

يقول: سمعت أبا بكر ابن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: ((الشهوة الخفيَّة حُبُّ الرِّئاسة)) (¬1) . 356 - سمعت أحمد يقول: سمعت إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النَّسَويّ يقول: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن مَعْقِل (¬2) يقول: سمعت الربيع بن سليمان (¬3) يقول: ((كتب إليَّ [أبو] (¬4) يعقوبَ البُوَيْطيّ قال: اصبر نفسَك للغُرَباء، وأَحسِنْ خُلُقَك لأهل حلقك؛ فإني لم أَزَلْ أسمعُ الشافعيَّ رضي الله عنه يَتَمَثَّلُ بهذا البيت: أُهِيْنُ لهم نفسي لِكَيْ يُكْرِمونَها ولَنْ تُكْرَمَ النفسُ التي لاتُهِينهَا (¬5) . ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/58) عن أحمد بن محمد العتيقي به. (¬2) هو محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان، الإمام المحدث، مسند العصر، رُحَلة الوقت، أبو العباس الأموي مولاهم، السِّناني المَعْقِلي، النيسابوري، الأصم، ولد المحدث الحافظ، أبي الفضل الورّاق، مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (15/42-460) . (¬3) هو المرادي. (¬4) كلمة "أبو" سقطت من الأصل. (¬5) إسناده صحيح. أخرجه أبو العباس الأصم في آخر "مسند الشافعي" (ص375) ، ومن طريقه البيهقي في "المدخل" (ص376) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/302) عن الربيع به مثله. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/148) من طريق عبد العزيز بن أبي رجاء، وأحمد بن محمد بن الحارث ابن القتّات المصري، والخطيب في المصدر السابق من طريق محمد بن حمدان الطرائفي، كلهم عن الربيع به. وفيه قصة سجن أبي يعقوب البويطي، وأنه كتب هذه الوصية من السجن. والبيت في "ديوان الشافعي" (ص130، 136) مع شيء من الاختلاف في الألفاظ. وأورده ابن النديم في "الفهرست" (ص298) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/61) عن الربيع نحوه.

357 - أنشدنا أحمد، أنشدنا عمر بن أحمد بن عثمان المَرْوُرُّوْذيّ (¬1) ، أنشدنا محمد ابن نوح الجُنْدَيْسابُوْريّ (¬2) ، أنشدنا هلال بن العلاء: أَجِدِ الثِّيَابَ إذَا اكْتَسَيْتَ فإنَّهَا زَيْنُ الرِّجَالِ بها تُجَلُّ وتُكرَمُ فالله يَعْلمُ ما تُسِرُّ وتكتُمُ ... ودَعِ التَّوَاضُعَ فِي الثِّيَابِ تَخَشُّعاً عِنْدَ الإلهِ وأنتَ عبدٌ مجرِمُ ... فرَثاثُ ثوبِك لا يَزيدُك قُربةً وبَهاءُ ثوبِك لا يَضرُّك بعدَ أَنْ تَخْشَى الإلهَ وتَتَّقِي ما يَحرُمُ (¬3) [ل/78أ] . 358 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَضْرَمِيُّ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا عبد الله ابن سُليمان (¬4) ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونس (¬5) ، حدثنا ¬

(¬1) هو أبو حفص بن شاهين. (¬2) الجنديسابوري: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة بعدها الياء المثناة من تحتها، وفتح السين المهملة بعدها الألف والباء الموحدة بعدها واو وراء، نسبة إلى مدينة من خوزستان يقال لها جُنْدَيْسَابُوْر. اللباب (1/296) . (¬3) تقدم برقم (206) بالإسناد نفسه. (¬4) هو أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السجستاني. (¬5) ابن أبان الفاخوري، أبو موسى، وثّقه النسائي، وقال أبو داود وأبو حاتم: "صدوق". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "كان راوياً لضمرة، ربما أخطأ". الجرح والتعديل (6/292) ، والأنساب (9/209) ، واللباب (2/402) ، وتهذيب الكمال (23/61) ، وسير أعلام النبلاء (12/363) ، والميزان (3/328) ، والكاشف (2/114) ، والتهذيب (8/237-238) ، والتقريب (441/ت5340) .

ضَمْرَةُ (¬1) ، عَنِ ابْنِ شَوْذَب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((نضَّر اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاها وبلَّغَها غيرَه؛ فرُبَّ حاملِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيه، ورُبَّ حامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثلاثٌ لا يغُلُّ عَلَيهِنّ قلبُ امرِئٍ مسلِم: النَّصِيحةُ لِلَّهِ ولرَسولِه، ولكتابِه، ولعامّةِ المُسْلِمينَ)) (¬2) ¬

(¬1) هو ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله الرملي، أصله دمشقي، صدوق يهم قليلاً، من التاسعة، مات سنة اثنتين ومائتين. التقريب (280/ت2988) . (¬2) إسناده حسن. أخرجه أبو عمرو المديني في جزء" نضر الله امرأ سمع مقالتي فأداها" (ص31) من طريق الحسن بن واقع، والطبراني في "مسند الشاميين" (2/260) من طريق محمد بن أبي السري، وأبي عمير النحاس، ومحمد بن سماعة الرملي كلهم عن ضمرة بن ربيعة به، إلا أن الشطر الثاني عنده جاء ((ثلاث لا يغلّ عليهن المؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تأتي من ورائهم، وقال: يد الله على الجماعة، فمن شذّ عن يد الله لن يضرَّ اللهَ شذوذُه)) . وعند أبي عمرو المديني: ((رحم الله عبداً)) ، وفيه: ((ولولاة الأمر، ولزوم جماعتهم؛ فإن يد الله على الجماعة)) . وللحديث طريق آخر عن أبي سعيد الخدري، أخرجه البزار (ح142 ـ كشف الأستار ـ) ـ ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/105) عن إسحاق بن إبراهيم البغدادي، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قال: حدثنا عمرو ابن قيس، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فذكره. قال أبو نعيم: "غريب من حديث عمرو، تفرد به إسحاق بن داود". وأخرجه الرامهرمزي في "المحدّث الفاصل" (ص5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي، عن إسحاق بن إبراهيم به مختصراً، مقتصراً على الشطر الأول. وإسناده ضعيف فيه: - عطية العوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً ويدلس، وحديثه عن أبي سعيد غير محفوظ؛ لأنه كان يروي عن الكلبي -وهو كذّاب- ويكنيه بأبي سعيد، حتى يُظن أنه أبو سعيد الخدري. - وداود بن عبد الحميد، قال عنه العقيلي: "روى عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ أحاديث لا يتابع عليها". الضعفاء (2/37) . وقال أبو حاتم: "لا أعرفه، وهو ضعيف الحديث، يدل حديثه على ضعفه". الجرح والتعديل (3/418) . وله طريق آخر عند البزار (ح141 ـ كشف الأستار ـ) ، وفي آخره: ((وإن دعاءهم يحيط بهم من ورائهم)) . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/137) : "رواه البزار، ورجاله موثّقون، إلا أن يكون شيخ سليمان بن سيف سعيد ابن بزيع، فإني لم أرَ أحداً ذكره، وإن كان سعيد بن الربيع فهو من رجال الصحيح، فإنه روى عنهما والله أعلم". وللحديث شواهد كثيرة يصح بها، انظر جزء أبي عمرو المديني المذكور، ولشيخنا عبد المحسن العباد رسالة جمع فيها طرق هذا الحديث، وشواهده، فليرجع إليها.

359 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جعفر بن محمد السِّمْسار بالحربية، حدثنا محمد ابن جعفر القرشي القَتَّات (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم الْفَضْلُ بْنُ دكين، حدثنا سليمان بن مهران الأعمش، عن شَقِيق قال: ((كنتُ أنا وحُذَيفةُ إِذْ جاء شَبَث بْنُ رِبْعِيّ، فقامَ يُصَلِّي فبَزَق بينَ يَدَيْه، فلما انفَتَلَ قالَ له حُذَيفةُ: يا شَبَثُ، لا تبزُق بينَ يدَيْكَ ولا عن يَمِينِكَ، عن يَمِينِك كاتبُ الحَسَناتِ، وابزُق عن يَسارِك أو خلفَك (¬2) ؛ فإن الرَّجلَ إذَا قامَ يُصَلّي استقبلَه الله عزَّ وجلَّ بِوَجْهِه، فلا يصرِفُه حتَّى يَكونَ هو الذي يَصْرِفُه أو يُحْدِثَ حَدَثَ سُوءٍ)) (¬3) . ¬

(¬1) هو محمد بن جعفر القرشي القَتَّات – بفتح القاف وتشديد التاء الأولى وبعد الألف تاء ثانية – نسبة إلى بيع القَتّ، وهو الفصة، شيخ معمر، ضعفه ابن قانع والخطيب، وقال الدارقطني: "تكلموا في سماعه عن أبي نعيم". مات سنة ثلاثمائة. تاريخ بغداد (2/129) ، واللباب (3/14) ، والميزان (3/501) ، وسير أعلام النبلاء (13/567) ، واللسان (5/106) . (¬2) هكذا وقع هنا، وفي الرواية رقم (691) وفي مصادر التخريج "تحتك" بدل "خلفك"، وهو الأنسب للمعنى، فيحتمل أن تكون كلمة "تحتك" مصحّفة إلى "خلفك"، أو لأن الرواية وقعت هكذا، فمن أجلها انتخبها السلفي، والله أعلم. (¬3) إسناده ضعيف من أجل محمد بن جعفر القتات. أخرجه الذهبي في "المعجم المختص بالمحدثين" (ص273) من طريق أحمد بن محمد العتيقي به. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (2/324) عن أبي حذيفة، عن سفيان، عن الأعمش به. وأخرجه ابن ماجه (ح1023) من طريق عاصم، عن أبي وائل به مرفوعاً، وإسناده حسن. قال البوصييري: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، وله شاهد في الصحيحين والموطأ من حديث ابن عمر". مصبح الزجاجة (1/344) . وانظر الصحيحة للألباني (4/127) .

360 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحَسَن بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَضَّاحِ السِّمْسَار، حَدَّثَنَا محمد ابن الحَسَن بْنِ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم المخضُوب (¬1) سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا سليمان ابن مِهْرَانَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عن [ل/78ب] الأَسْوَدِ (¬2) ، عَنْ عَائِشَةَ ((أنَّ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى مَرَّةً غنَماً)) (¬3) . 361 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الورَّاق، حَدَّثَنَا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ ناجِية (¬4) ، حَدَّثَنَا سُوَيد بن سعيد، حدثنا ¬

(¬1) هو الفضل بن دكين، انظر رقم (231) . (¬2) هو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي. (¬3) إسناده ضعيف من أجل ابن سماعة، ولكنه متابع. أخرجه البخاري (2/609) كتاب الحج، باب تقليد الغنم، عن أبي نعيم به. فتابع البخاريّ محمد بن الحسن بن سماعة على هذا الإسناد. (¬4) أبو محمد البربري، وثقه الخطيب جدًّا. وقال البرقاني: "عبد الله بن ناجية أجل شيخ لأبي القاسم، ولأبي الحسين ابني المظفّر". وقال ابن المنادي: "أحد الثقات المشهورين بالطلب، والمكثرين في تصنيف المسند". انظر تاريخ بغداد (10/104) ، وتكملة الإكمال (1/381) ، وتذكرة الحفاظ (2/696) .

مُبارَك بْنُ سُحيم (¬1) ، عَنْ عَبْدِ العزيز ابن صُهيب، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَزْدادُ النَّاسُ إِلا شُحًّا، وَلا يَزْدَادُ الزَّمَانُ إِلا شِدَّةً، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرار النَّاسِ)) (¬2) . 362 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيق بْنِ سَلَمة قَالَ: قال عبد الله بْنُ مَسْعُودٍ: ((كُنَّا إِذَا صلَّينا خلفَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: السَّلام عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ، فَإِذَا صَلَّى أحدُكم فَلْيَقُلْ: التَّحِيّات لِلَّهِ والصَّلَوَات والطَّيِّبات، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها النّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ؛ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلتموها أصابَتْ كلَّ عبدٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)) (¬3) ¬

(¬1) هو مبارك بن سُحيم ـ بمهملتين، مصغَّر ـ، أبو سحيم البصري، مولى عبد العزيز بن سحيم، مجمع على تركه. انظر الضعفاء الصغير للبخاري (ص110) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص98) ، والضعفاء للعقيلي (4/223) ، والجرح والتعديل (8/341) ، والكامل لابن عدي (6/321-322) ، والمجروحين (3/23) ، وتهذيب الكمال (27/176) ، والكاشف (2/238) ، واللسان (7/348) ، والتقريب (518/6461) . (¬2) منكر بهذا الإسناد، فيه مبارك بن سحيم وهو متروك، وقد تقدم الحديث في الرواية رقم (290) . (¬3) إسناده ضعيف من أجل محمد بن سماعة، ولكنه متابع، فالحديث صحيح. أخرجه البخاري (1/286) كتاب الصلاة، باب التشهد في الآخرة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/138) ، من طريق ابن أبي خيثمة، كلاهما عن أبي نعيم به. فهذان تابعا محمد بن سماعة على هذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1/286) كتاب الصلاة، باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد، وليس بواجب، عن مسدّد، عن يحيى، وفي (5/2301) كتاب الاستئذان، باب السلام اسم من أسماء الله تعالى، عن عمر بن حفص، عن أبيه، كلاهما عن الأعمش به. وزاد في الموضع الأول ((ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)) . والبخاري في (5/2331) كتاب الدعوات، باب الدعاء في الصلاة، و (6/2688) كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى {السلام المؤمن} ، ومسلم (1/301) كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، من طرق عن شقيق بن سلمة به، وفي رواية مسلم في آخرها ((ثم يتخير من المسألة ما شاء)) . وفي الموضع الثاني عند البخاري مختصر. وأخرجه البخاري (5/2311) كتاب الدعوات، باب الأخذ باليدين، والنسائي (2/241) كتاب الصلاة، باب كيف التشهد الأول، عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن أبي نعيم، عن سيف المكي، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن عبد الله بن مسعود به.

363 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عبد الله بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَريّ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ العُطارِديّ (¬1) بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَين، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيل يَحْيَى بْنُ المُتَوَكِّل (¬2) ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ كَثِيرٍ النَّوَّاء (¬3) ، عن [ل/79أ] إبراهيم بن ¬

(¬1) أبو علي الكوفي، ذكره الخطيب وسكت عنه. تاريخ بغداد (7/269) . (¬2) المدني، صاحب بُهَيَّة ـ بالموحدة مصغَّر ـ اتفقوا على تضعيفه، وشذ ابن شاهين فوثقه، قال ابن عبد البر: "هو عند جميعهم ضعيف". مات سنة سبع وستين ومائة. انظر تاريخ ابن معين برواية الدارمي (ص232) ، والضعفاء للعقيلي (4/429) ، والضعفاء للنسائي (ص109) ، وسؤالات ابن أبي شيبة (ص77-78) ، الجرح والتعديل (9/189) ، والمجروحين (3/116) ، والثقات لابن حبان (7/189) ، والكامل لابن عدي (7/206-207) ، وتاريخ أسماء الثقات (ص261) ، وتهذيب الكمال (31/511) ، والكاشف (2/374) ، والتهذيب (11/237) ، والتقريب (596/ت7633) . (¬3) هو كثير بن إسماعيل، ويقال: ابن نافع النَّوَّاء، أبو إسماعيل التيمي، الكوفي، كان يبيع النوى، تكلم فيه الأئمة، فضعفه النسائي، وأبو حاتم، والجوزجاني، وسكت عنه البخاري. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: "لا بأس به". ومثله إلى الضعف أقرب منه إلى التوثيق، ولذلك قال الحافظ الذهبي: "ضعفوه، ومشّاه ابن حبان". انظر التاريخ الكبير (7/214) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص89) ، وأحوال الرجال (ص50) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/224) ، الجرح والتعديل (7/159) ، والثقات لابن حبان (7/353) ، والكامل لابن عدي (6/66) ، وتكملة الإكمال (1/281) ، وتهذيب الكمال (24/104) ، والكاشف (2/143) ، والتهذيب (8/367) ، والتقريب (459/ت5605) .

الْحَسَنِ (¬1) ، عَنْ أَبِيهِ (¬2) ، عَنْ جدِّه عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَظْهَر فِي أُمَّتي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قومٌ يُسَمَّوْن الرافِضةَ يرفُضُون الإسلامَ)) (¬3) ¬

(¬1) هو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ذكره البخاري وابن أبي حاتم والخطيب، وسكتوا عنه، وقال الحافظ ابن حجر: "ذكره ابن حبان في "الثقات". التاريخ الكبير (1/279) ، والجرح والتعديل (2/92) ، والثقات لابن حبان (4/121-122) ، وتاريخ بغداد (6/54) ، وتعجيل المنفعة (ص14) . (¬2) هو الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ذكره البخاري وابن أبي حاتم، والخطيب، وسكتوا عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" كما قال الحافظ ابن حجر. وقال في "التقريب": "صدوق، من الرابعة، مات سنة سبع وتسعين، وله بضع وخمسون سنة". انظر التاريخ الكبير (2/289) ، والجرح والتعديل (3/5) ، وتاريخ بغداد (7/294) ، وتهذيب الكمال (6/89-94) ، والتهذيب (2/230) ، والتقريب (159/ت1226) . (¬3) إسناده ضعيف، فيه: - كثير النوّاء، وهو ضعيف. - ويحيى بن المتوكل، وهو ضعيف أيضاً. - والحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُطَارِدِيُّ، لم أقف على من وثقه. أخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (3/613-614) من طريق الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ العطاردي به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (2/546/ح1269) ، والآجري في "الشريعة" (5/2518/ح2010) ، وابن عدي في "الكامل" (6/66) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/163) كلهم من طريق لوين به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/279) ، وعبد الله في "زياداته على المسند" (1/103) ، وفي "السنة" (2/546/ح1269) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/474/ح978) ، والبزار في "البحر الزخار" (2/138-139) ، وابن عدي في "الكامل" (7/207) ، والخطيب في "موضح الأوهام" (2/380) من طرق عن يحيى بن المتوكل به. قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم له إسناداً عن الحسن إلا هذا الإسناد". وقال ابن الجوزي: "لا يصح". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/22) ـ بعد ما عزاه إلى البزار ـ: "فيه كثير بن إسماعيل النوّاء، وهو ضعيف". وضعفه الشيخ الالباني في "ظلال الجنة" (2/474/ح978) . قلت: وقد روي الحديث عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: ((يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة، يرفضون الإسلام، ويلفظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون)) . أخرجه عبد بن حميد (ص232) ، والحارث بن أبي أسامة (2/945 ـ بغية الباحث ـ) ، وأبو يعلى (4/459) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/284) ، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (1/417، 440) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/242) ، وابن عدي في "الكامل" (5/89) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/166) ، من طرق عن عمران بن زيد التغلبي عن الحجاج بن تميم، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ عبد الله بن عباس به. قال ابن الجوزي: "وهذا لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

364 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أحمد بن سعيد المالكي، حدثنا أحمد ابن الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْب بْنُ بَقِيّة الواسِطيّ قال: حدثنا عبد الله بْنُ سُفْيَانَ الواسِطيّ (¬1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء قَالَ: ((رَآنِي النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَمْشِي أمامَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاء، تَمْشِي أمامَ مَنْ هُوَ خيرٌ مِنْكَ فِي الدُّنيا والآخِرةِ، ¬

(¬1) جاء في المخطوط "عبيد الله بن شقيق الواسطي"، وهو تصحيف، والصواب ما أثبت، كما جاء في مصادر التخريج. وهو عبد الله بن سفيان الخزاعي الواسطي، قال العقيلي: "لايُتابَع على حديثه". انظر الضعفاء للعقيلي (2/262) ، والميزان (2/430) ، واللسان (3/291) .

مَا طلعَتِ الشّمسُ وَلا غربَتْ عَلَى أحدٍ بعدَ النَّبيِّين وَالْمُرْسَلِينَ أفضلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

)) (¬1) . 365 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الجِهْبِذ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الصَّفّار (¬2) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمانيّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلاءِ ابن عبد الرحمن (¬3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ صلَّى عليَّ وَاحِدَةً صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عشراً)) (¬4) . ¬

(¬1) إسناده ضعيف، من أجل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ الْوَاسِطِيُّ. أخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (1/152) ، والآجري في "الشريعة" (4/1844/ح1309) من طريق وهب ابن بقية، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص248) عن محمد بن عبد الخالق العطار، كلاهما عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ الْوَاسِطِيُّ به. وقد تابع عبدَ الله بن سفيان بقيةُ بن الوليد وهوذة بن خليفة. - أما حديث بقية فأخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (1/154) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/576/ح1224) ، والآجري في "الشريعة" (4/1844/ح1310) ، من طريق محمد بن المصفى، وخيثمة الأطرابلسي في "فضائل الصحابة" (ص133) من طريق محمد بن مصعب، كلاهما عن بقية، عن ابن جريج به. وعزاه الهيثمي إلى الطبراني وقال: "فيه بقية، وهو مدلس، وبقية رجاله وثقوا". مجمع الزوائد (9/44) . قلت: بقية بن الوليد يدلس ويسوّي، فقد أسقط في هذا الإسناد رجلين بينه وبين ابن جريج. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن المصفى، عن بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء ... فذكر الحديث، قال أبي: هذا حديث موضوع، سمع بقية هذا الحديث من هشام الرازي، عن محمد بن الفضل، عن ابن جريج، فترك الاثنين من الوسط، قال أبي: محمد بن الفضل بن عطية متروك الحديث. اهـ. العلل له (2/384) . وبهذا سقطت هذه المتابعة. - وحديث هوذة بن خليفة أخرجه عبد بن حميد (ص101) عن عمر بن يونس اليمامي، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/325) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/438) ، وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (2/227) ، وفي "الرحلة في طلب الحديث" (ص182) من طريق القاسم بن أحمد الخطابي، كلاهما عن هَوْذة بن خليفة، عن ابن جريج به. قلت: وهوذة بن خليفة هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة نفيع الثقفي، البكراوي البصري، الأصم، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: "صدوق". وقال أيضاً: قال لي أحمد بن حنبل: إلى من تختلف ببغداد؟ قلت: إلى هوذة ابن خليفة، وعفّان، فسكت كالراضي بذلك، وقال أحمد: "ما كان أضبط هذا الأصمّ عن عوف ـ يعني هوذة ـ، ثم قال: "أرجو أن يكون صدوقاً"، وأما ابن معين فقد روى عنه أحمد بن زهير وابن محرز أنه ضعفه، وقال: "لم يكن بالمحمود، لم يأتِ أحد بهذه الأحاديث كما جاء بها، وكان أطروشاً"، وقال الحافظ: "صدوق". انظر الجرح والتعديل (9/118-119) ، وتاريخ بغداد (14/94-96) ، والميزان (4/311) ، والتهذيب (11/74) ، والتقريب (575/ت7327) . قلت: وأصلح هذه المتابعات متابعة هوذة بن خليفة، إلا أن في كلام ابن معين ما يشعر بأن هوذة بن خليفة جاء بأحاديث لم يأتِ بها غيره، ولو قبلنا هذه المتابعة منه، فإنه بقيت هناك علة أخرى، وهي أن ابن جريج ـ وهو مدلس وقد عنعن ـ تفرد به عن عطاء، وتفرد به عَطَاءٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ أبو نعيم: غريب من حديث عطاء عن أبي الدرداء، تفرد به عنه ابن جريج، ورواه عنه بقية بن الوليد وغيره عن ابن جريج. وقد سبق أن أبا حاتم حكم على الحديث بالوضع، والظاهر من كلامه هو الحكم على الحديث، لا على رواية بقية خاصة، والله أعلم. (¬2) أبو محمد الخُتُّلي، الشيخ المسند العالم، قال الدارقطني: "صالح". مات سنة عشر وثلاثمائة، وعاش بضعًا وتسعين سنة. تاريخ بغداد (8/317-318) ، وسير أعلام النبلاء (14/187-188) . (¬3) هو العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي ـ بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف ـ أبو شِبْل ـ بكسر المعجمة وسكون الموحدة ـ، المدني، صدوق ربما وهم، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين ومائة. التقريب (435/ت5247) . وانظر التاريخ الكبير (6/508) ، والجرح والتعديل (6/357) ، والثقات لابن حبان (3/238) ، والميزان (3/102-103) ، والتهذيب (8/186-187) . (¬4) إسناده حسن، والحديث صحيح لغيره. أخرجه مسلم (1/306) ، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي بعد التشهد، عن يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حُجْر، كلهم عن إسماعيل بن جعفر به مثله.

366 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبيد العَسْكَريّ سَنَةَ إحدى وسبعين (¬1) ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الكاتب سنة ثلاثمائة، حدثنا نُعيم بن حماد، حدثنا عبد الله ابن إدريس وجرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سُلَيم (¬2) ، عن مُجاهد (¬3) ((أن رجلا سأل ابن عباس شهرا، كلَّ يومٍ يَسألُه، يقول له: ما تقُولُ في رَجُلٍ يصُومُ النَّهارَ ويقُومُ [ل/79ب] اللَّيلَ ولا يحضُرُ جمعة ولا جماعة؟ وكانَ ابنُ عبَّاسٍ يقُولُ له في شَهرِه كلِّه: صاحبُك في النار)) (¬4) . 367 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الوَضَّاح، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالَّذِي تَرُدُّه الأكْلةُ والأَكْلَتان، والتمرةُ والتمرَتَان (¬5) ، ولكنَّ المسكينَ لا يَسأَل النَّاسَ شيئاً ولا يُفطَنُ بِمكانِه)) (¬6) . ¬

(¬1) يعني وَثَلاثِمِائَةٍ. (¬2) صدوق، اختلط جدًّا، ولم يتميّز حديثه فترك. التقريب (1/ت464) . (¬3) هو ابن جبر السدوسي. (¬4) إسناده ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (16/242) من طريق حمزة بن محمد الكاتب به، وعبد الرزاق (1/519) عن معمر، وعن الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1/480) عن حفص، كلهم عن ليث بن أبي سليم به. (¬5) في الأصل "الأكلة والأكلتين، والتمرة والتمرتين"، وهو خطأ. (¬6) إسناده ضعيف، فيه ابن سماعة وهو ضعيف، ولكنه متابع. أخرجه أحمد (2/393) ، وتمام في "فوائده" (2/274-275) من طريق أبي عبد الله أحمد بن خُليد الكندي، كلاهما ـ أي أحمد وابن خليد الكندي ـ عن أبي نعيم به، فتابعا ابن سماعة على هذه الروابة. وأخرجه أبو داود (2/118) كتاب الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى، عن عثمان بن أبي شيبة، وزهير ابن حرب، عن جرير، وابن خزيمة (4/66) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش به. وأخرجه البخاري (2/537) كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى {لاَ يَسْأَلُوْنَ النَّاسَ إِلْحَافًا} ، و (4/1651) كتاب التفسير، باب لايسألون الناس إلحافاً ... إلخ، ومسلم (2/719-720) كتاب الزكاة، باب المسكين الذي لا يجد غنى، ولا يفطن له فيتصدق عليه من طرق عن أبي هريرة به نحوه.

368 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعمش (¬1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((قَالَ رجلٌ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وشِئْتَ، فَقَالَ: جعلْتَني لِلَّهِ نِداًّ، بَلْ مَا شاءَ اللهُ وحدَه)) (¬2) ¬

(¬1) هكذا في المخطوط "الأعمش" وهو خطأ، إما من الناسخ أو من أوهام ابن سماعة؛ إذ روى غير واحد من الثقات عن أبي نعيم فقالوا: الأجلح، وكذا سائر من تابع أبا نعيم على هذا الإسناد كما سيأتي في التخريج، والأجلح ضعيف وقد تقدمت ترجمته في الرواية رقم (330) . (¬2) إسناده ضعيف، فيه: - ... محمد بن الحسن بن سماعة، وهو ضعيف. - ... وذكر الأعمش في الإسناد غلط، كما يأتي. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص274) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/244) عن علي بن عبد العزيز، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/99) من طريق أبي عمر القتات، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/104) من طريق عمر بن علي بن حرب، كلهم عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عن الأجلح به. وأخرجه أحمد (1/283) عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن الأجلح به. وقد تابع سفيانَ الثوري على هذا الإسناد: - عبد الله بن مبارك في "مسنده" (ص108) . - عيسى بن يونس، أخرج حديثه ابن ماجه (1/684) كتاب الإيمان، باب النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت، عن هشام ابن عمار، عنه به، ولفظه عنده: ((إذا حلف أحدكم فلا يقل: ماشاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت)) . - علي بن مسهر، أخرج حديثه ابن أبي شيبة (5/340) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/244) عنه به. - هشيم بن بشير، أخرج حديثه أحمد (1/214) عنه به. - أبو معاوية، أخرج حديثه أحمد (1/224) عنه به. - يحيى بن سعيد القطان، أخرج حديثه أحمد (1/347) عنه به. - جعفر بن عون، أخرج حديثه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/217) عنه به. فهؤلاء كلهم قالوا: عن الأجلح، ولم يقل أحد منهم عن الأعمش، وبهذا تبين أن ذكر الأعمش في الإسناد غلط، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

369 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَزَّةَ العَطَّار، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ طَيْفور ابن غَالِبٍ النَّسَويّ قَدِمَ حَاجًّا، حَدَّثَنَا قُتيبة بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوانة، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ (¬1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عن ابن عباس ((في قوله عزَّ وجلَّ: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} (¬2) قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يُعالِج مِنَ التَّنزيل شِدَّةً، كَانَ يحرِّك شَفتَيْه، فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: أَنَا أحرِّكهما لَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحرِّكهما، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أحرِّكهما لَكَ كَمَا كَانَ ابنُ عَبَّاسٍ يحرِّكهما، فحرَّك شَفتَيْه، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ ¬

(¬1) في المخطوط "موسى مولى عائشة"، وهو تصحيف، والصواب ما أثبت. (¬2) الآية (16) من سورة القيامة.

لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ [ل/80أ] وَقُرْآنَهُ} (¬1) قَالَ: جَمْعَهُ فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرأُه، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (¬2) ، فاسْتَمِع لَهُ وأَنْصِتْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نقرأَه، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ استَمَع، فَإِذَا انْطَلَق جِبْرِيلُ قَرَأَه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَقْرَأَهُ)) (¬3) . 370 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقسَم المُقرِئ، حدثنا محمد ابن صَالِحِ بْنِ ذَرِيح العُكْبَريّ، حَدَّثَنَا جُبارة بْنُ المُغلِّس (¬4) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن عبد الرحمن ¬

(¬1) الآيتان (16-17) من السورة نفسها. (¬2) الآية (18) من السورة نفسها. (¬3) إسناده صحيح. أخرجه البخاري (6/2736) كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى {لا تحرك به لسانك} ، ومسلم (1/330) كتاب الصلاة، باب الاستماع للقراءة عن قتيبة به. وأخرجه الطيالسي (ص342) ، والبخاري (1/6) كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبي عوانة به. والبخاري (4/1877) كتاب التفسير، باب قوله تعالى {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ... } ، وفي (4/1924) كتاب فضائل القرآن، باب الترتيل في القراءة، عن قتيبة، ومسلم (1/330) كتاب الصلاة، باب الاستماع للقراءة، عن قتيبة، وأبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلهم عن جرير، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ. والبخاري (4/1876) كتاب التفسير، باب تفسير سورة القيامة، عن الحميدي، عن سفيان، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ به مختصراً. وفي الموضع نفسه، باب {إن علينا جمعه وقرآنه} عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إسرائل، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ به. (¬4) الحِمّاني، أبو محمد الكوفي، تكلم فيه، فضعفه أبو حاتم، وابن سعد، وترك حديثه أبو زرعة وابن نمير، وكذّبه ابن معين، وقال البخاري: "حديثه مضطرب". وقال أبو داود: "لم أكتب عنه، في أحاديثه مناكير، وما زلت أراه وأجالسه، وكان رجلاً صالحاً". وقال البزار: "كان كثير الخطأ، إنما يحدث عنه قوم فاتتهم أحاديث كانت عنده أو رجل غبيّ". وقال الدارقطني: "متروك"، وقال مطين عن ابن نمير: "صدوق"، وقال عثمان بن أبي شيببة: "جبارة أطلبنا للحديث، وأحفظنا"، وقال مسلمة: "روى عنه أهل بلدنا، وجبارة ثقة إن شاء الله". والراجح أنه ضعيف؛ - لأن الذين ضعفوه أكثر عدداً. - أن الذين ضعفوه بينوا سبب ضعفه، وهو كثرة الخطأ، والاضطراب، وكثرة المناكير في أحاديثه، وهذه الأسباب تدل على أنه لم يضبط حديثه. - وأما تكذيب ابن معين له، فهو من تشدده، لما قال عنه ابن نمير: "كان يوضع الحديث فيحدث به، وما كان عندي ممن يتعمد الكذب". والله أعلم. انظر الجرح والتعديل (2/550) ، وسؤالات البرذعي (ص462) ، والكامل (2/180-182) ، وتهذيب الكمال (4/489-492) ، والتهذيب (2/50) ، والتقريب (137/ت890) .

الجُمَحيّ (¬1) قَاضِي مَكَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ (¬2) يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ نَابَهُ فِي صلاتِه ¬

(¬1) أبو الثورين ـ بفتح المثلثة على التثنية ـ. ذكره البخاري، ومسلم، والخطيب وسكتوا عنه، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "أخطأ شعبة في اسم أبي الثورين فقال: أبو السَّوّار، وإنما هو أبو الثورين، قلت لأبي: ومن هذا أبو الثورين؟ قال: رجل من أهل مكة، مشهور، اسمه محمد بن عبد الرحمن بن قريش"، وقال الذهبي: "صدوق، غيره أوثق منه"، وقال الحافظ في "التهذيب": ذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم قال في "التقريب": "مقبول، من الرابعة". انظر العلل لأحمد (1/182) ، والتاريخ الكبير (1/150) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/171) ، والثقات لابن حبان (5/375-376) ، وموضح الأوهام (2/338) ، وتهذيب الكمال (25/593-594) ، والميزان (4/509) ، والتهذيب (9/292-293) ، والتقريب (491/ت6066) . (¬2) هو سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج.

شيءٌ فَلْيَقُل: سبحانَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ التَّسبيح لِلرِّجَالِ والتَّصفيقَ لِلنِّساءِ)) (¬1) . 371 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ السِّمْسار، حدثنا محمد بن الحسن ابْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا سُفيان الثَّوْريّ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْْأمة (¬2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَبِيعُ حاضرٌ لبادٍ)) (¬3) . ¬

(¬1) إسناده ضعيف، فيه: - جبارة بن المغلِّس الحِمّاني، وهو ضعيف. والحديث صحيح ثابت عن سهل بن سعد، أخرجه البخاري (2/139-141) كتاب الجمعة، باب من دخل ليؤم الناس من طريق عبد الله بن يوسف عن مالك، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بن سعد به مطوَّلاً. (¬2) هو صالح بن نبهان المدني، مولى التوأمة ـ بفتح المثناة وسكون الواو، بعدها همزة مفتوحة ـ تكلم فيه الأئمة فضعفه بعضهم، ووثقه آخرون، وحاصل كلامهم هو: أن الرجل صدوق في نفسه، إلا أنه اختلط، وحديث القدماء عنه صحيح أو حسن، قال ابن عدي: "وهو في نفسه ورواياته لا بأس به إذا سمعوا منه قديماً مثل ابن أبي ذئب، وزياد ابن سعد، وابن جريج ... وحديثه الذي حدث به قبل الاختلاط لا أعرف فيه منكراً إذا روى عنه ثقة". انظر تاريخ ابن معين (3/176) برواية الدوري، وبرواية الدارمي (ص133) ، والعلل لأحمد (2/311) ، و (3/23) ، و (3/115) ، وأحوال الرجال (ص144) ، والتاريخ الكبير (4/243، 291) ، وعلل الترمذي (ص34) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص57) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/466) ، والضعفاء للعقيلي (2/204) ، والجرح والتعديل (4/416-417) ، والمجروحين لابن حبان (1/365) ، والكامل لابن عدي (4/55-57) ، والتعديل والتجريح (2/785) ، وتهذيب الكمال (13/99-103) ، والكاشف (1/499) ، والتهذيب (4/355-356) ، والتقريب (274/ت2892) ، والكواكب النيرات (ص50) . (¬3) إسناده ضعيف، فيه: - صالح مولى التوأمة اختلط بأخرة والثوري سمع منه بعد الاختلاط، ولكن صالحاً توبع مما يدل على أنه ضبط حديثه. - وفيه ابن سماعة وهو ضعيف أيضاً. وأخرجه عبد الرزاق (8/200) ، وأحمد (2/481) عن وكيع، وفي (2/484) عن عبد الرحمن بن مهدي وأبي نعيم، وفي (2/525) عن يحيى بن آدم، كلهم عن سفيان به. وأخرجه أحمد (2/243) من طريق الأعرج، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/203) من طريق إبراهيم النخعي، وابن الجارود في "المنتقى" (ص148) من طريق سعيد وأبي سلمة، والبخاري (2/758) كتاب البيوع، باب لا يبيع حاضر لباد بالسمسرة من طريق سعيد بن المسيب، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، كلهم عن أبي هريرة به، مطوّلا ومختصراً. فهؤلاء تابعوا صالح مولى التوأمة على هذا الحديث.

372 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ الحُرْفي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا سُفيان الثَّوْريّ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((نَهَى رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَنْ بَيعِ الوَلاءِ وعَنْ هِبَتِهِ)) (¬1) . 373 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ الحُرْفيّ، حَدَّثَنَا ابنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا سُفيان [ل/80ب] الثَّوريّ، عَنْ سُهيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثيّ، عَنْ تَمِيم الدَّارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا الدينُ النَّصِيحة، إِنَّمَا الدينُ النَّصِيحة، إِنَّمَا الدينُ النَّصِيحة، قِيلَ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ ¬

(¬1) في إسناده ابن سماعة، وهو ضعيف، ولكنه توبع. أخرجه البخاري (6/2482) كتاب، باب إثم من تبرأ من مواليه، عن أبي نعيم به مثله. وفي (2/896) كتاب العتق، باب بيع الولاء وهبته، ومسلم (2/1145) كتاب العتق، باب النهي عن بيع الولاء وهبته، من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ به. قال مسلم: "الناس كلهم عيال على عبد الله بن دينار في هذا الحديث".

وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وعامَّتِهم)) (¬1) . 374 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا أبو حنيفة النُّعمان بن ثابت، عن حماد (¬2) ، عن إبراهيم (¬3) ((أن جَرير بن عبد الله بال، ومسح على خُفَّيْه)) (¬4) ¬

(¬1) إسناده كسابقه، فيه ابن سماعة، ولكنه متابع، تابعه علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم به، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/52) . وأخرجه أحمد (4/102) ، ومسلم (1/74) كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، عن محمد بن حاتم كلاهما - أحمد ومحمد بن حاتم- عن ابن مهدي، عن سفيان به، إلا أن فيه ذكر النصيحة مرة واحدة. والحديث علقه البخاري في صحيحه (1/137 ـ مع الفتح ـ) فقال: باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((الدين النصيحة، لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)) . قال الحافظ: "هذا الحديث أورده المصنف هنا ترجمة باب، ولم يخرجه مسنداً في هذا الكتاب، لكونه على غير شرطه، ونبّه بإيراده على صلاحيّته في الجملة". فتح الباري (1/137) . (¬2) هو ابن أبي سليمان، صدوق له أوهام. التقريب (178/ت1500) . (¬3) هو ابن يزيد النخعي. (¬4) إسناده ضعيف للعلل الآتية: - الانقطاع بين إبراهيم النخعي وجرير بن عبد الله، فإن إبراهيم لم يدركه. قال الذهبي: "لم نجد له سماعاً من الصحابة المتأخرين الذين كانوا معه بالكوفة كالبراء بن عازب، وأبي جحيفة، وعمرو بن حريث". قلت: وقد مات جرير بن عبد الله قبل هؤلاء بأكثر من عشرين سنة. - تفرد حماد بن أبي سليمان بهذه الرواية، حيث روى غيره من أصحاب إبراهيم النخعي، وهم: الأعمش، والثوري، ومنصور، والحكم، فقالوا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الحارث النخعي قال: "رأيت جرير بن عبد الله بال، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم قام فصلى، فسئل عن ذلك، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا، قال إبراهيم: "كان هذا يعجبهم؛ لأن جريراً كان في آخر من أسلم". - أما حديث الأعمش فأخرجه أحمد (4/364) ، والبخاري (1/151) كتاب الصلاة، باب الصلاة في الخفاف، ومسلم (1/227) كتاب الصلاة، باب المسح على الخفين، والترمذي (1/155) كتاب الصلاة، باب في المسح على الخفين، والنسائي (1/81) كتاب الصلاة، باب المسح على الخفين، وفي "الكبرى" (1/90) ، وابن ماجه (1/180) كتاب الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين، وابن حبان (4/165) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/341-342) من طرق عن الأعمش به. - وحديث الثوري أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/340) من طريق عبد الرزاق، عنه به. - وحديث منصور أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/342) من طريق شعبة، عنه به. - وحديث الحكم بن عتيبة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/342) من طريق شعبة عنه به. فهؤلاء رفعوا الحديث إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وجعلوا همام بن الحارث بين إبراهيم النخعي وجرير، فصار الحديث موصولاً مرفوعاً، بينما روى حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم، عن جرير منقطعاً موقوفاً، ولم يذكر همام ابن الحارث، ولكن روى شعبة عند الطبراني في "المعجم الكبير" (2/342) عن محمد بن العباس الأخرم، عن حبيب ابن بشر، عن حماد بن مسعدة، عنه، وعمرو بن قيس المُلائي عند الطبراني في الموضع السابق، عن الحسين بن إسحاق التستري، عن محمد بن حميد، عن الحكم بن بشير عنه، كلاهما عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ همام بن الحارث، عن جرير مرفوعاً، فوافق حماد سائر أصحاب إبراهيم النخعي على هذه الرواية. ويحتمل أن يكون الوهم من الإمام أبي حنيفة أو ممن بعده، كما يحتمل أيضاً أن حمّاد بن أبي سليمان روى الحديث على الوجهين؛ المرفوع والموقوف. والحاصل أن الحديث صحيح موصولاً مرفوعاً، وأما الرواية المنقطعة الموقوفة فإنها ضعيفة لما تقدم والله أعلم. والحديث سيورده المصنف في الرواية رقم (716) بالإسناد نفسه.

375 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عبد الله الدّارَكيّ الشَّافِعِيُّ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن حُميد الرّازيّ، حدثنا عبد الله بْنُ المبارَك، حَدَّثَنَا حُميد الطَّويل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أُمِرتُ أَنْ أقاتلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لا

إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، واستقبَلُوا قبلَتَنا، وَأَكَلُوا ذَبِيْحَتَنا، وصَلَّوْا صلاتَنا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ حَرُمَتْ دِماؤُهم وأموالُهم إِلا بحقِّها، وحِسابُهم عَلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ)) (¬1) . 376 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤ، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ الْوَلِيدِ الكِنْديّ (¬2) ، حَدَّثَنَا عُثمان بْنُ مَطَر المُقْرِئ وَيُكْنَى أَبَا الْفَضْلِ (¬3) ، عَنْ ثَابِتٍ البُنانيّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ ¬

(¬1) في إسناده محمد بن حميد الرازي، وفيه ضعف، ولكن تابعه غير واحد من أصحاب ابن المبارك، فدل ذلك على أنه ضبط هذا الحديث. أخرجه أحمد (3/224) عن علي بن إسحاق والحسن بن يحيى، والبخاري (1/153) أبواب القبلة، باب فضل استقبال القبلة ... إلخ عن نعيم بن حماد، ثلاثتهم عن ابن المبارك به نحوه. والحديث في "مسند عبد الله بن المبارك" عن حميد الطويل به نحوه، وفيه زيادة "لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم". (¬2) أبو الوليد الحنفي، الإمام العلاّمة، المحدث الصادق، قاضي العراق، ولد في حدود الخمسين ومائة. قال صالح جزرة: "بشر بن الوليد صدوق، لكنه لا يعقل، كان قد خرف"، وقال أبو عبد الرحمن السلمي: "سألت أبا الحسن الدارقطني عن بشر بن الوليد فقال: ثقة"، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين في ذي القعدة. سؤالات السلمي (رقم71) ، وتاريخ بغداد (7/80-84) ، وأخبار القضاة (3/272-273) ، وسير أعلام النبلاء (10/673-676) . (¬3) ويكنى أيضاً أبا علي، الشيباني البصري، ويقال: اسم أبيه عبد الله، ضعفه ابن معين، وابن المديني، وأبو داود، والنسائي، وأبو حاتم وغيرهم. وقال البخاري: "منكر الحديث". وقال ابن عدي: "أحاديثه عن ثابت خاصة مناكير، وسائر أحاديثه فيها مشاهير، وفيها مناكير، والضعف بيّن على حديثه". وقال الحافظ ابن حجر: "ضعيف". انظر تاريخ ابن معين (4/128) ، والتاريخ الكبير (6/253) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص75) ، وسؤالات الآجري (ص216) ، والضعفاء للعقيلي (3/216) ، والجرح والتعديل (6/169) ، والكامل (5/163) ، والمجروحين (2/99) ، وتاريخ بغداد (11/278) ، وتهذيب الكمال (19/494-496) ، والكاشف (2/13) ، والتهذيب (7/140) ، والتقريب (386/ت4519) .

مَالِكٍ قَالَ: ((جَاءَ جبريلُ إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ كَفَّارةَ المجلِس أَنْ تقولَ: سُبحانَك اللهُمّ وبحمدِك، أستغفرُك وأتوبُ [ل/81أ] إلَيْك)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ضعيف، فيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/278) عن أحمد العتيقي به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/163) من طريق بشر بن الوليد به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/289) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/216) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (9/98) ، وفي "الدعاء" (536) من طرق عن عثمان بن مطر به. وفي رواية الطبراني زيادة قوله: "لا إله إلا الله" بعد قوله "سبحانك اللهم وبحمدك"، وليس فيها مجيء جبريل عليه السلام. قال العقيلي: "ولا يتابع عليه، وهذا يروى بإسناد أصلح من هذا من غير هذا الوجه". وقال الهيثمي بعد أن عزاه إلى البزار، والطبراني في الأوسط: "وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف". وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2/185) وجعله من حديث يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ عن أنس، قال: "سألت أبي عن حديث رواه يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس فذكره، قال أبي: هذا خطأ رواه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أبي الصديق الناجي قوله". وللحديث شواهد من حديث جبير بن مطعم، وعبد الله بن عمرو، ورافع بن خديج، وابن مسعود، وعائشة. - أما حديث جبير بن مطعم فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (ص537) عن إسحاق بن أحمد الخزاعي المكي، عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، عن محمد بن عجلان، عن مسلم بن أبي مريم، وفي "المعجم الكبير" (2/139) عن أبي شعيب الحرّاني وأحمد بن أيوب الأهوازي، والعقيلي في "الضعفاء" (2/17) عن أبي شعيب الحراني، كلاهما عن خالد بن يزيد العمري كلاهما ـ مسلم بن أبي مريم وخالد بن يزيد العمري ـ عن داود بن قيس، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم، عن أبيه به. وأخرج العقيلي في "الضعفاء" (2/17) من طريق روح بن عبادة والقعنبي، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -. قال العقيلي: "وهذا أولى، وخالد هذا يحدث بالخطأ ويحكي عن الثقات مالا أصل له". قلت: لم يتفرد خالد هذا بوصل هذا الإسناد، بل تابعه مسلم بن أبي مريم كما تقدم. - وحديث عبد الله بن عمرو أخرجه أبو داود (4/264) كتاب الأدب، باب كفارة المجلس، وابن حبان (ص588 ـ موارد الظمآن ـ) عن ابن وهب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنْ سعيد بن أبي سعيد، عنه من قوله. - وحديث رافع بن خديج أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (ح4445) ، وفي "المعجم الأوسط" (ح4464) ، وفي "المعجم الصغير" (ح620) ، وفي "الدعاء" (537) ، والحاكم (1/537) من طريق الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عنه. - وحديث عائشة أخرجه الطبراني في "الدعاء" (537) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/290) من طريق ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد، عن زرارة، عنها مطولاً. - وحديث عبد الله بن مسعود أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/164/ح10333) ، وفي "المعجم الأوسط" (2/ح1249) من طريق عبيد بن عمرو الحنفي، ويحيى بن كثير، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عنه. والحاصل أن هذا الحديث معلول، لكن جاء من روايات أخرى تصل في مجموعها إلى الحسن، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

377 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الله بن الحسين بن عبد الله الخَلاَّل، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمّار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعين، حدثنا عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمون (¬1) ، عَنْ عبد الله بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ حَلَفَ فقالَ: إنْ شاءَ اللهُ لَمْ يَحْنَثْ)) (¬2) ¬

(¬1) هو الصنعاني. (¬2) إسناده ضعيف من أجل أحمد بن محمد التمار، وهو ضعيف، وقد تفرد بذكر إبراهيم بن ميمون الصنعاني عن سائر الرواة عن عبد الرزاق ـ فيما وقفت عليه من طرق هذا الحديث ـ. وهذا الحديث مختصر من حديث طويل، أخرجه هكذا الترمذي (4/108) كتاب النذور والأيمان، باب في الاستثناء في اليمين، عن يحيى بن معين، والنسائي (7/31) كتاب الأيمان والنذور، باب الاستثناء، عن نوح بن حبيب، وأبو يعلى (11/120) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وأبو بكر بن منجويه، والطبراني في "الأوسط" (3/228) عن إسحاق ابن إبراهيم، كلهم عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ابن طاوس، عن أبيه به مختصراً. قال الترمذي ـ عقب هذا الحديث ـ: "سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا حديث خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق، اختصره من حديث مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إن سليمان بن داود قال: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، تلد كل امرأة غلاماً، فطاف عليهن فلم تلد امرأة منهن إلا امرأة نصف غلام، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: لو قال: إن شاء الله لكان كما قال)) ، هكذا روي عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ابن طاوس، عن أبيه هذا الحديث بطوله، وقال: سبعين امرأة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قال سليمان بن داود: "لأطوفن الليلة على مائة امرأة". وأخرجه مطوّلاً أحمد (2/275) ، والبخاري (5/2007) باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي، عن محمود ـ هو ابن غيلان ـ، ومسلم (3/1275) كتاب الإيمان، باب الاستثناء عن عبد بن حميد، والنسائي (7/31) كتاب الأيمان والنذور، باب الاستثناء عن العباس بن عبد العظيم، كلهم عن عبد الرزاق به، عن معمر، عن ابن طاوس به. وأخرجه البخاري (6/2470) كتاب الأيمان والنذور، باب الاستثناء في الأيمان، ومسلم (3/1275) كتاب الأيمان والنذور، باب الاستثناء من طرق عن سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس به. وأخرجه مسلم (3/1275) ، وفي (3/1276) من طريق محمد – هو ابن سيرين- والأعرج عن أبي هريرة به مطولاً.

378 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ العطَّار، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ طَيْفُورٍ، حَدَّثَنَا قُتيبة، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ سُهيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَامَ مِنْ مجلِسِه ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أحقُّ بِهِ)) (¬1) . 379 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ عُمَرَ بْنِ عِمران الضَرَّاب ¬

(¬1) إسناده حسن، والحديث صحيح لغيره بالطرق الأخرى. وأخرجه مسلم (4/1715) كتاب السلام، باب إذا قام من مجلسه، ثم عاد فهو أحق به، عن قتيبة بِهِ.

الضَّرِير (¬1) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ البَهْلُول، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجَوْهَريّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسامة، عَنْ بُرَيد ابن عبد الله، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لَيُمْلِي لِلظَّالم، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِته ثمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيْمٌ شَدِيْدٌ} (¬2)) ) (¬3) . 380 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السّمْسار، حدثنا محمد بن الحسن بْنِ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَطِيّة العَوْفيّ (¬4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدريّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ¬

(¬1) أبو عبد الله، يعرف بابن الضرير، ولد يوم الإثنين لأربع عشرة خلون من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين ومائتين، ومات فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال الأزهري: "كان ثقة". تاريخ بغداد (8/82) ، وتكملة الإكمال (2/222) ، و (3/608) . (¬2) الآية (102) من سورة هود. (¬3) إسناده صحيح، وذكر أبي أسامة غريب، تفرد به إبراهيم بن سعيد الجوهري. أخرجه الترمذي (5/288) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/151) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (2/515) من طريق أبي طاهر المخلص عن يحيى بن محمد، كلاهما عن إبراهيم بن سعيد الجوهري به. وأخرجه البخاري (4/1726) كتاب التفسير، باب قوله {وكذلك أخذ ربك ... } إلخ، عن صدقة بن الفضل، ومسلم (4/1997) كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن نمير، والترمذي (5/288) عن أبي كريب، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/365) عن أبي بكر بن علي، ويحيى بن معين، وابن ماجه (2/1322) كتاب الفتن، باب العقوبات عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن نمير وعلي بن محمد، وأبو يعلى (13/207) عن أبي كريب، كلهم عن أبي معاوية، عن بريد بن عبد الله به. (¬4) هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، الجَدَلي، القيسي، الكوفي، أبو الحسن. كان هشيم يضعفه، وفي رواية: كان يتكلم فيه، وضعفه أحمد، والنسائي، وأبو حاتم وقال: "يكتب حديثه، وأبو نضرة أحب إلي منه"، وقال أبو داود: "ليس بالذي يعتمد عليه"، وقال أبو زرعة: "لين"، وقال الجوزجاني: "مائل"، وقال الساجي: "ليس بحجة"، وقال ابن حبان: "لا يحل كتب حديثه"، وقال ابن عدي: "قد روى عن جماعة من الثقات، ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة وعن غير أبي سعيد، وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وكان يعد مع شيعة أهل الكوفة"، وأما ابن سعد فقال: "ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به"، وقال ابن معين: "صالح"، وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيراً، وكان شيعياً مدلساً". قلت: حديثه يصلح في المتابعات والشواهد، وإذا تفرد فهو إلى الضعف أقرب، والله أعلم. انظر الطبقات لابن سعد (6/304) ، والتاريخ الكبير (7/8) ، والتاريخ الصغير (1/236) ، والجرح والتعديل (6/382) ، وتهذيب الكمال (20/145-148) ، والميزان (3/79) ، والتهذيب (7/200-201) ، والتقريب (393/ت4616) .

((مَنْ مَاتَ لا يُشرك بِاللَّهِ شيئاً دَخَل الجنّة)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ضعيف، فيه: - عطية العوفي وهو ضعيف. - ومحمد بن الحسن بن سماعة، ولكن تابعه أحمد في "مسنده" (3/79) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (ص280) كلاهما عن أبي نعيم به، وأخرجه البزار (ح6 ـ كشف الأستار ـ) ، وأبو يعلى (2/302) من طريق زكريا بن أبي زائدة به، قال البزار: "ولا نعلم رواه عن عطية أثبت من زكريا"، وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" إلى أحمد والبزار، وقال: "رجاله رجال الصحيح". قلت: والصحيح أن عطية لم يروِ له الشيخان في الصحيح إلا البخاري في "الأدب المفرد"، وقد تقدم أنه ضعيف. وللحديث طريق آخر عن أبي سعيد، أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (ح968) ، وأبو يعلى (ح1314) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعُم، عن عبد الله بن راشد مولى عثمان، عن أبي عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ بين يدي الرحمن للوحًا فيه ثلاثمائة وخمسَ عشرةَ شريعةً، يقول الرحمن: وعزّتي وجلالي، لا يأتي عبد من عبادي لا يشرك بي شيئاً، فيه واحدة منها إلا دخل الجنة)) . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/36) : "رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن راشد، وهو ضعيف". قلت: وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الإفريقي، وهو ضعيف أيضاً. انظر التقريب (340/ت3862) . وللحديث شواهد يتقوى بها منها: - حديث معاذ بن جبل، أخرجه البخاري (ح128-129) . - حديث جابر، أخرجه مسلم (ح93، 151، 152) . - حديث أبي ذر، أخرجه مسلم (ح94، 153) . - حديث ابن مسعود، أخرجه مسلم (ح92، 150) .

[ل/81ب] 381 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ (¬1) ، حَدَّثَنَا (¬2) مُحَمَّدٌ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم (¬4) ، حَدَّثَنَا مُوسَى الفَرَّاء (¬5) ، عَنْ عَلْقَمة بْنِ مَرْثَد، عَنْ أبي عبد الرحمن السُّلَمي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مِنْ خيارِكم أَوْ أَفاضِلِكم مَنْ تعلَّم القرآنَ وعلَّمه)) (¬6) ¬

(¬1) هو ابن جعفر السمسار. (¬2) في المخطوط "بن" بدل "ثنا" الذي هو حدثنا، والصواب ما أثبت، لما يدل عليه الإسناد السابق واللاحق والله أعلم. (¬3) هو ابْنُ سَمَاعَةَ. (¬4) هوا لفضل بن دكين. (¬5) هو موسى بن سعيد بن موسى، أبو عمران الهمذاني. قال صالح بن أحمد بن حنبل: "ثقة صدوق متقن، يحسن هذا الشأن"، وقال الخليلي: "ثقة عالم". تاريخ بغداد (13/59) ، وسير أعلام النبلاء (15/305-306) . (¬6) في إسناده محمد بن الحسن بن سماعة، ولكن تابعه أحمد بن محمد الأدمي، ويعقوب بن سفيان كلاهما عن أبي نعيم به، أخرج روايتهما الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/129) . وأخرجه في (5/364) من طريق هشام بن يونس النهشلي، عن المحاربي، عن موسى الفراء، عن سلمة بن كهيل، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ به. قلت: هذا الحديث مداره على علقمة بن مرثد واختلف عليه، فرواه موسى الفراء، وسفيان الثوري، ومسعر بن كدام، والجراح بن الضحاك الكندي عنه عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عن عثمان بن عفان به. - أما حديث موسى الفراء فقد تقدم تخريجه. - وحديث الثوري أخرجه عبد الرزاق (3/367) ، وأحمد (1/57) عن وكيع وسفيان، وعبد الرحمن، والبخاري (4/1919) كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، عن أبي نعيم، والترمذي (5/174) كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، عن محمود بن غيلان، عن بشر بن السري، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/19) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، وابن ماجه (1/76-77) في المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه، عن علي بن محمد، عن وكيع، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/323) من طرق عن أبي نعيم، كلهم عنه به. - وحديث مسعر أخرجه تمام في "فوائده" (1/94) من طريق أبي جعفر الطبري، عن أبي كريب، عن محمد بن بشر عنه به. - وحديث الجراح بن الضحاك الكندي أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2/338) ، وتمام في "فوائده" (2/281) ، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص101) من طريق إسحاق بن سليمان، عنه به. فهؤلاء روَوْا عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عثمان به، وخالفهم شعبة وقيس بن الربيع فروياه عنه، عن سعد بن عبيدة، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عن عثمان، فزادا سعد بن عبيدة بين علقمة وأبي عبد الرحمن. - أما حديث شعبة فأخرجه علي بن الجعد في "مسنده" (ص84) ، والطيالسي في "مسنده" (ص13) ، وسعيد ابن منصور (1/112) عن عبد الرحمن بن زياد، وابن أبي شيبة (6/132) عن شبابة بن سوّار، وأحمد (1/69) عن يحيى ابن سعيد القطان، والبخاري في الموضع السابق عن حجاج بن المنهال، وأبو داود (2/70) كتاب الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن، عن حفص بن عمر، والترمذي (5/173) كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/19) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، وعن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى ابن سعيد القطان، وابن ماجه (1/76) عن محمد بن بشار، عن القطان، وابن حبان (1/324) من طريق عبد الله ابن رجاء الغداني، والبزار (2/52) عن محمد بن المثنى، وعمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد القطان، كلهم عن شعبة، عن علقمة، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن به، وقرن القطان سفيان الثوري وشعبة في هذه الرواية. قال الترمذي بعد أن أخرج الحديث من طريق سفيان: هذا حديث حسن صحيح، هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي وغير واحد عن سفيان الثوري، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثدٍ، عَنْ أبي عبد الرحمن، عن عثمان، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وسفيان لا يذكر فيه عن سعد بن عبيدة، وقد روى يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث عن سفيان وشعبة، عن علقمة ابن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن عن عثمان، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، حدثنا بذلك محمد ابن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة، قال محمد بن بشار: وهكذا ذكره يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة غير مرة، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثدٍ، عَنْ سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، قال محمد ابن بشار: وأصحاب سفيان لا يذكرون فيه عن سفيان، عن سعد بن عبيدة، قال محمد بن بشار: وهو أصح. قال أبو عيسى: وقد زاد شعبة في إسناد هذا الحديث سعد بن عبيدة، وكأن حديث سفيان أصح، قال علي بن عبد الله: قال يحيى بن سعيد: ما أحد يعدل عندي شعبة، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان، قال أبو عيسى: سمعت أبا عمار يذكر عن وكيع، قال: قال شعبة: سفيان أحفظ مني، وما حدثني سفيان عن أحد بشيء فسألته إلا وجدته كما حدثني. قلت: كذا رجح الترمذي حديث سفيان على حديث شعبة، والظاهر من صنيع البخاري أنه صحح الطريقين، حيث أخرجهما في صحيحه، بل أورد حديث شعبة الذي فيه الزيادة على حديث سفيان، والظاهر أن علقمة روى الحديث على الوجهين، مرة بواسطة فسمعه شعبة ومن وافقه، ومرة رواه بدون واسطة، فسمعه سفيان ومن وافقه، فحفظ كل واحد منهم ما سمع، بل إن سفيان روي عنه الوجهان، كما تقدم، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

382 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم،

حَدَّثَنَا سعيد ابن عُبيد (¬1) الطَّائيّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرة بْنِ جُنْدُب (¬2) ، عَنْ أَبِيهِ: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يمسَح على ¬

(¬1) في المخطوط "عبيد الله"، والمثبت من التقريب (284/ت2361) . (¬2) ذكره البخاري، وابن أبي حاتم وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال القطان: "حاله مجهولة". وقال الذهبي: "وُثِّق". وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول". انظر التاريخ الكبير (4/17) ، والجرح والتعديل (4/118) ، والثقات لابن حبان (4/314) ، وتهذيب الكمال (11/448) ، والكاشف (1/460) ، والتهذيب (4/173) ، والتقريب (252/ت2569) .

الخُفَّيْن)) (¬1) . 383 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ عمر الضَّرَّاب، حدثنا محمد بن محمد الباغَنْديّ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَير، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن مُجاهِد قال: ((إذَا ماتَ المُؤْمِنُ بَكَى عَليهِ مَوضِعُ مَسْجِدِه والبابُ الذي كان يَصْعَد فيه عملُه أربعين صباحاً)) (¬2) ¬

(¬1) في إسناده محمد بن الحسن بن سماعة، ولم أقف على من رواه مرفوعاً من طريق سمرة بن جندب إلا من هذا الطريق، ولم أقف عليه أيضاً إلا عند المصنف. أخرجه ابن أبي شيبة (1/165) عن أبي نعيم وعبيد الله، عن سعيد بن عبيد الطائي به موقوفاً على سمرة. وعن وكيع، عن سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، عَنْ علي بن ربيعة، عن رجل عن سمرة موقوفاً عليه. وأما الحديث فقد ثبت مرفوعا عن عدد كبير من الصحابة، بل عده العلماء من الأحاديث المتواترة، وقد تقدم برقم (374) من حديث جرير بن عبد الله البجلي. وسيرد الحديث برقم (618) عن المغيرة بن شعبة. (¬2) إسناده ضعيف من أجل تدليس الأعمش، وقد عنعن، وفي سماعه من مجاهد كلام. قال يعقوب بن شيبة: "ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، قلت لعلي بن المديني: كم الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: "سمعت"، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات". وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "في أحاديث الأعمش عن مجاهد، قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث عن مجاهد". انظر التهذيب (4/225) . قلت: لم أجد الأثر من طريق الأعمش. وأخرجه ابن أبي شيبة (7/216) عن أبي الأحوص، وابن جرير في "تفسيره" (25/125) من طريق سفيان، وجرير ابن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/96) من طريق فضيل بن عياض، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/184) من طريق سفيان الثوري، كلهم عن منصور، عن مجاهد به نحوه، فتابع فيه منصور الأعمش، وعليه فالأثر حسن لغيره. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (5/1714) من طريق إسرائيل بن يونس، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مجاهد به مطولاً. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (ص114) ، وابن أبي شيبة (7/136) ، والطبري في الموضع السابق، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/184) من طرق عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس به نحوه. وأبو يحيى القتات مختلف في اسمه، فقيل زاذان، وقيل دينار، وقيل مسلم، وقيل يزيد، وقيل، زبّان، وقيل عبد الرحمن، لين الحديث. التقريب (684/ت8444) . وقد تابع مجاهد على هذه الرواية سعيد بن جبير، أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/335) من طريق المنهال، والطبري في "تفسيره" (25/125) من طريق المنهال، والحاكم (2/487) من طريق عطاء بن السائب، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/184) من طريق المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به نحوه. قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". اهـ. قال المنهال في حديثه عن ابن عباس: في قوله تعالى {فما بكت عليهم السماء والأرض} قال: "إنه ليس أحد إلا له باب في السماء ينزل فيه رزقه، ويصعد فيه عمله، فإذا فقد بكت عليه مواضعه التي كان يسجد عليها، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض عمل صالح يقبل منهم فيصعد إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ مجاهد: تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحاً". وأخرج أبو داود في "الزهد" (ص117-118) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/334) من طريق عاصم، عن المسيب ـ هو ابن رافع ـ، عن علي قال: "إذا مات المؤمن بكى عليه مصلاه من الأرض، وبابه من السماء". وروي مرفوعاً من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه الترمذي (5/354) من طريق موسى بن عبيدة، عن يزيد بن أبان، عنه به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث". اهـ. وأخرج الآجري في "أخبار عمر بن عبد العزيز" (ص82-83) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/342) ، وابن الجوزي في "سيرة عمر" (ص248) من طريق معتمر بن سليمان، عن هشام، عن خالد الربعي قال: "مكتوب في التوراة أن السماء تبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين صباحاً". وعند الآجري "أربعين سنة".

384 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحُسَين، حدثنا محمد، حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا وكيع (¬1) ، حدثنا الأعمش، عن مجاهد: (( {أَطِيْعُوْا اللهَ ¬

(¬1) هو ابن الجراح الرؤاسي.

وَأَطِيْعُوا الرَّسُوْلَ وَأُولِي اْلأَمْرِ مِنْكُمْ} (¬1) قال: الفُقَهاءُ)) (¬2) . 385 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحُسَين، حدثنا محمد (¬3) ، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيان (¬4) قال: ((كنتُ عندَ ابْنِ عُمَرَ جالسا (¬5) فَسَمِع رجلا يَتَمَنَّى الموتَ، فَرَفَعَ ابنُ عُمَرَ يَدَه فقالَ: لا تَمَنَّ (¬6) الموتَ؛ فإنَّكَ ميِّتٌ ولكن سَلِ الله عزَّ وجلَّ العافيَة)) (¬7) ¬

(¬1) الآية (59) من سورة آل عمران. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه. أخرجه الطبري في "تفسيره" (5/148-149) ، وابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (ص64) من طرق عن مجاهد به نحوه. وأخرج الدارمي (1/83) ، والطبري في "تفسيره" (5/149) عن عطاء أنه قال: "أولو العلم والفقه، وطاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة". وأخرج الطبري في الموضع السابق بإسناده عن أبي العالية أنه قال: "هم أهل العلم، ألا ترى أنه يقول {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} . وأخرج الحاكم (1/211) من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع، عن علي بن صالح، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أولي الفقه والخير". قال الحاكم: هذا حديث صحيح له شاهد، وتفسير الصحابي عندهما مسند. وأخرجه أيضاً من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس به مطولاً. (¬3) هو الباغندي. (¬4) هو الجَنْبيّ ـ بفتح الجيم وسكون النون ثم موحدة ـ، الكوفي. (¬5) في المخطوط "جالس" بالرفع وهو خطأ. (¬6) في المخطوط "تمنى" بإثبات الحرف الأخير، والصواب حذفه كما أثبت. (¬7) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (6/107) ، وهناد بن السري في "الزهد" (1/255-256) كلاهما عن أبي معاوية به مثله، إلا أنه قال في "المصنف" "بصره" بدل "يده". وأخرج هناد في الموضع السابق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: "سمع عمر رجلاً يقول: اللهم إني أستنفق نفسي ومالي في سبيلك، فقال عمر: أولا يسكت أحدكم، فإن ابتلي صبر، وإن عوفي شكر".

386 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسَين (¬1) بْنُ جعفر، [ل/82أ] حدثنا محمد بن جعفر القُرَشيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا أبو مُعاوية، عمرو بن عبد الله النَّخَعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبانيّ، حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ ـ يَعْنِي عبد الله بْنَ مَسْعُودٍ ـ قَالَ: ((سألتُ النَّبيَّ صلّىالله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يا رسُولَ اللَّهِ، أيُّ العَمَل أَفْضَل؟ قَالَ: الصَّلاةُ عَلَى مِيْقاتِها، قلتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِرُّ الوالِدَيْنِ، قلتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ يَسْلَم النّاسُ مِنْ لسانِك، ثمَّ سَكَت، ولو استَزَدْتُه لزادَني)) (¬3) ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، ولعله تصحف من "الحسن"، وإن كان كذلك فهو الحسن بن جعفر الحُرْفي الذي تقدم. (¬2) هو الْقَتَّاتُ. (¬3) في إسناده محمد بن جعفر القرشي، تكلموا في سماعه عن أبي نعيم، ولكنه توبع كما يأتي. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/19) عن علي بن عبد العزيز، والبيهقي في "شعب الإيمان" من طريق أحمد ابن حازم بن أبي عزرة، وابن المنذر في "الأوسط" (2/355) من طريق محمد بن إسماعيل، ثلاثتهم عن أبي نعيم به مثله. فهؤلاء تابعوا محمد بن جعفر القرشي على هذا الإسناد. وأخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" (2/191) عن عيسى العسقلاني، عن أبي معاوية عبد الرحمن بن قيس، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/19) عن محمد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، كلاهما عن عمرو ابن عبد الله والد سليمان أبو معاوية، عن أبي عمرو الشيباني به مثله. وأخرجه البخاري (3/1025) كتاب الجهاد والسير، باب فضل الجهاد والسير، وفي (2/194) ، (2/191) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/19) من طرق عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو بن الشيباني به، إلا أنه قال: ((الجهاد في سبيل الله)) مكان ((أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ)) . وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (5/327) أن عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ تفرد بلفظ "أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ".

387 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى القطَّان، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ اليَرْبُوعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهاب (¬2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس (¬3) ، عَنْ جَرير (¬4) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّكُمْ سَتَرَوْن ربَّكم عزَّ وجلَّ عياناً)) (¬5) . ¬

(¬1) هو ابن صاعد. (¬2) هو عبد ربه بن نافع الحَنّاط الكوفي، ثم المدائني، صدوق يهم، من الثامنة، مات سنة إحدى، أو اثنتين وسبعين. التهذيب (6/128) ، والتقريب (335/ت3790) . (¬3) هو ابن أبي حازم البجلي. (¬4) هو ابن عبد الله البجلي. (¬5) إسناده حسن. أخرجه البيهقي في "الاعتقاد" (ص129) من طريق يحيى بن محمد بن صاعد المديني به مثله. والبخاري (6/2703) كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى {وُجُوْهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} عن يوسف بن موسى القطان به مثله. وأخرجه أبو إسماعيل الهروي في "الأربعين في دلائل النبوة" (ص83-84) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/296) ، وفي "المعجم الأوسط" (8/90) عن موسى بن هارون، عن خلف بن هشام، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد: " (3/475) من طريق محمد بن زياد بن فروة، كلاهما عن أبي شهاب به مطولاً كما في الرواية الآتية بعد هذه مباشرة. قال الطبراني: لم يقل ممن روى الحديث عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ "ترون ربكم عياناً" إلا أبو شهاب تفرد به خلف، وهو حافظ متقن من ثقات المسلمين". اهـ. قلت: كذلك تفرد بروايته مختصراً كما سلف. انظر فتح الباري (13/427) . وللحديث طرق أخرى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ أذكرها في الرواية التالية.

388 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القَوَّاس، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ محمد المَدِيْنيّ، حدثنا عبد الجبّار بْنُ العَلاء، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعاوية الفَزَاريّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله قَالَ: ((كُنَّا جُلُوساً عندَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، إِذْ نَظَرَ إِلَى القَمَر لَيْلةَ البَدْرِ، فقالَ لَنَا: "إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ ربَّكُم عزَّ وجلَّ كَمَا (¬1) تَرَوْنَ هذَا القَمَر لا تُضَامُونَ (¬2) فِي رُؤْيَتِه، فَإِنِ اسْتَطَعْتُم أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ"، يقُولُ إسماعيلُ: [ل/82ب] لا تَفُوتَنَّكم قبلَ طُلُوعِ الشَّمْس وقَبْلَ غُرُوبها، ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ (¬3) بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوْعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوْبِهَا} (¬4)) ) (¬5) ¬

(¬1) قال الخطابي: وقوله (كَمَا تَرَوْنَ) ليس كاف التشبيه للمرئي بالمرئي، بل كاف التشبيه للرؤية التي هي فعل الرائي بالرؤية، معناه: ترون ربكم رؤية لا شك فيها كما ترون القمر ليلة البدر لا مرية فيه". انظر شرح السنة للبغوي (2/226) . (¬2) لا تضامون: بضم التاء وتخفيف الميم معناه: لا يلحقكم ضيم ولا مشَقَّة في رؤيته، وفي بعض الروايات: "لا تَمَارَوْن" أي لا تتمارون، من المرية، وهي الشك، وفي رواية "لا تضَامّون" بفتح التاء وتشديد الميم، أي لا تتضامون، حذفت من إحدى التاءين، ومعناه: هو من الانضمام يريد أنكم لا تختلفون في رؤيته حتى تجتمعوا للنظر، وفي رواية "تَضَارُّون"، وأصله: "تتضارّون" فحذفت منه إحدى التاءين للتخفيف، وهو من الضرار، ومعناه أن يتضار الرجلان عند الاختلاف في الشيء، وروي "لا تُضارون" بضم التاء وتخفيف الراء، من الضير، والمعنى واحد: أي لا يخالف بعضكم بعضاً، يقال: ضارَه، يضيره. انظر المصدر السابق (2/225-226) . (¬3) في المخطوط "فسبح" بالفاء. (¬4) من الآية (130) من سورة طه. (¬5) إسناده حسن، والحديث صحيح. أخرجه الدارقطني في "الرؤية" (ص92-93) عن أبي محمد يحيى بن محمد المديني – وهو ابن صاعد - به. وأخرجه البخاري (1/203) كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر، ومسلم (1/439) ، كتاب الصلاة، باب صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/296) ، والدارقطني في الرؤية" (ص92) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/359) من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري به، ولم يقل فيه "عياناً". وأخرجه البخاري (1/209) كتاب المواقيت، باب فضل صلاة الفجر، وفي (4/1836) كتاب التفسير، باب وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشمي وقبل الغروب} ، وفي (6/2703) كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ، وأبو داود (4/233) كتاب السنة، باب في الرؤية، والنسائي في "السنن الكبرى" (1/176) ، والترمذي (4/687) كتاب، باب صفة الجنة، وابن ماجه (1/63) في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، والدارقطني في "الرؤية" (92) ، من طرق عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ به. فائدة: حديث الرؤية من الأحاديث المتواترة روي عن ثمانية وعشرين صحابياً ـ كما ذكره الكتاني ـ في "نظم المتناثر" (238-239) ، وهو مما أجمع عليه أهل العلم من السلف، ولم ينقل عن أحد منهم أنه أنكر ذلك، وللحافظ الدارقطني مؤلف في هذا الموضوع، جمع فيه طرق هذا الحديث، فليرجع إليه.

389 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو محمد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ (¬1) الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَليفة الْفَضْلُ بْنُ الحُباب الجُمَحيّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يزيد بن عبد المجيد، عن عطاء ابن السَّائِبِ، عَنْ سَالِمٍ البرَّاد قَالَ: ((أتيتُ أَبَا مَسْعُود عُقبةَ بْنَ ¬

(¬1) ابن محارب بن عمرو بن عامر بن لاحق بن شهاب الإصطخري، سكن بغداد وحدث بها عن أبي خليفة وزكريا الساجي وغيرهما، وعنه العتيقي، والصيمري، والتنوخي، وغيرهم. قال الخطيب: "وأكثر من يروي عنهم مجهولون لا يعرفون، وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه، وسألت الصيمري عن حال هذا الشيخ فقال: أظنهم تكلموا فيه، وقد حدثنا عن أبي خليفة بأحاديث كأنها مقلوبة". مات سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وكان مولده بإصْطَخْر سنة إحدى وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد (10/133) .

عَمْرٍو فقُلْتُ: حدِّثْنَا عَنْ صلاةِ رسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالَ: فقامَ بينَ أَيْدِينَا فِي المسجِد، فكبَّر، فلمَّا رَكَع كبَّر، ثُمَّ وَضَعَ راحَتَيْه عَلَى رُكْبتَيْه وَجَعَلَ أصابِعَه أسفلَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ جَافَى بِمِرْفَقَيْه حتَّى اسْتَقَرَّ كلُّ شيءٍ مِنْهُ، ثُمَّ قالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، وقامَ حتَّى اسْتَقَرَّ كلُّ شيءٍ مِنْهُ، ثُمَّ كَبَّر وسَجَد ووضَع كَفَّيْه عَلَى الأرضِ وجَافَى بِمِرْفَقَيْه، ثُمَّ سَجَد حتَّى اسْتَقَرَّ كلُّ شيءٍ مِنْهُ، ثُمَّ سَجَد، فَفَعَل كَذَلِكَ حَتَّى صَلَّى أربعَ ركعاتٍ مثلَ هَذِهِ الرَّكْعة وقَضَى صَلاتَه، وقالَ: هكَذا رأيتُ رسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم يُصَلِّي)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده مظلم فيه: - عبد الله بن محمد بن سعيد الأنصاري تكلموا فيه، وخاصة في روايته عن أبي خليفة. - وعبيد بن إبراهيم، وأبوه، ويزيد بن عبد المجيد لم أجد لهم ترجمة. والحديث صحيح ثابت عن عطاء، أخرجه الطيالسي (ص86) ، وأحمد (4/119) عن عفان، والدارمي (1/241) عن أبي الوليد، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/240) من طريق الحجاج بن المنهال، كلهم عن همام بن يحيى، عن عطاء بن السائب به. وهذا إسناد حسن، وهمام بن يحيى ممن سمع من عطاء قديماً قبل الاختلاط ـ على ما رجحه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار (ح161) ـ، ومع ذلك تابعه غير واحد من أصحاب عطاء منهم من سمع منه قبل أن يختلط، وهم: زائدة، وجرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة، وخالد بن يزيد، وأبو الأحوص، وجعفر بن الحارث. - أما حديث زائدة فأخرجه أحمد (4/120) عن حسين بن علي، والنسائي في "السنن الكبرى" (1/216) من طريق حسين ابن علي، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/241) من طريق معاوية بن عمرو كلاهما عن زائدة به، ورواية أحمد مختصرة. - وحديث جرير أخرجه ابن خزيمة (1/302-303) ، عن يوسف بن موسى، والحاكم (1/224) من طريق يحيى ابن المغيرة، وقتيبة بن سعيد، ثلاثتهم عن جرير به، قال الحاكم: "صحيح الإسناد وفيه ألفاظ عزيزة". - وحديث أبي عوانة أخرجه أحمد (5/274) عن يحيى بن حماد، عنه به. - وحديث خالد بن يزيد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/241) من طريق وهب بن بقية عنه به مختصراً. - وحديث جعفر بن الحارث أخرجه الطبراني في الموضع السابق، من طريق محمد بن يزيد عنه به. - وحديث أبي الأحوص أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (1/216) عن هناد بن السري، عنه به مختصراً. فهؤلاء اجتمعوا على رواية هذا الحديث عن عطاء، عن سالم البراد، عن أبي مسعود رضي الله عنه، فدل أن عطاء قد ضبط هذا الحديث، وبهذا صح الحديث من طريقه، والحمد لله.

390 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن مِقْسَم المُقرِئ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْت الحِمَّانيّ، حَدَّثَنَا عَفّان (¬1) ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيد (¬2) ، عَنِ الحَسَن (¬3) ، عَنْ سَمُرة (¬4) قَالَ: ((كانَتْ لرسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلَّم [ل/83أ] سَكْتَتَانِ؛ سَكْتَةٌ إذَا قَرَأَ: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} ، وسَكْتَةٌ إِذَا فَرَغَ منَ القِراءَة، فأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرانُ بْنُ حُصَينٍ، فَكَتَبُوا إِلَى أُبَيٍّ، وَكَتَبَ: أَنْ قَدْ صَدَقَ سَمُرةُ)) (¬5) ¬

(¬1) هو ابن مسلم الصفار. (¬2) هو الطويل. (¬3) ابن أبي الحسن البصري. (¬4) هو ابن جندب الصحابي رضي الله عنه. (¬5) إسناده ضعيف جدا، فيه: - أحمد بن الصلت الحماني، وهو متهم. - وابن مقسم المقرئ، ضعفوه. ولكن الحديث ثبت عن عفان من غير طريقهما، أخرجه الدارمي (1/313) ، والدارقطني (1/309) عن عفان به. وأخرجه أحمد (5/15) عن حماد به نحوه. وللحديث طرق أخرى عن الحسن: - الطريق الأول: عن يونس بن عبيد. أخرجه أبو داود (1/206) كتاب الصلاة، باب السكتة عند الافتتاح، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/196) ، وابن ماجه (1/275) كتاب الصلاة، باب في سكتتي الإمام، والدارقطني (1/336) ، من طرق عن إسماعيل بن علية عنه به. وأخرجه الدارقطني (1/336) من طريق هشيم عنه به. - الطريق الثاني: عن أشعث. أخرجه أبو داود (1/206) كتاب الصلاة، باب السكتة عند الافتتاح، من طريق خالد بن الحارث عنه به. - الطريق الثالث: عن قتادة. أخرجه أحمد (5/7) ، وأبو داود (1/207) كتاب الصلاة، باب السكتة عند الافتتاح، والترمذي (2/31) كتاب الصلاة، باب ما جاء في السكتتين في الصلاة، وابن ماجه (1/275) كتاب الصلاة، باب في سكتتي الإمام، وابن حبان (5/113) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/211) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/196) ، من طرق عن سعيد ابن أبي عروبة عنه به نحوه. قال الترمذي: "حديث سمرة حديث حسن، هو قول غير واحد من أهل العلم، يستحبون للإمام أن يسكت بعد ما يفتتح الصلاة وبعد الفراغ من القراءة، وبه يقول أحمد وإسحاق وأصحابنا". قلت: اختلف النقاد في سماع الحسن من سمرة، فذهب ابن حبان والدارقطني ومن وافقهما إلى أنه لم يسمع من سمرة. قال ابن حبان إثر هذا الحديث: "الحسن لم يسمع من سمرة شيئاً، وسمع من عمران بن حصين هذا الخبر، واعتمادنا فيه على عمران دون سمرة". وقال يحيى القطان: أحاديثه عن سمرة سمعنا أنه كتاب". قال العلائي: "وذلك لا يقتضي الانقطاع، وفي مسند أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، عن حميد الطويل قال: جاء رجل إلى الحسن البصري فقال: إن عبداً لي أبق، وأنه نذر إن قدر عليه أن يقطع يده فقال الحسن: حدثنا سمرة قَالَ: قَلَّ مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطبة إلا أمر فيها بالصدقة ونهى عن المثلة، وهذا يقتضي سماعه من سمرة لغير حديث العقيقة، والله أعلم". جامع التحصيل (ص165-166) . وعند علي بن المديني والبخاري ـ كما حكى عنه الترمذي ـ أن تلك النسخة كلها سماع. انظر المصدر السابق. وقال الذهبي: "اختلف النقاد في الاحتجاج بنسخة الحسن عن سمرة، وهي نحو من خمسين حديثاً، فقد ثبت سماعه من سمرة، فذكر أنه سمع منه حديث العقيقة". سير أعلام النبلاء (4/587) . قلت: وتحسين الترمذي لهذا الحديث من طريق الحسن عن سمرة يدل على أنه رأى ثبوت سماعه منه لغير حديث العقيقة، وهو الظاهر والله أعلم. راجع في هذه المسألة "المرسل الخفي" للشريف حاتم العوني (3/1220 وما بعدها) فإنه مهم. تنبيه: اختلف في تحديد السكتتين، فقال بعضهم: "وَسَكْتَةٌ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ" كما في حديث حميد الطويل ويونس ابن عبيد، وقال بعضهم: "إذا فرغ من قراءة {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} كما في رواية عن قتادة، وقال بعضهم: "إذا فرغ من القراءة كلها"، والظاهر أن هذا الاختلاف نشأ من الرواة عن الحسن، ويدل عليه ما وقع عند أبي داود والترمذي، وابن ماجه والبيهقي أن سعيد بن أبي عروبة قال: قلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعد: وإذا قال {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} .

391 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((طيَّبتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَحْرَمَ ولحلِّه حِينَ أحلَّ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بالبيت)) (¬4) . ¬

(¬1) هو ابن مقسم. (¬2) أحمد هذا سقط من الإسناد ونبه عليه الناسخ حيث قال: "سقط من هذا الإسناد أحمد، وهو ابن الصلت، والله أعلم". (¬3) هو الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بكر الصديق التيمي. (¬4) إسناده كسابقه، فيه ابن مقسم المقرئ، وأحمد بن الصلت، ولكن الحديث ثبت عن أبي نعيم من غير طريقهما، أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/228) عن فهد، عن أبي نعيم به. وأخرجه البخاري (2/624) كتاب الحج، باب الطيب عند رمي الجمار والحلق قبل الإفاضة، عن علي بن عبد الله، ومسلم (2/846) كتاب الحج، باب الطيب للمحرم عند الإحرام عن محمد بن عباد، كلاهما عن سفيان به. وزاد عند البخاري قولها "بيديّ هاتين"، وفي آخره "وبسطت يديها". وأخرجه مسلم في الموضع السابق عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مالك، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ به.

392 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عبد الله بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَريّ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدان بْنِ وَهْب (¬1) بالدِّيْنَوْر، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجَوْهَريّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (¬2) ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحق (¬3) ¬

(¬1) أبو محمد الدينوري، العالم الحافظ البارع الرحّال، تكلم فيه البغداديون، وأثنى عليه غيرهم ووصفوه بالصدق والحفظ. قال الدارقطني: "متروك الحديث"، وقال مرة: "كان يضع الحديث"اهـ. ورماه عمر بن سهل بالكذب. وقال أبو العباس ابن عقدة: "كتب إلي ابن وهب الدينوري جزءين من غرائبه عن سفيان الثوري، فلم أعرف إلا حديثين، وكنت أتهمه". قلت: قد وصفه أبو علي الحافظ بالحفظ، قال الحاكم: سألت أبا علي الحافظ عن ابن وهب الدينوري، فقال: "كان حافظاً". وقال مرة: "بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرته في زمانه". وقال الإسماعيلي: "كان صدوقاً، إلا أن البغداديين تكلموا فيه". قلت: وصفه في معجم شيوخه بـ "الحافظ". وقال ابن عدي: "وقد قبل قوم ابن وهب الدينوري، وصدقوه". اهـ. قلت: قول من وثقه أولى بالتقديم، وذلك أن ممن وثقه تلميذه الإسماعيلي، وهو أدرى بحال شيخه، وأما قول الحافظ ابن عقدة فيه فلا يقدح في صدقه، لأن الذي يحفظ حجة على من لم يحفظ، ويحتمل أن يكون مراده الأسانيد لا المتون، فلذلك قال الذهبي: "هو عبد الله بن حمدان بن وهب الدينوري، وما عرفت له متناً يتهم به فأذكره، أما في تركيب الإسناد، فلعله". مات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. انظر معجم الشيوخ للإسماعيلي (2/674) ، والكامل لابن عدي (4/268) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/120) ، والميزان (2/494-495) ، والمغني (1/355) ، وسير أعلام النبلاء (14/400-402) ، واللسان (3/344-345) ، والكشف الحثيث (ص158) . (¬2) هو محمد بن خازم الضرير. (¬3) ابن الحارث، أبو شيبة الواسطي، ضعفه الأئمة؛ ابن معين، والعجلي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبان، وغيرهم. وقال أحمد: "هو منكر الحديث، فيه نظر". وقال مرة: "ليس بشيء منكر الحديث". انظر التاريخ الكبير (5/259) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص66) ، والضعفاء للعقيلي (2/322) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/72) ، والجرح والتعديل (5/213) ، والثقات لابن حبان (7/86 ـ ضمن ترجمة عبد الرحمن بن إسحاق المدني ـ) ، والكاشف (1/620) ، والتهذيب (6/124) ، والتقريب (336/ت3799) .

القُرَشيّ (¬1) ، عَنِ النُّعْمان بْنِ سَعْدٍ (¬2) ، عن علي ابن أَبِي طَالِبٍ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ فِي الجنَّة غُرَفاً تُرَى بُطُونُها مِنْ ظُهُورِها، وظُهُورُها مِنْ بُطُونِها، فقامَ أعرابيٌّ (¬3) فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَام، وطَيَّبَ الكَلاَمَ، وَأَفْشَى السَّلاَمَ، وَصَلَّى باللَّيْلِ والنّاسُ نِيامٌ)) (¬4) ¬

(¬1) ذكر القرشي هنا خطأ، والحمل فيه يكون على ابن وهب الدينوري؛ لأن المشهور بالرواية عن النعمان بن سعد هو الكوفي وليس القرشي، وكذلك ذكر جميع من أخرج الحديث، كما بين ذلك الترمذي وابن خزيمة. (¬2) هو النعمان بن سعد بن حَبْتَة ـ بفتح المهملة وسكون الموحدة ثم مثناة، ويقال آخره راء ـ، أنصاري كوفي. ذكره البخاري وقال: "يعد في الكوفيين، لم يروِ عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق"، وقال الذهبي: "وثّق"، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول". انظر التاريخ الكبير (8/78) ، والجرح والتعديل (8/446) ، والكاشف (2/323) ، والتقريب (564/ت7156) . (¬3) لم أهتدِ إلى اسم هذا الأعرابي، ولكن وقع عند الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو أن السائل هو أبو مالك الأشعري والله أعلم. (¬4) إسناده ضعيف، فيه: - النعمان بن سعد، وهو مقبول، ولم يتابع. - وعبد الرحمن بن إسحاق، وهو ضعيف. والحديث أخرجه هناد بن السري في "الزهد" (1/103) ، وابن أبي شيبة (5/248) ، و (7/30) ، وأبو يعلى (1/337) عن سريج بن يونس، ثلاثتهم ـ أعني هناد، وابن أبي شيبة، وسريج بن يونس ـ عن أبي معاوية به، مع التقديم والتأخير. وأخرجه الترمذي (4/354) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في قول المعروف، والبزار (2/281) ، وابن خزيمة (3/306) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/155-156) من طرق عن محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق به نحوه ـ مع شيء من الاختلاف في الألفاظ ـ. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، تكلم بعض أهل الحديث في عبد الرحمن ابن إسحاق هذا من قبل حفظه، وهو كوفي، وعبد الرحمن بن القرشي مدني، وهذا أثبت من هذا، وكلاهما كانا في عصر واحد". وقال ابن خزيمة: "إن صحّ فإن في القلب من عبد الرحمن، وليس هو بعبّاد الذي روى عن الزهري، ذاك صالح الحديث". وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، إلا بهذا الإسناد، تفرد به علي ابن أبي طالب رضي الله عنه". قلت: وللحديث شواهد من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي مالك الاشعري، وعبد الله بن عمرو. - أما حديث جابر بن عبد الله فأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/356) من طريق عبد الرحمن بن عبد المؤمن الأزدي، عن محمد بن واسع، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله به مطولاً. وهذه رواية مرسلة، والحسن لم يسمع من جابر بن عبد الله. انظر سير أعلام النبلاء (4/566) . - وحديث أبي مالك الأشعري أخرجه أحمد (5/343) ، وابن خزيمة (3/306) ، وابن حبان (2/263) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/301) ، من طرق عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ابن معانق أو أبي معانق، عن أبي مالك الأشعري به نحوه. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/301) من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي معانق به نحوه، وليس فيه "وأطاب الكلام، وأفشى السلام". وابن معانق هذا اسمه عبد الله بن معانق الأشعري، ذكره ابن حبان في "الثقات، ولكن قال: "يروي عن أبي مالك، وما أراه شافهه". قلت: وعلى هذا يكون الحديث مرسلاً من هذا الطريق. وقال ابن خزيمة: "لا أعرف ابن معانق، ولا أبا معانق"، وقال الدارقطني: "مجهول". وقال الحافظ: "وثقه العجلي، من الثالثة". انظر الثقات لابن حبان (5/36، و7/51) ، وتهذيب الكمال (16/160) ، وإتحاف المهرة (14/362) ، والتقريب (324/ت3629) . - وحديث عبد الله ين عمرو أخرجه الحاكم (1/153) من طريق هارون ين سعيد الأيلي، عن ابن وهب، عن حُيَيّ، عن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو به نحوه، وفيه تصريح باسم السائل وهو أبو مالك الأشعري. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعاً بحُيَيّ، وهو أبو عبد الرحمن المذحجي، صاحب سليمان بن عبد الملك، ويقال: مولاه، ولم يخرجاه". هكذا كناه الحاكم بأبي عبد الرحمن، وفي "التقريب" كنيته: أبو عبيد، وفي "الكنى" لمسلم: "أبو عبيدة"، وأخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. انظر الكنى والأسماء (1/593-594) ، والتقريب (656/ت8227) . والحديث من هذا الطريق صححه الحاكم ـ كما سبق ـ، وحسن إسناده المنذري في "الترغيب" (2/34) . والحاصل أن الحديث بهذه الشواهد يرتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله.

393 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ الفَرَائِضيّ، حدثنا عبد الأعلى بْنُ حَمّاد النَّرْسيّ، حَدَّثَنَا وُهَيب بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (¬2) ومَعْمَر (¬3) ، عن الزهري، عن حُميد [ل/83ب] بن عبد الرحمن، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيط أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَيْسَ بكاذبٍ مَنْ أصلَحَ بينَ النَّاس فَقَالَ خَيْرًا أَوْ أَنْمَى خَيْرًا (¬4)) ) (¬5) . 394 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤ، حدثنا عبد الله بن محمد ابن نَاجِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّام، حَدَّثَنَا مُبَشِّر بن إسماعيل، حدثنا ¬

(¬1) هو ابن عبد الله بن صالح الأبهري، تقدم. (¬2) هو ابن أبي تميمة السختياني. (¬3) هو ابن راشد الأزدي. (¬4) أنمى خيراً: أي أنبأ خيراً كما ورد في الرواية رقم (125) بهذا اللفظ. وانظر فتح الباري (2/225) . (¬5) إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (125) بهذا الإسناد.

عبد الرحمن بن العَلاَء ابن اللَّجْلاَح (¬1) ، عَنْ أَبِيهِ (¬2) قَالَ: ((قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَالْحَدْنِي، فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى سُنّةِ رسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ شُنَّ عَلَيَّ التُّرابَ شَنًّا، ثُمَّ اقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِيْ بِفاتِحَةِ الْبَقَرةِ وخَاتِمَتِها؛ فإنِّي سَمِعتُ ابنَ عُمَر يَقُولُ ذلِكَ)) (¬3) ¬

(¬1) نزيل حلب، ذكره البخاري وابن أبي حاتم، وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول، من السابعة". التاريخ الكبير (5/335) ، والجرح والتعديل (5/272) ، والثقات لابن حبان (7/90) ، وتهذيب الكمال (17/332) ، والتهذيب (6/223) ، التقريب (348/ت3975) . (¬2) هو العلاء بن اللجلاج ـ بسكون الجيم الأولى ـ الشامي. (¬3) إسناده ضعيف من أجل عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ اللجلاج، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول". وفيه أيضاً أبو همام وإن كان ثقة إلا أن بعض الائمة تكلموا فيه، وقد خولف في هذا الحديث، فرواه ابن معين وعلي بن بحر، وأبو أسامة عن أبيه، وإبراهيم بن دحيم عن أبيه، عن مبشر بن إسماعيل به مرفوعاً كما يأتي، وروايتهم أولى بالصواب. أخرجه ابن معين في "تاريخه" (4/449) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/220) ، عن أبي أسامة، عن أبيه، وعن إبراهيم بن دحيم الدمشقي، عن أبيه، وعن الحسين بن إسحاق التستري، عن علي بن بحر، أربعتهم عن مبشر ابن إسماعيل به مثله مرفوعاً. قال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله موثقون". مجمع الزوائد (3/44) . وأخرجه ابن معين في المصدر السابق (4/501) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/56) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (22/538) عن مبشر بن إسماعيل به، غير أنه قال: عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ اللجلاج، عن أبيه أنه قال لبنيه فذكره. وللحديث شواهد من حديث ابن عمر، والبياضي، وواثلة بن الأسقع. الشاهد الأول: عن ابن عمر وعنه ثلاثة طرق: - الطريق الأول: عن أبي الصديق الناجي، روى عنه قتادة، واختلف عليه فيه اختلافاً شديداً، فرواه همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي الصديق الناجي، عن ابن عمر مرفوعا، ولفظه ((إذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا: بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) . أخرجه أحمد (2/27) ، وفي (2/40) ، و (2/59) ، وفي (2/69) ، و (2/127) ، وعبد بن حميد (ص259) ، وأبو داود (3/214) كتاب الجنائز، باب في الدعاء للميت إذا وضع في قبره، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/268) ، وابن الجارود في "المنتقى" (ص142) ، وأبو يعلى (7/377) ، و (10/129) ، والطبراني في "الدعاء" (ص363) ، والحاكم (1/520) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/55) ، من طرق عن همام به مرفوعاً. قال البيهقي: "لم يرفع هذا الحديث غير همام". وهكذا رواه همام عن قتادة، عن أبي الصديق، عن ابن عمر مرفوعاً، وخالفه شعبة وهشام الدستوائي، فروياه عن قتادة موقوفاً. - أما حديث شعبة فأخرجه ابن أبي شيبة (3/18) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/268) ، عن عبد الله، والطبراني في "الدعاء" (ص363) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/55) من طرق عنه به موقوفاً. - وحديث هشام الدستوائي أخرجه الطبراني في "الدعاء" (ص363) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/55) كلاهما من طريق مسلم بن إبراهيم، عنه به موقوفاً. اختلف النقاد في ترجيح هذه الروايات، فذهب النسائي، والدارقطني، والبيهقي إلى ترجيج رواية شعبة وهشام الموقوفة. قال الدارقطني: والمحفوظ الموقوف. وذهب الحاكم وابن الملقن إلى تصحيح رواية همام المرفوعة، وأنها من زيادة الثقة، فتكون مقبولة. قال الحاكم ـ بعد أن ساق حديث همام ـ: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهمام بن يحيى ثقة مأمون، إذا أسند مثل هذا الحديث لا يعلل بأحد إذا أوقفه شعبة". وقال ابن الملقن: "وقال البيهقي: تفرد برفعه همام بن يحيى، ووقفه على ابن عمر شعبةُ وهشام، ولكن همام ثقة حافظ فتكون زيادته مقبولة". انظر نصب الراية (2/301) ، وخلاصة البدر المنير (1/270) ، والتلخيص الحبير (2/129) ، وسبل السلام (2/110) . الطريق الثاني: عن نافع، عن ابن عمر به مرفوعاً. أخرجه من هذا الطريق ابن ماجه (1/494) كتاب الجنائز، باب ما جاء في إدخال الميت القبر، من طريق إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، وابن أبي شيبة (3/19) ، وابن ماجه في الموضع نفسه، عن أبي خالد الأحمر، عن الحجاج بن أرطاة، والطبراني في "المعجم الأوسط" (7/228) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أيوب، كلهم عن نافع به مرفوعاً. وهذه الطرق وإن لم يخلُ كل واحد منها من ضعف، يقوي بعضها بعضاً. الطريق الثالث: عن سعيد بن المسيب، عنه به مرفوعاً. أخرجه ابن ماجه (1/494) كتاب الجنائز، باب ما جاء في إدخال الميت القبر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/55) من طريق هشام بن عمار، عن حماد بن عبد الرحمن الكلبي، عن إدريس الأودي عنه به. قال ابن عدي: "ولا أعلم يرويه غير حماد بن عبد الرحمن هذا وهو قليل الرواية". قال الحافظ ابن حجر: "في إسناده حماد بن عبد الرحمن الكلبي وهو مجهول". التلخيص (2/129) . الشاهد الثاني: عن البياضي. أخرجه الحاكم (1/521) من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عن أبي حازم مولى الغفاريين، عن البياضي به مرفوعاً. قال الحاكم: "حديث البياضي ـ وهو مشهور في الصحابة ـ شاهد لحديث همام عن قتادة مسنداً". وأبو حازم البياضي قال عنه الحافظ في "التقريب" (631/ت8034) : "مقبول"، وضعف هذا الإسناد في "التلخيص". الشاهد الثالث: عن واثلة بن الأسقع. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/62) عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن شبابة، عن إبراهيم بن بكر الشيباني، عن بسطام بن عبد الوهاب الأرزي، عن مكحول، عن واثلة به مرفوعاً، وفيه زيادة. والخلاصة: أن قوله ((بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ الله)) . صحيح مرفوعاً بشواهده وطرقه، وأما قراءة فاتحة البقرة وخاتمتها فلم أجدها إلا من حديث اللجلاج وقد تقدم الكلام فِيهِ.

395 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

هَارُونَ البَرْدِيْجِيّ (¬1) -يَعْنِي الْحَافِظَ-، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ العَسْقَلانيّ (¬2) قَالا: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ (¬3) ، عَنْ سُفْيَانَ (¬4) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرّة، عَنْ خَيْثَمَةَ (¬5) ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ¬

(¬1) أبو بكر البرذعي، نزيل بغداد، الإمام الحافظ الحجة، ولد بعد الثلاثين ومائتين، أو قبلها. قال الدارقطني: "ثقة مأمون جبل"، وقال الخطيب: "كان ثقة فاضلاً، فهِماً حافظاً". مات سنة إحدى وثلاثمائة. سؤالات حمزة السهمي (ص72) ، وتاريخ بغداد (5/194-195) ، وسير أعلام النبلاء (14/122-124) . (¬2) أبو جعفر المعروف بالصائغ. قال ابن أبي حاتم: "كتبنا عنه"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن حزم: "مجهول". الجرح والتعديل (2/67) ، واللسان (1/248) . (¬3) هو محمد بن يوسف بن واقِد الضَّبِّيّ. (¬4) هو الثوري. (¬5) هو ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرة ـ بفتح المهملة وسكون الموحدة ـ الجعفي.

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اتَّقوا النَّار وَلَوْ بشِقّ تَمْرَةٍ)) (¬1) . 396 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ العطَّار، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ طَيْفور، حَدَّثَنَا قُتيبة بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الوَسيم بْنُ جَميل (¬2) ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُوسَى (¬3) ، عَنْ أَبِيهِ: ((أَنَّ رَجُلا أَتَى ابْنَ عُمَر رضِيَ اللَّهُ ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل هاشم بن سعيد لم أجد له ترجمة، وأحمد بن الفضل العسقلاني مجهول. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/129) من طريق عبد الله بن محمد بن أبي مريم، عن الفريابي به، وفي آخره زيادة: "فإن لم يكن فبكلمة طيبة". قال أبو نعيم: "صحيح من حديث خيثمة عن عدي، لم نكتبه عالياً من حديث الأعمش عن عمرو إلا من هذا الوجه". وأخرجه البخاري (6/272) كتاب التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة من طريق عيسى بن يونس، ومسلم (2/704) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش به، وفي حديث أبي معاوية عند مسلم ذكر تعوذ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النار. وأخرجه البخاري (5/2241) كتاب الأدب، باب طيب الكلام، وفي (5/2400) باب صفة الجنة والنار، ومسلم (2/704) كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة، من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة به نحوه، وفيه ذكر تعوذ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النار. وأخرجه البخاري (2/514) كتاب الصدقات، باب اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، ومسلم (2/703) كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ... إلخ، من طريق أبي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معقل، عن عدي به. والحديث سبورده المصنف في الرواية رقم (910) من حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. (¬2) ابن طريف بن عبد الله، أبو محمد، مولى الحجاج بن يوسف، بلخي، وهو عم قتيبة بن سعيد، قال قتيبة: مات سنة ست وثمانين ومائة. ذكره ابن حبان في "الثقات" وفي "المشاهير" (ص198) وقال: "يروي المقاطيع، وقد صحب عبد العزيز بن أبي رواد، وأيوب السختياني، وكان الوسيم من العباد والمتجردين للعبادة، روى عنه ابن أخيه قتيبة بن سعيد، مات سنة ست وثمانين ومائة، وكان ابن المبارك يتمنى لقيّه لما يذكر من فضله". انظر الثقات لابن حبان (9/229) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص198) ، وتكملة الإكمال (2/701) . (¬3) هو البصري، قدم بلخ، روى عن أبيه، وروى عنه الوسيم، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وسكتا عنه، وابن حبان في "الثقات" وقال: "قدم بلخ، يروي المقاطيع، روى عنه الوسيم بن جميل عم قتيبة". التاريخ الكبير (6/107) ، والجرح والتعديل (6/32) ، والثقات لابن حبان (8/418) .

عَنْهُ فَسَأَلَه، فَأَلْقَى إلَيْه عِمامَتَه فقالَ لَهُ بعضُ القَوْمِ: لو أعطَيْتَه درهماً لأَجْزَأَه [ل/84أ] فَقَالَ ابنُ عُمَرَ: إنِّيْ سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وَسَلَّمَ يقُول: إنَّ مِنْ أبرِّ البرِّ أنْ يَصِلَ الرّجلُ أهلَ وُدِّ أبِيه، وإنَّ هَذَا كانَ مِنْ أهلِ وُدِّ عُمرَ رَضِيَ الله عَنْهُ)) (¬1) . 397 - أخبرنا أحمد، حدثنا عَلِيٌّ (¬2) ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ (¬3) ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ (¬4) ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ سَهْلِ بن مُعاذ (¬5) ، ¬

(¬1) في إسناده عبد الجبار بن موسى، لم يوثقه غير ابن حبان، وأبوه موسى لم أقف له على ترجمة. وفيه الوسيم بن جميل لم يوثقه غير ابن حبان أيضاً، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/72) عن موسى ابن هارون، عن قتيبة بهذا الإسناد مثله. والحديث صحيح من غير هذا الطريق، أخرجه مسلم (4/1979) كتاب البر والصلة، باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما، من طريق الوليد بن أبي الوليد، ومن طريق حيوة بن شريح، وإبراهيم بن سعد، والليث بن سعد، عن ابن الهاد، كلاهما ـ الوليد بن أبي الوليد وابن الْهَادِ ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار، عن ابن عمر به وليس في حديث حيوة ذكر القصة، وقال في حديث الليث بن سعد وإبراهيم بن سعد في آخره: "وإن أباه كان صديقاً لعمر". (¬2) هو ابن إبراهيم العطار. (¬3) هو ابن طيفور. (¬4) هو ابن سَعِيدٍ. (¬5) هو سهل بن معاذ بن أنس الجهني المصري. ضعفه ابن معين، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "عداده في أهل مصر، لا يعتبر بحديثه ما كان من رواية زبان بن فائد عنه". وقال في "المشاهير": "من خيار أهل مصر، وكان ثبتاً، وإنما وقعت المناكير في أخباره من جهة زبان بن فائد". ثم ذكره في "المجروحين" وقال: منكر الحديث جداً، فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان بن فائد، فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها أحدهما ساقط"، وقال الذهبي: "ضعّف". التاريخ الكبير (4/98) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/440) ، والجرح والتعديل (4/203) ، والثقات لابن حبان (4/321) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص120) ، والمجروحين (1/347) ، وتهذيب الكمال (12/208) ، والكاشف (1/470) ، والتهذيب (4/227) ، والتقريب (258/ت2667) .

عَنْ أَبِيهِ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مِنَ الجَفَاء أَنْ يسمعَ الرّجلُ بِدَاعِي اللَّهِ يُنادِي بِالصّلاة ثُمَّ لا يُجِيبَ)) (¬2) ¬

(¬1) هو معاذ بن أنس الجهني، صحابي جليل، نزل مصر. التاريخ الكبير (7/360) ، والإصابة (6/136) . (¬2) إسناده لا بأس به، وسهل بن معاذ إنما ضعف حديثه من طريق زبان بن فائد، وهذا ليس منه. وأما ابن لهيعة وإن كان قد اختلط، إلا أن الراوي عنه هنا قتيبة، وقد تقدم أن الإمام أحمد صحح حديثه عنه؛ لأنه سمع منه قبل الاختلاط، ولم أجده بهذا الإسناد إلا عند المصنف. وأخرجه أحمد (3/439) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/183) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أبيه مرفوعاً بلفظ ((الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله بالصلاة ويدعو إلى الفلاح فلا يجيبه)) . هذا إسناد منكر فيه: - زبان بن فائد ضعفه ابن معين، والعقيلي. وقال أحمد: " أحاديثه مناكير"، وقال الساجي: "عنده مناكير". وقال ابن حبان: "منكر الحديث جداً يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج به". وقال الذهبي: "فاضل خير ضعيف". الضعفاء للعقيلي (2/96) ، والجرح والتعديل (3/616) ، والمجروحين (1/313) ، وتهذيب الكمال (9/282) ، والكاشف (1/400) ، والتهذيب (3/265) - وفيه عبد الله بن لهيعة وقد اختلط. - والراوي عنه أسد بن موسى، صدوق يغرب، وقد زاد في لفظ الحديث قوله "والكفر والنفاق"، ويحتمل أن تكون هذه الزيادة من زبان بن فائد، ويدل عليه ما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/194) من طريق محمد بن أبي السري، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زبان بن فائد بهذا الإسناد، ولفظه ((إذا سمعتم المؤذن يثوب بالصلاة فقولوا كما يقول)) ، وما أخرجه في (20/183) من طريق أبي كريب، عن رشدين، عن زبان بن فائد بهذا الإسناد مثل حديث أسد بن موسى. وروي من حديث أبي هريرة، أخرجه الطبراني في "الدعاء" (ص165) عن جعفر بن سليمان النوفلي المديني، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن ابن أبي فديك، عن هارون بن هارون، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعاً بلفظ ((من الجفاء أن تسمع المؤذن فلا تقول مثل ما يقول)) . هذا إسناد ضعيف من أجل هارون بن هارون بن عبد الله التيمي، وهو ضعيف. التقريب (569/ت7247) . والحاصل أن الحديث من طريق المصنف يصلح للاحتجاج؛ لأن قتيبة روى عن ابن لهيعة قبل الاختلاط، ولا يضره حديث أسد بن موسى عن ابن لهيعة؛ لأن أسد بن موسى يغرب عنه، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

398 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن غَسَّان ابن جَبَلة العَتَكيّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الزِّيَاديّ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث (¬2) ، حدثنا عمرو ابن دينار (¬3) ، ¬

(¬1) أبو عبد الله البصري، يلقب يُؤْيُؤ ـ بتحتانيتين مضمومتين ـ، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات في حدود الخمسين. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ"، وضعفه ابن منده، وأخرج له البخاري شبه مقرون. رجال صحيح البخاري للكلاباذي (2/648) ، وتهذيب الكمال (25/216) ، والكاشف (2/171) ، والتهذيب (9/148) ، واللسان (7/358) ، والتقريب (478/ت5887) ، وهدي الساري (438-439) . (¬2) هو ابن سعيد بن ذكوان العنبري. (¬3) هو عمرو بن دينار البصري، أبو يحيى الأعور، قهرمان آل الزبير، ضعفه ابن معين، وأحمد، والفلاس، وأبو حاتم، والبخاري، والدارقطني، والنسائي، مات في حدود سنة ثلاثين ومائة. انظر التاريخ الكبير (6/329) ، والضعفاء للعقيلي (3/270) ، والجرح والتعديل (6/232) ، والكامل لابن عدي (5/135) ، والمجروحين لابن حبان (2/71) ، العلل للدارقطني (2/49-50) ، وتهذيب الكمال (22/13-16) ، والميزان (3/259) ، والتهذيب (8/30-31) ، والتقريب (421/ت5025) .

حَدَّثَنَا سالم بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ رجلٍ رَأَى مُبْتَلَى فقالَ: الحمدُ للهِ الَّذِيْ عَافانِيْ مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ وفَضَّلَنِيْ عَلَى كثيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً، إِلاَّ عافاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ البَلاَءِ أَبَداً مَا عاشَ كائناً ما كانَ)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ضعيف، فيه عمرو بن دينار البصري، وهو ضعيف، وقد اضطرب في هذا الحديث أيضاً كما يأتي. أخرجه الترمذي (5/493) كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا رأى مبتلى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بزيع، عن عبد الوارث به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، وفي الباب عن أبي هريرة، وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير شيخ بصري، وليس هو بالقوي في الحديث، وقد تفرد بأحاديث عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر". وأخرجه الطيالسي (ص4) ، والبزار (1/237) ، والحارث بن أبي أسامة (2/956 ـ بغية الباحث ـ) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/270) ، والطبراني في "الدعاء" (ص253) ، وأبو القاسم الحنائي في "فوائده" (ص458-459 ـ رسالة علمية تقدم بها عبد الله بن عتيق المطرفي لنيل درجة العالمية "ماجستير" بالجامعة الإسلامية ـ) ، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص33) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/265) من طرق عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار به.، وقرن الحارث حماد ابن زيد بحماد بن سلمة، وسعيد بن زيد، وعباد بن داود، وأشعث السمان، وزاد ((ومن همزه أبداً ما عاش)) . وأخرجه ابن ماجه (2/1281) كتاب الدعاء، باب ما يدعو الرجل إذا نظر إلى أهل البلاء، وابن الأعرابي في "المعجم" (ح2364) من طريق وكيع، عن عمرو به، ولكن جعله من مسند ابن عمر. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/624) من طريق الحكم بن سنان، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نافع، عن ابن عمر به. قلت: وقد قال الدارقطني بأن الحكم بن سنان وهم في هذا الإسناد، والصواب ما رواه حماد بن زيد ومن وافقه، عن عمرو ابن دينار، عن سالم، ولكن ابن المديني حمل الوهم على عمرو بن دينار، وأنه اضطرب فيه، فمرة قال: عن سالم، عن أبيه، عن جده، ومرة قال: عن نافع، عن ابن عمر، ومرة قال: عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وقوله هو الأقرب للصواب، والله أعلم. انظر العلل للدارقطني (2/54) ، ومسند الفاروق لابن كثير (2/643) . وللحديث طريقان آخران عن نافع؛ أولهما: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (ص252) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/13) ، وفي "أخبار أصبهان" (1/271) من طرق عن مروان بن محمد الطاطري، عن الوليد بن عتبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر به. قال أبو نعيم: "غريب من حديث محمد، تفرد به مروان عن الوليد". قلت: والوليد بن عتبة لا يدرى من هو، فإن كان الدمشقي فقد قال فيه البخاري قي "التاريخ الكبير" (8/150) : "معروف الحديث"، وهو الذي استظهره الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (11/125) فقال: "وروى مروان بن محمد الطاطري، عن الوليد بن عتبة، عن محمد بن سوقة، فالظاهر أنه هو هذا". اهـ. وإذا ثبت أنه الدمشقي، فالحديث من هذا الطريق أقل درجاته أن يكون حسناً، وإن لم يَكُنْه فالحديث بهذا الطريق ضعيف أيضاً، والله أعلم. وثانيهما: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/283) عن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خيثمة، عن زكريا بن يحيى الضرير، عن شبابة بن سوار، عن المغيرة بن مسلم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر به. وفيه زكريا بن يحيى الضرير، وهو مجهول، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/457) من غير جرح ولا تعديل. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي (5/493) كتاب باب ما يقول إذا رأى مبتلى، والبزار (ح3118 ـ كشف الأستار ـ) ، والطبراني في "الدعاء" (ص253) من طريق مطرف بن عبد الله المدني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عن أبيه، عنه به. وعزاه الهيثمي إلى البزار، والطبراني في "المعجم الكبير" و"المعجم الصغير"، وقال: إسناده حسن. قلت: بل ضعيف، فيه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه". وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن، بل الصحيح إذا كان الوليد بن عتبة الذي روى عن محمد ابن سوقة، عن نافع هو الدمشقي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

399 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ العُطَارديّ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل (¬2) ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ ¬

(¬1) هو الأبهري الذي تقدم في الإسناد الذي قبل هذا. (¬2) هو إسحاق بن أبي إسرائيل، واسم أبي إسرائيل إبراهيم بن كامَجْرَا ـ بفتح الميم وسكون الجيم ـ أبو يعقوب المروزي، نزل بغداد، صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن، مات سنة خمس وأربعين، وقيل: ست، وله خمس وتسعون سنة، من أكابر العاشرة. انظر تاريخ بغداد (6/356-362) ، والميزان (1/182) ، وسير أعلام النبلاء (11/476-478) ، والتهذيب (1/223) ، والتقريب (100/ت338) .

بْنُ حرب البَجَليّ (¬1) ، حدثنا عبد الرحمن بْنُ بُدَيل، عَنْ أَبِيهِ (¬2) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لكلِّ شيءٍ حِلْيةٌ، وحِليةُ القُرآنِ الصَّوْتُ الحسنُ)) (¬3) ¬

(¬1) قيل اسمه فضالة، قال العقيلي: مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، لا يعرف إلا به. الضعفاء للعقيلي (3/453) ، واللسان (4/440) . (¬2) هو بُدَيل بن مَيْسرة العُقَيلي. (¬3) إسناده ضعيف، فيه الفضل بن حرب البجلي، وهو مجهول، وقد تفرد برواية هذا الحديث عن عبد الرحمن بن بديل. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/269) عن علي بن عبد العزيز الطاهري، عن أبي بكر الأبهري به مثله. وله طريق أخرى عن أنس، روى عنه قتادة، وعنه طريقان: - أولهما: عن عبد الله بن محرر، عنه به، أخرجه عبد الرزاق (2/484) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (4/133) عنه به. وإسناده ضعيف جداًّ من أجل عبد الله بن محرر وهو متروك. انظر مجمع الزوائد (7/171) . - وثانيهما: عن ابن فضيل، عن أبيه، عنه به، أخرجه الضياء في "المختارة" (7/88) من طريق أبي نعيم، عن أبي بكر محمد بن حميد بن سهيل المخرمي البغدادي، عن أحمد بن محمد بن عبد الخالق، عن سليمان بن توبة النهرواني، عن موسى بن إسماعيل الختلي، عن ابن فضيل به، وقال الضياء: إسناده حسن. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/293) ، وابن مردويه في "جزئه" (ص112) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به. وفي إسناده إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف.

[ل/84ب] 400 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ العَطَّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّريّ (¬1) القَنْطَريّ البزَّاز سَنَةَ ثمانٍ وَتِسْعِينَ ومائتين، حدثنا أبو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ بكَّار بْنِ الرَّيَّان، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَر (¬2) ، عَنْ سَعِيدٍ (¬3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (("نِعْمَ الشَّهْرُ شهرُ رَمَضانَ؛ تُفتَح فِيهِ أبوابُ الجِنان، ويُصفَد فِيهِ مرَدَةُ الشَّياطينِ، ويُغفَر فِيهِ إلاَّ لِمَنْ أَبَى"، قالُوا: ومَنْ يَأْبَى يَا أَبَا هريرةَ؟ قَالَ: الَّذِي يَأْبَى أَنْ يَستغفِرَ اللهَ عزَّ وجلَّ)) (¬4) . ¬

(¬1) ابن سهل، أبو بكر. قال السهمي: سألت الدارقطني عن محمد بن السري القنطري، فقال: "ثقة". وأرخ القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد الرخجي وفاته في يوم السبت للنصف من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين ومائتين. سؤالات حمز ة السهمي (ص82) ، وتاريخ بغداد (5/318) . (¬2) هو نَجِيح بن عبد الرحمن السِّنْدي ـ بكسر المهملة وسكون النون ـ، المدني، مولى بني هاشم، مشهور بكنيته، ويقال: كان اسمه عبد الرحمن بن الوليد، أسن واختلط، وضعفه الأئمة، وأثنى عليه آخرون. وحاصل أقوالهم: أنهم اتفقوا على تليينه وتضعيفه، إلا أنهم اختلفوا في قدره، وفي الرواية عنه، فبعضهم روى عنه مع تليينه له، كابن مهدي، وأحمد، وأبي حاتم وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انظر الجرح والتعديل (8/493-495) ، والميزان (4/246) ، والتهذيب (10/419-422) . (¬3) هو ابن أبي سعيد كيسان المقبري، أبو سعد المدني. (¬4) إسناده ضعيف، فيه أبو معشر المدني، وهو ضعيف، وقد تفرد بهذا الحديث عن سعيد المقبري، قال علي بن المديني: "كان يحدث عن نافع، وعن المقبري بأحاديث منكرة". قلت: تفرد برواية هذا الحديث عن المقبري بهذا اللفظ، فكان من مناكيره. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/318) عن أبي الحسين محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي، عن علي ابن إبراهيم بن أبي عزة به مثله.

401 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسَين بْنُ عُمر بْنِ عِمْران، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ شُعيب البَلْخيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الحكَم بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (¬2) ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُوسَى (¬3) الخَوْلانيّ، [عَنْ رَوْح بْنِ زِنْباع] (¬4) ((أنه زار تَمِيمَ الدَّاريَّ فَوَجَدَهُ يُنَقِّي شَعِيْرَ الفَرَس ¬

(¬1) هو حامد بن محمد بن شعيب بن زهير البلخي، ثم البغدادي، أبو العباس، المؤدب، الإمام المحدث الثبت، مولده سنة ست عشرة ومائتين.، وثقه الدارقطني وغيره، مات سنة تسع وثلاثمائة، عن ثلاث وتسعين سنة. سؤالات السهمي (رقم247) ، وتاريخ بغداد (8/169-170) ، وسير أعلام النبلاء (14/291) . (¬2) ابن سليم العَنْسي ـ بالنون ـ، أبو عتبة الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، من الثامنة، مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وله بضع وسبعون سنة. انظر التاريخ الكبير (1/369) ، والضعفاء للعقيلي (1/30) ، والجرح والتعديل (2/191) ، والميزان (1/240) ، والتهذيب (1/321) ، والتقريب (109/ت473) . (¬3) هكذا وقع في المخطوط "شرحبيل بن موسى"، ولعله تصحيف من شرحبيل بن مسلم ـ كما جاء في مصادر الترجمة والتخريج ـ، إلا أن يكون منسوباً إلى أحد أجداده. وهو شرحبيل بن مسلم بن حامد الخولاني، ذكره البخاري وسكت عنه، ووثقه أحمد والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما ابن معين فعنه روايتان، فقال في رواية إسحاق بن منصور: "ضعيف" ـ كما حكاه عنه ابن أبي حاتم ـ.، وقال في رواية الدوري: "ثقة". انظر تاريخ ابن معين (4/428 ـ الدوري ـ) ، التاريخ الكبير (4/252) ، والجرح الوتعديل (4/340) ، والثقات لابن حبان (4/363) ، وتهذيب الكمال (12/430) ، والكاشف (1/483) ، والتهذيب (4/286) . (¬4) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، استدركته من مصادر التخريج، ولا يمكن إلا به؛ لأن شرحبيل لم يدرك تميم الداري، قال الذهبي: "عن تميم الداري وعدة أرسل عنهم ... ". الكاشف (1/483) . وهو روح بن زنباع بن سلامة، أبو زرعة الجُذامي الفلسطيني، الأمير الشريف، وكان شبه الوزير للخليفة عبد الملك، ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال: "وكان عابداً غازياً من سادات أهل الشام"، وقال الذهبي: "هو صدوق، وما وقع له شيء في الكتب الستة، وحديثه قليل". تاريخ ابن معين (4/455) ، والتاريخ الكبير (3/307) ، والجرح والتعديل (3/494) ، والثقات لابن حبان (4/237) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص117) ، وسير أعلام النبلاء (4/251-252) ، والإكمال (ص145) ، وتعجيل المنفعة (ص131) .

وحَوْلَه أهلُه، فَقَالَ: مَا كانَ فِي هؤلاءِ مَنْ يَكْفِيكَ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى، ولكنِّيْ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يقولُ: مَنْ نقَّى شَعيراً لفَرَسِه يُعَلِّقُه عَلَيْهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنةً)) (¬1) . 402 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسَين، حَدَّثَنَا حَامِدٌ، حَدَّثَنَا سُريج بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هُشَيم (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْر (¬3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير ¬

(¬1) إسناده حسن، وإسماعيل بن عياش قد روى هنا عن أهل بلده، فحديثه حسن. أخرجه أحمد (4/103) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1/315) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (1/404-405) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/33-34) من طرق عن إسماعيل بن عياش به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/51) ، وفي "المعجم الأوسط" (2/30) ، وفي "المعجم الصغير" (1/31) ، وفي "مسند الشاميين" (1/41) من طريق عبيد بن جناد الحلبي، عن عطاء بن مسلم، عن ابن شوذب، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن روح بن زنباع به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا ابن شوذب، ولا عن ابن شوذب إلا عطاء، تفرد به عبيد. وقال البوصيري: "هذا إسناد لا بأس به". مصباح الزجاجة (3/162) . وأخرجه ابن ماجه (ح2791) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/440) ، والدولابي في "الكنى" (1/30) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/34) من طريق محمد بن عقبة القاضي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ تميم الداري، بلفظ (من ارتبط فرساً في سبيل الله ثم عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة)) . إسناده ضعيف، ومحمد بن عقبة، وأبوه، وجده مجهولون كما قال البوصيري. انظر مصباح الزجاجة (3/162) . (¬2) هو ابن بشير. (¬3) هو جعفر بن إياس، أبو بشر بن أبي وحشية ـ بفتح الواو وسكون المهملة وكسر المعجمة وتثقيل التحتانية ـ ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير، وضعفه شعبة في حبيب بن سالم، وفي مجاهد، من الخامسة، مات سنة خمس وقيل ست وعشرين. التقريب (139/ت930) .

قَالَ: ((خرجتُ مَعَ ابنِ عمرَ فَمَرَّ بِفِتْيانٍ مِنْ قُرَيشٍ قَدْ نَصَبُوا طَائِرًا لَهُمْ وَهُمْ يَرْمُونَه وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِهِ كُلَّ خاطِئةٍ مِنْ نَبْلِهم، فلَمَّا رَأَوْا ابنَ عمرَ تَفَرَّقُوا، فَقَالَ ابنُ عمرَ: [ل/85أ] مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا، إِنَّ رسولَ الله صلَّىالله عَلَيْهِ وسلَّم لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضاً)) (¬1) . 403 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْريّ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قَالَ: ((نَهَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِيْ السِّقاءِ)) (¬2) ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه مسلم (ح1958) كتاب الصيد والذبائح، باب النهي عن صبر البهائم، من طريق هشيم به. واخرجه البخاري (ح5515) كتاب الذبائح، باب ما يكره من المثلة، ومسلم (ح1958) كتاب الصيد والذبائح، باب النهي عن صبر البهائم، من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر به. (¬2) إسناده ضعيف جداًّ، فيه: - أحمد بن الصلت الحماني، وهو متهم. - وابن مقسم المقرئ، ضعيف. والحديث عدّه ابن عدي في "الكامل" (6/125) من إفرادات الثوري عن أبي الزبير، أخرجه فيه عن ابن أبي سويد، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ به. وإسناده ضعيف، فيه ابن أبي سويد ـ شيخ ابن عدي ـ، وهو أبو عثمان محمد بن عثمان بن أبي سويد البصري الذَّرّاع، ضعفه ابن عدي والدارقطني. قال ابن عدي: "أصيب بكتبه، فكان يُشَبَّه عليه، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب، وكان لا ينكر له لقيُّ هؤلاء الشيوخ، إلا أنه حدّث عن الثقات بما لا يتابع عليه، وكان يقرأ عليه من نسخة له ما ليس من حديثه، عن قوم رآهم ولم يرَهم، وتقلب الأسانيد عليه، فيقرّ بها". انظر الميزان (3/641-642) ، واللسان (5/279) . وفيه أبو حذيفة موسى بن مسعود، وهو صدوق أكثر عن الثوري بل معروف به، ولكنه كان يصحّف، روى عن الثوري بضعة عشر ألف حديث، وفي بعضها شيء، كما قال أبو حاتم الرازي. انظر الجرح والتعديل (8/163) . وهناك طريقان آخران لا يفرح بهما عن أبي الزبير: - أولهما: رواه الحسام بن مصكّ بن شيطان، عنه بلفظ: ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أن يشرب في المزادة، ومن عزلاء المزادة)) . أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/434) عن علي بن أحمد بن مروان، عن عباس بن محمد، عن محمد بن أبي بكير، عن الحسام بن مصك به. هذا إسناد ضعيف، فيه الحسام بن مصك، قال عنه الفلاس: "منكر الحديث". وقال ابن معين: "ليس حديثه بشيء". وقال البخاري: "ليس بالقوي عندهم". وقال ابن عدي: "عامة أحاديثه إفرادات وهو مع ضعفه حسن الحديث وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق". وقال الحافظ: "ضعيف يكاد أن يترك". الكامل لابن عدي (2/432-435) ، والتقريب (157/ت1193) . - وثانيهما: رواه مسعر بن كدام عنه به. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/297) عن محمد بن أحمد بن عيسى، عن يوسف القطان، عن وكيع، عن مسعر به. في إسناده محمد بن أحمد بن عيسى أبو الطيب المروروذي، قال عنه ابن عدي: "يقيم برأس العين، كتبت عنه بها، يضع الحديث ويلزق أحاديث قوم لم يرهم يتفردون بها على قوم يحدث عنهم ليس عندهم، سمعت أبا عروبة يقول: "لم أرَ في الكذّابين أسفق وجها منه"، أوكلاما هذا معناه، فما ألزقه على قوم آخرين". ثم قال: "وهذا حديث محمد بن أيوب أبي هريرة الجبلي، عن وكيع ألزقه على يوسف". وللحديث طريق آخر عن جابر أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/586 ـ بغية الباحث ـ) عن خالد ابن القاسم، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ ليث بن أبي سليم، عن عطاء، عن جابر به نحوه. وإسناده ضعيف جداًّ فيه: - خالد بن القاسم، وهو أبو الهيثم المدائني. قال البخاري: "تركه علي والناس". وقال ابن راهويه: "كان كذّاباً". وقال يعقوب بن شيبة: "متروك، أجمع الناس على تركه سوى ابن المديني، كان حسن الرأي فيه". تاريخ بغداد (8/301) ، والميزان (1/637) . - وليث بن أبي سليم، وقد تقدم أنه ضعيف واختلط بأخرة فتُرِك. وعلى هذا فالحديث لم يصح عن جابر رضي الله عنه، وإنما صح عن غيره. أخرجه البخاري (ح5628) عن أبي هريرة رضي الله عنه مثلَه، وأخرجه أيضا (ح5625) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ: ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن اختناث الأسقية)) ، قال أبو النضر: أن يشرب من أفواهها.

404 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الأَبْهَريّ، حدثنا عبد الله

بْنُ مُحَمَّدٍ الخُرَاسانيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التمَّار، حَدَّثَنَا حَمَّاد بْنُ سلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: ((حُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَوَات، وحُفَّتِ الجَنَّة بالمَكَارِهِ)) (¬2) . 405 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حدثنا علي بن مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد ابن نَاجِيَة، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَة (¬3) ، حَدَّثَنَا مُبارَك بْنُ سُحَيم (¬4) ، عَنْ عبد الله بْنِ صُهَيب (¬5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ ¬

(¬1) هو أبو القاسم البغوي. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/332) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/254) من طريق البغوي به. وأخرجه أبو يعلى (6/33) ، ومن طريقه ابن حبان (2/495) عن أبي نصر التمار به. واخرجه مسلم (4/2174) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، عن القعنبي، والترمذي (4/6939 من طريق عمرو ابن عاصم، وابن حبان (2/492) من طريق هدبة بن خالد، ثلاثتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت وحميد، عن أنس به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه صحيح". وفي الباب عن أبي هريرة كما سيأتي في الرواية رقم (954) ، وتخريجه هناك إن شاء الله. (¬3) الهاشمي مولاهم، البصري، صدوق من العاشرة، مات سنة خمسين تقريباً. انظر الجرح والتعديل (3/34) ، وتهذيب الكمال (6/304) ، والكاشف (1/329) ، والتقريب (163/ت1278) . (¬4) وقع هنا في الأصل "عن"، وكلمة "عبد" مخرجة في الهامش، نظنها مقحمة خطأً، وذلك أن مبارك بن سُحيم روى عن ابن صهيب، ولكن عبد العزيز لا عبد الله كما وقع هنا. (¬5) هكذا وقع في المخطوط، ولم أجد من ذكره، ولم يذكر فيمن روى عنه مبارك بن سحيم، وإنما روى مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ عَنْ عَبْدِ العزيز بن صهيب، ويحتمل أن يكون الخطأ من قبل ابن لؤلؤ، وهو وإن كان صدوقاً إلا أنه كان رديء الكتاب سيئ النقل كما قال البرقاني، والله أعلم.

النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الجنَّةَ قَالَ: أَتَدْرِيْن لِمَنْ خلقْتُكِ؟ لِمَنْ آمَنَ بِيْ وَلَمْ يَعْصِني، قَالَتْ: فَهَلْ أَعْلَمْتَهم مَا فيَّ مِنَ النَّعِيم والكَرَامة؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: إِذًا لا يبقَى أحدٌ إلاَّ دَخَلَنِي، فَقَالَ لَهَا: إِنِّي حفَفْتُكِ بالمَكَارِه، وَقَالَ لِلنَّار حيثُ خَلَقَها: أَتَعْلَمِينَ لِمَنْ خلقْتُكِ؟ خلقْتُكِ لِمَنْ أشرَكَ بِيْ وعَصَاني، قَالَتْ فَهَلْ أَعْلَمْتَهُم مَا فيَّ مِنَ العَذاب والهَوَان؟ [ل/85ب] قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: إِذًا لا يَدْخُلُنِيْ أَحَدٌ، قَالَ: إِنِّي حفَفْتُكِ بالشَّهَوَاتِ)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ضعيف جدًّا، فيه مبارك بن سحيم، وهو متروك، قال ابن حبان: "كان ممن ينفرد بالمناكير عن عبد العزيز ابن صهيب، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". قلت: وقد انفرد برواية هذا الحديث عَنْ "عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صُهَيْبٍ" وبهذا السياق، ولم أجده عند غير المصنف. والذي ثبت عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه سلم قال: ((حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُفَّتِ الْجَنَّةُ بالمكاره)) مختصراً، كما تقدم قريباً. والحديث بنحو ما عند المصنف ثبت من حديث أبي هريرة الذي أخرجه أحمد (2/332-333) ، وأبو داود (13/75 -عون) كتاب السنة، والترمذي (4/693/ح2560) كتاب صفة الجنة، والنسائي (7/3-4) كتاب الأيمان والنذور، وأبو يعلى (ح5940) ، والحاكم (1/27) ، والآجري في "الشريعة" (3/1347-1348) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (ص134-135) من طريق محمد بن عمرو الليثي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَمَّا خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل، قال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، فرجع إليه فقال: وعزتك، لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحجبت بالمكاره، قال: ارجع إليها، فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فرجع إليها، فإذا هي قد حجبت بالمكاره، فرجع إليه فقال: وعزتك، قد خشيت أن لا يدخلها أحد. قال: اذهب إلى النار، فانظر إليها وإلى ما أعدّ لأهلها فيها، فإذا هي يركب بعضها بعضاً، فرجع فقال: وعزتك، لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها، فحفّت بالشهوات، فرجع إليه قال: وعزتك، لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها)) . قال الترمذي: "حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

406 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أَبُو عِمران مُوسَى بْنُ عبد الحميد الجَونيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا سُهيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ الجارُوْديّ (¬2) ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشيّ (¬3) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَيْكم بالإِثْمِد عندَ النَّومِ، فإنَّه يَجْلُو البَصَر ويُنْبِتُ الشَّعْر)) (¬4) ¬

(¬1) هو مُوسَى بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الحميد البصري، أبو عمران الجوني، نزيل بغداد، عمر دهراً، وكان من الحفاظ، وثقه الدارقطني. وقال الذهبي: "الإمام المحدث الثقة الرحّال"، مات سنة سبع وثلاثمائة، في رجب. انظر سؤالات السهمي (رقم368) ، وسؤالات السلمي (رقم284) ، وتاريخ بغداد (13/56-579، وسير أعلام النبلاء (14/261) . (¬2) أبو الخطاب الحسّاني، ذكره ابن أبي حاتم، سكت عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويخالف". الجرح والتعديل (4/250) ، والثقات لابن حبان (8/299، و303) ، واللسان (3/124) . (¬3) أبو عيسى، خال معتمر بن سليمان، وابن أخي يزيد الرقاشي، يعد في البصريين، كان واعظاً، ضعيف منكر الحديث، ورمي بالقدر. انظر العلل لأحمد (3/55) ، التاريخ الكبير (7/118) ، والضعفاء الصغير (ص939، والكنى والأسماء لمسلم (1/579) ، والعلل للترمذي (ص389) ، والضعفاء للعقيلي (3/442) ، والجرح والتعديل (7/64) ، والكامل لابن عدي (6/13) ، والمجروحين (2/210) ، وتهذيب الكمال (23/245-246) ، والكاشف (2/122) ، واللسان (7/336) ، والتهذيب (8/254) ، والتقريب (519/ت5413) . (¬4) إسناده ضعيف جداًّ، من أجل الرقاشي وهو منكر الحديث، وكان قدرياً، ولم أجده مروياًّ عن ابن المنكدر بهذا الإسناد عند غير المصنف. وقد روى عن ابن المنكدر غير الرقاشي، إسماعيل بن مسلم، ومحمد بن إسحاق، وسليمان بن خالد. - أما حديث إسماعيل بن مسلم فأخرجه عبد بن حميد (ص328) ، وابن ماجه (2/1156) كتاب الطب، باب الكحل بالإثمد، والعقيلي في "الضعفاء" (1/92) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/151) ، وابن عدي في "الكامل" (3/195) من طرق عنه به. وإسماعيل بن مسلم، هو أبو إسحاق المكي، كان من البصرة، ثم سكن مكة، كان فقيهاً إلا أنه ضعيف في الحديث، تركه القطان وابن مهدي، وابن المبارك، وربما روى عنه ابن المبارك، وضعفه أحمد، وقال ابن معين: "ليس بشيء". وقال علي بن المديني: "سمعت يحيى ـ يعني القطان ـ وسئل عن إسماعيل بن مسلم المكي، قيل له: كيف كان في أول أمره؟ قال: "لم يزل مختلطاً كان يحدثنا بحديث الواحد على ثلاثة ضروب". انظر الضعفاء للعقيلي (1/91-92) ، والتقريب (110/ت484) . - وحديث محمد بن إسحاق أخرجه الترمذي في "العلل" (ص289) ، وأبو يعلى (4/48) عن أحمد بن منيع، عن محمد ابن يزيد، عنه به. قال الترمذي: "سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث محمد بن إسحاق، وقد روى هذا الحديث إسماعيل ابن مسلم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جابر". اهـ. ومحمد بن يزيد هو الواسطي، وهو ثقة ثبت عابد. التقريب (514/ت6403) . - وحديث سليمان بن خالد أخرجه الطبراني في "المعجم الأسط" (6/189) عن محمد بن حنيفة أبي حنيفة الواسطي، عن عمه أحمد بن محمد بن ماهان بن أبي حنيفة، عن أبيه، عنه به. قلت: سليمان بن خالد هو الواسطي، ضعفه الداقطني. وقال مرة: "شيخ واسطي". انظر العلل (7/31) ، والضعفاء والمتروكون (رقم250) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/17) ، واللسان (3/83) . وللحديث شواهد من حديث ابن عباس، وابن عمر، وعلي. - أما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي (4/234) كتاب اللباس، باب ما جاء في الاكتحال، وفي "العلل" (ص287) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/261) من طريق أبي داود الطيالسي، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس بلفظ ((اكتحلوا بالإثمد فإنه ... فذكر مثله)) ، وفيه: ((وزعم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كانت له مكحلة يكتحل بها ليلة، ثلاثة في هذه، وثلاثة في هذه)) . قال أبو عيسى: "حديث ابن عباس حديث حسن غريب، لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور، حدثنا علي بن حجر ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور نحوه". وقال البخاري: "هو حديث محفوظ، وعباد بن منصور صدوق". العلل للترمذي (ص287) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/484) من طريق المسعودي وأبي عوانة، وابن ماجه (2/1156) كتاب الطب، باب الكحل بالإثمد، والضياء في "المختارة" (10/198) كلاهما من طريق سفيان، ثلاثتهم ـ المسعودي وأبو عوانة وسفيان ـ عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس بلفظ: ((خير أكحالكم الإثمد ... فذكر نحوه)) . إسناده حسن، وابن خثيم قال عنه ابن عدي: "ولابن خُثَيم هذا أحاديث، وهو عزيز، وأحاديثه أحاديث حسان مما يجب أن يكتب". الكامل (4/161) . وقال الحافظ ابن حجر عن ابن خثيم: "مستقيم لين الحديث". التقريب (385/ت4498) . قلت: ورواية عكرمة عن ابن عباس تقوي هذه الرواية. - وحديث ابن عمر أخرجه الترمذي في "العلل" (ص289) عن إبراهيم بن المستمر البصري، وابن ماجه (2/1156) كتاب الطب، باب الكحل بالإثمد عن يحيى بن خلف، والحاكم (4/230) من طريق أبي قلابة، ثلاثتهم عن أبي عاصم، عن عثمان بن عبد الملك، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أبيه به. قال الترمذي: "سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: "إنما روى هذا الحديث عن سالم عثمان بن عبد الملك" ولم يعرفه من حديث غيره. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وكذلك حسن إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة" (4/67) وقال: "عثمان مختلف فيه، رواه الترمذي في "الشمائل" عن إبراهيم بن المستمر، عن أبي عاصم به، ورواه عبد بن حميد في "مسنده" ورواه الحاكم في "المستدرك" من طريق أبي قلابة، عن أبي عاصم به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. اهـ. وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أبو داود في "سننه" والنسائي في "الصغرى" وابن حبان في "صحيحه، وقال ابن معين: "ليس به بأس". اهـ. - وحديث علي أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/19) ، و (3/339) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2/347) من طريق أبي جعفر النفيلي، عن يونس بن راشد، عن عون بن الحنفية، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ مرفوعاً ((عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى)) . قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به النفيلي". وحسن إسناده الضياء، والحافظ المنذري في الترغيب (3/89) . والخلاصة أن هذا الحديث بمجموع طرقه وشواهده يرتقي إلى درجة الحسن بل الصحيح، إن شاء الله.

407 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الحَضْرَميّ، حدثنا عُبيدالله بن

عبد الله الصَّيْرَفيّ أَبُو الْعَبَّاسِ (¬1) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بن صغير (¬2) ، حدثنا أبو عبد الرحمن الشَّاميّ النوَّاء (¬3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كَلاَمُ أهلِ السَّمَواتِ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ)) (¬4) ¬

(¬1) يعرف بالدمكان. قال الخطيب: "كان صدوقاً"، مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة لتسع عشرة خلت من رجب. تاريخ بغداد (10/346) . (¬2) هو داود بن صغير بن شبيب بن رستم، أبو عبد الرحمن البخاري، ضعفه الخطيب. وقال الدارقطني: "منكر الحديث". اهـ بقي إلى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. المؤتلف والمختلف للدارقطني (3/1440) ، وتاريخ بغداد (8/361) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/264) ، واللسان (2/419) . (¬3) لم أجد ترجمته، ونقل ابن الجوزي عن النسائي أنه ضعفه، وجعله في مكان آخر أنه كثير النواء، ولكن هذا كنيته أبو إسماعيل، كوفي، وأبو عبد الرحمن هذا شامي، فإن كانا واحداً فهذه فائدة. انظر العلل المتناهية (1/47) . (¬4) إسناده ضعيف جداًّ، والحديث لا يصح، فيه: - أبو عبد الرحمن النوّاء، وهو ضعيف. - وداود بن صغير منكر الحديث. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/333) عن العتيقي به. وأخرجه أيضاً في (8/333) ، من طريق علي بن موسى الديبلي، وفي (8/367) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/47-48) من طريق أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن نصر بن الحجاج المروزي، كلاهما عن داود بن صغير به. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، فأما داود فقال: الدارقطني: منكر الحديث، وقال النسائي: والنواء ضعيف، وقال ابن عدي: كان غالياً في التشيع". وأخرج الترمذي (5/571) كتاب الدعوات، باب فضل لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بالله، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/161) من طريق قتيبة، عن الليث، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جعفر، عن صفوان بن سليم قال: "ما نهض ملك من الأرض حتى قال: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بالله". إسناده صحيح، وعبيد الله بن أبي جعفر، هو المصري، أبو بكر الفقيه، ثقة أخرج له الجماعة. التقريب (370/ت4281) . والليث هو ابن سعد المصري. وورد أيضاً في فضل "لا حول قوة إلا بالله" من حديث أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَالَ دبر الصلاة: "سبحان الله العظيم وبحمده، لا حول ولا قوة إل بالله" قام مغفوراً له.)) . أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/103) من حديث أبي الزهراء عن أنس، وعزاه إلى البزار وقال: "وأبو الزهراء لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

408 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَنْجَوَيه بْنِ مُوسَى (¬2) ، حدثني عبد الوهّاب بن الضحَّاك (¬3) السَّلَميّ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) هو ابن عمر الحضرمي. (¬2) هو أَحْمَدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ بْنِ مُوسَى، وقيل: أحمد بن عمر بن زنجويه بن موسى المخرّمي، المحدث المتقن، أبو العباس. مات سنة أربع وثلاثمائة. تاريخ بغداد (4/164-165) ، وسير أعلام النبلاء (14/246) . (¬3) هو عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان العُرْضيّ ـ بضم المهملة وسكون الراء بعدها معجمة ـ، أبو الحارث الحمصي، قاص أهل سَلَمية، متروك، قاله النسائي، والعقيلي، والدارقطني، والبيهقي، واتهمه بعضهم. قال البخاري: "عنده عجائب". وقال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي بالسلمية، وترك حديثه والرواية عنه، وقال: كان يكذب"، وقال أبو حاتم أيضاً: "سألت أبا اليمن عنه فقال: لا يكتب عنه، هذا قاص ثم أتيناه، فأخرج إلينا شيئاً من الحديث، فقال: هذا جميع ما عندي، ثم بلغني أخرج بعدنا حديثًا كثيراً"، وقال: قال محمد بن عوف: "وقيل لي: إنه أخذ فوائد أبي اليمان فكان يحدث بها عن إسماعيل بن عياش، وحدث بأحاديث كثيرة موضوعة، فخرجت إليه فقلت: ألا تخاف الله عز وجل، فضمن لي أن لا يحدث بها بعد ذلك"، وقال أبو داود: "كان يضع الحديث، وقال الدارقطني: "له عن إسماعيل بن عياش وغيره مقلوبات وبواطيل"، وقال صالح بن محمد الحافظ: "منكر الحديث، عامة حديثه كذب"، وقال ابن حبان: "كان يسرق الحديث لايحل الاحتجاج به"، وقال الحاكم وأبو نعيم: "أحاديثه موضوعة". التاريخ الكبير (6/100) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص69) ، والضعفاء للعقيلي (3/78) ، والجرح والتعديل (6/74) ، والمجروحين (2/147) ، والكامل (5/295) ، وسؤالات البرقاني (رقم320) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (رقم346) ، والعلل له (8/120) ، والسنن له (1/65) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/157) ، والكاشف (1/674) ، والتهذيب (6/395) ، والتقريب (368/ت4257) ، والكشف الحثيث (176) ،

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ((قَالَ لِي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلَّم: وَيْحَكِ، فَجَزِعْتُ مِنْهَا، فقالَ لِي: يَا حُمَيْراءُ، إِنَّ وَيْحَكِ أَوْ وَيْسَكِ رحمةٌ فَلاَ تَجْزَعيْ مِنْهَا، ولكِنِ اجْزَعيْ مِنَ الوَيْلِ)) (¬1) . 409 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عبد الله بن الحُسين بن عبد الله الخَلاَّل، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التمَّار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ (¬2) ، عَنِ ابْنِ سَعْدٍ (¬3) ، عَنْ سُفْيَانَ (¬4) ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬5) ، عن ¬

(¬1) إسناده واهٍ، وآفته عبد الوهاب بن الضحاك، وهو متّهم، وحديثه عن إسماعيل بن عياش وغيره مقلوبات وبواطيل كما تقدم من كلام الدارقطني. ... أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (رقم872) ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ في حديثه (ج3/ل2/ب ـ بانتقاء الدارقطني ـ) من طريق عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ السُّلَمِيُّ به مثله. ووعزاه الحافظ في "فتح الباري" (10/553) إلى الخرائطي وقال: "بسند واهٍ وهو آخر حديث فيه". (¬2) هو الطيالسي. (¬3) هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. (¬4) هو الثوري. (¬5) هو ابن المعتمر.

[ل/86أ] سَالِمٍ (¬1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((كُنَّا بغَدِير خُمّ (¬2) مَعَ النَّبيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم إِذْ أَقْبَلَتِ امْرأةٌ تَحْتطِب بِنُورٍ لَهَا فقالَتْ: أَفِيكُمْ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم؟ قُلْنا: هَذَا رسولُ اللَّهِ، فَقَالَتْ: بِأَبِي أنتَ وأُمِّي يَا رسولَ الله، أَيُّمَا أرحمُ؛ الله بعبدِه أوالوالدةُ بولدِها؟ قَالَ: بَلِ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أرحَمُ بعبدِه مِنَ الْوَالِدَةِ بولدِها، قَالَتْ: فإِنَّ الأُمَّ لا تُلْقِي ولدَها فِي النَّار، فبَكَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم حتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُه بالدُّموع، ثُمَّ قَالَ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: إِنَّ اللَّهَ لا يُعذِّب مِنْ عِبادِه إلاَّ الماردَ الشَّاردَ الَّذِي يَشْرُد عَنْ ربِّه عزَّ وجلَّ فَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ)) (¬3) . 410 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بْنِ المُطَّلِب بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ابن مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الغزَّال (¬4) ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) هو ابن أبي الجعد. (¬2) غدير خُمّ: كان بين مكة والمدينة، يقع شرق الجحفة على ثمانية أكيال، ويعرف اليوم: "الغُرْبة". المعالم الأثيرة (ص109، 208) . (¬3) إسناده ضعيف، وأحمد بن محمد التمار ضعيف، تفرد بالمناكير، وهذا من مناكيره، ولم أجده إلا عند المصنف، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬4) أبو العباس، وهو أخو جعفر بن محمد بن مروان، من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. قال الدارقطني: "جعفر وإسحاق ابنا محمد بن مروان ليسا ممن يحتج بحديثهما"، وقال البرقاني: "سألت الحجاجي عنه فقال: "كانوا يتكلمون فيه"، وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ: "كان ليس يحسن يقرأ ولا يكتب، وكان ابن سعيد ـ يعني أبا العباس بن عقدة ـ يخرج له السماع من عنده، زعم في كتاب أبيه فيكتب منه في الإملاء ويقرأ عليه، وقلت لابن سعيد: أشتهي أن أرى شيئاً من سماعه، فكان يريني الشيء بعد عسر فالله أعلم". مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. سؤالات الحاكم الدارقطني (رقم70) ، وتاريخ بغداد (6/393) ، واللسان (1/375) .

حُصَين بْنُ مُخارِق (¬1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيس المُلاَّئي، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفيّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَوَّلُ مَا يُسأَل العبدُ عَنْهُ ويُحاسَب به صلاتُه، قإن قُبِلَ مِنْهُ قُبِل سائرُ عَمَلِه، وَإِنْ رُدَّتْ رُدَّ عَلَيْهِ سائرُ عَمَلِه)) (¬2) ¬

(¬1) هو حصين بن مخارق بن ورقاء، أبو جنادة الكوفي. وثقه الطبراني، وضعفه الدارقطني، وقال الدارقطني مرة أخرى: "يضع الحديث"، وقال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج به"، وقال ابن كثير: "متهم بالوضع"، وقال الهيثمي: "ضعيف جداًّ". انظر الضعفاء والمتروكون للدارقطني (رقم179) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/220) ، وتفسير القرآن العظيم (1/237) ، واللسان (2/319) ، و (7/28) ، ومجمع الزوائد (3/218) ، و (6/318) ، والكشف الحثيث (ص101) . (¬2) إسناده واهٍ، فيه: - عطية العوفي، وقد تقدم ما فيه. - حصين بن مخارق، وهو متّهم. - ومحمد بن مروان أبو إسحاق، لم أقف له على ترجمة. ولم أجد هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري، وعزاه الشوكاني إلى العراقي أنه قال: "روّيناه في الطيوريات في انتخاب السلفي منها، وفي إسناده حصين بن مخارق، نسبه الدارقطني إلى الوضع". نيل الأوطار (1/374-375) . وقد ورد الحديث عن أنس بن مالك، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/240) ، والضياء في "المختارة" (7/145) من طريق إسحاق الأزرق، عن القاسم بن عثمان أبي العلاء البصري، عنه به. ولفظه عند الطبراني مثل ما عند المصنف. قال المنذري في "الترغيب" (1/150) ـ وجعله من حديث عبد الله بن قرط ـ: "رواه الطبراني في "الأوسط"، ولا بأس بإسناده". وذكره السيوطي في "الجامع الصغير" ـ كما في الفيض القدير (3/87) ـ، وعزاه إلى الطبراني والضياء المقدسي، ورمز له بالحسن. وفي إسناده القاسم بن عثمان، قال البخاري: "له أحاديث لا يتابع عليها"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "ربما أخطأ". انظر: مجمع الزوائد (1/291) . لكنه لم يتفرد به، تابعه الشعبي، أخرج حديثه أبو يعلى (7/56) من طريق أشعث بن سوار، عن سلمة بن كهيل، عنه به بلفظ: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن تمت تم سائر عمله، وإن نقصت قيل: انظروا هل له من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا به ما نقص من صلاته". وفي إسناده أشعث بن سوار الكندي، قال عنه الحافظ: "ضعيف". ولكن أخرج له مسلم ومثله يصلح في المتابعات. وللحديث طريق آخر عن أنس أخرجه الحارث بن أبي أسامة (1/237/ح105- بغية الباحث -) من طريق حماد بن زيد عن يزيد الرقاشي به نحوه. وفي إسناده يزيد الرقاشي قد تقدم أنه ضعيف. والحاصل: أن هذه الطرق يحتمل أن يتقوّي بعضُها ببعض ويرتفع بها الحديث إلى مرتبة الحسن إن شاء الله، وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود والترمذي ـ وصحّحه ـ، والنسائي، والحاكم وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم".

411 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسَين بْنُ مُحَمَّدٍ العَسْكَريّ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا نُعيم بْنُ حمَّاد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ (¬1) ، عن محمد بن [ل/86ب] إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنِ ابْنِ شِماسة (¬2) ، عَنْ عُقْبة بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: ((لا يَدْخلُ صاحبُ مَكْسٍ (¬3) الجنّةَ)) (¬4) . 412 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ المُطَّلِب الشَّيْبانيّ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد ابن سُلَيْمَانَ الباغَنْديّ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) ابن إبراهيم الزهري. (¬2) هو عبد الرحمن بن شماسة المصري. (¬3) في المخطوط "مسكر"، والصواب ما أثبته، كما في مصادر التخريج. (¬4) الحديث ضعيف، وقد تقدم برقم (126) بهذا الإسناد، فانظر تخريجه هناك.

عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَحَّاك، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ (¬1) ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (¬2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ مَشَى إِلَى غَرِيْمِه بحقِّه صلَّتْ عَلَيْهِ دَوَابُّ الأرضِ ونُونُ الماءِ، وكُتِبَ لَهُ بكلِّ خَطْوَةٍ شجرةٌ تُغْرَس فِي الْجَنَّةِ)) (¬3) ¬

(¬1) هو عبد الرحمن بن سليمان بن بن أبي الجون العَنْسي، أبو سليمان الداراني. وثقه أحمد، ودحيم، وابن حبان، وضعفه أبو داود، وأبو حاتم. وقال ابن عدي: "عامة أحاديثه مستقيمة، وفي بعضها بعض الإنكار"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق يخطئ، من الثامنة". انظر التاريخ الكبير (5/289) ، والكامل (4/286) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/96) ، والكاشف (1/630) ، ومجمع الزوائد (2/251) ، و (5/215) ، والتهذيب (6/171) ، واللسان (7/280) ، والتقريب (341/ت3885) . (¬2) هو البقال. (¬3) إسناده ضعيف جدًّا، فيه: - أبو سعد البقال، واسمه سعيد بن المرزبان، ضعيف مدلس. - وعبد الرحمن بن سليمان الداراني، وهو صدوق يخطئ. - وعبد الوهاب بن الضحاك، وهو متروك الحديث وقد اتهمه بعضهم. - ومحمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وهو متهم أيضاً. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (24/233) من طريق بقية، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/530-531) من طريق أبي توبة، وبقية كلاهما عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بن أبي الجون العنسي به، إلا أنهما زادا معاوية بن إسحاق بين أبي سعد البقال وسعيد بن جبير. وجعله الطبراني من حديث خولة امرأة حمزة، والظاهر أنه خطأ. وزاد البيهقي: "وذنب يغفر". والحديث عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/139) إلى البزار وقال: "فيه جماعة لم أجد من ترجمهم". وأخرجه ابن أبي شيبة (5/5) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/531) من طريق حبيب بن أبي عمرة السكري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس من قوله ولفظه: "من مشى إلى رجل بحقه ليقضيه كتبت له بكل خطوة حسنة"، وعند البيهقي: "صدقة". قال البيهقي: "والمحفوظ عن سعيد، عن ابن عباس من قوله موقوفاً"، وهو كما قال لما تقدم من وهاء أسانيد المرفوع. وللحديث شاهد لا يفرح به أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (24/248) عن محمد بن النضر الأزدي، عن بشر بن الوليد الكندي، عن حبان بن علي، عن سعد بن طريف، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ خولة امرأة حمزة نحوه ضمن حديث طويل. وإسناده واه أيضاً، فيه: - سعد بن طريف الإسكاف الكوفي متروك، رماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضياً. التقريب (231/ت2241) . - وحبان بن علي العنزي، وهو ضعيف. التقريب (149/ت1076) .

413 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن مِقْسَم المُقرِئ، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ البَغَويّ، حَدَّثَنَا سُرَيج بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْثَر بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ((أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى عَلَى ابْنِه إبراهيمَ فكبَّر أَرْبَعًا)) (¬1) . 414 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ أحمد ¬

(¬1) في إسناد المصنف ابن مِقْسَم المقرئ، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات، ولم أجده عن ابن أبي أوفى إلا عند المصنف. وأخرج أبو يعلى (6/335) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/100) عن عقبة بن مكرم، عن يونس بن بكير، عن محمد بن عبيد الله الفزاري، عن عطاء، عن أنس بمثله. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/35) وعزاه إلى أبي يعلى وقال: "فيه مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ، وهو ضعيف". قلت: وفيه عطاء بن عجلان أيضاً، قال الحافظ ابن حجر: "روى ابن سعد وأبو يعلى من طريق عطاء بن عجلان ـ وهو ضعيف ـ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم ... فذكر الحديث"، وقال في "التقريب" (391/ت4594) عن عطاء: "متروك، بل أطلق عليه ابن معين، والفلاس وغيرهما الكذب، من الخامسة". وذكر ابن عدي أن عطاء هذا هو ابن أبي رباح حيث قال: "وهذا بهذا الإسناد غريب في التكبير أربعاً، وعطاء ابن أبي رباح عن أنس يعزّ جدًّا".

بْنُ عبد الله ابن عِمران المَرْوَزيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشرَم، حدثنا عيسى بن يونس (¬2) ، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلَّم يَقْبَل الْهَدِيَّةَ ويُثِيبُ عَلَيْها)) (¬3) . 415 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر بن محمد الناقد، حدثنا أبو ¬

(¬1) وله طريق آخر عن أنس، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/97) من طريق علي بن عمر الحافظ، عن أبي عَلِيٍّ هُبَيْرَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن هبيرة الشيباني، عن أبي مَيْسَرَةَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن ميسرة الحرّاني، عن أبي قتادة الحرّاني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عنه به مثله. قال علي بن عمر: "هذا حديث غريب من حديث سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قتادة عن أنس، تفرد به أبو قتادة الحراني عنه، ولا نعلم حدث به غير أبي ميسرة". قلت: في إسناده أبو قتادة الحراني، واسمه عبد الله بن واقد، قال عنه الحافظ في التقريب (328/ت3687) : "متروك، وكان أحمد يثني عليه، وقال: لعله كبر واختلط، وكان يدلس". وقد روي الحديث أيضاً عن أبي سعيد الخدري، أخرجه البزار (1/386/ح816- كشف الأستار-) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4/360/ح4436) من طريق أبي نضرة، عنه مثله. وفي إسناد البزار عبد الرحمن بن مالك بن مغول، قال البزار: "عبد الرحمن [ابن مغول] صاحب سنة لم يكن بالقوي، حدّث بأحاديث في فضائل الصحابة، فاحتملها قوم من أهل العلم"، وقال الهيثمي: "وهو متروك"، وقال الحافظ: "ضعيف". مجمع الزوائد (3/35) ، والإصابة (1/173) والحاصل أن حديث صلاة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنه إبراهيم ضعيف لم يثبت، وإن جاء من طرق فكلها معلّة، وقد عارضه حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قالت: ((مات إبراهيم بن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثمانية عشر شهراً، فلم يصل عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم)) . أخرجه أحمد (6/267) ، وأبو داود (2/166) كتاب الجنائز، باب في الصلاة على الطفل، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (5/158) وصححه، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "الإصابة"، والشيخ الألباني في "أحكام الجنائز" (ص104 ـ انظر الهامش رقم (1) ـ) . وانظر نصب الراية (2/279-280) . وأما حديث التكبير على الجنازة أربعاً فقد رواه أحمد (4/383، و358) ، وابن ماجه (1/457) كتاب الجنائز، باب ما جاء في التكبير على الجنازة أربعاً، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/495) ، والحاكم (1/359-360) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/42-43) من طرق عن إبراهيم الهجري، عنه ضمن حديث طويل، وذكر فيه ((أنه كبر على الجنازة أربعاً، ثم قام هنية، فسبح به بعض القوم، فانفتل فقال: ألستم ترون أني أكبر خمساً؟ قالوا: نعم، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كان إذا كبر الرابعة قام هُنيّةً)) . قال الحاكم: "صحيح ولم يخرجاه، وإبراهيم بن مسلم الهجري لم ينقم عليه بحجة". وتعقبه الذهبي بقوله: "ضعفوا إبراهيم". وذلك لسوء حفظه، قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (94/ت252) : "لين الحديث رفع موقوفات". ولكن تابعه أبو يعفور كما عند البيهقي في "السنن الكبرى" (4/35) أنه قال: "شهدته وكبّر على جنازة أربعاً، ثم قام ساعة -يعني يدعو-، ثم قال: أتروني كنت أكبر خمساً؟ قالوا: لا، قال: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كان يكبر أربعاً)) ". وسنده صحيح كما قال الشيخ الألباني في "أحكام الجنائز" (142، و160) . () قدم بغداد وحدث بها، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد. (¬2) هو ابن أبي إسحاق السبيعي. (¬3) إسناده صحيح، تفرد بوصله عيسى بن يونس، ورواه غيره مرسلاً كما يأتي. وأخرج هذه الرواية الموصولة الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/223) من طريق أبي بكر الشافعي، وعلي بن عمر الحربي، كلاهما عن أبي حمزة أحمد بن عبد الله المروزي به. وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (2/267) ، أحمد (6/90) عن علي بن بحر، وعبد بن حميد (ص436) عن شداد ابن حكيم، والبخاري (2/913) كتاب الهدية، باب المكافأة في الهبة، عن مسدّد، وأبو داود (3/290) كتاب البيوع، باب في قبول الهدايا، عن علي بن بحر وعبد الرحيم بن مطرف الرؤاسي، والترمذي (4/338) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في قبول الهدية والمكافأة عليها عن يحيى بن أكثم وعلي بن خشرم، وفي "الشمائل" (ص296) عن علي ابن خشرم وغيره، وابن أبي داود في "مسند عائشة" (ص48) عن علي بن خشرم، كلهم عن عيسى بن يونس به. قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامِ به". اهـ. وخالفه وكيع ومحاضر فروياه عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. قال البخاري: "لم يذكر وكيع ومحاضر عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة". قلت: رواية وكيع أخرجها ابن أبي شيبة (4/445) عنه به. وأما رواية محاضر فلم أقف عليها. وانظر فتح الباري (5/210) ، وتغليق التعليق (3/355) . فرجح ابن معين، وأبو داود، والدارقطني رواية وكيع ومحاضر، بينما رجح البخاري رواية عيسى بن يونس بإخراجه في الصحيح لحفظ رواتها، والظاهر أن كلا الوجهين صحيح والله أعلم انظر تاريخ ابن معين (3/243) ، و (4/28 ـ الدوري ـ) ، وهدي الساري (ص361) .

موسى هارون ابن صَاحِبٍ (¬1) قَدِمَ عَلَيْنَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ [ل/87أ] أكثم، حدثنا عبد الله بْنُ إِدْرِيسَ، [عَنْ مُوسَى] (¬2) الجُهَني، عن عبد الملك بْنِ مَيْسَرة قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِذَا كانَ يومُ القِيامةِ دَخَلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ وأهلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنادِي (¬3) مِنْ تَحْتِ العرشِ: يَا أهلَ الجَمْعِ، تَتَارَكُوا المَظَالِمَ بَيْنَكم وثَوَابُكم عَلَيَّ)) (¬4) ¬

(¬1) وقع في المخطوط "حاجب" والتصويب من تاريخ بغداد. وهو هارون بن صاحب أبو موسى الأرينجي، ذكره الخطيب من غير جرح ولا تعديل. تاريخ بغداد (14/32) . (¬2) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، استدركته تاريخ بغداد. وهو موسى بن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني، أبو سلمة الكوفي، ثقة عابد، لم يصح أن القطان طعن فيه، من السادسة، مات سنة أربع وأربعين. التقريب (552/ت6985) . (¬3) هكذا في المخطوط بإثبات الياء، والأفصح بحذفها. (¬4) إسناده ضعيف، فيه: - يحيى بن أكثم القاضي، قال عنه صالح جزرة: "حدث عن ابن إدريس بأحاديث لم يسمعها". قلت: وهذا الحديث رواه عن عبد الله بن إدريس. - وهارون بن صاحب لم أجد من وثقه. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/32) من طريق علي بن عمر السكري به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (ص108) عن سويد بن سعيد وبشر بن معاذ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/222) من طريق خالد بن خداش، والخطيب في "موضح الأوهام" (1/198) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، كلهم عن الحكم بن سنان صاحب القرب، عن سدوس صاحب السابري، عن أنس مرفوعاً ((إذا التقى الخلائق يوم القيامة ... فذكر مثله)) . وهذا إسناد ضعيف، فيه الحكم بن سنان القِرَبي، وهو ضعيف. قال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الاوسط" وفيه الحكم بن سنان أبو عون، قال أبو حاتم: "عنده وهم كثير وليس بالقوي، ومحله الصدق، يكتب حديثه"، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات". مجمع الزوائد (10/356) ، وانظر التقريب (175/ت1443) . وله شاهد ثانٍ لا يفرح به من حديث أم هانئ بنت أبي طالب، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/87) من طريق أبي عاصم الثقفي الربيع بن إسماعيل، عن عمرو بن سعيد بن معبد بن هبيرة، عن أبيه، عن جدته أم هانئ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إن الله تبارك وتعالى يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي منادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: يَا أهل التوحيد، إن الله عز وجل قد عفا عنكم، فيقوم الناس فيتعلق بعضهم ببعض في ظلامات، ثم ينادي منادٍ: يا أهل التوحيد، لِيَعْفُ بعضكم عن بعض، وعلي الثواب)) . قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أم هانئ إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو عاصم الثقفي الكوفي". قلت: وقال عنه أبو حاتم: "منكر الحديث". انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1279) ، واللسان (2/444) ، ومجمع الزوائد (10/355-356) .

416 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الله بْنُ الحُسَين الخَلاَّل، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَمَّار، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بن أبي شَيْبة، حدثنا عبد الله بْنُ نُمَير، عَنْ يَزِيدَ الرَّقاشيّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّمَا الشَّفاعةُ لأهلِ الكَبائِرِ)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ضعيف جدًّا، فيه: - يزيد الرقاشي، وقد تقدم أنه ضعيف، ولكنه متابع كما سيأتي. - وأحمد بن محمد التمار، وتقدم أنه كان غير ثقة، واتهمه بعضهم. وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" (1/143) ، والآجري في "الشريعة" (3/1215-1216/ح782، 783، 784) ، والمحاملي في "أماليه" (ص65) ، من طريق يزيد الرقاشي به. وقد تابع يزيدَ الرقاشي كل من: أشعث الحُدّاني، وثابت، ويزيد الرشك، وزياد النميري، وقتادة. - أما حديث أشعث الحدّاني فأخرجه أحمد (3/213) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/126) ، وأبو داود (13/71 -عون) ، والآجري في "الشريعة" (3/1214-1214/ح781) ، من طريق سليمان بن حرب، عن بسطام بن حريث، عن أشعث الحُدّاني، عن أنس به، ولفظه: ((شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي)) . وإسناده حسن، وأشعث هو ابن عبد الله الحُدّاني الأزدي، أبو عبد الله، قال عنه الحافظ: "صدوق". وبسطام بن حريث هو الأصفر، أبو يحيى البصري، ثقة. - وحديث ثابت أخرجه أبو داود الطيالسي (ص270) ، والترمذي (4/625) في صفة القيامة والرقائق والورع، وابن حبان (ص645 ـ موارد ـ) من طرق عنه به. قال الترمذي: "حسن صحيح غريب من هذا الوجه". - وحديث قتادة أخرجه الحاكم (1/140) من طريق عمر بن سعيد الأبح، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عنه به. وفي إسناده عمر بن سعيد الأبح، قال عنه البخاري، والعقيلي، وابن عدي: "منكر الحديث"، وزاد ابن عدي: "وفي بعض ما روى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ إنكار"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي". انظر الضعفاء والمتروكين للعقيلي (3/166) ، والجرح والتعديل (6/111) ، واللسان (4/301) . - وحديث يزيد الرشك أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/77) ، وفي "المعجم الصغير" (2/244) ، من طريق الحسن بن عيسى الحربي، عن روح بن المسيب، عنه به. قال الطبراني: "لم يروِه عن يزيد الرشك، عن أنس بن مالك إلا روح بن المسيب تفرد به الحسن بن عيسى". قلت: وروح بن المسيب وثقه العجلي، والبزار. وقال ابن معين: "صويلح"، وقال أبو حاتم: "هو صالح ليس بالقوي". وقال ابن حبان: "يروي عن الثقات الموضوعات، ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات". انظر معرفة الثقات للعجلي (1/365) ، والجرح والتعديل (3/496) ، والمجروحين لابن حبان (1/299) ، والكامل لابن عدي (3/43) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/290) . والحسن بن عيسى الحربي من أهل المصيصة، لم يوثقه إلا ابن حبان وقال: كان يخطئ أحياناً. الثقات (8/174) . تنبيه: وقد روى ابن عدي في "الكامل" (3/43) عن أبي يعلى، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن روح بن المسيب، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ به وفيه زيادة. وإذا ثبت هذا رجع الحديث إلى حديث يزيد الرقاشي، وقد علم ما فيه، وهذا هو الظاهر، إذ الحسن بن عيسى الحربي كان يخطئ ولم يوثقه غير ابن حبان، ويحتمل أن يكون الخطأ من شيخ الطبراني مورع بن عبد الله أبي ذُهْل، فإني لم أجد ترجمته، والله أعلم. وللحديث شواهد من حديث جابر بن عبد الله، وحديث كعب بن عجرة: - أما حديث جابر فأخرجه أبو داود الطيالسي (ص233) ، والترمذي (4/625) ، في صفة القيامة والرقائق والورع، والآجري في "الشريعة" (3/1212) ، والحاكم (1/69) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/200-201) ، من طريق محمد ابن ثابت البناني، والحاكم (1/140) من طريق عمرو بن سلمة، وابن ماجه (2/1441/ح4310) كتاب الزهد، والحاكم (1/69) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (ص55) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما -عمرو بن أبي سلمة والوليد ابن مسلم- عن زهير بن محمد، كلاهما -محمد بن ثابت البناني، وزهير بن محمد- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عنه به. قال الترمذي: "حسن غريب من هذا الوجه، مستغرب من حديث جعفر بن محمد". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". قلت: فيه جعفر بن محمد، لم يخرج له البخاري في الصحيح، وإنما أخرج له في الأدب المفرد، فلذلك تعقبه الذهبي بقوله: "على شرط مسلم". وقال البيهقي: "حديث صحيح". - وحديث كعب بن عجرة أخرجه الآجري في "الشريعة" (3/1213/ح780) ، والبيهقي كما في "النهاية" لابن كثير (2/229) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/40) من طريق واصل، عن أُمَيّ، عن الشعبي، عن كعب بن عجرة به. وأمي هو ابن ربيعة المرادي الصيرفي، الكوفي، أبو عبد الرحمن، ثقة من السابعة. وأما واصل ففيه خلاف، فعند البيهقي هو مولى ابن عيينة، ووقع عند الخطيب أنه واصل بن حيان، وهذا الاختلاف لا يؤثر في صحة هذا الحديث أو ضعفه، إذ هما محتج بهما، أما الأول فهو صدوق عابد، وأما الثاني فهو ثقة. والحاصل أن الحديث بمجموع طرقه وشواهده يكون حسناً، بل صحيحاً وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

417 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُلاعِب (¬1) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الأَنْصَارِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ ¬

(¬1) أبو القاسم الصيرفي، كان ينزل بباب الطاق. قال العتيقي: "سنة أربع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم منصور بن جعفر بن ملاعب في يوم الأحد الخامس والعشرين من المحرم، وكان ثقة". تاريخ بغداد (13/85) . (¬2) هو الحسن بن محمد بن عبد الله بن شعبة، أبو علي الأنصاري، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: "لا بأس به". مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة في ذي القعدة. انظر سؤالات السهمي (رقم255) ، الكامل لابن عدي (2/250) ، وتاريخ بغداد (7/415) ، وتهذيب الكمال (6/309) ، والتهذيب (2/274) .

الزِّيَادِيُّ، حَدَّثَنَا الدّارَوَرْديّ (¬1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاَء، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ابن عبد الرحمن، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اعمَلُوا مِنَ الأَعْمالِ مَا تُطِيقونَ؛ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لا يَمَلُّ حتَّى تملُّوا، أَلاَ وإنَّ أفضلَ العملِ أَدْوَمُه وَإِنْ قَلَّ)) (¬2) . 418 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْباجيّ، حَدَّثَنَا م ¬

(¬1) هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد الداروردي، أبو محمد الجهني مولاهم، المدني، وثقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، وزاد ابن سعد: "كثير الحديث يغلط". وقال أحمد: "كان معروفاً بالطلب، وإذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ، وربما قلب عبد الله بن عمر يرويها عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ"، وقال الساجي: "كان من أهل الصدق والأمانة، إلا أنه كثير الوهم"، وقال الحافظ: "صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري منكر، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين". التاريخ الكبير (6/25) ، والجرح والتعديل (5/395) ، وتهذيب الكمال (18/187-194) ، والميزان (2/633) ، والتهذيب (6/315) ، والتقريب (358/ت4119) . (¬2) إسناده حسن، وأما الداروردي فقد تابعه موسى بن عبيدة الحميري عند الطبري في "التفسير" (28/125) عن ابن حميد، عن مهران، عنه به. والحديث أخرجه البخاري (2/695) كتاب الصيام، باب صوم شعبان، وفي (5/2201) باب الجلوس على الحصير ونحوه، ومسلم (1/540-541) باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره من طرق عن أبي سلمة به مطولاً ومختصراً. وأخرجه البخاري (1/386) باب ما يكره من التشديد في العبادة من طريق عروة، ومسلم (1/541) باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره من طريق القاسم بن محمد، كلاهما عن عائشة به مختصراً، وليس عند البخاري قوله ((وَإِنَّ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ)) .

حمد بن محمد ابن الأَشْعَث (¬1) بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو شَريك يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ ضِماد المُرَاديّ (¬2) ، حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن (¬3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (¬4) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِديّ أَنَّ رَسُولَ الله صلى [ل/87ب] اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لأُعطِيَنَّ الرَّايةَ غَدًا رَجُلا يُحبُّ اللهَ ورسولَه ويُحبُّه اللهُ ورسولُه يَفتَحُ اللهُ عليهِ، فَتَطاوَلَ النَّاس فَقَالَ: أَيْنَ عليُّ بنُ أَبِي طالبٍ؟ قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، يَشْتَكِي عَيْنَيْه، قَالَ: فأَرْسِلوا إِلَيْهِ فَأَتَوْا بِهِ، ¬

(¬1) أبو الحسن الكوفي، سكن مصر. قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه، فقال: "إنه من آيات الله، هو وضع ذلك الكتاب ـ يعني العلويات ـ. وقال ابن عدي: "حمله شدة ميله إلى التشيع على أن أخرج لنا نسخة قريب من ألف حديث عن موسى بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده إلى أن انتهى إلى علي والنبي صلى الله عليه وسلم، كتاب يخرجه إلينا بخط طري على كاغد جديد فيها مسندة كلها أو عامتها". وموسى بن إسماعيل هذا قال عنه الحسين بن علي بن عمر بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ علي العلوي: "كان موسى هذا جاري بالمدينة أربعين سنة ماذكر قط أن عنده رواية، لا عن أبيه ولا عن غيره". اهـ. فهذا يؤيد ما قاله ابن عدي آنفاً. الكامل لابن عدي (6/301-302) ، وسؤالات السهمي (ص101) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/97) ، واللسان (5/362) ، والكشف الحثيث (ص247) . (¬2) هو المحدث الصدوق، أَبُو شَرِيكٍ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بن ضماد المرادي المصري، عُمّر وأسنّ، ذكره ابن حبان في "الثقات". قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه، فقال: "شيخ"، ونقل ابن يونس عن عبد الله بن سعيد قال: "كان أبو شريك يتشيع". مات سنة ست وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل (9/198) ، والثقات لابن حبان (9/262) ، وسيرأعلام النبلاء (11/459) ، واللسان (6/282) . (¬3) هو القاري. (¬4) هو سلمة بن دينار الأعرج.

فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْه وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّاية، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَفَأُقاتِلُهم حَتَّى يكُونُوا مِثْلَنا؟ فَقَالَ: انفُذْ عَلَى رِسلِك حَتَّى تَنْزِل بِساحَتِهم فادْعُهم إِلَى الإسلامِ وأَخْبِرْهم بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حقِّ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، فَوَاللهِ، لَأَنْ يهدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا وَاحِدًا خيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يكونَ لَكَ حُمُرُ النَعَم)) (¬1) . 419 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَزَّةَ، حَدَّثَنَا علي ابن طَيْفُور، حَدَّثَنَا قُتَيبة بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحيّ (¬2) ، ¬

(¬1) في إسناد المصنف محمد بن الأشعث، وسهل الديباجي، وكل واحد منهما رافضي غالٍ كذّاب. وقد تقدم في ترجمة الديباجي قول ابن أبي الفوارس: "كان آية ونكالاً في الرواية، وكان رافضياً غالياً فيه، وكتبنا عنه كتاب مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ لأهل البيت مرفوع، ولم يكن له أصل نعتمد عليه ولا كتاب صحيح". وأما الحديث فهو صحيح ثابت من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، أخرجه أحمد (5/333) ، والبخاري (3/1096) باب فضل من أسلم على يديه رجل، من طريق يعقوب بن عبد الرحمن به مثله. وأخرجه البخاري (3/1357) كتاب المناقب، باب مناقب علي ... إلخ من طريق عبد العزيز ويزيد بن أبي عبيد، وفي (4/1542) كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، من طريق يزيد بن أبي عبيد، كلاهما عن أبي حازم به، نحوه وحديث يزيد بن أبي عبيد مختصر. (¬2) هو صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة التيمي، الكوفي، متروك الحديث، من الثامنة. انظر الضعفاء الصغير (ص59) ، والتاريخ الصغير (2/199) ، والتاريخ الكبير (4/291) ، والضعفاء للعقيلي (2/203) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص57) ، والجرح والتعديل (4/415) ، والمجروحين (1/369) ، والكامل لابن عدي (4/68-70) ، وتهذيب الكمال (13/95-98) ، والكاشف (1/622) ، والميزان (2/627) ، والتهذيب (4/404) ، والتقريب (274/ت2891) .

عن عبد الرحمن ابن أَبِي بَكْرٍ (¬1) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((احفَظُوْنِي فِي أَصْحَابي وأَزْوَاجِي وأَصْهارِي رَضِيَ الله عَنْهُم)) (¬2) ¬

(¬1) هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بن عبيد الله بن أبي مليكة، التيمي، المدني. قال ابن معين: "ضعيف"، وقال أحمد والبخاري: "منكر الحديث"، وقال البخاري مرة: "ذاهب ضعيف الحديث". وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال مرة: "متروك الحديث"، وقال البزار: "لين الحديث"، وقال ابن خراش: "ضعيف الحديث، ليس بشيء"، وقال الساجي: "صدوق فيه ضعف يحتمل"، وقال ابن حبان: "ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات"، وقال ابن عدي: "لا يتابع في حديثه، وهو في جملة من يكتب حديثه"، وقال الحافظ ابن حجر: "ضعيف". قلت: إن الحافظ ـ فيما يبدو ـ توسط في اختيار هذه الأقوال، حيث حمل قول من ضعفه تضعيفاً شديداً، أو تركه على ما انفرد به وحمل قول من لينه على ما لم ينفرد به، فقول ابن حبان وقول ابن عدي مفسّران لما أجمل في كلام الأئمة الآخرين والله أعلم. انظر التاريخ الكبير (5/260) ، وعلل الترمذي (ص394) ، والضعفاء للعقيلي (2/324) ، والمجروحين (2/52) ، والكامل لابن عدي (4/295) ، وتهذيب الكمال (16/554) ، والتهذيب (6/132) ، والتقريب (337/ت3813) . (¬2) إسناده ضعيف جدًّا، فيه: - عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ المليكي وهو منكر الحديث. - وصالح بن موسى الطلحي، وهو متروك الحديث. أخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (1/412) من طريق قتيبة به مثله. وللحديث شواهد ـ كلها فيها مقال ـ عن عدد من الصحابة: - أولها: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أخرجه، أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1/34-35/ح31 ـ التركي ـ) ، والنسائي في "الكبرى" (5/389) ، وابن حبان (15/122/ح6728) ، والحارث بن أبي أسامة (2/635-636/ح607- بغية الباحث-) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (ح902) ، و (ح1489) ، وابن منده في "كتاب الإيمان" (3/228-229) ، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/158) ، من طريق جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: خطبنا عمر ابن الخطاب بالجابية، فقال: قام فينا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مثل مقامي فيكم فقال: ((احفظوني في أصحابي ثم الذين يلونهم ... الحديث)) . وعند بعضهم ((أحسنوا إلى أصحابي)) ، وعند آخر ((أكرموا أصحابي)) . وأخرجه أحمد (1/26) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/389) ، وابن ماجه (2/791) كتاب الأحكام، باب كراهية الشهادة لمن لم يستشهد، وأبو يعلى (ح143) – وعنه ابن حبان (12/399-400/ح5586) -، وابن منده في"كتاب الإيمان" (3/229) من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عبد الملك بن عمير به. هذا الإسناد مداره على عبد الملك بن عمير، وهو ثقة لكنه مدلس وقد عنعنه، واضطرب فيه، فمرة رواه عن جابر ابن سمرة ـ كما تقدم ـ. ومرة رواه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عمر، أخرجه عبد الرزاق (ح20710) ، وعبد بن حميد (ص23) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (ح9222، 9223، وأبو يعلى (ح201، 202) . ومرة قال عن رجل، عن ابن الزبير، ذكره العقيلي في "الضعفاء" (3/302) ، والدارقطني في "العلل" (2/124) . ومرة قال عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَن عمر، أخرجه ابن أبي عاصم (ح899) ، والعقيلي في المصدر السابق. ومرة رواه عن قبيصة بن جابر، عن عمر، أخرجه العقيلي، والدارقطني في المصدرين السابقين. قال الدارقطني بعد إيراده لهذا الاختلاف وغيره: "ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير؛ لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد". انظر العلل له (2/122-125) . هكذا قال الدارقطني ولم يرجح بين أوجه هذا الاختلاف، والظاهر من صنيع ابن حبان أن أرجح هذه الأوجه هو رواية عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة، حيث أخرج الحديث في موضعين من هذا الوجه، والله أعلم. وللحديث طرق أخرى عن عمر: ... - الطريق الأول: طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر به. هذا الطريق مداره على عبد الله بن دينار واختلف عليه فيه، فرواه محمد بن سوقة عنه به موصولاً، وعنه ابن المبارك، والنضر بن إسماعيل. ... أما حديث ابن المبارك فأخرجه في "مسنده" (256) ، ومن طريقه أحمد (1/18) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/150) ، وابن حبان (ح7254) ، والحاكم (1/113) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/91) عنه به. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ... وحديث النضر بن إسماعيل أخرجه أبو عبيد في "الخطب والمواعظ" (133) ، والترمذي (ح2165) كتاب الفتن، باب لزوم الجماعة، وابن أبي عاصم في "كتاب السنة" (ح88، 897) ، والبزاز (ح166) عنه به. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه". ... وخالف محمد بن سوقة يزيدُ بن الهاد، فقال: عن ابن دينار، عن ابن شهاب، عن عمر به مرسلاً، أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/102) معلَّقًا، والنسائي في "السنن الكبرى" (ح9224) من طريق الليث، عنه به. وقد ذهب إلى ترجيح الرواية المرسلة البخاري، وأبو حاتم، وأبو زرعة والدارقطني. قال البخاري: "وحديث ابن الهاد أصح، وهو مرسل، بإرساله أصح". وقال أبو حاتم، وأبو زرعة والدارقطني عن حديث محمد بن سوقة بأنه خطأ. وخالف صاحبي محمد بن سوقة عطاءُ بن مسلم فرواه عنه، عن أبي صالح، عن عمر به، أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/389) ، من طريق موسى بن أيوب، والطبراني في "المعجم الكبير" من طريق عبيد، كلاهما عن عطاء به. قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن محمد إلا عطاء، تفرد به عبيد". قلت: بل تابعه موسى بن أيوب كما تقدم عند النسائي، وهو مرسل أيضاً؛ لأن أبا صالح وهو ذكوان السمان، لم يسمع من عمر. انظر المراسيل لابن أبي حاتم، وتحفة التحصيل (ص174) . ... الطريق الثاني: عن مجاهد، عن ابن عمر، عنه به. أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/193) عن محمد بن راشد الأصبهاني، عن إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن ابن أبي نجيح، عنه به. ... الطريق الثالث: عن سعد بن أبي وقاص، عنه به. أخرجه ابن أبي عاصم في "كتاب السنة" (ح86، 896) ، والحاكم (1/199) من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، عنه به. ... الطريق الرابع: عن زر بن حُبيش عنه به. أخرجه ابن أبي عاصم في "كتاب السنة" (ح87، 898) ، وذكره الدارقطني في "العلل" (2/150) . ... الطريق الخامس: عن سليمان بن يسار عنه به. أخرجه الحميدي في"مسنده" (32) ، والشافعي في "الرسالة" (ص473) . وهذه الأسانيد لا يخلو كل واحد منها من مقال. ... -الشاهد الثاني: حديث عياض الأنصاري. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/369) عن أحمد بن محمد بن صدقة، عن محمد بن عبد الملك، عن محمد ابن القاسم الأسدي، عن عكرمة بن إبراهيم الأزدي، عن عبد الملك بن عمير، عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: ((احفظوني في أصحابي، وأصهاري، فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة، ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله منه، ومن تخلى الله منه أوشك أن يأخذه)) . وفي إسناده عبد الملك بن عمير وهو مدلس وقد عنعن، وقد ضعف الحافظ هذا الإسناد في "الإصابة" (4/759) . قلت: ويحتمل أن يكون هذا لوناً آخر من الاختلاف السابق على عبد الملك بن عمير، والله أعلم. ... - الشاهد الثالث: حديث سهل بن يوسف بن سهل بن أخي كعب، عن أبيه، عن جده. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/104) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" كما في "الإصابة" (3/206) ، من طريق محمد بن عمر بن علي المقدمي، عن علي بن يوسف بن سنان بن مالك بن سميع، عن سهل بن يوسف ابن سهل بن أخي كعب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لما قدم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة من حجة الوداع صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، ثُمَّ قَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إن أبا بكر لم يسؤني قط، فاعرفوا ذلك له، يا أيها الناس، إني راضٍ عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، والمهاجرين الأولين راضٍ، فاعرفوا لهم، أيها الناس، احفظوني في أصحابي، وأصهاري، وأختاني، لا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم، يا أيها الناس، ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيراً)) . وقد حصل للطبراني وهم في هذا الإسناد، وتبعه عليه الضياء في "مختارته"، نبه على ذلك الحافظ ابن حجر في "الإصابة" فقال: "وقع للطبراني فيه وهم؛ فإنه أخرجه ... فذكر هذا الإسناد، ثم قال: واغتر الضياء المقدسي بهذه الطريق فأخرج الحديث في "المختارة" وهو وهم؛ لأنه سقط من الإسناد رجلان، فإن علي بن محمد بن يوسف إنما سمعه من قنان ابن أبي أيوب، عن خالد بن عمرو، عن سهل". الإصابة (3/206) . قلت: وأخرجه على الصواب سيف بن عمر في "الفتوح" ـ كما في "الإصابة" (3/205) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/271) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/147) ، وابن شاهين ـ كما في الإصابة ـ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/118) ، من طريق خالد بن عمرو الأموي، عن سهل بن يوسف به. هذا الإسناد مداره على خالد بن عمرو الأموي، وهو متروك، قال الحافظ ابن حجر: "ومدار حديثه ـ يعني سهل ابن أخي كعب ـ على خالد بن عمرو، وهو متروك، وفي إسناد حديثه مجهولون ضعفاء". الإصابة (3/206) . وقد جزم الدارقطني في "الأفراد" له ـ كما نقله الحافظ ـ بأن خالد بن عمرو تفرد به عن سهل، لكن تابعه عليه عمر ابن سيف في "الفتوح" ـ كما ذكر الحافظ في "الإصابة" (3/205) عن سهل بن يوسف به، ولكن هذه المتابعة لا تجدي، إذ في الإسناد سهل بن يوسف وأبوه، وهما مجهولان. والحاصل أن حديث حديث عمر بطرقه وشواهده الأخرى يحتمل التقوية إلى الصحيح لغيره وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

420 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن مِقْسَم المُقْرِئ، حدثنا

محمد بْنُ جَرِير (¬1) الطَّبَريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبيد المُحَارِبيّ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عُبيدالله (¬2) العَرْزَميّ، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ (¬3) ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفيّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم ((أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى [ل/88أ] اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم أَخَذَ بِعَضُدِ عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يومَ غَدِيرِ خُمّ بِأَرْضِ الجُحْفة، ثمَّ قَالَ: يَا أيُّها النَّاسُ، أَلَسْتُم تَعْلَمُونَ أَنِّيْ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أنفُسِهم؟ قَالُوا: بَلَى يَا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: فَمَنْ ¬

(¬1) ابن يزيد، أبو جعفر، الإمام العلم، عالم العصر، كان مولده سنة أربع وعشرين ومائتين، وطلب العلم بعد سنة أربعين ومائتين، وأكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر علمًا، وذكاءً، وكثرة التصانيف، قل أن ترى العيون مثلَه، مات سنة عشر وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (14/267-282) . (¬2) ابن أبي سليمان الفزاري. قال أبو حاتم: "ليس بقوي في الحديث". وقال الدارقطني: "ضعيف". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه". ومات سنة ثمانين ومائة. قلت: قول أبي حاتم والدارقطني مجمل، وأما ابن حبان فقد فصّل، والذي يبدو أنه خبره، وعليه فتوثيقه هنا مقبول، والرجل لا ينحطّ حديثه عن درجة الحسن إن شاء الله، إلا من روايته عن أبيه والله أعلم. التاريخ الصغير (2/223) ، والجرح والتعديل (5/282) ، والثقات (7/91) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص173) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/99) ، واللسان (3/428) . (¬3) هو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: ميسرة العرزمي ـ بفتح المهملة وسكون الراء وبالزاي المفتوحة ـ، صدوق له أوهام، قاله الحافظ ابن حجر، مات سنة خمس وأربعين. انظر معرفة الثقات للعجلي (2/103) ، والثقات لابن حبان (7/97) ، ومشاهير علماء الأمصار (ص166) ، والكامل لابن عدي (5/302) ، والتهذيب (6/352-353) ، والتقريب (363/ت4148) .

كُنْتُ مَوْلاه فَهَذا مَوْلاَه)) (¬1) ¬

(¬1) في إسناده عطية العوفي، وقد تقدم أنه صدوق يخطئ، وضعفه غير واحد، وهو مدلس وقد عنعن، ولكن صرح بالتحديث من غير هذا الطريق، ولم يتفرد كما يأتي. والحديث أخرجه أحمد (4/368) ـ وفيه تصريح عطية بالسماع ـ، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/195) ، وعبد الله في "فضائل الصحابة" (2/586) ، والآجري في "الشريعة" (4/2049/1522) من طرق عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سليمان به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/195) من طريق مصعب بن المقدام، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية به مختصراً. وقد تابع عطيةَ العوفي على رواية هذا الحديث عن زيد بن أرقم أبو الطفيل، ويحيى بن جعدة، وميمون أبو عبد الله، وأبو سلمان المؤذن. - أما حديث أبي الطفيل فأخرجه الترمذي (5/633) ، والمحاملي في "أماليه" (ص85) ، والحاكم (3/118) من طريق سلمة بن كهيل، عنه به مختصرا: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) . قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وأحمد (1/118) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/130) ، وفي "الخصائص" (ص15 – المطبوع مستقلاًّ عن السنن الكبرى) ، وابن أبي عاصم في "كتاب السنة" (رقم 1365) ، والآجري في "الشريعة" (4/2049-2050/ح1523) ، والحاكم (3/118) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عنه به أن زيد بن أرقم قال: ((لما دفع النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حجة الوداع، ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقُمِمْنَ، ثم قال: "كأني دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: ((إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن)) ، ثم إنه أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: ((من كنت مولاه فهذا وليه، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُ، وعادِ من عاداه)) . قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". وسكت عنه الذهبي، وهو كما قالا، لأن حبيب بن أبي ثابت لم يتفرد به، بل تابعه سلمة بن كهيل كما سبق، وفطر بن خليفة كما يأتي. وأخرجه أحمد (4/370) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/134) ، وابن حبان (15/376) من طريق فطر ابن خليفة، عنه قال: "جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم: "أنشد الله كل امرئ مسلم سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام"، فقام إليه ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم: فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذ بيده فقال: ((أتعلمون أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟)) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُ، وعادِ من عاداه)) . قال: فخرجت كأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليا يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر، قد سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول ذلك. قال الهيثمي: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة". مجمع الزوائد (9/104) . - وحديث يحيى بن جعدة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (ح4986) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1/233-234) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عنه به نحو حديث أبي الطفيل وفيه: ((يا أيها الناس، إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله ... الحديث)) ، وفيه قوله ((مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا مَوْلاهُ)) ، دون قوله ((اللهم والِ ... )) قال الشيخ الألباني بعد أن عزاه للطبراني: "رجاله ثقات". - وحديث ميمون أبي عبد الله أخرجه أحمد (4/372) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (ح5092) من طريق أبي عبيد عنه. وأخرجه النسائي في "الخصائص" (ص100) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/605) من طريق عوف، وأحمد (4/372) ، والآجري في "الشريعة" (4/2047-2048/ح1520) من طريق شعبة، كلاهما عنه به، وليس فيه قوله ((اللهم والِ ... )) ، إلا أن شعبة زاد: "قال ميمون: فحدثني بعض القوم عن زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اللَّهُمَّ والِ من والاه ... )) . قال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار، وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات". مجمع الزوائد (9/104) . قال الألباني: "وصحح له الحاكم ". انظر السلسلة الصحيحة (4/333) . - وحديث أبي سلمان المؤذّن أخرجه أحمد (5/370) ، وأبو القاسم هبة الله البغدادي في "أماليه" ـ (ل20/ب ـ كما في السلسلة الصحيحة ـ من طريق أبي إسرائيل الملاّئي، عن الحكم، عنه به قال: استشهد علي على الناس، فقال: "أنشد الله رجلاً سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ((اللهم من كنت مولاه فعلي مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُ، وعادِ من عاداه)) . قال أبو القاسم: "هذا حديث حسن صحيح". قلت: فيه سلمان المؤذّن ـ وليس أبا سليمان كما وقع للهيثمي والحافظ ابن حجر، نبه عليه الشيخ الألباني في "الصحيحة" ـ وهو يزيد بن عبد الله المؤذّن، مؤّذن الحجاج، ترجم له المزي في "تهذيب الكمال" تمييزاً، وساق هذا الحديث من طريقه، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (645/ت8140) : "مقبول" اهـ. ومثله يصلح في المتابعات، وفيه أبو إسرائيل، واسمه إسماعيل بن خليفة، قال في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ". اهـ. ومثله يصلح أيضاً في المتابعات والشواهد. والحاصل أن هذا الحديث بهذه الطرق يحتمل أن يتقوى وينتهض إلى درجة الحسن والاحتجاج، وله شواهد أخرى عن عدد من الصحابة: سعد بن أبي وقاص، وبريدة بن الحصيب، وأبي أيوب الأنصاري، والبراء بن عازب، وعبد الله ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وحميد بن عمارة عن أبيه، ومالك بن الحويرث، وعبد الله بن مسعود، عمار بن ياسر، جابر بن عبد الله. وقد خرّج الشيخ الألباني أحاديث هؤلاء ـ إلا الخمسة الأخيرة ـ في "الصحيحة" (4/330-344/ح1750) ، فمن أراد التوسع فليرجع إليه، ولينظر أيضاً كتاب "الشريعة" للآجري (4/2043-2054) ، وكتاب "السنة" لابن أبي عاصم (2/604 فما بعدها) . قال الحافظ ابن حجر: "وهو كثير الطرق جدًّا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روّينا عن الإمام أحمد قال: "ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي". فتح الباري (7/74) .

421 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بن الحسن الحَضْرَميّ، حدثنا ي

حيى بْنُ مُحَمَّدٍ المَدِيْنيّ (¬1) إِمْلاءً، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ المُغِيرة (¬2) أَبُو سَلَمة المَخْزُوْميّ، حدثنا عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغ (¬3) ، عَنْ هِشَامِ ابن ¬

(¬1) هو ابن صاعد. (¬2) ابن إسماعيل بن أيوب المدني. قال أبو حاتم: "صدوق فقيه"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يغرب". وتفرد مسلمة بن القاسم بتليينه فقال: "ليس بالقوي، له مناكير، أخبرنا عنه أبو زيد المخزومي". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث وخمسين". الجرح والتعديل (9/191) ، وتهذيب الكمال (31/569) ، والتهذيب (11/252) ، والتقريب (597/ت7652) . (¬3) المخزومي مولاهم، أبو محمد المدني، ثقة صحيح الكتاب، تكلم الأئمة فيه من ناحية حفظه. قال البخاري: "كان ثقة في الرواية عارفاً بالفقه لم يكن بذاك الحافظ". وقال أبو حاتم: "ليس بالحافظ، هو لين، تعرف حفظه وتنكر، وكتابه أصح". وقال ابن حبان: "كان صحيح الكتاب، وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ". انظر التاريخ الصغير (2/319) ، الجرح والتعديل (5/183) ، والثقات لابن حبان (8/348) ، والكامل لابن عدي (4/242) ، والإرشاد (1/316، 227) ، والكاشف (1/602) ، والتهذيب (6/46-47) ، والتقريب (326/ت3659) .

سعد (¬1) ، عن مُعاذ بن عبد الله بن خُبَيب الجُهَنيّ (¬2) ، عن ¬

(¬1) هو هشام بن سعد المدني، أبو عباد، أو أبو سعيد، تكلم فيه الأئمة. قال ابن معين: "فيه ضعف، وداود بن قيس أحب إلي منه"، وقال مرة: "هو صالح ليس بمتروك الحديث". قال أحمد: "لم يكن هشام بن سعد بالحافظ"، وقال مرة: "ليس بمحكم الحديث"، ولم يرضَه، وقال علي بن المديني: "هو صالح ولم يكن بالقوي"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به، هو ومحمد بن إسحاق عندي واحد". وقال أبو زرعة: "شيخ محله الصدق، وكذلك محمد بن إسحاق هو هكذا عندي، وهشام أحب إلي من محمد بن إسحاق". وقال العجلي: "جائز الحديث، وهو حسن الحديث"، وقال النسائي: "ضعيف"، وقال ابن عدي: "مع ضعفه يكتب حديثه". وهذا الكلام من هؤلاء يقتضي أن الرجل فيه ضعف، ولكن مع ذلك يكتب حديثه، ومثله إلى الصدق أقرب منه إلى الضعف إذا لم يخالف الثقات، وقول ابن حبان الآتي يصرح بذلك حيث قال: "كان ممن يقلب الأسانيد وهو لا يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروي عن الثقات بطل الاحتجاج به، وإن اعتبر بما واقق الثقات من حديثه فلا ضير"، ولذلك قال الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام، ورمي بالتشيع، من كبار السابعة، مات سنة ستين، أو قبلها"، وقال الذهبي: "حسن الحديث". انظر سؤالات ابن أبي شيبة (ص102) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/328) ، والضعفاء (4/341-342) ، والجرح والتعديل (9/61) ، والمجروحين (3/89) ، والكامل لابن عدي (7/108-109) ، وتذكرة الحفاظ (1/202) ، والكاشف (2/336) ، والتهذيب (11/37) ، والتقريب (572/ت7294) . (¬2) هو مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيب ـ بالمعجمة مصغر ـ الجهني، المدني، من الرابعة، وثقه ابن معين، وأبو داود، والذهبي. وقال الدارقطني: "ليس بذاك". وقد اعتبر الحافظ ابن حجر قول الدارقطني فقال: "صدوق ربما وهم". انظر الجرح والتعديل (8/246) ، والثقات لابن حبان (5/422) ، والكاشف (2/273) ، والتهذيب (10/173) ، والتقريب (536/ت6736) .

أَبِيهِ (¬1) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا عَرَفَ الغُلامُ يَمِينَه مِنْ شِمالِهِ فمُرُوْه بالصَّلاةِ)) (¬2) ¬

(¬1) هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خبُيب الْجُهَنِيِّ، حليف الأنصار، مدني له صحبة. ترجمته في معجم الصحابة لأبي نعيم (4/165-166) ، وأسد الغابة (3/119) ، والإصابة (2/302) ، والتقريب (301/ت3292) . (¬2) إسناده ضعيف، فيه: - مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خبيب، وهو صدوق ربما وهم. - هشام بن سعد، وهو صدوق له أوهام. وعبد الله بن نافع الصائغ تابعه سليمان بن داود المهري ـ وهو ثقة ـ كما يأتي، وعليه تعين الحمل فيه على هشام ابن سعد، وأنه من أوهامه، ومع ذلك قد اضطرب فيه فقال مرة: عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن خبيب، عن أبيه، ومرة قال: عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أبيه، عن عمه، ومرة قال: عن معاذ بن عبد الرحمن الجهني، عن أبيه. والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/235) ، وفي "الصغير" (1/174) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/89) كلهم من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ به. وأخرجه أبو داود (ح497) كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، من طريق سليمان بن داود المَهْري، فتابع عبدَ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ على هذا الإسناد، إلا أنه قال: عن رجل من الصحابة، ولم يقل: عن أبيه. قلت: عدم تعيين اسم الصحابي لا يضر، كما أنه لا معارضة بين المعين والمبهم؛ لإمكان حمل أحدهما على الآخر، فيكون المراد بهذا الرجل الصحابي هو أبوه، كما صرح به في طريق أخرى، والله أعلم. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/28) من طريق عبد الله بن نافع، عن هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بن عبد الله ابن خبيب، عن أبيه، عن عمه به، فزاد: عن عمه، وهو عم عبد الله، أي رواية الصحابي عن صحابي آخر. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/172) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (4/479-480) من طريق عبد الله ابن نافع، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ معاذ بن عبد الرحمن الجهني، عن أبيه به. وأورده ابن عبد البر في "الاستيعاب" (8/831) من طريق هشام بن سعد به، وقال: "لا يعرف هذا بغير هذا الإسناد، أحسبه ـ إن صح هذا ـ أخا عبد الله بن خبيب". قال الحافظ ابن حجر: "عبد الله بن خبيب مشهور، وقد تقدم حديثه عند ولده معاذ، إن لم يكن وقع في تسميته غلط، وإلا فهو أخوه كما قال، ولكن معاذ بن عبد الرحمن لا يعرف حاله". الإصابة (4/299) . والحاصل أن الحديث لم يثبت مرفوعاً، وقد روي عن أنس من قوله، أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/189) عن أبي زرعة، عن عباد بن موسى، عن طلحة بن يحيى الأنصاري، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس به من قوله، ولكن رجح أبو زرعة وقفه على الزهري، قال ابن أبي حاتم: "فسمعت أبا زرعة يقول: "الصحيح عن الزهري فقط قوله".

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ (¬1) . 422 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا المُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ حُمَيد الْقَاضِي (¬2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٌ السُّحَيْميّ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ (¬4) ، حدثنا ¬

(¬1) يعني رفعه إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (¬2) أبو الفرج النهرواني الجريري، نسبة إلى رأي ابن جرير الطبري، ويقال له: ابن طَرارَا، العلامة الفقيه الحافظ، القاضي المتفنّن، عالم عصره، مات بالنهروان سنة تسعين وثلاثمائة، في ذي الحجة، وله خمس وثمانون سنة. تاريخ بغداد (13/230-231) ، وسير أعلام النبلاء (16/544-547) . (¬3) هو أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر السحيمي، قاضي همَذان، كان أحد من رحل وسمع، وحدث عن ... ، وأحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدمشقي، وسمع منه المعافى بن زكريا. قال أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ: "قدم علينا قاضيًا سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، كتبنا عنه، وكان صدوقاً واسع العلم". تاريخ بغداد (4/434) . (¬4) البتلهي الدمشقي، عن أبيه له مناكير. قال أبو عوانة: "سألني أبو حاتم ما كتبت بالشام قدمتي الثالثة فأخبرته بكتبي مائة حديث لأحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة كلها عن أبيه، فساءه ذلك"، وقال: "سمعت أن أحمد يقول: لم أسمع من أبي شيئًا، فقلت: لا يقول: حدثني أبي، إنما يقول: عن أبيه إجازة". قلت: بل قال ذلك كما رواه أبو عوانة نفسه عنه في "مسنده" (2/321) . وقال ابن حبان في ترجمة أبيه: "يتقى حديثه ما روى عنه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حمزة وأخوه عبيد الله؛ فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء". وقال أبو أحمد الحاكم: "فيه نظر، وحدث عنه أبو الجهم الشعراني ببواطيل، الغالب علي أنني سمعت أبا الجهم وسألته عن حال أحمد بن محمد، فقال: "كان كبِر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقّن". مات سنة تسع وثمانين ومائتين. مولد العلماء ووفياتهم (2/614) ، والثقات لابن حبان (9/74 ـ في ترجمة أبيه ـ) ، واللسان (1/295 ـ في ترجمة أبيه ـ) ، طبقات المدلسين (ص19) .

أَبِي (¬1) ، عَنْ جَدِّي (¬2) قَالَ: ((صلَّيْتُ خلف المهديّ، فجَهَر بِـ {بسمِ اللَّهِ الرَّحمن الرَّحيم} ، فقلتُ: يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَجْهَر بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم} ِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، حدَّثَني أَبِي (¬3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عنِ ابْنِ عبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم جَهَر بِـ {بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحِيْمِ} ، فقلتُ: آثُرُه عَنْكَ يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ لِي: نَعَمْ)) (¬4) . 423 - أَخْبَرَنَا أحمد، حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الخَلاَّل، حدثنا م ¬

(¬1) هو مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الحضرمي، من أهل دمشق، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يروي عن أبيه، روى عنه أهل الشام، ثقة في نفسه، يُتَّقَى حديثه ما روى عنه ... فذكر ما سبق نقله في ترجمة ابنه". الثقات لابن حبان (9/74) ، واللسان (5/422) . (¬2) هو يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي، أبو عبد الرحمن الدمشقي القاضي، ثقة رمي بالقدر، من الثامنة، مات سنة ثلاث وثمانين على الصحيح، وله ثمانون سنة. التقريب (589/ت7536) . (¬3) هو الخليفة أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي، العباسي، المنصور، وأمه سلاّمة البربريّة، ولد في سنة خمس وتسعين أو نحوها، قال الذهبي: "كان فحل بني العباس هيبة وشجاعة، ورأياً وحزماً، ودهاءً وجبروتاً، وكان جمَّاعاً للمال، حريصاً تاركاً للهو واللعب، كامل العقل، بعيد الغور، حسن المشاركة في الفقه والأدب والعلم". سير أعلام النبلاء (7/83-89) . (¬4) أخرجه الدارقطني (1/303) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/277) ، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص172-173) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1/438) ، وتمام في "فوائده" (2/12) جميعهم من طريق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حمزة به، وليس عند أبي الشيخ ذكر القصة. إسناده ضعيف فيه: - أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حمزة، ضعيف، وكان يتلقن. - وأبوه، وثقه ابن حبان إلا في حديث ابنَيْه أحمد وعبيد الله عنه؛ لأنهما كانا يدخلان عليه كل شيء.

حمد بن أحمد ابن أَبِي الثَّلْج الْكَاتِبُ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدَةَ المَرْوَزيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن [ل/88ب] سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عن جابر بن عبد الله، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ليتَجَلَّى لِلْمُؤْمِنِين عامَّة، ¬

(¬1) هو محمد بن أحمد بن محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثلج، أبو بكر الكاتب، كان مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ذكره يوسف القواس في جملة الثقات من شيوخه الذين كتب عنهم كما حكاه الخطيب. وقال ابن النديم: "خاصي عامي والتشيع أغلب عليه، وله رواية كثيرة من مرويات العامة وتصنيفات في هذا المعنى، وكان ديِّنًا فاضلاً ورعاً"، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/238) ، والفهرست لابن النديم (ص326) . (¬2) هو علي بن عبدة بن قتيبة بن شريك بن حبيب التميمي المكتب، يكنى أبا الحسن، ويقال: اسمه علي بن الحسن، يسرق الحديث. قال ابن عدي: "وعلي بن عبدة هذا مقدار ما له إما حديث منكر أو حديث سرقه من ثقة فرواه". وقال ابن حبان: " ... ويعمد إلى كل حديث رواه ثقة يرويه عن شيخ ذلك الشيخ، ويروي عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات لا يحل الاحتجاج به"، وقال الحاكم: "حدث ببغداد عن يحيى بن سعيد الأموي بحديث موضوع"، وقال الدارقطني: "كان يضع الحديث"، وقال مرة: "متروك"، مات سنة سبع وخمسين ومائتين. الكامل لابن عدي (5/216) ، والمجروحين (2/115) ، والمدخل للحاكم (ص168) ، وتاريخ بغداد (12/19) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/196) ، والكشف الحثيث (ص185، و189) ، وفي (ص50 ـ ضمن ترجمة أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ النيسابوري ـ) .

وَلأَبِي بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَاصَّةً)) (¬1) . 424 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن صالح الأَبْهَريّ، حدثنا عبد الله ابن زَيْدان بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ البَجَليّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عبيد الله الرَقِّي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ (¬2) ، عَنْ مَيْمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَنْبَغي ¬

(¬1) إسناده موضوع، وضعه علي بن عبدة المروزي. أخرجه الدارقطني في "الرؤية" (ص69-70) ، وابن عدي في "الكامل" (5/216) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/115) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/19) ، جميعهم من طريق علي بن عبدة به. قال ابن عدي: "هذا حديث باطل بهذا الإسناد". وقال الخطيب بعد أن أورده من طرق عن علي بن عبدة: "هكذا رواه محمد بن المسيب عن ابن عبدة، وهو باطل، لا أعلم رواه عن جابر، ولا عن ابن المنكدر، ولا عن ابن أبي ذئب، ولا عن يحيى بن سعيد غير علي بن عبدة، إلا ما أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور، أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حدثنا ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر، عن جابر ... فذكره، وقال: "وهذا أيضاً باطل، والحمل فيه على أبي حامد بن حسنويه؛ فإنه لم يكن ثقة، ونرى أن أبا حامد وقع إليه حديث علي بن عبدة، فركبه على هذا الإسناد مع أنا لا نعلم أن الحسن بن علي بن عفان سمع من يحيى بن أبي بكير شيئًا والله أعلم". وقال الذهبي "فهذا أقطع بأنه من وضع هذا الشويخ ـ يعني علي بن عبدة ـ على القطان"، ثم ذكر أن أبا حامد ابن حسنويه سرق هذا الحديث أيضاً كما ذكر الخطيب. (¬2) هو محمد بن زياد اليشكري الطحان، الأعور الفأفأ، الميموني، الرقي، ثم الكوفي، كذبوه واتهموه بالوضع. انظر التاريخ الكبير (1/83) ، والكامل لابن عدي (6/129-130) ، ومشتبه أسامي المحدثين (ص221) ، وتاريخ بغداد (5/280) ، وتهذيب الكمال (25/223-225) ، والكاشف (2/172) ، والتهذيب (9/150) ، والتقريب (479/ت5890) .

لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلّ نفسَه، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الإِذْلالُ؟ قَالَ: يَتَعَرّضُ للسُّلْطانِ وليسَ لَهُ منهُ النَّصْفِ)) (¬1) . 425 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤ، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَة، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجَوْهَريّ، حَدَّثَنَا رَيْحانُ بْنُ سَعِيدٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا عَبّاد بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ (¬3) ، عَنْ أَبِي قِلاَبة، عَنْ أَبِي ¬

(¬1) إسناده باطل فيه: - محمد بن زياد الطحان، وهو كذاب. - وإبراهيم بن عبيد الله الرَّقِّيّ، - وعبد الملك بن الوليد البجلي، لم أجد ترجمتهما. والحديث أخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (2/407) من طريق عبد الله بن زيدان به. (¬2) ابن المثنى بن ليث بن معدان بن زيد، أبو عصمة الناجي البصري، مختلف فيه. قال ابن معين: "ما أرى به بأساً"، وقال أبو حاتم: "شيخ لا بأس به، يكتب حديثه، ولا يحتج به"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد بن منصور"، وقال الدارقطني: "بصري يحتج به"، وقال الآجري: "سألت أبا داود عن ريحان بن سعيد، فكأنه لم يرضَه"، وقال العجلي: "يروي عن عباد، منكر الحديث"، وقال البرديجي: "فأما حديث ريحان عن عباد، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ فهي مناكير". قلت: ومثله حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن، إلا روايته عن عباد بن منصور، فإن فيها مناكير، ولذلك قال الحافظ ابن حجر: "صدوق ربما أخطأ"، وقال الذهبي قبله: " صدوق"، مات سنة أربع ومائتين. العلل لأحمد (3/22) ، وسؤالات الآجري (ص235) ، التاريخ الكبير (3/330) ، والجرح والتعديل (3/517) ، والثقات لابن حبان (8/245) ، وسؤالات البرقاني (ص30) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص88) ، وتاريخ بغداد (8/427) ، وتهذيب الكمال (9/260) ، والكاشف (1/399) ، والتهذيب (3/259) ، والتقريب (212/ت1974) . (¬3) هو السختياني.

أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَمْ تقُلِ امرأةٌ لِزَوْجِهَا: طلِّقْني، فَتَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ أَبَداً)) (¬2) ¬

(¬1) هو ثوبان الهاشمي مولى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، صحبه ولازمه، ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين. التهذيب (8/99) ، والتقريب (134/ت858) . (¬2) إسناده حسن، وعباد بن منصور وإن تكلم في حديثه عن أيوب، فقد قبله بعضهم كالبخاري، ومع ذلك لم يتفرد به عن أيوب، تابعه عدد كثير من أصحاب أيوب. أخرجه ابن أبي شيبة (4/195) عن أبي أسامة، وأحمد (5/283) ، وابن الجارود في "المنتقى" (ص187) ، والدارمي (2/216) ، وأبو داود (2/268) كتاب النكاح، باب في الخلع، وابن ماجه (1/662) كتاب النكاح، باب كراهية الخلع للمرأة، وابن جرير في "تفسيره" (2/468) من طريق حماد بن زيد، وابن حبان (9/490) من طريق وهيب، والحاكم (2/218) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن أيوب به. فهؤلاء الثلاثة تابعوا عباداً على هذه الرواية، وينضم إليهم عبد الوهاب وابن علية إن كان شيخ أبي قلابة المبهم في الإسناد الآتي هو أبو أسماء الرحبي. وأخرجه أحمد (5/283) عن ابن علية، والترمذي (3/493) كتاب النكاح، باب ما جاء في المختلعات، والروياني في "مسنده" (1/434) من طريق عبد الوهاب، والطبري في "تفسيره" (2/468) من طريق عبد الوهاب وابن عليّة، كلاهما عن أيوب به، إلا أنهم أبهموا شيخ أبي قلابة فيه، والظاهر أنه أبو أسماء الرحبي المسمى في الإسناد السابق. وأخرجه عبد الرزاق (6/515) عن معمر، وابن أبي شيبة (4/195) عن سفيان الثوري، عن أيوب وخالد الحذاء، عن أبي قلابة مرسلاً. فخالفا أولئك الستة وهم عباد بن منصور، وحماد بن زيد، ووهيب، وأبو أسامة، وابن علية، وعبد الوهاب الثقفي، فروايتهم أولى بالصواب، ويحتمل أن يكون أيوب رواه مرة موصولاً، ومرة مرسلاً، فأدى كل من تلاميذه ما سمع والله أعلم. وقد حسن الرواية الموصولة الترمذي، وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وللحديث طريق آخر عن ثوبان، أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (2/467) ، والروياني في "مسنده" (1/418) من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي إدريس، عن ثوبان به، وزاد الروياني: ((المختلعات هن منافقات، قال: وسأله رجل: هل يحل من هذا المغنم شيء؟ قال: إنه لا يحل من هذا المغنم خيط ولا مخيط لأحد)) . في إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، ولكن يصلح في المتابعات وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

426 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ عُمَرَ الضَرَّاب، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ شُعيب البَلْخيّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَسْوَأُ النَّاسِ سرِقةً الَّذيْ يسرق صلاتَه [ل/89أ] قالُوا: وكيفَ يسرِقُ صلاتَه يَا رسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا يُقِيمُ ركوعَها ولا سُجودَها)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده حسن. أخرجه الدارمي (1/350) ، وأبو يعلى في "المعجم" (ص140) ، وابن خزيمة (1/331) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/242) ،، وفي "المعجم الأوسط" (8/130) ، والدارقطني في "العلل" (8/15) ، والحاكم (1/353) ، كلهم من طريق الحكم بن موسى به. قلت: هكذا رواه الحكم بن موسى هذا الحديث عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، عن أبيه، وخالفه هشام بن عمار فرواه عن عبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به، أخرجه ابن حبان (5/209) ، والحاكم (1/353) عنه به. وقد أنكر أبو حاتم هذا الحديث وضعفه بتفرد الحكم به، ومخالفة ابن أبي العشرين له فقال: "كذا حدثنا الحكم ابن موسى، ولا أعلم أحداً روى عن الوليد هذا الحديث غيره، وقد عارضه حديث حدثناه هشام بن عمار، عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، ... فذكر طرف الحديث، قلت لأبي: فأيهما أشبه عندك؟ قال: جميعاً منكرين، ليس لواحد منهما معنى، قلت: لِمَ قال؟ لأن حديث ابن أبي العشرين لم يروِ أحد سواه، وكان الوليد صنف كتاب الصلاة، وليس فيه هذا الحديث". العلل (1/170-171) . بينما ذهب علي بن المديني إلى قبول رواية الحكم هذا كما حكى عنه عثمان بن سعيد الدارمي حيث قال: "قدم علي ابن المديني بغداد فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة أن أسوأ الناس سرقة، فقال: "لو غيرك حدث به كنا نصنع به"، أي: لأنك ثقة، ولا يرويه غير الحكم". وكذا صحح الحديث ابن خزيمة من طريق الحكم، وابن حبان من طريق ابن أبي العشرين، والحاكم من كلا الطريقين فقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما لم يخرجاه لخلاف فيه بين كاتب الأوزاعي والوليد بن مسلم". وقال إثر حديث ابن أبي العشرين: "كلا الإسنادين صحيحان ولم يخرجاه". قلت: والصحيح أن الحكم بن موسى لم يتفرد برواية هذا الحديث عن الوليد بن مسلم بهذا الإسناد، بل تابعه أبو جعفر السويدي محمد بن النوشجان، أخرجه أحمد (5/310) ، وعنه أبو زرعة ـ كما في "العلل" ـ عنه، عن الوليد بن مسلم به. وقال الخطيب: "وقد تابع الحكم عليه أبو جعفر السويدي". وسئل أبو زرعة عن السويدي هذا فقال: "رجل من أصحابنا". العلل (1/171) . وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه ابن أبي شيبة (1/257) ، وعبد بن حميد (ص305) ، وأحمد (3/56) ، وأبو يعلى (2/481) من طريق عفان، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ علي بن زيد، عن ابن المسيب، عنه به. وفي إسناده عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وهو ضعيف، ولكن يصلح في الشواهد.

427 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحُسَين، حدثنا حَامِدٌ، حَدَّثَنَا سُرَيج بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّة، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ: ((عندَ أذانِ المُؤَذِّن يُستجابُ الدُّعاءِ، فَإِذَا كانَ الإقامةُ لَمْ تُرَدَّ دعوةٌ)) (¬1) . 428 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أحمد بن سعيد المالكي، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا يحيي بن مَعين، حدثنا إسماعيل بن ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل الرقاشي، وبقية رجاله ثقات. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/208) من طريق علي بن عمر الحربي، عن حامد بن شعيب البلخي به مثله. وأخرجه ابن أبي شيبة (6/31) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/140 ـ تعليقاً ـ) عن يزيد الرقاشي بلفظ: ((عند الأذان تفتح أبواب السماء، وعند الإقامة لا ترد دعوة)) . قلت: الحديث بهذا اللفظ منكر، تفرد به يزيد الرقاشي عن أنس، والمحفوظ عن أنس بلفظ: ((الدعاء بين الأذان والإقامة يستجاب)) ، أو ((الدُّعَاءُ لا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ والإقامة)) ، والله أعلم، وقد سبق برقم (13) فانظر تخريجه هناك.

مُجالِد (¬1) ، عن بَيَان (¬2) ، عن وَبَرة (¬3) ، عن هَمَّام (¬4) قال: قال عمَّار (¬5) : ((رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم وما معه إلاَّ خمسةُ أَعْبُدٍ، وامْرأتانِ، وأبو بكرٍ رضي الله عنه)) (¬6) . ¬

(¬1) ابن سعيد الهَمْداني، أبو عمر الكوفي، نزيل بغداد، وثقه ابن معين، وعثمان بن أبي شيبة وقال: "وليتني كتبت عنه، كان يحدث عن أبي إسحاق وسماك وبيان، وليس به بأس". وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي فقال: "ما أراه إلا صدوقاً"، وقال البخاري: "صدوق"، وقال أبو داود: "هو أثبت من مجالد"، وقال أبو زرعة: "ليس هو ممن يكذب بمرة، هو وسط"، وذكره العجلي في "ثقاته" وقال: "ليس بالقوي"، وابن حبان في "الثقات" وقال: "وكان يخطئ"، وقال ابن عدي: "هو خير من أبيه، ويكتب حديثه"، وقال النسائي: "ليس بالقوي"، وقال الدارقطني: "ليس فيه شك أنه ضعيف"، وقال العقيلي: "لا يتابع على حديثه"، وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ"، قلت: وهو الأشبه إن شاء الله. تاريخ ابن معين (3/274 ـ برواية الدوري ـ) ، و (ص101 ـ برواية الدارمي ـ) ، والعلل لأحمد (3/8) ، والتاريخ الكبير (1/374) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/538) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص16) ، وأحوال الرجال (ص74) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/226) ، والضعفاء للعقيلي (1/94) ، والجرح والتعديل (2/200) ، والثقات لابن حبان (6/42) ، والكامل لابن عدي (1/319) ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي (1/70-71) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص28) ، وتاريخ بغداد (6/246) ، والتهذيب (1/285) ، والتقريب (109/ت476) . (¬2) هو ابن بشر الأَحْمَسيّ. (¬3) هو وبرة ـ بالموحدة المحرّكة ـ ابن عبد الرحمن المُسْلي ـ بضم أوله، وسكون المهملة، بعدها لام ـ، أبو خزيمة أو أبو العباس الكوفي. (¬4) هو ابن الحارث النخعي، تقدم. (¬5) هو ابن ياسر الصحابي الجليل. (¬6) إسناده حسن. والحديث في "نسخة يحيى بن معين برواية الصوفي" (ص216/ح63 ـ قسم التحقيق ـ) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/319) ، والبرزالي في "مشيخة ابن جماعة" (1/423) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (1/427) من طريق أحمد بن الحسن الصوفي به. وأخرجه البخاري (3/1338) كتاب فضائل الصحابة، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، عن عبد الله بن حماد الآملي، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (1/208) ، ومن طريقه الحاكم (3/444) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/369) كلاهما عن يحيى بن معين به. وأخرجه البخاري (3/1400) كتاب المناقب، باب إسلام أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عن أحمد بن أبي الطيب، عن إسماعيل بن مجالد به. هذا الحديث تفرد به إسماعيل بن مجالد، لم يروِه غيره، قال ابن عدي: "وهذا الحديث لا أعلمه رواه عن بيان غير إسماعيل بن مجالد". وقال الذهبي: "وهو فرد غريب ما أعلم رواه عن بيان بن بشر سوى إسماعيل، ولم يخرجه سوى البخاري".

429 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ (¬1) وَوَكِيعٌ (¬2) ، عَنْ هِشَامٍ (¬3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا ماتَ صاحبُكُمْ فَدَعُوهُ)) (¬4) . ¬

(¬1) هو علي بن هاشم بن البَريد ـ بفتح الموحدة وبعدها الراء تحتانية ساكنة ـ الكوفي، وثقه ابن معين وغيره، وإنما تكلموا فيه لمذهبه في التشيع. (¬2) هو ابن الجراح الرؤاسي. (¬3) هو ابن عروة بن الزبير. (¬4) إسناده حسن من أجل علي بن هاشم، وهو صدوق. والحديث في "نسخة يحيى بن معين برواية الصوفي" (ص223/ح66 ـ قسم التحقيق ـ) . أخرجه ابن حبان (7/289) ، وابن عدي في "الكامل" (5/183) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق (18/188) ، وابن النجار في "ذيل تارخ بغداد" (17/169) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/167) من طريق الصوفي به. قال ابن عدي: "ومن حديث علي بن هاشم لم أسمعه إلا من رواية يحيى بن معين عنه"، قلت: وهو كما قال. وأخرجه أبو داود (4/275) كتاب الأدب، باب في النهي عن سب الموتى، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ وكيع به، وزاد "ولا تقعوا فيه". وله طريق آخر عن عائشة أخرجه البخاري (2/504) كتاب الجنائز، باب ما ينهى من سب الأموات عن آدم، وفي (5/2388) باب سكرات الموت، عن علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد عنها مرفوعاً ((لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضَوا إلى ما قدموا)) .

430 - قال: وحدثنا يحيى، حدثنا عُمر (¬1) بن عُبيد، عن عطاء بن السّائِب، عن سعيد ابن جُبير في قوله عزَّ وجلَّ (( {وَلاَ يُشْرِكْ بِعَبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (¬2) قال: لا يُرَائِي)) (¬3) . 431 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الإِصطَخْريّ قدم علينا، حدثنا أبو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّرْقيّ بإِصْطَخْرَ (¬4) ، ¬

(¬1) في المخطوط "عمير" بالتصغير، والصواب ما أثبته كما في مصادر التخريج، وهو عمر بن عبيد الطنافسي. (¬2) جزء من الآية (110) من سورة الكهف. (¬3) في إسناده عطاء بن السائب، صدوق اختلط بأخرة، وعمر بن عبيد لم أجد من ذكره فيمن سمع منه بعد الاختلاط، ولا بعده، ولكن الحافظ ابن حجر لما ذكر رجالاً سمعوا من عطاء قبل الاختلاط، لم يذكر عمر بن عبيد، فهذا ظاهره أنه سمع منه بعد الاختلاط، حيث قال الحافظ: "وأن جميع من روى عنه غير هؤلاء فحديثه ضعيف؛ لأنه بعد الاختلاط". هدي الساري (ص425) . والأثر في "نسخة يحيى بن معين برواية الصوفي" (ص247/رقم73) . وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/341) من طريق الصوفي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/296) من طريق الحسن بن أبي حليمة، كلاهما عن يحيى بن معين به. وأخرجه هناد في "الزهد" (2/435) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/288) من طريق إسماعيل بن سعيد، كلاهما عن عمر بن عبيد به. وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (5/203) ، والسيوطي في "الدر المنثور" (5/469) من قول سعيد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (16/40) عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان مثله من قوله. (¬4) إصطخر ـ بالكسر وسكون الخاء المعجمة ـ بلدة بفارس. معجم البلدان (1/211) .

حدثنا محمد بن محمد بن عَمْرِو بْنِ حَنَان، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ (¬1) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن عبد العزيز (¬2) ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ (¬3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ل/89ب] أَنَّ النَّبي صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ: ((مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فَهُوَ مِنَ العُلَماء)) (¬4) ¬

(¬1) هو بقية بن الوليد بن صائد بن كعب اللكَلاعي، أبو يُحْمِد ـ بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم ـ، صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة، مات سنة سبعين وتسعين، وله سبع وثمانون. التقريب (126/ت734) . (¬2) هو ابن جريج. (¬3) هو ابن أبي رباح. (¬4) إٍسناده ضعيف جدًّا فيه: - بقية بن الوليد، وهو مدلس تدليس التسوية. - ومحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حنان، ومحمد بن أحمد الشرقي لم أجد ترجمتهما. - وعبد الله بن محمد الإصطخري، تكلموا فيه، لأنه روى أحاديث مقلوبة، وأكثر من روى عنهم مجهولون لا يعرفون كما قال الخطيب البغدادي. أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين" (ص85) ، وعنه ابن حبان في "المجروحين" (1/134) ، وابن عدي في "الكامل" (1/330) ، وتمام في "الفوائد" (2/140-141) ، وابن عساكر في "الأربعين" (ص23) من طريق إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج به، ولفظه عندهما: ((من حفظ من أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة)) . في إسناده إسحاق بن نجيح المَلَطي فإنهم كذّبوه. قال ابن حبان: "دجال من الدجاجلة، كان يضع الحديث عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم صراحًا". وله طريقان آخران عن ابن جريج: - الطريق الأول: عن خالد بن يزيد العمري، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/18) من طريق أحمد بن بكر أبي سعيد البالسي، عنه به. وخالد العمري هذا كذبه يحيى بن معين وأبو حاتم. وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الأثبات". اللسان (2/390) . وقال ابن عدي: "ولخالد العمري عن الثوري وابن أبي ذئب وغيرهم غير ما ذكرت أحاديث، وعامتها مناكير". - والطريق الثاني: عن خالد بن إسماعيل أبي الوليد عنه به إلا أنه قال عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/42) من طريق سعدان بن نصر عنه به. قال ابن عدي: "هذا الحديث روى عن ابن جريج إسحاق بن نجيح الملطي، وخالد القسري فقالا: عن عطاء، عن ابن عباس، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم". وقال: "ولخالد بن إسماعيل هذا غير ما ذكرت من الحديث وعامة حديثه هكذا كما ذكرت، وتبينت أنها موضوعات كلها، ولم أرَ لمن تقدم وتكلم في الرجال تكلم فيه على أنهم تكلموا فيمن هو خير منه بدرجات". وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص173) ، وابن عساكر (ص22) من طريق عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عطاء، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل به، بلفظ: (( ... من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)) . في إسناده عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وهو صدوق يخطئ، وكان مرجئاً، وقال ابن حبان: "متروك"، وكذا أبوه صدوق ربما وهم ورمي بالإرجاء، وقد\وهم أحدهما في هذا الحديث فجعل عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل، وبلفظ يختلف عن سابقه. قلت: هذا الحديث ـ مع كثرة طرقه وتعدد من رواه من الصحابة ـ اتفق النقاد على أنه ضعيف. قال الدارقطني: "طرقها كلها ضعيفة، وليس بثابت". وقال البيهقي: "ومما يدخل في معناها ـ أي الأحاديث الواردة في فضل العلم وطلبه ـ ما روي بأسانيد واهية عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: ... فذكر الحديث". الأربعين الصغرى (ص22) . وقال في موضع آخر: "هذا بين مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح". شعب الإيمان (2/270) . وقال ابن عساكر بعد أن أخرج الحديث من طرق عن عدد من الصحابة: "وقد روي هذا الحديث أيضاً عن علي ابن أبي طالب، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبي هريرة الدوسي، وأبي سعيد الخدري، وأبي أمامة الباهلي، وأنس ابن مالك رضي الله عنهم، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بأسانيد فيها كلها مقال ليس فيها ولا في ما تقدمها للتصحيح مجال، ولكن الأحاديث الضعيفة إذا ضمّ بعضها إلى بعض أخذت قوة لا سيما ما ليس فيه إثبات فرض". وقال النووي: "واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه". مقدمة الأربعين له. وقال ابن حجر المكي في "شرح الأربعين النووية" ـ كما حكى عنه العجلوني في كشف الخفا (2/322-323) ـ: "ولا يرد على قول المصنف قول الحافظ أبي طاهر السلفي في "أربعينه" أنه روي من طرق وثقوا بها وركنوا إليها وعرفوا صحتها وعوّلوا عليها، لأنه معترض وإن أجاب عنه الحافظ المنذري بانه يمكن أن يكون سلك في ذلك مسلك من رأى أن الأحاديث الضعيفة إذا انضم بعضها لبعض أحدثت قوة، ولا يرد على المصنف ذكر ابن الجوزي له في "الموضوعات"؛ لأنه تساهل منه فالصواب أنه ضعيف لا موضوع، وأما خبر ((من حفظ على أمتي حديثاً واحداً كان له كأجر سبعين نبيًّا صدِّيقاً)) فهو موضوع". وقال ابن الملقن: "يروى من نحو عشرين طريقاً، وكلها ضعيفة"، ونقل كلام الدارقطني والبيهقي. خلاصة البدر المنير (2/145) . وقال صديق حسن خان: "وهذا الحديث من جميع طرقه ضعيف عند محققي أهل الحديث لا يعتمد عليه ولا يصير إليه، إلا من لم يرسخ في علم الحديث قدمه". أبجد العلوم (1/336) . قال حاجي خليفة: "اتفقوا على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه". كشف الظنون (1/52) .

432 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ محمد بن القاسم الأَدَميّ، حدثنا

عبد الله ابن إِسْحَاقَ المَدَائِنيّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُميد بْنِ كَاسِبٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يزيد ابن عبد الله بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ (¬3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إنَّ المرءَ ليتكلَّمُ بالكلِمَة لا يُسأَلُ عَنْهَا تَهوِي بِهِ فِي نَارِ جهنَّمَ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ المشرِقِ والمغرِبِ)) (¬4) ¬

(¬1) أبو يوسف المدني، ثم المكي، ضعفه بعضهم، ووثقه آخرون، والأقرب أنه صدوق كما قال الحافظ ابن حجر. انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص106) ، الضعفاء للعقيلي (4/446-447) ، والجرح والتعديل (9/206) ، والكامل لابن عدي (7/151) ، والثقات لابن حبان (9/285) ، وتهذيب الكمال (32/318-322) ، وتذكرة الحفاظ (2/466) ، والكاشف (2/393) ، والتهذيب (11/336) ، والتقريب (607/ت7815) . (¬2) هو التيمي. (¬3) في المخطوط "عيسى بن أبي طلحة"، والتصويب من مصادر التخريج، ولم أجد من ترجم له ذكر نسبه هكذا، وهو عيسى ابن طلحة بن عبيد الله التيمي، أبو محمد المدني، ثقة فاضل، من كبار الثالثة، مات سنة مائة. التقريب (439/ت5300) . (¬4) في إسناده يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وهو صدوق ربما وهم، ولكن تابعه إبراهيم بن حمزة عند البخاري (5/2377) كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، عنه، عن ابن أبي حازم به، وفيه ((ما يتبين فيها يَزِلّ بها)) . وأخرجه مسلم (4/2290) كتاب الزهد والرقائق، باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار، من طريق عبد العزيز الداروردي، وبكر بن مضر، كلاهما عن ابن الهاد، وليس عند بكر بن مضر قوله ((لا يسأل عنها)) . وله طريق آخر أخرجه البخاري في الموضع السابق عن عبد الله بن منير، عن أبي النضر، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله ابن دينار، عن أبيه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة بلفظ ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم)) .

433 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الدَّاركيّ إملاء سنة اثْنَتَين وسبعين، حدثنا جدي الحسن بن محمد الداركي، حدثنا سعيد بن عَنْبَسة (¬1) ، حدثنا شُعيب ابن حرب قال: ((أردْتُ سفرا فأتيتُ مالك بنَ مِغْوَل فقُلْتُ له: يا أبا عبد الرَّحمن، أَوْصِني، فقال: أُوْصِيك بتقوَى الله عزَّ وجلَّ، وعَلَيْكَ بِحُبِّ الشَّيْخَيْنِ (¬2) ؛ فإنِّيْ أرجُو لك على حُبِّهِما ما أرجو لك على التَّوحيدِ)) (¬3) . ¬

(¬1) أبو عثمان الخزاز الرازي، كذبه ابن معين، وأبو حاتم، وعلي بن الحسين بن الجنيد. انظر الجر ح والتعديل (4/52) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/324) ، واللسان (3/39) . قلت: هناك سعيد بن عنبسة آخر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي عن ابن إدريس والكوفيين، روى عنه محمد بن إبراهيم البوشنجي، ربما خالف". وكذا ذكره ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" إثر ترجمة الأول حيث قال: "وثم آخر يقال له سعيد بن عنبسة يروي عن جعفر بن حيان، لم يطعن فيه". انظر الثقات لابن حبان (8/268) ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/324) ، واللسان (3/40) . (¬2) يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. (¬3) في إسناده سعيد بن عنبسة، فإن كان هو الرازي ـ وهو الأقرب ـ فهو كذاب، وإن كان الثاني، فلم يوثقه غير ابن حبان، ولكن تابعه عبد الله بن خالد، أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/245) عن محمد بن أحمد ابن عمرو، عن عبد الرحمن بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن خالد، عن شعيب بن حرب به، وليس فيه ذكر السفر. وهذا إسناد جيد، وعبد الله بن خالد ذكره أبو الشيخ في محدثي أصبهان وقال: "كان على قضاء أصبهان أدخل فيه كرهاً وكان فاضلاً". والأثر أورده المحبّ الطبري في "الرياض النضرة" (1/360) وعزاه للسلفي.

434 - أخبرنا أحمد، حدثنا عبد الصمد (¬1) ، حدثنا جدي (¬2) ، حدثنا أبو زُرْعة الرازي، حدثنا عُبيد بن إسحاق (¬3) ، حدثنا حِبّان بن علي (¬4) ، عن ¬

(¬1) لم أتبين من هو، ولعله مصحف من عبد العزيز الذي في الإسناد السابق. (¬2) لم أتبين أيضاً من هو، فإن كان الراوي عنه عبد العزيز فهو الحسن بن محمد الداركي السابق في الإسناد الذي قبله، وهو الظاهر والله أعلم. (¬3) هو عبيد بن إسحاق العطار أبو عبد الرحمن الكوفي، منكر الحديث متروكه. قال ابن عدي: "وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن". انظر التاريخ الكبير (5/441) ، والتاريخ الصغير (2/334) ، والكنى والأسماء (1/528) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص72) ، والجرح والتعديل (5/401) ، وسؤالات البرذعي (635) ، والثقات لابن حبان (8/431) ، والمجروحين (2/176) ، والكامل (5/347) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/159) . (¬4) هو حبان بن علي العنزي ـ بفتح العين والنون ثم زاي ـ، أبو علي الكوفي، مع كونه فقيها فاضلاً ضعفه أكثر النقاد. ضعفه ابن معين ـ فيما حكاه عنه الدارمي، وابن أبي خيثمة، وأبو داود ـ وعلي بن المديني، وابن نمير، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، والجوزجاني وغيرهم. وقال أحمد: "حبان أصح حديثا من مندل"، وحكى الدارمي عن ابن معين أنه قال: "حبان صدوق"، قلت: أيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما ـ وتَمَرّى كأنه يضعفهما ـ، وقال ابن خراش عن ابن معين: "حبان ومندل صدوقان"، وقال الدوري: "حبان أمثلهما"، وقال مرة: "فيهما ضعف"، وقال الدورقي عن ابن معين أيضاً: "ليس بهما بأس"، وقال العجلي: "كوفي صدوق"، وقال في موضع: "كان وجهاً من وجوه أهل الكوفة وكان فقيهاً"، وقال البزار: "صالح". قلت: والأقرب قول من ضعفه؛ لأنهم أكثر عدداً، وأما قول من أثنى عليه، فقد روي عن بعضهم تضعيفه. وقد بين ابن عدي سبب ضعفه فقال: "له أحاديث صالحة، وعامة حديثه إفرادات وغرائب، وهو ممن يحتمل حديثه ويكتب". قلت: فهذه صفة من صفات الضعيف الذي يجب التوقف عن قبول روايته حتى يتابع، ولذلك قال ابن حبان: "فاحش الخطأ يجب التوقف في أمره". ومات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة. انظر الطبقات لابن سعد (6/381) ، وتاريخ ابن معين (3/277 -برواية الدوري) ، و (ص92 -برواية الدارمي) ، والتاريخ الكبير للبخاري (3/88) ، والضعفاء له (1/36) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص35) ، والضعفاء للعقيلي (1/293) ، والجرح والتعديل (3/270) ، والكامل لابن عدي (2/427-428) ، والثقات لابن حبان (6/240) ، والمجروحين (1/261) ، وسؤالات البرقاني (ص5) ، وتهذيب الكمال (5/339-343) ، والكاشف (1/307) ، والتهذيب (2/151) ، والتقريب (149/ت1076) .

يزيد بن [أبي] زياد (¬1) ، عن مِقْسَم (¬2) قال: ((لَقِيْتُ الحسنَ بن علي ¬

(¬1) في الأصل: يزيد بن زياد، والتصويب من مصادر الترجمة. وهو يزيد بن أبي زياد القرشي، أبو عبد الله الكوفي، وهو أخو برد بن أبي زياد مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيًّا، مات سنة ست وثلاثين ومائة، أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم مقروناً بغيره. انظر التاريخ الصغير (2/41) ، والتاريخ الكبير (8/ 334) ، وأحوال الرجال (ص92) ، وتهذيب الكمال (32/135-140) ، والتقريب (601/ت7717) . (¬2) هو مِقْسَم ـ بكسر أوله ـ ابن بُجْرة ـ بضم الموحدة وسكون الجيم ـ، ويقال: نَجْدة ـ بفتح النون وبذال ـ، أبو القاسم، مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له مولى ابن عباس، للزومه له، مات سنة إحدى ومائة. وثقه العجلي، ويعقوب بن سفيان، والدارقطني. وقال أحمد بن صالح: "ثقة ثبت لا شك فيه"، وقال أبو حاتم الرازي: "صالح الحديث لا بأس به"، وقال ابن سعد: "كان كثير الحديث ضعيفاً"، وقال الساجي: "تكلم الناس في بعض روايته"، وقال ابن حزم: "ليس بالقوي". وذكره البخاري في "الضعفاء" ولم يذكر فيه قدحاً، بل ساق حديث شعبة عن الحكم، عن مقسم في الحجامة وقال: "إن الحكم لم يسمعه منه". وقال الحافظان الذهبي وابن حجر: "صدوق"، وزاد الذهبي "فيه شيء"، وزاد ابن حجر: "وكان يرسل". قلت: لعل هذا الحكم منهما مبني على كلام بعض الأئمة فيه، وإلا فالأولى أن يقال أنه ثقة، لما تقدم من توثيق الأئمة له، وهو توثيق صريح، في مقابل تجريح مبهم، وإن ما أنكر عليه من الروايات إنما أتى من قبل من دونه. وأما ما قال مهنى بن يحيى: قلت لأحمد: من أصحاب ابن عباس؟ قال: ستة ـ فذكرهم. قلت: فمقسم؟ قال: دون هؤلاء، فهذا الحكم ليس يستلزم التضعيف، بل هو إلى التوثيق أقرب؛ إذ قرنه بهؤلاء الأصحاب الثقات، وإن كان هو دونهم في الثقة والله أعلم. انظر الطبقات لابن سعد (5/471) ، والعلل (1/536) ، والتارخ الصغير (1/293) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/295) ، والجرح والتعديل (8/414) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص232) ، والتعديل والتجريح (2/750) ، وتهذيب الكمال (28/462-463) ، ومن تكلم فيه وهو موثق (ص180) ، والتهذيب (10/256) ، واللسان (7/397) ، والتقريب (545/ت6873) .

رضي الله عنه فصافَحْتُه، وقلتُ: أَخْبِرْني عن قول الله عز وجل {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (¬1) قال: رجلٌ يعمَل عَمَلاً صالحا فيُخبِرُ به أهلَ بيتِه)) (¬2) . ¬

(¬1) الآية (11) من سورة الضحى. (¬2) إسناده ضعيف جدًّا، فيه: - يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف وقد كبر وتغير وصار يتلقن، وكان شيعيًّا. - وحبان بن علي، وهو ضعيف أيضاً. - وعبيد بن إسحاق، وهو متروك. والأثر ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/102) بلفظ: "إذا أصبت خيراً أو عملت خيراً فحدث به الثقة من إخوانك". ثم أورد نحوه عن عمرو بن ميمون، وأبي فراس عبد الله بن غالب، وأيوب السختياني، وأبي رجاء العطاردي من قولهم. وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/257) بإسناده إلى نصر بن علي أنه قال: "كان عبد الله بن غالب إذا أصبح يقول: لقد رزققني الله البارحة خيراً؛ قرأت كذا، وصلّيت كذا، وذكرت كذا، وفعلت كذا، فيقال له: يا أبا فراس، إن مثلك لا يقول مثل هذا، فيقول: إن الله تعالى يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} ، وأنتم تقولون: لا تحدث بنعمة ربك". وأخرج الحاكم (2/574) وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/377) بإسناده إلى أبي الأحوص أنه قال: "قال أبو إسحاق: يا معشر الشباب، اغتنموا، قلَّما تَمُرُّ بي ليلة إلا وأقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم أشهر الحرم وثلاثة أيام من كل شهر والإثنين والخميس، ثم تلا: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} ". وأخرج الحاكم وعنه البيهقي بإسناده عن عمرو بن ميمون قال: "كان يلقى الرجل من إخوانه فيقول: "لقد رزقني الله البارحة من الصلاة كذا، ورزقني من الخير كذا".

435 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ محمد بن عُبيد العَسْكَريّ، حدثنا محمد ابن العباس اليَزِيْديّ (¬1) ، حدثنا الرِّياشيّ [ل/90أ] حدثنا إبراهيم بن بشَّار الرَمَاديّ (¬2) قال: سمعت سفيان ـ يعني ابنَ عُيينة ـ ¬

(¬1) هو أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي البغدادي، كان رأساً في نقل النوادر وكلام العرب، إماماً في النحو، له كتاب "الخيل"، وكتاب "مناقب بني العباس"، و"أخبار اليزيديين"، مات في جمادى الآخرة سنة عشر وثلاثمائة عن ثنتين وثمانين وثلاثة أشهر. سير أعلام النبلاء (14/361) . (¬2) مكثر عن ابن عيينة، ويغرب عنه، فتكلم فيه أحمد وابن معين، والبخاري. قال ابن معين: "ليس بشيء، لم يكن يكتب عند سفيان، وكان يملي على الناس ما لم يقله سفيان". وقال أحمد: "كان يحضر معنا عند سفيان، ثم يملي على الناس ما سمعوه من سفيان، وربما أملى عليهم ما لم يسمعوا من سفيان كأنه يغير الألفاظ فتكون زيادة ليس في الحديث، فقلت له: ألا تتقي الله تملي عليهم ما لم يسمعوا، وذمه في ذلك ذمًّا شديداً". وقال البخاري: "يهم في الشيء بعد الشيء، وهو صدوق". وقال النسائي: "ليس بالقوي". وقال أبو حاتم والطيالسي: "صدوق". ووثقه أبو عوانة وقال: "ثقة من كبار أصحاب ابن عيينة وممن سمع منه قديماً" وقال الحاكم: "ثقة مأمون من الطبقة الأولى من أصحاب ابن عيينة". وقال يحيى بن الفضل: "حدثنا إبراهيم الرمادي وكان والله ثقة". وقال ابن حبان: "كان متقناً ضابطاً". وقال الأزدي: "صدوق، لكنه يهم في الحديث بعد الحديث". والإنصاف يقتضي أن الرجل لا ينزل عن رتبة الحسن، وأما إغرابه عن ابن عيينة مع إكثاره عنه لا يضره؛ لأن الغالب عليه الاستقامة، قال ابن عدي: "وإبراهيم بن بشار هذا لا أعلم أنكر عليه إلا هذا الحديث الذي ذكره البخاري، وباقي حديثه عن ابن عيينة وأبي معاوية وغيرهما من الثقات مستقيم، وهو عندنا من أهل الصدق". انظر تاريخ ابن معين (3/86 ـ الدوري ـ) ، والعلل لأحمد (3/438) ، والتاريخ الكبير (1/277) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص13) ، والضعفاء للعقيلي (1/47-49) ، والجرح والتعديل (2/89) ، والكامل لابن عدي (1/266) ، والثقات لابن حبان (8/72) ، وتهذيب الكمال (2/56-62) ، والكاشف (1/209) ، والتهذيب (1/94-95) ، والتقريب (88/ت155) .

يقول: ((نيّةُ المؤمنِ خيرٌ من عملِه، ونيّةُ الفاجر شرٌّ من عملِه؛ لأن المؤمنَ نيّتُه أن يُطيعَ الله عزَّ وجلَّ، ونيّةُ الفاجرِ أن يَعصِيَ الله عزَّ وجلَّ)) (¬1) . بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. آخره والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه وسلامه. في الأصل ما مثاله: بلغ السماع من أوله على الشيخ الأجل العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام، أوحد الأنام، مفتي الأمة سيف السنة، بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين خاصة أمير المؤمنين، أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد وصفي الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاد فتاه، وأبو الرضى أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبوا عبد الله محمد بن إبراهيم ¬

(¬1) إسناده قوي، وإبراهيم بن بشار الرمادي مكثر عن ابن عيينة، ويغرب عنه، ولم أجد من روى هذا عن ابن عيينة سواه. وأخرج ابن أبي عاصم في "الزهد" (ص322) بإسناده عن مالك بن دينار أنه قال: "نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ أَبْلَغُ مِنْ عَمَلِهِ". وسيورد المصنف هذا اللفظ من حديث أنس بن مالك مرفوعاً برقم (665) ، فانظر تخريجه هناك، وبيان كون نية المؤمن خيراً من عمله.

ابن أحمد الفيروزآبادي ومحمد بن محمد بن محمد البلخي الصوفي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وعبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي وولده أبو القاسم عيسى، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري مثبت السماع وهذا خطه، وآخرون، وذلك في عشيَّة يوم الخميس الرابع عشر من شوَّال سنة سبع وستين وخمسمائة بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى، والحمد لله حقَّ حمده. هذا التسميع صحيح كما قد كتب. وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل/90ب]

الجزء السادس

الجزء السادس من انتخاب سيدنا الشيخ الأجل الإمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السِّلفي الأصبهاني من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري [ل/93بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم ربِّ اختِمْ بخير أخبرنا القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد -قراءة عليه وأنا أسمع- في ثالث شهر ربيع الأول سنة عشر وستمائة بظاهر الإسكندرية حماها الله تعالى، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه، الإمام العالم الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة سيف السنة، مقتدَى الفِرَق بقية السلف، أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني رضي الله عنه في الرابع عشر شوَّال من سنة سبع وستين وخمسمائة قال: أخبرنا الشيخ أبو الحُسَين المبارك ابن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، 436 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد العَتِيقيّ، حدثنا محمد بن عبد الله ابن المطلب الحافظ، حدثنا عبد الله بن سليمان أبي داود، حدثنا نصر بن علي الجَهْضَميّ، حدثنا قُرَيش بن أنس (¬1) قال: سمعت الخليل بن أحمد يقول: ((الصَّفح عن الإخوان مَكْرُمة، ¬

(¬1) هو قريش بن أنس الأنصاري، ويقال: الأموي، أبو أنس البصري، صدوق تغير بأخرة قدر ست سنين، من التاسعة، مات سنة ثمانٍ ومائتين. التقريب (455/ت5543) .

مكافأَتُهُم على الذُّنوب والإساءةِ دَناءَة)) (¬1) . 437 - أنشدنا أحمد، أنشدنا سهل بن أحمد بن سهل الدِّيْباجيّ، أنشدنا منصور ابن إسماعيل بمصر لنفسه: كَمْ مريضٍ قَدْ عَاشَ بَعْدَ إِياسٍ بعدَ موتِ الطَّبيبِ والعُوَّادِ [ل/94أ] قد يُصادُ القَطَا فَيَنْجُو سليما ويَحِلُّ القضاءُ بالصَيَّادِ (¬2) 438 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أحمد بن سعيد المالكي، حدثنا أحمد ابن الحسن الصُّوفيّ، حدثنا عبد الصمد بن يزيد مَرْدُويَه قال: سمعت الفُضيل بن عِياض يقول: ((إذا عَلِم الله عزَّ وجلَّ مِنْ رجلٍ أنَّه مُبْغِضٌ لصاحبِ بدعةٍ رَجَوْتُ أن يَغْفِرَ اللهُ له وإنْ قلَّ علمُه)) (¬3) . 439 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ صَالِحٍ ¬

(¬1) في إسناده محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وهو متهم، وبقية رجاله ثقات، سوى قريش بن أنس، فإنه صدوق تغير بأخرة، ولم أجد الأثر فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/239) من طريق أبي عمر لاحق بن الحسين، قال: أنشدنا علي بن عاذل ابن وهب القطان الحافظ لأبي العنبس فذكرهما. وذكرهما ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص285) ، وياقوت الحموي في "معجم البلدان" (3/439) ونسباهما لأبي العنبس أيضاً. ويأتي البيت الأول عند ابن حبان بلفظ: قد يَصِحُّ المَرِيضُ بَعْدَ إِيَاسٍ كانَ مِنْهُ وَيَهْلِكُ الْعُوَّادُ. وعند ياقوت بلفظ: ... .. من بعد يأس. (¬3) إسناده حسن. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/103) من طريق عبد الصمد به، وذكره القرطبي في "تفسيره" (7/13) مع أقوال أخرى لَهُ.

الأَبْهَريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن وهب الدِّيْنَوَرِيّ، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَريّ قال: سمعت ابنَ عُيَيْنة يقول: قيل لمحمد بن المُنْكَدِر: ((أَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ مما تستلِذُّ؟ قال: الإفضالُ على الإخوانِ، قيل: فأَيُّ الأعمالِ أَفْضلُ؟ قال: إدخالُ السُّرُور على الرّجلِ المُسْلِمِ)) (¬1) . 440 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن العباس بن حَيّويَه، أنشدنا محمد بن خَلَف ابن المَرْزُبان، أنشدني سعيد بن نصر لمحمود الورَّاق (¬2) : لا يَحْسُنُ النُّسْكُ والشَّبابُ ولا البَطَالاتُ والخِضَابُ كلُّ نَعيمٍ وكلُّ عيشٍ قَبْلَ الثَّلاثينَ يُسْتَطابُ (¬3) 441 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس (¬4) ، حدثنا محمد بن ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/189 ـ القسم المتمم ـ) ، وابن أبي الدنيا في "كتاب الإخوان" (ص213) ، وفي "مكارم الأخلاق" (ص95) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/149) من طريق سفيان به، إلى قوله: "الإفضال على الإخوان". وابن الجعد في "مسنده" (ص253) من طريق سفيان، عن رجل، عن ابن المنكدر به. وأخرجه هناد في "الزهد" (2/509) ، ومن طريقه أبو نعيم في المصدر السابق من طريق عثمان بن واقد عن ابن المنكدر به إلى قوله: "الإفضال على الإخوان". وقد أورده السخاوي في "الأجوبة العلية" (ص93-94) ، وجعله عن سفيان الثوري لا عن سفيان ابن عيينة. (¬2) هو محمود بن الحسن الوراق الشاعر، أكثر القول في الزهد والأدب، ويقال: إنه كان نخّاسًا يبيع الرقيق، ومات في خلافة المعتصم. تاريخ بغداد (13/88) ، وسير أعلام النبلاء (11/461-462) . (¬3) لم أقف عليهما فيما رجعت إليه من المصادر. (¬4) هو ابن حيويه.

خلف (¬1) ، أخبرني أحمد بن عثمان بن حَكيم الأَوْديّ، أخبرني أبي (¬2) قال: ((كان شَريكٌ القاضِي لا يَجْلِس حتَّى يَتَغَدَّى ويشرَبَ أربعةَ أرطالٍ نَبيذاً، ثم يَأْتِي المسجدَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْن، ثم يُخرِج رُقْعةً من قِمَطْرِه فَيَنْظُرُ فيها ثم يَدْعُو بالخُصُوم، وإنما كان يُقَدِّمُهم [ل/94ب] الأَوَّلَ فالأَوَّلَ، ولم يَكُنْ يُقَدِّمُهم برِقاعٍ، قال: فقيل لاِبْنِ شريك: نُحِبُّ أَنْ نعلَمَ ما في هذه الرُّقْعة، قال: فنظَرَ فيها ثم أخرَجَها إلَينَا فإذَا فيها: يا شريكُ بنَ عبدِ الله: اذْكُرِ الصِّرَاطَ وحِدَّته، يا شَرِيكُ ابنَ عبدِ الله: اذكُرِ المَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ الله ثُمَّ يَدْعُو بالخُصُومِ)) (¬3) . 442 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جعفر الحُرْفيّ (¬4) قال: ((مات محمد بن الحسن ابن سماعة يوم الاثنين بالعَشيّ لأربعٍ بقِيْنَ من جُمَادَى الأولى سنةَ ثَلاثِمِائَة، ومات محمد ابن جعفر القَتَّات يومَ السبتِ ضَحْوةَ النَّهار لستٍّ خلَوْنَ من جمادَى الأولى سنةَ ثلاثمائة ¬

(¬1) هو ابن المرزبان. (¬2) هو عثمان بن حكيم بن ذبيان الأودي، أبو عمر الكوفي، قال الحافظ: "مقبول من كبار العاشرة، مات سنة تسع عشرة ومائتين". التقريب (382/ت4460) . (¬3) إسناده ضعيف من أجل عثمان بن حكيم. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/293-294) عن العتيقي به، وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/216) عن عثمان بن حكيم الأودي. (¬4) وقع في المخطوط "الخرقي" بالخاء المعجمة، وهو تصحيف، وقد تقدم التنبيه عليه في الرواية رقم (231) ، وقد تقدمت ترجمته في الرواية رقم (118) .

ببغدادَ وحُمِلَ إلى الكوفة من يومِه)) (¬1) . 443 - سمعت أحمد يقول: سمعت الحسن يقول: سمعت ابنَ سَمَاعة يقول: سمعت أبا نُعَيم يقول: ((رأيت أعرابيا يأخُذُ التُّرابَ في رِدَائِه يطرَحُ في قبر مخسوف، فقلتُ: يا أعرابيُّ، رَوَيْتَ في هذا شيئا؟ فقال: لا، ولكنْ عَلِمْتُ أن الله قريبٌ، ما تُقُرِّبَ إليه بشيءٍ إلا كان قريبا (¬2)) ) (¬3) . 444 - سمعت أحمد يقول: سمعت الحسن بن جعفر الحُرْفيّ يقول: سمعت محمد ابن سَمَاعة يقول: سمعت أبا نُعَيم يقول: ((رأيتُ أعرَابِيًّا وقد أَقْبَلَ بعَجُوْزٍ كبيرة فطَرَحَها حِيَالَ الكعبةِ ثم قال: اللهمَّ إن هذه والدتي، وقد أَوْجَبْتَ لها عَلَيَّ حقا، وقد سألتْني أن أُزِيرَها إياك، وقد أَزَرْتُها إليك فافْعَلْ بها [ل/95أ] ما أنتَ أهلُه، فزعم لنا أبو نُعَيم أنه هَتَفَ به هاتفٌ وهو يقول: غُفِر للأعرابي ولوالدتِه ولمن سَمِعَ)) (¬4) . 445 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ جعفر بن مُلاعِب، حدثنا ¬

(¬1) راجع ترجمة محمد بن الحسن بن سماعة في الرواية رقم (231) ، وكذا ترجمة محمد بن جعفر القتات في الرواية رقم (359) (¬2) في المخطوط "قريب". (¬3) في إسناده ابن سماعة، ولم أجد الحكاية عند غير المصنف. (¬4) في إسناده ابن سماعة، ولم أجد الحكاية فيما رجعت إليه من المصادر.

عبد الله بن جعفر، حدثنا ثعلب (¬1) قال: قال الأصْمَعيّ: ((لَقِيتُ أعرَابيًّا قد أتَتْ عليهِ مِائةٌ وعِشرونَ سنة، فقُلتُ: ما بَقَّى نفسَكَ؟ فقال: تركتُ الحَسَدَ فَبَقِيَتْ نَفْسِي، فقلتُ: هل قلتَ من الشِّعرِ شيئا؟ فأنشد: ألا أيُّهَا الموتُ الَّذِيْ لَيْسَ آتِياً أَرِحْني فَقَدْ أَفْنَيْتَ كُلَّ خَلِيلِ أَرَاكَ بَصِيراً بِالَّذِيْنَ أُحِبُّهُمْ كأنَّكَ تَنْحُو نَحْوَهُمْ بِدَلِيلِ (¬2) 446 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ جعفر بن مُلاعِب، حدثنا عبيد الله بن محمد النحوي (¬3) ، حدثنا ابن قتيبة (¬4) ، حدثنا أبو حاتم (¬5) ، ¬

(¬1) هو العلاّمة المحدّث، إمام النحو، أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم، البغدادي، كان مولده سنة مائتين. قال الخطيب: "ثقة حجة، ديِّن صالح، مشهور بالحفظ". مات منها في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين. سير أعلام النبلاء (14/5-7) . (¬2) إسناده صحيح. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/372) من طريق أبي الحسين إسحاق بن إبراهيم الباجسراوي، عن الأصمعي قال: "دخلت البادية، فلما توسطت نجداً إذا أنا بخباء، فصرت إليه فإذا شيخ كبير فسلمت عليه ... فذكر نحوه. (¬3) ابن جعفر بن محمد بن عبد الله أبو القاسم الأزدي. ضعفه أبو يعلي محمد بن الحسين السراج المقرئ، مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (10/ 358) . (¬4) هو العلامة الكبير، ذو الفنون، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلم بن قتيبة الدينوري، وقيل: المروزي، الكاتب، صاحب التصانيف نزل بغداد وصنف وجمع، وبعد صيته، ورماه بعضهم ببدعة الكرّامية، ولكن لم تثبت عنه، بل مؤلفاته تدل على سلامة منهجه، وصفاء اعتقاده، قال الخطيب: "كان ثقة ثقة، ديِّناً فاضلاً"، مات سنة ست وسبعين ومائتين. سير أعلام النبلاء (13/296-302) . (¬5) هو السجستاني.

عَنْ العُتْبيّ (¬1) قال: ((لما لَزِمَ خالدُ ابنُ يَزِيدَ (¬2) بيتَه قيل له: تركتَ مجالسةَ النَّاسِ وقد عرفتَ فضلَها ولزمْتَ بيتَكَ؟ قال: فهل بَقِيَ إلا حاسِدٌ على النِّعمةِ أو شامِتٌ بنَكْبة؟!)) (¬3) . 447 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عبد الرحمن بن محمد، حدثنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن يزيد الزَعْفَراني (¬4) قال: سمعت أبي (¬5) يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: ((حُسْنُ الخُلُق مَعُونةٌ ¬

(¬1) هو العلامة الأخباري الشاعر المجود، أبو عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة ابن أبي سفيان بن حرب الأموي، ثم العتبي البصري، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. سير أعلام النبلاء (11/ 96) . (¬2) هو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان0 (¬3) إسناده ضعيف من أجل عبيد الله بن محمد النحوي. أورده المزي في تهذيب الكمال (8/204) عن أبي حاتم السجستاني به مثله. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (ص136) من طريق مصعب، عن عروة بن الزبير من قوله، وفيه قصة اعتزاله الناس ونزوله قصره بالعقيق، وقصة ابتلائه بالأكلة في رجله. وأورده ابن عبد البر في "التمهيد" (7/222) عنه من غير ذكر القصة. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (2/227) من طريق سفيان بن عيينة قال: قيل لعبد الله بن عروة: "تركت المدينة دار الهجرة والسنة، فلو رجعت لقيت الناس ولقيك الناس، قال: وأين الناس، إنما الناس رجلان؛ شامت بنكبة، أو حاسد بنعمة". وأورده عنه ياقوت الحموي في "معجم البلدان" (4/361) . (¬4) ابن يحيى، كان يسكن وراء نهر عيسى بن علي الهاشمي، وثّقه الخطيب ويوسف بن عمر القوّاس. مات في شوال سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (5/121) . (¬5) هو محمد بن يزيد بن يحيى الزعفراني، حكى عن بشر بن الحارث، روى عنه ابنه أحمد، وأحمد بن عثمان والد أبي حفص بن شاهين، كذا ذكره الخطيب في " تاريخ بغداد" (3/377) .

على الدِّينِ)) (¬1) . 448 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أبو محمد سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الدِّيْباجيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكُوفِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو شَرِيكٍ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ ضِماد ابن عبد الله بن يزيد [ل/95ب] بْنِ شَرِيكٍ المُرَادي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عبدٍ الْقَارِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ سلَمة بْنُ دِينَارٍ ((أَنَّ رِجَالا أتَوْا سهلَ ابن سَعْدٍ الساعِديّ وَهُمْ عَشَرَةٌ وَقَدِ امتَرَوْا فِي الْمِنْبَرِ؛ مِمَّ عُوْدُه؟ فسألُوه عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَاللَّهِ، إنِّيْ لأَعرِفُ مِمَّا هُوَ، وَلَقَدْ رأيتُه أوَّلَ يومٍ وُضِعَ وأوَّلَ يومٍ جَلَسَ عَلَيْهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم أَرْسَلَ إِلَى امْرأةٍ (¬2) - قَدْ سمَّاها سهلُ ابن سَعْدٍ - أَنْ مُرِيْ غُلامَكِ (¬3) النَّجَّار أَنْ يَعْمَلَ لِي أعوَاداً أجلسُ عَلَيْهَا إِذَا كلَّمْتُ النَّاس، فأمرَتْه فعمِلَها مِنْ طَرْفَاء الْغَابَةِ (¬4) ثمَّ جَاءَ بِهَا، فأرسَلَتْه إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ (¬5) هَاهُنا، ثُمَّ رأيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ¬

(¬1) في إسناده محمد بن يزيد الزعفراني، لم أجد من وثقه، والأثر لم أقف عليه فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) لا يعرف اسمها، قاله الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص299) . (¬3) اختلف في اسمه، وأصحها ميمون. انظر الديباج للسيوطي (2/223) ، وشرح النسائي له (2/58) . (¬4) الغابة: موضع من المدينة في الشمال الغربي، على بعد ستة أكيال من المركز، وبها أموال لأهل المدينة، ولا زالت معروفة عند الناس بهذا الاسم، وتعدّ الخُلَيل اليوم من الغابة. المعالم الأثيرة (ص207) ، وانظر معجم البلدان (4/182) . (¬5) أنث اللفظ لإرادة الأعواد والدرجات. انظر فتح الباري (2/399) .

يُصلّي عَلَيْهَا ثُمَّ نَزَلَ القَهْقَرَى فَسَجَدَ فِي أَصْلِ المِنْبر، ثُمَّ عَادَ، فلمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاس فَقَالَ: أيُّها النّاسُ، إِنَّمَا صنعتُ هَذَا لتأتَمُّوا بِي ولِتَعْلَموا صَلاتِي)) (¬1) . 449 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا (¬2) محمد، حدثنا أبو شريك، حدثنا يعقوب (¬3) ، حدثني إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (¬4) ، عن أبيه (¬5) قال: ((كان عبدُ الله بن عباس ¬

(¬1) في إسناد المصنف محمد بن الأشعث، وسهل الديباجي، وهما متهمان، ولكن الحديث صحيح ثابت من طريق يعقوب ابن عبد الرحمن أخرجه البخاري (1/310) كتاب الصلاة، باب الخطبة على المنبر، ومسلم (1/387ح544) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة عن قتيبة، عنه به. وأخرجه البخاري (1/148ح377) كتاب الصلاة، باب الصلاة على السطوح والمنبر والخشب، ومسلم (1/387ح544) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة من طريق سفيان بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ به. وأخرجه البخاري (2/738ح 2094) كتاب البيوع، باب النجار، ومسلم (1/386ح544) ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة، من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن أبيه به. وزاد مسلم: ((فكبر وكبر الناس من ورائه)) ، وليس عند البخاري ذكر الصلاة. (¬2) في المخطوط "سهل بن محمد" وهو خطأ، والتصويب من الإسناد الذي قبله. (¬3) هو ابن عبد الرحمن القاري. (¬4) ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/4) ، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (93/ت244) : صدوق من السادسة. (¬5) هو محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (1/181) وذكر أنه سمع من عائشة وابن عباس، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 26) .

بنِ عبد المُطَّلِب رَضِيَ الله عنه قبلَ أن يذهَبَ بَصَرُه يقرَأُ في المُصْحَف في كلِّ يومِ جُمْعةٍ نَظَراً، قال: فزُرْتُه يومَ الجمعة وهو يقرأُ في المصحف فمرَّ بهذه الآية {إِنَّ الْمُجْرِمِيْنَ فِيْ ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُوْنَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوْهِهِمْ [ل/96أ] ذُوْقُوْا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (¬1) فقال: واللهِ، إنِّي ما أعرِفُ أصحابَ هذه الآية، واللهِ ما كانُوا، ولَيَكُوْنُنَّ)) (¬2) ¬

(¬1) الآيات (47-49) من سورة القمر. (¬2) إسناده كسابقه، فيه ابن الأشعث والديباجي. أخرجه البخاري ـ مختصرًا ـ في "التاريخ الكبير" (1/181، 318) من طرق عن إبراهيم بن محمد به بلفظ: "كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك". وأخرجه الطبري في "التفسير" (27/110) من طريق هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي ثابت، عن إبراهيم بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عباس أنه كان يقول: "إني أجد في كتاب الله قوماً يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ يقال لهم: ذوقوا مس سقر؛ لأنهم كانوا يكذبون بالقدر، وإني لا أراهم، فلا أدري أشيء كان قبلنا أم شيء فيما بقي". قلت: هذا إسناد حسن، وأبو ثابت هو أيمن بن ثابت الكوفي، صدوق قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (117/ت595) . وله طريق آخر عن ابن عباس، أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (3/541) من طريق مروان بن شجاع الجزري، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح قال: أتيت ابن عباس وهو ينزع في زمزم وقد ابتلّت أسافل ثيابه فقلت له: قد تكلم في القدر، فقال: أَوَ قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: "والله، ما نزلت هذه الآية إلا فيهم {ذُوْقُوْا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} ، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا على موتاهم، ولو أريتني واحداً منهم فقأت عينه". في هذا الإسناد عنعنة ابن جريج، وهو مدلس، ولكن إذا ضم هذا الطريق إلى ما قبله يكتسب قوة واحتجاجاً وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

450 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا محمد، حدثنا أبو شَريك، حدثنا يعقوب، عن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر ((أَنَّ سعيدَ بن المسيِّبِ وَقَفَ على عَتَبةِ المسجِد ذاتَ يومٍ أو ذاتَ ليلةٍ، فأذَّنَ المُؤَذِّن فاسْتَرْجَع سعيدُ بن المسيِّب وقال: واللهِ، إنْ أذَّن المُؤَذِّنُ مُنْذُ أربعين سنة إلا وأنا في المسجِدِ قبلَ هذا اليومِ أو قبل هذه اللَّيلةِ)) (¬1) . 451 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سهل، حدثنا محمد، حدثنا أبو شَريك، حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن، حدثني إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر قال: ((جاء سعيدُ ابن المسيِّبِ عما له (¬2) فقال: يا أبا محمد، أَلاَ نَخْرُج إلى غَنَمٍ لنا ناحِيَةَ المدينة فنأكلُ من جَدَاها ونشرَبُ من لَبَنِها؟ فسكت عنه سعيدٌ فلم يَرُدَّ عليه شيئا، مَرَّتَيْن أو ¬

(¬1) إسناده كسابقه فيه: - محمد بن الأشعث وسهل الدِّيباجي، كلاهما رافضي غال كذاب. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (5/99) ، وأحمد في "الزهد" (ص 458) من طريق سلام ـ هو ابن مسكين ـ عن عمران بن عبد الله الخزاعي "أن سعيد بن المسيّب ما فاتته صلاة الجماعة منذ أربعين سنة، ولا نظر في أقفائهم". وأخرج ابن سعد في الموضع السابق، وأحمد – كما في "حلية الأولياء" (2/162- 163) من طريق جعفر بن بَرْقان، عن ميمون بن مِهْران أن سعيد بن المسيّب ... فذكر نحوه. وأخرجاه ـ أي ابن سعد وأبو نعيم ـ في الموضعين السابقين، وأبو داود في "الزهد" (ص344) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب قال: "ما لقيتُ الناس مُنصرِفين من صلاة منذ أربعين سنة". قلت: هذه الأسانيد أسانيد قوية يصح الأثر بها وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬2) في المخطوط كلمة مكتوبة بخط رقيق غير واضح فوق كلمة "المسيب"، ويحتمل أن يكون الصواب "أحد عماله"، فيكون هناك سقط.

ثلاثا، فلمَّا رأى ابْنُ المسيِّب كثرةَ كلامِه وإلحاحِهِ قال: لا واللهِ، ما أُحِبُّ أنَّ لي بِكُلِّ شيءٍ يَجُوْزُ من غَنَمِك وأنَّه فاتَنِيْ صلاةٌ واحدةٌ في مسجِدِ رسول الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم)) (¬1) . 452 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سهل، حدثنا محمد، حدثنا أبو شَريك، حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عَوْن بن عبد الله: ((لا يُفاتَحُ أصحابُ الأهواءِ في شيءٍ؛ فإنهم يضرِبون القرآنَ بعضَه ببعضٍ)) (¬2) . 453 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا محمد، حدثنا أبو شَريك [ل/96ب] حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال: ((يقال: ما فُتِح على قومٍ بابُ ضَلالةٍ إلا فُتِحَ عليهم بابُ جَدَلٍ)) (¬3) . 454 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا محمد، حدثنا أبو شريك، حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن عن عَبَاية بن سليمان، عن عثمان بن عمر التيمي (¬4) قال: ((بَلَغَنِي أنَّه قَدِمَ ناسٌ من أهل المَشْرِق المدينةَ ¬

(¬1) إسناده كسابقه، ولم أجد الأثر فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) إسناده كسابقه، ولم أجد الأثر فيما رجعت إليه من المصادر، وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/48أ/رقم3374) عن الأوزاعي قال: "إذا أراد الله بقوم شرًّا فتح عليهم الجَدَل، ومنعهم العمل". (¬3) إسناده كسابقه، ولم أجد الأثر فيما رجعت إليه من المصادر. (¬4) ابن موسى بن عبد الله بن معمر التيمي، المدني، قاضيها، مقبول، من السادسة، مات في خلافة المنصور. (386/ ت 4505) .

فاستدلُّوا على من يَسَلُونَه (¬1) ، فأشارُوْا لهم إلى عبد الله بن عُتْبَة فجلَسوا إليه فقالوا: يا أبا محمدٍ، ما تقول في أهلِ صِفِّيْنَ؟ فقال: أقول فيهم ما قال مَنْ هو خيرٌ مِنِّي لمن هُوَ شَرٌّ منهم؛ عيسى بنُ مريمَ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ} (¬2)) ) (¬3) . 455 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلْقَمة عَبْدُ الله بن هارون ابن مُوسَى الفَرْويّ المَدَنيّ (¬4) ، حَدَّثَنِي أَبِي هَارُونُ ¬

(¬1) مخففة من "يسألونه" وهي لغة. (¬2) الآية (118) من سورة المائدة. (¬3) إسناده كسابقه، فيه سهل الديباجي، وابن الأشعث. وعباية بن سليمان لم أقف على ترجمته. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (5/216) من طريق أبي عبد الرحمن التميمي، عن علي بن محمد "أن علي بن حسين كان ينهى عن القتال، وأن قوماً من أهل خراسان لَقُوه فَشَكَوْا إليه ما يَلقَونه من ظلم وُلاتِهم فأمرهم بالصبر والكف وقال: "إني أقول كما قال عيسى عليه السلام فتلا الآية". وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/114) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن الشافعي قال: قيل لعمر ابن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين؟ قال: "تلك دماء طهر الله يدي منها، فلا أحب أن أخضب لساني فيها". وأخرجه أيضاً (5/15-16) عن العلاء ين كريز قال: "بينما سليمان بن عبد الملك جالس، إذ مرّ رجل عليه ثياب يخيل في مشيته ... " فذكر نحوه في قصة طويلة، والرجل هو طلحة بن مصرّف. (¬4) قال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه بالمدينة، وقيل لي: إنه يُتَكَلَّم فيه". وذكره ابن نقطه في "تكملة الإكمال" ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويخالف". قال ابن عدي: "له مناكير"، كذا نقله ابن الجوزي عنه، وفي الكامل ذكره وأورد له مناكير. الجرح والتعديل (5/194) ، والثقات لابن حبان (8/367) ، والكامل (4/260) ، وتكملة الإكمال (4/571) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/144) .

بْنُ مُوسَى (¬1) ، عَنْ جدِّه (¬2) أَبِي علقمة عبد الله ابن مُحَمَّدٍ الفَرْويّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكدِر، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((أَنْ مُرْ غُلامَك أَبَا زُبَيبة (¬3) يَعْمَلْ (¬4) لِي أعوَاداً مِنَ الْغَابَةِ أُكَلِّم النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقَدْ أَوْجَعَ الجِذْعُ يَدِي، قَالَ أَبُو زُبَيبة: فأتيتُ بالمِعْوَل وَالْفَأْسِ، فظننتُ أَنِّي أَحْتَاجُ إِلَيْهِمَا، فَلَمَّا أتيتُ الْغَابَةَ تَبَادَرَتْني العِيْدانُ مِنْ غَيْرِ فَأْسٍ وَلا مِعْوَل، فجِئْتُ بالعِيدان فجلستُ فِي الْمَسْجِدِ يومَ الْجُمُعَةِ فعمِلتُ العِيدانَ مِنْبَرًا؛ مَقْعَدًا ودَرَجَتَيْنِ، فَلَمَّا أَنْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ [ل/97أ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْجُمُعَةِ وكلَّم النَّاسَ فَقَدَ الجِذْعُ يَدَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحَنَّ حَنِينًا فَزِعَ النّاسُ مِنْهُ، فَالْتَفَتَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا، إنَّكَ فِي ¬

(¬1) ابن أَبِي عَلْقَمَةَ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد الفروي، وثقه مسلمة بن القاسم والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال النسائي: "لا بأس به". وقال أبو حاتم: "شيخ". مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وله نحو ثمانين سنة. الجرح والتعديل (9/95) ، والثقات (9/241) ، وسؤالات السلمي (رقم365) ، وتهذيب الكمال (30/114) ، والتهذيب (11/13) ، والتقريب (569/ت7245) . (¬2) هنا كلمة "عن" مقحمة خطأً؛ لأن أبا علقمة هو جد هارون بن موسى. (¬3) اسمه كلاب، كما في "الطبقات" لابن سعد (1/250) ، ولكن في إسناده الواقدي. وانظر فتح الباري (2/398) ، والتلخيص (2/62) ، وشرح سنن النسائي للسيوطي (2/58) . (¬4) في المخطوط "تعمل" بالتاء، والظاهر أنه سبق قلم من الناسخ.

الْجَنَّةِ آكُلُ مِنْ ثمرِكَ أَنَا والنَّبِيُّونَ"، قَالَ: فَسَقَطَ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْفَنَ، فدُفِنَ فِي الرَّوْضة، فَلَمَّا كَانَ خلافةُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عَنْهُ زَادَ فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الجبَّانة إِلَى الْمَقْصُورَةِ، فحَفَرَ المسجدَ لِيَنْظُرَ أَثَرَه فَلَمْ يَجِدْ أَثَراً إلاَّ غَيْرَه، وَزَادَ عثمانُ بْنُ عفَّانَ مَا بَيْنَ الْمَقْصُورَةِ إِلَى الجِدار، وَزِيَادَةُ بَنِي أُمَيَّةَ تِسْعُ أَسَاطِينَ إِلَى مؤَخَّرةِ المسجِد، وَزِيَادَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المطَّلِب مِنَ الشُّبَّاك الَّذِي فِي الطَّاقة إِلَى مُؤَخَّر المسجِد)) (¬1) . 456 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا علي بن ماهان، حدثنا أحمد بن إبراهيم (¬2) ، حدثنا حَجّاج (¬3) ، عن ابن جُرَيج، ¬

(¬1) إٍسناده كسابقه، فيه الديباجي وابن الأشعث، وفيه أيضاً عبد الله بن هارون الفروي، وهو متكلم فيه، صاحب المناكير، وهذا من مناكيره. ولم أَرَ فيما وقفت عليه من المصادر ذكراً لابن المنكدر عن جابر، وكذلك لم أجد من أخرجه بهذا اللفظ غير المصنف، لا عن جابر، ولا عن غيره. وأما حديث جابر فأخرجه البخاري (3/1314ح3584) كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك، كلاهما عن جابر بلفظ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إن شئتم، فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضمها إليه، تئنّ أنين الصبي الذي يسكن)) ، قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها. وقد تقدم حديث اتخاذ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنبر برقم (448) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فراجعه هناك. (¬2) لعله الدورقي. (¬3) هو ابن محمد الأعور.

عن عطاء (¬1) ، عن ابن عباس في قوله عزَّ وجلَّ (( {وَقُوْلُوْا لِلنَّاسِ حُسْناً} (¬2) قال: قولوا لهم ما تُحبّون أن يُقالَ لكم، إن الله عزَّ وجلَّ يُبْغِض الفاحشَ المُتَفَحِّش، الهَمَّاز السَبَّاب، الطعَّان السائلَ المُلْحِف في السُّؤال، ويُحِبُّ الحيِيَّ المُتَعَفِّفَ)) (¬3) . 457 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ العبّاس (¬4) ، حدثنا الخليل ابن أسد، حدثني عبد الله بن صالح (¬5) ، أخبرنا الحَكَم بن عَوَانَة، عن أبيه (¬6) قال: قال شَبَّة ابن عِقَال التَّمِيْميّ (¬7) : [ل/97ب] ((ما تمنَّيْتُ أن يكونُ لي بكثيرٍ من كلامي ¬

(¬1) هو ابن أبي رباح. (¬2) جزء من الآية (83) من سورة البقرة. (¬3) إسناده واهٍ فيه سهل بن أحمد الديباجي، وعلي بن ماهان، وأحمد بن إبراهيم لم أقف لهما على ترجمة. (¬4) هو العلاّمة شيخ العربية، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي البغدادي، كان رأساً في نقل النوادر وكلام العرب، إماماً في النحو، له كتاب "الخيل" وغيره، مات في جمادى الآخرة سنة عشر وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (14/361) . (¬5) هو العجلي. (¬6) هو عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض، الأخباري الكوفي، يقال: كان أبوه عبداً خياطاً، وأمه أمة، وهو كثير الرواية عن التابعين، وكان عثمانيًّا، فكان يضع الأخبار لبني أمية، مات سنة ثمان وخمسين ومائة، وقال الذهبي: "كان صدوقاً في نقله". سير أعلام النبلاء (7/201) ، واللسان (4/386) . (¬7) هو شبة بن عقال بن صعصعة بن ناجية المجاشعي، ذكره ابن حبان وقال: له صحبة. انظر ترجمته في الجرح والتعديل (4/385) ، والثقات لابن حبان (6/452) ، و (8/313) .

قليلٍ من كلام غيري إلاَّ أن يكونَ يوما واحدا، فإنَّا خرجْنا مع صاحبٍ لنا نُريد نُزَوِّجُه، فمَرَرْنا بأعرابيٍّ فَطَوَيْنا ما أَرَدْنا فَاتَّبَعَنا حَتَّى دخلْنا المدخَلَ الَّذي أَرَدْنا، فتكلَّم مُتكلِّمٌ فأطال الخُطبة وشقَّق فيها وذكر البِحارَ والسَّموات والأَرَضِينَ فقلت: من يُجيبُ هذا؟ فقال الأعرابي: أنا، قلت: أَجِبْ، قال: إنِّي ما أَدْرِي بخِطابِك ولا بِلُبَابِك هذا اليومَ، الحمد لله، وصلى الله على رسوله، أما بعد: فقد تَوَسَّلْتَ بحُرْمةٍ وعَظَّمْتَ حقا، وذكرتَ مَرجُوًّا فحَبْلُك مَوصولٌ ووجهُك مَقبولٌ، وأنتَ لها كُفُوٌّ فقد سلَّمْنا وأَنْكَحْنَاكَها، هاتُوا خَبِيْصَتَكُم)) (¬1) . 458 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا محمد، حدثنا الخليل، حدثنا يحيى ابن إسحاق (¬2) قال: ((ما رأيتُ أحدا أفضلَ من حمَّاد بن سَلَمة ويحيى بن أَيوب)) (¬3) . ¬

(¬1) في إسناده الحكم بن عوانة، لم أجد ترجمته، وسهل بن أحمد الديباجي، وهو متهم، والخبر لم أفُزْ به فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) هو السِّيْلَحِيْني. (¬3) إسناده كسابقه. أخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/250) عن عفان بن مسلم قال: "قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله من حماد بن سلمة". وقال ابن المبارك: "دخلت البصرة، فما رأيت أحداً أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة". التهذيب (3/12) ، وطبقات الحفاظ (ص94) .

459 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، (¬1) حدثنا محمد بن العباس اليَزِيْدي، حدثنا الخليل ابن أسد، حدثنا العُمَريّ، حدثنا الهَيْثَم بن عَدِي، عن مُجالِد، عن الشَّعْبيّ قال: ((أوّلُ خطبةٍ خَطَبَها عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه قال فيها: إني نزَّلْتُ نفسي من مال الله عزَّ وجلَّ بمنزِلة وَالي اليَتيمِ، إِنِ احْتَجْتُ أَكَلْتُ بِقَرْم البَهِيمة الأعرابية القَضْم لا الخَضْم)) (¬2) . قال: يقال: قرم الصبي وهو أول ما يأكل (¬3) ، قال: وقال أبو زيد: الخضم (¬4) أشد ابتلاعا من القضم (¬5) . [ل/98أ] ¬

(¬1) في المخطوط "حدثنا محمد"، والظاهر أنه مقحم هنا، والتصويب من الإسنادين الذَين قبله. (¬2) إسناده واهٍ بمرة، فيه سهل الديباجي، وفيه مجالد بن سعيد، والهيثم بن عدي، كلاهما ضعيف. وأما العمري فلم يتبين لي من هو، إن كان عبد الله ـ المكبر ـ فهو ضعيف كذلك. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (3/276) من طريق وكيع وقبيصة، عن سفيان ـ هو الثوري ـ، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب قال: قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: "إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة مال اليتيم، إن استغنيت استعففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف"، قال وكيع في حديثه: "فإن أيسرت قضيت". وأخرجه أيضا عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَة، عن أبي إسحاق به نحوه. وأخرجه من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: قال عمر ... فذكر نحوه. وأخرجه من طريق حماد بن سلمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه أن عمر بن الخطاب قال: "لا يحل لي من هذا المال إلا ما كنت آكلاً من صلب مالي". (¬3) وفي القاموس المحيط (ص1481) : قرم البعير يقرِم قرماً وقُروماً ومَقْرَماً وقَرَماً وقَرَماناً: تناول الحشيش، وذلك في أول أكله، أو هو أكل ضعيف. (¬4) وفي المصدر نفسه (1425) : الخضم، الأكل أو بأقصى الأضراس، أو ملء الفم بالمأكول، أو خاص بالشيء الرطب. (¬5) وفيه أيضاً (ص1485) : قضِم كسمِع: أكل بأطراف أسنانه، أو أكل يابساً.

460 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عُمَرَ البَزَّاز الأَهْوازيّ بِالأَهْوَازِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَرُدُّ ذَا حاجةٍ إلاَّ بحاجَتِه أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ)) (¬1) . 461 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا الصُّوْليّ (¬2) ، حدثنا أبو عمر سعيد بن عمرو ابن محمد بن عبد الله التَّمِيميّ قال: ((قال رجل لأبي بحر الأَحْنَف بن قَيْس: يا أبا بحر، إني أتيتُك في حاجةٍ لا تُنكِيكَ ¬

(¬1) إسناده واهٍ فيه سهل الديباجي، وقد تقدم ما فيه، وعبد الله بن عبد الرحيم الأهوازي لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات، ولم أجد من أخرج الحديث عن ابن عمر، ولعل هذا الإسناد من تركيب الديباجي. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (23/155-162) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/154-157) من طريق أبي غسان النهدي، وابن سعد في "الطبقات" (1/422) ، وابن حبان في "الثقات" (2/150) من طريق سفيان ابن وكيع، كلاهما عن جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي، عن رجل من مكة، عن ابن لأبي هالة، عن الحسن ابن علي، عن هند بن أبي هالة التميمي ضمن حديث طويل. قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه جميع بن عمير العجلي، وهو ضعيف رافضي، والرجل من أهل مكة، لم يعرف من هو. (¬2) هو العلامة الأديب، ذو الفنون، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول الصولي، البغدادي، صاحب التصانيف، نادم جماعة من الخلفاء، وكان حلو الإيراد، مقبول القول، حسن المعتقد، مات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة بالبصرة مستتراً. سير أعلام النبلاء (15/301-302) .

ولا تَرزَؤُك، قال: إذا لا تُقضَى، أَمِثْلي يُؤْتَى في حاجةٍ لا تَنْكأ ولا تَرْزَأُ؟!)) (¬1) . 462 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ألأَهْوَازيّ المعروف بالخَبَّاز، حدثنا إبراهيم بن محمد بن هانِئ، حدثنا أحمد بن الفرَج، حدثنا إبراهيم بن المنذر (¬2) ، حدثنا ابن أبي فُدَيك، حدثنا عُمارة (¬3) بن عثمان الأنصاري، عن أبيه (¬4) ، عن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ((قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا جابر، قِوَام هذه الدُّنْيا بأربعٍ؛ بعالم مُسْتَعْمِل لعلمه، وبجاهل لا يستَنْكِف أن يتعلَّم، وبغَنيٍّ جَوَادٍ بماله لا يبخَل، وبفقيرٍ لا يَبِيعُ آخرتَه بِدُنْيا غيرِه، فإذا ضيَّع العالم علمَه استَنْكَف الجاهلُ أن يَتعلَّم، وإذا بخِل الغني بما في يدَيْه باعَ الفقير آخرتَه بدنيا غيرِه، [ل/98ب] فإذا كان ذلك كذلك فالويلُ لهم ثم الويلُ لهم سبعين مرة، يا جابر، من كثُرتْ نِعَم الله عزَّ وجلَّ عليه ¬

(¬1) في إسناده سهل بن أحمد الديباجي، وقد تقدم مراراً، وأبو عمرو سعيد بن عمرو بن محمد بن عبد الله التميمي، لم أجد له ترجمة، والخبر لم أجده عند غير المصنف. (¬2) هو الحزامي. (¬3) في المخطوط "عمار"، وهو تصحيف. وهو عمارة بن عثمان بن حُنَيف الأنصاري المدني، مقبول، من الثالثة. التهذيب (7/368) ، والتقريب (409/ت4854) . (¬4) هو عثمان بن حنيف بن واهب الأنصاري، الصحابي المشهور. معجم الصحابة لابن قانع (2/257) .

كثُرتْ حوائِجُ الناس إليه، فمن قام بما يجب عليه لله عزَّ وجلَّ فيها فقد عرَّضَها للدَّوام والبَقاء، ومن لم يَقُمْ بما يجب عليه لله فيها فقد عرَّضَها للزَّوَال والفَنَاء، ثم قال شعرا: ما أحسَنَ الدُّنْيا وإِقْبالَها إذا أطاعَ الله مَنْ نَالَهَا عَرَّضَ لِلإِقْبالِ إِدْبارَهَا ... مَنْ لم يُوَاسِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِ وَابْذُلْ مِنَ الدُّنْيَا لِمَنْ سَالَهَا (¬1) ... فَاحْذَرْ زَوَالَ الدَّهْرِ يَا جابِرُ فَإِنَّ ذَا العَرْشِ جَزِيْلُ العَطَا يُضْعِفُ بِالْحَبَّةِ أَمْثَالَهَا (¬2) 463 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا أبو محمد قاسم بن جعفر بن السراج البصري بمصر، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن علي الناقد (¬3) ، حدثنا عبد السلام بن محمد بن عبد الله ابن زيد، حدثني أبي قال: ((جاء شعيب بن حرب إلى أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثَّوْريّ فقال له: يا أبا عبد الله، أَخْبِرْنِي ما السُّنّة التي من فارَقَها فارَقَ الحقَّ وإذا ¬

(¬1) "سالها" مخففة من "سألها". (¬2) في إسناده أحمد بن الفرج، وإبراهيم بن محمد بن هانئ، والخباز، لم أجد لهم ترجمة، وسهل الديباجي تقدم ما فيه، وهذه الأبيات في ديوان علي بن أبي طالب (ص91) . (¬3) هو يعقوب بن إسحاق بن علي، أبو يوسف الناقد، ذكره أبو سعيد بن يونس ـ كما في تاريخ بغداد ـ في أهل بغداد، وأنه سمع منه، وأرخ وفاته يوم الأربعاء لعشرين ليلة خلت من جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين بمصر. وذكر ابن يونس أيضاً في أهل الكوفة، وقال: يعقوب بن علي بن إسحاق الناقد، يكنى أبا يوسف، توفي بمصر في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين ومائتين. انظر تاريخ بغداد (14/292) .

عمل بها كان من أهلِها فَبَيِّنْ لي من ذلك ما أعمَل عليه وأتمسَّكُ به وأحتَجّ به غدا إذا وقفتُ بين يدَيْ ربِّي عزَّ وجلَّ فأقُول: حدثَّني سفيان الثوري، فأَنْجُو أنا وتُسْأَل أنتَ، فقال له: يا شُعيبُ بنَ حرب، اكتُبْ ما أقول [ل/99أ] لك، واعْمَلْ به تَكُنْ من أهلِه، وهي السُّنّة الَّتي مَنْ فارَقَها فارَقَ الحقَّ وأهلَه؛ بسم الله الرحمن الرحيم، الإيمان: قولٌ وعملٌ يزيدُ بالطَّاعة وينقُصُ بالمعصية، ولا ينفَعُ قولٌ إلا بعمَلٍ، ولا ينفَعُ قولٌ وعملٌ إلا بِنِيَّة، ولا ينفَع قولٌ وعملٌ ونيّةٌ إلا ما وافَقَ السُّنّة، قلت: وما السُّنّة التي مَنْ فارَقَها فارَقَ الحقَّ؟ قال: تُقَدِّم الشَّيْخَينِ أبا بكر وعمرَ رضي الله عنهما وتَقتَدِي بهما فيما أَمَرَا به ونَهَيَا عنه، وأنَّ إمامَتَهُما كانتْ صوابا غيرَ خطأ، أجمع عليها أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَافَّةً وأَعْطَوْهُمَا البَيْعة، وقد عرفوا موضِعَهما من ذلك بالسَّمع والطَّاعة والرِّضا بهما، فقَامَا بدينِ الله عزَّ وجلَّ وعَقَدَا أمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاهَدَا في الله عزَّ وجلَّ وفي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حقَّ الجِهاد، ومَضَيَا وقد تمَّ الدِّيْنُ وشَيَّدَاه وأَعَزَّاه، وفتح الله بهما الفُتُوح، قال شعيب ابن حرب: ثم ماذا؟ فقال: يا شعيبُ، ولا ينفعك ذلك حتى تُقَدِّم عثمان على عليّ ابنِ أبي طالب، وتقول: إن عليا عليه السلام رَضِيَ بعثمان واقْتَدَى به، وإن عثمان رضي الله عنه قُتِل مظلوما، وإن عليا رضي الله عنه بريءٌ من قَتَلَتِه، ومِمَّنْ قَتَلَه، وإنه لم يرضَ بذلك ولا أمر به [ل/99ب] ولا أعانَ عليه ولا داهَنَ فيه، قلتُ ثم ماذا؟

قال: يا شعيب، ثم لا ينفَعُك ذلك حتى تَوَلَّى عليا عليه السلام وتقولَ وتعتَقِدَ أنه إمامٌ مثلُ مَنْ مَضَى من الأئمة قبلَه الثَّلاثة الهاديَة، وترجعَ به، ولا تقولَ في أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلا خيرا، ولا تَخُوضَ فيهم مع الخائِضينَ إلاَّ بأَحْمَدِ الذِّكر وأكملِ الفضل، قلت: ثم ماذا يا أبا عبد الله؟ قال: يا شُعيب، ثم لا تشهَدْ على أحدٍ من أهل القِبلة بجنةٍ ولا نارٍ إلا العَشَرةَ الَّذين شهِد لهم رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، ومات صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ وهم عنه راضُون، قلت: سَمِّهِمْ لي، قال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عُبيدة بن الجَرَّاح، وسعد بن أبي وقَّاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، وعَاشِرَهم الرَّسولُ البشيرُ النَّذيرُ الَّذي به شَرُفوا وفَضُلوا، قلتُ: يا أبا عبد الله، ثم ماذا؟ قال: ثم لا ينفَعُك ذلك حتى تَرَى إِخْفاءَ {بسم الله الرحمن الرحيم} في الصلاة أفضلَ من الجهرِ بها، وحتى تقولَ مُجِيباً للإمام إذا خَتَم سورةَ الحمد فقال: {ولا الضالّين} أن تقولَ أنتَ: آمين ـ تَسْمَعُه ـ، ثمَّ ترى المسحَ على الخُفَّيْن أفضلَ من نزعِهِمَا وغَسْلِ قَدَمَيْك، قلتُ: ثم ماذا؟ [ل/100أ] قال: يا شُعيب، ولا ينفَعُك ذلك كلُّه حتى تؤمِنَ بالقَدَر خيرِه وشرِّه حُلْوِه ومُرِّه، وأَنَّ ذلك من عند الله، وقَدَرُه وقضاؤُه ومَشِيئَتُه، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم تَرَى الصّلاةَ خلفَ كلِّ بَرٍّ وفاجِرٍ، قلت: الصّلواتِ كلَّها؟ قال: لا، إلا صلاةَ الجُمُعة الَّتي

تجمَعُك من أصحابِك وأهل دينِك وقبلتِك ومِلَّتِك والعيدَيِنِ، وأما سائر الصّلواتِ فأنتَ مُخَيَّر أَنْ لا تصلِّيَ إلا خلفَ من تَثِقُ به وتعلَمُ أنه من أهل السُّنّة والجماعة، قلت: ثم ماذا؟ قال: تعلَمُ أن القرآن كلام الله عزَّ وجلَّ الَّذي تكلَّمَ به وأنزلَه على رسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وتبرَأُ ممن قال أنَّه مخلوقٌ، وأَلْحَدَ في أسمائِه، وحتى تقولَ وتعلمَ أنَّ ما أخطَأَك لم يكُنْ لِيُصِيبَكَ، وما أصابَك لم يَكُنْ لِيُخْطِئَك، وتَرُدَّ أمرَ الخلق إلى الله عزَّ وجلَّ ولا تُنَزِّلْ أحدا جنَّةً ولا نارا (¬1) إلا العَشَرة الَّذين تَقَدَّم ذكرُهم، وأَنَّ رحمةَ الله وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، والله بصيرٌ بالعِباد، اللَّطيفُ بخلقِه الرَّحيمُ بهم، الرَّؤُوفُ بهم، وحَسْبُك هذا فلا تَعْدُه، فهو الدِّين الَّذي مَضَى عليه النَّاسُ وفيه النَّجاةُ لمن اعْتَقَدَه ودَانَ به ولا قوَّةَ إلا بالله)) (¬2) . ¬

(¬1) في المخطوط "نار" بدون الألف.. (¬2) إسناده واه بمرة، فيه سهل الديباجي، وأبو محمد السراج البصري، وعبد السلام بن محمد بن عبد الله بن زيد وأبوه لم أجد لهم ترجمة. والأثر أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1/151-154) عن محمد بن عبد الرحمن بن العباس ـ هو المخلص ـ، عن أبي الفضل شعيب بن محمد بن الراجيان، عن علي بن حرب الموصلي، عن شعيب حرب نحوه. قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/206) : "هذا ثابت عن سفيان، وشيخ المخلص ثقة". وانظر تحفة الأحوذي (2/48) .

464 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأَنْبَاريّ [ل/100ب] أنشدنا أحمد بن يحيى: لَوْلاَ أُمَيمةُ لم أَجْزَع منَ العَدَمِ ولم أَجُبْ في اللَّيَالِي حِنْدِسَ الظُلَمِ ذُلَّ اليَتيمةِ يَجْفُوها ذَوُو الرَّحِمِ ... وزَادَني رغبة في العَيْشِ مَعْرِفَتِي أخشى غَضَاضةَ عمٍّ أو جَفَاءَ أَخٍ وكُنْتُ أَخْشَى عَلَيها مِنْ أَذَى الْكَلِمِ (¬1) 465 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ العِجْلي المُستَمْلِي مِنَ ابْنِ شَاهين إِمْلاءً، حَدَّثَنَا ابْنُ المجدَّر، وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قانِع الْقَاضِي، وَأَبُو سَهْلِ بْنُ زِياد القَطَّان، وَآخَرُونَ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى بْنِ كُدَيم الكُدَيْميّ (¬2) مَوْلَى قُرَيش، حدثنا ¬

(¬1) أحمد بن يحيى لم يتبين لي من هو، والأبيات لم أجدها فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) أبو العباس القرشي، السامي، البحري، المعروف بالكديمي، وهو ابن امرأة روح بن عبادة، كان مولده سنة ثلاث وثمانين ومائة، وكان موصوفاً بالحفظ وكثرة الحديث، إلا أنه أكثر من المناكير حتى اتهمه بعضهم بالوضع. وخلاصة القول فيه أنه كان في بداية أمره معروفا بالحديث والطلب، فلذلك ترى القدامى وثقوه، وأحسنوا الثناء عليه، ولما أكثر من الغرائب والمناكير تركوا الرواية عنه كما هو ظاهر في كلام المتأخرين. قال الخطيب البغدادي: "لم يزل الكديمي معروفاً عند أهل العلم بالحفظ، مشهوراً بالطلب مقدماً في الحديث حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير فتوقف إذ ذاك بعض الناس ولم ينشطوا للسماع منه". مات الكديمي سنة ست وثمانين ومائتين في جمادى الآخرة. انظر المجروحين (2/313) ، والكامل لابن عدي (6/292-293) ، وسؤالات السلمي (رقم308) ، وسؤالات السهمي (رقم74) ، والإرشاد للخليلي (2/622) ، وتاريخ بغداد (3/435-444) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/109) ، وتهذيب الكمال (27/66-80) ، وسير أعلام النبلاء (13/302-305) ، والتهذيب (9/475-477) ، واللسان (7/380) ، والتقريب (515/ت6419) ، والكشف الحثيث (ص254) .

شَاصُوْنة (¬1) بن عبيد ابن (¬2) مُحَمَّدٍ اليَمَاميّ (¬3) مُنْصَرِفًا مِنْ عَدَنٍ [سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ بِقَرْيَةٍ] (¬4) يُقال لَهَا الجَرَدة (¬5) قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْرِض بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيْقِيب، عَنْ أَبِيهِ (¬6) ، عَنْ جدِّه مُعَيْقِيب قَالَ (¬7) : ((دخلتُ دَارًا بِمَكَّةَ ورأيتُ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬8) وسمعتُ مِنْهُ عَجَباً، جَاءَهُ رجلٌ (¬9) بصبيٍّ يومَ وُلِدَ قد لَفَّه بِخِرْقَة، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: يَا ¬

(¬1) في المخطوط "شاصون"، وسيأتي في الرواية التالية "شاصونا"، والمثبت من تاريخ بغداد (3/444) ، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (8/212) ، وورد في كثير من المصادر "شاصويه" بالياء المثناة من تحت ثم هاء. (¬2) في تاريخ بغداد "أبو محمد"، وذلك محتمل إذ إن له ابناً اسمه محمد كما في الخبر الذي بعد هذا، والله أعلم. (¬3) قال ابن السكن في ترجمة مُعَرِّضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معرض بن معيقيب ـ كما في الإصابة (6/180) ـ: "شيخ مجهول". وقال ابن عدي في ترجمة الكديمي: "وكان مع وضعه للحديث وادعائه مشايخ لم يكتب عنهم، يخلق لنفسه شيوخاً حتى كان يقول: "حدثنا شاصويه بن عبيد ... ". الكامل (6/293) . وقال الحافظ ابن حجر: "ومعرض وشيخه مجهولان، وكذلك شاصويه". (¬4) ما بين المعقوفتين غير موجود في المخطوط، استدركته من تاريخ بغداد، وبه يستقيم السياق مع الذي بعده. (¬5) الجردة ـ بالجيم المعجمة ـ: من نواحي اليمامة. معجم البلدان (2/124) . (¬6) تقدم أن الحافظ قال: "معرض وشيخه مجهولان". (¬7) في تاريخ بغداد: "حججت حجة الوداع فدخلت". (¬8) في تاريخ بغداد: "وجهه مثل دارة القمر". (¬9) في تاريخ بغداد: "رجل من أهل اليمامة بغلام".

غُلامُ، مَنْ أَنَا؟ فَقَالَ: أنتَ رسولُ اللَّهِ، قَالَ: صدقتَ، بَارَكَ اللهُ فِيكَ، [قَالَ] (¬1) ثُمَّ إنَّ الغُلامَ لَمْ يتكلَّمْ (¬2) حتَّى شَبَّ (¬3) فكُنَّا نُسَمِّيه مُبارَكَ اليَمَامة)) (¬4) ¬

(¬1) هذه الكلمة غير موجودة في المخطوط، استدركتها من تاريخ بغداد. (¬2) في تاريخ بغداد: "لم يتكلم بعدها ... " (¬3) في تاريخ بغداد "قال: قال أبي: وكنا ... " (¬4) إسناده مختلق موضوع، والمتهم به محمد بن يونس الكديمي، وقد تفرد به. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/443-444) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (27/72-73) عن العتيقي به. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/134-135) ، والخطيب أيضاً في المصدر السابق (3/442-443) من طرق عن الكديمي به. قال الخطيب عقبه: "هذا آخر حديث الأدمي وابن خلاد، وزاد أبو عمر: قال شاصويه: فسمعت منه منذ ثمانين سنة، وكنت أمرّ بصنعاء على معمر، فأراه يحدث فلم أسمع منه، قال: ولم أسمع غير هذا الحديث". ثم نقل الخطيب بإسناده عن محمد بن قريش بن سليمان بن قريش المروروذي قال: "دخلت على موسى بن هارون الحمال منصرفين من مجلس الكديمي، فقال لي: ما الذي حدثكم به الكديمي اليوم؟ فقلت: حدثنا عن شاصويه بن عبيد اليمامي ـ وذكرته له وهو حديث مبارك اليمامة ـ فقال موسى بن هارون: أشهد أنه حدث عمن لم يخلق بعد، فنقل هذا الكلام إلى الكديمي، فلما كان من الغد خرج فجلس على الكرسي وقال: بلغني أن هذا الشيخ ـ يعني موسى بن هارون ـ تكلم فيّ ونسبني إلى أني حدثت عمن لم يخلق، وقد عقدت بيني وبينه عقدة لا نحله إلا بين يدي الملك الجبار، ثم أملى علينا ... ". وذكر ابن عدي هذا الحديث فيما أنكر على الكديمي، وأنه روى عن شيخ خلقه لنفسه. وقال ابن السكن فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة معرض بن معيقيب ـ: "له حديث في أعلام النبوة لم أجده إلا عند الكديمي، عن شيخ مجهول، فلم أتشاغل بتخريجه". وأخرجه البيهقي في "الدلائل"، (6/59) ، وعزاه الحافظ ابن حجر إلى ابن قانع، وعزاه الحسيني في "البيان والتعريف" (2/80) إلى ابن النجار في "تاريخه" من طريق الكديمي. قال البيهقي: "ولهذا الحديث أصل من حديث الكوفيين بغسناد مرسل، وذكره. وقال الحافظ ابن حجر: "ومعرض وشيخه مجهولان، وكذلك شاصويه، واستنكروه على الكديمي، لكن ذكر أبو الحسن العتيقي في "فوائده" ... فذلك الرواية التي بعد هذه". وأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص354) ، ومن طريقه الخطيب في تاريخ "بغداد" (3/444) من طرق عنه، عن العباس بن محبوب بن عثمان بن شاصويه بن عبيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ معرض بن عبد الله به. وأخرجه الحاكم في "الإكليل" كما في "الإصابة" (6/180) من طريق العباس بن محبوب به. ومحبوب بن عثمان بن شاصويه مجهول. انظر اللسان (5/17) .

466 - سمعت أبا الحسن العَتِيقيّ يقول: سمعت أبا عبد الله العِجْليّ مُستَمْلِي ابنِ شاهينَ يقول: سمعتُ بعضَ شُيوخِنا يقول: ((لَمَّا أملَى الكُدَيميّ هذا الحديثَ اسْتَعْظَمَه النَّاسُ، وقالوا: هذا [ل/101أ] كَذِب، من هو شاصونا؟ فلما كان بعدَ وفاتِه جاء قومٌ من الرحَّالة ممن جاؤُوا من عَدن فقالوا: دخلْنا قرية يُقال لها الجَرَدة، ولَقِيْنا بها شيخا فسأَلْناه؛ عندَكَ شيءٌ من الحديثِ؟ قال: نعم، وكتبْنا عنه، قلت: ما اسمُك؟ قال: محمد بن شاصُونا بن عُبَيد، وأملى علينا هذا الحديثَ فيما أملى عن أبِيه)) (¬1) . 467 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، (¬2) حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحُسَين ¬

(¬1) جاء في "الميزان": "محمد بن شاصويه بن عبيد الله الجردي، عن أبيه مبارك اليمامة، وعن قوم من الرحالة، تفرد بذلك أبو عبد الله العجلي مستملي ابن شاهين عن بعض شيوخه، ولم يسمعه عنهم، ومحمد مجهول". قلت: وقد تقدم في رواية ابن جميع أنه من رواية عثمان بن شاصويه عن معرض بن عبيد الله، وفي الرواية التي قبل هذه من حديث معيقيب، مما يدل على وهاء هذا الحديث وعدم ثبوته وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬2) هو العجلي مستملي ابن شاهين

بن محمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ عُفَير بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمة (¬1) الأَنْصَارِيُّ (¬2) صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنةَ أربعَ عشرةَ وثلاثِمائَة، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيع، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن ابن أَبِي يَزِيد الهَمْدَانيّ (¬3) ، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزِيد، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عيَّر أَخَاهُ بذَنبٍ لَمْ يَمُتْ حتَّى يَعْمَلَه (¬4)) ) (¬5) . ¬

(¬1) في الأصل "خيثمة" وهو تصحيف، وقد جاء في الهامش تصويبه، وهو الموافق لما في الرواية رقم (829) وفي مصادر الترجمة. (¬2) كان مولده سنة تسع عشرة ومائتين، وثقه الدارقطني. وقال أبو بكر بن شاذان: "توفي أبو عبد الله بن عفير، الشيخ الصالح لليلتين خلتا من صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة". سؤالات السهمي (ص204) ، وتاريخ بغداد (8/95) ، وانظر سير أعلام النبلاء (14/529) . (¬3) أبو الحسن الكوفي ثم الواسطي. ضعفه أحمد، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، وأبو حاتم، وقال ابن معين: "يكذب"، وقال مرة: "ليس بثقة"، وقال أبو داود: "كذاب وثب على كتب أبيه"، وقال النسائي: "متروك"، وقال الدارقطني: "لا شيء"، وقال ابن حبان: "منكر الحديث، يروي عن الثقات المعضلات"، وقال ابن عدي: "مع ضعفه يكتب حديثه". انظر العلل لأحمد (3/299) ، والتاريخ الكبير (1/66) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص93) ، والضعفاء للعقيلي (4/48) ، والعلل لابن أبي حاتم (2/82) ، والمجروحين لابن حبان (2/276) ، والكامل لابن عدي (6/172) ، وسؤالات البرقاني (رقم471) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/52) ، وتهذيب الكمال (25/77-78) ، والكاشف (2/165) ، والتهذيب (9/105) ، والكشف الحثيث (ص225) . (¬4) في المخطوط "يعلمه"، ولعله سبق قلم من الناسخ، والمثبت من مصادر التخريج. (¬5) إسناده ضعيف فيه: - الانقطاع بين خالد بن معدان ومعاذ بن جبل. - مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يزيد الهمداني، وهو ضعيف. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/172) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/315) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/339) من طريق أبي حفص بن شاهين، كلاهما عن الحسين بن عفير به. وأخرجه الترمذي (4/661/ح2505) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/293) من طريق محمد بن نعيم كلاهما - الترمذي ومحمد بن نعيم- عن أحمد بن منيع به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل، وخالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل". وذكر ابن حبان في "المجروحين" (2/276) هذا الحديث فيما نقم على ابن أبي يزيد، وكذلك ذكره سبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث" في ترجمة ابن أبي يزيد.

468 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد اللَّهِ، حَدَّثَنَا الحُسَين (¬1) ، حَدَّثَنَا أُسَيد ابن عَاصِمٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا الحُسَين بْنُ حَفْصٍ (¬3) ، حدثنا يَاسين (¬4) ، ¬

(¬1) هو ابن عفير. (¬2) ابن عبد الله الثقفي، أبو الحسين، أخو المحدث محمد بن عاصم، الحافظ المحدث الإمام. قال ابن أبي حاتم: "ثقة رضي"، مات سنة سبعين ومائتين، وهو في عشر التسعين. الجرح والتعديل (2/318) ، وحلية الأولياء (10/394) ، وطبقات المحدثين بأصبهان (3/27) ، وسير أعلام النبلاء (12/378-379) . (¬3) ابن الفضل بن يحيى الهمداني، أبو محمد الأصبهاني القاضي، قال أبو نعيم: "وهو أول من نقل إلى أصبهان الفقه والحديث"، وقال أيضاً: "كان دخله في العام مائة ألف، فما وجبت عليه زكاة". قال أبو حاتم: "صالح محله الصدق"، وقال له ابنه: هو أحب إليك أو عصام بن يزيد؟ قال: "الحسين بن حفص أحب إلي". مات سنة عشر ومائتين، وقيل سنة إحدى عشرة، وقيل سنة اثنتي عشرة. الجرح والتعديل (3/50) ، وطبقات المحدثين بأصبهان (2/64) ، وتهذيب الكمال (6/369-371) ، والكاشف (1/332) ، وسير أعلام النبلاء (10/356) ، والتهذيب (2/292) ، والتقريب (166/ت1319) . (¬4) هو ياسين بن معاذ الزيات، أبو خلف الكوفي، منكر الحديث. ضعفه العقيلي، وأبو زرعة، والدارقطني، وقال ابن معين: "ضعيف، ليس حديثه بشيء"، وقال البخاري، ومسلم: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "كان رجلا صالحاً، لا يعقل ما يحدث به ليس بقوي، منكر الحديث"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال الحاكم والنقاش: "روى المناكير"، وقال الخليلي: "ضعيف جدًّا"، وقال ابن عدي: "وكل رواياته أو عامتها غير محفوظة". انظر تاريخ ابن معين (3/334، 417) ، وأحوال الرجال (ص150) ، والتاريخ الكبير (8/429) ، والتاريخ الصغير (2/183) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/285) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص111) ، والضعفاء للعقيلي (4/464) ، والجرح والتعديل (9/312) ، والكامل لابن عدي (7/183-184) ، والمجروحين (3/142) ، وسنن الدارقطني (2/11) ، واللسان (6/138) .

عَنِ الزُّهريّ، عَنْ أَبِي سَلَمة (¬1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَنَّهُ كانَ يَبْلُغ بوُضُوئِه بعضَ السَّاقَيْنِ وبعضَ العَضُدَينِ، ثمَّ قَالَ: تُبْعَث أُمَّتي غُرٌّ مُحَجَّلُونَ (¬2) ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ تَطُول غُرَّتُه فَلْيَفْعَلْ)) (¬3) . ¬

(¬1) هو ابن عبد الرحمن. (¬2) هكذا في المخطوط بالرفع. (¬3) إسناده ضعيف جدًّا من أجل ياسين بن معاذ الزيات، وهو منكر الحديث، ولم أجد من أخرج الحديث من هذا الطريق عن أبي هريرة، وهو حديث صحيح ثابت عنه من غير هذا الطريق، أخرجه البخاري (1/63/ح136) كتاب الوضوء، باب فضل الوضوء، والغر المحجلون من آثار الوضوء من طريق سعيد بن أبي هلال، ومسلم (1/216ح246) كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، من طريق عمارة بن غزية، ومن طريق عمرو بن الحارث، ثلاثتهم عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المجمر أنه قال: "رأيت أبا هريرة يتوضأ، فغسل وجهه فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يتوضأ وقال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ((أنتم الغر المحجّلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء)) ، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله". واللفظ لمسلم. وقوله "فمن استطاع ... إلخ"، تفرد به نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سائر من رواه عن أبي هريرة، وعن سائر من رواه من الصحابة، قال الحافظ ابن حجر: "لم أرَ هذه الجملة في رواية أحد ممن روى الحديث من الصحابة وهم عشرة، ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير زيادة نعيم هذه".

469 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المُجَدَّر أَوْ مُحَمَّدُ بُنْ عَلِيٍّ (¬1) ، قَالَ (¬2) : أَنَا أشك، [ل/101ب] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّرَسُوْسيّ، حَدَّثَنَا بِلالٌ خَادِمُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَضْرِبُوا أولادَكُم فِي المَهْدِ عَلَى بُكائِهم؛ فإنَّ بُكاءَ الصَّبِيِّ فِي المهدِ أربعةَ أشهُرٍ شهادةُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللَّهُ، وأربعةَ أشهُرٍ الصَّلاةُ عَلَى نَبِيِّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأربعةَ أشهُرٍ الاستِغْفارُ لِوَالدَيْهِ)) (¬3) . 470 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ البَلْخِيّ (¬4) ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ قَيْسِ بْنِ حرب السَّيْزَريّ في سنة ¬

(¬1) لعله علي بن الحسن بن محمد بن سعيد بن عثمان العكبري ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 379) وساق له حديثين عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّرَسُوسِيُّ، عن بِلالٌ خَادِمُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ. (¬2) القائل هو العتيقي. (¬3) في إسناده بلال خادم أنس، وإبراهيم بن عبد الله الطرسوسي، لم أقف لهما على ترجمة. وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/337) من طريق أبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الهيثم بن المهلب البلدي، عن أبيه، عن آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ، عن الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً مثل حديث أنس. قال الخطيب: "هذا الحديث منكر جدًّا، ورجال إسناده كلهم مشهورون بالثقة سوى أبي الحسن البلدي". وقال الحافظ ابن حجر: "هو موضوع بلا ريب". اللسان (4/191) . وذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص469) وعزاه للخطيب، ونقل كلام الحافظ ابن حجر السابق. (¬4) ولد ببلخ بعد سنة عشر وثلاثمائة، وسكن بغداد، وحدث بها، قال الخطيب: "كان غير ثقة"، وقال محمد بن أبي الفوارس: "كان سيئ الحال في الحديث"، وقال العتيقي: "فيه تساهل في الحديث"، مات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (13/2) ، واللسان (4/488) .

سبع وثلاثين وثلاثمِائَة إملاءً، حدثنا أحمد ابن عُبَيد اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عُبيد، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ((أنَّها رَأَتْ عَلَى يَدَيْ امرأةٍ أَثَرَ المِغْزَل، فقالَتْ لَهَا: أَبْشِرِيْ بِمَا لكِ عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، لَوْ رأيتُمْ (¬1) بعضَ مَا أعدَّ اللَّهُ لكُم (¬2) معاشِرَ النِّسَاءِ لما أَقْرَرْتُمْ (¬3) ليلاً ولا نهاراً، مَا مِنِ امْرَأَةٍ غَزَلَتْ لزوجِها ولنفسِها ولصِبْيانِها إِلا أَعْطَاهَا اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِكُلِّ طاقةٍ نُورًا حَتَّى ملأَتْ مِغْزَلَها، فَإِذَا ملأَتْ مِغْزَلَها أَعْطَاهَا اللَّهُ عزَّ وجلَّ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أوسعَ مِنَ المَشْرِق إِلَى المغرِب، وَلَهَا بكلِّ ثوبٍ مائةُ ألفٍ وَعِشْرِينَ ألفَ مَدِينَةٍ، وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ تسبيحٌ يعدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَوْتِ صَرِيْرٍ يخرُجُ مِنْ مِغْزَل النّساء [ل/102أ] ، إنَّ صَرِيْراً لِمِغْزَل النِّساء لَهُ.... (¬4) حَتَّى تنتهيَ إِلَى الْعَرْشِ، لَهُ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النَّحْل، ويعدِلُ ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، بضمير جماعة الذكور في خطاب جماعة الإناث، وسيأتي هذا الاستعمال في مواضع كثيرة من هذا الحديث ـ يأتي التنبيه عليه في كل موضع ـ مما يدل على ركاكة اللفظ، ومن ثم على وضعه. (¬2) هكذا في المخطوط. (¬3) هكذا في المخطوط. (¬4) كلمة في المخطوط لم تتبين قراءتها، يظهر منها الحرفان الأخيران، وهما "ات"، ويحتمل أن تكون "ضجات".

عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ بمنزِلة قولِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ عزَّ وجلَّ، وَلا يستَقِرَّ حتَّى ينظُرَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَقُولُ: مرحَباً، مرحَباً، قَدْ غفرتُ لصاحِبَتِك مِنْ قَبْلِ أَنْ تأتيَني، اشهَدُوا يَا مَلائِكَتِي أَنّي قَدْ غفرتُ لوالدَيْها وَمَا وَلَدَا، أَبْلِغُوا النِّساءَ عَنِّي مَا أَقُولُ: مَا مِنِ امْرأةٍ غَزَلَتْ حتَّى كَسَتْ (¬1) نَفسَها إِلا اسْتَغْفَرَ لَهَا سبعُ سمواتٍ وَمَا فِيهِنَّ مِنَ الْمَلائِكَةِ، وتخرُجُ مِنْ قَبْرِهَا وَعَلَيْهَا حُلَّةٌ وَعَلَى رأسِها خِمَارٌ، وبينَ يَدَيْها وَعَنْ يَمِيْنِها مَلَكٌ يُنَاوِلهُا (¬2) شَرْبةً مِنَ السَّلْسَبِيل، وَيَأْتِيهَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ يَحْمِلُها عَلَى جَناحِه فيمُرُّ بِهَا الجنَّة، فَإِذَا دخلَتْ استقبَلَها ثَمَانُونَ (¬3) ألفَ وَصِيْفةٍ مَعَ كلِّ وَصِيفة حُلَلٌ وطِيْبٌ لا يُشْبِه بعضُها بَعْضًا، وَلَهَا فِي الْجَنَّةِ قصرٌ مِنْ زُمُرُّدةٍ بيضاءَ، عليها ثلاثُمِائةِ بابٍ، يدخُل عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ بَابٍ ملائكةٌ مَعَ كُلِّ مَلَك مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ هديَّةٌ، أَبْشِرُوا (¬4) مَعَاشِرَ النِّساء، مَا لكُنَّ عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ بطاعتِكم (¬5) لبُعُولَتِكنَّ وخِدْمَتِكنَّ لأولادِكُنَّ، أَنْتُمُ (¬6) المَساكِينُ فِي الدُّنيا والسَّابِقون (¬7) إِلَى الْجَنَّةِ مَعَ أَزْوَاجِ الأَنْبِيَاءِ، ¬

(¬1) في المخطوط "كسيت" بالياء بعد السين، وهو تحريف.. (¬2) في المخطوط "يتناولها"، ولكن ضبّب على حرف التاء مما يدل على أن إثباتها خطأ. (¬3) في المخطوط "ثمانين". (¬4) هكذا في المخطوط بالواو، بدل نون الإناث. (¬5) هكذا في المخطوط. (¬6) هكذا في المخطوط. (¬7) هكذا في المخطوط.

يَغْفِرُ اللَّهُ لكُنّ لكلِّ ذنبٍ عَمِلْتُنَّ مَا خَلاَ الكَبَائِرَ، فَإِذَا حَمَلْتُنَّ مِنْ أزواجِكُنَّ وحَضَرَكُنَّ الطَّلْقُ [ل/102ب] حتَّى إذا وضعتُمْ (¬1) ما في بُطونِكم (¬2) غفر الله عزَّ وجلَّ لكم (¬3) الكَبائِر مَا أصابَكُنَّ مِنَ الوَجَع وَكَتَبَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لكُنَّ فِي نِفاسِكُنَّ بكلِّ يومٍ عبادةَ ألفِ سَنَةٍ، صيامَ نهارِها وقيامَ لَيَالِيها، وطُوْبَى لكُنَّ وحُسن مَآبٍ، فَلِذَلِكَ قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِسكينةٌ، مِسكينةٌ، مِسكينةٌ، امرأةٌ لَيْسَ لَهَا زوجٌ"، امرأةٌ حَامِلَةٌ (¬4) مِنْ زوجِها أفضلُ عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ مِنَ امرأةٍ عابدةٍ زاهِدةٍ بِلاَ زوجٍ، وَكَذَلِكَ المتزوِّج الرجلُ الْجَاهِلُ حَتَّى يَقُولُونَ لَهُ: يَا جاهلُ، أفضلُ عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ مِنَ الزَّاهد العابدِ بِلا امرَأةٍ؛ فَلِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَاتَ عَزْباً حُشِرَ يومَ الْقِيَامَةِ شَيْطَانًا، فَإِنَّ التَّزَوُج مِنْ سُنَّة الأَنْبِيَاءِ"، وَإِذَا تزوَّجَ العبدُ فَقَدْ أَحْرَزَ دِينَه، والمرأةُ كَذَلِكَ؛ فَلِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِسكينٌ، مِسْكينٌ، رجلٌ لَيْسَ لَهُ امرَأةٌ"، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تزوَّج أَحَبَّتْه الملائكةُ، والمرأةُ كَذَلِكَ، وإنَّ العَزْبَ لَيْسَ لَهُ فِي هَذَا الثَّوَاب نصيبٌ، وَكَذَلِكَ المرأةُ لَيْسَ لَهَا نصيبٌ فِي هَذَا الثَّوابِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَرَكَة التَّزْوِيجِ إلاَّ أنَّه يُحْرِز دينَها لَكَانَ ¬

(¬1) هكذا في المخطوط. (¬2) هكذا في المخطوط. (¬3) هكذا في المخطوط. (¬4) هكذا في المخطوط، وهو خطأ..

كَثِيرًا، إِذَا نَظَرَتِ المرأةُ فِي وجهِ زوجِها وضَحِكتْ أَغْلَقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عليها أبوابَ [ل/103أ] النَّارِ، ونوَّر قبرَها، فَإِذَا قَالَتِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ الْعَالَمِينَ عَلَى هَذَا الْحَالِ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثمانِيَةَ أَبْوَابٍ تَدْخُل مِنْ أيِّها شاءتْ وَكَذَلِكَ الرَّجلُ)) (¬1) . 471 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُميد الخَزَّاز (¬2) ، حدثنا دَعْلَج بن أحمد، حدثنا أحمد بن علي الأَبَّار، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا سعد (¬3) بن عبد الحميد قال: ((سُئِل مالك بنُ أنس رحمه الله: ¬

(¬1) إسناده تالف، والآفة فيه من كعب بن عمرو البلخي، فإنه غير ثقة، وفيه من لم أقف لهم على تراجم. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/631) من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة به. قال ابن الجوزي: "وذكر حديثاً طويلاً لم أذكره؛ لكونه ليس بمرفوع، وهو حديث لا أصل له، وفيه مجاهيل". (¬2) في المخطوط "الخراز" بالراء المهملة في الأولى، والزاي في الثانية، والتصويب من مصدر الترجمة. وهو محمد بن حميد الخزاز، أبو بكر اللخمي. قال الأزهري: "ولد محمد بن حميد للنصف من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وكان ثقة"، وقال الخطيب: "وذكره لي ـ أي الأزهري ـ مرة أخرى فقال: "كان ضعيفاً"، ومات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة". تاريخ بغداد (2/265) . (¬3) وقع في المخطوط "سعيد" وهو تصحيف، والتصويب من مصادر الترجمة. وهو سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، أبو معاذ الحَكَمي، من أهل المدينة، وسكن بغداد، وكان عنده عن مالك الموطأ، مختلف فيه، وثقه جماعة، وتكلم فيه آخرون. وثقه ابن معين ـ كما حكى عنه ابن الجنيد ـ، ويعقوب بن سفيان، والذهبي. وقال أبو علي صالح بن محمد: "لا بأس به". وحكى مهنَّى عن ابن معين، وأحمد بن حنبل، وأبي خيثمة أنهم قالوا: "كان ههنا في ربض الأنصار يدّعي أنه سمع عرض كتب مالك بن أنس". قال مهنَّى: وقال لي أحمد: "والناس ينكرون عليه ذاك، هو هاهنا ببغداد ولم يحج، فكيف سمع عرض مالك؟! وقال ابن أبي حاتم: "أدركه أبي ولم يكتب عنه"، وقال الساجي: "يتكلمون فيه". وقال ابن حبان: "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه حتى حسن التنكب عن الاحتجاج به". قلت: الظاهر أن الأصل فيه الصدق، وخاصة مع توثيق ابن معين له، وكتابته عنه كما حكى ابن الجنيد عنه، وإنما أنكروا عليه كثرة خطئه، فلذلك قال الحافظ ابن حجر: "صدوق له أغاليط". انظر الجرح والتعديل (4/92) ، والمجروحين (1/357) ، وتاريخ بغداد (9/125) ، وتكملة الإكمال (2/352) ، وتهذيب الكمال (10/287) ، والكاشف (1/429) ، والتهذيب (3، 414) ، والتقريب (231/2247) .

كم أَتَى عليك؟ قال: أَحْمَدُ الله، قد جُزْتُ السَّبْعين)) (¬1) . 472 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسَين بْنُ عَلِيِّ بن سهل السِمْسار، حدثنا عبد الله ابن سليمان الوَرَّاق، حدثنا أحمد بن سعد الزهري، حدثنا يحيى بن بُكَيْر قال: سمعت مالك ابن أنس يقول: ((لما حَضَرتْ عمرَ بنَ حُسَين بن قُدَامةَ بنِ مَظْعُون الوفاةُ قال: {لمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُوْنَ} (¬2)) ) (¬3) . 473 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المُطَّلِب بالكوفة، حدثنا عبد الله ابن سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ الصَّائغ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ وَهْب ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل الانقطاع بين سعد بن عبد الحميد ومالك، وقد أنكر أحمد، وابن معين وأبو خيثمة، لقيّه مالكاً، ومحمد بن حميد الخزاز، اختلف قول الأزهري فيه. أخرجه الباجي في "التعديل والتجريح" (2/700) من طريق أحمد بن علي الأبار بِهِ. (¬2) الآية (61) من سورة الصافات. (¬3) تقدم الخبر برقم (210) بهذا الإسناد.

بْنِ كَيْسان، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: ((دَخَلَ عليَّ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَكِيْل نَفَقَةً لَنَا وأُحْصِيها، فَقَالَ: يَا أسماءُ، لا تُحصِيْ فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ)) (¬1) . 474 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت عبد الله بن سليمان يقول: ((قلتُ لأبي زُرْعة الرَّازيّ: ألقِ عليَّ حديثاً [ل/103ب] غريبا من حديثِ مالك، فأَلْقَى عَلَيَّ هذا الحديث (¬2) ؛ عن عبد الرحمن بن شَيْبة، وهو من أهل المدينة وهو ضعيفٌ، فقلتُ له: تُحِبُّ أن تكتبَ عَنِّي هذا الحديثَ عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، عن مالك بن أنس؟ فغَضِبَ وشكاني إلى أبي، وقال: انظُرْ ما يقولُ لي أبو بكر)) (¬3) . ¬

(¬1) إسناده واه من أجل محمد بن عبد الله بن المطلب، وتقدم ما فيه، وبقية رجاله ثقات، إن كان عبد الله بن سليمان هو ابن أبي داود السجستاني، وهو الظاهر. والحديث صحيح ثابت أخرجه البخاري (2/520ح1434) كتاب الزكاة، باب الصدقة فيما استطاع من طريق عباد ابن عبد الله بن الزبير، وفي باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها، ومسلم (2/713ح1092) كتاب الزكاة، باب الحث على الإنفاق وكراهة الإحصاء من طريق فاطمة بنت المنذر، كلاهما عن أسماء به نحوه. (¬2) أي الحديث الذي قبل هذا. (¬3) إسناده كسابقه. أورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/226) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (2/770) وعزاه إلى أبي أحمد الحاكم. وأورده كذلك السيوطي في "طبقات الحفاظ" (ص326) .

475 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بن عبد الرحمن الزهري، حدثني عبد الله بن أحمد ابن عَتَّاب (¬1) ، حدثنا أبو حارثة أحمد بن إبراهيم الغَسَّاني، حدثني أبي، عن أبي إبراهيم اليَمانيّ قال: ((قلتُ لإبراهيمَ بنِ أَدْهَم رحمه الله: يا أبا إسحقَ، إنَّ لي عليكَ مَوَدَّةً وحُرْمَةً، ولي حاجةٌ، فقال: وما هيَ؟ قلت: تُعَلِّمُنِي اسمَ الله الأَعْظَم، فقال لي: هو في المُسَبِّحات (¬2) ، ثم أَمْسَكْتُ عنه أياما، فرأيْتُه طَيِّبَ النَّفس فقلتُ: يا أبا إسحقَ، إنَّ لي مودَّةً وحُرمةً ولي حاجة، قال: وما هي؟ قلتُ: تُعَلِّمُنِي اسمَ الله الأَعْظَم، قال لي: هو في العَشْر الأُوَل من سورة الحديد لستُ أزيدُك على هذا)) (¬3) . 476 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الفضل الزهري يقول: ((وُلِدتُ في جمادَى الآخرة من سنة تسعين ومائتين)) (¬4) . ¬

(¬1) ابن فايد بن عبد الرحمن، أبو محمد العبدي، وفايد هو أبو الورقاء، صاحب عبد الله بن أبي أوفى، وثقه الخطيب، وأرخ وفاته سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد (9/382) . (¬2) المسبحات: بكسر الباء نسبة مجازية، وهي السور التي في أوائلها "سبحان"، أو "سبَّحَ" بالماضي، أو "يُسَبِّحُ" بالمضارع، أو "سَبِّحْ" بالأمر، وهي سبعة: سبحان الذي أسرى، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى. تحفة الأحوذي (8/192) . (¬3) في إسناده: أبو إبراهيم اليماني، وأبو حارثة أحمد بن إبراهيم الغساني، وأبوه لم أجد لهم ترجمة، والخبر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر. (¬4) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/369) عن العتيقي والتنوخي، عن أبي الفضل الزهري به. وهو في "حديث أبي الفضل الزهري" (2/472/رقم482) .

477 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن اليَسَع القارِئ، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبة الحُسَين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُود الحَرَّانيّ وَكَانَ يُسْأَل عَنْهُ، حَدَّثَنَا مُغِيْرة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَن (¬2) ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (¬3) ، [ل/104أ] عَنْ عُمارة بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ ابنِ بُريدة (¬4) ، عَنْ صَعْصَعة بْنِ صَوْحان، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحراً، وإنَّ مِنَ الشِّعر حِكَماً، وإنَّ مِنَ القَولِ عِيالاً، وَإِنَّ مِنْ طَلَبِ العلم جَهْلاً)) (¬5) ¬

(¬1) هو الحراني. (¬2) هو يحيى بن السكن البصري، أبو زكريا البغدادي، ثم الرقي. ضعفه أبو حاتم والدارقطني، وقال أبو علي صالح بن محمد الأسدي: "يحيى بن السكن، بصري كان يكون بالرقة، وكان أبو الوليد يقول: "هو يكذب، وهو شيخ مقارب"، وقال مرة: "لا يسوى فلساً". وتفرد ابن حبان فذكره في "الثقات"، مات بالرقة سنة اثنتين ومائتين. الجرح والتعديل (9/155) ، والثقات لابن حبان (9/253) ، وتاريخ بغداد (14/147) ، واللسان (6/260) ، وفي (1/28 - في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن عثمان البغدادي ـ) . (¬3) هو ابن الحجاج. (¬4) هو عبد الله بن بريدة كما يأتي مصرَّحًا به في بعض طرق الحديث. (¬5) إسناده ضعيف، فيه: - يحيى بن السكن وهو ضعيف، وقد اختلف عليه كما سيأتي. - وعبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْيَسَعَ تقدم ما فيه. فالحديث بهذا الإسناد وبهذا اللفظ منكر، أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/98) ، والضياء في "المختارة" (2/120) من طريق أبي عروبة الحراني به مثله. قلت: هذا الحديث اختلف في وصله وإرساله، فرواه مغيرة بن عبد الرحمن عن يحيى بن السكن، عن شعبة، عن عمارة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عن صعصعة، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كما في هذا الإسناد. وخالف مغيرةَ يحيى بن أبي طالب، فرواه عن يحيى بن السكن، عن أبي جُزيّ، عن عمارة، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ صَعْصَعَةَ مرسلاً. ومثله روى مسعود بن جُوَيرية، عن إسماعيل بن زياد، عن أبي جزيّ. ورواه حسام بن مصك، وصخر بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. أما حديث حسام بن مصك فذكره الدارقطني في "العلل" (3/244) . وحسام بن مصك ضعيف يكاد أن يترك، قاله الحافظ في "التقريب" (157/ت1193) . وحديث صخر بن عبد الله أخرجه أبو داود (4/303) كتاب الأدب، باب ما جاء في الشعر، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/180-181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/364) من طريق عبد الله بن ثابت النحوي، عنه به. وصخر بن عبد الله بن بريدة لم يوثقه أحد، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول"، أي إذا توبع، ولكن لا متابعَ له. وعبد الله بن ثابت النحوي مجهول كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (297/ت3241) . ورواه محمد القصبي عن سلام أبي المنذر، عن مطر الوراق، عن ابن بريدة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وخالفه عثمان بن مخلد التمار فقال: عن سلام، عن مطر، عن ابن بريدة، عن ابن عباس موقوفاً عليه. ذكر هذا الاختلاف الدارقطني في "العلل" (3/244) ، وفي إسناده مطر الوراق، وهو صدوق كثير الخطأ، والراوي عنه سلام أبو المنذر صدوق يهم، فهذا الاختلاف منه يقتضي عدم الاحتجاج بخبره، والله أعلم. ولكن لقوله ((إن الْبَيَانِ سِحْرًا وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حكماً)) أصل ثابت. فأخرج البخاري (5/2176ح5767) كتاب الطب، باب إن من البيان سحراً، عن ابن عمر رضي الله عنهما ((أنه قدم رجلان من المشرق، فعجب الناس لبيانهما، فال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن من البيان لسحراً"، أو "إن بعض البيان سحر")) . وأخرج مسلم (2/594/ح869) كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة عن أبي وائل قال: "خطبنا عمار ... فذكر فيه قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((وإن من البيان سحراً)) ". وأخرج البخاري في الموضع السابق من حديث أبي بن كعب أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ((إن من الشعر حكمة)) . والحاصل أن قوله: ((إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ من الشعر حكماً)) صحيح ثابت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأما جملة: ((وَإِنَّ مِنَ الْقَوْلِ عِيَالا، وَإِنَّ من طلب العلم جهلاً)) فليس له سند تنتهض به الحجة والله تعالى أعلم. فائدة: وقع عند أبي داود تفسير لمعنى هذه الجمل عن صعصعة بن صوحان، فراجعه فيه.

478 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو القاسم طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ

الْعَدْلُ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّاميّ (¬2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا عتَّاب بْنُ بَشير (¬3) ، عَنْ خُصَيف (¬4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ((أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم علَّم أَحَدَ ابْنَيْ عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ القُنوت؛ اللهمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، [وعَافِنِيْ فِيمَنْ عَافَيتَ] (¬5) ، وتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيتَ، وبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ (¬6) ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقضَى عليكَ، ¬

(¬1) البغدادي المقرئ، الشيخ العالم الأخباري المؤرخ، كان مولده سنة تسعين ومائتين. قال الخطيب: سمعت الأزهري ذكر طلحة صاحب ابن مجاهد، فقال: "ضعيف في روايته، وفي مذهبه"، وقال ابن أبي الفوارس: "كان يدعو إلى الاعتزال"، مات سنة ثمانين وثلاثمائة وله تسعون سنة. تاريخ بغداد (9/351) ، وسير أعلام النبلاء (16/396-397) ، واللسان (3/212) . (¬2) أبو محمد القرشي الكاتب، وأبو صخرة لقبه، من المعمرين ببغداد، وثقه الخطيب، ومات سنة عشر وثلاثمائة، في شوال. تاريخ بغداد (10/285) ، وسير أعلام النبلاء (14/457) . (¬3) هو عتاب بن بشير، أبو الحسن أو أبو سهل، الجزري، مولى بني أمية، صدوق يخطئ ويخالف، وأحاديثه عن خصيف منكرة. قال ابن عدي: "روى عن خصيف نسخة، وفي تلك النسخة أحاديث ومتون أنكرت عليه، ... ومع هذا فإني أرجو أنه لا بأس به"، مات سنة ثمان وثمانين ومائة. انظر التاريخ الكبير (7/56) ، والضعفاء للعقيلي (3/331) ، والجرح والتعديل (7/12) ، والثقات لابن حبان (8/522) ، والكامل لابن عدي (5/356) ، ومولد العلماء لابن زبر الربعي (1/425) ، والكاشف (1/695) ، والتهذيب (7/83) ، والتقريب (380/ت4419) . (¬4) هو ابن عبد الرحمن الجزري، صدوق سيئ الحفظ، خلط بأخرة، ورمي بالإرجاء، مات سنة سبع وثلاثين ومائة. التقريب (193/ت1718) . (¬5) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، واستدركته من تاريخ بغداد، وهو ثابت أيضاً في حديث الحسن بن علي الذي يأتي. (¬6) في المخطوط "عطيت" بدون الهمزة في أوله.

إِنَّه لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ وتَعَالَيْتَ)) (¬1) . 479 - سمعت أبا الحسن يقول: قال لنا شيخُنا أبو القاسم طَلْحة: ((كانَ عندَ ابنِ صاعِد عن لُوَين العَجَائِبُ ما لم يُسْمَع بمثلِها، احتاج إلى أن يجيءَ إلى أبي صَخْرة يسمع منه هذا الحديث وهو غريبٌ)) (¬2) . 480 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ محمد بن أحمد بن يحيى العَطْشيّ (¬3) ، حدثنا جعفر ابن محمد الفِرْيابيّ، حدثنا قُتَيبة بن سعيد، حدثنا أبو الأَحوَص، عن أبي إسحق، عن أبي جُحَيْفة قال: سمعتُ عليا ـ وهو على المنبر بالكوفة ـ يقول: ((إنَّ خيرَ هذه الأُمّة [ل/104ب] بعد نبيِّها أبو بكر، ثم خيرَهم بعد أبي بكر ¬

(¬1) إسناده ضعيف، من أجل عتاب بن بشير، فإنه روى عن خصيف بن عبد الرحمن أحاديث منكرة، وخصيف صدوق سيئ الحفظ، خلط بأخرة، والحديث منكر بهذا الإسناد. قال الإمام أحمد في عتاب بن بشير: "أرجو أن لا يكون به بأس، روى بأخرة أحاديث منكرة، وما أرى إلا أنها من قبل خصيف". الجرح والتعديل (7/12) . أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/285) عن الحسن بن علي التميمي، عن طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشاهد به. وأخرجه فيه من طرق أخرى عن أبي صخرة به. والحديث صحيح ثابت من حديث الحسن بن علي الذي يأتي برقم (544) ، ويأتي تخريجه هناك إن شاء الله تبارك وتعالى. (¬2) في "تاريخ بغداد" (10/285) قال: "كتب هذا الحديث يحيى بن محمد بن صاعد، عن أبي صخرة، عن لوين، وكان عند ابن صاعد عن لوين حديث كثير". اهـ. قلت: لم أقف على طريق ابن صاعد عن لوين هذا فيما بين يديّ من المصادر. (¬3) وثقه الخطيب، وقال العتيقي: "كان ثقة مأموناً". مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/379) .

عمرُ، والثَّالثُ لو شِئْتُ سَمَّيْتُه)) (¬1) . 481 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيح العُكْبَريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبة، حَدَّثَنَا أَبُو أُسامة، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ ابن مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَقْدَم مِنْ سَفَرٍ إلاَّ نَهَارًا فِي الضُّحَى، فَإِذَا قَدِم دَخَلَ المسجِد فصلَّى ركعَتَيْنِ، [ثُمَّ جَلَسَ] (¬3)) ) (¬4) . 482 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبة، حَدَّثَنَا بُندار مُحَمَّدُ بْنُ بشَّار، حدثنا محمد بن جعفر غُنْدَر، ¬

(¬1) إسناده صحيح، وقد تقدم تخريجه في الرواية رقم (80) ، وسيأتي برقم (628) من طريق محمد بن إبراهيم ابن أبي سكينة، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ. (¬2) هو العطشي. (¬3) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، استدركته من "مسند ابن أبي شيبة"، وعند أحمد "ويقعد فيه". (¬4) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (1/336/ح494) ، وأحمد (6/386) كلاهما عن أبي أسامة بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3/1124ح443) كتاب الصلاة، باب الصلاة إذا قدم من سفر، ومسلم (1/496ح716) كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر أول قدومه من طريق أبي عاصم الضحاك، عن ابن جريج به. وأخرجه البخاري (4/1718ح4677) كتاب التفسير، باب {وعلى الثلاثة الذين خلفوا ... } إلخ، وفي (4/1603-1604ح4418) كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك، ومسلم في الموضع السابق، وفي (4/2120-2123ح2769) كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه، من طرق عن ابن شهاب به مطوَّلاً.

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (¬1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَاد (¬2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبَّيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ عِفْريتاً مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ البارِحة لِيَقْطَع عليَّ صَلاتِي، فأمْكَنَني اللَّهُ مِنْهُ فأخذتُه، فأردتُ أَنْ أربِطَه إِلَى ساريةٍ مِنْ سَواري المسجد حتَّى تنظُرون (¬3) إِلَيْهِ كلُّكم حتَّى ذكرتُ دعوةَ أَخِي سليمانَ {رَبِّ اغْفِرْ لِيْ وَهَبْ لِيْ مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِيْ} (¬4) فردَّه اللَّهُ خَاسِئاً)) . الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ بُنْدَارٍ (¬5) . 483 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطني، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّباح العَطَّار، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَنَفي (¬6) ، ¬

(¬1) هو ابن الحجاج. (¬2) هو الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني. (¬3) كذا في المخطوط بإثبات النون. (¬4) الآية (35) من سورة ص. (¬5) أخرجه البخاري (3/1260ح3423) كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} إلخ، ومسلم (1/384ح541) كتاب المساجد، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوذ منه، وجواز العمل القليل في الصلاة. وأخرجه البخاري (1/176ح461) كتاب الصلاة، باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد، و (4/1809ح4808) كتاب التفسير، باب قوله {هَبْ لِيْ مُلْكًا لاَ يَنْبَغِيْ لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِيْ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} من طريق محمد بن جعفر غندر به. وأخرجه مسلم في الموضع السابق من طريق شعبة به. (¬6) هو عبد الله بن عبد الحميد الْحَنَفِيُّ، أبو علي البصري، قال الحافظ ابن حجر: "صدوق لم يثبت أن يحيى بن معين ضعَّفه، من التاسعة، مات سنة تسع ومائتين"، ورمز له بـ (ع) . التقريب (373/ت4317) .

حَدَّثَنَا قُرَّة بْنُ خَالِدٍ قَالَ: انْتَظَرْنَا الحَسَن (¬1) فَرَاثَ (¬2) عَلَيْنَا فَجَاءَ فَقَالَ: دَعَانَا جيرانُنا هَؤُلاءِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: ((انتظرْنَا رسولَ اللَّهِ [ل/105أ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاتَ ليلةٍ حتَّى كاَدَ شَطْرُ اللَّيلِ، فَبَلَغَه (¬3) ، فَجَاءَ فصلَّى بِنَا، ثُمَّ خَطَبَنا فَقَالَ: أَلاَ، إنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوا ورَقَدُوا، وإنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صلاةٍ مَا انتظَرْتُمُ الصَّلاةَ)) . وَقَالَ الْحَسَنُ: فَإِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَزَالُوا فِي خَيْرٍ مَا انْتَظَرُوا الْخَيْرَ. قَالَ قُرَّة: هُوَ حَدِيثُ أنس ابن مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬4) . الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّبَّاحِ (¬5) . 484 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شاهين، حدثنا عبد الله بن م ¬

(¬1) هو ابن أبي الحسن البصري. (¬2) أي أبطأ. (¬3) هكذا في المخطوط. (¬4) قوله: (قال قرة: هو من حديث أنس ... ) ، قال الحافظ: "يعني الكلام الأخير، وهو الذي يظهر لي؛ لأن الكلام الأول ظاهر في كونه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، والأخير هو الذي لم يصرح الحسن برفعه، ولا بوصله، فأراد قرة الذي اطلع على كونه في نفس الأمر موصولاً مرفوعاً، أن يعلم من رواه عنه بذلك". فتح الباري (2/89) . (¬5) في صحيحه (1/216ح600) كتاب مواقيت الصلاة، باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء. وأخرجه مسلم (1/ 443ح640) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب وقت العشاء وتأخيرها من طريق ثابت عن أنس به نحوه، وليس فيه قصة الحسن البصري، وفي آخره ذكر فص الخاتم.

حمد (¬1) ، حدثنا عبد الله ابن الصَّباح العطَّار، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَنَفي (¬2) ، حَدَّثَنَا قُرَّة بْنُ خَالِدٍ، عَنْ قتادة، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: ((انْتَظَرْنا النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم لَيْلَةً حتَّى قارَبَ نِصْفَ اللَّيْلِ، قَالَ: فجاءَ فصلَّى فَكَأَنَّمَا أَنظُرُ إِلَى وَبِيْصِ خاتَمِه حَلْقَةِ فِضَّة)) . مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّباح (¬3) . 485 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُبَارَكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الحنَّاط، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، [عَنْ] (¬4) أَبِي العالية، عن ابن عباس قَالَ: ((خَرَجْنَا مَعَ رسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلَّم مُهِلِّيْنَ بالحجِّ، فَقَدِم لأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الحِجَّة، فصلَّى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم ¬

(¬1) هو البغوي. (¬2) اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله البصري. (¬3) في صحيحه (1/443ح640) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب وقت العشاء وتأخيرها، إلا أن فيه عبيد الله ابن عبد المجيد الحنفي مكان أبي بكر الحنفي ـ وهو أخو أبي علي الحنفي الذي تقدم في الإسناد السابق ـ. وأخرجه أيضاً في الموضع السابق من طريق سعيد بن الربيع، عن قرة به. وأخرجه البخاري (1/235ح572) كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت العشاء إلى نصف الليل، وفي (5/2203ح5870) كتاب اللباس، باب فص الخاتم من طريق حميد، عن أنس به نحوه. (¬4) وقع في المخطوط "أيوب بن أبي العالية" بدل "أيوب، عن أبي العالية"، والتصويب من الصحيحين.

الصُّبْح بالبَطْحاء، فلمَّا صلَّى قَالَ: مَنْ شاءَ أَنْ يَجْعَلَها عُمْرَةً [ل/105ب] فَلْيَجْعَلْها)) . مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي دَاوُدَ (¬1) . 486 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا هُدبة بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّام بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إنَّ اللَّهَ لا يظلِمُ المؤمنَ حَسَنةً، يُثَابُ عَلَيْهَا الرِّزقَ فِي الدُّنيا، ويُجْزَى بِهَا فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا الكافرُ فَيُطْعَمُ حسناتِه فِي الدُّنيا، فَإِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرَةِ لَمْ تكُنْ حَسَنةٌ يُعْطَى بِهَا خَيْرًا)) (¬2) . 487 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ الضَّرير (¬3) ، حدثنا أحمد ابن عَلِيِّ بْنِ المُثَنَّى سنةَ سَبْعٍ وثلاثمائة ـ وَفِيهَا مَاتَ ـ، حَدَّثَنَا شَيْبان بْنُ فَرُّوْخ الأَيْلِيّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬4) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهيب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((غَسْلُ الإِناء وطَهارةُ الفِناء يُوْرِثانِ الغِنَى)) (¬5) . ¬

(¬1) في صحيحه (ح1240) كتاب الحج، باب جواز العمرة في أشهر الحج، من طريق شعبة به. وأخرجه البخاري (ح1085) أبواب تقصير الصلاة باب كم أقام النبي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طريق أيوب عن أيوب بِهِ. (¬2) إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (335) بهذا الإسناد نفسه. (¬3) ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/92) وقال: "كذّاب". وانظر الميزان (3/155) . (¬4) ابن زيد بن ثابت الأنصاري. (¬5) في إسناده علي بن محمد الزهري، وهو كذّاب وهو الذي وضع هذا الإسناد. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/92) عن العتيقي، والتنوخي، عن علي بن محمد الزهري به. قال الخطيب: "لم أكتبه إلا من حديث أبي الحسن الزهري، وهو كذَّاب". وأورده الذهبي في "الميزان" (3/155) وقال: "هذا وضع علي بن محمد الزهري على أبي يعلى والله أعلم". وأخرجه الديلمي في "فردوس الآثار" (3/102/ح598) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/77) . وذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/4) ، وفي "الدرر المنتثرة" (ص147/ح309) ، والشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص7/ح6) .

488 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ همَّام بن يحيى ابن سَهْلٍ الأُبُلِّيّ بالأُبُلّة (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو مِكْيَس دِينَارٌ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم: ((طُوْبَى لِمَنْ رَآنِي، ومَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى [مَنْ رَأَى] (¬3) مَنْ رَآني)) (¬4) ¬

(¬1) الأُبُلّة: بضم أوله وثانيه، وتشديد اللام، بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى. معجم البلدان (1/77) . (¬2) هو دينار بن عبد الله، أبو مكيس الحبشي المعمّر، كان يزعم أنه مولى لأنس بن مالك، ويحدث عنه. قال ابن عدي: "منكر الحديث ضعيف، ذاهب، شبه المجهول"، وقال ابن حبان: "يروي عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه"، وقال الذهبي: يغلب على ظني أنه كذاب، ما لحق أنساً أبداً"، مات سنة تسع وعشرين ومائتين. الكامل لابن عدي (3/109-111) ، والمجروحين (1/295) ، وتاريخ بغداد (8/381-382) ، والميزان (2/30-31) ، والمغني (1/224) ، وسير أعلام النبلاء (10/376) ، واللسان (2/434-435) . (¬3) ما بين المعقوفتين ليس في المخطوط، وأثبتناه من بعض مصادر التخريخ. (¬4) إسناده واهٍ، فيه: دينار أبو مكيس، وهو منكر الحديث، واتهمه بعضهم. وهمام الأبلي لم أقف له على ترجمة. أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (2/104) عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ القصاص، عن دينار مولى أنس مرسلاً بلفظ: ((طوبى لمن رآني وآمن بي، ومن رأى من رآني)) . وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص64-65) من طريق أبي الحسن النضر بن شداد بن عطية، عن أبيه، عن أنس مثله، وزاد: ((وآمن بي)) . وفي إسناده النضر بن شداد بن عطية، وأبوه لم أقف لهما على ترجمة. وأخرج تمام الرازي في "فوائده" (2/13) عن أبي الحسن خيثمة بن سليمان، عن أبي جعفر محمد بن مسلمة الواسطي، عن موسى الطويل، عن أنس مثله. وفي إسناده موسى الطويل، وهو صاحب المناكير، كان يزعم أنه خادم أنس بن مالك. انظر تسمية من لقب بالطويل (ص92-93) . وأخرجه أحمد (3/155) عن هاشم بن القاسم، عن جَسْر، عن ثابت عن أنس بلفظ: ((طوبى لمن آمن بي ورآني)) ـ مرة ـ، ((وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَني)) ـ سبع مرار ـ. إسناده ضعيف من أجل جسر بن فرقد، وهو ضعيف. انظر الكامل لابن عدي (2/168-169) ، والميزان (1/398) ، واللسان (2/104-105) . وأخرجه أبو يعلى (6/119/ح3391) من طريق محتسب بن عبد الرحمن، عن ثابت به، ومحتسب هذا ضعيف أيضاً، ولكن يصلح في المتابعات، وقد تابعه جسر بن فرقد كما سبق، وقد حسن هذا الإسناد الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/67) . والحاصل أن الحديث باللفظ الذي أورده المصنف لم يثبت، وإنما الثابت بلفظ: ((طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يرَني)) . ولهذا اللفظ شواهد كثيرة لا يخلو كل طريق لها من مقال، وأحسنها حديث أبي عبد الرحمن الجهني عند أحمد (4/152) ، ومنها عن أبي سعيد الخدري، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وعبد الله بن بسر، وعبد الله بن عمر.

489 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر السُّكَّريّ، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن حسان السَّمْتيّ، حدثنا إسماعيل بن مجالد، حدثنا مجالد، عن الشعبي قال: ((إنَّ سُنّةً كانَتْ في الأَنْصَار؛ إذا ماتَ المُسْلِمُ لا يُدفَنُ حَتَّى [ل/106أ] يُقرَأَ عندَ رأسِه سُورةَ يس)) (¬1) . ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل مجالد بن سعيد، وقد تقدم أنه ضعيف، ولم أجد الأثر بهذا اللفظ. وذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (2/104) عن الشعبي أنه قال: "كانت الأنصار يستحبون أن يقرأوا عند الميت سورة البقرة". وعزاه إلى أبي بكر المروزي في "كتاب الجنائز". وانظر سبل السلام (2/91) . وذكر الشيخ الألباني أن ذلك من بدع الجنائز.

490 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكَتَّانيّ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1) السُّكَّريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ حمَّاد (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبِي (¬3) ، عَنْ شُعْبَةَ (¬4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِياد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ¬

(¬1) ابن محمد بن عيسى، أبو محمد، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: "شيخ نبيل". مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. العلل للداقطني (4/320) ، وتاريخ بغداد (10/351) ، وسير أعلام النبلاء (14/547) . (¬2) هكذا في المخطوط، وترجم له الخطيب فقال: أحمد بن نصر بن حماد بن عجلان، أبو جعفر البجلي الورّاق، وسمّاه عبيد الله بن عبد الرحمن السكري محمداً. قال الذهبي: "أتى بخبر منكر جدًّا"، مات سنة سبعين ومائتين في رمضان. تاريخ بغداد (5/180) ، واللسان (1/317) . (¬3) هو نصر بن حماد بن عجلان البجلي، أبو الحارث الوراق. قال ابن معين: "كذاب"، وقال البخاري: "يتكلمون فيه"، وقال مسلم: "ذاهب الحديث"، وقال النسائي: "ليس بثقة". وقال العقيلي، وأبو حاتم، والأزدي: "متروك الحديث"، وقال أبو زرعة: "لا يكتب حديثه"، وقال ابن عدي ـ بعد ما أورد ما أنكر عليه ـ: "وله غيرها عن شعبة كلها غير محفوظة، ومع ضعفه يكتب حديثه"، وقال ابن حبان: "كان من الحفاظ، ولكنه كان يخطئ كثيراً ويهم في الأسانيد حتى يأتي بالأشياء كأنها مقلوبة، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به إذا انفرد". قلت: اعتبر الحافظ ابن حجر قول ابن عدي وابن حبان فقال: "ضعيف"، مع أن الأئمة الآخرين ضعفوه جدًّا كما سبق، ويمكن توجيه ذلك أنه متروك فيما انفرد به من الروايات أو خالف فيها الناس، وأما ما لم ينفرد به فإنه يتقوى، وممن يكتب حديثه كما قال ابن عدي والله أعلم. التاريخ الصغير (2/294) ، والضعفاء الصغير (ص113) ، والكنى والأسماء (1/236) ، والضعفاء للعقيلي (4/300) ، والجرح والتعديل (8/470) ، والكامل لابن عدي (7/38-39) ، والمجروحين (3/54) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/158) ، والتهذيب (10/380) ، والتقريب (560/ت7109) . (¬4) هو ابن الحجاج.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ اللَّهَ ليسَ بتاركِ أحدٍ يومَ الْجُمُعَةِ إِلا غَفَر لَهُ)) (¬1) . 491 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّيْمُليّ بِالْكُوفَةِ، حدثنا علي ابن الْعَبَّاسِ المقانِعيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا عُبيد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الهَبَّاريّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنتِ عنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كنتِ عليَّ غَضْبَى، قَالَتْ: فقلتُ: مِنْ أينَ تعرفُ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا كنتِ عنِّي رَاضِيَةً فإنَّكِ تَقُوْلِين: لا، وربِّ محمّدٍ، وَإِذَا كنتِ غَضْبَى قلتِ: لا، وربِّ إبراهيمَ، قَالَتْ: فقلتُ: أَجَلْ، وَاللَّهِ يَا رسولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلا اسمَكَ)) . الْبُخَارِيُّ عن عبيد (¬3) ¬

(¬1) إسناده واهٍ من أجل نصر بن حماد، وقد تقدم ما فيه، واتهمه الأزدي بوضع هذا الحديث عن شعبة. وقال الذهبي: "أتى بخبر منكر جدًّا، قال: حدثنا أبي، حدثنا شعبة ... فذكره. وقال ابن حجر: "ومن أوابده عن شعبة ... فذكره. التهذيب (10/380) وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/159) . قلت: ويروى مثله من حديث أنس بن مالك مرفوعاً أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/109) عن عبد الملك ابن يحيى بن بكير، عن أبيه، عن مفضل بن فضالة، عن أبي عروة، عن أبي عمار، عنه به وزاد: "من المسلمين". قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/185) عن أنس. (¬2) هو الشيخ المحدث الصدوق علي بن العباس، أبو الحسن البجلي الكوفي، توفي سنة عشر وثلاثمائة. طبقات القراء لابن الجزري (1/547-548) ، وسير أعلام النبلاء (14/430-431) . (¬3) في الصحيح (5/2004/ح5228) كتاب النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن. وأخرجه مُسْلِمٍ (4/1890ح2439) كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة من طريق أبي أسامة به. وأخرجه البخاري في الموضع السابق، وفي (5/2257ح6078) كتاب الأدب، باب ما يجوز من الهجران لمن عصى، ومسلم في الموضع السابق من طريق عبدة، عن هشام به.

492 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى (¬1) في كتاب "التاريخ" قال: قال أبي عبدُ الرحمن (¬2) : ((كانَ أحمد بن صالح المصري يُكنَّى أبا جعفرٍ، وكان أبُوه صالحٌ جُنْدِياًّ من أهل طَبَرِسْتان من العَجَم، ووُلِدَ أحمدُ بْنُ صالح بمصرَ سنةَ تِسعِينَ ومِائَة، وتُوُفِّيَ بمصرَ يومَ الإِثْنَيْنِ لثَلاَثٍ خَلوْنَ مِنْ ذي القَعْدة سنةَ ثمانٍ وأَرْبَعِينَ [ل/106ب] ومِائَتَينِ، وكانَ حافظا للحَدِيثِ، وذكر أبو عبد الرحمن النَّسائيّ أحمد ابنَ صالح فَرَمَاه، وأساءَ الثَّنَاء عليه (¬3) ، وقال: حدثنا معاويةُ بنُ صالح قال: سمعتُ يحيى ابنَ مَعِين ¬

(¬1) أبو الحسن المصري الصدفي، المنجِّم الكبير، مصنف كتاب "الزيج الحاكمي"، له سماعات عالية. قال الذهبي: "عدّله القاضي محمد بن النعمان وقبله فلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ". وقال في "الميزان": "لا يحل الأخذ عنه، منجّم ساحر، وهو مصنّف الزيج الكبير". انظر اللسان (4/232-233) . مات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة في شوال. سير أعلام النبلاء (17/109-110) . (¬2) هو الإمام الحافظ المتقن، أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن الإمام يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، الصَّدَفِيُّ، المصري، صاحب "تاريخ علماء مصر"، ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (15/578-579) . (¬3) قال محمد بن هارون بن حسان البرقي: "هذا الخراساني يتكلم في أحمد بن صالح، وحضرت مجلس أحمد بن صالح وطرده من مجلسه، فحمله ذلك على أن يتكلم فيه". انظر تاريخ بغداد (4/200) ، سير أعلام لنبلاء (12/167-168) .

يقول: أحمدُ بن صالح كذَّاب، يتفَلْسَف (¬1) ، قال أبي رحمه الله: ولم يكُنْ عندَنا أحمدُ ابن صالح رحمه الله بِحَمْدِ الله كَمَا قالَ، ولم تكُنْ آفتُهُ غيرَ الكِبْر)) (¬2) . 493 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَم ¬

(¬1) قلت: قال الذهبي: "ومن نادر ما شذّ به ابن معين ـ رحمه الله ـ كلامه في أحمد بن صالح حافظ مصر، فإنه تكلم فيه باجتهاده، وشاهد منه ما يليّنه باعتبار عدالته، لا باعتبار إتقانه، فإنه متقن ثبت، ولكن عليه مأخذ في تيه وبأو كان يتعاطاه، والله لا يحب كل مختال فخور، ولعله اطلع منه على حال في أيام شبيبة ابن صالح، فتاب منه أو بعضه، ثم شاخ ولزم الخير فلقيه البخاري والكبار واحتجوا به". سير أعلام النبلاء (11/82-83) . قال ابن عدي: "أحمد بن صالح من حفاظ الحديث، وخاصة لحديث الحجاز، ومن المشهورين بمعرفته، وحدّث عنه البخاري مع شدّة استقصائه، ومحمد بن يحيى، واعتمادهما عليه في كثير من حديث الحجاز وعلى معرفته". اهـ. الكامل (1/187) . وذهب ابن حبان إلى أن أحمد بن صالح الذي كذّبه ابن معين هو أحمد بن صالح الشّمومي حيث قال: "وكان أحمد ابن صالح في الحديث وحفظه، ومعرفة التاريخ، وأنساب المحدّثين عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أصحابنا بالعراق، ولكنه كان صِلفًا تيّاهاً، ولا يكاد يعرف أقدار من يختلف إليه، وكان يحسد علي ذلك، والذي روى معاوية ابن صالح عن يحيى بن معين: أن أحمد بن صالح كذّاب، فإن ذلك أحمد بن صالح الشمومي، شيخ كان بمكة يضع الحديث، سأل معاوية بن صالح عنه، فأما هذا فهو يقارب ابن معين في الحفظ والإتقان، وكان أحفظ لحديث مصر والحجاز من يحيى بن معين". الثقات (1/25-26) . وانظر سير أعلام النبلاء (11/82-83) ، (12/166) . (¬2) إسناده تالف فيه علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس لا يحل الأخذ عنه منجم ساحر، قاله الذهبي. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 04/201-202) ، عن أحمد العتيقي به، وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (1/344) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/165) ، وابن حجر في "التهذيب" (1/41) ، وفي "هدي الساري" (ص386) .

المُقرِئ العطَّار، أنشدنا أبو العباس بن عطاء الصُّوفي (¬1) : أناسٌ أمِنّاهم فنَمُّوْا حديثَنا فلما كَتَمْنا السرَّ عنهم تقَوَّلُوا فما حفِظُوا العهدَ الَّذي كانَ بينَنا ولا حِينَ هَمُّوا بالقَطِيعةِ أَجمَلُوا (¬2) 494 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شاهين، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن زُنْبور المكِّي قال: ((سأل أبي زُنْبُور بن أبي الأزهر مالكَ بنَ أنس ـ وأنا أسمع ـ عن رجلٍ أرضَعَتِ امْرأتُه غُلاماً وأرضَعَتْ سُرِّيَّتُه جارية، قال: اللِّقاح واحد)) (¬3) . آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلَّم تسليما. بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. [ل/107أ] ¬

(¬1) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأَدَمي، البغدادي الزاهد، العابد المتألِّه، تأثر بالحلاّج، وصحّح مذهبه فأُوذي بسببه، كان ينام في اليوم والليلة ساعتين، توفي في سنة تسع وثلاثمائة في ذي القعدة. حلية الأولياء (10/302-305) ، وتاريخ بغداد (5/26-30) ، وسير أعلام النبلاء (14/255-256) ، وطبقات الأولياء (59-61) . (¬2) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (10/269) ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/388 ـ في ترجمة أبي بكر ختن الجنيد بن محمد ـ) عن أبي الحسن بن مقسم قال: أنشدني أبو بكر ختن الجنيد قال: أنشدني الجنيد بن محمد: تحمل عظيم الذنب ممن تحبه وإن كنت مظلوما فقل: أنا ظالمُ قال: وأنشدني الجنيد: أناس أمناهم ... فذكر البيتين، إلا أنه قال في الشطر الأول من البيت الثاني: "ولم يحفظوا الودّ الذي كان بيننا ". (¬3) تقدم برقم (68) بهذا الإسناد والمتن.

في الأصل ما مثاله: بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل العالم الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة مفتي الأمة، سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد وصفي الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاد فتاه، والأشياخ العلماء؛ أبو الرضي أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم ابن أحمد الفيروزآبادي ومحمد بن محمد بن محمد البلخي الصوفيان، وأبو عمرو عثمان بن أبي بكر الإسفراييني، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي وولده أبو القاسم عيسى، وإسماعيل ابن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري كاتب هذا السماع وهذا خطه، وآخرون، وذلك في عشية يوم الخميس رابع عشر شوَّال من سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية. هذا المسطور فوق خطي هذا صحيح. وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل/107ب] وفي الأصل ما مثاله: سمع جميع هذا الجزء على القاضي الأجل الفقيه العالم جمال الدين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد رضي الله عنهم بقراءة الشيخ العالم الفاضل الثقة المتقن

الأمين زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري، الجماعة السادة القضاة الجُلَّة الفقهاء؛ السعيد الأمين نجيب الدين ولي أمر المؤمنين أبو علي الحسن، والعالم السعيد الأمين عماد الدين أبو البركات عبد الله، والرشيد العالم الزاهد الإمام أبو الفضل عبد العزيز بنو القاضي الفقيه النبيه الأعز أبي محمد عبد الوهاب ابن الشيخ الفقيه الإمام صدر الإسلام أبي الطاهر إسماعيل بن عوف الزهريون، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق ابن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن الفقيه العدل أبي طالب أحمد ابن عبد المولى، والقاضي عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الفقيه الإمام العالم جمال الدين أبي علي الحسين ابن عتيق بن رشيق، والرشيد أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي العطَّار، وأبو بكر محمد بن القاضي الفقيه الرشيد أبي الفضل عبد العزيز بن عوف، وعبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم التُّجِيبِيّ وهذا خطه، وذلك في شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بظاهر الإسكندرية، والحمد لله حق حمده، وصلواته على محمد نبيه محمد وآله وسلامه، وحسبنا الله ونعم الوكيل. [ل/108أ]

الجزء السابع

الجزء السابع من انتخاب شيخنا الأجل الإمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مفتي الأمة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري [ل/110بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم عونَك يا كريم أخبرنا الشيخ الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد -قراءة عليه وأنا أسمع- في الثالث من شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بجزيرة الرمل من ظاهر ثغر الإسكندرية حماه الله تعالى قال: أخبرنا الشيخ الإمام الفقيه الحافظ، العالم الزاهد، شيخ الإسلام، أوحد الأنام، جمال الحفاظ، صدر الدين، فخر الأئمة سيف السنة أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد ابن إبراهيم السِّلَفي الأَصْبَهانيّ رَضِيَ الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، 495 - حدثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد العَتِيْقيّ، أخبرنا أبو حفص عمر ابن أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن محمد، حدثنا أبو أحمد محمود بن غَيْلان قال: سمعت إسماعيل بن داود المِخْراقيّ يقول: سمعت مالكا يقول: ((أخذ ربيعةُ الرَّأْي بيدي ونحن في

الرَّحَبة فقال: وربِّ هذا المقامِ، ما رأيتُ عِراقيًّا تامَّ العَقْلِ)) (¬1) . 496 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو الحسين (¬2) علي بن محمد بن عبد الله بن سعيد العَسْكَريّ، حدثنا أحمد بن زكريا بن يحيى السَّاجيّ ومحمد بن أحمد بن حَمْدَان القُشَيْريّ وعلي بن محمد بن جعفر مولى بني هاشم (¬3) قالوا: [ل/111أ] حدثنا محمد بن زكريا (¬4) ، حدثنا ابن عائشة قال: قال بعض الحُكَماء: ((مَنْ أخذَ منَ العُلوم نُتَفَها، ومنَ الحِكَم طُرَفَها فقد أَحْرَزَ عُيونهَا وحاز مَكْنُونَها)) (¬5) . ¬

(¬1) تقدم برقم (70) بهذا الإسناد، وبلفظ يختلف، فراجع هناك. (¬2) هكذا في المخطوط، وفي "تاريخ بغداد" كناه الخطيب "أبا الحسن" المكبّر، وقد تقدم في الرواية رقم (208) . (¬3) لم يتبين لنا من هو، فلعله أبو الحسين المقرئ المالكي، يعرف بالشواربي، ولي القضاء بعكبرى، قال الخطيب: "سمعت التنوخي ذكر هذا الشواربي فأثنى عليه"اهـ. مات بعكبرى سنة أربعمائة. تاريخ بغداد (12/96) . (¬4) ابن دينار الغلاّبيّ، أبو جعفر الضبِّي، من أهل البصرة. ذكره أبو يعلى الخليلي مع موسى بن زكريا وقال: "حافظان صاحبا أخبار وأشعار، ولهما روايات كثيرة، لكنهما ضعيفان متكلم فيهما". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان صاحب حكايات وأخبار يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات؛ لأنه في بعض روايته عن المجاهيل بعض المناكير"، وقال ابن منده: "تكلم فيه"، وقال الدارقطني: "يضع الحديث". الضعفاء والمتروكون للدارقطني (رقم484) ، وسؤالات الحاكم (رقم206) ، والإرشاد (2/529) ، والثقات لابن حبان (9/154) ، واللسان (5/168) . (¬5) في إسناده أحمد بن زكريا الساجي، ومحمد بن أحمد بن حمدان القشيري، لم نقف لهما على ترجمة، ومحمد بن زكريا الغلابي متكلم فيه، والأثر أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/94) عن العتيقي به مثله.

497 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي (¬1) ، أخبرني فهد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم (¬2) ، حدثنا محمد بن زكريا (¬3) ، حدثنا ابن عائشة، عن أبيه قال: قال يحيى بن خالد البَرْمَكيّ (¬4) لابنه جعفر (¬5) : ((إن للعلم أرواحا وأجساما، فَخُذْ أرواحَه، ودَعْ أجسامَه)) (¬6) . 498 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي قال: سمعت أبا عُمر محمد بن عبد الواحِد الزَّاهد (¬7) يقول: ((كانَ أبو حَنِيفةَ إذَا سُئِلَ عن شَيْءٍ مِنَ اللُّغةِ ¬

(¬1) هو العسكري الذي تقدم في الذي قبله. (¬2) من شيوخ أبي نعيم، روى عنه في أماكن من "حلية الأولياء"، ولم أقف له على ترجمة. (¬3) هو الغلاَّبي. (¬4) هو يحيى بن خالد بن برمك الوزير الكبير، أبو علي الفارسي، من رجال الدهر حزماً ورأياً، وسياسة وعقلاً، وحذقاً بالتصرف، ضمه المهدي إلى ابنه الرشيد ليربِّيه ويثقِّفه، ويعرِّفه الأمور، فلما استخلف رفع قدره، ونوّه باسمه، وصيّر أولاده ملوكاً، وبالغ في تعظيمهم إلى الغاية مدة، مات سنة تسعين ومائة في سجن الرقة. سير أعلام النبلاء (9/89-91) . (¬5) هو الوزير الملك أبو الفضل جعفر بن الوزير الكبير أبي علي يحيى بن الوزير خالد بن برمك الفارسي. كان من ملاح زمانه، كان وسيماً أبيض جميلاً، فصيحًا مفوَّهاً، أديباًَ عذْبَ العبارة، حاتميَّ السخاء، وكان لعَّاباً غارقًا في لذات الدنيا، ولي نيابة دمشق، فقدمها في سنة ثمانين ومائة، قتله الرشيد سنة سبع وثمانين ومائة. سير أعلام النبلاء (9/59-71) . (¬6) في إسناده فهد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم، لم نقف له على ترجمة، ومحمد بن زكريا الغلابي تقدم ما فيه، ولم نجد الخبر فيما رجعنا إليه من المصادر. (¬7) هو العلاّمة الإمام الأوحد الزاهد، محمد بن عبد الواحد، أبو عمر البغدادي، المعروف بغلام ثعلب، لأنه كان لازمه في العربية فأكثر عنه إلى الغاية، كان مولده سنة إحدى وستين ومائتين، ومات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (2/356-359) ، وسير أعلام النبلاء (15/508-513) .

يقُولُ: إنَّها لَيْسَتْ مِنْ شَأْنِي ويَتَمَثَّلُ بهذه الأبياتِ: إنَّ أهلَ القِياس في كلِّ فَنٍّ ... عند أهلِ العُقولِ كالمِيْزانِ من تَحَلَّى بغير ما هو فيهِ ... فَضَحَتْه شَواهِدُ الامْتِحانِ وجَرَى في السِّباقِ جَرْيَ سَلِيْبٍ ... خَلَفَتْه الجِيَادُ يَوْمَ الرِّهانِ (¬1) 499 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا عبد الله بن مَرْوان (¬2) ، حدثنا أحمد ابن أبي طاهر قال: قال الجاحِظ في بعض كتبه: ((لا يَزَال المرءُ في فُسْحةٍ من عقلِه ما لم يَضَعْ كتابا يَعْرِضُ على النَّاسِ مَكْنُونَ جهلِه، ويَتَصَفَّحُ به إن أخطَأَ مَبْلغَ عقلِه)) (¬3) . 500 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي قال: سمعت أبي محمد بن عبد الله بن سعيد يقول: سمعت عَبْدَان القاضي يقول: سمعت نصر بن علي يقول: سمعت الأَصْمَعي يقول: سمعت [ل/111ب] أبا عمرو بن العَلاَء يقول: ((الإنسانُ في فُسْحةٍ من عقلِه وفي سَلاَمةٍ من أَفْواهِ النَّاسِ ما لم يَضَعْ كتابا أو يَقُلْ شِعراً)) (¬4) . ¬

(¬1) أخرج الخبر والأبيات الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/402) عن العتيقي به، وجاء عنده "إن هذا القياس ... " بدل "إن أهل القياس"، وهو أنسب، وجاء "سكيت" بدل "سليب". (¬2) هو عبد الله بن مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر، أبو حذيفة الفزاري، قال الخطيب: "كان ثقة". الثقات لابن حبان (8/350) ، وتاريخ بغداد (10/151) . (¬3) لم نجده في كتب الجاحظ المطبوعة. (¬4) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/283) . وذكره صديق حسن خان في "أبجد العلوم" (1/194) ، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/38) .

501 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرني أبي، عن أبيه قال: قال أحمد بن أبي طاهر: قال العَتَّابيّ (¬1) : ((من صَنَع كتابا فقدِ اسْتَشْرَف للمدح والذَّمّ، فإن أحسن فقدِ اسْتُهْدِف الحَسَد والغِيْبة، وإن أساء فقد تَعرَّض للشَّتْم واسْتُقْذِف بكلِّ لسانٍ)) (¬2) . 502 - أخبرنا أحمد، حدثنا علي قال: سمعت أبا عمر محمد بن عبد الواحد غُلام ثعلب يَحكي عن الكِنْديّ (¬3) أنه قال: ((مَنِ اتَّخَذ الحِكمة لِجاماً اتَّخَذَه النَّاسُ إِمَاماً)) (¬4) . ¬

(¬1) العتّابي نسبة إلى عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. وهوعبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز بن محمد بن أمية، الإمام الصدوق، المسند، أبو خالد القرشي، الأموي، كان من المعمّرين، مات سنة أربع وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد (10/452-453) ، واللباب (2/319) ، وسير أعلام النبلاء (13/382-383) . (¬2) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/283) عن العتيقي به مثله. وأورده صديق حسن خان في "أبجد العلوم" (1/194) ، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/38) . (¬3) هو يعقوب بن إسحاق بن الصبّاح، الكندي، الأشعثي، صاحب الكتب، من ولد الأشعث بن قيس أمير العرب، كان رأسًا في حكمة الأوائل، ومنطق اليونان، والهيئة والتنجيم والطب، وله باع طويل في الهندسة والموسيقى، كان يقال له فيلسوف العرب، وكان متَّهماً في دينه، بخيلاً، ساقط المروءة، وله نظم جيد، وبلاغة وتلامذة. طبقات الأطباء (1/206-214) ، والفهرست (ص255-261) ، وطبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل (ص73) ، وأخبار الحكماء للقفطي (ص240-247) ، سير أعلام النبلاء (12/337) . (¬4) إسناده صحيح، ولم نجد الأثر فيما رجعنا إليه من المصادر.

503 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا محمد بن أحمد بن موسى، وأبو طاهر ابن أبي عُبيدة، وأبي، قالوا: حدثنا إبراهيم بن محمد، أخبرني عمر بن شبة، عن الجاحظ قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((لسانُك يَقْتَضِيك ما عوّدتَهُ)) (¬1) . 504 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي قال: سمعت أبا رياش يقول: قال أبو الأسود الدِّيْليّ: ((ليسَ شيءٌ أَعَزُّ من العلْم؛ وذلك أنَّ الملوكَ حُكَّامٌ على النَّاس، والعُلماءُ حُكَّامٌ على الملوكِ)) (¬2) . 505 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا عبد الله بن جعفر النَّحويّ، حدثنا المبرِّد قال: قال بعض الحكماء: ((من أدَّب ولده صغيرا سُرَّ به كبيرا)) (¬3) . 506 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا إبراهيم بن جعفر بن حَمْدَان (¬4) [ل/112أ] ومحمد بن أحمد بن حمدان التُّسْتَريّ، قالا: ¬

(¬1) لم نجد الأثر، وفي إسناد المصنف جماعة لم نقف لهم على تراجم، وهم: محمد بن أحمد بن موسى، وأبو طاهر ابن أبي عُبيدة، وإبراهيم بن محمد. (¬2) لم نجده عند غير المصنف، وأبو رياش لم نجد له ترجمة. (¬3) تقدم برقم (208) بهذا الإسناد نفسه، وسياقه هناك أتم. (¬4) لعله إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمدان، أبو إسحاق المعروف بالباقرحي. قال الخطيب: "كتبنا عنه، وكان صدوقاً صحيح الكتاب حسن النقل جيّد الضبط، ومن أهل العلم والمعرفة بالأدب". كان مولده سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومات سنة عشر وأربعمائة. تاريخ بغداد (6/190) .

حدثنا الحَضْرَميّ (¬1) ، حدثنا محمد بن عُمر الكِنْديّ (¬2) ، حدثنا يحيى بن آدم وإسحاق بن منصور (¬3) ، عن جعفر الأحمر (¬4) ، عن ¬

(¬1) هو محمد بن عبد الله بن سليمان مطيّن. (¬2) هو محمد بن عمر بن الوليد الكندي، أبو جعفر الكوفي. وكتب عنه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال النسائي: "لا بأس به". وقال ابن حجر: "صدوق". مات سنة ست وخمسين ومائتين. الجرح والتعديل (8/22) ، والثقات (9/142) ، وتهذيب الكمال (26/196) ، والكاشف (2/206) ، والتهذيب (9/326) ، والتقريب (498/ت6176) . (¬3) هو السلولي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي، مات سنة سبع وستين ومائة. وثقه ابن معين، والعجلي، وزاد العجلي: "وكان فيه تشيع وقد كتبت عنه". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق تكلم فيه للتشيع، من التاسعة، مات سنة أربع ومائتين". الجرح والتعديل (2/234) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/220) ، وتهذيب الكمال (2/479) ، والتهذيب (1/219) ، والتقريب (103/ت385) . (¬4) هو جعفر بن زياد الأحمر الكوفي، وثقه ابن معين ـ في رواية محمد بن أبي شيبة والدوري ـ، ويعقوب بن سفيان، والعجلي، وعثمان بن أبي شيبة، وفي رواية الدارمي سئل ابن معين عنه فقال بيده، ولم يثبته، وقال أبو داود: "صدوق شيعي"، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال أبو زرعة: "صدوق"، وقال الدارقطني: "يعتبر به"، وقال أحمد: "كان يتشيع"، وقال أيضاً: "هو صالح الحديث". قلت: هو كثير الرواية عن الضعفاء، فلذلك ينزل عن درجة الثقة، وكان يتشيع، قال ابن عدي: "له أحاديث يرويها عنه غير أهل الكوفة غير ما ذكرته، وهو يروي شيئًا من الفضائل، وهو في جملة متشيعة الكوفة، وهو صالح في رواية الكوفيين". واختار الحافظ ابن حجر قول أبي داود فيه فقال: "صدوق يتشيع". العلل لأحمد (3/103، 161) ، والضعفاء للعقيلي (1/186) ، والجرح والتعديل (2/480) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/268) ، والمجروحين (1/213) ، والكامل لابن عدي (2/141-142) ، وسؤالات البرقاني (رقم79) ، وتاريخ أسماء الثقات (ص55) ، وتهذيب الكمال (5/38-40) ، ومن تكلم فيه (ص59) ، والتهذيب (2/79) ، والتقريب (140/ت940) .

عَوْف ابن قَيس (¬1) في قوله: (( {وَجَعَلَنِيْ مُبَارَكاً أَيْنَمَا كُنْتُ} (¬2) ، قال: مُعلِّماً مُؤَدِّباً)) (¬3) ¬

(¬1) هكذا في المخطوط "عوف بن قيس"، ولم نجد ترجمته، وفي بعض مصادر التخريج "عمرو بن قيس"، ولكن جعفر الأحمر لم يذكر فيمن روى عن عمرو بن قيس، وإنما أبو خالد الأحمر. (¬2) الآية (31) من سورة مريم. (¬3) إسناده ضعيف، فيه من لم نقف له على ترجمة. أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدّثين بأصبهان" (2/15) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن النعمان ابن عبد السلام، عن أبي رجاء ـ وكان جليسا للنعمان ـ، عن أبي قبيصة، عن عمرو قيس به مثله. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/130 ـ في ترجمة عمرو بن شمر ـ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن ناجية، عن محمد ابن عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، عن جده يحيى بن أبي بكير، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي حفص: ((وَجَعَلَنِيْ مُبَارَكاً أَيْنَمَا كُنْتُ)) ، قال عيسى بن مريم قال: معلّماً ومؤدِّباً، ((وَحَنَاناً)) قال: رحمة، ((وَزَكَاةً)) قال: طاهراً من الذنوب. وفي إسناده عمرو بن شمر وهو متروك الحديث. ثم قال ابن عدي: حدثنا أبو سفيان مثله عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ الربيع بن خيثمة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا أيضاً غير محفوظ بهذا الإسناد. وأخرج الطبري في "تفسيره" (16/81) عن يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان ـ هو ابن عيينة ـ في قوله تعالى {وجعلني مباركا أينما كنت} قال: "معلِّماً للخير". وأخرج أبو خيثمة في "كتاب العلم" (ص12) ، والطبري في الموضع السابق، وابن أبي عاصم في "الزهد" (ص167) من طريق جرير ـ هو ابن عبد الحميد ـ، عن رجل، عن ليث ـ هو ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ـ، عَنْ مُجَاهِدٍ في قوله: فذكر الآية، قال: "معلِّماً للخير حيثما كنت". في إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وفيه أيضاً راوٍ مبهم. ويروى مرفوعا من حديث أبي هريرة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نفَّاعًا أينما اتَّجَهتُ)) . أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/25) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عثمان، عن الحسين بن عبد المجيب، عن شعيب ابن محمد الكوفي، عن هشيم بن بشير، عن يونس، عن الحسن، عنه به. قال أبو نعيم: غريب من حديث يونس تفرد به هشيم، وعنه شعيب.

507 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا أبو محمد بن خلاَّد الأرقط (¬1) قال: قيل لأبي عمرو بن العَلاء: ((أيحسُن بالشيخ أن يتعلَّم؟ قال: إن حسُن بالشيخ أن يَعِيش فإنه يحسُن به أن يتعلَّم)) (¬2) . 508 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا أبو محمد بن خلاَّد، حدثنا زكريا بن يحيى السَّاجيّ، حدثنا يحيى بن يونس (¬3) ، عن مُصْعَب الزُّبَيْريّ قال: قال أبي (¬4) : ((عليكَ بطلبِ العلمِ؛ فإنَّه إِنْ لم يكُنْ لكَ خُبْزٌ كان لك خُبزاً، وإن لم يكُنْ لك أُدْمٌ كان لك أُدْماً وكان لك جمالاً)) (¬5) . ¬

(¬1) هو الإمام الحافظ البارع، محدث العجم، أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاّد الفارسي، مصنف كتاب "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي"، وهو أول كتاب ألف في علوم الحديث، وقد روى هذا الكتاب الذهبي من طريق السلفي، عن الطيوري، بقي إلى بعد الخمسين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (16/73-75) . (¬2) أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/167) عن العتيقي به. وأورد الخطيب أيضاً آثارا أخرى بمعناه فراجعه فيه. وانظر جامع بيان العلم لابن عبد البر (ص588) . (¬3) هو يحيى بن يونس الشيرازي، أبو يوسف الفارسي، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/268) ، وذكر الحافظ ابن حجر أن له كتاب "المصابيح في الصحابة". الإصابة (5/390، 419) . (¬4) هو عبد الله بن مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الله بن الزبير، الأمير الكبير، أبو بكر الأسدي الزبيري. قال الذهبي: "كان جميلاً، سريًّا، محتشماً، فصيحاً مفوَّهاً، وافر الجلالة، محمود الولاية، كان يحبّه المهدي ويحترمه، جمع له الرشيد مع اليمن إمرة المدينة". مات سنة أربع وثمانين ومائة. سير أعلام النبلاء (8/517) . (¬5) إسناده حسن، ولم أجد الأثر فيما رجعت إليه من مصادر.

509 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا بكر بن دُرَيد يقول: ((من لم يُفِدْ بالعلم مَالاً كَسَبَ به جَمالاً)) ، والكلام لِبُزُرْجُمْهِرْ (¬1) . 510 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا أبو روق الهِزَّانيّ (¬2) من كتابه، قال: أنشدنا الرِّياشيّ: شِفَا العَمَى طولُ السُّؤَالِ وَإِنَّمَا يُطيلُ العَمَى طُولُ السُّكوتِ عَلَى الجهلِ وأيضَا: وإِنْ يَكُ قومٌ ليس عندَكَ خُبْرُهمْ فإنَّ سؤالا سوفَ يشفِيكَ فاسألِ (¬3) 1@اِئْتِ حمادَ بنَ زيدِ ... 511 ـ أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان التُّستَريّ، حدثنا أبو العَيْناء قال: ((رأيتُ عبد الله بنَ داود الخُرَيْبيّ فقلتُ: حدِّثْني، قال: عليكَ بالقرآن [ل/112ب] فتَعلَّمْه، قلتُ: قد قرأتُ فاستَقرِئْني، قال: اقرأْ وأَقْبِل عليَّ، فقرأتُ، قال: عليك بالفرائِض، قلتُ: قد تعلَّمتُ الصُّلْب، قال: أيُّما أقربُ إليك؛ أخوك ¬

(¬1) لم نجد الأثر فيما رجعنا إليه من المصادر. (¬2) هو أحمد بن محمد بن بكر الهِزَّاني البصري، الثقة المعمَّر، مسند البصرة، سمع سنة سبع وأربعين ومائتين وبعدها، وكان يتّجر بالكتب ويُعْنَى بجمعها وله يد طولى في اللغة والشعر، والأخبار، والعروض، ولم يكن في النحو بذلك الباهر، ومات في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (15/285-286) ، ومعرفة القراء الكبار (1/220) . (¬3) لم نجد البيتين فيما رجعنا إليه من المصادر.

أمِ ابْنُ أخيك؟ قلتُ: أخي ابنُ أبي وابنُ أخي ابنُ ابْنِ ابْنِ جدي، قال: عليك بالنَّحو، قلتُ: قد أصَبْتُ منه سَهْمًا، قال: فقول عمر بن الخطاب حينَ طُعِن: يا لَلْمسلمين؟ قلتُ: استغاثة وتَعَجُّباً، قال: مُتِّعْتُ بك، لو حدّثتُ اليومَ أحدا لحدَّثْتُك)) (¬1) . 512 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا محمد بن أحمد بن حَمْدان، حدثنا أبو العَيْناء، حدثنا الأصمَعيّ قال: ((دخلتُ علَى الرَّشِيد بعدَ غَيبةٍ فقال: كيفَ صبرتَ عنَّا؟ فقلتُ: ما أَلاَقَتْنِي أرضٌ بعدَ أميرِ المؤمِنِينَ، فَتَبَسَّم، فلمَّا خَرَجَ النّاسُ قال لي: ما مَعْنَى ألاَقَتْني؟ قُلْتُ: مَا اسْتَقرَّتْ بِيْ كَمَا قِيْلَ: فُلاَنٌ لا يُلِيق شيئا، أَيْ: لا يُدرِكُ شيئا مَعَه يَقَرّ، فقال: هذا حَسَنٌ، ولكنْ لا تُكلِّمْني بينَ يدَيِ النَّاس إلا بما أفهَمُه حتَّى أجدَ جوابَه، فإذا خلوتُ فقُلْ ما شِئْتَ؛ فإني أسألُك عَمَّا لا أعلَم، وإنَّه لَيَقْبُحُ بالسُّلطان أَنْ يَسمَعَ مَا لا يَدرِي؛ فإمَّا أن يسكتَ فيعلَمَ الناس أنَّه ما فَهِم، أو يُجيبَ بغيرِ الجوابِ فَيَتَحَقَّقَ عندَهم ذلك، ¬

(¬1) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/172) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (14/46) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/351) عن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وأبي الفرج أحمد بن عمر المعدّل، وأبي العلاء محمد ابن الحسن الوراق، عن أحمد بن كامل القاضي، عن أبي العيناء بأتم منه هنا. هذه الحكاية تدل على أن عبد الله بن داود الخريبي كان لا يحدث أي أحد، بل كان عسيرا في الرواية، قال ابن ماكولا: "كان الخريبي عسِراً في التحديث". الإكمال (3/286) .

فقلتُ: قد -واللهِ- أفادَني أميرُ المؤمنين من الأَدَب أكثرَ [ل/113أ] ممَّا أَفَدْتُه)) (¬1) . 513 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصَفَّار، حدثنا المُبَرِّد قال: قال الخليل (¬2) : ((ما في كُتُبِك رأسُ مالِك، وما في قلبِك للنَّفَقة)) (¬3) . 514 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا عبد الله بن مروان، حدثنا عَسَل بن ذَكْوَان، أخبرنا الخليل بن أسد، حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم القاضي (¬4) ، حدثنا أبو يوسف القاضِي (¬5) ، عن أبي كبيران قال: قال لي الشَّعْبيّ: ((لا تَدَعَنَّ شيئا (¬6) من العلم إلا لِتَفْقَه، فهو خيرٌ لك ¬

(¬1) ذكره القاضي أبو سعيد السيرافي في "أخبار النحويين" (ص49) عن أبي العباس محمد بن يزيد به. (¬2) هو ابن أحمد الفراهيدي. (¬3) أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/264) ، وفي "تقييد العلم" (ص140-141) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (ص375) من طريق أبي بكر بن الأنباري، عن أبيه قال: قال الخليل: ... فذكره، وأنشد: لَيْسَ بِعِلْمٍ مَا حَوَى الْقِمَطْرُ مَا الْعِلْمُ إلاَّ مَا وَعَاه الصَّدْرُ. (¬4) هو العجلي. (¬5) هو الإمام المجتهد، العلاّمة المحدّث، قاضي القضاة، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حُبيش بن سعد بن معاوية الأنصاري، الكوفي، كان مولده سنة ثلاث عشرة ومائة، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة. سير أعلام النبلاء (8/535-539) . (¬6) في المخطوط "شيء" وفوقها ضبة.

من موضِعِه من الصَّحيفة والدَّفْتَر؛ فإنَّك تحتاجُ إليه يوما ماَّ)) (¬1) . 515 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خلف الجُنْدِيْسَابُوريّ، حدثنا سعيد بن عثمان الأَهْوَازيّ (¬2) ، وأخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا محمد ابن إسحاق الأهْوَازيّ، حدثنا أحمد بن الحسن قالا: حدثنا أبو النُّعْمان عارِم قال: ((جاءَنِي عبدُ الله بنُ المبارك فقال: أَفِدْني عن حَمَّاد بن زيد فأفَدْتُه، فذهب إلى ـ يعني حمَّاد ـ ثم رجع إلي فقال لي: أيها الطالب علماً ... ائت حماد بن زيد فاقتبس حِلْماً وعِلْماً ... ثُمَّ قيّده بِقَيْدِ ثُمَّ قَيِّدْه بِقَيْدٍ ... ثُمَّ قَيِّدْه بِقَيْدِ (¬3) ¬

(¬1) لم نجد الأثر فيما اطلعنا عليه من المصادر. (¬2) هو سعيد بن عثمان بن بكر أبو سهل الأهوازي، نزيل بغداد، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: "صدوق حدّث ببغداد". سؤالات الحاكم (رقم107) ، وتاريخ بغداد (9/97) . (¬3) أخرجه البخاري ـ معلَّقًا ـ في "التاريخ الكبير" (3/25) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/179) عن عارم به، وليس عندهما ذكر القصة، وليس عند ابن أبي حاتم تكرار قوله "ثم قيده بقيد". وأخرجه العجلي في "معرفة الثقات" (1/319) عن أبيه، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/180) عن أبيه عن ابن الطباع، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/258) من طريق محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه كلهم عن ابن المبارك به من دون ذكر القصة مع شيء من الاختلاف في اللفظ. وأورده الذهبي عن ابن المبارك في "سير أعلا م النبلاء" (7/459) . وأخرج الخطيب في "الكفاية" (ص137) ، وفي "تاريخ بغداد" (6/29) من طريق أبي بكر الشافعي، عن إبراهيم الحربي قال: "جئت عارماً فطرح لي حصيراً على الباب وخرج، وقال: مرحباً، أيش خبرك؟ مارأيتك منذ مدة ـ وما كنت جئته قبلها ـ ثم قال لي: قال ابن المبارك: فذكر الأبيات ـ وفيه "فاستفد" مكان "فاقتبس" ـ وقال: والقيد بقيد، وجعل يشير بيده على أصبعه مراراً، فعلمت أنه اختلط". وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/268) عن أبي بكر الشافعي.

516 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا عبد الله بن مروان، حدثنا أحمد بن أبي طاهر، أخبرني سليمان بن سالم المَصَاحِفيّ (¬1) قال: قال الخليل بن أحمد: ((ما سمعتُ شيئا إلا كتبتُه، ولا كتبتُ شيئا إلا حفظتُه، ولا حفِظتُ شيئا إلا انْتَفعتُ به)) (¬2) . [ل/113ب] 517 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا عيسى بن حمدان، حدثنا القاسم بن كَيْسان قال: ((كان عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يُجالِس الناس، ويَنزِل مَقبَرةً، وكان لا يُرَى إلاَّ وفي يده كتاب، فسُئِل عن ذلك، فقال: لم أرَ واعظا أوعَظَ من قَبرٍ، ولا مُمْتِعاً أمتَعَ من كتاب، ولا شيئا أسلمَ من وَحْدةٍ، فقيل له: قد جاء في الوَحدة ما قد جاء، فقال: ما أفسده الجاهل، وأنشد: وما من كاتبٍ إلا ستَبْقَى ... كتابتُه وإن بلِيَتْ يدَاهُ ¬

(¬1) المصاحفي: بفتح الميم والصاد، وبعد الألف حاء مهملة مكسورة، نسبة إلى المصاحف. اللباب (3/218) . (¬2) أخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/354) بإسناده عن إسحاق بن راهويه نحوه من قوله. وانظر تهذيب الكمال (2/385) ، وسير أعلام النبلاء (11/373) . روي نحوه عن قتادة، ومكحول من قولهما، ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء (5/271، 436) .

فلا تنسَخْ بخطِّك غيرَ علمٍ ... يسُرُّك في العواقبِ أن ترَاهُ (¬1) 518 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أنشدنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد، أنشدني ثَعلب: نعم المؤَانِسُ والجليسُ كتابُ تزْهُو به إِنْ خَانَك الأَصحابُ لا مُفشِياً سِراًّ إذا اسْتَودعْتَهُ وتُفادُ منه حِكمةٌ وصوابُ (¬2) 519 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أنشدني أبو بكر الشَّيْطانيّ صاحب أبي بكر بن دُرَيد: إذا اعتلَلْتُ فكُتُب العلمِ تَشْفِينيْ فيها نَزَاهةُ أَلْحاظِيْ وتَزْيِيْنِيْ مَالَتْ علَيَّ تُعَزِّيْنِي وتُسْلِيْنِيْ ... إذا شكوتُ إليها الهمَّ من حَزَنٍ فَاقَ الصَّدِيقَ الَّذي بالوُدِّ يُصْفِيْنِيْ [ل/114أ] ... إِلْفِي وحِلْفي وأُنْسي حين يُؤْنِسُنِيْ حَسْبي الدفاترُ من دنيا قَنِعْتُ بها لا أبتَغِي بدَلاً منها ومن دِيْنِيْ (¬3) 520 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا إسماعيل بن محمد (¬4) ، حدثنا المبرِّد قال: قال المهلَّب بن أبي صُفرة: ((العيشُ كلُّه في الجليس الممتِع)) (¬5) . ¬

(¬1) في إسناده عيسى بن حمدان، والقاسم بن كيسان، لم أجد ترجمتهما، والأثر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) لم نجد البيتين فيما رجعنا إليه من مصادر. (¬3) لم نجد الأبيات فيما رجعنا إليه من مصادر. (¬4) هو الصفار. (¬5) ذكره المبرد في "الكامل" (1/308) .

521 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا إسماعيل، حدثنا المبرِّد قال: ((قيل للمهلَّب: ما خيرُ المَجَالس؟ قال: ما بعُد فيه مَدَى الطَّرْف، وكَثُرتْ فيه فائدةُ الجَلِيس)) (¬1) . 522 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا أبو عمر الزَّاهد، حدثنا ثَعلب، حدثنا الحِزَاميّ إبراهيم بن المنذر، عن موسى بن عُقبة قال: ((مُلاقاةُ الرجال تلقِيحٌ لألبابها)) (¬2) . 523 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا إسماعيل (¬3) ، حدثنا المبرِّد قال: ((سئل عبد الملك ابن مروان عن باقي لذَّتِه فقال: محادثةُ الإخوانِ في اللَّيالِي الفُتْر (¬4) على الكُثْبان العُفْر)) (¬5) . 524 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا إسماعيل الصفَّار، حدثنا المبرِّد قال: قال سليمان بن عبد الملك بن مروان: ((قد أكلْنا الطَّيِّب، ولَبِسْنا اللَّيِّن، ورَكِبْنا الفَارِه، وامْتَطَيْنا العَذْراء، فلم يَبْقَ من لذَّتِي إلا ¬

(¬1) ذكره المبرّد في "الكامل" (1/229) . (¬2) أخرجه المصنف في "المشيخة البغدادية" (ل19/أ) . (¬3) في المخطوط "حدثنا علي بن إسماعيل" وهو خطأ، انظر الروايات السابقة (520، 521، 524) . (¬4) في الكامل للمبرد "في الليالي القُمْر". (¬5) ذكره المبرد في "الكامل" (1/308) .

صديقٌ أَطْرَحُ فيما بينَه وبيني مُؤْنَةَ التَّحَفُّظ)) (¬1) . 525 - أخبرنا أحمد، أخبرتا علي، أخبرنا إسماعيل وأبو إسحاق الهُجيمي قالا: حدثنا المبرِّد قال: قال ابن عباس: ((لِجَليسي عَلَيَّ ثلاثُ خِلالٍ: أنْ أرمُقَه (¬2) بطرْفي إذا أَقْبَل، وأوَسِّعَ له إذا جَلَس، وأُصغِيَ له (¬3) إذا حدث)) (¬4) . 526 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، حدثنا القاضي [ل/114ب] أبو العباس محمد بن يحيى ابن حكيم التُّستَريّ، والقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرَّامَهُرْمُزيّ قالا: حدثنا أحمد ابن الصَّلْت، حدثنا أحمد بن يونس (¬5) ، حدثنا الفَزَاريّ (¬6) ، عن الأَوْزَاعيّ، عن مَكْحُول (¬7) قال: ((كانوا يقولون: في مُجالَسة النَّاس الزِّيادةُ في العلم، ¬

(¬1) ذكره المبرد في المصدر السابق. (¬2) في الكامل "أرميه". (¬3) في الكامل "إليه". (¬4) ذكره المبرد في المصدر السابق. وذكر المزي في "تهذيب الكمال" (10/507) عن سعيد بن العاص أنه قال: "لجليسي علي ثلاث خصال: إذا دنا رحَّبت به، وإذا جلس أوسعت له، وإذا حدّث أقبلت عليه". (¬5) هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي، اليربوعي. (¬6) هو أبو إسحاق الفزاري. (¬7) هو الشامي.

وفي العُزْلة السَّلامة في الدين)) (¬1) . 527 - أخبرنا أحمد، أخبرنا علي، أنشدني أبو محمد بن خلاَّد (¬2) ، أنشدنا محمد ابن القاسم (¬3) ، أنشدني الجاحظ لنفسه: يَطِيبُ العيشُ أن تَلْقَى حكيما غِذَاه العلمُ والنظَرُ المُصيبُ وفضلُ العلمِ يعرِفُهُ الأَدِيبُ ... فيكشِفُ عنكَ حَيْرةَ كلِّ جهلٍ سِقامُ الحِرصِ ليسَ لهُ شِفاءٌ وداءُ الجهلِ ليس له طَبيبُ (¬4) 528 - أخبرنا أحمد أخبرنا علي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بْنِ إِسْحَاقَ الدَّقِيقيّ (¬5) بتُسْتَر سنةَ اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَعْرُوفُ بِالْبَغْدَادِيِّ (¬6) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيينة، عَنْ ¬

(¬1) أخرجه أبو خيثمة في "كتاب العلم" (ص14) عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ به ولفظه: "إن لم يكن في مجالسة الناس ومخالطتهم خير فالعزلة أسلم". وهذا إسناد صحيح، وقد صرّح الوليد فيه بالتحديث. وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (5/162) عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز، عن مكحول. (¬2) هو الرامهرمزي. (¬3) هو أبو العيناء. (¬4) أخرج الأبيات الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/215) ، وفيه "غداه العلم والظن المصيب". (¬5) ذكره ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (2/599) وقال: "حدث عن الحسن بن علي بن عفان، حدث عنه الطبراني في "معجمه". (¬6) النجاحي، سكن مكة وحدث بها عن سفيان بن عيينة، روى عنه القاضي المحاملي، وإسماعيل بن العباس الوراق وغيرهما، وثّقه الخطيب. وقال النسائي: "أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، بغدادي يعرف بالنجاحي، سكن مكة". تاريخ بغداد (14/306) .

زِياد بْنِ عِلاقة، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: ((قَامَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى توَرَّمَت قَدَماه، فَقِيلَ لَهُ: يَا رسولَ اللَّهِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تقدَّم مِنْ ذنبِك وَمَا تأخَّر، قَالَ: أَفَلا أكونُ عَبْدًا شَكُورًا؟!)) (¬1) . 529 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَريّ المالِكيّ سَنَةَ ثَلاثٍ وسبعين وثلاثمائة، حدثنا عبد الله بن محمد بن [ل/115أ] عبد العزيز سنة عشر وثلاثمائة، حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مُنَيْعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيّان البَغَويّ، عَنْ مَالِكٍ (¬2) ، عَنْ هُشَيم (¬3) ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمارة بْنِ حَدِيد (¬4) أَنَّ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ¬

(¬1) في إسناد المصنف أبو بكر محمد بن أحمد بن إسحاق الدقيقي، لم نجد من وثقه، ولكن الحديث صحيح من طريق ابن عيينة كما يأتي. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/306) عن العتيقي بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4/1830) كتاب التفسير، باب قوله {لِيَغْفَِرَلَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيْمًاً} عن صدقة بن الفضل، ومسلم (4/2171) كتاب صفة القيامة، باب الإكثار من الأعمال والاجتهاد من العبادة عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة وابن نمير، ثلاثتهم عن ابن عيينة به. وأخرجه البخاري (1/380) كتاب الجمعة، باب قيام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الليل حتى ترم قدماه، وفي (5/2375) كتاب الرقاق، باب الصبر عن محارم الله من طريق مسعر، ومسلم في الموضع السابق من طريق أبي عوانة، كلاهما عن زياد بن علاقة به. (¬2) هو ابن أنس. (¬3) هو ابن بَشير. (¬4) هو عُمارة بن حديد البَجَلي، مجهول، تفرد العجلي بتوثيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" كما في التهذيب. قال ابن المديني: "لا أعلم أحداً روى عنه غير يعلى بن عطاء". وقال أبو حاتم: "مجهول". وقال أبو زرعة: "لا يعرف". وقال الذهبي: "لا يُدْرَى من هو". وقال ابن حجر: "مجهول من الثالثة". الجرح والتعديل (6/364) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/162) ، وتهذيب الكمال (21/236) ، والتهذيب (7/362) ، والتقريب (408/ت4841) .

قَالَ: ((اللهُمّ بارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِها)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ضعيف، وهو مرسل. رواه العتيقي في "فوائد الأبهري" (17/ح1) بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب في "موضّح الأوهام" (2/535) عن العتيقي، والقاضي أبي تمام الواسطي، عن محمد بن المظفر، وأبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (1/251) عن محمد بن الحسن بن الفتح الصفار، وعمر بن إبراهيم بن كثير المقرئ، وابن عدي في "الكامل" (7/137) كلهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ البغوي به مرسلاً. قال الخليلي: "هكذا مرسلاً، وإنما هو عن عمارة، عن صخر الغامدي". قلت: الرواية الموصولة التي ذكرها الخليلي أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/70/ح6883) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/405) من طريق محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، عن أحمد بن منيع، عن أبي الأحوص محمد ابن حيّان، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يعلى، عن عمارة، عن صخر الغامدي. قال الطبراني: "لم يروِ هذا عن مالك إلا أبو الأحوص، تفرد به أحمد بن منيع". قلت: وتفرد به عنه محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، قال عنه الدارقطني: "متروك"، وقال مرة: "ضعيف". وقال البرقاني: "بئس الرجل"، فالحمل عليه أولى. انظر الضعفاء والمتروكون (رقم488) ، وتاريخ بغداد (1/407) . قال الخطيب: "تفرد برواية هذا الحديث عن مالك أبو الأحوص البغوي، ولم يروِِه عن أحمد بن منيع موصولاً هكذا سوى محمد بن إبراهيم بن زياد، وأخطأ فيه، والصواب ما أخبرناه ... فساق بأسانيده إلى البغوي عن جده أحمد ابن منيع مرسلاً، وقال: وكان عبد الله بن محمد البغوي لا يحدّث بهذا الحديث إلا في كل سنة مرة واحدة". اهـ. ثم إن أحمد بن منيع لم يتفرد برواية هذا الحديث عن أبي الأحوص، عن مالك موصولاً، بل تابعه محمد بن بشر أخي خطاب، عن أبي الأحوص عن مالك به، أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/387) . وهناك وجه ثانٍ لرواية عبد الله بن محمد البغوي، عن أحمد بن منيع، عن أبي الأحوص به موصولاً، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/441) عن العتيقي، عن أبي محمد عبد الله بن الحسن الخلال، عن البغوي به. قال العتيقي: "هكذا حدّثناه الخلال إملاءً، وذكر فيه صخرًا الغامدي". وقال الخطيب: "قد وهم الخلال فيه؛ لأن أبا القاسم البغوي ما كان يذكر صخراً، وإنما ذكره محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي عن أحمد بن منيع". قلت: كلا، بل أصاب الخلال فيه، وقد تابعه على ذلك أبو القاسم بن حبابة، عن البغوي به، أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/319) بإسناد صحيح إليه، والخلال وابن حبابة ثقتان، فلا ينبغي طرح روايتهما. وإذا ثبت هذا، فمن المتفرد الحقيقي في هذا الحديث؟ للجواب عن هذا أورد ما قال الدارقطني في "الأفراد" ـ كما في "أطرافه" لابن طاهر (ل144/ب) : "غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن عمارة بن حديد، تفرد به أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ عن مالك". وقال الخليلي: وإنما رواه صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو من الأفراد، ومن حديث مالك تفرد به أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هُشَيْمٍ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حديد ـ من غير ذكر صخر ـ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأبو الأحوص ثقة، ولا يعرف لمالك عن الواسطيين غير هذا الحديث، رواه عن هشيم بن بشير، وهو أصغر من مالك، يروي عن مالك". قلت: في كلام الدارقطني هذا تحقيق دقيق غاية الدقة، يدل على تبصره بالعلل؛ لأن أبا الأحوص هو المتفرد حقيقة بهذا الحديث عن مالك كما رأيت، وأبو الأحوص ثقة، قال الخليلي: "بغدادي ثقة، كتب عنه أحمد بن منيع، وهو قرين أحمد، وثقه وأثنى عليه، يتفرد بحديث عن مالك، عن هشيم". الإرشاد (1/251) . والحاصل أن حديث أبي الأحوص عن مالك، عن هشيم روي موصولاً ومرسلاً، ولكن في سنده عمارة بن حديد، وقد تقدم أنه لم يوثقه غير العجلي وابن حبان، وقال غيرهما مجهول، ولم يعرف من روى عنه غير يعلى بن عطاء. هذا وقد روي الحديث أيضاً عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، وفيه زيادة: ((واجعل ذلك يوم خميسها)) . أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (1/158) ، وابن المقرئ في "المنتخب من غرائب أحاديث مالك" (ص80-81/ح27) من طريق عبد المنعم بن بشير، عن مالك به. قال الخليلي: "وهذا الخبر بهذا الإسناد لا أصل له عن مالك، ولا عن نافع". قلت: آفته عبد المنعم بن بشير أبو الخير الأنصاري، من أهل مصر، قال عنه عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: يا أبتِ، رأيت عبد المنعم بن بشير في السوق، فقال: "يا بنيّ، وذاك الكذّاب يعيش؟! ". وقال ابن عدي: "له أحاديث مناكير ... وعامة ما يرويه لا يتابع عليه"، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال"، وقال الخليلي: "وضَّاع على الأئمة"، وقال الحاكم: "روى عن مالك وعبد الله بن عمر الموضوعات". انظر الضعفاء للعقيلي (3/112) ، والكامل لابن عدي (5/237) ، والمجروحين (2/158) ، والإرشاد (1/158) ، والمدخل إلى الصحيح (ص177) ، واللسان (4/74) . وروي الحديث من وجه آخر عن مالك، أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/150) قال: أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن السري النهرواني، نا أبو بكر محمد بن جعفر العسكري، نا يوسف بن أحمد بن الحكم النصري ـ قدم علينا مجتازاً ـ، نا عبد الله بن مسلمة، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ قال: سألت ابن عمر عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا)) ، فقال: "في طلب العلم والصف الأول". وفي إسناده محمد بن جعفر العسكري، ذكره الخطيب ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً. تاريخ بغداد (2/146) . وحديث صخر الغامدي هذا أخرجه من غير طريق مالك ابن أبي شيبة (6/534) ، وأحمد (3/417، 431) ، وعلي ابن الجعد في "مسنده" (ص256) ، وأبو داود (3/35) كتاب الجهاد، باب في الابتكار في السفر عن سعيد بن منصور، والترمذي (3/517) كتاب البيوع، باب ما جاء في التبكير بالتجارة عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وابن ماجه (2/752) كتاب التجارات، باب ما يرجى من البركة في البكور، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، وابن حبان (11/62) من طريق قتيبة، كلهم عن هشيم به، وفيه: "وكان صخر رجلاً تاجراً، وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى، وكثر ماله". قال الترمذي: "حديث صخر الغامدي حديث حسن، ولا نعرف لصخر الْغَامِدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم غير هذا الحديث". وأخرجه علي بن الجعد في "مسنده" (ص256) ، والطيالسي (ص175) ، والدارمي (2/283) عن سعيد بن عامر، وأحمد (3/431) عن محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (5/258) من طريق خالد، وابن حبان (11/63) من طريق قتيبة، كلهم عن شعبة، عن يعلى به. وفي إسناده عمارة بن حديد، وهو مجهول، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد حسن الحديث الترمذي ـ كما تقدم ـ، وصححه ابن حبان، وضعفه ابن القطان، وابن الجوزي. وقال أبو حاتم: "لا أعلم في ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا)) حديثاً صحيحاً". العلل (2/268) . قلت: لعله يعني كل حديث بمفرده، وإلا فللحديث شواهد كثيرة عن جم غفير من الصحابة ـ وإن لم يخلُ كل منها من ضعف، إلا أنها بمجموعها تكتسب قوة ـ، وقد اعتنى الحافظ المنذري بجمع طرقه فبلغ نحوا ً من عشرين صحابيًّا، فلذلك ذكره الكتاني في "نظم المتناثر". وقال الحافظ ابن حجر: "منها ما يصح، ومنها ما لا يصح، وفيها الحسن والضعيف". وحسّنه أبو إسحاق الحويني أيضاً. انظر شواهد هذا الحديث في التلخيص الحبير (4/97) ، ومجمع الزائد (1/132) ، (4/61-62) ، و (8/194) ، ومصباح الزجاجة (3/28) ، والمقاصد الحسنة (ص90) ، وفوائد أبي عمرو السمرقندي (ص225-2230) . والحديث سيورده المصنف في (ل160/ب) .

530 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

إِبْرَاهِيمَ المَوْصِليّ (¬1) قَالَ: كنتُ بالشَّمَّاسِيّة (¬2) والمأمونُ يَجْرِي فِي الْحَلَبَةِ (¬3) ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ليحيى ابن أَكْثَمَ -وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى كَثْرَةِ النَّاسِ-: أَمَا تَرَى، أَمَا تَرَى؟ ثم قال (¬4) : حدثنا يوسفُ ابن ¬

(¬1) هو أحمد بن إبراهيم بن خالد، أبو علي الموصلي، نزيل بغداد، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي: "وثّق"، وقال ابن حجر: "صدوق". مات سنة ست وثلاثين ومائتين. الثقات لابن حبان (8/26) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص42) ، وتهذيب الكمال (1/245-246) ، والكاشف (1/189) ، والتهذيب (1/8) ، والتقريب (77/ت1) . (¬2) الشمّاسية ـ بفتح أوله وتشديد ثانيه، ثم سين مهملة ـ منسوبة إلى بعض شماسي النصارى، وهي مجاورة لدار الروم التي في أعلى مدينة بغداد، وإليها ينسب باب الشماسية، وهي أعلى من الرصافة. معجم البدان (3/361) . (¬3) الحلْبة – بالتسكين – خيل تجمع للسباق من كل أوب لا تخرج من موضع واحد، ولكن من كل حي. اللسان (1/332 ـ مادة "حلب") . (¬4) القائل هو أحمد بن إبراهيم الموصلي كما أفادت الرواية الآتية، ولكن وقع عند البيهقي في "شعب الإيمان" ما يفيد بأن القائل هو المأمون حيث جاء عنده: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ: كنا عند المأمون، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: فذكر الحديث ... قال: فصاح به المأمون: اسكت، أنا أعلم بالحديث منك، حدثنيه يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ ثابت، عن أنس، فذكره. قلت: ويمكن الجمع بأن أحمد بن إبراهيم الموصلي سمعه من يوسف بن عطية ـ بدون واسطة ـ، ومن المأمون أيضاً.

عَطيّة (¬1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أنَّ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الخلقُ كُلُّهم عِيالُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، فأَحَبُّ خلقِه إِلَيْهِ أنفعُهم لعِيالِه)) (¬2) ¬

(¬1) هو يوسف بن عطية بن ثابت الصفّار، أبو سهل البصري، مجمع على ضعفه، وهو متروك الحديث منكره. قال أبو حاتم والبخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن معين وأبو داود: "ليس بشيء"، وقال النسائي: "متروك الحديث، ليس بثقة"، وقال أبو زرعة والدارقطني: "ضعيف الحديث"، وقال الذهبي: "مجمع على ضعفه". تاريخ ابن معين (4/209 ـ الدوري ـ) ، وأحوال الرجال (ص118) ، والتاريخ الكبير (8/387) ، والتاريخ الصغير (2/223) ، وسؤالات الآجري (ص259) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص106) ، والضعفاء للعقيلي (4/455) ، والجرح والتعديل (9/226) ، والكامل لابن عدي (7/152-153) ، والمجروحين (3/134) ، وسؤالات البرقاني (ص73) ، والميزان (4/468) ، والتهذيب (11/367) ، والتقريب (611/ت7873) . (¬2) إسناده ضعيف جدًا من أجل يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك. أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص18-19) بهذا الإسناد والمتن. وأخرجه البزار (2/398/ح1949 ـ كشف الأستار ـ) ، وأبو يعلى (6/65، 106، 194/ح3315، 3370، 3478) ، والحارث بن أبي أسامة (2/857/ح911 ـ بغية الباحث ـ) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (ح87) ، وابن عدي في "الكامل" (7/153-154) ، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص36/ح24) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/42-43/ح7446، 7447) ، والعسكري في "الأمثال" ـ كما في "المقاصد الحسنة (ص201) ـ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (ح1306) كلهم من طريق يوسف بن عطية به. قال النووي -كما في كشف الخفا (1/457) : "هو حديث ضعيف؛ لأن فيه يوسف بن عطية، ضعيف باتفاق الأئمة". وأورده الحافظ الذهبي في "الميزان" ضمن مناكيره. وقال الهيثمي: "رواه أبو يعلى، والبزار، وفيه يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك". مجمع الزوائد (8/191) . ويروى الحديث أيضاً عن ابن مسعود وأبي هريرة. أما حديث أبي هريرة فأخرجه الديلمي (2/ق137 ـ زهر الفردوس ـ) من طريق بشر بن رافع، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عنه بلفظ: "الخلق كلهم عيال الله، وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله، وأبغض الخلق إلى الله من ضنّ على عياله". وفي إسناده بشر بن رافع، وهو ضعيف وقد تفرد به. قال ابن معين: "حدّث بمناكير". قال أحمد: "ضعيف". وقال البخاري: "لا يتابع على حديثه". وقال النسائي: "ليس بالقوي". وقال ابن حبان: "يروي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أشياء موضوعة، يعرفها من لم يكن الحديث صناعته، كأن كان المتعمد لها". المجروحين (1/188) . وحديث ابن مسعود أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/86/ح10033) ، وفي "المعجم الأوسط" (5/356) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/238) ، وابن عدي في "الكامل" (6/341) ، والهيثم بن كليب في "مسنده" (2/419) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/43-44/ح7448، و7449) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/102) ، وفي "الترغيب والترهيب" (رقم138) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/333) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/519) ، من طريق موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عنه به. وفي إسناده موسى بن عمير، وهو القرشي، وقد تقدم أنه متروك، راجع ترجمته في الرواية رقم (121) . قال أبو نعيم: غريب من حديث الحكم، لم يروِه عنه إلا موسى بن عمير". وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح". قلت: وله طريق آخر أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/162) من طريق عثمان بن عبد الرحمن القرشي، عن حماد ابن أبي سليمان، عن شقيق، عنه بلفظ: "الخلق عيال الله، فأحب عياله ألطفهم بأهله". وإسناده ضعيف من أجل عثمان بن عبد الرحمن القرشي، قال عنه أبو حاتم: "ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به". وقال ابن عدي: "منكر الحديث"، وقال: "وهذه الأحاديث لعثمان التي ذكرتها عامتها لا يوافقه عليها الثقات، وله غير ما ذكرت، عامة ما يرويه مناكير، إما إسنادًا، وإما متناً". وقال ابن حجر المكي في "الفتاوى الحديثية" ـ كما في "كشف الخفا (2/458) ـ: "ورد من طرق كلها ضعيفة". وسيورد المصنف هذا الحديث في الرواية (رقم 940) بهذا الإسناد نفسه.

531 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ

إبراهيم (¬1) وشُجاع ابن مَخْلَد (¬2) قَالا: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ نَحْوَهُ (¬3) . 532 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله، حدثنا عبيد الله بْنُ عُمَرَ القوَارِيْريّ، حَدَّثَنَا حَرَميّ بْنُ عُمارة (¬4) ، حَدَّثَنَا شُعبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعيب (¬5) ، عَنْ أَبِيهِ (¬6) ، عَنْ جَدِّهِ (¬7) ((أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ¬

(¬1) هو الموصلي. (¬2) الفلاس، أبو الفضل البغوي، وثقه الأئمة: ابن معين، وأحمد، وأبو زرعة. وقال الحسين بن فهم، وابن قانع: "ثقة ثبت"، وقال الذهبي: "حجة خيّر". وأما الحافظ ابن حجر فنزّله غير منزلته فقال: "صدوق وهم في حديث واحد، رفعه وهو موقوف؛ فذكره بسببه العقيلي، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين". انظر الجرح والتعديل (4/379) ، والثقات لابن حبان (8/313) ، وتاريخ بغداد (9/252) ، وتهذيب الكمال (12/380) ، والكاشف (1/480) ، والتهذيب (4/274) ، والتقريب (264/ت2748) . (¬3) انظر ما قبله. (¬4) هو حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، العتكي، أبو روح البصري. قال ابن معين: "صدوق"، وقال أحمد: "كانت فيه غفلة"، وقال ابن حجر: "صدوق يهم، من التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين". تاريخ ابن معين (ص98 ـ رواية الدارمي ـ) ، والضعفاء للعقيلي (1/270) ، واللسان (7/195) ، والتهذيب (2/204) ، والتقريب (156/ت1178) . (¬5) ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق من الخامسة، مات سنة ثماني عشرة ومائة. التقريب (423/ت5050) . (¬6) هو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق ثبت سماعه من جدّه. التقريب (267/ت2806) . (¬7) هو عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي الجليل رضي الله عنه.

قَالَ لرجلٍ فِي حديثٍ ذَكَره: أنتَ ومالُك لأبيكَ)) (¬1) . 533 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا عبد الله، حدثنا عُبيد الله بن عمر والصَّلْت ابن مسعود (¬2) قالا: أخبرنا حمَّاد بن زيد، عن حبيب بن الشَّهيد، عن الحَسَن (¬3) قال: ((ثَمَن الجنة: لا إلهَ إِلا اللهُ)) (¬4) . 534 - أَخْبَرَنَا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن [ل/115ب] ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ النَّهْرَتِيْريّ (¬5) ، حَدَّثَنَا عِيسَى بنُ يونُس، ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل حَرَمِيّ بن عُمارة، وهو صدوق فيه غفلة، أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (20/ح4) بهذا الإسناد واللفظ، وقد تقدم تخريجه في الرواية رقم (261) . (¬2) هو الصلت بن مسعود بن طريف الجحدري، أبو بكر أو أبو محمد البصري القاضي، ثقة ربما وهم، كذا قال الحافظ ابن حجر، ولكن قال ابن عدي: "قد اعتبرت حديثه فلم أجد فيه ما يجوز أن أنكره عليه ... وهو عندي لا بأس به". انظر الكامل (4/82) ، وتهذيب الكمال (13/229-231) ، والتهذيب (4/383) ، والتقريب (277/2950) . (¬3) هو ابن أبي الحسن البصري. (¬4) إسٍناده صحيح، أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص26/رقم10) بهذا الإسناد والمتن. وأخرجه ابن أبي شيبة (7/199) عن ابن علية ومحمد بن عدي، وابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص172) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن أبيه، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/270) ، و (4/318) من طريق روح بن عبادة، كلهم عن حبيب بن الشهيد به. وروي الحديث عن أنس مرفوعاً، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (348) من طريق موسى بن إبراهيم، ثنا حماد بن زيد وعلي بن عاصم، عن حميد، عن أنس. وموسى بن إبراهيم هذا قال عنه ابن عدي: "شيخ مجهول، حدّث بالمناكير عن قوم ثقات، أو من لا بأس به، وهو بيّن الضعف على رواياته وحديثه". (¬5) ذكر ابن حبان الحسن بن أبي إسرائيل في "الثقات" ولم ينسبه، وقال: "يروي عن عبد الوهاب بن عطاء وأهل العراق، حدثنا عنه عبدان الجواليقي، مستقيم الحديث". الثقات (8/178) . ووقع في "معجم الصحابة" لابن قانع (2/139) ، وفي "تهذيب الكمال" (10/171 ـ في ترجمة سالم بن غيلان التجيبي ـ) "الحسن بن إِسْرَائِيلَ النَّهْرَتِيرِيُّ".

عَنِ المُعَلَّى بْنِ عِرْفان (¬1) ، عَنْ شَقِيق ابن سَلَمة، عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ((كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علي وَسَلَّمَ إِذَا شرِب مِنَ الإِنَاءِ يتَنَفَّس ثلاثةَ أَنْفَاسٍ، يحمَد اللَّهُ تَعَالَى فِي كلِّ نَفَس، ويشكُرُه فِي آخرهِنَّ)) (¬2) ¬

(¬1) هو الأسدي الكوفي، منكر الحديث، متروكه. قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال أبو زرعة: "منكر، واهي الحديث"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال الساجي، والحاكم والنقاش: "حدّث عن أبي وائل بمناكير"، ونسبه ابن عدي إلى الغلو في التشيع. تاريخ ابن معين (3/277 ـ الدوري ـ) ، والتاريخ الكبير (7/395) ، والضعفاء الصغير (ص110) ، والضعفاء للعقيلي (4/213) ، والجرح والتعديل (8/330) ، وسؤالات البرذعي (ص514) ، والمجروحين (3/16) ، والكامل لابن عدي (6/369) ، واللسان (6/64) . (¬2) إسناده ضعيف جدًّا من أجل المعلى بن عرفان، وهو منكر الحديث، وقد تفرد به. أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (27-28/ح12) بهذا الإسناد والمتن. وأخرجه البزار (ح2900 ـ كشف الأستار ـ) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/213) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/205) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص471) ، والهيثم بن كليب في "مسنده" (2/79-80) من طرق عن عيسى بن يونس به، واختصر البزار بذكر التنفس ثلاثاً، دون ذكر التحميد والشكر. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/117) من طريق معلى بن عرفان به. قال الهيثمي: "فيه المعلى بن عرفان وهو متروك". مجمع الزوائد (5/81) . وقال العقيلي: "وهذا يروى بغير هذا الإسناد بخلاف هذا اللفظ في معناه من طريق صالح". قلت: وهو حديث أبي هريرة الذي أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/465-466) من طريق عتيق ابن يعقوب، عن عبد العزيز بن محمد الداروردي، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عنه ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى الإناء إلى فيه سمّى، فإذا أخّره حمد الله، يفعل ذلك ثلاث مرات)) . قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن ابن عجلان إلا الداروردي، تفرد به عَتِيق بن يعقوب". وقال الهيثمي: "فيه عَتِيق بن يعقوب، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". مجمع الزوائد (5/81) . وقد حسّن إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/94) . قلت: وهو حديث ثابت من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، بدون ذكر التحميد، والذكر. أخرجه البخاري (5/2133) كتاب الأشربة، باب الشرب بنفسين أو ثلاثة، ومسلم (3/1602) كتاب الأشربة، باب كراهة التنفس في نفس الإناء، واستحباب التنفس ثلاثاً خارج الإناء، من طريق عزرة بن ثابت أنه قال: أخبرني ثمامة ابن عبد الله ـ هو ابن أنس ـ قال: ((إن أنساً يتنَفّس في الإناء مرتين أو ثلاثاً، وزعم أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كان يتنَفَّس ثلاثاً)) . وأخرجه مسلم في الموضع السابق من طريق أبي عصام، عَنْ أَنَسٍ قَالَ ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتنفّس في الشراب ثلاثاً، ويقول: "إنه أروى، وأبرأ وأمرأ"، قال أنس: فأنا أتنفس في الشراب ثلاثاً)) .

535 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد (¬1) ، حدثنا محمد بن الحُسَين الأُشْنانيّ (¬2) ، حدثنا إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ ابن بنتِ السُّدِّيّ (¬3) ، حدثنا عاصم بن حُميد أو رجلٌ، عن عاصم بن حُميد الحنَّاط (¬4) ، ¬

(¬1) هو أبو بكر الأبهري. (¬2) هو مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ، أبو جعفر الخثعمي الكوفي، ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين. قال الدارقطني: "ثقة مأمون". وقال الذهبي: "الإمام الحجة المحدّث". مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة. سؤالات السهمي (رقم15) ، وتاريخ بغداد (2/234-235) ، وسيرأعلام النبلاء (14/529) . (¬3) أبو محمد أو أبو إسحاق الكوفي، صدوق يخطئ، ورمي بالرفض، مات سنة خمس وأربعين ومائتين. انظر التاريخ الكبير (1/373) ، والجرح والتعديل (2/196) ، والكامل لابن عدي (1/325) ، والثقات لابن حبان (8/104) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/122) ، وتهذيب الكمال (3/211) ، والكاشف (1/250) ، والتهذيب (1/292) ، والتقريب (110/ت492) . (¬4) هو عاصم بن حميد الحنّاط الكوفي، وثقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: "شيخ". وقال أبو نعيم: "ما كان بالكوفة ممن يتشيع أوثق من من عاصم بن حميد الحناط"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق من السابعة". الجرح والتعديل (6/342) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص149) ، وتهذيب الكمال (13/482) ، والتهذيب (5/37) ، والتقريب (285/ت3057) .

عن ثابت بن أبي صَفِيَّة أبي حمزة الثُّمَاليّ (¬1) ، عن عبد الرحمن ابن جُندُب (¬2) ، عن كُمَيل بن زياد النَّخَعيّ قال: ((أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيدي فأخرجني إلى ناحية الجَبَّان (¬3) ، فلما أَصْحَر (¬4) جَلَس، ثم تَنَفَّس ثم قال: يا كميل ابن زِيَاد، القلوب أَوْعِية (¬5) ، خيرُها أَوْعَاها، احفَظْ عَنِّي ما أقول لك: النَّاس ثلاثةٌ؛ ¬

(¬1) في المخطوط تصحف إلى "اليماني" والتصويب من مصادر الترجمة والتخريج. وهو ثابت بن أبي صفية الثُّمالي ـ بضم المثلثة ـ أبو حمزة، واسم أبيه دينار، وقيل سعيد، الكوفي. ضعفه ابن معين، وأحمد، والنسائي جدًّا، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: "لين"، وزاد أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به". وقال الجوزجاني: "واهي الحديث"، وتركه حفص بن غياث، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال ابن عدي: "وضعفه بيّن على رواياته، وهو إلى الضعف أقرب"، وقال الحافظ ابن حجر: "ضعيف رافضي". الطبقات لابن سعد (6/364) ، والعلل لأحمد (3/96) ، أحوال الرجال (ص70) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص27) ، والضعفاء للعقيلي (1/172) ، والمجروحين (1/206) ، والكامل لابن عدي (2/93) ، وسؤالات البرقاني (ص19) ، وتهذيب الكمال (4/385) ، والكاشف (1/282) ، والتهذيب (2/7) ، والتقريب (132/ت818) . والثُّمالي: نسبة إلى ثُمالة، بطن من الأزد. اللباب (1/241) . (¬2) ذكره البخاري وسكت عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي: "مجهول". التاريخ الكبير (5/268) ، والثقات (7/69) ، واللسان (3/408) . (¬3) الجبان في الأصل الصحراء، وأهل الكوفة يسمون المقابر جبانة، كما يسميها أهل البصرة المقبرة. معجم البلدان (2/99-100) ، ومراصد الاطلاع (1/310) . (¬4) عند الخطيب والمزي "أصحرنا". (¬5) في رواية المزي "أربعة" بدل "أوعية".

فعالمٌ ربَّانِيٌّ، ومُتعلِّم على سبيل النَّجاة، وهَمَجٌ رِعاعٌ أتباعُ كلِّ نَاعِقٍ، يَمِيْلون مع كلِّ رِيحٍ، لم يَسْتضِيئُوا بنُور العلم، ولم يَلْجَأُوا إلى رُكن وَثِيقٍ، العلم خيرٌ من المال، العلم يحرُسُك وأنت تحرُس المال، والعلم (¬1) يَزْكُو على العمل والمال تنقُصه النَّفَقة (¬2) ، وصُحبة (¬3) العالم دين يُدَانُ به، تُكْسِبه (¬4) الطَّاعةَ في حياته وحميدَ (¬5) الأُحْدُوثة بعد وفاتِه، وصَنِيعة المال تَزُولُ بزَوَالِه، مات خُزَّان [ل/116أ] الأموال وهم أحياءٌ، والعلماء باقُون ما بقِيَ الدَّهرُ، أعيانُهم مفقودة وأمثالُهم في القلوب موجودةٌ، هَاهْ، إنَّ ههُنَا ـ وأشار إلى صدره ـ علما لو أصبتَ حَمَلةً (¬6) بل أصبتَ لَقِناً (¬7) لأهل الحق لا بصيرةَ له في حياتِه (¬8) ¬

(¬1) في المخطوط بدون واو العطف، استدركته من فوائد أبي بكر الأبهري. (¬2) في رواية الخطيب "العلم حاكم، والمال محكوم عليه"، وعند ابن الشجري "العالم حاكم، والمال محكوم عليه". (¬3) هكذا في المخطوط، وفي "فوائد الأبهري" "ومحبة العالم"، وكذا عند أبي نعيم، والمزي، والكلمتان متلازمتا المعنى. (¬4) في "فوائد الأبهري" "يكسبه" بالياء. (¬5) هكذا في المخطوط، وفي فوائد الأبهري "جميل". (¬6) في فوائد الأبهري "حمله". (¬7) زاد أبو نعيم، والخطيب، والذهبي: "غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على كتابه"، وعند الخطيب والذهبي: "وبنعمه على عباده"، وعند الذهبي: "منقاداً لأهل الحق ... ". (¬8) عند الخطيب: "إحيائه".

يَقْتَدِح الشَّكُّ في قلبه بأوّلِ عارضٍ من شُبْهة، لا ذا ولا ذا (¬1) ، فمن مَنْهوم باللَّذَّة (¬2) سلِسِ القِيَاد للشَّهَوات، أو مُغْرًى بجمع الأموال والادِّخار، لَيْسَا (¬3) من دُعاة الدين، أقرب شَبَهًا بهما الأنعامُ السَّائِمة، كذلك يموتُ العلم بموت حامِليه، اللهمَّ بَلَى، لن تخلُوَ الأرض مِنْ قائِمٍ بحُجّةٍ (¬4) لِكَيْلاَ تَبْطُلَ حُجَجُ الله عزَّ وجلَّ وبَيِّناتُه، أولئك الأَقَلُّون عَدَداً، الأَعْظَمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عزَّ وجلَّ عن حُجَجه حتَّى يردُّوها إلى نُظرائِهم ويزرَعُوها (¬5) في قلوب أَشْباهِهم، هجم بهم العلمُ على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استَوْعَر منه المُتْرَفون، وأنِسوا مما (¬6) استَوْحَش منه الجاهلون، صَحِبوا (¬7) الدنيا بأبدانٍ أرواحُها معلَّقةٌ بالمحلِّ الأعلى، أولئك خُلَفاء الله عزَّ وجلَّ في بلاده، والدُّعاةُ إلى دينِه، هاه هاه (¬8) شَوْقاً إلى رُؤيتِهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شِئْتَ فقُمْ)) (¬9) ¬

(¬1) عند الذهبي: "اللهم لا ذا ولا ذا"، وعند الخطيب: " ... ولا ذاك".. (¬2) عند الخطيب: "أو منهوماً باللذات". (¬3) عند الخطيب "ليس" بدون ألف الاثنين. (¬4) عند الخطيب والمزي: "من قائم لله بحججه". (¬5) في المخطوط: "يزرعونها"، والمثبت من "فوائد الأبهري" وغيره. (¬6) في المخطوط "وأنسوا منه ما"، والمثبت من "فوائد الأبهري". (¬7) عند الخطيب "صاحبوا". (¬8) في المخطوط "هاهاه"، والمثبت من "فوائد الأبهري" و"تذكرة الحفاظ". (¬9) إسناده ضعيف جدًّا فيه: - إسماعيل بن موسى الفزاري، وتقدم ما فيه. - والثمالي ضعيف رافضي، كما تقدم. - وعبد الرحمن بن جندب مجهول. والأثر أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص32-34/رقم16) ، ومن طريقه ابن الشجري في "الأمالي" (1/66) بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/79-80) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (24/220-222) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/11) من طريق محمد بن الحسين الخثعمي به. وأخرجه أبو نعيم في المصدر السابق، ومن طريقه أبو بكر الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/182-183) من طريق أبي نعيم ضِرَار بن صُرَد، عن عاصم بن حُميد به. ويروى من وجه آخر عن كميل بإسناد واهٍ، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/379) . قال الخطيب بعد إيراده لهذا الأثر في "الفقيه والمتفقه" (1/184) : "هذا الحديث من أحسن الأحاديث معنى، وأشرفها لفظاً، وتقسيم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الناس في أوله تقسيم في غاية الصحة، ونهاية السداد، لأن الإنسان لا يخلو من أحد الأقسام الثلاثة التي ذكرها مع كمال العقل، وإزاحة العلل، إما أن يكون عالماً، أو متعلِّماً، أو مُغفَّلاً للعلم وطلبه، ليس بعالم، ولا طالب له".

536 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا أبو كُرَيب، [ل/116ب] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إنَّ اللَّهَ لا يقبِض العلمَ انْتزاعاً يَنتَزِعه مِنَ النَّاس، وَلَكِنْ يقبِض الْعِلْمَ بقَبْض الْعُلَمَاءِ، حتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عالمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوساً جُهَّالاً فسُئِلوا فأفتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فضلُّوا وأضلُّوا)) (¬1) . 537 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو كُريب، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرحمن (¬2) ، حدثنا ¬

(¬1) إسناده صحيح، أخرجه الأبهري في "فوائده" بهذا الإسناد واللفظ، وقد تقدم برقم (9) من طريق هشام به. وسيرد في الرواية رقم (828) من طريق هشام بن عروة به. (¬2) هو ابن أبي ليلى القاضي.

عيسى ابن مُخْتَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيلى (¬1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ: ((ابدَأْ بِمَنْ تَعُول)) (¬2) ¬

(¬1) هو محمد بن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى. (¬2) إسناده حسن، فيه: - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيّئ الحفظ جدًّا، ولكن تابعه غير واحد من أصحاب أبي الزبير. - وأما أبو الزبير ـ وهو مدلس ـ فقد وقع التصريح منه بالسماع في بعض طرق الحديث، وبه انتفت آفة تدليسه. أخرج الحديث أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص41/ح25) بهذا الإسناد واللفظ. وأخرجه مسلم (2/692) كتاب الزكاة، باب الابتداء في النفقة بالنفس، ثم أهله ثم القرابة من طريق الليث بن سعد وأيوب، وابن خزيمة (4/102) ، من طريق أيوب، وابن حبان (8/134) من طريق ابن جريج، كلهم عن أبي الزبير بلفظ: ((أعتق رجل من بني عذرة عبداً له عن دُبر، فبلغ ذلك رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: ألك مال غيره؟ فقال: لا، فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم، فجاء بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فدفعها إليه، ثم قال: "ابدأ بنفسك، فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك فهكذا وهكذا، يقول: فبين يديك، وعن يمينك، وعن شمالك")) . واللفظ لليث.، وقد صرح كل من ابن جريج وأبي الزبير عند ابن حبان بالسماع. وأخرجه عبد بن حميد (ص309) من طريق عطاء عن جابر نحوه. فتابع عطاء أبا الزبير على هذا الحديث. وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري (2/518) كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ... إلخ، و (5/2048) كتاب النفقات، باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم (2/721) كتاب الزكاة، باب كراهية المسألة للناس من طريق قيس بن أبي حازم، كلاهما عنه بلفظ: ((خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول)) . واللفظ للبخاري. وأخرجه البخاري (5/2048) كتاب النفقات، باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، من طريق أبي صالح عنه نحوه، وفيه: ((واليد الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى)) . وفي الباب عن أبي أمامة، وحكيم بن حزام وغيرهما.

538 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو كُريب، حَدَّثَنَا قَبِيصة (¬1) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬2) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ: ((لا يموتَنَّ أحدُكم إلاَّ وَهُوَ يُحْسِن الظَّنَّ بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ)) (¬3) ¬

(¬1) هو قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السُّوَائي ـ بضم المهملة وتخفيف الواو ـ أبو عامر الكوفي، وثقه الأئمة؛ ابن معين، وأحمد، والعجلي، وأبو يعلى الخليلي، وابن حبان، إلا أنهم تكلموا في حديثه عن الثوري، وعلّلوا ذلك بأنه كان يسمع منه صغيراً، فكثرت مخالفاته، ولكن البخاري أكثر عنه، عن سفيان في صحيحه. أما الحافظ ابن حجر فقال: "صدوق ربما خالف، من التاسعة، مات سنة خمس عشرة ومائتين على الصحيح". الجرح والتعديل (7/127) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/214) ، والثقات لابن حبان (9/21) ، والإرشاد (2/572) ، والتعديل والتجريح (3/1067) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص193) ، وتاريخ بغداد (12/474) ، والتهذيب (8/312) ، والتقريب (453/ت5513) . (¬2) هو الثوري. (¬3) إسناده حسن، أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص58/ح54) بهذا الإسناد واللفظ. أما قبيصة فقد تابعه غير واحد من أصحاب الثوري وهم: - عبد الرحمن بن مهدي، أخرج حديثه مسلم (4/2206) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله عند الموت، عن أبي بكر بن نافع، عنه به. - ويحيى بن آدم، أخرج حديثه أحمد (3/293) . - وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، أخرجه أحمد (3/330) عنه به. - ومحمد بن كثير العبدي، أخرج حديثه ابن حبان (2/403) . - وحصين بن حفص الأصبهاني، أخرج حديثه تمام الرازي في "فوائده" (1/245) . ووافق سفيانَ عليه جريرُ بن عبد الحميد، وأبو معاوية، وعيسى بن يونس، أخرج حديثهم مسلم (4/2205-2206) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله عند الموت. كما وافق أبا سفيان عليه أبو الزبير، أخرج حديثَه مسلم في الموضع السابق. فالحديث صحيح ثابت، ولا أثر لكلامهم على رواية قبيصة عن الثوري، ولا على حديث أبي سفيان عن جابر، لأن كلاًّ منهما قد توبع، والله أعلم.

539 - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُريب، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا (¬1) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُميد (¬2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ [عَنْ عَائِشَةَ] (¬3) ((أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يأكُل الرُّطَب بالبِطِّيخ)) (¬4) . 540 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ ¬

(¬1) هو ابن عدي بن الصلت التيمي. (¬2) هو ابن عبد الرحمن الرؤاسي. (¬3) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، استدركته من "فوائد الأبهري"، و"السنن الكبرى" للنسائي. (¬4) إسناده صحيح، أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (59/ح57) بهذا الإسناد واللفظ. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/166) من طريق زكريا بن عدي به. وأخرجه أبو داود (4/310-311/ح3836) كتاب الأطعمة، باب الجمع بين اللونين في الأكل، والترمذي (3/183/ح1904) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب، وابن حبان في "الثقات" (9/7 -ترجمة الفضل بن سخيت ـ) من طريق هشام بن عروة به. وزاد أبو داود: ((نكسر حرّ هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحرّ هذا)) . وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، رواه بعضهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقد روى يزيد بن هارون عن عروة، عن عائشة هذا الحديث". قلت: وممن رواه مرسلاً داود الطائي، أخرج حديثه النسائي في "السنن الكبرى" (4/166) عن أحمد بن يحيى، عن إسحاق بن منصور، عنه به. وله شاهد صحيح من حديث أنس، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/112) من طريق جرير بن حازم، عن حميد، عنه ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يجمع بين البطيخ والرطب)) . وعزاه الحافظ ابن حجر إلى النسائي في "السنن الكبرى" وقال: "بسند صحيح".

مُوسَى (¬1) ، حَدَّثَنَا الحَسَن بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بكَّار (¬2) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الطُّفَيل (¬3) ، عَنِ ابْنِ عمران ابن حُصَيْنٍ (¬4) ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((النَّظَر إِلَى عليٍّ رَضِيَ الله ¬

(¬1) هو ابن بنت السدي. (¬2) وقع في المخطوط "بكار بن العباس"، وكذا في "فوائد الأبهري، والصواب ما أثبته، وهو العباس بن بكّار الضبّي البصري، منكر الحديث، وكذّبه الدارقطني. قال العقيلي: "الغالب على حديثه الوهم والمناكير"، وقال ابن عدي: "منكر الحديث عن الثقات وغيرهم"، وقال الدارقطني: "بصري كذّاب"، وقال ابن القيّم: "لا يحتج به". الضعفاء للعقيلي (3/363) ، والكامل لابن عدي (5/5) ، والضعفاء والمتروكون (رقم424) ، والعلل المتناهية (1/235) ، والمنار المنيف (ص146) ، واللسان (3/237) ، والكشف الحثيث (ص147) . (¬3) هكذا في المخطوط "خالد بن الطفيل"، وكذا في "فوائد الأبهري". ولعله وقع التصحيف من الأبهري، أو ممن قبله حيث إنني لم أجد راوياً بهذا الاسم، ولعل الصواب خالد بن طُلَيق، وهو خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي، قاضي البصرة، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم وسكتا عنه. وقال الدارقطني: "ليس بالقوي"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "من أهل الشام"، وقال الساجي: "صدوق يهم". التاريخ الكبير (3/156) ، والجرح والتعديل (3/337) ، والثقات لابن حبان (6/258) ، والضعفاء والمتروكون (ص246) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/246) ، واللسان (2/379) . (¬4) هو طُلَيْق بن محمد بن عمران بن الحصين الخزاعي، ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن عمران، وذكره البخاري فقال: "طُلَيق بن عمران" بدون "محمد" بينهما، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البرقاني: "قلت له ـ يعني الدارقطني ـ: طليق بن محمد عن عمران بن حصين؟ فقال: مرسل، وطليق لا يحتج به، ليس حديثه نيِّراً". وقال الذهبي: "وُثِّق"، وقال ابن حجر: "مقبول". الجرح والتعديل (4/499) ، والثقات لابن حبان (4/396) ، وسؤالات البرقاني (ص38) ، والكاشف (1/516) ، وتهذيب الكمال (13/461) ، والتهذيب (5/31) ، والتقريب (284/ت3046) .

عَنْهُ عِبادةٌ)) (¬1) . 541 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، [حدثنا محمد] (¬2) ، حدثنا محمد بن علي بن [ل/117أ] شقيق (¬3) قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو ¬

(¬1) إسناده واهٍ بمرة، فيه: - طليق بن محمد بن عمران الخزاعي، لم يوثقه غير ابن حبان والساجي، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول". - وخالد بن الطفيل لم أجد له ترجمة. وإن كان خالد بن طليق ـ كما يبدو ـ فلم يوثّقه غير ابن حبان، وقد ضعفه الدارقطني. - والعباس بن بكّار منكر الحديث، وكذّبه الدارقطني. - وابن بنت السدي، من غلاة الشيعة. والحديث أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص60/ح58) بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/109) من طريق عمران بن خالد بن طليق، والذهبي في "الميزان" (-في ترجمة هارون بن حاتم الكوفي-) من طريق العباس بن بكار، كلاهما عن خالد بن طليق به، وفيه قصة. قال الذهبي: "رواه يعقوب الفسوي، وهذا باطل في نقدي". وتعقبه العلائي فقال: "الحكم عليه بالبطلان فيه بعد، ولكنه كما قال الخطيب: غريب". مختصر استدراك الحافظ الذهبي على المستدرك لابن الملقّن (3/1505-1520) ، وانظر تنزيه الشريعة (1/382-383) . وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، وفيه عمران بن خالد الخزاعي، وهو ضعيف". مجمع الزوائد (9/119) . وجنح الشوكاني إلى تحسين الحديث بكثرة رواته وطرقه، وقد صرّح الكتاني في "نظم المتناثر" (ص243) بأنه ورد من رواية أحد عشر صحابيًّا بعدة طرق. قلت: أوردها كلها السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/342-346) ، وأكثرها الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص359-361) ، كلها بطرق واهية، لا ينتهض بها الحديث، فالصواب أن الحديث لم يثبت، بل هو باطل، قال ابن الجوزي بعد أن أورد الحديث من طرق عدة: "هذا حديث لا يصح من جميع طرقه". الموضوعات (1/358-363) . وقد حكم عليه بالوضع أيضا الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (ص 863ح5992) ، وقبله الشيخ المعلّمي، انظر في تعليقاته على الفوائد المجموعة. (¬2) ما بين المعقوفتين ساقط من المخطوط، وهو الأشناني، واستدركته من "فوائد الأبهري"، وقارن بينه، وبين الإسناد التالي. (¬3) هو محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي.

حمزة (¬1) ، عن جابر (¬2) عن عبد الله بن نُجيّ (¬3) قال: سمعتُ عليا رضي الله عنه يقول: ((إذا ادَّعى الرَّجُل أخا أو أختا وأنكره الآخرون (¬4) ورَّثْتُه من نصيبِ الَّذي ادَّعاه ولم أُوَرِّثْه من نصيبِ الَّذي أنكَرَ (¬5) ، وإذا مات الذي ادُّعِي ورَّثْتُ الذي ادَّعَاه (¬6)) ) (¬7) . 542 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا محمد قال: سمعت أبي يقول: قال عبد الله (¬8) : ((كان يُعْجِبُني مجالسةُ سُفيانَ (¬9) ، إنْ شِئْتُ رأيتُه مصلِّياً (¬10) ، وإن شِئْتُ رأيتُه في الزُّهد، ¬

(¬1) هو محمد بن ميمون المروزي، أبو حمزة السكري. (¬2) هو جابر بن يزيد الجعفي، ضعيف رافضي. ووقع في المخطوط "جابر بن عبد الله"، والتصويب من فوائد "الأبهري". (¬3) وقع في المخطوط "جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ يحيى"، وفوق كلمة "عن" ضبة، وبعد كلمة "يحيى" صح، والتصويب من "فوائد الأبهري". وهو عبد الله بن نُجَيّ ـ بنون وجيم، مصغّر ـ، ابن سلمة الحضرمي الكوفي، أبو لقمان، صدوق، من الثالثة. التقريب (326/ت3664) . (¬4) في فوائد الأبهري "الآخر". (¬5) في فوائد الأبهري "أنكره". (¬6) فيه "ادّعى". (¬7) إسناده ضعيف من أجل جابر الجعفي، وهو ضعيف. أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص61/رقم59) بهذا الإسناد مع اختلاف يسير نبّهت عليه. (¬8) هو ابن المبارك. (¬9) هو الثوري. (¬10) يعني الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، كما يبيّنه رواية أبي نعيم الآتية.

وإن شِئْتُ رأيتُه في غامِض الفقه)) (¬1) . 543 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا محمد بن عُبيد المُحَارِبيّ، حدثنا علي بن مُسهِر، عن الأعمش، عن إبراهيم التَّيمِي، عن الحارث بن سُويد، عن عبد الله (¬2) قال: ((هذا الأمَد (¬3) ، وهذا الأجَل، وهذا الهرَم، وهذه الحُتُوف شارعةٌ (¬4) إليه دون الهرَم، فأيُّها سبق إليه أخذه، فإن أخطأتْه جاءه الهرَم حتى يقتلَه)) (¬5) . 544 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو كُريب، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ بُرَيد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الحَوْراء قَالَ: ((قِيلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا حفِظْتَ عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: حفِظتُ مِنْهُ: دَعْ مَا يَرِيبُك إِلَى مَا لا يَرِيبُك؛ فَإِنَّ ¬

(¬1) إسناده صحيح، أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص61/رقم60) بهذا الإسناد واللفظ. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/358) عن أحمد بن إسحاق، عن أبي العباس الحمّال، عن الحسن بن هارون النيسابوري قال: سمعت ابن المبارك يقول: فذكر نحوه، وقال "الورع" مكان "الزهد"، وفي آخره "رأيته غائصًا في الفقه". وزاد في آخره: "فأما مجلس أتيته فلا أعلم أنهم صلّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حتى قاموا عن شغب ـ يعني مجلس أبي حنيفة وأصحابه ـ". (¬2) هو ابن مسعود رضي الله عنه. (¬3) هكذا في المخطوط وعليه علامة التصحيح (صح) ، وفي فوائد الأبهري "الأمل" بدلاً منه. (¬4) في فوائد الأبهري "سارعة" بالسين المهملة. (¬5) إسناده حسن، محمد بن عبيد المحاربي صدوق. أخرجه أبو بكر الأبهري في فوائده (ص61/رقم (61) بهذا الإسناد.

الصِّدقَ طُمأنينةٌ، وَإِنَّ الكذِب رِيْبَةٌ، قَالَ: وتناولتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقة فوضعتُها في فِيَّ [ل/117ب] فَأَدْخَلَ أُصْبُعه فأخرجَها فَأَلْقَاهَا عَلَى التَّمر، فَقِيلَ لَهُ: هَذِهِ التَّمْرَةُ لِهَذَا الصَّبيِّ، فَقَالَ: إِنَّا آلَ محمدٍ لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدقة، وَكَانَ يعلِّمنا هَذَا الدُّعاء: اللهمَّ اهْدِني فِيمَنْ هديتَ، وعافِني فِيمَنْ عافيتَ، وتَوَلَّني فِيمَنْ تولَّيتَ، وبارِكْ لِي فِيمَا أعطيتَ، وقِني شرَّ مَا قضيتَ، إِنَّكَ تَقضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لا يذِلّ مَنْ وَالَيتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ)) (¬1) . 545 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا محمد ـ يعني ابن علي ابن شَقيق ـ قال: سمعت أبي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: ((ولم أرَ أحدا أشدَّ بحثا للرجال من شُعبة، ولم أرَ أحدا أعقلَ من مالك، ولم أرَ أحدا أنصحَ لهذه الأمة من ابن المُبارك)) (¬2) ¬

(¬1) إسناده صحيح، أخرجه أبو بكر الأبهري في "فوائده" (ص62/ح62) بهذا الإسناد واللفظ. وأخرجه كاملاً عبد الرزاق (3/117-118) ـ ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/76) ـ عن الحسن ابن عمارة، وأحمد (1/200) عن يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وابن حبان (2/498-499) من طريق مؤمّل ابن إسماعيل، أربعتهم عن شعبة به، وفي لفظ ابن حبان اختلاف يسير. (¬2) وأخرجه أبو داود (2/253-254/ح 1420) كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر، والترمذي (1/289/ح 463) أبواب الوتر، باب ما جاء في القنوت في الوتر، والنسائي (3/248) كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الدعاء في الوتر، وابن ماجه (1/ 372/ح 1178) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في الوتر، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/75) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ به مختصراً على تعليم الدعاء. قال الترمذي: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء ... ولا نعرف عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في القنوت أحسن من هذا". وأخرجه الدارمي (1/451) من طريق شعبة، وأبي إسحاق، عن بريد به، وليس فيه قوله ((دع ما يريبك ... إلى قوله: وإن الكذب ريبة)) . وأخرجه الطيالسي (ص163) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/76) من طريق عفان، وابن خزيمة (4/59) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن شعبة به، مختصراً على قصة تمر الصدقة. وأخرجه الترمذي (4/668) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (3/239) ، و (8/327) من طريق ابن إدريس، وزاد الترمذي عن محمد بن جعفر، والدارمي (2/319) من طريق سعيد بن عامر، والحاكم (2/15) من طريق سعيد ابن عامر وعفان، ويزيد بن زريع، وفي (4/110) من طريق روح بن عبادة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/335) من طريق الطيالسي، كلهم عن شعبة، والحاكم 02/16) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبد الله النخعي، كلاهما ـ شعبة والحسن بن عبد الله النخعي ـ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ به مختصراً على الجزء الأول إلى قوله ((وإن الكذب ريبة)) ، واختصر بعضهم إلى قوله ((إلى ما لا يَرِيبُك)) . قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وأخرجه ابن خزيمة (4/59) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة به، سوى الدعاء. () إسناده صحيح، أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص63-64/رقم 65) بهذا الإسناد واللفظ. وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/262) من طريق عمرو بن عباس الأزدي، عن ابن مهدي نحوه، وقال: "تقشفاً" مكان "بحثاً للرجال". وأخرجه المصنف في "المشبخة البغدادية" (ل52/ب ـ نسخة آيا صوفيا ـ) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: "ما رأت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشدَّ تقشّفاً من شعبة، ولا أعقل من مالك بن أنس، ولا أنصح لهذه الأمة من عبد الله بن المبارك". وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (16/17) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (7/237) ، وابن حجر في "التهذيب" (5/336) عن محمد بن المثنى عنه به. وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/359) بإسناده عنه أنه قال: "ما رأيت أعقل من مالك، ولا رأيت أعلم من سفيان". وأخرج الجزء الثاني منه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/27) . وأورد الجزء الأخير منه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (4/136) .

546 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عُبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: قرأتُ في كتاب أبي قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: ((وُلد أبي سنةَ أربعٍ وستِّين ومائة، وكان يذكر موت المَهْدي (¬1) وهو غُلامٌ، ومات سنةَ إحدى وأربعين ومِائَتَين)) (¬2) . 547 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عُبيد الله قال: قرأت في كتاب أبي قال: أخبرني.... (¬3) الدلاَّل (¬4) قال: قال الأَصْمَعيّ: ((ستةٌ يُضْنِين (¬5) ¬

(¬1) هو الخليفة العباسي، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (192) ، وأنه مات سنة تسع وستين ومائة. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه ابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" (ص34) من طريق أبي مزاحم الخاقاني، عن عبد الله أنه قال: "سمعت أبي يقول: ولدت شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة". وفي (ص35) من طريق محمد بن العباس النحوي عن عبد الله مثله، وزاد: "قدمت بي أمي حاملاً من خراسان". وفي (ص496) من طريق الطبراني، عن عبد الله قال: "توفي أبي في يوم الجمعة ضحوة، ودفناه بعد العصر لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سن إحدى وأربعين". (¬3) هنا كلمة لم تتبين قراءتها وصورتها: "الخيا ... ". (¬4) لم أتبين من هو، وهناك من اسمه القاسم بن محمد بن حماد الدلال الفارسي، قال الدارقطني: "ضعيف". سؤالات الحاكم (ص132) . (¬5) في المخطوط "تضنين" بالتاء، وهو خطأ، ومعناها من الضنى وهو المرض. القاموس المحيط (ص1683) .

بل يقتُلْنَ؛ انتظارُ المائدة، ودَمْدَمة الخادم (¬1) ، والسِّراج المُظلِم، والوَكْفُ (¬2) من أول الليل إلى آخره، وخلافُ من تُحِبُّه، والنظَر إلى بَخِيل)) (¬3) . [ل/118أ] 548 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عُبيد الله، حدثني أبي عبدُ الرحمن بنُ محمد، حدثنا محمد ابن يزيد المبرِّد النَّحويّ، حدَّثني أبو عثمان المازِنيّ (¬4) قال: ((سُئِل علي بن موسى الرِّضَا (¬5) ؛ أيكلِّف الله العبادَ ما لا يُطِيقون؟ قال: هو أَعْدَل من ذلك، قال: فيستطيعون أن يفعَلوا ما يُريدون؟ قال: هم أَعْجَز من ذلك)) (¬6) . ¬

(¬1) أي غضبه. القاموس المحيط (ص1432- مادة دمدم -) . (¬2) الوَكْف: من وكف البيت بالمطر، ووَكَفت العين بالدمع، وأصل الوكف في اللغة الميل والجَوْر. لسان العرب مادة (وكف) . (¬3) انظر غرر الخصائص (ص287) ، وكتاب الثقلاء للعبودي (ص21) . (¬4) هو إمام العربية، أبو عثمان بكر بن محمد بن عدي، البصري، صاحب "التصريف". قال المبرّد: "لم يكن أحد بعد سيبويه أعلم بالنحو من المازني". وقال القاضي بكّار بن قتيبة: "ما رأيت نحويًّا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازني". مات سنة سبع وأربعين ومائتين، وقيل: سنة ثمانٍ. سير أعلام النلاء (9/270-272) . (¬5) هو الإمام السيد، أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين الهاشمي، العلوي المدني، وأمه نوبيّة اسمها سكينة، وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان، ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة، ومات بسنداباذ من طوس، لتسع بقين من رمضان سنة ثلاث ومائتين. سير أعلام النبلاء (9/387-393) . (¬6) أورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/391) عن المبرّد به مثله.

549 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد بن عَبْدِ اللَّهِ الأبهَريّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬2) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرة، عَنْ ثَابِتٍ (¬3) ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ((لَقَدْ رأيتُ إِبْرَاهِيمَ بنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكِيد بنَفَسِه (¬4) بينَ يدَيْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدمعَتْ عينَا رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: تدمَع العينُ ويحزَن الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يُرْضِي ربَّنا عزَّ وجلَّ، واللهِ، إِنَّا بِكَ يَا إبراهيمُ لَمَحْزونون)) (¬5) . 550 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن المُطَّلِب بالكوفة يقول: سمعت أبا الحُسَين رجاء بن يحيى الكاتب يقول: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا (¬6) بسَرَّ ¬

(¬1) هو البغوي. (¬2) هكذا في المخطوط، وفي فوائد الأبهري "شيبان بن أبي شيبة"، وهو الظاهر؛ لأن البغوي معروف بالرواية عن شيبان ابن أبي شيبة، وهو شيبان ين فروخ والله أعلم. (¬3) هو البناني. (¬4) أي يسوق بها، وقيل: معناه يقارب بها الموت. فتح الباري (3/174) . (¬5) إسناده صحيح، إن كان البغوي، روى عن عثمان بن أبي شيبة -كما هاهنا-، وحسن إن روى عن شيبان بن أبي شيبة -كما في "فوائد الأبهري"-. أخرجه الأبهري في "فوائده" (ص23-24/ح8) بهذا الإسناد واللفظ. وأخرجه البخاري ـ تعليقا ـ (1/439) كتاب الجنائز، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إنا بك لمحزونون ... إلخ، ومسلم (4/1807) كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك، من طريق سليمان بن المغيرة بأطول مما هنا. وأخرجه البخاري في الموضع نفسه من طريق قريش بن حيان، عن ثابت به بأطول منه. (¬6) هكذا في المخطوط، ولعل الصواب "علي بن محمد الرضا" وهو الذي تقدم في الرواية رقم (448)

من رأَى (¬1) يقول لرجل من الكُتَّاب: ((أَحسِنْ إلى من أسَاءَ إِلَيْكَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلاَ تُسِئْ إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ)) (¬2) . 551 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت [أحمد بن] (¬3) إسحاق ابن البهلول يقول: سمعت محمد بن زُنْبُور المكي يقول: سمعت أبا بكر بن [ل/118ب] عَيَّاش يقول: ((لا يُفيد تعبُّدُ المفْلِس؛ فإنه إذا اسْتَغْنَى رَجَع)) (¬4) . 552 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله الكوفي بها يقول: سمعت محمد ابن جعفر بن رَمِيس (¬5) بالقَصْر (¬6) يقول: سمعت عبد الله ¬

(¬1) هي مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة. وفيها لغات: سامراء ممدود، وسامرا مقصور، وسر من رأ مهموز الآخر، وسر من را مقصور الآخر. معجم البلدان (3/173) . (¬2) في إسناده أبو الحسين رجاء بن يحيى الكاتب، لم أجد ترجمته، ومحمد بن عبد الله بن المطلب متهم في روايته، والأثر لم أقف عليه عند غير المصنف. (¬3) ما بين المعقوفتين ليس في المخطوط، استدركته من مصادر الترجمة؛ ولأن محمد بن عبد الله بن المطلب لم يدرك إسحاق بن بهلول ـ وقد قال فيه: سمعت ـ حيث ولد الأول بعد وفاة الثاني بمدة، ولد سنة سبع وتسعين ومائتين، ومات ابن بهلول سنة اثنتين وخمسين ومائتين. ثم إن أحمد بن إسحاق بن بهلول ذكر فيمن رَوَوْا عن محمد بن زُنْبُور المكي، وليس أبوه منهم، وانظر أيضاً الرواية رقم (60) . (¬4) إسناده كسابقه، فيه محمد بن عبد الله بن المطلب، والأثر لم أجده فيما رجعت إليه من المصادر. (¬5) أبو بكر القصري، كان بغداديًّا، ثم نزل القصر وأقام بها إلى أن توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة. قال الدارقطني: "كان من الثقات". وقال هو عن نفسه: "بعت صف الحدّادين ببغداد بثلاثة آلاف دينار فأنفقتها كلها على الحديث". تاريخ بغداد (2/139) . (¬6) القَصْر هي مدينة على فرات الكوفة، بناها يزيد بن عمر بن هبيرة، فعرفت بقصر ابن هبيرة. معجم البلدان (4/365) .

بن أبي المودَّة الأَنْباريّ بمكة يقول: سمعت بشر بن الحارث (¬1) يقول: سمعت المعافَى بن عمران (¬2) يقول: سمعت سفيان الثَّوْريّ يقول: ((رِضَى المُتَجَنِّي غايةٌ لا تُدرَك)) (¬3) . 553 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن عبد الله بالكوفة يقول: سمعت عبد الله ابن محمد بن عُبيد التَّمِيميّ (¬4) يقول: سمعت أبا الفَيْض ذا النُّون بن إبراهيم الإِخْمِيميّ بمصر يقول: ((ثلاثةٌ موجودةٌ ¬

(¬1) هو الحافي. (¬2) هو الأزدي. (¬3) في إسناده عبد الله بن أبي المودة الأنباري ولم أقف له على ترجمة، وخولف في متنه كما يأتي. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/338) ـ ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/69) من طريق أبي العباس أحمد ابن محمد الخزاعي، عن بشر بن الحارث به بلفظ: "إرضاء الخلق غاية لا تدرك"، فخالف الخزاعيُّ عبدَ الله بن أبي المودة. وأخرج أبو نعيم (6/386) من طريق سليمان الشاذكوني، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سفيان الثوري قال: "رضى الناس غاية لا تدرك، وطلب الدنيا غاية لا تدرك". وأخرج أبو نعيم (9/122-123) من طريق يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان أن الشافعي قال لكل منهما: "رضى الناس غاية لا تدرك، وليس إلى السلامة من سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه"، واللفظ ليونس. وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (6/347) من طريق عبد الله بن داود قال: سمعت الأعمش يقول: "جواب الأحمق السكوت عنه"، قال الأعمش: "السكوت جواب، والتغافل يطفئ شرًّا كثيرًا، ورضى المتجنِّي غاية لا تدرك، واستعطاف المحبّ عون للظَّفَر، ومن غَضِبَ على من لا يقدر عليه طال حزنُه". (¬4) هو ابن أبي الدنيا.

وثلاثةٌ مفقودةٌ؛ العلمُ موجودٌ والعمل فيه مفقودٌ، والحُبّ موجود والصِّدْق فيه مفقودٌ، والعمل موجودٌ والإخلاصُ فيه مفقودٌ)) (¬1) . 554 - سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: سمعت محمد بن عبد الله بْنِ المطَّلِب يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن عُبيد اللَّهِ (¬2) التَمَّار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬3) ، حدثنا مَعْمَر (¬4) ، عن ابن طاووس (¬5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ حَلَف فَقَالَ: إنْ شاءَ اللهُ، لَمْ يَحْنَث)) (¬6) . 555 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يوسف بن أحمد الصَّيْدلانيّ (¬7) ب ¬

(¬1) أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (2/292) من طريق عبد الله بن المطّلب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عبيد التميمي من قوله. وأورده ابن الملقِّن في "طبقات الأولياء" (ص220) عن ذي النون المصري مثله. (¬2) هو أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التمار الذي تقدم في الرواية رقم (311) ، وهنا نسب إلى جده. (¬3) هو ابن همام الصنعاني. (¬4) هو ابن راشد الأزدي. (¬5) هو عَبْدِ اللَّهِ. (¬6) في إسناده أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّمَّارُ، وقد تقدم أنه غير ثقة. ومحمد بن عبد الله بن المطلب، وقد تقدم ما فيه. والحديث صحيح تقدم تخريجه في الرواية رقم (377) . (¬7) في المخطوط "الصيدناني" وقد سبق في الرواية (127) ، وفيها "الصيدلاني" كما أثبتّ، وسيأتي في الروايات (567، 568) الصيدناني، وعلى كل حال فهما نسبة إلى شيء واحد سواء، نسبة إلى بيع العقاقير والأدوية. انظر اللباب (2/253-254) .

مكة، حَدَّثَنَا أَبُو اليَسَع إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي الجَعْد [ل/119أ] المَصِّيْصِيّ (¬1) ، حدثنا يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم (¬2) قال: سمعت علي بن بَكَّار يقول: سمعت إبراهيم بن أدهَم يقول: اتّخِذ الله صاحبا وذَرِ الناس جانبَا (¬3) 556 - سمعت أبا الحَسَن (¬4) يقول: سمعت يوسف (¬5) بمكة يقول: ¬

(¬1) تقدم في الرواية رقم (34) . (¬2) هو المصّيصي. (¬3) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/10-11) من طريق يوسف بن سعيد بن مسلم به مثله، وفي أوله: "صحبت إبراهيم بن أدهم، وكثيرا ما كنت أسمعه يقول: يا أخي، ... فذكره. وأخرج ابن منده في "مسند إبراهيم بن أدهم" (ص48) من طريق العباس بن الوليد قال: بلغني أن إبراهيم بن أدهم دخل على أبي جعفر فقال: ما حالك؟ قال: نُرَقِّعُ دُنْيَانا بِإِفْسَادِ دِيْنِنَا فَلاَ دِيْنُنَا يَبْقَى ولا مَا نُرَقِّعُ فقال: اخرج عني، فخرج وهو يقول: اتَّخِذِ الله صاحِبًا وَدَعِ النَّاسَ جانبًا. وأورده الذهبي في "سير أعلام البنلاء" (7/392) عن علي بن بكّار قال: "كان إبراهيم من بني عِجْل، كريم الحسب، وإذا حصد ارتجز وقال: ... " فذكر مثله. وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (10/133) بإسناده عن مجاهد الصوفي من قوله مثله. وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/411) ، وفي "تعزية المسلم" (ص52) من طريق أبي سعيد بن الأعرابي، عن سلم بن عبد الله الخراساني قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "كفى بالله محبًّا، وبالقرآن مؤنسًا، وبالموت واعظًا، اتخذ الله صاحباً، ودع الناس جانبا". (¬4) هو العتيقي. (¬5) هو الصيدلاني أو الصيدناني.

سمعت أبا بكر ابن واضح (¬1) يقول: سمعت أبا مسعود أحمد بن الفُرات يقول: ((كان شيوخُنا يذكرون أشياءَ في الحفظ فأجمعوا أنَّه ليس شيءٌ أنفعَ من كَثْرة النَّظَر، وحفظُ اللَّيل غالبٌ (¬2) على حفظِ النَّهار، هذا أو معنَاه)) (¬3) . 557 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا يعقوب (¬4) بمكة يقول: سمعت أبا عبد الله محمد ابن إدريس القَزْوِينيّ يقول: سمعت حَجّاج بن حمزة الخُشَّابي (¬5) يقول: سمعت حُسَين بن علي الجُعْفيّ يقول: سمعت الأعمش يقول: ((ما رأيتُ أحدا من الفُقَهاء إلا وهو يَتَخَتَّم في يَسارِه)) (¬6) . ¬

(¬1) هو محمد بن علي بن العباس بن واضح، أبو بكر الفقيه النسائي، أخو عباس بن علي، سكن بغداد وحدّث بها، وثّقه محمد بن أحمد الصفّار، مات سنة إحدى وثلاثمائة. تاريخ بغداد (3/69) . (¬2) في المخطوط "غايب"، والمثبت من مصدر التخريج. (¬3) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/265) عن أحمد بن أبي جعفر القطيعي - وهو العتيقي – به. (¬4) هو الصيدلاني. (¬5) هو حجاج بن حمزة بن سويد العجلي الرازي. قال أبو زرعة: "شيخ مسلم صدوق". وقال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت أخي أبا محمد ـ يعني عبد الله بن الحسن ـ وذكر حجاج بن حمزة فقال: "أعرفه منذ ثلاثين أو أربعين سنة، ما أعرفه إلا يزداد خيرًا". الجرح والتعديل (3/158) . والخُشّاني: بضم الخاء وتشديد الشين المعجمة، وفي آخرها باء موحدة، نسبة إلى خُشّاب، قرية من قرى الرَّيّ. انظر اللباب (1/444) ، ومعجم البلدان (2/371) . (¬6) في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إدريس القزويني، وأبو يعقوب الصيدلاني، لم أجد ترجمتهما، والأثر لم أجد هكذا عن الأعمش، إلا أن أبا بكر بن أبي شيبة ذكر في باب من كان يتختم في يساره جماعة من الصحابة الذين كانوا يتختمون في يسارهم. انظر المصنف (6/196) .

558 - أنشدنا أحمد، أنشدنا أبو الحسن محمد بن سفيان بالكوفة، أنشدني الحسن ابن عبد الله النَّحْويّ: عليلٌ من مكانَيْنِ من الإفلاسِ والدَّيْنِ وفي هذَيْنِ لي شُغْلُ وحسبِيْ شُغْلُ هذَيْنِ (¬1) 559 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا الفضل الكوفي (¬2) يقول: سمعت [ل/119ب] أحمد بن سيف (¬3) يقول: سمعت الرَّبيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: ((ما رفعتُ أحدا فوقَ منزِلَتِه إلا وُضِع منِّي مقدارُ ما رفعتُ منه)) (¬4) . 560 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن جعفر النحوي بالكوفة، أنشدنا أبو بكر الشِّبْليّ ـ وما رأيتُ أزهدَ منه ـ هذه الأبيات: أَشَرُّ مِنَ الحقِّ بالحقِّ إِنَّنِي لَفي حقٍّ من حقِّ الحبيب أغيبُ حبيبٌ رآني حيثُ لا حيثُ كائنا ... ولا حيثُ غَيري لم يكُنْ فأُصيبُ ¬

(¬1) تقدم برقم (99) بهذا الإسناد نفسه. (¬2) هو عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري. (¬3) لعله أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بن سيف السلامي القضاعي، مات بدمشق سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. تكملة الإكمال (3/336) ، ومعجم البلدان (3/226) . (¬4) أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/146) من طريق أبي القاسم الزيّات، عن الربيع به مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (ص122) ، والبيهقي في "مناقب الشافعي" (2/190) من طريق علي ابن إسماعيل بن طباطبا العلوي، عن أبيه قال: سمعت الشافعي يقول: "ما أكرمت أحداً فوق مقداره إلا اتّضع من قدري عنده بمقدار ما أكرمته به".

فغِبْت بها عما هُناك أغيبُ ... وأَلْبَسَني أثوابَ نورٍ مِنَ الهُدَى كذا فَلْيَكُن من يَدَّعِي الحُبَّ صادقاً له شاهدُ عدلٍ وليسَ يَغِيبُ (¬1) 561 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التَّمِيميّ المؤدِّب، حدثنا محمد بن يحيى النَّدِيم، عن أبي العَيْناء، عن الأَصْمَعيّ قال: ((دخل أعرابيٌّ على الحَجَّاج، فجعل يَشْكُو إليه جَدْبَ السَّنة، فَبَيْنا هو يُفرِط في الشَّكْوَى إِذْ ضَرَطَ، فقال: أعزَّ اللهُ الأمير، وهو أيضا من مَصائِب هذه السَّنة، فضحِك منه الحَجَّاج فقال: نعم، إنَّ الضُّراط خلفَ الكِذْبة مثلُ المِتْرَس (¬2) خلفَ الباب، وأمر أنْ يُوْهَبَ له دراهمَ ويُخْلَع عليه خِلْعة (¬3)) ) (¬4) . 562 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم البَزَّاز (¬5) ، حدثنا سليمان بن أحمد المَلَطِيّ (¬6) ، حدثنا عبد الله بن حُميد [ل/120أ] بن البنَّا، ¬

(¬1) لم أجد الأبيات فيما رجعت إليه من المصادر. (¬2) المِتْرَس: خشبة توضع خلف الباب، فارسية: أي لا تخف معها. القاموس المحيط (ص688- مادة ترس -) . (¬3) خُلْعة المال وخِلْعته خياره، وسمي خيار المال خُلعة وخِلعة؛ لأنه يخلع قلب الناظر إليه. لسان العرب (8/79) . (¬4) أورد ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (ص148) : أن أعرابيًّا دخل على هشام بن عبد الملك، فذكر قصة نحوه. (¬5) هو ابن شاذان. (¬6) هو أبو أيوب سليمان بن أحمد بن يحيى بن عثمان بن أبي صلابة المَلَطِيّ من أهل المَلَطِيّة، وهي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان. الأنساب (5/380 – البارودي-) .

حدثنا أبو خَيْثَمة قال: سمعت سفيان ابن عيينة يقول: ((إذا كَتب الرَّجُلُ الحَدِيثَ وهو ابنُ ثلاثِينَ سنة سُمِّيَ تِيْر، وإذا كَتَبَ وهو ابنُ أربعين سنة سُمِّيَ تيرمَاه)) (¬1) . 563 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر البَزَّاز، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد ابن حمَّاد بن زُغْبة (¬2) قال: سمعت الرَّبيع بن سليمان يقول: سمعت الشَّافعيّ يقول: ((طَلَبُ العلم أفضلُ من صلاةِ النَّافِلة)) (¬3) . ¬

(¬1) أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/313) عن العتيقي به. قال الخطيب: "تِيْر" و"تيرماه" بالفارسية من أشد شهور القيظ حرًّا، وأثقلها على القلوب كرباً، وأراد سفيان بذلك أن طلب الحديث في الحداثة أسهل من أن يتركه الإنسان حتى يتكامل شبابه، ويدخل في الكهولة، ثم يبتدئ بطلبه في تلك الحال، فيكون بمثابة تيرماه في الثقل وَاللَّهُ أَعْلَمُ". (¬2) في المخطوط "عتبة" وهو تصحيف، والتصويب من تاريخ الإسلام. وهو محمد بن أحمد بن حماد بن زغبة، أبو عبد الله التجيبي، المصري، ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" (ص568/حوادث311-320) وقال: روى عن عمه عيسى بن حماد، وعنه المصريون، مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. (¬3) في إسناده محمد بن أحمد بن حماد التجيبي، لم أجد من وثّقه، ولكنه متابع. أخرجه ابن المظفر في "غرائب حديث مالك" (ص205-206) ، وعنه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/119) بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (ص97) عن الربيع به. وأخرجه أبو نعيم في الموضع السابق، والبيهقي في "المدخل" (ص310) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/30) ، وفي "الانتقاء" (ص84) ، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (ص113) ، وأبو الحسن الهكّاري في "اعتقاد الشافعي" (ص32 ـ ضمن مجموع ـ) من طرق عن الربيع بن سليمان به. وعند الهكاري "طلب الحديث" بدل "طلب العلم". وأورده الهروي في "ذم الكلام" (ص247) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/53) .

564 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد السراجي الرَّازيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حاتم (¬2) ، حدثنا أبو سعيد الأشَجّ، حدثنا حمُيد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسيّ، عن حسن بن صالح قال: ((سألتُ ـ أو سُئِل ـ جعفر بن محمد عليه السلام عن التكبير على الجنازة فقال: أربعا)) (¬3) . 565 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا حفص عمر بن محمد بن علي الزَيَّات يقول: سمعت جعفر بن محمد الفِرْيابيّ يقول: ((انْصَرفتُ من مجلِس عُبيد ِالله بن مُعاذ بالبصرة، وإذا بحَلْقَةٍ وجماعةٍ منَ النَّاس قِيامٍ، فنظرتُ فإذا شابٌّ مجنونٌ، فقيل لي: يا فَتَى، تُؤذِّن في أُذُنه، فقلتُ: أمسِكُوا يدَه ورِجْلَه، وأذَّنتُ في أُذُنِه، فلمَّا بلغتُ: أشهَد أن محمدا رسُولُ الله، قالَ لِيْ عَلَى لِسانِ الْمَجْنونِ بصوتٍ سَمِعَه (¬4) ¬

(¬1) وثقه البرقاني، وقال العتيقي: "كان ثقة أميناً مستوراً". مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (2/211) . (¬2) هو العلاّمة الحافظ عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، أبو محمد الرازي، ولد سنة أربعين ومائتين، أو إحدى وأربعين. قال الذهبي: "كان بحراً لا تكدّره الدِّلاء". مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بالريّ، وله بضع وثمانون سنة. سير أعلام النبلاء (13/263-269) . (¬3) إسناده صحيح، والأثر لم أجده، وتقدم مرفوعاً أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كبر على الجنازة أربعاً. انظر الرواية رقم (413) . (¬4) في المخطوط "سمعته" وعليها ضبة.

الحاضِرُونَ [ل/120ب] مَنْ يَشُوم محمد مُكواً (¬1) ـ يعني أنا أَنْصرِف ولا تذكُرْ محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ)) (¬2) . 566 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمر بْنِ حيُّوْيَه، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ العَلاَّف النحوي المعروف بالمحرِّف، حدثنا أبو عمر الدُّوْريّ، حدثنا علي بن قُدامة الجَزَريّ، عن مُجاشِع ابن عَمْرٍو، عَنْ ميسرةَ بْنِ عبدِ ربِّه، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس: (( {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوْهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوْهٌ} (¬3) فَأَمَّا الَّذِينَ اسْودَّتْ وجوهُهم فأهلُ البِدَع وَالأَهْوَاءِ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابيَضَّتْ وجوهُهم فأهلُ السُّنّة والجماعة)) (¬4) . 567 - سمعت أحمد يقول: سمعت يوسف بن أحمد الصَّيْدَنانيّ بمكة يقول: سمعت أبا عبد الله (¬5) جعفر بن محمد الطُّوْسي صهرَ الصائغ يقول: سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ يقول: ((سألني همام شِرَى (¬6) هاوُن، فأتيتُ (¬7) بهاوُن فجعل يقرأ عليَّ، فأقول له: زِدْني ¬

(¬1) في هامش المخطوط: كذا. (¬2) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/201) عن الحسن بن محمد الخلال والعتيقي، عن أبي حفص الزيات به. (¬3) جزء من الآية (106) من سورة آل عمران. (¬4) تقدم الأثر برقم (129) بهذا الإسناد. (¬5) هكذا كناه هنا "أبو عبد الله"، وفي "تاريخ بغداد" "أبو محمد"، وكذا في مصادر ترجمته. (¬6) في تاريخ بغداد "شراء". (¬7) في تاريخ بغداد "فأتيته".

فيقول: أَذَلَّني الهاون)) (¬1) . 568 - سمعت أحمد يقول: سمعت يوسف بن أحمد الصَّيْدَنانيّ يقول: سمعت إسماعيل بن أبي الجَعْد المِصِّيْصيّ يقول: سمعت عبّاس البَيْرُوتيّ يقول: سمعت أبي (¬2) يقول: ((سُئِل الأوزاعي عن البُلْه (¬3) ، قال: الأَعْمَى عَنِ الشَّرِّ البَصِيرُ بِالخَيْر)) (¬4) . 569 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أحمد (¬5) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

(¬1) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/39) عن العتيقي به. قال الخطيب: "كذا قال لنا العتيقي: همام، وأحسبه أبا همام فالله أَعْلَمُ". (¬2) هو الوليد بن مزيد البيروتي، تلميذ الأوزاعي. (¬3) هكذا في المخطوط، وعند البيهقي في "شعب الإيمان" "الأبله" بالإفراد، وهو المناسب للجواب. (¬4) في إسناده إسماعيل بن أبي الجعد، ويوسف بن أحمد الصيدناني، ولم أهتدِ لترجمتهما. أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/126) من طريق إبراهيم بن فراس المالكي، عن عبد الله بن الجارود النيسابوري، عن العباس بن الوليد به ـ وتصحف العباس فيه إلى عبد الله ـ. وأخرج أيضاً من طريق إبراهيم بن فراس، عن القاسم بن الحسن بن زيد صاحب سهل بن عبد الله -يعني التستري- يقول: أظنه عن سهل في تفسير الحديث الذي جاء أكثر أهل الجنة البُله قال: "هم الذين ولهت قلوبهم وشغلت بالله عز وجل". وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سئل أبو عثمان عن قوله: ((إِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ)) قال: الأبله في دنياه، الفقيه في دينه. ونقل الطحاوي عن أحمد بن أبي عمر: أنهم البله عن محارم الله سبحانه وتعالى، لا من سواهم ممن به نقص العقل بالبله. انظر التعاريف (ص145) ، وكشف الخفا (1/187) ، والمصنوع (ص57) . قلت: والحديث غير ثابت كما يأتي تحقيقه إن شاء الله. (¬5) هو الصيدناني.

الرَّبِيعِ الجِيْزيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزيز (¬1) ، حدثنا سَلاَمة [ل/121أ] بْنُ رَوْح (¬2) ، عَنْ عُقَيل (¬3) ، عَنِ الزهريّ، عن أنس ابن مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ أكثرَ أهل الجنّة البُلْه (¬4)) ) (¬5) ¬

(¬1) هو محمد بن عُزَيز ـ بمهملة وزايين، مصغّر ـ ابن عبد الله بن زياد بن عقيل، أبو عبد الله الأيلي، مختلف فيه. فوثقه سعيد بن عثمان، والعقيلي، ومسلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن أبي حاتم: "صدوق"، وأما النسائي فقد تردّد فيه، فقال مرة: لا بأس به، وقال مرة: "صويلح"، وقال مرة: "ليس بثقة، ضعيف"، وقال أبو أحمد الحاكم: "رأيت القدماء حدثوا عنه مثل الفضل بن سخيت، وفيه نظر"، وقال ابن شاهين: "كان أحمد بن صالح المصري سيئ الرأي فيه"، وقال الحافظ ابن حجر: "فيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة بن روح"، مات سنة سبع وستين ومائتين. الجرح والتعديل (8/52) ، والثقات لابن حبان (9/137) ، ومولد العلماء لابن زبر (2/583) ، والكاشف (2/201) ، والتهذيب (9/306) ، والتقريب (496/ت6139) . (¬2) هو سلامة بن روح بن خالد بن عقيل الأيلي، أبو روح، متكلم فيه، وهو صدوق له أوهام. قال أبو زرعة: "ضعيف منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي، محله عندي محل الغفلة"، وقال أبو داود: "كان أحمد بن صالح كتب عنه ثم تركه"، وقال ابن قانع: "ضعيف"، وذكر له ابن عدي مناكير عن عقيل، وقال البخاري ومسلم: "سمع عقيلاً"، وقال ابن وارة: الكتب التي يروي عن عقيل صحاح"، وقال مسلمة: "لا بأس به"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "مستقيم الحديث". التاريخ الكبير (4/195) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/299) ، والجرح والتعديل (4/301) ، والكامل لابن عدي (3/313-314) ، والثقات لابن حبان (8/300) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/8) ، والكاشف (1/475) ، والتهذيب (4/253) ، والتقريب (261/ت2713) . (¬3) هو ابن خالد الأيلي. (¬4) تقدم تفسير البله في الذي قبله. (¬5) إسناده ضعيف من أجل سلامة بن روح، وقد تفرد به. أخرجه البزار (2م411/ح1983- كشف الأستار-) ، وابن عدي في "الكامل" (3/313) ـ ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/126) ـ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/121) ، ـ ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/110) ـ، والمزي في "تهذيب الكمال" (26/116) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (6/303) من طريق محمد بن عُزَيز به. قال البزار: "قد روي بعضه مرفوعاً من وجوه، وبعضه لا نعلمه إلا من هذا الوجه، وسلامة هو ابن أخي عقيل، ولم يتابع على حديثه "أكثر أهل الجنة البُلْه"، على أنه لو صح كان له معنى". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/313) ـ ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/126) من طريق إسحاق ابن إسماعيل بن عبد الأعلى الأيلي عن سلامة به. قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لم يروِه عن عقيل غير سلامة هذا"، وقال الدارقطني: "تفرد به سلامة عن عقيل"، وقال ابن الجوزي ـ بعد أن أورد الحديث عن أنس وجابر: "هذان حديثان لا يصحان"، قال المزي: " هذا حديث غريب من حديث عقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري، تفرد به محمد بن عزيز، عن سلامة بن روح به". وقال العراقي: "أخرجه البزار من حديث أنس، وضعفه، وصحّحه القرطبي في "التذكرة"، وليس كذلك فقد قال ابن عدي: إنه منكر". انظر العلل المتناهية (2/935) ، والمغني عن حمل الأسفار (3/18) ، والمصنوع للقاري (ص57) . قلت: وللحديث طريق آخر عن عقيل، أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/110) من طريق عبد السلام ابن محمد الأموي، عن سعيد بن كثير بن عفير، عن يحيى بن أيوب، عن عقيل به. وفي إسناده عبد السلام بن محمد الأموي، قال الدارقطني: "ضعيف جدًّا"، وقال مرة: "منكر الحديث". وقال الخطيب: "صاحب المناكير". انظر اللسان (4/17) . قلت: هذا الطريق أوهى من سابقه؛ فلذلك لم يعرّج عليه أحد من الأئمة الذين تقدمت أقوالهم. وله شاهد لا يفرح به من حديث جابر بن عبد الله، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/191) ـ ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/934) ـ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/125) من طريق أحمد بن عيسى الخشّاب، عن عمرو بن أبي سلمة، عن مصعب بن ماهان، عن الثوري، عن محمد بن المنكدر عنه به. قال ابن عدي: "هذا حديث باطل بهذا الإسناد"، وقال البيهقي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر" قلت: تقدم قريباً حكم ابن الجوزي له بأنه لا يصح، وهو كما قالوا، وآفته أحمد بن عيسى الخشاب، قال عنه الدارقطني: "كذّاب يضع الحديث"، وقال مسلمة بن القاسم: "كذّاب حدّث بأحاديث موضوعة"، اللسان (1/240) .

570 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ محمد بن عُبيد الدَقَّاق، حدثنا م

حمد بن عُثمان ابن أبي شَيْبة، حدثنا أبي، حدثنا الوليد بن عُقبة الشَّيْبانيّ (¬1) ، حدثنا حمزة الزيَّات، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن إبراهيم النَّخَعيّ، عن عَلْقَمة (¬2) قال: ((لو كان أهلُ الحقِّ إذا قابَلوا أهلَ الباطل ظَهَرُوا عليهم ما كانتْ فتنةٌ)) (¬3) . 571 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ أَبُو بَكْرٍ (¬4) ، حدثنا محمد بن محمد ابن سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شَيْبان بْنُ فَرُّوخ الأُبُلِّيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٌ (¬5) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينار (¬6) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اليَدُ العُلْيا خيرٌ مِنَ اليد السُّفْلَى)) (¬7) . ¬

(¬1) هو الوليد بن عقبة بن المغيرة، أو ابن كثير الشيباني، الكوفي، الطحان. قال أبو حاتم: "صدوق لا بأس به صالح الحديث"، وقال أبو زرعة: "لا بأس به"، وقال ابن حجر: "صدوق". الجرح والتعديل (9/12) ، والتهذيب (11/127) ، والتقريب (583/ت7443) . (¬2) هو ابن قيس النخعي. (¬3) إسناده حسن، أخرجه أبو مسهر في "نسخته" (ص65) من طريق حبيب به. (¬4) وقع في المخطوط "البزارق" وعلى حرفي الزاي والألف أثر الضرب، والصواب ما أثبته. (¬5) هو القَسْمَلي. (¬6) هو المدني. (¬7) إسناده صحيح. أخرجه البخاري (2/519) كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ... إلخ، ومسلم (2/717) كتاب الزكاة، باب بيان أن الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السفلى ... إلخ، من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر به. وقد تقدم ضمن تخريج الحديث رقم (537) فانظره هناك.

572 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المُطَّلِب بالكوفة، حدثنا أبو العبّاس أحمد ابن سَهْلِ بْنِ الفَيْرُزان المُقرِئ الأُشْنَانيّ (¬1) فِي مسجدِه إِمْلاءً سنةَ ثمانٍ وثلاثمِائَة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حمُيد الرَّازيّ، حَدَّثَنَا زافِر بْنُ سُلَيْمَانَ (¬2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيينة (¬3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ ¬

(¬1) أحد القراء المجوّدين، وثقه الدارقطني، وقال ابن أبي هاشم: "قرأت القرآن كله على الأشناني، وكان خيِّراً، فاضلاً ضابطاً"، مات في المحرم سنة سبع وثلاثمائة. تاريخ بغداد (4/185) ، وطبقات القراء الكبار (1/200-201) ، وسير أعلام النبلاء (14/226-227) ، وطبقات القراء لابن الجزري (1/59-60) . (¬2) هو زافر بن سليمان الإيادي، أبو سليمان القُهُسْتاني ـ بضم القاف والهاء وسكون المهملة ـ سكن الري ثم بغداد، وولي قضاء سجستان، وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو داود، وزاد: "كان رجلاً صالحاً". وقال أبو حاتم: "محله الصدق"، وقال البخاري: "عنده مراسيل ووهم"، وقال النسائي: "عنده حديث منكر عن مالك"، وقال الساجي: "كان يكون بالري كثير الوهم"، وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه، ويكتب حديثه مع ضعفه"، وقال ابن حبان: "كثير الغلط في الأخبار، واسع الوهم في الآثار على صدق فيه، والذي عندي في أمره: الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات وتنكر ما انفرد به من الروايات". قلت: لكثرة أوهامه تنزل درجته من الثقة، فلذلك قال الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام". تاريخ ابن معين (4/354، 358، و364) ، والعلل لأحمد (3/130) ، والتاريخ الكبير (3/451) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص43) ، والضعفاء للعقيلي (2/95) ، والجرح والتعديل (3/624) ، والكامل لابن عدي (3/232-233) ، والمجروحين (1/315) ، وتهذيب الكمال (9/267-269) ، والتهذيب (3/262) ، والتقريب (213/ت1979) . (¬3) أخو سفيان بن عيينة الهلالي، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان من العباد". وقال أبو حاتم: "لا يحتج بحديثه، يأتي بالمناكير"، وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام". معرفة الثقات (2/249) ، والجرح والتعديل (8/42) ، والثقات لابن حبان (7/416) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/90) ، والتهذيب (9/350) ، واللسان (5/337) ، والتقريب (501/ت6213) .

سَعْدٍ السّاعِديّ قَالَ: ((جَاءَ جبريلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا محمدُ، عِشْ مَا عِشْتَ ـ أَوْ مَا شِئْت ـ، فإنَّك ميِّت، وأحْبِبْ مَنْ أحببْتَ، فَإِنَّكَ مُفارِقُه، وَاعْمَلْ مَا شِئتَ فإنك مَجزيٌّ به [ل/121ب] واعلَمْ يَا محمّدُ، أَنَّ شرَفَ الْمُؤْمِنِ قيامُه بِاللَّيْلِ، وعِزَّه استِغناؤُه عَنِ النَّاس)) (¬1) ¬

(¬1) في إسناد المصنف محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وهو متهم، ولكن الحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4/306) ، وحمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" (ص1/102) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/253) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/435) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/10) من طرق عن محمد بن حميد الرازي به. قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث محمد بن عيينة، تفرد به زافر بن سليمان، وعنه محمد بن حميد". قلت: لم يتفرد محمد بن حميد به عن زافر، فأخرجه الحاكم (4/360) من طريق عيسى بن صبيح ـ وفيه: وقال مرة عن ابن عمر، وقال مرة: سهل بن سعد ـ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/435) من طريق عبد الصمد ابن موسى القطان، كلاهما عن زافر بن سليمان به. قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وإنما يعرف من حديث محمد بن حميد عن زافر". وقال المنذري: "إسناده حسن". الترغيب (1/243، 333) . وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/219) : "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه زافر بن سليمان، وثّقه أحمد، وابن معين، وأبو داود، وتكلم فيه ابن عدي وابن حبان بما لا يضر". قلت: زافر بن سليمان صدوق كثير الأوهام، وقد تفرد بهذا الحديث، ومحمد بن عيينة مثله أو قريب منه، فالحكم على الإسناد بالصحة أو الحسن فيه نوع من التساهل، بل هو إلى الضعف أقرب؛ لأن مثلهما لا يحتمل تفرده، ولكن للحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله. أخرجه أبو داود الطيالسي (ص242) ـ ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/348) عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عنه به، سوى قوله ((وإن شرف المؤمن ... إلخ)) . وقد علّق يونس بن حبيب ـ راوي مسند الطيالسي ـ هذا الحديث حيث قال: "وذكر أبو داود ... "؛ لأنه لم يسمعه منه، بل سمعه من إبراهيم بن عبد العزيز، عن أبي داود به، وصله أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/282) . وإسناده ضعيف من أجل الحسن بن أبي جعفر، وعنعنة أبي الزبير. وله شاهد آخر عن علي، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (ح4845) . قال الهيثمي: "فيه جماعة لم أعرفهم". والحاصل أن هذه الأحاديث إذا ضم بعضها إلى بعض تتقوى، وترتقي إلى درجة الحسن والاحتجاج، وقد حسّنه العراقي ـ كما في كشف الخفا (2/77) ـ، وانظر الفوائد المجموعة (ص34) .

573 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمر بْنُ محمد بن علي الزيَّات، حدثنا أبو بكر أحمد ابن عبد العزيز الجَوْهَريّ (¬1) ، حدثني أبو يَعلَى زكريا بن يحيى المِنْقَريّ (¬2) ، حدثنا الأَصْمَعيّ، حدثنا أيوب بن واقد (¬3) ، عن المُغِيرة (¬4) ، عن إبراهيم (¬5) قال: ((ليسَ من المُرُوْءة كثرةُ الالتِفاتِ في الطُرُق)) (¬6) . ¬

(¬1) لم أجد ترجمته، ولكن روى عنه العسكري في "تصحيفات المحدثين"، وروى فيه عن عمر بن شبة. (¬2) الساجي، ذكره الهروي في "مشتبه أسامي المحدثين" (ص127) وقال: "روى عن الأصمعي وغيره". وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/255) وقال: "كان من جلساء الأصمعي". (¬3) هو أيوب بن واقد، أبو الحسن الكوفي، ويقال: أبو سهل، سكن البصرة، متروك، مجمع على ضعفه. انظر التاريخ الكبير (1/426) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص15) ، والجرح والتعديل (2/260) ، والضعفاء للعقيلي (1/115) ، والكامل لابن عدي (1/355) ، وتهذيب الكمال (3/502) ، والتهذيب (1/363) . (¬4) هو ابن مقسم الضبّي، ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس، ولا سيما عن إبراهيم، قاله الحافظ في "التقريب" (543/ت6851) . (¬5) هو ابن يزيد النخعي. (¬6) إسناده ضعيف جدًّا من أجل أيوب بن واقد.

574 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الحسن بن جعفر السِّمْسار، حدثنا أبو شُعيب الحَرَّانيّ، أخبرنا يحيى بن عبد الله البابْلُتِّيّ (¬1) ، حدثنا الأوزاعي قال: ((إنَّ أَطْيَب ما أَكَلَ أحدُكم من كسبِه أو من تجارةٍ مبرورة (¬2)) ) (¬3) . 575 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن الشِّخِّير محمد بن عُبيد الله، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن النخَّاس (¬4) قال: سمعت أبا السائب (¬5) يقول: سمعت وكيع بن الجَرَّاح يقول: ((أوَّلُ من وَلِيَ قضاءَ الكُوفة سلمانُ (¬6) بن رَبيعة، وكان يَمكُث أربعين يوما لا يَأْتِيه خصمٌ)) (¬7) . ¬

(¬1) هو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الضحاك البابلتي ـ بموحّدتين ولام مضمومة ومثناة ثقيلة ـ، أبو سعيد الحراني، ابن امرأة الأوزاعي، ضعيف، مات سنة ثماني عشرة ومائتين. تهذيب الكمال (31/409) ، والتقريب (593/ت7585) . (¬2) في المخطوط "مبرور" بدون التاء، والصواب إثباتها. (¬3) إسناده ضعيف من أجل يحيى البابلتي، ولم أجد الأثر فيما رجعت إليه من المصادر. (¬4) يعرف بابن الرَّوَّاس، حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوهاب الورّاق، وعنه أبو بكر ابن الشِّخّير، ذكره الخطيب ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً، مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/381) . (¬5) هو سلم بن جنادة. (¬6) وقع في المخطوط "سليمان"، والتصويب من مصادر التخريج والترجمة. وهو سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو، ولاّه عمر قضاء الكوفة، وكان من كبراء التابعين، قال ابن سعد: "كان ثقة قليل الحديث". الطبقات (6/131) ، وتاريخ بغداد (9/206) . (¬7) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/206) من طريق ابن الشخير به مثله. وأخرجه أيضا في الموضع السابق بإسناده عن أبي وائل قال: "رأيت سلمان بن ربيعة جالساً بالمدائن على قضائها -واستقضاه عمر بن الخطاب- أربعين يوماً، فما رأيت بين يديه رجلين يختصمان، لا بالقليل ولا بالكثير، فقلنا لأبي وائل: فمِمَّ ذاك؟ قال: من انتصاف الناس فيما بينهم". وأخرج البخاري في "التاريخ الكبير" (4/136) عن أبي وائل نحوه. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (6/131) عن الفضل بن دكين، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال: سمعت أبي يذكر عن الشعبي قال: "بعث سلمان بن ربيعة على القضاء، قال: فمكثت أربعين يوماً أعدّها يوماً، ما يردّني إلى أهلي إلا الظهيرة، وما تقدم إليّ فيه اثنان".

576 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بكر يقول: سمعت محمد بن أحمد النخَّاس يقول: سمعت عبد الوهَّاب الوَرَّاق يقول: ((حضرتُ ابنَ عُيَيْنة بمكة ـ وسُئِل عن الإيمان ـ فقرأ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُوْنَ الَّذِيْنَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوْبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيْمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُوْنَ * الَّذِيْنَ يُقِيْمُوْنَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُوْنَ * أُولئِكَ هُمُ المُؤْمِنُوْنَ حَقّاً*} (¬1)) ) (¬2) . 577 - أخبرنا [ل/122أ] أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله (¬3) بن الشِّخِّير، حدثنا محمد بن أحمد ابن النخَّاس قال: سمعت عبد الوهَّاب الورَّاق يقول: ((ما بَلَغَنا أنْ كانَ لِلْمُسلِمِينَ جمعٌ أكثرُ مِنهُمْ ¬

(¬1) الآيات (2-4) من سورة الأنفال. (¬2) لم أجد من أخرجه عن ابن عيينة. وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/71) بإسناده إلى الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حدثني حسان أن الإيمان في كتاب الله صار إلى العمل فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُوْنَ ... } إلى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُوْنَ حَقًّا} . وروى عن الحسن البصري نحوه. (¬3) في المخطوط "عبد الله بن"، وكتب في الهامش، وعليه ضبة، وفي آخره "صح".، والصواب "عبيد الله" كما أثبت.

عَلَى جَنازَةِ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إلاَّ جَنازةً في بَنِي إسرَائِيلَ)) . قال أبو بكر ابن النخاس، فحدثت به أحمد بن فَرَح (¬1) صاحبَ التفسير فقال: "صدق عبد الوهاب، هذه جنازةٌ كانت في بني إسرائيل" (¬2) . 578 - أخبرنا أحمد، حدثنا ابن الشِّخِّير، حدثنا محمد بن أحمد النخَّاس، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن ابن المبارك، عن ابن أبي نَجِيح، عن مُجاهِد في قول الله عزَّ وجلَّ (( {يَا أُخْتَ هَارُوْنَ} (¬3) قال: كان رجلٌ صالحٌ في بني إسرائيل حضر جنازتَه أربعون (¬4) ألفا مِمَّن اسْمُه هارونُ سِوَاه)) (¬5) . ¬

(¬1) هو العلاّمة الإمام، المقرئ المفسّر، أبو جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، ثم البغدادي، الضرير، كان ثقة ثبتاً ذا فنون، مات سنة ثلاث وثلاثمائة. تاريخ بغداد (4/345-346) ، وسير أعلام النبلاء (14/163-164) . (¬2) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/422) ـ ومن طريقه ابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" (ص504) ـ من طريق أبي بكر بن الشخير به مثله. وأخرجه أيضاً عن الحسن بن أبي بكر قال: ذكر عبد الله بن إسحاق البغوي، أن بنان بن أحمد القصباني أخبرهم: أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل مع من حضر، قال: "فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة ربع القطيعة، وحضر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألف امرأة، وكان دفنه يوم الجمعة، قال: "وصلى عليه محمد ابن عبد الله بن طاهر". وأخرج ابن الجوزي في المصدر السابق (ص503-505) آثاراً أخرى في عظم الجمع الذين حضروا جنازته. (¬3) جزء من الآية (28) من سورة مريم. (¬4) في المخطوط "أربعين" وهو خطأ. (¬5) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/381) عن العتيقي به. وذكر ابن كثير في "تفسيره" (3/219-220) أقوالاً في تفسير قوله {يَا أُخْتَ هَارُوْنَ} : قيل: شبيهة هارون في العبادة. وقيل: أي أخي موسى، وكانت من نسله، كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللمضري: يا أخا مضر. وقيل: نسبت إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون، فكانت تتأسّى به في الزهادة والعبادة. وقيل: أنهم شبّهوها برجل فاجر كان فيهم يقال له: هارون. وانظر تحفة الأحوذي (8/477) .

579 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله الحُسين بن محمد بن عُبيد الدقَّاق، حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الأعلى بن حمَّاد، حدثنا بِشْر بن منصور (¬1) ، عن وُهَيب ابن الوَرد قال: ((قال يَحْيَى لِعِيسَى عَلَيهِمَا السَّلامُ: يا روحَ الله، ما أشدُّ ما خلق الله؟ قال: غَضَبُ الله عزَّ وجلَّ، قال: فأخبِرْني عن شيءٍ أتَّقِي به غَضَبَ الله، قال: لا تَغضَبْ)) (¬2) . 580 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو الحُسَين عُبيد الله بن أحمد بن البَوَّاب، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي سعيد (¬3) ، حدثنا جعفر بن عامر (¬4) قال: سمعت عفَّاناً قال: ((حضرتُ أبا عَوانة [ل/122ب] وعنده قومٌ ¬

(¬1) هو الأزدي الزاهد. (¬2) إسناده صحيح، أورده المزي في "تهذيب الكمال" (31/171) عن بشر بن منصور به. (¬3) البزار، ذكره الخطيب فقال: حدثني الحسن بن محمد الخلال أن يوسف القوَّاس ذكره في جملة شيوخه الثقات. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/306) . (¬4) لعله جعفر بن عامر بن هاشم أبو يحيى العسكري، من أهل بغداد، يروي عن أبي عاصم وأهل العراق، وعنه حاجب ابن أركين، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/162) وقال: "ربما أغرب". وانظر اللسان (2/116) .

يسألونَه يَنْتَخِبون، فقال: ما تصنَعون؟ قالوا نَنْتَخِب، قال: لا تتركوا شيئا؛ فإنه ليس شيءٌ إلا أُرِيدَ به شيءٌ)) (¬1) . 581 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بن أحمد بن البَوَّاب، حدثنا إسحاق بن بُنَان ابن مَعْن الأَنْماطيّ (¬2) قال: ذكر الحسن الجَرَويّ، حدثنا ضَمْرَة (¬3) ، عن ابن شَوْذَب قال: قيل لأبي هريرة: ((كَمْ بينَنا وبين السماء؟ قال: دعوةُ مظلومٍ)) (¬4) . 582 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بن أحمد بن البوَّاب، حدثنا محمد بن شَريك الإِسْفِرايِيْنيّ (¬5) ـ قدم للحج ـ، حدثنا محمد بن ¬

(¬1) في إسناده جعفر بن عامر، لم أتبين من هو، فإن كان هو السابق ذكره فقد ذكره ابن حبان في "الثقات". أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (2/188) عن العتيقي به. وأخرجه أيضا من طريق آخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن أبي سعيد البزاز عن جعفر بن عامر به. (¬2) أبو محمد البغدادي. قال الدارقطني: "ليس به بأس"، كذا عند الخطيب، وحكى حمزة بن يوسف السهمي عنه أنه قال: "ثقة". مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. سؤالات السهمي (ص171) ، وتاريخ بغداد (6/390) . (¬3) هو ابن ربيعة الفلسطيني. (¬4) إسناده منقطع، فإن ابن شوذب لم يدرك أبا هريرة، ولم أجده عند غير المصنف، والأثر بكامله مكرّر في المخطوط، أشار إليه الناسخ. (¬5) هو محمد بن شريك بن محمد، أبو بكر الإسفراييني، ذكره الخطيب، ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأرخ وفاته سنة ست وعشرين وثلاثمائة بنيسابور، وحمل إلى إسفرايين ودفن بها. تاريخ بغداد (5/355) .

الجُنَيد النِّيْسابوريّ (¬1) أن أبا مُسْهِر أخبرهم قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ((مَنِ اسْتَخار واسْتشار فقد قَضَى ما عليهِ)) (¬2) . 583 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ (¬3) ، حدثنا عبد الله بن محمد (¬4) ، حدثنا عُبيد الله ابن عمر القَوَارِيريّ قال: ((لما لقِيَ هارونُ الرَّشيد الفُضيلَ بنَ عِياض قال له الفُضيل: يا حَسَنَ الوجهِ، أنتَ المسؤولُ عن هذه الأمة، حدثنا ليثٌ، عن مجاهد {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} (¬5) قال: الوَصْل الَّذي كان بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارونُ يَبْكي ويَتَشَهَّق)) (¬6) ¬

(¬1) أبو عبد الله، ذكره السهمي في "تاريخ جرجان" (ص401) . (¬2) في إسناده محمد بن الجنيد النيسابوري، ومحمد بن شريك الإسفراييني لم أجد لهما توثيقاً، وبقية رجاله ثقات، أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/355) عن العتيقي به. (¬3) هو ابن البوّاب. (¬4) هو البغوي. (¬5) جزء من الآية (166) من سورة البقرة. (¬6) إسناده صحيح. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/8) ـ ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/409) ـ من طريق عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ به، مثله. وأخرج قصة هارون الرشيد مع الفضيل بن عياض هذه ـ مطوّلة ومختصرة ـ أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/105-108) من طريق يحيى بن يوسف الزمّي، والفضل بن الربيع، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/35) من طريق أبي جعفر الأنباري العابد، ومن طريق أحمد بن عاصم أبي عبد الله الأنطاكي، وفي (6/36-37) من طريق الفضل بن الربيع، كلهم عن الفضيل بنحوه. وأورد نحوه ابن قدامة في "التوابين" (ص164-170) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (23/295-296) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/430، و435-436، و441) .

584 - أخبرنا أحمد، [ل/123أ] حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن سعيد الرَزّاز الشيخ الصالح، حدثنا أبو شُعيب عبد الله بن الحسن الحَرَّانيّ، حدثنا أحمد بن منصور التَّلّيّ قال: قال مالك بن أنس ـ في الغريم أيصير إلى الحبس وله مال ظاهر ـ: ((أن القاضيَ يَبيع متاعَه ويَقضِيه الغُرَماء، ولا يحبِسُه حتى يكونَ هو الذي يَقضِيه، وذلك الذي لا يُشَكُّ فيه بين أهل الإسلام عندنا قديما وحديثا)) (¬1) . 585 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا أبو شُعيب، حدثنا مروان بن عُبيد (¬2) ، حدثنا الفُضيل بن عياض عن عُبيد المُكتِب قال: ((رأيتُهم يكتبون التفسير عند مجاهد في قوله: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَآءُ} (¬3) قال: العلمُ والفِقْهُ)) (¬4) ¬

(¬1) إسناده صحيح، ولم أجد الأثر عند غير المصنف. (¬2) كنيته أبو سلمة. قال الأزدي: "منكر الحديث، ليس بشيء". الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/114) ، واللسان (6/17) . (¬3) جزء من الآية (269) من سورة البقرة. (¬4) إسناده ضعيف جدًّا، من أجل مروان بن عبيد، وهو منكر الحديث، وبقية رجاله ثقات. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/292) من طريق أبي شعيب الحرّاني به، إلا أنه قال: عَنْ لَيْثٍ -وَهُوَ ابْنُ أَبِي سليم- بدل عبيد المكتب. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/541) ، وابن جرير في "تفسيره" (3/90) من طريق جرير ـ هو ابن عبد الحميد ـ عن ليث به، وزاد فيه: ليست بالنبوة، ولكنه القرآن. وقد روى نحوه عن ابن عباس، وقتادة، وابن جريج وغيرهم. قلت: هذا هو القول الأول في تفسير الآية. وقيل معناها الإصابة كما أخرج الطبري، والدارمي (2/528) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد أنه قال في الآية: الإصابة. وأخرج ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص48) عن الحسن أن معناها الورع. وقيل معناها العلم بالدين. وقيل الخشية. وقيل معناها النبوة. وقد رجح الطبري القول بأنَّ معناها الإصابة، وأن جميع الأقوال المذكورة تندرج تحته؛ لأن الإصابة في الأمور إنما تكون عن فهم بها وعلم ومعرفة، وإذا كان ذلك كذلك كان المصيب عن فهم منه بمواضع الصواب في أموره فهمًٍا خاشياً لله، فقيهاً عالماً، وكانت النبوة من أقسامه؛ لأن الأنبياء مسدّدون مفهّمون، وموفّقون لإصابة الصواب، في بعض الأمور، والنبوة بعض معاني الحكمة. انظر تفسير الطبري (3/91) ، وتفسير القرطبي (3/330) .

586 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد بن علي الزيَّات، حدثنا أحمد بن الحُسين ابن إسحاق الصُّوفيّ (¬1) قال: سمعت سَرِيّ السَّقَطيّ يقول: ((أربعةٌ كانوا في الدُّنيا أَعْمَلوا أنفسَهم في طَلب الحلال ولم يُدْخِلوا أجوافَهم إلا الحلال، فقيل: مَنْ هُمْ يا أبا الحَسَن؟ قال: وُهَيب بن الوَرْد (¬2) ، وشُعيبُ بْنُ حَرْبٍ (¬3) ، ويوسُفُ بنُ أسْباط (¬4) ، ¬

(¬1) أبو الحسن البغدادي، الصوفي الصغير، الشيخ العالم المحدّث، وثقه أبو عبد الله الحاكم وغيره، وليّنه بعضهم، مات في آخر سنة اثنتين وثلاثمائة، وقيل سنة ثلاث وثلاثمائة. تاريخ بغداد (4/98-99) ، وسير أعلام النبلاء (14/153-154) ، والميزان (1/92-93) ، واللسان (155-156) . (¬2) هو وهيب بن الورد أخو عبد الجبار بن الورد، العابد الرباني، أبو أمية، ويقال أبو عثمان المكي، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. سير أعلام النبلاء (7/198-199) . (¬3) شعيب بن حرب، الإمام القدوة العابد، شيخ الإسلام، أبو صالح المدائني، المجاور بمكة، مات سنة ست وتسعين ومائة، وقيل سنة سبع وتسعين. سير أعلام النبلاء (9/188-191) . (¬4) يوسف بن أسباط الزاهد، من سادات المشايخ، له مواعظ وحكم. سير أعلام النبلاء (9/169-171) .

وسُلَيمانُ الخوَّاص (¬1)) ) (¬2) . 587 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر، حدثنا أحمد، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني (¬3) قال: ((سمعتُ ابنَ المبارك وسُئل مَنِ النَّاسُ؟ قال: العُلَماء، قيل: فَمَنِ الملوكُ؟ قال: الزُّهّاد [ل/123ب] قيل: فَمَنِ الغَوغاءُ؟ قال: خُزَيمة (¬4) وأصحابُه، قيل: فمن السَّفَلة؟ قال: الذي لا يَخاف اللهَ عزَّ وجلَّ)) (¬5) . ¬

(¬1) سليمان الخَوّاص من العابدين الكبار بالشام، قال الأوزاعي: "فلو كان في السلف لكان علاّمة". سير أعلام النبلاء (8/178-179) . (¬2) في إسناده أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، وثقه بعضهم وليّنه آخرون. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/241) ـ ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (12/514) ـ عن أحمد العتيقي والتنوخي، عن عمر الزيات به مثله. وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/189-190) . وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/155) ، و (14/387) ـ ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/393) عن محمد بن مخلد قال: سمعت أبا بكر المقاريضي المذكّر قال: سمعت بشر بن الحارث قال: "عشرة من كانوا يأكلون الحلال، لا يدخلون بطونهم إلا حلالاً ولو استفّوا التراب والرماد، قلت: ومن هم يا أبا نصر؟ قال: "سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، وسليمان الخوّاص، وعلي بن فضيل، ويوسف بن أسباط، وأبو معاوية نجيح الخادم، وحذيفة بن قتادة المرعشي، وداود الطائي، ووهيب بن الورد، وفضيل بن عياض". (¬3) في المخطوط "الترجمان" بغير الياء، وفوق الكلمة ضبة، والمثبت من التقريب وأصوله. وهو إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام البغدادي، قال الحافظ: "لا بأس به". التقريب (105/ت412) . (¬4) هو خزيمة بن خازم، من أكابر قوّاد المأمون، توفي سنة ثلاث ومائتين. (¬5) إٍسناده كسابقه. أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/167-168) من طريق الفضيل بن محمد البيهقي، قال: سمعت سنيد بن داود يقول: سألت ابن المبارك، ... فذكر مثله إلا الجزء الأخير. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/192) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/357) من طريق عبد الصمد بن يزيد مردويه، قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: ... فذكر مثله، إلا قوله "فمن الغوغاء؟ قال: خيثمة وأصحابه"، وفي الأخير "الذي يأكل بدينه". وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص203-205) - من طريقه القاضي عياض في "الإلماع" (ص238-240) ـ، عن علي بن محمد بن الحسين الفارسي، عن محمد بن هارون الموصلي، عن عبيد بن جناد ـ وفي "الإلماع" عبيد الله بن جناد ـ قال: "عرضت لابن المبارك ... فذكره مطوّلاً، وقال في آخره: "قلت: من السفلة؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره". وأخرج الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/85) من طريق حسنون العطار، عن ابن المبارك قال: قيل لسفيان: من الناس؟ ... فذكر نحوه، إلا أنه قال فمن الغوغاء؟ قال: "الذين يكتبون الحديث يأكلون به الناس". وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/399) مثل ما عند المصنف إلا الجزء الأخير فقال: "الذين يعيشون بدينهم".

588 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ شَاذَان، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عيسى بن يعقوب ابن جَابِرٍ الزَجَّاج (¬1) ـ وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ ـ، حَدَّثَنَا دِينَارٌ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي قَنطَرة الصَّرَاة (¬2) ، حَدَّثَنِي صَاحِبِي أنسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَضَى لأخِيه حَاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنيا قَضَى اللَّهُ لَهُ اثنتَيْنِ وَسَبْعِينَ حَاجَةً أسهلُها المغفِرة)) (¬3) . ¬

(¬1) ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/175) وسكت عنه. (¬2) الصّراة: نهر يتشعب من الفرات، ويجري إلى بغداد، سمّي بذلك؛ لأنه صري من الفرات، أي قطع. معجم ما استعجم (3/829) وانظر معجم البلدان (3/399) . (¬3) إسناده واهٍ، فيه دينار مولى أنس، وهو متهم. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/381) ، و (11/175) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/512) - عن العتيقي به مثله. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحّ ... ودينار كذّاب". قلت: وقد تقدم الكلام في دينار في الرواية رقم (488) .

589 - سمعت أبا الحسن يقول: أخبرنا محمد بن جعفر النَّجَّار النحوي في معنى قولهم "لا يُعْرَف الهَشُّ من البَشّ"، قال: "الهشُّ النبات القائم، والبش ما قد أضجعْتَه الأرض". 590 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن جعفر قال: أنشدتُ لبعضهم في مدح الفِراق: لستُ مِمَّنْ يذُمُّ يومَ الفراقِ ولهُ مِنَّةٌ على العُشَّاقِ إنَّ فيهِ اعْتِنَاقةً لِوَداعِ وانتظارَ اعْتِنَاقٍ يومَ التَّلاقِ (¬1) 591 - سمعت أحمد يقول: سمعت محمد بن جعفر النَجَّار يقول: سمعت أبا بكر محمد ابن الحسن بن دُرَيد الأزدي يقول: سمعتُ بِشْر بن بنتِ أزهرَ السَمَّان (¬2) يقول: سمعت جدي أزهر (¬3) يقول: ((كتبتُ الحديث ستين سنة، وصنَّفْتُ عشرين سنة، فلما كان من بعد ثمانين [ل/124أ] جاءَني صَبِيَّانِ فقالا لي: تُمْلِي علينا؟ وكنتُ ¬

(¬1) لم أجد البيتين، فيما اطلعت عليه من المصادر. (¬2) هو بشر بن آدم بن يزيد البصري، أبو عبد الرحمن، ابن بنت أزهر السمان، صدوق فيه لين. قال أبو حاتم والدارقطني: "ليس بقوي"، كذا في "التهذيب" عن الدارقطني، وفي سؤالات الحاكم: "ليس بالقوي". وقال النسائي: "لا بأس به". وقال مسلمة: "صالح". وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل (2/351) ، والثقات لابن حبان (8/144) ، وسؤالات الحاكم (رقم293) ، والتهذيب (1/387) ، والتقريب (122/ت675) . (¬3) هو أزهر بن سعد السمّان الباهلي.

أُمْلِي عليهِما إذ مَرَّ القَرَّاد، فقام أحدُهما مع القَرّاد، فصاحَ الَّذي بَقِيَ بالآخر: يا أخي، تَعَالَ، فإن الشَّيخَ كَيِّس، قال: فقال أزهرُ للصَّبِيّ: قُمْ، فعل الله بك وفعل، بعدَ ثمانين سنة صرتُ شيخا كَيِّساً)) (¬1) . 592 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن جعفر، أنشدنا أبو عبد الله نَفْطَوَيه لمحمد ابن عبد الملك الزيَّات (¬2) : فَوَاللهِ، لا أنسَى غَداةَ اجتماعِنا وأحشاؤُنا من شِدَّة الوَجْدِ تُخْفِقُ نُكاتِمُ أهلينا ونُظْهِرُ بُغضَةً ونلقَى سكوتا والحواجبُ تَنْطِقُ (¬3) 593 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد بن جعفر النَّحويّ، أنشدنا أبو عبد الله لمحمد (¬4) بن عبد الملك: يا قليلَ الوفاءِ هذا قبيحٌ أنتَ خلْوٌ منَ الهَوَى مستريحُ لم تَبِتْ سالما وقلبي جريحُ ... أنتَ لو كان للهَوَى منكَ حَظٌّ كلُّ هَجْرٍ يكونُ يوما إلى اللَّيـ ـلِ ويَفْنَى فذاك هجرٌ مليحُ (¬5) ¬

(¬1) لم أجد الحكاية عند غير المصنف. (¬2) هو الوزير الأديب العلاّمة، أبو جعفر مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أبان بن الزيات، كان والده زيّاتاً سوقيًّا، فساد بالأدب وفنونه، وبراعة النظم والنثر، ووزر للمعتصم، والواثق، وكان معاديًا لابن أبي دؤاد، فأغرى ابن أبي دؤاد المتوكل، حتى صادر ابن الزيات وعذّبه، ومات منه سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. سير أعلام النبلاء (11/172-173) . (¬3) لم أجد البيتين فيما اطلعت عليه من المصادر. (¬4) اللام غير واضحة في المخطوط، وأثبتها لأن السياق يقتضي ذلك، انظر الإسناد السابق. (¬5) لم أجد الأبيات عند غير المصنف.

594 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبيد اللَّهِ بن أحمد بن البَوَّاب، حدثنا أبو بكر أحمد ابن محمد بن أبي سعيد، حدثنا حسين بن محمد بن عبد الرحمن -يعني ابن فهم-، حدثنا أبي (¬1) ، حدثنا إسحاق المَوْصِليّ (¬2) قال: قال لي المعتصم: ((يا إسحاقُ، إذا نُصِرَ الهَوَى ذهب الرَّأيُ)) (¬3) . 595 - أخبرنا أحمد، أخبرنا [ل/124ب] أبو بكر بن الشِّخِّير، حدثنا أحمد بن الحُسَين المُقرِئ (¬4) قال: سمعت الحُسَين بن فهم يقول: سمعت يحيى بن مَعِين يقول ـ وقد ذُكِر عنده حُسْن الجَوَاري (¬5) ـ فقال: ((كنتُ بمصرَ فرأيتُ جارية بِيْعَتْ بألفِ دينار، ما رأيتُ أحسنَ ¬

(¬1) هو محمد بن عبد الرحمن بن فهم، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/311) ولم يحك فيه شيئاً. وانظر اللسان (5/343) ، حيث ذكره فيه لروايته خبراً منكراً أن ابن أبي دؤاد بذّل علي بن المديني المال حين تكلم في خبر جرير بن أبي حازم في الرؤية بأن جرير بن أبي حازم بوّال على عقبيه أعرابي. قال الخطيب: "هذا باطل وقد نزّه الله علي بن المديني عن قوله ذلك". (¬2) هو إسحاق بن إبراهيم بن ميمون التميمي الموصلي، الإمام العلاّمة، ذو الفنون، الأخباري، صاحب الموسيقى، والشعر الرائق، والتصانيف الأدبية، مع الفقه، واللغة، وأيام الناس، والبصر بالحديث، وعلو المرتبة، ولد سنة بضع وخمسين ومائة. قال إبراهيم الحربي: "كان ثقة عالماً". مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. سير أعلام النبلاء (11/118-121) . (¬3) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/311) من طريق عبيد الله بن البوّاب به مثله. (¬4) لعله الصوفي الصغير الذي تقدمت ترجمته في الرواية رقم (586) . (¬5) في المخطوط "الجوارِ" بكسر الراء وبدون الياء، والصواب إثباتها كما في مصادر التخريج.

منها صلى الله عليها، فقلتُ: يا أبا زكريا، مثلُك يقول هذا؟ قال: نعم، صلى الله عليها وعلى كلِّ مَلِيح)) (¬1) . 596 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ الشِّخِّير، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد ابن أَبِي شَحْمة (¬2) ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬3) ، حَدَّثَنَا شُعيب بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنْ رَبِيعة بْنِ سَيف (¬4) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ¬

(¬1) إسناده ضعيف فيه حسين بن فهم، ليس بالقوي، أخرجه ابن القيسراني في "كتاب السماع" (ص92-93) من طريق أبي الحسين عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد ابن شاذان قال: سمعت حسين بن فهم يقول: ... فذكر مثله. وذكره ابن الجوزي في "المنتظم" (9/178) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (31/561) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/87) عن الحسين بن فهم مثله. وفي هذه الحكاية ما يستنكر وهو الصلاة على كل مليح، وإنما شرعت الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ويجوز قرن غيره به، ولكن هذه الحكاية غير صحيحة، وعلى صحتها فمحمولة على ما قال الذهبي: "هذه الحكاية محمولة على الدعابة من أبي زكريا، وتروى عنه بإسناد آخر". (¬2) أبو الفضل القطيعي، وثقه الخطيب وابن ماكولا. قال علي بن عمر الحربي: "وجدت في كتاب أخي بخطه: مات ابن أبي شحمة في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة". تاريخ بغداد (12/153) ، وتهذيب مستمر الأوهام (ص305) . (¬3) هو الدورقي. (¬4) هو ربيعة بن سيف بن ماتع ـ بكسر المثناة ـ المعافري، الإسكندراني، صدوق له مناكير. قال البخاري: "عنده مناكير"، وقال ابن يونس: "في حديثه مناكير"، وقال النسائي "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان يخطئ كثيراً"، توفي قريبا من سنة عشرين ومائة. التاريخ الكبير (3/290) ، والجرح والتعديل (3/477) ، والثقات (6/361) ، وتهذيب الكمال (9/113-117) ، والتهذيب (3/221) ، والتقريب (207/ت1906) .

عَمْرٍو (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يموتُ يومَ الْجُمُعَةِ أَوْ ليلةَ الْجُمُعَةِ إِلا وُقِيَ فتنةَ القبر)) (¬2) ¬

(¬1) في المخطوط "عبد الله بن عمر"، والتصويب من مصادر التخريج. (¬2) إسناده ضعيف، فيه: - الانقطاع، بين ربيعة بن سيف وعبد الله بن عمرو. - وربيعة هذا صدوق في حديثه مناكير. أخرجه أحمد (2/169) ـ ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (9/116) ـ، والترمذي (3/386) كتاب الجنائز، باب ما جاء فيمن مات يوم الجمعة عن محمد بن بشار، كلاهما عن أبي عامر العقدي، والترمذي في الموضع السابق، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (ص79) من طريق ابن مهدي، كلاهما عن هشام بن سعد به. وأخرجه عبد الرزاق (3/270) عن ابن جريج عن ربيعة به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، ليس إسناده بمتصل، وربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلّي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعاً من عبد الله بن عمرو". وقال أبو المحاسن الحنفي: "منقطع الإسناد؛ فإن ربيعة لم يلقَ عبد الله، وبينهما رجلان: أحدهما مجهول". معتصر المختصر (1/115) . وضعف إسناده أيضاً الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/253) . ولكن وصله الطبراني ـ كما في فيض القدير (5/499) ـ من حديث ربيعة بن سيف، عن عياض بن عقبة، عن ابن عمرو. وقال المزي: "رواه بشر بن عمر الزهراني، وخالد بن نزار الأيلي، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنْ ربيعة ابن سيف، عن عياض بن عقبة الفهري، عن عبد الله عمرو". تحفة الأشراف (6/289) ، وتهذيب الكمال (9/116) . قلت: وقد أسنده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/583-584) من طريق بشر بن موسى الزهراني به، قال عقبه: "غريب". وروي من وجه آخر عن ربيعة بن سيف، أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (ح279) من طريق ابن وهب، عن الليث بن سعد، عنه: أن عبد الرحمن بن قَحْزَم أخبره أن ابناً لعياض بن عقبة مات يوم الجمعة، فاشتدّ وجده عليه، فقال له رجل من الصدف: يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو؟ ... فذكره. ثم أخرجه الطحاوي في الموضع السابق، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (ص103) من طرق عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عنه به مثله، قال الطحاوي: "وهو أشبه عندنا بالصواب". قلت: وهذا ضعيف أيضاً فيه: - عبد الرحمن بن قحزم، وهو مجهول، ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (7/101-102) . - والرجل الصدفي لم يسمّ. - وربيعة بن سيف، تقدم ما فيه. وللحديث طريق آخر عن ابن عمرو أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (ص132) عن يزيد بن هارون، وأحمد (2/172) عن سريج بن النعمان، وفي (2/220) عن إبراهيم بن أبي العباس، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (ص103) من طريق سليمان بن آدم، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (ص78-79) من طريق أبي الربيع الزهراني، وداود بن رشيد، والحسن بن يوسف، كلهم عن بقية ـ هو ابن الوليد ـ، عن معاوية بن سعيد التجيبي، عن أبي قَبيل المصري، عنه به. وإسناده ضعيف أيضاً فيه: - أبو قبيل المصري، واسمه حُيَيّ بن هانئ، قال الحافظ ابن حجر: "صدوق يهم". التقريب (185/ت1606) . - ومعاوية بن سعيد، ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يروي المقاطيع". وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول"، أي إذا توبع، وقد توبع في الجملة متابعة قاصرة. - وأما بقية بن الوليد فقد صرح بالسماع إلى آخر الإسناد، فزال ما يخشى عليه من التدليس. وللحديث شاهد من حديث أنس، أخرجه أبو يعلى (7/146) ، وعنه ابن عدي في "الكامل" (7/92) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ واقد بن سلامة، عن يزيد الرقاشي عنه به، وليس فيه "ليلة الجمعة". وإسناده ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، وقد تقدم أنه ضعيف. وواقد بن سلامة ضعيف كذلك. انظر الكامل (7/92) . وله شواهد أخرى لا يفرح بها: الأول: حديث جابر بن عبد الله، أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/155-156) من طريق عمر بن موسى ابن الوجيه، عن محمد بن المنكدر عنه بلفظ: (( ... أجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة وعليه طابع الشهداء)) . قال أبو نعيم: "غريب من حديث جابر ومحمد، تفرد به عمر بن موسى، وهو مدنيّ فيه لين". قلت: بل هو منكر، أو موضوع، عمر بن موسى ممن يضع الحديث. انظر أحوال الرجال (ص173) ، والتاريخ الكبير (6/197) ، والجرح والتعديل (2/141) ، و (6/133) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص82) ، والضعفاء للعقيلي (3/190) ، والكامل لابن عدي (5/9-12) . والثاني: من حديث الزهري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، أخرجه عبد الرزاق (3/270) عن ابن جريج عن رجل عنه به، وزاد: ((وكتب شهيداً)) ، وإسناده معضل ضعيف، وفيه: - عنعنة ابن جريج. - وشيخه فيه مبهم. والثالث: من حديث المطلب بن حنطب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، أخرجه عبد الرزاق في الموضع السابق عن ابن جريج عن رجل، عنه به، وإسناده كالذي قبله. والرابع: من قول عكرمة بن خالد المخزومي، عند اليهقي في "إثبات عذاب القبر" (ص104) . والخامس: حديث زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" ـ كما في تعزية المسلم (ص80) ـ من طريق أبي نعيم، عن خارجة بن مصعب، عنه به. في إسناده خارجة بن مصعب السرخسي، وهو متروك، وكان يدلس عن الكذّابين، ويقال: إن ابن معين كذّبه. التقريب (186/ت1612) . والحاصل أن هذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث، اللهم إلا أن يكون حديث أنس، ولكن طريق بقية بن الوليد إذا ضم إلى طريق ربيعة بن سيف، فإنه يكسب قوة ترفع الحديث إلى الحسن، وقد حسّنه الشيخ الألباني أو صحّحه في "أحكام الجنائز" (ص49-50) ، وهو كذلك إن شاء الله.

597 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله بن عُبيد العَسْكَريّ

يقول: سمعت محمد ابن هارون بن العباس المنصوري (¬1) يقول: سمعت الفتح بن شخرف (¬2) يقول: ((رأيتُ أمير المؤمنين عليَّ بنَ أَبِي ¬

(¬1) هو محمد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، أبو بكر خطيب مسجد الجامع بمدينة المنصور، كان من أهل الستر والفضل والخطابة، ولي إمامة مسجد المدينة ببغداد خمسين سنة، وكانت وفاته في سنة ثمان وثلاثمائة، وله خمس وسبعون سنة. تاريخ بغداد (3/356) . (2) هو فتح بن شخرف بن داود الكِسّي ـ بكاف مكسورة، بعدها سين نسبة إلى "كسّ"، وهي مدينة معروفة عند سمرقند ـ، أبو نصر، أحد الزهاد الورعاء، لم يأكل الخبز مدة ثلاثين سنة، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين في شوال. انظر تاريخ بغداد (12/384-388) ، وطبقات الحنابلة (1/323) ، وطبقات الصوفية (11/11) ، وصفة الصفوة (2/227) . (¬2)

طالب عليه السلام في النوم فقلت: يا أمير المؤمنين، حرفٌ تُنْبِيْنِي به، [قال] (¬1) : ما رأيت أحسنَ من تواضُعِ الأغنياء للفقراء، قال: فقلت: زِدْني، قال: أحسنُ من ذلك تِيهُ (¬2) الفقراء على الأغنياء [ل/125أ] ثقة بالله عزَّ وجلَّ)) (¬3) . 598 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله (¬4) يقول: سمعت أبا الفضل العباس ابن عبد السميع (¬5) المنصوري يقول: سمعت الفتح بن ¬

(¬1) ما بين المعقوفين ساقط من المخطوط، وأثبته من مصادر التخريج، وهو الذي يقتضيه السياق. (¬2) هكذا في المخطوط، وفي مصادر التخريج، سوى "جزء العسكري" ففيه: "نية" بدل "تيه". (¬3) إسناده جيد، أخرجه العسكري في "حديثه عن شيوخه" (ص 65-66 -المطبوع في آخر "الكرم والجود" للبرجلاني-) عن محمد بن هارون بن العباس المنصوري به مثله. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/425) ، و (11/234) ، و12 (/386) من طرق عن الفتح بن شخرف به، وفي بعض طرقه زيادة: قال: فقلت له: زدني، قال: فأومأ إلي بكفه فإذا فيه مكتوب: قد كنت ميّتاً فصرت حيّاً وعن قليل تصير مَيْتاً أعيى بدار الفناء بيت فابْنِ بدار البقاء بيتاً وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/298/رقم 8234) من طريق آخر عن الفتح بن شخؤف نحوه. وذكره ابن الملقن في "طبقات الأولياء" (ص275) ، والمناوي في "فيض القدير" (2/295) مثل ما عند المصنف. والخبر سيورده المصنف في الرواية رقم (1330) ، بإسناد آخر وبلفظ مقارب. (¬4) هو العسكري. (¬5) ابن هارون بن سليمان بن أبي جعفر المنصور الهاشمي، وثّقه الخطيب، ومات في شوال سنةإحدى وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (12/158) .

شَخْرَف يقول: ((كنتُ أفُتُّ للنمل الخبزَ كلَّ يوم، فلما كان يومُ عاشُوراء لم يأكُلُوه)) (¬1) . 599 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا العباس الشِّيرازيّ (¬2) يقول: ((كان لنا جارٌ بِشِيْراز، فبنى دارا وأنفق عليها عَشَراتِ أُلوف، فأحبَّ أن يَرَاها النَّاسُ عند فَرَاغِه منها فتمارَضَ لِيعُودَه النّاسُ، ويَنْظُروا إلى دارِه، فجاءَ النَّاسُ يعُودُونَه وتَحَقَّقَ مَرَضُه، فلم يَقُمْ من صَرْعتِه حتَّى ماتَ)) (¬3) . 600 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا علي الحُسَين بن ميمون بن حَسَنُون البزَّاز (¬4) بمصر يقول: سمعت القاضي أبا طاهر (¬5) يقول: ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه العسكري في "حديثه عن شيوخه" ـ المطبوع مع كتاب الكرم والجود ـ (ص66) بهذا الإسناد والمتن. وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/41) بإسناده إلى قيس بن عباد قال: "كانت الوحش تصوم يوم عاشوراء". (¬2) هو الإمام الحافظ الجوّال أحمد بن منصور بن ثابت الشيرازي. قال الحاكم: "جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القبول بشيراز، بحيث يضرب به المثل". توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء (16/472-473) . (¬3) إسناده صحيح، ولم أجد من أخرجه سوى المصنف. (¬4) الصدفي، ذكره الحبال في وفيات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وقال: "رجل صالح". وذكره ياقوت الحموي وقال: سمع منه الحافظ المتقن، شيخ الحرم سعد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين الزنجاني. وفيات المصريين (ص71) ، ومعجم البلدان (3/152) . (¬5) هو مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله القاضي الذهلي، قاضي القضاة، البغدادي، المالكي، قاضي الديار المصرية، مولده سنة تسع وسبعين ومائتين، وثقه الخطيب، وانتقى عليه الداقطني نحواً من مائة جزء، مات سنة سبع وستين وثلاثمائة. تهذيب مستمر الأوهام (ص150) ، وسير أعلام النبلاء (16/204-210) .

((كان يُقال: عقل امرأتين كامِلتَين حُرَّتَينِ عقلُ رجلٍ، وعقل أربعِ خِصْيان عقلُ امْرأةٍ، وعقلُ أربعين حائكا عقلُ خَصِيٍّ، وعقلُ أربعين معلِّماً عقلُ حائِكٍ)) (¬1) . آخر الجزء والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله الطاهرين وسلَّم تسليما. بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. [ل/125ب] في الأصل ما مثاله: بلغ السماع بجميعه على الشيخ الأجل الإمام، العالم الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام أوحد الأنام، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد ابن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين جمال الدين خاصة أمير المؤمنين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحُسين بن حديد، وأبو الرضي أحمد ابن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخلاطي، وأبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي ومحمد بن محمد بن محمد البلخي، وأبو عمرو ¬

(¬1) إسناده صحيح، ولم أجده عند غير المصنف.

عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وزكريا بن صالح بن محمد الموقاني، وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرضا الدمشقي، والشريف أبو الفرَج عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن المؤيد بالله الهاشمي، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى ابن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي وولده أبو القاسم عيسى، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري مثبت السماع وهذا خطه، وآخرون وذلك يوم الجمعة منتصف شوَّال سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية. هذا تسميع صحيح، قرئ علي من الأصل الذي كتب هذا الفرع منه. وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل/126أ] وفي الأصل ما مثاله: بلغ السماع لجميع هذا الجزء على القاضي الأجل الفقيه العالم جمال الدين أبي طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد رضي الله عنه بقراءة الفقيه الإمام العالم المتقِن مفيد الأصحاب زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الجماعة السادة الفقهاء الجُلَّة؛ السعيد الأمير نجيب الدين ولي أمر المؤمنين أبو علي الحسن، والعالم السعيد الأمين عماد الدين أبو البركات عبد الله، والرشيد العالم الزاهد الإمام أبو الفضل عبد العزيز بنو القاضي الققيه النبيه الأعز أبي محمد عبد الوهاب بن الشيخ الفقيه الإمام صدر الإسلام أبي الطاهر إسماعيل ابن

عوف الزهريون، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن الفقيه العدل أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، والقاضي الفقيه عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم الصدر جمال الدين أبي علي الحُسين ابن عتيق الرَبَعي، والقاضي الفقيه الإمام العالم جمال الدين الأسعد أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرب ابن عبد الكريم التُّجِيْبِي، وأبو بكر محمد بن القاضي الرشيد الفقيه الإمام أبي الفضل عبد العزيز ابن عوف المذكور أعلاه، ويحيى بن علي بن عبد الله القرشي المالكي والسماع بخطه. وصح وثبت في الثالث من شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بجزيرة الرمل بالعين من ظاهر ثغر الإسكندرية حماه الله تعالى، الحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلامه. [ل/126ب]

الجزء الثامن

الجزء الثامن من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ صدر الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول كتب الشيخ أبي الحُسَين المبارك بن عبد الجبار الطُّيُوْريّ [ل/128بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم ربِّ سهِّل يا كريمُ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الفقيه المكين، الأشرف الأمين، جمال الدين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحُسَين بن حديد ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى في ثالث شهر ربيع الأول سنة عشر وستمائة قال: أخبرنا الشيخ الفقيه، الإمام العالم، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأئمة سيف السنة، بقيَّة السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة قال: أخبرنا الشيخ أبو الحُسَين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه: 601 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن أحمد العَتِيقيّ، أخبرنا إسحاق بن سعد ابن الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ اليَشْكُريّ (¬1) ، حدثنا عبد الله بْنُ عُمر العُمَريّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ¬

(¬1) أبو خالد النيسابوري الفرّاء. قال إسماعيل بن قتيبة: "كان من أورع مشايخنا، وأكثرهم اجتهاداً"، وقال الحسن بن سفيان: "فاتني يحيى بن يحيى التميمي بالوالدة، لم تَدَعني أخرج إليه، فعوّضني الله بأبي خالد الفرّاء، وكان أسند من يحيى بن يحيى"، وقال أبو حاتم: "مجهول"، وقال الذهبي: "مشهور صدوق ووثقه ابن حبان"، توفي سنة تسع وعشرين ومائتين. الجرح والتعديل (9/272) ، والثقات لابن حبان (9/275) ، والميزان (4/429) ، وسير أعلام النبلاء (10/479-480) ، واللسان (6/289) .

ابْنِ عُمَرَ ((أَنَّ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤذِّنه إِذَا كَانَ فِي السَّفَر فِي ليلةٍ باردةٍ أَوْ مَطِيرةٍ أَنْ يؤذِّن عَلَى إِثْر أَذَانِه؛ أَنْ لا حَرَجَ، صلُّوا فِي رِحَالِكم)) (¬1) . 602 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عُمر العُمَريّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقبة، عَنْ سَالِمٍ (¬2) ، عَنْ ابْنِ عُمر أنَّه قَالَ: ((كَانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ل/129أ] يُوْتِر على راحِلَتِِه)) (¬3) ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل عبد الله العمري، وهو ضعيف كما تقدم في ترجمته في الرواية رقم (32) ، ولم أجد من أخرجه من طريقه غير المصنف. والحديث صحيح عن نافع؛ لأن عبد الله العمري تابعه أخوه عبيد الله، ومالك، وأيوب. - أما حديث مالك فأخرجه في "الموطأ" (1/73) ، ومن طريقه البخاري (1/ 237/ح666) كتاب الأذان، باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلي في رحله، ومسلم (1/ 484/ح697) كتاب صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في المطر، عنه به. - وحديث عبيد الله أخرجه البخاري (1/227/ح632) كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة.. إلخ، من طريق يحيى ـ هو ابن سعيد ـ، ومسلم (1/484/ح697) كتاب صلاة المسافرين، باب الصلاة في الرحال في المطر من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عنه به. - وحديث أيوب أخرجه أبو داود (2/91/ح1054) كتاب الصلاة، باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة، من طريق إسماعيل، عنه بِهِ. (¬2) هو ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. (¬3) إسناده ضعيف كسابقه، من أجل عبد الله العمري، ولم أجد من أخرجه من طريقه غير المصنف، وخالفه وهيب ـ هو ابن خالد ـ، فقال: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر به، أخرج حديثه البخاري (1/371/ح1095) كتاب تقصير الصلاة، باب صلاة التطوع على الدواب، وحيثما توجهت، عن عبد الأعلى بن حماد، عنه به، وفيه: "أن ابن عمر كان يفعل ذلك". ولكن أخرج البخاري (1/371/ح1098) كتاب تقصير الصلاة، باب ينزل للمكتوبة، ومسلم (1/487/ح700) كتاب صلاة المسافرين، باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت، من طريق يونس، عن الزهري، عن سالم به. فتابع الزهريُّ موسى بن عقبة في حديثه عن سالم، وهي متابعة قاصرة لعبد الله العمري. وأخرجه البخاري (1/339/ح1000) كتاب الوتر، باب الوتر على الدابة، من طريق جويرية بن أسماء، ومسلم (1/486/ح700) كتاب صلاة المسافرين، باب جواز صلاة النافلة على الدابة، من طريق عبيد الله، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر به. فتابع جويرية وعبيد الله موسى بن عقبة على حديثه عن نافع. والحاصل أن الحديث مروي عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، وعنه، عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وأخرجه مالك (1/151) ومن طريقه مسلم في الموضع السابق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عن ابن عمر به. وأخرجه البخاري (1/371 برقم 1096) كتاب تقصير الصلاة، باب الإيماء على الدابة، من طريق عبد العزيز ابن مُسْلِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار بِهِ.

603 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ (¬1) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسار قَالَ: قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وخُزيمة بْنُ ثَابِتٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ (¬2) قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ هَذَا الوجَع رِجْزٌ، وبقيَّةٌ مِنْ عذابٍ عُذِّب بِهِ قومٌ قبلَكم، فَإِذَا كَانَ بأرضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا (¬3) ، وإذَا كانَ بِأَرْضٍٍ وَأَنْتُمْ ب ¬

(¬1) هو عبد الغفار بن القاسم بن قيس، أبو مريم الكوفي، الأنصاري. قال الدارقطني: "كوفي ضعيف، حدّث عنه شعبة، ولعله لم يخبره". كذا قال في "الضعفاء والمتروكون" (رقم356) ، وفي السنن (2/186) ، و (4/138) ، وقال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: "عبد الغفار بن القاسم، أبو مريم، متروك"، ثم قال: "شيخ شعبة، أثنى عليه شعبة، وخفي على شعبة، وبقي بعد شعبة فخلّط". سؤالات البرقاني (رقم316) . (¬2) هو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه. (¬3) جاء في هامش المخطوط "في الأصل (ترحلوها) وهو وهم، والصواب (تَدْخُلُوهَا) ".

ها فَلاَ تَفِرُّوا مِنْهُ)) (¬1) . 604 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا العُمَريّ -يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ-، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُريّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (¬2) ، عَنْ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ أحدَهم ليصلِّي وَمَا لَهُ مِنَ الصَّلاةِ ثُلُثُها، وَلا رُبُعُها، وَلا سُدُسُها، حَتَّى بَلَغَ العُشُر)) (¬3) ¬

(¬1) إسناده ضعيف، فإن حبيب بن أبي ثابت كثير الإرسال والتدليس، وقد دلس في هذا الإسناد فأسقط إبراهيم بن سعد بين عطاء بن يسار والصحابة، وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو ضعيف. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/91) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن عبد الغفار بن القاسم به مثله. وأخرجه عن هؤلاء الصحابة ـ هكذا مجتمعين ـ عبد بن حميد (ص81) ، ومسلم (4/ 1739برقم 2218) كتاب السلام، باب الطاعون، والطيرة والكهانة ونحوها، والنسائي في "السنن الكبرى" (4/362) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/90) من طريق سفيان ـ هو الثوري، عن حبيب، عن إبراهيم بن سعد، عنهم. فخالف سفيانُ عبد الغفار بن قاسم، فقال: عن حبيب، عن إبراهم بن سعد، ولم يقل: عن حبيب، عن عطاء ابن يسار، ووافقه الأعمش، والشيباني، أخرج حديثهما مسلم (4/1739-1740برقم 2218) . ورواه شعبة عن حبيب، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ إبراهيم بن سعد، عن أسامة به، أخرجه مسلم في الموضع السابق. قلت: هكذا روى ابن أبي عدي، ومعاذ بن معاذ عن شعبة، ولكن روى حفص بن عمر، عن شعبة، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد قال: سمعت أسامة بن زيد فذكر نحوه، فوافق هنا رواية الثوري ومن وافقه عن حبيب، أخرج حديث حفص البخاري (5/2163/ح 5728) كتاب الطب، باب ما يذكر في الطاعون، عنه. (¬2) هو أبو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هشام. (¬3) إسناده ضعيف، فيه: - الانقطاع بين أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحارث وعمار بن ياسر كما يتبين في إسناد أحمد. - وعبد الله العمري، ضعيف. - مخالفة يزيد بن صالح اليشكري للآخرين كما يأتي. لم أجد من أخرجه من طريق يزيد بن صالح غير المصنف. وأخرج أحمد (4/319) عن يحيى بن سعيد القطان، وأبو يعلى (3/21) من طريق عبد الوهاب، كلاهما عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ العمري، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث، عن أبيه أن عمار بن ياسر صلى ركعتين فخفّفهما، فقال له عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان، أراك خففتهما، فقال: إني بادرت بهما الوسواس ... فذكره إلا أنه عكس العدد من العُشر. فخالف القطان وعبد الوهاب، يزيد بن صالح اليشكري فقالا: عن عبيد الله ـ المصغر ـ، وقالا: عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه عن عمار. وأخرج أبو يعلى (3/189-190/ح1615) ـ وعنه ابن حبان (5/210-212/ح1889) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -هو القواريري-، عن يحيى القطان، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن سعيد المقبري، عن عمر بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن الحارث بن هشام عن أبيه عن عمار به. قال ابن حبان: "سمعه عمر من جده عن عمار". وتعقبه الحافظ في "إتحاف المهرة" (11/735) فقال: "لم يسمع عمر من جده شيئاً، وإنما روى هذا الحديث عن أبيه، عن عمار، كذا رواه النسائي". قلت: وهو عنده في "السنن الكبرى" (1/211) ، وفيه عمر بن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قال عنه الحافظ: "مقبول". التقريب (410/ت4868) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (1/290) ، وأبو يعلى (3/189-190/ح1615) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ المقبري، عن عمر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام، عن أبيه عن عمار به. وأخرجه أحمد (4/321) ، وأبو داود (1/503/ح796) كتاب الصلاة، باب ما جاء في نقصان الصلاة، من طريق ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عَنَمة، عن عمار به. هذا إسناد رجاله رجال الصحيح. وله طريق آخر عن عمار أخرجه أحمد (4/264) من طريق محمد بن إسحاق، حدّثني مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي لاس قال: دخل عمار بن ياسر المسجد، فركع فيه ركعتين أخفهما وأتمهما، قال: ثم جلس، فقمنا إليه، فجلسنا عنده، ثم قلنا له: خفّفت ركعتيك هاتين جدًّا يا أبا اليقظان، فقال: إني بادرت بهما الشيطان أن يدخل علي فيهما". وهذا إسناد حسن، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث، وأبو لاس قال عنه الحافظ: "صحابي". التقريب (316/ت3518) . وبالجملة الحديث بهذه الطرق صحيح لغيره، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

605 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي جدِّي، حَدَّثَنَا زُهَير بْنُ

عبَّاد (¬1) ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرة (¬2) ، عن العَلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رُبَّ أشعَثَ يُدْفَع بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ لأَبَرَّه)) (¬3) . 606 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤلُؤ، حَدَّثَنَا أبو عمرو سهل ابن مُوسَى بشِيْرَاز، حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ مُعاذ العَقَديّ (¬4) ¬

(¬1) هو زهير بن عباد الرؤاسي، ابن عم وكيع بن الجراح، كنيته أبو محمد، من أهل الكوفة، سكن مصر. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويخالف". وقال الدارقطني: "مجهول". مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين. الثقات لابن حبان (8/256) ، والميزان (2/273) . (¬2) هو حفص بن ميسرة العُقيلي ـ بالضم ـ، أبو عمر الصنعاني، نزيل عسقلان، وثقه ابن معين، وأحمد. وقال أبو حاتم: صالح الحديث"، وقال مرة: "يكتب حديثه، ومحله الصدق، وفي حديثه بعض الأوهام". وقال ابن حجر: "ثقة ربما وهم، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين". الجرح والتعديل (3/187) ، وتهذيب الكمال (7/73-77) ، والميزان (1/568) ، والتهذيب (2/419-420) ، والتقريب (174/ت1433) . (¬3) إسناده ضعيف، من أجل زهير بن عباد الرؤاسي. أخرجه الخطيب في "موضّح الأوهام" (2/19) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بن سفيان به مثله. والحديث صحيح، أخرجه مسلم (4/2024/ح2622) ، كتاب البر والصلة، باب فضل الخاملين والضعفاء وفي (4/2191/ح2854) كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون. (¬4) أبو سهل البصري الضرير. قال أبو حاتم: "صالح الحديث صدوق". وقال مسلمة: "بصري صالح". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: "صدوق من العاشرة، مات سنة بضع وأربعين". الجرح والتعديل (2/368) ، والثقات (8/144) ، وتهذيب الكمال (4/146-147) ، والتهذيب (1/458) ، التقريب (124/ت702) .

، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس ((أنَّ النبيَّ [ل/129ب] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وعثمانَ كَانُوا يفتَتِحون القِراءةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} )) (¬1) . 607 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سَهْلٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، [حَدَّثَنَا] (¬2) أَبُو عَوَانة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَهْرَم ابنُ آدمَ وتَشِبُّ معهُ اثْنَتانِ؛ الحرصُ عَلَى الْمَالِ، والحرصُ على العُمر)) (¬3) ¬

(¬1) في إسناده أَبُو عَمْرٍو سَهْلُ بْنُ مُوسَى، لم أجد ترجمته، ولكن تابعه ابن خزيمة عن بشر بن معاذ، أخرجه في "صحيحه" (1/248) . وأخرجه البخاري في "جزء القراءة" (ص36) ، والترمذي (2/15/ح246 ـ شاكر ـ) أبواب الصلاة، باب ما جاء في افتتاح الصلاة، والنسائي (2/133) كتاب الافتتاح، باب البداء بفاتحة الكتاب قبل السورة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/234) ، وابن عبد البر في "الإنصاف" (ص213-214ح14) كلهم من طريق قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه ابن ماجه (1/267/ح813) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب افتتاح القراءة، من طريق جبارة ابن المغلس، عن أبي عوانة به نحوه، ولم يذكر عثمان. وقد تابع أبا عوانة عليه جمعٌ من أصحاب قتادة، انظر طرق حديثهم في "الإنصاف" لابن عبد البر رحمه الله تعالى. (¬2) ما بين المعقوقتين عليه تضبيب، إشارة إلى الشك، والتصويب من الإسناد الذي قبله، وبعده. (¬3) إسناده كسابقه. أخرجه ابن ماجه (2/1415/ح4234) كتاب الزهد، باب الأمل والأجل، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص129 ـ في مجانبة الحرص للعاقل ـ) من طريق بشر بن معاذ به. وأخرجه مسلم (2/724/ح1047) كتاب الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، والترمذي (4/493/ح2339) كتاب الزهد، باب ما جاء في قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثنتين، من طرق عن أبي عوانة به. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح". وأخرجه البخاري (7/171 ـ تركيا ـ) كتاب الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، من طريق هشام، عن قتادة به.

608 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سَهْلٌ، حَدَّثَنَا بِشْر، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ((كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخَفَّ النَّاسِ صَلاةً فِي تَمام)) (¬1) . 609 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا إسحق، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صالح الفَرَّاء، حدثنا عبد الله بْنُ عُمَرَ العُمَري، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل؛ مَا لِلرَّجُلِ منِ امْرأتِه وَهِيَ حائضٌ؟ فَقَالَ: مَا فوقَ الإِزَارِ)) (¬2) . 610 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عُمر بن حَيُّوْيَه يقول: سمعت ابن أبي داود يقول: سمعت علي بن خَشْرَم يقول: سمعت وكيعا ¬

(¬1) إسناده كسابقه. أخرجه ابن خزيمة (3/48) عن بشر بن معاذ العقدي به مثله. وأخرجه مسلم (1/342/ح469) كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، والترمذي (1/463/237) أبواب الصلاة، باب ما جاء إذا أم أحدكم الناس فليخفف، والنسائي (2/430/ح823 ـ دار المعرفة ـ) كتاب الصلاة، باب ما على الإمام من التخفيف، وأبو يعلى (5/239-240/ح2852) من طرق عن أبي عوانة به. (¬2) إسناده ضعيف من أجل عبد الله العمري، ولم أجد الحديث من رواية أبي سلمة عن عائشة، عند غير المصنف. وأما الحديث فإنه صحيح ثابت رواه غير واحد عن عائشة، منهم: - الأسود بن يزيد النخعي، أخرج حديثه البخاري (1/78ـ تركيا ـ) كتاب الحيض، باب مباشرة الحائض، ومسلم (1/242/ح293) كتاب الحيض، باب مباشرة الحائض فوق الإزار، من طريق إبراهيم النخعي عنه بلفظ: ((كان إحدانا إذا كانت حائضاً، أمرها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فتأتزر بإزار، ثم يباشرها)) . - وعبد الرحمن بن الأسود أخرج حديثه البخاري ومسلم في الموضعين السابقين.

[يقول] (¬1) غيَر مرَّة: ((يا فِتْيَانُ، تفَقَّهُوا فقهَ الحديث؛ فإنَّكم إن تَفَقَّهْتم فقهَ الحديث لم يَقْهَرْكم أهلُ الرَّأي)) (¬2) . 611 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أبو عبد الله العَسْكريّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن عثمان بن أبي شَيْبة، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ الأسلَميّ (¬3) ، حَدَّثَنِي عمِّي سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ (¬4) ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زيد (¬5) ، ¬

(¬1) هذه الكلمة غير موجودة في المخطوط، وأثبتها لأن السياق يقتضي ذلك، وهي مثبتة في الرواية رقم (931) . (¬2) إسناده صحيح، أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/161-162) ، وفي "نصيحة أهل الحديث" (ص41) من طريق ابن حيويه به مثله. وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص66) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ المروزي، عن علي بن خشرم قال: "كنا في مجلس سفيان بن عيينة فقال: يا أصحاب الحديث ... ، فذكر نحوه". وأخرج الخطيب في الموضعين السابقين من طريق أحمد بن علي الأبار، عن علي بن خشرم بلفظ: "لو أنكم تفقهتم الحديث، وتعلمتموه ما غلبكم أصحاب الرأي، ما قال أبو حنيفة في شيء إلا ونحن نروي فيه باباً". وسيكرر المصنف هذا الخبر في الرواية رقم (931) بهذا الإسناد واللفظ. (¬3) في المخطوط "السّلمي" والصواب ما أثبت. وهو ابن أخي سفيان بن حمزة. ذكره ابن أبي حاتم وقال: "روى عنه أبي، وسمع منه بالمدينة في سنة خمس وخمسين ومائتين، وكنت معه فلم يُقْضَ لي السماع منه". الجرح والتعديل (3/216) . (¬4) هو سفيان بن حمزة بن سفيان بن فروة الأسلمي، أبو طحة المدني. قال أبو حاتم ـ وسئل عنه ـ: "مديني صالح الحديث"، وقال أبو زرعة: "هو صدوق"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: "وثق"، وقال ابن حجر: "صدوق من الثامنة". الجرح والتعديل (4/230) ، والثقات لابن حبان (8/288) ، وتهذيب الكمال (11/142) ، والكاشف (1/448) ، والتهذيب (4/97) ، والتقريب (244/ت2438) . (¬5) هو كثير بن زيد الأسلمي مولاهم، أبو محمد المدني، يقال له: ابن مافَنَّه، وثقه ابن عمار الموصلي. قال ابن معين: "ليس بذاك القوي"، كذا حكى عنه ابن أبي خيثمة، وحكى يعقوب الدورقي عنه أنه قال: "ليس به بأس"، وعن معاوية بن صالح قال: "صالح"، وقال أحمد: "ما أرى به بأساً"، وقال علي بن المديني وأبو حاتم: "صالح ليس بالقوي"، وقال أبو زرعة: "صدوق فيه لين"، وقال يعقوب بن شيبة: "ليس بذاك الساقط، وإلى الضعف ما هو"، وقال النسائي: "ضعيف"، وقال ابن عدي: "ولم أرَ بحديثه بأساً، وأرجو أنه لا بأس به"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق يخطئ". العلل لأحمد (2/317) ، والتاريخ الكبير (7/216) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص89) ، وسؤالات ابن أبي شيبة (ص95) ، والجرح والتعديل (7/150) ، والثقات لابن حبان (7/354) ، والمجروحين (2/222) ، والكامل (6/67-68) ، والكاشف (2/144) ، والتهذيب (8/370) ، والتقريب (459/ت5611) .

عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَباح، عَنْ أبي هريرة [ل/130أ] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُسْلِمُونَ عَلَى شروطِهم، مَا وافقَ الحقَّ مِنْهَا، والصُّلْحُ جائزٌ بين المسلمين)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ليّن، فيه: - كثير بن زيد الأسلمي، وهو متكلم فيه، وقال الحافظ: "صدوق يخطئ". قال ابن الملقن: "وفي إسناده كثير بن زيد الأسلمي، وهو مختلف فيه، وابن حبان وثّقه، وأخرج الحديث في صحيحه من جهته". كذا قال في "تحفة المحتاج" (2/263) ، وفي "خلاصة البدر المنير" (2/69) ، قال: "بإسناد حسن". -وحمزة بن مالك الأسلمي، لم أجد من وثقه، ولكن روى عنه أبو حاتم، وهو ممن لا يروي إلا عن ثقة، وقد تابعه غير واحد. والحديث أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (ص161، 251) عن حمزة بن مالك به مثله. وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/79) ، و (7/249) من طريق سفيان بن حمزة به، سوى قوله ((والصلح جائز بين المسلمين)) . قال البيهقي: "وزاد سفيان في حديثه ((ما وافق الحق منها)) ، وقدروينا ذلك بزيادته من حديث خُصيف، عن عروة، عن عائشة، وعن عطاء، عن أنس بن مالك مرفوعاً، سيأتي ذكر حديثهما إن شاء الله تعالى. وأخرجه أحمد (2/366) ، وأبو داود (4/216 ح 3589) كتاب الأقضية، باب في الصلح، والدارقطني (3/27) ، والحاكم (2/57) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/166) من طريق ابن وهب، وابن حبان (ح5091) من طريق مروان بن محمد الطاطري، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد به، سوى قوله: ((ما وافق الحق منها)) ، وهو عند أحمد: ((الصلح جائز بين المسلمين)) فقط. وأخرجه البيهقي (6/79) ، و (7/249) ، والدارقطني (3/27) من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن كثير بن زيد به، سوى قوله ((ما وافق الحق منها)) . وله شاهد من حديث كثير بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده. أخرجه الترمذي (2/403ح 1363) أبواب الأحكام، باب ما ذكر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الصلح بين الناس، وابن ماجه (2/788/ح2353) كتاب الأحكام، باب الصلح، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/22) ، والدارقطني (3/27) ، والحاكم (4/113) من طرق عنه به بلفظ ((الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً حرم حلالاً، أو أحل حراماً، والمسلمون على شروطهم، إلا شرطاً حرم حلالاً، أو أحل حراماً)) . قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". اهـ. ويشهد له أيضاً حديث عائشة الذي أخرجه الدارقطني (3/27) ، والحاكم (2/57) ، والبيهقي (7/249) من طريق خصيف، عن عروة، عنها، وقال خصيف: وحدّثني عطاء بن أبي رباح، عن أنس بن مالك. وخصيف ضعيف، ولكن يصلح في الشواهد. والحاصل أن الحديث بمجموع طرقه وشواهده يتقوى، ويرتقي إلى درجة الحسن أو الصحة إن شاء الله، وقد علّقه البخاري بصيغة الجزم. وفي الباب عن عدد من الصحابة، لا يخلو كل واحد منه من مقال، وحديث أبي هريرة هذا أمثل ما في الباب. انظر تغليق التعليق (3/281) .

612 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الحُسين بْنُ مُحَمَّدٍ العَسْكَريّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هارون ابن يُوسُفَ بْنِ زِيَاد الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مِقْرَاض (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) الشَّطَوي، وثّقه الإسماعيلي، وقال الذهبي: "الإمام الفاضل". توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة. تاريخ بغداد (14/29) ، وسير أعلام النبلاء (14/262) . (¬2) نزيل مكة، ويقال: إن أبا عمر كنية يحيى، صدوق صنف المسند، وكان لازم ابن عيينة، لكن قال أبو حاتم: "كان رجلا صالحاً، وكانت به غفلة، رأيت عنده حديثاً موضوعاً، حدّث به عن ابن عيينة، وهو صدوق". وقال أحمد بن سهل الإسفراييني: سمعت أحمد بن حنبل ـ وسئل عمن نكتب؟ ـ فقال: "أما بمكة فابن أبي عمر". التاريخ الكبير (1/265) ، والجرح والتعديل (8/124-125) ، والتهذيب (9/518-520) ، والتقريب (513/ت6391) .

سُفْيَانُ (¬1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن جابر بن عبد الله قَالَ: ((أطعَمَنا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحومَ الْخَيْلِ، ونَهَانا عَنْ لُحُومِ الحُمُر)) (¬2) . 613 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (¬3) ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ (¬4) ، حَدَّثَنَا عبد الغَفَّار بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لَبَّيْك اللَّهُمَّ لَبَّيْك، لَبَّيْك لا شريكَ ¬

(¬1) هو ابن عُيَيْنَةَ. (¬2) إسناده حسن. أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص380) ، والطحاوي في "معاني الآثار" (4/204) من طريق إبراهيم بن بشار، ومن طريق محمد بن سعيد، وابن حبان (7/341) ، من طريق نصر بن علي، والدارقطني (4/289-290) ، من طريق أبي كريب، كلهم عن سفيان بن عيينة به. وأخرجه الترمذي (4/223/ح1793) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل لحوم الخيل عن قتيبة، ونصر بن علي، والنسائي (1/229/ح4339) كتاب الصيد، باب الإذن في أكل لحوم الخيل، عن قتيبة، كلاهما عن سفيان به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وهكذا روى غير واحد عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جابر، ورواه حماد ابن زيد عن عمرو بن ديينار، عن محمد بن علي، عن جابر، ورواية ابن عيينة أصح، قال: وسمعت محمداً يقول: سفيان بن عيينة أحفظ من حماد بن زيد". قلت: والحديث تقدم برقم (332) من طريق عمرو بن دينار، فلينظر تخريجه هناك، وأن الشيخين أخرجا الحديث من طريق حماد بن زيد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد بن علي، عن جابر. (¬3) هو إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ. (¬4) هو الفراء اليشكري.

لَكَ لَبَّيْك، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لَكَ والملكَ، لا شريكَ لَكَ)) (¬1) . 614 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: سمعت أبا الحسن علي ابن الحسن بن العبد (¬2) يقول: سمعت عثمان بن خُرَّزاذ يقول: سمعت مسلم بن أبي مسلم (¬3) يقول: ((سأَلَني مَلِكُ الرُّوم؛ ما يقول صاحبُكم في القرآن ـ يعني المأمون ـ قال: قلتُ: يقول: القرآنُ والتَّوراة والإنجيل والزَّبور مخلوقٌ، قال: فقال لي: كَذَب، هذا كلُّه كلامُ الله)) (¬4) . 615 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عُمَرَ بْنُ حَيُّويَه بِانْتِقَاءِ الدّارَقُطنيّ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد ابن سُلَيْمَانَ البَاغَنْديّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عبد الواحد (¬5) [ل/130ب] قال: قال لنا يحيى ابن ¬

(¬1) إسناده ضعيف من أجل عبد الغفار بن القاسم، وهو ضعيف رافضي، ولم أجد من أخرجه من طريقه غير المصنف. والحديث صحيح عن نافع، أخرجه البخاري (2/147-تركيا-) كتاب الحج، باب التلبية، ومسلم (2/841/ح1184) كتاب الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها من طريق مالك، عنه به. (¬2) الوراق، ذكره الخطيب وسكت عنه، ومات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (11/382) . (¬3) هو مسلم بن عبد الرحمن الجرمي، وثقه الخطيب البغدادي، نزل طرسوس وبها مات في شهر رمضان سنة أربعين ومائتين. تاريخ بغداد (13/100) . (¬4) في إسناده الحسن بن علي بن الحسن بن العبد، لم يوثّقه أحد، ولم أجد الأثر عند غير المصنف. (¬5) هو جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي، كان على قضاء الثغر، وضّاع. قال الدارقطني: "يضع الحديث"، وقال أبو زرعة: "روى أحاديث لا أصل له"، وقال أبو حاتم: "كان جعفر بن عبد الواحد وصل حديثاً لعبد الله بن مسلمة، زاد فيه أنساً، فدعا عليه القعنبي فافتضح"، قال أبو زرعة: "أخاف أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته"، وقال ابن عدي: "يسرق الحديث، ويأتي بالمناكير عن الثقات"، وساق له أحاديث وقال: "كلها بواطيل، وبعضها سرقه من قوم، وكان عليه يمين ألا يحدُّث ولا يقول: حدثنا، وكان يقول: قال لنا فلان"، ونحوه قال ابن حبان. الجرح والتعديل (2/483-484) ، والمجروحين (1/253-255 –السلفي-) ، والميزان (1/412-413) ، واللسان (2/119) .

كَثِيرٍ (¬1) : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (¬2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّعْبيّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ((أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى عَلَى قبرٍ بَعْدَ مَا دُفِن)) . قَالَ شُعْبَةُ: فقلتُ لِقَتَادَةَ: سمعتَه مِنَ الشَّعْبِيِّ؟ فَقَالَ: لا، حدَّثَنِيه عاصمٌ الأحوَل، فأتيتُ عاصم الأحوَل فقلتُ: سمعتَه مِنَ الشَّعْبِيِّ؟ قَالَ: لا، حدَّثَنِي الشَّيْبانيّ، فأتيتُ الشَّيْبانيَّ فسألتُه فَقَالَ: حدَّثَني الشَّعْبِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ (¬3) . ¬

(¬1) هو أبو غسان العنبري. (¬2) هو ابن الحجاج. (¬3) إسناده باطل فيه جعفر بن عبد الواحد، وقد تقدم ما فيه. والحديث صحيح، أخرجه مسلم (2/658ح954) كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر، من طريق شعبة، وسفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الواحد بن زياد، كلهم عن الشيباني به مثله. وأخرج البخاري (1/208 ـ تركيا ـ) كتاب الأذان، باب وضوء الصبيان، ومتى يجب عليهم الغسل، وحضورهم الجماعة والعيدين والجنائز وصفوفهم، و (2/88 ـ تركيا ـ) كتاب الجنائز، باب الصفوف على الجنائز، و (2/89 ـ تركيا ـ) كتاب الجنائز، باب سنة الصلاة على الجنائز، و (2/91-92) باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن، من طريق شعبة به نحوه. وأخرجه (2/72ح1247) كتاب الجنائز، باب الإذن بالجنازة، عن أبي معاوية، وفي (2/88) من طريق عبد الواحد ابن زياد، و (2/90ح1326) باب صلاة الصبيان مع الناس على الجنائز، من طريق زائدة، ثلاثتهم عن الشيباني به.

سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: ذَكَرَ شيخُنا أَبُو الْحَسَنِ الدارَقُطنيّ، حَدَّثَنَا ابنُ مَخْلَد سنةَ اثنتين وعشرين وثلاثمِائة بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الباغَنْديّ الصَّغِيرُ سنةَ سِتِّينَ ومِائتين. 616 - أَخْبَرَنَا أحمد، حدثنا عُبَيدالله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البَوَّاب المُقرِئ، حدثنا أبو بكر محمد ابن عبد الله المَهْريّ (¬1) ، حَدَّثَنَا النَّضْر بْنُ طَاهِرٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا زَنْفَل العَرَفيّ (¬3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصدِّيق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَمْرًا قَالَ: "اللهُمّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي")) (¬4) ¬

(¬1) هو محمد بن عبد الله بن يوسف، أبو بكر المهري، بصري سكن بغداد، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (5/444-445) . (¬2) هو النضر بن طاهر القيسي، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ ووهم". وقال ابن عدي: "بصري ضعيف جدًّا"، وقال: "يسرق الحديث، ويحدث عمن لم يَرَه، لا يحتمله سنّه". انظر الثقات لابن حبان (9/214) ، والميزان (5/383) ، واللسان (6/162-163) . (¬3) هو زَنْفَل بن عبد الله، ويقال: ابن شدّاد، أبو عبد الله العَرَفي ـ نسبة إلى عرفات؛ لأنه كان يسكنها ـ المكّي، ضعفه النقّاد؛ ابن معين، والنسائي، والدولابي، والأزدي، وأبو داود، والدارقطني. وقال ابن حبان: "كان قليل الحديث، وفي قلته مناكير لا يحتج به". تاريخ ابن معين (2/175 ـ الدوري ـ) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص223) ، والجرح والتعديل (3/618) ، والمجروحين (1/390 ـ السلفي ـ) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص220) ، والتهذيب (3/340-341) ، والتقريب (217/ت2038) . (¬4) إسناده منكر، فيه: - زنفل العَرَفي وهو ضعيف، وقد تفرد به. - والنضر بن طاهر، تقدم ما فيه. أخرجه الترمذي (4/264/ح3516) كتاب الدعوات، باب 86، وأبو يعلى (1/45-46/ح44) ، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (ح44) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/183-184) كلهم من طريق زنفل ابن عبد الله العرفي به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث ... وتفرد بهذا الحديث، ولا يتابع عليه". وانظر المقاصد الحسنة (ص90) ، وكشف الخفا (1/188) .

617 - أخبرنا أحمد، حدثنا عُبيدالله (¬1) ، حدثنا محمد بن محمد بن سُلَيْمَانَ (¬2) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الحرَّانيّ (¬3) ، حَدَّثَنَا العَلاء بْنُ سُلَيْمَانَ (¬4) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ¬

(¬1) هو البواب. (¬2) هو الباغندي. (¬3) هو عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن سويد، مولى ربيعة، إمام مسجد الجامع بحرّان، كنيته أبو الحسن. روى عن زهير بن معاوية، وهو آخر من روى عنه، كما قال الخطيب في "السابق واللاحق". ذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ"، وقال ابن عدي: "حدثني بعض أصحابنا عن أبي عروبة الحراني أنه كان يسيء الرأي في عبد السلام هذا، وكان يقول: "قد كتبت عنه، ولا أحدّث عنه"، وقال ابن عدي: "وعبد السلام هذا له أحاديث صالحة عن زهير بن معاوية، وعن شيوخ حرّان، ولا أعلم بحديثه بأساً، ولم أرَ في حديثه منكراً فأذكره"، وقال الأزدي: "تركوه". مات سنة أربع وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل (6/48) ، والثقات لابن حبان (8/428) ، والكامل لابن عدي (5/331) ، وسير أعلام النبلاء (8/183) ، واللسان (4/13) . (¬4) هو العلاء بن سليمان الرَّقي، أبو سليمان. قال عمرو بن خلاد: "كان في العلاء بن سليمان غفلة"، وقال العقيلي: "لا يتابع على حديثه"، وقال البرذعي: "رأيت أبا زرعة يسيء الرأي في العلاء بن سليمان الرقّي، ونسبه إلى الضعف"، وقال ابن عدي: "منكر الحديث، ويأتي بمتون ولها أسانيد لا يتابعه عليها أحد"، وقال أبو علي محمد بن سعيد القشيري: "حدّث عن الزهري في مس الذكر حديثاً منكراً"، وقال الأزدي: "ساقط لا تحل الرواية عنه". الضعفاء للعقيلي (3/345) ، سؤالات البرذعي (ص701) ، والكامل لابن عدي (5/223) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/187) ، واللسان (4/184) .

سَالِمٍ (¬1) ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (¬2) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من مسَّ [ل/131أ] فرْجَه فَلْيَتوَضَّأْ)) . تَفَرَّدَ بِهِ الْعَلاءُ عن الزهري (¬3) ¬

(¬1) هو ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. (¬2) في المخطوط "ابن عمران"، والصواب ما أثبت، كما في مصادر التخريج. (¬3) إسناده ضعيف جدًّا من أجل العلاء بن سليمان، وهو منكر الحديث، وقد تفرد به عن الزهري، كما أفصح عنه المصنف. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/74) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/281) ، وابن عدي في "الكامل" (5/223) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص103) من طرق عن العلاء بن سليمان به. قال الهيثمي: "وفي سند "الكبير" العلاء بن سليمان، وهو ضعيف جدًّا". مجمع الزوائد (1/245، و249) . وقال الطحاوي: "العلاء ضعيف"، ومثله قال ابن حجر في "الدراية" (1/41) . وله طرق أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما: - أولها: طريق نافع، وعنه مالك، وعبد الله العمري، وهاشم بن زيد الدمشقي، وسليمان بن وهب الأنصاري. - أما حديث مالك فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/273) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/257) من طريق حفص بن عمر العدني، المعروف بالفرخ، وفيه أن ابن عمر كان يقول: "يتوضأ من مس فرجه، قال: وسمعت بسرة بنت صفوان تقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: ((من مس فرجه فليتوضأ)) . وإسناده ضعيف جدَّا، وحفص بن عمر العدني، قال عنه النسائي: "ليس بثقة"، وقال العقيلي: "لا يقيم الحديث". وقال ابن عدي: "هذا ليس يرويه عن مالك إلا حفص بن عمر، وهذا الحديث في "الموطأ" عن ابن عمر موقوف، وأما قوله عن بسرة فهو باطل". وقال ابن حبان: "هذا خبر مقلوب الإسناد، إنما هو عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر فقلبه". - وحديث عبد الله العمري أخرجه الدارقطني (1/147) ، وابن عدي في "الكامل" (4/142) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1/178) من طريق إسحاق الفروي، عنه به. وفي سنده عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وهو ضعيف. قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد منكر". - وحديث هاشم بن زيد أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص103) من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي، عنه به. وعزاه الهيثمي إلى البزار وقال: "وفي إسناد البزار هاشم بن زيد، وهو ضعيف جدًّا". مجمع الزوائد (1/245، 249) . قلت وهاشم بن زيد هذا قال عنه أبو حاتم: "ضعيف الحديث". الجرح والتعديل (9/103) . وقال الدارمي في "كتاب الأطعمة" ـ كما في اللسان (6/184) ـ: "هاشم ليس بقوي في الحديث". - وحديث سليمان بن وهب الأنصاري أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/143) عنه به. قال العقيلي: "سليمان بن وهب الأنصاري بصري يخالف في حديثه". - والطريق الثاني: طريق محمد بن سيرين عنه. أخرجه أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (2/485) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري، عن أيوب عنه به. قال الخليلي: "هذا منكر بهذا الإسناد، لا يصح من حديث أيوب، ولا من حديث سفيان، والحمل فيه على عبد العزيز ابن أبان الكوفي؛ فإنهم ضعّفوه". قلت: وعبد العزيز بن أبان قال عنه الحافظ ابن حجر: "متروك، وكذّبه ابن معين وغيره". التقريب (356/ت4083) . - الطريق الثالث: عن ابن جريج، عن عبد الواحد بن قيس ـ أو بشير بالشك ـ، عنه به. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/319) من طريق سليم بن مسلم عنه به. وإسناده ضعيف جدًّا، من أجل سليم بن مسلم ـ وهو الخشّاب المكي. قال ابن معين: "ليس بثقة"، وقال مرة: "كان جهميًّا خبيثاً"، وقال النسائي: "متروك الحديث". تاريخ ابن معين (3/444 ـ الدوري ـ) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص47) ، والضعفاء للعقيلي (2/164) . والحاصل أن حديث ابن عمر المرفوع، لم يقم له إسناد يركن إليه، وإنما الثابت عنه موقوف عليه، كما أخرجه مالك (1/42-43) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/131، 136) -، وابن أبي شيبة (1/151) ، وعبد الرزاق (116) ، وابن الجعد في "مسنده" (ص478) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/76) ، والدارقطني (1/150) من طرق عنه. وأما المرفوع فقد ورد عن جماعة كثيرة من الصحابة، وأصح ذلك حديث بسرة بنت صفوان الذي أخرجه مالك (1/42) ، وأحمد (6/406) ، وأبو داود (1/235ح183) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والترمذي (1/55ح82) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، والنسائي (1/100) كتاب الطهارة، باب الوضوء من مس الذكر، وابن ماجه (1/161ح479) كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء من مس الذكر، وابن خزيمة (1/22) ، وابن الجارود في "المنتقى" (ص17) ، والدارقطني (1/146) من طرق عن عروة بن الزبير، عن مرون بن الحكم، عن بسرة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". ونقل الترمذي عن البخاري أنه "أصح شيء في الباب". وقال الدارقطني: "صحيح". وصححه كذلك أحمد، وابن معين ـ كما حكى ابن عبد البر عنه ـ، وأبو حامد بن الشرقي، والبيهقي، والحازمي، وابن حبان، والحاكم، وابن الملقن. قال البيهقي: "هذا الحديث وإن لم يخرجه الشيخان لاختلاف وقع في سماع عروة منها أو من مروان، فقد احتجّا بجميع رواته". انظر علل الترمذي (ص48 ـ بترتيب أبي طالب القاضي ـ) ، والتمهيد (17/192) ، والاعتبار للحازمي (ص40) ، وتحفة المحتاج لابن الملقن (1/151) ، وخلاصة البدر المنير (1/55) ، والدراية لابن حجر (1/38) ، والتلخيص الحبير (1/122) ، وعون المعبود (1/212) . وفي الباب عن عدد من الصحابة، منهم أم حبيبة، وأبو أيوب، وأبو هريرة، وأروى بنت أنيس، وعائشة، وجابر، وزيد ابن خالد، وعبد الله بن عمرو، وغيرهم، وقد عدَّهم الكتاني في "نظم المتناثر" (ص65) فبلغ بهم سبع عشرة نفساً.

618 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمرو (¬1) عثمان بن محمد بن القاسم الأَدَميّ، حدثنا عبد الله بْنُ إِسْحَاقَ المَدَائِنيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكيم (¬2) ، حَدَّثَنَا سَلْم بْنُ قُتيبة، حَدَّثَنَا يونُس ابن أبي إسحاق (¬3) ، ¬

(¬1) في المخطوط "أبو عمر"، سقط منه الواو، انظر الرواية رقم (181) . (¬2) هو المقوِّم البصري. (¬3) هو السبيعي، صدوق يهم قليلاً، قاله الحافظ ابن حجر. وقال ابن مهدي: "لم يكن به بأس"، وقال أبو حاتم: "صدوق، لا يحتجّ به"، وقال أحمد: "حديثه مضطرب"، وقال القطان: "كانت فيه غفلة". التاريخ الكبير (8/408) ، وتهذيب الكمال (32/488-493) ، والميزان (4/482-483) ، والتهذيب (11/433-434) ، والتقريب (613/ت7899) .

عَنِ الشَّعْبيّ، عَنْ عُروة (¬1) ، عَنِ المُغِيرة بْنِ شُعبة قَالَ: ((كنتُ مَعَ النّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ لحاجتِه فتبِعْتُه بإِداوةٍ، فتوضَّأ، واستَنْشَق وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثمَّ أَرَادَ أَنْ يغسِل ذِراعَيه وَمَسَحَ برأسِه، ثُمَّ أهْوَيْتُ إِلَى خُفَّيْه لأَخْلَعَهما، فَقَالَ: "يَا مُغيرةُ، أَقِرَّ الخُفَّيْن؛ فَإِنِّي أدْخَلْتُ الخُفَّين ورجلايَ طَاهِرَتَانِ"، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَلَى الخُفَّين)) (¬2) . فشهِد المغيرةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهِدَ عروةُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بِذَلِكَ، وشَهِد الشَّعبيّ عَلَى عُرْوَةَ، وشَهِد يونسُ عَلَى الشَّعبيّ بِذَلِكَ، وشَهِد سَلْمٌ عَلَى يونسَ بِذَلِكَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَأَنَا أشهَدُ عَلَى سَلْم بِذَلِكَ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وشهِدْتُ أَنَا عَلَى يَحْيَى بِذَلِكَ، قَالَ لَنَا أَبُو عَمْرٍو (¬3) : وشهدتُ أنا على عبد الله بْنِ إِسْحَاقَ بِذَلِكَ، قَالَ أَبُو ¬

(¬1) هو عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، أبو يعفور الكوفي. (¬2) إسناده حسن، ويونس بن أبي إسحاق متابع كما يأتي. أخرجه أبو داود (1/105-106/ح151) كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين، من طريق يونس به. وقد تابع يونسَ عليه زكريا بنُ أبي زائدة، أخرجه البخاري (1/59 ـ تركيا ـ) كتاب الوضوء، باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان، و (7/37) كتاب المغازي، باب لبس جبة الصوف في الغزو، ومسلم (1/230/ح274) كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين، عنه، عن الشعبي به. وحديث المسح على الخفين تقدم أيضاًَ برقم (382) ، وسيأتي برقم (622) عن سمرة بن جندب. (¬3) في المحطوط "أبو عمر" كما سبق في الإسناد، وكما يأتي، وهو خطأ.

الْحَسَنِ العَتِيقيّ: وشهِدتُ أَنَا عَلَى أَبِي عَمْرٍو بِذَلِكَ، قَالَ لَنَا شيخُنا أَبُو الحُسين: وَأَنَا أشهَد عَلَى أَبِي الحَسَن بِذَلِكَ، قَالَ لَنَا شيخُنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَأَنَا أشهَد عَلَى أَبِي الحُسين بِذَلِكَ. أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْن فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، أَخْبَرَنَا الْعَتِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا الْمَدَائِنِيُّ مُسَلْسَلا أَيْضًا نَحْوَهُ (¬2) . 619 - أَخْبَرَنَا [ل/131ب] أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السِّمْسار، حدثنا محمد بن الحسن ابْنُ سَمَاعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ مَاتَ لا يُشرك بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) (¬3) . 620 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو الحُسَين عُبيدالله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البَوَّاب المُقْرِئ، حدثنا محمد ابن الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ البَزَّاز أَبُو الطيِّب، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَمْرٍو القَوْمَسيّ، حدثنا بِشْر ابن الحارث (¬4) ، عن ¬

(¬1) في أصل المخطوط "عبد الله" كما نبه عليه الناسخ، وصوّبه. (¬2) أخرجه أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري في "حديثه" (1/259/ح226) عن المدائني به مسلسلاً. (¬3) تقدم الحديث برقم (380) بهذا الإسناد نفسه. (¬4) هو الحافي.

عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثلاثٌ لا يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ؛ الحِجامة، وَالاحْتِلامُ، والقَيْء)) (¬1) . 621 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السِّمْسار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم (¬2) ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ قِرْطاس (¬3) ، ¬

(¬1) إسناده ضعيف فيه: - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم، وهو ضعيف، كما تقدم في ترجمته في الرواية رقم (153) ، وقد أخطأ في وصل هذا الإسناد. - وإسحاق بن عمرو القومسي لم أقف له على ترجمة. أخرجه ابن خزيمة (3/233) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بن أسلم به. قال ابن خزيمة عقبَه: "هذا الإسناد غلط، ليس فيه عطاء بن يسار، ولا أبو سعيد، وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل الحديث بحديثه؛ لسوء حفظه للأسانيد، وهو رجل صناعته العبادة، والتقشف، والموعظة والزهد، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد". قلت: لم يتفرد عبد الرحمن، بل وافقه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم به. أخرجه ابن خزيمة (3/235) ، والدارقطني (2/183) من طريق شعيب بن حرب، عنه به، ولكن خالفهما سفيان الثوري، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعمر، فقالوا: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجل، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، أخرج حديثهم ابن خزيمة، وحديثهم هو الصواب، قال ابن خزيمة: "سمعت محمد بن يحيى ـ يعني الذهلي ـ يقول: "هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد، ولا عن عطاء بن يسار، والمحفوظ عندنا حديث سفيان ومعمر". قلت: وفي إسناده رجل مبهم، وعليه فالحديث ضعيف، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬2) هو الفضل بن دكين. (¬3) هو عيسى بن قرطاس الكوفي، متروك الحديث، وكان من الغلاة في الرفض. انظر تاريخ ابن معين (2/464 - الدوري) ، والضعفاء للعقيلي (3/1092-1093 - السلفي) ، والجرح والتعديل (6/285) ، والمجروحين (2/99-100 - السلفي) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص317) ، والتهذيب (8/227-228) ، والتقريب (440/ت5320) .

عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ارفَعُوا سَدْلَكم فِي الصَّلاة، وكلُّ شيءٍ أصابَ الأرضَ مِنْ سَدلِكم فَفِي النَّار)) (¬1) . 622 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ (¬2) السِّمْسار، حَدَّثَنَا ابنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبيدالله (¬3) الطَّائِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعة، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرة بْنِ جُنْدُب، عَنْ أَبِيهِ: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الخُفَّين)) (¬4) . 623 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُظَفَّر، حَدَّثَنَا أبو محمد ¬

(¬1) إسناده ضعيف جدًّا من أجل عيسى بن قرطاس. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/1891) ، وأبو نعيم في "تسمية الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (ص73) ، عن الحسين بن أحمد بن المخارق، كلاهما عن ابن سماعة به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/400-401) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/1093 ـ السلفي ـ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/261) عن علي بن عبد العزيز، ثلاثتهم عن أبي نعيم به. وذكره ابن حبان في "المجروحين" (2/100 ـ السلفي ـ) في ترجمة عيسى بن قرطاس. ولفظه عندهم: ((إذا صليتم فارفعوا سَبَلكم، فكل شيء أصاب الأرض من سَبَلكم ففي النار)) . انظر السلسلة الضعيفة (4/130/ح1626) . (¬2) في المخطوط "أبو سعد" والصواب ما أثبت. (¬3) هكذا ورد هنا، وقد سلف كذلك في الرواية رقم (382) ، وفي التقريب "عبيد" بدون الإضافة. (¬4) تقدم برقم (382) بهذا الإسناد نفسه.

عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَشيّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنيّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ [ل/132أ] زُرَيع، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبة، حَدَّثَنَا قَتادة، عَنْ أَنَسٍ ((أنَّ نبيَّ اللَّهِ صعِد أُحُداً فتَبِعه أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فرَجَفَ بِهِمْ فضربَه رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِجْله فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ، فإنَّمَا (¬1) عَلَيكَ نبيٌّ وصِدِّيقٌ وشَهيدَانِ)) (¬2) . ¬

(¬1) في المخطوط "فإن"، والتصويب من صحيح البخاري. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه البخاري (4/199-200 ـ تركيا ـ) ، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب ... من طريق يزيد بن زريع به. وأخرجه في الموضع السابق، و (4/197 ـ تركيا ـ) باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، و (4/204) باب مناقب عثمان رضي الله عنه ... من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ به.

624 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَر الْحَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَافِعٍ الدَّارِميّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبيع الزَّهْرانيّ، حَدَّثَنَا يزيد ابن زُريع، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (¬2) ، عَنْ قَتادة: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حدَّثهم ((أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صعِد أُحُداً، فتبِعَه أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فرَجَف بِهِمُ الجبلُ، فضربَه رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برِجلِه وَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ، عَلَيْكَ نبيٌّ وصِدِّيقٌ وشَهِِيدَانِِ)) (¬3) . 625 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُطَرِّف الجَرَّاحيّ (¬4) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن سَهْلِ بْنِ الفَيرُزَان الأُشْنانيّ المُقرِئ ـ وَمَا سَمِعْتُهُ إِلا مِنْهُ ـ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَان (¬5) ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو العَنْقَزيّ (¬6) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الهُذَليّ (¬7) ، عن الحسن (¬8) ، ¬

(¬1) البصري، البغدادي، الشيخ المعَمّر، وثّقه الدارقطني، توفي سنة إحدى وثلاثمائة، في جمادى الآخرة. سؤالات السهمي (رقم249) ، وتاريخ بغداد (7/327) ، وسير أعلام النبلاء (14/148-149) . (¬2) هو ابن أبي عروبة. (¬3) إسناده صحيح، تقدم تخريجه في الذي قبله. (¬4) هو علي بن الحسن بن علي بن مطرِّف، أبو الحسن القاضي، الجرّاحي. قال ابن أبي الفوارس ـ وقد سئل عنه: هل يحتج به؟ ـ: "غيره أحب إليّ"، وقال البرقاني: "كان يتّهم في روايته عن حامد بن شعيب، ولم أكتب عنه"، وقال العتيقي: "كان خيِّراً فاضلاً، حسن المذهب، وكان متساهلاً في الحديث". توفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة، لأربع خلون من جمادى الآخرة. تاريخ بغداد (11/387) . (¬5) هو عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الأموي مولاهم، ويقال له الجعفي ـ نسبة إلى خاله حسين بن علي ـ، أبو عبد الرحمن الكوفي، مُشْكُدانة ـ بضم الميم والكاف، بينهما معجمة ساكنة، وبعد الألف نون، وهو وعاء المسك بالفارسية ـ، صدوق فيه تشيع، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين. تهذيب الكمال (15/345-347) ، والميزان (3/180-181) ، والتهذيب (5/332-333) ، والتقريب (315/ت3493) . (¬6) العَنْقَزيّ: نسبة إلى بيع عنقز، قاله ابن حبان في "الثقات" (8/482) . (¬7) هو سُلْمى بن عبد الله بن سُلْمى البصري، وقيل: اسمه روح، وهو ابن بنت حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، ضعيف جدًّا، وتركه القطان وابن مهدي. وقال مزاحم بن زفر الكوفي: سألت شعبة عن أبي بكر الهذلي، فقال: "دعني، لا أقيء"، وقال ابن معين: "ليس بشيء"، ونقل عن غندر أنه قال: "كان أبو بكر إمامنا، وكان يكذب"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به". مات سنة سبع وستين ومائة. تاريخ ابن معين (2/697) ، والضعفاء للعقيلي (2/552-553 ـ السلفي ـ) ، والجرح والتعديل (4/313-314) ، والمجروحين (1/456-457 ـ السلفي ـ) ، وتهذيب الكمال (33/159-161) ، والتقريب (625/ت8002) . (¬8) هو ابن أبي الحسن البصري.

عَنْ أُمِّهِ (¬1) ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَقْتُل عمَّاراً (¬2) الفِئَةُ الباغِية)) (¬3) . 626 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عبد الله بْنِ صَالِحٍ الْفَقِيهُ الأَبْهَريّ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عبد العزيز الحَلَبي الشيخ الصالح (¬4) ¬

(¬1) اسمها خيرة، مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ ابن حجر: "مقبولة". الثقات (4/216) ، وتهذيب الكمال (35/166-167) ، والتقريب (746/ت8578) . (¬2) في المخطوط "عمار". (¬3) إسناده ضعيف جدًّا، من أجل أبي بكر الهذلي، وهو متروك الحديث، ولكن الحديث صحيح ثابت عن الحسن من غير طريقه. أخرجه مسلم (4/2236ح2916) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، من طريق ابن عون وخالد الحذّاء، كلاهما عن الحسن به، وزاد خالد سعيد ابن أبي الحسن ـ أخا الحسن ـ. وللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. قال الحافظ ابن حجر: "روى حديث ((عمّار تقتله الفئة الباغية)) جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان كما تقدم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان ابن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، كلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة". فتح الباري (1/646) . وسيورده المصنف في الرواية رقم (855) من حديث أنس. (¬4) المحدث الصادق، الزاهد القدوة، قال الحاكم: "كان من عباد الله الصالحين". وقال أبو نعيم: "تخرج به جماعة من الأعلام، كإبراهيم بن المولَّد، وكان ملازماً للشرع، متّبعاً له". مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، وله نيف وتسعون سنة. حلية الأولياء (10/366) ، وسير أعلام النبلاء (14/513-514) .

بدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا ابنُ أَبِي سُكَيْنة (¬1) ، حدثنا أبو الأَحْوَص (¬2) [ل/132ب] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ قَالَ: ((جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عملٍ يُقَرِّبُني منَ الْجَنَّةِ ويُباعِدني مِنَ النَّار؟ فَقَالَ: "تَعبُد اللَّهَ عزَّ وجلَّ لا تُشرك بِهِ شَيْئًا، وتُقِيم الصَّلاةَ، وتُؤْتِي الزَّكاة وتَصِل ذَا رَحِمِكَ"، قَالَ: فأَدْبَرَ الرَّجُل، فَقَالَ النّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: "إِنْ أمسكهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّة")) (¬3) . 627 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ بْنُ الوضَّاح، حَدَّثَنَا أَبُو شُعيب الحرَّانيّ، حدثنا يحيى بن عبد الله البابْلُتِّيّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ ¬

(¬1) هو محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "ربما أخطأ". الثقات (9/101) ، واللسان (5/20) . (¬2) هو سلام بن سليم. (¬3) إسناده حسن، وابن أبي سكينة ذكره ابن حبان في الثقات، ولم أجد من أخرجه من طريقه غير المصنف، وقد تابعه جماعة عن أبي الأحوص كما يأتي. أخرجه مسلم (1/43/ح13) كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان الذي دخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة، عن يحيى بن يحيى التميمي، وأبي بكر بن أبي شيبة، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/139/ح3926) من طريق ابن أبي شيبة، وأبي الوليد، ويحيى الحماني، أربعتهم عن أبي الأحوص به، فتابعوا ابن أبي سكينة عليه. وأخرجه البخاري (2/108-109 ـ تركيا ـ) كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، و (7/72) كتاب الأدب، باب فضل صلة الرحم، ومسلم في الموضع السابق من طريق شعبة، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبيه عثمان ابن عبد الله، عن موسى بن طلحة به.

وَرْدَان (¬1) قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: ((ارْتَقَى النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِنْبر، فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى، فَجَلَسَ فَقِيلَ لَهُ: يَا نبيَّ اللَّهِ، مَاذَا أمَّنْتَ؟ قَالَ: إِنَّ جبريلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَاني، فَقَالَ: رَغِمَ أنفُ امرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يصلِّ عَلَيْكَ فقلتُ: آمِينَ، ورَغِمَ أنفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أبَوَيْه، أَوْ أحدَهما فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، فقلتُ: آمِينَ، ورَغِمَ أنفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ رمضانَ فَلَمْ يُغْفَر لَهُ فقلتُ: آمين)) (¬2) ¬

(¬1) هو سلمة بن وردان الليثي، أبو يعلى الجُنْدَعي ولاءً، المدني. قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أحمد: "منكر الحديث"، وقال مرة: "ضعيف الحديث". وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، تدبّرت حديثه فوجدت عامتها منكرة، لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات، إلا في حديث واحد، يكتب حديثه". تاريخ ابن معين (2/227 ـ الدوري ـ) ، والعلل لأحمد (1/240، 320 ـ المكتبة الإسلامية ـ) ، والجرح والتعديل (4/175) ، والتهذيب (4/160) ، والتقريب (248/ت2514) . (¬2) إسناده ضعيف فيه: - سلمة بن وردان، وقد تفرد به. - والراوي عنه يحيى بن عبد الله البابلتي، ضعيف كذلك. أخرجه البزار (ح3168 ـ كشف الأستار ـ) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم" (ح15) ، والحافظان الحسن ومحمد ابنا علي بن عفان في "الأمالي والقراءة" (ص44-45/ح39) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1/389-390/ ح181 ـ مختصرًا على الجزء الأخير ـ) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (ص134-135/ح7-8) ، والعراقي في "الأربعين العشارية" (ح92) من طرق عن سلمة بن وردان به. قال البزار: "وسلمة صالح، وله أحاديث يستوحش منه، ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره"، قال الهيثمي: "رواه البزار، وفيه سلمة بن وردان، وهو ضعيف، وقد قال فيه البزار: صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح"، قلت: قول البزار في سلمة ابن وردان "صالح" مخالف لما قاله الأئمة فيه كما سلف في ترجمته، والظاهر أنه عنى بصلاح ديانته، لا روايته، والله أعلم". مجمع الزوائد (10/166) ، والقول البديع للسخاوي (ص208) . وله طريقان آخران عن أنس: - أولهما طريق ثابت، أخرجه ابن شاهين في المصدر السابق (ص132/ح4) من طريق مؤمل ـ هو ابن إسماعيل ـ، عن حماد بن سلمة، عنه به مختصراً. وفيه مؤمل بن إسماعيل، وهو صدوق سيئ الحفظ، فالسند ضعيف. - وثانيهما: طريق موسى بن عبد الله الطويل عنه، أخرجه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (2/443-444) ، وتمام في "فوائده" (رقم990) ، من طريق أبي جعفر محمد بن سلمة، عنه به. وفي سنده موسى الطويل، وقد تقدم غير مرة أنه متّهم بالكذب. وقد روي أيضاً من غير طريق أنس: - الأول: حديث ابن عباس. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/84/ح12551) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص128/ح1) من طريق إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كيسان، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عنه به. وفي سنده إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كيسان، وهو ضعيف أيضاً. انظر الميزان (1/194) ، واللسان (1/365) ، ومجمع الزوائد (10/156) . وأبوه عبد الله بن كيسان، ضعيف أيضاً، وقال البخاري: "منكر الحديث". وقال العقيلي: "في حديثه وهم كثير". وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث". وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيراً". انظر تهذيب الكمال (15/480-481) ، والتهذيب (5/371) ، والتقريب (319/ت3558) . وله طريق آخر عنه، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/82/ح11115) ، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وقد تقدم أنه ضعيف. انظر الرواية رقم (434) . - والشاهد الثاني: حديث عمار بن ياسر. أخرجه البزار (ح3164 ـ كشف الأستار ـ) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص130/ح2) من طريق عثمان بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن جده، عنه به مختصراً. وإسناده ضعيف، فإن عثمان وأباه قال في كل منهما الحافظ: "مقبول"، أي إذا توبعا، ولا متابع لهما. قال السخاوي: "أخرجه البزار هكذا، والطبراني باختصار من رواية عثمان بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جدّه بهذا"، ثم قال: "ومحمد بن عمار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وابنه أبو عبيدة وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث". القول البديع (ص210) . - والشاهد الثالث: حديث كعب بن عُجْرة. أخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم" (ح19) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/144/ح315) ، وابن شاهين في "فضل شهر رمضان" (ص130-132/ح3) ، والحاكم (4/153-154) ، من طرق عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن هلال، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده كعب به مطوّلاً. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات". مجمع الزوائد (10/166) . وقال السخاوي: "رجاله ثقات". القول البديع (ص207-208) . قلت: فيه إسحاق بن كعب، قال الذهبي في "الميزان" (1/196) : "تابعي مستور". وقال ابن حجر في "التقريب": "مجهول الحال"، فكأنهم صحّحوه بناءً على كونه تابعيًّا، وقد روى عن أبيه، فيكون أعلم به وألصق، كما تقدم في منهج الذهبي في ذلك، والله أعلم. - والشاهد الرابع: حديث أبي هريرة. أخرجه أحمد (2/254) ، والترمذي (5/550/ح3545) كتاب الدعوات، باب قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "رغم أنف رجل"من طريق ربعي بن إبراهيم ـ أخو إسماعيل بن إبراهيم بن علية ـ عن عبد الرحمن بن إسحاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عنه به مختصراً. قال الترمذي: "حديث حسن، غريب من هذا الوجه". وأخرجه إسماعيل القاضي (ح16) ، وابن حبان، والحاكم (1/549) ، من طريق بشر بن المفضل، وإسماعيل القاضي (ح17) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني به، وهو عند الحاكم مختصر بذكر الصلاة فقط. وله طريق آخر عن أبي هريرة، أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ح646) ، وإسماعيل القاضي (ح18) ، والبزار (ح3169 -كشف الأستار) ، وابن خزيمة (ح1888) من طريق كثير بن زيد الأسلمي، عن الوليد بن رباح، عنه به. وله طريق آخر عنه أخرجه أبو يعلى (ح5922) ، وعنه ابن حبان (ح907) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عنه، وإسناده حسن. والحاصل أن الحديث بهذه الشواهد يتقوى ويصح، وفي الباب غير ما ذكرت عن مالك بن الحويرث، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن سمرة.

628 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الأَبْهَريّ، حدثنا سعيد بن

عبد العزيز الحَلَبيّ بدمشق، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سُكَيْنة،

حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحق (¬1) ، عن أبي جُحَيفة [ل/133أ] قال: سمعت عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه ـ وهو على المنبر ـ يقول: ((أَلاَ، إنَّ خير هذه الأُمَّة بعد نبيِّها أبو بكر، وبعد أبي بكرٍ عمرُ، ولَوْ أَشَاءُ أَنْ أُخبِرَكم بالثالث لأخبَرْتُكُم)) (¬2) . 629 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الجَرَّاحيّ الشَّاهد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر ابن عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْجَارُودِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ أَبِي الشَّوَارِب (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ ابْني هَذَا سَيِّدٌ، ويُصْلِح اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِهِ بينَ فِئَتَينِ (¬4) مِنَ المسلِمين عظيمتَيْنِ، ـ يَعْنِي الحَسَن بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السلام ـ)) (¬5) ¬

(¬1) هو السبيعي. (¬2) تقدم برقم (480) من طريق قتيبة بن سعيد، عن أبي الأحوص به. (¬3) الأموي البصري، واسم أبي الشوارب: محمد بن عبد الرحمن بن أبي عثمان، صدوق. قال أحمد: "ما بلغني عنه إلا خيراً"، قال النسائي: "لا بأس به"، وقال مرة: "ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات". مات سنة أربع وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل (8/5) ، والثقات لابن حبان (9/102) ، وتاريخ بغداد (2/344-345) ، تهذيب الكمال (26/19-21) ، والتهذيب (9/316-317) ، والتقريب (494/ت6098) . (¬4) في المخطوط "فتنتين" بدل فئتين، وهو تصحيف. (¬5) في إسناده: - أبو سفيان طلحة بن نافع، وقد تكلم في سماعه من جابر، قيل: إنه صحيفة، كما تقدم في ترجمته في الرواية رقم (66) . - وفيه الأعمش وهو مدلس وقد عنعن. - ومحمد بْنُ عُمَرَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْجَارُودِ، لم أجد ترجمته. والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/35/ح2597) ، وفي "المعجم الأوسط" (2/481/1831) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/443) من طريق عبد السلام بن عاصم الرازي، عن عبد الرحمن بن مَغْراء، عن الأعمش به. قلت: في إسناد الطبراني عبد الرحمن بن مَغْراء الدوسي، أبو زهير الكوفي، صدوق تكلم في حديثه عن الأعمش، قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (350/ت4013) . والراوي عنه عبد السلام بن عاصم الرازي، قال عنه الحافظ ابن حجر: "مقبول"، أي إذا توبع، ولا متابع له، فالإسناد ضعيف. قال البزار: "روي هذا الحديث عن أبي بكرة، وعن جابر، وحديث أبي بكرة أشهر وأحسن إسناداً، وحديث جابر غريب". فتح الباري (13/66) . وحديث أبي بكرة أخرجه البخاري (3/1328ح3629) كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام من طريق حسين الجعفي، و (2/962/ح2704) كتاب الصلح، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهما: "إن ابني هذا سيّد ... إلخ"، و (3/1369ح) كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب مناقب الحسن والحسين، و (6/2602/ح7109) كتاب الفتن، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهما: "إن ابني هذا سيّد ... إلخ"، من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن إسرائيل أبي موسى، عن الحسن البصري، عنه به، وفي بعض طرقه مطوّل.

630 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السِّمسار، حدثنا محمد بن جعفر القُرَشي القتَّات، حدثنا أبو نُعيم الفضل بن دُكَين، حدثنا بُكير بن عامر اليَحْصُبيّ (¬1) قال: سمعت قَيس بنَ أبي حازم يقول: ((أَمَّ النَّاسَ ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، ولعله تحريف من "البجلي" كما في مصادر الترجمة، ومصدر التخريج. وهو بكير بن عامر البجلي، أبو إسمعيل الكوفي، متكلم فيه. فضعفه ابن معين، وأحمد، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وتركه القطان وابن مهدي فلم يحدّثا عنه، ووثقه ابن سعد، والحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد بن صالح: "ليس به بأس"، وقال العجلي: "كوفي لا بأس به". والصحيح أنه ضعيف؛ لأن أكثر النقاد على تضعيفه، وليس هو ممن يترك حديثه، كما قال ابن عدي: "بكير بن عامر هذا ليس بكثير الرواية، ورواياته قليلة، ولم أجد له متناً منكراً، وهو ممن يكتب حديثه". تاريخ ابن معين (3/334) ، و (4/296) ، والعلل لأحمد (1/396) ، و (2/69) ، والتاريخ الكبير (2/115) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص24) ، والضعفاء للعقيلي (1/153) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/253) ، والجرح والتعديل (2/406) ، والكامل لابن عدي (2/33) ، والثقات لابن حبان (6/106) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص47) ، والتهذيب (1/430) .

خالدُ بن الوليد مُتوَشِّحاً بِثَوبٍ)) (¬1) . 631 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن عمرو بن يونس السُّوْسيّ (¬2) ، ¬

(¬1) إسناده ضعيف، فيه: - بكير بن عامر البجلي، وهو ضعيف، ولكنه متابع كما يأتي. - ومحمد بن جعفر القتات، وهو ضعيف أيضاً كما تقدم في ترجمته في الرواية رقم (359) ، لكنه متابع كذلك كما سيأتي. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/105/3806) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم به. فتابع علي بن عبد العزيز محمد بن جعفر القتات. وأخرجه عبد الرزاق (1/355) عن الثوري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قال: "أمّنا خالد ابن الوليد في مسفرة متوشحاً بها"، والمسفرة الملحفة. فتابع إسماعيل بن أبي خالد بكير بن عامر، فالأثر حسن، أو صحيح، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬2) لم أجد ترجمته، ولكن ورد في "تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" لابن زبر (2/570) ما نصه: "مات أبو جعفر محمد ابن عمرو بن يونس السوسي في المحرم سنة تسع وخمسين ومائتين، في طريق مكة، منصرفاً من الحج، مات ساجداً وقد استوفى مائة سنة". اهـ. والظاهر أنه المراد هنا، فقد ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" وقال: "محمد بن عمرو بن يونس أبو جعفر الثعلبي الكوفي، ويعرف بالسوسي". اهـ فهو كوفي، وشيخه كوفي، وشيخ شيخه كوفي، لكن لم يمكن العتيقي إدراكه ـ وهو يقول في الإسناد: أخبرنا ـ، فيحتمل أن هناك رجلاً أو أكثر سقط من الإسناد – وهو الأظهر-، وخاصة أن الأزهري ـ وهو في طبقة العتيقي ـ قد روى عنه بواسطة رجلين والله أعلم. انظر "تاريخ بغداد" (12/452) ، وتاريخ الإسلام (وفيات 259/ص306) .

حدثنا الحُسين بن يَزِيد الكوفي (¬1) قال: ((دخل الأعمش مسجدَ المدينة وعليه فَرْوةٌ قدْ قَلَبَه وعليه كساءُ خَزٍّ قَطَريّ، وعلى رِجْلِه الطِّينُ فقال له رجلٌ: يا شيخُ، لو غَسَلْتَ رجلَيْك فقال له: يا مُكلِّف، إنْ كانَ يَهُمُّك فالْحَسْه، قال: فلما صلَّى الفجرَ اجْتَمَع النَّاسُ، وقالوا: [ل/133ب] الأعمش، فقال له الرّجلُ: إنِّي لم أعرِفْك، فقال: حَدَّثَنِيه إبراهيمُ، عن عَلْقَمةَ، عن عبد الله: ((أَنَّه كان يُصَلِّي، وعلى رِجْلَيْه مثلُ الخَلْخَالَيْنِ أو مثلُ الخَلْخَالَتينِ من طِيْنِ المَطَر)) (¬2) . 632 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخِرَقِيّ (¬3) ، ¬

(¬1) هو الحسين بن يزيد بن يحيى الطحان، أبو عبد الله الكوفي، ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: "هو ليّن الحديث"، وكذا قال الحافظ ابن حجر، مات سنة أربع وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل (3/67) ، والثقات لابن حبان (8/188) ، وتهذيب الكمال (6/501) ، والكاشف (1/337) ، والتهذيب (2/324) ، والتقريب (169/ت1361) . (¬2) إسناده ضعيف فيه: - الحسين بن يزيد الكوفي، وهو ليّن الحديث. - ومحمد بن عمرو بن يونس السوسي، لم أتبين من هو، فإن كان السوسي الذي ذكره ابن زبر، فإن العتيقي لم يدركه، فإن كان غيره، فلم أجد ترجمته. والأثر لم أجد من أخرجه عن الأعمش غير المصنف، ولكن أخرج ابن أبي شيبة (1/177) عن شريك، عن حكيم بن الديلم قال: "رأيت ابن مغفَّل في يوم مطر قائماً يصلي إلى سارية في المسجد، وعلى رجليه مثل الخلخالين أو الحجالين". (¬3) هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد، ويقال: ابن حمدي، أبو القاسم الخرقي. قال محمد بن عمر بن بكير، وابن أبي الفوارس: "شيخ ثقة"، وقال العتيقي: "سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، فيها توفي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جعفر الخرقي، في سكّة غزوان، في شهر ربيع الآخر، وكان ثقة أميناً". تاريخ بغداد (10/462-463) .

حدثنا محمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الباغَنْديّ، حَدَّثَنَا شَيْبان بْنُ فَرُّوخ الأُبُلّيّ، أَخْبَرَنَا حمَّاد بْنُ واقِد الصَّفَّار (¬1) ، عَنْ أَبِي سِنَان القَسْمَليّ (¬2) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدة (¬3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ عزَّ وجلَّ نادَى مُنَادِي (¬4) ¬

(¬1) أبو عمر العيشي، ضعيف، ضعفه ابن معين، وليّنه أبو حاتم وأبو زرعة، وزاد أبو حاتم: "يكتب حديثه على الاعتبار، وهو بابة عثمان بن مطر ويوسف بن عطية". وقال عمرو بن علي: "كثير الخطأ والوهم ليس ممن يروى عنه"، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال العقيلي: "يخالف في حديثه". تاريخ ابن معين (2/133) ، والضعفاء للعقيلي (1/334-335 ـ السلفي ـ) ، والجرح والتعديل (3/150) ، وتهذيب الكمال (7/289-292) ، والتهذيب (3/21) ، والتقريب (179/ت1508) . (¬2) هو عيسى بن سنان الحنفي، الفلسطيني، نزيل البصرة، ضعفه ابن معين، وأحمد. وقال أبو حاتم: "ليس بقوي في الحديث"، وقال العجلي: "لا بأس به"، وقال ابن خراش: "صدوق"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ ابن حجر: "لين الحديث". تاريخ ابن معين (2/462-463 ـ الدوري ـ) والضعفاء للعقيلي (3/1084 ـ السلفي ـ) ، والجرح والتعديل (6/277) ، والثقات لابن حبان (7/235-236) ، وتهذيب الكمال (22/606-609) ، والتهذيب (. 8/190) ، والتقريب (438/ت5295) . (¬3) هو عثمان بن أبي سودة المقدسي، كان أبوه مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص، وأمه مولاة لعبادة بن الصامت، وثّقه ابن حبان، ومروان بن محمد، ويعقوب بن سفيان، وابن حجر، وقال أبو الحسن بن القطان: "لا تعرف حاله"، وقال الذهبي: "في النفس شيء من الاحتجاج به". الجرح والتعديل (6/153-154) ، والثقات لابن حبان (5/154) ، وتهذيب الكمال (19/386-389) ، والميزان (3/432) ، والتهذيب (7/120-121) ، والتقريب (384/ت4477) . (¬4) هكذا في المخطوط بإثبات الياء، والأولى حذفها وتعويضها بالتنوين.

مِنَ السَّمَاءِ؛ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاك، تَبَوّأْ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ضعيف، فيه: - أبو سنان القسملي، وهو لين الحديث. - وحماد بن واقد، وهو ضعيف أيضاً. - وشيبان بن فروخ، قال عنه أبو زرعة: "صدوق يهم كثيراً". قلت: لم أجد -فيما وقفت عليه من المصادر- من ذكر حماد بن واقد غيره، فالظاهر أن هذا من أوهامه، وقد خالفه عبد الله ابن المبارك، وعفان، وموسى بن داود، وحسن بن موسى، وعبد الواحد بن غياث، فقالوا: عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي سنان به. - أما حديث ابن المبارك فأخرجه في "مسنده" (ح3) ، وفي "الزهد" (ح708) . - وحديث عفان أخرجه أحمد (2/354) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (19/388) من طريق جعفر بن محمد ابن شاكر الصائغ، كلاهما ـ أي أحمد والصائغ ـ عنه عن حماد به. - وحديث موسى بن داود أخرجه أحمد (2/326) عنه، عن حماد به. - وحديث حسن بن موسى أخرجه عبد بن حميد (ح1451) ، وأحمد (2/354) كلاهما عنه، عن حماد به. - وحديث عبد الواحد بن غياث أخرجه ابن حبان (7/228/ح2961) من طريقه، عن حماد به. وأخرجه الترمذي (4/320/ح2008) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في زيارة الإخوان، وابن ماجه (1/464/ح1443) كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عاد مريضاً، والطبري ـ كما في "إتحاف المهرة" (15/342) ـ، وابن الشجري في "الأمالي" (2/289) ، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص149) ، وفي "المرض والكفارات" (ص164) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/493/ح9026) من طرق عن أبي سنان به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وقد روى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أبي رافع، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شيئًا من هذا"، وقال الطبري: "صحيح". قلت: أشار الترمذي إلى حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص 128/ح350) ، ومسلم (4/1988/ح2567) كتاب البر والصلة والآداب، باب في فضل الحب في الله، من طريق حماد بن سلمة به، ولفظه: ((أن رجلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربّها؟ قال: لا، غير أنِّي أحببته في الله عز وجلّ، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) .

633 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ الدَّقَّاق (¬2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ غُلام خَلِيلٍ (¬3) ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلان، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعان بْنِ رِفاعة (¬4) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَسْتَشِيروا الحَاكة وَلا المُعَلِّمينَ)) (¬5) ¬

(¬1) هو الخرقي. (¬2) هو علي بن يوسف بن أيوب الدقاق، ذكره الخطيب وسكت عنه. ونقل الحافظ عن ابن الجوزي أنه قال: "لا يعرف". تاريخ بغداد (12/124) ، واللسان (4/268) . (¬3) أبو عبد الله الباهلي، البصري، الشيخ العالم، الزاهد الواعظ، شيخ بغداد، إلا أنه كان يرى الكذب الفاحش، ويرى وضع الحديث. قال أبو داود: "ذاك -يعني صاحب الزنج- كان دجّال البصرة، وأخشى أن يكون هذا -يعني غلام خليل- دجّال بغداد". قال أبو بكر الصبغي: "غلام خليل، ممن لا أشك في كذبه"، وقال أبو جعفر النقاش: "هو واهٍ"، وقال ابن عدي: "سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول: كلمتُ غلام خليل في هذه الأحاديث، فقال: وضعناها لترقّق القلوب". مات سنة خمس وسبعين ومائتين في رجب. الجرح والتعديل (2/73) ، والمجروحين (1/150-151) ، وتاريخ بغداد (5/78-80) ، والميزان (1/141-142) ، واللسان (1/272-274) ، وسير أعلام النبلاء (13/282-285) . (¬4) السَّلاَمي -بتخفيف اللام- الشامي، ليّن الحديث، كثير الإرسال، من السابعة، مات بعد الخمسين ومائة. التقريب (537/ت6747) . (¬5) إسناد واهٍ بمرة، فيه: - عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وهو ضعيف، كما تقدم في الرواية رقم (34) . - ومعان بن رفاعة، لين الحديث. - وغلام خليل، متهم بالكذب والوضع. - وعلي بن يوسف الدقاق، لا يعرف. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/125) من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ به. والحديث ذكره ابن حجر في "اللسان" (1/326) في ترجمة أحمد بن يعقوب الحناط، قال: أتى بحديث موضوع، فقال: حدثنا محمد بن عبد الحكم، حدثنا ابن وارة، حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن ابن زحر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ القاسم، عن أبي أمامة به، وزاد: ((فإن الله سلبهم عقولهم، ونزع البركة من أكسابهم". وقد حكم عليه بالوضع ابن القيم في "نقد المنقول" (ص86) ، والشوكاني في "الفوئد المجموعة" (ص276) .

634 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد الله الحُسين بْنُ مُحَمَّدٍ العَسْكَريّ بْنُ الدقَّاق، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ المَرْوَزيّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبيد الْقَاسِمُ بْنُ سلاَّم، حدثنا إسماعيل ابن جعفر، عن العَلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم [ل/134أ] ((أَلاَ أَدُلُّكم عَلَى مَا يمحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايا، ويرفَعُ بِهِ الدَّرَجات؟ قالُوا: بَلَى، قَالَ: إسباغُ الوُضوء فِي المَكارِه، وكثرةُ الخُطَى إِلَى المَساجِد، وانتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فذلكُمُ الرِّباط)) (¬2) . 635 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيَّات ¬

(¬1) ثم البغدادي، وثّقه الخطيب، وقال الدارقطني: "صدوق". وقال الذهبي: "الشيخ المحدث". مات سنة ثمان وتسعين ومائتين في شوال. سؤالات الحاكم (ص142) ، وتاريخ بغداد (3/422-423) ، وطبقات القراء لابن الجزري (2/276-277) ، وسير أعلام النبلاء (14/48-49) . (¬2) إسناده حسن، من أجل العلاء بن عبد الرحمن. والحديث صحيح أخرجه مسلم (1/219/ح251) كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره من طريق إسماعيل بن جعفر به.

جارنا، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِية قَالَ: سَمِعْتُ دِينَارًا أَبَا مِكْيَس يَقُولُ: خدَمْتُ أنسَ بنَ مَالِكٍ ثلاثَ سِنِينَ، فسمعتُه يُحَدِّثُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنِ احْتَكَر طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أخرَجَه، فَطَحَنه وخَبَزَه، وتَصَدَّق بِهِ لَمْ يقبَلْه اللَّهُ مِنْهُ)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده تالف، فيه دينار أبو مكيس، يروي عن أنس الموضوعات، وتقدمت ترجمته في الرواية رقم (488) . أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/382) من طريق عمر بن محمد بن علي الزيات به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/109) من طريق عبد الله بن ناجية به. وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص144) وعزاه للخطيب وقال: "هو موضوع، والمتهم به دينار، رجل يروي عن أنس الموضوعات، وقد أخرجه ابن عساكر من حديث معاذ، والديلمي من حديث علي رضي الله عنه". قلت: وقد ورد من حديث ابن عمر مرفوعا ((من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله، وبرئ الله منه، وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعاً فقد برئت منهم ذمة الله تعالى)) . أخرجه أحمد (2/33) ، وابن أبي شيبة (6/104) ، وأبو يعلى (10/118) ، والبزار (ح1311 -كشف الأستار) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8/210) ، والحاكم (2/14) من طريق أصبغ بن زيد، عن أبي بشر، عن كثير بن مرة الحضرمي، عنه به. وسقط في مطبوعة المستدرك "أبو بشر" من الإسناد، ووقع عند البزار "عمرو بن دينار" مكان "كثير بن مرة". قلت: وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد، فيه أصبغ بن زيد، وهو مختلف فيه، وقد تفرد به عن أبي بشر، وأبو بشر هذا مجهول. وكذا أعل الحديث بأصبغ بن زيد كل من ابن حزم، وابن عدي، والزيلعي، والعراقي، وابن حجر. انظر الكامل (1/400) ، والمحلى (9/64) ، ونصب الراية (4/262) ، والقول المسدّد (ص7) ، والدراية (2/334) . قال ابن عدي: "وهذه الأحاديث ـ وذكر منها هذا الحديث ـ لأصبغ غير محفوظة، يرويها عنه يزيد بن هارون، ولا أعلم روى عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون". اهـ. وأصبغ هذا قال عنه ابن حبان في "المجروحين" (1/174) : "يخطئ كثيراً، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". قلت: وأما أبو بشر فإنه مجهول، قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر، وأبو بشر لا أعرفه". العلل (1/392) . وقال ابن أبي حاتم: "سئل يحيى بن معين عن أبي بشر الذي يحدّث عن أبي الزاهرية الذي روى عنه أصبغ بن بن زيد، فقال: "لا شيء". الجرح والتعديل (9/347) . للحديث طريق آخر عن ابن عمر أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" ـ كما في "الميزان" (1/476) ـ عن أيها ابن أبي خلف، أبي هريرة، عن محمد بن المبارك الصوري، عن مالك، عن نافع، عنه به. قال الدارقطني: "هذا باطل، ليس في رواته من يتّهم سوى أبي هريرة هذا". قلت: وتحصل من هذا أن هذا الحديث لم يثبت من جميع طرقه وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

636 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ علي بن محمد بن سعيد الرَّزَّاز الشَّيْخُ الصَّالِحُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابيّ، حَدَّثَنَا مِنْجاب بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِر، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مرضِه: ((مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ (¬1) بِالنَّاسِ، فقُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مقامَك لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكاءِ، فمُرْ عُمرَ فَلْيُصَلِّ (¬2) بالنّاس)) (¬3) ¬

(¬1) في المخطوط "فليصلي" بإشباع الياء. (¬2) في المخطوط "فليصلي" بإشباع الياء. (¬3) إسناده صحيح، وهو غريب من حديث عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامِ بن عروة، تفرد عنه منجاب بن الحارث، وعنه الفريابي، ولم أقف على هذا الطريق عند غير المصنف. وأخرجه مسلم (1/314/ح418) كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر، عن منجاب ابن الحارث، عَنْ عَلِيِّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة به. وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" (2/115 ـ دار المعرفة ـ) من طريق إسماعيل بن الخليل، عَنْ عَلِيِّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الأعمش به. وأخرجه البخاري (1/165 ـ تركيا ـ) كتاب مواقيت الصلاة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، وفي (1/175-176) باب إذا بكى الإمام في الصلاة، وفي (8/145) كتاب الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع، عن هشام به مطوّلاً. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص29، 160) عن يحيى بن حسان، وأحمد (6/96) عن عفان، والدارقطني (1/398) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ، كلهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هشام به نحوه. وأخرجه أحمد (6/202) من طريق يحيى القطان، والبخاري (1/166-167 ـ تركيا ـ) كتاب الصلاة، باب من قام إلى جنب الإمام، ومسلم (1/314-315) كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من طريق ابن نُمَير، كلاهما عن هشام به. وأخرجه أحمد (6/159، 270) ، والبخاري (4/122) كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِيْ يُوْسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِِلِيْنَ} من طريق سعد بن إبراهيم، عن عروة به.

637 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسان النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُسَدَّد (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ المُغِيرة الثَّقَفيّ، عَنْ عليٍّ بْنِ رَبِيعة الأَسَديّ، عَنْ أسماءَ [ل/134ب] بْنِ الحَكَم الفَزَاريّ (¬2) قَالَ: سمعتُ عليا رضي الله عَنْهُ يَقُولُ: ((كنتُ رَجُلا إِذَا سمعتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَني اللهُ بِمَا شَاءَ أَنْ ينفَعَني، فَإِذَا حَدَّثَنِي أحدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتحلَفْتُه، فَإِذَا حَلَف لِي صدَّقْتُه، وحدَّثني أَبُو بَكْرٍ ¬

(¬1) هو ابن مسرهد الأَسَدي. (¬2) هو أسماء بن الحكم الفزاري، وقيل: السلمي، أبو حسان الكوفي. قال ابن سعد: "كان قليل الحديث"، ووثّقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ". وقال البزار: "أسماء مجهول". وقال موسى بن هارون: "ليس بمجهول؛ لأنه روى عنه علي بن ربيعة والركين بن الربيع، وعلي بن ربيعة قد سمع من علي، فلولا أن أسماء بن الحكم عنده مرضيًّا ما أدخله بينه وبينه في هذا الحديث". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق". الطبقات لابن سعد (6/225) ، والجرح والتعديل (2/325) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/223) ، ومسند البزار (1/64) ، والثقات لابن حبان (4/59) ، والتهذيب (1/234) ، والتقريب (105/ت408) .

ـ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ ـ أَنَّهُ قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ عبدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فيُحْسِن الطُّهور ثُمَّ يَقُومُ فيُصلِّي ركعتَيْن، ثُمَّ يستغفرُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إِلا غُفِرَ لَهُ"، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالَّذِيْنَ إِذَا فَعَلُوْا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوْا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ} (¬1) إِلَى آخِرِ الآيَةِ)) (¬2) ¬

(¬1) الآية (135) من سورة آل عمران. (¬2) إسناده حسن، وأسماء بن الحكم الفزاري وثّق. أخرجه أبو داود (2/86) كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، وابن حبان (2/390) ، وابن عدي في "الكامل" (1/430) عن الفضل بن حباب، كلاهما عن مسدّد به مثله. وأخرجه الطيالسي (ص2) ، وأحمد (1/2) ، والترمذي (2/258) كتاب الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند التوبة، وفي (5/228) كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة آل عمران، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/110، و315) وفي "عمل البوم والليلة" (ص316) ، والبزار (1/63، و188) ، وأبو يعلى (1/23) ، وعبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (1/413) ، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (ص50) ، والطبراني في "الدعاء" (ص517) ، والضياء في "المختارة" (5/228) ، من طرق عن أبي عوانة به. قال الترمذي: "حديث علي حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة". وأخرجه أحمد (1/2) ـ ومن طريقه ابنه في "فضائل الصحابة" (1/159) ـ والحميدي في "مسنده" (1/2) ، وابن ماجه (1/446) كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء أن الصلاة كفارة، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (ص48) ، وأبو يعلى (1/23) ، وتمام في "الفوائد" (2/154) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/96) من طريق مسعر وسفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة به. هذا وقد اعترض بعض الأئمة على هذا الحديث لما تضمنه من أمر الاستحلاف، وتفرد أسماء بن الحكم به، قال البخاري: "ولم يروَ عن أسماء بن الحكم إلا هذا الواحد، وحديث آخر، ولم يتابع عليه، وقد روى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم عن بعض، فلم يحلف بعضهم بعضاً". التاريخ الكبير (2/54) . وأجاب عنه المزي بأن للحديث متابعات عدة ذكرها، إلا أنها لا تشد هذا الحديث شيئاً؛ لكونها ضعيفة جدًّا كما قال الحافظ ابن حجر. انظر تهذيب الكمال (2/534-535) ، والتهذيب (234) . وقال البزار: "قول علي: كنت امرأً إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ حديثاً ... إنما رواه أسماء بن الحكم، وأسماء مجهول، لم يحدث بغير هذا الحديث، ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة ... فلم يُرْوَ عن علي إلا من هذا الوجه". قلت: وقد تقدم أن أسماء بن الحكم موثّق، فلا يضره تجهيل من جهّله، وقد حسّن الترمذي هذا الحديث كما تقدم، وصحّحه الشيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود"، وقال ابن عدي ـ بعد إخراجه له ـ: "وهذا الحديث طريقه حسن، وأرجو أن يكون صحيحاً، وأسماء بن الحكم هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث، ولعل له حديثاً آخر". والحاصل أن الحديث أقل درجته أن يكون حسناً، وأما الاستحلاف فليس بمنكر لغرض الاحتياط والله أعلم. وللحديث شاهد بمعنى قريب من حديث عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أخرجه مسلم (1/208/ح232) كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه.

638 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو الحُسين مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سلَمة الكُهَيْلي المُعَلِّم بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَان الأَزْدِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنِي أَبُو شَيْبة (¬2) ، حدثني ¬

(¬1) أبو إسحاق أو أبو إبراهيم الورّاق، كوفي ثقة، تكلم فيه للتشيع، مات سنة ست عشرة ومائتين. انظر التاريخ الكبير (1/347) ، والجرح والتعديل (2/160-161) ، وتهذيب الكمال (3/5-10) ، والميزان (1/212) ، والمغني (1/77) ، والكاشف (1/117) ، والتهذيب (1/269-270) ، والتقريب (105/ت410) . (¬2) هو إبراهيم بن عثمان العبسي، الكوفي، قاضي واسط، مشهور بكنيته، متروك الحديث، ضعفه يحيى، وأحمد، وأبو داود، وأبو حاتم، والدارقطني. قال البخاري: "سكتوا عنه"، وقال الترمذي: "منكر الحديث"، وقال النسائي والدولابي: "متروك الحديث"، وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، سكتوا عنه، وتركوا حديثه"، وقال ابن حبان: "كان إذا حدّث عن الحكم جاء بأشياء معضِلة، وكان ممن كثر وهمه، وفحش خطؤه حتى خرج عن حد الاحتجاج به". التاريخ الكبير (1/310) ، والجرح والتعديل (2/115) ، والمجروحين (1/100-101 ـ السلفي ـ) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص99) ، وتاريخ بغداد (6/113-114) ، وتهذيب الكمال (2/147-151) ، والتقريب (92/ت215) .

الْحَكَمُ (¬1) ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ (¬2) ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يُؤَدِّي عَنّي إِلا أَنَا أَوْ عليٌّ)) (¬3) ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا (¬4) . 639 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬5) ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (¬6) ويحيى (¬7) وإسماعيل بن ¬

(¬1) هو ابن عتيبة. (¬2) هو ابن أبي وقاص. (¬3) إٍسناده ضعيف جدًّا، من أجل أبي شيبة، وهو متروك، والكهيلي لم أجد له ترجمة. أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/129/ح4862) ، وفي "خصائص علي" (2/93 – المطبوع مستقلاً عن السنن الكبرى -) من طريق عبد الله بن رقيم عن سعد، وفيه ((إلا أنا أو رجل مني)) . وله طريق آخر عن سعد، أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/800/ح1223 ـ الجوابرة ـ) من طريق محمد ابن خالد بن عثمة، عن موسى بن يعقوب، عن المهاجر بن مِسمار، عن عائشة بنت سعد، عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول يوم الجحفة ـ وأخذ بيد علي، فخطب، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أيها الناس، إني وليكم)) ، قالوا: صدقت يا رسول الله، وأخذ بيد علي رضي الله عنه، فرفعها فقال: ((هذا وليّي، والمؤدّي عني)) . وإسناده ضعيف، محمد بن إسحاق بن عثمة قال عنه الحافظ: "صدوق يخطئ". التقريب (476/ت5847) . وقال في موسى بن يعقوب: "صدوق سيئ الحفظ". التقريب (554/ت7026) . وله شاهد من حديث حُبْشي بن جُنادة الذي سيأتي في الرواية التالية، وسيورده المصنف في (ل179/أ) بهذا الإسناد. (¬4) الأمر بالصلاة إنما خاص بالني صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا تجوز تعديته إلى غيره. (¬5) هو الكهيلي. (¬6) هو ابن أبي شيبة. (¬7) هو ابن عبد الحميد الحماني، كما صُرِّح به عند الطبراني.

مُوسَى (¬1) ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بن عبد الله (¬2) ، عن أبي إسحق (¬3) ، عَنْ حُبْشِيّ بْنِ جُنَادة قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((لا يُؤَدِّي عَنِّي إلا [ل/135أ] أَنَا أَوْ عليٌّ)) (¬4) ، - عَلَيْهِ السَّلامُ -. ¬

(¬1) هو ابن بنت السدي الفزاري. (¬2) هو شريك بن عبد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً، عابداً، شديداً على أهل البدع، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة. انظر الجرح والتعديل (4/365-367) ، وتاريخ بغداد (9/279-295) ، وتهذيب الكمال (12/462-475) ، وسير أعلام النبلاء (8/200-216) ، والميزان (2/460-464) ، والتهذيب (4/333-337) ، والتقريب (266/ت2787) . (¬3) هو السبيعي. (¬4) في إسناده محمد بن إبراهيم الكهيلي، ولم أقف له على ترجمة. والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/16/ح3511) من طريق الحضرمي، عن علي بن حكيم، وإسماعيل، ويحيى الحماني به. وأخرجه ابن أبي شيبة في (12/59) ـ وعنه ابن ماجه (1/44/ح119) المقدمة، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/886/ح1355 ـ تحقيق الجوابرة ـ) ، وزاد ابن ماجه: سويد بن سعيد وإسماعيل بن موسى ـ، وأحمد (4/165) عن الزبيري، والترمذي (5/594/ح3719) كتاب المناقب، باب (21) عن إسماعيل بن موسى، وابن عدي في "الكامل" (2/848) من طريق ... ...، كلهم عن شريك به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". قلت: في إسناده أبو إسحاق السبيعي، فإنه اشتهر بالتدليس، وتغير حفظه بأخرة، ولكن وقع التصريح بالسماع كما عند أحمد، قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: أين سمعت منه؟ قال: وقف علينا على فرس له في مجلسنا في جبّانة السبيع. وأما تغيره فلا يضر؛ لأن شريكاً ممن سمع منه قديماً، قال أبو معاوية بن صالح الأشعري: سألت أحمد بن حنبل عن شريك، فقال: "كان عاقلاً صدوقاً، محدّثاً، وكان شديداً على أهل الريب والبدع، قديم السماع من أبي إسحاق قبل زهير، وقبل إسرائيل"، فقلت له: إسرائيل أثبت منه؟ قال: "نعم"، قلت له: يحتج به؟ قال: "لا تسألني عن رأيي في هذا"، فإسرائيل يحتج به؟ قال: "إي لعمري". سير أعلام النبلاء (8/209) . وحكى صالح عن أبيه أنه قال: "سمع شريك من أبي إسحاق قديماً، وشريك في أبي إسحاق أثبت من زهير وإسرائيل وزكريا". الجرح والتعديل (4/367) . قلت: ولم يتفرد شريك به عن أبي إسحاق، بل تابعه اثنان: - أحدهما إسرائيل، وهو من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، أخرج حديثه أحمد (4/164-165) ، وفي "فضائل الصحابة" (2/91) عن الزبيري، والنسائي في "السنن الكبري" (5 / 45/ح8147) من طريق وكيع، كلاهما عنه به. - والثاني: قيس بن الربيع، أخرج حديثه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/16/ح3513) من طريق يحيى الحماني، عنه به. وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص من طريق عائشة بنت سعد الذي تقدم قبل هذا.

640 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا ضِرَار بن صُرَد (¬1) ، حدثنا عبد العزيز بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ ¬

(¬1) هو ضرار ـ بكسر أوله مخفَّفاً ـ، ابن صُرَد ـ بضم المهملة وفتح الراء ـ، التيمي، أبو نعيم الطحّان، الكوفي. قال البخاري، والنسائي، وابن حماد، وابن الجوزي: "متروك الحديث"، وزاد ابن الجوزي: "كان متعبّدًا، وكان يكذب". ونسبه ابن عدي إلى التشيع، وقال ابن حبان: "كان فقيهاً عالماً بالفرائض، إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات"، وقال في مكان آخر: "سيئ الحفظ كثير الخطأ"، وقال الدارقطني: "ضعيف"، وتفرد أبو حاتم فقال: "صدوق لا يحتج به". قلت: لقد اعتبر ابن حجر قول أبي حاتم هذا فقال: "صدوق له أوهام وخطأ، رمي بالتشيع، وكان عارفاً بالفرائض، من العاشرة، مات سنة تسع وعشرين". الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص59) ، والضعفاء للعقيلي (2/222) ، والمجروحين (1/380) ، و (3/120) ، والكامل (4/101) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (رقم301) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/60) ، واللسان (7/250) ، والتقريب (280/ت2982) . (¬2) هو الداروردي. قال ابن معين: "صالح ليس به بأس". وقال أحمد: "إذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، ربما قلب حديث عبد الله العمري يرويه عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ". وقال أبو زرعة: "سيئ الحفظ". وقال النسائي: "حديثه عن عبيد الله العمري منكر". وقال ابن حجر: "صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ". ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات. معرفة الثقات (2/98) ، والجرح والتعديل (5/395) ، والثقات (7/116) ، والتقريب (385/ت4119) .

عبد الله بن الهادِ، عن عبد الله بْنِ أَبِي سلَمة (¬1) ، عَنْ عَمْرِو ابن سُلَيم (¬2) الزُرَقي، عَنْ أَبِيهِ (¬3) قَالَ: ((رأيت علياً - عليه السلام - بِمِنَى عَلَى جَمَلٍ يتبَع النَّاس يَصْرُخ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أيُّها النَّاسُ، إنَّها أيّامُ أكلٍ وشُرْبٍ فلا يصومَنَّ أحدٌ)) (¬4) . ¬

(¬1) في المخطوط "عبد الله بن سلمة"، والمثبت من مصادر التخريج. (¬2) في المخطوط "عمرو بن سلم"، وهو تصحيف، والمثبت من مصادر التخريج. (¬3) كذا في المخطوط، وفي مصادر التخريج: عن أمه. (¬4) في إسناده ضِرار بن صُرَد، وهو كثير الأوهام، وقد أخطأ في هذا الإسناد حيث قال: عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يزيد بن عبد الله ابن الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سليم، عن أبيه، وخالفه الشافعي فقال: عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن عمرو بن سليم، عن أمه، أخرجه في "الرسالة" (ص411/رقم1127) . ووافق الدارورديَّ على هذا الحديث كلُّ من روى عن يزيد بن الهاد، منهم الليث بن سعد، والمفضل بن فضالة، وحيوة ابن شريح بذكر أمه. - أما حديث الليث فأخرجه أحمد (1/104) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (2/169) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (ص256) من طرق عنه به. - وحديث المفضل بن فضالة أخرجه أحمد (1/104) . - وحديث حيوة بن شريح أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (ص257) . وله شواهد كثيرة عن عدد من الصحابة، منها حديث نبيشة الهذلي الذي أخرجه مسلم (2/800ح1141) كتاب الصيام، باب تحريم صوم أيام التشريق، عن سريج بن يونس، عن هشيم، عن خالد الحذّاء، عن أبي المليح، عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب)) . وفي الباب عن كعب بن مالك، وعقبة بن عامر، وبشر بن سحيم، وأبي هريرة، وعبد الله بن حُذافة.

641 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الوَضَّاح، حدثنا محمد ابن جَعْفَرٍ القُرَشيّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم (¬1) ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ المُهاجِر (¬2) ، حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ بُريدة، عَنْ أَبِيهِ (¬3) قَالَ: ((كنتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فسمِعْتُه يَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا والسّاعةَ جَمِيعًا إِنْ كادتْ لَتَسْبِقُني)) (¬4) ¬

(¬1) هو الفضل بن دكين. (¬2) هو بشير بن المهاجر الغَنَويّ ـ بالمعجمة والنون ـ، الكوفي. وثّقه ابن معين، والعجلي، وقال النسائي: "ليس به بأس"، كذا في "التهذيب"، وفي "الضعفاء والمتروكين" له قال: "ليس بالقوي"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "دلس عن أنس ولم يَرَه، وكان يخطئ كثيراً"، وقال أحمد والساجي: "منكر الحديث"، وزاد أحمد: "قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب"، وقال أحمد مرة: "مرجئ متهم، متكلم فيه"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال البخاري: "يخالف في بعض حديثه". قلت: هذا الاختلاف فيه يقتضي عدم الحكم له بالثقة مطلقاً، ولا بالضعف مطلقاً، وأوسط القول فيه ما قاله الحافظ ابن حجر فيه: "صدوق لين الحديث، رمي بالإرجاء". التاريخ الكبير (2/101) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص23) ، والضعفاء للعقيلي (1/143) ، والكامل (2/21) ، وتهذيب الكمال (4/177) ، والتهذيب (1/411) ، والتقريب (125/ت723) . (¬3) هو بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصحابي الجليل. (¬4) إسناده ضعيف، فيه: - بشير بن المهاجر وهو صدوق فيه لين. - ومحمد بن جعفر القرشي القتّات، وهو ضعيف، كما تقدم في الرواية رقم (359) ، ولكنه متابع كما يأتي. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/21) قال: "وجدت هذا الحديث بخطي، عن محمد بن جعفر القتات الكوفي ... " فذكره. وأخرجه أحمد (5/348) ، والطبري في "تاريخه" (1/17) عن أبي كريب، كلاهما عن أبي نعيم به. فتابع أحمد وأبو كريب محمد بن جعفر القرشي. وعزاه الهيثمي إلى أحمد والبزار وقال: "رجال أحمد رجال الصحيح". مجمع الزوائد (10/311) . وللحديث شواهد منها حديث أنس بن مالك الذي أخرجه البخاري (5/2385) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)) ، ومسلم (4/2268-2269/ح2951) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة، من طريق شعبة، عن قتادة، عنه به نحوه.

642 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ (¬1) ، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن بْنِ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعيم (¬2) ، حَدَّثَنَا سُويد بْنُ نُجَيح (¬3) أَبُو قَُطَبة، حَدَّثَنِي يَزِيدُ الْفَقِيرُ قَالَ: ((كنتُ غُلامًا شَابًّا فقرأتُ الْقُرْآنَ، فالْتَزَق بِي نفرٌ مِنَ الخَوَارِج يَدْعُونَ إِلَى أمرِهم، فقُضِيَ أَنِّي خَرَجتُ مَعَهم حَاجًّا، فَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ: هَلْ لَكَ فِي رَجُلٍ مِنْ أَصْحابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فانطلقتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا هُوَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْريّ فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّا (¬4) فِيْنا رجالاً يقرَأُون القرآن، هم أشدُّ اجتِهاداً [ل/135ب] فَبَيْنَا هُمْ كذلِكَ إِذْ خَرَجُوا عَلَيْنَا بأَسْيَافِهم، [فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ¬

(¬1) هو السمسار. (¬2) هو الفضل بن دكين. (¬3) في المخطوط "سويد بن يحيى"، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر الترجمة والتخريج. وثّقه ابن معين، وقال أحمد: "ما أرى به بأساً"، وقال أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه"، وقال ابن سعد: "توفي في خلافة أبي جعفر، وكان جار الأعمش". (¬4) هكذا في المخطوط "إنا" بضمير الجماعة، وعليه يكون "رجالاً" بدلاً لضمير الجماعة، وفي مسند الإمام أحمد "إن فينا رجالاً"، وهو أقرب للصواب.

يَقُول] (¬1) : إنَّ قوماً يقرأون الْقُرْآنَ لا يُجاوِز تراقِيَهم، يمرُقون مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُق السَّهْمُ مِنَ الرَمِيَّة)) (¬2) . 643 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الكُهَيْليّ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ، حدثنا سعد ابن وَهْبٍ الخُزَاعيّ الْوَاسِطِيُّ (¬3) ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ¬

(¬1) في المخطوط: " ... بأسيافهم، فقالوا: يا رسول الله ... "، وكتب الناسخ فوق "بأسيافهم" كلمة "صح" الدالة على أن الرواية وقعت هكذا، وهو خطأ أو سهو، والمثبت من مسند الإمام أحمد. (¬2) إسناده صحيح، وتابع ابنَ سماعة البخاريُّ عن أبي نعيم، أخرجه في "التاريخ الكبير" (8/342) . وتابع أبا نعيم عليه محمد بن عبيد الطنافسي، أخرجه أحمد (3/52) عنه، عن سويد بن نجيح به بلفظ: ((قلت لأبي سعيد: إن منا رجالاً هم أقرأنا للقرآن، وأكثرنا صلاة، وأوصلنا للرحم، وأكثرنا صوماً، خَرَجُوا عَلَيْنَا بِأَسْيَافِهِمْ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "يخرج قوم يقرأون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ")) . وإسناده صحيح، وله طرق أخرى عن أبي سعيد منها: - طريق عبد الرحمن بن أبي نُعْم، أخرجه البخاري (4/1581/ح4351) كتاب المغازي، باب بعث علي ابن أبي طالب عليه السلام، وخالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع، ومسلم (2/742-743/ح1064) كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم من طرق عن عمارة بن القعقاع، عنه به، وفيه قصة غير القصة التي ههنا. - طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، أخرجه البخاري (3/1219) و (4/1928) باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به، و (6/2540) باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم (2/742/ح1064) كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، من طرق عنه به مطولاً. - طريق معبد بن سيرين عنه، أخرجه البخاري (6/2748) من طريق محمد بن سيرين عنه به. (¬3) لم أجد له ترجمة، غير ما ورد في "تاريخ واسط" (2/203) قال: "أبو الحسين سعد بن وهب بن سنان السلمي، توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين".

بْنُ سُلَيْمَانَ (¬1) ، عَنْ يزيدَ الرِّشْك، عَنْ مُطرِّف ابن عبد الله، عَنْ عِمران أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((عليٌّ منِّي وَأَنَا مِنْهُ)) (¬2) . 644 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَغَويّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بن عبد الحميد (¬3) ، حَدَّثَنَا عَمْرُوِ بْنُ قَيْسٍ المُلاَّئِيّ، عَنْ عطيَّة العَوْفيّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْريّ: ((قُتِل قتيلٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصعِد الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا خُطْبةً، فَقَالَ: "أَمَا تعلَمون مَنْ قَتَلَ هَذَا القَتيل بينَ أظهُرِكم؟ " قَالُوا: لا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوِ اجْتمع عَلَى قَتْلِ مؤمنٍ أهلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ، ورَضُوا بِهِ، لأدخلَهُمُ الله عزَّ وجلَّ النَّارَ ج ¬

(¬1) هو الضبعي. (¬2) في إسناده سعد بن وهب الخزاعي، لم أجد من ترجم له، ولكنه توبع كما سيأتي، ومحمد بن إبراهيم الكهيلي لم أجد له ترجمة. أخرجه أحمد (4/437) عن عفان، وعبد الرزاق، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/45، و126) عن قتيبة بن سعيد وبشر بن هلال، وابن حبان (15/373) من طريق الحسن بن عمر بن شقيق، والحاكم في (3/119) من طريق قتيبة، كلهم عن جعفر بن سليمان به نحوه، وفي آخره: ((وهو ولي كل مؤمن بعدي)) ، وفي أوله قصة. فهؤلاء تابعوا سعد بن وهب الخزاعي عن جعفر بن سليمان، وبه يتقوى الحديث وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬3) هو داود بن عبد الحميد الكوفي، ثم الموصلي. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، وعرضت عليه حديثه، قال: "لا أعرفه وهو ضعيف الحديث، يدل حديثه على ضعفه". وقال العقيلي: "روى عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ بأحاديث لا يتابع عليها"، وقال الأزدي: "منكر الحديث". الجرح والتعديل (3/418) ، والضعفاء للعقيلي (2/37) ، واللسان (2/420) .

ميعاً، وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُبْغِضُنا أهلَ الْبَيْتِ أحدٌ، إِلا أَكَبَّه اللَّهُ عزَّ وجلَّ عَلَى وجهِه في النار")) (¬1) . 645 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الحَضْرَمي، حَدَّثَنَا ضِرَار ابن صُرَد، حدثنا عبد العزيز بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2) ، عَنْ سُهيل بْنِ أَبِي ¬

(¬1) إسناده ضعيف، فيه: - عطية العوفي، وهو ضعيف. - وداود بن عبد الحميد ضعيف كذلك. - والكهيلي لم أجد له ترجمة. أخرجه الحاكم (4/392) من طريق إسحاق بن إبراهيم البغوي به مثله. وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/296) إلى البزار، وقال: "فيه داود بن عبد الحميد وغيره من الضعفاء". وللجزء الأخير منه طريق آخر عن أبي سعيد، أخرجه الحاكم (3/162) من طريق محمد بن بكير الحضرمي، عن محمد ابن فضيل الضبي، عن أسد بن موسى، عن أبان بن جعفر بن تغلب، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عنه به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وله طريق ثالث عن أبي سعيد، أخرجه ابن حبان (15/435) من طريق هشام بن عمار، عن أسد بن موسى، عن سَلِيم بن حيان، عن أبي المتوكّل النّاجي، عنه به. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/133) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/62) من طريق عطاء بن أبي مسلم، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/347) كلاهما عن العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عنه به، سوى قوله: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُبْغِضُنَا ... إلخ)) . قال الهيثمي: "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عطاء بن أبي مسلم، وثّقه ابن حبان، وضعّفه جماعة". قلت: وقد توبع عطاء عليه كما سبق. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/234) من طريق الحسن بن حماد سجادة، عن العلاء، وزاد سعيد بن جبير بين ابن عباس وحبيب بن أبي ثابت. قلت: ولكن في إسناده محمد بن وهب بن الجراح المعروف بابن أبي تُراس، لم أجد ترجمته إلا عند الخطيب، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً. (¬2) هو الداروردي.

صالح [ل/136أ] عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أحبَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عَبْدًا نَادَى جبريلَ؛ إنِّي قَدْ أحببْتُ فُلانًا، فأَحَبّه الله عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يُنادِي فِي أَهْلِ السَّماء، ثُمَّ تَنْزِل المحبَّةُ فِي الأَرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الَّذِيْنَ آمَنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا} (¬1)) ) (¬2) ¬

(¬1) الآية (96) من سورة مريم. (¬2) في إسناده ضرار بن صرد، وهو كثير الأوهام والخطأ كما تقدم، ولكن تابعه قتيبة بن سعيد، وأبو داود الحفدي. - أما حديث قتيبة فأخرجه الترمذي (5/317/ح3161) كتاب التفسير، باب من سورة مريم، عنه به مثله. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". - وحديث أبي داود الحفدي أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في تفسير ابن كثير (3/141) - عن أبيه، عن أبي داود به. والحديث أخرجه مسلم (4/2031/ح2637) كتاب البر والصلة، باب إذا أحب الله عبداً حبّبه إلى عباده، من طريق الداروردي، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، والعلاء بن المسيب، ومالك، كلهم عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ به، بلفظ: ((إذا أحب الله العبد نادى جبريل؛ إن الله يحب فلاناً فأحبّه، فيحبّه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء؛ إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ؛ إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)) . وأخرجه البخاري (6/2721ح7485) كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل، ونداء الله الملائكة، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح به. وأخرجه أيضاً (3/1175/ح3209) كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، و (5/2247/ح6040) كتاب الأدب، باب المِقة من الله تعالى، من طريق ابن جريج، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نافع، عن أبي هريرة به، وليس عند البخاري ((وإذا أبغض عبداً ... إلخ)) .

646 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد الزَيَّات، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ناجِية، حَدَّثَنَا الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس، حدثنا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحذَّاء، عن عبد الله بْنِ شَقيق، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا اسْتَيْقَظَ أحدُكم مِنْ مَنامِه فَلا يُدْخِل يدَه فِي الإِنَاءِ حَتَّى يغسِلَها ثلاثَ مراتٍ)) (¬1) . 647 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر (¬2) ، حدثنا عبد الله (¬3) ، حدثنا عبد الواحد بن غِيَاث، حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن عبد الملك بن عُمير، عن عَطيّة القُرَظيّ ((أنَّهُم عُرِضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمنَ قُرَيظة، فمن كان منهم مُحتلِماً، أو نبتَتْ عانَتُه قُتِل، فنظروا إليَّ فلم تكنْ عانتي نبتَتْ فتُرِكْتُ)) (¬4) ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه مسلم (1/233/ح278) كتاب الطهارة، باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلها، من طريق بشر بن المفضل، عن خالد به، وفيه ((فإنه لا يدري أين باتت يده)) . وأخرجه البخاري (1/72ح162) كتاب الوضوء، باب الاستجمار وترًا، من طريق مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأعرج، عن أبي هريرة به، وفي أوله: ((إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ثم لينثر، ومن استجمر فليوتر)) . (¬2) هو الزيات. (¬3) هو ابن ناجية. (¬4) إسناده حسن. أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/58) من طريق عبد الواحد بن زياد به. وأخرجه الحاكم (3/73) من طريق حماد بن سلمة به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وأخرجه عبد الرزاق (10/179) ، وابن أبي شيبة (6/483، و542) ، وأحمد (4/310، 384) ، والدارمي (2/294) ، وأبو داود (4/141) كتاب الحدود، باب في الغلام يصيب الحد، والترمذي (4/145) كتاب السير، باب ما جاء في النزول على الحكم، والنسائي (6/155) كتاب الطلاق، باب متى يقع طلاق الصبي، وابن ماجه (2/849/ح2541) كتاب الحدود، باب من لا يجب عليه الحد، وابن حبان (11/103-105، 109) ، والحاكم (2/134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/93) من طرق عن عبد الملك بن عمير به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وهناك طريق آخر عن عطية القرظي، أخرجه الحاكم (2/134) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الملك، عن ابن وهب، عن ابن جريج وابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عنه. قال الحاكم: "فصار الحديث بمتابعة مجاهد صحيحاً على شرط الشيخين". ثم أخرجه في مكان آخر (4/430) بهذا الإسناد، ولم يذكر ابن عيينة مع ابن جريج، وقال: "هذا حديث غريب صحيح ولم يخرجاه، وإنما يعرف من حديث عبد الملك بن عمير، عن عطية القرظي".

648 - أخبرنا أحمد، حدثنا عمر (¬1) ، حدثنا عبد الله (¬2) ، حَدَّثَنَا سُويد بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا عمرو ابن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (("مَا بَعَثَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ نَبِيًّا إِلا [ل/136ب] راعيَ غَنَم"، فَقَالَ لَهُ أصحابُه: وَأَنْتَ يَا نبيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَأَنَا قَدْ رعَيْتُها لأَهْلِي بالقَرارِيط")) (¬3) . 649 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطنيّ، وعُمر بْنُ أَحْمَدَ الكَتّانيّ، وعُبيدالله بْنُ حَبَابة ـ وَاللَّفْظُ للدّارَقُطنيّ ـ قَالُوا: حدثنا ¬

(¬1) هو الزيات. (¬2) هو ابن نَاجِيَةَ. (¬3) إسناده حسن، من أجل سويد بن سعيد، وهو صدوق يتلقن بعد ما عمي، وقد توبع. أخرجه البخاري (2/789/ح2262) كتاب الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط، عن أحمد بن محمد المكي، عن عمرو بن يحيى به.

عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (¬1) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيد، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي غَسَّان مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّف، عَنْ زيد ابن أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسين (¬2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَعْتَقَ رَقَبةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ حَتَّى فَرْجَه بفَرْجِه)) . الْبُخَارِيُّ عن محمد بن عبد الرحيم، عَنْ دَاوُدَ نَازِلا، وَمُسْلِمٌ عَنْ دَاوُدَ (¬3) . 650 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العبّاس (¬4) ، حدثنا أبو عبد الله الحُسَين بن علي ابن الْحُسَيْنِ الدَّهّان (¬5) ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الجُعْفيّ (¬6) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَابِرٍ الهاشِميّ (¬7) ، ¬

(¬1) هو البغوي. (¬2) هو زين العابدين العلوي الهاشمي. (¬3) صحيح البخاري (6/2469/ح6715) كتاب كفارات الأيمان، باب قوله تعالى {أَوْ تَحْرِيْرُ رَقَبَةٍ} ، وأي الرقاب أزكى، وصحيح مسلم (2/1147/ح1509) كتاب العتق، باب فضل العتق. وعند البخاري: "رقبة مسلمة". وأخرجه مسلم في الموضع السابق من طريقين آخرَين عن سعيد بن مرجانة به، وفيه "رقبة مؤمنة". (¬4) هو ابن حيّويه. (¬5) هو الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بن الحكم، أبو عبد الله الأسدي، الكوفي الدهّان، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/71) وسكت عنه. (¬6) هو الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة القصباني، الكوفي، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/8) . (¬7) هو الحسن بن صابر الهاشمي، الكسائي، من أهل الكوفة. قال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا عن الأثبات، ممن يأتي بالمتون الواهية عن الثقات بأسانيد متصلة". المجروحين (1/239) ، وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/203) ، واللسان (2/214) .

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (¬1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ الْفِرْدَوْسَ قَالَتْ: يَا ربِّ، زَيِّنِّي، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَيْهَا؛ قَدْ زيَّنتُكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)) (¬2) . 651 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الوَرَّاق بِقِرَاءَتِهِ عَلَيْنَا، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بن محمد بن أحمد بن حَاتِمٍ (¬3) المَرْوَزيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ [ل/137أ] أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ حُميد المُقْرِئ (¬4) ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشر (¬5) الكَاهِلِيّ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) هو ابن الجراح الرؤاسي. (¬2) إسناده واهٍ بمرة، وآفته الحسن بن صابر الهاشمي، وهو منكر الحديث جدًّا. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/239) من طريق الفضل بن يوسف الجعفي به. وأورده الذهبي في "الميزان" في ترجمة الحسن بن صابر، وعزاه إلى ابن حبان، وقال: "وهذا كذب". وانظر اللسان (2/214) . (¬3) كذا في المخطوط، وفي تاريخ بغداد "جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن بنت حاتم"، وهو أبو الفضل المعدّل، كان ينزل سويقة غالب، وثّقه الخطيب، مات لأربع عشرة خلت من شوال سنة ست وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (7/225) . (¬4) المخضوب، والملقب بالفيل لضخامته، كان يسكن باب المحول، قال الدارقطني: "ليس بالقوي". مات سنة ست وثمانين ومائتين. سؤالات الحاكم (رقم20) ، وتاريخ بغداد (4/436) ، واللسان (1/262) . (¬5) في المخطوط "إسحاق بن بشير"، والمثبت من مصادر الترجمة. وهو إسحاق بن بشر بن مقاتل، أبو يعقوب الكاهلي، الكوفي. قال الحضرمي: "ما سمعت أبا بكر بن أبي شيبة كذّب أحداً إلا إسحاق بن بشر الكاهلي، فإنه جاز به، فقال لي: "أبو يعقوب هذا كذّاب". وقال موسى بن هارون الحمال: "مات إسحاق بن بشر الكاهلي بالكوفة سنة ثمان وعشرين ومائتين، كذّاب، وكان يخضب". وقال الفلاس، والدارقطني: "متروك". وقال ابن عدي والدارقطني: "هو في عداد من يضع الحديث". الكامل لابن عدي (1/342) ، والضعفاء والمتروكون للدارقطني (رقم90) ، واللسان (1/355) .

أَبُو مَعْشَر (¬1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((بَيْنَمَا نَحْنُ قُعودٌ مَعَ النَّبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبال تِهَامَة، إذْ أَقْبَلَ شيخٌ فِي يَدِهِ عَصًا (¬2) ، فسلَّم عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ، ثم قال: نَغْمَة الجنّ وعَمَّتُهم (¬3) ، مَنْ أنتَ؟ قَالَ: أَنَا هامَة بن الهَيْم بن لاقيس ابن إِبْلِيسَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا بينَك وبينَ إبليسَ إِلا أَبَوَيْنِ؟ (¬4) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَمْ أَتَى لَكَ مِنَ الدَّهْرِ؟ قَالَ: قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عمرَها إِلا قَلِيلا، قَالَ: عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: كنتُ وَأَنَا غُلام ابنُ أعوامٍ أَفْهَمُ الْكَلامَ، وأَمُرُّ بِالآكَامِ، وآمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بِئْسَ -لِعَمْرِو اللَّهِ- عملُ الشَّيْخِ المُتَوَسِّم وَالشَّابِّ المُتَلَوِّم، قَالَ: ذَرْني مِنَ التَّعْداد (¬5) ، إِنِّي تائبٌ ¬

(¬1) اسمه نجيح بن عبد الرحمن. (¬2) في المخطوط "عصى". (¬3) هكذا في المخطوط، وفي الضعفاء للعقيلي، وطبقات المحدثين بأصبهان، واللسان: "وغَنّتهم". (¬4) هكذا في المخطوط، وفي الضعفاء للعقيلي "أبوان"، وكلاهما صحيح. (¬5) هكذا في المخطوط، وفي الضعفاء للعقيلي "زدني من التعذار"، وفي طبقات المحدثين بأصبهان: "ذرني من استعدادك"، وفي اللسان: "ذرني من التعذار"، وفي الهواتف: "دعني من اللوم والعذل".

إِلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِي مسجدِه مَعَ مَنْ آمنَ بِهِ مِنْ قومِه، فَلَمْ

أَزَلْ أُعاتِبُه عَلَى دعوتِه عَلَى قَوْمِهِ حتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وأَبْكانِي، وَقَالَ: لا جَرَمَ إنِّي عَلَى ذَلِكَ منَ النّادِمين، وأعوذُ بِاللَّهِ أنْ أكونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نُوحُ، إِنِّي مِمَّنْ أَشْرَكَ فِي دَمِ السَّعِيدِ الشَّهيد قابيلَ بْنِ آدَمَ (¬1) ، فَهَلْ تَجِدُ لِي عِنْدَ ربِّك عزَّ وجلَّ من توبة؟ [ل/137ب] فَقَالَ: يَا هامةُ، هِمَّ بِالْخَيْرِ وافْعَلْه قَبْلَ الحَسْرة والنَّدَامة، إِنِّي قَرَأْتُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عليَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عبدٍ تَابَ إِلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ بَالِغًا ذنبُه مَا بَلَغَ إِلا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فقُمْ فَتَوَضَّأْ، واسْجُد لِلَّهِ عزَّ وجلَّ سَجْدَتَيْن، قَالَ: ففعلتُ مِنْ سَاعَتِي مَا أَمَرَنِي بِهِ، قَالَ: فَنَادَانِي، ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقَدْ نزلَتْ توبتُك مِنَ السَّمَاءِ، قَالَ: فخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِدًا حَوْلا، وَكُنْتُ مَعَ هودٍ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي مسجِدِه مَعَ مَنْ آمنَ بِهِ مِنْ قومِه فَلَمْ أَزَلْ أُعاتِبُه عَلَى دعوتِه عَلَى قومِه حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وأَبْكَاني، فَقَالَ: لا جَرَمَ إنِّي عَلَى ذَلِكَ منَ النّادِمين، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أكونَ مِنَ الجاهِلين، وكنتُ مَعَ صَالِحٍ فِي مسجدِه مَعَ مَنْ آمنَ بِهِ مِنْ قومِه، فَلَمْ أَزَلْ أُعاتِبُه عَلَى دعوتِه عَلَى قومِه حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وأَبْكَاني، فكلُّهم يَقُولُ: فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ النّادِمين، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، وكنتُ زَوَّاراً لِيَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ وكنتُ مِنْ يُوسُفَ بِالْمَكَانِ الأَمِينِ (¬2) ، وكنتُ أَلْقَى إلياسَ فِي الأَوْدِية، وَأَنَا أَلْقَاه الآنَ، وإنِّي لقِيْتُ مُوسَى بنَ عِمرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فعَلَّمني مِنَ التَّوْرَاةِ، وَقَالَ: إنْ أنتَ لقِيْتَ عيسى بنَ مريمَ فأَقْرِئْه مِنِّي السَّلامَ، وَإِنِّي لقِيْتُ عيسى بنَ مريم فأقرأْتُه من موسى [ل/138أ] السَّلامَ، وَإِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: إِنْ أَنْتَ لقِيتَ مُحَمَّدًا (¬3) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأَقْرِئْه مِنِّي السَّلام، قَالَ: فَأَرْسَلَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَيْنَيْه فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: وَعَلَى عِيسَى السَّلامُ مَا دامتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا هامةُ بأدائِك الأَمَانَةَ، قَالَ هَامَةُ: قُلْتُ (¬4) : يَا رسولَ اللَّهِ، افْعَلْ بِي مَا فَعَلَ مُوسَى بْنُ عمرانَ، علَّمَني مِنَ التَّوْرَاةِ، قَالَ: فعلَّمه رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {إِذَا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ} ، {والمُرْسَلاتِ} ، {وَعَمَّ يَتَسَاءَلُوْنَ} ، {وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، والمُعَوِّذَتَيْنِ، {وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، وَقَالَ: ارْفَع إِلَيْنَا حاجتَك يَا هامةُ، وَلا تدَعْ زيارتَنا، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَنْعَه (¬5) إِلَيْنَا ¬

(¬1) هكذا في المخطوط وفي الضعفاء للعقيلي، وورد في طبقات المحدّثين بأصبهان، واللسان: "هابيل بن آدم"، وكلاهما صحيح، فعلى الأول يكون مفعولاًبه، وعلى الثاني يكون عطف بيان، والله أعلم. (¬2) في الضعفاء للعقيلي، واللسان: "بالمكان المكين". (¬3) في المخطوط "محمد" بدون ألف. (¬4) هكذا في المخطوط، والظاهر أنها مدرجة هنا. (¬5) في المخطوط "ولم ينعاه"، والصواب ما أثبت، كما في الضعفاء، وطبقات المحدثين، واللسان.

ولَسْتُ أَدْرِي؛ حيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده واهٍ بمرة، فيه: - أبو معشر المدني، وهو ضعيف. - وإسحاق بن بشر الكاهلي، متروك الحديث، واتهم بالوضع. - وأحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُقْرِئُ، ليس بالقوي. أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/98-99) عن علي بن عبد العزيز، عن إسحاق بن بشر الكاهلي به. وأورده الذهبي في "الميزان" (1/186-188) عن إسحاق بن بشر الكاهلي. قال العقيلي: "هذا حديث ليس له أصل، ولا يحتمل أبو معشر مثل هذا الحديث، وإن كان فيه لين، والحمل فيه على إسحاق". ومثله قال الذهبي أن الحمل على إسحاق الكاهلي. قلت: ولكن إسحاق لم يتفرد به، بل رواه علي بن عبد العزيز بن بحر، وهو أحد المتروكين عن أبي معشر به، أشار إليه الذهبي بقوله: "مع أن علي بن عبد العزيز بن بحر أحد المتروكين قد رواه بطوله عن أبي معشر". كما رواه عن أبي معشر ابنه محمد، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ـ كما في "الميزان" (1/88) ، وفي "الإصابة" (6/519) ـ قال: ثنا محمد بن الحسن بن داود العلوي، ثنا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي، ثنا عبد الله بن محمد الآملي، ثنا محمد بن أبي معشر، أخبرني أبي، فذكره ولم يطوله. قال الحافظ ابن حجر: "وحديث هامة إذا كان محمد بن أبي معشر وغيره قد تابع الكاهلي عليه فكيف يكون الحمل على الكاهلي؟! والحمل فيه حينئذ على أبي معشر". وله طريق آخر عن عمر، أخرجه جعفر المستغفري، وإسحاق المنجنيقي ـ كما في الإصابة (6/519) من طريق أبي محصن الحكم بن عمار، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب قال: قال عمر: فذكره مطوّلاً، وزاد فيه: ((أنه قال: أتى علي ثمانية آلاف وأربعمائة واثنتان وعشرون سنة، وأنه كان يوم قتل قابيل هابيل غلاماً، وإن عدد الجن الذين استمعوا القرآن وصلَّوا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ثلاثة وسبعون ألفاً)) . وإسناده منقطع، وسعيد بن المسيب لم يدرك عمر. وله طريق آخر ذكره ابن حجر في الإصابة، من رواية عبد الحميد بن عمر الجندي، عن شبل بن الحجاج، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عمر بطوله. ويروى من حديث ابن عباس، أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (4/14-15) من طريق مسلم الطائفي، عن عزير بن الجُرَيجي، عن ابن جريج، عن عطاء، عنه أنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في دار الأرقم مختفياً في أربعين رجلاً وبضع عشرة امرأة، فدق الباب، فقال: "افتحوا، إنها لنغمة شيطان"، قال: ففتح الباب فدخل رجل قصير، فقال: السلام عليك يا نبي الله، ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام ورحمة الله، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ الْهَيْمِ بْنِ لاقِيسَ بْنِ إبليس فذكره" مختصراً. والحديث مروي أيضا عن أنس بن مالك، أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/96) ، وابن أبي الدنيا في "الهواتف" (ص77-78) ، وابن ماجه في "التفسير" ـ كما في "تهذيب الكمال" (25/481) ، وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد، وابن مردويه في "التفسير" ـ كما في "الإصابة" (6/518) ـ من طريق أبي سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري، عن مالك ابن دينار، عن أنس قَالَ: ((كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم خارجاً من جبال مكة، إذ أقبل شيخ متكئ على عكازة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: "مشية جنيّ، ونغمة جنّيّ، فقال: أجنّيّ أنت؟ فقال: نعم، قال: من أي الجن أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ هيم بن لاقيس بن إبليس، ... )) ، فذكره نحوه ولم يطوّله. وفي إسناده أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري، وهو منكر الحديث. قال العقيلي: "روى هذا الحديث إسحاق بن بشر الكاهلي عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن عمر رضي الله تعالى عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكلا هذين الإسنادين غير ثابت، ولا يرجع منهما إلى صحة".

652 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو الحُسَين محمد بن النضر بن محمد بن سعيد المَوْصِليّ، حدثنا أبو يَعْلَى (¬1) ، حدثنا محمد بن الحسين البُرْجُلاَنيّ (¬2) ، ¬

(¬1) هو الموصلي. (¬2) هو محمد بن الحسين بن أبي الشيخ، أبو جعفر البرجلاني ـ بضم الباء وسكون الراء، وضم الجيم ـ نسبة إلى قرية من قرى واسط بالعراق، صاحب التواليف في الرقائق. قال ابن أبي حاتم: قيل: إن رجلاً سأل أحمد بن حنبل عن شيء من أخبار الزهد، فقال: "عليك بمحمد بن الحسين". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان صاحب حكايات ورقائق". وقال الذهبي: "أرجو أن يكون لا بأس به، ما رأيت فيه توثيقاً ولا تجريحاً، لكن سئل عنه إبراهيم الحربي: فقال: ما علمت إلا خيراً"، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين. الجرح والتعديل (7/229) ، والثقات لابن حبان (9/88) ، وتاريخ بغداد (2/222) ، والأنساب (2/139) ، وسير أعلام النبلاء (11/112) .

حدثنا زيد بن الحُبَاب (¬1) ، حدثنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد (¬2) ، عن نافع ((أن ابنَ عُمر كان إذا فاتَه صلاةُ العشاء جماعةً أَحْيَى بقِيَّةَ ليلتِه)) (¬3) . ¬

(¬1) هو زيد الحباب بن الريان، أبو الحسين العُكْلي ـ بضم المهملة وسكون الكاف ـ، الخراساني، ثم الكوفي، الزاهد، رحل في الحديث فأكثر منه، وثّقه ابن معين، وابن المديني، والعجلي، وعثمان بن أبي شيبة، والدارقطني وغيرهم. وقال ابن معين: "كان يقلب حديث الثوري، ولم يكن به بأس"، وقال أحمد: "كان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، لكن كان كثير الخطأ"، وقال أبو حاتم: "صدوق صالح الحديث"، وقال ابن حبان: "كان ممن يخطئ، يعتبر حديثه، إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيه المناكير"، وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ في حديث الثوري". الطبقات لابن سعد (6/402) ، وسؤالات أبي داود (ص319) ، والتاريخ الكبير (3/391) ، والجرح والتعديل (3/561) ، والثقات لابن حبان (8/250) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص91) ، وتاريخ بغداد (8/443) ، وتهذيب الكمال (10/40-46) ، والتهذيب (3/347-348) ، والتقريب (222/ت2124) . (¬2) هو عبد العزيز بن أبي رَوَّاد ـ بفتح الراء، وتشديد الواو ـ المكي. وثّقه يحيى بن معين، والعجلي، ويحيى بن سعيد القطان وقال: "ليس ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه". وقال أحمد: "كان مرجئًا، رجلاً صالحاً، وليس هو في التثبت كغيره"، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "صدوق ثقة في الحديث"، وقال الساجي: "صدوق يرى الإرجاء"، وقال الدارقطني: "هو متوسط في الحديث، وربما وهم في حديثه"، وقال ابن عدي: "في بعض أحاديثه ما لا يتابع عليه"، وقال الحاكم: "ثقة عابد، مجتهد، شريف النسب"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق عابد، ربما وهم، ورمي بالإرجاء". قلت: يكاد أن يكون ثقة، لأن أكثر النقاد على توثيقه، لولا أنه ربما وهم، وتفرد بأحاديث لم يتابع عليها كما قال ابن عدي، وقال الإمام أحمد: "وليس هو في التثبت كغيره". التاريخ الكبير (6/22) ، والضعفاء للعقيلي (3/6-10) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/96) ، والمجروحين (2/137-138) ، وتهذيب الكمال (18/136-139) ، والتهذيب (6/301-302) ، والتقريب (357/ت4096) . (¬3) إسناده حسن، أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/303) من طريق أبي يعلى به. وأخرجه من طريق بشر بن موسى، عن خلاد بن يحيى، عن عبد العزيز بن أبي رواد به. وأورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/215، 235) عن عبد العزيز بن أبي رواد به.

653 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا أبو يَعْلَى (¬2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَر المَازِنيّ (¬3) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كثير (¬4) ، عن مَخْلَد ¬

(¬1) هو ابن النضر الموصلي. (¬2) هو الموصلي. (¬3) هو محمد بن الأزهر الجوزجاني. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول لرجل من أهل خراسان ـ وسأله عن محمد بن الأزهر الجوزجاني ـ فقال: "لا تكتبوا عنه حتى يتوب"، وذاك أنه بلغه أنه تكلم في القرآن فقال: لا تكتبوا عنه حتى لا يحدّث عن الكذّابين". وقال ابن عدي: "ومحمد بن الأزهر هذا ليس بمعروف، وإذا لم يكن معروفاً يحدّث عن الضعفاء فسبيلهم سبيل واحد، لا يجب أن يشتغل برواياتهم وحديثهم"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "روى عنه أحمد بن سنان، كثير الحديث، من جلساء أحمد بن حنبل"، وقال الحاكم: "هو ثقة مأمون صاحب حديث". العلل لأحمد (3/261) ، والضعفاء للعقيلي (4/36) ، والجرح والتعديل (7/209) ، والكامل لابن عدي (6/132) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/39) ، واللسان (5/64) . (¬4) هو محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي، الصنعاني، أبو يوسف المصّيصي، وثقه ابن سعد، ويحيى بن معين. وقال أبو حاتم: "كان رجلا صالحاً يسكن المصّيصة، وأصله من صنعاء، وفي حديثه بعض الإنكار". وقال مرة: سمعت الحسن بن الربيع يقول: "محمد بن كثير اليوم أوثق الناس، وكان يكتب عنه وأبو إسحاق الفزاري حيّ، وكان يعرف بالخير"، وقال صالح بن محمد: "صدوق كثير الخطأ"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويغرب"، وضعفه أحمد، قال عبد الله: "ذكر أبي محمد بن كثير فضعفه جدًّا، وضعّف حديثه عن معمر جدّا، وقال: "هو منكر الحديث"، وقال: "يروي أشياء منكرة"، وقال البخاري: "لين جدًّا"، وقال أبو داود: "لم يكن يفهم الحديث". وقال أبو زرعة: "دفع إليه كتاب الأوزاعي، في كل حديث مكتوب: حدّثنا محمد بن كثير، فقرأه إلى آخره، يقول: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ الأوزاعي، وهو محمد بن كثير"، وقال أبو يعلى الخليلي: "يتفرد بأحاديث"، وقال ابن عدي: "ومحمد بن كثير له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة أحاديث عداد، مما لا يتابعه أحد عليه"، وقال الذهي "مختلف فيه، صدوق اختلط بآخره، توفي سنة ست عشرة ومائتين". قلت: والظاهر أن الأصل في أمره أن يكون صدوقا، فلما اختلط كثر أوهامه، وفحشت أخطاؤه تُتَجَنَّب أحاديثُه، فما تفرد به عُدَّ منكراً والله أعلم. الطبقات لابن سعد (7/489) ، والعلل لأحمد (3/251) ، والتاريخ الكبير (1/218) ، والجرح والتعديل (8/69) ، والضعفاء للعقيلي (4/128) ، والكامل لابن عدي (6/254) ، والثقات لابن حبان (9/70) ، والإرشاد (2/477) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/94) ، وتهذيب الكمال (26/329-333) ، والكاشف (2/212) ، والتقريب (504/ت6251) .

بْنُ الحُسَين (¬1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عن بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم [ل/138ب] ((مَنْ قَرَأَ يَاسِينَ (¬2) فِي ليلةٍ غُفِرَ له)) (¬3) ¬

(¬1) هو المصّيصي. (¬2) كذا في المخطوط، والصواب في الرسم "يس". (¬3) إسناده ضعيف جدًّا فيه: - محمد بن كثير المصيصي، وهو صدوق كثير الخطأ، وقد تفرد به. - ومحمد بن الأزهر الجوزجاني، حذّر منه أحمد بن حنبل. - ومحمد بن النضر الموصلي ضعيف. أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (ص72) عن محمد بن الأزهر الجوزجاني به مثله. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه علي بن ميمون الرقي، عن محمد بن كثير الصنعاني، عن مخلد بن حسين، عن هشام عن محمد بن سيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ... ـ فذكر الحديث ـ، قال أبي: "هذا حديث باطل، إنما رواه جسر عن الحسن، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسل". العلل (2/67) . والحديث رواه الحسن عن أبي هريرة، وهو مرسل؛ لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وله عن الحسن طرق: - أولها: طريق محمد جحادة عنه أخرجه الدارمي (2/549) ، وتمام في "فوائده" (2/6) ،، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/480) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/254) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني، عن أبيه، عن زياد بن خيثمة، عنه به، وفيه زيادة: ((ابتغاء وجه الله)) . وفي إسناده شجاع بن الوليد، أبو بدر السكوني، وهو صدوق له أوهام. وأخرجه ابن حبان (ح2574) من طريق الوليد بن شجاع به، إلا أنه قال جندب بن عبد الله بدل أبي هريرة، وهو خطأ، والمحفوظ من حديث أبي هريرة. - والثاني: طريق هشام بن زياد عنه. أخرجه أبو يعلى (11/95/ح6224) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن حجاج بن محمد، عنه به نحوه، وزاد: ((ومن قرأ حم التي فيها الدخان أصبح مغفورًا له)) . قال ابن كثير في "التفسير" (3/564) : "إسناده جيد". قلت: بل إسناده ضعيف جدًّا، فيه هشام بن زياد بن أبي يزيد، وهو هشام بن أبي هشام، أبو المقدام، ويقال له: هشام ابن أبي الوليد المدني، قال عنه الحافظ ابن حجر: "متروك". التقريب (572/ت7292) . - والثالث: طريق جسر بن فرقد أبي جعفر عنه. أخرجه أبو داود الطيالسي (4/212/ح2589 -التركي) ، -ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/159) -، والعقيلي في "الضعفاء" (1/203) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/287) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عنه به. وهذا إسناد ضعيف، من أجل جسر بن فرقد، وهو ضعيف. - الرابع: طريق غالب القطان عنه. أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (ح3509) ، وفي "المعجم الصغير" (1/255) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/257) من طريق أغلب بن تميم، عن حسن بن أبي جعفر، عن جسر، عنه به. قال الطبراني: "لم يدخل أحد فيما بين جسر بن فرقد والحسن غالباً إلا أغلب بن تميم". وأغلب بن تميم هذا ضعيف، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن معين: "سمعت منه وليس بشيء". الكامل لابن عدي (1/416) ، واللسان (1/464) . وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أغلب بن تميم، وهو ضعيف". مجمع الزوائد (7/97) . - الخامس: طريق أيوب، ويونس، وهشام، عنه. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/416) من طريق أغلب بن تميم الشعوذي، عنهم به. قال ابن عدي: "هذا الحديث لا يرويه عن هؤلاء غير أغلب". وقال أيضاً بعد أن أورد أحاديث أنكرت عليه ومنها هذا الحديث: "وهذه الأحاديث التي أمليتها مع أحاديث له سواها، عامتها غير محفوظة، إلا أنه من جملة من يكتب حديثه". والحاصل أن الحديث ليس له طريق يثبت، وقد تقدم قول أبي حاتم، أنه باطل، ومثله قال ابن الجوزي. وقال الدارقطني: "وليس فيها شيء ثابت. العلل للدارقطني (10/269) ، والموضوعات لابن الجوزي (1/247) . ويروى نحوه عن معقل بن يسار، وأنس بن مالك، وأبي بكر الصديق، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم- لا يصح منه شَيْءٌ.

654 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعلى (¬2) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِين أَبُو زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ أَبُو يَعْلَى: ـ لَمْ أَفْهَمْ أبو هُرَيْرَةَ كَمَا أُرِيدُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَه أَقَالَهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عَثْرَتَه يومَ الْقِيَامَةِ)) (¬3) . 655 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيع، عَنْ سَعِيدٍ (¬4) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ¬

(¬1) هو ابن النضر الموصلي. (¬2) هو الموصلي. (¬3) في إسناده محمد بن النضر الموصلي، ولكن الحديث مخرج في "نسخة يحيى بن معين" برواية الصوفي (ص125/ح32) . وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (ص326) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/252 ـ وقع في مطبوعات المسند أنه من رواية الإمام أحمد عن ابن معين، والصواب أنه من رواية عبد الله عن ابن معين، كما نبّه عليه الشيخ الأرناؤوط في تحقيق المسند (12/400) ـ، وأبو داود (4/168/ح3454) ، كتاب البيوع، باب في فضل الإقالة، وابن حبان (11/404-405/ح5029-5030) ، والحاكم (2/45) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/27) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/196) ، من طريق ابن معين به. وأخرجه ابن ماجه (2/741/ح2199) كتاب التجارات، باب الإقالة من طريق مالك بن سُعير، عن الأعمش به. (¬4) هو ابن أَبِي عَرُوبَةَ.

عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((صلَّى النبيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَلَى أُمِّ سعدٍ (¬1) بَعْدَ شَهْرٍ، وَكَانَ مُتَغَيِّباً)) (¬2) . 656 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْريّ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمة، عَنْ ¬

(¬1) أي أم سعد بن عبادة بن الصامت. (¬2) إسناده ضعيف، فيه سويد بن سعيد الحدثاني، وكان يتلقن ما ليس من حديثه ـ كما تقدم ـ وقد تفرد بوصل هذا الحديث، وغيره رواه مرسلاً وهو الصواب. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/438) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/48) من طريق سويد بن سعيد به، وفيه زيادة. قال ابن عدي: "وهذا الكلام الأول في متنه ((هذه وهذه سواء)) ، وهو مشهور عن شعبة، والكلام الثاني بهذا الإسناد ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صلى على قبر أم سعد)) ، لم يروِه غير سويد، ولم يجمع بين المتنين لنا أحد ممن حدثناه عن سويد غير المنجنيقي وعمران، وحدّثناه جماعة عن سويد فذكروا فيه المتن الثاني الغريب". وقال البيهقي نحوه، وقال: والمشهور عن قتادة، عن ابن المسيب، عن النبي صلى الله غليه وسلم مرسلاً ... قيل لأحمد: حدث به سويد بن سعيد عن يزيد بن زريع، قال: لا تحدث بمثل هذا". وأما الحديث المرسل فأخرجه الترمذي (3/356ح1043) كتاب الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على القبر، وابن الجوزي في "التحقيق" (2/16) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/264 ـ تعليقاً ـ) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي شيبة (3/41) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/20) من طريق عبدة بن سليمان،، كلاهما عن سعيد بن عروبة، عن قتاده، عن سعيد بن المسيب ((أن أم سعد بن عبادة ماتت وهو غائب، فلما قدم أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أحب أن تصلي على أم سعد، فأتى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبرها، فصلى عليها)) . قال البيهقي: "هو مرسل صحيح". وقال أيضاً: "والمشهور عن قتادة، عن ابن المسيب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلاً". انظر نصب الراية (2/265) ، والتلخيص (2/125) . وقد تقدم حديث صلاة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على القبر في الرواية رقم (615) من حديث ابن عباس رضي الله عنه، ولكن بدون تقييد بشهر.

أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يبيعُ حاضرٌ لبادٍ)) (¬1) . 657 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُهَيل بْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثيّ، عَنْ تَمِيم الدَّارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّما الدِّين النَّصيحةُ، إنَّما الدِّينُ النَّصيحةُ، قِيلَ: لِمَنْ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ [ل/139أ] وعامَّتِهم)) (¬2) . 658 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحسن (¬3) ، حدثنا محمد بن جعفر القَتَّات، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم (¬4) ، حَدَّثَنَا الثَّوريّ، عَنِ الأَجْلَح، عَنِ الشَّعْبِيِّ ((أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَ جعفرَ بنَ أَبِي طالبٍ حِينَ جَاءَ مِنْ أَرْضِ الحَبَشة فقبَّل عَيْنَيْه، وضَمَّه إليه)) (¬5) ¬

(¬1) تقدم برقم (371) بهذا الإسناد نفسه. (¬2) تقدم الحديث برقم (373) بهذا الإسناد نفسه. (¬3) هو السمسار. (¬4) هو الفضل بن دكين. (¬5) إسناده ضعيف فيه: - الإرسال. - والأجلح متكلم فيه، كما تقدم. - ومحمد بن جعفر القتات ضعيف كما تقدم، ولكن تابعه ابن سعد في "الطبقات" (4/35) . عن أبي نعيم به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/34-35) عن عبد الله بن نمير، وابن أبي شيبة (8/621) ـ وعنه أبو داود (4/356/ح5220) باب في قبلة بين العينين، وفي "المراسيل" (ص337-339) ، وعن أبي داود ابن الأعرابي في "القبل والمعانقة (رقم37) ـ، عن علي بن مُسهِر، كلاهما عن الأجلح به نحوه. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/108/ح1469) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بلفظ: ((لما أتى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين فتح خيبر، قيل له: قدم جعفر من عند النجاشي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "لا أدري بأيهما أنا أشدّ فرحاً، بقدوم جعفر أو فتح خيبر"، فتلقاه، فقبّل بين عينيه)) . قال الهيثمي: "رواه الطبراني مرسلاً، ورجاله رجال الصحيح". مجمع الزوائد (9/272) . قلت: بل فيه الأجلح، وقد تقدم أنه مختلف فيه، ولم يخرج له في الصحيح، والله أعلم. وروى الحسن بن الحسين الرُّعَيني، عن الأجلح، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله موصولاً. أخرجه الحاكم (3/26) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (4/246) من طريق الرعيني به. وكذا رواه عثمان بن أبي شيبة، عن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبي به، أخرجه أبو يعلى (ح1876) عنه به. وهذا إسناد ضعيف، من أجل مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وقد اختلف عليه؛ إذ أخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (رقم1435) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/152) من طريق أسد بن عمرو البَجَلي، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أبيه. وأخرج البيهقي في "السنن الكبرى" (7/101) ، من طريق زياد بن عبد الله، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن جعفر به مرسلاً. قال البيهقي إثره: "إن المرسل هو المحفوظ"، وقال في "شعب الإيمان" بعد أن أورده بلفظ: ((فقبّل بين عينيه)) : "إن رواية ((بين عينيه)) وإن كانت مرسلة أصح"، وقال أبو داود: "روي هذا مسنداً، ولم يصحّ". المراسيل (ص339) . قلت: وله طريق آخر عن جابر أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/257) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/334) ، وابن جميع في "معجم شيوخه" (ص171) من طريق مكي بن عبد الله الرعيني، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عنه به نحوه، وهو عند ابن جميع مطوّل. وفي إسناده مكي بن عبد الله الرعيني، وهو منكر الحديث. قال العقيلي: "حديثه غير محفوظ"، وقال ابن يونس: "يكنى أبا الفضل، لا يتابع على ما رواه عن ابن وهب، توفي سنة تسع وأربعين، أو سنة خمسين ومائتين، وهو أخو ليث بن عبد الله بن المهاجر"، وقال الذهبي: "له مناكير". انظر اللسان (6/87) . وللحديث شواهد من حديث عائشة، وابن عباس، وأبي جُحيفة. - أما حديث عائشة فأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (ص152) ، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص195) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1/436) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (2/431/ح1038) من طريق محمد بن عبد الله ابن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمد، عنها به نحوه. وإسناده ضعيف، قال الحافظ ابن حجر: "وسنده موصول، لكن في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، وهو ضعيف". فتح الباري (11/62) . - وحديث أبي جحيفة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/108) ، و (22/100) ، وفي "المعجم الأوسط" (2/287) ، وفي "المعجم الصغير" (1/40) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/292) من طريق الوليد بن عبد الملك ابن مسرح الحرّاني، عن مخلد بن يزيد، عن مسعر، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه به نحوه. قال الطبرايي: "لم يروِ هذا الحديث عن مسعر إلا مخلد، تفرد به الوليد بن عبد الملك". وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الثلاثة، وفي رجال الكبير أنس بن سالم، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". مجمع الزوائد (9/271-272) . - وحديث ابن عباس ذكره السخاوي في "الأجوبة العليّة" (ص38-39) ، وعزاه إلى ابن عساكر من طريق عبد الله ابن طاووس، عن أبيه، عنه: ((أن جعفراً لما قدم من أرض الحبشة تلقّاه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واعتنقه، وقبّل بين عينيه)) . قلت: لم يتيسر لي الوقوف على هذا الطريق. والحاصل أن الحديث بطرقه يرتقي إلى الحسن لغيره.

659 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬1) ، حَدَّثَنَا الحَضْرَميّ (¬2) ، حَدَّثَنَا حُسَين ابن عَبْدِ الأَوَّل (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ عَاصِمِ ¬

(¬1) هو الكهيلي. (¬2) هو مطيّن. (¬3) هو حسين بن عبد الأول، أبو عبد الله النخعي، الكوفي الأحول. كذّبه ابن معين، وضعّفه أبو داود ووهّاه، وقال ابن ابي حاتم: "كتب عنه أبي، وسمعت أبي يقول: "تكلم الناس فيه"، وسألت أبا زرعة عنه فقال: "روى أحاديث لا أدري ما هي، ولست أحدث عنه ولم يقرأ علينا حديثه"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: "كوفي ثقة عالم"، مات في شوال سنة ثمان وعشرين ومائتين. الطبقات لابن سعد (6/416) ، وسؤالات الآجري (ص204) ، والجرح والتعديل (3/59) ، ومعرفة الثقات للعجلي (1/301) ، والثقات لابن حبان (8/187) ، وتاريخ بغداد (8/164 ـ ترجمة حميد بن الربيع ـ) ، واللسان (2/294) .

بْنُ أَبِي النَّجُود (¬1) ، عَنْ زِرّ بْنِ حُبَيْش، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّال المُرَاديّ قَالَ: ((كنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فِي سَفَرٍ، فَنَادَاهُ أعرابيٌّ بصوتٍ لَهُ جَهْوَريٍّ؛ يَا محمَّدُ، يَا محمَّدُ، فَأَجَابَهُ عَلَى قَدْرِ كلامِه: "هَاهْ هَاهْ"، قَالَ: الْمَرْءُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ، قَالَ: "المرءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ")) (¬2) ¬

(¬1) هو عاصم بن بَهْدَلة الأسدي مولاهم الكوفي، أبو بكر المقرئ، وثّقه غير واحد من النقاد، وإنما تكلم فيه من تكلم من قبل حفظه، وأوسط القول فيه ما قاله الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين". انظر سؤالات أبي داود (ص293) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/7) ، والجرح والتعديل (6/340) ، والثقات لابن حبان (7/256) ، ومشاهير علماء الأمصار له (ص165) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص150) ، وتهذيب الكمال (13/473-479) ، والميزان (2/357) ، والتقريب (285/ت3054) . (¬2) إسناده ضعيف جدًّا فيه: - حسين بن عبد الأول، كذبه ابن معين، وتركه أبو زرعة، ووهاه أبو داود. - ومحمد بن إبراهيم الكهيلي لم أجد ترجمته. ولكن الحديث ثبت من طرق عن عاصم. أخرجه الطيالسي (2/486-487/ح1263 ـ التركي ـ) والترمذي (4/596) كتاب الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب، من طرق عن عاصم به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه ـ مطوَّلاً ـ أحمد (4/239) ، والترمذي (5/545) كتاب الدعوات، باب فضل التوبة والاستغفار، والنسائي في "السنن الكبرى" (6/344) من طريق عاصم به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه البخاري (5/2283/ح6169) كتاب الأدب، باب علامة حب في الله عز وجل، ومسلم (4/2034/ح2640) كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل عنه به. وفي الباب عن أنس، وأبي ذر، وأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل وغيرهم. قال الحافظ ابن حجر: "وقد جمع أبو نعيم طرق هذا الحديث في جزء سماه "كتاب المحبين مع المحبوبين"، وبلغ الصحابة فيه نحو العشرين". فتح الباري (10/560) .

660 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ محمد بن أحمد بن حمَّاد بن سفيان الكوفي بها من حفظه، حدثنا محمد بن علي بن داود بن بكر القَيْسيّ أبو زيد الوَزّان، حدثنا جُبَارة بن المُغَلِّس، حدثنا عمرو بن ثابت (¬1) ، عن عطاء بن أبي مَرْوَان، عن أبيه (¬2) قال: ((أُتِيَ عليٌّ رضيَ الله عنه بِسَكْرَان في رمضانَ فضربَه الحدَّ، وحَبَسَه حتَّى إذا كان من الغدِ أخرجه، فضربَه عشرين سوطا، قال: ضربْتُك لشُرْبِك الخمرَ، وضربْتُك العشرين لفطرِك)) (¬3) ¬

(¬1) هو ابن أبي المقدام الكوفي، مولى بكر بن وائل، ضعيف، رمي بالرفض، ترك ابن مهدي حديثه. وضعفه البخاري، ومسلم، وأبوزرعة، وأبو حاتم وقال: "يكتب حديثه، كان رديء الرأي، شديد التشيع"، وقال ابن معين: "ليس بثقة ولا مأمون"، وقال مرة: "كوفي ليس بشيء"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال أبو داود: "رافضي خبيث"، وقال العجلي: "شديد التشيع، غالٍ فيه، واهي الحديث". تاريخ ابن معين (3/522 ـ الدوري ـ) و (ص150 ـ الدارمي ـ) ، والتاريخ الكبير (6/319) ، والكنى والأسماء لمسلم (1/167) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص80) ، والضعفاء للعقيلي (3/261-262) ، والجرح والتعديل (6/223) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/172) ، والكامل لابن عدي (5/120-121) ، والمجروحين (2/76) ، وتهذيب الكمال (21/554-558) ، والتهذيب (8/9) ، والتقريب (419/ت4995) . (¬2) هو أبو مروان الأسلمي، اسمه مُغِيث ـ بمعجمة ومثلّثة، وقيل: بمهملة ثم مثناة مشدّدة ثم موحّدة ـ، وقيل: اسمه سعيد، وقيل: عبد الرحمن، له صحبة، إلا أن الإسناد إليه بذلك واهٍ، قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (672/ت8355) . (¬3) إسناده ضعيف، فيه: - عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، وهو ضعيف رافضي. - وجبارة بن المغلّس، وهو ضعيف كذلك. - ومحمد بن علي بن داود القيسي، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان لم أقف على ترجمتهما. أخرجه ابن أبي شيبة (5/530) عن أبي خالد، عن حجاج، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/321) من طريق علي ابن الحسن، عن عبد الله بن الوليد، عن سفيان، كلاهما عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه قال: "أتي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بالنجاشي به نحوه"، وفيه: "أنه ضربه الحدّ ثمانين". ووله شاهد من فعل عمر، أخرجه ابن أبي شيبة (5/531) عن أبي خالد، عن حجاج، عن أبي سفيان البكري، قال: ((أتي عمر برجل شرب خمرًا في رمضان، فضربه ثمانين، وعزّره عشرين)) .

661 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد [ل/139ب] الزيَّات، حدثنا إبراهيم ابن عبد الله المُخَرِّميّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يومٍ مائةَ مرةٍ؛ لا إلهَ إِلا اللَّهُ الحقُّ المُبِينُ، كَانَ لَهُ أمانٌ مِنَ الْفَقْرِ وأمْنٌ مِنْ وَحْشَة الْقَبْرِ، واسْتَجْلب بِهِ الغِنَى، واسْتَقْرع بِهِ بابَ الْجَنَّةِ)) . قَالَ الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ: لَوْ خَرَجْتُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى الْيَمَنِ لَكَانَ قَلِيلا (¬1) . 662 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى السُّكُونيّ، حَدَّثَنَا أَبُو العبَّاس أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الجَرَاديّ (¬2) إِمْلاءً قَالَ: ¬

(¬1) تقدم برقم (122) بهذا الإسناد نفسه، وتخريجه هناك. (¬2) هو أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجرادي الموصلي، ورّاق علي بن حرب، ذكره ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (2/122) .

سَمِعْتُ مُؤَمَّل بْنَ إِهاب (¬1) يَقُولُ: حدثنا يحيى ابن آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عن أبي إسحق (¬2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ (¬3) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ((مَرَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجلٍ يَقْرَأُ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيْثُ الْغَاشِيَةِ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى، قَدْ أَتَانِي)) (¬4) . 663 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطنيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صاعِد، حدثنا عُبَيدالله بْنُ سَعْدٍ (¬5) ، حَدَّثَنَا عَمِّي (¬6) ، حَدَّثَنَا أبي (¬7) ، ¬

(¬1) هو مؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل، الربعي العجلي، أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل الرملة، أصله من كرمان، وثقه النسائي، ومسلمة بن القاسم، وغيرهما، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن الجنيد: سئل عنه ابن معين، فكأنه ضعّفه. وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام". الجرح والتعديل (8/375) ، والثقات لابن حبان (9/188) ، وتاريخ بغداد (13/181-183) ، وتهذيب الكمال (29/179-181) ، والكاشف (2/310) ، والتهذيب (10/340) ، والتقريب (555/ت7030) . (¬2) هو السبيعي. (¬3) هو الأودي المخضرم. (¬4) إسناده ضعيف فيه: - مؤمل بن إهاب، وهو صدوق له أوهام، وقد وهم في وصل هذا الحديث، حيث خالفه علي بن محمد الطنافسي - وهو ثقة عابد ـ، فرواه مرسلاً. - وأحمد بن الحسين الجرادي لم أجد من وثقه. والحديث لم أجد من رواه موصولاً سوى المصنف، وأما الرواية المرسلة فأخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" ـ كما في "تفسير ابن كثير" (4/503) ـ عن أبيه، عن علي بن محمد الطنافسي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ به، ولم يذكر فيه ابن مسعود. (¬5) هو الزهري. (¬6) هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. (¬7) هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

عن ابن إسحق، حَدَّثَنِي ابنُ شِهاب الزُّهريّ، عَنْ عمر بن عبد العزيز بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الرَّبِيع بْنِ سَبِرة، عَنْ أَبِيهِ (¬1) قَالَ: ((سمعتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنهَى عَنْ مُتْعة النِّساء في حَجَّة الوَدَاع)) (¬2) ¬

(¬1) هو سبرة بن معبد، أو ابن عوسجة، أو ابن ثَرِيَّة -بفتح المثلثة، وكسر الراء وتشديد التحتانية- الجهني، له صحبة رضي الله عنه. (¬2) إسناده حسن، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث في هذا الإسناد، ولم أجد من أخرجه هكذا من طريقه غير المصنف. وأخرج الترمذي في "العلل" (ص162 ـ ترتيب أبي طالب ـ) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (ص173-174) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص361) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص39) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق به، غير أنه قال: "عام الفتح" بدل "حجة الوداع". قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: "هذا حديث خطأ، والصحيح عن الزهري، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أبيه، ليس فيه عمر بن عبد العزيز، وإنما أتى هذا الخطأ من جرير بن حازم". قلت: وقد تابع جرير بن حازم على هذا الإسناد والمتن عبد الرحمن بن معزى. أخرج حديثه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/363) من طريق محمد بن عبد الله القطان، عنه به. وكذا أخرج عبد الرزاق (ح14041) ـ ومن طريقه أحمد (3/404-405) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (ح6514) ـ، وابن أبي شيبة (7/504) كلاهما عن معمر، والدارمي (2/188) عن جعفر بن عون، وابن ماجه (1/631/ح1962) كتاب النكاح، باب النهي عن نكاح المتعة من طريق عبدة بن سليمان، وأبو يعلى (2/238) من طريق إسحاق الأزرق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/203) من طريق أبي نعيم وجعفر بن عون، كلهم عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الربيع بن سبرة به مطوّلاً، وفيه أنه في حجة الوداع. قال البيهقي: "وكذلك رواه جماعة من الأكابر كابن جريج والثوري وغيرهما، عن عبد العزيز بن عمر، وهو وهم منه، فرواية الجمهور عن الربيع بن سبرة أن ذلك كان زمن الفتح". قلت: ولكن أخرج مسلم (2/1025ح1406) كتاب النكاح، باب نكاح المتعة، من طريق عبد الله بن نمير، وعبدة ابن سليمان عنه به، بدون تعيين التاريخ. وأخرج أحمد (3/404) عن عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وأبو داود (3/16/ح2065) كتاب النكاح، باب في نكاح المتعة، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى (7/204) ـ، والطبراني في "المعجم الكبير" (ح6532) من طريق مسدّد بن مسرهد، كلاهما عن عبد الوارث، وتمام في "فوائده" (1/359) من طريق سفيان، كلاهما ـ عبد الوارث وسفيان ـ عن إسماعيل بن أمية، عن الزهري قال: "تذاكرنا عند عمر بن عبد العزيز المتعة متعة النساء، فقال ربيع ابن سبرة: "سمعت أبي يَقُولُ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في حجة الوداع ينهى عن نكاح المتعة". قلت: وخالف إسماعيلَ بن أمية جماعةٌ من أصحاب الزهري، فرَوَوْه عنه أن تحريم نكاح المتعة كان يوم الفتح، منهم: - معمر بن راشد الازدي، أخرج حديثه أحمد (3/404) ، وابن أبي شيبة (3/551) ـ وعنه مسلم (2/1026/ح1406) كتاب النكاح، باب نكاح المتعة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/29) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/204) ـ عن إسماعيل بن علية، عنه به. - صالح بن كيسان، أخرج حديثه مسلم (2/1026/ ح1406) كتاب النكاح، باب نكاح المتعة، من طريق إبراهيم ابن سعد الزهري، عنه به. - سفيان بن عيينة، أخرج حديثه الحميدي في "مسنده" (2/374) ـ ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/204) ـ، والدارمي (2/188) عن محمد بن يوسف، كلاهما عنه به. - عمرو بن الحارث، أخرج حديثه ابن حبان (9/453) من طريق ابن وهب، عنه به. - يحيى بن سعيد الأنصاري، أخرج حديثه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/303) من طريق سليمان بن كثير، عنه به. قلت: رواية هؤلاء عن الزهري أولى بالقبول من رواية من قال بأنه في حجة الوداع؛ لأنهم أكثر عدداً، قال البيهقي: "ورواية الجماعة أولى". وقد تابع الزهريَّ عليه عمارة بن غزية، أخرج حديثه مسلم (2/1024/ح1406) كتاب النكاح، باب نكاح المتعة من طريق وهيب، وبشر بن المفضل، عنه به مطوّلاً. وتابعه أيضاً عبد الملك وعبد العزيز ابنا الربيع بن سبرة، عن أبيهما، وحديثهما عند مسلم في الموضع السابق. والحاصل أن رواية من قال أنه يوم الفتح أصح، وأشهر، قال الحافظ ابن حجر: "وأما حجة الوداع، فهو اختلاف على الربيع بن سبرة، والرواية عنه أنها في الفتح أصح وأشهر". فتح الباري (9/170) . وقال السهيلي ـ كما في "نصب الراية" (3/178) ـ: "والمشهور في ذلك رواية الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أنه كان عام الفتح وهو في صحيح مسلم، وفيه حديث آخر رواه أبو داود من حديث الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أيضاً أن تحريمها كان في حجة الوداع، ورواية من روى أنه كان في غزوة أوطاس موافقة لرواية عام الفتح والله أعلم". وقال العلامة الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه": "صحيح دون قوله "حجة الوداع"، والصواب يوم الفتح". اهـ. وأجيب عن الرواية التي فيها أنها في حجة الوداع بجوابين: - أحدهما أن المراد بذكر ذلك في حجة الوداع إشاعة النهي والتحريم لكثرة من حضرها من الخلائق. - والثاني: احتمال أن يكون انتقل ذهن أحد رواته من فتح مكة إلى حجة الوداع؛ لأن أكثر الرواة عن سبرة أن ذلك كان في الفتح، ومما يدل على ذلك أن من روي عنه أنها في حجة الوداع، روي عنه أيضاً إما أنها في عام الفتح، وإما بدون تعيين التاريخ، والله أعلم. انظر التلخيص (3/155) .

664 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد [ل/140أ] الزيَّات، حدثنا

أبو العبَّاس عبد الله بْنُ الصَّقْر السُكَّريّ (¬1) وَأَفَادَنَا عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ النَّاقِدُ (¬2) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي (¬3) ، حَدَّثَنَا حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا بُدَيْل بْنُ مَيْسَرة، عن عبد الله بْنِ شَقِيق، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا صُعِد بِرُوحِ المؤمِنِ يُقال: روحٌ طَيِّبَة صلَّى الله عليكِ)) (¬4) . ¬

(¬1) هو عبد الله بن الصقر بن نصر البغدادي، أبو عبد الله السكري، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: "صدوق"، مات سنة اثنتين وثلاثمائة في جمادى الآولى. تاريخ بغداد (9/482-483) ، سير أعلام النبلاء (14/173-174) . (¬2) لم يتبيّن لي من هو. (¬3) هو المعمري. (¬4) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (4/2202ح 2872) كتاب صفة الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، من طريق حماد بن زيد بلفظ: ((إذا خرجَت روحُ المؤمن تلقّاها مَلَكَانِ يُصْعِدانِها ـ قال حماد: فذكَر من طِيْب ريحِها وذكر المِسْك ـ قال: ويقول أهلُ السماء: روحٌ طيِّبةٌ جاءَتْ من قِبَل الأرض صلَّى الله عليكِ، وعلى جَسَد كُنتِ تَعْمُرِينَه، فيُنْطَلَق به إلى ربّه عزّ وجلّ، ثم يقول: انطلِقوا به إلى آخر الأَجَل، قال: وإن كان الكافرَ، إذا خرجَتْ روحُه، قال حماد: وذُكِر من نَتَنِها وذَكَر لعناً، ويقولُ أهلُ السماء: روحٌ خَبِيثة جاءَتْ من قِبَل الأرض، قال: فيُقال: انطلِقوا به إلى آخر الأجل، قال أبو هريرة: فردَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رَيْطَةً كانتْ عليه على أنْفِه هكذا)) .

665 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيدالله بْنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبيّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّة الصَّفَّار، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم يَقُولُ: ((نِيَّة المؤمِن أَبْلَغُ مِنْ عملِه)) (¬1) ¬

(¬1) إسناده ضعيف جدًا فيه: - يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك، كما تقدم في الرواية رقم (530) . - وعبيد الله بن محمد الحلبي لم أجد له ترجمة. - وأبو حنيفة الواسطي، ليس بالقوي، وقد كما تقدم في الرواية رقم (14) . أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/343) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/119) من طريق الحلبي به مثله. وأخرجه العسكري في "الأمثال" ـ كما في كشف الخفا (2/430) ـ. قال ابن دحية: "لا يصح". وقال البيهقي: "إسناده ضعيف". قال الحافظ ابن حجر: "والحديث المذكور ضعيف، وهو في مسند الشهاب". شعب الإيمان (5/343) ، وفتح الباري (4/219) ، والفوائد المجموعة (ص250) ، وعون المعبود (2/355) . وفي الباب عن سهل بن سعد، ونوّاس بن سمعان، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس. - أما حديث سهل فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/185) ، ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/255) من طريق حاتم بن عباد بن دينار الجُرَشي، عن يحيى بن قيس الكندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/237) من طريق سمعان بن مسبّح الكسّي، عن الربيع بن حسّان الكسّي، عن يحيى بن عبد الغفار، عن محمد بن سعيد، عن سليمان النخعي، كلاهما ـ أي يحيى بن قيس الكندي وسليمان النخعي ـ عن أبي حازم، عنه بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن نار في قلبه نور)) . قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل، لم نكتبه إلا من هذا الوجه". وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثّقون، إلا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي، لم أرَ من ذكر له ترجمة". مجمع الزوائد (1/61، 109) . قلت: وفي إسناده أيضاً يحيى بن قيس الكندي، قال عنه الحافظ: "مستور". التقريب (595/ت7627) . وفي إسناد الخطيب سليمان النخعي، وهو ضعيف كما في "التقريب" (255/ت2620) ، وسمعان بن مسبّح الكسّي، ذكره الخطيب وسكت عنه. - وحديث نوّاس بن سمعان أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/119) من طريق محمد بن حمران القشيري، عن عثمان بن عمر الضبي، عن عثمان بن عبد الله الشامي، عن بقية، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن معدان عنه به بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله)) . وفي إسناده بقية بن الوليد، وهو كثير التدليس عن الضعفاء، وقد عنعن في هذا الإسناد. وضعف الحديث العجلوني، والسيوطي، وقال في "التدريب" بعد أن أورده مع أحاديث أخر: "كلها باطلة لا أصل لها". الدرر المنتثرة (ص183) ، وتدريب الراوي (2/176) ، وكشف الخفا (2/430) . - وحديث علي بن أبي طالب أورده ابن عبد البر ـ في معرض الاحتجاج به ـ في "التمهيد" (12/265) من طريق موسى بن إسماعيل بن موسى بن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدّه علي ابن حسين، عن أبيه، عنه به، بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله، وكل يعمل على نيته)) . - وحديث ابن عباس أخرجه الربيع بن حبيب في "مسنده" (ص23) عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، عن جابر ابن زيد الأزدي، عنه به، بلفظ: ((نية المؤمن خير من عمله)) . فائدة: معنى كون النية خيراً من العمل، لأن النية لا يدخلها الفساد، والعمل يدخله الفساد. قاله ابن الأعرابي. وقال البيهقي: وقد قيل: النية دون العمل، قد تكون طاعة، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة)) ، قالوا: والعمل دون النية لا يكون طاعة. وقال ابن عبد البر: "وهذا معناه عندنا: أن نية المؤمن خير من عمل بلا نية". شعب الإيمان (5/343) ، والتمهيد (19/205) .

666 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم الْمَخْضُوبُ سنةَ ستَّ عَشْرَة وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا

سليمان بن مِهْران الأعمش، عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم أهدَى مَرَّةً غَنَمًا)) (¬1) . 667 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيق بْنِ سَلَمة قَالَ: قَالَ عبد الله بْنُ مَسْعُودٍ: ((كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا خلفَ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قُلْنا: السَّلامُ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ، فَإِذَا صَلَّى أحدُكم فلْيَقُل: التَّحِيَّات لِلَّهِ والصَّلَوَات، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُه، السَّلامُ علَيْنا وعلى عباد الله [ل/140ب] الصَّالِحِينَ، ـ فإنَّكم إِذَا قُلْتُمُوها أصابتْ كلَّ عبدٍ صالحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ـ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إِلا اللَّهُ، وأشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه)) (¬2) . 668 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا ابنُ سَماعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: ((لَيْسَ المسكينُ الَّذِي تَرُدُّه الأَكْلةُ والأَكْلَتان والتّمرةُ والتمرتانِ (¬3) ولكِنَّ المسكينَ لا يَسأل شَيْئًا ولا يُفْطَن بمكانِه)) (¬4) . ¬

(¬1) تقدم برقم (360) بهذا الإسناد، وتخريجه هناك. (¬2) تقدم الحديث برقم (362) بهذا الإسناد نفسه، وتخريجه ثمة. (¬3) في المخطوط "الأكلة والأكلتين، والتمرة والتمرتين"، والتصويب من مصادر التخريج. (¬4) تقدم الحديث برقم (367) بهذا الإسناد، وثمة تخريجه.

669 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو القاسم طَلْحة بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّاهد صاحب ابنِ مجاهد، حدثنا عبد الله بْنُ زَيْدَان بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ الأَسَديّ، حدثنا عبد الله بْنُ قَنْبَر (¬1) ، حَدَّثَنِي أَبِي قَنْبَر (¬2) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالبٍ عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خِيَارُ أُمَّتِي الَّذين (¬3) إِذَا غَضِبُوا رَجَعُوا)) (¬4) ¬

(¬1) قال العقيلي: "لا يتابع على حديثه من وجه يثبت". وقال الأزدي: "تركوه". الضعفاء للعقيلي (2/289) ، واللسان (3/327) . (¬2) هو قَنْبَر ـ بفتح القاف، وسكون النون، وفتح الباء ـ، مولى علي رضي الله تعالى عنه، ذكره ابن أبي حاتم ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الذهبي في "الميزان": "لم يثبت حديثه ... قلّ ما روى". الجرح والتعديل (7/146) ، وتكملة الإكمال (4/648) ، واللسان (4/475) . (¬3) هكذا في المخطوط، وفي مصادر التخريج: " ... أحدّاؤهم الذين ... ". (¬4) إسناده ضعيف جدًّا فيه: - عبد الله بن قنبر، وهو متروك الحديث. - ومحمد بن عثمان بن كثير الأزدي، لم أقف على ترجمته. - وصاحب ابن مجاهد، أخباري ضعيف. والحديث أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/243) من طريق طلحة بن محمد به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/60) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/289) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/242) ، وتمام في "فوائده" (2/240) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، والحاكم ـ كما في "اللسان" (3/327) والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/313) ، من طريق أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي، كلاهما عن محمد ابن عثمان بن كثير الفراء به. قال تمام: "لم أكتب عنه غيره ـ يعني عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي ـ. وقال العقيلي: "وفي هذا رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضاً". قلت: وله شاهد لا يفرح بها من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ: ((تعتري الحدّةُ خيارَ أمتي)) . أخرجه أبو يعلى (4/337) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/151) عن الحسين بن إسحاق، كلاهما عن أبي الربيع الزهراني، عن سلام بن سلم الطويل، عن الفضل بن عطية، عن عطاء بن أبي رباح، عنه به. وإسناده ضعيف جدًّا فيه سلام بن سلم الطويل، وهو متروك الحديث. انظر سؤالات ابن طهمان (ص117) ، والضعفاء للعقيلي (2/185) ، والجرح والتعديل (2/260) ، والمجروحين (1/339) ، وسنن الدارقطني (2/151) ، والضعفاء والمتروكون له (رقم265) ، والتهذيب (4/281) .

670 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ (¬1) ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سُلَيمان الباغَنْديّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ أَبِي الشَّوَارِب، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمة (¬2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ ((أَنَّهُ تَزَوَّج فَقَالَ لَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: فهَلاَّ بِكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك؟)) (¬3) ¬

(¬1) هو صاحب ابن مجاهد. (¬2) هو سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، أبو عمرو المدني، مولى عمر بن الخطاب القرشي، ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: "سألت يحيى بن معين عن سعيد بن سلمة المديني فلم يعرفه" ـ يعني: فلم يعرفه حق معرفته ـ. وقال أبو سلمة التبوذكي: "ما رأيت كتاباً أصح من كتابه". وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق صحيح الكتاب يخطئ من حفظه، من السابعة". الجرح والتعديل (4/29) ، والثقات (6/358) ، وتهذيب الكمال (10/477-499) ، والكاشف (1/437) ، والتهذيب (4/37) ، و (12/200) ، والتقريب (236/ت2326) . (¬3) إسناده ضعيف من أجل صاحب ابن مجاهد، فإنه أخباري ضعيف، كما تقدم في الرواية رقم (478) . وأما الحديث فهو ثابت عن ابن المنكدر عن جابر، أخرجه الحميدي في "مسنده" (2/514) عن ابن عيينة، وأحمد (3/294) عن عبد الرزاق، عن سفيان ـ هو الثوري ـ كلاهما عن محمد بن المنكدر به بلفظ: ((قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "أتزوّجت؟ " فقلت: نعم، فقال: "أبكرًا أم ثيّباً"، فقلت: لا، بل ثيِّباً، لي أخوات وعمات، فكرهت أن أضم إليهن خرقاء مثلهن، قال: "أفلا بكراً تلاعبها؟ ". قال: "لكم أنماط؟ " قلت: يا رسول الله، وأنّى؟ فقال: "أما ـ (وقع في مطبوعة الميمنية "خف، أما إنها" بزيادة كلمة "خف" في متن الحديث، وهو خطأ شنيع نبّه عليه الشيخ الأرنؤوط في تحقيق المسند ـ) إنها ستكون لكم أنماط"، قال: فأنا اليوم أقول لامرأتي: نَحّي عنّي أنماطك، فتقول: نعم، ألم يقل رسول الله: "إنها ستكون لكم أنماط"؟! فأتركها)) . وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد تابع الثوري وابن عيينة سعيدَ بن سلمة على هذا الحديث. والحديث أخرجه مطوَّلاً البخاري (2/739) كتاب البيوع، باب شراء الدواب، و (2/810) كتاب الوكالة، باب إذا وكل رجل أن يعطي شيئاً ولم يبين كم يعطي، و (3/1083) كتاب الجهاد، باب استئذان الرجل الإمام، و (5/1954) كتاب النكاح، باب تزويج الثيبات ... . إلخ، و (5/2008) كتاب النكاح، باب طلب الولد، و (5/2009) كتاب النكاح، باب تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة، و (5/2053) كتاب النفقات، باب عون المرأة زوجها في ولده، و (5/2347) كتاب الدعوات، باب الدعاء للمتزوج، ومسلم (2/1087) كتاب النكاح، باب استحباب نكاح ذات الدين، و (2/1088-1089) كتاب النكاح، باب استحباب نكاح البكر، من طرق عن جابر.

671 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو حفص الزيَّات، حدثنا عبد الله بن ناجِيَة، حدثنا عبد الواحد ابن غِيَاث، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ بَيَان (¬1) ، عَنْ قَيْس (¬2) ، عَنْ مِرْدَاس الأَسْلَميّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: [ل/141أ] ((يُقْبَض الصَّالِحُونَ، الأَوَّلَ فالأَوَّلَ حتَّى يَبْقَى حُثَالَةٌ (¬3) كمثلِ حُثَالَةِ التَّمْر والشَّعِير، لا يُبَالِي اللهُ عنهم)) (¬4) . ¬

(¬1) هو ابن بشر الأحمسي. (¬2) هو ابن أبي حازم. (¬3) الحثالة، ورد في بعض الروايات "الحفالة"، وهما بمعنى الرديء من كل شيء. النهاية (1/339) ، والفتح (11/252) . (¬4) إسناده حسن من أجل عبد الواحد بن غياث، وهو صدوق كما تقدم في الرواية رقم (152) . أخرجه البخاري (5/2364) كتاب الرقاق، باب ذهاب الصالحين، وفي "التاريخ الكبير" (7/434) عن يحيى ابن حماد، عن أبي عوانة به نحوه. وأخرجه (4/1527) كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قيس به. وسيرد الحديث في (834) من طريق آخر عن بيان به.

672 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بن حَيُّوْيَه، حدثنا عبد الله بْنُ سُلَيمان (¬1) ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬2) ، حَدَّثَنَا سَعْدُ (¬3) بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الجَهْم (¬4) ، عَنْ جَعْفَرٍ (¬5) ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((عَطِس عِنْدَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم غُلامٌ لَمْ يَبْلُغ الحُلُمَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ يَا غُلاَم، فمَضَتِ السُّنَّة مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم؛ إِذَا عَطِس الغُلاَم فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ¬

(¬1) هوابن أبي داود السجستاني. (¬2) هو ابن عبد الله بن بكير بن زيد النهشلي، الفارسي، المعروف بشاذان، ابن بنت سعد بن الصلت. قال ابن أبي حاتم: "كتب إلى أبي وإلي، وهو صدوق". وذكره ابن حبان في "الثقات" وأرّخ وفاته سنة سبع وستين ومائتين، لسبع بقين من جمادى الآخرة. الجرح والتعديل (2/211) ، والثقات (8/120) . (¬3) في المخطوط "سعيد" بالياء، والتصويب من مصدر الترجمة، وكذا وقع عند البخاري في "التاريخ الكبير" وفي "التاريخ الصغير"، وهو سعد بن الصلت بن برد بن أسلم، أبو الصلت القاضي، البجلي الكوفي، قاضي شيراز. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أغرب". وقال الذهبي: "هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحاً". مات سنة ست وتسعين ومائة. التاريخ الكبير (3/483) ، والتاريخ الصغير (1/25) ، والجرح والتعديل (4/86) ، والثقات (6/378) ، وسير أعلام النبلاء (9/317-319) . (¬4) هو هارون بن الجهم بن ثُوَير بن أبي فاختة. قال العقيلي: "يخالف في حديثه، وليس بمشهور في النقل". وقال ابن الجوزي: "سعد ـ يعني ابن الصلت ـ وهارون ـ يعني ابن الجهم ـ مجهولان". وقال الذهبي: "حدّث عنه سعد بن الصلت بحديث منكر". الضعفاء للعقيلي (4/263) ، والعلل المتناهية (2/726) ، واللسان (6/177) . (¬5) هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

ربِّ الْعَالَمِينَ، أَنْ يُشَمَّت بِبَارَكَ اللَّهُ فِيكَ)) (¬1) . 673 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا جعفر ابن مُسَافِر التِّنِّيسيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّان، حَدَّثَنَا سُلَيمان بْنُ قَرْم (¬3) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيْضَة عَلَى كُلِّ مسلِم)) (¬4) . قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: ¬

(¬1) إسناده منكر كما قال الذهبي، تفرد به هارون بن الجهم، وهو مجهول غير مشهور، ولم أجد من أخرجه غير المصنف. (¬2) هو جعفر بن مسافر بن راشد التنيسي، أبو صالح الهُذَلي. قال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "كان راوياً لعمرو بن أبي سلمة ويحيى بن حسان ... ربما أخطأ"، وقال الذهبي: "صدوق". وقال ابن حجر: "صدوق ربما أخطأ، من الحادية عشرة، مات سنة أربع وخمسين". الجرح والتعديل (2/491) ، والثقات لابن حبان (8/161) ، وتهذيب الكمال (5/109) ، والكاشف (1/296) ، والتهذيب (3/91) ، والتقريب (141/ت957) . (¬3) هو سليمان بن قَرْم ـ بفتح القاف وسكون الراء ـ ابن معاذ، أبو داود البصري، النحوي، ومنهم من ينسبه إلى جده، ضعفه ابن معين، وابن المديني، والنسائي، وأبو زرعة. وقال أحمد: "لا أدري به بأساً، ولكنه كان يُفْرِط في التشيع". وقال ابن حبان: "كان رافضيًّا غاليًا في الرفض، ويقلب الأخبار". وقال ابن عدي: "له أحاديث حسان أفراد، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير". وقال الحافظ ابن حجر: "سيئ الحفظ يتشيع". تاريخ ابن معين (3/411 ـ الدوري ـ) ، و (ص128 ـ الدارمي ـ) ، وسؤالات ابن أبي شيبة (ص169) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي (ص49) ، والضعفاء للعقيلي (2/136) ، والجرح والتعديل (4/136) ، والكامل لابن عدي (3/255-257) ، والمجروحين لابن حبان (1/332) ، والكاشف (1/463) ، والتهذيب (4/187) ، والتقريب (253/ت2600) . (¬4) إسناده ضعيف من أجل سليمان بن قرم، وهو سيئ الحفظ، ولكن تابعه حسّان بن سِياه كما يأتي. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/257) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/7) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/69) من طريق جعفر بن مسافر به. وقد تابع سليمانَ بن قرم عليه حسّانُ بن سياه، أخرج حديثه ابن عدي في "الكامل" (2/370-371) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/254) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/7) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/69) من طرق عنه به. وحسان بن سياه قال عنه ابن عدي: "وحسان بن سياه له أحاديث غير ما ذكرته، وعامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على رواياته وحديثه". قلت: وهنا لم يتفرد بالحديث، بل تابعه سليمان بن قرم كما تقدم، فإذا ضمت روايته إلى رواية سليمان بن قرم، فإنها تتقوى، والله أعلم. وهناك متابعة ثانية لا يفرح بها من حديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ أخرجه الحاكم ـ كما في "اللسان" (1/434) ـ عن شيخه إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني النيسابوري، عن جده، عن عبيد الله العيشي، عنه به. وإسماعيل هذا قال عنه الحاكم: "ارتبت في لقيّه بعض الشيوخ". وذكر البزار رواية حماد هذا فقال: "هذا كذب، ليس له أصل عن ثابت، عن أنس، فأما ما يذكر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مسلم)) فقد روي عن أنس من غير وجه، وكل ما يروى فيها عن أنس فغير صحيح". مسند البزار (1/172) . وللحديث طرق كثيرة جدًّا عن أنس بن مالك، تربو على عشرين طريقاً ـ فيما وقفت عليه بعد البحث ـ أغلبها ساقط، لا يصلح للاحتجاج، أذكر منها ما أرى أنه يحتمل التقوية والاعتضاد والله الموفق. - الطريق الأول: عاصم الأحول عنه. أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/169 من طريق محمد بن مصفّى، ثنا العباس بن إسماعيل الهاشمي، ثنا الحكم ابن عطية، عن عاصم الأحول، عن أنس ... فذكر الحديث. قال الطبراني: "لم يروه عن عاصم إلا الحكم بن عطية، ولا عن الحكم إلا العباس بن إسماعيل البصري، تفرد به ابن المصفّى". قلت: وهذا الإسناد فيه ضعف محتمل؛ لأن الحكم بن عطية ـ وهو العيشي ـ متكلم فيه، ولكن قال فيه أبو حاتم: "يكتب حديثه، ليس بمنكر الحديث، وكان أبو داود يذكره بجميل، حدثنا عنه أبو الوليد، قلت: يحتج به؟ قال: "لا، من ألف شيخ لا يحتج بواحد، ليس هو بالمتقن". الجرح والتعديل (1/125-126) . وقريب من قول أبي حاتم المذكور قول الساجي: "صدوق يهم"، وقول الحافظ ابن حجر: "صدوق له أوهام". التقريب (175/ت1455) . والعباس بن إسماعيل الهاشمي، قال عنه ابن حبان في "الثقات": "يعتبر به"، يعني في المتابعة. وأما محمد بن مصفّى فهو صدوق له أوهام، وكان يدلس، قاله الحافظ ابن حجر في "التقريب" (507/ت6304) . وأما تدليسه فقد أمنّاه لتصريحه بالتحديث، وعلى كل حال فالحديث بهذا الطريق يصلح في المتابعات، والله أعلم. - الطريق الثاني: عن قتادة بن دعامة السدوسي. أخرجه ابن شاهين ـ كما في "المقاصد الحسنة" (ص276) ـ وعنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/68) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/461) ـ كما في "تخريج مشكلة الفقر" (ص51) من طريق أحمد بن عبد الله ابن أبي الحناجر، عن موسى بن داود، عن حماد بن سلمة، عنه به. قال ابن الجوزي: "موسى بن داود مجهول"، وقال السخاوي: "رجاله ثقات". في قولهما نظر، فإن موسى بن داود ليس بمجهول، بل هو من رجال مسلم. قال عنه الحافظ ابن حجر: "صدوق فقيه زاهد له أوهام". التقريب (550/ت6959) . وليس رجال إسناده ثقات، بل فيه أحمد بن عبد الله بن أبي الحناجر، فإني لم أظفر به، فلعل السخاوي التبس عليه ابن أبي الخناجر الذي اسمه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن مسلم بن أبي الخناجر، الذي قال فيه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/73) : "صدوق"، والله أعلم. وبالجملة هذا السند صالح للمتابعات أيضاً. وهناك طريق آخر عن قتادة أخرجه أبو يعلى (5/283/ح2904) عن سريج، عن أبي حفص الأبار، عن رجل من أهل الشام، عنه به. قلت: وهذان الطريقان اللذان يمكن أن يعول عليهما لتقوية حديث ثابت عن أنس، وأما بقية الطرق عن أنس، فإنها طرق واهية، لا تنتهض، اللهم إلا أن يكون بعض طرق حديث أنس، التي لا يخلو كل واحد منها من ضعف، إلا أن ضعفه يمكن أن ينجبر إذا ضم بعضها إلى بعض، فترتقي بالحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله، أما الصحة فبعيدة والله أعلم. وأما بقية الطرق الواهية فقد استَوْفاها غير واحد من أهل العلم والباحثين بالتوسع، فلا أرى هنا جدوى لذكرها، وممن استوفى ذكر طرقه الشيخ الألباني في "تخريج مشكلة الفقر"، للدكتور يوسف القرضاوي، وأبو إسحاق الحُوَيني في تحقيقه لـ"جنة المرتاب" لابن بدر الموصلي، وأبو الأشبال الزهيري في تحقيق "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر الأندلسي.

سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ حَدِيثٌ أصَحُّ مِنْ هَذَا

أَوْ قَالَ: حَدِيثٌ يَصِحّ إِلا هَذَا.

674 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم بن شَاذَان، حدثنا عبد الله بن أحمد ابن سعيد الجَصَّاص (¬1) ، حدثنا يحيى بن الفضل (¬2) العَنَزِيّ، حدثنا العلاَء بن بِشْر القُرَشيّ (¬3) ، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: ((لما كان كل شيء يتكلَّم اشتَكَتِ الحَمَامة، فجاءت السِّنَّوْر تَعُوْدُها فقالت: كيف [ل/141ب] تَجِدِيْنَكِ (¬4) يا عَمَّةِ؟ قالت: بخيرٍ ما عُوْفِيْنا منكِ)) (¬5) . 675 - أخبرنا أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوْيَه، حدثنا عبد الله بن سُلَيمان (¬6) إملاء، حدثني أبي قال: ((رأيتُ في المنام أيَّامَ المِحْنَة كأَنَّ ¬

(¬1) لعله عبد الله بن أحمد بن سعيد بن الحسن الشيحي، أبو الحسين البغدادي، ذكره ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (3/302) . (¬2) ابن يحيى بن كيسان البصري، الخِرَقي ـ بكسر المعجمة وفتح الراء، ثم قاف ـ صدوق، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يغرب". مات سنة ست وخمسين ومائتين. الثقات لابن حبان (9/268) ، وتهذيب الكمال (31/495) ، والكاشف (2/373) ، والتهذيب (11/231) ، والتقريب (595/ت7622) . (¬3) هو العلاء بن بِشْر العَبْشَمي الكوفي، ضعفه الأزدي. وقال ابن عدي: "العلاء بن بشر هذا لا أعرف له تمام خمسة أحاديث، ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه". وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "شيخ يروي عن ابن عيينة، روى عنه جُعْدة بن يحيى المناكير". الكامل لابن عدي (5/221) ، والثقات لابن حبان (8/503) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/186) ، واللسان (4/183) . (¬4) في المخطوط "تجدك"، والصواب ما أثبت. (¬5) في إسناده العلاء بن بشر، وهو ضعيف. ولم أجد الأثر عند غير المصنف. (¬6) هو ابن أبي داود السجستاني.

رجلا خرج من المقصورة من المسجد الجامع وهو يقول: قال رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم ـ قال أبو بكر: وعقد أبي ثلاثين ـ: "اقْتَدُوا باللَّذَيْنِ من بعدي؛ أحمد بن حنبل وفلان"، ونسيتُ اسمَ الثاني إلا أنه كان أيامَّ قَتْلِ أحمد بن نصر)) (¬1) . 676 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو محمد جعفر بن محمد بن علي بن الحُسَين الطَّاهِرِيّ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله المُسْتَعِيْنِيّ (¬3) ، حدثنا أبو بكر المَرُّوْذيّ قال: ((سألْتُ أحمد بن حنبل عن حُمَيد الخَزَّاز فقلتُ له: إن يحيى (¬4) يتكلَّم فيه، قال: ما علِمْتُه إلا ثقة، وقد كُنَّا نَقْدَم عليه إلى الكوفة فنَنْزِل عنده فيُفِيدُنا عن المُحَدِّثِين، ثم قَدِم إلى بغداد ليسمَعَ التفسير من حُسَين المَرْوَزيّ، فنزل عندي وطَبَخْنا له كرنبية، فلما كان الليلةَ الثانيةَ طَبَخْنا له كرنبية، فلما كان الليلةَ الثالثةَ ¬

(¬1) إسناده صحيح. أخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/346) من طريق أبي عمر بن حيويه به مثله. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/185) بإسناده عن أبي داود نحوه، وفيه: يعني مسجد طرسوس. وأورده الذهبي (11/305) عن الخلال، عن أبي داود قال: رأيت في المنام سنة ثمان وعشرين ومائتين ... فذكر نَحْوَهُ. (¬2) ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/233) وقال: سألت العتيقي عن الطاهري فقال: "ثقة، كان ينزل شارع دار الرقيق، ومات في شوال من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة". (¬3) هو محمد بن عبد الله بن الحسين أبو بكر العلاّف، يعرف بالمستعيني، وثّقه الخطيب، مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة في شعبان. تاريخ بغداد (5/447) . (¬4) يعني ابن معين.

طَبَخْنا له كرنبية فقال: يا أبا عبد الله، ما تُحْسِنون بيتَكم تَطْبُخُون إلا كرنبية؟! قال: فقلتُ له: إنِّي سمعتُك بالكوفة تقول: إن نساءَ آل خُرَاسان يُجِدْنَ (¬1) طَبِيْخَ الكرنبية)) (¬2) ¬

(¬1) في المخطوط "يجيدون"، والصواب ما أثبت. (¬2) إسناده صحيح. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/164) عن العتيقي به. وأخرجه أيضاً من طريق أحمد بن محمد بن عبد الله الخلال، عَنْ أَبِي بَكْرٍ المروذي عنه قال: "كنا نزلنا عليه أنا وخلف أيام أبي أسامة، وكان أبو أسامة يكرمه، قلت: يكتب عنه؟ قال: أرجو، وأثنى عليه، قلت: إني سألت يحيى عنه فحمل عليه حملاً شديداً، وقال: رجل سرق كتاب يحيى بن آدم من عبيد بن يعيش، ثم ادّعاه، قلت: يا أبا زكريا، أنت سمعت عبيد بن يعيش يقول هذا؟ قال: لا، ولكن بعض أصحابنا أخبرني، ولم يكن عنده حجة غير هذا، فغضب أبو عبد الله، وقال: سبحان الله! يقبل مثل هذا عليه؟! يسقط رجل مثل هذا؟! قلت: يكتب عنه؟ قال: أرجو". قلت: حميد الخزاز هو حميد بن الربيع بن حميد بن مالك، أبو الحسن اللخمي، الكوفي، قدم بغداد ومات سنة ثمان وخمسين ومائتين، تكلم فيه ابن معين ـ كما في هذه الحكاية ـ وغيره، ووثقه غير واحد. وممن تكلم فيه ـ غير ابن معين ـ: - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ مطين، قال في ترجمة ابن حميد: "كذاب بن كذاب". - والنسائي قال: "ليس بشيء". - ابن عدي قال: "كان يسرق الحديث، ويرفع أحاديث". - وقال البرقاني: "كان أبو الحسن الدارقطني يحسن القول فيه، وأنا أقول: ليس بحجة؛ لأني رأيت عامة شيوخنا يقولون: هو ذاهب الحديث". وممن وثقوه وأثنوا عليه، أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وعثمان بن أبي شيبة، والدارقطني، وأبو عبد الرحمن السلمي. قال ابن أبي حاتم: "ما كان أحمد بن حنبل يقول في حميد بن الربيع إلا خيراً، وكذلك أبي وأبو زرعة". وقال عبد الله: "كان أبي يحسن القول في حميد الخزاز، وقال: كان يطلب معنا الحديث، ورأيته على باب أبي أسامة يفيد الناس". وقال عثمان بن أبي شيبة: "أنا أعلم الناس بحميد بن الربيع الخزاز، هو ثقة، ولكنه شره يدلس، وحج بأبي أسامة". وقال أبو عبد الرحمن السلمي عن الدارقطني: "تكلم فيه يحيى بن معين، وقد حمل الحديث عنه الأئمة ورَوَوْا عنه، ومن تكلم فيه لم يتكلم بحجة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ". انظر هذه الأقوال في الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص33) ، والثقات لابن حبان (8/197) ، والكامل (2/280، و368) ، وتاريخ بغداد (8/162-164) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/238) ، واللسان (2/263) . قلت: قول من وثقه وقواه أولى بالقبول، إذ أن الذين وثّقوه وعدّلوه، وثّقوه توثيقاً مفسَّراً، وحينئذ يجب تقديم التوثيق على التجريح، وأن الذين تكلموا فيه لم يتكلموا فيه بحجة ـ كما سبق من قول الدارقطني، والظاهر أنهم إنما أخذوه عن ابن معين، وقد أنكر عليه الإمام أحمد كما حكى المروذي عنه. وانظر ضوابط الجرح والتعديل (ص47) .

677 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنِي أَبُو الحُسَين (¬1) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَيْضَاوِيّ، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن عليّ [ل/142أ] بْنِ عَلِيٍّ الخُزَاعيّ (¬2) بوَاسِط، حَدَّثَنَا أبو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصَّيْرَفِيّ الْبَابْشَامِيُّ الْمَعْرُوفُ بِأُسْتَاذِ لَيْثٍ (¬3) سنةَ ثِنْتَيْنِ (¬4) وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: ((دخلْنا ¬

(¬1) أثبت الناسخ هنا إشارة لحق، وكتب في الهامش كلمة "بن"، وفوقها علامة التصحيح، مما يدل على استدراكه على النص، وهذا الاستدراك غير صحيح، والصواب ما أثبت في الأصل، كما سبق في ترجمته في الرواية رقم (301) ، وكما يأتي في الإسناد الذي بعده. (¬2) أبو القاسم، ابن أخي دعبل بن علي الشاعر. قال الخطيب في ترجمة محمد بن إبراهيم البابشامي: "وإسماعيل غير ثقة"، وقال الدارقطني: "لم يكن مرضيًّا"، وقال الذهبي: "متّهم يأتي بأوابد"، مات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (1/396) ، واللسان (1/421) . (¬3) ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/396) ولم يحكِ فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال: "لم يروِ عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي الخزاعي، وإسماعيل غير ثقة". (¬4) في تاريخ بغداد "سنة ثلاث"، وفي الرواية رقم (946) "سنة ست وسبعين".

عَلَى أَبِي نُوَاس (¬1) نَعُوْدُه فِي مرَضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى الهاشِمِيّ (¬2) : يَا أَبَا عَلِيٍّ، أَنْتَ فِي أَوَّلِ يومٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ وآخرِ يومٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ هَنَاتٌ (¬3) فَتُبْ إِلَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ، فَقَالَ أَبُو نُوَاس: سَنِّدُوْنِيْ، فَقَالَ: إِيَّايَ تُخَوِّف بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ؟ وَقَدْ حدثنا حمَّاد ابن سَلَمة عَنْ يَزِيدَ الرُّقاشِيّ (¬4) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: "لِكُلِّ نبيٍّ شفاعةٌ، وَإِنِّي اختبأْتُ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي يومَ الْقِيَامَةِ"، أَفَتَرَانِي لا أَكُوْن منهم؟!)) (¬5) ¬

(¬1) هو الحسن بن هانئ الحكمي، الشاعر المعروف، ظاهر الفسق والمجون كما قال الذهبي. الميزان (4/581) . (¬2) هو عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، أبو الفضل الهاشمي. قال الخطيب: "كان ثقة ثبتاً، حسن الأخلاق، جميل المذهب"، مات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. تاريخ بغداد (11/178) . ووقع في الرواية رقم (946) : "صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ". (¬3) في المخطوط "هناة" بالتاء المربوطة. (¬4) وقع في "تاريخ بغداد" ثابت البناني" بدل "يزيد الرقاشي". ويزيد الرقاشي، تقدمت ترجمته في الرواية رقم (297) . (¬5) إسناده ضعيف جدًّا، فيه: - يزيد الرقاشي، وهو ضعيف. - والحسن بن هانئ أبو نواس ظاهر الفسق والمجون، ليس أهلاً بأن يروى عنه. - ومحمد بن إبراهيم البابشامي لم يوثقه أحد. - وإسماعيل بن علي الخزاعي غير ثقة. أخرجه مع القصة الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/396) ، من طريق إسماعيل بن علي الخزاعي به. وأخرجه في "موضّح الأوهام" (1/432) من طريق إسماعيل بن علي الخزاعي به من دون ذكر القصة. وأما الحديث فهو صحيح ثابت عن أنس. أخرجه أبو داود (4/236) كتاب السنة، باب في الشفاعة، والترمذي (4/625) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/17) ، و (10/190) من طرق عن أنس به مثله. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه". وأخرج مسلم (1/190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته من طرق عن قتادة، عن أنس بلفظ: ((لكل نبي دعوة دعاها لأمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)) . وأخرجه البخاري تعليقًا (5/2323) كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة، قال: وقال لي خليفة: قال معتمر: سمعت أبي عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: ((كل نبي سأل سؤالاً)) ، أو قال: ((لكل نبي دعوة ... )) ، فذكر نحوه. وله شاهد من حديث أبي هريرة وجابر. - أما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (5/2323) كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة، وفي (6/2718) كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة، ومسلم (1/188، 190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته. - وحديث جابر أخرجه مسلم (1/190) كتاب الإيمان، باب اختباء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفاعة لأمته.

678 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬1) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ (¬2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُوَاس الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يموتُ أحدُكم حَتَّى يُحْسِنَ ظَنَّه بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ؛ فَإِنَّ حُسْنَ ¬

(¬1) هو الْبَيْضَاوِيُّ. (¬2) هو الخزاعي. (¬3) هو البابشامي.

الظَّنّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الجَنَّة)) (¬1) . 679 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الكوفي الحافظ، حدثنا محمد بن الحسن ابن دُرَيد الأَزْدِيّ، حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأَصْمَعِيّ، حدثني عَمِّي قال: سمعت [ل/142ب] أعرابِياًّ يقول: ((من أحبَّ أن لا تَفُوْتَه شَهْوةٌ فَلْيَشْتَهِ (¬2) ما يُمْكِنُه)) (¬3) . 680 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المُطَّلِب، حدثنا ابن ¬

(¬1) إسناده منكر فيه: - أَبُو نُوَاسٍ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ، وقد تفرد بهذا الإسناد واللفظ عن أنس. - ومحمد بن إبراهيم البابشامي، لم يوثقه أحد. - وإسماعيل بن علي الخزاعي غيرثقة. أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص301) ، ومن طريقه الخطيب في "موضح الأوهام" (1/432) عن عبد الله بن علي الخزاعي ـ وهو إسماعيل بن علي الخزاعي ـ به مثله. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/396) من طريق إسماعيل بن علي الخزاعي به، إلا أنه جعل مكان "ثابت البناني" "يزيد الرقاشي". وأما متن الحديث ـ سوى قوله: ((فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الجنة)) ـ فقد ثبت من حديث جابر الذي تقدم برقم (538) وتخريجه هناك، وسيكرره المصنف في (ل195/ب) من حديث أنس أيضاً. قلت: وأما معناه فقد ثبت أيضاً عن أنس بلفظ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: يقول الله: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني")) . أخرجه أحمد (3/210، 277) ، من طريق أبي داود الطيالسي، والطبراني في "الدعاء" (17) ، من طريق عمرو ابن مرزوق، كلاهما عن شعبة، عن قتادة عنه به. وإسناده صحيح على شرط مسلم. (¬2) في المخطوط "فليشتهي" بإشباع الياء. (¬3) في إسناده محمد بن عبد الله بن المطّلب وهو متّهم كما تقدم في الرواية رقم (12) ، ولم أقف على الأثر بعد عند غير المصنف.

أبي داود قال: سمعت محمود بن خالد (¬1) يقول: قلت لأبي حفص عمرو بن أبي سَلَمة: ((تُحِبّ أن تُحدِّث؟ قال: ومن يحب أن يَسْقُطَ اسمُه من الصالحين؟)) (¬2) . 681 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن علي المُقْرِئ (¬3) يقول: سمعت أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النِّيْسَابُوْرِيّ يقول: سمعت محمد بن نصر أبا عبد الله (¬4) يقول: س ¬

(¬1) هو الدمشقي. (¬2) في إسناده محمد بن عبد الله بن المطلب، وهو متهم، ولم أجد من أخرج الأثر عن عمرو أبي سلمة، ولكن قال الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص161) : "كفى بالمحدث شرفاً أن يكون اسمه مقروناً باسم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره متّصلاً بذكره، وذكر أهل بيته وأصحابه، ولذلك قيل لبعض الأشراف: نراك تشتهي أن تحدّث؟! فقال: "أولا أحب أن يجتمع اسمي باسم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سطر واحد؟!! ". وأورد ـ عكس ذلك ـ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/500) عن بشر الحافي قال: قال عيسى بن يونس: سألت أبا بكر بن عياش عن الحديث فقال: "إن كنت تحب أن تحدّث فلست بأهل أن تؤتى، وإن كنت تكره أن تؤتى، فبالحريّ أن تنجو". (¬3) السوذَرْجاني، الأصبهاني، روى عنه الخطيب وقال عنه ـ في ترجمة أبي أحمد العسال ـ: "كان ديِّناً ثقةً صالحاً". انظر تاريخ بغداد (1/270) ، وتكملة الإكمال (4/315) ، وسير أعلام النبلاء (16/10) . (¬4) في المخطوط "أبو عبد الله"، وفوق كلمة "أبو" تضبيب، وله وجه في الإعراب. وهو محمد بن نصر بن الحجاج المروزي، الإمام، وشيخ الإسلام، أبو عبد الله الحافظ. قال أبو بكر الصيرفي: "لو لم يصنّف ابن نصر إلا كتاب "القسامة" لكان من أفقه الناس"، وقال الذهبي: "يقال: إنه كان أعلم الأئمة باختلاف العلماء على الإطلاق"، توفي في المحرم سنة أربع وتسعين ومائتين، بعد أيام من وفاة محمد بن صالح جَزَرة. ترجمته في سير أعلام النبلاء (14/33-40) .

معت إسحاق بن راهُوْيَه يقول: ((لما وَرَدْتُ مرو (¬1) كتبتُ إلى أحمدَ بن حنبلٍ؛ أن يبعَث إليَّ بشيءٍ من كُتُب الشافعي حتى أُصَنِّف عليه، قال: فبعث إلي بكتاب "الرسالة" وقال: هذا كتاب أُعْجِبَ به عبد الرحمن بن مَهْدِيّ)) (¬2) . 682 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ المُطَّلِب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد ابن مُوسَى بْنِ العَبَّاس بْنِ مُجاهِد المُقرِئ، حدثنا محمد بن عبد الله الزُهَيْرِيّ (¬3) ، حدثنا عبد الصمد بْنُ النُّعْمَان (¬4) ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزيَّات، عن حبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ ¬

(¬1) هي أشهر مدن خراسان وقصبتها، بينها وبين نيسابور سبعون فرسخاً. معجم البلدان (5/112-113) . (¬2) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/203) ، ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/102) نحوه، وليس فيه ذكر تعجب ابن مهدي من الكتاب. وعند أبي نعيم زيادة: ((وحدثنا أبو زرعة قال: بلغني أن إسحاق بن راهويه كتب له كتب الشافعي، فسنّ في كلامه أشياء قد أخذها من الشافعي، وجعلها لنفسه)) . (¬3) هو محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو بكر الزهيري، جار أحمد بن حنبل، وكان أحد الصالحين، وثقه الخطيب. مات سنة خمس وستين ومائتين، يوم الثلاثاء لأربع بقين من شوال، وكان قائماً يصلي، فخرّ ميِّتاً. تاريخ بغداد (5/428) . (¬4) البغدادي البزّاز، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث صدوق"، وقال النسائي والدارقطني: "ليس بالقوي". مات سنة ست عشرة ومائتين. تاريخ ابن معين (4/397) ، والجرح والتعديل (6/51) ، ومعرفة الثقات للعجلي (2/95) ، والثقات لابن حبان (8/415) ، وسير أعلام النبلاء (9/518) ، واللسان (4/23) .

عَنْهَا قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللهُمَّ عافِنِي (¬1) فِي بَصَري واجعَلْه الوارثَ مِنِّي، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيم)) (¬2) ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، وفي جميع مصادر التخريج ((اللهم عافني في جسدي، وعافني في بصري ... الحديث)) . (¬2) إسناده ضعيف جدًّا من أجل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وهو متّهم. وفي سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة خلاف كما يأتي. أخرجه الترمذي (5/518/ح3480) كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأبو يعلى (8/145/ح4692) ، من طريق معاوية بن هشام، والحاكم (1/711) من طريق بكر بن بكار، وابن عدي في "الكامل" (2/407) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/136) من طريق حماد بن شعيب، ثلاثتهم عن حبيب بن أبي ثابت به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، قال: سمعت محمداً يقول: "حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئاً والله أعلم"، وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، إن سلم سماع حبيب من عروة، ولم يخرجاه". قلت: وقد صحح أبو داود سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة بن الزبير، وذكر أن حبيباً روى عن عروة حديثاً صحيحاً، ويعني هذا الحديث. انظر تهذيب الكمال (20/41) ، والتهذيب (7/170) ، وعون المعبود (1/210) . وقال ابن عبد البر: "وحبيب لا ينكر لقاؤه عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة، وأقدم موتاً"، وقال أيضاً: "لا شك أنه أدرك عروة". نقله عنه صاحب نصب الراية (1/72) . وأما ابن عدي فظاهر كلامه يدل على إثبات سماع حبيب من عروة إذ قال: "وهذا الحديث أكبر ظني أنه يرويه حماد ابن شعيب عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة، وحبيب بن أبي ثابت هو أشهر وأكثر حديثاً من أن أحتاج أن أذكر من حديثه شيئاً، وإنما ذكرت هذا المقدار من رواية الثوري وشعبة عنه، وهو بشهرته مستغنٍ عن أن أذكر من أخباره أكثر من هذا، وقد حدّث عنه الأئمة مثل الأعمش والثوري، وشعبة، وغيرهم، وهو ثقة حجة كما قاله ابن معين، ولعل ليس في الكوفيين كبير أحد مثله لشهرته وصحة حديثه وهو في أئمتهم يجمع حديثه". وقال الخطيب: "وهكذا رواه حمزة بن حبيب الزيات عن حبيب، ورواه أبو مريم عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ حبيب ابن أبي ثابت، عن مولى لقريش، عن عروة بن الزبير". قلت: هذا لا شيء، عبد الغفار بن القاسم ضعيف كما سبق، فروايتهم هي الصواب والله أعلم.

683 -[أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ] (¬1) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شاذان أبو بكر، حدثنا أبو محمد علي ابن الحسن بن محمد الدَقَّاق المعروف بابن المُغِيرة (¬2) ، حدثنا الحُسَين بن علي بن الأسود (¬3) أبو عبد الله العِجْليّ قال: [ل/143أ] سمعت سفيان بن عُيَيْنة يقول: ((لما وَلِيَ عمر ابن عبد العزيز الخلافةَ بعث إلى محمد بن كعب وإلى رجاء بن حَيْوَة وإلى سالم بن عبد الله، قال: فحضروا فقال لهم: قد تَرَوْن ما قد ابْتُلِيْتُ به، وما قد نَزَلَ بي فما عندكم؟ فقال محمد ابن كعب: يا أمير المؤمنين، اجعل الناس أصنافا ثلاثة؛ اجعل الشيخَ أبا، والنَّصَفَ أخا، والشابَّ ولدا، فبَرَّ أباك، ¬

(¬1) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط. (¬2) قال عمر بن بشران: "علي بن الحسن بن محمد بن مغيرة الدقاق، أبو محمد ثقة مأمون". وأرخ ابن قانع وفاته سنة سبع عشرة وثلاثمائة في ذي القعدة. تاريخ بغداد (11/380) . (¬3) تصحف "الأسود" في المخطوط إلى "الأستاذ"، والتصويب من مصادر الترجمة. وهو الحسين بن علي بن الأسود العجلي، أبو عبد الله الكوفي، نزيل بغداد، متكلم فيه. قال أحمد: "لا أعرفه"، وقال أبو حاتم: "صدوق"، وقال أبو الفتح الأزدي: "ضعيف جدًّا، يتكلمون في حديثه"، وقال ابن عدي: "كوفي يسرق الحديث"، وذكره ابن حبان ـ كما نقله الحافظ في التهذيب ـ وقال: "ربما أخطأ"، وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق يخطئ كثيراً، لم يثبت أن أبا داود روى عنه"، مات سنة أربع وخمسين ومائتين. الجرح والتعديل (3م56) ، والكامل لابن عدي (2/368) ، وتاريخ بغداد (8/68) ، وتهذيب الكمال (6/392) ، والكاشف (1/334) ، والتهذيب (2/297) ، والتقريب (167/ت1331) .

وصِلْ أخاك، وتَعَطَّفْ على ولدِك، وقال لرجاء بن حَيْوة: ما تقول يا رجاءُ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، ارضَ للناس ما ترضَى لنفسِك، وما كَرِهْتَ أن يُؤْتَى إليك فلا تَأْتِه إليهم، واعلم أنك أوَّلُ خليفةٍ يموت، وقال لسالم بن عبد الله: ما عندك يا سالمُ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، اجعلِ الأمر يوما واحدا، اصبر لله عن شَهَواتِ الدُّنيا، آخر فطرك فيه الموت، فكأَنْ قد كان، فقال عمر رضي الله عنه: لا حولَ وَلا قوّةَ إِلا بِاللَّهِ)) (¬1) ¬

(¬1) في إسناده الحسين بن علي بن الأسود العجلي، وهو متكلم فيه. وأخرج الآجري في "أخبار عمر" (ص65) بإسناده إلى صالح بن حسان قال: أرسل عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب القرظي فقال: "بخٍ، سألت عن أمر حسن، كن لصغير المسلمين أباً، ولكبيرهم ابناً، وللمثل منهم أخاً، وعاقب الناس بقدر ذنوبهم على قدر أجسامهم، لا تضربنَّ لغضبك سوطاً واحداً فتتعدّى، فتكون عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ العادين". وروى في (ص70-73) بإسناده إلى يونس بن جعفر الرَّقّي: أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب إلى سالم ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب: "أما بعد، فإن الله تبارك اسمه وتعالى جده ابتلاني بما ابتلاني به من أمر عباده وبلاده، أن يحسن عوني وعاقبتي وعاقبة من ولاّني أمره، وقد رأيت أن أسير في الناس بسيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن قضى الله ذلك واستطعت إليه سبيلاً، فابعث إلي بكتب عمر وقضائه في أهل القبلة وأهل العهد، فإني متّبع أثره، وسائر بسيرته إن شاء الله، وأسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى". وبإسناده أن سالماً أجاب: "أما بعد، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الدنيا لما أراد أن يخلقها له، فجعل لها مدة قصيرة، كأن ما بين أولها وآخرها ساعة من نهار ثم قضى عليها على أهلها الفناء، فقال {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُوْنَ} سورة القصص [88] ... إلخ" في موعظة طويلة تتضمن معنى ما ههنا. وانظر في ذلك سيرة عمر لابن عبد الحكم (ص122) ، وحلية الأولياء لأبي نعيم (5/284) ، وسيرة عمر لابن الجوزي (ص107-108) . وأخرج الآجري في (ص77-78) أن الحسن البصري كتب إلى عمر بنحو ما قال محمد بن كعب القرظي ههنا.

684 - أخبرنا أحمد، حدثنا سهل (¬1) ، حدثنا يَمُوْت بن المُزَرِّع قال: سمعت خالي الجاحظ يقول: سمعت مسلم بن الوليد الأنصاري (¬2) يقول: ((سألت الفضل بن سهل (¬3) حاجة فقال لي: يا مسلمُ، أَسُرُّك اليومَ بالوعد وأَسُرُّك غدا بالإنجاز إن شاء الله؛ لأنه كان يُقَال: إن المَوَاعِيد شَبَكٌ من شِبَاك الكَرَم يَصْطادُون بها الإخوانَ، أَلاَ تسمَعُهم يقولون: فلان يُنْجِز الوعد [ل/143ب] ويَفِي بالضَّمان، ويصدُقُ في المَقال؟)) (¬4) . 685 - أخبرنا أحمد، حدثني عبد الرحمن بن عمر (¬5) الحافظ بدمشق من لفظه، حدثنا علي ابن أحمد (¬6) المَقابِرِيّ البغدادي، حدثنا بِشْر بن ¬

(¬1) هو ابن أحمد الديباجي. (¬2) هو مسلم بن الوليد الأنصاري مولاهم، البغدادي، حامل لواء الشعر، كان شاعراً مدَّاحاً، محسناً مفوَّهاً، وهو المعروف بصريع الغواني، مات في أواخر دولة الرشيد. الشعر والشعراء (ص528) ، وتاريخ بغداد (13/96) ، وسير أعلام النبلاء (8/365) . (¬3) هو الفضل بن سهل السرخسي الوزير، الملقب بذي الرئاستين، لأنه تقلد الوزارة والحرب، وهو أخو الوزير الحسن ابن سهل، أسلم أبوهما على يد المهدي، وأسلم هو سنة تسعين ومائة على يد المأمون، وكان شيعيًّا منجِّماً ماكرًا، قتله خال المأمون في حمام سرخس في شعبان سنة اثنتين ومائتين. ترجمته في تاريخ بغداد (12/339) ، وسير أعلام النبلاء (10/99-100) . (¬4) لم أجد الأثر عند غير المصنف. (¬5) ابن نصر بن محمد، أبو القاسم الشيباني السامَرّائي، ثم الدمشقي البزاز. قال الكتاني: "كتب الكثير، واتُّهم في لقاء أبي إسحاق بن أبي ثابت، وكان يتّهم بالاعتزال، توفي في رجب سنة عشر وأربعمائة". ترجمته في سير أعلام النبلاء (17/262-263) . (¬6) ابن محمد بن إبراهيم بن مروان، أبو الحسن البغدادي، يعرف بابن المقابري. قال الخطيب: "روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي ... وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصير الدمشقي أحاديث مستقيمة". وذكر أبو الفتح بن مسرور أنه سمع منه، وقال: "كان يذكر عنه بعض اللين". تاريخ بغداد (11/322) .

موسى (¬1) قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ((ويل للمحدِّث إِنِ اسْتَضْعَفَه أصحابُ الحديث، قلتُ له: يعملون به ماذا؟ قال: إن كان كذوبا (¬2) سرقوا كُتُبَه وأفسدوا حديثَه، وحبسوه وهو حاقن حتى يأخُذَه الحصْر، فيقتلوه بشرِّ قَتْلَة، وإن كان ذكرا فحلا استَضْعَفَهم، وكانوا بين أمرِه ونهيِه، قلتُ: وكيف يكون ذلك؟ قال: يكون يعرف ما يخرج من رأسه، ويكون هذا الشأن صَنْعَتَه، أمَا سمعتَ أبا بكر الهُذَليَّ كيف يقول؟ قال لي الزهري: أيُعجِبك الحديث؟ قلتُ: نعم، قال: أمَا، إنه يُعجِب ذكورَ الرجال ويكرَهُه مُؤَنَّثُهم، أما ذكور الرجال فهم الذين يطلبون الحديث والعلم وعرفوا قدره، وأما مُؤَنَّثُهم (¬3) فهم هؤلاءِ الَّذين يقولون: أَيْشٍ تعمَل بالحديث وتَدَعُ القرآن؟ ¬

(¬1) ابن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو علي الأسدي البغدادي، ولد سنة تسعين ومائة. وثّقه الدارقطني. وقال أبو بكر الخلال الفقيه: "كان أحمد بن حنبل يكرم بشر بن موسى، وكتب له إلى الحميدي إلى مكة". وقال الخطيب: "كان ثقة أميناً، عاقلاً ركينًا"، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين. الجرح والتعديل (2/367) ، وتاريخ بغداد (7/86-87) ، وتذكرة الحفاظ (2/611-612) ، وسير أعلام النبلاء (13/352-354) . (¬2) كذا في المخطوط، وفي "سير أعلام النبلاء": "كودناً"، والكودن البغل أو الحصان الهجين، ويشبه به الرجل البليد. (¬3) هكذا في المخطوط، وينبغي أن يكون "مؤنثوهم" بالجمع؛ لأن الخبر يأتي جمعاً.

أَوَما علِموا أنَّ السُّنّة تقضِي على الكتاب أصلَحَنا اللهُ وإيَّاهم)) (¬1) . 686 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن أحمد بن حمَّاد بْنِ سُفْيَانَ القُرَشيّ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله الحُسَين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الفَرَزْدَق الفَزَاريّ (¬2) ، حدثني محمد ابن عبد الله بْنِ غَالِبِ بْنِ هَاشِمٍ المَلَطِيّ بمصر، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الْكُوفِيُّ الحَذَّاء بِالْكُوفَةِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ [ل/144أ] بْنُ الكُمَيْت (¬3) قَالَ: ((دخلتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ اليَمَان وَقَدْ تقرَّبْتُ وأطبقْتُ إِحْدَى نعلَيَّ عَلَى الأُخْرَى فقال ل ¬

(¬1) إسناده حسن، وابن المقابري روى أحاديث مستقيمة. أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (1/140-141) عن العتيقي بهذا الإسناد. وأورده المزي في "تهذيب الكمال" (31/560) ، والذهبي في" سير أعلام النبلاء" (11/93) عن بشر بن موسى مختصرا إلى قوله: "يكون يعرف ما يخرج من رأسه". وأما قول الزهري: "الحديث يحبه ذكور الرجال ويكرهه مؤنثوهم" فأخرجه الطبري في "تاريخه" (4/523) عن المبارك الطبري أنه سمع أبا عبيد الله يقول: سمعت المنصور يقول للمهدي: يا أبا عبد الله، لا تجلس مجلساً ومعك من أهل العلم من يحدّثك، فإن محمد ابن شهاب الزهري قال: "الحديث ذكر ولا يحبه إلا ذكور الرجال، ولا يبغضه إلا مؤنثوهم"، وصدق أخو زهرة. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص179) من طريق أبي بكر الهذلي به. وأخرجه أيضاً ـ ومن طريقه القاضي عياض في "الإلماع" (ص25) ـ من طريق سعيد بن محمد الخطاف عن الزهري به. وأخرجه ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص58) ، وابن نقطة في "تكملة الإكمال" (3/484) من طريق أبي يعقوب الخطابي، عن عمه، عن الزهري به. وأورده الخطابي في "إصلاح غلط المحدثين" (ص167) . (¬2) قال الدارقطني: "لا بأس به". سؤالات السهمي (ص203) . (¬3) قال أبو نعيم ضرار بن صُرد: "سمعت يزيد بن الكميت يقول -وكان من خيار الناس ـ ... "، وقال الدارقطني: "متروك". انظر تاريخ بغداد (13/357) ، وسؤالات البرقاني (ص71) ، واللسان (6/292) .

ي: يَا يزيدُ، تقرَّبْتَ، فقلتُ: مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، فَقَالَ: يَا يزيدُ، حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ ـ يَعْنِي سُفْيَانَ الثَّوْري ـ، عَنْ زَيْدِ ابن أَسْلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إنَّ رِيحَ الجنَّة لتُوجَد من مَسِيْرَة خمسمِائَةِ عامٍ، وَلا يَجِدُ ريحَ الْجَنَّةِ مَنْ طَلَبَ الدُّنيا بِعَمَلِ الآخِرة)) (¬1) . آخره والحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على محمد وآله وسلَّم تسليما. بلغت عرضا بأصل مقابَل بأصل سماعنا ولله الحمد والمِنَّة. ¬

(¬1) إسناده منكر جدًّا فيه: يزيد بن الكميت، وهو متروك. ومحمد بن عبد الرحمن الحذّاء، ومحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبِ الملطي، ومحمد بن أحمد بن حماد، لم أجد لهم ترجمة. وأما الحديث فلم أجد من أخرجه سوى المصنف. ولكن أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" (2/268) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي، عن محمود بن غيلان، عن نصر ابن خالد النحوي، عن هدّاب، عن إبراهيم بن الضريس، عن الهيثم، عن الجارود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ((مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ طمس وجهه، ومحق ذكره، وأثبت اسمه في النار)) . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/220) : "رواه الطبراني، وفيه من لم أعلمهم". وأخرج حمزة بن يوسف السهمي في "تارسخ جرجان" (ص342) عن ابن عدي، عن أحمد بن حفص السعدي، عن محمد بن سليمان بن وردان الجرجاني، عن سعد بن سعيد الجرجاني، عن أبي طيبة، عن كرز بن وبرة الحارثي، عن الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود مرفوعاً نحوه. وذكر العجلوني في "كشف الخفا" (2/342) بلفظ: ((مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ فليس له في الآخرة من نصيب)) . قال: رواه الديلمي عن أنس.

الأصل ما مثاله: بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل، الإمام العالم، شيخ الإسلام أوحد الأنام، فخر الأَئِمَّة مفتي الأُمَّة سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المكين، الأشرف الأمين جمال الدين خاصة أمير المؤمنين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحُسَين بن حديد وصفِيّ الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاد فتاه والفقهاء؛ أبو الرضى أحمد بن طارق ابن سِنَان القُرَشيّ البغدادي وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرضا الدمشقيّ، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزابادي، ومحمد بن محمد بن محمد البَلْخيّ الصُّوفيّ وأبو المكارم محمد بن الحسن بن نصر الخلاطي [ل/144ب] وأبو عمرو عثمان بن محمد الإِسْفِرَايِيْنيّ الصُّوفيّ، وأحمد بن سعيد وزكريا بن صالح بن محمد المُوْقانيّ، وأبو الفضائل الحسن بن عبد الغنيّ ابن يوسف المناريّ، وأبو الفتوح عبد القاهر بن هبة الله ابن المؤيَّد بالله الهاشمي، وأبو محمد الحسن بن محمد ابن أحمد العَلَويّ، وأبو محمد عبد العزيز ابن عيسى بن عبد الواحد بن سُلَيمان الأندلسي الشافعي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري مثبت السماع وهذا خطه، وآخرون في يوم الجمعة مُنْتَصِف شَوَّال سنةَ سبعٍ وستين وخمسِمِائَة بالإسكندرية حماها الله تعالى والحمد لله وحده. هذا تسميع صحيح قرئ عليَّ من الأصل الذي يُسْمَع منه هذا الفرعُ منه. وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني.

وفي الأصل ما مثاله: سمع جميعه على القاضي الأجل الفقيه جمال الدين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحُسَين بن حديد بقراءة الشيخ الأجل الفقيه العالم الثِّقة زكيّ الدين أبي محمد عبد العظيم ابن عبد القوي بن عبد الله المُنْذِريّ الجماعةُ السادةُ الفقهاء مجيب الدين أبو علي الحسن، والإمام عماد الدين أبو البركات عبد الله ابْنَا الشيخ الفقيه النبيه أبي محمد عبد الوَهَّاب بن عوف، وأخوهما القاضي الرَّشيد العالم أبو الفضل عبد العزيز وولده أبو بكر محمد، والقاضي عِزّ الدين أبو البركات عبد الحميد ابن الإمام جمال الدين أبي علي الحُسَين بن عَتِيق بن رَشِيق، الرَّشيد أبو الحُسَين يحيى بن عليّ بن عبد الله القُرَشيّ [ل/145أ] والقاضي عَلَم الدين أبو محمد عبد الحقّ بن القاضي الرَّشيد أبي الحَرَم مكي بن صالح القُرَشيّ، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن الفقيه أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاريّ، وكاتب هذه الأسماء عبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم وصح وثبت في ثالث ربيع الأَوَّل من سنة عشرٍ وستِّمِائَة. [ل/145ب] صورة ما في الأصل: سمع جميع الجزء على الشيخ الإمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني، بقراءة الشيخ العالم تاج الدين أبي عبد الله محمد ابن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي المكين أبو طالب أحمد بن القاضي المكين الأشرف أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن حديد، والأشياخ الفقهاء: أبو الرضا أحمد ابن

طاهر (¬1) ابن سنان البغدادي القرشي، وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري المقرئ الكاتب، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي، ومحمد بن أحمدبن محمد البلخي (¬2) ، وأبو بكر محمد بن الحسن الخلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وزكريا بن صالح البوقاني، وأبو علي حسن بن يوسف الدمشقي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد ابن الصفراوي، والأمين الحاج قولي بن موسى، وابنه محمود، وابن أخيه إبراهيم ابن ساوي بن موسى التركي، وأبو محمد الحسن بن حميد بن أحمد العلوي (¬3) ، والشريف أبو محمد عبد القاهر بن هبة الله ابن عبد القاهر الهاشمي، وأبو المكارم أحمد ابن علي بن سعيا، وعبد العزيز ابن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان، - وهو مثبت هذه لأسماء في الأصل بخطه- وولده أبو القاسم عيسى، وكاتب هذا السماع حسن ابن عبد الغني بن يوسف بن محمد المنادي، وذلك في يوم الجمعة منتصف شوال سنة سبع وستين وخمسمائة. هذا تسميع صحيح كما قد كتب. كتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل147/أ] . ¬

(¬1) كذا ورد في الأصل، وفي بقية السماعات (أحمد بن طارق) . (¬2) كذا ورد في الأصل، وورد في بقية السماعات (محمد بن محمد بن محمد البلخي) . (¬3) كذا في الأصل، وقد ورد في السماع الوارد في [ل145/أ] (وأبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد العلوي) .

الجزء التاسع

الجزء التاسع من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ صدر الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطّيوري

وفي الأصل ما مثاله: - سمع جميع هذا الجزء بقراءة الشيخ العالم الأمين المحدث الثقة الجِهْبِذ عمدة الأصحاب أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري على القاضي الأجلّ الأمين جمال الدّين ولي أمير المؤمنين أبي طالب أحمد بن القاضي المَكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد الجماعة الفقهاء: القاضيان الفقيهان الجليلان الأمين نجيب الدِّين أبو علي الحسن، والعالم الجليل عماد الدِّين أبو البركات عبد الله ابنا الإمام الأعز أبي محمد عبد الوهاب بن إسماعيل بن عوف، وأخوهما القاضي الفقيه الرشيد أبو الفضل عبد العزيز، وابنه أبو بكر محمد، وعلم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والفقيه الرشيد أبو الحسين يحيى بن علي ابن عبد الله القرشي العطار، وعز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الإمام أبي علي الحسين بن عتيق، وإسماعيل بن أحمد بن عبد المولى الأنصاري، وعبد الرحمن بن مقرّب، - والخط له- وذلك فِي ثَالِثِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عشر وستّمائة عبد الحق مصلح وهو صحيح (¬1) ، وكتب عبد الرحمن بن مقرّب حامدا لله تعالى ومصلِّياً على نبيه وآله وسلم تسليما. [ل147بِ] ¬

(¬1) عبارة ((وهو صحيح)) في الأصل ليست واضحة.

بسم الله الرحمن الرحيم رب سهل يا كريم أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عليه وأنا أسمع بثغر الإسكندرية - حماه الله تعالى - ثالث ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ صدر الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني - رضي الله عنه – قراءة عليه وأنا أسمع في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة. 687- أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد العتِيقِي، حدثنا محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري الفقيه المالكي (¬1) ، حدثنا ¬

(¬1) محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري الفقيه المالكي: أبو بكر التميمي. قال الدارقطني: ثقة مأمون زاهد ورع، وقال أبو الفوارس: كان ثقة أمينا مستورا، وقال هو وأحمد العتيقي: إليه انتهت الرئاسة في مذهب مالك، وذكر الخطيب نحوه، مات في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد 5/462 والوافي والوفيات 3/108 والبداية والنهاية 11/304 والأنساب 1/125 وترتيب المدارك 4/466 وسيرأعلام النبلاء 16/232وشذرات الذهب 3/85.

أبو الحسن أحمد ابن محمد بن إسحاق (¬1) بالرحبة (¬2) ، حدثني أبو علي السمَّاك الرافقي (¬3) ((وكَانَ مِنْ خِيارِ عِبَادِ اللهِ)) ، قال: ((مَاتَتْ أُمِّي في مِحْنَةِ الوَاثِق (¬4) فرَأَيْتُها في النَّوْمِ فقُلْتُ لها: يا أُمَّه، ما فَعلَ الُله بِكِ؟، قالتْ: صِرْتُ إلى خَيْرٍ، قُلْتُ: فَلَكِ إلي حاجةٌ؟، قالت: نَعم، إذا سمعتَ المُؤذِّنَ يقولُ: لا إله إلاَّ اللهُ فقُلْ: لا إله إلاَّ اللهُ محمَّدٌ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، القرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مَخْلوقٍ، قال: فدَخَلْتُ إلى المسجدِ الجامعِ فرأيْتُ الحَسَنَ بن حمَّاد سَجّادَة، (¬5) ¬

(¬1) أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن اسحاق: لعله أحمد بن محمد بن إسحاق التنوخي البزاز الأنباري المعروف بالياموري، قال الدارقطني كان ثقة صدوقا واسع الكتابة إلا أنه لم يكثر ما حدث به لأنه في وقته شيوخ كثيرون أعلى إسنادا منه، وإنما كان يكتب عنه نفر معدودون مات سنة أربع أو خمس وخمسين وثلاثمائة. تاريخ بغداد 4/392 (¬2) بلدة على فرات، الموسوعة العربية المسيرة (ص864) . (¬3) بفتح الراء وكسر الفاء وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى الرافقة وهي بلدة على الفرات يقال لها الآن الرقة، اللباب 1/8. (¬4) الواثق هو: الواثق بالله هارون بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد أبو جعفر وقيل أبو القاسم العباسي البغدادي أمه رومية ولي الخلافة بعهد من أبيه وبويع له في تاسع عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وكان مولده في شعبان سنة ست وتسعين ومائة، وفي سنة احدى وثلاثين ومائين وَرَدَ كتابه إلى أمير البصرة يأمره أن يمتحن الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن، وكان قد تبع أباه في ذلك، ثم رجع في آخر أمره. تاريخ الطبري 9/123 وتاريخ بغداد 14/15 والكامل في التاريخ 6/528 وفوات الوفيات 4/228 وسيرأعلام النبلاء 10/306 وتاريخ الخلفاء 0/340. (¬5) الحسن بن حماد سجّادة: الحسن بن حماد بن كسيب أبو علي الحضرمي البغدادي الكوفي المعروف بسجّادة، وثقه الخطيب والذهبي، وقال الحافظ ابن حجر صدوق، تاريخ بغداد 7/295 الكاشف 1/324 التقريب 1/160.

فقلْتُ: رُؤْيَايَ، فقال لِي: أُحدِّثك بأعْجَبَ مِنْها، لمَاَّ كان مُنْذُ لَيَالي رأيتُ فِي النَّومِ رجُلَيْن لم أر [ل148/أ] َ (¬1) أَحْسنَ مِنْهما وَجْهاً وثَوْباً، فقلتُ لهما: مَنْ أنْتُما فِدَاكُما أبِي وأمِّي فإنِّي لم أر أحدًا من خَلْقِ الله أَحْسَن مِنْكما؟! فقال لي أحدُهما: أنا جبريل وهذا ميكائيل، فعَلِقْتُ بهما، وقلتُ: فدَاكُما أبِي وأمِّي ما تَقُوْلان في القرآنِ؟ فقال أَحَدُهما: أَناَ جبريلُ وهذَا ميكائيل وأحمد بن حنبل والرَّوْحانيُّون (¬2) وحَمَلَةُ العَرْشِ يقولون: القرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مَخْلوق)) (¬3) ¬

(¬1) في الخطية ما نصه (أحداً من خلق الله) وضرب عليها الناسخ. (¬2) في الخطية ((الروحانيين)) . (¬3) في إسناده أبو علي الرافقي لم أجد له ترجمة، وفي المتن نكارة، وهي ((إذا سمعت المؤذن يقول: لا إله إلا الله فقل....)) وأما ما جاء فيها بأن القرآن كلام الله غير مخلوق فهذا موافق للكتاب والسنة، إلا أن الرؤيا المنامية لا تؤخذ منها الأحكام الدينية، وإنما تُعرض على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فإن وافقهما فالعمل حينئذ لهما لا للرؤيا، وإن خالفهما فلا يلتفت إليها البتة، وإنما يَذكر العلماء مثل هذه القصص والرؤى للاستئناس لكونها وافقت الكتاب والسنة، كما أفادني فضيلة الشيخ عبد الرزاق العباد وفّقه الله. وقوله ((إذا سمعت المؤذن يقول: لا إله إلا الله. فقل: ... )) فيه مخالفة لما ثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقف والاتباع لا على الهوى والابتداع، ... فليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس ... )) مجموع فتاوى شيخ الإسلام 22/510. وانظر صلاة الجماعة حكمها، وأحكامها، والتنبيه على ما يقع فيها من بدع وأخطاء: (ص196-197.

688 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب يقول: سمعت أبا عبد الله بن أبي الأزهر يقول: سمعت سفيان بن وكيع يقول: قال رَجُلٌ لسفيان ابن عيينة: إنِّي غَرِيب، قال: فأَنْشَأَ سُفْيان يقولُ: غَريبُ يَسْتكِنّ إلى غريبِ غريبِ الشَّوْقِ في بَلَدٍ غريبِ كِلانا في القَرابةِ ذو سواءِ فما يُغْنِي الغَرِيبُ عَنِ الْغَرِيبِ 689 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، حدثنا ابن أبي الأزهر، حدثنا سفيان بن وكيع، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ((دَعَانا سفيان بن سعيد الثَّوْري فَقَدَّمَ إليْنَا تمرًا ولبَناً جامدًا فَلَمَّا تَوَسَطْنا الأكْلَ قال: قُومُوا بنِا حتَّى نُصَلِّيَ ركعتين شكرًا لِله تَعالىَ. قال سُفْيان بن وَكِيع: لَوْ قَدَّمَ إليْهِمْ من هذا اللَّوْزِينَج (¬1) المحدَثِ لَقَال لهم: قُومُوا بِنا نُصلِّي التَّراوِيحَ)) (¬2) . 690 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس بن حَيُّويَه، حدثنا عبد الله [ل148/ب] ابن محمد ابن بنت مَنِيْع، حدثنا يحيى بن أيوب العابد، حدثنا أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، (¬3) حدثنا عبد الله ¬

(¬1) اللوزينج: من الحلواء شبه القطائف تُؤْدَمُ بدهن اللَّوْز. انظر لسان العرب: 5/408. (¬2) الإسناد ضعيف. لضعف سفيان بن وكيع. (¬3) أبو داود النخعي سليمان بن عمرو، كذبه ابن معين وأحمد وقتيبة والذهبي، وقال وابن حبان وابن عدي والحاكم كان يضع الحديث، وتركه البخاري وغيره. العلل ومعرفة الرجال: 2/542، التاريخ الكبير 4/28 والضعفاء الصغير . /53 والضعفاء والمتروكون. /49 والجرح والتعديل 4/132 والكامل 3/245 اولمجروحين 1/333 وميزان الاعتدال2/216.

بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ((إذا رأيْتُم القارئ يَغْشَى السُّلْطان فهو لِصٌّ، وإذا رأيتموه يَجْلس ليُجلَس إليه فهو يقول: أنا ذا فاعْرِفوني، فلا تَجْلِسوا إليه ولا كَرَامةَ، وإذا جَلَس لِيُعلِّمَ خيرًا أو لِيَتَعلَّمَ، فذلك)) (¬1) . 691 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الحسن بن جعفر السِّمْسَار، (¬2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ القَتَّات، (¬3) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ الأَحْوَلُ مِنَ الْعَيْنَيْنِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مهران الأعمش، عن شقيق (¬4) قال: ((كُنْتُ أنا وحُذَيْفةُ إذْ جاء ¬

(¬1) إسناده ساقط فيه سليمان النخعي، وهو كذاب، وعبد الله بن عبد الرحمن لم أميّزه، كما أن فيه إرسالا أيضاً. (¬2) أبو سعيد الحسن بن جعفر السِّمْسار بكسر السين وسكون الميم: هو الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح بن جعفر ابن بشر بن عطاء بن دينار أبو سعيد السمسار الحربي المعروف بالحُرْفي بضم الحاء وسكون الراء، قال العتيقي: كان فيه تساهل، وتوفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وقيل سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، تاريخ بغداد 7/292 والأنساب 4/113 وميزان الاعتدال 1/481 وسير أعلام النبلاء 16/369 لوسان الميزان 2/198 وشذرات الذهب 3/86. (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ الْقَتَّاتُ: هو محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب بن أزهر أبو عمر القتات بفتح القاف والتاء مع تشديد التاء الكوفي، ضعفه ابن قانع والخطيب، وقال الدارقطني تكلموا في سماعه من أبي نعيم، انظر تاريخ بغداد 2/129 وميزان الاعتدال 3/501 وسير أعلام النبلاء 13/567 ولسان الميزان 5/106. (¬4) شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي الكوفي ثقة مخضرم مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة، التقريب 1/268.

شَبَثُ ابن رَبْعِيّ فقام يُصلِّي فبَزَق بين يَدَيْه، فلما انْفَتَل، قال له حُذَيْفة: يا شَبَثُ لا تَبْزُقْ بين يدَيْك ولا عن يَمِينِك، عن يَمِينِك كاتِبُ الحَسَناتِ، وابْزُقْ عن يَسَارِك، أو خلفك (¬1) فإنَّ الرَّجُلَ إذا قام يُصلِّي استَقْبَله الله عز وجل بوَجْهِه، فلا يَصْرِفُه حتىَّ يكونَ هو الَّذي يَصْرِفُه، أو يُحْدِثُ حَدَثَ سَوْءٍ)) (¬2) . 692 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد العسكري يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الصيرفي يقول: ((كنتُ بحَضَرَة الزُّبَيْر بْن بَكَّار وقد أَهْدَى له صديقٌ له حَمَلاً مَشْوِيًّا، فقال للرَّسولِ: اقْرَأْ عليهِ السَّلاَمَ، وقلْ له: لَطَفَ اللهُ بكَ)) (¬3) . 693 - أخبرنا أحمد، حدثنا الحسين، [ل149/أ] حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الحسين الدقاق (¬4) سنة ثلاثمائة، حدثنا القاسم بن بشر، (¬5) حدثنا ¬

(¬1) كذا في الأصل والصحيح ((تحت قدميك)) كما في بقية المصادر، أو ربما هكذا ورد في هذه الرواية عند ابن الطيوري، لذلك انتخبها السلفي لغرابة هذه اللفظة، والله أعلم. (¬2) تقدم تخريجه في روية رقم (359) . (¬3) في إسناده أبو العباس محمد بن إسحاق الصيرفي لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل. (¬4) أبو جعفر محمد بن الحسين الدقاق، قال الخطيب حدث عن القاسم بن بشر، وروى عنه أبو عبد الله العسكري ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، تاريخ بغداد 8/100. (¬5) قاسم بن بشر: بن أحمد بن معروف أبو محمد البغدادي وثقه الخطيب، تاريخ بغداد 12/427.

الوليد بن مسلم أبو العباس، قال: ((سَأَلتُ عبدَ الرَّحمن بن يزيد بن جابر عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (¬1) ، فقال: حدثني سليمان بن موسى (¬2) قال: حدثني نافع أنَّ ابْنَ عمر كان يُحْيِيْ اللَّيْلَ صلاة، ثم يقول: يا نافع، أَسْحَرْنا؟، فأَقُولُ: لا، فيَعُودُ إلى صَلاَتِه، فإذا قلتُ: نَعم، قَعَدَ يَسْتَغْفِرُ اللهَ ويَدْعوا حتىَّ يُصْبِح)) (¬3) . 694 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ محمد بن علي الزيات، حدثنا ¬

(¬1) سورة آل عمران آية رقم ((17)) . (¬2) سليمان بن موسى: بن الأشدق أبو أيوب الدمشقي، وثقه ابن سعد ودحيم، وقال ابن معين: ثقة في الزهري، وقال أيضا سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر مرسل، وعن جابر مرسل، وقال البخاري وابن جريج: عنده مناكير، وقال أبو حاتم: محله الصدق في حديثه بعض الاضطراب، وقال النسائي ليس بالقوي في الحديث، وقال ابن حجر: صدوق فقيه في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل، الطبقات الكبرى7/457 والتاريخ الكبير 4/38 والضعفاء الصغير 0/53 والضعفاء والمتروكون 0/50 والجرح والتعديل 4/141 وجامع التحصيل 0/190 وتهذيب الكمال 12/92 والكاشف 1/464 وتهذيب التهذيب 4/387 والتقريب 1/255 (¬3) في إسناده سليمان بن موسى وهو صدوق في بعض حديثه لين وخولط، وأما الوليد فقد صرح بالسماع فأمِنّا منه التدليس. أخرجه أبو الشيخ البرجلاني في الكرم والجود وسخاء النفوس: 0/63 عن محمد بن الحسين الدقَّاق به. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم مسندا عن رسول الله والصحابة والتابعين2/145- 146 عن أبيه حدثنا علي بن محمد الطنافسي، وحماد بن زاذان، قالا: حدثنا الوليد به. وفي إسناده علي بن محمد الطنافسي وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، الجرح والتعديل 6/202 الثقات 8/467، وحماد بن زاذان ثقة وثقه أبو حاتم وأبو زرعة، الجرح والتعديل 3/139 وتهذيب التهذيب3/ 8 فرجاله كلهم ثقات إلا سليمان بن موسى. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 12/260 رقم 13043 وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1/303، من طريق أسد بن موسى، عن الوليد بن مسلم به، وأسد بن موسى صدوق يغرب وفيه نصب، قاله ابن حجر في التقريب: 1/104، وقال الهيثمي في المجمع 9/347: رجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة. وأخرجه البغوي في معالم التنزيل 1/285 وابن عطية في المحرر الوجيز 3/39 وابن كثير في التفسير العظيم 2/18 والسيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور2/164 كلهم عن نافع عن ابن عمر، بدون إسناد إلى نافع.

إبراهيم بن عبد الله ابن أَيُّوبَ المخرَّمي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ حَمَّادٍ سَجَّادَةَ يَقُولُ: ((بَلَغَنِي أَنَّ أمَّ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، إنَّ بالكوفةِ رجُلاً يَستَخِفُّ بأصحابِ الحديثِ، وأَنْتَ عَلَى الحجِّ أسألُكَ بحَقِّي عَلَيْك أنْ تَسمَعَ مِنْهُ شَيْئاً، قَالَ إِسْحَاقُ: فدخلتُ الكوفةَ فَإِذَا الأَعْمَشُ قاعدٌ وَحْدَه، فَوَقَفْتُ عَلَى بابِ المسجدِ، فَقُلْتُ: أمِّي والأَعْمَش، وَقَدْ قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)) (¬1) ، فقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ حَدِّثْنِي فإنيِّ رجُلٌ غريبٌ، قَالَ: مِنْ أيْنَ أنْتَ؟، قُلْتُ: مِنْ وَاسِطَ، قَالَ: فَمَا اسْمُك؟، قُلْتُ: إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، قَالَ: ولا خُيِّبْتَ، ولا خُيِّبَتْ أمُّك، أليس حرَّجَتْ عَلَيْكَ أَلَّا تسمعَ منيِّ شَيْئًا؟، قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ [ل149/ب] ، لَيْسَ كلُّ مَا بَلَغَك يكونُ حَقًّا، قَالَ: لأُحدِّثَنَّك بحديثٍ مَا حدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا قَبْلَك، فحَدَثَني أنَّ ابْنَ أَبِي أَوْفَى (¬2) قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ: ((الخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ)) (¬3) ¬

(¬1) تقدم تخريجه في رواية رقم (673) . (¬2) ابن أبي أوفى: عبد الله بن أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي صحابي شهد الحديبية. (¬3) الإسناد ضعيف لضعف إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ، وفيه انقطاع بين سجادة وإسحاق الأزرق، وفيه انقطاع أيضا بين الأعمش وابن أبي أوفى، إلى جانب أن الأعمش مدلس وقد عنعن. والحديث: أخرجه ابن ماجة في سننه في المقدمة: باب في ذكر الخوارج 1/61 رقم 173 وابن أبي شيبة في المصنف 15/305 وأحمد في المسند 4/355 وابنه عنه في السنة 2/635 رقم 151، وابن عاصم في السنة 2/424 رقم 904 ويحيى بن صاعد في جزء فيه مسند ابن أبي أوفى 0/134 رقم 39 و40 والآجري في الشريعة 1/370 رقم 61 وأبو نعيم في الحلية 5/56 والخطيب في تاريخه 6/319 و320 وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 162 – 163 رقم 261 وتلبيس إبليس 0/105 من طرق عن إسحاق الأزرق به، مختصراً على الحديث إلا الخطيب فإنه قد رواه مختصرا ومطولا مع القصة كما عند المصنف، قال أبو نعيم: يقال إن هذا الحديث مما خص به الأعمش إسحاق الأزرق، ويذكر أنه مما تفرد به إسحاق، وروى من حديث الثوري عن الأعمش. وأخرجه أبو نعيم في الحلية 5/56 من طريق سفيان الثوري عن الأعمش به. والحديث مداره علىالأعمش، يرويه عن ابن أبي أوفى وهو لم يسمع منه كما نص على ذلك أبو حاتم، ونقل ابن الجوزي عن الإمام أحمد أنه قال: لم يسمع الأعمش من ابن أبي الأوفى، ونفى الترمذي كذلك من أن يكون سمع من أحد من الصحابة، وعليه فإن الحديث منقطع الإسناد، وقد تابع سعيد بن جمهان الأعمش عند الطيالسي في مسنده 0/110 رقم 822 وأحمد في مسنده 4/382-383 وابن أبي عاصم في السنة 2/424 رقم 905 والحاكم في المستدرك 3/571 من طريق الحشرج بن نباتة عن سعيد بن جمهان عن ابن أبي أوفى به مطولا، وفي إسناده الحشرج بن نباتة وهو صدوق يهم التقريب 1/252، وسعيد بن جمهان: صدوق له أفراد التقريب 1/234 وله شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أخرجه الطيالسي في مسنده 0/155 رقم 1136 وأحمد في مسنده 5/253 و 256 والترمذي في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير 8/279- 280 رقم 3187 وابن ماجة في المقدمة باب في ذكر الخوارج 1/62 رقم 176 والآجري في الشريعة 1/367-368-369 رقم 59 و60 والطبراني في معجم الصغير 2/117 والمعجم الأوسط 10/34 رقم9081 ومعجم الكبير 8/319 رقم8033 و8/322 رقم8036 ورقم8037 وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/163 رقم 262 والحارث في مسنده كما في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للهيثمي 2/716 رقم706 كلهم من طريق أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي بعضهم ذكر القصة وبعضهم أختصر على الحديث. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. قلت في سنده أبي غالب وهو صدوق يخطئ، وقد تابعه سيار الأموي عند أحمد في مسنده 5/250 وذكر الحديث والقصة، وسيار هذا هو الأموي الدمشقي مولى معاوية، ويقال مولى خالد بن يزيد بن معاوية، وقد ذكره ابن حبان في ثقاته 4/335 ولم أجد من وثقه توثيقا صريحا إلا ما قال فيه الحافظ ابن جحر أنه صدوق التقريب1/427 وبهذه المتابعة يتضح لنا وجه تحسين الترمذي لطريق أبي غالب السابق، وتابعهما صفوان بن سليم عن أبي أمامة الباهلي، أخرجه أحمد في مسنده 5/269 من طريق أنس بن عياض عن صفوان بن سليم، وسنده صحيح رجاله ثقات.

695 - سمعت أحمد يقول: سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن

بن علي بن مطرف الجراحي يقول: تُوُفِيَ أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون بن زياد، يومَ الأربعاء لأربعَ عشَرَة خلَتْ من ذي الحِجَّةِ، سنَةَ ثلاثٍ وثلاثِمائة. وفيها مات عُمَر بن أيُّوب السَّقَطِي. ومات قاسم المُطَرِّز (¬1) ودُفِن بمقبرة باب الكوفة سنةَ خمسٍ وثلاثِمائة. ومات أبو خليفة الفَضْل بن الحُبَاب (¬2) بالبصرة لثلاثَ عشَرةَ خلَوْنَ من جُمادى الأولى سنةَ خمسٍ وثلاثِمائة. ¬

(¬1) قاسم المطرز: قاسم بن زكرياء بن يحيى أبو محمد ابن المطرز المقرئ أحد الثقات الأثبات سمع أبا كريب وسويد ابن سعيد، وعنه الخلدي، وأبو الجعابي، تاريخ بغداد 12/441، والبداية والنهاية 11/144، وشذرات الذهب 4/27، وتهذيب التهذيب 8/314. (¬2) أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ: الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب أبو خليفة الجمحي البصري، من كبار شيوخ أبي داود وأبي زرعة، وكان محدثا ثقة مكثرا راوية الأخبار والأدب فصيحا مُفوَّها، البداية والنهاية 11/144، وسير أعلام النبلاء 14/7، وتذكرة الحفاظ 2/670، وشذرات الذهب 4/27.

ومات عليُّ بْنُ إسحاق بن زاطِيا، (¬1) يوم الجمعة لأَرْبَعٍ بقَيْن من جمادى الآخرة سنَةَ ستٍ وثلاثِمائة. وفيها مات أبو محمد القاسم بن أيوب التَّوَّزي (¬2) . وفيها مات محمد بن الحسين بن شَهْريار (¬3) . ومات أحمد بن سهل بن الفيرزان الأُشْناني أبو العباس المقرئ ثقة صدوق صاحب قراءة عاصم يوم الأربعاء لأرْبعَ عشْرَةَ خلَتْ من المحرَّمِ سنَةَ سَبْع. ومات حامد بن شعيب البَلْخِيّ (¬4) ثقةٌ صدوقٌ يومَ الخميس لستٍّ ¬

(¬1) كتب الناسخ بمحاذاة هذا السطر كلمة ((زاطيا)) وكتب فوقها ((بيان)) إشارة منه إلى التوضيح. وهو علي بن إسحاق بن زاطيا: هو أبو الحسن المخرّمي، سمع عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بن بكار بن الريان، وعنه أبو بكر الشافعي، وابن الزيات، كفّ بصره بآخره، وقال أبو بكر بن السنيِّ: لا بأس به، توفي في جمادى الأولى كذا في التاريخ الإسلام، انظر تاريخ بغداد 11/349 وسير أعلام النبلاء 14/253 وتذكرة الحفاظ 2/689 وميزان الاعتدال 3/114 وتاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 301- 320 /191 ولسان الميزان 4/205. (¬2) أبو محمد القاسم بن أيوب التوزي: لم أقف له علي ترجمة. (¬3) محمد بن الحسين بن شهريار: أبو بكر القطان البلخي الأصل، روى عن الفلاس، وبشر بن معاذ، وعنه أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، كذّبه ابن ناجية، وقال الدارقطني: ليس به بأس، تاريخ بغداد 2/232 والبداية والنهاية 11/146 وسير أعلام النبلاء 2/232 ولسان الميزان 5/138وسؤالات السهمي للدارقطني 0/94. (¬4) حامد بن شعيب البلخي: حامد بن محمد بن شعيب بن زهير أبو العباس البلخي المؤدب، في الخطية ذكر الناسخ أنه مات سنة سبع وثلاثمائة وهو تصحيف، والصحيح تسع وثلاثمائة كما في المصادر التالية: تاريخ بغداد 8/169 وتاريخ الإسلام في حوادث ووفيات (301- 320 /251) ، والعبر 2/144 وشذرات الذهب2/258.

خلَوْن من المحرَّم سنة سبع. وفيها مات [ل150/أ] أبو بكر بن المرْزُبَان المُخَرَّمِيّ. مات أبو صخْرَة عبدُ الرحمن بنُ بحر القرشي (¬1) سنةَ عَشْرٍ وثلاثِمائة. مات محمد بن هارون بن المُجدَّر البَيِّع يوم الأربعاء سَلخَ ربيعٍ الآخر من سنَةَ اثْنَتَيْ عشْرَةَ، وتوفي أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف الفرائضي سنة ستَّ عَشْرَةَ. مات أبو الطيب الكَوْكَبِيّ سنةَ سَبْعَ عشرة. مات أبو محمد بن صاعد ودفن باب مقبرة الكوفة، وكان يومًا (¬2) عظيمَ المَنْظر سنةَ ثمانَ عشرَةَ، مولدُهُ سنةَ ثمانٍ وعشرين. توفي أبو عبيد (¬3) بن حربويه الثقةُ المأمونُ لثلاثَ عشرَةَ بقَيْن من ¬

(¬1) أَبُو صَخْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بحر القرشي: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن هلال أبو محمد القرشي السامي الكاتب البغدادي، وفي الخطية: ((أبو ضمرة عبد الرحمن بن بحر)) والتصحيح من مصادر الترجمة، وثقه الخطيب وابن الجوزي والذهبي، انظر تاريخ بغداد 10/285 وتاريخ الإسلام في حوادث 301-320 ص 272 وسير أعلام النبلاء 14/ 457. (¬2) في الخطية (يوم) . وكتب الناسخ فوقه ضبّة. (¬3) في الخطية: (أبو عبيدة) وظن الناسخ عدم وضوحها أو شك في صحة ذلك، فكتب في هامش الأصل (أبو عبيدة) أيضاً، والتصحيح من الروايات ذوات الأرقام التالية: (47، و65، و227، و882) .

رمضان سنةَ تِسْعَ عشرَةَ. توفي أبو عمر محمد بن يوسف القاضي (¬1) وصلَّى عليه ابنُه عمر بن محمد، وكان ثقة صدوقًا في سنةِ عشرين. وفيها مات أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين (¬2) درب الزعفراني (¬3) يوم الاثنين فَجَاءَهُ وقد خَرجَ من الحمَّام في عافيةٍ لخمسٍ خَلَوْنَ من شهر رمضان. 696 - أنْشَدَنا أحمد، أَنْشَدَنا أبو القاسم مَنْصور بن جعفر بن مُلاَعِب، أنشَدَنا محمد ابن الحسن بن دُرَيْد لبعض العرب: من تصدَّى لأَخيه بالغِنىَ فهو أخوهُ ¬

(¬1) أبو عمر: محمد بن يوسف القاضي: محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي مولاهم البغدادي القاضي، قال الخطيب كان لا نظير له الحكام عقلاً وحلماً وذكاءً، وحمل الناس عنه علما واسعا من الحديث والفقه، ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه، كان يجلس للحديث والبغوي عن يمينه وابن صاعد عن يساره وأبو بكر بن زياد النيسابوري بين يديه. تاريخ بغداد 3/401 والبداية والنهاية 11/193 وسير أعلام النبلاء 14/555 وشذرات الذهب 4/102 والنجوم الزاهرة 3/235. (¬2) أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين: البغدادي البزاز، سمع محمد بن الوليد البسري والحسن بن أبي الربيع، وعنه أبو بكر الوراق والدارقطني وأبو حفص الكناني، تاريخ بغداد 1/408 والمنتظم 13/312. (¬3) درب الزعفراني: درب الزعفران: بكرخ بغداد، كان يسكنه التجار وأرباب الأموال، وربما يسكنه بعض الفقهاء. معجم البلدان 2/510.

رأى (¬1) منه مايَسُوهُ ... فإنِ احْتاجَ إليه ـلَقَ (¬2) أقصاه بنوهُ ... يُكْرَم المُثْري فإن أَمْـ سائلاً ما وَصَلوهُ ... لو رأى الناسُ نبِيًّا زادِ كلبٍ أَكَلُوهُ ... [ل150/ب] وهم لو طعموا في ـر بتسآل أفُوهُ ... لا تراني آخر الدهـ ـمنِ يَكْثُرْ حارِمُوهُ ... إنَّ مَنْ يسأل سوَى الرحـ قِ الْوَرَى طُرّاً (¬3) سَلوهُ ... والذي قامَ بأَرْزا فاسْمَعوا منيِّ وَعُوهُ ... تلبسُوا أثوابَ عزّ حِبِك الدَّهْرَ أخُوهُ ... أنتَ ما اسْتَغْنيتَ عن صا مرَّةً مجّكَ فوهُ ... فإن احْتَجْتَ إليه أَكْرِمِ المعروفَ مالم تتبذَّلْ فيه الوجوهُ (¬4) 697 - أَنْشَدَنا أحمد، أنْشَدَنا منصور بن ملاعب، أَنشَدَنِي إبراهيم بن محمد نِفْطُويَة (¬5) لنفسه: ¬

(¬1) في الخطية: ((راء)) : مقلوب رأى. أو أن الأصل ((رأ)) والحرف المد المقصور ساقط. (¬2) أملق: من الإملاق أي الافتقار، فرجل أملق من المال أي فقير منه، لسان العرب 10/ 348. (¬3) طُراَّ: أي جميعا، وقولهم جاءوا طُراَّ، أي جميعا، وهو منصوب على المصدر أو الحال. لسان العرب 10/498. (¬4) وقفت على هذه الأبيات في ديوان أبي العتاهية مع زيادة بيتين، انظر ص472. (¬5) إبراهيم بن محمد نفطويه: بكسر النون وفتحها، والكسر أفصح والفاء ساكنة وفتح الطاء والواو وسكون الياء، أبو عبد الله النحوي العتكي الأزدي الواسطي مشهور بنفطويه، قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال الخطيب: كان صدوقا، وقال المرزبان كان ثقة صدوقا، توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وقيل سنة تسع عشرة وثلاثمائة، تاريخ بغداد 6/159 والبداية والنهاية 11/183 والوافي بالوفيات 6/130 والنجوم الزاهرة 3/249 وانباه الرواة على انباه النحاة 1/211.

أَسْتغْفِرُ اللهَ ممَّا يعلمُ اللهُ إنَّ الشَّقِيَّ لمنْ لَمْ يَرْحَمِ اللهُ هَبْهُ تجاوَزَ لِي عَنْ كلِّ مَظْلَمةٍ واسَوْءتا منْ حيَائي يومَ ألْقَاه (¬1) 698 - أخبرنا أحمد، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ الجَراحي، حدثنا أبو يعقوب إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ، (¬2) وَكَانَ يحفظُ حَدِيثًا وَاحِدًا لَمْ يكنْ عندَه غيرُه، حَدَّثَنَا أَبُو الأشعثِ أحمدُ ابن الْمِقْدَامِ، (¬3) حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ((خَدِمْتُ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَشَرَ سِنِينَ، فَمَا قاَلَ لِشَيءٍ عَمِلْتُهُ، لِمَ عَمِلْتُهُ؟ وَلاَ لِشَيءٍ لَمْ أَعْمَلْهُ، لِمَ لَمْ تعْمَلْهُ؟)) وذكر الحديث. (¬4) ¬

(¬1) أخرجهما الخطيب في تاريخ بغداد 6/159 من طريق منصور بن ملاعب به، كما ذكرهما صاحب انباه الرواة 1/211 بدون إسناد، وورد فيه ((لمن لم يسعد الله)) بدل ((لمن لم يرحم الله)) وجاء عند الخطيب في تارخه ((واسوءتاه)) بدل ((واسوءتا)) . (¬2) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَعْقُوبَ الصيدلاني، قال الخطيب حدث عن أبي الأشعث، لم يكن عنده غير حديث واحد، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، تاريخ بغداد 6/396. (¬3) أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ: العجلي البصري، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال ابن عدي: هو من أهل الصدق حدث عنه أئمة الناس، وقال الحافظ ابن جحر: صدوق صاحب حديث، طعن أبو داود في مرووته، والكامل1/179 والتعديل والتجرح 1/323 وتهذيب التهذيب 12/15 والتقريب 1/85. (¬4) حديث صحيح، إسناد المؤلف حسن لغيره، وأبو الحسن الجراحي أثنى عليه العتيقي وقال: فيه تساهل، وأبو الأشعث صدوق، ولم ينفرد به بل تابعه غيره. أخرجه مسلم في الفضائل باب كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أحسن الناس خلقا، 4/1804 رقم , ((2309)) من طريق حماد بن زيد به، ولفظه: ((خدمت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عشر سنين ما قال لي أفًّا قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا)) . وأخرجه البخاري في الأدب باب حسن الخُلُق والسخاء وما يكره من البخل، 10/456 رقم ((6038)) ومسلم في الفضائل باب كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أحسن الناس خُلُقاً 4/1804 رقم ((2309)) من طريق سلاّم ابن مسكين عن ثابت به. وأخرجه البخاري في الوصايا: باب استخدام اليتيم في السفر والحضر، 5/395 رقم ((2768)) وفي الديات: باب من استعان عبدا أو صبيا، 12/253 رقم ((6911)) ومسلم في الفضائل: باب كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أحسن الناس خلقا، 4/1804 رقم ((2309)) من طريق إسماعيل بن إبراهيم عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عن أنس به، وليس فيه تحديد سني الخدمة. وأما بقية الحديث: فقد أخرجه البخاري في المناقب: باب صفة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 6/563 رقم ((3561)) ومسلم في الفضائل: باب طيب رائحة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولين مسه، 4/1814 رقم ((2330)) من طريق حماد بن زيد به، ولفظه عند البخاري: ((ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) . وعند مسلم ((عرق)) بدل ((عرف)) . وأخرجه مسلم بمعناه في الفضائل: باب طيب رائحة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ به. وأخرجه البخاري في الصيام: باب ما يذكر من صوم النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإفطاره 6/215 رقم ((1973)) . وقد أخرجه كاملا كما أشار المصنف الإمام الترمذي في سننه في البر: باب ما جاء في خُلق النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 4/368 رقم 2015.

699 – أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الحسن بن جعفر، حدثنا محمد بن جعفر القتات القرشي، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا بسام الصيرفي (¬1) قال: ((سَأَلْتُ مُحمَّدَ ابنَ علي، (¬2) عن الصَّلاةِ ¬

(¬1) بسام الصيرفي: هو بسام بن عبد الله الصيرفي، قال ابن حبان يخطئ، وقال الذهبي: ثقة، الثقات 6/119 والكاشف 1/265. (¬2) محمد بن علي: هو الباقر أبو جعفر ثقة فاضل.

خَلْفَ بَني أُمِيَّةَ؟، قال: صلِّ خَلْفَهُمْ، فإنَّا نُصَلِّي خَلْفَهُمْ، قلت: إنَّ [ل151/أ] النَّاسَ يَزْعُمون أنَّ ذلك مِنْكُم تَقِيَّة، (¬1) قال: كَذَبوا، كان الحسنُ والحسينُ عليهما السلام (¬2) يَبْتَدِرَان إلى مروانَ (¬3) فَيُصلِّيان خَلْفَهُ فإذا صَعِدَ المِنْبَر سبّهُ الحسنُ والحسينُ، أَوَكانَ هذا تَقِيَّة؟)) (¬4) . 700 – سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بَكْرِ بْنَ شَاذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا عيسى عبد الرحمن ابن زَاذَانَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَخْلَدٍ الرزَّاز يَقُولُ: ¬

(¬1) التقية: في مفهوم الشيعة معناها أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن، أي معناها النفاق والكذب والمراوغة في خداع الناس، لا التقية التي أباحها الله للمضطرب المكرَه. انظر فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام للدكتور غالب بن علي العواجي: 1/195. (¬2) وأما قوله: ((عليهما السلام)) : فهذا خلاف ما عليه الجمهور، فقد قالوا أن الأولى عدم إفراد غير الأنبياء بالصلاة، لأن هذا قد صار شعارا لأنبياء، إذا ذكروا فلا يلحق بهم غيرهم، وأما الصلاة على غير الأنبياء على سبيل التبعية كما جاء في الحديث: ((اللهم صل على محمد وآله وأزواجه)) فهذا جائز بالإجماع، انظر سورة الأحزاب آية رقم: ((56)) من تفسير ابن كثير. (¬3) مروان: هو بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، ثقة لا تثبت له صحبة، التقريب1/525. (¬4) إسناده ضعيف فيه أبو سعيد الحسن بن جعفر قال العتيقي فيه تساهل، ومحمد بن جعفر القتات ضعفه غير واحد، وقال الدارقطني: تكلموا في سماعه من أبي نعيم. وفيه انقطاع بين محمد بن علي والحسن والحسين. ولم أجد من ذكر هذه القصة بهذا اللفظ لكنه جاء في تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 61-80/232 وفي سير أعلام النبلاء 3/477-478 أن الحسين كان يُسَابُّ مروان بن الحكم، فجعل الحسن ينهاه، وفي سنده أبو يحيى النخعي، قال الذهبي: لا أعرفه. وذكر ابن كثير عن محمد بن علي عن أبيه أن الحسن والحسين كانا يصليان خلف مروان ولا يعيدان، هكذا ورد في البداية والنهاية 8/358.

((كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وجاءَهُ رجلٌ، فَقَالَ لهُ شَيْئًا لمَْ أَفْهَمْه، فَقَالَ لَهُ: اصبِرْ فإنَّ الصَّبْرَ معَ النَّصْرِ، ثُمَّ قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: وحدثنا هَمَّامٌ، (¬1) عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: ((وَالنَّصْرِ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجُ مَعَ الْكَرْبِ، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} (¬2)) ) (¬3) . 701 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: ((سَأَلْتُ أبا عيسى (¬4) في أي سنة ولدت؟، قال: وُلِدْتُ في سنَةِ إحدى وعشرين ومائتين، وسألته في أي سنة مات أحمدُ بن حنبل؟، فقال: سنة إحدى وأربعين ومائتين، وصلَّيْتُ علَيْهِ مرَّتَيْن، صلَّى عليه عمٌّ (¬5) كانَ لهُ، وجاءَ عبدُ الله ابن إسحاق بن إبراهيم فصَلَّى عليه، وصَلَّيْتُ ¬

(¬1) همام: هو همام بن يحيى بن دينار العوذي بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة أبو عبد الله أو أبو بكر البصري. (¬2) سورة الشرح آية رقم (5و6) . (¬3) حديث باطل، وهذا إسناد ساقط فيه عبد الرحمن بن زاذان وهو متهم. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 10/287 والمزي في تهذيب الكمال: 1/465، والذهبي في ميزان الاعتدال: 4/279، من طريق عبد الرحمن بن زاذان به، وهو حديث باطل كما قال الحافظ الذهبي وتبعه في ذلك ابن حجر، في لسان الميزان: 3/415. (¬4) أبو عيسى: هو عبد الرحمن بن زاذان. (¬5) عم له: إسحاق بن حنبل بن هلال أبو يعقوب الشيبان قال الخطيب: كان ثقة، توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين، تاريخ بغداد 6/369

عليه أيضًا، وكان حَرًّا شديدًا (¬1)) ) . (¬2) 702 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا محمدُ بْنُ إبراهيم الكُهَيْلِي بالكوفة، حدثنا أبو جعفر الحَضْرَمِيّ (¬3) ، حدثنا عوفُ بن سلام، حدثنا مَنْدَل، عن إسماعيلِ بن سليمان، (¬4) [ل151/ب] عَنْ أبي عُمَر الأزدي، عن ابْنِ الحنفية (¬5) في قوله عز وجل {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا} (¬6) . قال: لا تَلْقَى مُؤْمِنًا إلاَّ وفي قَلْبِه وُدٌّ لِعَلِيِّ وأَهْلِ بَيْتِه عَليهم ¬

(¬1) في الأصل (حر شديد) وعلى كل كلمة ضبّة) . (¬2) رجال إسناده ثقات، إلا أبا عيسى عبد الرحمن بن زاذان، وهو متهم، أخرجه الخطيب تاريخ بغداد 10/287 عن أبي بكر بن شاذان به غير أن أبا عيسى لم يذكر غير السنة التي توفي فيها الإمام أحمد، ولم يذكر بقية الرواية. (¬3) هو محمد بن عبد الله بن سليمان الحافظ المطيّن الحضرمي، وثقه الدارقطني والخليل، حط عليه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وحط هو على ابن أبي شيبة، وقال ابن أبي حاتم: صدوق، ووثقه الذهبي، وقال: ثقة وثقه الناس، وأصغوا إلى ابن أبي شيبةن ثم قال: فلا يعدّ غالبا كلام الأقران، توفي سنة سبع وتسعين ومائتين، تذكرة الحفاظ 2/662، والعبر 2/108، وميزان الاعتدال 3/607، ولسان الميزان 5/233، سير أعلام النبلاء 14/41. (¬4) إسماعيل بن سلمان: بن أبي المغيرة الأزرق الكوفي، قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال النسائي: متروك، وقال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني والساجي والذهبي والحافظ ابن حجر ضعيف..انظر الضعفاء والمتروكون 1/257 وتهذيب الكمال 3/105والكاشف 1/246 وتهذيب التهذيب 1/265 والتقريب 1/107. (¬5) ابن الحنفية: هو محمد بن الحنفية بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أبو القاسم الهاشمي المدني ثقة عابد، التقريب 1/497. (¬6) انظر سورة مريم آية رقم ((96)) .

السَّلاَم. (¬1) 703 - أخبرنا أحمدُ، حدثنا عمرُ بن إبراهيم المُقْرئ، حدثنا أبو يوسفُ يعقوب بن عبد الرحمن الدَّعاَّء، (¬2) حدثنا علي بن أحمد المصري، حدثنا عليُّ بن داود، (¬3) حدثنا عبدُ الله بن صالح، (¬4) عن معاويةَ بن ¬

(¬1) وهذا الأثر ضعيف جدّاً: فيه محمد الكهيلي لم أجد له ترجمة، وأبو جعفر الحضرمي وأبو عمر الأزدي لم أميّزهما، ومندل ابن علي ضعيف، وإسماعيل بن سلمان ضعفه غير واحد وتركه النسائي، ولعل الحمل عليه، خاصة أن ابن عدي قد قال فيه أن حديث الطير وغيره من الأحاديث البلاء فيها منه. وأما قوله عليهم السلام فقد تقدم التعليق عليه رواية رقم ((13)) . أخرجه الآجري في الشريعة 4/7166 رقم ((1222)) من طريق عبد الله بن صالح، عن مندل به. (¬2) أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن الدَّعّاء بتشديد الدال والعين وفتحها الجصاص بفتح الجيم والصاد المشددة المهملة وفي آخرها صاد أخرى، هذه النسبة إلى العمل بالجص، وتبييض الجدران. قال الخطيب في حديثه وهم كثير. وقال أبو محمد الحسن بن غلام الزهري: ليس بالمرضي. تاريخ بغداد 14/294 والأنساب 3/260 والعبر 2/227 وميزان الاعتدال 4/453 وسير أعلام النبلاء 15/296 ولسان الميزان 6/308. (¬3) علي بن داود: بن يزيد أبو الحسن التميمي القنطري بفتح القاف وسكون النون الأدمي. قال الخطيب: ثقة. وذكره ابن حبان في ثقاته. وقال الذهبي: صالح الحديث، لكنه روى خبرا منكرا فتكلم فيه لذلك. تاريخ بغداد 11/424 والثقات 8/473 وميزان الاعتدال 4/460 وسير أعلام النبلاء 13/143 وشذرات الذهب 2/331. (¬4) عبد الله بن صالح: المصري أبو صالح، كان ابن معين يوثقه، وقال ابن المديني: ضربت على حديث كاتب الليث، ولا أروي عنه شيئا. وقال أبو حاتم: هو أمين صدوق. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه غلط ولا يتعمد الكذب. وقال أبو زرعة: لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، وكان حسن الحديث. وقال ابن حبان: كان في نفسه صدوقا. وقال ابن حجر: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. الجرح والتعديل 5/86 والضعفاء والمتروكون 0/63 وتاريخ بغداد 9/480 وميزان الاعتدال 2/44 وتهذيب التهذيب 5/256 والتقريب 1/308.

صالح، (¬1) عن عليِّ بن أبي طلحة، (¬2) عن ابنِ عباس في قوله: {قُرْآناً عَرَبِياً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} (¬3) . قال: غَيْرَ مَخْلُوق (¬4) . ¬

(¬1) معاوية بن صالح: أبو عمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس. وثقه ابن سعد وابن معين وأحمد وأبو زرعة والعجلي والنسائي. وقال ابن معين مرة: صالح. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، حسن الحديث، لا يحتج به. وقال ابن عدي: صدوق إلا أنه يقع في حديثه إفرادات. وقال الذهبي: لم يحتج به البخاري. وقال الحافظ ابن حجر: صدوق له أوهام. الطبقات الكبرى 7/521 والمعرفة والتاريخ 2/426 والجرح والتعديل 8/382 وتذكرة الحفاظ 1/176 وتهذيب التهذيب 10/209 والتقريب 1/538. (¬2) علي بن طلحة: هو أبو الحسن واسم أبي طلحة سالم مولى آل عباس. قال أحمد: له أشياء منكرات. وقال ابن أبي حاتم: روى عن ابن عباس مرسل. وقال دحيم: لم يسمع علي بن أبي طلحة من ابن عباس التفسير. ووثقه ابن حبان.. وقال الحافظ: صدوق يخطئ، أرسل عن ابن عباس ولم يره. الضعفاء الكبير 3/234 والجرح والتعديل 6/188 والثقات 2/156 والتقريب 1/402. (¬3) انظر سورة الزمر رقم ((28)) . (¬4) هذا الأثر في إسناده علي بن أحمد المصري لم أجد له ترجمة، وعلي بن أبي طلحة، تقدم كلام أحمد فيه أن له منكرات، إلى جانب أنه لم يسمع من ابن عباس، إضافة إلى أن فيه معاوية بن صالح وهوصدوق له أوهام، وعبد الله ابن صالح صدوق سيء الحفظ أيضا، وأبو يوسف الدعا في حديثه وهم كثير. أخرجه الآجري في الشريعة 1/495- 496 رقم ((160)) ، من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح به. وإسناده حسن، وظاهره الانقطاع إذ لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس، ولكن كان صاحب صحيفة في التفسير بمصر، قال عنها الإمام أحمد: ((بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا.)) الإتقان للسيوطي 2/188، وقال ابن حجر: ((هذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث، رواها عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا، فيما يعلقه عن ابن عباس، وقد اعتمد عليها لكون الواسطة بينهما معروفة، وهو إما مجاهد، أو سعيد بن جبير، ولذا قال ابن حجر بعد ما عرف الواسطة وهوثقة. تهذيب التهذيب 7/339، وفي الشريعة للآجري 1/495 496، قال: قال حمُّويه بن يونس: بلغ أحمد بن حنبل هذا الحديث، فكتب إلى جعفر بن محمد بن فضيل ليكتب إليه بإجازة، فكتب إليه بإجازة، فسُرَّ أحمد بهذا الحديث، وقال: كيف فاتني عن عبد الله بن صالح هذا الحديث. وأخرجه الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة 2/198، دون إسناد. وعزاه ابن حجر في الفتح في كتاب التفسير 8/548، والسيوطي في الدر المنثور 7/223، إلى ابن مردوية. حيث قال ابن حجر: وأخرج ابن مردويه من وجهين ضعيفين عن ابن عباس في قوله ((غير ذي عوج)) قال: ليس بمخلوق.

704 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا إسحاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ قدِمَ عليْنَا، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا هُدْبةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حمادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَمَّا نُفِخَ فِي آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَبَلَغَ الرُّوحُ رَأْسَهُ عَطَسَ، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. أخرجه ابن حبان في صحيحه 14/37 رقم ((6165)) . من طريق الحسن بن سفيان به مرفوعا. وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/263، من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة به موقوفا. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم وإن كان موقوفا فإن إسناده صحيح بمرة. وقلت: وهذا من قبيل تعارض الرفع والوقف، ولكن المرفوع أولى لأن الحمل فيه على حماد، لأنه ساء حفظه فصار تارة يرفعه وتارة يوقفه، ولأنه ليس مما للرأي فيه مجال. وللمرفوع شاهد من حديث أبي هريرة، وقد رُوي عنه من طرق: 1: ما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/90 رقم ((205)) ، وابن حبان في صحيحه 14/36 رقم ((6164)) ، من طريق مبارك بن فضالة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة مرفوعا. وفيه زيادة: ((ولذلك سبقت رحمته غضبه)) وفي إسناده مبارك بن فضالة، وهو صدوق يدلس ويسوّي، التقريب 1/519، وقد صرح بالتحديث عند ابن أبي عاصم عن شيخه ولكن يُخشى من أن يكون دلّس تدليس التسوية. 2- طريق سعيد المقبري عنه: أخرجه الترمذي في كتاب التفسير: باب من سورة المعوذتين، 5/353 رقم ((3368)) ، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وابن أبي عاصم في السنة 1/91 رقم ((206)) ، والنسائي في السنن الكبرى 6/63 رقم ((10046)) ، والطبري في تاريخه 1/9، وابن حبان في صحيحه 14/40 رقم ((6167)) ، والحاكم في المستدرك 1/64، و4/233، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات 0/324، من طريق عن الحارث بن عبد الرحمن، عن سعيد المقبري به مطولا ومختصرا. وفي إسناده: الحارث بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذباب الدوسي وهو صدوق يهم. التقريب 1/146، وقد جزم الذهبي في ميزانه بأنه ثقة. 1/437، وهو مهما قيل فيه لا ينحط به حديثه عن درجة الحسن. 3- الشعبي عنه: أخرجه الحاكم في المستدرك 1/64، من طريق مخلد بن مالك، عن أبي خالد الأحمر، عن داود ابن أبي هند، عن الشعبي به، ورجال إسناده كلهم ثقات، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي. 4- طريق أبي صالح عنه: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/180، وقال: حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، والطبري في تاريخه 1/96، والحاكم في المستدرك 2/585، من طريق عن أبي صالح به، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. 5- من طريق أبي سلمة حماد بن سلمة عنه: أخرجه الطبري في تاريخه 1/96، من طريق أبي الأحمر سليمان بن حبان، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة به. وهذا إسناده حسن فيه محمد بن عمرو وهوحسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. وأما الموقوف فله شاهد من قول ابن عباس: أخرجه الحاكم في المستدرك 2/287 من طريق محمد بن سلمة، عن خُصَيف بن عبد الرحمن، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قلت: وخصيف هذا صدوق سيء الحفظ وضعفه أحمد وغيره. انظر الكاشف 1/273 وتهذيب التهذيب 3/123 والمجروحين 1/287، التقريب: 1/193، ولكن طالما رجحنا المرفوع فالموقوف معلول لا يتقوى.

705 - أخبرنا أحمدُ، حدثنا أبو الحسين يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ

الإِمَامُ بِمَدِينَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقِرَاءَتي عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سفيان ابْنُ عُيَيْنَة، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ((أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ السَّاعَةِ؟، فَقَالَ: مَا أَعْدَدْتَ لهَاَ؟ قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)) . (¬1) 706 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا عثمانُ بْنُ محمد بن [ل152/أ] القاسم الأدمي، حدثنا عبدُ الله بن إسحاق المَدَائِنِي، حدثنا أحمدُ بن سِنَان قال: ((قالَ لِي أَبو سَعِيد الحَدَّاد في شَيءٍ: أَخْطَأْتَ، قال: قلتُ له: بل أنت أَخْطَأتَ إذْ ظَنَنْتَ أَنِّي لا أُخْطِئ)) . (¬2) ¬

(¬1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، ورجال إسناد المؤلف ثقات إلا يحيى بن الحسين فإني لم أجده. أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب: باب المرء مع من أحب، 4/2032 رقم ((2639)) ، من طريق زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير وابن أبي عمر كلهم عن سفيان بن عيينة به. وأخرجه البخاري في الأدب: باب ما جاء في قول الرجل ويلك، 10/553 رقم ((6167)) ، ومسلم في البر والصلة والآداب: باب المرء مع من أحب، 4/2033 رقم ((2639)) ، من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ به. وأخرجه البخاري في الأدب: باب علامات الحب في الله 10/557 رقم ((617)) ، ومسلم في البر والصلة: باب المرء مع من أحب، 4/2033 رقم ((2639)) . وأخرجه مسلم أيضا من طريق هشام، عن قتادة، عن أنس به، ومن طريق أبي الربيع العتكي، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ البناني، عن أنس. ومن طريق معمر بن راشد، عن الزهري به. ومن طريق منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس. ومن طريق إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة، عن أنس. (¬2) رجاله ثقات، وأحمد بن سنان لعله الواسطي القطان وهو ثقة من رجال التقريب، وأورده الخطيب في تاريخه 4/138 من طريق عبد الله بن إسحاق، عن أحمد بن سنان قال: سمعت أبا سعيد الحداد يقول: قال لي عبد الرحمن بن مهدي وقد ذكرت شيئا: ((أخطأت، فقلت له: أخطأت أنت إذ ظننت أني لا أخطئ)) . لعل هذه الحكاية وقعت بين أبي سعيد وأحمد بن سنان مرة، كما وقعت أيضا بين أبي سعيد الحداد وعبد الرحمن ابن مهدي مرة أخرى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

707 - سمعت أحمدَ يقول: سمعت أبا عمر بن حَيُّويَة يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت سَلَمةَ بن شَبِيْب يقول: سمعت عبدَ الرَّزاق يقول: سمعت مَعْمَراً يقول: سمعت الزُّهْرِيَّ يقول: ((إِذَا طالَ المَجْلِسُ كانَ للشَّيطانِ فيه نَصيبٌ)) (¬1) . 708 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الْمَوْصِلِيُّ الْقَاضِي، (¬2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْجبارِيُّ، (¬3) حَدَّثَنَا أَبُو ¬

(¬1) رجاله ثقات، وقد تقدم تخريجه في رواية رقم (113) وسيتكرر هذا النص أيضاً في رواية رقم (936) . (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الْمَوْصِلِيُّ الْقَاضِي، قال الخطيب: سألت البرقاني عن ابن فهد فقال: ما علمت منه إلا خيرا، وسألت عنه مرة أخرى فقال: ليس به بأس قد كان يوثق. تاريخ بغداد 8/9. (¬3) أحمد بن الحسن الجباري: ولم أقف له على ترجمة، وكلمة (الجباري) في الخطية غير واضح. ولم اهتد إليه لا من خلال شيوخ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ، ولا من خلال تلامذة أبي حفص القاضي، ولم أجده ممن ينسبون إلى الجباري ولا إلى الجاري، والجاري نسبة إلى قرية من قرى أصبهان، وأما الجرادي فقد وجدت من اسمه أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو الْعَبَّاسِ الجرادي الموصلي أيضاً، وقد ذُكر في أثناء الإسناد، وضمن تلامذة بعض الشيوخ، ما جعلني أقول: لعّل ثَمَّةَ تصحيف في اسم أبيه ونسبته، والله أعلم، انظر صحيح بن حبان: 2/347، و5/285، والتهميد لابن عبد البر: 2/151، وحلية الأولياء: 4/178، والاكمال لابن نقطة: 2/266، وتهذيب الكمال: 6/392، و11/66، و20/362، و31/275، وتهذيب التهذيب: 4/78، و5/100، و7/260.

حَفْصٍ قَاضِي حَلَب، (¬1) حَدَّثَنَا محمَّدُ بْنُ أَبِي سُكَيْنَةَ البَهْرَاني، (¬2) حَدَّثَنَا ابنُ أَبِي روَّاد، عَنْ أَبيه، (¬3) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ (¬4) قَالَ: ((ذكرْتُ حَدِيثًا رواهُ ابنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: ((مَا حَقُ امْرِئٍ يَبِيْتُ ثَلاَثاً إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ)) . فدَعَوْتُ بِدَوَاةٍ وقِرْطاسٍ لأَكْتُبَ وصيَّتِي، وَجاءَني النَّوْمُ، فَنِمْتُ، فَبَيْنَا أَنَا نائمٌ، إذْ دَخَلَ عليَّ داخلٌ أبيضُ الثِّيابِ، حَسَنُ الوَجْهِ، طَيِّبُ الرَائحَةِ، فقلتُ: يَا هَذا، مَنْ أَدْخَلَكَ دَاري؟، قَالَ: أَدْخَلَنِيهَا رَبُّها، قلتُ: فَمَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: مَلَكُ المَوْتِ، قَالَ: فَرُعِبْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: لَنْ تُرَع، إِنِّي لمْ أُومَرْ بِقَبْضِ روحِكَ، قَالَ: قُلْتُ: اكْتُبْ لِي بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، (¬5) قَالَ: هَاتِ دَوَاةً ¬

(¬1) أبو حفص: هو عمر بن الحسن بن نصر أبو حفص القاضي الحلبي، مات سنة ست أو سبع وثلاثمائة، وثقه الدارقطني. انظر سؤالات الحاكم للدارقطني: 0/131، وتاريخ بغداد 11/221 وسير أعلام النبلاء 14/254 تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 301-320/214. (¬2) محمد بن أبي سكينة: واسم أبي سكينة زياد بن مليك، قال الحافظ ابن حجر: وهو جائز الحديث لأنه مجهول الحال لم يوثق ولم يضعف. لسان الميزان 7/55. (¬3) أبوه: ميمون بن عمارة، وقيل: أيمن بن بدر أبو روّاد المكي العتكي، يروي عنه ابنه عبد العزيز، ذكره البخاري وابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في ثقاته، الكنى للبخاري 0/31، والجرح والتعديل 9/372، والثقات 5/417، والمقتنى في سرد الكنى 1/240. (¬4) أبوه: أسلم أبو زيد العدوي مولى عمر ثقة مخضرم. التقريب 1/104. (¬5) وأما قوله: اكْتُبْ لِي بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ: فالبراءة من النار لا تكون إلا بملازمة طاعة الله ورسوله حتى الممات، مع إرجاع ذلك إلى الله تعالى، إذ لا يدخل أحد الجنة بعمله، وإنما يدخلها المؤمن بعد أن يتغمّده الله برحمته.

وقِرْطاساً، [ل152/ب] فَمَدَدْتُ يَدِي إِلَى الدَّواةِ والقِرْطاس الَّذي نِمْتُ وَفِي قَلْبِي أَنَّه عندَ رأسِي، فَنَاوَلْتُه، فَكتب فِي الْقِرْطَاسِ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، أستغْفِرُ اللهَ، أستغْفِرُ اللهَ، حتىَّ ملأَ بطْنَهُ وظَهْرَهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقَالَ: هَذِهِ براءَتُكَ مِنَ النَّارِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، اكْتبْ لِي كَمَا وعَدْتَني، فَقَالَ: هَذِهِ براءَتُكَ، وانْتَبَهْتُ فَزِعًا، فَدَعَوْتُ بِالسِّراج ونظَرْتُ، فَإِذَا القِرْطاسُ الَّذي تحتَ رأسِي مَكْتوبٌ في بطْنِهِ وظاهره، أستغْفِرُ اللهَ، أستغْفِرُ اللهَ)) (¬1) . 709 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا إسحاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا سعدُ ابن يَزِيدَ الفَرَّاء، (¬2) حَدَّثَنَا إبراهيمُ بْنُ طَهْمان، (¬3) عَنْ ¬

(¬1) في إسناده من لم أقف له على ترجمة. وأما الحديث فأخرج مسلم في الوصية: باب 3/1250 رقم ((1627)) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ أبيه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة)) . بدون ذكر الرؤية. (¬2) في الخطية سعيد بن يزيد الفراء: وفي كتب التراجم سعد بن يزيد أبو الحسن النيسابوري الفرّاء، وهو الصواب، ذكره ابن حبان في ثقاته. وقال الذهبي: محله الصدق. الثقات 8/283، سير أعلام النبلاء 10/480. (¬3) إبراهيم بن طهمان: أبو سعيد الخراساني، قال عبد الله بن المبارك: صحيح الكتب. وقال ابن معين: لا بأس به. وقال أحمد: ثقة. وقال مرة: صحيح الحديث مقارب، إلا أنه كان يرى الإرجاء. وقال أبو حاتم: صدوق حسن الحديث. وقال أبو داود: ثقة. وقال ابن عمار: ضعيف وهو مضطرب الحديث. وقال العقيلي: كان يغلو في الإرجاء. وقال ابن حجر: ثقة يغرب تكلم فيه للإرجاء، ويقال رجع عنه، تاريخ ابن معين برواية الدارمي رقم (179) والضعفاء الكبير 1/56، الجرح والتعديل 2/107، تاريخ بغداد 6/105،

سُهَيْلِ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تميمٍ الدَّاري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ قَالَ: أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ (¬1) ، وَعَامَتِهِمْ)) (¬2) . 710 - أخبرنا أحمدُ، حدثنا أبو عمر بْنُ حَيُّوَيْهِ مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بن سليمان ابن الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمن بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا محمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيّ، حَدَّثَنَا مالكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله ابن أَبِي طَلْحَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ((رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَحَانَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ وَالْتَمَسَ النَّاسُ الْمَاءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِنَاءٍ، [ل153/أ] فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ فيِ الْمَاءِ، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتىَّ تَوَضَّأَ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ)) (¬3) . ¬

(¬1) في الخطية: (المؤمنين) فضرب عليها الناسخ وأثبت في هامش الخطية (المسلمين) وكتب (صح) . (¬2) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. أخرجه مسلم في الإيمان: باب بيان أن الدين النصيحة، 1/74 رقم ((55)) ، من طرق عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ به. ولفظه: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: إن الدين النصيحة، قلنا: لِمَنْ؟، قَالَ: للَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئمة المسلمين وعامتهم)) . وعلّقه البخاري في الإيمان: باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الدين النصيحة لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ، 1/ 30. (¬3) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وهذا إسناد حسن فيه أحمد بن عبد الرحمن وهوصدوق تغير بأخرة لكن تابعه غير واحد. أخرجه مالك في الموطأ في الطهارة: باب جامع الوضوء، 1/32، ومن طريقه الشافعي في المسند 2/186، والبخاري في الوضوء: باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة، 1/271 رقم ((169)) ، وفي المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام 6/580 رقم ((3573)) ، ومسلم في الفضائل: باب معجزات النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 4/1783 رقم ((2279)) . وأخرجه البخاري في الوضوء: باب الوضوء من التَّور 1/304 رقم ((200)) ، وفي المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام 6/580 رقم ((357)) و6/581 رقم ((3574)) ، ورقم ((3575)) ، وفي الوضوء: باب الغسل والوضوء في المحضب والقدح والخشب والحجارة 1/301 رقم ((195)) ، ومسلم في الفضائل: باب معجزات النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/1783 رقم ((2279)) ، من طرق عن أنس.

الْمُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّ الشَّافِعِيَّ لَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ إِلا هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (¬1) 711 - سمعت أحمدَ يقول: سمعت عليَّ بن عبد العزيز البَرْذَعِيَّ (¬2) يقول: سمعت الشِّبْلِيَّ يقول: ((احْتَجَبَ اللهُ تَعالَى عَنْ خَلْقِهِ بسَبْعِين ¬

(¬1) لم يتبيّن لي من القائل، أهو أبو بكر أم أبو طاهر أحمد السلفي، فإذا كان الأول فقد قال فيه الدارقطني: هو كثير الخطأ في الكلام على الحديث، تاريخ بغداد 9/464، ولم يصب في قوله هذا، لأني قد وقفت على مواضع عديدة يقول فيها الإمام الشافعي حدثنا مالك، انظر السنن المأثورة لإمام الشافعي في كتاب الصلاة: باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في المطر 0/130 رقم ((34)) ، وباب ما جاء في القراءة في الصلوات 0/168 رقم ((93)) ، وباب الابراد بالظهر في شدة الحر 0/193 رقم ((124)) ، وباب ما جاء في القراءة في الركوع 0/233 رقم ((170)) وغيرها. (¬2) علي بن عبد العزيز البرذعي: بن مردك بن أحمد أبو الحسن البرذعي البزّاز، وثقه الخطيب، وقال أبو عبد الله الصيمري ترك الدنيا عن مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، تاريخ بغداد 12/30، والعبر 3/35، وشذرات الذهب 3/124.

أَلْفِ حِجَاب وأنا وَرَاءَ هذا كُلِّه)) (¬1) . 712 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ الصَّلْت الحِمَّانِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الفَضْلُ بْنُ دُكَيْن، حَدَّثَنَا سُفْيان، (¬2) عَنْ لَيْث، (¬3) عَنْ أَبِي الزُّبير، عَنْ جَابِرِ قَالَ: ((كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لاَ يَنَامُ ¬

(¬1) مما لا شك فيه أن الله احتجب عن خلقه بحجاب، لقوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم} . سورة الشورى رقم الآية ((51)) . وروى الدارمي في كتابه: رد الدارمي على بشر المريسي: باب الحجب التي احتجب الله بها عن خلقه، 2/762-763 روى من طريقه عن أبي زرارة بن أَبِي أَوْفَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم سأل جبريل هل رأيت ربك؟، فانتفض جبريل، وقال: يا محمد: إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور، لو دَنَوْت من أدناها حجابا لاحترقت)) . والحديث بهذا السند مرسل. وأخرج ابن خزيمة في كتاب التوحيد: باب ذكر صورة ربنا عز وجل 1/51 عن هشيم، عن ابي بشر، عن مجاهد قال: ((بين الملائكة وبين العرش سبعون حجابا، حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من نور، وحجاب من ظلمة)) . وأورده السيوطي في اللآئي المصنوعة 1/17 عن العقيلي قال: حدثنا الوليد، حدثنا أبو حاتم، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل بسند الدارمي، عن زرارة بن أَبِي أَوْفَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم سأل جبريل وذكره بلفظه، قال: هذا سند صحيح الإسناد. وأخرج البيهقي بإسناده إلى سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: دون الله تعالى سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، ما تسع نفسي حس شيء من تلك الحجب إلا زهقت نفسها. وبنحوه عن مجاهد وابن أبي نجيح، انظر الأسماء والصفات 0/402- 403. وأما قوله: ((وأنا وراء هذا كله)) : أي أن الخلق كله محجوبون عن الله بسبعين ألف حجاب وأنه وراء ذلك إذ كُشف له وليس بينه وبين الله حجاب. فهذا باطل، وهو من تصوفه. (¬2) سفيان: الثوري (¬3) ليث: هو ابن أبي سليم بن زُنَيْم بالزاي والنون مصغر القرشي مولاهم أبو بكر، واسم أبي سليم أيمن، وقيل: أنس، وقيل:

حَتىَّ يَقْرَأَ تَنْزِيل وتَبَارَكَ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ساقط، فيه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ أبو الحسن العطّار وهو ليس بثقة، وأحمد ابن الصلت وضاع، والليث بن أبي سليم ضعيف. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/424 رقم ((9865)) ، وعبد بن حميد في المنتخب 3/23 رقم ((1038)) ، وأحمد في مسنده 3/340، والدارمي في السنن 2/527 رقم ((3411)) ، والبخاري في الأدب المفرد: باب ما جاء إذا أوى إلى فراشه 2/614 رقم ((1206)) ، والترمذي في سننه في فضائل القرآن: باب ما جاء في سورة الملك 8/301 رقم ((3054)) ، وفي الدعوات: باب ما جاء فيمن يقرأ من القرآن عند المنام 9/247 رقم ((3629)) ، وابن الضريس في فضائل القرآن: 0/176 رقم ((238)) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة: 0/432 رقم ((708)) ، وابن أبي حاتم في العلل 2/61 رقم ((1668)) ، والطبراني في الدعاء: 2/914- 916 رقم ((266)) و ((267)) و ((269)) و ((270)) و ((271)) و ((272)) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة 0/195 رقم ((674)) ، والبيهقي في شعب الإيمان 2/478 رقم ((2455)) ، والبغوي في شرح السنة 4/472 رقم ((1201)) و ((1207)) ، وفي تفسيره 5/189، وابن كثير في تفسيره أيضا 6/358، من طرق عن ليث بن أبي سليم به. وفي إسناده ليث وهو صدوق اختلط جدا ولم يميز حديثه فترك، التقريب 1/263، إلا أنه لم يتفرد به بل تابعه المغيرة بن مسلم الخراساني، عند البخاري في الأدب المفرد 2/614 رقم ((1207)) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة 0/431 رقم ((706)) ، والمغيرة بن مسلم صدوق التقريب 1/543، فمثل هذه المتابعة نافعة لليث بن أبي سليم إلا أنه تبقى عنعنة أبي الزبير حيث لم يصرح بالسماع في المصادر السابقة، لكن زهير بن معاوية روى هذا الحديث عن أبي الزبير وفيه ذكر للواسطة، كما أخرجه أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن 0/251- 252، والنسائي في عمل اليوم والليلة 0/432 رقم ((709)) ، وعلي بن الجعد في الجعديات 2/942 رقم ((2705)) ، والحاكم في المستدرك 2/412، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم لأن مداره على حديث ليث، عن أبي الزبير، والبيهقي في شعب الإيمان 2/478 رقم ((2456)) ، من طرق عن زهير بن معاوية قال: سألت أبا الزبير أسمعت جابرا يذكر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ((ألم تنزيل)) و ((تبارك)) ؟، قال: ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثنيه صفوان أو ابن صفوان. انظر العلل لابن أبي حاتم 2/61 رقم ((1668)) ، وهو صفوان بن عبد الله بن صفوان القرشي المكي ثقة التقريب 1/277، فزال ما خُشِي من تدليس أبي الزبير، وتبيّن أن الراوي المسقط ثقة، والحديث صحيح لغيره والحمد لله.

713- أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا عفانُ بن مسلم الصَفّار، حدثنا همَاَّمُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتىَّ يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ)) (¬1) . 714- أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيْد، عَنْ رافع ابن خَدِيجٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((أَسْفِرُوا بِالصُّبْحِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأَجْرِ)) (¬2) ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط، فيه ابن مقسم لم يكن بثقة، وأحمد بن الصلت وضاع. أخرجه البخاري في الإيمان: باب من الإيمان أن يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ 1/14 رقم ((13)) ، ومسلم في الإيمان: باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه 1/67 رقم ((72)) ، من طريق شعبة عن قتادة به، دون لفظ ((من الخير)) ، وزاد فيه مسلم: ((أو لجاره)) ، ومن طريق الحسين المعلم عن قتادة به، وفيه زيادة: ((ولجاره)) عند البخاري، و ((أو لجاره)) عند مسلم، وزاد مسلم في أول الحديث ((والذي نفسي بيده)) ، وقال الحافظ ابن حجر: وأغرب بعض المتأخرين فزعم أن طريق حسين عند البخاري معلقة وهو غلط. وأما لفظة ((من الخير)) فقد رواها ضمن هذا الحديث النسائي في السنن 8/115 رقم5015، والسنن الكبرى 2/71 رقم ((274)) ، الإمام أحمد 3/176-206-251-272-278-289، وأبو يعلى في المسند 5/2887-2950-2967-3081-3151-3182-3183-و6/3257، وأبو عوانة في المستخرج 1/33، وابن حبان في الصحيح 1/229 رقم ((235)) . (¬2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط فيه ابن مقسم لم يكن بثقة، وأحمد بن الصلت وضاع، وبقية رجاله ثقات. وفيه رواية الصحابي عن صحابي. أخرجه أبو داود في سننه في الصلاة: باب في وقت الصبح 1/294 رقم ((424)) ، وابن ماجه في السنن في الصلاة: باب وقت صلاة الفجر 1/221 رقم ((672)) ، والنسائي في السنن في المواقيت: باب الاسفار 1/294 رقم ((547)) ، والشافعي في مسنده 0/175، وعبد الرزاق في المصنف 1/568 رقم ((2159)) ، والحميدي في المسند 1/199 رقم ((409)) ، وأحمد في مسنده 4/140، والدارمي في سننه 1/301 رقم ((1218)) والطحاوي في شرح المعاني الآثار 1/178، والطبراني في معجم الكبير 4/249 رقم 4283، و4284، و4287، وابن حبان في صحيحه 4/355 رقم ((1489)) ، و4/358 رقم ((1491)) ، وأبو نعيم في الحلية 7/94، والحازمي في الإعتبار 0/199، باب رقم ((13)) ، من طرق عن محمد بن عجلان به. قال بعضهم: ((اسفروا بالصبح)) ، وقال بعضهم: ((اصبحوا بالصبح)) ، وقال بعضهم: ((بالفجر)) ، وقال بعضهم: ((فإنه أعظم للأجر)) ، وقال بعضهم: ((فإنه أعظم للأجر أو قال لأجوركم)) ، وزاد الطحاوي وابن حبان: ((فإنكم كلما أصبحتم بالصبح، كان أعظم لأجوركم أو لأجرها)) . وهذا لفظ ابن حبان، ورجال أسانيدهم ثقات. وأخرجه الترمذي في أبواب الصلاة: باب ما جاء في الإسفار بالفجر 1/406 رقم ((154)) ، وقال حديث حسن صحيح، وأحمد في مسنده 3/465، والدارمي 1/300 رقم ((1217)) ، والطبراني في المعجم الكبير4/250 رقم ((4286)) ، وفي المعجم الأوسط 10/134 رقم ((9285)) ، وابن حبان في صحيحه 4/357 رقم ((1490)) ، والبيهقي في السنن 1/407، من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ به. وفي سنده محمد بن إسحاق وهو صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين، وعن شر منهم، وضعفه بذلك الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما. انظر طبقات المدلسين 0/51 رقم ((125)) ، وهذا من تدليسه وإنما يرويه بواسطة ابْنِ عَجْلانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عمر بن قتادة كما رواه نفسه عند أحمد في المسند 3/465، وزال ما خُشي من أن يكون دلّس عن رجل ضعيف، فرجع هذا الإسناد إلى الإسناد الأول، وهو إسناد صحيح رجاله ثقات، وابن عجلان ثقة قد اختلط عليه أحاديث أبي هريرة وهذا ليس منها، إضافة إلى أنه لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه زيد بن أسلم، كما أخرجه النسائي في سننه في المواقيت: باب الإسفار 1/294 رقم ((548)) ، والطبراني في المعجم الكبير 4/251 رقم ((2494)) ، من طريق أبي غسان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عاصم بن عمر به. وإسناده صحيح كما قال الزيلعي في نصب الراية 1/238. وأبو غسان: هو محمد بن مطرف المدني ثقة حافظ، التقريب 1/507. وقد خالف عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم أبا غسان، فرواه عن أبيه، عن محمود بن لبيد به، أخرجه أحمد في مسنده 5/429، وهذا إسناد منكر لأن عبد الرحمن بن زيد هذا ضعفه جماعة منهم ابن سعد وعلي بن المديني وابن معين وأحمد والنسائي وغيرهم. انظر الطبقات الكبرى 5/413، الضعفاء والمتروكون 0/67 والكامل4/269 والمجروحين 2/57 وتهذيب الكمال 17/114، والتقريب 1/340. ولم ينفرد عبد الرحمن بن زيد به بل تابعه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم به. أخرجه أحمد في المسند 4/143، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/179، وهشام بن سعد هذا صدوق له أوهام، التقريب 1/572، وتابعهما أيضا داود النصري عند الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/179، والطبراني في معجم الكبير 4/251 رقم ((4292)) و ((4293)) ، والخطيب في تارخه 13/45، وفي رواية الطحاوي ورواية للطبراني ((أبو داود)) وقال الزيلعي في نصب الراية 1/236، أبو داود الجزري، ولم أعرف لا هذا ولا ذاك. وروى الطيالسي في المسند 0/129 رقم ((961)) ، عن أبي إبراهيم، عن هرير بن عبد الكريم بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج مرفوعا. ولفظه: ((قال: قال لبلال: اسفروا بصلاة الصبح حتى يرى القوم مواقع نبلهم)) . وهُرَيْر بالتصغير بن عبد الرحمن وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر مقبول. انظر الجرح والتعديل 9/121، وتهذيب الكمال30/167، والتقريب 1/571. وأبو إبراهيم: لم أقف عليه بهذه الكنية، وإنما الذي يروي عن هرير هو أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدِّب كما ذُكر في ترجمة هرير، وكما رواه ابن أبي حاتم وفسره في العلل 1/139، و1/143، والجرح والتعديل 9/121 رقم ((512)) ، لذا فإن كلمة ((أبو)) كما تقدم عند الطيالسي قد تكون زائدة ويكون الصواب هو إبراهيم بن سليمان المؤدب، قال ابن حجر: هو صدوق يغرب. التقريب 1/90. والحديث صحيح قد صححه جماعة من الأئمة منهم الإمام الترمذي وابن حبان وحسنه الحازمي في الإعتبار 0/199، وقال ابن حجر: صححه غير واحد انظر الفتح 2/55.

715 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابنُ مِقْسَم المُقْرئ، [ل153/ب] حَدَّثَنَا

أحمدُ بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيان الثَّوْرِيُّ، عَنِ عبد المَلَكِ بن عمير، عن عَمْرُو بْنِ حُرَيْث، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ

اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((الكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ)) . (¬1) 716 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا الحسنُ بْنُ جعفر، (¬2) حدثنا ابْنُ سمَاَعَة، (¬3) حدثنا أبونعيم، حدثنا أبو حنِيْفَة النُّعْمان بن ثابت، عن حَمَّاد، (¬4) عن إبراهيم (¬5) : ((أَنَّ جَرِيرَ بنَ عبدِ اللهِ بالَ ومَسَحَ على خُفَيْهِ)) (¬6) . 717 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا الحسنُ، حَدَّثَنَا محمَّدُ بْنُ سَمَاعة، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّاد، (¬7) عن إبراهيم، (¬8) عَنْ ¬

(¬1) حديث صحيح مخرّج في الصحيحين، وإسناد المؤلف ساقط فيه ابن مقسم ليس بثقة، ولم يكن شيئاً في الحديث، وأحمد بن الصلت وضاع، وفيه رواية صحابي عن صحابي. أخرجه البخاري في التفسير: باب قوله تعالى {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى} 8/163 رقم ((4478)) ، وفي باب {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} 8/303 رقم ((4639)) ، وفي الطب: باب المنّ شفاء للعين 10/163 رقم ((5708)) ، ومسلم في الأشربة: باب فضل الكمأة ومداواة العين بها 3/1619 رقم ((2049)) ، و3/1621 رقم ((2049)) ، من طرق عن عبد الملك بن عمير به. وأخرجه مسلم في الأشربة: باب فضل الكمأة 3/1620 رقم ((2049)) ، من طريق شعبة ومطرف كلاهما عن الحكم ابن عتيبة، عن الحسن العرني، عن عمرو بن حريث به. وعلّقه البخاري عن شعبة في الطب: باب المن شفاء للعين 10/163 رقم ((5708)) . (¬2) الحسن بن جعفر: السمسار أبو سعيد. (¬3) في الخطية ((أبو سماعة)) وكتب الناسخ في الهامش ((صوابه ابن)) . (¬4) حماد: هو ابن أبي سليمان بن مسلم أبو إسماعيل الكوفي مولى الأشعريين. (¬5) إبراهبم: بن يزيد النخعي. (¬6) صحيح، تقدم تخريجه في رواية رقم (374) . (¬7) حماد: ابن أبي سليمان. (¬8) إبراهيم: هو النخعي.

عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((هَوَّنَ عَليَّ مَنِيَّتِي إِنِّي رَأَيْتُ عَائِشَةَ فِي الْجَنَّةِ)) (¬1) . 718 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابْن مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ ¬

(¬1) حديث ضعيف، وإسناد المؤلف ضعيف فيه حماد بن أبي سليمان، وهو صدوق له أوهام وقد ضعفه ابن سعد، كما أن فيه انقطاعاً إذ لم يسمع النخعي من عائشة. أخرجه أبو حنيفة في مسنده: 2/77، وعزاه محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي إلى السِّلَفي في "الطيوريات" في كتابه أزواج النبي اللاتي دخل بهن أو عقد عليهن أو خطبهن وبعض فضائلهن: (ص89) . وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد 5/390 رقم ((3008)) ، والطبراني في معجم الكبير 23/39 رقم ((98)) ، وفي الأوسط 3/284 رقم (1291) ، والمروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (1078) كلهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة ولفظه: ((إنه ليهون عليّ الموت إني أريتك زوجتي في الجنة)) ، واللفظ لابن أبي عاصم. وفي إسناده محمد بن خازم وهو ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، التقريب 1/475. وأبو حنيفة فهو مع جلالته ضعيف في الحديث، وشيخه حماد صدوق له أوهام وقد تفرد به، ولكن الأسود بن يزيد النخعي لم ينفرد به عن عائشة بل تابعه مصعب ابن إسحاق بن طلحة عند أحمد في مسنده 6/138، وفي فضائل الصحابة 2/871 رقم ((1633)) ، عن وكيع عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن مصعب بن إسحاق بن طلحة به، ولفظه: ((إنه ليهوّن عليّ إني رأيت بياض كفّ عائشة في الجنة)) . وإسناده ضعيف، لجهالة مصعب بن إسحاق بن طلحة، وهو من رجال التعجيل وقد تفرد بالرواية عنه إسماعيل بن أبي خالد وام يوثقه غير ابن حبان، وقد اختلف على إسماعيل فرواه وكيع عن إسماعيل عن مصعب بن إسحاق عن عائشة، ورواه مرسلا يزيد بن هارون فقال عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عن مصعب بن إسحاق بن طلحة قال: أخبرت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - فذكره. أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/65-66. والحديث يبقى على ضعفه لكن ثبت أن عائشة رضي الله عنها في الجنة من حديث عمار بن ياسر عند البخاري رقم (3772) وغيره.

الصَّلْت، حَدَّثَنَا عفانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا قتادةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عبادةُ بْنِ الصَّامِت، أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: أَنَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرَامِتِهِ، وَلَيْسَ شَيءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَاَمَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَعَقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، [ل154/أ] فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)) (¬1) . 719 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، حَدَّثَنَا العُمَري، (¬2) عَنْ نافع، عن بن عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: ((مَا سَاقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلىَ أَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِهِ، وَلاَ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتيْ (¬3) عَشَرَة أُوقِيَّةً)) (¬4) ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط فيه أبو الحسن ابن مقسم ليس بثقة، وأحمد بالصلت وضاع، وفيه رواية صحابي عن صحابي. أخرجه البخاري في كتاب الرقاق: باب مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ الله لقاءه 11/357 رقم ((6507)) ، وسلم مختصرا في الذكر والدعاء: باب مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ الله لقاءه 4/2065 رقم ((2683)) ، من طرق عن قتادة به. (¬2) العمري: هو عبد الله. (¬3) في الخطية ((اثني عشر)) . (¬4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف موضوع فيه ابن مقسم ليس بثقة، أحمد بن الصلت وهو وضاع. وفيه رواية صحابي عن صحابي. أخرجه البزار في مسنده 1/62 برقم (158) من طريق عبد الله بن يوسف عن الفضل بن دكين به. وقال البزار وهذا الحديث لا نعلم رواه عن العمري إلا فضل بن دكين ولا نعلم يرويه عن ابن عمر عن عمر إلا من هذا الوجه اهـ. أخرجه الحاكم في المستدرك في النكاح: باب أيها الناس لا تغالوا مهر النساء 2/ 176، من طريق عن سالم وَنَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عمر بن الخطاب خطب الناس فذكر نحوه. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الطريق عند وأبي داود في النكاح: باب الصداق 2/582 رقم ((2106)) ، والترمذي في النكاح: باب ما جاء في مهور النساء 3/422 رقم ((1114)) ، وقال حديث حسن صحيح. وابن ماجة في النكاح: باب صداق النكاح 1/607 رقم ((1887)) ، والنسائي في النكاح: باب القسط في الأصدقة 5/6/428 رقم ((3349)) ، والطيالسي في المسند 1/12 رقم ((64)) ، والحميدي في مسنده 1/13 رقم ((23)) ، وأحمد في مسنده 1/40 و48، والدارمي في السنن 2/190 رقم ((2200)) ، وابن حبان في صحيحه 10/480 رقم ((4620)) ، والحاكم في المستدرك في النكاح: باب كان صداقنا إذا كان فينا رسول الله صلى الله علي وسلم عشر أواق 2/175 رقم ((2725)) ، والبيهقي في السنن 7/234 والطبراني في المعجم الأوسط 1/340 رقم ((574)) ، من طرق عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي العجفاء قال خطبنا عمر رحمه الله فقال: ((ألا لا تغلوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما أصدق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشر أوقية)) . وهذا لفظ أبي داود، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه أيوب السختياني وحبيب الشهيد وهشام بن حسان وسلمة بن علقمة ومنصور بن زاذان وعون بن أبي جميلة ويحيى بن عتيق، كل هذه الروايات صحيحة عن محمد ابن سيرين وأبو العجفاء السلمي هرم بن حيان وهو من الثقات، ووافقه الذهبي لكن تقعبه في اسم أبي العجفاء فقال: بل هرم بن نسيب، وثقه يحي وابن شاهين وابن حبان والدارقطني، ولا يلتفت إلى قول ابن حجر فيه أنه مقبول.

720- أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا ابنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نَعيم، فذَكَرَ نَحْوَهُ عَنِ ابْنِ عُمر، قَالَ: لَمْ يَذْكُرْ أَبُو نُعَيْمٍ فِي هِذِهِ المَرَّة عَنْ عُمَرَ. (¬1) ¬

(¬1) إسناده ساقط كسابقه، وقد تقدم تخريجه هناك مع حديث ابن عمر.

721- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا ابنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا ابنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، (¬1) عَنْ نَافِعٍ، عن بن عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ (¬2) : ((قُلْتُ يَا رَسُولُ اللهِ، أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعم، إِذَا تَوَضَّأُ)) (¬3) . 722 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا ابنُ مِقْسَم، حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَان، (¬4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدَر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ يَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الأَحْزَابِ؟، قَالَ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيِّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ)) (¬5) ¬

(¬1) العمري: هو عبيد الله العُمَري. (¬2) والخطية: (قالت) وهو تصحيف. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط كسابقه، فيه ابن مقسم لم يكن بثقة، وابن الصلت وهو وضاع، وفيه رواية صحابي عن صحابي. أخرجه مسلم في الحيض: باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له وغسل الفرج 1/248 رقم ((306)) ، من طريق عبيد الله العمري، عن نافع به. وأخرجه البخاري في الغسل: باب نوم الجنب 1/392 رقم ((287)) ، وفي باب الجنب يتوضأ ثم ينام 1/393 رقم ((289)) و ((290)) ، ومسلم في الحيض: باب جواز نوم الجنب 1/249 رقم ((306)) ، من طرق عن ابن عمر قال: استفتى عمر النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟، قَالَ: نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ. (¬4) سفيان: هو ابن عيينة. (¬5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف كسابقه. أخرجه البخاري في الجهاد: باب فضل الطليعة 6/52 رقم ((2846)) ، وفي باب هل يبعث الطليعة وحده 6/53 رقم ((2747)) ، وفي باب السير وحده 6/137 رقم ((2997)) ، وفي فضائل الصحابة: باب مناقب الزبير بن العوام 7/79 رقم ((3719)) ، وفي المغازي: باب غزوة الخندق وهي الأحزاب 7/406 رقم4113، وفي أخبار الآحاد: باب بعث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزبير طليعة وحده 13/239 رقم ((7261)) ، ومسلم في فضائل الصحابة: باب فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما من طرق عن محمد بن المنكدر به. وأما قوله ((والحواري: الناصر)) فهو مدرج من قول سفيان بن عيينة أحد رواة هذا الحديث عن ابن المنكدركما في صحيح البخاري انظر الصحيح مع الفتح 6/137 رقم ((2997)) .

والحَوَارِيُّ: النَّاصِر. 723 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ طَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السَّلِيْطِيّ النَّيْسَابُورِيُّ (¬1) مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حمزةَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهِ بِهَمَذَان، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أُوَيْسٍ، [ل154/ب] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ أَبُو جَعْفَرٍ، (¬2) حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ، (¬3) حَدَّثَنَا سِمَاك، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، ¬

(¬1) أَبُو مُحَمَّدٍ طَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بن علي السليطي بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى سليط وهو اسم لجد المنتسب إليه، النيسابوري، ويسمى عبد الصمد أيضا، قال شيرويه كان أحمد من عني بهذا الشأن، حسن العبارة كثير الرحلة صدوقا، وقال يحيى بن منده: هو أحد الحفاظ، صحيح النقل، ويفهم الحديث ويحفظه، تذكرة الحفاظ4/1223، وسير أعلام النبلاء 19/89والبداية والنهاية 12/135. (¬2) أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ أَبُو جَعْفَرٍ: ابن قريش اليامي بالتحتانية قاضي الكوفة، قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال ابن عدي: حدث عن حفص بن غياث وغيره أحاديث أنكرت عليه، وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه. وقال الدارقطني: لين. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. والجرح والتعديل 2/43، والكامل 1/186، وتهذيب التهذيب 1/17، والتقريب 1/77. (¬3) مفضل بن صالح: أبو جميلة ويقال: أبو علي الأسدي النخاسي الكوفي، قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال الترمذي: ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ. وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات فوجب ترك الاحتجاج به. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف. الضعفاء الكبير 4/241 والجرح والتعديل 8/316، والمجروحين 3/22، تاريخ بغداد 4/49، وتهذيب التهذيب 10/271، والتقريب 1/ 544، موسوعة أقوال الدارقطني 1/55.

عَنْ أَبِيهِ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((نَضّرَ اللهُ امْرَأً سَمَعَ مِنَّا حَدِيثاً، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ)) (¬2) ¬

(¬1) هكذا في الخطية، ولعله خطأ من الراوي عن سماك، أو من الناسخ، والصواب عن سماك، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله ابن مسعود، عن أبيه، كما سيأتي في تخريج الحديث. (¬2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبوحمزة محمد بن الحسين، وعبد الرحمن بن محمد، ومحمد بن أويس، لم أقف على ترجمتهم، ومفضل بن صالح ضعيف. أخرجه أحمد في مسنده 1/436، الترمذي في العلم: باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع 5/34 رقم ((2657)) ، وقال: حسن صحيح. وابن ماجة في المقدمة: باب من بلغ علما 1/85 رقم ((232)) ، وابن حبان في صحيحه 1/268 رقم ((66)) ، و1/271 رقم ((68)) ، و1/271-272 رقم ((69)) ، وأبو يعلى في المسند 9/62 رقم ((5126)) ، و9/198 رقم ((5296)) ، والطبراني في الأوسط 2/363 رقم ((1632)) ، والقضاعي في مسند الشهاب 2/306 رقم ((1419)) ، من طرق عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود به. وسماك ثقة تكلموا في حديثه عن عكرمة وهذا ليس منها كما رأيت، وقد قال الترمذي عقب إخراجه لهذا الحديث: هذا حديث حسن صحيح. وأورده البغوي في مصابيح السنة 1/22 في قسم الأحاديث الحسان. وأورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 1/108 ونقل تصحيح الترمذي وتحسينه وسكت عليه، وأورده السيوطي في الجامع الصغير، انظر فيض القدير 6/284 ورمز له بالصحة.. إضافة إلى أنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الملك بن عمير عند الترمذي في العلم: باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع 5/34 رقم ((2658)) ، والشافعي في المسند 1/16 والحميدي في المسند 1/47 رقم ((88)) ، ووالبيهقي في معرفة السنن والآثار: رقم ((44)) ، و ((46)) ، وفي الدلائل 1/23، والحاكم في معرفة علوم الحديث 0/260، والخطيب في الكفاية 0/69، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 0/45، والبغوي في شرح السنة: رقم ((1112)) ، من طرق عن عبد الملك بن عمير، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن مسعود به. وعبد الملك ثقة تغير حفظه وربما دلس، وتغييره لا يؤثر إذ لم ينفرد به، وأما ما يخشى من تدليسه فقد زال ذلك بتصريحه بالتحديث عند الخطيب في الكفاية. هذا وقد ذكر السيوطي وغيره هذا الحديث في كتب الأحاديث المتواترة.

724 - أخبرنا أبو محمد، قال: قرأنا على الفقيه أبي القاسم بنجير بن حيلة بن البصري، أخبركم أبو بكر بن محمد اليَزْدِي، أخبرنا أبو محمد العسكري في كتابه، حدثنا الحسنُ ابن محمَّد، وأحمد بن محمد البصري (¬1) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، قال: قال سمعت عمِّي الأصْمَعِي يقول: قال لي الرَّشيدُ (¬2) ((اسْتَكْثِرْ مِنْ هَذِهِ الحِكَايَاتِ، فَإِنَّها نِثَارَاتُ الدُّرِّ وَرُبَّمَا كانَ فِيهَا الدُّرَّةُ الَّتيِ لاَ قِيمَةَ لَها)) (¬3) . ¬

(¬1) أحمد بن محمد البصري: هو أحمد بن محمد بن بكر أبو روق الهزاّني البصري، وصفه الذهبي بالمسند البصرة الثقة المعمّر،، انظر سير أعلام النبلاء: 15/285، وميزان الاعتدال: 1/132، والعبر: 2/225، ولسان الميزان: 1/256. (¬2) الرشيد: أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور بن عبد الله بن محمد الهاشمي العباسي استخلف بعهد معقود له بعد الهادي من أبيهما المهدي، كان من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، وذاحجٍّ وجهاد، وغزوٍ وشجاعة ورأي. وكان يحب العلماء، ويحب المديح، ويجيز الشعراء، ويقول الشعر، وإنما ظهرت فتنة خلق القرآن بعده. المعرفة والتريخ 1/161، وتاريخ الطبري 8/230، والكامل في التاريخ 6/106 والعبر 1/312، وسير أعلام النبلاء 9/286، وشذرات الذهب 1/334. (¬3) في إسناده أبو القاسم بنجير، وأبو بكر بن محمد اليزدي، وأبو محمد العسكري لم أجد لهم ترجمة، أخرجه السمعاني في أدب الاملاء 1/70 من طريق أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، عن أبي بكر بن دريد، وأحمد بن محمد بن بكر البصري به. وفيه زيادة: ((ثم يتبع الحكايات بالأناشيد والأشعار ويختم بها المجلس)) .

725 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَتِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن محمد بن حمدان العكبري بِعُكْبَرَا (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، (¬3) وغَيْرُ وَاحِد، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلاً يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الْحَيَاءُ مِنَ اْلِإيْمَانِ)) . (¬4) 726 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عبيد الله، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا حفص ابن عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ (¬5) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ ميمون، (¬6) حَدَّثَنَا ¬

(¬1) بلدة على دجلة، قريبة من بغداد، معجم البلدان 4/142، الموسوعة العالمية 16/331. (¬2) هو البغوي. (¬3) أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية (¬4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ضعيف والحمل فيه على ابن بطة. أخرجه علي بن الجعد في الجعديات 0/421 رقم ((2873)) ، ورجال إسناده ثقات. وأخرجه البخاري في الإيمان: باب الحياء من الإيمان 1/74 رقم ((64)) ، ومسلم في الإيمان: باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وكونه من الإيمان 1/61 رقم ((36)) من طرق عن الزهري به. (¬5) في الخطية حفص بن عمر والتصحيح من مصادر الترجمة، وهو ثقة من رجال التقريب. (¬6) يحيى بن ميمون: بن عطاء القرشي أبو أيوب التمّار البصري، كذّبه عمرو بن علي أبو حفص وقال: حدث عن علي ابن زيد بأحاديث موضوعة، روى عن عاصم الأحول أحاديث منكرة. وقال ابن المديني والخطيب ضعيف. وقال مسلم ابن حجاج منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ليس بمحفوظ. وتركه الدارقطني وابن حجر. الضعفاء الكبير 4/426، والجرح والتعديل 9/188، والكامل 7/226، وتاريخ بغداد 14/124، وتهذيب الكمال 32/10، وتهذيب التهذيب 11/254، والتقريب 1/597.

عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نضرة، (¬1) عن أبي سعيد [ل155/أ] قَالَ: ((جَاءَ شَابٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: ياَ رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي دَعَاءً أُصِيْبُ بِهِ خَيْرًا قَالَ: فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ادْنُه، فَدَنَا، حَتَّى كَادَ يُصِيْبُ رُكْبَةَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاَل: ((قُلْ اللَّهُمَّ اعْفُ عَنِّي، فَإِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ)) . (¬2) 727 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عبيد الله، حدثنا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ، (¬3) حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاء، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ ¬

(¬1) أبو نضرة: هوالمنذر بن مالك بن قطعة بضم القاف وفتح المهملة العبدي العَوَقِي. (¬2) حديث موضوع بهذا السياق، وإسناد المؤلف فيه يحيى بن ميمون وهو متهم، وعلي بن زيد ضعيف. أخرجه الطبراني في الأوسط 7/367 رقم ((7746)) ، عن حفص بن عمر الربالي، وأبو يعلى في مسنده 2/300 من طريق أبي الربيع الزهراني، وابن عدي في الكامل7/226، من طريق محمد بن هارون المقري ثلاثتهم عن يحيى ابن ميمون به. وعزاه الهيثمي في مجمع الزرائد 10/174 إلى الطبراني في الأوسط وقال: فيه يحيى بن ميمون وهو متروك. وذكره إبراهيم بن محمد الحسيني في البيان والتعريف 1/142، والمناوي في فيض القدير 2/143، ونقلا كلام الهيثمي (¬3) عبد الله بن محمد: أبو القاسم البغوي.

النَّاسُ رُؤُوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوْا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِعِلْمٍ، فَضَلُّوْا وَأَضَلُّوا)) . (¬1) 728- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ محمد بن صاعد، حدثنا محمد ابن سُلَيْمَانَ لُوَيْن، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. (¬2) 729- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن زياد النَيْسَابُورِي، حدثنا يونس بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، أَخْبَرَنِي ابنُ وَهْب، أَنَّ مَالِكاً أَخْبَرَهُ عَنْ هِشَامِ ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو [ل155/ب] قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَيْضِ ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف باطل كما نص على ذلك الخطيب ووافقه الذهبي، قال الخطيب: وهذا الحديث باطل من رواية البغوي عن مصعب، ولم أره عن مصعب عن مالك أصلا والله أعلم. ولعل الحمل على ابن بطة، فإن له أوهاما وغلطا. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 10/374- 375، والذهبي في سير أعلام النبلاء 16/531، من طريق العتيقي به. والمشهور من هذا الحديث أنه من مسند عبد الله بن عمرو كما تقدم في رواية رقم (9) ، و (536) ، وانظر تخريجه هناك، وسيأتي في الرواية التالية أيضاً. وكان تحديث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك في حجة الوداع كما رواه أحمد في مسنده 5/266، وغيره من حديث أبي أمامة قال: لما كان في حجة الوداع، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم، فقال: ((أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم وقبل أن يرفع العلم)) فقال أعرابي: كيف يرفع؟ فقال: ((ألا إن ذهاب العلم ذهاب حملته)) ثلاث مرات. (¬2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه عبيد الله ابن بطة وبقية رجاله ثقات. وقد تقدم تخريج هذا الحديث في الرواية رقم ((9)) ، و (536) .

الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا)) . (¬1) 730 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ حُمَيْدٍ (¬2) بِعُكْبَرَى مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ بْنِ كَنِيْز الصَّيرفي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْع، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِيْنَ يُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ)) . (¬3) 731 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عبيد الله، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُطَهِّر بْنُ الهَيْثَم الطَّائي، (¬4) حدَّثَتْنِي ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه عبيد الله بن بطة وبقية رجاله ثقات، وقد تقدم تخريج الحديث في رواية رقم (9) ، و (536) . (¬2) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن زيد بن حميد: مولى علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب العباسي، قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة تدل على صدقه. وتاريخ بغداد 7/384، وتاريخ الإسلام في حوادث 321-330/170. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف رجاله ثقات إلا عبيد الله بن بطة له أوهام وغلط. أخرجه البخاري مطولاً في الجنائز: باب الميت يسمع خفق النعال 3/232 رقم ((1338)) ، 3/305 رقم ((1374)) ، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب عرض مقدمة الميت في الجنة أو النار 4/2201 رقم (2870) من طريق قتادة به، ولفظه عند مسلم ((إن الميت إذا وضع في قبره، إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا)) . (¬4) مطهر بن الهيثم: بن حجاج الطائي البصري، قال أبو سعيد بن يونس: متروك الحديث. وقال العقيلي: بصري لا يصح حديثه. وقال ابن حبان: منكر الحديث، يأتي عن موسى بن علي ما لا يتابع عليه، وعن غيره من الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات. وقال ابن حجر: متروك من التاسعة. الضعفاء الكبير 4/261، والمجروحين 3/26، وتهذيب الكمال 28/88، وتهذيب التهذيب 10/163، والتقريب 1/535.

أُمِّي: أُمُّ عَاصم، قَالَتْ: حَدَّثَتْني حَكِيْمَةُ، (¬1) عَنْ عَائِشَةَ أمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَمْتَشِطَ الْغُسْلَ، (¬2) وَأَنْ نَخْتَضِبَ الْغَمْسَ، (¬3) وَلاَ نَقْحَلَ (¬4) أَيْدِيَنَا مِثْلَ أَيْدِيْ الرِّجَالِ)) . (¬5) 732 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عبيد الله، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي داود، قال: قرئ على الحارث ابن مسكين وأنا أسمع، عن ابن وهب، أو ابن ¬

(¬1) حكيمة: لعلها بنت أمية بن الأخنس بن عبيد أم حكيم جدة يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، روت عن أم سلمة، قال ابن حجر: مقبولة من الرابعة، تهذيب الكمال 35/157، وتهذيب التهذيب 12/410، والتقريب 1/745. (¬2) وعند الطبراني في الكبير وفي الأوسط: ((أن نمتشط بالعسل)) . (¬3) الغمس: يقال اختضبت المرأة غمسا، غمست يدها خضابا مستويا من غير تصوير. لسان العرب6/156. (¬4) وفي الخطية: ((نكحل)) ، والتصحيح من معجم الكبير وفي الأوسط، ونقحل: من قحل: بفتح القاف والحاء، أي يبس، بمعنى ألا يتركن أيديهن يابسات. لسان العرب 11/552-553. (¬5) حديث ضعيف جداًّ، في إسناده مطهر بن الهيثم وهو متروك الحديث، وأم عاصم لم أجد لها ترجمة، وعبيد الله ابن بطة متكلم فيه. لم أقف علىهذا الحديث بهذا الإسناد، وإنما وقفت على نحوه بسند آخر، أخرجه الطبراني في معجم الكبير 25/138 رقم ((334)) ، وفي الأوسط 8/89 رقم ((8054)) ، من طريق محمد بن أبي عمران بن أبي ليلى قال: حدثتني عمتي حمادة بنت محمد، عن عمتها آمنة بنت محمد بن عمران، عن جدتها أم ليلى قال: ((بايعنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فكان فيما أخذ علينا أن نختضب الغمس، ونمتشط بالعسل ولا نقحل أيدينا من خضاب)) . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/171، وفي إسناده من لم أعرفه.

القاسم، (¬1) قال: ((قِيْلَ لِمَالِكٍ لِمَ لَمْ تَأْخُذْ عَنْ عَمْرُو بن دينار؟، قال: أَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُمْ يَأْخُذُونَ عَنْهُ قِيَاماً، فَأَجْلَلْتُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ آخُذَهُ [ل156/أ] وَأَنَا قَائِمٌ)) . (¬2) 733- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَهْلٍ ابن عَبْدِ الْحَمِيدِ الجَوْني، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْب، أَخْبَرَنِي عَمْرو يَعْنِي: ابْنَ الْحَارِثِ، أَنَّ عبدَ الرَّحْمن بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وِلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا)) . (¬3) ¬

(¬1) ابن القاسم: عبد الرحمن بن القاسم الفقيه صاحب مالك. (¬2) رجاله ثقات، إلا عبيد الله بن بطة، وهو متكلَّم فيه. أخرجه الخطيب في الجامع لإخلاق الراوي وآداب السامع 1/408، والذهبي في سير أعلام النبلاء 8/67، من طريق ابن أبي داود به، وعند الخطيب: ((حدثكم ابن القاسم أوغيره)) ، وعند الذهبي: عن ابن القاسم فقط، لكن وجدت لمالك رواية واحدة عن عمرو بن دينار عند الخليلي في الإرشاد: 1/327 حيث رواها باسناده إلى داود ابن عبد الله الحفري، عن عبد العزيز الدراوردي، عن مالك بن أنس، سمع عمرو بن دينار يذكر أن عبد الله عباس قال: إذا أوترت كفاك، وإذا بدا لك أن تصلي فاشفع حتى تصبح، ثم قال: لم يرو مالك عن عمرو بن دينار غير هذا تفرد به عنه دَاوُدَ. (¬3) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، رجال إسناده ثقات. أخرجه البخاري، في الكسوف: باب صلاة في كسوف الشمس 2/526 رقم ((1042)) ، وفي بدء الخلق: باب صفة الشمس والقمر 6/297 رقم ((3201)) ، ومسلم في الكسوف: باب ذكر النداء لصلاة الكسوف ((الصلاة جامعة)) 2/630 رقم ((914)) ، من طرق عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عن عمرو بن الحارث به.

734 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّزّاز، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِيريَابِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: ((لَقَدْ أُوْتِيَ اْلأَشْعَرِيُّ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاودَ)) . (¬1) 735- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عليُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم الدَّوْرَقِي، حدثنا يحيى ابن سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَوْ رَأَيْتَنِيْ وَأَنَا أَسْتَمِعُ قِرَاءَتَكَ الْبَارِحَةَ، لَقَدْ أُعْطِيْتَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاودَ)) . قُلْتُ: أَمَا وَاللهِ يَارَسُولِ اللهِ، إِنْ (¬2) أَعْلَمْ أَنَّكَ تَسْمَعُ قِرَاءَتِي لحَبَّرْتُهُ لَكَ تَحْبِيْراً)) (¬3) ¬

(¬1) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات، وعبد الله بن بريدة روى عن أبيه هنا وهو بريدة بن الحصيب بالمهملتين مصغّر الأسلمي صحابي جليل. أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها: باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، 1/546 رقم ((235)) من طريقين عن ابن نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ به. (¬2) هكذا في الخطية وفوق ((إن)) ضبة، وفي مصادر التخريج (لو) . (¬3) حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات، وأبو بردة اسمه عامر بن عبد الله روى عن أبيه هنا، وهوأبو موسى الأشعري الصحابي الجليل وأحد الحكمين بصفِّين. أخرجه مسلم مختصرا في صلاة المسافرين وقصرها: باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن 1/546 رقم ((793)) ، وابن حبان في صحيحه: 16/169 رقم ((7197)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/12، من طريق يحيى بن سعيد الأموي به. وأخرجه البخاري في فضائل القرآن: باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن 9/92 رقم ((5048)) ، من طريق عن بريد ابن عبد الله، عن جده أبي بردة به. ولفظه: ((يا أبا موسى لقد أوتيت مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ)) . قال الإمام النووي في التّبيان في آداب حملة القرىن (ص82-87) : فصل: في رفع الصوت بالقرآن: ((هذا فصل مهم ينبغي أن يعتنى به، اعلم أنه جاءت أحاديث كثيرة في الصحيح وغيره، دالة على استحباب رفع الصوت بالقرآن، وجاءت آثار دالة على استحباب الإخفاء، وخفض الصوت، وسنذكر منها طرفا يسيراً إشارة إلى أصلها إن شاء الله تعالى، قال الإمام أبو حامد الغزالي وغيره من العلماء: وطريق الجمع بين الأخبار والآثار المختلفة في هذا، أن الإسرار أبعد من الرياء فهو أفضل في حق من يخاف ذلك، فإن لم يخف الرياء بالجهر ورفع الصوت، فالجهر ورفع الصوت أفضل لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته تتعدى إلى غيره، والنفع المتعدي أفضل من اللازم، ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع همه إلى الفكر فيه، ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد في النشاط، ويوقظ غيره من نائم وغافل وينشطه، قالوا: فمهما حضره شيء من هذه النيات فالجهر أفضل، فإن اجتمعت هذه النيات تضاعف الأجر. قال الغزالي: ولهذا قلنا القراءة في المصحف أفضل، فهذا حكم المسألة. ثم ذكر أدلة استحباب رفع الصوت بالقراءة، وأدلة استحباب الإخفاء وخفص الصوت، ثم ختم هذا الفصل بقوله: قلت: وكل هذا موافق لما تقدم تقريره في اول الفصل من التفصيل، وأنه إن خاف بسبب الجهر شيئاً مما يكرهه لم يجهر، وإن لم يخف استحب له الجهر، فإن كانت القراءة من جماعة مجتمعين، تأكد استحباب الجهر لما قدمناه، ولما يحصل فيه من نفع غيرهم، والله أعلم)) .

[ل156/ب] . 736- قَالَ: (¬1) حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: ((يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً)) (¬2) . ¬

(¬1) القائل هو عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ. (¬2) حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات. أخرجه البخاري في الأيمان والنذور: باب كيف كان يمين النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 11/523 رقم ((6631)) ، ومسلم في الكسوف: باب صلاة الكسوف، 2/618 رقم ((901)) ، من طريق هشام بن عروة به. وعندهما زيادة قسم: ((والله لو تعلمون ... )) بعد قوله ((يا أمّة محمد)) .

737- قَالَ: (¬1) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، (¬2) عَنْ أَبِي الزِّنَاد، (¬3) عَنِ الأَعْرَج، (¬4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً (¬5)) ) (¬6) . 738 - أخبرنا أحمد، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، حَدَّثَنَا أَبُو ¬

(¬1) القائل هو جعفر الفريابي. (¬2) المغيرة بن عبد الرحمن: بن عبد الله القرشي الأسدي الحزامي المدني ويعرف بالقُصِيّ، التقريب 1/543. (¬3) أبو الزناد: هوعبد الله بن ذكوان أبو عبد الرحمن القرسي. (¬4) الأعرج: هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ. (¬5) كلمة ((كثيراً)) أثبتها الناسخ في هامش الخطية، ثم كتب فوقها ((ليس في الأصل)) . (¬6) حديث صحيح: رجاله إسناده ثقات. أخرجه أحمد في مسنده 2/418، من طريق قتيبة به. وقد تابع محمدُ بن إسحاق المغيرةَ بن عبد الرحمن عند أحمد في مسنده 2/257، ومحمد بن إسحاق صدوق مدلس، وقد عنعن هنا لكن لا تضر عنعنته في صحة الحديث إذ لم ينفرد به بل هو هنا متابع. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة منها: ما أخرجه البخاري في الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله علي وسلم، 3/9 رقم ((6637)) ، من طريق هشام بن يونس، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة مرفوعا. وفي الرقاق: باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قليلا، 11/319 رقم ((6485)) ، من طريق ابن شهاب الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعا.

حامد محمد ابن هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، (¬1) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ((انْتَظَرْنَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى صَارَ قَرِيْباً مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ، قَال: فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَصَلَى، فَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى وَبِيْصَ خَاتَمِهِ، حَلَقَةٍ فِضَّةٍ)) (¬2) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيُّ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ. 739 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اليَسَعُ الأَنْطَاكي، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبة الحَرَّاني إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبُّ لِأَخِيهِ أَوْ قَالَ لِجَارِهِ مَا ¬

(¬1) قرة: بن خالد سدوسي الحافظ. (¬2) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. وفيه موافة ابن الطيوري لمسلم بن حجاج في صحيحه، فقد رواه من غير طريق مسلم عن شيخ مسلم عبد الله بن الصباح. أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب وقت العشاء وتأخرها 1/443 رقم ((640)) ، من طريق عبد الله بن الصباح به. وأخرجه البخاري في مواقيت الصلاة: باب وقت العشاء إلى نصف الليل 2/51 رقم ((572)) ، وفي باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء 2/73 رقم ((600)) ، وفي الأذان: باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد 2/142 رقم ((661)) ، وفي باب يستقبل الإمام الناس إذا سلّم 2/334 رقم ((847)) ، وفي اللباس: باب فضّ الخاتم 10/321 رقم (()) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب وقت العشاء وتأخيرها 1/443 رقم ((640)) ، من طرق عن أنس. (¬3) في الخطية حرف (م) .

يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) (¬1) . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬2) : عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ: عَنْ شعبة. [ل157أ/] وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬3) : عَنْ أَبِي مُوسَى. 740- أَخْبَرَنَا أَحْمَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن المطلب الشياني بِالْكُوفَةِ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: ((أَتَيْتُ مَنْزِلَ عَمْرَو بْنِ بَحْر الْجَاحِظِ، فَدَقَقْتُ عَلَيْهِ البَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: وَمَتَى عَهِدْتَنِي أَقُولُ بالْحَشَوِيَّةَ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي ابْنُ أَبِي دَاودَ، فَقَالَ: مَرْحَباً بِكَ، وبِأَبِيك، ادْخُلْ، مَا تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: تُحَدِّثُنِي بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: حدثنا حجاج، (¬4) ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ساقط فيه عبد الله بن محمد اليسع وهو متهم. أخرجه مسلم في الإيمان: باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ من الخير، 1/67 رقم ((45)) ، من طريق محمد بن المثنى به. كما قال المؤلف. وأخرجه البخاري في الإيمان: باب من الإيمان أن يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ 1/56 رقم ((13)) ، من طريق مسدد، عن يحيى، عن شعبة به. كما قال المؤلف. وأخرجه مسلم في الإيمان: باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ من الخير 1/67 رقم ((45)) ، من طرق عن قتادة به. (¬2) في الخطية حرف (خ) أثبته الناسخ في الهامش ثم كتب فوقها ((صح)) . (¬3) في الخطية حرف (م) . (¬4) حجاج: هو محمد المصيصي وهو الوحيد الذي يروي عن ابن جريج اسمه حجاج، ثقة من رجال التقريب 1/153.

عَنْ ابن جريج، (¬1) عن عطاء، (¬2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى طِنْفُسَة (¬3) فَقُلْتُ: زِدْنِي، فَقَالَ: ابْنُ أَبِي دَاودَ لاَ يَكْذِبُ)) . (¬4) ¬

(¬1) ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. (¬2) عطاء: ابن أبي رباح ثقة فاضل لكنه كثير الإرسال وقيل تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه. التقريب: 1/391. (¬3) طنفسة: الطِّنْفُسة والطُّنْفُسة، بضم الفاء، قيل هي البساط الذي له خمل رقيق. لسان العرب: 6/127. (¬4) في إسناد المؤلف مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ وهو كذاب، وعمرو بن بحر الجافظ ليس بثقة ولا مأمون وكان من أئمة البدع. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 12/212، عن أحمد العتيقي به. وفيه ((عن حجاج، عن حماد، عن ثابت، عن أنس مرفوعا. وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/530، من طريق السلفي عن المبارك الطيوري، عن محمد بن علي الصوري املاء، عن خلف بن محمد، عن أبي سليمان بن زبر، عن ابن أبي بكر به. كما سيأتي في حديث رقم (948) ، وقد رُوي نحو هذا الحديث عن ابن عباس: أخرجه الطيالسي في المسند: 0/348 رقم ((2672)) ، وابن أبي شيبة في المصنف: 1/398، وأحمد في المسند: 1/269-309-320-358، والترمذي في الصلاة: باب ما جاء في الصلاة على الخمرة 2/293 رقم ((331)) ، وقال حسن صحيح. وأبو يعلى في المسند: 5/195 رقم ((2703)) ، وابن حبان في صحيحه: 6/84-85 رقم ((2310)) و ((2311)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/421، كلهم من طريق سماك، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ولفظه: ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يصلي على الخمرة)) . وفي إسناده عكرمة، ومعروف أن في روايته عن ابن عباس اضطراب، ولكنه لم ينفرد بها بل تابعه عمرو بن دينار كما عند ابن أبي شيبة في المصنف: 1/400، وأحمد في المسند: 1/232، وابن ماجة في الإقامة: باب الصلاة على الخمرة 1/328 رقم ((1030)) ، وابن عدي في الكامل: 3/1084، من طريق زمعة بن صالح، عن عمرو بن دينار به. وفيه: ((بساط)) بدل ((الخمرة)) . وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 1/400، وأحمد في المسند: 1/232 و273، وابن خزيمة في صحيحه 1/103 رقم ((1005)) ، وابن عدي في الكامل: 3/1084، والحاكم في المستدرك: 1/259، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/436-437، من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن هرام، عن عكرمة به. وقال الحاكم: صحيح، وقد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بزمعة ولم يخرجاه. قلت: لم يحتج مسلم بزمعة وإنما روى له مقرونا كما روى لعكرمة مقرونا، انظر رجال صحيح مسلم لابن منجوية1/109، و1/229. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى أيضا في الصلاة: باب الصلاة على الخمرة 2/437، من طريق زمعة بن صالح، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كريب، عن ابن عباس مرفوعا. ورجاله ثقات إلا زمعة فهو ضعيف كما في التقريب لابن حجر، ولكن الحديث صحيح أو حسن كما تقدم من كلام الإمام الترمذي رحمه الله.

741- أخبرنا أحمد، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله، حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو عَلِيٍّ، (¬1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ، (¬2) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْخَيْرِ مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اليَزَنِي يَقُولُ: ((رأيتُ أَبَا تَمِيم الجَيْشانِي يَرْكَعُ رَكَعتَيْنِ حِينَ يَسْمَعُ أَذَانَ الْمَغْرِبِ، قَالَ: فَلَقِيْتُ عُقْبَةَ، فَقُلْتُ: أَلاَ أُعْجِبُكَ عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ يَرْكَعُ ركعتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْمِصَهُ، (¬3) قَال عُقْبَةُ: أَمَا إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قُلْتُ: فَمَا مَنَعَكَ الآنَ؟، ¬

(¬1) أبو علي: هو الحسن بن محمد بن زياد الأصبهاني الداركي، ثقة له أصول. (¬2) يحيى بن عبدك الغزويني: أبو زكرياء، قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق كتبت عنه. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب. وقال أبو يعلى الخليلي: ثقة متفق عليه. الجرح والتعديل: 9/173، الثقات: 9/271، طبقات الحفاظ: 0/255، العبر: 2/49. (¬3) أغمصه: بالصاد، من غَمَصَه وغَمِصَه يَغمِصه غمصاً، أي حقّره واستصغره ولم يره شيئا، ومنه: غمص عليه قولا قاله، أي عابه عليه. لسان العرب: 7/61.

قَالَ: الشُّغْلُ)) . (¬1) 742- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حدثنا جدِّي، [ل157/ب] حدثنا أبو زُرْعة الرازي، (¬2) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي: ابنَ أَيْمَنَ الْمَكِّيُّ، (¬3) حَدَّثَنِي ابنُ أَبِي مُلَيْكة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتْ الْقُرْعَةُ عَلَى عَائِشَةَ وحَفْصَةَ فَخَرَجَتَا مَعَهُ جَمِيعاً)) . (¬4) . 743- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حدثنا جدي، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا الفرات بن خالد، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ¬

(¬1) حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات. أخرجه البخاري في التهجد: باب الصلاة قبل المغرب 3/59 رقم ((1184)) ، بدون قوله: ((وأنا أريد أن أغمصه)) . وأحمد في مسنده: 5/155، والطبراني نحوه في معجمه الكبير 17/287 رقم ((4275)) ، كلهم من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ به. (¬2) أبو زرعة الرازي: هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ إمام حافظ ثقة. التقريب 1/373. (¬3) عبد الواحد بن أيمن أبو القاسم المخزومي مولاهم المكي، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال مرة: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: لا بأس به. الجرح والتعديل: 6/19، الثقات: 7/124، تهذيب الكمال: 18/446، تهذيب التهذيب: 6/384، التقريب: 1/366. (¬4) حديث صحيح، رجاله ثقات. أخرجه البخاري في النكاح: باب قرعة النساء إذا أراد السفر 9/5211، ومسلم في الفضائل: باب فضل عائشة 4/1894 رقم ((2445)) من طريق عبد الواحد بن أيمن به

الأَعْمَش، عن عَمْرو ابن مُرَّةَ، عن عبد الله ابن الحارث، عن حذيفةَ بْنِ اليَمَان، قال: ((لَيَضِيعَنَّ إِسْلاَمُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَانْتَهَرَهُ قَيْسُ بْنُ رَافِع، وَجَعَلَ يَصِيحُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ يَضِيعُ أَمْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، قالَ: نَعْم، وَكَيْفَ لاَ يَضِيعُ إِذَا وَلِيَ أَمْرُهُمْ مَنْ لاَ يَزِنُ إِيْمَانُهُ عِنْدَ اللهِ شَعِيرَة)) . (¬1) 744 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحةَ بنِ مُصَرِّفِ، عَنْ أَبِيهِ، (¬2) عَنْ جَدِّهِ (¬3) قَالَ: ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ برَأْسِهِ حَتَّى بَلَغَ القَذَالَ)) (¬4) ¬

(¬1) صحيح، وإسناد المؤلف ضعيف، لضعف محمد بن حميد. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 7/149 من طريق محمد بن أنس، عن الأعمش به مختصراً على قول حذيفة: ((كيف لا يضيع أمر أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذا ملّك أمرهم من لا يزن عند الله جناح بعوضة)) . وأخرجه علي بن الجعد في مسنده طبعة الخانجي 2/169، عن شريك، عن سماك عن أبي سلامة، عن حذيفة قال: ((ليكونن عليكم أمراء أو أمير لا يزن أحدهم عند اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قشرة شعيرة)) . وفي إسناده سماك، ولم أقف على ترجمته. (¬2) أبوه: هو مصرف بن عمرو بن كعب، ويقال مصرف بن كعب بن عمرو اليامي الكوفي، قال ابن حجر: روى حديثه طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، مجهول. تهذيب التهذيب: 10/158، التقريب1/533. (¬3) جده: كعب بن عمرو، جد طلحة بن مصرف اليامي، قال ابن أبي حاتم: روى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وذكر هذا الحديث، وروى له أبو داود وقال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أن ابن عيينة كان ينكره، ويقول: أيش هذا طلحة عن أبيه عن جده. وأثبت له ابن الأثير وابن حجر الصحبة. أسد الغابة: 4/185، الإصابة: 3/300، تهذيب التهذيب: 8/391، التقريب: 1/461، (¬4) ضعيف جداً، وفي إسناد المؤلف سعيد بن عنبسة وهوكذاب. وإنما يروى هذا الحديث عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، وليس مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ. أخرجه أبو داود في السنن: في الطهارة: باب صفة وضوء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 1/32 رقم ((132)) ، وأحمد في مسنده: 3/481، والطبراني في معجم الكبير: 19/180 رقم ((407)) و ((408)) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار: في الطهارة: باب في مسح الرأس في الوضوء 1/30، كلهم من طريق ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف به. ولهذا الإسناد ثلاث علل: 1- ... فيه ليث بن أبي سليم: قال فيه ابن حجر: صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك. 2- ... جهالة مصرف بن عمرو. 3- ... اختلافهم في صحبة جد طلحة بن مصرف، قال علي بن المديني: سألت عبد الرحمن بن مهدي عن اسم جد طلحة، فقال: عمرو بن كعب، أو كعب بن عمرو، وكانت له صحبة. تهذيب التهذيب: 8/391. وقال عباس الدوري: قلت ليحيى بن معين: طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، رأى جده رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم؟ فقال يحيى: المحدثون يقولون قد رآه، وأهل بيت طلحة يقولون ليست له صحبة. ونفى ابن عيينة والعلائي أن يكون له صحبة. الجامع التحصيل: 0/247. فالحديث ضعيف جداًّ، وقد أنكره ابن عيينة كما تقدم، وقال ابن حجر إسناده ضعيف. تلخيص الخبير: 1/135. وقال محمد ناصر الدين الألباني: ولهذا ضعفه النووي وابن تيمية والعسقلاني وغيرهم. وذكره في ضعيف سنن أبي داود: رقم ((15)) . وانظر الضعيفة: 1/170. القذال: جماع مؤخَّر الرأس من الإنسان، والجمع أَقْذِلة وقُذُل. لسان العرب: 11/553.

745 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن حمزة، حدثنا دُرُسْتُ (¬1) ابن زياد، (¬2) حدثنا أَبان بن ¬

(¬1) كلمة ((درست)) كتبها الناسخ في هامش الخطية ثم كتب فوقها ((بيان)) . (¬2) درست بن زياد: العنبري ويقال: القشيري بصري أبو الحسن، قال ابن معين: لا شيء. وقال البخاري: حديثه ليس بالقائم. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: حديثه ليس بالقائم، عامته عن يزيد الرقاشي، ليس يمكن أن يعتبر بحديثه. وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: منكر الحديث. وقال ابن عدي: أرجو لا بأس به. وقال الدارقطني ضعيف. وقال ابن حجر: ضعيف. التاريخ الكبير: 3/253، والتاريخ الصغير 0/42، والجرح والتعديل: 3/437، والضعفاء والمتروكون للنسائي: 0/39، والكامل: 3/101، والمجروحين: 1/293، وتهذيب التهذيب: 3/181، والتقريب: 1/201.

طَارِقٍ، (¬1) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ [ل158/أ] دَعْوَةٍ، دَخَلَ مُغِيراً وَخَرَجَ سَارِقاً)) (¬2) . 746 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا جدِّي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ يَعْنِي: ابْنَ حُرَيْث، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ يَعْنِي: ابْنَ مُوسَى، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، (¬3) ¬

(¬1) أبان بن طارق: البصري، قال أبو داود وأبو زرعة: مجهول، وضعفه ابن عدي، وقال ابن حجر: مجهول الحال. الجرح والتعديل: 2/301، الكامل: 1/390، تهذيب الكمال: 2/13، التقريب: 1/87. (¬2) حديث منكر، وإسناده ضعيف فيه عبد الرحمن بن حمزة لم أجد له ترجمة، ودرست بن زياد وهو ضعيف، وأبان بن طارق مجهول. قال ابن عدي: وأبان هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث، وهذا الحديث معروف به، وله غير هذا لحديث، لعله حديثين أو ثلاثة، وليس له أنكر من هذا الحديث. أخرجه أبو داود في الأطعمة: باب ما جاء في إجابة الدعوة 4/125 رقم ((3741)) . وقال: وأبان مجهول. وابن عدي في الكامل: 1/390، والطبراني في الأوسط والبزار في مسنده والحاكم في المستدرك في الخطيب في التعطيل، كما في اتحاف الخيرة المهرة للبوصيري ص ص 75، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/314 رقم ((528)) ، والبيهقي في الكبرى: 7/68، و7/267، من طرق عن درست بن زياد به. بلفظ ((من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة ... الحديث. وقال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه وأبان لا نعلم أسند عن نافع غير هذا، ولا رواه عنه إلا درست وهو بصري لم يكن به بأس، وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه أبان بن طارق وهو ضعيف. ذ ... (¬3) أبو فروة: هو يزيد بن سنان بن يزيد التميمي الرهاوي، قال ابن المديني: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ليس بثقة. وقال أحمد: ضعيف. وقال أبو حاتم: محمله الصدق، والغلب عليه الغفلة، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: ليس بقوي الحديث. وتركه النسائي. وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظة، وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء والمتروكون 0/112، الجرح والتعديل: 9/266، الكامل: 7/269، تهذيب الكمال: 32/155، تهذيب التهذيب: 11/293، التقريب: 1/602.

عَنْ مَعْقِلٍ، (¬1) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيْ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخَيْر، (¬2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكْتُبْ الصِّيَامَ عَلَى اللَّيْلِ (¬3) ، فَمَنْ صَامَ فَلْيَتَعَنَّ وَلاَ خَيْرَ لَهُ)) (¬4) ¬

(¬1) معقل: هو الكناني، روى عن عبادة بن نسي، روى عنه يزيد بن سنان الرهاوي، لم يُذكر فيه جرح ولا تعديل. التاريخ الكبير: 7/393، الجرح والتعديل: 8/286، الثقات: 7/491. (¬2) أبي سعيد الخير: الزرقاني الأنصاري، وقيل: هو أبو سعيد الخير الأنماري له صحبة، وقيل اسمه عامر بن سعيد شامي، وقيل عمرو بن سعد روى عنه عبادة بن نسي، كذا قال ابن عبد البر. ولم يفرق بينهما. وذهب قوم إلى أنهما مختلفين. وقال الحافظ ابن حجر: بعد أن ذكر اختلافهم، قال: فمن هذا الإختلاف يتوقف في الجزم بصحة هذا السند، أي كونه متصلا أو مرسلا. وجزم في التقريب بأن له صحبة، وقال وقد وهم من خلطه بالذي قبله، ووهم أيضاً من صحّف الذي قبله به. –يعني بالذي قبله: أبو سعيد الحُبْراني – الإستيعاب: 4/1672، الإصابة: 4/88، تهذيب التهذيب: 12/121، التقريب: 1/644. (¬3) في الخطية ((على ذا البل)) وكتب الناسخ في الهامش كلمة ((ينظر)) ، والتصحيح من الكامل لابن عدي. (¬4) حديث ضعيف، في إسناده أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف، ومعقل الكناني مجهول الحال. أخرجه ابن عدي في الكامل: 7/269، وابن قانع في معجم الصحابة: 1/100 رقم ((102)) ، من طريق الفضل بن موسى، عن أبي فروة الرهاوي به، بلفظ: ((إن الله تبارك وتعالى لم يكتب على الليل صياما، فمن صام فليتعنَّى ولا أجر له)) . وهذا لفظ ابن عدي، والحديث ضعيف ولم أجد من تابع أبي فروة على هذه الرواية، وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه غير أبي فروة الرهاوي، وعزاه السيوطي أيضا للشيرازي في الألقاب ورمز لضعفه. انظر فيض القدير 2/257 وذكره الألباني في ضعيف الجامع 2/100 وقال: ضعيف. وذكره ابن حجر في الإصابة: 7/171 في ترجمة أبي سعد الخير فقال: فأخرج الترمذي في العلل المفردة [1/113 برقم 196] ، وابن أبي داود في الصحابة، وأبو أحمد الحاكم عنه، من طريق أخرى، كلهم من طريق أبي فروة الرهاوي، عن معقل الكندي، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إن الله لم يكتب الصيام في الليل، فمن صام فقد تعنّى، ولا أجر له)) ، وقال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: أرى هذا الحديث مرسلا، وما أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير. وأخرجه الدولابي في الكنى من وجه آخر عن أبي فروة، فقال عن أبي سعد الخير الأنصاري، وفي رواية الحاكم أبي أحمد عن أبي سعد الخير، وأخرجه ابن مندة وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الترمذي: سألت محمداً، - يعني البخاري – عنه فقال: لا أدري عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير.

747 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ القَزْوِينِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَان أَبُو حَفْص التُّجِيِبي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيَّ (¬1) يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاَثُ بُنيَّاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وأطعمهنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجَاباً مِنَ النَّارِ)) . (¬2) ¬

(¬1) أبو عشانة: بضم المهملة وتشديد المعجمة وبعد الألف ونون، هو حيّ بن يؤمن المصري المعافري ثقة مشهور بكنيته من الثالثة مات سنة ثماني عشر، التقريب 1/185، (¬2) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. أخرجه ابن ماجة في الأدب: باب بر الوالد والإحسان للبنات 2/1210 رقم ((3669)) ، وأحمد في مسنده: 4/154، والبخاري في الأدب المفرد: باب من عال جاريتين أو واحدة، 1/44 رقم ((76)) ، وأبو يعلى في المسند: 3/299 رقم ((1764)) ، والطبراني في المعجم الكبير: 17/299 رقم ((826)) ، و 17/300 رقم ((827)) ، من طرق عن حرملة بن عمران به. قال البوصيري: إسناده صحيح. مصباح الزجاجة: 1/221. وذكره الألباني في الصحيحة: رقم: ((294)) .

748 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّويَه مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أنس، عن زيد ابن أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ رَجُلاَنِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَخَطَبَا، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ بَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((إِنَّ مِنْ بَعْضِ الْبَيَانِ أَوْ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً)) . (¬1) 749- أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا ابنُ صَاعِدٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بن سليمان، [ل158/ب] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ، بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءاً)) (¬2) . قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: نَرَى أَنَّ ¬

(¬1) حديث صحيح، رجاله ثقات. أخرجه مالك في الموطأ في الكلام: باب ما يكره في الكلام لغير ذكر الله 2/986، ومن طريقه أخرجه البخاري، في الطب: باب إن من البيان لسحرا 10/237 رقم ((5767)) . وفي النكاح: باب الخطبة 9/201 رقم ((5146)) من طريق عن زيد بن أسلم به. (¬2) حديث صحيح، رجاله ثقات ولكن إسناده معلول، ولكن الربيع لم يتابعه أحد في سياق هذا الإسناد على هذا الوجه وإنما يعرف هذا الحديث من رواية الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. لهذا قال ابن صاعد في تعليقه على هذه الرواية: وهم الربيع، حيث رواه الربيع بن سليمان عن الشافعي في مسنده في الإمامة 0/52 عن مالك به، وأخرجه رواة الموطأ: 1_ يحيى الليثي: في صلاة الجماعة: باب فضل صلاة الجماعة، 1/188 رقم ((342)) ، وابن القاسم: 0/65 رقم ((11)) ، وسويد ابن سعيد في الصلاة: باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ 0/99 رقم ((104)) ، وأبي مصعب في الصلاة: باب ما جاء في فضل صلاة الحجماعة 1/126 رقم ((323)) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها، 1/449 رقم ((649)) ، كلهم عن مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ المسيب، عن أبي هريرة. مرفوعا. وأخرجه البخاري في الأذان: باب فضل صلاة الفجر في الجماعة 2/137 رقم ((648)) ، من طريق شعيب، وفي التفسير: باب أن قرآن الفجر كان مشهودا 8/399 رقم ((4717)) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها 1/449 رقم ((649)) ، من طريق معمر، كلاهما عن الزهري به

الرَّبِيعَ وَهِمَ عَلَى الشَّافِعِيِّ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، لأَنَّ الْحَسَنَ ابن مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن سعيد بن المسيب، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بِهَذَا وَهُوَ الصَّوَابُ (¬1) . 750 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الكَوْكَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَة، حَدَّثَنَا حَمَّاد بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ)) (¬2) . 751- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أخبرنا محمد، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

(¬1) انظر بيان من أخطأ على الشافعي للبيهقي: 2/171-172، ومعرفة السنن والآثار 4/7 (¬2) وهو مرسل، وقد تقدم تخريجه من رواية رقم (152) .

إسحاق المصري، حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر (¬1) ، حدثنا بشر بن عمر الزهراني، قال: سأَلْتُ مَالَكَ بْنَ أَنَسٍ عَمَّنْ أَهَلَّ بِعُمُرَةٍ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُهِلَّ بِحَجٍّ؟، قال: ذَاكَ لَهُ، مَا لَمْ يَطُفْ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ، قُلْتُ: فَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ مُفْرِدٍ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ؟، قال: لَيْسَ ذَلِكَ لَهُ، قُلْتُ: عَنْ مَنْ؟ فَقالَ: الَّذِي أَدْرَكْتُ عَلَيْهِ أَهْلَ الْعِلْمِ بِبِلَدِنَا)) (¬2) . 752 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مغلِّس أحمد ابن محمد الكُنَيْز، (¬3) [ل159/أ] حدثنا الزُّبَيْر بن بَكَّار، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَة، (¬4) حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامُ بْنُ ¬

(¬1) إبراهيم بن مرزوق البصري: أبو إسحاق نزيل مصر، ثقة إلا أنه كان يخطئ فيقال له فلا يرجع، والتقريب: 1/94. (¬2) صحيح، وفي إسناد المؤلف أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إسحاق لم أقف له على ترجمة. أخرجه مالك في الموطأ في الحج باب القران في الحج 1/337 رقم ((42)) ، مختصرا على الجزء الأول منه، وفي الحج أيضا: باب إفراد الحج 1/335 رقم ((39)) ، مخصترا على الجزء لأخير مِنْهُ. (¬3) أبو عبد الله ابن المغلس أحمد بن محمد الكنيز البغدادي البزاز، وثقه الخطيب والذهبي. سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/104، العبر: 2/172، سير أعلام النيلاء: 14/520، شذرات الذهب: 2/276. (¬4) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ: بفتح الزاي المعجمة وتخفيف الموحدّة، المخزومي معروف بابن زبالة، قال ابن معين: ليس بشيء كذاب، وقال أحمد: كان كذابا، وقال البخاري: عنده مناكير. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: واهي الحديث. وتركه النسائي. وقال ابن حبان: يسرق الحديث، ويروي عن الثقات ما لم يسمع منهم من غير تدليس عنهم. وقال ابن حجر كذبوه. التاريخ الكبير: 1/67، والجرح والتعديل: 7/227، والمجروحين: 2/274، والضعفاء والمتروكون: 0/233، وتهذيب التهذيب: 9/115، والتقريب: 1/474،

عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ((كُلُّ الْبِلاَدِ فُتِحَتْ بِالسَّيْفِ وَالرُّمْحِ، وَفُتِحَتْ الْمَدِينةُ بِالْقُرْآنِ وَهِيَ مُهَاجَرُ نَبِيِّ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَحَلُّ أَزْوَاجِهِ، وَفِيهَا قَبْرُهُ، وَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الْمَدِيْنَةُ مُهَاجَرِي، وَفِيهَا بَيْتِي، وَحَقٌّ عَلَى أُمَّتِي حِفْظُ جِيرَانِي)) . (¬1) ¬

(¬1) حديث صحيح، إسناد المؤلف ساقط فيه مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ وهوكذاب. قال ابن معين: والله ما هو بثقه، حدث عدو الله عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مرفوعا. وقال أحمد: هذا منكر، لم يسمع من حديث مالك، ولا هشام إلا أن هذا من قول مالك، لم يروه عن أحد، قد رأيت هذا الشيخ كان كذابا. انظر الجرح والتعديل: 7/228، الموضوعات لابن الجوزي: 2/217. وأخرجه البزار في كشف الأستار: 2/49 رقم ((1180)) ، وأبو يعلى في معجم شيوخه رقم ((174)) ، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 4/58، وابن عدي في الكامل: 6/2190، وابن المقرئ في معجم شيوخه: رقم ((30)) وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد في معرفة علماء الحديث: 1/169، رقم ((9)) ، والخطيب في الرواة عن مالك: كما عزاه إليه السيوطي في اللآلي المصنوعة: 2/127، وابن الجوزي في الموضوعات: 2/216، وذكره الذهبي في الميزان: 3/514، كلهم من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ، عن مالك به مرفوعا. قال ابن المقرئ إسناده ضعيف، وقال البزار: تفرد به ابن زبالة، وقد تُكلِّم فيه بسبب هذا وغيره. وقال ابن حزم: وهذا إسناد لا ينفرد بمثله إلا ابن زبالة دون سائر من روى عن مالك من الثقات. كشف الأستار: 2/50، المحلى: 7/452، قلت: لم ينفرد به كما قال البزار وابن حزم، ولا تفرد به ذؤيب بن عمار كما قال الذهبي، بل رواه عدد من الرواة عن مالك. وهم: ذؤيب بن عمامة، وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وأبو غزية محمد بن موسى، وأبو غسان. وكلهم لا تقوم بمثلهم الحجة في رواياتهم عن مالك، إلا رواية أبي غسان، فقد أخرجها أبو خيثمة وابن مقرئ كما في فضائل المدينة لصالح الرفاعي (ص246) من طريق الزبير بن بكار، عن أبي غسان عن مالك به. وقال المؤلف: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.

753- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ المُغَلِّس، حدثنا الزُّبير ابن بَكَّار، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّان، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مِثْلِه)) . (¬1) 754- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، (¬2) حدثنا الزُّبير،. (¬3) حدثنا سعيد ابن داود بن زَنْبَر، (¬4) عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ داود بن الحصين، (¬5) عن طاوس، عن ابْنِ عُمر، قال: ((العِلْمُ ¬

(¬1) وهذا رجال إسناده كلهم ثقات، تقدم الكلام عليه في الرواية السابقة (¬2) أبو عبد الله: ابن المغلس. (¬3) الزبير: هو ابن بكار (¬4) سعيد بن داود بن زنبر: هو سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر أبو عثمان الزنبري بفتح الزاي المعجمة والموحدة وسكون النون بينهما ثم الراء، قال ابن معين: ما كان عندي بثقة، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، حدث عن مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ خارجة بن زيد، عن أبيه بحديث باطل، ويحدث بمناكير عن مالك. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الساجي: عنده مناكير. وقال العقيلي: يحدث عن مالك بشيء أنكرت عليه. وقال ابن حبان والحاكم: يروي عن مالك أحاديث مقلوبة. وكذبه عبد الله بن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك. وقال ابن حجر: صدوق له مناكير عن مالك. التاريخ الكبير: 3/ 470، الضعفاء الكبير: 2/103، الجرح والتعديل: 4/18، المجروحين: 1/325، تهذيب الكمال: 10/417، تهذيب التهذيب: 4/21، التقريب: 1/235، (¬5) داود بن الحصين: أبو سليمان الأموي المدني، وثقه ابن معين مطلقا، وقال ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر. وقال ابن عيينة كنا نتقي حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن حجر: ثقة إلا في عكرمة. الجرح والتعديل: 3/408، تهذيب التهذيب: 3/181، التقريب: 1/198،

ثَلاَثَةٌ: كِتَابٌ نَاطِقٌ، وَسُنَّةٌ مَاضِيَةٌ، وَلاَ أَدْرِي)) . (¬1) 755- قال: (¬2) حدثنا الزُّبير، حدثنا إبراهيم بْنُ المُنْذِر، عن ابْنِ عِصام، (¬3) عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: ((مِثْلَه)) . (¬4) ¬

(¬1) في إسناده سعيد بن داود، يروي مناكير عن مالك. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 4/266، من طريق سعيد بن داود به. (¬2) القائل: هو أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمُغَلِّسِ. (¬3) ابن عصام: قال ابن حزم: هو طاهر بن عصام، كان طاهرا، وكان ثقة. الإحكام: 8/510، (¬4) حسن، رجال إسناده ثقات إلا أنه تُكلٍّم في إبراهيم بن المنذر بكلام غير ضارٍّ إن شاء الله. أخرجه ابن حزم في الإحكام: 8/510، من طريق طاهر بن عصام، والطبراني في المعجم الأوسط: 1/299 رقم ((1005)) ، من طريق عمر بن حصين كلاهما عن مالك به موقوفا. وابن عصام هذا قال ابن حزم: كان طاهرا وكان ثقة. وسماه ابن عدي بعمر بن عصام، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 1/172، فيه حصين غير منسوب رواه عن مالك، ورواه عنه إبراهيم بن المنذر ولم أر من ترجمه. وقول الهيثمي: ((فيه حصين غير منسوب)) يوقع الشك فيما وقع عند الطبراني في تسمية اسمه بأنه عمر بن حصين، وعلى أية حال فإن الرجل لا يزال غير معروف، لأني لم أجد من ترجم له. وأخرجه ابن عدي في الكامل: 1/175 والخطيب في تاريخ بغداد: 4/23، وذكره الذهبي في الميزان: 1/217، من طريق أبي حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي المدني، حدثنا مالك به. وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد يرويه شيخ يقال له عمر بن عصام، عن مالك، وأنكر ما رأيت لأبي حذافة هذا عن مالك أحاديث مناكير وما رواه غيره محتمل، حدثنا عبد الله بن موسى بن الصقر، عن إبراهيم ابن المنذر الحزامي عنه، وأبو حذافة سرقه منه. وقال الذهبي في أبي حذافة: حدث عنه ابن خزيمة ثم تركه.

756 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو محمد بن بُنَان الأَنْمَاطي، (¬1) حدثنا أبو هَمَّام، (¬2) حدثنا أبو الحسين (¬3) قال: ((سألتُ مالكَ بن أنس، عن الشَّاهِدِ وَالْيَمِيِن فِي الطَّلاَقِ وَالْعِتْقِ؟ فَقَالَ: لاَ، إِنَّمَا هَذَا فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ وَأَشْبَاهِهِ)) . (¬4) 757 – أخبرنا أحمد، حدثنا محمد، [ل159/ب] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي داود إملاء، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب، حدثنا عَمِّي (¬5) ، أخبرني اللَّيْثُ ابنُ سعد، ومالك ابن أنس، وبكر بن مضر، ¬

(¬1) أبو محمد بن بنان الأنماطي: هو إسحاق بن بنان بن معن، وثقه الدارقطني. وقال الخطيب: ليس به بأس. مات بعد العشر والثلاثمائة. تاريخ بغداد: 6/390. (¬2) أبو همام: هو الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني الكوفي ثقة. التقريب: 1/582. (¬3) أبو الحسين: لعله زيد بن الحباب بن الريان، ويقال رومان التميمي العكلي الكوفي، أصله من خراسان، روى عن مالك، وثقه ابن معين. وقال أحمد: صدوق كان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، لكن كان كثير الخطأ، وقال مرة: صاحب حديث كيّس. وقال ابن حجر: صدوق كان يخطئ في حديث الثوري. تاريخ بغداد: 8/443، تهذيب التهذيب: 3/347، التقريب: 1/222. (¬4) صحيح، رجاله ثقات. قد وافق زيد بن الحباب جماعة من رواة موطأ مالك، منهم: أبو مصعب: أخرجه في الأقضية: باب القضاء باليمين مع الشاهد 2/472 رقم ((291)) ، ويحيى بن يحيى الليثي: في الأقضية: باب القضاء باليمين مع الشاهد 2/264 رقم ((2115)) ، وسويد بن سعيد الحدثاني: في القضاء: باب القضاء باليمين مع الشاهد 0/230 رقم ((285)) . (¬5) عمه: هوعبد الله بن وهب المصري حافط عابد، التقريب، 1/328.

ويحيى بن أيوب، (¬1) ((أَنَّ ابْنَ عَجْلاَن أَخْبَرَهُمْ أَنَّ امْرَأَةً له حَمَلَتْ مَرَّةً خَمْسَ سِنِين، وَمَرَّةً ثَلاَثَ سِنِينَ)) . (¬2) 758- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِي، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الحَلَبِي، قال: ((كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بن أنس فَأَتَاهُ عُثْمَانُ بْنُ صَالِح أو صَالِحُ ابْنُ عُثْمان، (¬3) فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ: الرُّقْعَةُ، فَأَخْرَجَ رُقْعَةً، قَالَ: قَدْ نَظَرْتُ فِيهَا وَهِيَ مِنْ حَدِيثِي، فَارْوِهَا عَنِّي)) . (¬4) ¬

(¬1) يحيى بن أيوب: أبو العباس المصري الغافقي، وثقه ابن معين، وقال مرة: صالح. وقال أحمد سيء الحفظ، وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به، وثقه ابن حبان، وقال النسائي: ليس بذاك، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. الضعفاء والمتروكون: 0/108، الجرح والتعديل: 9/127، الثقات: 1/190، التقريب: 1/588. (¬2) حسن، وقد ذكرت أغلب الكتب التي ترجمت لابن عجلان نحو هذا الأثر، واستدل بعض الفقهاء به في تحديد أطول مدة للحمل. (¬3) هو عثمان بن صالح بن صفوان السهمي مولاهم أبو يحيى المصري وثقه ابن معين وقال أبو حاتم: كَانَ شيخا صالحا، وقال ابن رشدين: رأيته عند أحمد بن صالح متروكا. وقال أبو زرعة: لم يكن عندي ممن يكذب ولكن كان يكتب مع خالد بن نجيح فبلوا به، كان يملي عليهم ما لم يسمعوا. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 3/947 تهذيب التهذيب: 7/113، التقريب: 1/384. وأما ((صالح بن عثمان)) فلم أجد له ترجمة، ولم يذكر ضمن تلامذة الإمام مالك أيضا، لذا أرى أن الصواب هو ((عثمان بن صالح)) لأن الحلبي لم يضبط اسمه، خاصة وأنه اختلط، والله أعلم. (¬4) حسن، في إسناده أبو نعيم الحلبي وعثمان بن صالح. أخرجه الخطيب في الكفاية: 1/327، من طريق محمد بن العباس بن حيويه به.

759- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، (¬1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى وأَنَا سَأَلْتُهُ، (¬2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ)) . (¬3) ¬

(¬1) في أصل الخطية ((نا أبو بكر)) ثم ضرب عليه الناسخ. (¬2) محمد بن مصفى: بن بهلول أبو عبد الله القرشي الحمصي، قال أبو حاتم: صدوق. وقال صالح بن جزرة حدّث بمناكير، وأرجو أن يكون صدوقا. وأنكر عليه أحمد حديثا واحدا. وقال الذهبي: كان ثقة، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام، وكان يدلس. الجرح والتعديل 8/104، ميزان الاعتدال: 4/43، تهذيب التهذيب: 9/460، التقريب: 1/507. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف رجاله ثقات إلا محمد بن مصفى وهو صدوق. أخرجه ابن حبان في صحيحه: 9/115 رقم ((3805)) ، من طرق محمد بن المصفى عن محمد بن حرب، والخطيب في تاريخه: 1/362، من طريق إسماعيل بن الفضل، أخبرنا مكي بن إبراهيم، كلاهما عن ابن جريج به. وقال الخطيب: لا نعلم أن إسماعيل بن الفضل روى عن مكي بن إبراهيم شيئا ولا أدركه، وقد أخطأ، وصوابه إسماعيل بن الفضل قال: قرأت في كتاب مكي بن إبراهيم، حدثنا ابن جريج، عن مالك به وأخرجه البخاري مختصرا في اللباس: باب المغفر 10/275 رقم ((5808)) ، والصيد: باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، 4/59 رقم ((1846)) ، من طريق عبد الله بن يوسف، وفي الجهاد: باب قتل الأسير وقيل الصبر 6/165 رقم ((3044)) ، من طريق إسماعيل، وفي المغازي: باب أين ركز النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الراية يوم الفتح 8/15 رقم ((4286)) ، من طريق يحيى بن قزعة، ومسلم في الحج: باب جواز دخول مكة بغير إحرام 2/989 رقم ((1357)) ، من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلهم عن مالك به. مطولا كما عند المؤلف في الرواية التالية. هذا وقد قال ابن الصلاح: تفرد به مالك عن الزهري. وتعقبه العراقي، بأنه قد روي من غير طريق مالك، ثم ذكر قصة أبي بكر بن العربي وأنه قال: رويته من ثلاثة عشر طريقا من غير طريق مالك. وقال ابن حجر: ((وقد تتبعت طرق هذا الحديث فوجدته كما قال ابن العربي ... بل أزيد. ثم قال بعد ما ذكر تلك الطرق: فقول من قال من الأئمة: أن هذا الحديث تفرد به مالك عن الزهري، ليس على إطلاقه، وإنما المراد به بشرط الصحة. وقول ابن العربي: إنه رواه من طرق غير طريق مالك إنما المراد به في الجملة، سواء صح أو لم يصح، فلا اعتراض ولا تعارض. وما أجود عبارة الترمذي في هذا فإنه قال- بعد تخريجه-: ((لا يعرف كبير أحد رواه عن الزهري غير مالك)) . وكذا عبارة ابن حبان: ((لا يصح إلا من رواية مالك عن الزهري)) . ثم قال الحافظ ابن حجر: وهذا التقييد أولى من ذلك الاطلاق. النكت على ابن الصلاح: 2/654-669. هذا وسيتكرر هذا الحديث في رواية رقم ((760)) و ((771)) و ((772)) و ((827)) و ((872)) ((873)) .

760- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (¬1) إِمْلاءً، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ الْحَلَبِيُّ، (¬2) وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْن، قَالُوا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ (¬3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ)) . (¬4) قَالَ لَنَا الْبَاغَنْدِيُّ: وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: ¬

(¬1) أبو بكر: الباغندي. (¬2) إبراهيم الحلبي: هوابن محمد الزهري نزيل البصرة، ذكره ابن حبان في ثقاته وقال: يخطئ. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. الثقات: 8/75، تهذيب الكمال: 2/191، التقريب: 1/93. (¬3) في الخطية: ابن شهاب، عن الزهري، ولا شك أن هذا وهم من الناسخ. (¬4) حديث صحيح. وإسناد المؤلف حسن أو صحيح لغيره فيه هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سعيد. تقدم تخريجه في الرواية السابقة رقم ((759)) وأما طريق المؤلف فقد وجدته عند ابن ماجة في سننه: في الجهاد: باب السلام 2/938 رقم ((2805)) عن هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سعيد به. ولم أجد رواية إبراهيم الحلبي ومحمد ابن سليمان لوين وأخشى أن يكون من قبيل الإدراج في الإسناد.

((قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اقْتُلُوهُ)) . 761- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا بَدْرُ بنُ الهَيْثَم [ل160/أ] الْقَاضِي (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو سَبْرَة الْمَدَنِيُّ (¬2) مِنْ وَلَدِ أَبِي رُهْمٍ، صَاحِبِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وأَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((إذَا أَمَّنَ اْلإِمَامُ فَأَمِّنُوا، ¬

(¬1) في الخطية: (بدر بن الهيثم القاضي) ثم كتب الناسخ تحت كلمة بدر في الهامش ((يزيد)) ثم كتب جنبها ((صح أصل)) . وبدر بن الهيثم هو ابن خلف بن خالد بن راشد أبو القاسم اللَّخميي القاضي الكوفي وثّقه الدارقطني والخطيب والذهبي وغيرهم وقد روى عنه أبو عمر بن حيويه وجماعة، وَوُصف بالقاضي كما في أصل المخطوط، لذا فإن القلب إلى أنه هو أميل، مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة، انظر تاريخ بغداد: 7/107، وسير أعلام النبلاء: 14/530. ويزيد بن الهيثم هو ابن طهمان أبو خالد الدقاق يعرف بالبادا، قال الخطيب: وصوابه البادي بكسر الدال. وثقه الدارقطني. مات سنة أربع وثمانين ومائتين، لكن ذكرُ وكيع لَهُ في كتابه أخبار القضاء يدل على أنه تقلّد هذا المنصب، وبالتالي لا يمكن الجزم بأن الصحيح هو الأول ولله أعلم.. تاريخ بغداد: 14/349، أخبار القضاة للوكيع: 1/35، البداية والنهاية: 11/88. (¬2) أبو سبرة المدني: هوعبد الرحمن بن محمد أب سبرة المدني متأخر، قال الدارقطني كثير الوهم. وقال الحاكم: له مناكير. وقال الذهبي: ربما يخالف في حديثه. وقال ابن حجر: يروي عن مطرف عن مالك أحاديث عدد يخطئ فيها عليه. المغني في الضعفاء: 2/86، ميزان الاعتدال: 4/ 314، لسان الميزان: 3/431، لسان الميزان: 7/50.

فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) . (¬1) قال بدر: قالوا: الحديث غلط، والصحيح، عن أبي هريرة، حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ (¬2) ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا قَالَ اْلإِمَامُ: غَيْرُ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِينَ، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ)) . (¬3) ¬

(¬1) حديث صحيح: وإسناد المؤلف منكر وَهِم فيه أبو سبرة على مطرف بن عبد الله، لأن هذا الحديث لا يُروَى عن مالك إلا عن أبي هريرة. أخرجه مالك في الموطأ: في الصلاة: باب ما جاء في التأمين خلف الإمام 1/194، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن أبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعا: بلفظ ((إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فأمنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبه)) . وقال ابن شهاب: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: آمين. وأخرجه البخاري من طريقه في الأذان: باب جهر الإمام بالتأمين 2/262 رقم ((780)) ، ومسلم في الصلاة: باب التسميع والتحميد والتأمين 1/307 رقم ((410)) . وأخرجه البخاري في الدعوات: باب التأمين 11/200 رقم ((6402)) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم في الصلاة: باب التسميع والتحميد والتأمين 1/307 رقم ((410)) ، من طريق يونس كلاهما عن الزهري به. وعند البخاري بدون ذكر أبي سلمة بن عبد الرحمن، وبدون ذكر قول الزهري عند كل منهما. (¬2) أبو سعيد الأشجّ: ثقة من شيوخ البخاري ومسلم، واسمه عبد الله بن سعيد الأشج، انظر التقريب 1/305. (¬3) الحكم على الحديث بأنه خطأ بهذا الإسناد صحيح، والحكم على الإسناد الذي ساقه وكذا المتن بأنه صحيح ليس الأمر كذلك بل هو خطأ. لأني لم أجد من روى عن مالك هذا الحديث بالإسناد المذكور، غير إسحاق ابن سليمان الرازي، أخرجه الدارقطني في الأفراد والغرائب كما في الأطراف لابن القيسراني، وقال تفرد به إسحاق ابن سليمان الرازي عن مالك، عن الزهري بهذا اللفظ 0/533، وأورده ابن عبد البر في التمهيد 7/8، تعليقا مجزوما عن إسحاق ابن سليمان، ثم قال: ولم يتابع ((يعني إسحاق بن سليمان)) على هذا اللفظ، وإنما هو لفظ حديث سُمَي. قلت وحديث سمي رواه عدد من الرواة الثقات عن مالك، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة مرفوعا ولفظه: إِذَا قَالَ الإِمَامُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ من ذنبه)) أخرجه مالك في الموطأ في الصلاة: باب ما جاء في التأمين خلف الإمام 1/87 رقم ((195)) ، ومن طريقه البخاري في الأذان: باب جهر المأموم بالتأمين 2/517 رقم ((782)) ، وفي التفسير: باب غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ رقم ((4475)) . وقوله في الرواية ((غفر لأهل المسجد)) غير محفوظ بل هو منكر، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

762 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن مَنِيع، حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بنُ مَنِيع، حدَّثَنِي أَبُو الأَحْوَص مُحَمَّدُ بْنُ حيَّان البَغَوي، عَنْ مَالِكٍ بن أنس، عن هُشَيْم ابن أَبِي حَازِمٍ، (¬1) عَنْ يَعْلَي بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَة بْنِ حَدِيد، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: ((اللَّهُمَّ بَارِكْ ِلأَمَّتِي فِي بُكُورِهَا)) . (¬2) 763- قَالَ (¬3) : حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا عليُّ بْنُ الجَعْد، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وهُشَيْم، عَنْ يَعْلَي ابن عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارة بْنِ حَديد، عَنْ صَخْرِ الغَامِدِي، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مِثْلَه)) . (¬4) 764- أخبرنا [ل160/ب] أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صاعد ¬

(¬1) في الخطية: هشيم عن أبي خازم وهو وهم من الناسخ. (¬2) تقدم تخريجه في رواية رقم (529) . (¬3) القائل هو عبد الله بن محمد بن منيع. (¬4) تقدم تخريجه في رواية رقم (529) ،

إملاء، حدثنا محمد ابن سُلَيْمَانَ (¬1) بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحُنَيْنِي (¬2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ محمد ابن يَحْيَى بْنِ طحْلاء (¬3) ، عَنْ أَبِيهِ (¬4) ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((خَيْرُ بِيُوتِكُمْ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ)) . (¬5) ¬

(¬1) محمد بن سليمان: لُوَين. (¬2) إسحاق بن إبراهيم الحنيني: أبو يعقوب، قال البخاري في حديثه نظر. وقال أبو زرعة: صالح. وقال ابن عدي: والحنيني مع ضعفه يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال مرة ضعيف. وقال الذهبي: صاحب الأوابد. وقال ابن حجر: ضعيف. التاريخ الكبير: 1/479، الجرح والتعديل: 2/208، الكامل: 1/341، ميزان الاعتدال: 1/179، التقريب: 1/99، (¬3) مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَحْلاءَ: قيل هو يحيى بن محمد بن طحلاء، وقيل طلحة مولى بني ليث مدني ذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير: 8/303، لجرح والتعديل: 9/184، الثقات: 7/606، (¬4) أبوه: محمد بن طحلاء بفتح الطاء وسكون الحاء المهملتين مولى جويرية بنت الحارث الغطفانية المدني، قال أبو حاتم: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 7/ 292، الثقات: 7/271، التقريب: 1/485. (¬5) حديث منكر، في إسناده إسحاق بن إبراهيم الحنيني وهو ضعيف قد تفرد بهذ عن مالك بن أنس. وقال العقيلي: وأما حديث مالك فلا أصل له. وقال ابن عدي: لا يرويه عن مالك غير إسحاق الحنيني هذا. أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير: 1/97، وابن عدي في الكامل: 1/334، والطبراني في معجم الكبير: 12/388، وأبو نعيم في الحلية: 6/337، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/229 رقم ((1249)) والخليلي في الإرشاد: 1/435، من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن مالك به. قال الطبراني: يحيى بن محمد بن طلحة، وقال الآخرون يحيى بن محمد بن طحلاء. وقال أبو حاتم عندما سأله ابنه عن هذا الحديث: هذا حديث منكر. العلل لابن أبي حاتم: 2/176، وقال الخليلي: تفرد به الحنيني عن مالك والحديث صحيح. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد: باب ما جاء في الإحسان إلى اليتيم 0/229 رقم ((654)) ، وعبد بن حميد في المنتخب: 3/217 رقم ((1465)) ، والبخاري في الأدب المفرد باب خير بيت فيه يتيم يحسن إليه 1/231 رقم ((137)) ، وابن ماجة في الأدب: باب حق اليتيم 2/1213 رقم ((3679)) وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق: 0/348 رقم ((103)) ، من طريق يحيى بن أبي سليمان، عن زيد بن أبي عتاب، عن أبي هريرة مرفوعا، بلفظ: ((خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، ثم قال بأصبعه: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وجمع بينهما)) . وهذا سنده ضعيف، فيه يحيى بن أبي سليمان وهو أبو صالح، وعند ابن ماجة: يحيى بن سليمان، قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي مضطرب الحديث. وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه وإن كان بعضها غير محفوظة. وقال البوصيري: إسناده ضعيف. وقال: أخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه، وقال: في النفس من هذا الحديث شيء، فإني لا أعرف يحيى بعدالة ولا جرح، وإنما خرجت خبره لأنه يختلف العلماء فيه، وقال: وقد ظهر للبخاري وأبي حاتم ما خفي على ابن خزيمة فجرحهما مقدم على من عدّله، مصباح الزجاجة 3/165.

765- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابن صاعد إملاء، قال: سَمِعْتُ يَحْيى بن سليمان ابن نِضْلَة يقول: ((دَخَلْتُ أَنَا وَإِبْرَاهِيمٌ بن أبي يحيى بَيْنَ السَّقْفَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلَكَ مَالِكاً، فقال: مَا أُحِبُّ أَطَّلِعُ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي: قَبْرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وَسَلَّمَ -)) (¬1) . 766- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، وَأَفَادَنِيهِ عَنْهُ إبراهيم الأصفهاني (¬2) ، وكتبه ل ¬

(¬1) في إسناده إبراهيم بن أبي يحيى تركه العجلي. (¬2) إبراهيم الأصفهاني: لعله إبراهيم بن قتيبة الأصفهاني، قال ابن حجر: ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الإمامية. لسان الميزان: 1/92.

ي بِخَطِّه، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الدّهَاني (¬1) ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ (¬2) ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِي (¬3) ، عَنْ أَخِيهِ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِي (¬4) ، عَنْ أَبِيهِمَا (¬5) قَالَ: ((كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَجَاءَهُ رَجْلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، شَهِدْتَ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ غَدِيْرِ خُمِّ؟، قَالَ: نَعْم، قَالَ: فَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟: قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَلِيٍِّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا مَوْلاَهُ، اللَّهُمَّ وَالِ ¬

(¬1) علي بن ثابت أبو الحسن الكوفي و الدهّاني-: كذا في الخطية باثبات ياء النسبة، وفي ((التقريب)) الدهّان (وهو الصواب) ، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. تهذيب الكمال: 20/339، التقريب: 1/398، (¬2) منصور بن أبي الأسود: وقيل اسم أبيه حازم الليثي الكوفي، قال ابن سعد: كان تاجرا كثير الحديث. ووثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق رمي بالتشيع. طبقات الكبرى: 6/382، الجرح والتعديل: 8/180، الثقات: 7/475، التقريب: 1/546. (¬3) في الخطية: أبي إدريس الأودي: وصوابه إدريس الأودي، ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري ثقة. التقريب: 1/97. (¬4) داود بن يزيد الأودي: ابن عبد الرحمن الزعافري أبو يزيد الكوفي الأعرج، قال علي ابن المديني: لا أروي عن داود ابن يزيد. وقال ابن معين وأحمد: ضعيف. وقال أحمد مرة: واه. وقال ابن حبان: يكتب حديث وليس بالقوي، وقال مرة: لا بأس به. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء الكبير: 2/40، الجرح والتعديل: 3/427، الثقات: 1/342، تهذيب الكمال: 8/467، التقريب: 1/200. (¬5) أبوهما: هو يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، قال علي بن المديني: كان ثبتا. وذكره ابن حبان في ثقاته. وقال ابن حجر: مقبول. الضعفاء الكبير: 2/40، الثقات: 5/542، تهذيب التهذيب: 11/302، التقريب: 1/603.

مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ)) . (¬1) 767 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبُو الحسن ابن المغيرة، حدثنا ابْنُ أبي سعد، حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا مَعَن بن عيسى، عن مالك ابن أنس، عن يحيى بن سعيد: (¬2) ((أَنَّ سعيدَ بن ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه داود الأودي ضعيف. أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: 2/68 رقم ((1105)) ، من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي، عن إدريس ابن يزيد الأودي، عن أبيه به، دون ذكر أَخِيهِ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ في السند وقال: لم يروه عن إدريس إلا عكرمة. قلت: وعكرمة هذا ضعيف، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به. انظر الجرح والتعديل: 7/11، الضعفاء والمتروكون: 0/86، لسان الميزان: 4/181. لكن متن الحديث صحيح. أخرجه أحمد في مسنده 1/118، والحاكم في المستدرك: 3/109، والطبراني في المعجم الكبير: رقم ((4969)) و ((4970)) ، من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما دفع النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من حجة الوداع ونزل غدير خمٍّ ... فذكر القصة مع الحديث. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي. قلت في إسناده حبيب وهو مدلِّس وقد عنعن، لكنه لم ينفرد به بل تابعه فطر بن خليفة عند أحمد في مسنده 4/370، والطبراني في االمعجم الكبير: رقم ((4968)) . ورجال إسناده كلهم ثقات لذلك قال الهيثمي في المجمع: 9/104: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة. فالحديث له طرق كثيرة ليس هنا مكان بسطها، وقد ذكر الهيثمي بعضها في مجمع الزوائد 9/103-108، وقال ابن حجر في ((الفتح الباري)) 7/74: وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عُقْدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي. اهـ (¬2) يحيى بن سعيد: بن قيس الأنصاري المدني، ثقة ثبت التقريب: 1/591.

[ل161/أ] الْمُسيب ولد لسنتين بقيتا من إمارة عمر بن الخطاب (¬1) . قال: أبو إسحاق (¬2) : فَمَنْ قَالَ بِالْحَدِيثِ الَّذِي يَحَدِّثُ بِهِ سُفْيَانَ فِي أّنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ، فَهُوَ يَقُولُ: وُلِدَ لِسَنَتَيْن مَضَتَا، وَقُتِلُ عُمَر وهو ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ)) . (¬3) 768 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو طالب أحمد بن نَصْر بن طالب (¬4) إملاء، حدثنا أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن عمران بن ¬

(¬1) إسناد المؤلف فيه أبو الحسن ابن المغيرة، لم أقف له على ترجمة. ولم أقف على من أخرج هذا الأثر عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وإنما الثابت عند الأئمة خلاف هذا، لقد روى علي بن المديني، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: سمعت ابن المسيب يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر. هكذا ذكرت كتب التراجم. انظر الطبقات الكبرى5/119، وابن حبان في مشاهير علماء الأنمصار: 1/63، التعديل والتجرح: 3/1081، الجامع التحصيل: 0/184، تهذيب الكمال: 11/66 (¬2) أبو إسحاق: هو إبراهيم بن المنذر المتقدم في الإسناد. (¬3) وأما سماع ابن المسيب من عمر بن الخطاب، فقد اختلف العلماء في ذلك قديما، وأنكر مالك سماعه منه، وقال ابن سعد: ويُروي أنه سمع من عمر ولم أر أهل العلم يصححون ذلك، وإن كان قد رآه. وقال ابن معين: قد رأى ابن المسيب عمر بن الخطاب وكان صغيرا، ولم يثبت سماعا عنه وقال مرة: ابن ثمان سنين يحفظ شيئا؟، وأنكر الإمام أحمد سماعه عنه، وقال أبو حاتم: لا يصح له سماع إلا الخطبة، أو النعي، ولعل هذا هو الصحيح، أخرج البخاري في التاريخ عن ابن المسيب أنه قال: إني لأذكر يوم رأيت عمر ينعى النعمان بن مقرن على المنبر. تاريخ ابن معين: 2/208، والتاريخ الكبير: 5/119، التعديل والتجريح: 3/1081، تهذيب الكمال: 11/66، (¬4) أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب: قال الدارقطني: أبو طالب الحافظ أستاذي. وقال الخطيب: ثقة ثبتا. تاريخ بغداد: 5/182، تذكرة الحفاظ: 3/832، شذرات الذهب: 2/298،

سعيد بن مِقْلاَص المصري، حدثنا إبراهيم بن مُنْذِر، حدثنا مَعَن (¬1) ومُطَرِّفُ (¬2) ، قَالاَ: سَمِعْنَا مالك ابن أنس، إِذَا سُئِلُ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عبد الله، فَمَنْ تَرَى أَنْ يأْخُذَ المَغَازِي؟، وعَمَّنْ تَرَى أَنْ يأخُذَهَا؟، فَقَالَ مَالِك: ((عَلَيْكُمْ بِمَغَازِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ مُوسَى بن عُقْبَة، فَإِنَّهَا أَصَحُّ المَغَازِي عِنْدَنَا)) (¬3) . 769- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب، حدثنا أحمد ابن سعد بن إبراهيم، حدثنا زيد بن بشر الحَضْرَمي، أخبرني ابن وَهْب، قال: سمعت مالكا يقول: ((كَانَ عامر بن عبد الله بن الزُّبَيْر يركب بِنَاسٍ مِنَ الْقُرَّاءِ إِلَى نَخْله، فَيُطْعِمَهُمْ، مِنْهُمْ: مُوسَى بْنُ عُقْبَة (¬4)) ) . 770- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المُجَدَّر، أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ (¬5) ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، ¬

(¬1) معن: هو ابن عيس. (¬2) مطرف: هو ابن عبد الله بن مطرف اليساري. (¬3) صحيح، رجاله ثقات. علقه المزي في تهذيب الكمال: 29/118، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 6/115، وفي طبقات الحفاظ: 1/70، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 10/ 322، من طرق عن مالك به. (¬4) صحيح، رجاله ثقات. (¬5) أبو مصعب: هو الزهري أحد رواة الموطأ.

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ((طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهِ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَيَوْمَ (¬1) النَّحْرِ [ل161/ب] قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ بِطِيبٍ فِيهِ مِسْك)) ٌ (¬2) . 771- أخبر أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المُجَدَّر، حَدَّثَنَا لُوَيْن محمد بن سليمان ابن حَبِيبٍ، حدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ خَطَلُ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ)) (¬3) . 772- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ المِصِيصِي لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ ¬

(¬1) في الخطية ليس فيها (واو) أي: (ويوم) ، وإنما أثبته من كتب الحديث. (¬2) حديث صحيح: رجاله ثقات. أخرجه مالك في الموطأ: في الحج: باب الرخصة في الطيب للمحرم رقم ((217)) . ومن طريقه البخاري في الحج: باب الطيب عند لإحرام 3/396 رقم ((1539)) ، ومسلم في الحج: باب الطيب للمحرم عند الإحرام 2/846 رقم ((1189)) . كما أخرجه البخاري في الحج: باب الطيب بعد رمي الجمار 3/584 رقم ((1854)) ، وفي اللباس: باب تطييب المرأة زوجها بيدها 10/366 رقم ((5922)) ، ومسلم في الحج: باب الطيب للمحرم عند الإحرام 2/846 رقم ((1189)) ، من طرق عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ به. (¬3) حديث صحيح، رجاله ثقات. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم: ((759)) .

الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ: هَذَا ابْنُ خَطَلُ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ)) (¬1) . 773- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قال: قرئ على الحارث ابن مِسْكِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ (¬2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد، عَنِ الأعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((قَالَ اللهُ تَعَالَى: ابنُ آدَمَ، أَنْفِقْ، أُنْفِقُ عَلَيْكَ)) (¬3) . قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَيْسَ هَذَا فِي ((الْمُوَطَّأِ)) ، حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ابن نَافِعٍ، عَنْ مَالِكٍ، ((مِثْلَهُ)) (¬4) . 774 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت سفيان الثَّوْرِي، ومالك بن أنس، ومعمر، وابن جريج (¬5) ، وسفيان بن عيينة، ¬

(¬1) حديث صحيح، رجاله ثقات، تقدم تخريجه في رواية رقم: ((759)) . (¬2) في الخطية: (القاسم بن) ولكن الناسخ ضرب عليها. (¬3) حديث صحيح، رجاله ثقات. أخرجه البخاري في التفسير: باب وكان عرشه على الماء مطولا 8/352 رقم ((4684)) ، وفي النفقات: باب فضل النفقة على الأهل مطولا 9/497 رقم ((5352)) ، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدِّلوا كلام الله} 13/464 رقم ((7496)) ، ومسلم في الزكاة: باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف 2/290 رقم ((993)) مطولاً، كلاهما من طرق عن أبي الزناد به. (¬4) لم أقف على هذا الطريق. (¬5) ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

يقولون: ((الإِيْمَانُ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ)) (¬1) . 775- أخبرنا [ل162/أ] أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحيم، حدثنا خالد بن نزار (¬2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يحيى بن سعيد، عن سعيد ابن المسيب، قال: قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: ضِفْتُ قَوْماً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَدَّمُوا إِلَيَّ حَرِيرَةً (¬3) ، وَفِي وَسَطِهَا شَيْءٌ مِنْ سَمْنٍ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمْ يَأْخُذُ مِثْلَ ¬

(¬1) صحيح، رجاله ثقات. أخرجه علي بن الجعدفي مسنده 2/31 رقم ((1881)) والآجري في الشريعة: 2/641 رقم ((261)) ، واللا لكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 5/957 رقم ((1735)) و1736)) و5/958 رقم ((1737)) من طرق عن عبد الرزاق به. وقد تُكلّم في حديث عبد الرزاق عن الثوري، ولكن شيخنا صالح بن حامد الرفاعي قال في خلاصة هذا المبحث: أن عبد الرزاق ثقة في سفيان الثوري، إلا أنه ليس من كبار أصحابه المختصين به، وقد وقع في حديثه الذي سمعه بمكة بعض الاضطراب، لكن ذلك لا يؤثر في حديثه عن سفيان عامة كما تقدم، ولذلك اتفق البخاري ومسلم على تخريج حديثه عن الثوري إلا أنه ينبغي التوقف فيما ينفرد به عبد الرزاق عن الثوري عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ خشية أن تكون من أحاديث عبد الله بن عمر كما قال الإمام أحمد. الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم: (ص87) . قلت: وهذه ليست منها. وقد ورد من قول الثوري وحده في رواية رقم (463) ضمن أثر طويل (¬2) خالد بن نزار: بن المغيرة بن سليم الغساني مولاهم أبو يزيد الأيلي، قال ابن الجارود: خالد بن نزار أثبت من حرمي بن عمارة، ووثقه محمد بن وضاح، وذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب ويخطئ. وقال الذهبي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. الثقات: 8/223، تهذيب الكمال: 8/184، الكاشف: 1/396، تهذيب التهذيب: 3/106، التقريب: 1/191. (¬3) الحريرة: الحسا من الدّسم والدقيق، وقيل هو الدقيق الذي يطبخ بلبن، وقال شمّر: الحريرة من الدقيق، والخزيرة من النُّخال، وقال ابن الأعرابي: هي العصيدة ثمّ النخيرة، ثم الحريرة، ثم الحَسْوُ. انظر لسان العرب: 4/184.

النَّوَاةِ، ويَغْمِسُهَا فِي ذَلِكَ السَّمْنِ وَيَأْكُلُ، فَخَيَّرْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَنْ آكُلَ كَما يَأْكُلُونَ، وَبَيْنَ أَنْ آكُلَ فَأَشْبَعُ وَأَفْتَضِحُ، فَاخْتَرْتُ أَنْ آكُلَ كَمَا يَأْكُلُونَ)) (¬1) . قال ابن داود: وتفرد خالد بن نزار، عن مالك، عن يحيى بن سعيد بحديثين أحدهما: هذا، والآخر حديث أحمد بن صالح (¬2) . 776- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ القَزَّاز الرَّازي (¬3) ، حَدَّثَنَا مَكِّي بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((صلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى النَّجَاشِيِّ وَكَبَّرَ أَرْبَعاً (¬4)) ) . ¬

(¬1) في إسناده محمد بن عبد الرحيم لم أميّزه، وخالد صدوق يخطئ، وبقية رجاله ثقات. (¬2) سيأتي في رواية رقم (777) . (¬3) سليمان بن داود الفزاز الرازي: أبو أحمد الثقفي، قال أبو حاتم: صدوق. وابن أبي حاتم: روى عنه أبي وكتب عنه وهو صدوق ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 4/115، الثقات: 8/280، تاريخ جرجان: 1/221. (¬4) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات إلا أن مكيا خالف الجماعة الذين رووا هذا الحديث عن مالك كما سيأتي. أخرجه ابن ماجة في الجنائز: باب ما جاء في الصلاة على النجاشي 1/491 رقم ((1538)) . وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: 1/501، إسناده صحيح، ورجاله ثقات. قلت ولكن هذا لا يكفي في صحة الحديث لأنه قد صرح غير واحد من الأئمة على ضعف هذا الحديث بهذا الإسناد، وسئل ابن معين عن هذه الرواية؟ فقال: هذا باطل وكذب. وقال عبد الصمد بن الفضل: سألنا مكي بن إبراهيم عن حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر أن البي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي أربعا، فحدثنا من كتابه عن مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وقال هكذا في كتابي. تاريخ بغداد 13/115، وتهذيب الكمال: 28/ 476، وتهذيب التهذيب: 10/260. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن حديث مكي بن إبراهيم، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر ... الحديث، فقال: هذا خطأ، إنما هُوَ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهم فيه مكي. العلل 1/368. وقال الخطيب: يقال إن مكي بن إبراهيم رواه هكذا بالري وهو جائي من الخراسان يريد الحج، فلما رجع من حجه سئل عنه فأبى أن يحدث به. هذا وإن من مرجحات بطلان هذه الرواية ورجحان طريق أبي هريرة: 1- ... مخالفة مكي للجماعة الذين روى هذا الحديث عن مالك. 2- ... رجوعه عنه رحمه الله تعالى. 3- ... أن هذا مما حدث به من حفظه وأن حديث أبي هريرة حدث به من الكتاب. 4- ... إن مالكا عن نافع، عن ابن عمر جادة فلعل هذا هو الذي جعل مكي يرويه هكذا ظنا منه أنها على الجادة. 5- ... إخراج الشيخين طريق أبي هريرة واعراضهما عن هذا الطريق. وأما الرواية الصحيحة التي أشار إليها ابن أبي داود فقد أخرجها مالك في الموطأ في الجنائز: باب التكبير على الجنائز 1/226، رقم ((14)) ومن طريقه البخاري في الجنائز: باب الرجل ينعى أهل الميت بنفسه 3/116 رقم ((1245)) وباب التكبير على الجنازة أربعا 3/202 رقم ((1333)) ، ومسلم في الجنائز: باب في التكبير على الجنازة 2/656 رقم ((951)) . وأخرجه البخاري في الجنائز: باب صلاة الصبيان مع الناس على الجنائز 3/186 رقم ((1318)) ، ومسلم في الجنائز: باب في التكبير على الجنازة 2/656 رقم ((951)) ، من طريق عقيل، وأخرجه البخاري مناقب الأنصار: باب موت النجاشي 7/191 رقم ((3881)) ، ومسلم في الجنائز: باب باب التكبير على الجنازة 2/656 رقم ((951)) ، من طريق صالح بن كيسان. وأخرجه البخاري في الجنائز: باب الصفوف على الجنازة 3/186 رقم ((1318)) ، كلهم عن ابن شهاب به.

قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: هَذَا أَخْطَأَ فِيهِ مَكِّيٌّ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ بالرَّيِّ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ الصَّوَابُ،

فَمَنْ حدَّث بِهِ عَنْ مَكِّيٍّ، أَنَّهُ حَدَّثَ بِهِ فِي غَيْرِ الرَّيِّ فَقَدْ كَذَبَ. 777 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد، حدثنا بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن صالح (¬1) ، حدثنا خالد بن نِزَار، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ((إِنْ كُنْتُ لَأَرْحَلُ اْلأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ فِي طَلَبِ [ل162/ب] الْحَدِيثِ الوَاحِدِ (¬2)) ) . آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما. بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنّة. [ل163/أ] في الأصل ما مثاله: - سمع جميع الجزء العاشر من انتخاب علي بن الحسين بن الطيوري على الشيخ الإمام العالم الفقيه الحافظ الزاهد جمال الدِّين، شيخ الإسلام، أوحد الأنام، صدر الحفّاظ، أبي طاهر أحمد ابن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، بارك الله في ¬

(¬1) أحمد بن صالح: المصري. (¬2) صحيح: رجاله ثقات أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/226 من طريق محمد بن العباس بن حيويه به. وأخرجه ابن سعد في طبقات الكبرى: 5/120، ويعقوب الفسوي في المعرفة التاريخ: 1/468-469، والمزي في تهذيب الكمال 11/66، والذهبي في تذكرة الحفاظ: 1/54، وسير أعلام النبلاء: 4/222، من طريق عن مالك، عن يحيى بن سعيد به، وقال بعضهم عن مالك: أنه بلغه أن سعيد بن المسيب قال: فذكره.

عمره، ورضي عنه دنيا وآخرة، بقراءة الفقيه الإمام تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي من أصل السماع الذي نُقِل منه هذا الفرع، صاحبُهُ القاضي الأجلّ المكين، أبو طالب أحمد بن المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي أبي علي الحسين بن حديد، وجوهر الأستاذ مولاه، وأبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البَلْخي، وأبو طاهر إسماعيل ابن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وزكريا بن صالح المُوقاني الصوفيّان، وأبو الفضائل الحسن بن عبد الغني بن يوسف المنادي، وأبو القاسم عبد الرحمن ابن عبد المجيد بن الصفراوي، والشريف أبو محمد عبد القاهر بن هبة الله ابن عبد القاهر بن المؤيد بالله الهاشمي، والأمير الحاج قولي بن موسى، وابنه محمود، وابن أخيه إبراهبم بن ساوي ابن موسى، ,أبو محمد بن حميد بن أحمد العلوي، وأبو المكارم أحمد بن علي ابن سعيا اللَّخمي، والوجيه أبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي، وابنه أبو القاسم عيسى، وأحمد بن طارق بن سنان القرشي التاجر، وذلك في يوم الجمعة خامس عشر شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية. هذا تسميع صحيح كما قد كتبه الكاتب، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني بخطّه. [ل165/أ] .

الجزء العاشر

بسم الله الرحمن الرحيم الجزء العاشر من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ صدر الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري.

في الأصل ما مثاله: سمع جميعه على القاضي الفقيه الإمام العالم الأمين جمال الدّين ولي أمير المؤمنين أبي طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أبقاه الله بقراءة الفقيه الإمام العالم زكي الدِّين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الجماعة الفقهاء، القاضي الإمام العالم الصدر نجيب الدين أبو علي الحسن، والعالم الجليل الفاضل عماد الدين أبو البركات عبد الله، والإمام العالم الزاهد رشيد الدّين بنو القاضي الفقيه الإمام العالم الأعز أبي محمد عبد الوهاب بن إسماعيل بن عوف الزهريون، وأبو بكر محمد بن القاضي الرشيد أبي الفضل عبد العزيز بن عوف المزهر، والقاضي الإمام الفاضل الأسعد أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرب التُّجيبي، وعلم الدين أبو محمد عبد الحق [ابن] (¬1) مكي بن صالح القرشي، وعزّ الدين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام جمال الدين أبي علي الحسين ابن عتيق الرَّبَعي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحيى بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مفرج القرشي المالكي، والسماع بخطه، وصح ذلك في ثالث شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة بظاهر ثغر الإسكندرية بالرمل، والحمد لله حق حمده، وصلواته على سيدنا محمد نبيِّه وآله وسلامه، فيه ملحق أبو الفضل (¬2) عبد العزيز وهو صحيح، كتبه يحيى القرشي وصح. [ل165/بِ] . ¬

(¬1) ما بين المعقوفين مثبت من بقية السماعات. (¬2) في الخطية ((الفضل)) غير واضح وإنما أثبتناه من بقية السماعات.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رب اختم بخير 778 - أخبرنا القاضي الْفَقِيهُ الْمَكِينُ الأَشْرَفُ جَمَالُ الدِّينِ أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين ابن حديد قراءة عليه وأنا أسمع بثغر الإسكندرية -حماه الله تعالى- في ثالث شهر ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ قراءة عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ فِي الْخَامِسِ عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بن محمد بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَتِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬1) بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْيَمَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد ابن زَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى الْبَغْدَادِيُّ الْعَطَّارُ (¬2) ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ ¬

(¬1) في الخطية (الحسن) والتصحيح من رواية رقم: (64، و145، و146) (¬2) عبد الله بن أحمد بن زكرياء العطار البغدادي: قال الخطيب: حدث بمصر عن إسحاق الدبري. ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. انظر تاريخ بغداد 9/388.

إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ (¬1) ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً، قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ ِلأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا بغَضَ (¬3) ، [ل166/أ] فَمِثْلُ ذَلِكَ)) (¬4) . ¬

(¬1) إسحاق بن إبراهيم الدبري: بن عباد الصنعاني. قال الدارقطني: صدوق. قال الحاكم: سألت الدارقطني عن إسحاق الدبري، أيدخل في الصحيح؟ قال: إي والله، هو صدوق، ما رأيت فيه خلافاً. قال ابن الصلاح: وقد وجدت فيما روى الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرها جدًّا، فأحلت أمرها على الدبري؛ لأن سماعه منه متأخر جدًّا. وقال ابن حجر: روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة، فوقع التردد فيها هل منه فانفرد بها أو هي معروفة مما تفرد به عبد الرزاق. انظر الكامل 1/344- رقم: 177، لسان الميزان 1/349- رقم: 1084، ميزان الاعتدال 1/181.. (¬2) أبوه ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني. ثقة ثبت. التقريب 1/203- 1841. (¬3) كذا في الخطية، وفي مصنف عبد الرزاق (وإذا أبغض) . (¬4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الحسن اليمني لم أجد له ترجمة، وأما إسحاق الدبري فقد توبع بمتابعات قاصرة. أخرجه عبد الرزاق في المصنف 10/450- رقم: 19673. وأخرجه مالك في الموطأ، في السفر، باب ما جاء في المتحابين في الله 2/953- رقم: 15. ومسلم في البر والصلة، باب ما جاء إذا أحب الله عبداً حببه إلى عباده 4/2030- رقم: 2637 من طريق مالك، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وعبد العزيز الدراوردي، والعلاء بن المسيب، وجرير كلهم عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ به. كما أخرجه البخاري في التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة 3/461- رقم: 7485 بسنده عن أبي صالح به.

779 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان (¬1) ، حدثنا أحمد بن علي المقرئ (¬2) ، حدثنا محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عاصم الحَبَطِيَّ، عن الحسن (¬3) ، قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ، قَالَتْ: رَبِّ لِمَنْ خَلَقْتَنِي؟ قَالَ: لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ يَخَافُنِي)) (¬4) . 780 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أبو علي بن دُحَيم، حدثني سعيد ابن أبي الأزهر الربعي، قال: أنشد منشد أبا يوسف القاضي قول الشاعر: وإذَا المحِبُّ شَكَا الصُّدودَ فَلمْ يُعْطَفْ عَلَيهِ فَقَتْلُهُ عَمْدُ قال: فقال أبو يوسف: إيْ وَاللهِ، إيْ والله تُؤْخَذُ مِنْهُ الدِّيَةُ مُغَلَّظَةً (¬5) . 781- قال: وأنشد آخر ابن أبي الليث: تَرَى فِي الْحُكُومَةِ يا سَيِّدِي ... عَلَى مَنْ تَعَشَّقَ أَنْ يُقْتلا ¬

(¬1) أحمد بن مروان أبو بكر الدينوري المالكي. ضعفه أبو الحسن الدارقطني، ومشاه غيره. قال الذهبي: وأراه توفي بعد الثلاثين وثلاثمائة. وقال ابن حجر نقلا عن مسلمة إنه مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. ميزان الاعتدال 1/156، لسان الميزان 1/310. (¬2) أحمد بن علي: أبو جعفر الخزاز البغدادي المقرئ. توفي في المحرم سنة ست وثمانين ومائتين. وثقه الدارقطني والخطيب. تاريخ بغداد 4/303. (¬3) الحسن: هو البصري. (¬4) في إسناده محمد بن عبد الله، وأبو عاصم الحبطي لم أعرفهما. أخرجه الدينوري في المجالسة 8/82-83- رقم: 3407. وعزاه السيوطي في البدور السافرة رقم: 1683 للدينوري في المجالسة (¬5) في إسناده سعيد بن أبي الأزهر الربعي لم أجد له ترجمة.

فقال: لاَ وَاللهِ مَا أَرَاهُ وَلاَ رَأَتْهُ القُضَاةُ مِنْ قَبْلِي. 782 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو علي بن دُحَيم، حدثني علي ابن سالم (¬1) ، حدثني الحسين بن عبد الله بن جعفر، (¬2) حدثنا علي بن إسماعيل، قال: ((صَحِبْتُ رَجُلاً مِنْ إِخْوَانِي إِلَى الْكَعْبَة، فَمَرِضَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا حُضِرَ، قُلْتُ لَهُ: يَا أُخَيَّ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ يَقُولٌ: فوَيْلِِِِِِي مِِِنَ اْلحُمىَّ وَوَيْلِِي مِنَ الْهَوَى وَمَا مِنْهُمَا إلاَّ عَليَّ شَدِيدُ [ل166/ب] فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قّالَ: أَنَا إِنْ مِتُّ فَالْهَوَى حَشْوُ قَلْبِي فَبِِدَاءٍٍِِِ الْهَوَى يَمُوتُ الْكِرَامُ. ثم قال: يَا مَنْ لاَ يَمُوتُ أَبَداً، ارْحَمْ مَنْ يَمُوتُ غَداً، ثم مات (¬3) 783 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد بن بشر بن عبد الله ¬

(¬1) علي بن سالم بن ثوبان، وقيل: شوال. بصري. قال البخاري والأزدي: لا يتابع على حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف من السابعة. التاريخ الكبير 6/278، ميزان الاعتدال 5/159، المغني 2/448، لسان الميزان 5/203، تهذيب التهذيب 7/286، التقريب 1/401، الكاشف 2/40، تهذيب الكمال 20/446. (¬2) هنا في الخطية: (نا علي بن سالم، حدثني الحسين بن عبد الله بن جعفر) وضرب عليها الناسخ. (¬3) في إسناده محمد بن الحسن اليمني، والحسين بن عبد الله لم أقف لهما على ترجمة، وعلي بن إسماعيل لم أميّزه.

الزبيري (¬1) ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا بشر بن ثابت، حدثنا حسان بن صالح (¬2) ، عن يونس (¬3) ، عن الحسن (¬4) قال: ((لَقَدْ طَلَبَ أَقْوَامٌ الْعِلْمَ مَا أَرَادُوا بِهِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا عِنْدَهُ، فَمَا زَالَ بِهِمْ الْعِلْمُ حتى أَرَادُوا بِهِ اللهَ تَعَالَى)) (¬5) 784 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان بن محمد القاضي، حدثنا محمد بن عبد العزيز (¬6) ، حدثنا الحسن بن علي، ¬

(¬1) محمد بن بشر بن عبد الله الزبيري العسكري المصري أبو بكر. ولد سنة ثمان وأربعين ومائتين. ومات سنة اثنتين وثلاثين ثلاثمائة، لم يذكر فيه جرح ولا تعديل. انظر تبصرة المنتبه 2/656، السير 15/314، لسان الميزان 5/93، مولد العلماء ووفياتهم 2/667، تذكرة الحفاظ 3/842. (¬2) كذا في الخطية وعند الدارمي في سننه (حسان بن مسلم) . (¬3) يونس: بن عبيد ابو عبد الله العبدي مولاهم البصري. ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة. مات سنة تسع وثلاثين ومائة. التقريب 1/613. (¬4) الحسن هو البصري. (¬5) في إسناده محمد بن الحسن اليمني، وحسان بن صالح، لم أقف عليهما، ومحمد بن بشر لم أعرف حاله من حيث الجرح والتعديل. أخرجه الدارمي في سننه عن بشر بن ثابت عن حسان بن مسلم عن يونس به. 1/114- رقم: 360. ومعنى ((فما زال بهم العلم)) : أي يهذب نفوسهم ويخلص نياتهم، ويحسن قصدهم. (¬6) محمد بن عبد العزيز الدينوري. ذكره ابن أبي حاتم بدون جرح ولا تعديل، وذكر له ابن عدي أحاديث منكرة. وقال الذهبي: منكر الحديث ضعيف. وقال ابن حجر: كان ليس بثقة. الجرح والتعديل 8/8- رقم: 31، الكامل لابن عدي 6/289- رقم: 1774، الكشف الحثيث عمن رمي /238- رقم: 694، لسان الميزان 5/260- رقم: 898، ميزان الاعتدال 3/629، المغني في الضعفاء 2/609.

حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان (¬1) ، قال: ((يَا ابْنَ آدَمَ، إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُكْرِمُونَكَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، فَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ أَحَبَّ أَنْ يُعْلِمَك كَرَامَتَكَ عَلَيْهِ، فَلاَ تَرْجِعْ (¬2) مِنْ طَاعَتِهِ إِلَى مَعْصِيَتِهِ)) (¬3) . 785 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دُحَيم، حدثنا أحمد بن الفرج (¬4) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّائِفِيُّ (¬5) ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ¬

(¬1) أبوه سليمان بن طرخان التميمي، أبو المعتمر البصري. نزل في تميم فنسب إليهم. ثقة عابد من الرابعة. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وهو ابن سبع وتسعين. التقريب 1/252- رقم: 2575. (¬2) كتب الناسخ في هامش الأصل (ترجع) وكتب فوقها (بيان) . (¬3) إسناده ضعيف، فيه محمد بن الحسن اليمني لم أجد له ترجمة، ومحمد بن عبد العزيز ليس بثقة. أخرجه الدينوري في المجالسة 4/366-367- رقم: 1549 وفيه: ((أن الله أحب أن يعلمك كرامته عليك)) . (¬4) أحمد بن الفرج بن سليمان أبو عتبة الحمصي، المعروف بالحجازي الكندي. مات سنة نيف وسبعين ومائتين. قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه، ومحله عندنا محل الصدق. ووثقه مسلمة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ. وضعفه محمد بن عوف الطائي. ونقل الخطيب عن ابن عوف هذا أنه كذبه. قال: وكان ليس عنده في حديث بقية أصل، هو فيها أكذب الخلق. وضعف أمره ابن جوصاء. وقال ابن عدي: لا يحتج به. وقال أبو عتبة: مع ضعفه احتمله الناس ورووا عنه. وقال ابن حجر: هو وسط. الجرح والتعديل 2/67- رقم: 124، الكامل 1/190- رقم: 29، الثقات 8/45- رقم: 12176، تاريخ بغداد 4/339- 2168، لسان الميزان 1/245- رقم: 768، تهذيب التهذيب 1/59. (¬5) محمد بن سعيد الطائفي.: قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لا يحل الاحتجاج به بحال. وذكره المزي وابن حجر ونقلا فيه قول ابن حبان هذا. وقال ابن حجر أيضاً في التقريب: ضعيف. انظر المجروحين 2/268- رقم: 953، تهذيب الكمال 25/285، تهذيب التهذيب 9/169، لسان الميزان 7/360، التقريب 1/480.

عطاء (¬1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((ليسَ عَلَى أَهْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، إِذَا انْفَلَقَتْ الأَرْضُ عَنْهُمْ، يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَالنَّاسُ بُهْمٌ)) (¬2) ¬

(¬1) عطاء: بن أبي رباح. (¬2) حديث ضعيف منكر، وإسناد المؤلف فيه محمد بن الحسن اليمني لم أجده، وأحمد بن الفرج فيه ضعف، ومحمد ابن سعيد، قال فيه ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، ثم ذكر هذا الحديث وقال: خبر باطل؛ إنما يعرف هذا من حديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عمر فقط. والحديث أخرجه ابن حبان في المجروحين 2/268 والخطيب في التاريخ 5/305 وخيثمه في حديثه 197-198 من طريق أحمد بن الفرج به؛ قال أبو نعيم في كتاب الضعفاء ص139: ((روى -أي محمد بن سعيد الطائفي- عن امن جريج حديثاً موضوعاً في أَهْلِ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وقال ابن حبان: إنما يعرف هذا من حديث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عمر فقط)) وحديث عبد الرحمن الذي أشار إليه ابن حبان أخرجه في المجروحين 1/202، وابن أبي حاتم في تفسيره وابن كثيرفي تفسيره 3/557، والطبراني في الأوسط 9/181 رقم (9478) . وابن عدي في الكامل 4/271، والبيهقي في الشعب 1/110-111، والخطيب في التاريخ 1/266، من طريق يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعاً: ((لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ ولا في النشور. وكأني بهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} . سورة فاطر آية 34. والحماني: قال ابن حجر: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. التقريب 1/593- 7591. ولكن تابعه عبد الرحمن ابن واقد، رواه عنه الخطيب في التاريخ 10/265. وابن واقد هذا اتهمه ابن عدي وعبدان الأهوازي بسرقة الحديث أيضاً. الكامل 4/318- 1150. وعبد الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ضعيف. التقريب 1/340- 3865. وقد تفرد به كما قال البيهقي في الشعب وقال المنذري في الترغيب 2/417: ((وفي متنه نكارة)) وقال العراقي في تخريج الإحياء 1/297، والسخاوي في المقاصد ص353: سنده ضعيف. وأخرجه الطبراني في الوسط 9/171 رقم (9445) عن يعقوب بن إسحاق عن جعفر بن عاصم عن مجاشع بن عمرو عن داود بن أبي هند عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً ولفظه: ((ليس على أهل لاإله إلا الله وحشة عند الموت، ولا عند القبر)) . وقال: لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا مجاشع بن عمرو، تفرد به جعفر بن عاصم. قلت: ومجاشع منكر الحديث، وأما يعقوب بن إسحاق ابن الزبير الحلبي وجعفر بن عاصم الحراني فلم أجد لهما ترجمة.

786 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان [ل167/أ] بن محمد القاضي، حدثنا إبراهيم بن سهلوية الدينوري، حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: ((كُنَّا عِنْدَ مُعْتَمر بنِ سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُنَا: إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقَطَعَ مُعْتَمر حَدِيثَهُ، فَقِيلَ لَهُ: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: إِنَّا لاَ نَتَكَلَّمُ عِنْدَ كُبَرَائِنَا)) . (¬1) 787 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أحمد بن حفص، حدثنا عمران ابن بكار، حدثنا محمد بن مصفى (¬2) ، حدثنا بقية (¬3) ، عن ¬

(¬1) في إسناده محمد بن الحسن اليمني، وإبراهيم ب سهلوية، والحسن بن علي الخلال، لم أجد لهم تراجمة. أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/320، وأورده محقق المجالسة في الملحق برقم 12. (¬2) محمد بن مصفى بن بهلول الحمصي. أبو عبد الله القرشي. مات سنة ست وأربعين ومائتين. قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو زرعة: كان يرسل ويدلس التسوية. وقال النسائي: صالح. وقال صالح بن محمد اليغدادي: كان مخلطاً، وأرجو أن يكون صادقاً. وقد حدث أحاديث مناكير. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان يخطئ. ووثقه الذهبي وقال: يغرب. وقال ابن حجر:: صدوق له أوهام، وكان يدلس. تهذيب الكمال 26/465- رقم: 5613، تهذيب التهذيب 9/406- رقم: 744، التقريب 1/507- رقم: 6304، الكاشف 2/222- رقم: 5157، لسان الميزان 7/276- رقم: 4749. (¬3) بقية: هو ابن الوليد.

إبراهيم ابن أدهم، قال: ((مَا عَالَجْتُ مِنَ الْعِبَادَةِ شيئًا أَشَدَّ مِنْ مُنَازَعَةِ النَّفْسِ إِلَى الْوَطَنِ)) (¬1) . 788 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَهْبَذُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صالح ابن ذُرَيْحٍ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عن ليث ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (¬2) ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ((رُبَّمَا انْقَطَعَ شِسْعُ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَيَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى يُصْلِحَهَا، أَوْ تُصْلَحَ لَهُ)) (¬3) ¬

(¬1) في إسناده محمد بن الحسن اليمني وأحمد بن حفص لم أعرفهما، ومحمد بن مصفى صدوق له أوهام، وبقية معروف بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وقد عنعن. (¬2) أبوه الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بكر التيمي. ثقة أحد الفقهاء بالمدينة. (¬3) إسناده ضعيف، فيه جبارة المغلس وهو منكر الحديث. ومندل بن علي، وليث بن أبي سليم كلاهما ضعيفان. أخرجه ابن عدي في الكامل 6/456، من طريق مندل بن علي، والخطيب في تاريخه 4/382، من طريق أحمد ابن بديل عن مفضل بن صالح كلاهما عن ليث بن أبي سليم به. وإسناده ضعيف للعلة السابقة، ومفضل ضعيف أيضاً. ورواه الترمذي في اللباس، باب ما جاء في الرخصة في المشي في النعل الواحدة رقم: 1777. والطحاوي في مشكل الآثار 2/142، كلاهما من طريق ليث بن أبي سليم به. ولفظه: ((ربما مشى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في نعل واحدة)) وإسناده ضعيف أيضاً، فيه ليث بن أبي سليم أيضاً. ثم وجدت ابن عيينة يرويه عن أبيه عن عائشة أنها مشت بنعل واحدة. أخرجه الترمذي في اللباس، باب ما جاء في الرخصة في المشي في نعل واحدة، وقال: هذا أصح. ثم قال: ((هكذا رواه سفيان الثوري وغير واحد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ موقوفاً. وهذا أصح)) . والطبراني كما في مجمع البحرين للهيثمي 7/159- رقم: 4233 من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ علي موقوفا. وإسناده حسن. كذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/139. وذكره ابن حجر في في فتح الباري 10/310 وضعفه وقال: وقد رجح البخاري وغير واحد وقفه على عائشة. قلت: ولكن هذا الحديث الذي معنا يعارض ما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً: ((لا يمش أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعاً أو ليخلعهما جميعاً)) رواه البخاري في اللباس، باب لا يمشي في نعل واحدة 10/309- رقم: 5855، ومسلم في اللباس والزينة، باب استحباب لبس النعل في اليمنى 3/1660- رقم: 2097، وروى مسلم عن جابر نحوه أيضاً برقم: 2099. وقد تطرق الحافظ الطحاوي إلى تعارض الحديثين في شرح مشكل الآثار 2/141، وأجاب عنه بأن الاختلاف في مثل هخذا إنما يكون بعد تكافئ الإسانيد فيه وثبوت الروايات له، فأما إذا [كان] بخلاف ذلك فلا يكون كما ذكرت. وقال ابن عبد البر في ((الاستذكار)) : حديث أبي هريرة، وحديث جابر صحيحان ثابتان، وقد رُوي عن عائشة رحمها الله معارضةٌ لحديث أبي هريرة في هذا الباب، ولم يلتفت أهل العلم إلى ذلك، لأن السنن لا تُعارَض بالرأي. فإن قيل: لَمْ تُعارض أباهريرة برأيها، وإنما ذكرتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ربما نقطع شسع نعله، فمشى في نعل واحدة، قيل: لم يرو هذا - والله أعلم - إلا مندَل بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة. ومندل وليث ضعيفان، لا حجّة فيما نقلا منفردَين، فكيف إذا عارض نقلُهما نقلَ الثقات الأئمة. وانظر أيضاً الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة: (ص135-136) .

789 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ، حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((رُبَّمَا انْقَطَعَ شِسْعُ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فَيَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَهَا أَوْ تُصْلَحَ لَهُ)) (¬1) . 790 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عبد اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْيَمَنِيُّ، ¬

(¬1) وعلة إسناده كسابقه. ولأنه لو صح هذا عن نافع لما تركه أصحابه الكبار.

أخبرنا أبو أحمد حاتم ابن عَبْدِ اللَّهِ الْجِهَازِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابن سليمان بن إبراهيم الأزدي، [ل167/ب] حَدَّثَنَا حَبِيبٌ كَاتِبُ مَالِكٍ (¬2) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ محمد بن جبير ابن مُطْعَمٍ، أَنَّ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((إِنَّ لِيَ خَمْسَةَ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَناَ أَحْمَدُ، وَأَناَ الْمَاحِي: الَّذِي يَمْحُوا اللهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ: الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ)) (¬3) . ¬

(¬1) أَبُو أَحْمَدَ حَاتِمُ بْنُ عَبْدِ الله الجهازي: وثقه سعيد بن يونس، توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. انظر لسان الميزان: 2/145. (¬2) حبيب كاتب مالك: هو ابن أبي حبيب إبراهيم، ويقال مرزوق، ويقال زريق الحنيفي أبو محمد المصري. قال أحمد: ليس بثقة. وقال مرة: كان يكذب. وقال ابن معين: كان إذا انتهى إلى آخر قراءة صفح أوراقاً وكتب بلغ. وكذبه أبو داود، وتركه أبو حاتم والنسائي، وقال: أحاديثه كلها موضوعة عن مالك. وقال الحاكم: ذاهب الحديث، ورماه ابن حبان بالوضع. ومع هذا فإن الروايات المتعددة للموطأ إنما جاءت برواية حبيب، فيحمل تجريحه على الأحاديث التي في خارج الموطأ. أما أحاديث الموطأ فصحيحة، ولا يمكن تطرق الضعف إليها، ليقظة مالك أثناء القراءة، وكانت ابنته أيضاً تقف خلف الباب أثناء القراءة، فإذا أخطأ حبيب في القراءة طرقت الباب طرقاً خفيفاً تنبه مالكاً إلى ذلك. تهذيب الكمال 5/366-، تهذيب التهذيب 2/158، الكامل 2/411، المجروحين: 1/265. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه محمد بن الحسن اليمني وأبو القاسم عبد الله بن محمد الأزدي، لم أجد لهما ترجمة. أخرجه البخاري في المناقب، باب ما جاء في أسماء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقم: 3532 من طريق معن عن مالك به. وأخرجه أيضاً في التفسير، سورة الصف رقم: 4614. ومسلم في الأدب، باب ما جاء في أسماء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/1858 - رقم: 4614 من طريق شعيب عن الزهري به. وأخرجه مسلم في الأدب، باب ما جاء في أسماء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/1858- رقم: 461 من طريق سفيان بن عيينة، ومعمر، وعقيل، ويونس، كلهم عن الزهري. وقد جاء في رواية ابن عيينة زيادة في آخر الحديث: ((الذي ليس بعده نبي)) وفي رواية يونس: ((الذي ليس بعده أحد، وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً)) . وعند عقيل قال: قلت للزهري: وما العاقب؟ قال: ا ((لذي ليس بعده نبي)) قلت: فتبين أن هذا التفسير مدرج من قول الزهري. وأشار إلى ذلك البيهقي في الدلائل 1/154. وأما قوله: ((وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً)) فهو من قول الزهري بلا شك، صرح بذلك البيهقي، وأقره عليه الحافظ ابن حجر في الفتح 6/557. وأخرجه بلفظ المؤلف الطبراني في الكبير 2/122 رقم (1529) ، من طريق مالك، و2/120 رقم (1521) من طريق شعيب بن أبي حمزة كلاهما عن الزهري به.

791 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد بن علي بن شعيب المدائني، حدثنا يحيى بن عثمان ابن صالح، حدثنا حرملة، قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: عجبتُ ممَّنْ يتعشَّى بالبيضِ كيفَ لا يموتُ)) (¬1) . 792 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدني أحمد بن محمد بن عمران (¬2) ، أنشدني أبو بكر السمرقندي: ما أَحْسَنَ الوُدُّ في مَوَاضِعِه ... فانْظُرْ بعَيْنَيْكَ قَبلَْ أَنْ تَضَعَهْ صُنْهُ عَنِ المَوْضع الدَّنِيِّ فَمَنْ ... كَانَ دَنياًّ صَديقُهُ وَضَعَهْ (¬3) ¬

(¬1) في إسناده محمد بن علي شعيب المدائني ولم أعرفه. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 9/143 عن حرملة، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/56 عن الربيع كلاهما عن الشافي. وورد عندهما: ((البيض المسلوق)) . (¬2) أحمد بن محمد بن عمران: أبو العباس الخفافي الاستراباذي، يروي عن نضر بن الفتح السمرقندي. تاريخ جرجان 1/125- رقم: 120. (¬3) في إسناده محمد المدائني وأبو بكر السمرقندي لم أجد لهما ترجمة.

793 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ على أحمد بن علي ابن شعيب ابن زِيَادٍ الْمَدَائِنِيُّ أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَكُمْ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ، يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْخَشْرَمِيَّ (¬1) ، عَنْ إسماعيل ابن شَيْبَةَ (¬2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قال: ((للنار ِ بَابٌ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِلاَّ مَنْ شَفَا غَيْظَهُ بِسَخَطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)) (¬3) . 794 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا محمد، حدثنا عبد العزيز بن أحمد (¬4) ، ¬

(¬1) قدامة بن عبد الله الخشرمي: هو قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم الأشجعي الخشرمي المدني، كما في كتب التراجم، قال أبو حاتم وأبو زرعة: لا بأس به. التاريخ الكبير 7/179- رقم: 805، الجرح والتعديل 7/129- رقم: 735. (¬2) إسماعيل بن شيبة الطائفي: هو إسماعيل بن إبراهيم بن شيبة، وقيل: إسماعيل بن شبيب. قال النسائي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يتقى حديثه من رواية قدامة عنه. وقال ابن عدي: يروي عن ابن جريج ما لا يرويه غيره، ثم ساق هذا الحديث. قال العقيلي: عن ابن جريج أحاديثه مناكير ليس فيها شيء محفوظ. وذكر منها هذا الحديث. وقال ابن حجر: واهٍ. الضعفاء الكبير للعقيلي 1/83، الضعفاء والمتروكون: 0/17-، الثقات 8/93، لسان الميزان 1/410-411. (¬3) إسناده منكر. فيه محمد بن علي المدائني، وأحمد بن علي المدائني، لم أجد لهما ترجمة، وإسماعيل بن شيبة قال العقيلي فيه: يروي عن ابن جريج أحاديث منا كير ليس منها شيء محفوظ. أخرجه العقيلي في الضعفاء 1/83، وابن أبي حاتم في علل الحديث: 2/338-339، وابن عدي في الكامل 6/51، 6/2074، والخطيب في تاريخ بغداد وذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 1/410 كلهم من طريق إسماعيل بن شيبة به. وقال أبو زرعة: منكر. (¬4) عبد العزيز بن أحمد: هو بن الفرج الغافقي، كما في إسناد الخطيب.

حَدَّثَنَا يحيى ابن فضيل (¬1) ، حدثنا عيسى بن موسى بن إسماعيل التبوذكي، قال: قال لي أبو عاصم: (( [ل168/أ] تَلْعَبُ بِالشَّطْرَنْج؟ قُلْتُ: نَعَمْ، يَا أَبَا عَاصِمٍ، قَالَ: عَلِمْتَ أَنَّ عِنْدِي شَطْرَنْجَ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ؟ قَالَ: كَانَتْ لأَبِي، قُلْتُ: هَبْهَا لِى، قَالَ: مَا تَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ عَنْ أَبِيكَ إسْنَادٌ، فَوَهَبَهَا لَهُ، قال أبو محمد يحيى بن فضيل، ورأيت الشطرنج عند عيسى)) (¬2) . 795 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا علي بن محمد الحَرَّاني، أنشدنا هِلالُ ابْنُ العَلاء: أَسِِجْنٌ وَقَيْدٌ واغْتِرَابٌ وَفُرْقَةٌ وَهَجْرُ حَبِيْبٍٍ إنَّ ذَا لَعَظيمُ وَإنّ امْرَأً دَامَتْ مَوَاثِيقُ عَهْدِِهِ عَلَى دُونِِ مَا لاَقَيْتُهُ لَكَرِيمُ (¬3) 796 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان القاضي، حدثنا إبراهيم الحربي (¬4) ، قال: ((سُئِِلَ أَبُو تُرَابِ ¬

(¬1) يحيى بن فضيل: أبو محمد الكاتب، قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر وكتب عنه، مات سنة ثمانين ومائتين. تاريخ بغداد: 14/222. (¬2) في إسناده محمد المدائني وعيسى بن موسى التبوذكي لم أجد لهما ترجمة. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 14/222 في ترجمة يحيى بن الفضيل. (¬3) في إسناده محمد المدائني وعلي بن محمد الحراني لم أجد لهما ترجمة. (¬4) إبراهيم الحربي: هو إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم. أبو إسحاق الحربي. قال الخطيب: كان إماماً في العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث، مميزاً لعلله، قيماً بالأدب، جمّاعاً للغة. وقال الدارقطني: صدوق إمام بارع في كل علم. تاريخ بغداد 6/28، طبقات الحنابلة 1/86، تذكرة الحفاظ 2/584، البداية والنهاية 11/79.

النَّخْشَبِي (¬1) -وََكان رَئِيس الصوفية- مَا حَدُّ الأَكْلِ عِنْدَكُمْ، قَالَ: حَتَّى يَفْنَى الطَّعَامُ)) (¬2) . 797 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أحمد بن مروان، حدثنا يحيى بن المختار (¬3) ، قال: ((سُئِلَ أَبُو التُّرَابِ النَّخْشَبِيِّ، مَا حَدُّ الشِّبَعِ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: يَأْكُلُ الرَّجُلُ حَتَّى يَنْسَى مَتَى بَدَأَ بِالأَكْلِ)) (¬4) . 798 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا بكر بن أحمد (¬5) ، حدثنا عمران بن بكير (¬6) ، حدثنا خالد بن خَلِِيِّ (¬7) ، حدثنا بقية، عن ¬

(¬1) أبو تراب النخشبي: هو عسكر بن الحصين شيخ الطائفة. قال الذهبي: كتب العلم وتفقّه، ثم تأله وتعبّد، وساح وتجرد. حلية الأولياء 10/45، تاريخ بغداد 12/315، طبقات الحنابلة 1/248، السير 11/545. (¬2) في إسناده محمد بن علي المدائني لم أجد له ترجمة. ذكره محقق المجالسة في الملحق بقم (12) ، (¬3) يحيى بن المختار البغدادي. سمع أحمد بن حنبل. وروى عنه أحمد بن مروان الدينوري المالكي. تاريخ بغداد 14/225. (¬4) في إسناده محمد بن علي المدائني لم أجد له ترجمة. ذكره محقق المجالسة في الملحق برقم (13) . (¬5) بكر بن أحمد بن حفص التنيسي الشعراني. قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة حسن الحديث. مات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. انظر العبر 2/225، السير 15/ 308، شذرات الذهب 2/329. (¬6) عمران بن بكير: وهو عمران بن بكار بن راشد الكلاعي البراد الحمصي المؤذن. كما في تلامذة بكر ابن أحمد. ثقة، مات سنة إحدى وسبعين ومائتين. تهذيب الكمال 22/311- رقم: 4482، تهذيب التهذيب 8/124، التقريب 1/429- رقم: 5146، السير 15/309. (¬7) خالد بن خلي الكلاعي أبو القاسم الحمصي القاضي. قال البخاري: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: ليس له شيء ينكر. ووثقه الخليلي والذهبي. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل 3/327 الكاشف 1/363، تهذيب التهذيب 3/75، التقريب 1/187، الثقات 8/225- 13131.

إبراهيم بن أدهم، قال: حدثني محمد بن عجلان قال: ((قَالَ إِبْلِيسُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ عَالِمٍ حَلِيمٍ، إِنْ تَكَلَّمَ، تَكَلَّمَ بِعِلْمٍ، وَإِنْ سَكَتَ، سَكَتَ بِحِلْمٍ، قَالَ: يَقُولُ إَبْلِيسُ: فَذَلِكَ كَلاَمُهُ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ سُكُوتِهِ، وَسُكُوتُهُ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ كَلاَمِهِ)) (¬1) . [ل168/ب] . 799 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، أنشدنا أحمد بن مروان، أنشدنا أحمد بن داود (¬2) : إنِّي أَرَى مَنْ لَهُ قَنُوعٌ يَعْدِلُ مَنْ نَالَ مَا تَمَنىَّ والرِّزقُ يَأْتِي بِلاَ عَناءٍ وَرُبَّمَا فَاتَ مَنْ تَعَنَّى (¬3) 800 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا إبراهيم بن ميمون الصواف، حدثنا أبو أمية (¬4) ، حدثنا ¬

(¬1) في إسناده محمد بن علي المدائني، لم أجد له ترجمة، وفيه عنعنة بقية بن الوليد أيضاً. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/26-27 من طريقين عن بقية بن الوليد به. (¬2) أحمد بن داود: أبو حنيفة الدينوري النحوي. صدوق. قال الذهبي: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. معجم الأدباء 3/26، إنباه الرواة 1/41، الوافي والوفيات 6/377، البداية والنهاية 11/72، السير 13/422. (¬3) في إسناده محمد بن علي المدائني لم أجد له ترجمة. (¬4) أَبُو أُمَيَّةَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن أمية البغدادي ثم الطرطوسي. ولد في حدود سنة ثمانين ومائة، ومات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قال ابن يونس: كان فهما حسن الحديث. ووثقه أبو داود. وقال الحاكم: صدوق كثير الوهم. وقال ابن حبان: كان ثقة من الثقات. دخل مصر فحدثهم من حفظه في غير كتاب بأشياء أخطأ فيها، فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا بما حدث في كتابه. تهذيب الكمال 24/327- رقم: 5032، ميزان الاعتدال 2/447، تهذيب التهذيب 9/14.

الأصمعي (¬1) ، عن أبي عون (¬2) ، عن ابن سيرين، قال: ((كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ الْفَأْلَ، وَيَكْرَهُونَ الطِّيَرَةَ، فَقُلْتُ لاِبْنِ عَوْنٍ: يَا أَبَا عَوْنٍ، مَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: أَنْ تكُونَ مَرِيضاً فَتَسْمَعُ يَا سَالِمُ، أَوْ بَاغِيَ حَاجَةٍ فَتَسْمَعُ يَا وَاجِدُ)) (¬3) . 801 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أحمد بن مروان المالكي، حدثنا سليمان بن الحسن بن النضر (¬4) ، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يُذٍٍٍٍٍٍٍِِِِِِِِِِِِِِلَّ نَفْسَهُ، فَلْيُدْخِِِِِِِِلْ يَدَهُ فِي قَصْعَةِ غَيْرِهِ)) (¬5) . ¬

(¬1) الأصمعي: عبد الملك بن قريب. (¬2) أبو عون: هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان البصري. ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن. من السادسة. مات سنة خمسين ومائة على الصحيح. التقريب 1/317- رقم: 3519. (¬3) في إسناده محمد بن علي المدائني، وإبراهيم بن ميمون الصوّاف لم أجد لهما ترجمة. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد: 24/72- 73، و192. (¬4) سليمان بن الحسن بن النضر: أبو أيوب العطار البصري الحنفي. قال حمزة بن يوسف في "سؤالاته للدارقطني رقم: 294: سألت أبا محمد بن غلام الزهري عن سليمان بن الحسن أبي أيوب العطار فقال: ثقة. (¬5) في إسناده إنقطاع بين أحمد العتيقي وأحمد بن مروان المالكي. ذكره محقق المجالسة برقم (16) . أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 8/344، من طريق أحمد بن الصلت عن بشر بن الحارث به نحوه، ولفظه: ((من أراد أن يكون عزيزاً في الدنيا، سليما في الآخرة، فلا يحد، ولا يشهد، ولا يؤم قوما، ولا يأكل لأحد طعاما)) .

802 - أخبرنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا أحمد بن مروان، أنشدني بعض أصحابنا لثعلب في المبرد (¬1) حين مات: مَاتَ (¬2) الْمُبَرِّدُ وَانْقَضَتْ أَيَّامُهُ ... وَسَيَنْقَضِِي بَعْدَ (¬3) الْمُبَرِّدِ ثَعْلَبُ بَيْتٌ مِِنَ الآدَابِِ أَصْبَحَ نِِصْفُهُ ... خربا وباقي (¬4) نصفه (¬5) فسيخرب 803 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أحمد بن مروان، حدثنا أحمد ابن علي المقرئ، حدثنا الأصمعي، عن أبيه (¬6) ، قال: ((سُئِلَ الأَحْنَفُ ابنُ قَيْسٍ، مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: العِفَّةُ والِحرْفَةُ)) (¬7) . ¬

(¬1) المبرد: هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري النحوي أبو العباس الثمالي المبرد. قال الخطيب: كان عالماً فاضلاً موثوقاً به في الرواية، حسن المحاضرة، مليح الأخبار، كثير النوادر. وما رأى المبرد مثل نفسه. وقال ابن حماد النحوي: كان ثعلب أعلم باللغة وبنفس النحو من المبرد، وكان المبرد أكثر تفنناً في جميع العلوم من ثعلب. ومات المبرد في أول سنة ست وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 3/380، إنباه الرواة 3/241، وفيات الأعيان 4/313، لسان الميزان 5/430. التخريج: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد من طريق أحمد العتيقي عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ اليمني به. تاريخ بغداد 8/380- رقم: 1498. وذكره صاحب معجم الأدباء 5/102 في ترجمة ثعلب. وفي إنباه الرواة 1/173 في ترجمة ثعلب. (¬2) في معجم الأدباء: (وليلحقن مع) وفي تاريخ بغداد وإنباه الرواة (ومع المبرد سوف يذهب ثعلب) (¬3) في معجم الأدباء: (ذهب) وفي تاريخ بغداد وإنباه الرواة هذا البيت متأخر عن البيت التالي. (¬4) في تاريخ بغداد: (وسائر) (¬5) في معجم الأدباء: (بيتها) (¬6) أبوه: قريب بن عبد الملك، قال ابن أبي حاتم: روى عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أمامة، وروى عنه عمرو بن عاصم الكلابي، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، الجرح والتعديل: 7/149. (¬7) في إسناده محمد بن علي المدائني لم أجد له ترجمة. أخرجه أخرجه الدينوري في المجالسة: 3/187 رقم: 824، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 24/337، والماوردي في أدب الدين والدنيا رقم: 317.

804 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا أحمد بن عبد الله بن الحسن العدوي (¬1) ، أنشدني أحمد بن مسروق الحصيب، أنشدني [ل169/أ] بعض أصحابنا: ضَعُفْتُ عن الإِخْوَانِِ حَتَّى جَفَوْتُهُم ... وما ذَاكَ زُهْداً فِي اْلإِخَاءِ وَلاَ الْوُدِّ ولَكِنَّ أياما تَقَسَِّمْنَ قُوَّتِِي ... فَما أبْلُغُ الْحَاجَاتِِ إلاَّ عَلَى جُهْدِِِِِِ 805 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، أخبرنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص، حدثنا سعيد بن عثمان بن حبيب التنوخي (¬2) ، حدثنا إبراهيم بن مهدي (¬3) ، قال: سمعت حفصًا يقول: ((رَأَيْتُ مندلًا أَبَا حَيَّانٍ (¬4) يقودُ الأَعْمَش، فَعَثر الأعمشُ بحَجَرٍ في الطَّرِيقِ، فَقَالَ: مَا ¬

(¬1) أحمد بن عبد الله بن الحسن العدوي: المصري، ذكره الخطيب ضمن تلامذة إبراهيم بن زيد أبي إسحاق البغدادي، تاريخ بغداد: 6/80. (¬2) سعيد بن عثمان بن حبيب التنوخي: الحمصي. أورده الدارقطني في غرائب مالك وضعفه. انظر لسان الميزان 3/38. (¬3) إبراهيم بن مهدي المصيصي البغدادي. قال عبد الباقي بن قانع: مات سنة خمس وعشرين ومائتين، وقيل: أربع وعشرين. قال ابن معين: كان رجلاً يسلم فقيل له: أهو ثقة؟ فقال: ما أراه يكذب. ووثقه أبو حاتم. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: مقبول. تاريخ بغداد 6/178، الجرح والتعديل2/138، الثقات 8/71، تهذيب الكمال 2/214، تهذيب التهذيب 1/147، التقريب 1/94، (¬4) وفي الخطية ((مندل أبو حيان)) وفوق كلٍّ من هاتين الكلمتين ضبة.

فِي الطَّريقِ حَجرٌ غيرُه، فقال الأعمشُ: فذاك أَخْبَثُ لكَ وَأَشَرُّ، حيثُ جئتَ بي إلى حجرٍ ليس غيرُه)) (¬1) . 806 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا محمد بن إسحاق أبو عبد الله القاضي، حدثنا أحمد بن القاسم بن محمد، عن محمد بن شعيب، قال: سَمِعْتُ عَلِيَّ ابنَ المْدَيِنِي، يَقُولُ: ((إِذَا رَأَيْتَ الْحَدَثَ، أَوَّلَ مَا يَكْتُبُ الْحَدِيثَ يَجْمَعُ حَدِيثَ الْغُسْلِ وحَدِيثَ مَنْ كَذَبَ، فَاكْتُبْ عًلَى قَفَاهُ لاَ يُفْلِحُ)) (¬2) . 807 - أخبرنا أحمد، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن سويد المؤدب إملاءمن كتابه، حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري (¬3) بحلب، قال: سمعت السري السقطي يقول: ((مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ اسْتَحْيَا اللهُ مِنْ حِسَابِهِ)) (¬4) هـ. ¬

(¬1) في إسناده محمد بن علي المدائني ومندل أبو حيان لم أجدلهما ترجمة، وسعيد بن عثمان ضعفه الدارقطني. (¬2) في إسناده محمد بن علي المدائني، ومحمد بن إسحاق القاضي، أحمد بن القاسم ومحمد بن شعيب لم أقف على تراجمهم. أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/301. (¬3) علي بن عبد الرحمن الغضائري أبو الحسن: توفي في شوال سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. وثقه الخطيب. تاريخ بغداد 12/29، العبر 2/156، البداية والنهاية 11/153، شذرات الذهب 2/266، السير 14/432. (¬4) في إسناده محمد بن علي المدائني، لم أجد له ترجمة.

808 - قال (¬1) : وسمعته يقول: ((نَزَلْتُ فِي بَعْضِ القُرَى الشَّامِ، فَإِذَا أَناَ بِطَيْرٍ وَقَعَ عَلَى شَجَرَةٍ، وَهُوَ يَصِيحُ إِلَى الصَّبَاحِ [ل169/ب] ، أَخْطَأْتُ لاَ أَعُودُ، قَالَ سري: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ أَهْلَ الْقَرْيَةِ مَا شَأْنُ هَذَا الطَّائِر يَصِيحُ اللَّيْلَ كُلَّهُ؟ قالوا: فَقَدَ إِلِْفَهُ)) (¬2) . 809 - قال: وسمعته يقول: ((مَوْتُ الأَشِحَّاءِ رَاحَةٌ عَلَى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)) (¬3) . 810- ـ قال: وسمعته يقول: ((مَنْ عَرَفَ قَدْرَ مَا يَطْلُبُ، هَانَ عَلَيْهِ مَا يَبْذُلُ)) (¬4) . 811 - قال: وسمعته يقول: ((من عصَى اللهَ وهو يضْحكَ، أدخلَهُ النَّارَ وهو يَبْكي)) (¬5) . 812 - قال: وسمعته يقول: ((مَنْ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عَلَى النِّعَمِ، فَقَدْ اسْتَدْعَى زَوَالَهَا)) (¬6) . ¬

(¬1) القائل هو علي بن عبد الحميد الغضائري. وكذا في الروايات التالية: رقم: 809، إلى رقم: 814. (¬2) علة إسناده كعلة إسناد السابق، (¬3) علة إسناده كعلة إسناد السابق (¬4) علة إسناده كعلة إسناد السابق، وقد ورد هذا النص مطولاً في رواية رقم (308) من طريق آخر. (¬5) علة إسناده كعلة إسناد السابق أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/194 نحوه من طريق محمد بن أبي شيخ عن السري السقطي به. (¬6) علة إسناده كعلة إسناد السابق هذاالأثر يطابق قول الله تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم عن عذابي لشديد} سورة إبراهيم الآية ((7)) .

813 - قال: وسمعته يقول: ((رأيت راهبًا في صَوْمَعَةٍ، فقلت: مُنْذُ كَمْ أَنْتَ في صَوْمَعَتِك هذه؟ قال: منذُ ثلاثين سنَّة، قال: قلتُ: فما أفادك اللهُ في طولِ خَلْوتِك به؟ قال: وَيْحَكَ وهَلْ رأيتَ وَزيراً قط يُخْرجُ بِسِرِّ خَلِيفته؟)) (¬1) . 814 - قال: وسمعته يقول: ((من تزَيَّنَ للنَّاسِ بما ليسَ فيه، سَقطَ مِنْ عَينِ اللهِ)) (¬2) . 815 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّويه، حدثنا عبد الله بن سليمان ابن الأشعث، حدثنا عبد الله بن خُبَيْق (¬3) ، قال: قال يوسفُ بن أسباط: كنْتُ مع سفيان الثوري في المسجد الحرام، فقال لي سفيان: ((واللهِ الذي لا إلهَ إِلاَّ هو، وَرَبِّ هَذهِ الْكَعْبَة، لَقَدْ حَلَّتِ العُزْلَةُ)) (¬4) . 816 - أَخْبَرَنَا أَحَمْدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُجَدَّرِ، ¬

(¬1) علة إسناده كعلة إسناد السابق. (¬2) علة إسناده كعلة إسناد السابق. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/181 من طريق علي بن عبد الحميد الغضائري به. (¬3) عبد الله بن خبيق: الأنطاكي. قال ابن أبي حاتم: روى عن شعيب بن حرب ويوسف بن أسباط قال: أدركته ولم أكتب عنه، كتب إلى أبي بجزء من حديثه. الجرح والتعديل 5/46. (¬4) في إسناده عبد الله بن خبيق، لم يوثقه أحد، ويوسف بن أسباط لا يحتج به. أخرجه أبو نعيم في الحلية 6/388 من طريق أحمد بن روح عن عبد الله بن خُبَيْق به

حدثنا محمد ابن عبد الله [ل170/أ] المخرمِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ (¬1) ، حدثنا حفص ابن غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ (¬2) ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((كلاَبُ أَهْلِ النَّارِ، أَهْلُ البِدَعِ)) (¬3) ¬

(¬1) إسماعيل بن أبان: الغنوي الخياط الكوفي. أبو إسحاق، رمي بالوضع، مات سنة عشر ومائتين. تركه البخاري والنسائي. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات. تاريخ بغداد 4/396، المجروحين تهذيب الكمال 3/11- رقم: 412. (¬2) أبو غالب: قيل اسمه حزور بفتح الحاء والراء والواو المشددة، وقيل: سعيد بن الحزور، وقيل: نافع. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات. وضعفه النسائي. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. المجروحين 1/267، ميزان الاعتدال 1/421، الضعفاء والمتروكون 0/115، التقريب 1/421. (¬3) وإسناده ساقط، فيه إسماعيل بن أبان الغنوي وهو وضاع. أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 1/168- 169 رقم (262) ، من طريق المخرمي به. ولفظه: ((أهل البدع كلاب أهل النار)) قال الدارقطني: تفرد به المخرمي عن إسماعيل بن ابان. وقد رواه أحمد بن محمد الأصغر عن إسماعيل عن حفص عن الأعمش عن أبي أوفى. والمخرمي أثبت منه. وقال ابن الجوزي: وإسماعيل ليس بشيء، قال أحمد: حدث بأحاديث موضوعة، وقال ابن حبان: يضع على الثقات اهـ، انظر تاريخ بغداد 4/396، والعلل المتناهية لابن الجوزي 1/168-169 رقم: 262. ولكن المعروف من لفظ حديث أبي غالب في هذا الباب هو: (الخوارج كلاب النار) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص155- رقم: 1136، وأحمد في مسنده 5/253-256 والترمذي 8/351-352- رقم: 4086 في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير. وقال هذا حديث حسن. وابن ماجة في المقدمة، باب في ذكر الخوارج 1/62، والآجري في الشريعة ص35-36، والطبراني في معجمه الصغير 2/117، وفي طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/32-324 جميعهم من طريق أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. ولفظ الطيالسي: قال: ((كنت مع أبي أمامة فجيء برؤوس من رؤوس الخوارج فنصبت على درج دمشق: فقال: كلاب النار -قالها ثلاثاً- شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء، خير قتلى من قتلتم أو قتلوه -قالها ثلاثاً- قلت: أشيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيئاً تقوله برأيك؟ فقال: إني إذن لجريء، إني إذن لجريء، بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم)) ولفظ الباقين نحوه، إلا أن بعضهم اختصره وذكر موضع الشاهد فقط: ((الخوارج كلاب النار)) . والإسناد مداره على أبي غالب وهو صدوق يخطئ؛ لكنه تابعه سيار الأموي الدمشقي أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/250 من طريقه، فذكر الحديث والقصة بنحو مما تقدم. وفي سنده سيار الأموي ذكره ابن حبان في الثقات 4/335، 6/423. وقال ابن حجر: صدوق. وتابعه أيضاً صفوان بن سليم، أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/269 من طريق شيخه أنس بن عياض قال: سمعت صفوان بن سليم يقول: دخل أبو أمامة الباهلي دمشق ... فذكر الحديث بنحو مما تقدم. وسنده صحيح.

817 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، حدثنا محمد ابن زِيَادٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬1) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: ((كانَ رسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَذِلَّ، أَوْ أَضِلَّ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ)) (¬2) . ¬

(¬1) منصور: بن المعتمر. (¬2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، فيه محمد بن زياد وهو صدوق يخطئ. أخرجه الحميدي في المسند 1/145- رقم: 303، وأحمد في المسند 6/306، 318، 321، وعبد بن حميد 3/245- رقم: 1534، وأبو داود في السنن، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته 5/327- رقم: 5094، والترمذي في كتاب الدعوات، باب التعوذ من أن يجهل. وقال: حسن صحيح. 9/385- رقم: 3487، والنسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من دعاء لا يستجاب 7/8/ 680- رقم: 5554، وابن ماجة في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أراد أن يخرج من بيته 2/1278- رقم: 3884، والطبراني في الكبير 23/320- رقم: 726، 727، 728، 731، 732، والحاكم في المستدرك في الدعاء، باب دعاء وقت الخروج من البيت 1/519، والبيهقي في الحج، باب ما يقول إذا خرج من بيته 5/251 كلهم من طرق عن منصور. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة رقم: 85 بسنده عن عاصم، والبيهقي في السنن الكبرى 5/251 في الحج، باب ما يقول إذا خرج من بيته، من طريق عن عطاء، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة أيضاً رقم: 88، والطبراني عن سفيان عن زبيد، أربعتهم عن الشعبي به. وهذه الروايات ألفاظها متقاربة. ولفظ الترمذي: بسم الله، توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك من أن أذل ... إلخ. وقال الترمذي كما سبق: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.

818 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن المغلس، حدثنا عمرو ابن علي الفلاس، قال: سمعت أبا بحر البكراوي (¬1) يقول: ((ما رأيت أحدًا أَعْبَدَ من شُعْبَةَ، عَبَدَ اللَّهَ حتى جَفَّ الْجِلْدُ عَلَى الْعَظْمِ، فَمَا كَانَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ)) (¬2) . 819 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العباس، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا شجاع بن مخلد، قال: ((مَرَّ بِي بِشْرٌ بنُ الحْاَرِثِ وأناجالسٌ فِي مَجْلِسِ مَنْصُورِ بنِ عَمَّارٍ القَاصّ (¬3) ، وأنا في ¬

(¬1) أبا بحر البكراوي: عبد الرحمن بن عثمان. قال ابن معين: ضعيف. وقال أحمد: طرح الناس حديثه. وقال البخاري: بعضهم يكتب عنه؛ إلا أنه بلغني عن علي أنه تكلم فيه. وقال ابن حبان: منكر الحديث، ممن يروي المقلوبات عن الأثبات. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء للعقيلي 2/335، الثقات 2/82، الجرح والتعديل 5/264، المجروحين 2/61، التقريب 1/346. (¬2) في إسناده أبو بحر البكراوي وهو ضعيف. أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/144 من طريق أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد عن عمرو بن علي الفلاس به. وذكره الذهبي في السير 7/209. (¬3) منصور بن عمار القاضي: وفي كتب التراجم: (القاص) قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال العقيلي: لا يقيم الحديث. وقال ابن عدي: منكر الحديث، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب، وإنكار ما يرويه لعله من جهة غيره. الجرح والتعديل 8/176- رقم: 777، والضعفاء الكبير 4/193- رقم: 1771، الكامل 6/393- رقم: 1881.

آخرِ النَّاسِ، فمَرَّ بِشْرٌ مُطْرِقٌ، فنظر إلي، ومضى وهو يقول: وأنت أيضًا يا أبا الفضلِ؟ وأنت أيضًا يا أبا الفضلِ؟)) (¬1) . 820 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ ابن الْمُسَيِّبِ بْنِ ضُرَيْسٍ النَّيْسَابُورِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ ابن محمد الوراق (¬3) ، [ل170/ب] عن علي بن الحزوَّر (¬4) ، ¬

(¬1) رجاله ثقات. قلتُ: لأن منصور كان قاصاً وهذا سبب إنكار بشر على شجاع لأنه يضيع وقته في سماع القصص، كما. (¬2) أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بن ضريس النيسابوري: هو عمر بن محمد المسيب بن ضريس أبو حفص النيسابوري. مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. وثقه الدارقطني. تاريخ بغداد 11/262- رقم: 5954. (¬3) سعيد بن محمد الوراق: أبو الحسن الثقفي. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: ليس بثقة. وضعفه ابن سعد. وقال ابن عدي بعد ما ذكر له أحاديث قال: ويتبين على حديثه ورواياته ضعيفه. وقال أبو داود: ضعيف. وتركه الدارقطني. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء للعقيلي 2/117، الجرح والتعديل 4/58- رقم: 260، الكامل 3/40، تهذيب الكمال 11/47، تهذيب التهذيب 4/69، الطبقات الكبرى 6/399، الضعفاء والمتروكون 0/53، التقريب 1/24. (¬4) علي بن الحزوَّر: أبو الحسن بفتح المهملة والزاي والواو المشددة بعده راء، الكوفي، وهو علي بن أبي فاطمة. وقال البخاري: منكر الحديث. وفي موضع آخر فيه نظر، عنده عجائب، وقال السعدي: ذاهب ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: والضعف على حديثه بين. وتركه النسائي، وقال ابن حجر: متروك شديد التشيع. الجرح والتعديل 6/182، الكامل 5/186- 1345، تهذيب الكمال 20/366، تهذيب التهذيب 7/261- 508، الضعفاء والمتروكون /77 التقريب 1/399.

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ الثَّقَفِيَّ (¬1) يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: ((يَا عَلِيُّ طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وصَدَقَ فِيكَ، ووَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وكَذَبَ فِيكَ)) (¬2) . 821 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ (¬3) ، ¬

(¬1) أبو مريم الثقفي: قال أبو حاتم وابن حبان، هو قيس المدائني. وقال النسائي الحنفي ثقة. وقال ابن حجر: ((الذي يظهر لي أن النسائي وهم في قوله إن أبا مريم الحنفي يسمى قيسا. والصواب أن الذي يسمى قيساً هو أبو مريم الثقفي ... )) وقال الدارقطني: أبو مريم الثقفي عن عمار مجهول. وبه قال ابن حجر. تهذيب الكمال 34/282 تهذيب التهذيب 12/252، لسان الميزان 7/482، الجرح والتعديل 7/106، الثقات 5/314. (¬2) حديث ضعيف جداً، في إسناده علي بن الحزور الكوفي وهو متروك. وسعيد بن محمد الوراق ضعيف. كما أن فيه أبا مريم الثقفي وهو مجهول. أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه ص 46 رقم (8) ، وقد دخل ابن الطيوري من طريقه وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة 2/680- رقم: 1162، والحاكم في المستدرك 3/135، وابن عدي في الكامل 5/1832، وابن الجوزي في العلل 1/242 كلهم من طريق سعيد الوراق به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بقوله: سعيد وعلي متروكان. وقال ابن الجوزي: لا يصح. وقال الذهبي بعد ما ذكره: هذا باطل. الميزان 3/118. (¬3) عاصم: هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود أبو بكر الأسدي. مات سنة ثمان وعشرين ومائة. قال ابن سعد: كان ثقة إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه. وقال أحمد: كان خيراً ثقة، والأعمش أحفظ منه. وقال ابن معين: لا بأس به. وقال العجلي: كان ثقة. ووثقه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: عندي محل الصدق صالح الحديث، وليس محله أن يقال هو ثقة، ولم يكن بالحافظ. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الدارقطني: في حفظه شيء. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. تهذيب الكمال 13/473- رقم: 3002، تهذيب التهذيب 5/35- رقم: 67، الجرح والتعديل 6/340- رقم: 1887، التقريب 1/285- رقم: 3054.

عَنْ زِرٍّ (¬1) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ واللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ اسْمِي)) (¬3) ¬

(¬1) زر: هو ابن حبيش الأسدي. قال ابن حبان: أدرك الجاهلية ولا صحبة له، ووثقه ابن معين وابن سعد. الجرح والتعديل 3/622- رقم: 6817، مشاهير علماء الأمصار 1/100- رقم: 740، الطبقات الكبرى 6/104، انظر التقريب: 1/215. (¬2) عبد الله: هو ابن مسعود كما في مصادر التخريج. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وهو صدوق. تخريج الحديث: أخرجه ابن أبي شيبة 15/198، وأحمد في المسند 1/376- رقم: 3572، 1/377، 1/448، 1/430، وأبو داود في كتاب المهدي، رقم: 4282، والترمذي في الفتن: باب نا جاء في المهدي رقم: 2230، ورقم: 2231، وابن حبان في الصحيح رقم: 5954- 6825، والطبراني في الكبير رقم: 10219، 10213، 10223، 10214، 10215، 10216، 10217، 10218، 10220، 10221، 10222، 10224، 10225، 10226، 10227، 10228، 10229، 10230. وفي الصغير رقم: 1181، وابن عدي 2/517، 4/1544، 5/1796، 7/2555، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/195، والحاكم في المستدرك 4/442 به. ولفظه: ((لا تنقضي الأيام، ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ يواطئ اسمي. وهذا لفظ أحمد، وعند الآخرين نحوه أو مثله)) . لكن الدارقطني لم يخرجه بإسناده؛ إنما ذكر أنه رواه سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم عن أئمة المسلمين عن عاصم. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وللحديث شواهد من حديث علي بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري عند الإمام أحمد في المسند وأبي هريرة عند الترمذي وابن ماجة وابن حبان. وأم سلمة عند أبي داود وابن ماجة. وابن عباس عند ابن أبي شيبة

قال لي أبو حفص عمرو بن علي: والله لقد أفدت هذا الحديث لعفان. 822 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان (¬1) ، حدثنا الحسن ابن حبيب بن عبد الملك (¬2) بدمشق، حدثنا فهد بن سليمان (¬3) ، حدثنا إسحاق بن بشر (¬4) ، حدثنا قيس (¬5) ، عن خصيف (¬6) ، عن عكرمة، في قوله عز وجل: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (¬7) ¬

(¬1) أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان: المعروف بابن شاهين البغدادي. وثقه أبو الفتح ابن أبي الفوارس، وأبو بكر الخطيب، والأمير أبو نصر، والدارقطني، وأبو الوليد الباجي، وأبو القاسم وغيرهم. توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد 11/265، العبر 3/29، البداية والنهاية 11/316، لسان الميزان 3/283، شذرات الذهب 3/117، السير 16/ 431. (¬2) الحسن بن حبيب بن عبد الملك: أبو علي الدمشقي الحصائري الشافعي. وثقه عبد العزيز الكتاني وغيره. مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. العبر 2/247، طبقات الشافعية 3/355، النجوم الزاهرة 3/300، شذرات الذهب 2/346، توضيح المشتبه 1/206، تبصرةالمنتبه 2/506، السير 15/383. (¬3) فهد بن سليمان لعله النحاس المصري. قال ابن أبي حاتم: كتبت فوائده ولم يقض لنا السماع منه. الجرح والتعديل 7/89- رقم: 505. (¬4) إسحاق بن بشر: لم أميزه، ولكنّ اثنين منهما ضعيفان متّهمان وهما: الباهلي والبخاري، وأما الآخر فصدوق وهو الراوي الرازي. (¬5) قيس: أبو عمارة الفارسي مولى الأنصار. ويقال: مولى سودة مولاة بني ساعدة من الأنصار. قال البخاري: فيه نظر. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: فيه لين. الثقات 1519، تهذيب التهذيب 8/363، التقريب 1/458. (¬6) خصيف: هو ابن عبد الرحمن الجزري أبو عون. (¬7) سورة آل عمران آية رقم: ((134)) .

قال: عَنِ الْمَمَالِيكِ (¬1) . 823 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ يعني: ابن حيويه، حدثنا ابن صاعد، حدثنا بندار محمد بن بشار (¬2) ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن أبي إسحاق (¬3) ، عن مسروق (¬4) ، قال: ((مَا أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ بَخِيلاً فِي صِحَتِّهِ، مُبَذِّراً عِنْدَ مَوْتِهِ)) (¬5) . 824 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عمر بن شاهين، قال: سمعت عبد الله بن سليمان ابن الأشعث، يقول: سمعت [ل171/أ] أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت الوليد ابن مسلم يقول: ((دَخَلَتِ الشَّامَ عَشَرَةُ أَلْفِ عينا (¬6) ، رَأَتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم)) (¬7) . ¬

(¬1) في إسناده إسحاق بن بشر لم أميّزه، وقيس أبو عمارة فيه لين، إضافة إلى أن خصيفاً صدوق سيء الحفط خلط بأخرة. والأثر لم أقف عليه من قول عكرمة في كتب التفسير، ولكني وجدته من قول أبي العالية، وكذا مكحول. وثبت في تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 2/549 أنه قال: ثنا أبو هارون الخزار، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا أبو جعفر، عن الربيع عن أبي العالية في قول الله: {والعافين عن الناس} قال: عن المملوكين. وروي عن مكحول أيضاً نحو ذلك. (¬2) في الأصل ((نا بندار، نا محمد بن بشار)) وهو خطأ ووهم من الناسخ، لأن محمد بن بشار هو بندار. (¬3) أبو إِسْحَاقَ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أبو إسحاق السبيعي. (¬4) مسروق: ابن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي. أبو عائشة الكوفي. (¬5) رجال إسناده ثقات. (¬6) كذا في الخطية والصواب (عشرة آلاف عين) . (¬7) رجال إسناده ثقات.

825 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد، حدثنا عمر بن الحسن، حدثنا الحارث بن محمد (¬1) ، عن المدائني (¬2) ، عن أبي عمرو بن العلاء (¬3) ، قال: قال الحسن (¬4) : ((الأَسْوَاقُ مَوَائِدُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ أَتَاهَا أَصَابَ مِنْهَا)) (¬5) . 826 - أخبرنا أحمد، أخبرنا عمر بن عبد الله بن سليمان، حدثني أبي، حدثنا حامد ابن يحيى، عن سفيان بن عيينة، قال: ((أَرَدْتُ الْحَجَّ فَلَقِيتُ زرارة بن أعين (¬6) ، فَقُلْتُ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا ¬

(¬1) الحارث بن محمد: ابن أبي أسامة أبو محمد التميمي مولاهم البغدادي الخصيب، قال ابن حجر: تكلم فيه بلا حجة. لسان الميزان 2/157. (¬2) المدائني: هناك اثنان ممن روى عن أبي عمرو العلاء يقال لكلٍّ منهما المدائني، الأول: سلام بن سليمان بن سوار المدائني، وهو ضعيف كما في التقريب: 1/261، والثاني: شبابة بن سوار المدائني، وهو ثقة حافظ رمي بالارجاء كما في التقريب: 1/263، ولم يتبين لي من منهما روى هذا الأثر عن أبي عمرو بن العلاء. (¬3) أبو عمرو بن العلاء: ابن عمار بن العريان المازني النحوي القارئ. اسمه زبان أو العريان أو يحيى. والأول أشهر، والثاني أصح عند الصولي. ثقة مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن ست وثمانين سنة. التقريب 1/ 660. (¬4) الحسن: هو البصري. (¬5) في إسناده عمر بن الحسن والمدائني لم أجد لهما ترجمة. (¬6) زرارة بن أعين: الكوفي أخو حمران: قال سفيان بن عيينة: ما رأى أبا جعفر، ولكنه كان يتبع حديثه. وبنحوه قال الثوري. وقال الذهبي: كوفي فيه رفض بين. وقال أيضاً: قل ما روى. انظر الضعفاء للعقيلي 2/96- رقم: 557، ميزان الاعتدال 3/ 102، ولسان الميزان: 2/473، المغني في الضعفاء 1/238- رقم: 2179، المعرفة والتاريخ 2/671.

لَقِيتَ جَعْفَرَ بنَ محَمَّدٍ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ، وَاسْأَلْهُ، أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ فَلَمَّا قَدِمْتُ، دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرَ بنِ مُحًمَّدٍ، فَقُلْتُ: زرارة بن أعين يُقْرِؤُكَ السَّلامَ، ويقول: أَنَا فِي الْجَنَّةِ أَمِ فِي النَّارِ؟ فقال: قُلْ لَهُ: فِي النَّارِ، قَالَ: قُلْتُ: رَحِمَكَ اللهُ، وَتَعْلَمُ الْغَيْبَ؟ قَالَ: لاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ، ومَنْ زَعَمَ أَنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ فَهُوَ فِي النَّارِ، وزرارة مِمَنْ يَزْعُمُ أَنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ، فَهُوَ فِي النَّارِ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الكُوفَةَ، لَقِيَنِي زرارة، فقال: مَا فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي سَأَلْتَنِي، فقال: هُوَ فِي النَّاِر، قال: فَمَا قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَتَعْلَمُ الغَيْبَ؟ فقال: لا أعلمُ الغيبَ، ومَنْ زَعَمَ أَنِّي أَعْلَمُ الغَيْبَ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وزرارة مِمَّنْ زَعَمَ [ل171/ب] أَنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ، قال: فَضَحِكَ زرارة، وقال: كَالَ لَكَ مِنْ جِرَابِ النَّوْرَةِ)) (¬1) . 827 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات، إلا عمربن سليمان وأبوه لم أجد لهما ترجمة. لم أجد هذا الأثر بهذا الإسناد، وما ذُكر أن هذه القصة وقعت بين سفيان بن عيينة وزرارة بن أعين، وإنما المذكور في كتب التراجم أن هذه القصة وقعت بين زرارة بن أعين وابن سماك. أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/96-97، في ترجمة زرارة بن أعين. ومن طريق العقيلي ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 15/238-239، وابن حجر في لسان الميزان: 2/473-474، من طريق سعيد بن منصور عن ابن السماك، قال: حججت فلقيني زرارة بن أعين بالقادسية فقال: إن لي إليك حاجة وعظمها. فقلت: ما هي؟ فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد: فأقرئه مني السلام ... إلخ، وزادوا: ((وما جراب النورة؟ قال: عمل معك بالتقية)) اهـ

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عِيسَى بحُلْوان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنَا سفيان ابن عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ((دَخَلَ رسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ)) (¬1) . 828 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حدثنا أبو المفضل، حدثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين الكاتب عرضًا، حدثنا حماد بن إسحاق (¬2) ، عن أبيه (¬3) ، قال: ((قيل لابن المقفع، من أدَّبك؟ قال: نَفْسِي، قِيلَ: وكَيْفَ ذَلِكَ؟ قال: كُنْتُ إِذَا اسْتَحْسَنْتُ أَمْراً لِغَيْرِي اسْتَحْسَنْتُهُ لِنَفْسِي، وَإِذَا اسْتَقْبَحْتُهُ مِنْ غَيْرِي، اسْتَقْبَحْتُهُ لِنَفْسِي)) (¬4) . 829 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو المفضل، حدثنا الحسين بن محمد بن أبي حثمة الأنصاري، حدثنا إسحاق بن داود القنطري، قال: سمعت ¬

(¬1) حديث صحيح، إسناد المؤلف موضوع فيه أبو المفضل وهو وضاع، وحفص بن عيسى لم أجد له ترجمة. أخرجه الحميدي في مسنده 2/509- رقم: 1212، والنسائي في السنن 5/201- رقم: 2868، وفي السنن الكبرى 2/282- رقم: 2851، وابن حبان في صحيحه 9/115- رقم 3806 من طرق عن سفيان ابن عيينة. والحديث مخرج في الصحيحين. وقد تقدم تخريجه مفصلاً في حديث رقم: (759) ، من طرق عَنْ مَالِكٍ. (¬2) حماد بن إسحاق: ابن إبراهيم التميمي المعروف بالموصلي. روى عن أبيه كتاب الأغاني. تاريخ بغداد 8/159. (¬3) أبوه: إسحاق بن إبراهيم بن ماهان وقيل: ابن ميمون التميمي الموصلي. أبو محمد. (¬4) إسناده موضوع فيه أبو المفضل وهو وضاع، ورجاء بن يحيى لم أجد له ترجمة. ذكر الذهبي نحو هذا الأثر في سير أعلام النبلاء 6/209 عن ابن المقفع بدون إسناد.

بشر بن الحارث يقول: ((تَرْكُ الأَدَبِ مَعَ الإِخْوَانِ مِنَ الأَدَبِ)) (¬1) . 830 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو المفضل، حدثنا أحمد بن نصر القاضي السدوسي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني إسماعيل ابن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس، قال: قال لي جدي مالك بن أنس: ((يَا بُنيَّ لا خَيْرَ لَكَ فِيمَنْ لا خَيْرَ فِيهِ لِنَفْسِهِ)) (¬2) . 831 - أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو المفضل، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة الشامي، بنَصِيبِين، حدثني أبو العيناء، عن الأصمعي، عن العلاء بن جرير (¬3) ، [ل172/أ] عن أبيه، عن الأحنف بن قيس قال: ((ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْتَصِفُونَ مِنْ ثَلاَثة، ٍ شَرِيفٌ مِنْ دَنِِِيٍّ، وبَرٌّ مِنْ فَاجِرٍٍٍٍٍ، وحَلِيمٌ مِنْ أَحْمَقَ)) (¬4) . 832 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بن محمد بن علي بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطَّاهِرِيُّ، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد بن صَاعِدٍ، ¬

(¬1) إسناده موضوع فيه أبو المفضل وهو وضاع، وإسحاق بن داود القنطري لم أجد له ترجمة. (¬2) إسناده موضوع فيه أبو المفضل وهو وضاع، وأحمد بن نصر القاضي لم أجد له ترجمة. (¬3) كذا في الأصل (العلاء بن جرير) ولم أجد إلا العلاء بن حريز، قال ابن ماكولا: وحريز والد العلاء، حدث عن الأحنف بن قيسن وروى عنه ابنه العلاء بن حريز. انظر الإكمال: 2/86. (¬4) إسناده ساقط فيه أبو المفضل وهو وضاع. أخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي المفضل به 24/333-334. وذكره الذهبي عن الأحنف في السير 4/93.

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ (¬1) ، حَدَّثَنَا خالد ابن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ (¬2) ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ((مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- مُنْذُ أَسْلَمْتُ، ولاَ رَآنِي إِلاَّ ضَحِكَ)) (¬3) . 833 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ (¬4) ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ¬

(¬1) إسحاق بن شاهين: ابن الحارث الواسطي أبو بشر، مات بعد الخمسين ومائتين. قال النسائي: لا بأس به. وقال مرة: صدوق كتبنا عنه بواسط. وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. قال الذهبي: صدوق. وكذا قال ابن حجر. الثقات 8/117، الكاشف 1/236، تهذيب الكمال 2/434، تهذيب التهذيب 1/236، التقريب: 1/101. (¬2) بيان: ابن بشر الأحمسي بمهملتين، أبو بشر الكوفي، ثقة ثبت من الخامسة. التقريب 1/129- رقم: 789. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، إسحاق بن شاهين تابعه غير واحد. أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل جرير بن عبد الله 4/1925- رقم: 2475 من طريقين عن خالد بن عبد الله به مثله. وأخرجه البخاري في الجهاد، باب من لا يثبت على الجبل 6/161، رقم: 3035، وفي الأدب، باب التبسم والضحك: 10/504، رقم: 6089، من طرق عن إسماعيل عن قيس به. ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل جرير بن عبد الله 4/1925، تحت رقم: 1925 من طريق ابن نمير، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إسماعيل، عن قيس به، ولفظه: ((ما حجبني رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إلا تبسم في وجهي)) وزاد ابن نمير في حديثه هذا عن ابن إدريس: ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري وقال: ((اللهم ثبته، واجعله هادياً مهديًّا)) ولمسلم طريق آخر أيضاً عن أبي أسامة عن إسماعيل، عن قيس به. (¬4) عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ: وثقه الذهبي وذكره ممن توفوا في سنة ثمان وخمسين ومائتين في كتابه السير 12/486.

الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا بَيَانُ ابن بشر، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ((خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ، لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ، قَالَ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ)) (¬1) . 834 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، أخبرنا خلف ابن عَبْدِ اللَّهِ (¬2) ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: ((يذْهَبُ أَوْ يُقْبَضُ (¬3) الصَّالِحُونَ أَوَّلَ، فَأَوَّلَ، حَتَّى يَبْقَى مِثْلُ حُثَالَةِ التمرِ والشَّعِيِر لاَ يُبَالِي اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِمْ)) (¬4) . ¬

(¬1) حديث صحيح، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات. أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} 13/419- رقم: 7436 من طريق عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، عن حسين بن علي الجعفي به. كما أخرجه في مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة الصبح 2/52- رقم: 573، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} 13/419- رقم: 7434، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما 1/439- رقم: 632، من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قيس بن أبي حازم به مطولاً. (¬2) كذا في الخطية والصواب خالد بن عبد الله كما في رواية رقم (832) وفي عامة المصادر. (¬3) يذهب أو يقبض: شك من الراوي، ولكن الكلمتين وردتا كما هو في كتب التخريج. (¬4) حديث صحيح، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات. أخرجه ابن حبان في صحيحه 15/265- رقم: 6852، والقضاعي في مسند الشهاب 1/355 برقم 607 من طريق خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ بيان به. وأخرجه البخاري في الرقاق، باب ذهاب الصالحين 11/251- رقم: 6434، من طريق أبي عوانة عن بيان به. ولفظه: ((يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة)) قال أبو عبد الله: يقال: (حفالة وحثالة) . وأخرجه في المغازي أيضاً، باب غزوة الحديبية 7/444- رقم: 4156، من طريق عيسى عن إسماعيل، عن قيس به موقوفاً على مرداس الأسلم.

835 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى [ل172/ب] الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ ابن عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ اللَّيْلَةُ؟ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا قَطُّ، {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (¬1) وَ {أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (¬2)) ) (¬3) . 836 - أَخْبَرَنَا أْحمد، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬4) ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬5) ((أَنّ رَجُلاً قَدِمَ يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ مُهِلٌّ بِالحَجِّ، ¬

(¬1) سورة الفلق: آية رقم: ((1)) . (¬2) سورة الناس: آية رقم: ((1)) . (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف صحيح أيضاً، يوسف بن موسى صدوق، لكن تابعه غير واحد. أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة المعوذتين 1/558- رقم: 814 من طريق قتيبة ابن سعيد، عن جرير بن عبد الحميد به. ولفظه: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ، لم ير مثلهن قط: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس)) ومن طرق عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس به نحوه. (¬4) حسان بن أبي حنيفة: لم أجد له ترجمه، ولعل هو حسان بن إبراهيم في إسناد التالي، والله أعلم. (¬5) إبراهيم: النخعي.

فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ)) (¬1) . 837 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا حسان بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم (¬2) ، عن عطاء (¬3) ، ((أَنَّ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ قَصَّرَ الصَّلاَةَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ التَّسْلِيمِ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ، أَتِمُّوا فَإِنَّا قَوْمٌ سَفَرٌ)) (¬4) ¬

(¬1) في إسناده إرسال، وحماد بن أبي سليمان صدوق له أوهام، وحسان بن أبي حنيفة لم أقف على ترجمته. (¬2) إبراهيم: ابن ميمون الصائغ أبو إسحاق المروزي. وثقه ابن معين. وقال أحمد: ما أقرب حديثه. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال النسائي: ليس به بأس. ووثقه في موضع آخر. وقال ابن حجر: صدوق، قتل سنة إحدى وثلاثين، من السادسة. تهذيب الكمال 2/223- رقم: 256، تهذيب التهذيب 1/150- رقم: 314، التقريب 1/94- رقم: 261. (¬3) عطاء هو بن أبي رباح: بفتح الراء والموحدة. واسم أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي. (¬4) صحيح، لكن إسناد المؤلف ضعيف فيه حسّان بن إبراهيم وهو صدوق يخطئ، وفيه إرسال أيضاً إذ لم يحضر عطاء الواقعة وقد عُرف بكثرة الارسال. لم أجد من ذكر هذا الأثر بهذا الإسناد. ولكنه ثابت عن عمر من غير هذا الطريق: أخرجه الإمام مالك في الموطأ، في قصر الصلاة في السفر، باب صلاة المسافر إذا كان إماماً، أو كان وراء إمام: 1/149- رقم: 19، ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/419، والبيهقي في السنن 3/126؛ إلا أنه سقط فيه ذكر ابن عمر. وعبد الرزاق في المصنف، باب مسافر أم مقيمين 2/540- رقم: 4369 من طريق معمر كلاهما عن الزهري عن سالم ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قدم مكة صلى بهم ركعتين، ثم يقول: ((يا أهل مكة أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر)) وعند عبد الرزاق فيه التصريح بأنها صلاة الظهر. وأخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف في الصلوات، باب المقيم يدخل في صلاة المسافر: 1/383 من طريق عكرمة بن عمار، عن سالم به مثله. وأخرجه مالك أيضاً في الموطأ في الموضع السابق في قصر الصلاة في السفر 1/49 باب صلاة المسافر إذا كان إماماً، ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/419، وعبد الرزاق في المصنف، باب مسافر أم مقيمين 2/540- رقم: 4371، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في المصنف 1/383 من طريق سفيان الثوري كلاهما عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، عن عمر بن الخطاب مثل ذلك. وذكر عبد الرزاق وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في مصنفيهما طرقاً أخرى، والطحاوي في شرح معاني الآثار.

838 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عبد الله، حدثنا زياد بن أيوب، حدثني حسن ابن أبي مالك (¬1) ، ـ وكان من خيار عباد الله ـ قال: قلت لأبي يوسف القاضي: ما كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: اَلْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَنْتَ يَا أَبَا يُوسُفَ؟ فَقَالَ: لاَ. قَالَ أَبُو القَاسِمِ يَعْنِي: الْبَغَوِيَّ، فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ القَاضِي البرتي (¬2) ، فَقَال: وَأَيُّ حَسَنٍ كَانَ وَأَيُّ حَسَنٍ كَانَ، يَعْنِي: الْحَسن بْنَ أَبِي مَالكٍ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: فَقُلْتُ: للبرتي [ل173/أ] : هَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْمَشْؤُومُ، قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ: أحدث بحلقي)) (¬3) . ¬

(¬1) في الأصل (حسن بن أبي مليك) والتصحيح من تاريخ بغداد، وهو الحسن بن أبي مالك أبو مالك، وثقه غير واحد (ت204هـ) . انظر الجواهر المضية رقم 481 وطبقات الفقهاء ص36 والطبقات السنية 3/50، (¬2) القاضي البرتي: هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أبو العباس القاضي البرتي، وثَّقه الدارقطني والخطيب والذهبي، مات سنة ثمانين ومائتين. تاريخ بغداد: 5/61، تذكرة الحفاظ: 2/556، وسير أعلام النبلاء: 13/407. (¬3) رجاله ثقات. أخرجه الخطيب من طريق أحمد العتيقي هذا به. تاريخ بغداد 13/385.

839 - أخبرنا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَسْبَاط بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الخُراساني (¬1) ، عَنْ عبَّاد بْنِ كَثِيرٍ (¬2) ، عَنِ الجُريري (¬3) ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (¬4) ، عن جابر بن عبد الله، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا، قَالُوا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ يَتُوبُ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لاَ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ)) (¬5) ¬

(¬1) أبو رجاء الخراساني: قال ابن حبان في ترجمته: أبو رجاء التميمي من أهل البصرة يروي عن ثابت البناني، يروي عن الثقات الموضوعات، ويقلب الأسانيد، ويرفع الموقوفات. وقال العقيلي: هو عبد الله بن الفضل الخراساني، أبو رجاء، منكر الحديث. انظر الضعفاء الكبير للعقيلي 2/288، رقم: 859، المجروحين 2/168، 2/299، الميزان 4/161. (¬2) عباد بن كثير الثقفي البصري من السابعة، مات بعد الأربعين. قال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال مرة: ليس بشيء. وكان عبد الله بن المبارك والثوري وشعبة ينهون الناس عن الأخذ عن عباد بن كثير هذا. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال البخاري: تركوه. وقال النسائي: متروك الحديث. وضعفه الدارقطني. وقال ابن حجر: متروك. قال أحمد: روى أحاديث كذب. تاريخ ابن معين 2/292، الجرح والتعديل 6/ رقم: 433، التاريخ الصغير 2/104، الضعفاء والمتروكون رقم: 408، تهذيب الكمال 14/145- رقم: 3090، التقريب 1/290- رقم: 3139. (¬3) الجريري: هو سعيد بن إياس الجُرَيْري. (¬4) أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة وهو مشهور بكنيته. (¬5) ضعيف جدّاً، في إسناده أبو رجاء الخراساني، وهو منكر الحديث، وعباد بن كثير متروك الحديث أخرجه هناد في "الزهد" 2/565- رقم: 1178، ومن طريقه أبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه رقم: 171، وابن أبي الدنيا في "الصمت" رقم: 164- 1/300، وفي الغيبة والنميمة رقم: 25، وابن حبان في المجروحين 2/168، والطبراني في الأوسط 7/306- رقم: 6586، والبيهقي في الشعب 5/306- رقم: 6741 من طريق أسباط به. والحديث مداره على عباد بن كثير الثقفي البصري، وهو متروك. فالحديث ضعيف جداًّ، لشدة ضعف الإسناد. قال الهيثمي في المجمع 8/91-92: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك. وقال ابن أبي حاتم في العلل 2/ 120 رقم: 1854: ((قلت لأبي: هذا الحديث منكر؟ قال: كما يكون، أسأل الله العافية، يجيء عباد ابن كثير البصري بمثل هذا)) . وعزاه العراقي في تخريجه للإحياء 3/141 إلى ابن مردويه في "التفسير" وكذلك السيوطي في الدر المنثور 6/97، والبيهقي أيضاً في شعبه كما تقدم.

840 - أخبرنا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَعْقُوبَ الْمَرْوَزِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَكِيم بن جُبَيْر (¬2) ، عن محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((َمنْ سَأَلَ وَلَهُ غنَاءٌ جَاءَ وَفِي وَجْهِهِ كُدُوحٌ، أَوْ خُدُوشٌ، أَوْ خُمُوشٌ، قِيلَ: وَمَا غِنَاؤُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ)) (¬4) ¬

(¬1) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَعْقُوبَ المروزي: هو ابن أبي إسرائيل كامجرا -بفتح الميم وسكون الجيم- صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن. مات سنة خمس وأربعين، وقيل: ست، وله خمس وتسعون سنة. التقريب 1/100 -رقم: 338. (¬2) حكيم بن جبير: الأسدي الكوفي، تركه شعبة من أجل هذا الحديث، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد وأبو حاتم: ضعيف منكر الحديث، وقال النسائي وابن حجر: ضعيف، وتركه الدارقطني. التاريخ لابن معين برواية عباس الدوري: 2/127، الضعفاء والمتروكون: 0/31، الجرح والتعديل: 3/301، المجروحين: 1/246، تهذيب التهذيب: 7/265، التقريب: 1/176. (¬3) عبد الله: هو ابْنِ مَسْعُودٍ. (¬4) حديث منكر، تفرد به حكيم بن جبير وهو ضعيف، تركه شعبة والدارقطني. أخرجه الطيالسي في مسنده 0/42- رقم: 322، والترمذي في كتاب الزكاة، باب من تحل له الزكاة 3/40 رقم: 650، والدارمي في الزكاة، باب من تحل له الصدقة 1/386، والدولابي في الكنى 1/281، والدارقطني في سننه 2/122 في كتاب الزكاة، باب الغنى الذي يحرم السؤال، والبغوي في شرح السنة، في الزكاة، باب من لا تحل له الصدقة من الأغنياء والأقوياء 6/83- رقم: 1600، كلهم من طريق شريك بن عبد الله به. ولم ينفرد شريك بن عبد الله به عن حكيم بن جبير؛ بل تابعه سفيان الثوري؛ فقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/441، وأبو داود في الزكاة، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى 5/ 102- رقم: 2591، والدارمي في السنن 1/386، والطحاوي في شرح معاني الآثار 2/20، 4/122، وابن عدي في الكامل 2/635- 636، والدارقطني في السنن 2/122 في الزكاة، باب الغنى الذي يحرم السؤال، والحاكم في المستدرك 1/407، والبيهقي في السنن الكبرى 7/24، والخطيب في تاريخه 3/205 من طرق عن سفيان الثوري، عن حكيم بن جبير به، ومداره عليه. وقال الترمذي عقب إيراده لهذا الحديث: حديث ابن مسعود حديث حسن. وجاء في سنن أبي داود عقب إيراده للحديث: قال: قال يحيى -يعني ابن آدم- فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير. فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد. وذكر الترمذي نحوه أيضاً. قلت: وقد ردّ يعقوب بن بن سفيان الفسوي هذه الحكاية، حيث قال: هي حكاية بعيدة. ولو كان حديث حكيم ابن جبير عن زبيد ما خفي على أهل العلم. ويؤيده ما جاء في تاريخ ابن معين برواية الدوري: 2/127، أنه سئل عن حديث ابن جبير حديث ابن مسعود ((لا يحل الصدقة لمن كان عنده خمسون درهماً)) يرويه أحد غير حكيم؟، فقال: يحيى بن معين: يرويه يحيى بن آدم عن سفيان عن زبيد، ولا أعلم أحداً يرويه إلا يحيى بن آدم، وهذا وهم ولو كان هكذا لحدّث به الناس جميعا عن سفيان، ولكنه حديث منكر. وأخرجه الدارقطني في السنن في الزكاة، باب الغنى الذي يحرم السؤال، من طريق أبي إسحاق السبيعي عن محمد ابن عبد الرحمن بن يزيد به. وقال عقبه: وهم في قوله عن أبي إسحاق؛ إنما هو حكيم بن جبير، وهو ضعيف، تركه شعبة وغيره. وأخرجه أيضاً 2/121 من طريق بكر بن خنيس عن أبي شيبة، عن القاسم ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن مسعود بلفظ: (لا تحل الصدقة لرجل له خمسون درهماً) وقال عقبه أيضاً: أبو شيبة هو عبد الرحمن بن إسحاق، ضعيف، وبكر بن خنيس ضعيف. وأخرجه أيضاً من طريق عبد الله بن سلمة ابن أسلم، عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبيه، عن ابن مسعود نحوه. وقال: ابن أسلم ضعيف.

841 - أخبرنا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر محمد بن عبد الله

المُسْتَعِينِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالْحَارِثُ ابن نَبْهَانَ (¬2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بن عامر ابن خِذْيَم (¬3) ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: ((لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ طَلَعَتْ إِلَى اْلأَرْضِ، لأَذْهَبَتْ [ل173/ب] بِنُورِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَلَمَلأَتِ الأَرْضَ رِيحَ مِسْكٍ وَعَنْبَرٍ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا ¬

(¬1) سيار بن حاتم: أبو سلمة العنزي البصري. قال القواريري: لم يكن له عقل، كان معي في الدكان. قلت: يتهم بالكذب؟ قال لا. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان جماعا للرقائق. وقال الحاكم: في حديثه بعض المناكير. وقال العقيلي: أحاديثه مناكير. ضعفه ابن المديني. وقال الأزدي: عنده مناكير. مات سنة مائتين أو تسع وتسعين ومائة. وقال الذهبي: صدوق. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. تهذيب الكمال 12/307- رقم: 2666، تهذيب التهذيب 4/254- رقم: 508، الكاشف 1/475- رقم: 2214، التقريب: 1/261. (¬2) الحارث بن نبهان: قال ابن حبان: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال أحمد: لم يكن يعرف الحديث، ولا يحفظه منكر الحديث. وقال ابن حجر: متروك. التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/94، الثقات 1/279- رقم: 249، الكامل 2/191- رقم: 374، تهذيب الكمال 5/288- رقم: 146، التقريب: 1/148. (¬3) في الأصل: ((خديج)) والتصحيح من كتب التخريج.

كُنْتُ لأَخْتَارَكِ عَلَيْهِنَّ، وَدَفَعَ فِي صَدْرِهَا، يَعْنِي امْرَأَتَهُ)) (¬1) . 842 - أخبرنا أحمد، أخبرنا جعفر، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العباس بن جبريل الوراق الشمعي (¬2) ، حدثنا أحمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام (¬3) ، أخبرنا عثمان بن عمر البصري المدائني، أخبرنا ابن عون، عن مسلم بن إبراهيم بن أبي عبد الله (¬4) ، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه قال: ((كُنْتُ لاَ تُخْطِئُنِي عَشِيَّةُ خَمِيسٍ إِلاَّ أَتَيْتُ فِيهَا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ¬

(¬1) ضعيف، في إسناده سيار بن حاتم وهو صدوق له أوهام، والحارث بن نبهان متروك، لكن جعفر بن سليمان صدوق. أخرجه ابن المبارك في الزهد: 1/76-77، والطبراني في المعجم الكبير 6/56، وابن عدي في الكامل 2/570، في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي من طريق حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ به. وقال الهيثمي بعد ما عزاه الطبراني والبزار [كما في كشف الأستار 4/199 رقم3528] قال: فيها الحسن بن عنبسة الوراق ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف. مجمع الزوائد 10/417. ووهم الهيثمي رحمه الله في ذلك وإنما هو حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الوراق من شيوخ الإمام مسلم، وقال ابن عدي: وهذا الحديث معروف بسيار بن حاتم عن جعفر والحارث بن نبهان. (¬2) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العباس بن جبريل الوراق الشمعي: مات سنة ست وعشرين وثلاثمائة. قال الدارقطني: عبد الله بن العباس الشمعي شيخ ثقة كتبنا عنه. تاريخ بغداد 10/37- رقم: 5156. (¬3) أحمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام: أبو بكر، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قال الخطيب: كان ثقة. تاريخ بغداد 5/188- رقم: 2643. (¬4) كذا في الخطية، والصواب (مسلم أبو عبد الله) ، وهو مسلم بن عمران ويقال ابن أبي عمران البطين الكوفي ثقة، من رجال التقريب.

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى كَانَتْ ذَاتَ عَشِيَّةٍ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَاغْرَوْرَقَتَا عيناهُ، وَانْتفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، وَأَنَا رَأَيْتُهُ مَحْلُولَةً أَزْرَارُهُ وَقَالَ: أَوْ مِثْلُهُ، أَوْ نَحْوُهُ، أَوْ شَبِيهٌ بِهِ)) (¬1) . 843 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬2) ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو (¬3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، قَالَ: ((كانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: اِذْهَبُوا بِنَا إِلَى بَنِي وَاِقفٍ ـ حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ ـ نَزُورُ الْبَصِيرَ، لِرَجُلٍ مَحْجُوبِ الْبَصَرِ)) (¬4) ¬

(¬1) في إسناده عثمان بن عمر البصري المدائني، ومسلم بن إبراهيم لم أجد لهما ترجمة. وبقية رجاله ثقات. أخرجه الدارمي في السنن: 1/95، رقم: 270، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 2/458، من طريق عثمان بن عمر. (¬2) سفيان: هو ابن عيينة. (¬3) عمرو: هو ابن دِينَارٍ. (¬4) حديث مرسل. محمد بن جبير تابعي. أخرجه البزار في البحر الزخار 8/350- رقم: 3426، من طريق أحمد بن عبدة، عن سفيان به. مرسلاً، ولم يقل عن أبيه. وأورده الهيثمي في كشف الأستار 2/389- رقم: 1921. وأخرجه البزار في البحر الزخار 8/349-350 - رقم 3425، عن إبراهيم بن المستمر العروقي، وقيل: العوقي، عن الصلت بن محمد أبي همام الخاركي، والطبراني في الكبير 2/127- رقم: 1534، وفي الأوسط 4/217، والبيهقي في السنن 10/200 من طريق محمد ابن يونس الجمّال كلاهما، عن ابن عيينة به موصولاً. وقال أو نعيم: أرسله أصحاب ابن عيينة عن نافع بن جبير ولم يقل عن أبيه إلا محمد بن يونس الجمال. وقال الهيثمي في المجمع: فيه محمد بن يونس الجمال وهو ضعيف 2/298. وقال أيضاً في موضع آخر: رواه البزار، واللفظ له، والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المستمر العروقي، وهو ثقة. مجمع الزوائد 8/174. وقال البزار عقب إيراده لرواية إبراهيم العروقي عن أبي همام، قال: وهذا الحديث لا نعلم أحداً وصله عن جبير بن مطعم إلا أبو همام -وكان ثقة- عن ابن عيينة. وقد خالف أبو همام غيره، وخولف في إسناده. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/127- رقم: 1533، من طريق الحسن بن منصور الكسائي عن ابن عيينة به موصولاً أيضاً. وأخرجه البزار في البحر الزخار المسند 8/350- رقم: 3427، والبيهقي في السنن 10/200 من طريق حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن جابر مرفوعاً. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/174: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن عبد الرحمن المسروقي وهو ثقة، إلا أن البزار قال: لم يروه من حديث جابر إلا حسين بن علي الجعفي، وأحسبه أخطأ فيه. وفي كشف الأستار زيادة: لأن الحفاظ إنما يروونه عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم مرسلاً. وقال البيهقي بعدما ذكر رواية محمد بن يونس الجمال عن ابن عيينة موصولاً؛ قال: كذا أتى به موصولاً، والصحيح عن سفيان بن عيينة، عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً والصحابي المقصود في هذا الحديث هو عمير بن عدي القارئ، قال أبو نعيم: هو الذي سماه رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - البصير وكان يزوره في بني واقف.

844 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: ((كانَ رَسُولُ [ل174/أ] اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: اِذْهَبُوا بِنَا إِلَى بَنِي وَاقِفٍ نَزُورُ الْبَصِيرَ رَجُلٌ مَحْجُوبٌ)) (¬1) . قال ابن صاعد: وَمِمَّنْ قَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنْ أَبِيهِ: -. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو ابن دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ ¬

(¬1) في إسناده إرسال، وقد تقد تخريجه في الرواية السابقة.

أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((اِنْطَلِقُوا بِنَا إِلَى بَنِي وَاقِفٍ، نَزُورُ الْبَصيرَ. قَالَ: وَكَانَ مَحْجُوبَ الْبَصَرِ)) . قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ فِي إِسْنَادِهِ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَضَّاحِ (¬1) ، وَمُوسَى بْنُ عبد الرحمن ابن مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ جَمِيعًا بِالْكُوفَةِ، قَالا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عن جابر بن عبد الله، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ: ((اِنْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْبَصِيرِ الَّذِي فِي بَنِي وَاقِفٍ نَعُودُهُ)) . وَكَانَ رَجُلاً أَعْمَى، قَالَ: فَقَوْلُهُ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهْمٌ، وَالصَّحِيحُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ. 845 - سمعت أحمد يقول: كان أبو بكر المَطِيري ِفي دَرْبِ خُزَاعَةَ، وَكَان حَافِظاً لِلْحَدِيثِ، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ فِي دِينِهِ وَالثِّقَةِ (¬2) . 846- سمعت أَحْمَدَ يَقُولُ (¬3) : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ محمد بن الحسن بن ¬

(¬1) ورد في هامش الخطية ما نصه: (في الخطية الرضاح) . (¬2) وأخرجه الخطيب من طريق أحمد بن أبي جعفر القطيعي، عن أبي محمد جعفر بن محمد الطاهري من قوله: كان أبو بكر المطيري ينزل في درب خزاعة، وكان حافظًا للحديث، وكان لا بأس به في دينه والثقة. تاريخ بغداد 2/146. (¬3) هنا في الخطية (سمعت أبا بكر يقول) ، وعليها علامة الضرب.

عبدان الصيرفي (¬1) يقول: سمعت جعفر الخلدي (¬2) يقول: ((زُرْتُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ، فَغَفَوْتُ عِنْدَ الْقَبْرِ [ل174/أ] غَفْوَةً، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ الْقَبْرَ قَدْ انْشَقَّ وَخَرَجَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، فَقُلْتُ: إِلَى أَيْنَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: نُرِيدُ هَؤُلاَءِ)) (¬3) . 847 - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بكر يقول: سمعت الخلدي يقول: ((كَانَ فِيَّ جَرَبٌ عَظِيمٌ كَثِيرٌ، قَالَ: فَمَسَحْتُ بِتُرَابِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: فَغَفَوْتُ فَانْتَبَهْتُ، وَلَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ)) (¬4) . ¬

(¬1) أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي: ابن الحسن بن مهران، وثقه عبيد الله بن أحمد، وقال: كان فوق الثقة. (¬2) جعفر الخلدي: هو جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم، أبو محمد البغدادي. وثقه الخطيب. وقيل: عجائب بغداد ثلاثة: نكت المرتعش، وإشارات الشبلي، وحكايات الخلدي. مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة في رمضان، وله خمس وتسعون سنة. انظر تاريخ بغداد 7/226-227، حلية لأولياء 10/381، البداية والنهاية 11/234، العبر 2/279، السير 15/558. (¬3) رجال إسناده ثقات، وهذه الرؤيا من حكايات الخلدي، وهي من عجائب بغداد، كما أشار الخطيب والسمعاني. (¬4) رجال إسناده ثقات. وهذا النص من منكرات الخلدي. وقد ذكر الخطيب في ترجمته أن عجائب بغداد: نكت المرتعش، وإشارات الشبلي، وحكايات الخلدي. تاريخ بغداد 7/226. وإن المريض يجوز له شرعا أن يتداوى بالأدوية المباحة، مع اليقين بأن الشافي هو الله وحده، ولكن التمسح بالقبور وبعض الأماكن المقدسة من الأمور المنهية عنها شرعاً، حتى التمسح بقبر سيد البشر أجمعين، فإذا كان التمسح بقبر رسول الله منهياً عنه شرعاً، فمن باب أولى قبر غيره. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اتفاق العلماء على أن من زار قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين - الصحابة وأهل البيت وغيرهم - أنه لا يتمسح به، ولا يقبّله، انظر مجموع الفتاوى طبعة وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية: 27/79. وقال أيضاً: لأن التقبيل والاستلام إنما يكون لأركان بيت الله الحرام، فلا يشبّه بيت المخلوق ببيت الخالق، مجموع الرسائل الكبرى لابن تيمية: 1/298. وقال النووي رحمه الله ما نصّه: ((يكره مسحه باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضر في حياته - صلى الله عليه وسلم -، هذا هو الصواب، وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه، وينبغي أن لا يغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك، فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بأقوال العلماء، ولا يلتفت إلى محدثات العوام وجهالاتهم ... )) ، الايضاح في المناسك للإمام النووي: (ص161) . وقد أطال د. ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع النفس في هذه المسألة في كتابه: ((التبرك أنواعه وأحكامه)) من ص327-340.

848 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، بِانْتِقَاءِ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظِ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن علي ابن مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْخُزَاعِيُّ، حدثنا عبد الله بن المبارك، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ (¬2) ، عَنْ إسماعيل ابن مُحَمَّدٍ هُوَ: أَبُو سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: ((رَأَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ تَسْلِيمَتَيْنِ: تَسْلِيمَةً عَنْ يَمِينِهِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَتَسْلِيمَةً عَنْ يَسَارِهِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى ¬

(¬1) عبد الغني بن سعيد بن علي الإمام الحافظ أبو محمد الأزدي المصري صاحب كتاب "المؤتلف والمختلف" ولد سنة اثنتين وثلاثمائة. وثقه الدارقطني والبرقاني وأبو الوليد الباجي والعتيقي وغيرهم، وتوفي سنة تسع وأربعمائة. وفيات الأعيان 3/223، البدايةوالنهاية 12/7، تذكرة الحفاظ 3/1047، السير 17/268، شذرات الذهب 3/188. (¬2) مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الله بن الزبير: أبو عبد الله الأسدي، قال أحمد: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به. وقال ابن حبان: منكر الحديث، استحق لذلك مجانبة حديثه. وقال ابن حجر: لين الحديث. التاريخ الكير: 7/353، الجرح والتعديل: 8/304، المجروحين: 3/28، التقريب: 1/533.

يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ مِنْ هَاهُنَا، وَمِنْ هَاهُنَا)) (¬1) . غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمِّهِ عَامِرٍ، لا نَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ غَيْرَ مُصْعَبٍ. 849 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن إسحاق ابن الْبُهْلُولِ، حَدَّثَنَا أَبِي (¬2) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ (¬3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (¬4) ، عَنْ عليٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((منْ رَوَى عَنِّي حَدِيثاً وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ)) (¬5) ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، لأن مصعب بن ثابت وإن ضعفه غير واحد من الأئمة فقد تابعه عبد الله ابن جعفر عند مسلم، وهذا يردّ قول المصنف: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عمه، لا نعلم أحداً حدّث عنه غير مصعب. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/178 من طريق نعيم بن حماد به نحوه. وأخرجه مسلم في المساجد، باب السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها وكيفيته 1/409، رقم: 582 من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إسماعيل بن محمد. ولفظه: ((كنت أرى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى أرى بياض خده)) . (¬2) أبوه: إسحاق بن بهلول بن حسان أبو يعقوب التنوخي الأنباري. ولد سنة أربع وستين ومائة. قال الخطيب: كان ثقة، ووثقه الذهبي. مات فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخمسين ومائتين، وقد قارب التسعين. تاريخ بغداد 6/366، الجرح والتعديل 2/214، تذكرة الحفاظ 2/518، العبر 2/3، الوافي والوفيات 8/408. (¬3) الحكم: بن عتيبة بالمثناة، ثم الموحدة، مصغراً، ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس التقريب 1/175. (¬4) ابن أبي ليلى: هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الأنصاري المدني ثم الكوفي، ثقة. التقريب 1/349. (¬5) حديث صحيح، والاسناد خطأ، قال ابن أبي حاتم بعد ذكر هذه الرواية على هذا الوجه: فسمعت أبا زرعة يقول: هذا خطأ، والصحيح ما حدثنا أبو نعيم وأبو عمر الحوض عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ ابن جندب مرفوعاً. علل الحديث 2/287- رقم: 2366. أخرجه مسلم في المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين 1/9، من طرق عن شعبة، عن الحكم ابن عتيبة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ به مرفوعاً بلفظ: ((من حدث عني بحديث يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكاذبين)) . وأما الرواية التي أشار إليها المؤلف فقد أخرجها الإمام مسلم أيضاً في المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين 1/9، من طريق شعبة وسفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عن المغيرة بن شعبة مرفوعاً. وأما حديث علي فقد أخرجه البخاري في العلم، باب إثم من كذب عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم 1/199، رقم: 106، ومسلم في المقدمة، باب تغليظ الكذب عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم 1/9، رقم 1 كلاهما من طريق شعبة، عن منصور، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَن علي مرفوعاً، وعند مسلم مثل لفظ المؤلف، وعند البخاري ... فيه: ((فإنه من كذب علي فليلج النار)) .

هكذا جاءت هذه الرواية [ل175/أ] عَنْ شُعْبَةَ، وَهِيَ: وَهْمٌ. وَالصَّوَابُ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن سمرة ابن جُنْدُبٍ، وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن ميمون ابن أَبِي شَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. وَحَدِيثُ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ شُعْبَةُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ وَلَفْظٍ آخَرَ فَأَمَّا الإِسْنَادُ، فَعَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَن عَلِيّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ وَلَفْظُهُ: ((لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبُ عَلَيَّ يَلِجُ النَّارَ)) . 850- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ لُؤْلُؤٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْحَسَنُ بْنُ

سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَامِرٍ (¬1) يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أَنَّ الْيَهُودَ تَقُولُ: إِنَّ الْعَزْلَ الْمَوْءُودَةُ الصُّغْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كذَبَتِْ الْيَهُودُ، كَذَبَتِْ الْيَهُودُ، لَوْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهَا لَمْ يَسْتَطِعْ عَزْلَهَا)) (¬3) ¬

(¬1) أَبُو عَامِرٍ: صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الخزاز المزني البصري. قال ابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. ووثقه أبو داود. وقال الإمام أحمد: صالح الحديث. قال ابن عدي: عمدي لا بأس به، قد روى عنه يحيى بن سعيد. وقال الذهبي: قد احتج به مسلم. وقال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. الجرح والتعديل 4/403، تهذيب التهذيب 4/390-391، ميزان الاعتدال 20/294، التقريب 1/272- رقم: 2861. (¬2) أبو سلمة: هو عبد لرحمن بن عوف الزهري المدني الصحابي الجليل. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر. فيه أبو عامر، وهو صدوق كثير الخطأ، وقد خالف من هو أوثق منه. أخرجه أبو يعلى في مسنده 10/405- رقم: 6011، والنسائي في السنن الكبرى 5/341- رقم: 9083 في العشرة، باب العزل، وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك، من طريق معتمر بن سليمان به. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/230، باب العزل، من طريق شجاع بن الوليد، عن محمد بن عمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وفيه محمد بن عمرو بن علقمة؛ قال ابن معين: ما زال الناس يتقون حديثه. قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. التقريب 1/499- رقم: 6188، تهذيب الكمال 26/212. وأخرجه أحمد في المسند رقم (11288) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في الكبرى رقم (9079) من طريق معاذ بن هشام، والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/31، وفي شرح مشكل الآثار رقم (1916) من طريق أبي داود الطيالسي، ثلاثتهم عن هشام الدستوائي عن يحي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. وأخرجه أبو داود في السنن في النكاح، باب ما جاء في العزل، رقم (2117) ، والبيهقي في السنن الكبرى 7/230 من طريق أبان، والنسائي في السنن الكبرى رقم (9082) من طريق أبي إسماعيل، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي رفاعة. وأخرجه أحمد أيضاً والنسائي في السنن الكبرى رقم (9081) ، والطحاوي في شرح معاني الآثاتر 3، 31، وفي شرح مشكل الآثار رقم (1917) ، من طريق هارون بن إسماعيل الخزاز البصري، والنسائي في السنن الكبرى أيضاً رقم (9080) من طريق عثمان بن عمر البصري، وقم (9082) من طريق أبي إسماعيل القناد، ثلاثتهم عن عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مطيع بن عون أحد بني رفاعة، عن أبي سعيد. وأخرج البخاري نحوه رقم (5207) ومسلم رقم (1440) من حديث جابر بن عبد الله.

غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ أَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الخزَّاز، وَخَالَفَهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِي، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، فَقَالَ أَبَانُ (¬1) بْنُ يَزِيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (¬2) ، مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: [ل175/ب] رِفَاعَةُ، وَلَمْ يَقُلْ أَبُو رِفَاعَةَ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي مطيع ابن عوف أحد بني رفاعة ابن الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَتَابَعَهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْقَنَّادُ، وَاسْمُهُ: إِبْرَاهِيمُ ابن عَبْدِ الْمَلِكِ. وَرَوَاهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن ابن ثوبان، عن جابر ابن ¬

(¬1) في الأصل غير واضح وكتب الناسخ في الهامش (أبان) و (بيان) ، للتوضيح. (¬2) في الأصل (زكريا) وضرب عليها الناسخ وكتب (كثير) و (صح) .

عَبْدِ اللَّهِ، وَأَرْسَلَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، فَلَمْ يُجَاوِزْ بِهِ يَحْيَى. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. 851 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّيَّاتِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الحسين الصوفي، وحدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ الْبَكْرِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ (¬1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((إِنَّ أفضَلَ أَهْلِ الدَّرجاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ أسفلُ مِنهُم كَمَا تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّريَّ الَّذي فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وإِنَّ أَبا بَكْرٍ وعمرَ مِنْهُمْ وأَنْعِمَا رضيَ اللهُ عنهمَا)) (¬2) ¬

(¬1) عطية: هو ابن سعد بن جنادة بضم الجيم بعدها نون خفيفة، العَوْفي الجَدَلي. (¬2) حديث حسن، في إسناد المؤلف عطية العوفي، ومحمد بن أبي ليلى، وهما ضعيفان، إلا أن العوفي لم ينفرد به بل تابعه أبو الوداك. أخرجه أحمد في المسند والترمذي في السنن رقم (3658) ، وأبو يعلى في المسند رقم (1299) ، والبيهقي في البعث والنشور رقم (276) من طريق محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة، والأعمش، وعبد الله بن صهبان، وكثير بن النواء، وابن أبي ليلى، عن عطية به. غير أنه لم يرد ذكر الأعمش عن أبي يعلى، وسالم بن أبي حفصة عند البيهقي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وأخرجه الحميدي في المسند رقم (755) وابن أبي عاصم في السنة رقم (1416) ، و (1417) ، وأبو يعلى في المسند رقم (1130) و (1178) ، والطبراني في الصغير رقم (353) ، ورقم ((570) ، وفي الأوسط رقم (3451) و (5483) ، و (7336) ، و (9484) ، والسمهي في تاريخ جرجان (ص237) ، وأبو نعيم في الحلية 7/250، والخطيب في تاريخ بغداد 3/195، و11/58، و12/124، والبغوي في شرح السنة رقم (3892) ، و (3893) ، كلهم من طرق عن عطية العوفي به. وقال البغوي: هذا حديث حسن. أخرجه الإمام أحمد في المسند 3/26، 61، وفي فضائل الصحابة 1/169، 170- رقم: 165. وأبو يعلى في المسند 2/461- رقم: 1278 من طريق مجالد عن أبي الوداك به. ولفظه: ((إن أهل الدرجات العلى ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الدري فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بكر وعمر منهم وأنعما)) . في إسناده مجالد بن سعيد الهمداني وهو ضعيف، وباقي رجال إسناده ثقات، هم رجال الشيخين؛ إلا أبا الوداك، جبر بن نوف الهمداني، ثقة من رجال مسلم. وتابعهما أيضاً الكوثر بن حكيم: أخرجه ابن عدي في الكامل 6/2098 من طريق عبد الله بن مطيع، عن هشيم، عن الكوثر بن حكيم به؛ إلا أن ابن عدي قال في الكوثر هذا عقب إيراده الحديث: عامة ما يرويه غير محفوظة. وللحديث بتمامه شاهدان: الأول: من حديث أبي هريرة أخرجه الطبراني في الأوسط رقم: 6006 من طريق سلم بن قتيبة. الثاني: من حديث جابر بن سمرة أخرجه الطبراني في الكبير 2/254- رقم: 2065. وقال الهيثمي في المجمع 9/54: فيه الربيع بن سهل الواسطي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. لذلك فإن هذا الحديث وإن كان مداره على عطية العوفي وهو ممن لا يحتج بحديثه؛ إلا أن متابعة أبي الوداك له مع ما في إسناده من ضعف، يرتقي الحديث إلى درجة الحسن. لذلك حكم على هذا الحديث بالحسن الإمام الترمذي والبغوي. ولكن الحديث مخرج نحوه في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري بدون قوله: ((وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وانعما)) أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة 6/320- رقم: 3256، ومسلم في صحيحه في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء 4/2177- رقم: 2831 من طريق مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي سعيد الخدري به، ولفظه: ((إن أهل الجنة ليراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق في المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)) . وأخرجه البخاري أيضاً في الرقائق، باب صفة الجنة والنار 11/416- رقم: 6556، ومسلم في صحيحه في الجنة وصفة نعيمها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء 4/2177- رقم: 3830 من طريق النعمان بن أبي عياش، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.

قَالَ الصُّوفِيُّ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ: أَيْنَ كَتَبْتَ عَنْ خَالِدٍ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ، هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهُ.

852- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم بن شاذان، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن عبد الواهب الْحَارِثِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ (¬2) ، عن يحيى ابن سَعِيدٍ (¬3) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة ـ رضي الله [ل176/أ] عَنْهَا ـ قَالَتْ: ((لَمَّا ماتَ عثمانُ بْنُ مظعونٍ كشفَ النَّبيُ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ـ الثَّوْبَ عَنْ وجهِهِ، وقَبَّلَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ بَكَى طَوِيلًا، فلمَّا رُفع السَّريرُ، قَالَ: طُوبَى لَكَ يَا عُثْمَانُ لمَْ تَلْبَسْكَ الدُّنْيَا ولَمْ تَلْبَسْهَا)) (¬4) ¬

(¬1) في الخطية ((محمد بن عبد الوهاب)) ثم كتب الناسخ في الهامش: وصوبه ((الواهب)) ومحمد بن عبد الواهب الحارثي: لعله ابن الزبير بن زنباع أبو جعفر الحارثي كوفي الأصل. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. ووثقه صالح ابن محمد أبو علي. مات سنة تسع وعشرين ومائتين. الثقات 9/83- رقم: 15307، تاريخ بغداد 2/390- رقم: 906. (¬2) محمد بن عبد الله ابن عبيد بن عمير: لعله مولى طلحة بن عبيد الله القرشي من أهل الكوفة. ذكره ابن حبان في الثقات 7/365- رقم: 10465. (¬3) يحيى بن سعيد: هو الأَنْصَارِيِّ، (¬4) حديث حسن، في إسناده غريب انفرد بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عبيد بن عمير. وأخرجه أبو داود في الجنائز: باب في تقبيل الميت 2/201، رقم: 3163، الترمذي في الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت 3/314 رقم: 989، وأحمد في المسند: 6/55، والطيالسي في المسند: 1/201، رقم: 1415، و1/202 رقم: 1424، والطحاوي في شرح معني الآثار: 4/293، كلهم من طريق عاصم بن عبيد، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي، أو قال: عيناه تزرفان)) . وهذ لفظ الترمذي، وقال: حديث عائشة حديث حسن صحيح. وذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب 2/451- رقم: 394، والسيوطي في جمع الجوامع 2/739، والبرهان فوزي في كنز العمال 13/525-526- رقم: 37358 عن عائشة مثله بدون إسناد. ورُوي عن معاذ بن ربيعة أيضاً عزاه الهيثمي في مجمع الزاوائد: 3/20، إلى البزار وقال: إسناده حسن.

غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 853 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن علي بن المثنى، حدثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ (¬1) ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ هِشَامٍ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَجُلا قَالَ: ((ياَ رسولَ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَّ ـ أَيُصَلِّي أحدُنا فِي ثوبٍ واحدٍ؟ قَالَ: أَوَ كلُّكُمْ يجدُ ثَوْبَيْنِ)) (¬2) ¬

(¬1) غسان بن الربيع: أبو محمد البصري الموصلي. مات سنة ست وعشرين ومائتين. ضعفه الدارقطني. وقال مرة: صالح. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال: كان نبيلاً فاضلاً ورعاً. وأخرج حديثه في صحيحه. وقال ابن حجر: كان صالحاً ورعاً، ليس بحجة في الحديث. الإكمال في ذكر من له رواية في مسند أحمد ممن ليس في تهيب الكمال: رقم: 692، الجرح والتعديل 7/52- رقم: 294، لسان الميزان 4/418- رقم: 1280. (¬2) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، في إسناد المؤلف غسان بن الربيع وهو ليس بحجة. أخرجه أبو يعلى في المسند برقم (5883) و (5888) ، من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عن أبي هريرة. وفيه قال: ((أبو هريرة للسائل: أتعرف أبا هريرةن فإنه كان يصلي في ثوب واحد، وثيابه موضوعة على المشجب)) ، وهذا من فوائد الطيوريات حيث يخرج الروايات الغريبة حتى عن المصنفين. أخرجه ابن حبان في صحيحه 6/75- رقم: 2298، 6/80- رقم: 2306 من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، وأيوب وحبيب بن الشهيد، وهشام عن محمد بن سيرين به مطولاً مع قصة. وأخرجه الإمام أحمد 2/498، والدارمي في سننه 1/367- رقم: 1370، والدارقطني في السنن 1/282- رقم: 1، من طريق هشام القردوس وحده به. وأخرجه الإمام أحمد في المسند أيضاً 2/495- رقم: 10423، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/378 من طريق عاصم الأحول به وحده. ولم أقف على طريقي ابن عون وسليمان التيمي. ولعل الغرابة فيهما معاً لا في طريق سليمان التيمي فقط كما قال المؤلف. وهو من قبيل الإدراج في الإسناد. ولكن الحديث صحيح ثابت في الصحيحين من طريق أيوب بن أبي تميمة، عن محمد بن سيرين، أخرجه البخاري في صحيحه في الصلاة، باب الصلاة في القميص والسراويل والتبان والقباء 1/475- رقم: 365 من طريق حماد بن زيد، ومسلم في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه رقم: 515 من طريق إسماعيل بن إبراهيم كلاهما عن محمد بن سيرين به. وأخرجه البخاري في الصلاة أيضاً، من طريق سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هريرة، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتصقاً به 1/470-رقم: 358، ومسلم في الصلاة، باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه 1/368- رقم: 515 من طريق مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سعيد بن المسيب به.

حَدِيثُ التَّيْمِيِّ مِنْ بَيْنِهِمْ غَرِيبٌ لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ. 854 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جدي (¬1) ، حدثنا عمار ابن زربي (¬2) ، حدثنا بشر بن منصور، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (¬3) ، عَنْ مُطَرِّفٍ (¬4) ، عَنْ ¬

(¬1) جدُّه هو: الحسن بن سفيان. (¬2) عمار بن زربي: أبو المعتمر، بصري. قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم، ولا يعرف إلا به. وذكر هذا الحديث وكذبه أبو حاتم، وقال: هو كذاب متروك الحديث. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ضريراً يغرب ويخطئ. الضعفاء للعقيلي 3/327- رقم: 1346، الجرح والتعديل 6/392- رقم: 2183، الكامل 5/76- رقم: 1255، لسان الميزان 4/271- رقم: 762، الثقات 8/157- رقم: 14776. (¬3) أبو العالية: هو رفيع -بالتصغير- ابن مهران، أبو العالية الرِّياحي ثقة كثير الإرسال التقريب 1/210-. (¬4) مطرف: بن عبد الله بن الشخير، بكسر الشين المعجمة، وتشديد المعجمة المكسورة بعدها تحتانية ساكنة، ثم راء التقريب 1/534.

أَبِيهِ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَّلَمَ ـ: ((أَقِلُّوا الدخولَ علَى الأغنياءِ، فإِنَّه لَحَرِيٌّ أَنْ لاَ يَزْدَرُوا نعمةَ اللهِ عزَّ وجلَّ)) (¬2) . تَفَرَّدَ بِهِ عَمَّارٌ. 855 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الزَّيَّاتِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ البراثي (¬3) ، حدثنا علي ابن قُرَيْن (¬4) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ (¬5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ـ: ¬

(¬1) أبوه: عبد الله بن الشخير الصحابي الجليل. (¬2) ضعيف جدًّا، في إسناده عمار بن زربي وهو متروك. أخرجه البيهقي في الشعب 7/273-274 من طريق أبي عبد الله العالم بالتاريخ عن إسحاق بن سعد. وأخرجه ابن عدي في الكامل 5/1731 من طريق الحسن بن سفيان به، وذكره العقيلي في الضعفاء 3/327- 1346، والذهبي في الميزان 5/199، وابن حجر في اللسان 4/271. قال ابن عدي: هذا الإسناد غير محفوظ. وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/312 عن عبد الله بن الشخير معلقاً، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: لكنه من رواية عمار بن زربي، وهو متروك. (¬3) أحمد بن محمد البراثي: أحمد بن محمد بم خالد ابو العباس البغدادي البراثي. قال الدارقطني: ثقة مأمون. تاريخ بغداد 5/3، طبقات الحنابلة 1/64، السير 14/92. (¬4) علي بن قُرَيْن بن بهيس أبو الحسن البصري: قال يحيى بن معين: لا يكتب عنه، كذاب خبيث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ليس بشيء. وقال موسى بن هارون وغيره: كان يكذب. وقال العقيلي: كان يضع الحديث. قال ابن عدي: يسرق الحديث عن الثقات. قال الدارقطني: كان ضعيفاً. وكذا قال أبو نعيم. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. التاريخ لابن معين برواية الدارمي: 0/240،، الضعفاء للعقيلي 3/249- رقم: 1248، الجرح والتعديل 6/201- رقم: 1106، الكامل 5/214-رقم: 1368، تاريخ بغداد 12/51، ميزان الاعتدال 3/151، لسان الميزان 4/251- رقم: 683. (¬5) أبو التياح: يزيد بن حميد الضبعي -بضم المعجمة وفتح الموحدة- أبو التياح بمثناة، ثم تحتانية ثقيلة، وآخره مهملة، بصري مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة ثمان وعشرين. انظر التقريب 1/600- رقم: 7704.

((تَقْتُلُ عَمَّارَ الفِئَةُ البَاغِيةُ)) (¬1) . [ل176/ب] تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ قُرَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، وَعَلِيٌّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، رَوَاهُ الأَقْوِيَاءُ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَن أَبِي التَّيَّاحِ، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهَذِيل مُرْسَلا. 856 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناده معلول، تفرد به قرين، وخالف بذلك من هو أولى منه من الثقات، وهو متهم. تخريج الحديث: لم أجده عن أنس، وإنما وقفت على نحوه في بغية الباحث في زوائد مسند الحارث 2/924- رقم: 1018 من طريق العباس بن الفضل عن الوارث به مرسلاً، والطيالسي في مسنده 0/90- رقم: 649 من طريق شعبة كلاهما عَن أَبِي التَّيَّاحِ، عَن عَبْدِ الله بن الهذيل العنزي: أن عمارا رضي الله عنه كان ينقل معهم -يعني الصخر- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ((ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية)) ولكن سند الأول فيه العباس وهو ضعيف. التقريب: 1/294 رقم: 3186، وفيه إرسال. وقال الطيالسي عقبه: روى هذا الحديث عبد الواحد، عن أبي التياح، عن أبي الهذيل، عن عمار أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: ... )) أخرجه صاحب بغية الباحث في زوائد مسند الحارث 2/924- رقم: 1517، من طريق حماد عن أبي التياح به. والحديث صحيح ثابت عن أم سلمة، وأبي سعيد لخدري في الصحيحين. وأما حديث أم سلمة فقد تقد تخريجه في رواية رقم (625) . وأما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه البخاري في الصلاة، بابالتعاون في بناء المسجد 1/541، رقم: 447، الجهاد، باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله 6/30، رقم: 2812، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء 4/2235- رقم: 2915.

أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن سماك ابن حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: ((الماءُ لاَ يُنَجِّسُهُ شيءٌ)) (¬3) ¬

(¬1) أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عبد ربه الطائي: أبو إسحاق، وقيل أبو علي. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: منكر الحديث. تاريخ بغداد 10/423- رقم: 5579، لسان الميزان 4/66- رقم: 196، الثقات 8/390- رقم: 14036. (¬2) أبوه: سماك بن حرب بن أوس بن خالد، أبو الميرة الكوفي. وثقه ابن معين وأبو حاتم. وقال يعقوب: روايته عن عكرمة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح. وقد سمع منه قديماً مثل سفيان وشعبة، فحديثه عنه صالح مستقيم. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيراً. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وكان شعبة يضعفه. وقال العجلي: كان جائز الحديث إلا أنه كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس. وقال ابن المديني: روايته عن عكرمة مضطربة. وقال الذهبي: ثقة ساء حفظه وقال ابن حجر في التقريب: صدوق روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير فكان ربما تلقّن. تهذيب الكمال 12/115- رقم: 2579، الثقات 4/339- رقم: 322، تاريخ بغداد 9/214- قم: 4792، الكاشف 1/465- رقم: 2141، الكواكب النيرات؟ /45- رقم: 29، تهذيب التهذيب 4/204- رقم: 405، التقريب: 1/255. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو علي الطائي وهو منكر الحديث،، وسعيد بن سماك متروك الحديث، أخرجه أحمد في المسند 1/235، 1/308، وأبو داود في السنن في الطهارة، باب الماء لا يجنب 1/55- رقم: 68، والترمذي في الطهارة، باب ما جاء في الرخصة في ذلك 1/200- رقم: 65. وقال: حسن صحيح. وابن ماجه في الطهارة، باب الرخصة بفضل وضوء المرأة 1/132- رقم: 370، والدارمي في السنن 1/187، وابن خزيمة 1/48- رقم: 91، 1/57-58- رقم: 109، وابن حبان في صحيحه 4/47-48- رقم: 1241-1242، 1/73- رقم: 1261، والحاكم في المستدرك 1/159، والبيهقي في السنن 1/189، 267، من طرق عن سماك بن حرب به، وعند الترمذي. وعند الترمذي: ((إن الماء لا يجنب)) وأخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم: 396، وأحمد في المسند 1/235، 284، 308، وابن ماجه في السنن، في الطهارة، باب الرخصة بفضل وضوء المرأة 1/132- رقم: 371، والنسائي في المياه 1/189-190- رقم: 324، وابن الجارود في المنتقى 1/24-25- رقم: 48-49، والدارمي في السنن 1/187، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/26، والحاكم في المستدرك 1/159، 195، وصححه، ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 1/267، 1/188، من طريق سماك بن حرب به. وفي بعضها مع القصة، وفي بعضها بدون موضع الشاهد. والحديث صحيح، صححه الترمذي وابن حبان وابن خزيمة. وقال الحاكم والذهبي: الخبر صحيح لا يحفظ له علة. وقد جزم بصحته الحافظ وعزى تصحيحه إلى عدد من أئمة الحديث أيضاً، منهم الإمام أحمد ويحيى ابن معين وابن حزم. انظر التلخيص 1/13.

857 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفَّر، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِرْدَاسٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى (¬3) ، عن يونس ابن عُبَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، ¬

(¬1) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العباس بن عبيد الله الطيالسي: قال الخطيب: كان ثقة. وقال الدارقطني: لا بأس به. مات سنة ثمان وثلاثمائة في ذي القعدة. تاريخ بغداد 10/36- رقم: 5155. (¬2) محمد بن مرداس: أبو عبد الله الأنصاري البصري. قال أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث. وروى عنه البخاري في كتاب القراءة خلف الإمام. قال الذهبي: مجهول. وقال ابن حجر: مقبول. مات سنة تسع وأربعين ومائتين. تهذيب الكمال 26/389- رقم: 5591، تهذيب التهذيب 9/285- 814، لسان الميزان 7/374- رقم: 4738، الجرح والتعديل 8/97- 417، التقريب 1/505- رقم: 6278، الثقات 9/107- رقم: 5445. (¬3) أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عيسى بن خالد الخزار البصري. قال العقيلي: لا يتابع على أكثر حديثه. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عن يونس بن عبيد وداود بن أبي هند ما لا يوافقه عليه الثقات، وهو مضطرب الحديث، وليس ممن يحتج به. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حجر: ضعيف. الجرح والتعديل 5/127- رقم: 585، الضعفاء للعقيلي 2/286- رقم: 856، الكامل 4/251- رقم: 1086، تهذيب الكمال 15/416- رقم: 3474، التقريب 1/317- رقم: 3524.

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ (¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إِذَا اغْتَسَلَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ)) (¬2) . تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو خَلَفٍ، عَنْ يُونُسَ. 858 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورٍ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ¬

(¬1) عَنِ عائشة) أثبته الناسخ في هامش الخطية وكتب صح. (¬2) حديث منكر، في إسناده أبو خلف الخزار وهو ضعيف، وقد انفرد بهذا عن يونس بن عبيد. وقال ابن عدي: أبو خلف عن يونس بن عبيد وداود بن أبي هند ما لا يوافقه عليه الثقات. ولا أعلم هذا عن يونس عن هشام إلا عن عبد الله بن عيسى أبي خلف. والحديث أخرجه ابن عدي في الكامل 4/1565 في ترجمة أبي خلف، وهو منكر كما تقدم. والثابت في الصحيحين من حديث عائشة ((أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغتسل يخلل بيده شعره)) أخرجه البخاري في صحيحه، في الغسل، باب الوضوء قبل الغسل 1/360- رقم: 248 من طريق مالك. وفي باب هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها إذا لم يكن على يده قذر غير الجنابة 1/374- رقم: 262 من طريق حماد مختصراً، وباب تخليل الشعر حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه 1/382- رقم: 272 من طريق عبد الله بن المبارك ثلاثتهم عن هشام بن عروة به. ولفظه: قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يده، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم اغتسل، ثم يخلل بيده شعره، حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده)) وأخرجه مسلم في الطهارة، باب صفة غسل الجنابة 1/253- رقم: 316، من طريق أبي معاوية، عن هشام به. ومن طريق جرير وعلي بن مسهر وابن نمير، ومن طريق وكيع 1/254- رقم: 316 ثلاثتهم عن هشام بن عروة به نحوه. وليس فيه ذكر لغسل الرجلين. (¬3) أحمد بن عبد الله بن سابور: أبو العباس الدقاق. وثقه الدارقطني. مات يوم السبت، ودفن يوم الأحد ضحو لعشر بقين من المحرم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد 4/225- رقم: 1928.

لَيْثٍ، وَهُوَ: ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: سمعت علي بن أبي طَالِبٍ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ يَقُولُ: ((أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بخيرِ النَّاسِ بَعْدَ رسولِ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ـ؟ قالُوا بَلَى، قَالَ: أَبُو بكرٍ وعمرُ ـ رضيَ اللهُ عنهمَا -)) (¬1) . 859 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جدِّي (¬2) ، حَدَّثَنَا حبَّان ابن مُوسَى (¬3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرزوق (¬4) ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [ل177/أ] الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ عزَّ وجلَّ ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر. لم أجد من تابع الليث وهو صدوق اختلط جداً، فلم يتميّز حديثه فتُرك. أخرجه الإمام أحمد في الفضائل 1/301- رقم: 399، ورقم: 400، وفي المسند 1/106، و1/110، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير 3/180، من طرق عن أبي جحيفة عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ به. وإسناده صحيح. هذا، وقد روى الإمام أحمد في الفضائل طرقاً كثيرة لهذا الحديث، فمن أراد الوقوف عليها فليراجعها هناك. (¬2) جده هو: الحسن بن سفيان. (¬3) حبان بن موسى: أبو محمد السلمي المروزي. (¬4) الفضيل ابن مرزوق: هو فضيل بن مرزوق الأغر الرؤاسي أبو عبد الرحمن. وثقه الثوري وقال ابن معين ثقة، وقال مرة: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث يهم كثيراً، لا يحتج بحديثه. قال ابن حبان: منكر الحديث جدا. كان ممن يخطئ على الثقات. وقال مرة: جائز الحديث، ثقة، يتشيع. وقال ابن عدي: أرجو أن لا بأس به. وقال ابن حجر: صدوق يهم. التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/476، وبرواية الدارمي: 0/191، الثقات 2/208- رقم: 1488، الجرح والتعديل 7/75-رقم: 423، الكامل 6/19-رقم: 1565، المجروحين 2/209- رقم: 870، التقريب: 1/448.

يومَ القيامةِ، وأقْربُهُمْ منيِّ مَجْلِسًا: إمامٌ عادلٌ، وأبغضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ وأشدُّهُمْ عَذَابًا: إمامٌ جائرٌ)) (¬1) . 860 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النضر، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى (¬2) ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ ابن يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأبَّار (¬3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادة، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أشدُّ النَّاسِ عَذَابًا يومَ القيامةِ: إمامٌ جائرٌ)) (¬4) . ¬

(¬1) حديث ضعيف، لضعف عطية العوفي. أخرجه أحمد في المسند 3/22، 55، والترمذي في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل 4/559- رقم: 1344. وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وابن الجعد في المسند 2/783- رقم: 2090. ومن طريقه البغوي في شرح السنة 10/65- رقم: 2472، وقال: حسن غريب. والقضاعي في مسند الشهاب 2/255- رقم: 1305 كلهم من طريق الفضيل بن مرزوق به، وعند القضاعي مختصراً. ولم ينفرد الفضيل بن مرزوق بهذا عن عطية؛ بل تابعه كل من طلحة بن عبد الله ومحمد بن جحادة. أخرجه أبو يعلى بمعناه في مسنده 2/285- رقم: 2035 من طريق طلحة بن عبد الله، و 2/343-رقم: 1088 من طريق محمد بن جحادة مختصراً كلاهما عن عطية به. والحديث مداره على عطية العوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، ومدلس وقد عنعن. (¬2) أبو يعلى: أحمد بن المثنى. (¬3) أبو حفص الأبَّار: عمر بن عبد الرحمن بن قيس الأبار بتشديد الموحدة. (¬4) حديث ضعيف، لضعف عطية العوفي، وبقية رجاله ثقات. أخرجه أبو يعلى في المسند 2/343- رقم: 1088 من طريق سريج به. وأخرجه الترمذي في الأحكام، باب ما جاء في الإمام العادل 4/559- 1344 والإمام أحمد 3/22، و55، من طرق عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي به نحوه، وقال الترمذي: حديث أبي سعيد الخدري حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. كما أخرجه أبو يعلى أيضاً في المسند 2/285- رقم: 1003 من طرق عن طلحة بن عبد الله عن عطية العوفي به، ولفظه: ((إن أرفع الناس درجة يوم القيامة الإمام العادل، وإن أوضع الناس درجة يوم القيامة الإمام الذي ليس بعادل)) .

861 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّارَكِيُّ، حَدَّثَنَا جدي الحسن ابن مُحَمَّدٍ الدَّارَكِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ (¬1) ، حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ، يَعْنِي: ابْنَ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيَّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬2) ، عن سعيد بن جبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: ((أَنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانَ يُصلِّي فِي الفجرِ بألم تَنْزِيلِ السَّجدةِ وهَلْ أَتَى)) (¬3) ¬

(¬1) يحيى بن الضريس: بن يسار البجلي مولاهم أبو زكريا الرازي القاضي. قال ابن معين: كان ثقة كيساً. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما خلط. وقال ابن حجر: صدوق. وقال وكيع: كان من حفاظ الناس لولا أنه خلط في حديثين. مات سنة ثلاث ومائتين. تهذيب الكمال 31/383، تهذيب التهذيب 2/368، التقريب 1/592. (¬2) أبو إسحاق: السبيعي، عمرو بن عبد الله. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، قد توبع كل من أبي إسحاق السبيعي، والجراح بن الضحاك. أخرجه لإمام أحمد في المسند 1/272، والطيالسي في المسند 0/ 343- رقم: 1634، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/404 من طريق شريك بن عبد الله النخعي. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/117- رقم: 2729 عن معمر بن راشد، والطبراني في الكبير 12/47- رقم: 12433 من طريق موسى بن عقبة ثلاثتهم عن أبي إسحاق به. وفي بعضها التصريح بصلاة الصبح يوم الجمعة. وأخرجه الطبراني في الكبير 12/15-16- رقم: 12333 من طريق إسرائيل و 12/16- رقم: 12334 من طريق سفيان الثوري كلاهما عن أبي إسحاق به. وفي رواية الثوري زيادة: ((ويقرأ في الجمعة ب {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية} . وأخرجه أحمد في المسند 1/272 من طريق شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عون بن مالك مرسلاً. وأخرجه أحمد في المسند 1/345 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم بن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. وأخرجه الطيالسي في المسند 0/343- رقم: 2636 وأحمد في المسند 1/226، ومسلم في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة 2/599- رقم: 879، وأبو داود في السنن في الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة 1/648- رقم: 75، والنسائي في الجمعة، باب القراءة لسورة الجمعة والمنافقين 3/124- رقم: 1420، والطبراني في الكبير 12/28- رقم: 12375، وأبو نعيم في الحلية 7/182 من طريق شعبة عن مخول عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. وزيادة ((وفي الجمعة سورة الجمعة و {إذا جاءك المنافقون} )) وصححه ابن خزيمة رقم: 533. وأخرجه الترمذي في الصلاة، باب ما جاء فيما يقرأ به في صلاة الفجر يوم الجمعة 3/55- رقم: 519، والطحاوي 1/414، والطبراني في الكبير 12/28- رقم: 12377 من طريق شريك عن مخول عن مسلم بن البطين عن سعيد بن جبير به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه ابن خزيمة أيضاً في صحيحه رقم (533) . وأخرجه أحمد في المسند 1/328، وأبو داود في السنن في الصلاة، باب ما يقرأ في صلاة الصبح 1/648-رقم: 1074، والنسائي في الافتتاح، باب القراءة في الصبح يوم الجمعة 2/497- رقم: 955، والطحاوي 1/414، وابن حبان 5/ 129 رقم: 1821، والطبراني 12/28- رقم: 12376 من طرق عن أبي عوانة عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير به بدون زيادة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/141-142، وأحمد في المسند 1/354، ومسلم في الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة 2/599- رقم: 879، وابن ماجه في الإقامة، باب القراءة في صلاة الفجر 1/269- رقم: 821، والطحاوي 1/414، والطبراني في الكبير 12/28- رقم: 12373، والبيهقي في السنن 3/201، وفي شعب الإيمان 2/489- رقم: 2490 من طريق سفيان الثوري عن مخول بن راشد عن مسلم البطين، عن سعيد ابن جبير به، وعند بعضهم زيادة: ((وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين)) وعند الطبراني: ((وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين فقط)) دون ذكر موضع الشاهد. وأخرجه أحمد في المسند 1/334، وابن حبان في صحيحه 5/127-128- رقم: 1820، والطبراني في الكبير 12/42، رقم: 12417، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/404- 405 من طريق همام قال: ثنا قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير به. وفيه تصريح بأنه كان يقرأ ذلك في صلاة الصبح يوم الجمعة. وإسناده صحيح. فالحديث صحيح والحمد الله.

غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْجَرَّاحِ، وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَقَدْ تَابَعَ الْجَرَّاحُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ غَيْرُ وَاحِدٍ، مِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ

بْنُ طَهْمَانَ، وَشَرِيكٌ، وَزَادَ عَلَيْهِمْ حمزة ابن حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ، رَجُلا بَيْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، وَبَيْنَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَهُوَ مُسْلِمٌ البَطَين. 862 - أخبرنا أحمد، أخبرنا إسحاق بن سعد (¬1) ، حدثنا محمد بن إسحاق السراج (¬2) ، حدثنا أحمد بن سعيد الرِّباطي، حدثنا حفص بن عمر العدني، حدثني [ل177/ب] عيسى ابن الضحاك (¬3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ (¬4) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قال: ((تَنَوَّقَ رجلٌ في بسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَغُفِرَ لَهُ)) (¬5) . غريب من حديث عيسى بن الضحاك، وهو أخو الجراح لم يقع إلينا إلا من هذا الوجه. ¬

(¬1) إسحاق بن سعد: أبو يعقوب. (¬2) محمد بن إسحاق السراج: بن إبراهيم بن مهران أبو العباس السراج مولى ثقيف. قال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة. مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد 1/248- رقم: 73. (¬3) عيسى بن الضحاك: الكندي، أخو جراح بن الضحاك الكوفي. قال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل 6/279- رقم: 1549، الثقات 7/237- رقم: 9852. (¬4) إسماعيل بن أبي خالد: الأحمسي البجلي. (¬5) في إسناده حفص بن عمر العدني وهو ضعيف. لم أجده بهذا الإسناد ولا بنصه، وإنما وقفت على معناه عند القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 1/91 قال: قال سعيد ابن أبي سكينة: بلغني أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نظر إلى رجل يكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" فقال له: ((جوِّدْها فإن رجلاً جَوَّدَها فغفر له)) . وقال سعيد أيضاً: وبلغني أن رجلاً نظر إلى قرطاس فيه "بسم الله الرحمن الرحيم" فقبله، ووضعه على عينيه فغفر له.

863 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا جَدِّي (¬1) ، حدثنا محمد ابن حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ -يَعْنِي-: ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَنْبَسَةَ -يَعْنِي-: ابن سعيد، عن الزبير ابن عَدِيٍّ، قَالَ: ((دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، فرأيتُ علَى فراشِهِ ياسمينَ، ورأيتُ فِي دارِهِ كَبْشَيْنِ، فقلتُ: مَا هذَا؟! فَقَالَ: أُضَحِّي بِهِمَا، فَإِنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ)) (¬2) . غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، أَبِي عَدِيٍّ، وَمِنْ حَدِيثِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ قَاضِي الرَّيِّ، وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 864 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابن لُؤْلُؤٍ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَنْجُوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر (¬4) ، ¬

(¬1) جده: هو الحسن بن محمد الداركي. (¬2) حديث صحيح: وإسناد المؤلف منكر فيه محمد بن حميد، وقد قال فيه صالح: كنا نتهمه، وكان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض. لم أجده بهذا الإسناد، ولكن الحديث ثابت عن أنس عند البخاري في الأضاحي: باب ذبح الأضاحي بيده 5/2114 رقم: 5244، ومسلم في الأضاحي: باب استحباب الضحية وذبحها مباشرة بلا توكيل 3/1556 رقم: 1966، من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك مرفوعاً. بلفظ ((ضحى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بكبشين أملحين فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما يسمي ويكبّر، فذبحهما بيده)) . وهذا لفظ البخاري رحمه الله. (¬3) أبو الحسن بن لؤلؤ: هو علي بْنِ لُؤْلُؤٍ. (¬4) عبد الله بن جعفر: بن نجيح المديني، أبو جعفر السعدي. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدًّا، يحدث عن الثقات بالمناكير. وقال: كان علي لا يحدث عن أبيه، وقال الحافظ: ضعيف.. انظر التقريب 1/298، الجرح والتعديل 5/22-23، تهذيب التهذيب 5/174-175.

عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عنهُ الأَرْضُ يومَ القيامةِ، وَأَنَا صاحبُ لواءِ الْحَمْدِ بيدِي، وَلا فخرَ، وأنَا أوَّلُ مَنْ يدخلُ الجنَّةَ وَلا فخرَ، آخذٌ بحَلْقَةِ بابِ الْجَنَّةِ، فيُؤْذَنُ لِي، فيستَقْبِلُنِي وجهُ الجبَّارِ عزَّ وجلَّ، فأخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا محمَّدُ، ارفَعْ رأسَك، [ل178/أ] واشفعْ تُشَفَّعْ، وسلْ تعطَ، فأَرفعُ رأسِي، فأقولُ: ربِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي، فيقولُ: اذهبْ فانظرْ مَنْ وجدتَ فِي قَلْبِهِ زِنَةَ مِثْقَاٍل مِنَ الإيمانِ فأَخرجْه، فأذهبُ ثمُ أرجعُ فَآخُذُ بحلْقةِ بابِ الجنَّةِ فيؤذنُ لِي، فيستقبلُني وجهُ الجبَّارِ عزَّ وجلَّ، فأخرُّ لَهُ سَاجِدًا، فيقولُ: يَا محمَّدُ، ارفعْ رأسَك، واشفعْ تُشَفَّعْ، وسلْ تعطَ، فأرفعُ رأسِي، فَأَقُولُ: ربِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي، فلاَ أزالُ أراجعُ إِلَى ربِّي عزَّ وجلَّ، فيقولُ: اذهبْ فَمَنْ وجدتَ فِي قلبِه ِ حَبَّةً مِنَ الإِيمَانِ فأَخْرِجْهُ، فأُخرجُ مِنْ أُمَّتِي أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثمَّ يقولُ لِيَ النَّبِيُّونَ: ارجعْ إِلَى ربِّك فاسْأَلْهُ، فأَقُولُ: قَدْ راجعتُ إلى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر تفرد به عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، وهو ضعيف. أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة 1/278- رقم: 269 من طريق ابن أبي أويس ثنى أخي عن سليمان بن بلال عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عن زياد النمري عن أنس بن مالك مرفوعاً نحوه، بدون قوله: ((فَأُخْرِجُ مِنْ أُمَّتِي أَمْثَالَ الْجِبَالِ ... )) إلى آخره. أخرجه أحمد في المسند: 3/144، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة 1/276- رقم: 268، وابن مندة في الإيمان 3/92رقم: 877، والبيهقي في الدلائل 5/479، وفي شعب الإيمان رقم: 1489 من طريق يونس بن محمد ثنا الليث بن سعد عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أسامة بن الهاد عن عمرو بن أبي عمر عن أنس مرفوعاً نحوه. ورد عند أحمد عمرو بن أحمد مصحفاً. ورجاله ثقات. قال ابن مندة: هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهاد. اهـ

865 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الأَبْزَارِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا محمد بن محمد ابن عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ (¬3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ (¬4) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: ((لَقَدْ شِبْتَ، قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلاَتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) (¬5) ¬

(¬1) في الخطية: ((محمد بن يزيد بن مروان الأبزاري)) وهو تصحيف والصحيح مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الأبزاري أبو عبد الله الأنصاري، وثقه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهر والعتيقي، وانتقي عليه الدارقطني، مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. انظر تاريخ بغداد: 5/289. (¬2) محمد ابن محمد بن عقبة الشيباني: أبو جعفر الكوفي. قال الذهبي: كان كبير الشأن، ثقة، نافذ الكلمة، كثير النفع. توفي سنة تسع وثلاثمائة. السير 14/220، والوافي والوفيات 1/99. (¬3) عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البجلي: الكوفي الخزار. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. قال ابن حجر: مقبول في الثامنة. وقال الذهبي: وثق. الثقات 8/423، وتهذيب الكمال 18/251، التقريب 1/361، الكاشف 1/661. (¬4) عامر بن سعد: البجلي الكوفي. روى عن أبي بكر الصديق مرسلاً. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر: مقبول. وقال الذهبي: وثق. تهذيب الكمال 14/23، تهذيب التهذيب 5/57، الثقات 5/179، التقريب 1/287، الكاشف 1/522. (¬5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف. قد اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي؛ فقد ذكر أبو نعيم في حلية الأولياء طريق أبي إسحاق عن عامر ابن سعد عن أبي بكر 4/350 وأخرجه أبو الشيخ في أحاديثه 13/1 من طريق جبارة عن عبد الكريم به، إلا أنه قال: ((عن أبيه)) مكان ((عن أبي بكر)) وقد أشار إليه المؤلف وقال: والأول أصح. وأخرجه الترمذي: 5/402 رقم (3297) ، وابن سعد في الطبقات 1/435، وأبو نعيم في الحلية 4/350، والحاكم في المستدرك 2/344، والمروزي في مسند أبي بكر ص68، من طريق شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أبي إسحاق الهمداني، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: ((يا رسول الله قد شبت، قال ... فذكره)) . وقال الترمذي عقبه: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/553- رقم: 10317، والحاكم في المستدرك 2/476 من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قال أبو بكر ... فذكره. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/435، والمروزي في مسند أبي بكر من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ولكن فيه إرسال؛ لأن عكرمة لم يسمع من أبي بكر الصديق. انظر المراسيل لابن أبي حاتم ص158. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/435 من طريق إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عِكْرِمَةَ، عن أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وأخرجه أيضاً في المصدر السابق من طريق مسعود بن سعد الجعفي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس، عن أبي بكر بلفظ: ((شيبتني هود وأخواتها أو ذواتها)) شك من الراوي. وأخرجه الطبراني في الكبير 10/125-126 بسنده عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عون بن مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود أن أبابكر قال: ((ما شيبك يا رسول الله؟ قال: هود والواقعة)) . وفي إسناده عمرو بن ثابت وهو متروك. كذا قال النسائي. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات. وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون التاريخ 2/440، الضعفاء والمتروكون ص300، المجروحين 2/76. وأخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات 2/323- رقم: 107 والدارقطني في العلل: 1/208-209، من طريق أبي معاوية، عن زكرياء بْنِ أَبِي زَائِدَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَن أَبِي بكر نحوه مختصرً، وفيه أبو معاوية وهو مدلس من الطبقة الثالثة، وهم الذين أكثروا منه فلم يحتج الأئمة بأحاديثهم، إلا ما صرحوا فيه بالسماع. وأبو معاوية قد عنعن، وزكرياء وإن لم يضره تدليسه إلا أنه روى عن أبي إسحاق بعد اختلاطه. وقد خالف عبد الرحيم بن سليمان أبا معاوية فقال: عن زكرياء عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي بكر نحوه، ذكره الدارقطني في العلل: 1/208، وفي إسناده إرسال. فأبو ميسرة عن عمر بن الخطاب مرسل، فلأن أن يكون مرسلاً عن أبي بكر من باب أولى؛ لتقدم وفاة أبي بكر. المراسيل لابن أبي حاتم ص143. وذكر الدارقطني طرقاً أخرى من طريق محمد بن مسلمة، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ. وعن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبي إسحاق، عن علقمة، عن أبي بكر، انظر العلل له 1/208-209. وأخرجه الترمذي في الشمائل ص27، وأبو يعلى في المسند 2/184 رقم (880) ، والطبراني في الكبير 22/123 رقم (318، من طريق عَلِيِّ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيّ، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة. هذا، فإن الاختلاف في هذا الحديث إنما هو من أبي إسحاق لا غيره، فإنه كان قد اختلط، وهذا من اختلاطه. ولهذا جعله الحافظ ابن حجر في النكت مثالاً للمضطرب في السند. ولكن يتبين مما تقدم أن الحديث صحيح، وينتفي الاضطراب المذكور في إسناده. وذلك بترجيح رواية شيبان وأبي الأحوص وإسرائيل وغيرهم. وتعتبر روايتهم مقدمة على غيرها، لأن اتفاقهم في رواية الحديث وهم ثقات حفاظ حجة. والله أعلم.

غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ: وَهُوَ

الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْخَزَّارُ، وَقَدْ قِيلَ عَنْ جُبَارَةَ بْنِ مُغَلِّسٍ، قَوْلٌ آخَرُ، وهو: عامر بن سعد، (¬1) [ل178/ب] عَنْ أَبِيهِ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. لَيْسَ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ شَيْءٌ، وَقَدْ رُوي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أقوالٌ: فَقَالَ: شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ. وَرَوَاه أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ¬

(¬1) في الخطية بعد سعد ما نصه: (وَهُوَ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ عبد الكريم الخزاز، وَقَدْ قِيلَ: عَنْ جُبَارَةَ بْنِ مغلس وهو عامر بن سعد) وعليه علامة الضرب.

عَنْ مَسْرُوقٍ، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ: عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، وَهُوَ: عمرو ابن شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ)) . 866 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن إبراهيم الكهيلي بالكوفة، حدثنا محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي أَبُو شَيْبَةَ (¬3) ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لاَ يُؤَدِّي عَنِّي إِلاَّ أَنَا وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -)) (¬4) . 867 - أَخْبَرَنَا أحمد، حدثنا أبو حفص عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله محمد ابن إبراهيم ابن أبان السراج (¬5) ، سنة إحدى ¬

(¬1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الحافظ مُطيَّن. وثقه الدارقطني والخليل، حط عليه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وحط هو على ابن أبي شيبة. وقال ابن أبي حاتم: هو صدوق، وثقه الذهبي، وقال: ثقة: وثقه الناس، وما صغوا إلى ابن أبي شيبة، ثم قال: فلا يعدّ غالبا بكلام الأقران. توفي سنة سبع وتسعين ومائتين. الميزان 6/215- رقم: 7807، الجرح والتعديل 7/298، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/300-301، والسير 14/41. (¬2) عثمان بن محمد: ابن أبي شيبة الكوفي. (¬3) أبو شيبة: إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسي. (¬4) حديث صحيح أو حسن، وقد تقدم تخريجه في رقم (638-639) . (¬5) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم ابن أبان السراج: مات سنة ست وثلاثمائة، وقيل: سنة خمس. قال الخطيب: كان ثقة، مات سنة خمس وثلاثمائة، وقيل: سنة ست وثلاثمائة. تاريخ بغداد 1/401، العبر 2/130، السير 14/222، شذرات الذهب 2/246.

وثلاثمائة، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَيْمَنَ (¬1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ قَالَ: ((حَجَجْنَا مَعَ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعَنَا النِّسَاءُ، والصِّبْيَانُ، فلبَّيْنَا عَنِ الصِّبْيَانِ ورَمَيْنَا عَنْهُمْ)) (¬2) . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبُ الإِسْنَادِ وَالْمَتْنُ [ل179/أ] لم يقع إلينا إلا من حَدِيثِ عَمْرٍو النَّاقِدِ. وَيُقَالُ: أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ مكان أيمن. ¬

(¬1) أيمن: ابن نابل الحبشي، أبو عمران، وقيل: أبو عمرو المكي. وقد روى عن أبي الزبير. قال ابن معين: ثقة، لم يكن يفصح. وقال يعقوب بن شيبة: مكي صدوق وإلى الضعف ما هو. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي: لا بأس به. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، خالف الناس. قال ابن حجر: صدوق يهم. التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/47، الجرح والتعديل 2/ 319، تهذيب التهذيب: 1/393، التقريب 1/117، رقم: 597. (¬2) حديث غريب. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/156، رقم: 9495 من طريق محمد بن إبراهيم السراج، عن عمرو بن محمد ابن بكير الناقد عن ابن نمير به. وأخرجه أحمد في المسند 3/314، وابن ماجه في المناسك، باب الرمي عن الصبيان 2/1010، رقم: 3038، من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، والترمذي في أبواب الحج، باب ما جاء في حج الصبي 3/674، رقم: 931، من طريق محمد بن إسماعيل الواسطي كلاهما عن ابن نمير، ثنا أشعث، عن أبي الزبير به. ولفظه عند الترمذي: ((وكنا نلبي عن النساء، ونرمي عن الصبيان)) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقد توبع ابن نمير في هذا الإسناد، حيث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/156، من طريق عباد بن العوام، ومنصور بن أبي الأسود، كلاهما عن أشعث بن سوار به، ولم يقل عباد في حديثه: (ورمينا عنهم) والحديث مداره الآن على أشعث وهو ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب 1/113.

868 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ (¬2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬3) ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ: ((أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ المَدَّاحِيَنَ التُّرَابَ)) (¬4) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬5) عَنْ عُثْمَانَ. 869 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((السفرُ قطعةٌ مِنَ العذابِ، يمنعُ أحدُكم نومَه، وَطَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضىَ أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ، فَلْيَعْجَلْ إِلَى أَهْلِهِ)) (¬6) . ¬

(¬1) الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن أبو عبد الرحمن الأشجعي الكوفي ثقة مأمون. التقريب1/373. (¬2) منصور: ابن المعتمر (¬3) إبراهيم: النخفعي. (¬4) حديثث صحيح: رجال إسناده ثقات. أخرجه مسلم في الزهد والرقاق: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة على الممدوح 4/2297 رقم: 3002، عن عثمان بن أبي شيبة به مع القصة. (¬5) في الخطية حرف (م) . (¬6) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم (123) .

870 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((السفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ الرَّجُلَ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قضىَ أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيَعْجَلْ إِلَى أَهْلِهِ)) (¬1) . 871 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ الرًّحمن ابن القاسم، حدثني مالك [ل179/ب] ابن أنس، عن يحيى بن سعيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيًا يُصِيبُهَا، أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)) (¬2) ¬

(¬1) حديث صحيح. رجال إسناده ثقات. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم (123) . أخرجه الإمام مسلم في الإمارة، باب السفر قطعة من العذاب 3/1526، رقم: 1927 من طريق منصور ابن أبي مزاحم به. وقد تقدم تخريجه في الحديث السابق أيضاً رقم: 183. (¬2) حديث صحيح: رجال إسناده ثقات. أخرجه النسائي في المجتبى، كتاب الطهارة، باب النية في الوضوء 1/62، رقم: 75 وفي الطلاق، باب الكلام إذا قصد به فيما يحتمل معناه 6/470، رقم: 3437، وفي السنن الكبرى، في الطلاق، بال الطلاق إذا قصد به لما يحتمله معناه 3/361، رقم: 5635 من طريق الحارث بن مسكين به. وأخرجه البخاري في الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة 1/35، رقم: 54، وفي النكاح، باب من هاجر أو عمل خيراً لتزويج امرأة فله ما نوى 9/115، رقم: 5070، ومسلم في الإمارة، باب قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا الأعمال بالنية)) 3/1515، رقم: 1907 من طرق عن مالك به. وأخرجه البخاري أيضاً في كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم 1/9، رقم: 1، وفي العتق، باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه 5/160، رقم: 2529، وفي مناقب الأنصار، باب هجرة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه إلى المدينة 7/226، رقم: 3898، وفي الأيمان، باب النية في الأيمان 11/532، رقم: 6689، وفي الحيل، باب في ترك الحيل، وأن لكل امرئ ما نوى 12/327، رقم: 6953، ومسلم في الإمارة، باب قوله: ((إنما الأعمال بالنية)) 3/1516، رقم: 1907 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري به. وسيتكرر هذا الحديث في رواية رقم (908) ، و (1325) .

872 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد، حدثنا ابن أبي داود، قال: قرئ على الحارث ابن مِسْكِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ الرَّحمن بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: اِبْنُ خَطَلٍ، مُتَعَلِّقٌ

بِأَسْتَاِر الْكَعْبَةِ، قَالَ: اقْتُلُوهُ)) (¬1) . 873 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مالك ابن أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ((دَخَلَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ)) (¬2) . 874 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: قُرِئَ على الحارث ابن مِسْكِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أنه قال: قال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) (¬3) . [ل180/أ] . ¬

(¬1) حديث صحيح: رجاله ثقات. أخرجه النسائي في السنن الكبرى 5/17، رقم: 8584 من طريق ابن القاسم به. والحديث مخرج في الصحيحين، وقد تقدم تخريجه مفصلاً في حديث رقم: (759) . وقال ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي 1/239 بعد ما ذكره ضمن غرائب الصحيح قال: فإنه لا يصح إلا من حديث مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أنس. (¬2) حديث صحيح. رجاله ثقات وهو مكرر انظر رقم: (73) . (¬3) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. أخرجه مالك في الموطأ برواية محمد بن الحسن في العتاق، باب كسب الحجام، 1/313 رقم992 ومن طريقه البخاري في الأحكام، باب قول الله تعالى {وأطيعوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ منكم} النساء آية59، 15/3 رقم7138 ومسلم في الإمارة، باب فضيلة الإمام العدل 3/1459 رقم (1829) من طريق إسماعيل بن جعفر كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ به مطولا. وعند البخاري برقم (893) و (2409) و (2554) و (2558) ، و (2751) و (4892) و (5200) ومسلم برقم (1829) من طرق عن عبد الله، والبخاري برقم (3455) ، ومسلم برقم (1842) من حديث أبي هريرة.

الجزء الحادي عشر

الجزء الحادي عشر من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك ابن عبد الجبار الطيوري. فيه حديث الخدام من شباب الأنصار لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[ل180/بِ]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. رب سهل يا كريم. 875 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد [قراءة عليه وأنا أسمع] (¬1) بثغر الإسكندرية ـ حماه الله تعالى ـ ثالث ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبو طاهر أحمد ابن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ[قراءة عليه وَأَنَا أَسْمَعُ فِي الْخَامِسِ عَشَرَ من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة] (¬2) ، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، حدثنا أبو الحسن أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أبو عمر (¬3) محمد بن العباس بْنِ حيُّويَه الخَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ ¬

(¬1) في الأصل ما بين المعقوفين بياض وإنما أثبته من بقية الأجزاء والله أعلم. (¬2) ما بين المعقوفين أشار الناسخ في الخطية إلى الهامش وكتبه، ولكنه مطموس وإنما أثبته من الأجزاء الأخرى أيضاً. (¬3) في الخطية ((أبو عمر)) وفي هامش الخطية ((في الأصل أبو عمرو)) ، والصحيح أبو عمر.

الرَّحْمَنِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرَ (¬1) ، قَالَ: سمعت أنس ابن مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((الجَالِبُ مَرْزُوقٌ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ)) (¬2) . 876 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر الباغندي، حدثنا إسحاق بن يعقوب المروزي، حدثنا إسحاق بن رَاهُوية، حدثني أحمد بن النَّضْر، قال: سمعت أبا حمزة السُّكَّري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: ((لَوْ أَنَّ مَيِّتًا إذا مَاتَ وَدُفِنَ ثُمَّ احْتَاجَ أَهْلُهُ إِلَى الْكَفَنَ فَلَهُمْ أَنْ [ل181/أ] يَنْبِشُوهُ وَيَبِيعُوهُ)) (¬3) . ¬

(¬1) نُعَيْمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرَ: روى عن أنس، قال ابن قطان: لا يعرف. وقال ابن حجر: تصحف اسمه وإلا فهو مشهور الضعف متروك الحديث وأول اسمه ياء مثناة من تحت ثم غين معجمة ثم نون. لسان الميزان: 6/169. (¬2) حديث ضعيف، وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه عبد الرحمن بن مسلم لم أميّزه، ونعيم بن سالم وهو متروك الحديث وقد أنفرد به عن أنس، إذ لم أجد له متابعا. أخرجه ابن ماجة في التجارات: باب الحكرة والجلب 2/728 رقم ((2153)) وعبد بن حميد في المنتخب: 0/42 رقم ((33)) والدارمي في السنن: 2/324 رقم ((2544)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 6/30 رقم ((10934)) كلهم من طريق علي بن سالم بن ثوبان، عن عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مرفوعا. قال البيهقي في السنن الكبرى: 6/30، والذهبي في ميزان الاعتدال: 5/159، تفرد به علي بن سالم. قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وفيه عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وهو ضعيف كما في التقريب: 1/401، كما أن فيه إرسالا أيضا. وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة رقم (361) وقال: سنده ضعيف. (¬3) رجاله ثقات. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/412، من طريق موسى بن عيسى السراج، عن أبي بكر الباغندي به. وينبشوه: من نبش الشيء ينبُشُه نَبْشا، استخرجه بعد الدفن، ونَبْشُ الموتى، استخراجهم. لسان العرب: 6/350. قلت: وهذا النص مخالف لما ثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - من النهي من انتهاك حرمة المسلم مطلقا حيّاً كان أو ميتاً. أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز: باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه 2/667 رقم ((971)) ، عن أبي هريرة مرفوعا: ((لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر)) . وهذا بالنسبة للجلوس فقط على القبر فكيف بالنبش واخراج كفنه عنه. وأخرج أحمد في المسند: 6/58، و168-169، و200، و4/26، وأبو داود في الجنائز: باب في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان رقم ((3207)) ، وابن ماجة في الجنائز: باب في النهي عن كسر عظام الميت 1/516 رقم ((1616)) ، والطحاوي في مشكل الآثار: 2/108، وابن حبان في صحيحه: 7/437 رقم ((3167)) ، والدارقطني في السنن: 3/188، وأبو نعيم في أخبار الأصبهان: 2/186، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/58، من طرق عن سعد ابن سعيد أخي يحيى بن سعيد، عن عمرة، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: ((كسر عظم الميت ككسر حياًّ)) . ومن المعلوم أن نبشه قد يؤدي إلى كسر عظم، وإنما قد يجوز نبش قبر الميت وإخراجه منه إذا دعت الضرورة إلى ذلك، أو مصلحة إسلامية راحجة يقررها أهل العلم. والله أعلم.

877 - ل ب/173 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا (¬1) قال: أنشدنا عبيد الله ابن أحمد المَرُورُّوذِي (¬2) ، أنشدني أبي (¬3) ، لبعض الشعراء: عَبَثَ الرُّبيِّعُ بِخَدِّهَا فَكَأَنَّمَا فِي الْعَارِضَيْنِ شَقَاِئقٌ وَبَنَفْسَجُ لَوْ هَمَّ وَهْمٌ أَنْ يُلِمَّ بِخَدِّهَا قَبْلَ الضَّمِير لَخِلْتَهُ يَتَضَرَّجُ ¬

(¬1) هنا في الخطية بياض وكتب الناسخ في الهامش ((كذا في الأصل بياض)) . (¬2) عبيد الله بن أحمد المروزي: ابن أبي طاهر طيفور أبو الحسين، مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 10/348. (¬3) أبوه: أحمد بن أبي طاهر طيفور أبو الفضل الكاتب كان أحد البلغاء الشعراء.

878 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَف بْنِ بَسَّام الآجُرِّيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى النَّاقد (¬2) ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬3) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَكِيمٍ (¬4) ، عَنْ عاصم ابن عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5) ، عَنْ عبيدِ مَوْلى أَبِي رُهْم (¬6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ((مَرَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ - عَلَى ¬

(¬1) مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ بَسَّامٍ الآجري: أبو بكر الأخباري ابن المرزبان المُحَوَّلي البغدادي، صاحب التصنيف، قال الدارقطني: أخباري لين، وقال الخطيب: كان أخباريّا مصنفا حسن التأليف. مات سنة تسع وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/237، ميزان الاعتدال: 3/538، لسان الميزان: 5/157. (¬2) أبو يحيى الناقد: محمد بن عبد الرحيم المعروف بالصاعقة ثقة. التقريب: 1/493. (¬3) هو الضبّي الواسطي. (¬4) عبد الله بن حكيم: أبو بكر الداهري، قال علي بن المديني: ليس بشيء لا يكتب حديثه. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال أحمد: ليس بشيء. وقال يعقوب الفسوي وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش وعلي بن بندار الزاهد وإبراهيم الجوزجاني متروك الحديث. الضعفاء الكبير: 2/241، المجروحين: 2/21، تاريخ بغداد: 9/446، ميزان الاعتدال: 2/410. (¬5) عاصم بن عبيد: بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني. قال ابن عيينة كان الأشياخ يتقون حديثه. وأنكر عبد الرحمن بن مهدي حديثه انكاراً شديداً. وقال ابن سعد: كثير الحديث لا يحتج به. وقال ابن معين: ضعيف. وقال أحمد: ليس بذاك. وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ كثيرا فبطل الاحتجاج به إذا انفرد. وقال ابن حجر: ضعيف. التاريخ لابن معين: 2/283، الضعفاء الكبير: 3/333، الجرح والتعديل: 6/347، المجروحين: 2/127، تهذيب الكمال: 13/500، التقريب: 1/285. (¬6) في الخطية: ((عبيد مولى أبي فهم)) والتصحيح من كتب التخريج، وهو عبيد مولى أبي رُهم: هو عبيد بن أبي عيد المدني، قال البخاري قال مؤمل: عبيد بن كثير. ووثقه العجلي. وذكره ابن حبان في الثقات وجزم بما حكاه البخاري عن مؤمل من أن اسم أبي عبيد كثير. وقال ابن حجر: مقبول. التاريخ الكبير: 5/453، معرفة الثقات: 2/118، الثقات: 5/135، لسان الميزان: 121، و125، التقريب: 1/377.

بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: انْظُرْ إِلَى هَذِهِ الْبُقْعَةِ! إِنَّهُ سَيَكُونُ أَيْمَانٌ لاَ تَصْعَدُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَرَرْتُ عَلَى الْبُقْعَةِ بَعْدُ فَإِذاَ نُخَّاسُوا (¬1) الرَّقِيق)) (¬2) . 879 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حدثنا عمر (¬3) حدثنا عبد الله (¬4) ، حدثنا عمرو الناقد، حدثنا سعيد بن خُثَيْم (¬5) ، حدثنا محمد بن خالد الضَّبِّي (¬6) ، قال: ((مَرَّ إبراهيمُ (¬7) بِامْرَأَةٍ مِنْ مُرَادِ بُكْرَةً، وَهِي عَلَى ¬

(¬1) في بقية المصادر ((النخاسين)) بيّاع الدواب والرقيق، والاسم: النخاسة بكسر والفتح كذا في القاموس: 2/363. (¬2) حديث منكر. وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ فيه عبد الله بن حكيم وهو متروك الحديث. وقد تفر به عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. أخرجه أحمد بن في المسند: 2/303، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات: 1/37 رقم (419) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/400، من طريق سفيان بن سعيد، عنة عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عبيد بن أبي عبيد مولى أبي رهم به نَحْوَهُ. (¬3) كذا في الخطية والصواب (أبو عمر) بدليل الإسناد الذي بعده، وهو محمد بن العباس بن حيويه المتقدم في الأسانيد الماضية والتالية. (¬4) عبد الله: هو ابن أبي داود. (¬5) سعيد بن خثيم: لم أجد له ترجمة، وقد ذكر ممن روى عن محمد بن خالد الضبي. في تهذيب الكمال: 25/153. (¬6) محمد بن خالد الضبي: أبو يحيى ويقال أبو حي وقيل أبو خالد ولقبه سؤر الأسد، قال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 7/241، الثقات: 7/370، تهذيب الكمال: 25/153، تهذيب التهذيب: 9/127، التقريب: 1/476. (¬7) إبراهيم: النخعي.

بَابِ دَارِهَا، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا فَقَاَل (¬1) : يَا أُمَّ بَكْرٍ، أَلَمْ يَأْنِ، لَكِ أَنْ تَدَعِي الْمَغْزَلَ، أَمَا كَبُرْتِ؟، فَقَالَتْ: كَيْفَ أَدَعُهُ، وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالبِ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ يقول: هُوَ مِنْ طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ)) ؟. 880 - سمعت أحمد، يقول: سمعت أبا عُمر (¬2) يقول: مات أبو بكر بن مُجاهد المُقْرِئ (¬3) ـ رحمه الله ـ في يوم الأربعاء (¬4) العصر، وأُخْرِج يوم الخميس ضَحْوَةً، وصَلىَّ عليه [ل181/ب] الحسن بن عبد العزيز الهاشمي (¬5) ، عندَ بَابِ البُسْتاَنِ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِي، وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ (¬6) بَابِ بُسْتَانِ، وذلك فِي شَعْبَانَ سنَةَ أَربعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاَثِمائة. (¬7) ¬

(¬1) هنا في (لها) وعليها علامة الضرب. وفي إسناد هذه الرواية عبد الله لم أميزه، وسعيد بن خثيم لم أجد له ترجمة. (¬2) أبو عمر: محمد بن العباس بن حيويه. (¬3) أبو بكر بن مجاهد المقرئ: أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بن مجاهد البغدادي المقرئ النحوي، ولد سنة خمس وأربعين ومائتين، قال الخطيب: كان ثقة، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/144، البداية والنهاية: 11/185، سير أعلام النبلاء: 15/272، شذرات الذهب: 2/302. (¬4) هذا في الخطية: (قبل) وضرب عليها الناسخ. (¬5) الحسن بن عبد العزيز الهاشمي: الإمام، ذكره الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 7/339. (¬6) في الخطية ((مقبرة)) بدون حرف الباء. (¬7) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 5/148 من طريق الأزهري عن أبي عمر به.

وتُوُفِيَ أبو عبدِ الله بن الجراح الضَّرَّابُ (¬1) يومَ السَّبْتِ لأَرْبَعَةَ عَشَر (¬2) كُنَّ بَقَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبعٍ وعشرينَ وثلاثِمائة، وَدُفِنَ في مَقْبَرةِ أَبِيه (¬3) . 881 - أخبرنا أحمد، (¬4) حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمَّل (¬5) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِي، حدثنا الفَرَوِيْ، - يعْني: إسحاقَ بنَ محمد (¬6) -، قال: سمِعْت مَالكاً، - يعني: ابنَ أنس -، يقول: ((إِذَا ¬

(¬1) أبو عبد الله الجراح الضراب: أحمد بن محمد بن الجراح بن ميمون أبو عبد الله الضرّاب. قال الخطيب: كان ثقة يسكن بين السورين. تاريخ بغداد: 4/408. (¬2) في الخطية: ((لأربع عشرة)) . (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 4/409، من طريق الأزهري وأبي طالب عمر بن إبراهيم الفقيه كلاهما عن محمد ابن العباس أبي عمر به. (¬4) أرى أنه سقط في هذا الموضع ((حدثنا محمد)) وهو ابن حيويه، شيخ العتيقي كما تقدم، لأن ابن المؤمل متقدم، ولم يسمع منه العتيقي، وقد على الصواب في رواية رقم (937) ، والله أعلم. (¬5) محمد بن أحمد بن المؤمل: بن أبان بن خرزاذ أبو عبيد الصيرفي، وثقه الجراحي، وقال الخطيب: كان ثقة يفهم. مات سنة اثنتي عشر وقيل ثلاث عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 1/361. (¬6) إسحاق بن محمد الفروي: ابن إسماعيل أبو يعقوب المدني، قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكن ذهب بصره فربما لقن، وقال مرة: مضطرب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال العقيلي: جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يتابع عليها. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق كف فساء حفظه، مات سنة ست وعشرين ومائتين. الضعفاء والمتروكون: 0/19، الضعفاء الكبير: 1/106، الثقات: 8/114، تهذيب الكمال: 2/471، تهذيب التهذيب: 1/217، التقريب: 1/102.

لَمْ يَكُنْ لِلإِ نْسَانِ فِي َنفْسِهِ خَيْرٌ، لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ فِيهِ خَيْرٌ)) (¬1) . 882 - سمعت أبا الحسن يقول: سمعت أبا عمر يقول: سمعت أبا عبيد ابن حَرْبُويَه (¬2) يقول: سمعت سَرِيَّ السَّقطِيَّ يقولُ: ((مَنْ مَرِضَ فَلَمْ يَتُبْ فَهُوَ كَمَنْ عُولِجَ فَلَمْ يَبْرَأْ)) (¬3) . هـ 883 - وسمعته يقول (¬4) : سمعت سَرِيَّ السَّقطِيَّ يقول: ((مَنْ أَحْسَنَ ظَنَّهُ ِباللهِ اسْتَرَاحَ قَلْبَهُ)) (¬5) . 884 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا محمد بن خلف بن المَرْزُبَانُ الُمحَوَّلِي، حدثنا محمَّدُ بْنُ العَلاَء الكَاتبُ، قال: قال حمزةُ بنُ بِيْض (¬6) لِغُلاَمٍ لَهُ: ((أَيَّ يَوْمٍ صَلَيْنَا الْجُمْعَةَ فِي الرُّصَافَةِ؟، فَفَكَّرَ الْغُلاَمُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: يَوْمَ الثَّلاَثَاءِ)) (¬7) . ¬

(¬1) في إسناده إسحاق بن محمد الفروي صدوق ساء حفظه لما كف بصره، وقال العقيلي: جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يتابع عليه. قلت: وقد انفرد بهذا ولم أجد له متابع. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 6/321، من طريق إسملعيل بن إسحاق، عن إسحاق الفروي به. (¬2) أبو عبيد بن حربويه: علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي، ثقة فقيه كما في التقريب: 1/400. (¬3) رجال إسناده ثقات. (¬4) القائل هو: أبو عبيد بن حربويه. (¬5) رجال إسناده ثقات، وقد تقدم في رواية رقم (227) بالإسناد نفسه. (¬6) حمزة بن بيض: بكسر أولّه الحنفي الكوفي من بلغاء الشعراء، قال الذهبي: أخباره مستقصاة في الأغاني، سير أعلام النبلاء: 5/267. (¬7) رجاله ثقات إلا حمزة بن بيض لم يتبيَّن لي حاله.

885 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي داود، حدثنا عباد ابن يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ العُكْلِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ المَكِّي (¬1) ، عَنْ جابرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ مِنِّي: وَلاَ أَنَا مِنْهُ بُغْضُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، وَنَصْبٌ [ل182/أ] لأَهْلِ بَيْتِي، وَمَنْ قَالَ الإِيْمَانُ كَلاَمٌ)) (¬2) . 886 - ل ب/174 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِر (¬4) ، حدثنا ابْنُ وَهْب، عن يونس (¬5) ، عن ابن شهاب ¬

(¬1) أبو عبد الله المكي: عمار بن أبي عمار مولى هاشم أبو عبد الله المكي، وقيل أبو عمرو أو أبو عمر، وثّقه أبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. الجرح والتعديل: 6/289، الثقات: 5/267، تهذيب الكمال: 21/198، التقريب: 1/408. (¬2) حديث منكر، في إسناده أبو يزيد العكلي لم أجد له ترجمة، وفيه تفرد عباد بن يعقوب الرواجني، قال ابن عدي: روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت. وهشام بن سعد رمي بالتشيع. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب: 2/85، عن جابر بدون إسناد. (¬3) محمد بن أبي داود: لم أجد له ترجمة، وأرى أن في الإسناد انقطاعاً، وأن الصواب: ((حدثنا محمد، حدثنا ابن داود)) كما تقدم في الرواية السابقة فسقط ((حدثنا)) هنا سهواً، ولأن أحمد العتيقي لا يروي عن ابن أبي داود. (¬4) أبو طاهر: أحمد بن عمرو بن عبد الله ببن عمرو بن السَّرْح بمهملات المصري ثقة: التقريب: 1/83. (¬5) يونس: بن يزيد الأيلي بفتح الهمزة وسكون التحتانية بعدها لام أبو يزيد. قال ابن حجر: ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً وفي غير الزهري خطأ، التقريب: 1/614.

قَالَ: ((التُّفَّاحُ يُورِثُ النِّسْيَانَ)) (¬1) . 887 - أَخْبَرَنَا أحمدُ، حَدَّثَنَا محمدُ بْنُ أبي داود (¬2) ، حدثنا محمد بن الهَيْثَم الواسطي، حدثنا شَبَابَةُ (¬3) ، عن أيُّوبِ بن عتبة (¬4) ، عَنْ يَحْيَى ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات. ذكره العجلوني في كشف الخفاء: 2/416، عن ابن شهاب الزهري. وذكر المزي في تهذيب الكمال: 26/434، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/332، عن ابن وهب عن الليث كان بن شهاب يقول: ما استودعيت قلبي شيئا قط فنسيته، وكان يكره أكل التفاح وسؤر الفار، وكان يشرب العسل ويقول: إنه يذكِّر. وروى الذهبي أيضا في سير أعلام النبلاء: 5/332، عن مقاتل بن سليمان، عن الزهري قال: كان ابن عباس يقول: خمس يورث النسيان: أكل التفاح والبول في الماء الراكد، والحجامة في القفا، وإلقاء القملة في التراب، وسؤر الفأرة)) . وذكر الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/263، عن إبراهيم بن المختار أنه قال: ((خمس تورث النسيان: أكل التفاح، وشرب سؤر الفأر، والحجامة في النقرة، وإلقاء القمل، والبول في الماء الراكد)) . أخرجه محمد بن أبو بكر الزرعي في نقد المنقول: 1/50، وابن القيم في منار المنيف: 1/59، والعجلوني في كشف الخفاء: 1/541، و2/415، مرفوعا بدون إسناد. بلفظ: ((ست خصال تورث النسيان: أكل سؤر الفأر، وإلقاء القمل في النار وهي حية، والبول في الماء الراكد، وقطع القطار، ومضغ العِلْك، وأكل التفاح الحامض)) . وقال العجلوني: حديث شديد الوهي والضعف، وفي سنده الحكيم بن عبد الله الأبلي أو البابلي متهم بالوضع. (¬2) محمد بن أبي داود: لم أجد له ترجمة. ولعل الصواب: كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في رواية (886) . (¬3) شبابة: بن سوار المدائني، ثقة حافظ رمي بالإرجا، التقريب: 1/263. (¬4) أيوب بن عتبة: اليماني أبو يحيى القاضي من بني قيس بن ثعلبة، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ضعيف. وقال أحمد: مضطرب الحديث عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وقال له ابنه عبد الله فقلت له: عن غير يحيى؟، قال: هو على ذاك. وقال البخاري: أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير وقيس بن طلق وغيرهم لين. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال النسائي: مضطرب الحديث. وقال ابن حبان: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن حجر: ضعيف. االتاريخ الصغير: 0/18، الضعفاء والمتروكين: 0/15، الجرح والتعديل: 2/253، الثقات: 1/241، الكامل: 1/ تهذيب الكمال: 3/484، التقريب: 1/118.

بن أبي كثير، قال: ((النَّعْلُ السَّوْدَاءُ تُورِثُ الهَمَّ)) (¬1) . 888 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي داود، حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني (¬2) ، حدثنا سهل بن عثمان (¬3) ، حدثنا ابن العَذْرَاء (¬4) ، عن ابْنُ جُرَيْج (¬5) ، عن عطاء (¬6) ، عن ابن عباس، قال: ¬

(¬1) إسناده ضعيف فيه محمد بن الهيثم الواسطي لم أجد له ترجمة، وأيوب بن عتبة ضعيف، وقد تفرد بهذا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. ذكر العجلوني في كشف الخفاء: 2/415، أن العامة تزعم أن لبس النعال السود يورث النسيان. وذكر المناوي في الفيض القدير: 3/131، عن العارف بن أدهم قوله: ((قلة الحرص والطمع يورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تورث الهم والجزع)) . (¬2) عمر بن الخطاب السجستاني: بكسر المهملة والجيم وسكون المهملة بعدها مثناة نزيل الأهواز القشيري بقاف معجمة مصغر، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة أربع وستين ومائتين. الثقات: 8/447، تهذيب الكمال: 21/326، التقريب: 1/412. (¬3) هو العسكري، قال أبو حاتم: صدوق. وقال عبدان: له غرائب كثيرة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو شيخ: كان كثير الفوائد. وقال الذهبي: ثقة صاحب غرائب. وقال ابن حجر: هو أحد الحفاظ له غرائب. الجرح والتعديل: 4/203، الثقات: 8/292، تهذيب الكمال: 12/197، تهذيب التهذيب: 4/224، التقريب: 1/258. (¬4) ابن العذراء: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 9/225، وذكر له هذا الحديث. (¬5) ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. (¬6) عطاء: ابن أبي رباح.

((مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صَفْرَاءَ لَمْ يَزَلْ يَنْظُرُ فِي سُرُورٍ، ِلأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يقولُ: {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} (¬1) . 889 - سمعت أبا علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي (¬2) ، يقول: س ¬

(¬1) سورة البقرة آية رقم: (69) ، والأثرموضوع، في إسناده ابن عذراء وهو متهم بالوضع. أخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/319، والطبراني في معجم الكبير: 10/263، والخطيب في تاريخ بغداد: 5/24، وفي الجامع لأخلاق الراوي: 1/392، من طريق سهل بن عثمان. وعلقه ابن كثير في تفسيره 1/110، عن ابن جريج. قال بن أبي حاتم: قال أبي: ((هذا حديث كذب موضوع)) . وقال الهيثمي في المجمع الزوائد: 5/139، فيه ابن عذراء غير مسمى، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 9/325، وقال: هو ليس بشيء، وهو حديث كذب موضوع، وبمثله قال ابن الجوزي في ترجمته في الضعفاء والمتروكين: 3/245، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: 4/594، ابن العذراء لا شيء، ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير: 1/235، والذهبي في ميزان الاعتدال: 3/351، من طريق الحسن بن علي النميري عن الفضل بن الربيع عن ابن جريج به، وقال العقيلي: الحسن مجهول، والفضل بن الربيع لا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله. وقال: قد تابعه من هو دونه. انظر الضعفاء الكبير: 3/446. (¬2) هذا في الخطية: ((أبو الحسن بن علي بن المذهب التميمي)) : ثم كتب الناسخ بين ((الحسن)) و ((علي)) إشارة لَحَق وكتب في هامش ((علي)) فأصبح اسمه كذا: ((أبو الحسن علي بن علي بن المذهب التميمي)) ، وهو خطأ والصحيح: أبو علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي كما في كتب التراجم، وكما ذكره الناسخ نفسه في الرواية التالية، قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يروي عن ابن مالك القطيعي مسند أحمد بن حنبل بأسره، وكان سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه، فإنه ألحق اسمه فيها، ... ثم قال: وليس بمحل حجّة. وقال السِّلفي: سألت شجاعاً الذهلي عن ابن المُذْهِب، فقال: كان شيخاً عَسِراً في الرواية. وقال الذهببي: وكان صاحب حديثٍ وطلب، وغيرُه أقوى منه، وأمثل منه. مات سنة أربع وأربعين وأربعمائة. انظر تاريخ بغداد: 7/390، وميزان الاعتدال: 1/510، وسير أعلام النبلاء: 17/640، ولسان الميزان: 2/236، شذرات الذهب: 3/271.

معت أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين المروزي، يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، يقول: ((وقد اسْتَمْلَى (¬1) أبو عبد الله بن مهران المُسْتَمْلِي (¬2) فَقَالَ لَهُ: أَرْجُو أَنْ أسْتَمْلِيَ عَلَيْكَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَثَلاَثِمَائَة، - وكَاَن هَذَا الْقَوْلُ فِي قُرْبِ مَوْتِهِ - فقال له: ضَيَّقْتَ عَلَيَّ عُمُري، أنَا رَأَيْتُ رَجُلاً فِي الْحَرَمِ لَهُ مَائَةٌ وَسِتٌ وَثلاَثُونَ سنَة يقولُ: رَأَيْتُ الْحسَنَ وابنَ سِيرينَ، أَو كَمَا قال)) (¬3) . 890 - سمعت أبا علي يقول: سمعت أبا حفصٍ يقول: سمعت أبا القاسم البَغَوِي يقول: رأيتُ فِي كِتَابِ جَدِّي فِي حَديثِ أَبي مُعاويةَ الضرير مَكْتُوباً عَلَى [ل182/ب] ظَهْرِهِ: وُلدَ أبو القاسم عبدُ اللهِ بن محمد بن عبد العزيز يَوْمَ الاثْنين في شهْرِ رَمَضَانَ سنةَ أربعَ عشَرةَ ومائَتَيْن. قال أبو حفص: وَكتبَ الْحديثَ سنةَ خَمْسٍ وعِشرينِ وَمَائَتَيْن، وبَلَغَنِي أَنَّهُ قال: حُمِّلْتُ إِلَى مَجْلسِ عَاصمِ بنِ عليِّ، ¬

(¬1) كذا في الخطية، ولعل الصواب ((استملاه)) حتى يستقيم المعنى، والله أعلم. (¬2) أبو عبد الله بن مهران المستملي: محمد بن العباس بن مهران أبو عبد الله المستملي، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/116، تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات: 321-330/271.. (¬3) هنا في هامش الخطية: (بلغ وصح) رجاله ثقات. ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/454، مختصراً من طريق ابن الطيوري قال سمعت ابن المذهب به. وقال: كان يسر البغوي أن لو قال له مستمليه: أرجو أن أستملي عليك سنة خمسين وثلاثمائة.

وَكتبَ عنْ يحيى بنِ معين وَلَمْ يُحَدِّثْنَا عَنْهُ (¬1) . قال أَبو حفص [رحمه الله] : وَوُلِدَ محمدُ بنُ هارون الحَضْرَمِي بعْدَ سنةِ عِشرين، ومات في سنة عشرين وثلاثمائة. وَوُلِدَ ابنُ أبي داود سنةَ ثَلاثين ومائتين، ومَاتَ فِي ذي الْحِجَّةِ سنةَ ستَّ عشرَةَ وثلاثمائة. وسمعتُه يقولُ: أّوَّل ما كتَبتُ عن محمد بن أسلم الطُّوسي بِطُوس (¬2) ، وفَرِحَ بِي أبي، وقال لي: أول ما كتبت عن رجل صالح. قال أبو حفص [رحمه الله] : وبَلَغَنِي أَنَّهُ أَوَّل ما كتب عن يحيى بن عثمان، وأنَّهُ أُدْخِلَ علَى أحمد بن صالح المصرِيِّ بِحِيلَةٍ حتَّى سمِعَ منهُ، لأنَّهُ مَا كانَ يُحَدِّثُ لِحَدَثٍ ولا شَابٍ. وبلغَنِي أنَّ يحيى بن محمد بن صاعِد وُلِدَ سنةَ ثَمانٍ وعشرين ومائتين ومَاتَ سنةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وثَلاَثِمَائة وَأَوَّل مَا كَتَبَ سنةَ تِسعٍ وثلاثين عن الحسن بن ماسَرْجِس. قال أبو حفص [رحمه الله] : فنَظَرْتُ فإذَا ابْنُ أبي داود أَوَّل ما كَتَبَ ولهُ إِحْدى عَشْرَةَ سنَة، وابن منيع أول ما كتب وله إحدى عشرة سنة، وابنُ صاعِد أوَّل مَا كَتَبَ وَلَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ سنة. قال أبو حفص: [رحمه الله] وَوُلِدْتُ أنا فِي صَفَر سنَةَ تِسْعٍ وتسعين ¬

(¬1) ذكره ابن نقطة في التقييد (ص313) . (¬2) محمد بن أسلم الطوسي: أبو الحسن الكندي، وثقه أبو حاتم أبو زرعة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: كان من الثقات. مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل: 7/201، الثقات: 9/97، سير أعلام النبلاء: 12/195. تذكرة الحفاظ: 2/532.

ومائتين، وَكَتَبْتُ الْحديثَ فِي سنَةِ ثَمَانٍ [ل183/أ] وثلاثِمائة، وَلي إِحْدَى عَشْرَةَ سنَة، وَأَرْجُو أَنْ نبْلُغَ مَبْلَغَهُمْ. قال شيخنَا أَبُو الْحَسَين (¬1) : وكتبتُ أَنَا الْحَديثَ ولِي إِحْدَى عَشْرَة سنَة. سمعتُ أَبَا عَلِيِّ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو حَفْص بنُ شاهين سنة خمسٍ وثمانين وثلاثِمائة. 891 - أَخْبَرَنَا أَبُو عليِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّارقُطْنِيُّ الْحَافِظُ (¬2) إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الخَيَّاطُ (¬3) ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُوسَى (¬4) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُم الخُرَاسانِيُّ (¬5) ، حدثنا ¬

(¬1) أي ابن الطيوري. (¬2) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بن أحمد الدارقطني لحافظ، قال الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال مع الصدق والثقة وصحة الإعتقاد. وقال أبو الطيب الطبري: كان أمير المؤمنين في الحديث. وقال الحافظ عبد الغني: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة، وذكر منهم الدارقطني في وقته. تاريخ بغداد: 12/34، الأنساب: 5/245، البداية والنهاية: 11/317، سير أعلام النبلاء: 16/449، شذرات الذهب: 3/116. (¬3) أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد الخياط: لعله البيّع أخو زبير بن محمد الحافظ البغدادي، مات إحدى وعشرين وثلاثمائة. وثّقه القوّاس وغيره. تاريخ بغداد: 9/106، سير أعلام النبلاء: 15/23. (¬4) يوسف بن موسى: أبو يعقوب القطان البغدادي الكوفي نزيل الريِّ ثم بغداد. (¬5) إبراهيم بن رستم الخراساني: المروزي، وثّقه ابن معين. وقال أبو حاتم: كان يرى الإرجاء ليس بذاك، محله الصدق. قال العقيلي: كثير الوهم. وقال ابن حبان: يخطئ. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: مشهور ليس بالقوي. مات سنة إحدى عشر ومائتين. الضعفاء العقيلي: 1/52، الجرح والتعديل: 2/99، الثقات: 8/70، الكامل 1/271، تاريخ بغداد: 6/72، لسان الميزان: 1/56.

خارجةُ بنُ مُصْعَبٍ (¬1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هلالِ ابن أَبِي مَيْمُونة، عَنْ أَبِيهِ (¬2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيَّرَ غُلاَماً بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ)) (¬3) . ¬

(¬1) خارجة بن مصعب: بن خارجة أبو الحجّاج السرخسي الخرساني الضبعي، تركه ابن المبارك ووكيع والنسائي. قال ابن معين: ليس بشيء، ومرة قال ليس بثقة. وقال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به، لم يكن محله محل الكذب.. ووصفه غير واحد بالتدليس. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره. وقال ابن عدي: ضعيف وليس ممن يتعمد الكذب. وقال ابن حجر: متروك وكان يدلس عن الكذابين ويقال كذّبه ابن معين. مات سنة ثمان وستين ومائة. الضعفاء والمتروكون: 0/37، الجرح والتعديل: 3/375، المجروحين: 1/288، تهذب الكمال: 8/16، طبقات المدلسين: 0/54، التقريب: 1/186. (¬2) أبوه: أبو ميمونة الفارسي المدني الأبار قيل اسمه سليم أو سلمان أو سليمان وقيل أسامة، ثقة ومنهم من فرّق بين الفارسي والأبار، وكل منهما مدني يروي عن أبي هريرة. التقريب: 1/677. (¬3) حديث صحيح. وإسناد المؤلف منكر. فيه خارجة بن مصعب وهو متروك ومتهم بالوضع وقد خالف الثقات كما ذكر الإمام الدارقطني. أخرجه والترمذي في الأحكام: باب ما جاء في تخيير الغلام بين أبويه إذا افترقا 4/589 رقم ((1368)) ، وابن ماجة في الأحكام: باب تخيير الصبي بين أبويه 2/787 رقم ((2351)) ، والحميدي في مسنده: 2/464، وأحمد في المسند: 2/246، وسعيد بن منصور في السنن: 2/140 رقم: 2275، وأبو يعلى في المسند 10/512 رقم ((6131)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 9/231، من طرق عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ أبي ميمونة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة مرفوعا. وقد سقط في إسناد أحمد في المسند (أبو ميمونة) . وأخرجه أبو داود في الطلاق: باب من أحق بالولد 2/708 رقم ((2277)) ، والنسائي في الطلاق: باب إسلام أحد الزوجين وتخيير الولد 6/496، والبيهقي في السنن الكبرى: 8/3، من طريق جريج حدثنا زياد به. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 8/3، من طريق وكيع بن الجراح، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي ميمونة به. وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 1/429، من طريق محمد بن حمران، عن هلال بن أسامة المصيصي، عن سليمان بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة. قال أبي: إنما هو سليم أبو ميمونة. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.

قال الدارقطني: هكذا قال: عن هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أبيه، ووهم في قوله: عن أبيه، وإنما رواه هلال بن أبي ميمونة، وهو: هلال بن علي، وهو: هلال بن أسامة، ويقال: إنه هلال بن علي بن أسامة، عن أبي ميمونة الأعرابي، واسمه سليم، عن أبي هريرة. فلما رآه خارجة يرويه عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عن أبي ميمونة، تَوَهَّمَ أنه أبوه وليس كذلك. وتابعه على وَهْمِهِ داودُ بن مِهْرَان، فرواه عن ابن عُيَيْنة، عن زياد بن سعد، كذلك، حَدَّثَنَا بِهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّوّاق، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ الآدَمِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: شَهِدْتُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((خَيَّرَ غُلاَماً بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ)) . [ل183/ب] . 892 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ العَتِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا أبو عمر محمد ابن العباس بن حَيُّويَه، حدثنا العباس بن العباس الجوهري، حدثنا محمد بن موسى الطُّوسِيُّ، حدثنا مشرف ابن سعيد، حدثني ابن عائشة، قال: قال يحيى بن خالد: ((مَنْ لَمْ يَكُنْ أَفْضَلُ شَيْءٍ فِيهِ

الْعَقْلُ، هَلَكَ بِأَصْغَرِ شَيْءٍ فِيهِ)) (¬1) . 893- قال (¬2) : وسمعت أَعْرَاِبياًّ يقولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِ الْعَاقِلِ)) . 894 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد، حدثني ابنُ المَرْزُبَان محمد بن خَلَف، حدثنا بعْضُ جُلَساءِ إسماعيل بن إسحاق القاضي: ((أَنَّ رَجُلاً قَدَّمَ زَوْجَتَهُ إِلَى القَاضِي، فقال: أَصْلَحَ اللهُ القَاضِيَ، زَوْجَتِي هَذِهِ نَاهٍٍِِِِِد، فقال إسماعيلُ: احْمَدِ اللهَ (¬3) ، فَهَذَا مِمَّا تُوصَفُ بهِ المرَْأَةُ، قال الرَّجُلُ: تُوصَفُ الْمَرْأَةُ بِأَنَّهَا لاَ تَأْوِي بَيْتَهَا، وَلاَ تُطَاوِعُ زَوْجَهَا، قال إسماعيل: فهذه نَاشِزٌ إذًا، قال: صَدَقْتَ)) (¬4) . 895 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عَرَفَة قال: ((كَسرَ جامعُ الصَّيْدَلاَنِيُّ لَوْزَةً، فأصابَ بِهَا لَوْزَتَيْن، فقال: سُبْحانَ الَّذِي يُصَوِّرُ ¬

(¬1) في إسناده محمد بن موسى الطوسي لم أجد له ترجمة. (¬2) القائل هو: ابن عائشة. (¬3) في الخطية ((أَحمَدُ)) بالرفع. (¬4) في إسناده من لا يعرف، ولم أقف على هذا الأثر: لكن قد جاء النهي عن عصيان المرأة زوجها عموما وعن عدم تمكينها نفسها له، حيث أخرج البخاري في النكاح: باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها 9/293-284 رقم ((5193)) ، ومسلم في النكاح: باب تحريم امتناعها من فراش زوجها 2/1059 رقم ((1436)) ، من طرق عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)) . وهذا لفظ مسلم.

فِي اْلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ!، وشَهِدَ الْمُزْدَلِفَةَ، فقال: ما أشرَفَ هذا المقامِ!، لقَدْ حَججْتُ غَيْرَ حِجَّةٍ فأَرَى القَمرَ أبدًا فِي هَذا المَوْضِعِ)) (¬1) . 896 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ صاعِد، حدثنا محمد ابن إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الطَّلْحِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬3) ، عَنْ جدي (¬4) ، عن موسى ابن طَلْحَة، عَنْ أَبِيهِ: طَلْحَة بْنِ عبيد الله [ل184/أ] قَالَ: ((لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ هِذِهِ الآيةَ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} (¬5) إِلَى آخِرِ ¬

(¬1) رجاله ثقات. (¬2) سليمان بن أيوب الطلحي: ابن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة الكوفي، قال ابن أبي حاتم: روى عن أبيه عن جده. وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابع عليها. ووثقه يعقوب بن شيبة والفضل بن سكين السندي. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. روى عن أبيه وآبائه نسخة. الجرح والتعديل: 4/101، تهذيب التهذيب: 4/152، لسان الميزان: 3/77، التقريب: 1/250. (¬3) أبوه: أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ ابن أبي حاتم: روى عن أبيه سليمان وعن إسحاق بن يحيى عنه ابنه سليمان، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. الجرح والتعديل: 2/248، (¬4) جده: سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، ذكره البخاري في التاريخ الكبير، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يروي عن جده موسى بن طلحة عن علي. التاريخ الكبير 4/30، الثقات 6/394. (¬5) سورة الأحزاب آية رقم: ((23)) .

الآيَةِ. فَقامَ إِليهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هَؤلاَءِ؟، فَأَقْبَلَتُ وَعَليَّ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَقَالَ: أَيُّهَا السَّائِلُ هَذاَ مِنْهُمْ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث حسن، وإسناد المؤلف منكر فيه سليمان بن أيوب الطلحي صدوق يخطئ، روى عن آبائه نسخة. أخرجه ابن أبي عاصم في السنة: 2/613 رقم: 1400، ونحوه في رقم: 1403. عن الحسن بن علي الحلواني عن سليمان بن أيوب الطلحي به. أخرجه الطبري في تفسيره: 21/146، من طريق سليمان بن أيوب، حدثني أبي، عن إسحاق، عن يحيى بن طلحة، عن عمه مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ به. وأخرجه الترمذي في التفسير: باب سورة الأحزاب 5/350 رقم: ((3202)) وابن ماجة في المقدمة: باب فضائل الصحابة 1/46 رقم ((126)) و ((127)) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى: 3/218، وابن أبي عاصم في السنة: 2/613 رقم: 1401، من طريق إسحاق بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة قال: قال لي معاوية أشهد لسمعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: ((طلحة ممن قضى نحبه مما عاهد الله عليه)) . وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه - أي من حديث معاوية- إلا من هذا الوجه وإنما روى عن موسى ابن طلحة عن أبيه. وإسحاق بن طلحة التيمي هو مقبول. كما في التقريب: 1/101. وعند ابن أبي عاصم إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي، عن عمر موسى بن طلحة، وإسحاق هذا ضعيف كما في التقريب: 1/ 103. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة: 2/613 رقم: 1402، والطبري في تفسيره: 21/146، من طريق إسحاق بن يحيى ابن طلحة، عن عمه عيسى بن طلحة، عن معاوية قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: ((طلحة ممن قضى نحبه)) . وأخرجه الترمذي في التفسير باب سورة الأحزاب: 5/350 رقم ((3203)) و5/645، رقم: 3742، وأبو يعلى في المسند: 2/26 رقم ((663)) وابن أبي عاصم في السنة: 2/613 قم: 1399، والمقدسي في الأحاديث المختارة: 3/18، من طريق يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: أن الأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو؟، فذكره. وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي كريب عن يونس، وقد رواه غير واحد من كبار أهل الحديث عن أبي كريب هذا الحديث، وسمعت محمد بن إسماعيل يحدث بهذا عن أبي كريب، ووضعه في كتاب الفوائد.

897 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا أحمد بن عبيد الله بن عمار (¬1) : يَا صَاحِبَيَّ دَعَا الْمَلاَمَةَ فِي الْهَوَى تَرْكُ الْهَوَى يَا صَاحِبَيَّ خَسَارَه لَجَّتْ يَمِينٌ مَا لَها كَفَّاره ... قَدْ رُمْتُ قَلْبِي كَيْ يَفِيقَ فَقالَ لِي إِنْ أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ فأنتَ حِجَارَه ... ألاَّ أَفِيقَ ولا أَفْتُرَ سَاعَةً وَكَذَا الحَرِيقُ بُدُوُّهُ بِشَرَارَه ... كانَ الْهَوَى وَبُدُوُّهُ فِي نَظْرَةٍ يَا مَنْ أُحِبُّ وَلاَ أُصَرِّحُ بِاسْمِهِ إِيَّاكَ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَه 898 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حدثنا محمد بن محمد بن سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عبَّاد بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ (¬2) ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) ، عَنْ عَمْرو بْنِ دِينار، عَنْ جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ ¬

(¬1) أحمد بن عبيد الله بن عمار: أبو العباس الثقفي الكاتب المعروف بحمار العزير قال الخطيب: كان يتشيع، مات سنة أربع عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 4/252. (¬2) في الخطية: ((محمد بن فضيل)) والصواب: محمد بن فضل: بن عطية بن عمر العبسي مولاهم الكوفي، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الذهبي: مشهور تركوه وبعضم كذّبوه. وقال ابن حجر: كذبوه. تاريخ ابن معين: 2/534، الضعفاء الصغير: 0/217، الضعفاء والمتروكون: 0/220، المغني في الضعفاء: 2/200، التقريب: 1/502. (¬3) أبوه: الفضل بن عطية بن عمرو بن خالد المروزي مولى بني عبس، وثقه ابن معين أبو داود. وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، لأن ابنه في الحديث ليس بشيء. وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم. الثقات: 9/8، تهذيب الكمال: 23/235، التقريب: 1/446.

رسول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَأَصْحَابِي يَقِلُّونَ، فَلاَ تَسُبُّوهُمْ، فَمَنْ سَبَّهُمْ، فَعَلْيهِ لَعْنَةُ اللهِ)) (¬1) . 899 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا سعيد بن نُصير [ل184/ب] أبو عثمان الشَّعِيري، سنةَ ستٍّ وعشرين ومائتين، قال: ((قَامَ رجلٌ إلَى سُفْيانَ بن عُيَيْنةَ، فقال: يا أبا محمد، إِنَّ هَذَا الَّذِي فِيهِ (¬2) ، يعني: بِشْراً ¬

(¬1) حديث ضعيف جداًّ، في إسناده محمد بن الفضل وهو متروك الحديث، وكذّبه بعضهم. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3/149، من طريق عباد بن يعقوب به. وأخرجه أبو يعلى في المسند: 4/133 رقم: (2184) ، والخطيب في تاريخ بغداد: 3/149، من طريق محمد بن الفضل، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله مرفوعا بلفظ: ((إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَأَصْحَابِي يَقِلُّونَ، ولا تسبوهم، لعن الله من سبّهم)) . وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3/149، من طريق محمد بن الفضل، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عمر مرفوعا. والحديث مداره على محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك وكذّبه بعضهم. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 12/434 رقم: 13588، وفي المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين في زوائد المعجمين: 7/29-30 رقم: (3979) والعقيلي في الضعفاء: 2/264، والسهمي في تاريخ جرجان: ص 252-254، من طريق عبد الله بن سيف الخُوارزمي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عطاء بن أبي رباح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مرفوعا بلفظ: ((لعن الله من سب أصحابي)) . وقال العقيلي عقبه: عبد الله بن سيف، حديثه غير محفوظ وهو مجهول بالنقل، وفي النهي عن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث ثابتة الأسانيد من غير هذا الوجه، وأما اللعن فالرواية فيه ليّنة، وهذا يُروى عن عطاء مرسل. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 1/21، عبد الله بن سيف ضعيف. وعزاه إلى البزار وقال: في إسناده سيف بن عمر وهو متروك. انظر مجمع الزوائد: 10/21. (¬2) في الخطية: ((الذي فيه)) غير واضح.

المَرِيسي (¬1) ، يَزْعُمُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ. فقالَ: كَذبَ عَدُوُّ اللهِ، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (¬2) فالخَلْقُ: مَا خَلَقَ، والأَمْرُ: القُرْآنُ)) (¬3) . 900 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا محمد بن خَلَف بن المَرْزُبَان، قال أُنْشِدْتُ عن المازني (¬4) : ¬

(¬1) بشر المريسي: بفتح الميم وكسر الراء، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتهما وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مريسي وهي قرية بمصر، وهو بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي ويكنى بأبي عبد الرحمن وهو من موالي زيد بن الخطاب رضي الله عنه. قال ابن كثير: شيخ المعتزلة، وأحد من أضل المأمون. وقال الذهبي: مبتدع ضال لا ينبغي أن يروى عنه ولا كرامة، أتقن علم الكلام، ثم جرّد القول بخلق القرآن، وناظر عليه ولم يدرك الجهم بن صفوان وإنما أخذ مقالته واحتج بها ودعا إليها. تاريخ بغداد: 7/57، اللباب: 3/200، البداية والنهاية: 10/281، ميزان الاعتدال: 3/322. (¬2) الآية من سورة الأعراف آية رقم ((54)) . (¬3) رجال إسناده ثقات، أخرج الخطيب في تاريخ بغداد: 9/88، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ البغوي به. هذا وقد رَدّ على بشر المريسي وعلى بدعته هذه الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد في كتابه: " نقض الإمام الدارمي على المريسي" حيث نقل المؤلف فيه أقوال السلف في أن القرآن غير مخلوق. انظر 1/571، -578. (¬4) المازني: لعله إمام العربية أبو عثمان بكر بن محمد بن عدي البصري صاحب التصريف والتصانيف، قال المبرد: لم يكن أحد بعد سيبويه أعلم بالنحو من المازني. وقال بكار بن قتيبة: ما رأيت نحويا يشبه الفقهاء إلا حيان بن هلال والمازني، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائتين. تاريخ بغداد: 7/93، إنباه الرواة: 1/246، فيات الأعيان: 1/283، سير الأعلام النبلاء: 2/270. لسان الميزان: 2/57،

لَهُ لِحْيَةٌ شَانَتْ جَوَانِبَ وَجْهِِهِِ كَأَنَّ عَلَى أَطْرَافِِهَا سَلْحُِ طَائِرِِ (¬1) 901 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد الله بن عمار، حدثنا أبو زيد النميري (¬2) ، حدثني القحذمي الوليد ابن هشام (¬3) ، قال: ((وَقَعَ الحَرِيقُ فِي بَنِي عَدِيّ، فَسَلِِِمِ يَبْتُ قَوَّادَةٍ كَانَتْ هُنَاكَ، فَقِيلَ لَهَا: سَلِمَ بَيْتُكَ، فَقَالَتْ: الْمُحْسِنُ مُعَانُ)) (¬4) . 902 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أحمد، حدثنا النُّمَيْرِيُّ عمرُ بن شبَّه، قال: ((كَانَ لِبَعْضِ الْمَدَنِيِّين حِمَارٌ، فَأَرَادَ بَيْعَهُ، فقال: لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: إِنْ رأيتَ أَنْ تَحْضُرَ بيْعَ حِمَارِي لِتَمْدَحُهُ فَيكُونَ أَنْفَقَ لهُ، فَلَمَّا أَحْضَرَهُ لِيَبيْعَهُ، جاءَهُ الرَّجْلُ فقال: يا فَلاَن، هَذَا حِمَارُكَ الَّذِي يَظْفَرُ البَحْرُ بِقَيْدِهِ؟، فقالَ الرَّجُلُ: مِنْ دُونِ هَذَا يُنْفَقُ الِحمَارُ)) (¬5) . ¬

(¬1) لم أقف عليه، وفيه تعرّض لأمر مأمور به في الدين وهو إعفاء اللحية، وكل ما أمر به الإسلام لا يجوز الاستهزاء به بأي حال من الأحوال، ومن استهزأ بشيء من الدين كفر. (¬2) أبو زيد النميري: هو عمرو بن شبّة بفتح المعجمة وتشديد الموحدة بن عبيدة بن زيد النميري بالنون مصغر. (¬3) القحذمي الوليد بن هشام: البصري، ذكره البخاري وغيره في التاريخ الكبير دون جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير: 8/157، الجرح والتعديل: 9/20، الثقات: 7/555، لسان الميزان: 6/228. (¬4) في رجال إسناده أحمد بن عبيد لم أعرف حاله إلا ما قال فيه الخطيب أنه كان يتشيّع، (¬5) علة هذا الإسناد كسابقه.

903 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدِّيبَاجِي (¬1) سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين وثلاثمائة، حدثنا جعفر بن محمد [ل185/أ] الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عفَّانُ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، قَالَ: ((كُنَّا عِنْدَ أَبِي حنِيْفَة، وَجَاءَهُ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ قُضَاةِ الأَمْصَارِ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاء: قَالَ: فَأَقْبَلَ يقُولُ: اكْتُبْ يُقْطَعُ وَيُقْطَعُ، حَتَّى قالَ فِي التَّمْرَة والنَّخْل، قَالَ: اكْتُبْ يُقْطَعُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: امْسِكْ، قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((لاَ قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلاَ كَثَر)) . فَقالَ: امْحُهُ، وَاكْتُبُ لاَ تُقْطَعُ)) (¬3) ¬

(¬1) أبو الحسن الديباجي: أحمد بن محمد بن علي بن الحسن أبو الحسن الديباجي، قال الدارقطني: الشيخ الصالح. وقال الخطيب: كان قد كف بصره قبل موته بمدة طويلة. مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/68. (¬2) عفان: هو بن مسلم بن عبد الله. (¬3) في إسناده أبو الحسن الديباجي قال الدارقطني فيه الشيخ الصالح، وبقية رجاله ثقات. لم أقف على هذه القصة، وعلى فرض صحتها فإن هذه القصة وغيرها من النصوص محمولة على أن الحديث لم يصله، فاجتهد وأفتى برأيه، والدليل على ذلك أنه لما ذُكر له حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقل شيئا بل سكت وتوقَّف وأخذ به. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ((رفع الملام عن أئمة الأعلام)) : 0/45، عقب ذكره الأمور التي تجعل الإمام يقول خلاف الحديث، قال: فإنا لا نعتقد في القوم العصمة نجوِّز عليهم الذنوب ونرجو لهم مع ذلك أعلى الدرجات لما اختصهم الله به من الأعمال الصالحة والأحوال السنية، وأنهم لم يكونوا مصرِّين على ذنب، وليسوا بأعلى درجة من الصحابة - رضي الله عنهم -، والقول فيهم كذلك كالقول فيما اجتهدوا فيه من الفتاوى والقضاء والدماء التي كانت بينهم - رضي الله عنهم - وغير ذلك. وأما الحديث: ((لاقطع في تمر ولا كثر)) فهو حديث صحيح. أخرجه النسائي في السنن: في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/87، وابن ماجة في الحدود: باب لا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلا كثر 2/865 رقم ((2593)) وأخرجه الشافعي في السنن: 2/182، رقم ((551)) ، والحميدي في مسنده: 1/199 رقم ((407)) والدارمي في السنن: 2/174،) والطحاوي في شرح المعاني: 3/172، وابن الجارود في المنتقى: 0/210 رقم ((826)) وابن حبان في الصحيح: 10/316 رقم ((4466)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 8/263، من طريق سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان أن غلاما سرق ودياً في حائط فرفع إلى مروان، فأمر بقطعه، فقال رافع بن خديج: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((لا قطع في تمر ولا كثر)) . بعضهم لم يذكر القصة وإنما اكتفى فقط بالحديث، وهو حديث صحيح، رجاله ثقات، وصححه ابن حبان وغيره. وأخرجه الشافعي أيضا في السنن: 2/83-83، عن مالك بن أنس، والنسائي في السنن في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/87-88، والترمذي في الحدود: باب ما جاء لا قطع في تمر ولا كثر 5/10 رقم ((1473)) ، من طريق الليث، كلاهما عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان به. وأخرجه مالك في الموطأ في الحدود: باب ما لا قطع فيه 2/83، ومن طريقه الشافعي في السنن: 2/181 رقم ((550)) والدارمي في السنن: 2/174، وأحمد في المسند/ 3/463، و464، و4/140، و142، وأبو داود في الحدود: باب ما لا قطع فيه 4/549-550 رقم ((4388)) و ((4389)) والنسائي في قطع السارق باب ما لا قطع فيه 8/87، والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/172، والطبراني في المعجم الكبير: 4/260-262 رقم ((4339)) و4341)) و ((4342)) و ((4343)) و ((344)) و ((4345)) و ((4346)) و ((4347)) و ((4348)) و ((4350)) و ((4351)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 8/262-263، والبغوي في شرح السنة: 10/317 رقم ((2600)) من طرق عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان به، ولم يذكروا فيه واسع بن حبان. وأخرجه النسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/87، والدارمي في السنن: 2/174، والطبراني في المعجم الكبير: 4/260، رقم ((4340)) من طريق أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يحيى بن سعيد به، إلا أنهم لم يذكروا فيه عن واسع بن حبان أيضا. وأخرجه عبد الرزاق ي المصنف: 10/223 رقم ((18916)) عن ابن جريج، والدارمي في السنن: 2/174، والنسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/88، من طريق أبي أسامة، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى ابن حبان، عن رجل من قومه، عن رافع بن خديج، لكن لم يقل ابن جريج ((من قومه)) . وأخرجه النسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/88، من طريق بشر، والطبراني في المعجم الكبير: 4/262 رقم ((4352)) من طريق الليث كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال بشر: عن يحيى بن سعيد أن رجلا من قومه حدثّه عن عمة له، عن رافع بن خديج. وأخرجه الدارمي في السنن: 2/174-175، والنسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/88، من طريق سعيد ابن منصور، عن عبد العزيز الداوردي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي ميمون، عن رافع ابن خديج. قال النسائي: هذا خطأ، أبو ميمون لا أعرفه. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 10/223 رقم ((18917)) من طريق يحيى بن أبي كثير، والنسائي في قطع السارق: باب ما لا قطع فيه 8/86-87، والطبراني في المعجم الكبير: 4/247 رقم ((4277)) من طريق القاسم بن محمد، كلاهما عن رافع بن خديج. والحديث له شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن ماجة في الحدود: باب لا يقطع في ثمر ولا كثر 2/865 رقم ((2594)) ، ولكن سنده ضعيف فيه عبد الله بن سعيد المقبري. وعند أبي داود بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الثمر المعلّق فقال: ((من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خُبْنَة فلا شيء عليه، ومن خرج بشيء منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة، ومن سرق منه شيئاً بعد أن يؤويه الجَرين فبلغ ثمن المجنّ فعليه القطع، ومن سرق دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة)) . وقوله: ((الثَّمَر)) أي الرطب ما دام في راس النخلة، فإذا صُرِم فهو الرطب. و ((الكَثَر)) جُمَّار النخل.

904 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو الحسن الدِّيبَاجِيُّ، حدثنا

جعفر ابْنُ محمد الصَّائِغُ، حدثنا رَجَاءُ بن السِّنْدِيّ (¬1) ، قال سمعت حَمْزَةُ بنُ الْحَارث - ذكره عن أبيه (¬2) - قال: ((قُلْتُ لأَبِي حنيفةَ أَوْ قِيلَ ¬

(¬1) رجاء بن السندي: أبو محمد النيسابوري، قال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم: ركن من أركان الحديث. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. الجرح والتعديل: 3/503، الثقات: 8/247، تهذيب الكمال: 9/163، التقريب: 1/208. (¬2) أبوه: الحارث بن عمير أبو عمير البصري نزيل مكة، وثّقه ابن معين والعجلي وأبو زرعة وأبوحاتم والنسائي والدارقطني. وقال ابن خزيمة: كذاب. وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات. وقال الحاكم: روى عن حميد الطويل وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة. وقال الأزدي: ضعيف منكر الحديث. وقال ابن حجر: وثقه الجمهور وفي أحاديثه مناكير، ضعّفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما، فلعلّه تغير حفظه في الآخر. الجرح والتعديل: 3/83، المجروحين: 1/223، تهذيب الكمال: 5/269، تهذيب التهذيب: 2/132، التقريب: 1/147.

لَهُ وَهُوَ يَسْمَعُ: رَجُلٌ يقُولُ أَشْهَدُ أَنَّ الْكَعْبَةَ حقٌ، غَيْر أَنِّي لاَ أَدْرِي، أَهُوَ هَذَا الْبَيْت الَّذِي يَحُجُّ النَّاسُ إِلَيْهِ ويَطُوفُونَ حَوْلهَ، أَوْ بَيْتٌ بِخُرَاسَانَ، أَمُؤْمِنٌ هُوَ؟ قال: نَعم)) (¬1) ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات إلا أبو الحسن الديباجي لم يُوَثَّق، والحارث بن عمير ضعفه الأزدي وغيره ووثقه الجمهور. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/374، من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، عن رجاء بن السندي به. وأخرجه الخطيب أيضا في تاريخ بغداد: 13/372، من طريق الحميدي، عن حمزة بن الحارث به مثله. وزيادة ((وسأله عن رجل قال: شهد أن محمد بن عبد الله نبي ولكن لا أدري هو الذي قبره بالمدينة أم لا، فقال: مؤمن حقا، قال الحميدي: ومن قال هذا فقد كفر. قلت وفي إسناده الحارث بن عمير. وأخرجه أيضا في تاريخه: 13/272، من طريق محمد بن محمد الباغندي، حدثنا أبي قال: كنت عند عبد الله بن الزبير فأتاه كتاب أحمد بن حنبل، اكتب إلي أشنع مسألة عن أبي حنيفة، فكتب إليه حدثني الحارث بن عمير قال: سمعت أبا حنيفة يقول: فذكر معناه. وأخرجه أيضاً في تاريخه: 13/374، من طريق مؤمل، عن سفيان الثوري، عن عباد بن كثير قال: قلت لأبي حنيفة وسألته عن من يعلم أن الكعبة حق غير أنه لا يدري أهي التي بمكة أو هي بخراسان، أمؤمن هو؟ قال: نعم، قلت له: فما تقول في رجل قال أنا أعلم أن محمدا رسول الله ولكن لا أدري هو الذي كان بالمدينة من قريش أو محمد آخر أمؤمن هو؟، قال: نعم. قال مؤمل: قال سفيان: وأنا أقول من شك في هذا فهو كافر. قلت: وفي إسناده عباد بن كثير، إن كان هو الرملي الفلسطيني، فقد قال قال فيه النسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة ضعيف، وإن كان الثقفي البصري، فقد قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: متروك، وأما إن كان الكاهلي، فهو متروك الحديث، انظر ميزان الاعتدال 2/370-375.

905 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد، حدثنا أبو الحسن الدِّيبَاجِيّ، حدثنا جعفر بن محمد الصَّاِئغُ، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو تَوْبَة (¬1) ، وأبو صالح (¬2) ، قالا: سمعنا أبا إسحاق الفَزَارِيَّ (¬3) قال: سمعتُ سُفْيَانَ والأَوْزَاعِيَّ يقولانِ: ((مَا وُلِدَ فِي الإِسْلامِ مَوْلُودٍ هُوَ أَشْأمُ على هذه الأمة من أبي حنيفة)) (¬4) ¬

(¬1) أبو توبة: الربيع بن نافع الحلبي، نزيل طرسوس ثقة حجة من العاشرة مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، التقريب: 1/207. (¬2) أبو صالح: هما شيخان روى عنهما إبراهيم بن سعيد، الأول: أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني، وهو ثقة فقيه كما في التقريب: 1/360. والثاني: محبوب بن موسى الفراء الأنطاكي، وثقه العجلي وأبو داود وابن حبان. وقال ابن حجر: صدوق، لم يصح أن البخاري أخرج له. معرفة الثقات: 2/266، الجرح والتعديل: 8/389، الثقات: 9/205، تهذيب الكمال: 27/350، التقريب: 1/ 521. (¬3) أبو إسحاق: إبراهيم بن محمد بن الحارث الفرزاري، ثقة حافظ مات سنة خمس وثمانين وقيل بعدها التقريب: 1/92. (¬4) في إسناده أبو الحسن الديباجي هو شيخ صالح لم يوثِّقه أحد، وبقية رجاله ثقات. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/399، من طريق مسلم بن أبي مسلم الحرقي، عن أبي إسحاق الفزاري به. وفيه زيادة ((وكان أبو حنيفة مرجئا يرى السيف)) . كما أخرجه في تاريخه أيضا 13/419-420، من قول الثوري وحماد وابن عون. قلت: ولا شك أن هذا الكلام مردود، فإن الإمام أبا حنيفة كان ولا يزال إماما من أئمة المسلمين، وسبب قولهم هذا يحمل على اختلاف المذاهب بين مدرسة أهل الحديث ومدرسة أهل الرأي، والله أعلم. قال السخاوي: سئل الحافظ ابن حجر عما ذكره النسائي في الضعفاء والمتروكون عن أبي حنيفة أنه ليس يقوي في الحديث وهو كثير الغلط والخطأ على قلة روايته، فأجاب بقوله: النسائي من أئمة الحديث والذي قاله إنما هو بحسب ما ظهر له وأدَّاه إليه اجتهاده، وليس كل أحد يؤخذ بجميع قوله، وقد وافق النسائي على مطلق القول في الإمام جماعة من المحدثين واستوعب الخطيب في ترجمته من تاريخه أقاويلهم، وفيها ما يقبل وما يرد، وقد اعتذر عن الإمام بأنه كان يرى أنه لا يحدث إلا بما حفظه منذ سعمه إلى أن أداه، فلهذا قلَّت الرواية عنه، وصارت روايته قليلة بالنسبة لذك، وإلا فهو في نفس الأمر كثير الرواية، وفي الجملة ترك الحوض في مثل هذا أولى، فإن الإمام وأمثاله ممن قفزوا القنطرة، فما صار يؤثر في أحد منهم قول أحد، بل هو في الدرجة التي رفعهم الله إليها من كونهم متبوعين مقتدى بهم، فليعتمد هذا ... )) . جمان الدرر: [ل 118/ب] .

906 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن الديباجي، حدثنا جعفر بن محمد الصَّائِغُ، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو تَوْبَة، عن سلمة بن كُلْثُوم (¬1) [ل185/ب] قال: قال الأوْزَاعِيُّ لَمَّا بَلَغُهُ مَوْتُ أَبِي حنيفة: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَاتَهُ، كَانَ يَنْقُضُ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً، عُرْوَةً)) (¬2) . 907 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو الحسن الدِّيْبَاجِيّ، حدثنا ¬

(¬1) سلمة بن كلثوم: الكندي الشامي، وقال أبو توبة: لم يكن في أصحاب الأوزاعي أهنأ منه. ووثّقه أبو اليمان. وقال الدارقطني: شامي يهم كثيرا، ووثقه الذهبي، وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 4/171، تهذيب الكمال: 11/311، الكاشف: 1/454، التقريب: 1/248. (¬2) في هامش الخطية في جانب هذا الأثر ما نصُّه: ((بلغ وصح)) . في إسناده أبو الحسن الديباجي قال الدارقطني: شيخ صالح، ولم يوثقه أحمد، وسلمة بن كلثوم صدوق وبقية رجاله ثقات. أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/207، من طريق إبراهيم بن سعيد به. وأخرجه ابن حبان في المجروحين: 3/66، بإسناده عن الأوزاعي به. وذكره البخاري في تاريخ الكبير: 2/100، وابن عدي في الكامل: 7/8، من قول الثوري.

جعفر بن محمد الصَّائِغُ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة (¬1) قال: ((شَهِدْتُ أبا حنيفةَ سُئِلَ عَنْ الأَشْرِبَةِ، فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا إِلاَّ قال: حلاَلٌ، وَسُئِلَ عَنْ المُسْكِر، فقالَ: حَلاَلٌ)) (¬2) . 908 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، حدثنا نوح ابن حَبِيبٍ القَوْمَسِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (¬3) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء ابن يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)) (¬4) . ¬

(¬1) أبو عوانة: وضاح بن عبد الله اليشكري ثقة ثبت. التقريب: 1/580. (¬2) في إسناده أبو الحسن قال الدارقطني: هو شيخ صالح، وبقية رجاله ثقات. أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/207، عن إبراهيم به. ورجال إسناده ثقات. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/412، من طريق أبي سلمة، عن أبي عوانة به. قلت: ويرى الإمام أبي حنيفة أن ما صُنع من عصير العنب فقط قليله وكثيره، لقوله - صلى الله عليه وسلم - ((حرمت الخمرة لعينها، والسُّكر من كل شرب)) أخرجه النسائي في الأشربة: باب ذكر الأخبار التي احتج بها من أباح شراب المسكر، 8/277، وأنه كان يرى أن كل ما بلغ السُّكر من العصيرات الأخرى فهو حرام، وإن لم يبلغ حدّ السُّكر فلا. فهذا الذي يفرق فيه بين القليل والكثير أعني العصيرات الأخرى غير عصير العنب للحديث السابق. انظر البدائع الصنائع: 9/213 وفي المغني: 12/497. (¬3) عبد المحيد بن عبد العزيز: بن أبي رواد أبو عبد الحميد المكي. (¬4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر، تفرد به عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وهو صدوق يخطئ ويدلس، وبقية رجاله ثقات، وقد قال الحفاظ: لم يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَلا من رواية عمر بن الخطاب، ولا عن عمر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التيمي، ولا عن محمد إلا من رواية يحيى بن سعيد لأنصاري، وعن يحيى انتشر، فرواه جمع من الأئمة، فهو غريب في أوله، مشهور في آخره. وتقدم تخريجه في رواية رقم ((871)) . وأما طريق المؤلف فقد أخرجه القضاعي في مسند الشهاب: 2/196 رقم ((1173)) من طريق الحسن بن سفيان، عن نوح بن حبيب به.

909 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو العباس الفَزَارِي، حدثنا أبو العباس أحمد ابن يونس الضَّبِّي (¬1) ، قال: ((كانَ زَيْدَانُ الكَاتِبُ يَكْتُبُ بيَن يَدَي يحيى بن أَكْثم، وكَانَ غُلاَماً مُتَنَاهِيًا فِي الْجَمَالِ، فَقَرَصَ يَحيى خَدَّهُ فَخَجِلَ وَاسْتَحْيَا وَطَرَحَ الْقَلَمَ مِنْ يَدِهِ، فقالَ لَهُ يحيى: اكْتُبْ مَا أُمْلِي عَلَيْك، وقال: أَيَا قمَراً جمَّشْتُهُ (¬2) فتَغَضَّبا وأَعْرَضَ بي مِنْ تِيْهِهِ مُتجَنِّبا فكنْ أبدًا يا سيِّدِي مُتغيِّبا ... إذا كُنْتَ للتَّجْميشِ والعِشْقِ كارها وتجعلَ مِنْها فَوْقَ خدَّيْك عَقْرَبا [ل 186/أ] ... ولاَ تُظْهرِ الأَصْدَاغَ للنَّاس فتنة فتَقتُلَ مُشْتاقاً وتَفْتِنَ ناسِكًا وتَتْرُكَ قاضي المُسْلمينَ مُعذَّباً (¬3) 910 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ محمد بن صاعد، ¬

(¬1) أبو العباس أحمد بن يونس الضبي: ابن المسيب البغدادي سكن أصبهان، قال علي بن عمر: كان كثير الحديث من الثقات. وقال ابن أبي حاتم: محله عندنا محل الصدق. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة ثمان وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 2/81، الثقات: 8/51، تايخ بغداد: 5/223. (¬2) جمشته: من الجمش: أي المغازلة، ضرب بقرص ولعب، وقد جمّشه وهو يجمِّشها، أي يقرصها ويلاعبها. لسان العرب: 6/275. (¬3) رجال إسناده ثقات.

حَدَّثَنَا بُنْدَار محمد ابن بَشَّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِي (¬1) ، حَدَّثَنَا مُهَاجِر أَبُو مَخْلَدٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ (¬3) قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ)) (¬4) . 911 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْع، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ح ¬

(¬1) عبد الوهاب الثقفي: ابن عبد المجيد بن الصلت أبو محمد البصري، ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين. كما في التقريب: 1/368. (¬2) مهاجر أبو مخلد: مهاجر بن مخلد أبو مخلد مولى البكرات بفتح الموحدة والكاف، قال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: لين الحديث، ليس بالمتقن يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقيل كان وهيب يعيبه ويقول: لا يحفظ. وقال الساجي: صدوق. وقال ابن حجر: مقبول. الجرح والتعديل: 8/262، الثقات: 7/486، تهذيب الكمال: 28/579، التقريب: 1/548. (¬3) أبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي. (¬4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف جيد، فيه مهاجر أبو مخلد وهو مقبول، ولم يتابعه أحد ولكن قد توبع شيخه بمتابعة قاصرة. أخرجه أحمد في المسند: 6/137، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/395-396 رقم ((678)) ، من طريق وكيع، حدثنا محمد بن سليم المكي، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة به مثله. ورجال أحمد كلهم ثقات والحمد لله. وأخرجه أحمد في المسند: 6/79، من طريق كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لها: يا عائشة: ((استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان)) . وفي إسناده كثير بن زيد الأسلمي صدوق يخطئ كما في التقريب: 1/459، والمطلب بن عبد الله صدوق كثير التدليس والارسال كما في التقريب أيضا: 1/534. والحديث صحيح ثابت في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم، تقدم تخريجه في رواية رقم (395) .

ميد، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((لَبَّيْكَ بِحِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعاً)) (¬1) . 912 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكَوْكَبِي إملاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَة (¬2) ، أخبرنا المَدَائِنِي (¬3) ، قال: قال تَوْبة العَنْبَرِيُّ: ((عَمِلْتُ لِيوسف بن عمر (¬4) فَحَبَسَنِي حتىَّ لَمْ يَبْقَ في رأْسِي شَعْرَةٌ سَوْدَاء، فرأَيْتُ في المَنَامِ رَجُلاً حَسَنَ الْوَجْهِ أَبْيَضَ ¬

(¬1) حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات. أخرجه الدارقطني في السنن: 2/288 رقم ((233)) والحاكم في المستدرك: 1/645، من طريقين عن الحسين ابن الحسن المروزي به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه مسلم في الحج: باب ما جاء في الجمع بين الحج والعمرة 2/915 رقم ((1251)) من طريق إسماعيل ابن إبراهيم، عن حميد الطويل قال قال أنس سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول: ((لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ)) . (¬2) أبو بكر بن أبي خيثمة: هو أحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي الأصل البغدادي، قال ابن أبي حاتم: كان صدوقا. ووصفه ابن حبان بالاتقان. قال الخطيب: كان ثقة عالما متقنا حافظا بصيرا بأيام الناس وأئمة الأدب أخذ علم الحديث عن أبيه وابن معين، وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني. مات آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين. الجرح والتعديل: 2/25، الثقات: 8/55، تاريخ بغداد 4/162 لسان الميزان: 1/174. (¬3) المدائني: علي بن محمد أبو الحسن المدائني الأخباري صاحب التصانيف، وقال أبو جعفر الطبري: كان عالما بأيام الناس صدوقا في ذلك. وقال ابن عدي: ليس بالقوي في الحديث. وقال ابن حجر معقبا عليه: ما له من الروايات المسندة. مات سنة أربع أو خمس وعشرين ومائتين، وقد ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائة. تاريخ بغداد: 12/54، الكامل في التاريخ: 6/516، ميزان الاعتدال: 3/153، شذرات الذهب: 2/54. (¬4) يوسف بن عمر: بن محمد بن الحكم الثقفي أمير العراقيين وخراسان، قال الذهبي: كان شهما كافيا سائسا جبارا مهيبا عسوفا جوادا معطاءً، مات سنة سبع وعشرين ومائة، وعاش أزيد من ستين سنة. سير أعلام النبلاء: 5/442، شذرات الذهب: 1/172.

الثَّوْبِ، فقال لي: يا تَوْبَةُ، لقد طالَ حَبْسُكَ. قلتُ: أَجَلْ، قال: قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قال: فَقُلْتُهُمَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَانْتَبَهْتُ فَكَتَبْتُهَا، ثُمَّ قُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ، فَما زِلْتُ أقُولُهَا حَتَّى السَّحْرِ، فَإِذَا رُسُلُ يُوسف قَدْ أَخْرَجُونِي إِلَيْهِ في قُيُودِي، قال: تُحِبُّ أَنْ أُخَلِّيك؟، قلت: نَعم، فَأَطْلَقَ قُيُودِي، وَخَلاَنِي رَجُلاَنِ (¬1) فَعَلَّمْتُهُمَا (¬2) رَجُلاً فِي السِّجْنِ، فَقَالَ تَوْبَةُ: ما قُلْتُهَا فِي غَدَاةٍ قَطّ [ل186/ب] يُذْهَبُ بي إليه إِلاَّ صُرِفَ عنِّي، حتَّى كانَ يومًا، قال: فطَلَبْتُها فَلَمْ أَقْدِرْ عليها فضَربَنِي مائةَ سَوْطٍ، قال: فذكَرْتُها فقُلْتُها فخَلَوْا عَنِّي)) (¬3) . 913 - أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا نَهْشَلُ بن دَارِم (¬4) ، أنشدني أبو طَلْحَةُ الفَزَارِي (¬5) ، أنْشدَنِي الشَّامِيُونَ لأَبِي حَازِم ¬

(¬1) في هامش الخطية: ((رجلان)) وعليها ((صح)) . (¬2) كذا في الخطية: والأشبه (فعلمتها) . (¬3) رجال إسناده ثقات إلا المدائني فهو ليس بقوي. ذكره المزي في تهذيب الكمال: 4/336، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 1/452، من طريق ابن أبي خيثمة به. (¬4) نهشل بن دارم: قيل اسمه إبراهيم بن دارم بن أحمد أبو إسحاق الدارمي النهشلي، وثقه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/455. (¬5) أبو طلحة الفزاري: أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوشا المعروف بالوساوسي، ضعفه الدارقطني وقال تكلموا فيه. ووثقه البرقاني، ورماه ابن حجر بالتدليس. مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/57، لسان الميزان: 1/285.

القاضي (¬1) ، بقوله في ابنه: أّذَلَّ فَأَحْبِبْ بِهِ مِنْ مُذِلٍّ ومِنْ ظالٍم لِدَمِيْ مُسْتحِلِّ إذا مَا تَتَايَهَ قابَلْتُه بِذُلٍّ وذَلكَ جَهْدُ المُقِلِّ 914 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو طالب الحَافِظُ (¬2) إملاء، حدثنا أبو الطَّيْب أحمد بن إبراهيم المصريُّ (¬3) ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وَهْب، قال: قال مالك: ((لَيْسَ فِي النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ اْلإِنْصَافِ)) (¬4) . 915 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصور بْنِ سيَّار، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ المَلِك الدَّقِيقِي (¬5) ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ¬

(¬1) أبو حازم القاضي: لعله أحمد بن محمد بن نصر أبو حازم القاضي، وثقه الخطيب. مات سنة ست عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/108. (¬2) أبو طالب الحافظ: أحمد بن نصر. (¬3) أبو الطيب أحمد بن إبراهيم المصري: لعله أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو الطيب نزل الرحبة ذكره الخطيب في تاريخه دون جرح ولا تعديل. تاريخ بغداد: 4/16. (¬4) رجال إسناده ثقات إلا أبا الطيب أحمد بن محمد المصري فلم أميزه. (¬5) محمد بن عبد الملك الدقيقي: ابن مروان ابو جعفر الواسطي، قال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داود: لم يكن بمحكم العقل. وذكره ابن حبان في الثقات. ووثقه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ والدارقطني ومسلمة بن قاسم. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة ست وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 8/5، الثقات: 9/131، سؤالات البرقاني للدارقطني: رقم الترجمة: 446، وسؤالات السلمي له أيضاً: رقم الترجمة: 300، تاريخ بغداد: 2/346، تهذيب الكمال: 26/24، التقريب: 1/494.

عَمْرو بْنُ عَاصِمٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا هَمَّام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَوَرِّقُ العِجْلِي (¬2) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (¬3) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّمَا الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ مِنْ رَبِّهَا، مَا كَانَتْ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا)) (¬4) ¬

(¬1) عمرو بن عاصم: بن عبيد الله الكلابي القيسي أبو عثمان البصري، وثقه ابن سعد. وقال ابن معين: أراه كان صدوقاً. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق في حفظه شيء. الطبقات الكبرى: 7/305، تاريخ ابن معين برواية الدارمي: 0/178 رقم: 643، الجرح والتعديل: 6/250، الثقات: 8/481، تهذيب الكمال: 22/90، التقريب: 1/423. (¬2) مورق العجلي: مورِّق بتشديد الراء بن مشمرج بضم أوله وفتح المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم، ثقة عابد، التقريب: 1/549. (¬3) أبو الأحوص: عوف بن مالك الجشمي بضم الجيم وفتح المعجمة الكوفي مشهور بكنيته، ثقة، التقريب: 1/433. (¬4) حديث صحيح لغيره، وإسناد المؤلف فيه عمرو بن عاصم وهو صدوق في حفظه شيء إلا أنه قد توبع. أخرجه أبو داود في الصلاة: باب في التشديد في خروج النساء إلى المسجد 2/156 رقم ((570)) والترمذي في الرضاع: باب رقم 18، 3/476 رقم: 1173، وابن خزيمة في صحيحه: 3/ 93 رقم ((1685)) وابن حبان في صحيحه: 12/413 رقم ((5599)) من طريق عمرو بن عاصم به. وعند بعضهم مختصراً. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 10/108 رقم ((10115)) وفي الأوسط: 8/101 رقم: 8096، من طريق سويد بن أبي حاتم، وابن خزيمة في الصحيح: 3/93 رقم ((1687)) من طريق ابن بشير كلاهما عن قتادة به. وقال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه ابن خزيمة رقم ((1686)) وابن حبان في صحيحه: 12/412 رقم ((5598)) من طريق أحمد بن المقدام، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أبيه، عن قتادة، عن أبي الأحوص به. وأحمد بن المقدام، وسليمان التيمي كلاهما صدوق. في إسناده انقطاع بين قتادة وأبي الأحوص، قاله أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في المراسيل: 0/637. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 9/295 رقم ((9481)) ورقم ((9482)) من طريقين عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله موقوفا عليه قال: ((إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج ... فذكره مطولا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/35، ورجاله ثقات. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/131، من طريق هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: ((صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفض من صلاتها في بيتها)) ورجاله ثقات.

916 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله [ل187/أ] بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن عُثْمَانَ الأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ (¬2) ، عَنْ عَطَاءٍ: شَيْخٌ مِنْ بَنِي شَيْبَة أَدْرَكَهُ وَهُوَ كَبِيرٌ قَالَ: ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ وَعَلَيْهِ نَعْلاَنِ سِبْتِيَّتَانِ لَمْ يَخْلَعْهُمَا)) (¬3) . ¬

(¬1) محمد بن القاسم الأسدي: أبو إبراهيم كوفي، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: لم يكن من أصحاب الحديث، ولم يكن له تيقُّظ أصحاب الحديث. وقال أحمد: يكذب أحاديثه أحاديث سوء موضوعة ليس بشيء. وقال أبو زرعة: لا يعجبني حديثه، وقال مرة شيخ. وتركه النسائي. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، ويأتي عن الأثبات بما لم يحدثوا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال. وقال ابن حجر: كذبوه. وقال مرة: ضعيف جداًّ. مات سنة سبع ومائتين. تاريخ ابن معين برواية ابن الجنيد: 0/220، وبرواية الدوري: 2/534، الضعفاء والمتروكون: 0/95، الضعفاء الكبير: 4/126، الجرح والتعديل: 8/65، المجروحين: 2/361، تهذيب الكمال: 26/301، تهذيب التهذيب: 9/361، الإصابة: 4/506، التقريب: 1/502. (¬2) فطر: بن خليفة أبو بكر الحنّاط القرشي المخزومي مولاهم الكوفي، صدوق رمي بالتشيع. التقريب: 1/448. (¬3) حديث موضوع: في إسناده محمد بن القاسم الأسدي وهو كذاب. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 17/170 رقم ((449)) وابن حجر والإصابة: 4/506، من طريق محمد بن القاسم الأسدي به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/52، رواه الطبراني وفيه محمد بن القاسم الأسدي وهما اثنان وكلاهما وثق وفي أحدهما ضعف كثير وبقية رجاله ثقات.

917 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عثمان بن أبي صَفْوان الثَّقَفِي، حدثنا أمية بن خالد (¬1) ، قال: ((قِيلَ لشُعْبَةَ مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عنْ عبدِ المَلِك ابن أبي سليمان، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ؟، قال: مِنْ حُسْنِهَا فَرَرْتُ)) (¬2) . 918 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِي، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (¬3) ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زينبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَة، عَنْ أمِّ سَلَمَة، قَالَتْ: ((شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّي شَاكِيَةٌ، لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَطُوفَ، قَالَ: طُوفِي وَرَاءَ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ، فَطُفْتُ)) (¬4) ¬

(¬1) أمية بن خالد: بن الأسود بن هدبة الأزدي القيسي البصري أبو عبد الله، قال أحمد: كان يحدث من حفظه لا يخرج كتابا، وثقه العجلي وأبو زرعة وأبو حاتم والترمذي وابن حبان، الجرح والتعديل: 2/302، الثقات: 1/236، تهذيب الكمال: 3/330، تهذيب التهذيب: 1/324، التقريب: 1/114، (¬2) صحيح رجال إسناده ثقات، أخرجه ابن حاتم في الجرح والتعديل: 1/146، وابن عدي في الكامل: 5/302، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 3/32، والبيهقي في الكبرى: 6/606، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 2/101، والمزي في تهذيب الكمال: 18/326، من طريق أمية بن خالد به. (¬3) أبو الأسود: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي ثقة من السادسة، التقريب: 1/493. (¬4) حديث صحيح رجال إسناده ثقات. أخرجه ابن حبان في الصحيح: 9/139 رقم ((3830)) ، من طريق نصر بن علي الجهظمي به. وأخرجه مالك في الموطأ: 1/370 رقم ((123)) ومن طريقه البخاري في الصلاة: باب إدخال البعير في المسجد للعلة 1/557 رقم ((464)) وفي الحج: باب طواف النساء مع الرجال 3/480 رقم ((1619)) ، وفي باب من صلى ركعتي الطواف خارجا من المسجد 3/486 رقم ((1626)) ، وفي باب المريض يطوف راكبا 3/490 رقم ((1633)) وفي تفسير: تفسير سورة الطور 8/603 رقم ((4853)) ، ومسلم في الحج: باب جواز الطواف على بعير ونحوه 2/927 رقم ((1276)) .

919 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابن أبي داود، حدثنا أحمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَالِمٍ الأَزْدِي، وَكَانَ يَنْزِلُ بَنِي سُلَيْم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الحَرَّانِي، حَدَّثَنَا سَابِق (¬1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬2) ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) ، عَنْ جابرٍ: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى بِالشَّاهِدِ مَعَ الْيَمِينِ، وَقَضَى بِهِ عَلِيُّ - رضي الله عنه - بِالْكُوفَةِ)) (¬4) ¬

(¬1) سابق: بن ناجية، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مقبول من السادسة. الثقات: 6/433، التقريب: 1/226. (¬2) جعفر بن محمد: بن علي بن الحسين الهاشمي المعروف بالصادق. (¬3) أبوه: هو محمد بن علي بن الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ القرشي الباقر ثقة، التقريب 1/497. (¬4) حديث صحيح لغيره، في إسناده سابق بن ناجية وهو مقبول أي عند المتابعة وقد تابعه غير واحد. أخرجه أحمد في المسند: 1/248، وابن ماجة في الأحكام: باب قضاء بالشاهد واليمين 2/793 رقم ((2369)) والترمذي في باب رقم ((1344)) ، وابن الجارود في المنتقى: رقم ((1008)) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/144-145، والدارقطني في السنن: 4/212، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/170، وابن عبد البر في التمهيد: 2/136، من طريق عبد الوهاب الثقفي، وأخرجه أبو عوانة في الأيمان والنذور 3/340، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/170، وابن عبد البر في التمهيد: 2/138، من طريق إبراهيم بن أبي حية، والطبراني في المعجم الأوسط: 1/444، رقم ((7345)) ، وابن عبد البر في التمهيد: 2/135، من طريق عبيد الله بن عمر، وابن عبد البر في التمهيد أيضا: 2/136-137، من طريق يحيى بن سليم، و2/137 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن رواد، خمستهم عن جعفر بن محمد به مرفوعا. وقال عبد الله بن الإمام أحمد: كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحد على جابر، فلم أزل به حتى قرأه عليّ وكتب عليه صح. وأخرجه مالك في الموطأ: 2/721، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الأيمان والنذور: 3/340، والطحاوي في شرح ومعاني الآثار: 4/145، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/169، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 14/225 رقم ((18165)) والطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/145، من طريق سفيان الثوري، والترمذي رقم ((1345)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/169، من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة 3/340، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/169، من طريق يحيى بن أيوب، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/169، من طريق ابن جريج خمستهم عن جعفر بن محمد أبيه مرسلا، ولم يذكروا جابرا. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد: 2/134، من طريق عثمان بن خالد المدني، عن مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جابر. وقال: هكذا حدّث به عثمان بن خالد، عن مالك مسندا، والصحيح فيه عن مالك أنه مرسل في روايته، وقد تابع عثمان بن خالد إسماعيل بن موسى الكوفي فرواه أيضا عن مالك، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جابر. وقد قال الترمذي مرجّحا الارسال: وقد تقدم ترجيح ابن عبد البر أيضا للارسال. ثم وقفت على كلام الدارقطني نقله عنه الزيلعي في نصب الراية 4/100، يقول: كان جعفر بن محمد ربما أرسل هذا الحديث، وربما وصله عن جابر، لأن جماعة من الثقات حفظوه عن أبيه، عن جابر، والقول قولهم لأنهم زادوا، وهم ثقات وزيادة الثقة مقبولة. أهـ

920 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ (¬1) ، حَدَّثَنَا الفَضْل بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِياد، عَنْ نافع، [ل187/ب] عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((صَلَّى ¬

(¬1) محمود بن آدم: أبو أحمد ويقال: أبو عبد الرحمن الموزي، قال ابن أبي حاتم: كان ثقة صدوقا. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. الجرح والتعديل: 8/290، الثقات: 9/202، التقريب: 1/522.

رَسُولُ اللهِ - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى زَانِيَةٍ مَاتَتْ هِيَ وَابْنُهَا فِي نِفَاسِها)) (¬1) 921 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا علي بن حسَّان السُّكَّرِيُّ، حدثنا موسى بن داود (¬2) ، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، حدثني سَلَمَةُ ابن أبي الطُفَيْل (¬3) ، عن أبيه (¬4) ، قال: سَمِعْتُ علياَّ - رضي الله عنه - يقولُ: ((وَاللهِ لَوْ ضُرِبَ المُؤْمِنُ عَلَى خَيْشُومِهِ ما أبْغَضَنِي (¬5) ، وَلَوْ أَعْطَيْتُ الْمُنَافِقَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ مَا أَحَبَّنِي)) (¬6) . ¬

(¬1) حديث منكر، في إسناده محمد بن زياد لم أعرفه، ولم أجد له متابع. وبقية رجاله ثقات. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 12/386، رقم ((13428)) ، من طريق علي بن الحسن بن شقيق، والخطيب في تاريخه: 3/267، من طريق الفضل بن موسى كلاهما عن أبي حمزة السكري به. وأضاف الخطيب قائلاً: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غالب قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: أَبُو حَمْزَةَ السُّكري عَنْ مُحَمَّدِ ابن زياد؟ قال: هذا الذي يُحدِّث عن نافع، عن ابن عمر، شيخ أبي حمزة مجهول، والحديث منكر، قلت: حديث ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - صلّى على زانية وابنتها؟، قال: نعم، قلت: يترك؟ قال: نعم. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/41، فيه محمد بن زياد صاحب نافع ولم أجد من ترجمه. (¬2) موسى بن داود: لعله أبو عبد الله الضبي الطرسوسي الخُلقاني كوفي الأصل، صدوق فقيه زاهد له أوهام. التقريب: 1/550. (¬3) سلمة بن أبي الطفيل: بن عامر بن واثلة. قال ابن خراش: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 4/166، الثقات: 4/318، الإكمال: 0/174 (¬4) أبوه: عامر بن واثلة الصحابي الجليل. (¬5) في الخطية غير واضح فكتب الناسخ في الهامش (أبغضني) مُوَضِّحاً هذه الكلمة. (¬6) إسناده ضعيف جدًّا، فيه علي بن حسان السكري لم أجد له ترجمة، عبد الغفار بن القاسم متروك، إضافة إلى جهالة سلمة بن أبي الطفيل.

922 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، حدثنا ابْنُ أبي داود، حدثني أبي (¬1) ، عن عليُّ بنُ المَدِيِنيُّ، قال: قال يحيى بن سعيد العطَّار (¬2) : ((كُنَّا إِذَا اسْتَضْعَفَنَا المحدِّثُ أكَلَنَا، وَإِذَا استضْعَفْنَاهُ أَكَلْنَاهُ (¬3)) ) (¬4) . 923 - أخبرنا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أحمد ابن صالح، أخبرنا عبد الله بن وَهْب، قال: سَمِعْتُ مالكَ بنَ أَنَس يقول: ((النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْيُنِهِمْ)) (¬5) . ¬

(¬1) أبوه: أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني صاحب السنن. (¬2) يحيى بن سعيد العطار: أبو زكريا الأنصاري الحمصي، وثّقه ابن مصفَّى، وقال ابن معين: ليس بشيء، وضعّفه الدارقطني، وقال ابن خزيمة: لا يحتج به. وقال ابن حجر ضعيف. تاريخ ابن معين برواية: ص228 رقم: 873، سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني (ص14) ، تهذيب التهذيب: 11/220، والتقريب: 1/591. (¬3) في الخطية ((وإذا استضعفنا أكلناه)) والتصحيح من الجامع للخطيب كما سيأتي. (¬4) صحيح رجاله ثقات. أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/140، من طريق ابن أبي داود عن أبيه، عن مسدد، عن يحيى بن سعيد يقول: ((كنا إذا استضعَفْنا محدثاً أكلناه، وإذا استضعَفَنا أكَلَنا)) . (¬5) صحيح رجاله ثقات. أخرجه الآجري في الشريعة: 0/254، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة: 3/50 رقم ((870)) ، وأبو نعيم في الحلية: 6/326، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/99، من طريق ابن أبي داود به. هذا هو مذهب السلف الصالح في مسألة رؤية الله يوم القيامة وأنها ثابتة وخاصة بأهل الجنة، وإمام مالك معروف بعقيدة السلف، وأما الأدلة على أن رؤية الله ثابتة فكثيرة، منها قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} . سورة القيامة آية رقم ((22)) و ((23)) . وقوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} . سورة المطففين آية رقم ((15)) . قال الشافعي: لما حبجب هؤلاء في السخط كان في ذلك دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا. انظر مناقب البيهقي: 1/420. وأما الأحاديث المصرحة برؤية اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح: 0/212، أنها متواترة وذكر عددا منها ما تقدم من حديث جرير بن عبد الله في رواية رقم ((146)) الذي أخرجه البخاري، ومن حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عند البخاري ومسلم مَعًا.

924 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو عُمَيْر الرَّمْلي (¬1) ، حدثنا أيُّوب بن سُوَيد (¬2) ، عن أُسَامة بن زيد، عن الزُّهْرِي، عن طاوس، عن ابن عباس: ((أَنَّهُ رَجَعَ عَنِ الصَّرْفِ قَبْلَ مَوْتِه)) (¬3) ¬

(¬1) أبو عمير الرملي: عيسى بن محمد بن إسحاق أبو عمير النحاس بمهملتين الرملي، ويقال: اسم جده عيسى، ثقة فاضل من صغار العاشرة، مات سنة ست وخمس، وقيل بعدها، التقريب: 1/440. (¬2) أيوب بن سويد: أبو مسعود الرملي الحميري الشيباني، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ليس بشيء، يسرق الحديث. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: يقع في حديثه ما يوافقه الثقات عليه، ويقع فيه مالا يوافقه عليه، ويكتب حديثه في جملة الضعفاء. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. الضعفاء والمتروكون: 0/160، الضعفاء الكبير: 1/113، الجرح والتعديل: 2/249، تهذيب الكمال: 3/474، التقريب: 1/118. (¬3) إسناده حسن، فيه أيوب بن سويد وهو صدوق يخطئ، وأسامة بن زيد وهو صدوق يهم. وبقية رجاله ثقات. لم أجد من أخرجه بهذا الإسناد، ولكن وقفت على معناه بأسانيد أخرى، منها: ما أخرج أحمد في المسند: 3/51 مختصرا، وابن عدي في الكامل: 2/831، والحاكم في المستدرك: 2/42-43، وابن خزم في المحلى: 7/417، من طريق حيان بن عبيد الله العدوي قال: سألت أبا مجلز عن الصرف؟، فقال: كان ابن عباس رضي الله عنهما لا يرى به بأسا زمانا من عمره ما كان منه عينا يعني يدا بيد، فكان يقول: إنما الربا في النسيئة، فلقيه أبو سعيد الخدري فقال له: يابن عباس ألا تتقي الله إلى متى توكل الناس الربا، أبلغك أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ... فقال ابن عباس: جزاك الله الجنة، فإنك ذكرتني أمراً كنت نسيته، أستغفر الله وأتوب إليه، فكان ينهى عنه بعد ذلك أشد النهي. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. وتعقبه الذهبي فقال: حيان فيه ضعف وليس بحجة. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه افرادات ينفرد بها، وذكر هذا منها. وحكاه أبو سعيد الخدري عن ابن عباس عند ابن ماجة في التجارات: باب من قال لا ربا 2/758 رقم ((257)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 5/280. وقد ثبت عنه رضي الله عنه كراهيته لذلك بعد أن كان أجازه وبعد أن راجعه أبو سعيد الخدري كما عند مسلم في المساقاة: باب بيع الطعام مثلا بمثل 3/1217 رقم ((1595)) قال أبو سعيد الخدري: فحدثني أبو الصهباء أنه سأل ابن عباس عنه بمكة فكرهه. ثم ثبت رجوعه شفويّا أيضا عند ابن ماجة في التجارات: باب من قال لا ربا إلا في نسيئة 2/759 رقم ((2258)) والبيهقي في السنن كبرى: 5/282، وفي معرفة السنن والآثار: 8/43، من طريق أبي الجوزاء، عن ابن عباس أنه قال: قد كنت أفتي بذلك حتى حدثني أبو سعيد الخدري وابن عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - نهى عنه، فأنا أنهاكم عنه)) . وفي السنن الكبرى ((حتى حدثني أبو سعيد وابن عمر)) وهذا لفظ البيهقي. وإسناد ابن ماجة رجاله كلهم ثقات. ولفظه عنده: عن أبي الجوزاء قال: سمعته يأمر بالصرف، يعني ابن عباس، ويحدث ذلك عنه، ثم بلغني أنه رجع عن ذلك، فلقيته بمكة فقلت: إنه بلغني أنك رجعت، قال: نعم، إنما كان ذلك رأيا مني، وهذا أبو سعيد يحدّث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أنه نهى عن الصرف. وكان ابن عباس لا يرى تحريم ربا الفضل وأن الربا إنما هو ربا النسيئة فحسب لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا ربا إلا في النسيئة)) . رواه عن أسامة بن زيد عن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخرجه البخاري في البيوع: باب بيع الدينار بالدينار نساء 3/98 رقم ((2178)) ، ومسلم في المساقاة: باب بيع الطعام مثلا بمثل 3/1217-1218 رقم ((1596)) . ومن الأجوبة التي أجاب بها الجمهور على دليل ابن عباس: 1-أن معناه لا ربا أشد إلا في النسيئة، فالمراد نفي الكمال لا نفي الأصل. 2-ولأنه مفهوم وحديث أبي سعيد الخدري منطوق ولا يقاوم المفهوم المنطوق.

925 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو

عُمَيْر الرَّمْلِي، حدثنا محمد بن يوسف (¬1) ، حَدَّثَنَا عَبَّاد بن كَثِير (¬2) ، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الأَعْرَج، [ل188/أ] عن أبي هريرة، قال: ((وَاللهِ لَوْلاَ أَنَّ أَبَا بكر - صلى الله عليه وسلم - اسْتُخْلِفَ مَا عُبِدُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ)) (¬3) . 926 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو حاتم الرَّازِي (¬4) ، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا هُشَيْم، عن مُجالِد، عن الشَّعْبِي، قال: ((كانَ قَاضٍ فِي بَني إسرائيلَ فَأَهْدَى إليه رَجُلٌ مِسْرَجَةً (¬5) ثُمَّ خَاصَمَ إليه، فَبَلَغَ خَصْمَهُ أَنَّهُ أَهْدَى إليه مِسْرَجَةً، فأَهْدَى إلى القَاضي بَغْلَةً، ثُمَّ تَخَاصَمَا إليه، فَجَعَلَ صاحبُ المِسْرَجة يقول: أَيُّهَا القَاضِي، اقْضِ بَيْنِي وبيْنَهُ قَضَاءً يُضِيءُ كمَا يَضِيءُ الْسِّرَاجُ عَلَى الْمِسْرَجَةِ، فلمَّا رأَى خَصْمَهُ إِلْحَاحَهُ بِالْمِسْرَجَة، قال: ¬

(¬1) مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: الْفِرْيَابِيُّ. (¬2) عباد بن كثير: لعله البرمكي متقارب الحديث كما قال ابن كثير في البداية والنهاية: 6/305. (¬3) إسناده حسن فيه عباد بن كثير وهو متقارب الحديث وبقية رجاله ثقات. أخرجه البيهقي في الاعتقاد: 1/345، وابن كثير في البداية والنهاية: 6/305، من طريق الفريابي محمد بن يوسف به مطولا. وقال ابن كثير: عباد بن كثير هذا أظنه البرمكي لرواية الفريابي عنه، وهو متقارب الحديث، فأما البصري الثقفي فمتروك الحديث والله أعلم. وذكره المحبّ الطبري في الرياض النضرة: 2/47. (¬4) أبو حاتم الرازي: محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أحد الحفاظ من الحادية عشرة مات سبع وسبعين ومائتين، التقريب: 1/467. (¬5) مسرجة: بكسر الميم، التي فيها الفتيل، والمَسرجة بالفتح: التي يجعل عليها المسرجة، أو التي توضع عليها الفتيلة والدهن، لسان العرب: مادة ((سرج)) 2/297.

وَيْحَكَ إِنَّ الْبَغْلَةَ قَد رَمَحَتْ (¬1) الْمِسْرَجَةَ)) (¬2) . 927 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابن أبي داود، حدثنا حسان ابن الحسن، حدثني حُيَبيُّ ابن حاتم (¬3) ، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عَبْثَرِ بن القاسم، عن سُفْيَانِ الثَّوْرِيِّ، قال: ((كُنْتُ أَطْلُبُ رَجُلاً مِنْ عُبَّادِ الْكُوفةِ عِشرين سَنَةً، يقال له: كُونِي، فَلَمْ أَقْدِرُ عَلَيْه، فمَرَرْتُ يومًا بِشَاطِئِ الفُرَاتِ وَقَوْمٌ يَعْمَلُون فِي طِينٍ، فَنَادَى رَجُلٌ يَا كُونِي عَجِّل الطِّينَ، فَوَقَفْتُ مَكَاني، ونَادَيْتُ يا كُونِي، فأَتَانِي، فقال: مَنْ أَنْتَ؟، فقُلْتُ: أنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فقال لاَ تَشْغَلْني عَنْ عمَلِ الْقَوْمِ، قال: فَقُلْتُ: كَلِمَةً أَنْتَفِعُ بِهَا، فقال: يَا سُفْيان، [ل188/ب] كُلُّ خَيْرٍ نَرْجُو مِنْ رَبِّنَا مَنْعُ رَبِّنَا لَنَا عَطَاءٌ)) (¬4) . ¬

(¬1) رمحت: من رَمَحَ، ورمح الفرس والبغل والحمار وكل ذي حافر يرمح رمحاً، أي ضرب برجله، وقيل: ضرب برجله جميعا. لسان العرب مادة ((رمح)) : 2/454. (¬2) في إسناده مجالد بن سعيد وهو ليس بالقوي، وقد عنعن هشيم أيضا. وبقية رجاله ثقات. وقد بوّب الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية والولايات الدينية (ص96) فصلاً فقال: فصل: وليس لمن تقلد القضاء أن يقبل هدية من خصم ولا من أحد من أهل عمله وإن لم يكن له خصم، فأفاد وأجاد، (¬3) حيي بن حاتم: هو محمد بن حاتم الجراجرائي المعروف بحيي، قال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن حبان: ربما أخطأ. الجرح والتعديل: 7/238، الثقات: 9/91. (¬4) في إسناده حسان بن الحسن لم أجد له ترجمة، وحيي بن حاتم صدوق، وبقية رجاله ثقات. ذكره أبو نعيم في الحلية الأولياء: 7/80 من طريق محمد بن محمد التمار عن محمد بن حاتم الجرجرائي به، غير أنه لم يذكر عبثر بن القاسم بين عبد الله بن إدريس وسفيان الثوري، ولعل عبد الله بن إدريس سمعه مرة من عبثر بن القاسم ثم سماعه ثانية من الثوري طلبا للعو، خاصة أن سماعه ثابت عنهما جميعا. والله تعالى أعلم. وورد عنده ((كوثاني)) بدل ((كوني)) .

928 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا علي بن خَشْرَم، قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: ((حجَّ الأَعْمَشُ، ومحمد بن سُوقَه، ومالك بن مِغْوَل، فكانُوا يقولُونَ لِلْجَمَّالِ في أَوْقَاتِ الصَّلاةَ أَنِخْ حَتَّى نَتوضَّأَ، ثمَّ يقُولُون أَقِم حَتَّى نُصَلِّي، فآذوْهُ فَتَرَكَهُمْ حَتَّى أَحْرَمُوا، وأَمِنَ أَنْ يَثِبُوا عَلَيْه، فَلَمَّا كان في وقت الصَّلاةِ قالوا له: أَنِخْ، قال: لاَ أَفْعَلُ، قال: قِفْ حَتَّى نُصَلِّي، قال: لاَ أَفْعَلُ، فَلمَّا وَرَدُوا الْمَنْزِلَ وَثَبَ إليه محمد بن سَوْقه يُرِيدُهُ، فرجَعَ مِن الطَّريقِ، وقال: اسْتَغْفِر اللهَ، فوَثَبَ إليه مالكُ بن مِغْوَل، فأخَذَ بِتَلْبِيَتِه فَنَظَرَ إلى السَّمَاء، فقال: لوْلاَ اللهُ، فَوَثَبَ إليه الأَعْمَش بِجَرِيدَةٍ رَطْبَةٍ، فجعلَ يَضْرِبُهُ ويقولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْك، قال علي: فقلتُ لعيسى: فسمعتُ الأَعْمَشَ يقولُ: مِنْ تَمَامَ الْحَجِّ، ضَرْبُ الْجَمَّالِ، فقال: بلَغَنِي ذَلِك عَنْهُ)) (¬1) . ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات. أخرجه أبو نعيم في الحلية: 5/53، من طريق أحمد بن الأبار، عن أبي عبد الرحمن قال: سمعت وكيعا يقول: اكترى الأعمش من أعرابي وخرج معه قوم يرجون أن يسمعوا منه ... فقال-أي الأعمش- إن من سنة الإحرام ضرب الجمال. وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة: 0/676 رقم ((1198)) ، وعلي بن القاري في المصنوع في معرفة الحديث الموضوع: 1/194 رقم ((369)) ، والعجلوني في كشف الخفاء: 2/333 رقم ((2443)) . ولا شك أن هذا من قول الأعمش وهذا من نوادره، وكان صاحب مزاح ودعابة ونوادر.

929 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ (¬1) ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الصَّلْتِ (¬2) ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (¬3) ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ((كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِشْرُونَ شَاباًّ مِنَ اْلأَنْصَارِ يُكْرِمُونَهُ، يَبْعَثُ بِهِمْ فِي حَوَاِئجِهِ)) (¬4) . 930 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي داود، [ل189/أ] حدثنا إبراهيم ابن عَبَّاد الكِرْمَانِي (¬5) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْر، ¬

(¬1) إسحاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ: بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن عمر النهشلي المعروف بشاذان الفارسي أبو بكر، قال ابن أبي حاتم والذهبي: صدوق. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: له مناكير وغرائب، وقد جمع ابن مندة غرائبه ووقعت لنا من طريقه. مات سنة سبع وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 2/211، الثقات: 8/120، سير أعلام النبلاء: 12/382، لسان الميزان: 1/347. (¬2) سعيد بن الصلت: بن بُرْد بن أسلم القاضي أبو الصلت البجلي الكوفي، ذكره عدد ممن ترجم له ولم ينقلوا فيه جرحا ولا تعديلا، قال ابن حبان: ربما يغرب. وقال الذهبي: صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرح. مات سنة ست وتسعين ومائة. الثقات: 6/378، سير أعلام النبلاء: 9/317، العبر: 1/320. (¬3) أبو سفيان: طلحة بن نافع الواسطي الاسكاف. (¬4) حديث منكر، في إسناده إسحاق بن إبراهيم وهو صدوق له غرائب ومناكير، وأبو سفيان معروف بالتدليس وقد عنعن هنا، وهو غريب من حديثه عن أنس، أخرجه محمد المقدسي في الأحاديث المختارة: 6/218، رقم ((2230)) من طريق إسحاق بن إبراهيم به. قال العجلي: ولا أعلم أن الأعمش روى عن أحد يكنى أبا سفيان إلا طلحة، والله أعلم. معرفة الثقات: 1/481. (¬5) إبراهيم بن عباد الكرماني: لم أجد له ترجمة لكن ذكره محمد بن عبد الغني البغدادي في تكملة الإكمال: 2/512، ضمن شيوخ عبد الكبير بن عمر الخطابي.

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِياد، عَنْ هِلاَل الوزَّان (¬1) ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الأَسَدِيِّ (¬2) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ ابن زُرَارَة (¬3) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((انْتَهَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَأُوْحِيَ إِليَّ فِي عَلِيٍّ بِثَلاَثٍ: إِنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَقَاِئدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلَى جَنِّاتِ النَّعِيمِ)) (¬4) ¬

(¬1) في الخطية: (هلال الوراق) والتحيح من كتب التخريج، وهو هلال بن أبي حميد أو ابن حميد أو مقلاص أو ابن عبد الله الجهني مولاهم أبو الجهم ويقال غير ذلك في اسم أبيه وفي كنيته الصيرفي الوزان الكوفي ثقة من السادسة. التقريب: 1/575. (¬2) أبو كثير الأسدي: قيل حمان، وفي تعجيل المنفعة: حبيب بن حماز الأسدي، قال العجلي كوفي تابعي ثقة. وقال البخاري وابن أبي حاتم: الأنصاري. وذكره ابن حبان في الثقات. الكنى للبخاري: 0/64، معرفة الثقات: 1/282، الجرح والتعديل: 9/429، الثقات: 4/139، تعجيل المنفعة: 1/84. (¬3) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زرارة: الأنصاري وفي صحبته خلاف، ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان في الصحابة، وقال ابن حجر: مات أبوه أسعد ابن زرارة في عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، فلا يبعد الصحبة لابنه. الجرح والتعديل: 5/1، الثقات: 3/242، الإصابة في التمييز الصحابة: 4/6. (¬4) حديث منكر، إسناد المؤلف فيه جعفر بن زياد وهو شيعي، قال ابن حبان أنه كثير الرواية عن الضعفاء وإذا روى عن الثقات تفرد عنهم بأشياء في القلب منها شيء، وإبراهيم بن عباد الكرماني لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل. أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/188-189، من طريق يحيى بن أبي بكير، وأحمد بن الفضل كلاهما عن جعفر بن زياد به. وخالفهما نصر بن مزاحم العطار فجعله من مسند أسعد بن زرارة، أخرجه الخطيب أيضا في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/189، من طريقه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هلال، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بن زرارة، عن أبيه مرفوعا. ورواه الحاكم في المستدرك 3/148، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/190، من طريق عمرو ابن الحصين العقيلي، عن يحيى بن العلاء الرازي، عن هلال بن أبي حميد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بن زرارة عن أبيه مرفوعا. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبعه الذهبي بقوله في التلخيص: 3/138: أحسبه موضوعا، عمرو ابن الحصين وشيخه متروكان. وقال ابن حجر في عمرو بن الحصين أنه متروك: كما في التقريب: 1/420، ويحيى بن العلاء رمي بالوضع كما في التقريب أيضا: 1/595. ورواه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/190 من طريق عمرو بن الحصين، عن يحيى ين العلاء، عن حماد ابن هلال، عن محمد بن أسعد بن زرارة، عن أبيه عن جده. وعلة هذا الإسناد كالعلة الذي قبله. ويرى الحافظ ابن حجر أن ذِكْر أسعد زيادة في السند. وخالفهم عيسى بن سوادة الرازي عند الخطيب أيضا في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/189، فرواه عن هلال الوزان، عن عبد الله بن عكيم الجهني مرفوعا. ورواه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/190، من ريق الحسين بن هارون الضبي، وأبو الحسين محمد ابن أحمد بن جميع كلاهما عن ابن عقدة أحمد بن محمد، عن محمد بن مفضل الأشعري، عن أبيه، عن مثنى بن القاسم، عن هلال، عن أبي كثير الأنصاري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ، عن أنس، عن أبي أمامة مرفوعا. غير أن ابن جميع لم يذكر أنسا وأبا أمامة، بل قال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بن زرارة، عن أبيه مرفوعا. وقال ابن حجر بأنه يمكن الجمع بأن يكون عبد الله بن أسعد ليس ولد الأسعد بل هو ابن ابنه، ولعل أباه هو محمد فيوافق رواية وهذه الرواية الأخيرة، ويكون قوله رواية المثنى بن القاسم، عن أنس تصحيفا وإنما هي عن أبيه، وأما أبو أمامة فهو أسعد بن زرارة هكذا يكنى، والله أعلم. قال ابن تيمية: هذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث، ولا تحل نسبته إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - المعصوم ولا نعلم أحدا هو سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين غير نبينا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأقره الذهبي في مختصر منهاج السنة: 0/473. وقال ابن حجر في الإصابة: 2/275، ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء والمتن منكر جداًّ.

قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرُ هَذَا الرَّجُلِ. 931 - أخبرنا أحمد، حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا علي بن خَشْرَم، قال: سمعتُ وَكيعا يقول غَيْرَ مَرَّةٍ: ((يَا فِتْيَان، تَفَقَّهُوا فِقْهَ

الْحَدِيثِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَفَقَّهْتُمْ فِقْهَ الْحَدِيثِ لَمْ يَقْهَرْكُمْ أَهْلُ الرَّأْيِ)) (¬1) . 932 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابنُ أبي داود، حدثنا علي ابن خَشْرَم، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قَوْلِهِ: ((وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمُ)) . قَالَ: الشَّيْطان لَمْ يُسْلِمْ، ولَكِنْ إِنَّما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَعَانَنِي اللهَ عَلَيْهِ فَأَسْلَمُ أَنَا مِنْهُ)) (¬2) . 933 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، حدثني عبد الله ابن خالد بن يزيد اللُّؤْلُؤي (¬3) ، حدثنا ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات، وقد تقد تخريجه في رواية رقم (610) . (¬2) رجال إسناده ثقات. أخرجه الترمذي في النكاح: باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات 3/ رقم ((وفي الرضاع: باب رقم ((17)) 4/336 رقم ((من طريق علي بن خشرم يه. والحديث صحيح أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم: باب تحريش الشيطان وبعثه وسراياه لفتنة الناس 4/2167 رقم ((2814)) من طريق جرير وسفيان الثوري وعمار بن رزيق كلهم عن منصور، عن سالم ابن أبي الجعد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((ما منكم من أحد إلا وقد وكِّل به قرينة من الجنِّ، قالوا: وإياك يا رسول الله؟، قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخير)) . غير أن في حديث سفيان: ((وقد وكِّل به قرينة من الجن وقرينة من الملائكة)) . قال القاضي عياض: في إكمال المعلم بفوائد مسلم: 8/350، فأسلم: رويناه بالضبطين من الرفع والفتح، فمن رفع تأولها فأسلمُ أنا منه وهي التي صحًّحَ الخطابي ورجًّح، ومن فتح جعله صفة القرين من الإسلام، وهي عندي أظهر بدليل قوله: ((فلا يأمرني إلا بخير)) . وهذا التأويل الذي رجحه ابن حبان في صحيحه: 14/326 رقم ((6416)) . و14/327 رقم ((6417)) . وقد ذكر البغوي في شرح السنة: 14/409 رقم ((4211)) ، تفسير ابن عيينة هذا، ثم قال: وقيل: أسلمَ، أي أسلم. (¬3) عبد الله بن خالد بن يزيد اللؤلؤي: البصري: وثقه الخطيب. تاريخ بغداد: 9/451.

أبي (¬1) ، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعتُ [ل189/ب] أَيُّوب السِّخْتِيَانِيَّ يقول: ((أَخَذَ عُثْمَانُ الْحَرْبَةَ لِيُقَاتِلَ، فَنُودِي مِن السَّمَاءِ فارْمِ بِهَا، فَرَمَى بها)) (¬2) . 934 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو الدَّرْدَاء المَرْوَزِي، حدثنا علي بن الحسين بن وَاقد، عن أبيه، عن مَطَرِ الوَرَّاق (¬3) ، قال: ((غَضِبَ عَليَّ أَبِي فَأَسْلَمَنِي فِي الْحَاكَةِ نِصْفَ يوْمٍ، فَلَمْ أَزَلْ أَعْرِفُ ذَلِكَ فِي عَقْلِي إِلَى اليَوْمِ)) (¬4) . 935 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن زيد، حدثنا سعيد بن الصَّلْت، حدثنا عبد الله بن عبد الله السِّجْزِي، عن زِرِّ بنِ حُبَيْش، عن عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ((مَنْ أَسْلَمَ وَقَرأَ القُرْآنَ ثَبَتَ سَهْمُه في بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ سَنَّةٍ مَائَتِا دِينَارٍ، فإِنْ أُعْطِيَها في الدُّنْيا، وإلا أُعْطِيَها ¬

(¬1) أبو: خالد بن يزيد اللؤلؤي العتكي، قال العقيلي: لا يتابع على كثير من حديثه. الضعفاء الكبير: 2/17. (¬2) ضعيف، في إسناده خالد بن يزيد وقد تقدم كلام العقيلي فيه بأنه لا يتابع على كثير من حديثه، وفيه انقطاع أيضا لأن أيوبا إنما ولد بعد مقتل عثمان بن عفان. أخرجه أبو العرب في المحن: 0/63، نقلا عن ((فتنة مقتل عثمان)) 1/68 للدكتور محمود الغبان. (¬3) مطر الوراق: هو ابن طهمان أبو رجاء السلمي مولاهم الخراساني. (¬4) في إسناده علي بن الحسين وهو صدوق يهم، ومطر الوراق صدوق كثير الخطأ، وبقية رجاله ثقات.

في الآخِرَة)) (¬1) . 936 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا سلمة ابن شَبِيب، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال: سمعت الزُّهْرِيَّ يقول: ((إذَا طَالَ الْمَجْلِسُ كَانَ لِلشَّيطان فِيهِ نَصِيبٌ)) (¬2) . 937 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمَّل الصَّيْرَفِي، حدثنا محمد بن غالب (¬3) ، حدثني غَسَّانُ الغُلاَبِيُّ (¬4) ، حدثنا آدم أخو سفيان بن عيينة (¬5) ، حدثني سفيان (¬6) قال: ((رآنِي قَيْسُ ¬

(¬1) في إسناده إسحاق بن إبراهيم له مناكير وغرائب، وسعيد بن الصلت قال فيه ابن حبان ربما يغرب، وعبد الله السجري لم أجد له ترجمة. (¬2) رجاله ثقات، وتقدم تخريجه في رواية رقم: (113) ، وورد أيضاً برقم (707) . (¬3) محمد بن غالب: بن حرب الضبي أبو جعفر الدقاق البغدادي يعرف بتمتام، قال ابن أبي حاتم صدوق، وقال ابن حبان: كان متقنا صاحب دعابة. ووثقه الدارقطني وقال: وهم في أحاديث. وقال ابن المنادي: كتب عنه الناس ثم رغب أكثرهم عنه لخصال الشيعة في الحديث وغيره. وقال الخطيب: كان كثير الحديث صدوقا حافظا. مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين. الجرح والتعديل: 8/55، الثقات: 9/151، تاريخ بغداد: 3/143، لسان الميزان: 5/337. (¬4) غسان الغلابي: هو غسان بن المفضل أبو معاوية البصري، وثقه ابن معين والدارقطني. وذكره ابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل. وذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة تسع عشرة ومائتين. الطبقات الكبرى: 7/349، الجرح والتعديل: 2/267، الثقات: 9/1، تاريخ بغداد: 12/328. (¬5) آدم أخو سفيان بن عيينة الهلالي: قال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه يأتي بالمناكير. الجرح والتعديل: 2/267، لسان الميزان: 1/336. (¬6) سفيان: هو ابن عيينة.

بنُ الرَّبِيع عَلَى قَنْطَرَةٍ الصُّراة، فقال: النَّجَاةَ، النَّجاةَ، فإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ هَذَا الْمَكَانَ الَّذِي يُخْسَفُ بِه)) (¬1) . 938 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا عبد الرحيم [ل190/أ] ابن سَلامٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ عِيسَى (¬2) ، عن محمد بن عبد الملك الأَنْصَارِيِّ (¬3) ، عن محمد ابن المُنْكَدِر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ قَادَ مَكْفُوفاً أَرْبَعِينَ خَطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه)) (¬4) ¬

(¬1) في إسناده آدم أخو سفيان بن عيينة لم أجد له متابع وقد تقدم قول أبي حاتم فيه أنه يأتي بالمناكير وقيس بن الربيع صدوق تغيّر بأخرة. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 1/41، من طريق أبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، عن محمد ابن غالب به. (¬2) قرة بن عيسى: ذكره ابن سعد بدون جرح ولا تعديل: وقال روى عن الأعمش. الطبقات الكبرى: 7/314. (¬3) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيِّ: المدني الضرير أبو عبد الله، قال أحمد: كان أعمى وكان يضع الحديث، وذكر هذا الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث جداًّ، كذاب كان يضع الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات. التاريخ الصغير: 0/103، الضعفاء والمتروكون: 0/93، الضعفاء الكبير: 4/103، الجرح والتعديل: 8/4، المجروحين: 2/269، لسان الميزان: 5/265، الكشف الحثيث: 0/238. (¬4) حديث ضعيف جدا، وإسناد المؤلف ساقط فيه عبد الرحيم بن سلام لم أميّزه، ومحمد بن عبد الملك متهم. أخرجه ابن عدي في الكامل: 6/2167 في ترجمة مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيِّ، والبيهقي في شعب الإيمان: 6/108 رقم ((7627)) ، وابن الجوزي في الموضوعات: 2/174، من طريق محمد بن عبد الملك به. قال ابن عدي: ((هذا يرويه محمد بن عبد الملك عن محمد بن المنكدر، ورواه علي بن عروة الدمشقي، عن محمد بن المنكدر أيضا)) . أخرجه أبو يعلى في المسند: 9/466 رقم ((5613)) ، وابن حبان في المجروحين: 2/107، وابن عدي في الكامل: 5/1851، والطبراني في المعجم الكبير: 2/353 رقم ((13322)) ، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 3/158، والبيهقي في شعب الإيمان: 6/109 رقم ((7627)) ، والخطيب في تاريخ بغداد: 5/105، من طريق سَلْم بن سالم، عن علي ابن عروة، عن محمد بن المنكدر به. وقد صحَّف في مسند أبي يعلى وفي ((الحلية)) و ((تاريخ بغداد)) ((سَلْم)) إلى ((سالم)) ، وفي ((شعب الإيمان)) إلى ((سليم)) ، والتصويب من كتب التراجم التي ترجمت له. وسلم بن سالم هذا كان ابن المبارك يكذّبه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه كان مرجئا. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: منكر الحديث. تاريخ ابن معين برواية الدوري: 4/356، الضعفاء والمتروكون: 0/117، الجرح والتعديل: 4/266، المجروحين: 1/344. وفيه علي بن عروة القرشي، وهو متروك الحديث كما في التقريب: 1/403. وقال البيهقي عقب إيراده هذا الحديث: علي بن عروة هذا ضعيف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/138 كذاب. وقال ابن حجر في المطالب العالية: 2/406 رقم ((2591)) ، هذا الحديث ضعيف جداًّ، ولا يثبت في هذا شيء. وأخرجه ابن عدي في الكامل: 2/531، والبيهقي في شعب الإيمان: 6/108 رقم ((7625)) ، من طريق سليمان ابن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن عبد الرحمن القشيري، حدثنا ثور بن يزيد، عن محمد بن المنكدر به. وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه عن محمد المنكدر غير ثور، ومن حديث ثور أغرب، ولا أعلم يرويه عن ثور غير محمد وعنه سليمان. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/214، من طريق المعلّى بن مهدي، حدثنا سنان بن البَخْتَري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حميد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا، بلفظ: ((من قاد أعمى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تقدم من ذنبه)) . وإسناده ضعيف، فيه عبيد الله بن أبي حميد، وهو محمد بن أبي حميد إبراهيم الزُرَقي الأنصاري المدني أبو إبراهيم، ولقبه حماد، قال ابن الجوزي في الموضوعات: 2/177، قوله عبيد الله بن أبي حميد تدليس، وإنما هو محمد بن أبي حميد. وقال فيه ابن معين: ليس بشيء. تاريخ ابن معين برواية الدوري: 2/512، وقال البخاري في التاريخ الكبير: 1/70، منكر الحديث. وقال ابن حجر في التقريب: 1/475، ضعيف. وسنان بن البختري، ذكره الخطيب في تاريخه غير أنه لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والمعلى بن مهدي صدوق يأتي أحيانا بالمناكير. انظر الجرح والتعديل: 8/335، ميزان الاعتدال: 6/478. وقال ابن الجوزي في الموضوعات: 2/176، هذه الأحاديث كلها ليس فيها ما يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -، قلت: لكنه يفهم من كلام ابن عراق وتصرفه في تنزيه الشريعة: 2/138، أنه لا ينتهي بمجموعه إلى أن يكون موضوعا، بل ضعيف جداًّ.

939 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ

بْنُ محمد ابن بّكَّار (¬1) ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ (¬2) ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: ((أَنَّهُ ذَكَرَ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ ثُمَّ نَمْ)) (¬3) . 940 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البّغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ المَوْصِلِيُّ، قَالَ: كُنْتُ بِالشمَّاسِيَّة وَكَانَ أَمِيُر الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونَ يُجْرِي الْحَلْبَة، فَلَمَّا ركبَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ مَعَهُ، جَعَلَ يُجِيلُ بَصَرَهُ وَيَنْظُرُ كَثْرَةَ النَّاسِ، ويقولُ لِيحيى: أَمَا تَرَى، أَمَا تَرَى، ثُمَّ قالَ: حدثَنَا يوسفُ بْنُ عَطِيَّة الصَّفَّارُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ ¬

(¬1) هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ: بن بلال العاملي الدمشقي، قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: لا بأس به. ووثقه الذهبي: وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 9/97، تهذيب الكمال: 30/103، التقريب 1/569. (¬2) مروان: بن محمد الطاطري بن حسان الأسدي الدمشقي، ثقة ثبت، مات سنة عشر ومائتين كما في التقريب: 1/526 (¬3) صحيح رجال إسناده كلهم ثقات. أخرجه مالك في الموطأ: 1/47 رقم ((76)) ومن طريقه البخاري في الغسل: باب الجنب يتوضأ ثم ينام 1/393 رقم ((290)) ، ومسلم في الحيض: باب جواز نوم الجنب 1/249 رقم ((306)) . والحديث تقدم تخرجه في رواية رقم ((721)) من طريق آخر.

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللهِ، فَأَحَبُّ خَلْقِهِ إِلَيْهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ)) (¬1) . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ: وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ هَذَا الحديث. آخره والحمد لله رب العالمين بلغت عرضا بأصل معارض بأصل ابن حديد ولله الحمد والمنة. [ل190/ب] في الأصل ما مثاله. بلغ السماه لجميعه على الشيخ الأجل الإمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، مفتي الأمة، سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، رضي الله عنه، بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحِبُه القاضي الفقيه المَكِين الأشرف الأمين جمال الدين، خاصة أمير المؤمنين، أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين ابن حديد، وصَفِيّ الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاذ فتاه، والأشياخ الفقهاء،: أبو الرِّضا أحمد بن طارق بن سِنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البلخي الصُّوفي، وأبوعمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخِلاطي، وإسماعيل بن عبد المولى بن ¬

(¬1) حديث ضعيف جداً، تقدم تخريجه في رواية رقم (530) .

عيسى الهاشمي، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي، وأبو القاسم عيسى ولدُه، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري مثبت السماع - وهذا خطُّه- وآخرون، وذلك في عشية يوم الجمعة، منتصف شوال سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية. هذا التسميع الذي فوق خطّي هذا صحيح. [ل 191/أ] . وقد نُسِخ هذا الفرع من الأصل الذي قرئ منه عليّ، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني بخطّه، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلّم تسليماً. [ل191/ب] .

الجزء الثاني عشر

الجزء الثاني عشر من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك ابن عبد الجبار الطيوري [ل193/بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم رب اختم بخير 941 - أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية ـ حَمَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ فِي الثَّالِثِ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ قراءة عليه وأنا أسمع في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أُصُولِ كُتُبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمد بن عبد الله الصُّورِيُّ (¬1) الْحَافِظُ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابن أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ (¬2) بِصَيْدَا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ ¬

(¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الصوري. ترجمته ضمن شيوخ ابن الطيوري، في الفصل الأول من قسم الدراسة. (¬2) في الخطية: ((أبو الحسن)) والصواب: أبو الحسين كما في كتب التراجم، وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ابن يحيى بن جميع الغساني الصيداوي وعند السمعاني: الصيداني، وثقه أبو عبد الله الصوري والخطيب. مات سنة اثنتين وأربعمائة. الأنساب: 8/116، معجم البلدان: 3/437، اللباب: 2/253، سير أعلام النبلاء: 17/152..

اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ اللَّيْثِ الْفَارِسِيُّ (¬1) بِصُورَ، وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْهُ سَنَةَ ثلاث وعشرين وثلاثمائة، أَخْبَرَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْهُ بِصُورَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عطاء ابن يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّ اللهََ يَقُولُ لأَِهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، [ل194/أ] فَيَقُولُونَ: لَبَيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَْيكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَالَنَا لاَ نَرْضَي وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَداً ِمْن خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ!؟ قَالَ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَداً (¬2)) ) . ¬

(¬1) أبو عبد الله أحمد بن هشام بن الليث الفارسي، ذكره ابن جميع ضمن شيوخه في معجمه: 0/209، (¬2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، فيه المسيب بن الواضح وهو ضعيف لكثرة خطئه ووهمه، ولكنه قد تابعه الثقات. أخرجه ابن المبارك في الزهد برواية نعيم بن حماد: 1/129 رقم ((430)) . وأخرجه البخاري في الرقاق: باب صفة الجنة والنار 11/415 رقم ((6549)) ، عن معاذ بن أسد، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها: باب إحلال الرضوان على أهل الجنة 4/2176 رقم ((2829)) ، من طريق محمد بن عبد الرحمن ابن سهم كلاهما عن ابن المبارك به. وأخرجه البخاري في التوحيد: باب كلام الرب مع أهل الجنة 13/487 رقم ((7518)) ، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها باب إحلال الرضوان على أهل الجنة 4/2176 رقم ((2829)) من طريق ابن وهب، عن مالك بن أنس به. قلت: قوله: إن كان صحيحا فيه نظر، فالحديث أخرجه الشيخان كما أثبته هو نفسه فلا محل لكلامه، والله أعلم.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬1) : عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَسَدٍ، عَنِ ابن المبارك. وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬2) : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ (¬3) ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ. إِنْ كَانَ صَحِيحًا وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ. 942 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله بن هاشم المقرئ الشيخ الصالح بعَكّا يقول: سمعت أبا الحسن البَغْرَاسي، يقول: قال لي أبو الخير التيناتي (¬4) : ((إياك وكثرة السفر، فإنه يُقْسِي القلبَ، ويُذْهِبُ الدِّينَ (¬5)) ) . 943 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا اْلحَسَنِ اْلبَغْرَاسِي يقُولُ: ((قَرَأْتُ فِيمَا أَوْحَى اللهُ إِلى دَاودَ، يَا دَاودُ، قُلْ لِبَنيِ إِسْرَائِيلَ: لاَ يُجَاوِزُونِي بِاْلمَعَاصِي فَأبْتَلِيْهِمْ بَاْلأَسْفَارِ، أُمْحِقُ فِيهَا ¬

(¬1) في الخطية: رمز له بحرف (خ) . (¬2) في الخطية: رمز له بحرف (م) . (¬3) في الخطية: (عبد الرحمن بن سهم) والتصحيح من صحيح مسلم. (¬4) أبو الخير التيناتي: أصله من المغرب، وسكن تينات وهي قرية من قرى أنطاكية، ويقال له الأقطع لأنه كان مقطوع اليد، مات بعد الأربعين وثلاثمائة، وكان له آيات وكرامات. صفة الصفوة: 4/282، الأنساب: 1/501. (¬5) في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد وأبو الحسن البغراسي لم أقف على ترجمتهما. أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/284، عن أبي الحسن البغراسي به. وفيه ((ويُذهب بالدين)) .

اْلأَعْمَارَ، وَأَُقِلُّ فِيهَا اْلأَعْمَالَ)) (¬1) . 944 - حدثنا أبو عبد الله إملاء، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن زكريا النسوي (¬2) شيخنا بالرملة، أخبرني أحمد ابن أبي عمران (¬3) ـ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا أَحْمَدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ وَكَتَبْتُ عَنْهُ وَأَجَازَ لِي جَمِيعَ حَدِيثِه بِمَكَّةَ ـ، [ل 194/ب] قَالَ: سَمِعْتُ وَذَكَرَ شَيْخاً شَذَّ عَنِّي اسْمُهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْخَيْرِ التِّينَاتِيِّ، وَأَنَا أُرِيدُ الْمُضِيَّ إِلَى طَرْسُوس لِلْغَزْوِ، فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُريِدُ؟ فَقُلْتُ: طَرْسُوس لِلْغَزِوِ، وَأَرْجِعُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: إِنَّ لِلَّهَ عِبَاداً شَرَدُوا مِنْ بَابِهِ فَمَزَّقَهُمْ فِي الأَوْطَانِ، فَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الْمَلِكِ، إِذَا كَانَ لَهُ خَاصَّةٌ جَعَلَهُمْ نُصْبَ عَيْنِهِ وَأْتَمَنَهُم على الدُّورِ والْحَرَمِ، فَإِذَا هُوَ سَخِطَ عَلَيْهِمْ تدرق (¬4) بِهِمْ فيِ الْحُرُوبِ، فَإِنْ قَتلُوا ¬

(¬1) في إسناده أبو القاسم المقرئ وأبو الحسن البغراسي لم أقف على ترجمتهما. (¬2) في الخطية: (أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ النسوي، وهو خطأ، والصحيح ابن زكريا كما في رواية رقم (996) ، و (1009) ، وثقه الخطيب، وقال مات سنة ست وتسعين وثلاثمائة، تاريخ بغداد 5/9. (¬3) أحمد بن أبي عمران: لعله ابن موسى الجرجاني أبو الحسن الفرضي، حلف أبو سعيد النقاش أنه يضع الحديث. وذكره الحاكم وقال: كان يضع الحديث، وركب الأسانيد على المتون. وقال حمزة السهمي: روى مناكير عن شيوخ مجاهيل لم يتابع عليها فكذبوه. مات سنة ستين وثلاثمائة. سسؤالات السهمي للدارقطني رقم (113) ، لسان الميزان: 1/235، الكشف الحثيث: 0/52 رقم و73)) . (¬4) تدرّق: من الدَّرق: ضرب من الضرب من التِّرسة: الواحدة درقة، تتخذ من الجلود، وغيره الدرقة الحجفة وهي ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب، والجمع درقٌ وأدراق ودراق. لسان العرب: 10/95.

فتح، وإن قُتِلوُا فتح، وإنما أَخَذْتُ الْفَوَائِدَ مِنَ لُزُومِ الْمَحَارِيبِ)) (¬1) . 945 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يقولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنَ َسعِيدٍ ابْنِ عُثْمَانَ الأَسَدِيِّ يقول: سمعتُ أَبَا الْخَيْرِ التِّينَاتِيَّ يقول: ((عليكم بِالْمَحَارِيبِ وَالْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ، فَإِنَّ الْفَوَائِدَ لاَ تُؤْخَذُ إِلاَّ مِنَ الْمَحَارِيب)) (¬2) . 946 - حَدََّثنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد بن محمد بن أحمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المعدَّل، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم ابن عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيُّ (¬3) وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ فِي دَرْبِ رِيَاحٍ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ الْبَابْشَامِيُّ، سَنَةَ سَتٍّ وَسَبْعِيَنَ، قَالَ: ((دَخَلْنَا عَلَى أَبِي نُوَاسِ الْحَسَنِ بْنِ َهاني نَعُودُهُ فيِ مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ صَالِحٌ ابْنُ عَلِيِّ الْهَاشِمِيِّ (¬4) : يَا أَبَا عَلِيِّ، أَنْتَ فِي أَوَّلِ [ل195/أ] يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآْخِرَةِ، وَآخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ ¬

(¬1) في إسناده أحمد بن أبي عمران لم أقف له على ترجمة. (¬2) في إسناده أبو عمرو عثمان بن سعيد الأسدي لم أقف على ترجمته. (¬3) أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ علي الخزاعي: هو إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ بن رزين، قال الدارقطني: لم يكن بمرض. وقال الخطيب: ليس بثقة. وقال الذهبي: متهم، يأتي بأوابد عن عباس الدوري والكديمي. ميزان الاعتدال: 1/238، لسان الميزان: 1/421، الكشف الحثيث: 0/70. (¬4) صالح بن علي الهاشمي: لم أقف له على ترجمة، وورد في رواية رقم (677) وعند الخطيب: عيسى بن موسى الهاشمي، بدل صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ.

الدُّنْيَا، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ هَنَّاتٌ، فَتُبْ إِلَى اللهِ، قَالَ أَبُو نَوَاسِ: سَنِّدُونِي، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: إِيِّايَ تُخَوِّفُ بِاللهِ، وَقَدْ حَدَّثَنِي حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لكلِّ نَبِيٍّ شَفَاعَةٌ، وَإِنيِّ أَخْتَبَأْت ُشَفَاعَتِي لأَِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتيِ، أَفَتَرَىلاَ أَكُونُ مِنْهُمْ؟)) (¬1) . 947 - أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو عَبْدُ اللهِ، قالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو الْمَيْمُونَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ أَبُو الْقَاِسمِ الْخُزَاعِيُّ ببَغْدَادَ وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ، حدثنَا مُحَمَّدٌ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ كَثِيرٍ، حدثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابْنُ هَانئ، حدثَنَا حَمَّادٌ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِي، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ َوَسلَّمَ: ((لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتىَ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ، فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ ثَمَنُ الْجَنَّةِ)) (¬2) . وَقَعَ عِنْدَ شَيْخِنَا فِي ¬

(¬1) حديث صحيح، وأما القصة ففي إسناد المؤلف أبو القاسم الخزاعي وهو متهم، وأبو نواس قد قال فيه ابن الجوزي بأنه قد غلب عليه اللهو، وقال الذهبي: فسقه ظاهر، ويزيد الرقاشي ضعيف أيضا، وقد تقدم تخريج الحديث في رواية رقم (777) . (¬2) حديث صحيح دون الجزء الأخير منه، ((فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الجنة)) . وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه أبو القاسم الخزاعي وهو متهم. والحسن بن هانئ ضعيف. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 1/396، من طريق هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ علي أبو القاسم الخزاعي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كثير، عن أَبِي نَوَّاسٍ الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ به. وأخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/301 ومن طريقه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/418، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ علي أبو القاسم به. وقال الخطيب: لم يرو عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي الخزاعي، وإسماعيل غير ثقة. تاريخ بغداد: 1/397، ولم يفرق الخطيب بين إسماعيل بن علي الخزاعي، وعبد الله بن علي الخزاعي، وقد جاء عند الصيداوي والخطيب ((يزيد الرقاشي)) بدل ((ثابت البناني)) . وورد في حسن الظن بالله حديث صحيح أخرجه مسلم في صفة الجنة: باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 4/2206 رقم ((2877)) . من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا ((يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عز وجل)) .

أَصْلِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ، وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ، وَأَنَا بَيَّنْتُ اسْمَهُ بِقَوْلِي: إِسْمَاِعيلُ، قَالَهُ الصُّورِيُّ. 948 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حدثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ حَمْدُون الْوَاسِطِيِّ (¬1) اْلحَافِظُ بِصُورَ، حدثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدُ اللهِ بْنِ أحمد بن زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قالَ: أَتَيْتُ الجَاحِظَ فاستأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَطْلَعَ عَلَيَّ مِنْ كُوَّةٍ فِي دَارِهِ [ل195/ب] ، فَقَالَ ليِ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الَحَدِيثِ، فَقَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنيِّ لا أََُقولُ بِالحَشَوِيَّةِ؟ فَقُلْتُ: إِنيِّ ابْنُ أَبيِ دَاوُدَ، فَقَالَ: مَرْحَباً بِكَ وَأَبِيكَ. أُدْخُلْ، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ لِي: مَا تُرِيدُ؟ ¬

(¬1) أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بن علي بن حمدون الواسطي: قال الأزهري: كان حافظا. وقال الحاكم: كان حافظا لحديث شعبة وغيره. وقال الخطيب: كان له حفظ ومعرفة، واشتغل بعد ذلك بالتجارة وترك النظر في العلم إلى أن مات بعد سنة أربعمائة. تاريخ بغداد: 8/334، تذكرة الحفاظ: 3/1067، سير أعلام النبلاء: 17/260. (¬2) أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَبْرٍ الدمشقي: قال الكتّاني كان ثقة مأمونا نبيلا. مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، تذكرة الحفاظ: 3/996، سير أعلام النبلاء: 16/440، شذرات الذهب: 3/95.

فَقُلْتُ: تُحَدِّثُنِي بحَدِيثٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ. حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ بْنُ المِنْهَالِ، حدثَنَا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابتِ، ٍ عَنْ أََنَسٍ: ((أَنَّ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى طِنْفُسَةٍ)) (¬1) . فَقُلْتُ: زِدْنِي حَدِيثاً آخَرَ، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي دَاوُدَ أَنْ يَكْذِبَ. 949 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمد بن علي بن عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الشَّيْخُ الصَّالِحُ بِصَيْدَا مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد ابن يوسف ابن سُلَيْمَانَ بْنِ الزَّيَّاتِ (¬2) ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ابن خُثَيْم، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ اْلأَثْمِد يُنْبِتُ الشَّعَرَ وَيَجْلُو البَصَرَ)) (¬4) ¬

(¬1) حديث ضعيف في إسناده الجاحظ وهو ضعيف وكان من أئمة البدع. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم ((740)) . (¬2) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن سليمان بن الزيات: ويقال الخلال، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وقال: بلغني أنه كان حيًّا في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/405، (¬3) الهيثم بن سهل: بن عبد الله بن بحر بن مستنير بن مدرك التستري، ضعفه الدارقطني. وضرب إسماعيل القاضي على حديثه عن حماد، وأنكر عليه، وقال مسلمة بن قاسم: جائز الحديث. وقال الذهبي: محدث ليِّن عالي الإسناد. مات بعد ستين ومائتين. تاريخ بغداد: 14/60، ميزان الاعتدال: 4/323، لسان الميزان: 6/207. (¬4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن لغيره فيه الهيثم بن سهل وهو وإن كان فيه ضعف إلا أنه متابع. أخرجه أحمد في المسند: 1/231 و274، والحميدي في مسنده: 1/240 رقم ((520)) وابن ماجة في سننه في الطب: باب الكحل بالاثمد 2/1157 رقم ((3497)) ، والطبراني في معجم الكبير: 12/66 رقم ((12491)) ، وابن حبان في الثقات: 13/436-437 رقم ((6072)) و ((6073)) ، والطبري في تهذيب الآثار: رقم ((761)) و ((762)) و ((763)) و ((764)) و ((765)) ، من طرق عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خثيم به مختصرا كما عند المؤلف. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 3/429 رقم ((6200)) و ((6201)) وأحمد في المسند: 1/247و274و355و363، وأبو داود في الطب: باب في الأمر بالكحل 4/209 رقم ((3878)) والترمذي في الجنائز: باب ما يستحب من الأكفان 4/72 رقم ((994)) وابن ماجة في الجنائز: باب ما جاء فيما يستحب من الكفن 1/473 رقم ((1472)) وفي اللباس: باب البياض من الثياب 2/1181 رقم ((3566)) والطبراني في معجم الكبير: 12/64-66 رقم ((12485)) و ((12486)) و ((12487)) و12488)) و ((12489)) و ((12490)) و ((12491)) و ((12492)) و ((12493)) وابن حبان في صحيحه: 12/242 رقم ((5423)) والحاكم في المستدرك: 1/354، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/245، و5/33، والبغوي في شرح السنة: 5/314 رقم ((1477)) من طرق عن ابن خثيم به بلفظ: ((البسوا من ثيابكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم، وإن من خير أكحالكم الاثمد يجلو البصر وينبت الشعر)) . واختصره بعضهم، وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

950 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابن جَعْفَرٌ، حدثنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَاَل رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِذَا كَانُوا ثَلاَثَةً فلاَ يَتَنَاجى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ)) (¬2) . ¬

(¬1) محمد: هو ابن يوسف. (¬2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن لغيره. لضعف الهيثم بن سهل وهو جائز الحديث، وعبد الله بن جعفر ضعيف، ولكنهما قد توبعا. أخرجه ابن ماجة في الأدب: باب لا يتناجى اثنان دون الثالث 2/1241 رقم ((3776)) ، ومالك في الموطأ: 2/988 رقم ((13)) ، والحميدي في المسند رقم ((645)) ، وأحمد في المسند: 2/9، و62، و73، و79، وابن عدي في الكامل: 4/1596، وابن حبان في صحيحه: 2/342 رقم ((580)) ، و2/343 رقم ((572)) ، والبغوي في شرح السنة: رقم ((3509)) ، من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ به. وقال ابن عدي: وهو مشهور عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. وأخرجه مالك في الموطأ: 2/989 رقم ((14)) ، ومن طريقه البخاري في الاستئذان: باب لا يتناجى الاثنان دون الثالث 11/81 رقم ((6288)) ومسلم في السلام: باب تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث 4/1717 رقم ((2183)) من طرق عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا. بلفظ ((إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثنان دون الثالث)) . وهذا لفظ البخاري.

951 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدٍ بْنِ إِبْرَاهِيَم بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ يَزِيدَ الطَّرْسُوسِي الْمَعْرُوفِ: بِابْنْ الْبَصَرِيِّ (¬1) ببَيْتٍِ الْمَقْدِسِ فِي [ل196/أ] مَنْزِلِهِ َوأَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ زِيَادٍ بْنِ بِشْرٍ الأَعْرَابِيِّ البَصْرِيِّ (¬2) بَمكَّةَ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ ابن نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَزَّازُ (¬3) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْهِلالِيُّ، عَنْ عَمْرٍو (¬4) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ ¬

(¬1) أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيِّ المعروف بابن البصري، وثقه الأزهري، مات نحو سنة عشر وأربعمائة. تاريخ بغداد: 1/415. (¬2) أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر الأعراب البصري: الصوفي المعروف بابن الأعرابي، قال الذهبي: صدوق، وكان كبير الشأن بعيد الصيت، عالي الإسناد. مات سنة أربعين وثلاثمائة. حلية الأولياء: 10/375، البداية والنهاية: 11/226، لسان الميزان: 1/308، شذرات الذهب: 2/354. (¬3) سَعْدَانُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ: أبو عثمان البغدادي الثقفي البزاز، وقيل اسمه سعيد والغالب عليه سعدان، قال أبو حاتم وابنه عبد الرحمن: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. ووثقه الدارقطني. مات سنة خمس وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 4/290، الثقات: 8/305، تاريخ بغداد: 9/205. (¬4) عمرو: هو بن دينارالمكي.

الْخُزَاعِيِّ (¬1) ، قاَلَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وِالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيَقُلْ َخْيراً أَوْ لِيَصْمُتْ)) (¬2) . قَالَ سَعْدَانُ: قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ فِيهِ ابْنُ عَجْلانَ يُثْبِتُهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اَلآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتُهَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامِ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَثْوَى عِنْدَهُ حَتَى يُخْرِجَهُ، فَمَا اتُّفِقَ ¬

(¬1) أبو شريح الخزاعي: هم خويلد بن عمرو الصحابي الجليل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (¬2) حديث صحيح، إسناده صحيح رجاله ثقات. أخرجه سعدان كلتي الروايتين في جزئه ص40 برقم (129) و (130) . وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 5/68، من طريق أبي سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابي به. وأخرجه البخاري في الأدب: باب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر 10/445 رقم ((6019)) ومسلم في الإيمان: باب الحث على إكرام الجار والضيف 1/69 رقم ((48)) من طريق زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير عن سفيان بن عيينة به وأخرجه البخاري في الأدب: باب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر فلا يؤذي جاره 10/445 رقم ((619)) ، وفي باب إكرام الضيف وخدمته، 10/531 رقم ((6135)) وفي الرقاق: باب حفظ اللسان 11/308 رقم ((6476)) ومسلم في اللقطة: باب الضيافة ونحوها 3/1352-1353 رقم ((48)) ، عن أبي شريح مرفوعا مطولا. بدون قوله: وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حتى يحرجه)) . وأما رواية محمد بن عجلان التي أشار إليها ابن عيينة فقد أخرجها الطبراني في معجم الكبير: 8/351 رقم (()) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية: 8/323 من طريق سعيد بن عيسى بن سعيد بن تليد الرعيني، عن المفضل بن فضالة، عن محمد بن عجلان، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة مرفوعا. وفيه المقدام بن داود بن عيسى، ابن أخ سعيد بن عيسى بن تليد، لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات. وقال الطبراني: تفرد به المفضل بن فضالة عن ابن عجلان ... ، قلت والمفضل ثقة أخطأ ابن سعد في تضعيفه كذا قال ابن حجر. التقريب: 1/544.

عَلَيْهِ مِنْ بَعْدُ فَهُوَ صَدَقَة)) . 952 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عبد الله بن محمد ابن إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْسِيِّ (¬1) بِطَرَابُلُسَ ـ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي أَصْلِ كِتَابِهِ ـ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ (¬3) ، حَدَّثَنَا يحيى ابن سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ (¬4) ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ [ل196/ب] ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ ¬

(¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عبد الله بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم العبسي: في الخطية: (القيسي) والتصحيح من كتب التراجم، وهو ابن أبي كامل البصري، وثقه أبو بكر الحداد وغيره، انظر العبر: 3/116، سير أعلام النببلاء: 17/339، شذرات الذهب: 3/200. (¬2) أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن حيدرة: وفي اللسان: حندرة، وثقه عبد العزيز الكتاّني والخطيب. وقال الذهبي: كان رحّالا وجوّالا صاحب حديث. مات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/412، تذكرة الحفاظ: 3/858، لسان الميزان: 2/411. (¬3) أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ: الحمصي المعروف بالحجازي المؤذن. قال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وضعفه محمد بن عون الطائي، ونقل الخطيب عنه تكذيبه. ووثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: لا يحتج به، ثم قال: ومع ضعفه احتمله الناس ورووا عنه. الجرح والتعديل: 2/67، الثقات: 8/45، الكامل: 1/190، تهذيب التهذيب: 1/59، تاريخ بغداد: 4/339. (¬4) سوار بن مصعب: الكوفي المؤذن الأعمى الهمداني، قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وتركه أحمد وأبو حاتم والنسائي وأبو نعيم. وقال ابن حبان: كان ممن يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها. الجرح والتعديل: 4/271، الضعفاء والمتروكون: 0/51، الضعفاء الكبير: 2/168، المجروحين: 1/356، الضعفاء: 0/90، لسان الميزان: 3/128.

رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ نَظْرَةَ مَوَدَّةٍ، لَمْ يَكُنْ فيِ قَلْبِهِ عَلَيْهِ حِنَةٌ (¬1) ، لَمْ يَطْرِفْ (¬2) حَتَى يُغْفَرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ)) (¬3) . 953 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سعيد ابن بشر ابن مَرْوَانَ الأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ الْحَافِظُ مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ بِطَرَابُلُسَ قَدِمَهَا مَاضِيًا لِعَقْدِ الْهُدْنَةِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَرَّابُ (¬4) ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا ¬

(¬1) كذا في الخطية: وفي مصادر التخريج ((إحنة)) والإِحْنَة: الحِقْد في الصدر، وربما قالوا: حنة. انظر لسان العرب: 13/8، مادة (أحن) . (¬2) كذا كُتب الكلمة في الخطية وعليها ضبة، وكتب الناسخ في الهامش (لم يطرق) بالقاف وعليها ضبة كذلك. (¬3) حديث ضعيف جداًّ، في إسناده سوار بن مصعب وهو متروك الحديث. قال ابن عدي: عامة ما يرويه ليست محفوظة. وأورد هذا الحديث في ترجمته مضعفا له به. أخرجه ابن عدي في الكامل: 3/1293، والطبراني في معجم الأوسط: 8/154 رقم ((8251)) والبيهقي في شعب الإيمان: 2/288، رقم (()) من طريق سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ كُلَيْبِ به نحوه. وقال محمد ناصر الدين الألباني: ضعيف جدا. وسوار بن مصعب متروك كما قال النسائي وغيره. الضعيفة: 5/306 رقم ((2278)) . (¬4) إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الجراب: بن أحمد بن عيسى البغدادي البزاّز، وثقه الخطيب. مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 6/304، سير أعلام النبلاء: 15/497.

ِلاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا َهاجَرَ إِلَيْهِ)) (¬1) . 954 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ بَحْرِ بْنِ الْوَرَّاقِ الرَّمْلِيِّ بِهَا ـ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي أَصْلِهِ ـ، قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْبَغْدَادِيُّ إِمْلاءً فِي جَامِعِ الرَّمْلَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثنتين وأربعين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ (¬2) ، حدثنا عبد الله [ل197/أ] بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ (¬3) ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ (¬4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ ¬

(¬1) حديث صحيح، رجاله ثقات. وهو مخرج في الصحيحين. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 1/298 و2/14 و4/112 و5/39، من طريق يزيد بن هارون به. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم ((185)) . (¬2) بكر بن سهل الدمياطي: إسماعيل بن نافع أبو محمد الهاشمي، قال النسائي: ضعيف. وقال مسلمة بن قاسم: تكلم الناس فيه ووضعفوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير. مات سنة تسع وثمانين ومائتين. ميزان الاعتدال: 1/345، سير أعلام النبلاء: 13/425، شذرات الذهب: 2/201، (¬3) ابن لهيعة: عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة أبو عبد الرحمن الحضرمي الغافقي المصري، صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها، وله في مسلم بعض شيء مقرون. التقريب: 1/319. (¬4) أبو الأسود: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن خويلد الأسدي المدني، ثقة مات سنة بضع وثلاثين ومائة. التقريب: 1/493.

أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارَةِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ)) (¬1) . 955 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ القاسم بن علي ابن القاسم ابن زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي الْهَمْدَانِيِّ بِطَرَابُلُسَ فِي مَنْزِلِهِ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أبو بكر أحمد ابن عبيد ابن أحمد ابن عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ السُّلَمِيُّ (¬2) فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ ابن خالد الوهبي (¬3) ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه أبو الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ بَحْرِ الرملي، وأبو الحسن أحمد ابن عيس البغدادي، لم أقف على ترجمتهما، وابن لهيعة صدوق خلط. وهو إسناد غريب من رواية أبي الأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عن أبي هريرة، أنفرد به ابن لهيعة. أخرجه أحمد في مسنده: 2/380، من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة به. وهو إسناد حسن، لأن ابن لهيعة وإن كان فيه الكلام المعروف، إلا أن الراوي عنه قتيبة بن سعيد: ثقة، وهو لم يكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن وهب ثم سمعها من ابن لهيعة، لذلك كان أحمد بن حنبل يقول له فيما رواه عن ابن لهيعة: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح. أخرجه البخاري في الرقاق: باب حجبت النار بالشهوات 11/320 رقم ((6487)) ، من طريق مالك، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها 4/2174 رقم ((2823 من طريق ورقاء، كلاهما عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة مرفوعا. وعند البخاري: ((حجبت)) بدل ((حفّت)) ، وتقدم الحديث أيضاً في رواية رقم (404) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -. (¬2) أَبُو عَمْرٍو مُوسَى بْنُ عِيسَى بن المنذر السلمي: الحمصي، كتب النسائي عنه، وقال: حمصي لا أحدث عنه شيئا، ليس هو شيئا. لسان الميزان: 6/126. (¬3) أحمد بن خالد الوهبي: ابن موسى أبو سعيد، وثقه ابن معين. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 2/49، الثقات: 8/6، تهذيب الكمال: 1/299، التقريب: 1/23،

إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إسحاق السبيعيى الْكُوفِيُّ وَاسْمُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَانِي، حَدَّثَنِي جَدِّي (¬1) أَبُو إِسْحَاقَ (¬2) ، عَنْ عمرو ابن مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَال: ((بَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَجَمِيعُ قُرَيْشِ فِي مَجَالِسِهِمْ، إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي، أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُوِر آلِ فُلاَنِ، فَيَعْمَدُ إِلَى فَرَثِهَا وَدَمِّهَا وَسِلاَهَا فَيَجِيءُ بِهِ، ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ، فَجَاءَ بِهِ فَأَمْهَلَهُ، فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَاجِداً كَمَا هُوَ، وَضَحِكُوا [ل197/ب] حَتَى مَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعَضٍ مِنَ الضَّحْكِ، فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ، وَهِيَ جُوَيْرِيَّةٌ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى، وَثَبَتَ النَّبِيُّ َصَّلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِداً، حَتَى أَلْقَتْهُ، وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ، وَضَحِكَ بَعْضُهُمْ إِلَى َبعْضٍ، فَلَمَّا قَضىَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَتَهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهَمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرٍو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، ¬

(¬1) في الخطية بياض. (¬2) أبو إسحاق: هم عمرو بن عبد الله بن عبيد، وقيل علي، ويقال: ابن أبي شعيرة الهمداني السبيعي، ثقة مكثر عابد، اختلط بآخره، انظر التقريب: 1/423.

وَشَيْبَةَ ابْنِ رَبِيعَةَ، وَاْلَوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ يُسْحَبُونَ إِلَى القَلِيْبِ (¬1) قَلِيْب بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُتْبِعَ أَصْحَابُ اْلقُلَيْبِ اللَّعْنَةَ)) (¬2) . 956 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَمْلَى عليَّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ بن جَمِيلٍ الْبَغْدَادِيُّ (¬3) بِصُورَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ، حَدَّثَنَا ¬

(¬1) القليب: البئر قبل أن تطوى، ويبنى بالحجارة أو نحوها، انظر النهاية في غريب الحديث: 4/98، ومختار الصحاح: 1/228. (¬2) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن عبيد الله الهمدانين وابو بكر أحمد بن عبيد الصفار لم أقف على ترجمتهما، وأبو عمرو موسى بن عيسى تركه النسائي، وقد انفرد بهذا عن أحمد بن خالد، إذ لم أجد له متابع،. أخرجه البخاري في الصلاة: باب المرأة تطرح عن المصلي شيئا من الأذى 1/594 رقم ((520)) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق به. وأخرجه البخاري في الوضوء: باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد علي صلاته 1/348-349 رقم ((240)) وفي الجهاد: باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة 6/106 رقم ((2934)) بنحوه مطولا وفي الجزية والموادعة: باب طرح جيف المشركين في البئر 6/286 رقم ((318)) بنحوه مطولا وفي المناقب: باب ما لقي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه من المشركين بمكة 7/165 رقم ((3854)) بنحوه مطولا وفي المغازي: باب دعاء النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كفار قريش 7/293 رقم ((3960)) مختصرا، ومسلم في الجهاد والسير: باب ما لقي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذى المشركين والمنافقين 3/1418 رقم ((1794)) مطولا، و3/1420 رقم ((1795)) مختصراً، من طريق أبي إسحاق به. (¬3) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ بن جميل البغدادي: ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وقال حدث عن هشام بن إسحاق الكناني صاحب جعفر بن محمد القلانسي. تاريخ بغداد: 5/252.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكِنَانِيُّ (¬1) ، حدثنا جعفر ابن مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْقَلانِسِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، َعنْ مُوسَى ابْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَا سُئِلَ اللهُ شَيْئاً قَطٌّ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ اْلعَافِيَةُ)) (¬3) . 957 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُنِيرِ بن عمر ابن صالح ابن عطية [ل198/أ] الْقَيْسَرَانِيِّ الْكِنَانِيِّ بِصُورَ قَدِمَ عَلَيْنَا، ¬

(¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكِنَانِيُّ، ذكره الخطيب ضمن شيوخ محمد بن خميس، تاريخ بغداد: 5/252. (¬2) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ القلانسي: أبو الفضل الرملي، ذكره ابن حبان في الثقات، قال الذهبي: صدوق عابد كبير القدر، الثقات: 8/163، سير أعلام النبلاء: 14/108، لسان الميزان: 2/127. (¬3) حديث منكر، في أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ، وهشام بن إسحاق، لم يتبيّن لي حالهما من حيث الجرح أو التعديل، وعبد الرحمن بن أبي مليكة وهو منكر الحديث تفرد به عن موسى بن عقبة. أخرجه الترمذي في الدعوات: بعد باب ما جاء في عقد التسبيح اليد 9/533 رقم ((3616)) مطولا و 9/534 تحت رقم ((3616)) مختصرا كما عند المؤلف وابن عدي في الكامل: 4/1605، والحاكم في المستدرك: 1/198، والمنذري في الترغيب الترهيب: 4/168 رقم ((4968)) من طريق عبد الرحمن بن أبي مليكة به. وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ القرشي وهو ضعيف في الحديث. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي وقال: عبد الرحمن ضعيف. وقال ابن حجر في نتائج الأفكار: رواه كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي مليكة وهو ذاهب الحديث. الترغيب والترهيب: 4/168.

قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابن مَرْوَانَ بْنِ يَحْيَى الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ (¬2) ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ (¬3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ مَاتَ وَهُوَ مُدْمِنُ خَمْرٍ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَعَابِدِ وَثَنٍ)) (¬4) ¬

(¬1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ: بن أبي سفيان القيسراني. ذُكر ضمن تلامذة محمد الفريابي. (¬2) إسرائيل: هو ابن يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. (¬3) حكيم بن جبير: الأسدي الكوفي. تركه شعبة وابن مهدي والدارقطني وغيرهم. قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وابن معين وأحمد وأبو حاتم والنسائي ضعيف. وزاد أحمد مضطرب وأبو حاتم منكر الحديث. وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع كثيرا الوهم. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء والمتروكون: 0/31، الضعفاء الكبير: 1/316، الجرح والتعديل: 3/201، المجروحين: 1/246، تهذيب الكمال: 7/165، التقريب: 1/31. (¬4) حديث منكر: في إسناده أبو الحسن القيسراني، وأبو علي الحسن القيسراني، وإبراهيم بن معاوية لم أقف على تراجمهم، وحكيم بن جبير ضعيف منكر الحديث. أخرجه البزار انظر كشف الأستار: 3/356 رقم ((2934)) وابن أبي حاتم في العلل: 2/26، والطبراني في المعجم الكبير: 12/45 رقم ((12428)) وأبو نعيم في الحلية: 9/253، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/972 رقم ((1119)) من طريقين: طريق إسرائيل والمعلى بن هلال، كلاهما عن حكيم بن جبير به. وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/26، من طريق أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن ثور، عن سعيد بن جبير به. وقال أبو حاتم: ((حديث حكيم بن جبير عندي أصح. فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: فقلت لأبي: فحكيم بن جبير أحب إليك أو ثوير؟ فقال: ما فيهما إلا ضعيف غال في التشيع ... )) . وأخرجه ابن عدي في الكامل: 4/1525، وابن حبان في صحيحه: 12/167 رقم ((5347)) وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/672 رقم ((1118)) من طريق عبد الله بن خراش بن حوشب، عن العوام بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير به. وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف كما في التقريب: 1/301، وقال ابن الجوزي عقب إيراده للحديث قال: وهذا لا يصح فإن العوام مجروح. قلت: بل هو ثقة. كما في التقريب: 1/433، فالحمل فيه على عبيد الله ابن خراش لا على العوام بن حوشب. وأخرجه أحمد في مسنده: 1/272 وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/671 رقم ((1116)) من طريق أسود بن عامر، حدثنا الحسن بن صالح، عن محمد بن المنكدر قال: حُدِّثت عن ابن عباس مرفوعا. وفيه الحسن بن صالح، قال ابن حبان: ينفر د عن الثقات بما لا يشبه حديث الثقات. قلت وراويه عن ابن عباس مجهول أيضا. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 9/239، والخطيب في الموضّح: 2/407، من طريق ابن أبي نجيح، عن ابن المنكدر، عن ابن عباس مرفوعا. بدون ((حدّثت)) . وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/37، عن سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مرفوعا. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هذا خطأ إنما هو كما رواه الحسن بن صالح، عن محمد بن المنكدر، قال حدِّثت عن ابن عباس.

958 - أخبرنا محمد، حدثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ بطرابلس من حفظه، حدثنا عبد الله بن جعفر ابن الورد (¬1) ، حدثنا يحيى بن أيوب (¬2) ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب (¬3) ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَجْلاَن، قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ اْلعِبَادَ، قَالَتْ اْلمَلاَئِكَةُ: لاَ تَسَعُهُمْ الأَرْضُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَأُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ اْلَمْوتَ، قَالُوا: لاَ يُهْنِيهِمْ اْلعَيْشُ، قَالَ: ¬

(¬1) عبد الله بن جعفر بن الورد: أبو محمد البغدادي ثم المصري، وثقه الذهبي وغيره. مات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 16/39، العبر: 2/292، شذرات الذهب: 3/8. (¬2) يحيى بن أيوب: بن بادي الخولاني أبو زكرياء العلاّف، قال النسائي: صالح. وقال الذهبي وابن حجر: صدوق. تهذيب الكمال: 31/330، الكاشف: 1/361، التقريب: 1/588. (¬3) يحيى بن أيوب: الغافقي.

سَأَبْسُط لَهُمْ فِي الأَمَلِ)) (¬1) . 959-أخبرنا محمد، حدثنا الشيخ الصالح أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد الحسين ابن محمد الطبراني (¬2) العابد من لفظه، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الحسن العطوفي (¬3) ، قال: قرئ على أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي (¬4) ، وأنا أسمع، حدثكم أحمد بن أبي الحواري، َقاَل: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَاعِدٍ (¬5) يقُولُ: ((كَانَتْ ¬

(¬1) إسناد هـ حسن، فيه يحيى بن أيوب الغافقي وهو صدوق ربما أخطأ، وابن عجلان صدوق أيضاً. أخرجه أبو علي الصوري في الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن شيوخ الكوفيين: 1/110-111، من طريق عبد الله بن جعفر بن الورد به. غير أنه ورد فيه ((سأوكل بهم الموت)) بدل ((سأسلط عليهم الموت)) . (¬2) أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد بن الحسين بن محمد الطبراني، وثقه الصوري والدارقطني وغيرهما، وقال الدارقطني يتشيع. مات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 9/423، سير أعلام النبلاء: 17/106. (¬3) أبو بكر محمد بن علي بن الحسن العَطوفي، بفتح العين وضم الطاء المهملتين وفي آخرها الفاء، وتحرفت النسبة عند الخطيب إلى العطوي، وقال الخطيب والسمعاني: صدوق. تاريخ بغداد: 4/210، الأنساب: 3/79. (¬4) أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي: قال الدارقطني: ليس بالقوي يأتي بالمعضلات، وقال الخطيب: كان معروفا بالخير مذكورا بالصلاح. مات سنة تسع وقيل ثمان وتسعين ومائتين. الحلية الأولياء: 10/213، تاريخ بغداد: 5/100، ميزان الاعتدال: 1/150، سير أعلام النبلاء: 13/494، لسان الميزان: 1/292. (¬5) أحمد بن صاعد: الصوري الزاهد، ذكره ابن أبي حاتم من غير جرح ولا تعديل، وقال السمعاني: صاحب حكمة وزهد. الجرح والتعديل: 2/56، الأنساب: 3/563،

الرَّاحَةُ قَبْلَ اْليَوْمَ فِي لِقِاءِ اْلأِخْوَانِ، وَإِنَّمَا الرَّاحَةُ اْليَوْمَ فِي اْلخَلْوَةِ بِهِ)) (¬1) . 960 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ محمد [ل198/ب] بن جعفر بن عبد الله ابن صالح بن إبراهيم بن عبد الله (¬2) الكلاعي الحمصي بطرابلس، قلت: حدثكم أبو أحمد منصور ابن أحمد الهروي بالرافعة سنة ست وأربعين وثلاثمائة، حدثنا أبو بكر الفروي، قَالَ: ((دَخَلْنَا عَلَى سري السقطي وَعِنْدَ رَأْسِهِ كُوزٌ مَكْسُورٌ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، كُنْتُ أَتَهَيَّأُ فِيهِ لِلصَّلاَةِ أَخَذَتْه كسَرَتْه، قَالَ: قُلْنَا لَهُ: مَنْ هَذِهِ الَّتِي هَجَمَتْ عَلَيْكَ فَكَسَرْتَهُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ ـ؟ قالَ: مَا هَجَمَ عَلَيَّ إِنْسَانٌ وَلَكِنْ نِمْتُ اْلبَارِحَةَ بَعْدَ انْقِضَاِء وِرْدِي، فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ، مَارَأَيْتُ أَصْبَحَ وَجْهًا مِنْهَا، عَلَيْهَا أَنْوَاعُ اْلحُلِيِّ وَالْحُلَلِ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَْنَتِ يَا جَارِيَةُ؟ فَقَالَتْ: ِلمَنْ لاَ يُبْرِدُ الَماءَ فِي الدَّوَارِيقِ، وَأَخَذْتُ الدَّوْرَقَ فَكَسَرتْهُ)) (¬3) . ¬

(¬1) في إسناده أحمد بن محمد بن مسروق وهو ليس بالقوي ويأتي بالمعضلات. أخرجه ابن أبي الدنيا في العزلة: 1/152 رقم ((178)) من طريق محمد بن إدريس، حدثنا أحمد قال: سمعت أحمد ابن صاعد الصوري يقول: فذكره. (¬2) كذا في الخطية، وورد في رواية رقم (1075) و (1128) ، عبيد الله، ولم أقف على ترجمته. (¬3) في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جعفر الكلاعي، وأبو أحمد منصور الهروي، وأبو بكر الفروي لم أقف على تراجمهم. أخرج ابن الجوزي نحوه في صفة الصفوة: 2/374، من طريق جنيد، عن السقطي به.

961 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي يعقوب إسحاق بن أحمد بن الحسين ابن المغيرة ابن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن إسماعيل بن عبد الصمد الكندي، قلت: حدثكم أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري (¬1) ، حدثني محمد بن علي الدينوري الصوفي، قال: قال محمد بن يعقوب: ((كَمَالُ اْلعِلْمِ بِالْعِلْمِ (¬2) ، َوجَمَالُهُ بِاْلأَدَبِ، وَتَصْفِيَتُهُ بِاْلوَرَعِ، وَقَبُولُهُ بِالإِخْلاَص)) (¬3) . 962 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي بكر عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ القرشي المعدل بطرابلس، [ل199/أ] قلت: أخبركم أبو طاهر محمد بن الحسين بن علي الأنطاكي المقرئ، حدَّثَنِي أَبُو اْلحَسَنِ عَلِيُّ ابْنُ عَبْدِ اللهِ اْلكَلْبِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي اْلحَوَارِي فِي جَامِعِ دِمِشْقَ يَقُولُ: ((لاَ تُجَالِسُوا أَهْلَ اْلبِدَعِ، وَلاَ تُبَايِعُوهُمْ، وَلاَ تُشَاوِرُوهُمْ، وَلاَ تُنَاكِحُوهُمْ، ¬

(¬1) أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري. قال أبو عبد الله الصوري: روى عن إسماعيل الصفار بما لم يروه الصفار ولا أظنه ممن كان يتعمد الكذب لكنه اشتبه عليه. وقال الخطيب: روى أحاديث وهم فيها وغلط غلطا فاحشا، مات سنة تسع وستين وثلاثمائة. الحلية الأولياء: 10/383، تاريخ بغداد: 4/336، طبقات الصوفية: 0/497. سير أعلام النبلاء: 16/227. (¬2) كذا ورد في الخطية، ولعل الصواب (العمل) والله أعلم. (¬3) في إسناده أبو يعقوب الكندي، ومحمد بن يعقوب، لم أقف على ترجمتهما، وأما محمد بن علي الدينوري فلم أميّزه، وليس هو صاحب المجالسة.

وَإِنْ مَرِضُوا فَلاَ تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَكَانَ يَبْكِي وَهُوَ يُحَدِّثُ حَتَى يَسِيلُ دُمُوعُهُ)) (¬1) . 963 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن علي الصوري، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم ابن علي بن المبارك بن أحمد الرحبي بالرملة، قلت: حدثكم أبو العباس أحمد ابن محمد بن علي ابن هارون البرذعي، قال: ¬

(¬1) في إسناده أبو طاهر محمد المقرئ، وأبو الحسن علي الكلبي، لم أقف على ترجمتهما. لم أقف عل هذا الأثر عن أحمد بن أبي الحواري، ولكن روي عن بشر بن الحارث أنه قال في الجهمية: ((لا تجالسوهم، ولا تكلموهم، وإن مرضوا فلا تعودوهم،، وإن ماتوا فلا تشهدواهم)) ، أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/126. قلت: والمقصود من أهل البدع عند المؤلف هنا، هم الجهمية والقدرية وكل من وصل ببدعته مبلغ الكفر. ومما لا شك فيه أن الصحابة والتابعين وأتباعهم وعلماء السنة مجمعون ومتّفقون على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم. وقد بوّب أهل العلم من المحدثين والفقهاء تبويبات عدة في معادات أهل البدعة ومهاجرتهم، وعند أبي داود في السنن: باب مجانبة أهل الأهواء وبغضهم، 4/198، وفي الترغيب والترهيب للإمام المنذري الترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب 3/14، والنووي في الأذكار: باب التبرّي من أهل البدع والمعاصي 0/323، حتى جُعل ذلك من أبواب العقيدة كما في كتاب الاعتقاد للبيهقي: باب النهي عن مجالسة أهل البدع. وقد دلّت الآثار المنقولة عن أئمة السلف حرمة مجالسة أهل البدع والأهواء وتزوج منهم وتزويجهم وعيادتهم وحضور جنائزهم والصلاة عليهم، ولكن هذا يختلف باختلاف أحوالهم بحسب بعدهم عن الدين وقربهم منه. فمن بلغ ببدعته حدّ الكفر مثل الجهمية والقدرية وغيرهم ممن هم في حكمهم من أهل البدع والأهواء المقطوع بكفرهم عند أهل االسنة فهؤلاء يقاطعون، وأما المحكوم له بالإسلام فإن مجلسته ومناكحته وعيادته وشهود جنازته له حالات وأحوال، بسطها فضيلة الشخ إبراهيم الرحيلي في كتابه القيّم: ((موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع والأهواء)) 1/343-435.

سَمِعْتُ اْلعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ اللهِ (¬1) يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلاً (¬2) يقُولُ: ((النَّاسُ عَلَى أَرْبَعَةِ طَبَائِعِ: عَلَى طَبْعِ الأَبَالِسَةِ، وَالشَّيَاطِينِ، وَالبَهَائِمِ، وَاْلمَلاَئِكَةِ، فَأَمَّا الأَبَالِسَة: ُ فَالذِّينَ يُؤْذُونَ النَّاسَ وَيُعَذِّبُونَهُمْ، وَأَمَّا الشَّيَاطِينُ: فَالسَّحَرَةُ، وَاْلكَهَنَةُ، وَاْلمُنَجِّمُونَ، وَأَمَّا اْلبَهَائِمُ: فَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ، وَيَشْرَبُونَ، وَيَنَامُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِثْلَ اْلَملاَئِكَةِ: فَالَّذِينَ يَقْطَعُونَ أَوْقَاتِهِمْ بِالذِّكْرِ وَالطَّاعَاتِ)) (¬3) . 964 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي مسعود صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي القاضي (¬4) بصيدا، [ل199/ب] قلت: ¬

(¬1) الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: بْنِ أحمد بن عصام، وقيل العباس بن أحمد بن عبد الله أبو الفضل المزني البغدادي الشافعي، قال أبو أحمد السراج لم يكن صدوقا ولا ثقة ولا مأمونا. وأنكر علي أحمد بن محمد البزار عن حدث عنه، وروى عن سهل بن عبد الله حكايات. تاريخ بغداد: 12/156. (¬2) سهل: بن عبد الله بن يونس أبو محمد التستري الصوفي الزاهد، قال الذهبي: روى عنه حكايات، وله كلمات نافعة ومواعظ حسنة، وقد راسخ في الطريق. حلية الأولياء: 10/189، طبقات الصوفية للسلمي: ص: 206، سير أعلام النبلاء: 13/330، (¬3) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم الرحبي، وابو العباس أحمد بن محمد البرذعي، لم أقف على ترجمتهما. أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 10/206-207، قال سمعت أبي قال سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف يقول: قال سهل بن عبد الله فذكر نحوه مطولا. وفيه أحمد بن محمد بن يوسف لم أعرفه. (¬4) أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي القاضي، الميانجي، بفتح الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى موضعين: الأول منسوب إلى موضع بالشام، ومنهم صاحبنا هذا، والثاني منسوب إلى ميانه أذربيجان. الأنساب: 5/424-425.

أخبركم أبو محمد أحمد بن محمد بن الحجاج المرعشي (¬1) ، حدثنا أحمد بن سنان المنبجي، قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ (¬2) يَقُولُ: يَا أَحْمَدُ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ((إِذَا نَامَتْ الْعُيُونُ كَذَبَ مَنْ ادَّعَى مَحَبَّتِي، إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي، أَوَ لَيْسَ كُلُ مَحِبٍّ يُحِبُّ لِقَاءَ حَبِيبِهِ، هَا أَنَا مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللّيْلُ، جَعَلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ، وَمَثَّلْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ، فَخَاطَبُونِي عَلَى مُشَاهَدَةٍ، وَسَأَلُوني عَلَى حُضُورٍ، فَلَمْ يَحْسُنُ بيِ يَوْمَ اَلقِيَامَةِ إِلا َّ أُرَوِّحَ أَبْدَانَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ، النَّاسُ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ فِي كَرْبٍ وَجُهْدٍ، وَهُمْ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ عَلَى كَرَاسِيٍّ فِي ظِلِّ عَرْشِي)) (¬3) . ¬

(¬1) أبو محمد أحمد بن محمد بن الحجاج المرعشي، بفتح الميم وسكون الراء، وفتح العين المهملة وفي آخرها الشين المعجمة، وهذه النسبة إلى مرعش وهي بلدة من بلاد الشام. ذكره ابن جميع ضمن شيوخه في كتا به معجم الشيوخ: 0/183، الأنساب: 5/258. (¬2) أبو سليمان الداراني: هو عبد الرحمن بن أحمد، وقيل ابن عساكر، وقيل ابن عطية العنسي الداراني، ثقة لم يرو مسندا إلا واحدا وله حكايات في الزهد. التقريب: 1/342. (¬3) في إسناده أبو مسعود الميانجي، وأبو محمد أحمد المرعشي، وأحمد بن سنان المنبجي لم أقف على تراجمهم. أخرجه ابو نعيم في الحلية الأولياء: 8/99-100، من طريق محمد بن المسيب حدثنا إسحاق بن الجراح، حدثنا الحسين ابن زياد قال: أخذ فضيل بن عياض بيدي فقال: يا حسين: ينزل الله كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فيقول الرب: من ادعى محبتي إذا جنه الليل نام عني ... فذكر نحوه مختصرا. وفي إسناده محمد بن المسيب، لم أعرفه وقد ذكر ضمن تلامذة إسحاق ابن الجراح، وأما إسحاق بن الجراح فهو صدوق كما قال ابن حجر في التقريب: 1/100. والحسين بن زياد قد أثنى عليه أبو حاتم في دينه فقال: هو رجل صالح. الجرح والتعديل: 3/53.

965 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة في المسجد الحرام، قال: سمعت محمد بن الحسن المقرئ يقول: سمعت أبا بكر بن حَمْدُوه البزار يقول: َسمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِي َّ (¬1) َيقُولُ: ((َسيِّدِي لَوْلاَ أَنَّ اْلاِفْتِقَارَ إِلَيْكَ مِنْ أَحَبِّ الأَشْيَاِء إِلَيْكَ، مَا ابْتَلَيْتَ بِالذُّنُوبِ أَكْرَمَ الخَلْقِ عَلَيْكَ)) (¬2) . 966 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قاَلَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي اْلَحَسَنِ رَيَّانِ بْنِ عَبدِ اللهِ بْنِ رَيَّانِ الصَّيْدَانِّي بِصَيدَا، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِن اْلحَجَّاجِ المرعشي، حدثنَا عُمَرُ ابْنُ سِنَانِ (¬3) ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي اْلحَوَارِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَاِني يَقُولُ: حدثنَا أَحْمَدُ: ((أَنَّ أَهْلَ [ل200/أ] الطَّاعَةِ لَيْسَ بِالطَّاعَةِ سَعِدُوا، وَلَكِنْ بِالسَّعَادَةِ أَطَاعُوا، وَإِنَّ أَهَْل المَعَاصِي لَيْسَ بِالمَعَاصيِ شَقُوا، وَلَكِنْ بِالشَّقَاوَةِ عَصَوْا)) . ¬

(¬1) يحيى بن معاذ: أبو زكرياء الرازي الواعظ، قال الذهبي: له كلام جيِّد ومواعظ مشهورة. الحلية الأولياء: 10/51، تاريخ بغداد: 14/208، سير أعلام النبلاء: 13/15، شذرات الذهب: 2/138. (¬2) في إسناده أبو الفضل أحمد الهروي، ومحمد بن الحسن المقرئ، وابو بكر بن حمدوه لم أقف على تراجمهم. أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/92 من طريق الحسن بن علي بن يحيى قال: قال يحيى بن معاذ: ((لولا أن العفو من أحب الأشياء إليه ما ابتلي بالذنوب أكرم الخلق عليه)) . (¬3) عمر بن سنان: لعله العقيلي من أهل البصرة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب. الثقات: 8/443، لسان الميزان: 4/311.

967 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم عبد الواجد بن إسماعيل بن حمدان ابن زيدان بن خلف بن خلوف الإسكندراني الصواف، قلت: حدثكم القاضي أبو الفرج محمد ابن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق البغدادي الشافعي بالإسكندرية، حدثنا عمر ابن عبد الرحمن السلمي، حدثنا هدبة، حدثنَا حَمَّادٌُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ (¬1) ، عَن مُطْرِّفٍ (¬2) قالَ: ((َلأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ)) (¬3) . ¬

(¬1) ثابت: هو البناني. (¬2) مطرف: ابن عبد الله بن الشخير. (¬3) صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو القاسم عبد الواحد الصوّاف، وأبو الفرج محمد الشافعي، وعمر بن عبد الرحمن السلمي، لم أقف على تراجمهم. أخرجه ابن سعد في الطبقات: 7/144 من طريق عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة به. وأخرجه هناد بن السري في الزهد: 1/530 رقم ((449)) من طريق قبيصة، عن حماد بن سلمة به. وإسنادهما صحيح رجالهما كلهم ثقات. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 11/253، والخرائطي في فضيلة الشكر: 0/45-46، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 2/200، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/195، من طريق قتادة، وأحمد في الزهد 0/242، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ: 2/82، من طريق غيلان، والفسوي وحده في المعرفة أيضا: 2/82 من طريق أبي نعمان، والبيهقي في شعب الإيمان: 4/106 رقم ((4437)) من طريق بديل بن ميسرة جميعا عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ به. وجاء مرفوعا نحوه عن أبي الدرداء عن الطبراني في معجم الصغير: 1/110 من قوله عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأقرّه. وقد أخرجه الخطيب في الموضح: 1/399 من طريق الطبراني، وفيه إبراهيم بن حبان الأنصاري، وهو إبراهيم بن مالك الأنصاري، وقد ذكر له ابن عدي أحاديث موضوعة ومناكير. الكامل: 1/252، لسان الميزان: 1/94.

968 - أخبرنا محمد، حدثني أبو عمرو منير بن عبد الرزاق بن إلياس بن محمد ابن يعقوب أبي طوق المعدل بطرابلس من لفظه، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري، حدثنا أبو إسحاق الهاشمي، حدثنا الحسين بن الحسن (¬1) ، حدثنا عبد الله ابن المبارك، عن عطاء بن مسلم (¬2) ، عَنْ وَهْبٍ بْنُ مُنَبِّهٍ، قَاَل: ((كَلَّمَ اللهُ عز وجل مُوسَى صَلَّى اللهُِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَلْفِ مَقَامٍ، كُلَّمَا كَلَّمَهُ فِي مِقَامِ تَغَشَّاهُ نُورٌ غَيْرُ نُورِ اْلمَقَاِم الَّذِي قَبْلَهُ، فَمَكَثَ أَرْبَعِيَن يَوْمٌاً مُتَبَرْقِعاً لَوْ رَآهُ أَحدٌ لَمَاتَ مِنْ عِظَمِ نُورِ اْلعِزَّةِ الَّذِي تَغَشَّى وَجْهَهُ)) (¬3) ¬

(¬1) الحسن بن الحسين: أبو عبد الله المروزي السلمي، صدوق، التقريب: 1/166. (¬2) عطاء بن مسلم: الخَفاّف أبو مخلد الكوفي، قال ابن معين: ليس به بأس، وأحاديثه منكرات، ووثقه مرة. وضعفه أبو داود. وقال أبو حاتم: لا يثبت حديثه وليس بقوي، كان شيخا صالحا. وقال أبو زرعة: دفن كتبه ثم روى من حفظه فيهم فيه، وكان رجلا صالحا. وقال ابن حبان: قليل الحديث يغرب. وقال ابن حبان: صدوق يخطئ كثيرا. مات سنة تسعين ومائة. الجرح والتعديل: 6/336 المجروخين: 2/131 تهذيب الكمال: 20/104. ميزان الاعتدال: 5/96، التقريب: 1/96. (¬3) في إسناده أبو إسحاق الهاشمي لم أقف على ترجمته، وعطاء بن مسلم تفرد بهذا عن وهب، وقد قال فيه ابن حبان: قليل الحديث يغرب، وقال أيضا: يأتي بالشيء على التوهم فيخطئ، فكثر المناكير في أخباره وبطل الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات. أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/292 رقم ((561)) و2/476 رقم ((1088)) وابن حبان في ترجمة محمد عمرو ابن مقسم في الثقات: 9/51، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/50، من طريق محمد بن عمرو بن مقيم عن عطاء بن مسلم، عن وهب قال: ((إن الله كلم موسى في ألف مقام، وكان إذا كلمه رئي النور على وجه موسى ثلاثة أيام، قال: فلم يمس موسى امرأة بعد ما كلمه الله)) . وفيه محمد بن عمرو بن مقسم، ذكره ابن حبان في الثقات 9/51، ولم أجد من وثقه غيره. وهذا الأثر من الإسرائيليات المروية عن وهب بن منبه وهو معروف بالا كثار منها، كما قال الذهبي في الميزان: 7/148: كان كثير النقل من كتب الإسرائيليات.

969 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الحسين عطية بن عطاء الله بن محمد القاضي الفارسي [ل200/ب] بصيدا ـ وهو ينظر في أصله ـ، قلت: أخبركم أبو علي محمد ابن جعفر بن محمد بن أبي كريمة، حدثنا جعفر بن أحمد (¬1) ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا أبو جعفر المصري، قالَ: ((أَوْحى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا دَاودُ، تَزْعُمُ أَنَّكَ تُحِبُّنيِ؟ فَإِنْ ُكنْتَ تُحِبُّنِي فَأَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِكَ، فَإِنَّ حُبِّي وَحُبَّهَا لاَ يَجْتَمِعَانِ فِيهِ)) (¬2) . 970 - سمعت محمدًا يقول: سمعت أبا الحسن أحمد بن علي بن نهيك نيمك الشيرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ اْلحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ بْنِ ¬

(¬1) جعفر بن أحمد: بن عاصم أبو محمد الدمشقي البزاز المعرف بابن الرواس، وثقه الدارقطني. مات سنة سبع وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 7/204. (¬2) في إسناده أبو الحسين عطية الفارسي، وأبو علي محمد بن جعفر لم أقف على ترجمتهما، وأبو جعفر المصري لم أميّزه. روى البيهقي نحوه في الزهد الكبير: 2/78 رقم ((68)) عن ذي النون يقول: ((اعلموا أن المحب لله عز وجل لا يعظم عند الإيثار لله، لأنه ليس شيء عنده أعظم من الله فينبغي للمحب لله أن يُرى عليه أثر ذلك من رفض الدنيا، لأنه من المحال أن يجتمع في القلب حب الله مع حب الدنيا، فمن أحب الله لم ينظر إلى ما يناله من الدنيا. ولا يكون له حاجة إلى غير من أحب)) .

هَارُونَ بِكَارزين (¬1) يَقُولُ: ((مَنْ خَلُصَتْ لِلْحَقِ أَعْمَالُهُ قَصُرَتْ فِي الدُّنْيَا آمَالُهُ)) (¬2) . 971 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن القاسم بن علي ابن الْقَاسِمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيِّ بِطَرَابُلُسَ فِي مَنْزِلِهِ، قُلْتُ: حدثكم أبو نصر محمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي الرَّقِّيُّ (¬3) ، قَالَ: كتَبَتْ إِلَيّ وَالِدَتِي مَرْوَةُ بِنْتُ مَرْوَانَ إِلَى الأَهْوَازِ تَقُولُ: حَدَّثَتْنِي وَالِدَتِي عَاتِكَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ ابن بَكَّارٍ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هِشَامٍ (¬4) بالرُّصَافة وَعِنْدَهُ الزُّهْرِيُّ، فَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (¬5) : ((مَا تَرَكَ عَبْدُ للهِ أَمْراً لاَ يَتْرُكُهُ إِلاَّ لَهُ، إِلاَّ عَوَضَهُ اللهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ فِي دِينِهِ [ل201/أ] وَدُنْيَاهُ)) (¬6) ¬

(¬1) كازرين: بفتح الراء وكسر الزاي وياء ثم نون، بلد بفارس، انظر معجم البلدان: 4/428. (¬2) في إسناده أبو الحسن أحمد بن علي الشيرازي، وابو علي الحسن بن محمد بن هارون لم أقف على ترجمتهما. (¬3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي الرَّقي: كذا في الخطية، وفي سؤالات السلمي للدارقطني (ابن سعيد) ، وقال الدارقطني: كذاب، يضع الحديث. (¬4) هشام: هو بن عروة. (¬5) قَالَ) أثبتها الناسخ في هامش الخطية، وأشار إليها بعلامة اللحق وكتب (صح) . (¬6) حديث صحيح بمعناه دون قوله ((في دينه ودنياه)) ، وأثر المؤلف موضوع، في إسناده عبد الله الرقي كذبه الدارقطني، وأما أبو الحسن الهمداني، وأبو نصر النيسابوري، ومروة بنت مروان، وعاتكة بنت محمد وأبو ها بكار لم أقف على تراجمهم. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/196، من عبد الله بن سعد القاضي الرقي به، بدون أبيات. وقال: غريب من حديث الزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه وقال الألباني: إن إسناده موضوع، فإن من دون الزهري لا ذكر لهم في شيء من كتب الحديث، غير عبد الله بن سعد الرقي، فإنه معروف، ولكن بالكذب، الضعيفة 1/61 رقم (5) . وأخرجه وكيع في الزهد: 2/635، وأحمد في مسنده: 5/78 و79 و362، والمروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك: 0/412، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/178 رقم ((1135)) و ((1136)) ، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/53 رقم ((5748)) ، كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة، وأبي الدهماء قالا: كانا يكثران السفر نحو هذا البيت، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقال البدوي: أخذ بيدي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله تبارك وتعالى، وقال ((إنك لن تدع شيئا اتقاء الله جل وعز إلا أعطاك خيرا منه)) وهذا لفظ أحمد، وإسناد صحيح رجاله ثقات، والرجل الذي رويا عنه له صحبة كما هو مذكور في ترجمتهما في التهذيب، وقال محمد بن ناصر الدين الألباني: أخرجه أحمد بسند صحيح. وقد رواه مرسلا ابن أبي الدنيا في الورع: 1/45 رقم ((41)) عن محمد بن سلام الجمحي، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن الشعبي قال: بلغني أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ... فذكره. والشيباني هو أبو إسحاق سليمان ابن أبي سليمان وهو ثقة. التقريب: 1/252، وخالد بن عبد الله هو الطحان الواسطي ثقة كذلك، التقريب: 1/189. والجمحي هو صاحب كتاب: ((طبقات الشعراء)) سئل عنه أبو حاتم فقال: أخوه عبد الرحمن بن سلام أوثق منه، وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 7/278، التقريب: 1/342. ورُوي م على الشعبي، أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/312، من طريق أحمد بن موسى، حدثنا إسماعيل ابن سعيد، حدثنا جرير، عن أبي إسحاق، عن الشعبي نحوه. وفي إسناده أحمد بن موسى، وإسماعيل بن سعيد لم أعرفهما، وأما جرير فهو ابن حازم ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه. التقريب: 1/138، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ثقة اختلط بأخرة، لكنه مدلس وقد عنعن. التقريب: 1/423، والتبيين لأسماء المدلسين: 0/160، وروي موقوفا على أبي بن كعب أيضا: أخرجه ابن أبي الدنيا في الورع: 0/55 رقم ((42)) من طريق مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي بن كعب نحوه وزيادة. وإسناده حسن، فمسلم بن شداد وثقه العجلي وابن حبان. وبقية رجاله ثقات. معرفة الثقات: 2/277، الجرح والتعديل: 8/186، الثقات: 7/445.

فَآثِرْنِي يَا بنيَّ يؤثِرْكَ اللَّهُ. وَكَتَبَ فِي أَسْفَلِ كِتَابِهَا مِنْ قِبَلِهَا:

عَجُوزٌ بِأرضِ الرَّقَّتَيْنِ وَحِيدَةٌ لِنَأْيِكَ بِالأَهْوَازِ ضَاقَ بِهَا الذَّرْعُ سِوى دَمْعِ عَيْنَيهَا فَلَمْ يَمُتِ الدَّمْعُ ... وقَدْ مَاتَتْ الأَعْضَاءُ مِنْ كُلِّ جِسْمِها فَلَيْسَ لِرَاقٍ فِيهِ ضُرٌّ وَلاَ نَفْعُ ... وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ الْجِلْدُ وَالْعَظْمُ بَالِيًا يَنُحْنَ عَلَيْهَا لاَ حَسِيسٌ وَلا سمْعُ ... فَهَا هِي ذَا كَالشَنَّ (¬1) بينَ ترائبٍ أن تُضِيءَ في الصُّبحِ أنْجُمُها السَّبْعُ ... تُراعِي الثُّرَيَّا مَا تَلَذُّ بِمَغْمَضٍ إلي وآخَرَ مَسْرُور يَدُرُّ لهُ الضَّرْعُ ... وكَمْ فِي الدُّجَى مِنْ ذِي هُمُومٍ مُقَلْقَلٍ بكَاهَا إِذا مَا نَابَ مِن حَادِثٍ قَرْعُ ... ومَنْ أَضْحَكَتْهُ الدَّارُ فهِي أَنِيسَهُ عَسَى اللهُ لاَ يَائس مِنَ اللهِ أَنْ أرى أَرَى سَفَائنَ عبدِ اللَّهِ تَقُْدمُها الشُّرْعُ 972 - أنشدنا محمد، أنشدني أبو الفرج عبد الصمد بن محمد بن أحمد ابن غالب الصوري لنفسه: يا مُرسِلاً مِنْ طََرْفِهِ سَهْمًا إِلى قَلْبِي قَتُولا سَهَرًا وَفِي جِسْمِي نُحُولا ... أَوْرَثْتَنِي في مُقْلَتِي دِثِ بعد هَجْرِك لِي مَقِيلا ... وتَرَكْتَ قَلْبِي لِلْحَوا رِدُ مِنْ جَوى قَلْبِي غَلِيلا ... لا أَحْتَسي كأسًا تُبَرْ إلاَّ بِذِكركُمُ ولَوْ كانتْ رَحِيقًا سَلْسَبيلا (¬2) ¬

(¬1) الشّنَّ: منه التشنن، وهو اليبس في جلد الإنسان عند الهرم. لسان العرب: 13/242، مادة (شنن) . (¬2) في إسناده أبو الفرج عبد الصمد بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري، لم أقف على ترجمته.

973 - أنشدنا محمد، أنشدني أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب [ل201/ب] الصوري (¬1) لنفسه: بِهَوَاكَ هُنْتُ عَلى الَّذِي قدْ كُنْتُ ذا عزِّ عَليهِ مَنْ كُنْتُ أَقْرَبَهُمْ إِلَيْهِ ... وبعُدْتُ دُونَ النَّاسِ مِمْ أَتُرَى هَوَاكَ يَقِيلُنِي فَأَتوُبُ مِنْهُ عَلَى يَدَيهِ 974 - أنشدنا محمد، أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البصري لنفسه: بَكَتْ فَكَادَ الفُؤَادُ يَنْصَدِعُ قَالَتْ أَرَى الْوَصْلَ سَوْفَ يَنْقَطِعُ قلتُ اصْبِرِي فَالْقَضَاءُ فَرَّقَنَا لَعَلَّنَا بَعْدَ ذاَ سَنَجْتَمِعُ (¬2) 975 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ مِنْ لَفْظِهِ بصيدا، أخبرنا محمد ابن يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِياث، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (¬3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمْعَةِ ¬

(¬1) أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري: لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا، مات سنة تسع عشرة وأربعمائة، ولم ثمانون سنة. وفيات الأعيان: 3/232، سير أعلام النبلاء: 17/400، العبر: 3/131، شذرات الذهب: 3/211. (¬2) في إسناده إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البصري، لم أقف على ترجمته. (¬3) أبو صالح: ذكوان السمان الزيات.

مُتَعَمِّداً، وَلَكِنْ صُومُوا قَبْلَهُ بِيَوْمٍ أَوْ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ)) (¬1) . 976 - أنشدنا محمد، أنشدنا أبو الحسين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْع، أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الرُّوذَبارِيُّ، أنشدنا محمد بن الزِّبْرِقان: دِينُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَخْبَارُ نِعَْم الْمَطِيَّةُ لِلْفَتَى الآثارُ فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالْحَدِيثُ نَهَارُ ... لاَ تُخْدَ عَنَّ عَنِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ وَلَرُبَّمَا سَلَكَ الْفَتَى سُبُلَ الْهَوَى وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَهَا أَنْوَارُ (¬2) [ل202/أ] 977 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، فيه محمد بن يوسف ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، والهيثم بن سهل جائز الحديث. أخرجه البخاري في الصيام: باب صوم يوم الجمعة 4/131 رقم ((1985)) ومسلم في الصيام: باب كراهية يوم الجمعة منفرا 2/801 رقم ((1144)) من طريق حفص بن غياث وأضاف مسلم طريق أبي معاوية كلاهما عن الأعمش به. (¬2) في إسناده أبو عبد الله الروذباري وهو ضعيف. ذكرها ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/203- 204 في ترجمة أحمد بن عطاء أبو عبد الله الروذباري ولم يذكر البيت الثالث، وذكرها صلاح الدين خليل الصفدي أيضاً في كتابه الوافي بالوفيات: 1/311، من طريق الخطيب البغدادي قال أخبرني محمد بن علي الأصبهاني، حدثنا الحسين بنومحمد بن الوليد التستري بها حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ محمد ابن يوسف بن مسعدة إملاء، قال: سمعت عبد الله بن سلام يقول: أنشدني عبدة بن زياد الأصبهاني من قوله، فذكره هكذا: ... دين النبي محمد مختار نعم المطية للفتى الآثار لا ترغبنّ عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار ولربما غلط الفتى سبل الهدى والشمس بازغة لها أنوار.

أحمد ابن مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ مِنْ لَفْظِهِ سَنَةَ ثمان وتسعين وثلاثمائة، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أَبُو الْعَبَّاسِ العَماَّرِي بالأَثَارِب (¬1) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ العَمِّي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ (¬2) ، عَنْ أَبيِ سَعِيدٍ اْلخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ َرُسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((ثَلاَثَةٌ يَضْحَكُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ: الرَّجِلُ إِذِا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، وَاْلقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلصَّلاَةِ، وَاْلقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِقِتَالِ اْلعَدُوِّ)) (¬3) ¬

(¬1) الأثارب: قلعة معروفة بين حلب وأنطاقية، وبينها وبين حلب ثلاثة فراسخ، وهذه القلعة الآن خراب وتحت جبلها قرية تسمى باسمها فيقال لها الأثارب. معجم البلدان: 1/89، وفي معجم ما استعجم: 1/105، موضع بالشام. (¬2) أبو الوداك: جبر بن نوف بفتح النون وآخره فاء بسكون الميم البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف الهمداني الكوفي. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وثقه ابن معين. وقال النساني صالح. وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: هو من أهل الصدق والاتقان. وثقه الذهبي، وقال ابن حجر: صدوق يهم. الجرح والتعديل: 2/532، مشاهير علماء الأمصار: 1/93، تهذيب الكمال: 4/495، الكاشف: 1/289، التقريب: 1/137. (¬3) حديث حسن لغيره، وإسناد المؤلف فيه أحمد بن محمد العماري، لم أقف على ترجمته، ومجالد وإن كان ضعيفا إلا أنه قد قال ابن مهدي: حديث مجالد عن الأحداث أبي أسامة وغيره ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء، يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره. أخرجه ابن جميع في معجم شيوخه: 1/165، ومن طريقه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 6/287، من طريق أحمد ابن محمد بن عيس به. وأخرجه أحمد في مسنده: 3/80 وأبو يعلى في مسنده: 2/285 رقم ((1004)) والبيهقي في الأسماء والصفات: 0/472، من طرق عن هشيم بهذا الإسناد، ولم ينفرد به مجالد بن سعيد بل تابعه عبد الله بن إسماعيل. وأخرجه ابن ماجة في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية 1/72 رقم ((200)) من طريق عبد الله بن إسماعيل، عن مجالد به. وقال البوصيري في الزوائد: 1/87، في إسناده مقال. قلت وقال أبو حاتم عبد الله بن إسماعيل مجهول، ولم أجد لأبي الوداك متابعا، وهو صدوق يهم. وأخرجه البزار في كشف الأستار: 1/244 رقم ((715)) من طريق محمد بن أبي ليلى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سعيد مرفوعا. وفي سياقه تغاير عما عند ابن ماجة وغيره، وفي إسناده محمد بن أبي ليلى، وعطية العوفي. وقال الهيثمي: رواه ابن ماجة وغيره بغير هذا السياق ورواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير لسوء حفظه لا لكذبه. انظر مجمع الزوائد: 2/256، ولكن بمجموع الطريقين يرتقي الحديث إلى الحسن، إن شاء الله.

غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيِّ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ غَيْرَ أَبِي الْوَدَّاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَحَدَّثَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَن هُشَيْمٍ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِهِ. 978 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْبَصْرِيِّ بِبَيْتِ المقدس سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، حدثنا أبو محمد عبد الله ابن الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي الصَّابُونِيُّ (¬1) بِأَنْطَاكِيَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن عبد الله بن عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الخير الزبادي (¬2) ، عن ¬

(¬1) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحسين بن عبد الرحمن الصابوري: لعله أبو محمد عبيد اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن الصابوني، الذي ذكره السمعاني بدون جرح ولا تعديل في الأنساب: 3/507. (¬2) مالك بن الخير الزبادي بفتح الزاي والباء الموحدة، -وهذا هو الصحيح كما قال ابن حجر- أبو الخير المصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن قطان لم تثبت عدالته. قال الذهبي: يريد أنه لم ينص أحد على أنه ثقة، -ثم قال: - وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن حديثه نص على توثيقهم، والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن أحاديث صحيح. وقال الذهبي مرة: محله الصدق. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. الجرح والتعديل: 8/208، الثقات: 7/460، الأنساب: 6/244، اللباب: 2/56، لسان الميزان: 5/3، تبصير المنتبه: 2/664.

أَبِي قَبِيلٍ (¬1) ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قاَلَ: [ل 202/ب] ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا)) (¬2) . لا أَعْلَمُ جَاءَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ، ((وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا)) إِلَّا فِي ¬

(¬1) أبو قبيل: حُييّ بن هانئ بن ناضر أبو قبيل بفتح القاف وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة المعافري المصري، وثقه ابن معين والعجلي وأبو زرعة واليعقوب الفسوي وأحمد بن صالح. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان يخطئ. وقال الذهبي: وثقه جماعة. وقال ابن حجر: صدوق يهم. معرفة الثقات: 1/329، الجرح والتعديل: 3/275، الثقات: 4/178، تهذيب الكمال: 7/490، الكاشف: 1/360، التقريب: 1/185.. (¬2) حديث حسن بشواهده بدون الزياة التي انفرد بها أبو قبيل عن عبادة، إذ هي غريبة ولم يتابعه فيها أحد، وفي إسناد المؤلف أبو الفتح عبد الله الطوسي لم أقف على ترجمته. أخرجه الحاكم في المستدرك: 1/122، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى: 1/383، من طريق أبي عبد الله محمد ابن عبد الله بن الحكم به. وعند الحاكم زيادة ((حقه)) . وأخرجه أحمد في مسنده: 5/323 من طريق هارون، وضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة: 8/361 رقم ((445)) من طريق هارون وأحمد بن صالح كلاهما عن ابن وهب به. إلا أنه قال: ((ليس من أمتي)) . ورواه البخاري في التاريخ الكبير: 7/312 رقم ((132)) من طريق مالك بن خير الزبادي به. ورواه المنذري في الترغيب والترهيب: 1/149 رقم ((169)) والعجلي في كشف الخفاء: 2/226، عن عبادة بن الصامت به، بدون إسناد. وقال الحاكم: ومالك بن خير الزيادي مصري ثقة وأبو قبيل تابع كبير. وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 8/14. والحديث له شاهد من حديث أبي أمامة عند الطبراني في معجم الكبير: 8/196 رقم ((7803)) )) و8/281 رقم ((7922)) بدون قوله ((ويعرف لعالمنا)) وفي سند حديث رقم ((7703)) عفير بن معدان، وهو ضعيف، كما في التقريب: 1/393. ومن حديث ابن عباس: عند أحمد في مسنده 1/257، بزيادة ((ولم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر)) والطبراني في معجم الكبير: 11/72 رقم ((11083)) و11/449 رقم ((2276)) وفيه ((ويعرف لنا حقنا)) بدل ((لم يأمر بالمعروف)) وليس عندهما ((ويعرف لعالمنا)) . وفي إسناد أحمد ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، التقريب: 1/464. ومن حديث واثلة بن الأسقع رواه الطبراني في معجم الكبير: 22/95 رقم ((229)) من طريق الزهري عنه مرفوعا. وقال الهيثمي: الزهري لم يسمع من واثلة. مجمع الزوائد: 8/14. ومن حديث أبي هريرة: رواه الحاكم في المستدرك: 4/178 بلفظ: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبير)) وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.

هَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْوَلِيدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ غَيْرَ أَبِي قَبِيلٍ حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ، وَلا عَنْهُ غَيْرَ مَالِكِ بْنِ الْخَيْرِ الزَّبَادِيِّ، وَمَا رَأَيْنَاهُ عَنْ مَالِكٍ إِلَّا مِنْ حديث بن وهب، وحدث به أحمد ابن حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ بن وَهْبٍ، وَوَقَعَ إِلَيْنَا عَالِيًا كَأَنَّا سَمِعْنَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَهُ الصُّورِيُّ. 979 - أخبرنا محمد، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن جعفر بن عبيد الله الحميري بطرابلس، أخبرنا خيثمة بن سليمان القرشي، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد (¬1) ، أخبرني أبي (¬2) وعقبة ابن علقمة (¬3) ، قالا: ¬

(¬1) العباس بن الوليد بن مزيد: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الياء البيروتي العُذْري، ذكره العجلي في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق عابد. معرفة الثقات: 2/20، التقريب: 1/294. (¬2) أبوه: الوليد بن مزيد: أبو العباس البيروتي العذري ثقة ثبت، قال النسائي: كان لا يخطئ ولا يدلس، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. التقريب: 1/583. (¬3) عقبة بن علقمة: وثقه النسائي وابن خراش والحاكم. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عقبة عنه لأنه كان يدخل عليه الحديث. وقال ابن عدي: روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد. وقال الذهبي: صدوق يغرب. وقال ابن حجر: صدوق كان ابنه يدخل عليه ما ليس من حديثه. الثقات: 8/500، تهذيب الكمال: 20/211، الكاشف 2/29، تهذيب التهذيب: 7/219، التقريب: 1/395. () الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو.

َقالَ الأَوْزَاعِيُّ (¬1) : ((مَا اُبْتُلِىَ المُسْلِمُ فِي دِينِهِ بِشَيْءٍ أَضَرُّ عَلَيْهِ مِنِ اطْلاَقِهِ لِسَانَهُ)) (¬2) . 980 - حدثنا محمد، أخبرني أبو بكر محمد بن خميس بن جميل بصور، حدثنا أحمد ابن علي الروذباري، أخبرني القاسم بن بكر الصوفي قال: قيل ليحيى بن معاذ: أخبرنا بأحلى الأصوات فَقَالَ: ((مَزَامِيرُ أُنْسٍ فيِ مَقَاصِيِر قُدُسٍِ بِأَلْحَانِ تَحْمِيدٍ فيِ رِيَاضِ َتمْجِيدٍ فِي ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات إلا أبو عبد الله الحميري، فلم أقف عليه. وقد وردت نصوص عديدة تدل على خطورة اللسان على الإنسا إن هو أطلقه، لأنه سلاح ذو حدّين، ومن تلك النصوص: ما جاء في حديث سهل بن سعد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة. أخرجه البخاري في الحدود: باب من ترك الفواحش 12/113 رقم ((6807)) وفي الرقاق: باب حفظ اللسان 11/308 رقم ((6474)) . وأخرج أحمد في مسنده: 5/231مطولا، والترمذي في الإيمان: باب ما جاء في حرمة الصلاة 7/362-365 رقم ((2749)) ، وابن ماجة في الفتن: باب كف اللسان في الفتنة 2/1314 رقم ((3973)) ، وأبو يعلى في مسنده: 13/548 رقم ((7555)) ، كلهم عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: ((كنت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ... ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟، قلت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فأخذ بلسانه، قال كفّ عليك هذا، فقلت: يا نبي الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ولمزيد التفصيل ينظر كتاب آفات اللسان لابن أبي الدنيا. (¬2)

مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدَرٍ)) (¬1) . 981 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بْنَ خَمِيسٍ اْلبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: ((أَوْحَى اللهُ إِلَى [ل203/أ] دَاوَد فِي صِفَةِ أَوْلِيَائِهِ: يَا دَاودُ بِطِبِِّي صَحُّوا، وَبِطِيبِي فَاحُوا، وَبِوَجْدِي بَاحُوا، وَعَلى قُرْبيِ نَاحُوا، وَمِنْ أَجْليِ صاَحوُا، وَإِلَيَّ غَدَوا وَرَاحُوا)) (¬2) . 982 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الصَّيْدَاوِيِّ الشَّيْخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (¬3) ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا سَافَرَ قَالَ: ¬

(¬1) في إسناده القاسم بن بكر، ولم أقف على ترجمته، ومحمد بن خميس لم أعرف حاله، وأحمد الروذباري ضعيف. أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 9/354 من طريق إبراهيم بن عبد الله الصوفي يقول: سئل ذو النون عن سماع العظة الحسنة والنغمة الطيبة فقال: ((مزامير أنس في مقاصيد قدس بألحان توحيد في رياض تمجيد، بمطربان الغواني في تلك المعاني المؤية بأهلها إللا النعيم الدائم في مقعد صدق عند مليك مقتدر)) ثم قال: هذا لهم الخبر، فكيف طعم النظر)) . قلت: ولم يتبيّن لي معنى هذا النص. (¬2) في إسناده أبو بكر بن جميس البغدادي لم أجد له جرحاً ولا تعديلاً، ولم يتبيّن لي معنى هذا النص أيضاً. (¬3) جرير: هو ابن عبد الحميد بن قُرط بضم القاف وسكون االراء بعدها طاء مهملة الضبيِّ، ثقة صحيح الكتاب، قيل كان في آخر عمره يهم من حفظه. . التقريب: 1/139.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ اْلُمُنُقَلَبِ، وَاْلحَورِ بَعْدَ اْلكَوْنِ، وَدَعْوَةِ اْلَمَظْلُومِ، وَسُوءِ اْلمَنْظَرِ فيِ اْلأَهْلِ وَاْلمَالِ)) (¬1) . 983 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُنِيرِ بْنِ عمر بن صالح ابن عَطِيَّةَ الْكِنَانِيِّ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ يحيى القيسراني، حدثنا إبراهيم ابن مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ، وَعَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ (¬2) ، قَالا: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ (¬3) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ بُرْدَةَ، عَنِ ابْنِ ¬

(¬1) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. أخرجه الذهبي في معجم المحدثين: 1/275، من طريق يوسف بن موسى به. وأخرجه مسلم في الحج: باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره 2/979 رقم ((1343)) ، من إسماعيل بن عليه، وأبي معاوية محمد بن خازم، وعبد الواحد، كلهم من طريق عاصم الأحول بهذل الإسناد. وفي رواية إسماعيل بن علية ((يتعوذ من وعثاء السفر)) بدل من ((اللهم إني أعوذبك من وعثاء السفر)) وفيه: ((والحور بعد الكون)) بدل ((والحور بعد الكور)) قلت: وقد رُوي بالنون وبالراء، وممن ذكر الراوتين: جميعا الإمام الترمذي في سننه في أبواب الدعوات عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - باب ما يقول إذا خرج مسافرا 9/399 رقم ((3502)) من طريق حماد بن زيد، عن عاصم الأحول به مطولا. وقال بعدما رواه بالراء: هذا حديث حسن صحيح، ويروى الحور بعد الكون أيضا. ومعنى قوله ((الحور بعد الكون أو كور)) وكلاهما له وجه، يقال: إنما هو الجوع عن الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى معصية، إنما يعني من رجوع شيء إلى شيء من الشر. وقال النووي بعد ذكر كلام الترمذي هذا: وكذا قال غيره من العلماء، معناه بالراء والنون جميعا: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص، انظر شرح صحيح مسلم للنووي (¬2) عمرو بن ثور: الحذامي ذُكر ضمن تلامذة محمد بن يوسف الفريابي. ولم أقف له على ترجمة. (¬3) جرير بن أيوب البجلي: الكوفي، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة والعقيلي: منكر الحديث. وتركه النسائي. وقال ابن عدي ولم أر في حديثه إلا ما يحتمل وليس له حديث منكر قد جاوز الحد. وقال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه. وقال أبو نعيم: كان يضع الحديث. الضعفاء الصغير: 0/25، الضعفاء والمتروكون: 0/28، الضعفاء الكبير: 1/197، الجرح والتعديل: 2/503، المجروحين: 1/220، الكامل: 2/133، لسان الميزان: 2/101،

مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ أَهَلَّ رَمَضَانُ: ((َلوْ يَعْلَمُ اْلِعَبادُ مَا فيِ رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ السَّنَةَ كُلَّهَا، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةِ: يَا رَسُولُ اللهُ، حَدََّثَنَا بِهِ، قَالَ: إِنَّ [ل203/ب] اْلجَنَّة َلتُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ اْلحَوْلِ إِلَى اْلحَوْلِ، حَتىَ إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ اْلعَرْشِ فَعَصَفَتْ وَرَقُ اْلَجَّنةِ، فَتَنْظُرُ اْلحُور َاْلعِيَن إِلَى ذَلِكَ، فَيَقُلْنَ: اللَّهُمّ اجْعَلْ لَنَا فِي عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا، تَقِرُّ أَعْيُنِنَا بِهِمْ، وَتَقِرُّ أَعْيُنُهُمْ بِنَا، فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ إِلاَّ زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ اْلعِيِن، فِيَ خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوّفَةٍ مِمَّا نَعَتَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فيِ اْلخِيَامِ} (¬1) عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً، لَيْسَتْ مِنْهَا محلَّةٌ عَلَى لَوْنِ اْلأُخْرَى، فَيُعْطَى سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ اْلآخِرِ، لِكَلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيراً مِنْ يَأقُوتة حَمْرَاءَ مُوَشَّحَةٍ بِالدُّرِّ، عَلَى كُلُِّ سَرِيرِ سَبْعُونَ فِرَاشاً بَطَاِئنُهَا مِنْ اسْتَبْرَقٍ، وَفَوْقَ السَّبْعِيِن فِرَاشاً سَبْعُونَ أَرِيكَةً، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لحِاَجَتِهَا، وَسَبْعُونَ أَلْفَ ¬

(¬1) سورة الرحمن، الآية رقم: (72) ..

وَصِيفٍ مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبِ، فِيهَا لَوْنٌ مِنْ طَعَامِ تَجِدُ ِلآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لَذَّةً لاَ تَجِدُ ِلأَوَّلِهِ، وَيُعْطَى زَوْجُهاَ مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَأقُوتٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبِ مُوَشَّحَانِ بِيَاقُوتِ أَحْمَرَ، هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، سِوَى مَا يَعْمَلُ مِنْ اْلحَسَنَاتِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فِي بَعْضِ مَا رَوَاهُ، سِوَى مَا أَرَاهُ يَكُونُ مِنْ اْلحَسَنَاتِ، شَكَّ مُحَمَّدٌ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث منكر، في إسناده أبو الحسن الكناني، وأبو علي الحسن القيسراني، وإبراهيم بن معاوية، وعمر بن ثور، ونافع بن بردة، لم أقف على تراجمهم، وجرير بن أيوب منكر الحديث، وقد تفرد به عن الشعبي. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: 3/190 رقم ((1886)) من طريق محمد بن يوسف الفريابي مطولا، ومن طريق قتيبة، عن جرير به، وعنده ((أبو مسعود)) بدل ابن مسعود، وفيه بعض الخلاف في متن الحديث مع ما عند المؤلف من تقديم أوتأخير أوزيادة كلمة أونقصها. وأخرجه أبو يعلى في مسنده: 9/180-181 رقم ((5273)) والشاشي في مسنده: 2/277-278 رقم ((852)) من طريق عن جرير به. وقال ابن خزيمة: إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/141، وقال: رواه أبو يعلى وفيه جرير بن أيوب، وهو ضعيف. قلت: وقد سقط، ((ابن)) عنده قبل ((مسعود)) . وقال ابن حجر: تفرد به جرير بن أيوب، وهو ضعيف جدّاً، وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه وقال: إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير بن أيوب، وكأنه تساهل فيه لكونه من الرغائب، وابن مسعود ليس هو الهذلي المشهور، وإنما هو آخر غفاري. المطالب العالية: 3/224 رقم ((1050)) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات: 2/188، واستدركه السيوطي في اللائي المصنوعة: 2/99-100، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: 0/88، رواه أبو يعلى عن ابن مسعود مرفوعا، وهو موضوع، آفته جرير بن أيوب، وسياقه وسياق الذي قبله ... مما يشهد العقل أنهما موضوعان، فلا معنى لاستدراك السيوطي لهما على ابن الجوزي: بأنه قد رواهما غير من رواهما عنه ابن الجوزي، فإن الموضوع لا يخرج عن كونه موضوعا برواية الرواة له. انظر تنزيه الشريعة المرفوعة: 2/153-154. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/388 رقم (967) من طريق الهياج بن بسطام عن عباد عن نافع عن أبي مسعود مرفوعاً. وقال الهيثمي في المجمع 3/142، وفيه الهياج بن بسطام وهو ضعيف.

984 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر الأثرم، [ل204/أ] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، يَعْنِي: ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالْحَامِضِ (¬1) ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصيبي (¬2) ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((اْلعَافِيَةُ عَشْرةُ أَجْزَاءٍ: تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي الصَّمْتِ، وَاْلعَاشِرةُ اعْتِزَالُكَ عَنِ النَّاِس)) (¬4) . 985 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سعيد ¬

(¬1) عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي المعروف بالحامض: وثقه الخطيب، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 10/124، الأنساب: 4/30، سير أعلام النبلاء: 15/287. شذرات الذهب: 2/323. (¬2) موسى بن أيوب النصيبي: ابن عيسى أبو عمران الأنطاكي. وثقة العجلي. قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق. معرفة الثقات: 2/304، الجرح والتعديل: 8/134، الثقات: 9/161، تهذيب الكمال: 29/33، الكاشف: 2/302، التقريب: 1/550. (¬3) عبد الرحمن بن عبد الله: السراج البصري، (¬4) حديث منكر. في إسناده محمد بن أبي الأثرم ويوسف بن سفر لم أقف على ترجمتهما. ذكره الديلمي في مسند الفردوس: 3/82 رقم ((4231)) والمناوي في فيض القدير: 4/370 رقم ((5653)) ، عن ابن عباس بدون إسناد. ورمز له السيوطي بالضعف. وقال المناوي: قال الخطيب هذا حديث منكر. وضعفه محمد بن ناصر الدين الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزياداته: 0/560 رقم ((3834)) وفي الضعيفة: أيضا رقم ((3927)) .

ابن عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَرَّابُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ الَّنبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ((: لاَ حِمَى إِلاَّ ِللهِ وَرَسُولِهِ)) (¬2) . 986 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (¬3) وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمَيْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ (¬4) ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم المعد لون قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ¬

(¬1) إبراهيم بن الهيثم البلدي: ابن المهلَّب أبو إسحاق، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة، وقال: فلم أر له منكراً يكون من جهته إلا أن يكون من جهة من روى عنه. ووثقه الدارقطني. مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائتين. الثقات: 8/88، الكامل: 1/274، تاريخ بغداد: 6/206. (¬2) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات. أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: 3/269، من طريق ابن أبي داود، وابن حبان في صحيحه: 10/540 رقم ((4685)) من طريق يحيى بن معين كلاهما عن علي بن عياش بهذا الإسناد، ولم يذكرا شعيب بن أبي حمزة. وأخرجه البخاري من طريق آخر في الشرب: باب لا حمى إلا لله ولرسوله 5/44 رقم ((2370)) عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ الليث، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عباس، عن الصعب بن جثّامة مرفوعا. وأخرجه أيضا في الجهاد: باب أهل الدار يبيتون 6/146 رقم ((3012)) من طريق علي بن عبد الله، عن سفيان عن الزهري بإسناد السابق. (¬3) أَبُو الْعَبَّاسِ مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن بن علي: بن منير المصري الخشاب المعدّل، قال الحبال: ثقة لا يجوز عليه التدليس، مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. العبر: 3/110، سير أعلام النبلاء: 17/267، شذرات الذهب: 3/197. (¬4) لم أجد له ترجمة، ويحتمل أن يكون هو المذكور في إسناد رواية رقم (600) .

بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَنَّادَ، حَدَّثَهُمْ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ خَيْرُ بْنُ عرفة ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ درَّاجاً (¬2) حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ (¬3) حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، طَوبىَ ِلمَنْ رَآك وَآمَنَ ِبكَ، [ل204/ب] قَالَ: طُوبَى ِلمَنْ رَآني، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَي، ثُمَّ طُوبيَ ِلمَنْ آمَنَ بيِ وَلَمْ يَرَنيِ، فَقَالَ َلهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَما طُوبىَ؟ قَالَ: شَجَرَةٌ فيِ اْلجَنَّةِ مَسِيَرةُ مِائَةِ سَنَةٍ ثِياَبُ أَهْلِ اْلجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا)) (¬4) ¬

(¬1) أبو طاهر خَيْرُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ عَبْدِ الله الأنصاري: قال الذهبي: صدوق. مات أول سنة ثلاث وثمانين ومائتين. سير أعلام النبلاء: 13/413-414. (¬2) درّاج: بفتح الدال وتثقيل الراء وآخره جيم ابن سمعان أبو سمح، وقيل اسمه عبد الرحمن ودرّاج لقب السهمي مولاهم المصري. وثقه ابن معين, وقال أحمد: حديثه منكر. وقال أبو حاتم: في حديثه ضعف. وقال أبو دود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال مرة: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف: وقال مرة: متروك. وقال ابن حجر: صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف. الضعفاء والمتروكون: 0/39، الجرح والتعديل: 3/441، تهذيب الكمال: 8/477، التقريب: 1/201. (¬3) أبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو بن عبد أو عبيد الليثي ثقة من الرابعة، القريب: 1/253. (¬4) حديث ضعيف، في إسناده أحمد بن إبراهيم القناد لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل، وابن لهيعة قد تابعه عمرو بن الحارث إلا أن في رواية درّاج عن أبي الهيثم ضعفاً. ولكن قوله ((طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي)) حسن لغيره، قد رُوي عن عدد من الصحابة. وحديث أبي سعيد الخدري هذا أخرجه أحمد في مسنده: 3/71، وأبو يعلى في مسنده: 2/519 رقم ((1374)) والخطيب في تاريخه: 4/91، كلهم من طريق ابن لهيعة بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان في صحيحه: 16/213 رقم ((7230)) و16/429 رقم ((7413)) والطبري في تفسيره: 13/149 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج به. لكن عند ابن حبان في رواية رقم ((7230)) مختصرا بدون قوله ((قال له رجل: وما طوبى.. . إلى آخره)) وورد في رواية رقم ((7413)) مختصرا ً-ب- ((قال لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما طوبى ... إلى آخره)) دون ذكر بداية الحديث. وقد تقدم الكلام على الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد في منتخبه: 0/208 رقم ((1000)) وابن أبي عاصم في السنة: / رقم ((1487)) مختصرا. من طريق وكيع، عن إبراهيم أبي إسحاق، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري مرفوعا. بلفظ: ((طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي)) وهذا لفظ ابن أبي عاصم، ولفظ عبد بن حميد ((طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني، ولمن رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي)) وإسناده ضعيف فيه إبراهيم أبو إسحاق وهو غير منسوب، فإن كان إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع فهو ضعيف، كما في التقريب: 1/88، وإن كان إبراهيم بن الفضل المخزومي فهو متروك كما قال ابن حجر في التقريب أيضا: 1/92، فالضعف باق لأن كلا منهما ضعيف. ومن تلك الشواهد التي رُوي عن عدد من الصحابة: 1- من حديث أنس عند أحمد في مسنده: 3/155، من طريق جبير، وأبي يعلى في مسنده: 6/119 رقم ((3391)) ، من طريق محتسب، كلاهما عن ثابت، عن أنس مرفوعا بلفظ: ((طوبى لمن رآني وآمن بي –مرة- وطوبى لمن لم يرني وآمن بي –سبع مرات-)) . وفي إسناد أحمد حسر بن فرقد وهو ضعيف. انظر ميزان الاعتدال: 1/398، وفي لسان الميزان: 2/104-105. وفي إسناد أبي يعلى محتسب بن عبد الرحمن أبي عائد وهو ضعيف أيضا، قال ابن عد: يروي عن ثابت أحاديث ليست بمحفوظة. الكامل: 6/2457. وتابعهما أبو هدبة عند الخطيب في تاريخه: 6/200، وأبو هدبة هو إبراهيم بن هدبة، قال الخطيب فيه أنه حدّث بأصبهان عن أنس بأباطيل. وتابعهم موسى الطويل عند الخطيب في تاريخه أيضا: 3/306، وإسناده ضعيف جداًّ، فيه موسى الطويل، وقد قال فيه ابن حبان: روى عن أنس أشياء موضوعة، وقال ابن عدي: روى عن أنس مناكير. المجروحين: 2/243، لسان الميزان: 6/122. وتابعهم حميد الطويل عند الخطيب في تاريخه أيضا، 13/127، وفي إسناده مظفر بن عاصم، ولم أقف له على ترجمة، وتابعهم كذلك دينار بن عبد الله عند ابن عدي في الكامل: 3/977، ودينار بن عبد الله هذا قال فيه ابن عدي ضعيف ذاهب. 2- ومن حديث ابن عمر عند الطيالسي: 1/252 رقم ((1845)) من طريق العمري، وابن عدي في الكامل: 4/1427، من طريق طلحة بن عمرو كلاهما عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/67، وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن القاسم الأسدي الكوفي، وهو مجمع على ضعفه. قلت فيه العمري أيضا وهو ضعيف كما في التقريب: 1/314، وطلحة بن عمرو متروك كذلك، التقريب: 1/283. وقال ابن عدي: عامة ما يروي عنه لا يتابعونه عليه. 3- ومن حديث واثلة بن الأسقع عند ابن عدي في الكامل: 6/2327 من طريق عمر بن حفص الدمشقي عن أبي الخطاب معروف الخياط، عن واثلة بن الأسقع مرفوعا. قلت وإسناده منكر. قال ابن عدي: وهذه الأحاديث المعروفة عن واثلة منكرة جداًّ. وقال أيضا: عامة ما يرويه وما ذكرته أحاديث لا يتابع عليها. 4- ومن حديث عبد الله بن بسر عند الحاكم في المستدرك: 4/86، من طريق جميع بن ثوب، عن عبد الله بن بسر مرفوعا. وإسناده منكر أيضا، قال الذهبي: في التلخيص وجميع بن ثوب واه. 5- ومن حديث علي بن أبي طالب عند الخطيب في تاريخه: 3/49، من طريق أبي الدنيا قال: سمعت مولاي علي ابن أبي طالب مرفوعاً يقول: ((طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رأى من رآني)) . واسناده ضعيف جدا، فيه ابن أبي الدنيا وهو الأسج عثمان بن خطاب البلوي، قال الذهبي: حدث بقلة حياء بعد الثلاثمائة عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فافتضح بذلك، وكذّبه فيه النقاد. لسان الميزان: 3/33. 6- ومن حديث أبي عبد الرحمن الجهني عند أحمد: 4/152، من طريق ابن إسحاق، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عن مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيَّ، عن عبد الرحمن الجهني مرفوعا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/67، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالسماع، وقال الألباني في الصحيحة: 3/247، وإسناده جيد. 7- ومن حديث أبي عمرة عند الطبراني كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/67، رواه الطبراني في الأوسط والكبير نحوه، وفيه بيهس الثقفي ولم أعرفه، وابن لهيعة فيه ضعف، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح. 8- ومن حديث أبي أمامة: أخرجه الطيالسي في مسنده: 1/154 رقم ((1132)) وأحمد في مسنده: 5/248 و257 و264، وابن حبان في صحيحه: 16/215 رقم ((7233)) والطبراني في معجم الكبير: 8/310 رقم ((8009)) و 8/311 رقم ((8010)) من طرق عن همام بن يحيى وحماد بن الجعد، كلاهما عن قتادة، عن أيمن، عن أبي أمامة مرفوعا. وخالفهما أبو عامر العقدي: أخرجه ابن حبان في صحيحه: 16/216 رقم ((7232)) من طريق أبي عامر العقدي عن قتادة، عن أيمن، عن أبي هريرة. وأما همام بن يحيى في الإسناد الأول، فهو ثقة ربما وهم. التقريب: 1/574. وحماد بن الجعد، وقيل محمد بن الجعد ضعيف، التقريب: 1/471، وأبو عامر العقدي هو عبد الملك بن عمرو ثقة، كما في التقريب أيضا: 1/364، وقد صحح ابن حبان هذين الإسنادين وقال: سمع هذ الخبر أيمن عن أبي هريرة، وأبي أمامة معا. قلت والإسناد مداره على أيمن، وهو مالك الأشعري، ذكره ابن حبان في الثقات: 4/48، ولم يوثقه غيره، بل قال فيه الذهبي: مجهول. لسان الميزان: 1/476، واعتمد الهيثمي على توثيق ابن حبان فقال: في مجمع الزوائد: 10/67، رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجالهما رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري وهو ثقة. وعلى كلٍّ فإن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى الحسن. والله أعلم.

987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْمَيْمُونِ،

ومحمد ابن إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُمْ، حَدَّثَنَا خَيْرُ بْنُ

عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْدِي (¬1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬2) ، عَنْ جَدِّهِ، َقاَل: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَيُّمَا رَجُلٌ مَسَّ فَرْجَه فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ ¬

(¬1) هو محمد بن الوليد الزبيري ثقة ثبت من رجال التقريب 1/511. (¬2) أبوه: شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي الحجازي أبو عمرو. ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر النجار وأبو داود وغيرهما: أنه سمع من جده. وقال ابن حجر: صدوق ثبت سماعه عن جده. الثقات: 4/357، تهذيب التهذيب: 4/311، التقريب: 1/267،

مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَأْ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث صحيح: في إسناد المؤلف أحمد بن إبراهيم القناد لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل، وفيه عنعنة بقية بن الوليد أيضا وهو صدوق معروف بالتدليس عن الضعفاء. أخرجه أحمد في مسنده: 2/223، والترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر رقم (()) وابن الجارود: في المنتقى: 0/18 رقم ((19)) والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/75، والدارقطني في السنن في الطهارة: باب ما روي في المس القبل والدبر والذكر 1/147، وأبو نعيم في تاريخ أصفهان: 2/239- 208، والزيلعي في نصب الراية: 1/58، وابن حجر في تلخيص الحبير: 1/187، من طريق بقية بن الوليد به. وقال الترمذي في العلل الكبير: 1/161، عن البخاري: وهو عندي صحيح. ورواه الزيلعي في نصب الراية: 1/58، من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب به نحوه. وخالفهما المثنى بن الصباح، فرواه عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن بسرة بنت صفوان قالت: يا رسول الله: كيف ترى في إحدانا تمس فرجها، والرجل يمس فرجه بعد ما يتوضأ؟، قال: يتوضأ يا بسرة. قلت والمثنى ضعيف اختلط بأخرة، كما في التقريب: 1/519، فلا اعتبار لمخالفته، فالحديث مداره إذا على عمرو بن شعيب، وللعلماء في روايته عن أبيه عن جده أقوال: والخلاصة أنها متصلة، وقد ثبت سماع أبيه من جده، كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة، قال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق ابن راهوية، وأبا عبيدة وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، وقال البخاري: من الناس بعدهم. وقال ابن راهوية: إذا كان الراوي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده ثقة فهو كأيوب، عن نافع عن ابن عمر. التاريخ الكبير: 6/325، العلل الكبير: 1/161، تهذيب التههيب: 8/43، ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه: 0/58-60. ومن شواهد هذا الحديث حديث بسرة بنت صفوان: أخرجه الترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/272 رقم ((83)) والنسائي في الغسل والتيمم: الوضوء من مس الذكر 1/ 216، وابن الجارود في المنتقى: 1/17 رقم ((17)) و1/18 رقم ((18)) وابن حبان في صحيحه: 3/398 رقم ((1113)) ورقم ((1114)) و3/400 رقم ((1116)) والدارقطني في السنن: 1/146، والحاكم في المستدرك 1/137-138، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/129- 130، وفي المعرفة: 1/359، كلهم من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فليتوضا)) وعند بعضهم: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)) و ((من مس ذكره فليتوضأ وضوءه للصلاة)) وأخرجه مالك في الموطأ في الطهارة: باب الوضوء من مس الفرج 1/42 ومن طريقه الشافعي في المسند 1/34، وأبو داود في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/125 رقم ((181)) والنسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 10/100 والطبراني في معجم الكبير: 24/ 196 رقم ((496)) والحازمي في الاعتبار: 0/41 والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128، وفي المعرفة: 1/327، والبغوي في شرح السنة: 1/340 رقم ((165)) من طريق مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر. وأخرجه الدارمي في المسند: 1/185، وابن أبي شيبة في المصنف: 1/163، والحميدي في المسند: 1/171 رقم ((352)) والطيالسي في المسند 1/230 رقم)) وأحمد في المسند: 6/406-407، والنسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/216، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/185، وابن الجارود في المنتقى: 0/17 رقم ((16)) وابن حبان في صحيحه: 3/396 رقم ((1112)) والطبراني في معجم الكبير: 24/196-197 رقم ((487)) و ((488)) و ((489)) و ((490)) و ((491)) و ((492)) و ((493)) و ((494)) و ((495)) و ((497)) و ((498)) و ((499)) و ((500)) و ((501)) و ((502)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128-129، من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر، عن عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: ومن مس الذكر الوضوء. قال عروة: وما علمت ذلك، فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)) . وفي الروايات الأخرى: فقال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلا من حرسه، فأرسله إلى بسرة يسألها عما حدثته من ذلك، فأرسلت إليه بسرة بمثل ما حدثني عنها مروان. وأخرجه أحمد في مسنده: 6/406-407، والترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/270 رقم ((82)) والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216، وابن حبان في صحيحه: 3/399 رقم ((1115)) والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128 من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن بسرة مرفوعا بلفظ: ((من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ)) . وأخرجه الترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/272 رقم ((84)) من أبي الزناد، عن عروة عن بسرة مرفوعا. بدون ذكر الزهري. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: / رقم ((411)) والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216 من طريق معمر، والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216 من طريق الليث، وابن حبان في صحيحه: 3/400 رقم ((1117)) والبيهقي في السنن الكبرى: 1/132، من طريق عبد الرحمن بن مر اليحصبي، كلهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بسرة مرفوعا، بلفظ: ((إذا مس أحدكم فرجه فليتوضأ)) . وفي رواية عبد الرحمن بن نمر زيادة: ((والمرأة مثل ذلك)) . ثم ساق البيهقي بسنده عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن قال سألت الزهري عن مس المرأة فرجها أتتوضأ؟، فقال: أخبرني عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ)) . قال: والمرأة مثل ذلك. قال البيهقي: وظاهر هذا يدل على أن قوله: ((والمرأة مثل ذلك)) من قول الزهري، ومما يدل عليه أن سائر الرواة رووه عن الزهري بدون هذه الزيادة، قلت: وقد تقدم في التخريج ذكر من رواه عن الزهري آنفا. وأخرجه الدارمي في السنن: 1/184، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/72، من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي بكر بن حزم، عن عروة، عن بسرة مرفوعا. وأخرجه النسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/100، من طريق شعيب، عن الزهري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن بسرة مرفوعا. وقد أعل هذا الحديث بعلتين غير قادحتين: الأولى: أنه من رواية مروان بن الحكم، وهو ممن لا يحتج بحديثه، وأفعاله في كتب التاريخ معلومة. الثانية: أن الواسطة بين مروان بن الحكم وبسرة بنت صفوان هو شرطيُّه، وهو غير معروف، هذا وقد أجاب الأئمة على هاتين العلتين على النحو الآتي بإيجاز. قال ابن حبان: وأما خبر بسرة الذي ذكرناه، فإن عروة بن الزبير سمعه من مروان بن الحكم عن بسرة، فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطياًّ له إلى بسرة فسأله، ثم أتاهم، فأخبرهم بمثل ما قالت بسرة، فسمعه عروة ثانيا عن الشرطي، عن بسرة، ثم لم يقنعه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة، عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطي كأنهما عاريتان يسقطان من الإسناد. صحيح ابن حبان: 3/397. وقال ابن حزم في المحلى: 1/236، ((مروان بن الحكم ما نعلم له جرحةً قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه -، ولم يلقه عروة إلا قبل خروجه على أخيه لا بعد خروجه، هذا مما لا شك فيه)) . وللحديث شواهد أخرى من حديث ابن عمر وأم حبيبة وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وعائشة - رضي الله عنهم - وانظر الخلافيات للبيهقي 2/223-279.

وآخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله

وسلم تسليماً كثيراً.

بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. هـ. صورة ما في الأصل: بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل الأمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مفتي الأمة سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه، بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبه القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين خاصته أمير المؤمنين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد والشيوخ [ل205/أ] العلماء أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البلْخي الصوفي، وأبو بكر محمد ابن الحسن بن نصر الخلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وصفي الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاذ المكين، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد ابن سليمان الأندلسي الشافعي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، - مثبت السماع وهذا خطُّه – وآخرون من ذلك عشية يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مُنْتَصَفِ شَوَّالٍ مِنْ سنة سبع وستين وخمسمائة، بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى، هذا المكتوب صحيح كما قد كتب، وقد قرئ عليّ من الأصل المنسوخ منه هذا الفرع، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني.

وفي الأصل ما مثاله: بلغ السماع لجميعه على القاضي الفقيه الإمام العالم الأشرف المكين جمال الدين أبي طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أبقاه الله، بقراءة الفقيه الإمام الناقد زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري السادة الفقهاء: القاضي الفقيه الإمام العالم نجيب الدين أبو علي الحسن، والقاضي الفقيه الإمام الصدر الكبير [ل205/ب] عماد الدين أبو البركات عبد الله ابنا الشيخ الفقيه الإمام العالم النبيه، أبي محمد عبد الوهاب بن عوف، وأخوهما القاضي الفقيه الرشيد العالم الزاهد أبو الفضل عبد العزيز، وولده أبو بكر محمد، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن الرشيد أبي الحرم مكي ابن صالح القرشي، القاضي الأسعد أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرّب التجيبي، وعز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الإمام العالم جمال الدين أبي علي بن الحسين بن عتيق الربعي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل ابن الفقيه أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحي بن علي بن عبد الله القرشي المالكي، - وهذا خطُّه - وصح وثبت في الثالث من ربيع الأول سنة عشرٍ وستمائة بظاهر الإسكندرية بالعين، والحمد لله وحده، وصلواته على محمد نبيه وآله وأصحابه وسلامه، وحسبي الله ونعم الوكيل [ل206/أ] .

الجزء الثالث عشر

الجزء الثالث عشر من انتخاب الشيخ الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة علم الحديث بقية السلف أبي طاهرأحمد بن محمد ابن أحمد السِّلَفي الأَصْبَهاني رضي الله عنه من أصول كُتُب الشيخ أبي الحسين المبارك ابن عبد الجبار الطيوري. [ل208/بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم. رب سهِّل يا كريم. 988 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله ابن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِظَاهِرِ ثَغْرِ الإسكندرية ـ حماه الله تعالى ـ في ثالث ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الإِمَامُ العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني ـ رضي الله عنه ـ قراءة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ مُنْتَصَفِ شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ سبع ستين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبِي الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكِ بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ، أَخْبَرَهُمْ بأنطاكية سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَذْرَمِي (¬1) ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: ¬

(¬1) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بن محمد الأذرمي: ابن إسحاق، وفي الخطية: (الأخدمي) وهو تصحيف، وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 5/161، الثقات: 8/361، تاريخ بغداد: 10/74، الكاشف: 1/592.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: ((لاَ يَبِتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ)) (¬1) . 989 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن محمد [ل209/أ] ابن أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى (¬2) وَأَنَا أَسْمَعُ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ اللَّيْثِ الْفَارِسِيَّ أَخْبَرَهُمْ بصُور سَنَةَ ثلاث وعشرين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا المُسَيّب بْنُ وَاضِح السُّلَمِي، حَدَّثَنَا إسماعيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة (¬3) ، عَنْ عُثْمَان ابن ي ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف رجاله ثقات إلا عبد الله بن عيسى، لم أقف عليه. أخرجه مسلم في السلام: باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها 4/170 رقم ((2171)) من طرق عن هشيم به. بلفظ: ((ألا لا يَبِيتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ)) . (¬2) أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى: هو ابن جميع. (¬3) محمد بن طلحة: بن مصرف أبو عبد الله اليامي الكوفي، قال ابن سعد: كانت له أحاديث منكرة. وقال ابن معين: يتقى حديث ثلاثة، وذكر منهم محمد بن طلحة. وقال مرة: ثقة صالح الحديث، وقال مرة أيضا: ليس بشيء. وقال أحمد: صالح الحديث ثقة، لا يكاد يقول حدثنا. وقال العجلي: ثقة إلا أنه سمع من أبيه وهو صغير. قال أبو زرعة صدوق. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان يخطئ. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام، وأنكروا عليه سماعه من أبيه لصغره. مات سنة سبع وستين ومائة. الطبقات الكبرى: 6/376، معرفة الثقات: 2/241، الضعفاء والمتروكون: 0/94، الضعفاء الكبير: 4/85، الجرح والتعديل: 7/291، الثقات: 7/388، الكاشف: 2/183، تهذيب التهذيب: 9/238، التقريب: 1/4895،

حيى (¬1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ((أَوَّل مَا سَمِعَ النَّاسُ بِالْفَالُوذَج (¬2) أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتُفْتَحُ لَهُمُ اْلأَرْضُ وَمَا يَكْثُرُ عَلَيْهِمْ مِنَ الدُّنْيَا، حَتَّى أنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الْفَالُوذَجَ، قالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَمَا الْفَالُوذَجُ؟، قَالَ يَخْلِطُونَ الْعَسَلَ وَالسَّمْنَ جَمِيعاً، قالَ: فَشَهِقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَهْقَةً)) (¬3) ¬

(¬1) عثمان بن يحيى: الحضرمي، ذكره ابن أبي حاتم بدون جرح ولا تعديل وقال: روى عن ابن عباس، وذكر هذا الحديث. وقال الأزدي لا يكتب حديثه. وقال الذهبي: صدوق إن شاء الله، وقال مرة: مجهول. وقال ابن حجر: ضعفه الأزدي. الجرح والتعديل: 6/173، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي: 2/173، المغني في الضعفاء: 2/430، تهذيب الكمال: 19/507، التقريب: 1/387. (¬2) الفالوذج: قال الجوهري: الفالوذ والفالوذق معرّبان، وقال يعقوب: ولا يقال الفالوذج.. الفالوذ كما في لسان العرب: هو من الحلواء هو الذي يؤكل، يسوّى من لبِّ الحنطة، فارسي معرّب. مختار الصحاح: 1/214، لسان العرب: 3/503. (¬3) حديث منكر. في إسناده أحمد بن هشام الفارسي لم أعرف حاله من حيث الجرح والتعديل، والمسيب بن واضح ضعفه الأئمة وتركه بعضهم، وإسماعيل بن عياش مخلط عن غير أهل بلده، ومحمد بن طلحة ليس من أهل بلده. وهو صدوق له أوهام أيضاً، وعثمان بن يحيى ضعفه الأزدي. أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 0/ 209، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال: 19/509، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 11/404-405، عن أحمد بن هشام بهذا الإسناد. وقال الذهبي: هذا حديث منكر. ولم ينفرد المسيب، عن إسماعيل بن عياش به، بل تابعه غيره، حيث أخرج ابن ماجة في الأطعمة: باب الفالوذج 2/1108 رقم ((3340)) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك العرضي أبي الحارث، وابن الجوزي في الموضوعات: 3/21، من طريق أبي اليمان كلاهما عن إسماعيل بن عياش به. وفي إسناد ابن ماجة عبد الوهاب بن الضحاك العرضي، وهو متروك كذبه أبو حاتم كما في التقريب: 1/368. وقال البوصيري في الزوائد: 3/93، هذا إسناد ضعيف، عبد الوهاب قال فيه أبو داود يضع الحديث، وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة، رواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق إسماعيل بن عياش وقال: هذا حديث باطل لا أصل له، ثم ضعف جميع رواته. وقال المزي: منكر الحديث جداًّ وقد تابعه المسيب بن واضح، عن إسماعيل بن عياش وهو قريب منه. وقال ابن حجر: بل هو فوقه بكثير، يكفيك أن أبا حاتم قال فيه صدوق، وقال ابن عدي كان النسائي حسن الرأي فيه، ولم ينفرد به عبد الوهاب ولا المسيب، فقد رواه ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي اليمان، عن إسماعيل، وإسماعيل مدلس، وقد عنعن ولا سيما رواه عن غير الشاميين، ولكن تابعه غيره عن محمد بن طلحة، رواه أبو الفتح الأزدي في ترجمة عثمان في الضعفاء والمتروكون: 2/173، وابن الجوزي في الموضوعات: 3/21-22، عن القاسم بن إسماعيل المحاملي، حدثنا يحيى بن الورد، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طلحة به. قلت وإسناده ثقات إلا محمد ابن طلحة، وعثمان بن يحيى، وقد تقدم الكلام فيهما. وقال الأزدي عثمان بن يحيى هو الحضرمي لا يكتب حديثه. اهـ وقال ابن الجوزي: وهذا باطل لا أصل له، ومحمد ابن طلحة قد ضعفه يحيى بن معين، وقال أبوكامل: ليس بشيء. وقال الأزدي: لا يكتب حديثه عن ابن عباس. وتعقبه ابن حجر فقال: أورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب، والله أعلم.

990 - حدثنا محمد، قال: قُرِئَ علي مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (¬1) وَأَنَا أَسْمَعُ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ هِشام أَخْبَرَهُمْ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ واضِح، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ ¬

(¬1) محمد بن أحمد: هو ابن جميع. (¬2) محمد بن عبد الله: لعله مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ وهو من شيوخ إسماعيل بن عياش، قال ابن معين: ليس بشيء، لا يكتب حديثه. وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال البخاري: تركه ابن المبارك ويحيى. وقال العجلي وأبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال مرة: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان صدوقا إلا أنّ كتبه ذهبت وكان رديء الحفظ فجعل يحدِّث من حفظه ويهم فكثر المناكير في روايته. وقال ابن حجر: متروك. مات بضع وخمسين ومائة. التاريخ لبن معين برواية الدوري: 2/529، العلل ومعرفة الرجال: 1/90، الضعفاء الضغير: 2/104، معرفة الثقات: 2/247، الضعفاء والمتروكون: 0/92، الجرح والتعديل: 8/1 المجروحين: 2/246، الكاشف: 2/197، التقريب: 1/494.

اللَّهِ الكلاَبِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ (¬1) قَالَ: مَرَّ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ، يَعْنِي: آتِكَ إِلاَّ ِلأُحَدِّثَكَ حَدِيثاً تَرْغَبُ فِيهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقُولُ: ((مَنْ وَلِيَ (¬2) مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئاً فَاحْتَجَبَ عَنْهُمْ حَجَبَ اللهُ عَنْهُ بَابَ رَحْمَتِهِ)) (¬3) ¬

(¬1) أبو مريم: عمرو بن مرة بن عبس بن مالك يكنى أبا مريم وأبا طلحة الأزدي الجهني الصحابي الجليل. الإصابة: 4/68. (¬2) في الخطية: (أمر) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (ولي) وفوقها (صح) . (¬3) حديث حسن لغيره.. وإسناد المؤلف ضعيف، فيه أحمد بن هشام لم أعرف حاله من حيث الجرح والتعديل، والمسيب ابن واضح ضعفه الأئمة وتركه العجلي والنباتي والدارقطني، وإسماعيل بن عياش ضعيف إذا روى عن غير الشاميين وهذا ليس شاميًّا، والزبير بن عبد الله الكلابي لم أقف على ترجمته. لم أجد هذا الحديث بهذا الإسناد، ولكنه مروي عن أبي مريم الصحابي الجليل، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 7/437 عن صدقة بن خالد، وأبو داود في الخراج والإمارة والفيء: باب فيما يلزم من أمر الرعية والحجبة عنه 3/356 رقم ((2948)) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، والترمذي في الأحكام: باب ما جاء في إمام الرعية 4/562-563 رقم ((1348)) عن علي بن حجر، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/101 عن محمد بن مبارك، والهيثمي في زوائد مسند الحارث: 2/638 رقم ((609)) عن خالد بن القاسم، خمستهم عن يحيى بن حمزة، وعند البيهقي عن يحيى وصدقة، والحاكم في المستدرك: 4/93، عن بقية ثلاثتهم عن يزيد بن أبي مريم، حدثنا القاسم بن مخيرة أخبره أن أبا مريم الأزدي أخبره قال: دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك أبا فلان، وهي كلمة تقولها العرب، فقلت حديثا سمعته أخبرك به، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((من ولاه الله عز وجل شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلّتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلّته وفقره، فجعل رجلا على حوائج الناس. وهذا لفظ أبي داود. وقال الحاكم: إسناده شامي صحيح. ووافقه الذهبي. وقال الألباني في الصحيحة: 2/206 وهو كما قالا. قلت: وللحديث طرق أخرى: أخرجها أحمد في مسنده: 4/231، والترمذي في الأحكام: باب ما جاء في إمام الرعية 4/562 رقم ((1347)) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والحاكم في المستدرك: 4/94، من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن علي بن الحكم قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعت رسوالله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلّة والمسكنة إلا أغلق ... الحديث. وقال الترمذي: حديث عمرو بن مرة حديث غريب، وقد روي هذا الحديث من غير وجه، وعمرو بن مرة الجهني يكنى أبا مريم. وقال الحاكم: إسناده صحيح. ووافقه الذهبي. وقال الحاكم: أبو الحسن: هو عبد الحميد ابن عبد الرحمن، وقال ابن المديني وابن حجر: هو الجزري مجهول، وقال ابن حجر أيضا: أخطأ من سمّاه عبد الحميد. تهذيب التهذيب: 12/77، التقريب: 1/633. وقال الألباني بعد أن نقل تصحيح الحاكم وموافقه الذهبي له، قال: وذلك من أوهامها، فإن أبا لحسن هذا هو الجزري، وقد قال الذهبي نفسه في ترجمته من الميزان: ((تفرد عنه علي بن الحكم)) الصحيحة 2/205. وأخرجه أحمد في المسند: 3/441 من طريق معاوية بن عمرو، وأبو سعيد، وأبو يعلى في المسند: 13/368 رقم ((7378)) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، ثلاثتهم عن زائدة، عن السائب بن حبيش الكلاعي، عن أبي الشماخ الأزدي، عن ابن عمر له من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى معاوية فدخل عليه فقال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول: فذكر نحوه. وفي إسناده أبو الشماخ الأزدي، قال الحسيني مجهول، انظر تعجيل المنفعة: 1/495، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/210، رواه أحمد وأبو يعلى وأبو الشماخ لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد من حديث معاذ، رواه أحمد في المسند: 5/238، وابن الجعد في مسنده: 1/336 رقم ((2309)) ، من طريق حسين بن محمد، والطبراني في معجم الكبير: 20/152 و316، من طريق حنيفة بن مروان كلاهما عن شريك، عن أبي حصين، عن أبي خالد الوابلي، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: ((من ولي أمر المسلمين شيئا فاحتجب عن ضعفة المسلمين احتجب الله عنه يوم القيامة)) . ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/210 وقال: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات. قلت: بل هو ضعيف لضعف شريك القاضي وهوسيء الحفظ، ولجهالة الوالبي صاحب معاذ، لكنه ينفع في المتابعات، والله أعلم.

991 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ محمد بن أحمد بن محمد مِنْ

لَفْظِهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ [ل209/ب] عبد الرَّزاق، عن يحيى ابن العَلاَء (¬1) ، عَنِ ابنِ سابِط، عَنْ حَفْصة بنة عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((مَوْتُ الْفُجْأَةِ تَخْفِيفٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ عَلَى الْكَافِرِ)) (¬2) ¬

(¬1) يحيى بن العلاء: أبو عمرو البجلي الرازي: قال ابن معين: ليس بثقة. وكذّبه أحمد. وقال عمرو بن علي والنسائي والأزدي متروك الحديث. وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بيِّن، وأحاديثه موضوعات. وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الذهبي: واه. وقال ابن حجر: رمي بالوضع. مات قرب ستين ومائة. الضعفاء والمتروكون: 0/107، الكامل: 7/198، المجروحين: 3/116، الضعفاء والمتروكون: 3/200، ميزان الاعتدال: 4/158، تهذيب التهذيب: 11/229، التقريب: 1/595. (¬2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف ضعيف جداً، فيه يحيى بن العلاء وهو متروك الحديث، وأبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد، وابن سابط لم أقف على ترجمتهما. ولم أجد هذا الحديث بهذا الإسناد عن عائشة، ولكنه ورد من طريق آخر: أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/894 رقم ((1493)) من طريق صالح بن موسى الطلحي، قال حدثنا عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: قلت لعائشة: إن عبد الله بن عمر يقول: إن موت الفجأة سخطة على المؤمن، فقالت: يغفر الله لابن عمر أوهم الحديث، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((مون الفجأة تخفيف على المؤمن وسخط على الكافر)) . وفي إسناده صالح بن موسى الطلحي الكوفي التميمي وهو متروك. التقريب: 1/274. وأخرجه أحمد في المسند: 6/136، من طريق وكيع، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/379، من طريق أبي إسحاق، كلاهما عن عبيد الله بن الوليد، عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير، سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عن موت الفجأة أيكره؟ قالت: لأي شيء يكره؟ سألت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عن ذلك؟، فقال: راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر، وهذا لفظ البيهقي. وخالف سفيان الثوري كلاًّ من أبي إسحاق ووكيع: حيث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/379، من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن الوليد به موقوفا على عائشة رضي الله عنها. وإسناده ضعيف جداًّ، فيه عبيد الله بن الوليد وهو متروك، كما في التقريب: 1/375. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/379 من طريق أبي شهاب- عبد ربه بن نافع- عن الأعمش، عن زبيد، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله بن عمر، وعائشة رضي الله عنهما موقوفا عليهما. وعبد ربه بن نافع صدوق يهم. التقريب: 1/335، وزبيد هو ابن الحارث ثقة. التقريب: 1/ 213وأبو الأحوص هو عون بن مالك الجشمي ثقة. التقريب: 1/433. وأخرجه البيهقي أيضا في السنن الكبرى: 3/379، من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ الأعمش، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله من قوله. وفي إسناده أبو بكر ين عباش وهو ثقة ساء حفظه لما كبر وهو صحيح الكتاب التقريب: 1/624، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني، ويقال: مرة الطيب ثقة. التقريب: 1/252. وقد خالف الحجاج الأعمش فيما رواه البيهقي في السنن الكبرى: 3/379، من طريق الحجاج، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله مرفوعا. والحجاج هو ابن أرطأة صدوق كثير الخطأ والتدليس. التقريب: 1/152. وللحديث شواهد من حديث عبيد بن عبد الله بن خالد السلمي: عند أحمد في مسنده: 3/424 و4/219، وأبو داود في الجنائز باب موت الفجأة 3/481 رقم ((4110)) والبيهقي في السنن الكبرى: 3/378، من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة، أو سعيد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي كان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((موت الفاجأة أخذة أسف)) . وحدّث مرة عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -. وأخرجه أحمد في مسنده أيضا: 3/424 و 4/219 عن محمد بن جعفر، عن شعبة به موقوفا على عبيد بن خالد من قوله. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/378 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة بهذا الإسناد، فرفعه مرة وأوقفه مرةأخرى، ورجال أحمد وأبي داود ثقات. وقال الزيلعي في تخريج الكشاف: 2/254، أخرج أبو داود عن عبيد بن خالد مرفوعا وموقوفا (( ((موت الفجأة أخذة أسف)) . ومن حديث أنس بن مالك: أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/893 رقم ((1490)) من طريق محمد بن مقابل الرازي، عن جعفر بن هارون، عن سمعان بن مهدي، عن أنس مرفوعا. ((موت الفجأة رحمة للمؤمنين وعذاب للكافرين)) . وإسناده ضعيف. فيه محمد بن مقاتل وهو ضعيف، التقريب: 1/508، وسمعان بن مهدي قال الذهبي فيه: لا يكاد يعرف، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها، قبّح الله من وضعها، وقال ابن حجر: وهي من رواية محمد بن مقاتل عن جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان فذكر النسخة وهي أكثر من ثلاثمائة حديث أكثر متونها موضوعة. ميزان الاعتدال: 2/234، لسان الميزان: 3/114. وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/893 رقم ((1489)) من طريق درست بن زياد، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ مرفوعا نحوه. وإسناده ضعيف أيضا، فيه درست بن زياد، ويزيد الرقاشي، وكلاهما ضعيفان. وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/893-894 رقم ((1491)) من طريق الحسن بن عمارة، عن ابن زياد، عن أنس مرفوعا بلفظ ((إن من اقتراب الساعة فشو الفالج وموت الفجأة)) . وفي إسناده الحسن بن عمارة وهو البجلي متروك الحديث. التقريب: 1/162. ومن حديث أبي هريرة: أخرجه ابن الجوزي أيضا في العلل المتناهية: 2/894 رقم ((1492)) من طريق أبي معاوية، عن إبراهيم بن الفضل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عن أبي هريرة قال: ((مرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بحائط مائل فأسرع المشي فقالوا: يا رسول الله كأنك خفت هذا الحائط، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - إني كرهت موت الفجأة)) . وفي إسناده إبراهيم بن الفضل وهو متروك الحديث. التقريب: 1/92. ومما تقدم من حديث عبيد بن خالد السلمي يغني في هذا الباب لأنه صحيح الإسناد، ولا يضر كونه رفعه مرة وأوقفه مرة أخرى، لأنه مما ليس للرأي فيه مجال، فيكون من قبيل الموقوف الذي له حكم الرفع، وهذا ما لو لم يأت به إلا موقوفا، وكيف وقد أتى به مرفوعا أيضا. وقال النووي: سنده صحيح، خلاصة الأحكام 2/903 رقم (3199) .

992 - حدثنا محمد، قال: قُرِئَ علي أبي الحسين محمد بن أبي بكر

الأَثْرَمِ وأنا أسمع، -وكان ثقة-، أن محمد بن مخلد العَطَّار أخبرهم، حدثنا أحمد بن الوليد الفَحَّامُ، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي (¬1) ، عن سُفْيان الثَّوْرِي، قال: ((كَانَ يُقَالُ: هَذِهِ الحُمْرَةُ ¬

(¬1) عيسى بن إبراهيم الهاشمي: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ. وقال ابن حبان: يروي المناكير عن جعفر بن برقان، ... لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. الضعفاء والمتروكون: 0/77، الضعفاء الكبير: 3/395، الجرح والتعديل: 6/271، المجروحين: 2/121.

الَّتِي فِي السَّمَاءِ بُكَاؤُهَا عَلَى الْمُؤْمِنِ)) (¬1) . 993 - حدثنا محمد، حدثنا الشيخ الصالح أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد ابن الحسين العابد من لفظه، أخبرني محمد بن العَبَّاس بن الفُضَيْل البغدادي (¬2) ، حدثنا الحسينُ ابن عمرو بن الجَهْم، قال: ((سمعت بشرَ بنَ الحَارث وقال لَهُ رَجُلٌ كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟، فَقَالَ: فِي عَافِيَةٍ بِخَيْرٍ، لَوْ أَنَّ لِي الدُّنْيَا كُلَّهَا مَا أَرَدْتُهَا، الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ، مَا فِيهَا إِلاَّ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)) (¬3) . 994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأْتُ عَلَى أبي بكر محمد بن البزاز بن أحمد الطَّرْسُوسِيِّ-وكانَ شَيْخاً صَالحاً- قلتُ: أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد الأَنْبَارِيُّ (¬4) ، حدثنا الحسين بن سعيد الحَلَبِيُّ، قال: سمعت عبدَ الواحد ¬

(¬1) إسناده ضعيف جداًّ، فيه عيسى بن إبراهيم الهاشمي، وهو متروك الحديث وأبو الحسين محمد بن أبي بكر الأثرم لم أقف على ترجمته. (¬2) محمد بن العباس بن الفضل البغدادي، وقيل محمد بن العباس بن الفضل بن الفضيل أبو بكر البزار. قال الخطيب: حدّث عن [وذكر جماعة] أحاديث مستقيمة، مات بعد سنة أربعين وثلاثمائة، تاريخ بغداد: 3/116. (¬3) في إسناده الحسين بن عمرو بن الجهم، لم أقف على ترجمته. لم أقف على هذا النص، لكن ورد شطره الأخير: ((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ما ابتغي به وجه الله عز وجلّ)) مرفوعا: عن عدد من الصحابة: منهم أبو هريرة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وأبي الدرداء، وغيرهم، بأسانيد ضعيفة. (¬4) محمد بن أحمد الأنباري: لعله بن يعقوب أبو عمر المعروف بالفرنجلي، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، في تاريخ بغداد: 1/376.

بن أحمد (¬1) يقول: قال لي سَرِيُّ بنُ المُغَلِّس السَّقَطِيُّ: يا عبدَ الواحد: ((مَنْ عَرَفَ مَا يَطْلُبُ هَانَ عَلَيْهِ مَا يَبْذُلُ، وَلَنْ تَصِلَ إِلَى مَا تُرِيدُ إِلاَّ [ل210/أ] بِتَرْكِ مَا تَشْتَهِي، عَجِبْتُ مِمَّنْ يُنْشِدُ ضَالَّتَهُ، وَقَدْ أَضَلَّ نَفْسَهُ، وَمِمَّنْ يُشْفِقُ عَلَى نَفَادِ دِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ وَلاَ يُشْفِقُ عَلَى نَفَادِ عُمرِهِ)) (¬2) . 995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي أسامة محمد بن أحمد بن محمد المقرئ (¬3) ، قلت له: أخبركُمْ جمح بن القاسم (¬4) ، حدثنا عبْدُ الصَّمْد بنْ أبي يَزِيد، حدثنا أحمدُ بنْ أبي الحَوَارِي، حدثنا أبُو سليمان (¬5) ، قال: ((رَبَّمَا أَقَمْتُ فِي الآيَةِ الوَاحِدَةِ خَمْسَ لَيَالٍ (¬6) ، ¬

(¬1) عبد الواحد بن أحمد: لعله عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن مسلم يكنى أبا أحمد، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد: 11/8-9. (¬2) في إسناده أبو بكر محمد بن البزاز بن أحمد الطرسوسي، والحسين بن سعيد الحلبي لم أقف على ترجمتهما. ذكر المناوي نحوه في الفيض القدير: 1/467، عن ابن أدهم قال: وكتب ابن أدهم إلى سفيان: ((من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، ومن أطلق بصره طال أسفه، ومن أطلق أمله ساء عمله، ومن أطلق لسانه قتل نفسه)) . (¬3) أبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد المقرئ: ابن القاسم الهروي، وقال الداني ربما أملى الحديث من حفظه، فقلّب الأسانيد وغيَّر المتون، مات سنة سبع عشرة وأربعمائة. سير أعلام النبلاء: 17/364، ميزان الاعتدال: 3/464، لسان الميزان: 5/55. (¬4) جمح بن القاسم: بن عبد الوهاب أبو العباس الجمحي الدمشقي المؤذّن، وثقه الكتاني والذهبي. مات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 16/77، العبر: 2/330، شذرات الذهب: 3/45. (¬5) أبو سليمان: هو الداراني. (¬6) في الخطية ((ليالي)) .

وَلَوْلاَ أَنَّنِي بَعْدُ فِي اللَّيْلَةِ السَّادِسَةِ أَتْرُكُ الْفِكْرَ فِيهَا مَا جُزْتُها أَبَداً، وَإِنَّمَا تُؤْتَوْا مِنْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا ابْتَدَأَ فِي السُّورَةِ يُرِيدُ آخِرَهَا، وَإِذَا قَامَ يُرِيدُ جُزْءَهُ (¬1) وَلَوْ رَدَّدَ اْلآيَةَ الْوَاحِدَةَ عَشْرَ مَرَّاتِ مَا بَرِحَ حَتَّى يَفْهَمَهَا، قالَ أَحمَدُ: فَجَرَّبْتُهُ فَمَا بَلَغْتُ قَطُّ عشرَ مَرَّاتٍ حَتَّى فَهِمْتُ)) (¬2) . 996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي العباس أحمد بن محمد بن زكرياء النَّسَائي قال: سمعتُ عبد السَّلام بن محمد المخرَّميَّ (¬3) يقول: سمعت أبا بكر الجَوَارِبِيَّ الأَصْبَهَانِيَّ (¬4) يقول: سمعتُ سهلَ بنَ عبد الله يقولُ: ((حَظُّ الْخَلْقِ مِنَ الْيَقِينِ عَلَى قَدْرِ حَظِّهِمْ مِنَ الرِّضَا، وَحَظُّهُمْ مِنَ الرِّضَا عَلَى قَدْرِ عَيْشِهِمْ مِنْهُ، وَعَلَى قَدْرِ قُرْبِهِمْ مِنَ التَّقْوَى، أَدْرَكُوا الْيَقِينَ)) (¬5) . ¬

(¬1) في الخطية ((جزوه)) . (¬2) في إسناده أبو أسامة محمد بن أحمد وهو ضعيف، وعبد الصمد بن أبي يزيد لم أقف على ترجمته. أخرجه أبو نعيم في الحلية: 9/262، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/232، من طريق أحمد بن أبي الحواري، عن أبي سليمان بلفظ: (( ((وربما جاءت الآية في القرآن تطير العقل، فسبحان الذي رده إليهم بعد)) . اهـ وهذا لفظ أبي نعيم. (¬3) هو: أبو القاسم ابن أبي موسى الصوفي، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد: 11/56-57. (¬4) هو: محمد بن صالح بن خلف بن داود، وثقه مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/362. (¬5) رجال إسناده ثقات إلا سهل بن عبد الله فلم أميّزه.

997 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد ابن سختوية (¬1) قلت: حدثكم أحمد بن عطاء ابن أحمد [210/ب] الرُّوذَبَاِريُّ قال: قال خَالي (¬2) رحمهُ اللهُ: ((سأَلْتُ بَعْضَ أَهْلِ مَحَبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا اسْتَحَقَ أَهْلُ مَحَبَّتِهِ مَحَبَّتَهُ؟ فَاضْطَرَبَ، ثُمَّ قَالَ لِي: وَيْحَكَ، إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ اْلأَرْضِ لَمْ يَسْتَحِقُّوا مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَزْنَ ذَرَّةٍ وَلَكِنْ سَلْ بِمَا وَصَلَ أَهْلُ مَحَبَّةِ اللهِ إِلَى مَحَبَّةِ، فَسَأَلْتُهُ؟ فَقَالَ: بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، قُلْتُ: فَهَلْ عَالَجَ الْقَوْمُ شَيْئاً قَبْلَ الزُّهْدِ؟ قالَ: نَعْم، التَّقَلُّلَ مِنَ الدُّنْيَا، فَقُلْتُ: هَلْ عَالَجَ الْقَوْمُ شَيْئاً قَبْلَ التَّقَلُّلِ؟ قَالَ: نَعم، حَذَرِ الْمَوْتِ، قُلْتُ: صِفْ لِي حاَلَ هَؤلاَءِ، قَالَ: يَأْكُلُونَ كَمَا يَأْكُلُ الْمَرْضَى وَيَرْقُدُونَ كَمَا يَرْقُدُ الْغَرْقَي)) (¬3) . 998 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ محمد بن العباس بن عبد الملك ابن العباس الفَارِسِيِّ، قُلْتُ: حدَّثَكُمْ أبو القاسم عبد السَّلام ¬

(¬1) ذكره الخطيب فيمن روى عنه الصوري تاريخ بغداد: 5/11 (¬2) خاله: هو أبو علي محمد بن أحمد الروذباري. (¬3) في إسناده أحمد بن عطاء وهو ضعيف، قال قاسم بن عساكر: روى أحاديث غلط فيها غلطا فاحشا، وقال الصوري: ما أظنه ممن يتعمد الكذب، ولكنه شُبّه عليه. وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن سختوية لم أقف على ترجمته.

بن محمد المخَرَّمِي قالَ: سمِعْتُ أَبا علي محمد بن أحمد الرُّوذَبَارِي (¬1) يَقُولُ: سَمِعْتُ جُنَيْداً (¬2) يَقُولُ: ((كَانَ سَرِيُّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُفِيدَنِي يسألني (¬3) ، فَقَالَ لِي: مَا الشُّكْرِ؟، فَقُلْتُ: أَنْ لاَ يُعْصَي اللهُ بِنِعَمِهِ، قَالَ: فَكَانَ يَسْتَعِيدُنِيهِ)) (¬4) . 999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الحسن علي بن عبد الله الحُبُلِّي، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أبو علي الحسن بن إسحاق بن إبراهيم، ¬

(¬1) أبو علي محمد بن أحمد الروذباري: قيل اسمه أحمد بن محمد، وقيل هارون، صحب الجنيد، وقال أبو علي الكاتب: ما رأيت أحدا أجمع العلم الشريعة والحقيقة من أبي علي. مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 1/329، الحلية الأولياء: 10/356، سير أعلام النبلاء: 14/535، شذرات الذهب: 2/296. (¬2) الجنيد: بن محمد بن الجنيد النهاوندي ثم البغدادي القواريري، شيخ الصوفية، قال ابن المنادي: سمع الكثير وشاهد الصالحين، وأهل المعرفة، ورزق الذكاء، وصواب الجواب، لم ير في زمانه مثله في عفة وعزفٍ عن الدنيا. تاريخ بغداد: 7/241، الحلية الأولياء: 10/255، صفة الصفوة: 2/416، سير أعلام النبلاء: 14/66. (¬3) في الأصل ((يسلني)) . (¬4) في إسناده أبو الحسن محمد بن العباس الفارسي لم أقف عى ترجمته. أخرجه الخطيب في تاريخه: 7/244 من طريق رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري، عن معروف بن محمد بن معروف، عن عيس بن كاسة عن الجنيد به نحوه. ورضوان بن محمد قال الخطيب فيه: ما علمت منه إلا خيرا. تاريخ بغداد: 8/432، وأشار أبو سعيد السمان إلى أن معروف بن محمد لم يكن ثقة. تاريخ بغداد: 13/209، وعيس بن كاسة، لم أجد له ترجمة. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان: 4/130 رقم ((4550)) من طريق جعفر بن محمد الخواص، عن الجنيد به نحوه. وفي إسناده جعفر الخواص، لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا. وأخرجه الخطيب أيضا في تاريخه أيضا: 7/244، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/417، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/68، من طريق أبي محمد المرتعس عن الجنيد نحوه. وفي إسناده أبو محمد المرتعس، وهو عبد الله بن محمد، وسماه الخطيب جعفرا، وقال من كبار الصوفية، وقيل عجائب بغداد في التصوف ثلاث: نكت أبي محمد المرتعش، وحكايات الخلدي، وإشارات الشبلي. تاريخ بغداد: 7/221، سير أعلام النبلاء: 15/230. وذكره أبو نعيم في الحلية الأولياء: 10/119، وبرهان الدين بن مفلح في المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد: 1/305، عن الجنيد بدون إسناد.

حدثنا محمَّدُ بْنُ المُسَيّب (¬1) ، حدثنا عبد الله ابن خُبَيْق، حدثنا عبد الله بن ضُرَيْس (¬2) ، قال: ((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُونُس ابْنِ عُبَيْد، قال: أَنْتَ يونس؟ قال: نَعم، قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى [ل211/أ] أَرَانِيكَ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ (¬3) ، قَالَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَك، قالَ: مَا غَايَةُ الْوَرَعِ؟ قَالَ: الْخُرُوجُ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ، وَالْمُحَاسَبَةُ عِنْدَ كُلِّ طَرْفَةٍ، قَالَ: فَمَا غَايَةُ الزُّهْدِ؟، قَالَ: تَرْكُ الرَّاحَةِ)) (¬4) ¬

(¬1) محمد بن المسيب: بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري ثم الأغياني، ذكره الذهبي وقال: إمام شيخ الإسلام. سير أعلام النبلاء: 14/422، (¬2) عبد الله بن ضريس: الأصبهاني أبو محمد، ذكره عبد الله أبو الشبخ الأنصاري في طبقات المحدثين بأصبهان ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. طبقات المحدثين بأصبهان: 2/406. (¬3) في الخطية: (مسلة) . (¬4) في إسناده أبو الحسن علي بن عبد الله الحبلي، وأبو علي الحسن بن إسحاق بن إبراهيم لم أقف على ترجمتهما، وعبد الله بن خبيق لم يوثّقه أحد، قال ابن أبي حاتم فيه: أدركته ولم أكتب عنه، كتب إلى أبي بجزء من حديثه، وعبد الله بن ضريس لم أقف له على توثيق ولا تعديل. أخرجه البيهقي في الزهد الكبير: 0/314 رقم ((840)) ، من طريق أحمد بن عمير و 0/316 رقم ((849)) من طريق جعفر بن أحمد الشاماتي عن عبد الله بن خبيق به، وأحمد بن عمير قال فيه الذهبي: صدوق، له غرائب، وقال الدارقطني لم يكن بالقوي، وقال الطبراني هو من ثقات المسلمين. سؤالات السلمي للدارقطني (ص35) ، سير أعلام النبلاء: 15/15، ميزان الاعتدال: 1/268، لسان الميزان: 1/239. وجعفر بن أحمد الشاماتي، قال الذهبي: هو الإمام المحدث الرَّحاّل المصنف، أبو محمد النيسابوري الفقيه الشافعي. في سير أعلام النبلاء: 14/15.

1000 - حدثنا محمد، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الأَصْبَهَانِيُّ مِنْ لفظه، أخبرنا سليمانُ بن أحمد بن أيوب، حدثنا عليُّ بن عبد العزيز (¬1) ، حدثنا أحمدُ بن يونس (¬2) ، قال: سمعتُ الثَّوْرِيَّ يقولُ: ((النَّظَرُ فِي وُجُوهِ الظَّالِمِينَ خَطِيئَةٌ، وَأَكْلُ طَعَامِ الظَّالِمِينَ سُقُوطٌ مِنْ عَيْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَرْكُ قِيَامِ اللَّيْلِ طَرْدٌ بَيِّنٌ)) (¬3) . 1001 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي يعقوب إسحاق بن أحمد بن الحسين ابن المُغِيرَة الكِنْدِيِّ، قُلْتُ: حدَّثكم أحمد بن عطاء بن أحمد، أخبرني أبو صالح عبد الله بن صالح، قال: قال يوسفُ بن ¬

(¬1) علي بن عبد العزيز: بن المرزبان بن سابور أبو الحسن البغوي، قال ابن أبي حاتم: كان صدوقا ووثقه الدارقطني، وقال الذهبي: حسن الحديث. مات سنة بضع وثمانين ومائتين. الجرح والتعديل: 6/196، ميزان الاعتدال: 3/143، لسان الميزان: 4/241. (¬2) أحمد بن يونس: هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي أبو عبد الله الكفي اليربوعي، ثقة، التقريب: 1/81. (¬3) رجال إسناده ثقات إلا أبو بكر محمد بن أحمد الأصبهاني لم أجد له ترجمة. أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 7/46، من طريق عبد الله بن سابق، عن سفيان الثوري مختصرا على قوله: ((النظر إلى وجه الظالم خطيئة)) .

الْحُسَيْنِ (¬1) : قال ... ذُو النُّونِ المصرِيُّ: ((خَالِفْ هَوَاكَ بِتَقْوَاكَ، وَخَالِف اْلأَحْمَقَ، وَإِنْ كَانَ عَابِداً، وَخَفْ نَفْسَكَ عَلَى دِينِكِ، وَخَفْ هَوَاكَ عَلَى عَقْلِكَ)) (¬2) . 1002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد الثقة المأمون، أخبرنا محمد ابن مَخْلَد بن حفص، قال: سمعت محمدُ بن يوسف (¬3) يقول: قالَ بِشْرُ بْنِ الحارث رضِيَ الله عنه: ((إِذَا رَأَيْتَ الْقَارئَ يَسْتَوِي بِبَابِ غَنٍّى فَهُوَ مَمْقُوتٌ)) (¬4) ¬

(¬1) يوسف بن الحسين: بن علي أبو يعقوب الرازي، قال خطيب: كان كثير الأسفار وصحب ذا النون المصري، وحكى عنه وسمع أحمد بن الحنبل. تاريخ بغداد: 14/314، الحلية الأولياء: 10/238، سير أعلام النبلاء: 14/248. (¬2) في إسناده أحمد بن عطاء وهو ضعيف، وأبو يعقوب إسحاق بن أحمد، وأبو صالح عبد الله بن صالح لم أقف على ترجمتهما. (¬3) محمد بن يوسف: سليمان بن سليم أبو عبد الله الجوهري، صحب بشر بن الحارث، قال ابن أبي حاتم صدوق، كتبت عنه مع أبي ببغداد، مات سنة خمس وستين ومائتين. تاريخ بغداد: 3/394. (¬4) رجال إسناده ثقات إلا محمد بن أحمد، لم أقف عليه، لكن وصفه المؤلف بالثقة المأمون. أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 6/387، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 13/586، من طريق أبي صالح الفراء قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: قال لي سفيان: ((إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء ... )) . وفي إسناده يوسف بن أسباط وثقه ابن معين. وقال البخاري: دفن كتبه فكان حديثه لا يجيء كما ينبغي. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. ووثقه ابن حبان. الثقات: 2/274، سير أعلام النبلاء: 9/171، ميزان الاعتدال، 7/292.

1003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد الصوفي فِيمَا قَرَأْتُ علَيهِ، حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ عَطَاء، حدثني وَكِيعُ بْنُ عَلَيّ [ل211/ب] الحَافِظ، حدثنا أحمدُ بن مَسْرُوق، حدثنا محمد بن بشير (¬1) ، قال: سمعت محمَّد بن السَّمَّاك يقول: ((الذُّبَابُ عَلَى الْعَذٍِِِِِِرَةِ أَحْسَنُ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى أَبْوَابِ الْمُلُوكِ)) (¬2) . 1004 - حدثنا محمد، حدثنا أبو محمد خَلَفُ بن محمد بن علي بن حَمْدُون الوَاسِطي الحافظ من لفظه، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الحسين الخَلاَّلُ بِمرو، حدثنا عبدُ الله بن محمود (¬3) ، حدثنا سعيدُ بن هُبَيْرَة (¬4) ، حدثنا جعفرُ بن سليمان الضُّبَّعي، عن مالك ابن دينار قال: ((اتَّخِذْ ¬

(¬1) محمد بن بشير: بن مروان الكندي الواعظ أبو جعفر يعرف بالدعا، قال ابن معين: ليس بالثقة. وقال الدارقطني: ليس بالقوي في حديثه. وقال البغوي والسراج: صدوق. وقال الذهبي: تُكلِّم فيه. الجرح والتعديل: 7/211، تاريخ بغداد: 2/98، لسان الميزان: 5/94. (¬2) في إسناده محمد بن أحمد الصوفي ووكيع بن علي لم أقف على ترجمتهما، ولكنّ وكيعاً وُصف في الإسناد بالحافظ، وأحمد بن عطاء ضعيف، وأحمد بن مسروق ليس بالقوي. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 5/370 من طريق جعفر بن محمد بن نصير الخالدي، عن أحمد بن محمد بن مسروق به. في إسناده جعفر الخالدي وهو ثقة. وثقه الخطيب، انظر تاريخ بغداد: 7/226. وذكره الذهبي في ميزان اللاعتدال: 6/190 عن محمد بن بشير، عن ابن السماك به. (¬3) عبد الله بن محمود: أبو عبد الرحمن المروزي السعدي، مات سنة إحدى عشر وثلاثمائة. وثقه الحاكم. الجرح والتعديل: 5/183. سير أعلام النبلاء: 14/399. (¬4) سعيد بن هبيرة: المروزي. قال أبو حاتم: ليس بالقوي، روى أحاديث أنكرها أهل العلم. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات كأنه كان يضعها أو يوضع له فيجيب فيها. وقال الخليلي: له غرائب: الجرح والتعديل: 4/70، المجروحين: 1/326، لسان الميزان: 2/48. الكشف الحثيث: 0/126.

طَاعَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تِجَارَةً تَأْتِكَ اْلأَرْبَاحُ مِنْ غَيْرِ بِضَاعَةٍ)) (¬1) . 1005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الفضل الحسن بن أحمد بن عبد الله ابن محمد القاضي، قلت: حدثكم أحمد بن عطاء، حدثنا محمد بن الحسن قال: قال شرقي: قال أبو حمزة: قال محمّدُ بن الهَيْثَم: قلتُ لأَبِي حَرِيز: أوصني، قال: ((إِيَّاكَ وَاْلأُنْسَ إِلَى حِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْك، َ وَإِمْهَالُهُ إِيَّاكَ، فَإِنَّهُ إِنْ غَضِبَ عَلَيْكَ مَحَى اسْمَكَ مِنْ دِيوَانِ اْلأَتْقِيَاءِ، وَحَبَسَكَ فِي سِجْنِ اْلأَشْقِيَاءِ)) (¬2) . 1006 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن عبد ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن علي بن الحسن الخلال لم أقف عليه، وسعيد بن هبيرة ليس بالقوي، وله غرائب. أخرجه أحمد في الزهد: 0/83، والبيهقي في الزهد الكبير:: 2/282، رقم ((721)) من طريق سيار، حدثنا، حدثنا مالك بن دينار قال لقمان لابنه: يا بني اتخذ طاعة الله تجارة ... فكره. وسيار هو بن حاتم العنزي، صدوق له أوهام. التقريب: 1/361. وأخرج أبو نعيم نحوه مطولا في الحلية الأولياء: 4/54، من طريق محمد بن طاهر بن أبي الدميك، حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، حدثنا زافر بن سليمان: عن أبي سنان الشيبان قال: بلغني أن وهب بن منبه قال: يا بني: اتخذ طاعة الل تجارة ... فذكره. وفي إسناده زافر بن سليمان، وهو الإيادي صدوق كثير الأوهام. التقريب: 1/213. وفيه انقطاع أيضا بين أبي سنان الشيباني ووهب بن منبه. (¬2) في إسناده أبو الفضل الحسن بن أحمد بن عبد الله القاضي وشرقي، لم أقف على ترجمتهما، وأحمد بن عطاء ضعيف، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن الهيثم لم أميّزهما.

الله ابن أحمد ابن هاشم المقرئ يقول: (¬1) سمعت أبا بكر الهِلاَلِيَّ (¬2) يقول: ((مَنْ عُنِيَ بِمُجَاهَدَةِ (¬3) اْلأَسْرَارِ، اشْتَغَلَ عَنِ الْحِكَايَاتِ وَاْلأَخْبَارِ، وَذِكْرُ اللهِ أَفْضَلُ اْلأَذْكَارِ، وَمِنْ نُورِ اللهِ تُقْتَبَسُ اْلأَنْوَارُ)) (¬4) . 1007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد بن محمد من كتابه، أخبرنا أحمد بن يوسف [ل212/أ] بن إسحاق المَنْبَجِيُّ (¬5) ، حدثنا سَهْلُ بن صالح الأَنْطَاكِيُّ، حدثنا سَيَّارٌ، حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالكَ بن دينار يقول: ((لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يَشُدُّونِي فِي وِثَاقِي فَيُنْطَلَقُ بِي إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا يُنْطْلَقُ بِالْعَبْدِ الآبقِ إِلَى سَيِّدِهِ)) (¬6) . ¬

(¬1) هنا في الخطية (قال) وعليها علامة الضرب. (¬2) أبو بكر الهلالي: محمد بن عبد الله بن يوسف البصري، ذكره ابن الجوزي والذهبي، وقال الذهبي روى خبرا باطلا. صفة الصفوة: 4/243، لسان الميزان: 5/334. (¬3) في الخطية: (لمجاهدة) ، باللام، والتصحيح من صفة الصفوة لابن الجوزي. (¬4) في إسناده أبو القاسم الحسن بن عبد الله المقرئ، لم أقف على ترجمته، وأبو بكر الهلالي متكلّم فيه. أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/243 من طريق أبي عبد الله محمد بن علي الصوري به مختصرا على قوله: ((من عني بمجاهدة الأسراء اشتغل عن الحكايات والأخبار)) . (¬5) أحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي: أبو بكر، ذكره ابن جميع ضمن شيوخه من غير جرح ولا تعديل. معجم الشيوخ: 0/210. (¬6) إسناده حسن، فالإسناد وإن كان فيه يوسف المنبجي وهو لم يوثقه أحد، إلا أن سهل بن صالح قد تابعه علي بن مسلم، عن سيار بن حاتم. أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد: 1/322، من طريق علي بن مسلم به. وعلي بن مسلم ثقة، كما في التقريب: 1/405.

1008 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي إسحاق إبراهيمَ بنِ علي بن المبارك، قلتُ: أَخْبَرَكُمْ أحمدُ بْنُ عَطَاء بن أحمد، أخبرني محمَّد بْنُ علي، قال: قال أحمدُ ابن الفَضْل: قال يحيى بن معاذ: ((إِلَهِي لاَ أَعْتَمِدُ عَلَى الْعُذْرِ وَإِنَّمَا أَتَّكِلُ عَلَى الْعَفْوِ، إِلَهِي قَدْ رَجَوْتُ مِنْكَ أَلاَّ تُعَذِّبَنِي ِلأَنَّكَ أَرْحَمُ بِي مِنِّي، إِلَهِي إِنْ كَانَ لاَ يُقَرَّبُ إِلاَّ مَنْ أَحْسَنَ فَإِلَى مَنْ يَلْجَأُ مَنْ أَسَاءَ، إِلَهِي لاَ تَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَعْدَائِكَ فِي دَارِ نَارِكَ، وَلاَ تُشْمِتْهُمْ بِي بِتَعْذِيبِكَ إِيَّايَ، وَهَبْ ذُنُوبِي بِكَرَمِكَ يَا أَكْرَمَ اْلأَكْرَمِينَ)) (¬1) . 1009 - حدثنا محمدقال: قرأتُ علَى أبي العباس أحمدَ بن محمد بن زكريَّا، قلت: حدثك أبو عبد الله أحمدُ بن عطاء، أخبرني محمدُ بن علي، قال: قال أحمدُ بن الفضل: قال يحيى بنُ مُعَاذ في مُنَاجَاتِهِ: ((إِلَهِي أَمَلِى سَاقَنِي إِلَيْكَ، وَجُودِكَ، دَلَّنِي عَلَيْكَ، فَإِمَّا قَبِلْتَنِي بِأَمَلِي، ِلأَنِّي ضَعِيفٌ، وَإِمَّا وَهَبْتَنِي لِكَرَمِكَ، ِلأَنَّكَ لَطِيفٌ، إِلَهِي إِنْ قَبِلْتَنِي خَادِماً فَمِنْ شَأْنِ الْكَرِيمِ الضِّنَّةُ بِخَدَمِهِ، إِلَهِي هَذَا سُرُورِي بِكَ وأَنَا مَأْسُورٌ، وَكَيْفَ سُرُورِي بِكَ، وَأَنَا [ل212/ب] مَسْرُورٌ)) (¬2) . ¬

(¬1) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم بن علي، وأحمد بن الفضل، لم أقف على ترجتهما، وأحمد بن عطاء صوفي ضعيف، غلط في أحاديث غلطا فاحشا، ومحمد بن علي لم أميّزه. (¬2) في إسناده أحمد بن عطاء وهو ضعيف، ومحمد بن علي لم أميّزه، وأحمد بن الفضل لم أقف على ترجمته، ولكن أحمد بن الفضل قد تابعه غيره عند ابن الجوزي. أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/95 من طريق محمد بن محمود السمرقندي، عن يحيى بن معاذ به نحوه، ولفظه: ((هذا سروري بك خائفا، فكيف سروري بك آمنا، هذا سروري بك في المجالس، فكيف سروري بك في تلك المجالس، هذا سروري بك في دار الفناء، فكيف سروري بك في دار البقاء. ومحمد بن محمود السمرقندي، لم أقف له على ترجمة أيضا.

1010 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد، قلت: حدثكم أحمد بن عطاء، أَخْبَرَني أبو صالح عبد الله بن صالح الصُّوفِيُّ، قال: قال يحيى ابن مُعاذ: ((إِلَهِي إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِي قَدْ عَظُمَتْ فِي جَنْبِ نَهْيِكَ، فَإِنَّها (¬1) صَغُرَتْ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ، إِلَهِي: إِنَّ ذُنُوبِي، وَإِنْ كَانَتْ قَطِيعَةً، فَإِنِّي لَمْ أُرِِدْ بِهَا الْقَطِيعَةَ، كَيْفَ أَقْطَعُ مَنْ لاَ يَقْطَعُنِي لاَ تَجْعَلْنِي أَهْوَنَ اْلأَشْيَاءِ عَلَيْكَ، وَأَنْتَ أَعَزُّ اْلأَشْياَءِ عَلَيَّ، إِلَهِي لَمْ أَهْتَدِ إِلَيْكَ إِلاَّ بِكَ، فَكَيْفَ أَنْجُوا مِنْكَ إِلاَّ بِكَ)) (¬2) . 1011 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي محمد مُعاذ بن محمد، ¬

(¬1) في الخطية: ((فإنا)) . (¬2) في إسناده أبو القاسم عبد الله، وأبو صالح عبد الله لم أقف على ترجمتهما. وأحمد بن عطاء ضعيف. ولكن أبا صالح قد تابعه غيره عند ابن الجوزي. أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/94 من طريق أبي العباس بن حكموية الرازي، عن يحيى بن معاذ به مختصرا. وابن حكموية هذا، لم أجد له ترجمة أيضا. وأخرج ابن الجوزي نحوه أيضا في صفة الصفوة: 4/90 من طريق أبي عمران، عن يحيى بن معاذ يدعو: أللهم لا تجعلنا ممن يدعو إليك بالأبدان ويهرب منك بالقلوب، يا أكرم الأشياء علينا لا تجعلنا أهون الأشياء عليك. وفي إسناده أبو عمران لم أجد له ترجمة أيضا.

أن أبا أحمد عمرو ابن عثمان بن جعفر البغداديُّ (¬1) حدثهم، حدثنا سليمان بن داود بن كثير (¬2) ، حدثنا محمد ابن وَزِير الواسطي، أخبرنا المنتصر بن تَمِيم، عن أَبِي بَشِير المازِني (¬3) ، قال: ((كانَ مِنْ دُعَاءِ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ الله: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَجْعَلَنِي عِبْرَةً ِلأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا يُشِينُنِي عِنْدَكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِمَا عَلَّمْتَنِي مِنِّي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ شَيْئاً مِنَ الْحَقِّ أَبْتَغِي بِهِ غَيْرَكَ، وَأَعُوذُبِكَ أَنْ تَبْتَلِينِي بِبَلِيَّةٍ، تَضْطَرُّنِي فِيهَا إِلَى مَعاصِِيكَ)) (¬4) . 1012 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قرأتُ عَلَى أبي أسامة محمد بن أحمد بن محمد، قلت (¬5) : حَدَّثَكُمْ أحمد بن عطاء بن أحمد الرُّوذَبَارِي، قال س ¬

(¬1) أبو أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر البغدادي: ذكره الخطيب في تاريخه دون جرح ولا تعديل. تاريخ بغداد: 12/22. (¬2) سليمان بن داود بن كثير، بن وقدان أبو محمد الطوسي، وثقه الخطيب، مات سنة أربع أو خمس عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 9/62-63، سير أعلام النبلاء: 14/482. (¬3) أبو بشير المازني: هو قيس بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل. الإصابة 7/41. (¬4) رجاله ثقات إلا معاذ بن محمد والمنتصر بن تميم فلم أقف لهما على ترجمة، وعمرو بن عثمان لم أقف له على توثيق ولا تعديل. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 13/475 رقم ((16965)) عن أبي الأحوص، عن أبي غيلان قال: كان مطرف بن الشخير يقول: ... فذكره مطولا. وأبو غيلان هو سعد بن طالب الشيباني، قال أبو حاتم: شيخ صالح في حديثه. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 4/87. الثقات: 8/283. وأبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي ثقة. التقريب: 1/261. (¬5) هنا في الخطية: (له) وعليها علامة الضرب.

معتُ محمد بن [ل213/أ] وهيب (¬1) يقول: سَمِعْتُ جُنَيْدَ بنَ مَحَمَّد يقُولُ فِي دَعَائِهِ: ((اللَّهُمَّ وَهَبْ لَنَا مَا وَهَبْتَهُ لِخَاصَتِكَ مِنْ أَهْلِ صَفْوَتِكَ مِنْ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ بِكَ)) (¬2) . 1013 - أَنْشَدَنَا محمد بن علي لنَفْسِهِ في الْوَعْظ: يَا أَيُّهَا الْعَاصِي إِلَى كَمْ ذَا تُصِرُّ عَلَى الْمَعَاصِي أَنَسِيتَ وَيْحَكَ مَا أُعِدْ دَ لِمَنْ عَصَى يَوْمَ الْقِصَاصِ فَدَعِ الْمَعَاصِي خَوْفَ يَوْ مٍ فِيهِ يُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَاغْنَمْ شَبَابَكَ إِنَّهُ بعْدَ الزِّيَادَةِ فِي انْتِقَاصِ وَاعْمَلْ وَأَنْتَ مُحَاذِرٌ وَاحْتَلْ لِنَفْسِكَ فِي الْخَلاَصِ وَاذْكُرْ وُقُوفَكَ مَوْقِفاً جَمَعَ اْلأَدَانِي وَاْلأَقَاصِي سُعِدَ الْمُطِيعُ لِرَبِّهِ فِيهِ وَأُشْقِيَ كُلُّ عَاصِي. 1014 - أخبرنا محمد، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد ابن إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّحاَّس البَزَّاز (¬3) ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ¬

(¬1) مُحَمَّدُ بْنُ وهيب: لعله محمد بن وهب أبو جعفر العابد كان ممن اشتهر بالصلاح والزهد وعرف بالتقلل والفقر، كان بينه وبين الجنيد بن محمد مودّة واختصاص، مات قرب السبعين ومائتين. تاريخ بغداد: 3/333. (¬2) في إسناده أبو أسامة محمد بن أحمد، وأحمد بن عطاء، وهما ضعيفان. (¬3) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر بن محمد بن سعيد بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النحاس البزاز: قال الذهبي: كان الخطيب قد عزم على الرحلة إليه، فلم يقض. ثم قال كان محدث مسند الديار المصرية ومحدثها. مات سنة ست عشرة وأربعمائة. العبر: 3/121، سير أعلام النبلاء: 17/313، شذرات الذهب: 3/204.

أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرْضَخ (¬1) الإِخْمِيمِيُّ (¬2) بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبة (¬3) ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ ابن الْوَلِيدِ الخَلاَّلُ (¬4) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ (¬5) ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ (¬6) ، عن قتادة، ¬

(¬1) في الخطية (وضح) وكتب الناسخ في هامش الخطية (لعله فرضخ) ، وهو الصحيح. (¬2) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بن فرضخ الأخميمي: المصري، قال الدارقطني: روى أحاديث في ثواب المجاهدين والمرابطين والشهداء موضوعة كلها وكذب، لا تحل روايتها والحمل فيها على ابن فرضخ، فهو المتهم بها، فإنه كان يركب الأسانيد ويضع عليها أحاديث. لسان الميزان الاعتدال: 1/178. (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ: أبو العباس العسقلاني محدث فلسطين، وثقه الدارقطني والذهبي. ثم قال الذهبي: أحسبه مات سنة عشر وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 4/292، تذكرة الحفاظ: 2/764، شذرات الذهب: 2/260. (¬4) العباس بن الوليد الخلال: ابن صبح بضم المهملة وسكون الموحدة، الدمشقي السُّلمي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه شيخ. وقال أبو داود: كان عالما بالرجال والأخبار لا أحدث عنه. وقال ابن حجر صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وأربعين. ميزان الاعتدال: 4/54، التقريب: 1/294. (¬5) يحيى بن صالح: الوُحاظي أبو زكرياء ويقال أبو صالح الشامي الدمشقي، وثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو اليمان وابن حبان. وقال أبو عوانة اللإسفراييني: حسن الحديث، ولكنه صاحب رأي.. وقال أحمد بن صالح: حدث يحيى بن صالح بثلاثة عشر حديثا عن مالك ما وجدناها عند غيره. وقال العقيلي: كان جهميًّا. وقال الحاكم: ليس بالحافظ عندهم. وقال الذهبي: وثقه جماعة وقد تكلم فيه لأجل بدعته. وقال ابن حجر: صدوق من أهل الرأي، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. الجرح والتعديل: 9/158، الثقات: 9/260، تهذيب الكمال: 31/375، تذكرة الحفاظ: 1/408، التقريب: 1/591. (¬6) سعيد بن بشير: الأزدي ويقال النصري أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي، قال شعبة: صدوق الحديث. كان ابن مهدي يحدث عنه ثم تركه. وقال ابن المديني: كان ضعيفا. وقال ابن نمير: منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات. وقال البخاري: يتكلمون في حفظه، وهو يحتمل. وقال دحيم: ثقة. مشيختنا يقولون هو ثقة لم يكن قدريا. وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف منكر الحديث. وقال النسائي وابن حجر: ضعيف. الضعفاء الصغير: 0/49، المعرفة التاريخ: 2/124، الضعفاء والمتروكون: 0/52، تهذيب الكمال: 10/348، تهذيب التهذيب: 4/8، التقريب: 1/234.

عَنِ الْحَسَنِ (¬1) ، قَالَ: ((دَخَلْنَا عَلَى عَاصِم بْنِ حَدْرَة، فَقَالَ: مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَوَّابٌ قَطّ، وَلاَ مَشَي مَعَهُ بِوِسَادَةٍ قَطّ، وَلاَ أَكَلَ عَلَى (¬2) خُوَانٍ (¬3) قَطُّ)) (¬4) . قَالَ: وَسَمِعْتُ ابنَ قُتَيْبة يَقُولُ: سمعتَ [ل213/ب] العَبَّاس يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسى بْنَ شَاذَانَ يَقُولُ: وكتَبَ عَنِّي هَذَا الْحَدِيثَ يقولُ: عَاصِمُ بْنُ حَدْرَة هَذَا رَجُلٌ مِنَ اْلأَنْصَارِ، وَلَهُ ¬

(¬1) الحسن: هو البصري. (¬2) هذا في الخطية (معه) وعليها علامة الضرب. (¬3) خوان: وهو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل. النهاية في غريب الحديث: 2/89. (¬4) حديث منكر، تفرد به سعيد بن بشير وهو ضعيف روى عن قتادة المنكرات. أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة: 2/295، عن المعمري، عن العباس بن الوليد به. وفيه: ((خدرة)) بالخاء المعجمة، وهو خطأ، وصوابه بالحاء كما عند المؤلف. وانظر المؤتلف للأزدي: 0/30، والإكمال لابن ماكولا: 3/129، توضيح المشتبه: 3/408-409. وأخرج البخاري في الأطعمة، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة، رقم (5071) من طريق قتادة عن أنس قال: ما علمت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكل على سُكُرَّجَة قط، ولا خبز له مرقق قَطُّ، وَلا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قط)) . قيل لقتادة: فعلام كانوا يأكلون؟، قال: على السفر. وقال ابن حجر في هذا الحديث في فتح الباري: قوله (عن أنس) هذا هو المحفوظ، ورواه سعيد عن قتادة فقال: (عن الحسن قال: دخلت عَلَى عَاصِمِ بْنِ حَدْرَةَ فَقَالَ: ما أكل النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى خِوَانٍ قَطُّ)) .

صُحْبَةُ مِنَ النَّبِيِّ ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ. قَالَ الصُّورِيُّ: لا أَعْلَمُ لِعَاصِمِ بْنِ حَدْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا. وَلا أَعْلَمُ لَهُ مَخْرَجًا إلاَّ مِن حَدِيثِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْهُ، وحَدْرَة: بالحاء والدال المهملتين ولهُ في الأَسْمَاء نَظِيرٌ يُشَاكِلُهُ في الصُّورَةِ وَالْخَطِّ، وَيُخَالِفُهُ فِي الضَّبْطِ وَالنُّقَطِ. وهما اسْمَان لاَ أَعْلَمُ لهما ثالثا: فأَحَدُهما (¬1) : جُذْرَة بن سبرة العَتَقِي (¬2) له صحبة، وهذا بالجيم والذال المعجمتين، والآخر خُدْرَ بن عوف بن الحارث بن الخزرج في نسب الأنصار، وهذا بالخاء المعجمة والدال المهملة وإليه ينتهي أبو سعيد وأبو شيبة الخُدْرِيَّان. وبالله التوفيق. 1015 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بن الحسن ابن إِسْحَاقَ بْنِ عُتْبَة الرَّازِي (¬3) إِمْلاءً، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ العُتْبِي (¬4) ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بنُ عَبَّاد الرُّؤَاسِي، حَدَّثَنَا يزيدُ بْنُ عَطَاء ¬

(¬1) في الخطية كلمة (فأحدهما) ليست واضحة، وكتب الناسخ في هامش الخطية، (فأحدهما) وفوقها (بيان) . (¬2) في الخطية، ((العبقي)) والتصحيح من الاكمال لابن ماكولا: 3/129، وفي تهذيب مستمر الأوهام له أيضاً 0/169. (¬3) أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ: ثم المصري ذكره الذهبي وغيره دون جرح ولا تعديل، مات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. سير أعلام البلاء: 16/113، العبر: 2/307، شذرات الذهب: 3/22. (¬4) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعُتْبِيُّ: ذكر ابن ماكولا ضمن شيوخ عثمان بن شعبان أبي عمر. في الإكمال: 7/284.

اليَشْكُرِيُّ مَوْلىَ أَبِي عُوَانَة (¬1) ، عَنْ بَيَانِ ابن بِشْرٍ (¬2) ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي شَهْم (¬3) ـ وَكَانَ رَجُلاً بَطَّالاً ـ قَالَ: ((مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ وَأَنَا فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ تَتَوَكَّأُ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى خَاصِرَتِهَا، [ل214/أ] فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَى النَّاسُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُبَايِعُونَهُ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي ِلأُبَايِعَهُ فَقَبَضَ يَدَهُ عَنِّي، وَقَالَ: إِنَّكَ صَاحِبُ الجُبَيْذَة، يَعْنِي: أَما إِنَّكَ صَاحِب الجُبَيْذَة، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بَايِعْنِي، فَوَاللهِ لاَ عُدْتُ أَبَداً فَفَعَلَ)) (¬4) ¬

(¬1) يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ مَوْلَى أبي عوانة. قال ابن سعد وابن معين والعقيلي ضعيف. وقال ابن معين مرة: ليس بالقوي. وقال أحمد: ليس به بأس، حديثه مقارب. وقال العجلي: جائز الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات فلا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن عدي: حسن الحديث. وقال ابن حجر: ليِّن الحديث. مات سنة سبع وسبعين ومائة. معرفة الثقات: 2/366، الضعفاء والمتروكون: 0/110، الضعفاء الكبير: 4/387، المجروحين: 3/103، الكامل: 7/273، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي: 3/211، ميزان الاعتدال: 7/256، التقريب: 1/603. (¬2) هنا في الخطية: (بيان بن أبي بشر) ، والتصحيح من كتب التخريج والترجم، وهو بيان بن بشر أبو بشر الأحمسي الكوفي، ثقة ثبت من الخامسة. التقريب: 1/129. (¬3) أبو شهم: صاحب الجبَيْذة، تصغير جبذذة بجيم وموحدة ساكنة ثم ذال معجمة، لا يعرف اسمه ولا نسبه، وذكر ابن السكن أن اسمه زيد أو يزيد بن أبي شيبة، وقال ابن حجر: ويقال اسم أبي شهم عبيد بن كعب. الإصابة: 4/103.. (¬4) حديث حسن، وإسناد المؤلف فيه أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ لم يذكر بجرح ولا تعديل، وعبد الرحمن بن معاوية لم أقف على ترجمته، ويزيد بن عطاء اليشكري ليس بالقوي،. أخرجه الطبراني في معجم الكبير: 22/372 رقم ((932)) من طريق إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، عن زهير بن عباد به. وإسماعيل بن الحسن الخفاف لم أقف له على ترجمة. وأخرجه ابن سعد في الطبقات: 6/56، ولطبراني في معجم الكبير: 22/372، رقم ((392)) من طريق العلاء بن عبد الجبار العطار، وأحمد في المسند 5/294، من طريق سريج، وأبو يعلى في المسند: 3/112، من طريق بشر بن الوليد الكندي، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: 5/138، والطبراني في معجم الكبير: 22/372 رقم ((من طريق محمد ابن أبان الواسطي أربعتهم عن يزيد بن عطاء به. وبشر بن الوليد الكندي: وثقه الدارقطني وغيره. وقال صالح بن محمد جزرة: صدوق لكنه لا يعقل، كان قد خرف. تاريخ بغداد: 7/84. وسريج بن يونس ثقة. القريب: 1/129، والعلاء بن عبد الجبار ثقة كذلك، التقريب: 1/43، ومحمد بن أبان الواسطي صدوق تكلم فيه الأزدي، التقريب: 1/465. والحديث مداره على يزيد بن عطاء، ولكنه لم ينفرد به بل تابعه هريم بن سفيان عند أحمد في المسندك 5/294، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: 5/138، والطبراني في معجم الكبير: 22/373، والحاكم في المستدرك: 4/418، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/319، وتهذيب الكمال: 33/407، من طريق أسود بن عامر عن هريم بن سفيان عن بيان بن بشر به. وأسود بن عامر ثقة، التقريب: 1/111، وهريم بن سفيان أبو محمد الكوفي، صدوق، التقريب: 1/571. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال ابن حجر: إسناده قوي، انظر الإصابة: 4/103. وعند أحمد وابن أبي عاصم والطبراني في رواية والحاكم والبيهقي ((كشحها)) مكان ((خاصرتها)) . وعند البيهقي فقط ((النبيذة)) بدل ((الجبيذة)) وهو تصحيف. وعند ابن أبي عاصم ((الجبذة)) بدل ((الجبيذة)) . والكشح: قيل هو ما بين الخاصرة إلى الضِّلع الخلف، وقيل الكشحان: جانب البطن من ظاهر وباطن. وقيل ما بين الحبة إلى الإبط. وقيل هو الخَصْر، وقيل: إن الكشح من الجسم إنما سمي بذلك لوقوعه عليه. لسان العرب: 2/572.

قَالَ الصُّورِيُّ: لا أَعْلَمُ لأَبِي شَهْمٍ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلاَ رَوَاهُ فِيمَا عَلِمْتُ عَنْهُ غَيْرُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَيُقَالُ، إنَّ اسْمَهُ زيدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَقِيلَ: عبيد الله ابن كَعْبٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

1016 - أخبرنا محمد، أخبرنا أبو محمد (¬1) ، أخبرنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد ابن كامل الحضرمي، سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا خير بن عرفة الأنصاري، حدثنا هانِئُ بن المتوكِّل الإسكندراني (¬2) ، حدثنا ابنُ لَهِيعَة، عن قيس بن الحجَّاج (¬3) ، قال: ((لَمَّا فُتِحَتْ مِصْرُ، أَتَى أهلُهَا إلَى عَمْرُو بن العاص حِينَ دَخَلَ بُؤْنَة (¬4) مِنْ أَشْهُرِ الْعَجَمِ، فقالُوا لَهُ: أَيُّها اْلأَمِيرُ، إِنَّ لِنِيلِنَا هَذَا سُنَّةً لاَ يجْرِي إِلاَّ بِهَا، فقالَ لَهُمْ: وَما ذَلِكَ؟، فقالُوا: إِذَا كانَ ثِنْتَيْ عَشرةَ لَيْلَةً تَخْلُوا مِنْ هذَا الشَّهْرِ عَمَدْنَا إِلىَ جَارِيَةٍ بِكْرٍ بَيْنَ أَبَوَيْهَا (¬5) ، فَأَرْضَيْنَا أبوَيْهَا وَحَمَلْنَا عَلَيْهَا مِنَ الْحُلِيِّ وَالثِّيَابِ أَفْضَلَ ما يَكُونُ، ثُمَّ أَلْقَيْنَاهَا في النِّيلِ، فقال لَهُمْ (¬6) عمرُو: إنَّ هَذَا لاَ يَكُونُ في [ل 214/ب] الإِسْلاَمِ، وَإِنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كانَ قَبْلَهُ، فأَقَامُوا بُؤْنَة ¬

(¬1) أَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر ابن النحاس البزاز. (¬2) هانئ بن المتوكل الأسكندراني: ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/162. (¬3) قيس بن الحجاج: الكلاعي المصري، قال أبو حاتم: صالح. ووثقه ابن حبان. وقال ابن يونس: كان رجلا صالحا. وقال ابن حجر: صدوق. الثقات: 7/329، تهذيب التهذيب: 8/348، التقريب: 1/456. (¬4) بؤنة: الشهر العاشر من السنة القبطية، ودخوله من الخامس والعشرين من أيّار من شهور السُّريان، وآخره الثالث والعشرين من حزيران. صبح الأعشى: 2/387. (¬5) في "البداية والنهاية" ((من أبويها)) بدل ((بين أبويها)) . (¬6) في أصل الخطية، ((له)) والتصحيح من البداية والنهاية..

وأبِيْبَ (¬1) ، ومِسْرَى (¬2) لاَ يَجْرِي قَلِيلاً وَلاَ كَثِيراً، حَتَّى هَمُّوا بِالْجَلاَءِ مِنْهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ العَاص، كَتَبَ إلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّاب - رضي الله عنه - بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيهِ عُمَرُ: إِنَّكَ قَدْ أَصَبْتَ بِالَّذِي فَعَلْتَ، ِلأَنَّ اْلإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قبْلَهُ. وَكَتَبَ بِطَاقَةً دَاخِلَ كِتَابِهِ، وَكَتَبَ إِلَى عَمْرُو إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِبِطَاقَةٍ في دَاخِلِ كِتَابِي إلَيْكَ، فَأَلْقِهَا فِي النِّيلِ إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي، فَلَمَّا قَدِمَ كِتَابُ عُمَرَ إِلَى عَمْرو بنِ العاص، أَخَذَ الْبِطَاقَةَ، فَإِذَا فِيهَا: مِنْ عَبْدِ اللهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِين إِلَى نِيلِ مِصْر (¬3) ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَجْرِي مِنْ قِبَلِكَ فَلاَ تَجْرِ، وَإِنْ كَانَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (¬4) ، هُوَ الَّذِي يُجْرِيْكَ، فَنَسْأَلُ اللهَ الْوَاحِدَ الْقَهَّارَ أَنْ يُجْرِيَكَ، فَأَلْقَى الْبِطَاقَةَ فِي النِّيلِ قَبْلَ (¬5) يَوْمِ الصَّلِيبِ بِيَوْمٍ، وَقَدْ تَهَيَّأَ أَهْلُ مِصْرَ لِلْجَلاَءِ وَالْخُرُوجِ، ِلأَنَّهُ لاَ تَقُومُ مَصْلَحَتُهُمْ فِيهَا، إِلاَّ بِالنِّيلِ، ¬

(¬1) الشهر الحادي عشر من أشهر السنة القبطية، دخوله في الرابع والعشرين من حزيران، وآخره الثالث والعشرون من تمّوز ((يوليو)) صبح الأعشى: 2/388. (¬2) الشهر الثاني عشر من أشهر السنة القبطية، دخوله في الرابع والعشرين من تموز من شهور السُّريان، وآخره السابع والعشرون من آب ((أغسطس)) صبح الأعشى: 2/389. (¬3) في "البداية والنهاية" ((نيل أهل مصر)) . ولا توجد هذه الجملة في المنتظم لابن الجوزي. (¬4) في "البداية والنهاية" ((الله تعالى)) بدل ((الله الواحد القهار)) .. (¬5) من قوله: ((قبل يوم الصليب ... إلى فيها إلا النيل)) هكذا ورد أيضا في فتوح مصر، ونحوه في المنتظم، وليس في البداية والنهاية هذه الزيادة.

فَلَمَّا أَلْقَى الْبِطَاقَةَ أَصْبَحُوا يَوْمَ الصَّلِيبِ (¬1) وَقَدْ أَجْرَاهُ اللهُ سِتَّة عَشَرةَ ذِراعاً فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَطَعَ اللهُ تِلْكَ السُّنَّةَ السُّوءَ عَنْ أَهْلِ مِصْر إِلَى الْيَوْمِ)) (¬2) . 1017 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمن، أخبرنا محمد بن جعفر بن كامل، حدثنا خَيْرُ ابن عَرَفَة، حدثنا هانِئُ بن المتوكِّل، [ل215/أ] حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، أنَّ مُعَاوِيَة بن أبي سفيان سَأَلَ كعبَ الأَحْبَار، فقال له: ((أَسْأَلُكَ بِاللهِ هَلْ تَجِدُ لِهَذَا النِّيْلِ فِي كِتَاِب اللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَبَراً؟، فقَالَ: إِي، وَالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى، إِنِّي ِلأَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، إِنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يُوحِي فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ، عِنْدَ خُرُوجِهِ: فيقُولُ: إِنَّ اللهِ يَأْمُرُكَ أَنْ تَجْرِيَ، فَيَجْرِي، ¬

(¬1) هكذا ورد في فتوح مصر، وفي المنتظم أيضا، وورد في البداية والنهاية: ((يوم السبت)) بدل ((يوم الصليب)) . (¬2) في إسناده هانئ بن المتوكل، وابن لهيعة وكلاهما ضعيفان. وفيه انقطاع أيضا لأن قيسا لم يسمع عن عمرو بن العاص. أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر والمغرب: 0/203-204، وابن الجوزي في المنتظم: 4/294، وابن كثير في البداية والنهاية: 1/27، و7/100، من طريق ابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، ممن حدثه قال:.. فذكره. وإسناده ضعيف أيضا، فشيخ قيس بن الحجاج غير معروف. وأخرجه الخطيب في تاريخه مختصراً: 5/277، من طريق ابن لهيعة، قيس بن الحجاج قال: قال عمرو بن العاص: ((الإسلام يهدم ما كان قبله)) . وذكره أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة 4/1424-1425، رقم (937) والقرطبي في تفسيره 12/102، في تفسير سورة الشعراء آية رقم (57) ، وابن كثير في تفسير سورة الكهف آية رقم (8) 3/465، وياقوت الحموي في معجم البلدان: 5/335.

مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، ثُمَّ يُوحِي إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، يَا نِيلُ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ لَك: غُرْ (¬1) حميدًا)) (¬2) . 1018 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن داناج الإِصْطَخْرِي (¬3) الزاهد إملاء سنَةَ خمس وثلاثين وثلاثمائة، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فضاء الجوهري (¬4) ، ومحمد بن خالد الراسِبِيُّ المعروف بالنّيلِيُّ (¬5) ، قالا: حدثنا محمد بن عبيد ابن حساب (¬6) ، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا عمر بن عبد ¬

(¬1) غُرْ: من غَرَّ الماء: أي صَبّ، انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/54. وكتب الناسخ في هامش الأصل ((لعله عُدْ حميداً)) . (¬2) في إسناده هانئ بن المتوكل، وابن لهيعة وكلاهما ضعيفان، وفيه إرسال فيزيد بن أبي حبيب قال الدارقطني: لم يسمع من ابن عمر ولا من أحد من الصحابة. أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر: 0/203، عن عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ لهيعة به. وعثمان بن صالح صدوق، كما في التقريب: 1/384، ولكن متابعه لاتغني، لبقاء الضعف في ابن لهيعة، وانقطاع بين يزيد ومعاوية. (¬3) أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن داناج الإصطخري الزاهد: المصري، روى عنه أبو محمد التجيبي عند القضاعي في مسند الشهاب وقال: الشيخ الصالح، وذكره ياقوت الحموي دون الجرح ولا تعديل، انظر مسند الشهاب: 2/20، معجم البلدان: 1/211. (¬4) أحمد بن محمد بن فضاء الجوهري: ذكره أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه دون جرح ولا تعديل. انظر معجم الشيوخ: 1/406. (¬5) محمد بن خالد الراسبي النيلي: أبو جعفر. قال أبو حاتم: صدوق. الجرح والتعديل: 7/244. (¬6) محمد بن عبيد بن حساب، ذكره المزي ضمن تلامذة جعفر بن سليمان، ولم أقف له على ترجمة. انظر تهذيب الكمال: 5/43..

الرحمن الصنعاني، قال: سمعت وَهْبَ بنَ مُنَبِّه يقول: ((لَقِيَ رَجُلٌ رَاهِبًا، فَقَالَ: كَيْفَ صَلاَتُكَ؟، فقال الرَّاهِبُ: إِنِّي لاَ أَحْسِبُ أَحَداً يَسْمَعُ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَلِّي فِيهَا، قال: فَكَيْفَ ذِكْرُكَ لِلْمَوْتِ؟، قال: لاَ أَرْفَعُ قَدَمًا وَلاَ أَضَعُ أُخْرَى إلاَّ رَأَيْتُ أَنِّي مَيِّتٌ، قال الرَّاهبُ لِلرَّجُلِ: كَيْفَ صَلاَتُكَ؟، قال: إِنِّي َلأُصَلِّي فَأَبْكِي حَتَّى يَنْبُتُ الْعُشْبُ مِنْ دُمُوعِ عَيْنِي، فَقَالَ الرَّاهِبُ لِلرَّجُلِ: [ل215/ب] أَمَا إِنَّكَ أَنْ تَضْحَكَ وَأَنْتَ مُعْتَرفٌ بِخَطِيئَتِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِي وَأَنْتَ مُدِلٌّ بِعَمَلِكَ، فإِنَّ الْمُدِلَّ لاَ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ، فقالَ الرَّجُلُ لِلرَّاهِبِ: فَأَوْصِنِي فإِنِّي أَرَاكَ حَكِيماً، قالَ: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَلاَ تُنَازِعْ أَهْلَهَا فِيهَا، وَكُنْ فِيهَا كَالنَّحْلَةِ إِنَّ أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّباً، وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّباً، وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودٍ لَمْ تَكْسِرْهُ، وَانْصَحْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نُصْحَ الْكَلْبِ ِلأَهْلِهِ، يُجِيعُونَهُ وَيَطْرُدُونَهُ وَيَضْرِبُونَهُ وَيَأْبَى إِلاَّ أَنْ يَنْصَحَ لَهُمْ، قالَ: فَكَانَ وَهَبٌ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قالَ: وَاسَوْأَتَاهُ إِذَا كَانَ الْكَلْبُ ِلأَهْلِهِ أَنْصَحَ مِنْكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)) (¬1) ¬

(¬1) في إسناده أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وأحمد بن محمد بن فضاء، ومحمد بن عبيد، لم أجد لهم توثيقاً ولا جرحاً، وعمر بن عبد الرحمن، لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات. أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/28، من طريق عبد الله بن أبو بكر المقدمي، عن جعفر بن سليمان به. وعبد الله بن أبو بكر المقدمي، لم أقف له على ترجمة، ولكنه ذكر ضمن تلامذة جعفر بن سليمان. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 13/491 رقم ((17016)) وهناد بن سري في الزهد: 1/264، وأحمد في الزهد: في ذكر بقية زهد عيسى عليه السلام 0/122، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/28، من طريق سفيان، عن رجل من أهل صنعاء، عن وهب به. وأخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/43-44، من طريق ابن المبارك، عن المبارك، عن أشرس، عن أبي عبد الرحمن- وكان فاضلا- عن وهب به. ومبارك لعله ابن فضالة، وهو صدوق يدلس ويسوي، التقريبك 1/519.

1019 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنشدنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله ابن الحسن بن أبي العصام العَدَوِيُّ لنفسه: تَعَالَى اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا قالَ كُنْ لِلشَّيْءِ كَانَا رَأَيْتُ الْمَوْتَ لاَ يُبْقِى خَلِيلاً عَلَى خِلٍّ وَإِنْ عَاشَا زَمَانَا فَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرٍ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْمَوْتَ لاَ يُعْطِي أَمَانَا أَنِسْنَا غِرَّةً لِلذِّكْرِ مُنْهُ كَأَنَّا إِنَّمَا يُعْنَى سِوَانَا وَكَمْ لِمَوْتٍ مِنْ دَارٍ وَدَاٍر أَبَانَ عَمِيدَهَا عَنْهَا فَبَانَا وَكَمْ ذِي نَخْوَةٍ وَعَزِيزِ قَوْمٍ أَذَلَّ الْمَوْتُ نَخْوَتَهُ فَهَانَا كَأَنَّا قَدْ نَظَرْناَ عَنْ قَرِيبٍ إِلَى مَا قَدْ وُعِدْنَاُه عَيَانَا (¬1) . 1020 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو سفيان محمد بن عبد الرحمن ابن معاوية [ل 216/أ] العُتْبِي، حدثنا أبي أبو القاسم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ العُتْبِي، قال: سمعت ابنَ بُكَيْر (¬2) يقول: سمعت الليث بن سعد يقول: ((مَا صَحِبَ اْلأَنْبِيَاءَ أَحَدٌ أَفْضَلُ مِنْ أَبِي ¬

(¬1) في إسناده أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي العصام العدوي لم أقف على ترجمته. (¬2) ابن بكير: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير.

بَكَرٍ الصِّدِّيق)) (¬1) . 1021 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمن، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَهْزَاد بْنِ مِهْران، حدثنا فَهْد بن سليمان، حدثنا عبد الله بن صالح (¬2) ، حدثني اللَّيْث، عن يحيى بن سعيد (¬3) ، عن سعيد بن المسيب: ((إِنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِالْمَكْتَبِ، قَالَ لِلصِّبْيَانِ: هَؤلاَءِ النَّاسُ بَعْدَنَا)) (¬4) . 1022 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حدثنا أبو سُفيان محمد بن عبد الرحمن، حدثنا أبي عبد الرحمن بن مُعاوية، قال: سمعت ابنَ بكير قال: سمعت اللَّيْثَ بنَ سعد يقول: ((مَا أَشْرَفْتُ عَلَى حَرَامٍ قَطّ فَتَرَكْتَهُ، إِلاَّ عَوَّضَنِيَ اللهُ خَيْراً مِنْهُ)) (¬5) . ¬

(¬1) في إسناده أبو سفيان محمد بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن معاوية، لم أجد لهما ترجمة. ذكره القرطبي في تفسيه 8/143، في تفسير آية رقم ((40)) من سورة التوبة ومحب الطبري في الرياض اتلنضر: 1/138، كلاهما عن الليث بن سعد بدون إسناد. (¬2) عبد الله بن صالح: المصري كاتب الليث. (¬3) يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. (¬4) رجاله الثقات إلا أَحْمَدُ بْنُ بُهْزَادِ بْنِ مِهْرَانَ، وفهد بن سليمان، ولم أجد فيهما توثيقا صريحاً. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 5/141، قال أخبرت عن عبد الله بن صالح عن ليث به. وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 34/244 تعليقا على يحيى بن سعيد به. (¬5) في إسناده أبو سفيان محمد بن عبد الرحمن بن معاوية، وأبو عبد الرحمن بن معاوية لم أقف على ترجمتهما. لم أقف على هذا النص بهذا الإسناد، ولكن تقدم معناه مرفوعا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - في الرواية رقم ((971)) .

1023 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أخبرنا أبو الفَضْلِ يحيى بنُ الرَّبِيع بن محمد ابن الرَّبيع الأَصْبَهانِيُّ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن يونس (¬1) ، قال: ذُكِرَ عَن أبي الأَسْوَد الدَّيلي أنه قال: إِنَّ اْلأُمُورَ إِذَا اْلأَحْدَاثُ دَبَّرَهَا دُونَ الشُّيُوخِ تَرَى فِي بَعْضِهَا خَلَلاَ إِنَّ الشَّبَابَ لَهُمْ فِي اْلأَمْرِ بَادِرَةٌ وَلِلشُّيُوخِ أَنَاةٌ تَقْطَعُ الْعِلَلاَ (¬2) . 1024 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنشدنا أبو القاسم شِبْلُ بن علي بن محمد العَطَّار، أنشدنا أبو جعفر المُطَيْرِيُّ (¬3) ، أنشدني أَبِي لأَبِي العتاهية (¬4) : ¬

(¬1) إسحاق بن إبراهيم بن يونس: بن موسى أبو يعقوب المعروف بالمنجنيقي الوراق، قال أبو سعيد بن يونس: كان رجلا صالحا صدوقا، وقال الخطيب: كان صادقا صالحا زاهدا، مات سنة أربع وثلاثمائة يوم الجمعة لليلتين بقيتا منه. تاريغ بغداد: 6/385. (¬2) فيي إسناده أبو الفضل يحيى بن الربيع الأصبهاني لم قف على ترجمته. ذكر الشوكاني أول بيت في نيل الأوطار: في الصلاة: باب الانحراف بعد السلام: 2/355. (¬3) أبو جعفر: محمد بن داود بن صدقة أبو جعفر الشحام المطيري، ذكره الخطيب من غير جرح ولا تعديل. تاريخ بغداد: 5/254. (¬4) أبو العتاهية: هو إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان أبو إسحاق العنزي الكوفي الشاعر، قال الخطيب: هو أحد من سار قوله وانتشر شعره وشاع ذكره، ويقال أن أحدا لم يجتمع له ديوانه بكماله لعظمه، وكان يقول في الغزل والمديح، ولقب بأبي العتاهية: لاضطراب فيه، وقيل كان يحب الخلاعة والمجون فيكون مأخوذا من العتوّ. وقال الذهبي: رأس الشعراء الأديب الصالح، عن مالك بحديث منكر. تاريخ بغداد: 6/250، البداية والنهاية: 10/265، سير أعلام النبلاء: 10/195، ميزان الاعتدال: 1/405، لسان الميزان: 1/426.

لاَ تَضَرَّعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعٍ فَإِنَّ ذَاكَ مُضِرٌّ مِنْكَ فِي الدِّينِ [ل216/ب] وَاسْتَرْزُقِ اللهَ مِمَّا فِي خَزَائِنِهِ فَإِنَّمَا ذَاكَ بَيَن الْكَافِ وَالنُّونِ أَمَا تَرَى كُلَّ مَنْ تَرْجُوا وَتَأْمُلُهُ مِنَ الْبَرِيَّةِ مِسْكِين بن مِسْكِينِ مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ فِي الدُّنْيَا إِذَا قَنعَتْ نَفْسُ الْفَتَى مِنَ حُطَامِ اْلأَرْضِ بِالدُّونِ وَأَمْقَتَ الْحِرْصَ فِي الدُّنْيَا لِصَاحِبِهِ وَأَمْقَتَ الْكِبْرَ مِمَّنْ صِيغَ مِنْ طِينِ (¬1) . 1025 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الشَّيْبَانِيُّ (¬2) سَنَةَ ثمان وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا محمد بن عبد الرحيم بْنِ ثُمَيْر (¬3) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابن عبد الله بن محمد ¬

(¬1) في إسناده أبو القاسم شبل بن علي، وداود بن صدقة لم أقف على ترجمتهما، لم أجد هذه الأبيات في ديوان أبي العتاهية، ولكنّ الخطيب أخرج البيتين الأوّلين في تاريخه: 3/445، من طريق أبي القاسم أحمد بن زيد قال: أنشدني الكديمي فذكرهما. وأخرجها البيهقي في الزهد الكبير: 2/89، دون البيتين الأخيرين من طريق القاسم بن غصن، حدثنا زكرياء بن أبي خالد، عن عبد الله بن المبارك بها. والأبيات في ديوان عبد الله بن المبارك ص95، وزيادة أربعة أبيات، كما أفادني محققا هذا الكتاب وهي: ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين وأقبح البخل فيمن صيغ من طين ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا لا بارك الله في دنيا بلا دين لو كان باللب يزداد البيب غنى لكان كل لبيب مثل قارون لكنما الرزق بالميزان من حكم يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون (¬2) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بن العوام الشيباني: ذكره ابن ماكولا ضمن تلامذة مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ ثمير. انظر الإكمال: 7/279. (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ ثمير: ذكره المزي وابن ماكولا ضمن تلامذة سعيد بن كثير بن عفير. ولم أجد له ترجمة. تهذيب الكمال: 11/38. الإكمال: 7/279.

بْنِ المُنْكَدِر، حَدَّثَنِي أَبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث حسن لغيره. وفي إسناد المؤلف فيه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ الشيباني، ومحمد بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ ثَمِيرٍ، وعبيد الله بن عبد الله، وعبد الله بن محمد لم أقف على ترجمتهم. ولكن الحديث معروف من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ. أخرجه عبد بن حميد في المسند: 3/45 رقم ((1088)) من طريق خالد بن مخلد، وأحمد في المسند: 3/344، من طريق إسحاق بن عيسى، و 3/360، والبخاري في الأدب المفرد: 1/404 رقم ((304)) والترمذي في السنن في البر والصلة: باب ما جاء في طلاقة الوجه 6/105 رقم ((2037)) وقال حديث حسن صحيح. والقضاعي في مسند الشهاب: 1/88 رقم ((90)) من طريق قتيبة بن سعيد، والبغوي في شرح السنة: 6/142-143 رقم (()) من طريق بشر بن الوليد، أربعتهم عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر مرفوعا. وفي إسناده المنكدر بن محمد بن المنكدر وهو لين الحديث. التقريب: 1/547، ولكن تابعه غير واحد. حيث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 8/550 رقم ((5484)) من طريق عبد الحميد البصري، والبخاري في صحيحه في الأدب: باب كل معروف صدقة 10/447 رقم ((6021)) وفي الأدب المفرد: 1/316 رقم ((224)) وابن حبان في صحيحه: 8/172 رقم ((3379)) والبغوي في شرح السنة: 6/142 رقم ((1642)) من طريق أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((كل معروف صدقة)) . وعبد الحميد البصري مقبول. كما في التقريب: 1/334 وأبو غسان محمد بن مطرف ثقة التقريب: 1/507 وأخرجه عبد بن حميد في المسند: 3/42 رقم ((1081)) وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج: 0/35 رقم ((9)) والخرائطي: في مكارم الأخلاق: رقم ((83)) وابن عدي في الكامل: 5/1959، والدارقطني في السنن: 3/38، والحاكم في المستدرك: 2/50 والقضاعي في مسند الشهاب: 1/87 رقم ((88)) والبيهقي في السنن الكبرى: 10/242، والبغوي في شرح السنة: رقم ((1646)) من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي، وأبو يعلى في المسند: 4/36 رقم ((2040)) وابن حبان في المجروحين: 3/32، وابن عدي في الكامل: 6/2424، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/242 من طريق مسور بن الصلت كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر بن عبد الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: ((كل معروف صدقة، وما أنفق المسلم من نفقته على نفسه وأهله كتب له بها صدقة، وما وقى به المرء المسلم عرضه، كتب له بها صدقة، وكل نفقة أنفقها المسلم فعلى الله خلفُها ضامنا، إلا نفقة في بنيان أو معصية)) . واقتصر القضاعي على أوله، وزاد بعضهم على ما ذكرنا. ووقال الحاكم: صحيح الإسناد: وتعقبه البيهقي بقوله: عبد الحميد ضعفه الجمهور. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، قلت وفي إسناد الثاني مسور ابن الصلت وهو ضعيف الحديث أيضا، ولكن الإسنادين بمجموعهما يرتقي إلى الحسن. وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند مسلم في الزكاة: باب بيان اسم الصدقة على كل نوع من المعروف 2/697 رقم ((1005)) من طريق أبي مالك الأشجعي، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قال نبيُّكم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((كل معروف صدقة)) . وعن عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري عند أحمد في المسند: 4/307، والبخاري في الأدب المفرد: 1/326 رقم ((231)) والطبراني في مكارم الأخلاق: رقم ((111)) من طريق عبد الجبار بن عباس عن عدي بن ثابت، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مرفوعا. ولفظه كسابقه. وعن جابر بن سليم الجهني عن أحمد في المسند 5/63، من طريق هشيم، حدثنا يونس بن عبيد، عن عبد ربه الجهني، عن جابر بن سليم مرفوعا. في حديث طويل وفيه: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط، ولو أن تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ المستسقي ... )) . رجاله ثقات إلا عبد ربه الجهني، قيل هو عبيدة أبو خراش الجهني، وهو مجهول، كما في الإكمال: 0/256، والتقريب: 1/379. وعن أبي ذر عند أحمد أيضا في المسند: 5/173، من طريق روح، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر مرفوعا. ولفظه: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، فإن لم تجد فالق أخاك بوجه طلق. وإسناده حسن، وعن عبد الله بن مسعود عند ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج: 0/36 رقم ((11)) ، والخرائطي في مكارم الأخلاق: رقم ((82)) والبزار في الكشف الأستار: 1/453، والطبراني في معجم الكبير: 10/110 رقم و10047)) والقضاعي في مسند الشهاب: 1/87 رقم ((89)) من طريق صدقة بن موسى، عن فرقد بن السبخي، حدثنا إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعا. بلفظ: ((كل معروف صدقة)) وزاد بعضهم ((إلى غني أو فقير فهو صدقة)) . في إسناد فرقد السبخي وهو صدوق لكنه لين الحديث كثير الخطأ، التقريب: 1/444. وأخرجه الطبراني في معجم الكبير: 10/231 رقم ((10412)) من طريق بشار بن موسى الخفاف عن أبي عوانة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعا. وإسناده ضعيف جدا، فيه بشار بن موسى وهو ضعيف كثير الغلط كثير الحديث، كذا قال ابن حجر في التقريب: 1/122، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه أيضا عن أبي عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود أخرجه ابن أبي الدنيا في قضا الحوائج: 0/37 رقم ((12)) . فالحديث بمجوع طرقه يرتقي إلى الحسن.

قَالَ: لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا يشْركُ ابْنَ ثَمِيرٍ فِي هَذَا الاسْمِ بِالثَّاءِ وَالْبَاقُونَ بِالنُّونِ.

1026 - أخبرنا محمد، أخبرنا أبو الحسين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الغَسَّانِي بصيدا، قال: أملى علينا أبو محمد أحمد بن محمد بن الحَجَّاج المَرْعَشِيُّ الأَنْطَاكِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور الحَرْبِي البَغْدَاِديُّ، حدثنا محمد ابن جعفر الراَّشِدِيُّ (¬2) ، قال: سمعت عبدَ الوهاب الوَرَّاقَ (¬3) يقول: ((مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَحمد بن حنبل ـ رحمة الله عليه ـ، قالُوا لَهُ: وَأَيْش الَّذِي كَانَ مِنْ فَضْلِهِ وَعِلْمِهِ عَلَى سَائِرِ مَنْ رَأَيْتَ؟، قال: رَجُلٌ سُئِلَ عَنْ سِتِّيَنَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ [ل217/أ] عَنْهَا بِأَنْ قال: حدَّثنا وَأخبرنَا)) (¬4) ¬

(¬1) أبو محمد بن أحمد بن محمد الحجاج المرعشي الأنطاكي: ذكره ابن جميع ضمن شيوخه. معجم الشيوخ: 1/183. (¬2) محمد بن جعفر الراشدي: وثقه الخطيب. مات سنة ثلاثمائة، وقيل سنة إحدى ثلاثمائة. تاريخ بغداد: 2/131. (¬3) عبد الوهاب الوراق: عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع أبو الحسن الورّاق البغدادي، ويقال له ابن الحكم، ثقة مات سنة خمسين ومائتين، وقيل بعدها. التقريب: 1/368. (¬4) في إسناده أبو محمد المرعشي لم يذكره ابن جميع بجرح، وأبو جعفر محمد بن منصور الحربي لم أقف على ترجمته. أخرجه ابن مفلح في المقصد الأرشد في ذكر أصحاب إمام أحمد: 1/66، و2/141، عن عبد الوهاب الورّاق تعليقا بدون إسناد. وأما قوله: ((رجل سئل أحمد عن ستين مسألة فأجاب ... )) يحمل على ما قاله الذهبي عقب كلام أبي زرعة التالي: قال عبد الله بن أحمد: قال لي أبو زرعة الرازي: أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له، وما يدريك؟، قال ذاكرته فأخذت عليه الأدب. قال الذهبي: فهذه حكاية صحيحة في سعة علم أبي عبد الله، وكانوا يعدُّون ذلك المكرر والأثر، فتوى التاربعي، وما فُسّر، ونحو ذلك، وإلا فالمتون المرفوعة القوية لا تبلغ عشر معشار ذلك. انظر سير أعلام النبلاء: 11/187.

1027 - ل ب/207 أخبرنا محمد، أخبرنا أبو الحسين، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الخصيب المِصِّيصِيُّ (¬1) ، قال: سمعتُ أحمد بن صالح (¬2) يقول: سمعت أبا زُرْعَة الرَّازي يقول: ((إِذَا رَأَيْتَ الْكُوِفَّي يَطْعَنُ عَلَى سُفْيان الثَّوْرِيِّ وَزَائِدَة، فَلاَ تَشُكُّ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ (¬3) ، وإذا رأيتَ الشَّامِيَّ يَطْعَنُ عَلَى مَكْحُولٍ وَالأَوْزَاعِيّ، فَلا َتَشُكُّ أَنَّهُ نَاصِبِيٌّ (¬4) ، وإذا رأَيْتَ ¬

(¬1) أبو بكر ابن أبي الخصيب المصيصي: هو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الخصيب المصيصي، ذكره المزي ضمن تلامذة عثمان بن عبد الله، وذكره ابن ماكولا ضمن شيوخ إبراهيم بن محمد بن الفتح، وقد روى عنه عند الخطيب. في الجامع لأخلاق الراوي: 2/250، تهذيب الكمال: 19/417، الإكمال: 4/552. (¬2) أحمد بن صالح: المصري. (¬3) رافضي: نسبة إلى بدعة الرفض: أي بغض أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب، قال الذهبي: ((ومن أبغض الشيخين واعتقد إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبّهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى، فهو من غلاة الرافضة، أبعدهم الله. انظر سير علام النبلاء: 16/458. (¬4) ناصبي: نسبة إلى بدعة النصب، والنواصب هو قوم يناصبون عليّاً وأصحابه، ليقابلوا بذلك بدعة الروافض، الذين غلوا في محبّة أهل البيت، والحطّ على من قاتل عليّاً - رضي الله عنه -. انظر مجموع الفتاوى" 25/301.

البَصْرِيَّ يَطْعَنُ علَى أَيُّوبِ السِّخْتِيَانِيِّ وابنِ عَوْنٍ، فَلاَ تَشُكُّ أَنَّهُ قَدَرِيٌّ (¬1) ، وإِذَا رَأَيْتَ الْخُرَاسَانِيَّ يَطْعَنُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ المبارك، فَلاَ تَشُكُّ أَنَّهُ مُرْجِئي (¬2) ، وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الطَّوَائِفَ كُلَّهَا مُجْمِعَةٌ عَلَى بُغْضِ أَحْمد بن حنبل، ِلأَنَّ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ وَفِي قَلْبِهِ سَهْمٌ، لاَ بُرْءَ لَهُ مِنْهُ)) (¬3) . 1028 - أخبرنا محمد، أخبرنا أبو الحسين بن جُمَيْع، قال: قال لنا أبو محمد أحمد ابن محمد بن الحَجَّاجُ، ذكَرَ لِي بعْضُ الشُّيُوخِ عَنِ الْفَتْحِ ¬

(¬1) القدري: من نسبة إلى بدعة القدر، والقدرية على ضربين: الجبرية الجهمية، -الذين أثبتوا قدر الله تعالى وغلوا في إثباته حتى سلبوا العبد اختياره وقدرته، وقالوا: ليس للعبد اختيار ولا قدرة في ما يفعله أو يتركه. والقدرية المعتزلة: -الذين- أثبتوا للعبد اختيارا وقدرة في عمله وغلوا في ذلك حتى نفوا أن يكون لِلَّه تعالى في عمل العبد مشيئة أو خلق، ونفى غلا تهم علم الله به قبل وقوعه. وهذا هو المقصود هنا والله أعلم. انظر القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح العثيمين2/397. (¬2) المرجئ: نسبة إلى بدعة الإرجاء، وله تعريفات عدة: منها إرجاء العمل عن درجة الإيمان وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للايمان، لا أنه جزء منه وأن الايمان يتناول الأعمال. على المجاز بينهما هو حقيقة في مجرد التصديق كما أنه قد يطلق على أولئك الذين كانوا يقولون لا تضرّ مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة. وقيل الإرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة فلا يقضى عليه في الدنيا بحكم ما. وقيل ربط الإرجاء بما جرى في الشأن علي - رضي الله عنه - من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة، أو إرجاء أمره هو وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر. قلت هذا هو المراد هنا. انظر فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها 2/746. (¬3) في إسناده أبو بكر بن أبي الخصيب لم أجد فيه جرحا ولا تعديلاً. أخرجه ابن مفلح في المقصد الأرشد في ذكر أصحاب إمام أحمد: 2/70 بدون إسناد. دون قوله: ((وإذا رأيت البصري يطعن على أيوب السختياني وابن عون فلا تشك أنه قدري)) . وفيه: ((إلا في قلبه شيء)) بدل ((سهم)) . وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني: أحمد بن حنبل، وإذا رأيت رجلا يحب أحمد، فاعلم أنه صاحب سنة. انظر سير أعلام النبلاء: 11/195. وسبب بغضهم لهؤلاء هو أنهم كانو رؤساء أهل السنة المحمدية، وقد حذروا الناس منهم وأغلظوا القول فيهم، ومعروف أن كل صاحب بدعة مبغض لحديث رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - المخالف لبدعته، ومعرض عنه، فكيف هو بالمتمسك به والداعي إليه. فجزاهم الله عنا وعن الإسلام كلَّ خير.

بنِ شَحْرَف، قال: ((كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ بِشْرٍ (¬1) إِذْ جَاءَهُ رجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَطْرَقَ مَلِيًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ أَطْرَقَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْكُتَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَأْخُذَنِي فِيمَا بَيْنَ السُّكُوتِ وَاْلكَلاَمِ، قالَ: وَجاءَ فتى فَسَأَلَ بِشْراً عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الْوَرَعِ، فَقَالَ لهُ: يَا فَتًى، إِنَّهُ مَنْ نَقِرَ (¬2) جَاعَ وَعَرِيَ؟ قال: فقال الفَتَى: يَا أبَا نَصْرِ، جَاعَ وَعَرِيَ [ل217/ب] يَكُونُ مَاذا؟، قال: فَأَوْمَى بِشْرٌ إِلَى اْلأَرْضِ، فأَخَذَ تِبْنَةً (¬3) ، ثُمَّ قالَ لهُ: يا فَتى، َلأَنْ يَلْقَى اللهَ تَعَالَى الْعَبْدُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْوَرَعِ بِوَزْنِ هَذِهِ أفْضَلُ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الأَرْضِ، النَّوَافِلِ وَليْسَ مَعَهُ وَرَعٌ)) (¬4) . ¬

(¬1) بشر: هو ابن الحارث. (¬2) نقر: وفلان صار نقيراً، أي صار فقيرا، انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/830. (¬3) تبنة: التِّبن: عصيفة الزرع من البر ونحوه، واحدته تبنة. لسان العرب: 13/71. (¬4) في إسناده أبو محمد أحمد بن محمد بن الحجاج، ذكره ابن جميع ضمن شيوخه ولم يذكره بجرح ولا تعديل. ذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة: 0/330. مختصرا بدون إسناد.

1029 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ البَزَّاز، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن أحمد ابن فِرَاس بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا شُعيب بْنُ يَحْيَى (¬1) ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ أَيُّوبَ (¬2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ (¬3) ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ كَعْبٍ (¬4) ، عَنْ مَسْلَمَة بْنِ مَخْلَد: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((اعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ)) (¬5) ¬

(¬1) شعيب بن يحيى: بن السائب التجيبي المصري، قال أبو حاتم: هو شيخ ليس بالمعروف. وقال بن حبان مستقيم الحديث. وقال أبو سعيد ابن يونس: كان رجلا صالحا. ووثقه الذهبي. وقال ابن حجر: صدوق عابد. الجرح والتعديل: 4/353. الثقات: 8/309، الكاشف: 1/488، تهذيب التهذيب: 12/537، التقريب: 1/267. (¬2) في الخطية: (يحيى بن أيوب) ، والتصحيح من كتب التخريج، وحيي بن أيوب: لم أقف له على ترجمة. (¬3) عمرو بن الحارث: الأنصاري المصري. (¬4) مجمّع بن كعب: قال أبو حاتم: مجمع لم يدرك مسلمة. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 8/296، المراسيل لابن أبي حاتم: 1/217، الثقات: 5/438، جامع التحصيل: 0/274. (¬5) حديث ضعيف: في إسناده إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ، وحيي بن أيوب لم أقف على ترجمتهما، وبكر بن سهل قد ضُعّف من أجل هذا الحديث، وفيه انقطاع أيضا فمجمّع مع كونه لم يوثقه غير ابن حبان لم يدرك مسلمة. أخرجه الطبراني في معجم الكبير: 19/438 رقم ((1063)) وفي معجم الأوسط: 3/256 رقم ((3073)) والقضاعي في مسند الشهاب: 1/440 رقم ((689)) والخطيب في تاريخه: 9/367، و12/319، و13/521، وابن الجوزي في الموضوعات: 2/282، كلهم من طريق بكر بن سهل الدمياطي به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/138: ((رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مجمع بن كعب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)) . وقال ابن الجوزي: لا يصح. وفي إسناده شعيب بن يحيى، ليس بمعروف كما قال أبو حاتم الرازي. وقال إبراهيم الحربي: ليس لهذا الحديث أصل. وتعقّبهم ابن عراق في تنزيه الشريعة: 2/212: بأن شعيبا عرفه غير أبي حاتم، وهو التجيبي. قال ابن يونس: عابد صالح. وقال الذهبي: مصري صدوق أخرج له النسائي فحديثه حسن. وقال-أعني ابن عراق- لكن رأيت الحافظ الهيثمي في المجمع أعل الحديث بمجمّع بن كعب وقال لا أعرفه وبقية رجاله ثقات. فدخل شعيب في الثقات، وبقي النظر في حال مجمّع فليحرر والله تعالى أعلم. قلت: لم أجد تعقب السيوطي على ابن الجوزي عند ذكره لهذا الحديث، وإنما قال بما قال به ابن الجوزي بعدما ذكر هذا الحديث، فقال: شعيب ليس بمعروف، وقال إبراهيم الحربي ليس لهذا الحديث أصل. فكأنه يوافقه، انظر اللالئ المصنوعة: 2/281. ووجدت المناوي يؤيد هذا في فيض القديد: 1/560 قائلا: وتبعه على ذلك المؤلف - يعني السيوطي- في الموضوعات أي تلخيص الموضوعات. ثم أشار إلى أن ابن حجر تعقبه بقوله: ((إن ابن عساكر خرّجه من وجه آخر في أماليه وحسنه. وقال: بكر بن سهل وإن ضعفه جمع، لكنه لم ينفرد به كما ادعاه ابن الجوزي، فالحديث إلى الحسن أقرب. أياًّ ما كان فلا اتجاه لحكم ابن الجوزي عليه بالوضع. قلت: إن هذا الكلام الذي قاله الحافظ ابن حجر إنما قاله في إسناد حديث أنس بن مالك مرفوعا: ((إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أمّنه الله من أنواع البلايا ... )) . وفيه بكر بن سهل الدمياطي هذا في ذلك الإسناد، وليس في صدد الكلام على هذا الحديث الذي معنا، والذي ضعّفه ضعفه مسلمة بن قاسم من أجله. انظر لسان الميزان: 2/51، القول المسدد: 0/23. وأخرجه ابن جميع في نعجم الشيوخ: 0/105 من طريق بكر بن سهل به. وفيه ((مجمّع بن خارجة)) بدل ((مجمّع بن كعب)) .، ومجمع بن خارجة لم أقف له على ترجمة، ولعل هذا خطأ من الناسخ. ومن شواهد هذا الحديث: 1- ما أخرجه الطبراني في معجم الأوسط كما في مجمع البحرين في زوائد المعجمين: 8/172 رقم ((4257)) من طريق موسى بن زياد، وابن عدي في الكامل: 1/307 من طريق الحسن بن سفيان، كلاهما عن زكرياء بن يحيى الخزاز، عن إسماعيل بن عباد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادى، عن أسن مرفوعا. ولفظه: ((استعينوا على النساء بالعُرْي)) . قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، ولا يرويه عن سعيد غير إسماعيل هذ، ولإسماعيل عن سعيد غير ما ذكرت من الحديث، بما ينفرد به عنه، وإسماعيل ليس بذلك المعروف. قلت: قد تركه الدارقطني في الضعفاء والمتروكون: 0/137. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/138: ((رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن زكرياء وهو ضعيف. 2- وما أخرجه ابن عدي في الكامل: 4/1639 ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات: 2/282 عن محمد بن داود بن دينار، عن أحمد بن يونس، عن سعدان بن عبدة القدّاحي، عن عبيد الله العتكي، عن أنس مرفوعا. بلفظ ((أجيعوا النساء جوعا غير مضر وأعروهن عريا غير مبرح، لأنهن إذا سمن واكتسين فليس شيء أحب إليهن من الخروج ... )) . قال ابن عدي: وهذه الأحاديث مناكير كلها، وسعدان بن عبدة القدّاحي غير معروف، وأحمد بن إسحاق بن يونس أيضا لا يعرف، وشيخنا محمد بن داود بن دينار كان يكذب. قلت وبهذا يتبين أن الحديث فعلا لا أصل له كما قال: إبراهيم الحرب وتبعه على ذلك ابن الجوزي والسيوطي. الحجال: قال المناوي في فيض القدير 1/559: ((أي قع بيوتهن، وهو بمهملة وجيم ككتاب جمع حجلة، بيت كالقبّة يستر بالثياب له أزرار كبار، يعني: إن فعلتم ذلك بهن لا تعجبن أنفسهن فيطلبن البروز بل يخترن عليه المكث في داخل البيوت ... )) .

1030 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد

بْنُ علي ابن المُبَرِّد (¬1) الرَّحْبِيُّ، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عَطَاء بن أحمد قال: قال ذو النُّون: ((خرَجْتُ الْحِجَازَ عَلَى الوِحْدةِ فَرَأَيْتُ سَوَاداً فِي الْبَرِيَّةِ، فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ، فَإذاَ أنا بِعَجُوزٍ سَوْدَاء، فَسَلَّمْتُ عَليها، وَقُلْتُ لَها: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ؟ فَقَالتْ: مِنْ وَطَنِي، فَقُلْتُ: وَإِلَى أَيْنَ؟ فَقَالَتْ: إِلَى سَكَنِي، فَقُلْتُ لَهَا: بِلاَ زَادٍ، فَقَالَتْ: لمَاَّ اسْتَرْكَدْنَا إِلَيْهِ، زَوَّدَنَا صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيهِ، قُلْتُ: وَلاَ مَاء؟، قالَتْ: إِنَّمَا يَحْمِلُ الْمَاءَ مَنْ يَخَافُ الظَّمَأَ)) (¬2) . ¬

(¬1) كذا في الخطية (المبرد) ، ولعل الصواب (المبارك) كما ورد في رواية رقم (963) و (1008) ، و (1308) . (¬2) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الرحبي لم أقف على ترجمته. في آخر هذه القصة ما يخالف التوكل على الله شرعا، إذ ليس من التوكل ترك الأخذ بالأسباب.

1031 - سمعت أبا عبد الله، قال: حكى لي بعض شيوخنا، عن سَرِيِّ السَّقَطِيِّ، أنه قال: ((مَنْ عَرَفَ اللهَ عَاشَ، وَمَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا طَاشَ، وَاْلأَحْمَقُ يَغْدُوا وَيَرُوحُ فِي لاَش، [ل218/أ] والعَاقِلُ بِخَوَا طِرِ نَفْسِهِ فَتَّاش)) (¬1) . 1032 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سألتُ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ الْحَافِظَ عَنْ قولِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ)) (¬2) ، أَهُوَ عَلَى الْجَمْعِ أَمْ عَلَى التَّوْحِيدِ؟ فَقَالَ: النَّاسُ كُلُّهُمْ يَقُولُونَهُ عَلَى الْجَمْعِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ أَبِي جَعْفَرِ الطَّحَاوِيِّ، فَإِنَّهُ يَقُولُهُ ¬

(¬1) في إسناده راوٍٍ مجهول. لم أجد هذا الأثر عن سري السقطي، ولكنه مروي عن ذي النون. أخرجه البيهقي في شعب لإيمان: 4/163 رقم ((4670)) مطولا. و7/419 رقم ((10820)) مختصرا، من طريقين عن الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عثمان الحناط قال: سمعت ذا النون المصري يقول: تجوع وتخل ترى العجب، من أحب الله عاش، ومن مال إلى غيره طاش، والأحمق يغدو ويروح في لاشيء، والعاقل عن خواطر نفسه فتاش. وفيه سعيد بن عثمان الحناط، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل في تاريخه: 9/99، والحسن بن محمد بن إسحاق، قال فيه عبد العزيز بن علي الآزجي، كان من أهل القرآن والخير وصحيح السماع وأثنى عليه ثناءً كثيرا. تاريخ بغداد: 7/422. (¬2) لم أقف على هذا الأثر عن عبد الغني بن سعيد الأسدي، ولا عن أبي جعفر الطحاوي، ولكن الحديث صحيح مخرج في الصحيحين. أخرجه البخاري في المظالم: باب لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره 5/110 رقم ((2463)) ومسلم في المساقاة: باب غرز الخشب في جدار الجار 3/1230 رقم ((1609)) من طرق عن الزهري عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا بلفظ: ((لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره. ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين؟، والله لأرمينّ بها على أكتافكم))

عَلَى التَّوْحِيدِ خَشَبَةً. 1033 - أنشدنا محمد، أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن بن عمر التُّجِيبِيُّ المُعَدَّلُ، أنشدنا أبو هريرةَ أحمد بن عبد الله بن أبي العِصَام العَدَوِيُّ لنفسه: ذَهَبَ الدَّهْرُ وَانْقَرَضْ بِاصْطِبَارٍ عَلَى مَضَضْ وَزَمَاٍن مُسَاعِدٍ لِبَنِي الْخُبْثِ وَالْحِيَضْ وَالْهُرَيْرِيُّ فِي اعْتِزَا لٍ عَنِ التِّبْرِ وَالْفِضَضْ (¬1) شَاعِرٌ جَيِّدُ الْقَرِيـ ـضِ وَرَأْسٌ إِذَا قَرَضْ غَيْرَ أَنَّ الزَّمَانَ يُقْـ ـعِدُهُ كُلَّمَا نَهَضْ (¬2) . 1034 - أنشدنا محمد، أنشدني أبو الفَتْحِ بن مُطَرِّف لِنَفْسِهِ في قَصِيدَةٍ أَوَّلُها: عَلَيَّ بِعَاقِبَةِ اْلأَيَّامِ تَكْفِينِي وَمَا قَضَى اللهُ لاَ شَكَّ يَأْتِينِي (¬3) . ثُمَّ قاَلَ بَعْدَ أَبْيَاتٍ: ¬

(¬1) االتِّبر: الذهب كلُّه، وقيل هو من الذهب والفضّة وجميع جواهر الأرض. لسان العرب: 4/88، والفضض: جمع فضة، وهي الجواهر المعروفة: لسان العرب: 7/208. وفي مجموع غرائب الحديث لأبي منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني: ص118-119، التّبر: قطع الذهب قبل أن يضرب دنانير، والقطعة منه تبرةٌ. (¬2) في إسناده أبو هريرة أحمد بن عبد الله العدوي لم أقف على ترجمته. (¬3) كذا في الأصل.

وَلاَ خِلاَفَ بِأَنَّ النَّاسَ مُذْ خُلِقُوا فِيمَا يَرُومُونَ مَنْكُوسُ (¬1) الْقَوَانِينِ [ل218/ب] أَيُنْفَقُ الْعُمْرُ فِي الدُّنْيَا مُجَازَفَةً وَالْمَالُ يُنْفَقُ فِيهَا بِالْموَازِينِ (¬2) . 1035 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي الصَّيْرَفِيَّ البَغْداديَّ يقول: سمعت أبي (¬3) يقول: سمعت هارون بنَ يوسف بن أخي (¬4) مِقْرَاض يقولُ: سمعتُ محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ يقول: ((خَرَجَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ وَنَحْنُ عرون (¬5) فقال: يا أَصْحَابَ الْحَدِيث، ترككم الحديث حديثًا)) (¬6) . 1036 - أنشدنا محمد، أنشدنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبيد الله الرُّوَيْج لبعضهم: وَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي أَنَّ مَا كَانَ كَائِنٌ هَجَرْتُكِ أَيَّامَ الفُؤَاد سَلِيمُ وَلَكِنْ حَسِبْتُ الْهَجْرَ شَيْئاً أُطِيقُهُ فَمَا كَانَ لِي فِيمَا حَسِبْتُ غَرِيمُ (¬7) . ¬

(¬1) كذا في الخطية. (¬2) في إسناده أبو الفتح بن مطرف لم أقف على ترجمته. (¬3) أبوه: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ أبو الحسن. (¬4) كذا في الخطية وفي رواية رقم (612) بدون (أخي) وكذا في كتب التراجم، ولعلّ (أخي) في هذه الرواية زائدة. (¬5) كذا في الخطية عرون: ولعل الصواب ((عارون)) : يعني ليس معهم شيء، لا محبرة ولا قلم، ولا ما يكتب عليه، أو (غازون) . (¬6) في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ علي الصيرفي لم أقف على ترجمته. (¬7) في إسناده أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبيد الله الرويج، لم أقف على ترجمته.

1037 - أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم المُحَامِلي (¬1) ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عمر المعروف بالحَسَّابِ الضَّرِيرِ، قال: سمعت أبا بكر عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث يقول: سمعت علي ابن المُوَفَّق (¬2) يقول: قُمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَتَوَضَّأْتُ بِمَاءٍ بَارِدٍ، وَتَوَجَّهْتُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَصَلَّيْتُ، فَقَرَأْتُ أَلْفَ مَرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ صَلاَتِي حَمَلَتْنِي عَيْنِي، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟، فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: الْقَدَرُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ [ل219/أ] حُلْوُهُ وَمُرُّهُ؟، فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: اْلإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بالْمَعْصِيَةِ؟، فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَكَ أَبو بَكْر؟، فَسَكَتَ، ثُمَّ قُلْتُ: عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْر؟، فَسَكَتَ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ عُثْمَانَ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: عَلِيّ بَعْدَ عُمَر؟ َ، فقال لي: ثُمّ عُثْمَان، ثُمَّ علي - رضي الله عنهم - أجمعين، وَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُكَرِّرُهَا، ثُمَّ عُثْمَان، ثُمَّ عَلِيّ، قالَ: ثُمَّ أَخَذَ بِعَضُدِي، فقَالَ لِي: يَا عَلِيَّ بْنَ ¬

(¬1) أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي: وثقه الخطيب. مات سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 11/81. (¬2) علي بن الموفق: العابد، قال الخطيب: هو عزيز الحديث، وكان ثقة. تاريخ بغداد: 12/110..

الْمُوَفَّق، هَذِهِ سُنَّتِي، فَاسْتَيْقَظْتُ)) (¬1) . آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم تسليما. بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا من أبي طالب ابن حديد. ولله الحمد والمنة. في الأصل ما مثاله: - بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، مفتي الأمة، سيف السنة، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبُهُ القاضي الفقيه المَكِين، الأشرف الأمين، جمال الدِّين، خاصة أمير المؤمنين، أبو طالب أحمد بن القاضي المَكين الأشرف الأمين جمال أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، وصَفِيّ الدولة [ل 219/ب] أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاذ فتاه، وأبو الرِّضا أحمد بن طارق ابن سنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزابادي، ومحمد ابن محمد بن محمد البَلْخي الصُّوفي، وأبو بكر محمد بن الحسن ابن نصر الخِلاطي، وأبو عمرو عثمان ابن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وإسماعيل بن عبد ¬

(¬1) لم أقف عل هذا الأثر، ولكن رجال إسناده ثقات إلا أبو حفص الحسّاب، ولم أقف على ترجمته.

المولى بن عيسى الهاشمي، وأبو محمد عبد العزيز بن عيس بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي، وولدُه أبو القاسم عيسى، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، - مثبت السماع وهذا خطّه- وآخرون في عشية يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مُنْتَصَفِ شَوَّالٍ مِنْ سنة سبع وستين وخمسمائة بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى، والحمد لله حق حمده. هذا المكتوب صحيح كما قد كتب، قرئ علي من الأصل الذي قد نسخ منه هذا الفرع، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. وفي الأصل ما مثاله: - بلغ السماع لجميع هذا الجزء على القاضي الجليل الإمام العالم المَكين ولي أمير المؤمنين أبي طالب أحمد بن القاضي المَكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين ابن حديد، أدام الله سعدَه، بقراءة الفقيه الإمام [ل220/أ] العالم، زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الفقهاء السادة القضاة، نفعهم الله في الدنيا والآخرة وهم: القاضي الفقيه، الإمام العالم، الصدر الكامل، نجيب الدِّين أبو علي الحسن، والقاضي الفقيه الإمام العالم الأمين، عماد الدين أبو البركات عبد الله ابنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الأمين، نبيه الدِّين، مفتي المسلمين، أبي محمد عبد الوهاب بن الإمام، العالم الزاهد أبي الطاهر إسماعيل ابن عوف، وأخوهما القاضي الفقيه الإمام العالم الزاهد، رشيد الدِّين أبو الفضل عبد

العزيز، وولدُه أبو بكر محمد الزُّهريُّون، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن القاضي أبي الحرم مكي ابن صالح القرشي، والفقيه الإمام عز الدين أبو البركات عبد الحميد بن شيخ الإمام العالم الصدر الكامل، أبي علي الحسين بن عتيق بن الحسين بن عتيق الرَّبعي، والقاضي الجليل الفاضل، جمال الدِّين الأسعد أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرِّب بن عبد الكريم التُّجيبي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل بن الفقيه أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج القرشي، - وهذا خطُّه- وصح وثبت في الثالث من ربيع الأول من سنة عشر وستّمائة، بظاهر ثغر الإسكندية، حرسه الله تعالى، الحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلّم تسليما [ل220/ب] .

الجزء الرابع عشر

الجزء الرابع عشر من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم صدر الإسلام أوحد الأَنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه من أصول الكتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري [ل223/بِ]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وَآلِهِ 1038 - أَخْبَرَنا القاضِي الفقيهُ المَكينُ الأَشرَفُ الأَمينُ جَمالُ الدِّينِ أبو طَالِبِ أحمدُ ابنُ القاضي المَكينِ أَبي الفَضلِ عبدِ اللهِ بنِ القاضي المَكينِ أَبي عَلِيّ الحُسَينِ بنِ حديدٍ بِظاهِرِ ثَغرِ الإِسكَندَرِيةِ حَماه اللهُ تعالى قِراءةً عليه وأنا أَسمَعُ في الثّالِثِ مِن شَهرِ رَبِيعِ الأَوّلِ سَنةَ عَشرِ وسِتِمائةٍ، قال: أخبرنا الشّيخُ الفَقِيهُ الإمامُ العالِمُ الحافظُ شَيخُ الإِسلامِ أَوحَدُ الأنامِ فَخرُ الأئمَّةِ سَيفُ السُّنةِ مُقتَدى الفِرَقِ بَقيَّةُ السَّلَفِ أَبو طاهِرِ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهانِيُّ رضِيَ اللهُ عنه قِراءةً عليه وأنا أَسمَعُ في شَوّالٍ مِن سنةِ سَبعٍ وسِتِينَ وخَمسِمائةٍ، أخبرنا الشَّيخُ أبو الحُسَينِ المُبارَكُ بنُ عبدِ الجَبّارِ بِانتِخابِي عليه مِن أصولِ كُتُبِه، حدَّثنا أَبُو عبدِ اللهِ محمّدِ ابنُ علِيٍّ بنِ عبدِ اللهِ الصوري الحافظُ إِملاءً مِن لَفظِه، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبّاسِ أحمَدُ بنُ الحُسَينِ نففا بنِ جَعفَرَ بنِ هارونَ بن العَطّارِ (¬1) ، أخبرنا أبو العَبّاس أحمَدُ بنُ الحَسنِ بنِ إسحاقَ بنِ عُتبَةَ ¬

(¬1) ترجم الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات سنة 412هـ) وورد فيه (أبو الحسن بدل أبو العباس) وقال: سمع أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي وغيره، وقال الحبال: توفي في حادي عشر شعبان، وولد في سنة سبع وثلاثين في رمضانها، وما أقدّم عليه من شيوخي أحداً في الثقة وجميع الخصال التي اجتمعت فيه، وفيات قوم من المصريين ونفر سواهم (ص374) .

الرَّازيّ (¬1) ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ حمَادِ بنِ يَزيدَ الجُمَحيّ (¬2) ، حدَّثنا خالدُ بنُ يَزيدَ العمري (¬3) ، قال: سمعت مالك بن أنس، قال: كانَ يونسُ بنُ يوسفَ مِن العُبّادِ، وأنَّه خرجَ إلى المسجِدِ ذاتَ يومٍ فَلَقِيَتْه امرأةٌ فوقَعَ في نَفْسِه مِنها شيءٌ، فقالَ: ((اللهمَّ إنَّكَ جَعَلْتَ لي بَصَري [ل224/أ] نِعْمةً وقدْ خَشِيتُ أن تكونَ عَليّ نِقْمَةً، فاقبِضْه إليكَ، فَعَمِيَ، فكان يَروحُ إلى المسجِدِ يَقودُه ابنُ أخٍ له، فإذا اسْتَقْبلَ به الأسْطُوانةَ اشْتَغَل الصَّبيُ يَلعَبُ مع الصِّبْيانِ، فإِنْ نابَتْه حاجَةٌ حَصَبَه، فأَقْبَلَ إليه، فبَيْنَا هو ذاتَ يومٍ ضَحْوَةً في المسجِدِ، إذ أَحَسَّ في بَطنِه بشيءٍ، فَحَصَبَ الصَّبيَّ، فشُغِلَ باللَّعِبِ مع الصِّبْيانِ حتى خافَ على نفْسِه فقال: أللَّهمَّ إنَّك كُنْت جعلْتَ في بَصَري نِعْمَةً فخَشِيتُ أن ¬

(¬1) ورد عند الذهبي أحمد بن الحسن بن بندار بن إبراهيم أبو العباس الرازي المحدث، قال رحل في الحديث، وكان يحسن هذا الشأن. تاريخ الإسلام وفيات 409، وسير أعلام النبلاء 17/299، ولم يتبيّن لي أهو هذا أم غيره. (¬2) محمد بن حماد بن يزيد الجمحي: لم أجده بهذه النسبة: ولعله محمد بن حماد الطهراني بكسر المهملة سكون الهاء، وثقه الأئمة، وقال عبد الحق: لا يحتج به. وقال ابن حجر: ثقة حافظ لم يصب من ضعّفه. الجرح والتعديل: 7/240، الثقات: 9/129، تهذيب الكمال: 25/89، التقريب: 1/475. (¬3) خالد بن يزيد العمري: المكي أبو الوليد وقيل أبو الهيثم، كذّبه ابن معين وأبو حاتم، وتركه أبو زرعة. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مناكير. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. ورماه الذهبي بالوضع. الجرح والتعديل: 3/360، المجروحين: 1/284، ميزان الاعتدال: 1/646، لسان الميزان: 2/289، الكشف الحثيث: 0/108.

تكونَ عَلَي نِقْمَة، وقدْ خَشِيتُ الفَضيحةَ، فانصرَفَ إلى مَنْزِلِه صحيح يَمشي، قال مالكٌ: فرَأيتُه أَعْمى ورَأيْتُه صحيحًا)) (¬1) . 1039 - أخبرنا محمَّدٌ، أخبرنا أبو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ الطّاهِرِ الأدمي الفَرَضي، أخبرنا بُكَيْرُ بنُ الحَسنِ الرَّاِزي، حدَّثَنا بَكرُ بنُ سَهْلِ، حدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التِّنِّيسِيُّ، حدثني خَلَفُ بنُ عُمرَ (¬2) قال: كُنتُ عِندَ مالِكِ بنِ أَنَسٍ فَأتاهُ ابنُ أَبِي كَثيٍر قارِئِ المَدِينةِ فَناوَلَه رُقْعَةً، فنَظَرَ فيها مالِكٌ وجَعَلَها تحتَ مُصَلاَّه، فلَمّا قامَ مِن عِندِه ذَهَبْتُ أَقُومُ، فقالَ لي: اثْبُتْ يا خَلَفُ، فناوَلَني رُقْعَةً، فنَظَرْتُ فيها رَأيْتُ اللَّيْلَةَ في مَنامِي كَأنَّه يُقالُ لي: هَذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ في المَسجِدِ، فَأتَيْتُ المَسجِدَ فَإِذا ناحِيةٌ مِنَ القَبْرِ قدِ انْفَرَجَتْ، وإِذا رسولُ اللهِ [ل224/ب]- صلى الله عليه وسلم - جالِسٌ والنَّاسُ يَقُولُونَ له: يا رسولَ اللهِ اعْطِنا، يا رسولَ اللهِ مُرْ لَنا، قال: فقالَ لَهُم: ((إِنِّي قدْ كَنَزْتُ ت ¬

(¬1) في إسناده خالد بن يزيد العمري متروك، وهو مروي من غير طريقه. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد: 24/120، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا عاصم ابن أبي بكر الزهري قال: سمعت مالك بن أنس يقول: فذكره. وعبد الرحمن بن عبد الله ثقة كما في التقريب: 1/344، وعاصم بن أبي بكر الزهري ذكره ابن حجر في نزهة الألباب: 1/187، والرشيد العطار في مجرد أسماء رواة مالك: 0/127، كلاهما دون جرح ولا تعديل. وذكره أيضا ابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/134-135، والمزي في آخر ترجمة يونس ابن يوسف، في تهذيب الكمال: 32/561 عن مالك بن أنس بدون إسناد. (¬2) خلف بن عمر: ذكره الرشيد العطار دون جرح ولا تعديل في مجرد أسماء الرواة عن مالك: 0/50.

حتَ المِنْبَرِ كَنْزًا وقدْ أَمَرْتُ مالِكًا أنْ يَقْسِمَه فِيكُم، فاذْهَبُوا إلى مالِكٍ)) ، فانْصَرَفَ النَّاسُ وبَعضُهُم يَقُولَُ لِبَعضٍ: ما تَرَوْنَ مالِكًا فاعِلاً؟، فقالَ بَعضُهُم نَفْذَ لِما أَمَرَه بِهِ رسولُ اللهِ، قال: فَرَقَّ مالِكٌ وبَكَى، قال: ثُمَّ خَرَجْتُ وتَرَكْتُه عَلى تِلْكَ الحَال)) ِ (¬1) . 1040 - قالَ عبدُ اللهِ بنُ يُوسفَ: قالَ أَبُو ضَمْرَةَ علِيُّ بنُ ضَمْرَةَ: قالَ أَبُو المُعافى ابنُ نافِعِ المَدَينِيِّ: أَلاَ إِنَّ فَقْدَ الْعِلْمِ فِي فَقْدِ مالِكٍ فَلاَ زالَ فِينا صالِحَ الحَالِ مالِكٌ ويَهْدِي كَما تَهْدِي النُّجُومُ الشَّوابِكُ (¬2) ... يُقِيمُ طَرِيقَ الحَقِّ والحَقُّ واضِحٌ وَلَوْلاَهُ لاَنْسَدَّتْ عَلَيْنا المَسَالِكُ ... فَلَوْلاَهُ ما قامَتْ حُقُوقٌ كَثِيرَةٌ وَقَدْ لَزِمَ العِيَّ اللُّجوجُ (¬3) المُمَاحِكُ ... غَشَوْنا إليه نَبْتَغي فَضْلَ رَأْيِه فَجاءَ بِرَأْيٍ مِثْلُهُ يَقْتَدِي بِه كَنَظْمِ جُمانٍ زَيّنَتْه السَّبائِكُ (¬4) ¬

(¬1) في إسناده أبو حفص عمر بن القاسم الأدمي الفرضي، وبكير بن الحسن الرازي. لم أقف على ترجمتهما، وخلف ابن عمر لم يوثِّقه أحد، وبكر بن سهل أطلق ضعفه النسائي، ولكن مسلة قيد ضعفه فقال: تكلم الناس فيه وضعفوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير. أخرجه المزي في تهذيب الكمال: 27/118، من طريق بكر بن سهل الدمياطي به. وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء: 6/317، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/62، تعليقا على خلف بن عمر نحوه. (¬2) الشوابك: من إذا اشتبكت النجوم، أي ظهرت جميعها. لسان العرب: 10/447. (¬3) في الخطية: ((لحوح)) ، واللجوج: المتمادي في الخصومة. لسان العرب: 2/354، والمماحك: معناه قريب جداً من اللجوج. إذ هو: اللجوج العسر الخُلُق. المنجد في اللغة والأعلام: 0/749. (¬4) في إسناده أبو ضمرة، وأبو المعافى بن نافع المدني لم أقف على ترجمتهما. أخرجها المزي في تهذيب الكمال: 27/118، من طريق عبد الله بن يوسف به. وذكرها ابن عبد البر في التمهيد: 1/84، بدون إسناد، وبدون البيتين الأخيرين. ولكنه ورد في إسناد المزي ((أبو المعافى بن أبي رافع المديني)) بدل ((أبو المعافى بن نافع)) ، ولم أقف عليه أيضا. وورد في البيت الثالث ((حدود)) بدل ((حقوق)) و ((لا اشتد)) بدل ((لا انسدت)) ، وورد في البيت الرابع أيضاً ((ضوء)) بدل ((فضل)) .

1041 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا أَبُو المَيْمُونَ عَبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ المعدَّلِ، أخبرنا حبشونُ بنُ مُوسى بنُ أَيُّوبَ الخَلالُ (¬1) ، حدَّثَنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ أَبُو بَكْرِ السَّيارِي (¬2) قالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَ أَبا سَعيد يقُولُ: إذا سَمِعْتَه يقُولُ الاسْمُ غَيْرُ مُسَمَّى فَاحْكُمْ عَلَيهِ أوْ [ل225/أ] فاشْهَدْ عَلَيْهِ بالزَّنْدَقَةِ (¬3) . ¬

(¬1) حبشون بن موسى بن أيوب الخلال: أبو نصر البغدادي، وثقه الخطيب. مات في شعبان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وله سبع وتسعون سنة. تاريخ بغداد: 8/289، العبر: 2/225، شذرات الذهب: 2/329. (¬2) حفص بن عمر أبو بكر السياري: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال هو من أهل البصرة. الثقات: 8/201. (¬3) إسناده حسن. فيه حفص بن عمر أبو بكر السياري لم يوثّقه غير ابن حبان. أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: 2/212 من طريق حبشون بن موسى، والحسن بن إدريس الغافلاني كلاهما عن حفص بن عمر السياري به. وأخرجه البيهقي في الإعتقاد: 0/72، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/30 من طريق سعيد بن أحمد اللخمي، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة. قلت: ذلك لأن هذا التعبير اشتهر عند من يزعم أن كلام الله مخلوق، فيقولون: أسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق. وقد ذم السلف من كان هذا معتقده، وأغلظوا القول فيهم. وانظر ما ذكره اللالكائي من النصوص عن السلف في ذلك في كتابه اعتقاد أهل السنة: 2/212، وابن تيمية في مجموع الفتاوى: 6/185-21.

1042 -[ل ب/213] حدَّثَنا محمّدٌ، أَخْبَرَنَا أبُو عَبدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ محمَّدِ بنِ أَبِي كامِلٍ، أخبرَنا خَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمانَ، حدَّثَنا أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَبِي الخَناجِرِ، حدَّثَنا بَشِيرُ بنُ زاذانَ (¬1) ، عنْ رِشْدِينِ بنِ سَعْدِ (¬2) ، عنْ أَبِي عَلْقَمَةَ (¬3) ، عنْ أَبِي هُرَيرَةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ رَحْمَةَ اللهِ لِلْمُسَافِرِ لأَصْبَحَ (¬4) النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلى ظَهْرِ سَفَرٍ، إِنَّ اللهَ بِالمُسافِرِ لَرَحِيمٌ)) (¬5) ¬

(¬1) بشير بن زاذان: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم صالح الحديث. وقال ابن حبان: غلب الوهم على حديثه حتى بطل الاحتجاج به. وضعفه الدارقطني. واتهمه ابن الجوزي ووصفه بالتدليس. الضعفاء الكبير: 1/144، الجرح والتعديل: 2/274، المجروحين: 1/192، طبقات المدلسين: 0/52، لسان الميزان: 2/37، الكشف الحثيث: 0/77. (¬2) رشدين بن سعد: بن نفلح المَهْري بفتح الميم وسكون الهاء أبو الحجاج المصري، قال ابن سعد: كان ضعيفا. قال ليس بشيء، وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال أحمد: ليس به بأس في حديثه الرقائق. وقال مرة ضعيف. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه غفلة ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث. وتركه النسائي. وقال أبو زرعة وعمرو ابن علي وابن حجر: ضعيف. الطبقات الكبرى: 7/517، الضعفاء والمتروكون: 0/42، الضعفاء الكبير: 2/66، الجرح والتعديل: 3/513، تهذيب الكمال: 9/191، التقريب: 1/209. (¬3) أبو علقمة: الفارسي المصري مولى بني هاشم ويقال حليف الأنصار، ثقة وكان قاضي إفريقية من كبار الثالثة. التقريب: 1/659. (¬4) في الخطية: ((أصبح)) من غير لام، والمثبت من كشف الخفاء. (¬5) حديث ضعيف، إسناده ضعيف، فيه أحمد بن محمد بن أبي الخناجز لم أقف على ترجمته، وبشير بن زاذان ورشدين ابن سعد كلاهما ضعيفان. أخرجه الديلمي في المسند: ((الفردوس بمأثور الخطاب)) 3/353-354، وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: 4/98، والسخاوي في المقاصد الحسنة: 0/345، والعجلوني في الكشف الخفاء 2/206، كلهم بلا إسناد بلفظ: ((لو علم الناس رحمة الله عز وجل بالمسافر لأصبح الناس وهم سفر، إن المسافر على قلت)) . وفي رواية العجلوني قال: القلت: الهلاك. وعزاه ابن حجر إلى السلفي في أخبار أبي العلاء المعرّي، قال: حدثنا الخليل بن عبد الجبار، حدثنا أبو العلاء أحمد ابن عبد الله بن سليمان المعري، حدثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن روح، حدثنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بشير بن زاذان الدارسي، عن أبي العلقمة به. ولفظه: ((لو علم الناس رحمة الله بالمسافر لأصبح الناس وهم على سفر، إن المسافر ورحله على قلت إلا ما وقى الله)) قال الخليل: والقلت: الهلاك. قلت ولعل رشدين بن سعد سقط من الإسناد. وقال ابن حجر: وكذا أسند أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من هذا الوجه من غير طريق المعري، وكذا ذكره أبو الفرج المعافى القاضي النهرواني في كتاب الجليس والأنيس له بعد أن ذكره مرفوعا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لكن لم يسق له إسناداً، انظر تلخيص الحبير: في كتاب الوديعة، 3/1091. ولكن النووي قد أنكره في تهذيب الأسماء واللغات وقال: ليس هذا خبرا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - وإنما هو من كلام بعض السلف. وذكره ابن قتيبة في غريب الحديث: 2/564، عن الأصمعي عن رجل من الأعراب قوله. وقال السخاوي بعدما ذكر الحديث وطرقه في مقاصد الحسنة: 0/345، قال: وكلُّها ضعيفة.

1043 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، حدَّثَنا أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ القاسِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ القاسِمِ ابنِ زَيْدِ ابنِ إِسْماعيلَ الهَمَذانِيِّ، وأَبُو عَلِيِّ المُحْسِنُ بنُ جَعْفَرَ بنِ محمَّدِ البَزَّازُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ أَحمَدُ ابنُ عُبَيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ الصَفَّارُ، حدَّثَنا مُوسى بنُ عِيسى ابنِ المُنْذِرِ، حدَّثَنا محمَّدُ بنُ المُبارَك الصُوريُ، حدَّثَنا يَحْيى بنُ حَمْزَةَ، حدَّثَنا يَزِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ (¬1) ، ¬

(¬1) يزيد بن أبي مريم: يقال اسم أبيه ثابت، الأنصاري الشامي أبو عبد الله الدمشقي إمام الجامع. وثقه ابن معين ودحيم، وأبو حاتم، والعجلي. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: لا يصح له من واثلة بن الأسقع ولا من غيره من الصحابة سماع. وقال الدارقطني: ليس بذاك. ووثقه الذهبي. وقال ابن حجر: لا بأس به. معرفة الثقات: 2/367، الجرح والتعديل: 9/291، الثقات: 5/536، تهذيب الكمال: 32/243، الكاشف: 2/289، التقريب: 1/605.

أَخْبَرَنِي عَبايَةُ بنُ رافِعٍ ابنِ خَدِيجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْسٍ (¬1) ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ قالَ: ((مَا اغْبَرَتا قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبيلِ اللهِ فَتَمَسَّهُما النَّارُ أَبَدًا)) (¬2) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬3) : عنْ إِسْحاقَ، عنْ محمَّدِ بنِ المُبارَكِ. 1044 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنِي أَبُو النمر أَحمَدُ بنُ عَبدِ الرَّحْمنِ بنِ قابُوسِ بنِ محمَّدِ ابنِ قابوسِ بنِ خَلَفِ اللُّغَوِيُّ، أَنْشَدَنا أَبُو نَصْرِ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عَمْرِو النَّيْسابُورِيُّ المَعْروفُ بالنبضِ (¬4) لِنَفْسِه: [ل 225/ب] سَقَطَتْ نُفوسُ بَنِي الكِرامِ فَأَصْبَحُوا يَتَطَلَّبُونَ مَكاسِبَ الأَنْذالِ إِلاَّ صَبَرْتُ وَإِنْ أَضَرَّ بِحالِي ... وَلَقَلَّ ما طَلَبَ الزَّمانُ مُساءَتِي نَفْسِي تُراوِدُنِي فَتَأْبَى هِمَّتِي أَنْ أَسْتَفِيدَ غِنًى بِذِلِّ سُؤالِ ¬

(¬1) أبو عبس: عبد الرحمن بن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة ابن زيد بن جُشم الأنصاري الصحابي الجليل. (¬2) حديث صحيح، وفي إسناد المؤلف أبو علي المحسن بن جعفر البزاز، وعبيد الله بن القاسم الهمذاني، وأحمد بن عبيد الصفار، لم أقف على ترجمته، وموسى بن عيسى تركه النسائي. أخرجه البخاري في الجهاد: باب من اغبرّت قدماه في سبيل الله 6/29 رقم ((2811)) من طريق إسحاق عن محمد ابن المبارك الصوري به. بلفظ: ((ما اغبرّت قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فتمسه النار)) . وأخرجه أيضا في الجمعة باب المشي إلى الجمعة 2/390 رقم ((907)) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا يزيد ابن أبي مريم به. () ولم يخرجه مسلم في صحيحه كما أشار المؤلف. (¬3) في الخطية رمز له بحرف (م) . (¬4) وفي هامش الخطية (ن ب ض) .

1045 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ نُعَيْمِ النُّعَيْمِيُّ البَصَرِيُّ الحافِظُ (¬1) لِنَفْسِه: إِذا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ اللِّئامِ كَفَتْكَ القَناعَةُ شِبْعاً وَرِيًّا وَهامَةُ هِمَّتِه (¬2) فِي الثُّرَيَّا ... فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُه في الثَّرَى لِما قَدْ تَراه لَدَيْه أبيًا ... أَِبيًّا لِنائلِ ذِي ثَرْوَةٍ فَإِنَّ إِراقَةَ ماءِ الحَيا ةِ دُونَ إِراقَةِ ماءِ المُحَيَّا (¬3) 1046 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا القاضِي أَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ ابن يَحْيى ابنِ سَعِيدِ الكرجي (¬4) بِمَكَّةَ سَنَةَ سِتٍّ ¬

(¬1) أبو الحسن علي بن أحمد بن نعيم النعيمي البصري الحافظ: الشافعي، قال الصوري: لم أر ببغداد أحدا أكمل من النعيمي، قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب، ودرس شيئا من فقه الشافعي. وقال الأزهري: وضع النعيمي على ابن المظفّر حديثا لشعبة، فتبيّنه أصحاب الحديث على ذلك فخرج النعيمي عن بغداد، وغاب حتى مات ابن المظفّر، ومات من عرف قصته، ثم عاد إلى بغداد. وقال الخطيب: كتبت عنه، وكان حافظا عارفا متكلما شاعرا، مات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 11/331، طبقات الشافعية للشيرازي: 0/131، تبيين كذب المفتري: 0/250، طبقات الشافعية للسبكي: 5/237، سير أعلام النبلاء: 17/445،. (¬2) في الخطية: (وهمة هامته) وفوقهما علامة الضرب، وفي الهامش (وهامة همته) . (¬3) ذكرها الخطيب في تاريخ بغداد: 11/332، وابن عساكر في تبيين كذب المفتري: 0/251-252، وابن القيسراني في المؤتلف والمختلف: 1/141، والسبكي في طبقات الشافعية: 5/338-339، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 17/447، وابن كثير في البداية والنهاية: 12/34، وفي النجوم الزاهرة: 4/396، البيتان الأولان فقد، وورد فيه ((عطشتك)) بدل ((أظمأتك)) . (¬4) القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد الكرجي: قال الخطيب: صدوق. مات سنة خمس وأربعمائة. تاريخ بغداد: 4/368.

وَتِسْعِينَ وَثَلاثِمائةِ، حدَّثَنا أَبُو محمَّدٍ جَعْفَرُ ابنُ محمَّدِ الخَواصُ، حدَّثَنا أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ مَسْرُوقِ، حدَّثَنا الرِياشِيُّ (¬1) ، حدَّثَنا الأَصْمَعِيُّ، حدَّثَنا عِيسى بنُ عُمَرَ (¬2) ، عنْ أَبِيه قالَ: رَأَيْتُ ثَعْلَبَةَ بنَ النَّمِرِ بنَ شُحَيْمِ بنَ مَنْجُوفِ المُحارِبِي بالحاجر (¬3) قاعِدًا مُتَوَجِّهًا نَحْوَ القِبْلَةِ وَهُوَ يَقُولُ: إِلَيْكَ اعْتِذَارِي مِنْ صَلاتِي جالِساً عَلى غَيْرِ طُهْرٍ مُؤْمِياً نَحْوَ قِبْلَتِي وَرِجْلايَ لا تَقْوَى عَلَى ثَنْيِ رُكْبَتِي [ل226/أ] ... فَلَيْسَ ببردِ الماءِ لِي رَبِّ طاقَةٌ وَأَقْضِيكَهُ يا رَبِّ فِي وَجْهِ صَيْفَتِي ... وَلَكِنَّنِي أُحْصِيه يا رَبِّ جاهِدًا فَإِنْ أَنا لَمْ أَفْعَلْ فَأَنْتَ مُسَلِّطٌ بِما شِئْتَ مِنْ صَفْعٍ وَمِنْ نَتْفِ لِحْيَتِي (¬4) قالَ وَفِيها بَيْتٌ لَمْ يَذْكُرْهُ شَيْخُنا فِي هذِهِ الرِّوايَةِ. ¬

(¬1) الرياشي: هو عباس بن الفرج الرياشي بكسر الراء وتخفيف التحتانية وبالمعجمة أبو الفضل البصري النحوي، ثقة من الحادية عشرة، التقريب: 1/293. (¬2) عيسى بن عمر: أبو عمر البصري المعروف بالثقفي صاحب ابن عاصم الجحدري، وثقه ابن معين. وقال ابن قتيبة: كان من أهل القراءات إلا أن الغريب والشعر أغلب عليه. وقال ابن حجر: صدوق. تهذيب الكمال: 23/13، التقريب: 1/440. (¬3) الحاجر: الأرض المرتفعة التي وسطها منخفض، والحاجر أيضاً: ما يمسك الماء من شفة الوادي وهو علم أكثر من موضع، أشهرها: حاجر المدينة غربي النَّقا إلى منتهى حرة الوبرة من وادي العتيق، انظر معالم الأثيرة ص95. (¬4) في إسناده عمر، وثعلبة بن النمر بن شحيم المحاربي لم أقف على ترجمتهما.

1047 - حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حدَّثَنِي أَبُو المَيْمونِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ ابنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ يَحْيى المعدل مِنْ لَفْظِهِ، أخبرنا محمَّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ حمَّادِ بنِ ثَعْلَبَ أَبُو العَبَّاسِ الأَثْرَمُ، حدَّثَنا حميدُ بنُ الرَّبِيعِ، حدَّثَنا أَبُو صالِحِ (¬1) ، عنِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدِ، عنْ خالِدِ ابنِ يَزِيدَ (¬2) ، عنْ سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلالِ (¬3) ، عنْ عَمْرِو بنِ زامِلِ، عنْ سُلَيْمانَ الكاهِلِيِّ، عنْ زَيْدِ ابنِ وَهْبِ، عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودِ: حدَّثَنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صادِقُ المُصَدَّقِ، وَذَكرَ الحَدِيثَ (¬4) . ¬

(¬1) أبو صالح: هو كاتب الليث. (¬2) خالد بن يزيد: هو المصري. (¬3) في الأصل: ((سعد)) والتصحيح من كتب التخريج، وهو: سعيد بن أبي هلال: الليثي أبو العلاء المصري وثقه الجمهور. (¬4) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف منكر، فيه حميد بن الربيع، رمي بالتدليس لكنه صرّح بالتحديث إلا أنه قد ضعفه جماعة ولم أجد له متابعا، وعمرو بن زامل، ومحمد ابن أحمد أبو العباس الأثرم لم أقف على ترجمتهما. ولم أجده من طريق عمرو بن زامل عن سليمان الكاهلي الأعمش. أخرجه البخاري في الخلق: باب ذكر الملائكة 6/303 رقم ((3208)) وفي الأنبياء: باب خلق آدم وذريته 6/363 رقم ((3332)) وفي القدر: 11/477 رقم ((6594)) وفي التوحيد: باب قوله تعالى ((ولقد سبقت كلمتنا ... 13/440 رقم ((7454)) ومسلم في القدر: باب كيفية الخلق الآدمي 4/2036 رقم ((1)) من طرق عن الأعمش به. ولفظه عند البخاري: ((إن أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلط، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار)) .

1048 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حدَّثَنِي أَحمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ البَزّارُ لَفْظاً، عنْ أَبِي الحُسَيْنِ محمَّدِ بنِ مُوسى بنِ عِيسى (¬1) البَزّار (¬2) ، حدَّثَنا أَبُو بَكْرِ أَحمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ ابنِ صالِحِ ابنِ عِيسى بنِ جَعْفَرَ الهاشِمِيُّ (¬3) ، حدَّثَنا محمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ حَمّادِ، حدَّثَنا يَحْيى ابنُ عَبْدِ اللهِ ابنِ بُكَيْرِ، حدَّثَنِي اللَّيْثُ (¬4) ، عنْ خالِدِ بنِ يَزِيدَ، عنْ سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلالِ، عنْ أَبِي الجَهْمِ (¬5) ، عنْ سُلَيْمانَ الكاهِلِيِّ يَعْنِي: الأَعْمَشَ، عنْ زَيْدِ بنِ وَهْبِ الجُهَنِيِّ، عنْ حُذَيْفَةَ ابنِ اليَمانِ، حدَّثَنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ، أَمّا أَحَدُهُما: فَقَدْ رَأَيْناه [ل226/ب] وأَمّا الآخَرُ: فَنَحْنُ نَنْتَظِرُه، وذَكَرَ الحَديثَ (¬6) ¬

(¬1) في الخطية على كلٍّ من (موسى) و (عيسى) ضبة. (¬2) أبو الحسين محمد بن موسى بن عيسى البزار: هو محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد البزار، قال أبو الفوارس والعتيقي: كان ثقة أمينا مأمونا حسن الحفظ مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/262. (¬3) أبو بكر أحمد بن عبد الملك بن صالح بن عيسى بن جعفر الهاشمي. وثقه الدارقطني. تاريخ بغداد: 4/267. (¬4) الليث: هو ابن سعد. (¬5) أبي الجهم: سليمان بن الجهم بن أبي الأنصاري الحارثي أبو الجهم الجوجاني مولى البراء ثقة. التقريب: 1/250. (¬6) حديث صحيح، في إسناده أحمد بن علي بن الحسين البزاز لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 4/324 من طريق روح بن الفرج، عن يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير به. وقال: حديث حذيفة مخرج في الصحيح من حديث سليمان الأعمش، عن زيد بن وهب الجهني عنه، وهو على هذا الوجه غريب. قلت: أخرجه البخاري في الرقاق: باب رفع الأمانة 11/333 رقم ((6497)) وفي الفتن: باب إذا بقي في حثالة من الناس 13/38 رقم ((7086)) من طريق سفيان الثوري، وفي الاعتصام: باب 13/ 249 رقم ((7276)) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم في الإيمان: باب رفع الأمانة من بعض القلوب 1/126 رقم ((143)) من طريق وكيع وأبي معاوية ونمير وإسحاق بن إبراهيم ستتهم عن الأعمش عن زيد بن وهب، عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر. حدثنا أن الأمانة نزلت في جَذْر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوَكْت، ثم ينام النومة فتقبض، فيبقى أثرها مثل المَجَل، كَجَمْرٍ دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدّي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، ويقال للرجل ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان، ولقد أتى عليّ زمان وما أبالي أيَّكم بايعت، لئن كان مسلما ردّه عليّ الإسلام، وإن كان نصرانيّاً ردّه عليّ ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا)) وهذا لفظ البخاري. وفي الفتح الباري: 11/333، قال الأصمعي أبو عمرو وغيرهم: جذر قلوب الرجال: الجذر: الأصل من كل شيء. ووكت: أثر الشيء اليسير منه. والمجل: أثر العمل في الكفّ إذا غلظ.

1049 -[ل أ/215] حدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حدَّثَنا أَبُو محمَّدِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ محمَّدِ ابنِ سَعْدِ التجيي المعدل، أخبرنا محمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ حَبِيبِ الصَّمُوتُ (¬1) ، حدَّثَنا عَبْدُ المَلِكِ ابنُ عَبْدِ الحَمِيدِ المَيْمُونِي، حدَّثَنا محمَّدُ بنُ عُبَيْدِ يَعْنِي: الطَّنَافِسِيَّ، حدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ، يَعْنِي: ابنَ ¬

(¬1) مُحَمَّدِ بْنِ أيوب بن حبيب الصموت: الرقي، ذكره الذهبي فيمن مات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/441، تاريخ الإسلام حوادث ووفيات 341-350/248.

عُمَرَ (¬1) ، عنْ نافِعِ، عنِ ابنِ عُمَرَ: أَنَّ جارِيَةً لِحَفْصَةَ سَحَرَتْها فَوَجَدُوا سِحْرَها وَاعْتَرَفَتْ بِهِ عَلَى نَفْسِها، فَأَمَرَتْ حَفْصَةُ رَجُلاً فَقَتَلَها، فَبَلَغَ ذلِكَ عُثْمانَ فَأَنْكَرَ ذلِكَ عَلَيْها، فَقِيلَ لَه: إِنَّها سَحَرَتْها وَوَجَدَتْ سِحْرَها وَأَقَرَّتْ بِه عَلَى نَفْسِها، فَكانَ إِنَّما أَنْكَرّ عَلَيْها أَنَّها قُتِلَتْ دُونَه (¬2) . 1050 حدثنا محمَّدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ المعدل، أخبرنا محمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ ابنِ حَفْصٍ، حدَّثَنا محمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، حدَّثَنا أَبِي (¬3) ، وَشُعَيْبُ، يَعْنِي ابنَ اللَّيْثِ، عنِ اللَّيْثِ (¬4) ، ¬

(¬1) عبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: الْعُمَرِيُّ. (¬2) في إسناده محمد بن أيوب الصموت ذكره الذهبي دون جرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات. أخرجه عبد الرزاق في المصنف 10/180 رقم ((18747)) وابن أبي شيبة في المصنف: 5/453 رقم ((17912)) و5/561 رقم ((2898)) والطبراني في معجم الكبير: 23/187 رقم ((303)) والبيهقي في السنن الكبرى: 8/136، من طرق عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ به. وفيه: ((فأمرت عبد الرحمن بن زيد فقتلها، فبلغ ذلك عثمان فأنكره واشتد عليه، فأتاه ابن عمر فأخبره أنها سحرتها واعترفت به، ووجدوا سحرها فكأنّ عثمان إنما أنكر ذلك لأنها قتلت بغير إذنه)) . ورجال إسناده ثقات. وورد عند عبد الرزاق ((عن عبد الله أو عبيد الله العمري)) بالشك، وزيادة ((فقال ابن عمر: ما تنكر على أم المؤمنين من امرأة سحرت واعترفت، فسكت عثمان)) . (¬3) أبوه: هو عبد الله بن عبد الحكم بن أعين أبو محمد المالكي، وثقه أبو زرعة الرازي. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: صدوق، أنكر عليه ابن معين شيئا. مات سنة أربع عشرة ومائتين. الجرح والتعديل: 5/105، الثقات: 8/347، تهذيب الكمال: 15/191، التقريب: 1/310. (¬4) الليث: بن سعد.

حدَّثَنا خالِدُ بنُ يزيد (¬1) ، عنْ سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلالٍ، عنْ سَعِيدِ بنِ الوَلِيدِ، عنْ أَبِي هاشِمِ، عنْ نافِعٍ، أّنَّه أَخْبَرَه أَنَّ غُلاماً لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَحَرَها، فَأَمَرَتْ عَبْدَ الرَّحْمنِ بنَ زَيْدٍ (¬2) فَضَرَبَ عُنُقَه، فَأَرْسَلَ عُثْمانُ إِلى عَبْدِ الرَّحْمنِ فَقالَ: ما حَمَلَكَ عَلى ما صَنَعْتَ؟، فَجاءَه عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وكانَ (¬3) ابْنَها أَوِ ابْنَ أَخِيها فَضَرَبَ عُنُقَه (¬4) . 1051 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يقولُ: أخبرنا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ محمّدِ التجيبي قالَ: سَمِعْتُ [ل227/أ] القاضِيَ أَبا الحَسَنِ محمَّدَ بنَ إِسْحاقَ الملحمي يقولُ: سَمِعْتُ محمَّدَ بنَ يُونُسَ الكديمي يقولُ: سَمِعْتُ أَبا عاصِمِ النَّبِيلَ يقولُ: ما يَتَكَلَّمُ في النّاسِ إِلاّ سَفَلَةٌ لا دِينَ لَه (¬5) . ¬

(¬1) خالد بن يزيد: المصري. وفي الخطية: ((خالد بن زيد)) . والتصحيح من الروايتين السابقتين. (¬2) هو ابن الخطاب. (¬3) كلمة (كان) في الخطية فوقها ضبة، وفي الهامش ما نصه: ((في الأصل مشكلة كأنها أكان أو لو كان)) . (¬4) منكر، في إسناده سعيد بن الوليد، وأبو هاشم لم أقف على ترجمتهما. ولأن حفصة لم تسحرها إلا جارية لها وليس غلاما. كما تقدم في الذي قبله، وعبد الله بن عمر ليس ابنها ولا ابن أخيها، وإنما هو أخوها. لذلك استشكل الناسخ هذه الجملة فكتب في هامش الأصل: ((في الأصل مشكلة كأنها أكان أو لو كان)) . (¬5) في إسناده القاضي أبو الحسن محمد بن إسحاق الملحمي لم أقف على ترجمته، ومحمد بن يونس الكديمي ضعيف رماه بعضهم بالوضع. ولكن الكلام في أعراض الناس في غير مقصد شرعي أمر محرَّم بإجماع المسلمين. وأما إذا كان لمقصد شرعي كما فعل علماء الجرح والتعديل فهذا أمر مطلوب شرعيا، لصيانة دين الله من التحريف والتبديل والزيادة، بل هو من النصح لدين الله والذب عن السنة.

1052 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ إِسْحاقَ قالَ: سَمِعْتُ محمَّدَ ابنَ يُونُسَ بنَ مُوسَى قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ داودَ (¬1) يقولُ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يقولُ: السُّكوتُ جَوابٌ (¬2) . 1053- قالَ (¬3) : وسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ (¬4) يقولُ وذُكرَ لَه قَولُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالِبٍ في بَيْعِ أُمَّهاتِ الأَوْلادِ فقالَ: مُتِّعْتُ بِكَ حَسْبِي بِعَلِيِّ عِلْمًا (¬5) ¬

(¬1) هو الخُرَيْبي. (¬2) في إسناده محمد بن إسحاق لم أقف على ترجمته، ومحمد بن يونس بن موسى الكيمي ضعيف، ورماه بعضهم بالوضع. أخرج البيهقي في شعب الإيمان: 6/347 رقم ((8459)) من طريق أبي الفضل العباس بن الفضل المحمدأبادي، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي بشير بن السليط قال سمعت عبد الله بن داود به. (¬3) القائل هو مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى الكديمي. (¬4) عبد الله: هو ابن داود. (¬5) في إسناده محمد بن إسحاق، ومحمد بن يونس الكديمي ضعيف. ولم أجد من خرّج هذا الأثر عن عبد الله بن داود ولكن قول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في أمهات الأولاد صحيح ثابت، فقد أخرج عبد الرزاق في المصنف: 7/291 رقم ((1322)) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني، قال: سمعت عليا يقول: ((اجتمع رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد أن لا يبعن، قال: ثم رأيت بعد أن يبعن، قال عبيدة: فقلت له: فرأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إليّ من رأيك وحدك في الفرقة، أو قال: في الفنتة، قال: فضحك علي)) . وقال ابن حجر: في تلخيص الحبير: 4/219 وهذا الإسناد معدود في أصح الأسانيد. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 10/348 وسعيد بن منصور في السنن رقم (2048) من طريق هشام بن حسان، والبيهقي الكبرى أيضاً 10/343 من طريق أيوب السختياني كلاهما، عن محمد بن سيرين به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: في بيع أمهات الأولاد، 6/436 رقم ((1631)) وسعيد بن منصور في السنن 4/1295 رقم ((658)) وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف: 2/397 رقم ((2072)) من طريق الشعبي عن عبيدة، عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: استشارني عمر في بيع أمهات الأولاد، فرأيت أنا وهو أنها إذا ولدت عتقت، فعمل به عمر حياته، وعثمان حياته، فلما وليت رأيت أن أرقَّهن، قال الشعبي: فحدثني ابن سيرين أنه قال لعبيدة: فما ترى أنت؟، قال: رأي علي وعمر في الجماعة أحب إليّ من قول عليِّ حين أدرك الإختلاف.

1054- قالَ (¬1) : وسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ داودَ وذُكِرَ لَه رَجُلٌ بِعَقْلٍ فقالَ: متّعتُ بِكَ أنا أَعْشَقُ العُقولَ: 1055 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ إِسْحاقَ الملحمي قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ للهِ بنَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلَ يقولُ: قُلتُ لأَبِي رَوَيْتَ عنْ أَبِي مُعاوِيَةَ الضَّرِيرِ وكانَ مُرْجِئاً (¬2) ، ولَمْ تَرْوِ عنْ شَبابَةَ بنِ سِوارِ وكانِ قدريًا (¬3) ، قالَ: إِنَّ أَبا مُعاوِيَةَ لَمْ يَكُنْ يَدْعُوا إِلى الإِرْجاءِ، وكانَ شَبابَةُ يَدْعُوا إِلى القدر (¬4) ¬

(¬1) القائل: هو محمد بن يونس الكديمي. (¬2) وقد رمى أبا معاوية بالإرجاء غير الإمام أحمد، ابن سعد والعجلي وأبو داود وأبو زرعة وابن حبان وغيرهم. انظر الطبقات الكبرى: 6/392، معرفة الثقات: 2/236، الثقات: 7/441، تهذيب الكمال: 12/343. (¬3) كذا في الخطية، والصواب أن يكون مرجئا بدليل ما ذكره ابن عدي نقلا عن الإمام أحمد وما جاء عن ابن هانئ والأثرم كلاهما عن الإمام أحمد كما سيأتي. (¬4) كذا في الخطية، والصواب ((الإرجاء)) لما بينّا آنفا. في إسناده محمد بن إسحاق الملحمي لم أقف على ترجمته، ومحمد بن يونس بن موسى الكديمي ضعيف، ورماه بعضهم بالوضع. أخرجه ابن عدي في الكامل: 4/1365 والمزي في تهذيب الكمال: 12/343 من طريق أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت أحمد وذكر شبابة بن سوار فقال: تركته لم أرو عنه للإرجاء، فقيل له يا أبا عبد الله، وأبا معاوية؟، قال: شبابة كان داعية. قلت في إسناده أحمد بن أبي يحيى كذّبه إبراهيم بن أورمة الأصبهاني، وقال ابن عدي: له غير حديث منكر عن الثقات. الكامل: 1/198، لسان الميزان: 1/321. ولكنه لم ينفر به عن أحمد بن حنبل بل تابعه أحمد بن محمد بن هانئ قال: قلت لأبي عبد الله –أحمد- شبابة أي شيء يقول فيه؟، فقال: شبابة كان يدعو إلى الإرجاء، وحكى عن شبابة قولا أخبث من هذه الأقاويل، ما سمعت عن أحد بمثله، قال: قال شبابة: إذا قال، فقد عمل، قال: الإيمان قول وعمل، كما يقولون، فإذا قال: فقد عمل بجارحته أي بلسانه حين يتكلم به، قال أبو عبد الله هذا قول خبيث ما سمعت أداً يقول، ولا بلغني، قال قلت كيف كتبت عن شبابة، فقال لي نعم كتبت عنه قديما شيئا يسيرا قبيل أن نعلم أنه يقول بهذا. ورماه بالإرجاء أيضا محمد بن سعد والعجلي وأبو زرعة وابن عدي الطبقات الكبرى: 7/320، معرفة الثقات: 1/447، الضعفاء الكبير: 2 /195، الكامل: 4/1366. قلت إن صحّ هذا ففيه ما يؤيد جواز الرواية عن أهل البدعة والأهواء صادقي اللهجة، إذا لم يكونوا داعين إلى بدعتهم، ولم يرووا ما يؤيد بدعتهم، وهذا ثابت عن الإمام أحمد. انظر الكفاية في علم الرواية: 0/121.

1056 - حَدَّثَنا محمَّدُ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ إِسْحاقَ الملحمي، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عُثْمانَ بنِ أَحْمَدَ بِتَوَّج (¬1) قالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بنَ أَخْزمَ يقولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ داودَ يقولُ: ((يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أّنْ يَحُثَّ وَلَدَه عَلى طَلَبِ العِلْمِ، فإِنَّه إِنْ أَرادَ به دُنْياً أَصابَها، وإِنْ أرادَ به آخِرَةً أصابَها)) (¬2) . [ل227/ب] ¬

(¬1) مدينة بفارس فتحت أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، معجم البلدان 2/56. (¬2) في إسناده محمد بن إسحاق الملحمي، ومحمد بن عثمان، لم أقف على ترجمتهما، وبقية رجاله ثقات.

1057 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بنُ بهزادَ بنِ مِهْرانَ السِّيرافِي، حَدَّثَني أَبُو عُثْمانَ سَعِيدُ بنُ عَبْدِ اللهِ (¬1) قالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ الدُّورِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ يَحْيى ابنَ مَعِينِ يقولُ: ما رَأَيْتُ أَحَداً يُحَدِّثُ لله إلا سِتَّةٌ: عَبْدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، ووَكِيعُ بنُ الجَراحِ، وأَبُو داودَ الحَفَرِيُّ (¬2) ، وحُسَيْنُ الجُعْفِيُّ، وبالبصرة سَعِيدُ بنُ عامِرِ الضَّبَعِيُّ والقَعْنَبِيُّ (¬3) لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَه (¬4) . 1058 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمنِ، حَدَّثَنا حَمْزَةُ بنُ محمَّدٍ الكِنانِيُّ قالَ: سَمِعْتُ الصَّيْدَلانِيَّ (¬5) يقولُ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ الدُّورِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ يَحْيى بنَ مَعِينٍ يقولُ: إِذا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَخْرُجُ مِنْ ¬

(¬1) أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الله: لعله ابن أبي رجاء الأنباري يعرف بابن عجب، قال الدارقطني: لا بأس به. مات سنة ثمان وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد: 9/102. (¬2) أبو داود الحفري: هو عمر بن سعد بن عبيد، ثقة عابد. التقريب: 1/413. (¬3) القعنبي: عبد الله بن مسلمة أبو عبد الرحمن المصري. ثقة عابد كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحدً. التقريب: 1/232 (¬4) في إسناده أحمد بن بهزاد، قال فيه الذهبي: تكلم بكلام مؤذي في عثمان - رضي الله عنه - ثم أملى حديثاً يتضمن مخالفة الجماعة، ومنع من التحديث، فكان يجلس منفراً، ثم تعصّب له قوم من الفرس، وبقية رجاله ثقات. لم أجده في التاريخ لابن معين، ولكن ذكره المزي في تهذيب الكمال: 16/18، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/387، وفي تذكرة الحفاظ: 1/123، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 11/112، عن عباس الدوري تعليقا. (¬5) الصيدلاني: لعله محمد بن عمر بن علي أبو عبد الله الصيدلاني البغدادي، ذكره الخطيب بدون جرح ولا تعديل في تاريخ بغداد: 3/26.

مَنْزِلِه بِلا مِحْبَرَةٍ وَلا قَلَمٍ يَطْلُبُ الحَدِيثَ، فقَدْ عَزَمَ عَلى الكِذْبَةِ (¬1) . 1059 - أَنْشَدَنا محمَّدُ، أَنْشَدَنِي أَبُو عَمْرٍو عُثْمانُ بنُ سَعِيدِ بنِ عُثْمانَ الأَسَدِيُّ، وكانَ شَيْخاً صالِحًا، أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرِ بنُ ويح (¬2) الدِّمَشْقِيُّ لِنَفْسِه: أَُنْسِيتُ (¬3) بِوَحْدَتِي وقَصَدْتُ رَبِّي فَدامَ العِزُّ لِي ونَمَا السُّرورُ أَسارَ الجُنْدُ أمْ رَكِبَ الأَمِيرُ ... وَلَسْتُ بِقائِلٍ ما دُمْتُ حَيًّا مَتى تَقْنَعْ تَعِشْ مَلِكاً عَزيزاً يَذِلُّ لِعِزِّكَ المَلِكُ الفَخُورُ (¬4) 1060 - حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَحْمودِ بنِ مِسْكينِ الفَقِيهُ أَبُو محمَّدِ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ بنُ جَعْفَرَ بنِ هارُونَ، [ل228/أ] وَأَبُو مُوسى هارُونُ بنُ يَحْيى ابنُ فَخْرِ الطَّحَّانُ، وَحَسانُ ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات إلا الصيدلاني لم أجد له جرحاً ولا تعديلاً. أخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ: 3/934، وسير أعلام النبلاء: 16/181، من طريق أبي الحسين الخلعي عن عبد الرحمن بن عمر التجيبي به. (¬2) في هامش الخطية (ويح) وفوقها (بيان) تأكيداً على صحّتها. (¬3) كذا في الخطية ولعل الأشبه بالصواب ((أَنِسْتُ)) . والله أعلم. (¬4) في إسناده أبو عمرو الأسدي، وأبو بكر بن وريح الدمشقي لم أقف على ترجمتهما. قد أشار العجلوني إلى نحو هذه الأبيات في كشف الخفاء: 2/446، وقال: وما أحسن ما قيل: أنسيت بوحدتي ولزمت بيتي ... فدام الأنس لي ونمى السرور وأدّبني الزمان فلا أبالي ... هجرت فلا أزار ولا أزاور ... وليس بسائل ما دمت يوما ... أسار الجيش أم قدم الأمير

بنُ اللحياني (¬1) ، قالُوا: أخبرنا الحَسَنُ بنُ رشيق (¬2) ، حَدَّثَنا أَحمَدُ ابنُ إبْراهِيمَ بنِ الحَكَمِ، قال: سَمِعْتُ ذاَ النُّونِ يقولُ: وقالَ لَه بَعْضُ إِخْوانِه: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟، فقالَ: ((أَصْبَحْتُ وَبِنَا مِنْ نِعَمِ اللهِ مالا نُحْصِي معَ كَثيرَةِ ما نَعْصي، فَلا نَدْرِي عَلى ما نَشْكُرُ، أَعَلَى جَميلِ ما نَشَرَ أمْ عَلَى قَبِيحِ ما سَتَرَ)) (¬3) . 1061 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنَا أَبُو عَلِيٍّ المُحْسِنُ بنُ جَعْفَرَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ أَبِي الكِرامِ البَزَّارُ، أخبرنا أَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ بنُ إِسْحاقَ بنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا رَوْحُ بنُ الفَرَجِ، يَعْنِي: أَبا الزِّنْبَاع القَطَّانَ، حَدَّثَنا عَمْرُو بنُ خالِدِ قالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرَ بنَ مُعاوِيَةَ يقولُ: قالَ أَعْيَنُ (¬4) : ما أَدْخَلَ النّاسُ أَجْوافَهُمْ شَرًّا هُوَ شَرٌّ مِنَ السَّمَكِ المالِحِ، ¬

(¬1) حسان بن اللحيان: هو حسان بن الحسن اللحياني العطار أبو الفتح، ذكره إبراهيم الحبال دون جرح ولا تعديل، وقال سمعنا منه. مات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وفيات المصريين: 1/57. (¬2) الحسن بن رشيق: العسكري مصري، وثقه الدارقطني وأبو العباس النحال وجماعة وأنكر عليه الدارقطني في موضع أنه كان يصلح في أصله ويغيّر. مات سنة سبعين وثلاثمائة. تذكرة الحفاظ: 3/959، لسان الميزان: 2/207. (¬3) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير: 2/225 من طريق أبي سعد الماليني، وفي شعب الإيمان: 4/123 رقم ((4518)) من طريق أبي الحسن علي بن الحسن ين علي بن فهر المصري كلاهما عن الحسن بن رشيق به، وأبو سعد الماليني ذكره الجرجاني في تاريخ جرجان: 1/124 وأثنى عليه. وأما أبو الحسن علي بن الحسن بن علي فلم أجد له ترجمة. (¬4) أعين: لعله الخوارزمي، روى عن أنس، قال أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبان وسمّاه أعين أبو يحيى البصري، وقال: يروي عن أنس بن مالك وأحسبه الذي يقال له أعين الخوارزمي. وقال الذهبي وابن حجر: مجهول. الجرح والتعديل: 2/324، الثقات: 5/57، ميزان الاعتدال: 1/439، التقريب: 1/114.

وما أَدْخَلَ النّاسُ أَجْوافَهُمْ شَيْئاً هُوَ أَنْفَعُ مِنَ الرُّمّانِ بِقَدْرٍ، فَإذا أَكْثَرْتَ مِنَ الرُّمّانِ كانَ بِمَنْزِلَةِ السَّمَكِ المالِحِ، قالَ عَمْرُو ابنُ خالِدِ: وكانَ أعينُ طَبِيباً (¬1) . 1062 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يقولُ: سَمِعْتُ أَبا الحُسَيْنِ (¬2) بنَ جميعِ الغَسّانِيَّ يقولُ: سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنَ بنَ إِسمْاعِيلَ المُحامِلِيَّ يقولُ: ((أَعْرِفُ قَبْرَ مَعْروفِ الكَرْخِيِّ (¬3) مُنْذُ سَبْعينَ سَنَةً، ما قَصَدَهُ مَهْمومٌ إِلاّ فَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ)) (¬4) ¬

(¬1) في إسناده المحسن بن جعفر البزارلم أقف على ترجمته، ولم أقف على هذا الأثر من وجه آخر. (¬2) في الخطية (الحسين) وعليه ضبة، وفي الهامش ما نصّه: (في الأصل أبا الحسن) ، والمثبت في الخطية هو الصواب. كما ورد في ترجمته. (¬3) معروف الكرخي: أبو محفوظ ابن فيروز وقيل فيروزان البغدادي الصيرفي. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: هو من عباد أهل العراق ومن قرئهم ممن له الحكايات الكثيرة في كرامته واستجاب دعائه، من رفقاء بشر بن الحارث ليس له حديث يرفع إليه. مات سنة مائتين. الثقات: 9/206، حلية الأولياء: 8/360، تاريخ بغداد: 13/199، طبقات الصوفية: 0/83. سير أعلام النبلاء: 9/339. (¬4) رجال إسناده ثقات. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 1/123 من طريق أبي عبد الله الصوري به. وفيه زيادة ((وبالجانب الشرقي مقبرة الخيزران فيها قبر محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة، وقبر أبي حنيفة النعمان بن ثابت إمام أصحاب الرأي. قلت: إن قصد القبر للزيارة لا بأس فيه شرعا. ولكنّ قصده من أجل صرف نوع من أنواع العبادة إلى صاحب القبر أمر محرّم وهو شرك أكبر مخرج من الملّة، والعياذ بالله. لقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين} ، سورة يونس الآية ((106)) . وقوله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ... } الآية. سورة يونس الآية ((107)) . وقوله تعالى: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} . سورة الفاطر الآية ((14)) . وأما تفريج الهموم والكربات عن شخص الزائر الذي لم يصرف أيَّ نوعاً من أنواع العبادة إلى صاحب القبر وإنما قصده من أجل الدعاء عند قبره فهو من باب الابتلاء له. وأما من ينزل به حاجة من أمر الدنيا أو الآخرة ثم يأتي قبر بعض الأنبياء أو غيره من الصلحاء، ثم يدعو عنده في كشف كربته، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: ((ليس ذلك سنة، بل هو بدعة لم يفعل ذلك رسو اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا أحد من أصحابه، ولا من أئمة الدين الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم ... ولهذا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - إذا نزلت بهم الشدائد وأرادوا دعاء الله لكشف الضر، أو طلب الرحمة، لا يقصدون شيئا من القبور، لا قبور الأنبياء وغير الأنبياء، حتى أنهم لم يكونوا يقصدون العاء عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل ثبت في صحيح البخاري في كتاب الاستسقاء: باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا 3/182 رقم ((1010)) عن أنس أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ... ومعلوم أنه لو كان الدعاء عند القبور والتوسل بالأموات مما يستحب لهم لكان التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل من التوسل بالعباس وغيره. انظر مجوع الفتاوى: 27/151-154.

1063- وَبَلَغَنِي عنْ يَحْيى بنِ أَبِي طالِبٍ (¬1) أنَّهُ قالَ: ماتَ رَجُلٌ فِي جِوارِي فَكُنْتُ أَتَمَنَّى أنْ أَراهُ في النَّومِ [ل228/ب] فَلَمّا كانَ بَعْدَ السَّنَةِ رَأَيْتُه، فَقُلْتُ لهُ: ما فَعَلَ اللهُ بِكَ؟، فقالَ: السَّاعَةَ تُخِلِّصْتُ، ¬

(¬1) يحيى بن أبي طالب: واسم أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، قال أبو حاتم: محله الصدق. وكذّبه موسى ابن يونس. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو أحمد محمد بن محمد: ليس بالمتين. وقال الدارقطني: لا بأس به عندي، لم يطعن فيه أحد بحجة. وقال مرة: ثقة. وقال مسلمة بن قاسم: ليس به بأس، تكلم الناس فيه. وقال الذهبي بعد ما نقل تكذيب موسى بن هارون قال: عنى في كلامه ولم يعن في الحديث. مات سنة خمس وسبعين ومائتين. الجرح والتعديل: 9/134، الثقات: 9/220، لسان الميزان: 6/262.

دُفِنَ في جِوارِنا مَيِّتٌ عُتِقَ عنْ يَمِينِه ثَلاثونَ أَلْفًا، وعنْ شِمالِه ثَلاثونَ أَلْفًا، وَبَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاثونَ أَلْفًا، وَمِنْ خَلْفِهِ ثَلاثونَ أَلْفًا، وكانَ ذلِكَ المَيِّتُ الذي دُفِنَ ذلِكَ اليَوْمَ مَعْروفَ الكَرْخِيُّ رحِمَه اللهُ (¬1) . 1064 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا أَبُو العَبَّاسِ أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ يَحْيى ابنِ سَعِيدِ القاضِي الكَرْجِيُّ، حَدَّثَنا جَعْفَرُ بنُ محمَّدِ (¬2) قالَ: سمَِعْتُ جُنَيْدَ بنَ محمَّدٍ يقولُ: ما أَحَدٌ طَلَبَ شَيْئاً بِجِدٍّ إِلاَّ نَالَهُ، فَإِنْ لَمْ يَنَلْهُ كُلَّهُ نالَ بَعْضَه (¬3) . 1065 - أَنْشَدَنا محمَّد، أَنْشَدَنا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جميع الغَسّانِيُّ، وَأَبُو مَسْعودِ صالِحُ بنُ أَحمَدَ ابنِ القاسِمِ بنِ يُوسُفَ بنِ فارِسِ الميَانَجِيُّ قالا: أَنْشَدَنا أَبُو مُحمَّدِ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ المرْعَشِيُّ، أَنْشَدَنِي أَبِي لِبَعْضِ الحُكَماءِ: عَرَّسْتُ جَهْلاً عَلى الدُّنْيا بِتَعْرِيسٍ حَتى لَقَدْ صِرْتُ في حالِ المَفَالِيسِ أَطْمَعْتُ نَفْسِيَ فيما لا يَصِحُّ لها ... بعضي وَتَسْكُنُ في أَعْلى الفَرَادِيسِ ¬

(¬1) هذه الرؤية وغيرها لا يمكن الاعتماد عليها في الأمور الغيبيات، لأن الأمر الغيبي لا يعرف إلا بخبر صادق من الله لنبي من أنبيائه أو رؤيا يراها نبي من أنبيائه أيضا. (¬2) جعفر بن محمد: الخلدي. (¬3) إسناده حسن. أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 2/179، من طريق الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني، عن جعفر الخلدي به. وفي إسناده الحسن بن الحسين الهمذاني، قال الأزهري: ضعيف ليس بشيء في الحديث، تاريخ بغداد: 7/299.

أَعِيشُ في هذِه الدُّنْيا بِتَدْلِيسِ ... حَتى مَتى لا أَكُنْ بَرّاً ولا وَرِعاً يَدْرِي بِما أَوْعَيْتُ فِي الكِيْسِ ... فَمَنْ يَراني يَقُلْ هَذا أَخُو وَرِعٍ وَلَيْسَ لَمْ يَدْنُ مِنِّي وَلَمْ يَرْضَوا بِتَقْدِيسِ ... وَقَدْ وَعَتْ صُحُفِي ما لَوْ بِهَا عَلِمُوا وَلِي لِسانٌ إِذا اسْتَنْطَقْتُهُ كَذْبٌ وَرَأْيُهُ فِي هَوايَ رُأْيُ إِبْلِيسِ (¬1) [ل229/أ] 1066 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يقولُ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرِو عُثْمانَ بنَ سَعِيدِ بنِ عُثْمانَ الأَسَدِيَّ يقولُ: كُنْتُ قَدْ قَصَدْتُ إِلى زِيارَةِ أَبِي الخَيْرِ التيناتي فَلَمّا دَخَلْتُ إِلَيهِ دَفَعَ إِلَيَّ حَبْلاً، وقالَ لِي: خُذْ هَذا الحَبْلَ فَاصْعَدِ الجَبَلَ فَاقْطَعْ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ فَبِعْها بِدانِقَيْنِ فَتَصَدَّقْ بِدانِقٍ وَتَقَوَّتْ بِدانِقٍ، فقُلْتُ: قَدْ ضاقَتْ خَزانَةُ مَوْلايَ حَتى أَحْمِلَ الحَطَبَ وَأُطْعِمَ عِبادَهُ؟، فَصاحَ عَلَيَّ وقالَ: الحَلالُ، ثُمَّ القُرْآنُ، ثُمَّ اللهُ، بِالحَلالِ يُسْتَعانُ عَلَى مَعْرِفَةِ القُرْآنِ، وَبِالقُرْآنِ يُعْرَفُ اللهُ (¬2) . ¬

(¬1) في إسناده أبو مسعود صالح بن أحمد الميانجي لم أقف في ترجمته على جرح ولا تعديل له، وأبو محمد أحمد المرعشي، وأبوه لم أقف على ترجمتهما. والأبيات أخرجها ابن جميع في معجم الشيوخ: 0/183. (¬2) قلت: المعنى صحيح، لأنه بزاد حلال يمكن للإنسان أن يطلب العلم ويستمر فيه، وبالعلم يتوصل إلى معرفة الله تعالى ويعبده على علم وبيّنة، ثم هو يسدّ عنه باب السؤال، وسيتكرر هذا النص في رواية رقم (1304) . وقد ورد فيما أخرجه البخاري في الزكاة: باب الإستعفاف عن المسألة رقم ((1470)) ، وفي باب قول الله ((لا يسألون الناس إلحافا)) رقم ((1480)) ، وفي البيوع باب كسب الرجل وعمله بيده رقم ((2074)) ، وفي المساقاة: باب بيع الحطب والكلأ رقم ((2374)) ، ومسلم في الكاة: باب كراهة المسألة للناس رقم ((1042)) من حديث أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: ((لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو أحسبه، قال إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس)) .

1067 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّدِ عَبْدُ الرَّحمْنِ بنُ عُمَرَ (¬1) التجيبي، وأَبُو العَبَّاسِ مُنِيرُ ابنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ (¬2) ، قَالَا: حَدَّثَنا أَبُو عَلِيِّ أَحْمدُ بنُ محمَّدِ بنِ فَضالَةَ (¬3) ، سَنَةَ ثَمانٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثَمِائَةٍ إِمْلاءً، حَدَّثَنا بَحْرُ بنُ نَصْرِ الخَوْلانِيُّ، حَدَّثَنا خالَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ (¬4) ، حَدَّثَنا مالِكُ ابنُ أَنَسٍ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ، عنْ أَبِيه (¬5) ¬

(¬1) في هامش الخطية (بيان) وتحتها (عمير صح) ، والمثبت في الإسناد هو الصحيح كما جاء في ترجمته. (¬2) أَبُو الْعَبَّاسِ مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن: وثقه الحبّال. مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، سير أعلام النبلاء: 17/ 267، العبر: 3/110، شذرات الذهب: 3/197. (¬3) أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن فضالة: بن غيلان الهمداني الحمصي الصفّار المشهور بالسوسي، وثّقه أبو سعيد بن يونس، وقال: كانت كتبه جياد. مات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/404، تهذيب ابن عساكر: 2/74. (¬4) خالد بن عبد الرحمن: أبو الهيثم الخراساني، وثقه ابن معين. وقال العقيلي: في حفظه شيء. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس به بأس. وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ حتى خرج عن حدّ الاحتجاج. وقال أبو نعيم: روى عن سماك ومالك بن مغول المناكير. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. الضعفاء الكبير: 2/9، الجرح والتعديل: 3/341، المجروحين: 1/281، الضعفاء: 0/77، تهذيب الكمال: 8/120، التقريب: 1/189. (¬5) أبوه: الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بن علي أبي طالب الهاشمي، وقال ابن حجر: صدوق مقل، التقريب: 1/167.

قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((منْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ)) (¬1) . قالَ الصوريُّ: وَهَذا الحَدِيثُ إِنَّما يَرْوِيه مالِكٌ فِي المُوَطَأ مُرْسَلاً عنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ، وخالِدُ ابنُ عَبْدِ الرَّحمنِ: هُوَ أَبُو الهَيْثَمِ الخُراسانِيُّ. 1068 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الرَّحمنِ بنِ عُمَرَ (¬2) ، أخبرنا أَبُو سَعِيدِ ابنِ الأَعْرابي، [ل229/ب] حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ يَزِيدَ بنِ طَيْفورِ (¬3) ، حَدَّثَنا خالِدُ بنُ إِسْماعِيلَ المَخْزومِيُّ (¬4) ، حَدَّثَنا مالِكُ بنُ أَنَسٍ، عنْ خُبَيْبِ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ، عنْ حَفْصِ بنِ عاصِمِ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عنْ أَبِي سَعِيدِ، أَنَّ رَسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي)) (¬5) ¬

(¬1) رجاله ثقات إلا خالد بن عبد الرحمن هو صدوق له أوهام وقد خالف من هو أوثق منه، والصواب في هذا الحديث كما قاله الصوري، وقد تقدم تخريجه مفصّلا في رواية رقم ((152)) . (¬2) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر: في أصل الخطية ((عمير)) والصواب ما أثبتنا كما تقدم ورد في كتب التراجم. (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ طَيْفُورٍ: أبو جعفر المعروف بالطيفوري، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل. مات سنة ست وستين ومائتين. تاريخ بغداد: 3/378. (¬4) خالد بن إسماعيل المخزومي: روى عن مالك، قال الخطيب: مجهول. لسان الميزان: 2/373. (¬5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو مجهول، ولكنه قد تابعه غير واحد عن مالك. أخرجه ابن الأعرابي في معجم شيوخه" 1/353 ح682 عن محمد –يعني ابن يزيد بن طيفور- به. وأخرجه مالك في الموطأ: 1/197 رقم ((463)) . ومن طريقه أحمد في المسند: 2/465، عن عبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن عيسى بن الطباع، و2/533، عن عبد الرحمن بن مهدي وحده، والعقيلي في الضفعاء الكبير: 4/73، من طريق القعنبي، طريق أبي عاصم، والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 7/316 رقم ((2875)) ، من طريق ابن وهب، و7/317 رقم ((2876)) ، من طريق مطرّف بن عبد الله المدني، والبغوي في شرح السنة: 2/337 رقم ((452)) ، من طريق سبعتهم عن مالك به. ((على شك)) . وقال العقيلي: وحديث القعنبي أولى لأن أناسا يروونه في الموطأ هكذا. وأخرجه أحمد في المسند: 3/4، والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 7/317 رقم ((2877)) ، والبيهقي في البعث والنشور: رقم ((177)) وابن عبد البر في التمهيد: 2/286، من طريق روح بن عبادة، وابن عبد البر في التمهيد: 2/285 من طريق معن بن عيسى كلاهما عن مالك، عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أن حفص بن عاصم أخبره، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: ((بدون شك)) . قال ابن عبد البر في التمهيد: 2/285 هكذا روى هذا الحديث عن مالك رواة الموطأ كلهم فيما علمت على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، إلا معن بن عيسى وروح بن عبادة وعبد الرحمن بن مهدي، فإنهم قالوا فيه: عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري جميعا على الجمع لا على الشك. قلت: ولعل ابن مهدي ثبت على أبي هريرة وحده بعد أن كان يرويه على الشك. كما أخرجه البخاري في الإعتصام: باب ما ذكر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحض على اتفاق أهل العلم 13/304 رقم ((7335)) من طريقه عن مالك، عَنْ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة وحده، وفي فضل الصلاة في مكة ومدينة: باب فضل ما بين القبر والمنبر 3/70 رقم ((1196)) وفي فضائل المدينة: باب كراهية النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يقر المدينة 4/99 رقم ((1888)) وفي الرقاق: باب في الحوض 11/465 رقم ((6588)) ، ومسلم في الحج: باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة م رقم ((1391)) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ خَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حفص ابن عاصم، عن أبي هريرة وحده. وقوله روضة من رياض الجنة: قال الحافظ في الفتح 4/100، كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة، وحصول السعادة بما يحصل من ملامة حلق الذكر، ولا سيما في عهده صلى الله عليه - صلى الله عليه وسلم - فيكون تشبيها بغير أداة، أو المعنى: أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة فيكون مجازا، أو وعلى ظاهره، وأن المراد أنه روضة حقيقة بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة، هذا محصل ما أوّله العلماء في هذا الحديث، وهي على ترتيبها هذا في القوة، وانظر رواية (93) أيضاً.

1069 - حدثنا محمَّدُ، حَدَّثَنا أَبُو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحاجِ بنِ

يَحْيى الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنا أَبُو الفَوارِسِ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ السِّنْدِيِّ (¬1) ، حَدَّثَنا أَبُو أُمَيَّةَ محمَّدُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ مُسْلِمٍ (¬2) ، حَدَّثَنا خالِدُ بنُ مَخْلَدِ القَطَوانِيُّ (¬3) ، حَدَّثَنا مالِكُ بنُ أَنَسٍ، عنْ نافِعِ، عنِ ابنِ عُمَرَ قالَ: قُلْنا يَا رَسولَ اللهِ أَيَنامُ أَحَدُنا وَهُوَ جُنُبٌ؟، قالَ: نَعَمْ، إِذا تَوَضَّأَ (¬4) . قالَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مالِكٍ، عنْ نافِعِ، عنِ ابْنِ عُمَرَ، وَإِنَّما يَرْوِيهِ مالِكٌ فِي المُوَطَّأ عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِينارِ، عنِ ابْنِ عُمَرَ. 1070 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، حَدَّثَنا أَبُو محمَّدِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنِ عُمَرَ النَّحّاسُ إِمْلاءً بِانْتِقائِي عَلَيهِ، حَدَّثَنا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ بُهْزَادَ بنِ مِهْرانِ إِمْلاءً، ¬

(¬1) أَبُو الْفَوَارِسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن السندي: الصابوني، قال الذهبي: صدوق إن شاء الله إلا أني رأيته قد تفرد بحديث باطل عن محمد بن حماد الطهراني كأنه أدخل عليه، وكذّبه ابن المنذر. ميزان الاعتدال: 1/297، لسان الميزان: 1/296. (¬2) هنا في الخطية (ملح) وعليها علامة الضرب. (¬3) خالد بن مخلد القطواني: بفتح القاف والطاء أبو الهيثم البجلي الكوفي، وقال ابن حجر: صدوق يتشيع وله أفراد، التقريب: 1/190. (¬4) حديث صحيح: وإسناد المؤلف ضعيف. لأن خالد بن مخلد يغرب على مالك وقد ذكر الحافظ ابن عدي عددا مما أغرب على مالك، ثم هو غريب لأن مالكا لم يروه إلا عن عبد الله بن ديناركما ذكر الصوري. لم أجد من أخرجه بهذا السياق عن مالك، وقد تقدم تخريجه في الرواية رقم ((253)) . ولكنني وقفت عند البيهقي في السنن الكبرى 1/200 من طريق مالك عن نافع، أن ابن عمر كان إذا أراد أن يطعم أو ينام وهو جنب غسل وجهه ويديه إلى المرفقين ومسح برأسه ثم طعم أو نام. وفي إسناده أبو بكر محمد بن جعفر المزكى لم أجد له ترجمة، وبقية رجاله ثقات، إلا ابن بكير وهو وإن كان ثقة في الليث إلا أنه تكلموا في سماعه عن مالك. التقريب: 1/592.

حَدَّثَنا ليسي بنُ صالِحِ الأَزْدِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنا هانِئُ بنُ المُتَوَكِّلِ الإِسْكَنْدَرانِيُّ، حَدَّثَني خالِدُ بنُ حُمَيْدِ، عنْ مالِكِ بنِ أَنَسٍ، عنْ سَعِيدِ ابنِ أَبِي سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عنْ رَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنَّهُ قالَ: مَنْ كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخيهِ فِي مالٍ أَوْ عِرْضٍ فَلْيَأْتِهِ [ل230/أ] فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها مِنْ قَبْلِ أنْ تُؤْخَذَ مِنْهُ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، فَإِنْ كانَتْ لَهُ حَسَناتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَناتِ صاحِبِه، وَإِلاّ أُخِذَ مِنْ سَيِّئاتِ صاحِبِهِ فَطُرِحَ عَلَيْهِ (¬2) . 1071 - حَدَّثَنَا محمَّدُ، أَخْبَرَنَا الحصيبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ الحصيبِ القاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمانَ العَطّارُ (¬3) ، حَدَّثَنا سيارُ بنُ نَصْرِ بنِ ¬

(¬1) ليسي بن صالح الأزدي: كذا في الخطية، وعليه (صح) ولم أقف عليه. (¬2) حديث صحيح. في إسناد المؤلف وأحمد بن بهزاد تركوه من أجل كلامه المضر في عثمان بن العفان - رضي الله عنه -، وقال الذهبي صدوق، وابن صالح، وهانئ بن المتوكل لم أقف على ترجمتهما، وقد تابع خير بن عرفة ليسي بن صالح وهو صدوق. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين: 2/273 عن خير بن عرفة عن هانئ بن المتوكل به. وأخرجه البخاري في الرقاق: باب القصاص يوم القيامة 11/395 رقم ((6534)) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مالك، وفي المظالم: باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها 5/101 رقم ((2449)) من طريق ابن أبي ذئب كلاهما عن سعيد المقبري به. (¬3) في هامش الخطية ما نصّه ((في الأصل مشكلة كأنها محمد بن محمد بن سليمان)) والصحيح والله أعلم ما أثبتناه، وهو أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَطَّارُ: المعروف بابن حداد، قال الخطيب: ثقة مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة بمصر. تاريخ بغداد: 11/241.

سيارِ (¬1) ، حَدَّثَنا عُثْمانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، وَأَبُو أُسامَة، عنْ مالِكِ بنِ أَنَسٍ، عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيدَ (¬2) ، أَخْبَرَنِي زَيْدٌ أَبو عَيَّاشِ (¬3) أَنَّه سَأَلَ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقّاصٍ عنِ البَيْضاءِ بِالسُّلْتِ (¬4) ، قالَ: بَيْنَهُما فَضْلٌ؟، قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَنَهانِي عنْه، قالَ: ثُمَّ قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَشْتَرِي الرُّطَبَ بِالتَّمْرِ؟ فقالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذا يَبِسَ؟، قالُوا: نَعَمْ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا إِذًا (¬5) ¬

(¬1) سَيَّارُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ: لعله أبو الحكم البغدادي ذكره الخطيب بدون جرح ولا تعديل في تاريخ بغداد: 9/237. (¬2) عبد الله بن يزيد: وفي أصل الخطية ((زيد)) ، والتصحيح من كتب التخريج، وهو المخزومي ثقة. التقريب: 1/330. (¬3) زيد أبو عياش: هو زيد بن عياش الزرقي المخزومي، صدوق، التقريب: 1/224. (¬4) نقل صاحب عون المعبود في 9/150 قول الخطابي في بيان المراد بالبيضاء والسُّلت فقال: البيضاء: نوع من البُرّ، أبيض اللون، وفيه رخاوة، ويكون ببلاد مصر. والسُّلْت: نوعٌ غير البُرّ، وهو أدق حَبًّا منه. وقال بعضهم: البيض: هو الرطيب من السُّلت، والأول أعرف إلا أن هذا القول أليق بمعنى الحديث، وعليه يتبيّن موضع النسيئة من الرطب بالتمر، وإذا كان الرطيب منها جنساً واليابس جنساً آخر لم يصح النسيئة. اهـ. (¬5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه الحصيب بن عبد الله القاضي لم أقف على ترجمته، وسيار بن نصر ذكره الخطيب بدون جرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات. أخرجه مالك في الموطأ: 2/624، ومن طريقه وأبو داود في السنن في البيوع: باب في التمر بالتمر 3/654 رقم ((3359)) ، وابن ماجة في التجارات: باب بيع الرطب بالتمر 2/761 رقم ((2264)) ، والترمذي في البيوع: باب النهي عن المحاقلة والمزابنة 4/416 رقم ((1243)) ، والنسائي في البيوع: باب اشتراء التمر بالرطب 7/269 رقم 4559)) ، والشافعي في المسند: 2/159، وفي الرسالة: 0/907، والطيالسي في المسند: 1/29، رقم ((214)) ، وعبد الرزاق في المصنف: 8/32، رقم ((14185)) وابن أبي شيبة في المصنف: 6/182، و14/204، وأحمد في المسند: 1/175، و179، وأبو يعلى في المسند: 2/68 رقم ((712)) ، و2/69 رقم ((713)) ، وابن الجارود في المنتقى: 0/165 رقم ((657)) والطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/6، وابن حبان في الصحيح: 11/372 رقم ((3997)) والشاشي في المسند: 1/206 رقم ((161)) و ((162)) ، والدارقطني في السنن 3/49، والحاكم في المستدرك: 2/38، والبيهقي في السنن الكبرى: 5/294، والبغوي في شرح السنة: 8/78 رقم ((2068)) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود في البيوع: باب في التمر بالتمر 3/657 رقم ((3360)) ، والنسائي في البيوع: باب اشتراء التمر بالرطب 7/269 رقم (()) ، من طريق إسماعيل بن أمية. والحميدي في المسند: 1/41 رقم ((75)) ، وعبد الرزاق في المصنف: 8/32 رقم ((14186)) وأحمد في المسند: 1/179، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/6، والدارقطني في السنن: 3/49، والحاكم في المستدرك: 2/38 -39، والبيهقي في السنن الكبرى: 5/294، من طريق يحيى ابن أبي كثير كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ به. ولفظ رواية يحيى بن أبي كثير ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - عن بيع الرطب بالتمر نسيئة)) . وقال أبو داود عقبه: رواه عمران بن أبي أنس، عن مولى لبني مخزوم، عن سعيد، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - نحوه. قلت: أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: 4/6، من طريق عمران بن أبي أنس، أن مولى لبني مخزوم حدّثه أنه سأل سعيد بن أبي وقاص عن الرجل يُسلف الرجل الرطب بالتمر إلى أجل، فقال سعد: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - عن هذا. وأخرج الحاكم في المستدرك: 2/43 حديث عمران بن أبي أنس هذا لكنه دون ذكر الأجل. وقال الدارقطني: وخالفه –يعني يحيى بن أبي كثير- مالك وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد رووه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ولم يقولوا فيه- نسيئة-واجتماع هؤلاء الأربعة على خلاف ما رواه يحيى يدل على ضبطهم للحديث، وفيهم إمام حافظ وهو مالك بن أنس. انظر السنن له: 3/49، وفي العلل: 4/399-401. وأما قوله: ((بالبيضاء بالسُّلت)) قال أبو حاتم ابن حبان في صحيحه 11/373: البيضاء: الرطب من السُّلت باليابس من السُّلت، وقال البغوي في شرح السنة 8/78: البيضاء: نوع من البر أبيض اللون، وفيه رخاوة، يكون ببلاد مصر، والسُّلت نوع آخر غير البر. وأما رواية الدارقطني الذي أشار إليه الصوري، فلم أجدها في السنن ولا في العلل.

أَخْرَجَهُ الدَّارَ قُطْنِيُّ فِي الرُِّواةِ عنْ مالِكٍ، عنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ

عَلِيِّ المادَرانِيِّ، عنْ عُمَرَ بنِ محمَّدِ العَطّارِ فَأخبرنا فِيه مِثْلَه، قالَهُ الصورِيُّ. 1072 - أَنْشَدَنا محمَّدُ بنُ عَلِيٍّ لِنَفْسِهِ: وَمُهَفْهَفٍ (¬1) حُلْوُ الشَّما ئِلِ مُهْجَتِي وَقْفٌ عَلَيْهِ هُ فَلَمْ أَجِدْ سَبَباً إِلَيْهِ [ل230/ب] ... رُمْتُ التَخَلُّصَ مِنْ هَوَا يْهِ فَخَلِّصُوهُ مِنْ يَدَيْهِ ... يا قَوْمُ قَلْبِي في يَدَ أَوْ فَاشْفَعُوا لِي عِنْدَهُ فَعَسى يُقَرِّبُنِي لَدَيْهِ 1073 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ لِنَفْسِهِ: أَمَا لِهذا الصُّدودِ مِنْ أَجَلِ يُقْضى إِلَيهِ قَبْلَ انْقِضاءِ أَجَلِي وَلَمْ يَكُنْ ذاكَ فِيكَ مِنْ أَمَلِي ... فَقَدْ تَمادَى وَاللهِ يا أَمَلِي (¬2) وَلَيْسَ دِينِي سِوَى هَواكَ وَقَدْ رَضِيتُهُ حاكِماً عَلَيَّ وَلِي 1074 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ لِنَفْسِهِ: لَئِنْ صارَمْتََنِي وصَدَدْتِ عَنِّي بِلا جُرْمٍ وَمِلْتَ إِلى التَجَنِّي ¬

(¬1) مهفهف: يقال مهفهفة: وهي الخميصة البطن الدقيقة الخصر، ورجل هفهاف ومهفهف كذلك. لسان العرب: 9/348. (¬2) في الخطية ((يا ملي)) .

عَهِدْتُكَ راغِباً فِي القُرْبِ مِنِّي ... وَأَظْهَرْتَ التَّباعُدَ لِي وقِدَماً فَلا عَجَبَ كَذا الأَيّامُ فينا لها دُوَلٌ تُباعِدُ ثُمَّ تُدْنِي 1075 - حدثا محمَّدٌ، حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ جَعْفَرَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ صالِحِ الكلاعِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ محمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ البَراءِ الجعابِيُّ الحافِظُ بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبان، حَدَّثَنا أَبُو ياسِرِ (¬1) قالَ: أَنْشَدَ رَجُلٌ ابنَ عائِشَةَ: وَقَفْنا فَلَوْلا أَنَّنا غاضنًا (¬2) الهَوى لَهَتَّكَنا عِنْدَ الرَّقِيبِ نَحِيبُ (¬3) وفِي دُونِ ما أَلْقاهُ فِي أَلَمِ الهَوى تُشَقُّ جيوبٌ بل تشَقُّ قلوبُ قالَ: فقالَ ابنُ عائِشَةَ: لا يَلُومُ عَلى شَقِّها إِلاَّ أَحْمَقُ. قالَ [ل231/أ] أَبُو بَكْرِ الجعابي: وَقَدْ سَمِعْتُ الفَضْلَ بنَ حُبابٍ يَذْكُرُ نَحْوَه عنِ ابنِ عائِشَة (¬4) . 1076- سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبا الحُسَيْنِ (¬5) يقولُ: ماتَ الصُّورِي أَبُو عَبْدِ اللهِ ¬

(¬1) أبو ياسر: وفي الخطية فوق (ياسر) ضبة، ولعله عمار بن رجاء بن سعد الأستراباذي الثعلبي. قال أبو سعيد الإدريسي: كان فاضلا ديّنا كثير العبادة والزهد. مات سنة ثمان أو سبع ستين ومائتين. تاريخ جرجان: 1/282، و534، وتذكرة الحفاظ: 2/561. (¬2) في الخطية ((عاضنا)) . ولم أقف على معناها، ولعل الصواب ((غاضنا)) من غاض يغيض: أي نقص، أو غار وذهب، لسان العرب: 7/201. (¬3) نحيب: النحيب أي رفع الصوت بالبكاء. لسان العرب: 1/749. (¬4) في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جعفر الكلاعي لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات. (¬5) أبو الحسين: مبارك الطيوري.

الحافِظُ يَومَ الأَرْبِعاءِ وَدُفِنَ فِي يَومِ الخَمِيسِ الثَّامِنِ عَشَرَ مِنْ رَجَب سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِمائَةٍ، وصُلِّيَ عَلَيْهِ فيِ ثَلاثِة مَواضِعَ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بابِ حرب (¬1) . 1077 - أَنْشَدَنا محمَّدُ، أَنْشَدَنا أَبُو عَلِيٍّ صالِحُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ رِشْدِينَ، وَأَبُو محمَّدٍ عَبْدُ المُحْسِنُ بنُ الصُّورِيِّ (¬2) قالا: أَنْشَدَنا أَبُو القاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ بِشْرٍ (¬3) لِنَفْسِهِ: لَحَى الله أمرًا أَرْعَاكَ سِرًّا لِتَكْتُمَهُ وَفَضَّ اللهُ فَاهُ فَإِنَّكَ بِالذي اسْتَرْعَيتَ مِنْهُ أَنَمُّ مِنَ الزُّجاجِ بِما وَعاهُ (¬4) ¬

(¬1) لم أقف على من وافق أبا الحسين في مقبولته هذه، ولكن في هامش الأصل ما نصّه: ((ح هذا وهم، والصحيح أن أبا عبد الله الصوري الحافظ توفي سنة إحدى وأربعين على ما يأتي في هذا الجزء على الصواب إلا أن يكونا رجلين اشتركا في الحفظ والنسبة وذلك بعيد، والله أعلم، قله يحيى بن علي القرشي عفا الله عنه)) . وهذا هو الذي قال به الخطيب وياقوت الحموي والذهبي وغيرهم، وأنه مات يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 3/103، معجم البلدان: 3/434، سير أعلام النبلاء: 17/631. (¬2) أبو محمد عبد المحسن بن الصوري: هو عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون أبو محمد الصوري الشاعر توفي سنة تسع عشرة وأربعمائة وله ثمانون سنة. سير أعلام النبلاء: 17/400، وفيات الأعيات: 3/232، شذرت الذهب: 3/211. (¬3) أبو القاسم الحسين بن بشر: لعله الحسين بن بشر الذي ذكره الذهبي وقال: قال ابن أبي طي من رجال الشيعة الإمامية. لسان الميزان: 2/275. (¬4) في إسناده أبو علي صالح بن إبراهيم بن رشدين، لم أقف على ترجمته. أخرج البيتين عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان في قرى الضيف 1/488.

1078 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا القاَضِي أَبُو الفَضْلِ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ ابنِ محمَّدِ ابنِ المُعافَي الصُّورِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَطاءِ بنِ أَحْمَدَ الروذباري، حَدَّثَنا عُبَيْدُ ابنُ محمَّدِ المقرئ قالَ: قالَ محمَّدُ بنُ يَعْقوب: قالَ ذُو النُّونِ: اللَّحْظاتُ تُورِثُ الحَسَراتِ، أَوَّلُها أَسَفٌ، وَآخِرُها تَلَفٌ، فَمَنْ تابَعَ طَرْفَه تابَعَ حَتْفَهُ (¬1) . 1079 حدثَنا محمَّدٌ، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ حَفْصِ بنِ الحَسَنِ البَهْرانِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ قالَ: سَمِعْتُ محمَّدَ بنَ العَبّاسِ الضَّبِّيَّ (¬2) يَقولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ الشِّبْلِيَّ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: يا أَبا بَكْرٍ ما تَقُولُ فِي رَجُلٍ كانَ لَهُ [ل231/ب] حَظٌّ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ فَتَرَكَه ثُمَّ عاوَدَه فَهُوَ يَجْهَدُ أنْ يَنالهَ فَلا يَقْدِرُ؟، قالَ فَأَنْشَدَهُ: تَشاغَلْتُمْ عَنَّا بِصُحْبَةِ غَيْرِنا وَأَظْهَرْ تُمُ الهِجْرانَ ما هَكَذا كُنَّا فَقَدْ وَحَياةِ الحُبِّ خُنْتُمْ وَما خُنَّا ... وَأَقْسَمْتُمْ أَنْ لا تَخُونونَ فِي الهَوى لَيالِيَ بِتْنَا نَجْتَنِي مِنْ ثِمارِكُم فَقَلْبِي إِلى تِلْكَ اللَّيالِيَ قَدْ حَنَّا (¬3) ¬

(¬1) في إسناده أبو الفضل الحسن بن أحمد بن عبد الله بن المعافى الصوري، وعبيد بن محمد المقرئ لم أقف على ترجمتهما، وأحمد بن عطاء الروذباري ضعيف. ذكره ابن الجوزي في ذم الهوى (ص93) . (¬2) محمد بن العباس الضبي: بن أحمد بن عاصم أبو عبد الله الضبي الهروي العصمي. روى عنه الدارقطني، ووثقه الخطيب. توفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/119، تذكرة الحفاظ: 3/1006. (¬3) في إسناده أبو علي الحسن بن حفص الأندلسي لم أقف على ترجمته. ذكر عبد الكريم القزويني البيت الأول دون غيره وورد فيه ((وآثرتم)) بدل ((وظهرتم)) ونسب البيت إلى الأديب سليمان. انظر التدوين في أخبار القزوين: 3/445.

1080- قالَ (¬1) : وَبَلَغَنِي عَنْه أَنَّهُ جاءَهُ رَجُلٌ فَقالَ لَه: يا أَبا بَكْرٍ، ما تَقُولُ فِي رَجُلٍ يَعْمَلُ سائِرَ الطَّاعاتِ وَهُوَ لا يَجِدُ لَها نفسه لَذَّةً، فَبَكَى أَبُو بَكْرِ الشِّبْلِيُّ وَأَنْشَأَ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْوِصَال أَهْلاً فَكُلُّ إِحْسانِهِ ذُنوبُ (¬2) . 1081 - حَدَّثَنَا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ محمَّدِ العبْسِيُّ (¬3) ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَيْمونِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ (¬4) ، حَدَّثَنا عُثْمانُ بنُ سَعِيدِ الرَّازِيُ، حَدَّثَنا أَحمَدُ ابنُ المحيىَ، حَدَّثَنا أَبُو زَكَرِيّا النَّحْوِيُّ يحَيْى بنُ سَعيدِ العامِرِيُّ قالَ: كُنَّا عِنْدَ الكِسائِيِّ (¬5) قالَ: فَوَرَدَتْ عَلَيْهِ رُقْعَةُ محمَّدِ ¬

(¬1) لعل القائل هو: أبو علي البهراني. (¬2) في إسناده وأبو علي البهراني لم أقف على ترجمته، والراو عنه غير معروف. انظر ديوان الشبلي (ص89) وذكره ابن الجوزي في المدهش (298) . (¬3) في الخطية (القيسي) والتصحيح من كتب التراجم. (¬4) أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبد الله البجلي: ابن عمر بن راشد الدمشقي. قال الذهبي: كان أحد الشعراء توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة: سير أعلام النبلاء: 15/ 533، العبر: 2/276، شذرات الذهب: 2/375. (¬5) الكسائي: هو علي بن حمزة بن عبد الله أبو الحسن الأسدي الكوفي شيخ القراءة النحوي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال مستقيم الحديث. مات سنة تسع وثمانين ومائة. الجرح والتعديل: 6/182، الثقات: 8/457، تاريخ بغداد: 11/403.

بنِ الحَسَنِ (¬1) يَسْأَلُهُ عنْ هذِهِ الأَبْياتِ، وعَنِ الجَوابِ، وَهِيَ: فَإِنْ تَرْفُقِي يا هِنْدُ فَالرِّفْقُ أَيْمَنُ وَإِنْ تَخْرِقِي يا هِنْدُ فَالْخَرْقُ أَشْأَمُ ثَلاثٌ وَمَنْ يَخْرِقْ أَعَقُّ وَأَظْلَمُ [ل232/أ] ... فَأَنْتِ طَلاقٌ وَالطَّلاقُ عَزِيمَةٌ فَبِينِي بِها إِنْ كُنْتِ غَيْرَ رَفِيقَةٍ وَما لامْرِئٍ بَعْدَ الثَّلاثِ مَقَدِّمُ (¬2) وكَتَبَ إِلَيْهِ الكِسائِيُ: أَمّا مَنْ أَنْشَدَها بِالرَّفْعِ فَلَمْ يُوقِعْ عَلَيْهِ إِلاّ تَطْلِيقَةٌ واحِدَةٌ، وَمَنْ أَنْشَدَها بِالنَّصْبِ فَقَدْ أَوْقَعَ عَلَيْها ثَلاثًا بِالنَّصْبِ فَقَدْ أَبَانَ. 1082 - حدثنا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ محمَّدِ المعدل، أخبرنا أَبُو عَلِيِّ الحَسَنُ بنُ يُوسُفَ بنِ صالِح بنِ مُلَيْحٍ (¬3) قالَ: ¬

(¬1) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: بْنِ فرقد أبو عبد الله الشيباني صاحب أبي حنيفة. قال ابن معين: ليس بشيء، وكذّبه مرة. وقال ابن المديني: صدوق. وتركه أحمد. وقال أبوداود: لا يستحق الترك. وقال ابن حبان: ليس في الحديث بشيء. الضعفاء الكبير: 4/55، الجرح والتعديل: 7/227، المجروحين: 2/275، تاريخ بغداد: 2/172. (¬2) في إسناده عثمان بن سعيد الرازي، وأحمد بن المحيا، وأبو زكريا النحوي، لم أقف على ترجمتهم. ذكره الخطيب من طريق محمد بن علي الصلحي، عن أَبِي الْحَسَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن محمود القاضي، عن محمد ابن عبد الواحد، عن ثعلب قال: كتب الكسائي إلى محمد بن الحسن فذكر البيتين الأوليين دون الثالث، وبنصب ((ثلاثا)) و ((يعق ويظلم)) بدل ((أعق وأظلم)) . (¬3) أبو علي الحسن بن يوسف بن صالح بن مليح: الطرائفي المصري، ذكره الذهبي دون جرح ولا تعديل، مات سنة أربعين وثلاثمائة. الأنساب: 8/226، سير أعلام النبلاء: 15/418، لسان الميزان: 2/260.

سَمِعْتُ أَبا الحَسَنِ الخادِمَ (¬1) وكانَ قَدْ عَمِيَ مِنَ الكِبَرِ فِي مَجْلِسِ بِشْرِ مَوْلَى عرق (¬2) ، أَنا وَمَنْصورُ (¬3) وَجَمَاعَةٌ فَقالَ: كُنْتُ غُلاماً لِزُبَيْدَةَ (¬4) وَإِنِّي يَوْمَ أُوتِيَ بِِاللَّيْثِ بنِ سَعْدِ إِلى الخَلِيفَةِ يَسْتَفْتِيهِ، وَكُنْتُ عَلى رَأْسِ ستي زُبَيْدَةَ خَلْفَ السِّتارَةِ، فَسَألَه هارونُ الرَّشِيدُ فَقالَ: حَلَفْتُ أَنَّ لِي جَنَّتَيْنِ، فَاسْتَحْلَفَه اللَّيْثُ ثَلاثًا، أَنَّكَ تَخافُ اللهَ، فَحَلَفَ له، فقالَ لَهُ اللَّيْثُ: قالَ اللهُ: {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} (¬5) ، قالَ: فَأَقْطَعَه قَطائِعَ كَثِيرَةً بِمِصْرَ (¬6) . 1083 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحمنِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا أَبُو عَلِيِّ ¬

(¬1) أبو الحسن: لم أميّزه لوروده مهلا، ولكنه قد ثبت في ترجمة زُبَيدة أنه كان لها خدم كثير، وكان في قصرها من الجواري نحو من مائة جارية كلّهن يحفظهن القرآن. (¬2) بسر مولى عرق: وعند الخطيب في تاريخه ((يسر)) . (¬3) منصور: هو ابن محمد بن قتيبة بن معمر أبو نصر وراق أبي ثور الفقيه، حدّث عن أحمد بن حنبل، وذكر ابن عدي أنه روى عنه ببغداد. تاريخ بغداد: 13/83. (¬4) زُبَيدة: هي بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر أم جعفر العباسية أمة العزيز الست، كانت عظيمة الجاه والمال، لها آثار حميدة في طريق الحج، وجدّها المنصور هو الذي لقّبها زبيدة، لأنه كان يداعبها ويرقصها وهي صغيرة، ويقول إنما أنت زبيدة لبياضها، فغلب ذلك عليها، فلا تعرف إلا به، توفيت سنة ست عشرة ومائتين. تاريخ بغداد: 14/ 433، سير أعلام النبلاء: 10/241، البداية والنهاية: 10/271، وفيات الأعيان: 2/314. (¬5) سورة الرحمن آية رقم (46) .. (¬6) في إسناده أبو العلي الحسن بن يوسف بن صالح لم أقف على ترجمته، وأبو الحسن الخادم غير معروف. أخرجه الخطيب في تاريخه: 13/4-5 عن محمد بن علي الصوري به.

الحَسَنُ بنُ يُوسُفَ قالَ: ((رُحْتُ مَعَ أبِي لَيْلَةَ الخَتْمِ فِي شَهْرِ رَمَضانَ فَعَطِشَ النَّاسُ، فَأَخْرَجَ إِنْسانٌ شَيْئاً مِنَ الفِضَّةِ فَدَفَعَه إِلَيَّ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى شارِبٍ فَأَسْقَى النَّاسَ، فَسَمِعْتُ المُزَنِيَ (¬1) يَقولُ: بِِرُّوا إِنَّ هَذا الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ خَواتِيمُ اللهِ فِي [ل232/ب] أَرْضِهِ، فَمَنْ أَخْرَجَ خَواتِيمَ اللهِ قُضِيَتْ حاجَتُهُ)) (¬2) . 1084 - ل أ/221 حَدَّثَنَا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي كامِلِ البَصْرِيُّ أخبرنا الحسَنُ بنُ حَبِيبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ (¬3) فِي كِتابِهِ، أَنْشَدَنا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عنْ أَبِي بِشْرِ الدَّلاّلِ، ¬

(¬1) المزني: لم أميزّه. (¬2) في إسناده أبو علي الحسن بن يوسف ذكره الذهبي دون جرح ولا تعديل. ذكر الخطيب في تاريخ بغداد: 5/449، والمزي في تهذيب الكمال: 31/146، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/548 نحوه عن ابن وهب، ولفظه: ((الدراهيم خواتيم الله في الأرض، فمن ذهب بخاتم الله قضيت حاجته)) . وأخرج الطبراني في معجم الأوسط: 6/316 رقم ((6507)) والديلمي في مسند الفردوس ((الفردوس بمأثور لخطاب: 2/235 رقم ((3127)) والسيوطي في جمع الجوامع: 2/1991 رقم ((10694)) ، والمناوي في فيض القدير: 3/543، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه، فمن جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته)) . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 4/65، فيه أحمد بن محمد بن مالك بن أنس وهو ضعيف، وحكى المناوي تضعيف الهيثمي والذهبي له في فيض القدير: 3/544. (¬3) في الخطية (الحسين بن حبيب) والتصحيح من رواية رقم (1086) وكتب التراجم، وهو الحسن بن حبيب ابن عبد الملك: أبو علي الدمشقي الحصائري الشافعي، وثقه عبد العزيز الكتّاني، مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. طبقات الشافعية للسبكي: 3/255، سير أعلام النبلاء: 15/383، شذرات الذهب: 2/346.

أَنْشَدَنِي ابنُ أَبِي العَتاهِيَةِ لأَبِيهِ: وَالمَرْءُ إِنْ كانَ عاقِلاً وَرِعًا أَخْرَسَهُ عَنْ عُيُوبِهِمْ وَرَعُهُ كَما المَرِيضِ السَّقِيمِ يَشْغَلُه عَنْ وَجَعِ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَجَعُهُ (¬1) 1085 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا أَبُو الحُسَيْنِ محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جُمَيْعٍ الغَسّانِيُّ، أخبرنا محمَّدُ ابنُ مَخْلَدِ الدُّورِيّ ُقالَ: سَمِعْتُ مُشْرِفَ بنَ سَعِيدِ (¬2) يَقولُ: سَمِعْتُ أَبا العَتَاهِيَةِ يُنْشِدُ: أَرَى عِلَلَ الدُّنْيا عَلَيّ كَثِيرَةً وَصاحِبُها حَتى المَمَاتِ عَلِيلُ وَمَنْ ذَا الذِي يَنْجُو مِنَ النَّاسِ سالِماً وَلِلنّاسِ قالٌ بالظُّنُون وقيلُ (¬3) 1086 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي كامِلٍ، أخبرنا الحسَنُ بنُ حَبِيبِ فِي كِتابِه قالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بنَ سُلَيْمانَ يَقولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَ يَقولُ: ما حَكَّ جِلْدَكَ مِثْلُ ظُفْرِكَ فَتَوَلَّ أَنْتَ جَمِيعَ أَمْرِكَ وَإِذا افْتَقَرْتَ لِحاجَةٍ فَاسْأَلْ لِمُعْتَرِفٍ بِقَدْرِكَ (¬4) ¬

(¬1) في إسناده عبد الله بن عبد الحميد لم أميّزه، وأبو بشر الدلال، وابن أبي العتاهية، لم أقف على تراجمتهما، ذكر القرطبي البيتين في تفسيره 16/327، وورد في البيت الأول ((أشغله عن عيوبه)) بدل ((أخرسه عن عيوبهم)) . ولم أجد البيتين في ديوان أبي العتاهية. (¬2) مشرف بن سعيد: أبو زيد الواسطي مولى سعيد بن العاص، وثقه الخطيب، مات سنة ست وستين ومائتين، وله خمس وثمانون سنة. تاريخ بغداد: 13/224. (¬3) رجال إسناده ثقات. انظر ديوان أبي العتاهية (ص356) . (¬4) رجال إسناده ثقات. البيتان في ديوان الشافعي: 0/117، وانظر مناقب الإمام الشافعي: 0/115-116، شذرات الذهب: 2/11. وورد في ديوان الشافعي ((وإذا قصدت)) وفي شذرات الذهب ((وإذا بليت)) بدل ((وإذا افتقرت)) .

1087 - حدثنا محمَّدٌ، أخبرنا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جميع، أخبرنا أَبُو سَعِيدِ أَحْمَدُ ابنُ [ل233/أ] سَعِيدِ بنِ عُتَيْبٍ وَكانَ سَماعُه مِنْهُ بِصور سَنَةَ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ وَثَلاثَمائَةٍ، أَنْشَدَنا الرَّبِيعُ ابنُ سُلَيْمانَ، أَنْشَدَنِي الشَّافِعِيُ: كُلُّ العَداوَةِ ترجى (¬1) إِماتَتُها إِلاّ عَداوَةَ مَنْ عاداكَ بِالحَسَدِ (¬2) 1088 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يَقولُ: سَمِعْتُ أَبا الحُسَيْنِ محمَّدَ بنَ محمَّدِ بنِ محمَّدِ النَّيْسابُورِيَّ يَقولُ: سَمِعْتُ أَبا العَبّاسِ الأّصَمَّ يَقولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بنَ سُلَيْمانَ يَقولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَ يَقولُ: العِلْمُ عِلْمانِ: عِلْمُ الأَدْيانِ، وَعِلْمُ الأَبْدانِ (¬3) . ¬

(¬1) في أصل الخطية: ((ترجى)) وفي الهامش: ((ترجو)) وعليها ((صح)) . قلت: ولعل هذا إشارة منه إلى أنه قد روي ((ترجى)) و ((ترجو)) لاختلاف النسخ. وكلتا الروايتين صحيحتان. والله أعلم. (¬2) في إسناده أبو سعيد أحمد بن سعيد بن عتيب لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات. البيت في ديوان الشافعي: 0 (ص92) ، وديوان عبد الله بن المبارك (ص79) ، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/274، وابن عبد البر في بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/414، والقرطبي في التفسير: 4/183، وورد في ديوان الشافعي ((مودتها)) وعند القرطبي ((إفاقتها)) بدل ((إماتتها)) . (¬3) في إسناده أبو الحسين محمد بن محمد النيسابوري، لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 9/142 من طريق الربيع بن سليمان، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/41، من طريق محمد بن يحيى بن حسان، كلاهما عن الشافعي به. وعند الذهبي: ((العلم علمان: علم الدين وهو الفقه، وعلم الدنيا: وهو الطب، وما سواه من الشعر وغيره فعناء وعبث)) .

1089 - حَدَّثَنَا محمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي كامِلٍ، أخبرنا خالُ أَبِي خَيْثَمَةَ بنِ سُلَيْمانَ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عِيسى بنِ الحارِثِ الجَوْهَرِيُّ البّغْدادِيُّ بِالبَصْرَةِ، حَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ، يَعْنِي: ابنَ غزوان (¬1) ، حَدَّثَنا أَبِي، عنْ شُعْبَةَ قالَ: مَرَرْتُ بِهشيم وَهُوَ جالِسٌ إِلى شَيْخٍ مُلْتَفٍّ بِعِمامَةٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هذا؟، فقالَ بَعْضُ الأَعْرابِ: اكْتُبْ عَنْه مِنْ مَقَطَّعاتِ الأَعْرابِ، وَنَوادِرِهِمْ، قالَ: فَمَضَيْتُ وَتَرَكْتُهُ فَلَمّا كانَ بَعْدُ لَقِيَنِي هشيمٌ فقالَ: يا أَبا بُسْطامِ (¬2) تَدْرِي مَنِ الشَّيْخُ الذي رَأَيْتَهُ مَعِي؟، قُلْتُ: لا، قالَ: فإِنَّ ذاكَ الزُّهْرِيُّ، قالَ: قُلْتُ: أَوَ لَيْسَ الزُّهْرِيُّ الذي كانَ يَحْمِلُ الحَرْبَةَ لِهِشامٍ، وكانَ فَعَلَ كَذا، وَجَعَلْتُ أُصَغِّرُ مِنْ أَمْرِهِ، فقالَ: إِنَّكَ وَاللهِ لَوْ رَأَيْتَ ما حَدَّثَنِي بِهِ، قُلْتُ أَرِنِي، فَلَمّا وَقَعَ [ل233/ب] فِي يَدِي خَرَّقْتُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْه إِلاّ يسِيرٌ، قالَ أَبِي: قالَ هشيمٌ: لَوْلا أَنِّي كُنْتُ قَدْ حَفِظْتُ حَدِيثَ السَّقِيفَةِ، قُلْتُ: لَعَلِّي أَلْقَى الزُّهْرِيَّ فِي طَوافٍ أَوْ طَرِيقٍ حَدَّثَنِي بِهِ، وَقَدْ حَفِظْتُه لَكانَ قَدْ ذَهَبَ (¬3) ¬

(¬1) محمد بن عبد الرحمن بن غزوان: لم أجد له ترجمة، ولكنه ذكر ضمن تلامذة أبيه، وأبوه ثقة. (¬2) في الخطية (أبا هشام) وعلى هشام علامة الضرب. (¬3) في إسناده خال أبي خيثمة بن سليمان، ومحمد بن عيسى الجوهري، ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان، لم أقف على ترجمتهم. لم أجد هذه القصة ولكن حديث السقيفة معروف ومشهور. أخرجه أبو داود في الحدود: باب في الرجم 4/572 رقم ((4418)) من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، وابن حبان في صحيحه: 2/145 رقم ((413)) من طريق سريج بن يونس مطولا، كلاهما عن هشيم، عن الزهري به. والبخاري في المظالم: باب ما جاء في السقائف 5/109 رقم ((2462)) وفي مناقب الأنصار: باب مقدم النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه المدينة 7/264 رقم ((3928)) وفي أحاديث الأنبياء: باب قول الله واذكر في كتاب مريم 6/478 رقم ((3445)) وفي المغازي: باب رقم ((12)) 7/323 رقم ((4021)) وفي الحدود: باب الاعتراف بالزنا 12/ 137 رقم ((6829)) وباب الحبلى من الزنا إذا أحصنت 12/145 رقم ((6830)) وفي الإعتصام: باب ذكر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحض على اتفاق أهل العلم 13/303 رقم ((7323)) ومسلم في الحدود: باب رجم الثيب من الزنا رقم ((1691)) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بن مسعود، عن ابن عباس قال: ((كنت اقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمن وهو عند عمر بن الخطاب في آخر جة حجها، إذ رجع إليّ عبد الرحمن، فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة، فغضب عمر، ثم قال: إنّي إن شاء الله اقائم العشية في الناس فمحذر هم هؤلاء الذين يريدون أن يغضبهم أمورهم، قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين: لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها ... فأمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها، فقال عمر والله إن شاء الله لأقومنّ بذلك أول مقام أقومه بالمدينة، قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يو م الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرح عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلا قلت: لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف، فأنكر عليّ، وقال ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله، فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون قال فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد: فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ... ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترّنّ امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرّها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين، فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا، وإنه قد كان من خيرنا حين توفى الله نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ... الحديث. وهذا لفظ البخاري، وأخرجه البخاري في الأحكام: باب استخلاف 13/206 رقم ((7219)) من طريق معمر، عن الزهري، عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم توفي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال كنت أرجو أن يعيش رسو لله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم فإن بك محمدء - صلى الله عليه وسلم - قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به هدى الله مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإن أبا بكر صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة ... الحديث.

1090 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّورِيُّ لَفْظاً، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبّاسِ مُنِيرُ بنُ

أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ إِبْراهِيمَ الْجَمَلِيُّ المُرادِيُّ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمائَةٍ، حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصٍ العَنَزيُّ المَعْروفُ: بِابنِ الْبُورِيِّ (¬1) ، حَدَّثَنا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الهَيْثَمِ البَصْرِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنا ¬

(¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْعَنْزِيُّ الْمَعْرُوفُ بابن البوري: ينسب إلى بلدة قرب دمياط، قال الدارقطني: لا بأس به. سؤالات حمزة للدارقطني: 1/118، موسوعة أقوال الدارقطني 2/608، رقم (3267) . (¬2) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الهيثم البصري العبري: قال النسائي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه الخطيب والذهبي. وقال ابن حجر: لا بأس به. الثقات: 8/367، تاريخ بغداد: 10/195، تهذيب الكمال: 16/252، التقريب: 1/381.

حَجّاجُ بنُ مِنْهالٍ، حَدَّثَنا مالِكُ ابنُ أَنَسٍ، عنْ أَبِي الزِّنادِ، عنِ الأَعْرَجِ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتى يَأْتِيَ الرَّجُلُ قَبْرَ الرَّجُلِ فَيَقولَ: يَا لَيْتَنِي مَكانَهُ (¬1) . رَواه الدَّارَ قُطْنِيُّ عنِ الحَسَنِ بنِ إِسْماعِيلَ الضَّرابِ، عنْ أَبِي العَبّاسِ الْجَمَلِيِّ المُرادِيِّ فَأخبرَنا فِيه مِثْلَه قالَه الصُّورِيُّ (¬2) . 1091 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ القاسِمِ بنِ مَرْزُوقِ المعدل، وَأَبُو الفَرَجِ محمَّدُ بنُ عُمَرَ الصدفي قالا: أخبرنا الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، حَدَّثَنا الحُسَيْنُ ابنُ حُمَيدِ بنِ مُوسى (¬3) ، حَدَّثَنا [ل234/أ] وثيمةُ بنُ مُوسى بنِ حَمْزَةَ بنِ يَزِيدَ الهَرَوِيُّ (¬4) ، عنْ ¬

(¬1) حديث صحيح، وفي إسناد المؤلف أبو العباس أحمد بن محمد الجملي المرادي، لم أقف على ترجمه. أخرجه مالك في الموطأ في الجنائز: باب جامع الجنائز 1/241. ومن طريقه البخاري في الفتن: باب لا تقوم الساعة يغبط أهل القبور 13: 74 رقم ((7115)) ومسلم في الفتن: باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل 4/2231 رقم ((157)) . (¬2) لم أقف على هذه الرواية في العلل ولا في السنن، ولعله في غرائب مالك له، وهو في عداد كتب المفقودة. (¬3) الحسين بن حميد بن موسى: لعله العكي المصري أبوعلي بن يحيى. قال الذهبي. تكلم فيه. وقال ابن حجر: فيه لين يحتمل. لسان الميزان: 2/281. (¬4) وثيمة بن موسى بن حمزة بن يزيد الهروي: قال العقيلي: صاحب أغاليط. وقال ابن أبي حاتم: حدث عن سلمة ابن فضل أحاديث موضوعة. وقال مسلمة بن قاسم: كان راوية الأخبار الدهور وهو لا بأس به. قال ابن حجر: وله عن مالك حديث منكر. الضعفاء الكبير: 4/332، الجرح ولتعديل: 9/51، لسان الميزان: 6/217.

مالِكِ بنِ أَنَسٍ قالَ: بَلَغَنِي أَنَّ لُقْمانَ قالَ لاِبْنِهِ يا بُنَيَّ إِنَّكَ مُنْذُ نَزَلْتَ إِلي الدُّنْيا اسْتَدْبَرْتَها وَاسْتَقْبَلْتَ الآخِرَةَ فَدارٌ أَنْتَ إِلَيْها تَسِيرُ أَقْرَبُ مِنْ دارٍ أَنْتَ عَنْها تُباعِدُ (¬1) . أَخْرَجَه الدَّارَ قُطْنِيُّ عنِ ابنِ رَشيق (¬2) . 1092 - حدثنا محمَّدٌ، حَدَّثَنا أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الرَّحمْنِ بنُ عُمَرَ إِمْلاءً، حَدَّثَنا أَبُو عَلِيِّ الحَسَنُ ابنُ عَلِيِّ بنِ محمَّدِ بنِ المَعافِرِيِّ الحَذّاءُ، حَدَّثَنا يَحْيى بنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنا عَبْدُ الغَفّارِ بنُ داودَ أَبُو صالِحِ الحَرّانِيُّ، حَدَّثَنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُقالُ لَه. حيون بنُ صالِحٍ (¬3) قالَ: سَمِعْتُ مالِكَ ابنَ أَنَسٍ يَقولُ: تُرَدُّ الدَّارُ مِنْ سُوءِ الجِوارِ (¬4) . ¬

(¬1) في إسناده وثيمة بن موسى وهوضعيف، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن مرزوق وأبو الفرج محمد الصدفي لم أقف على ترجمتهما، ولكنّ أبا الحسين أحمد بن محمد بن مرزوق وصفه الصوري بالمعدّل. أخرجه البيهثي في الزهد الكبير: 2/201 من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد الحكم، عن ابن وهب عن مالك به مطولا. ورجاله ثقات. (5) لم أقف على هذه الرواية، ولعلها في كتابه غرائب مالك أيضاً. (¬2) (¬3) حيون بن صالح: المصري، ذكره القاضي عياض وقال روى عن مالك. ترتيب المدارك: 2/187، توضيح المشتبه: 2/272. (¬4) في إسناده أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المعافري الحذاء، لم أقف على ترجمته، وحيون بن صالح ذكره القاضي عياض دون جرح ولا تعديل. لم أجد هذا الأثر عن مالك، ولكن ذكر ابن عبد البر أن من كلام علي بن أبي طالب: الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق. انظر بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/291.

1093 - حَدَّثَنَا محمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمنِ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بنُ إِسْماعِيلَ بنِ عاصِمٍ، حَدَّثَنا يَحْيى بنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنا أَبُو صالِحِ الحَرانِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنا حيون بنُ صالِح، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مصر، قالَ: سَمِعْتُ مالِكَ بنَ أَنَسٍ يَقولُ: ((تُباعُ الدَّارُ مِنْ سُوءِ الجِوارِ)) (¬2) . أَخْرَجَها الدَّارَقُطْنِيُّ عّنْ عَلِيِّ بنِ محمَّدِ، عنْ يَحْيى بنِ أَيُّوبَ (¬3) . 1094 - حَدَّثَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عَلِيِّ الصُّورِيُّ الحافِظُ، أَنْشَدَنِي أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ النَّحْوِيُّ الكِسائِيُّ بِمَكَّةَ قالَ: سَمِعْتُ ابنَ قُرَيْعَةَ القاضِي (¬4) يُنْشِدُ: [ل234/ب] لِي حيلةٌ فِيمنْ يَنُم ـمُ وَلَيْسَ فِي الكَذّابِ حِيلَةٌ مَنْ كانَ يَخْلُقُ ما يقولُ فَحِيلَتِي فِيهِ قَلِيلَةٌ (¬5) ¬

(¬1) أبو صالح الحراني: هو عبد الغفار بن داود. (¬2) في إسناده أحمد بن إسماعيل بن عاصم، لم أقف على ترجمته، وحيون بن صالح ذكره القاضي عياض دون جرح ولا تعديل. (¬3) لم أجد هذا الطريق أيضا. (¬4) ابن قريعة القاضي: محمد بن عبد الرحمن أبو بكر البغدادي قاضي السِّنديّة، المعروف بابن قريعة، قال الخطيب: كان كثير النوادر، حسن الخاطر، عجيب الكلام/ يسرع بالجواب المسجوع المطبوع من غير تعمل له، وتعمق فيه، وله أخبار مستفيضة طريفة، توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة، عن خمس وستين سنة. تاريخ بغداد: 2/317، وفيات الأعيان: 4/382، سير أعلام النبلاء: 16/326، شذرات الذهب: 3/60. (¬5) في إسناده أبو العباس أحمد بن علي النحوي الكسائي لم أقف على ترجمته. أخرجهما الخطيب في تاريخه: 2/317 من طريق أبي العباس أحمد بن علي الكسائي به، وذكره ابن عماد في شذرات الذهب: 4/34 عن ابن قريعة القاضي بدون إسناد. وذكرهما ابن عبد البر في بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/404، عن منصور الفقيه من قوله. وذكرهما الذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/238، عن منصور بن إسماعيل الضرير الشاعر من شعره. وذكر القرطبي في تفسيره: 1/251 البيت الأخير فقط ولم ينسبه إلى قائل.

1095 - أَنْشَدَنا محمَّدُ بنُ عَلِيِّ لِنَفْسِهِ فِي الكُتُبِ: إِنّ الكِتابَ لَهُ مَكانٌ غامِضٌ فِي القَلْبِ يَعْلَمُهُ أُولُوا الأَلْبابِ مِنْ حِكْمَةٍ وَبَراعَةٍ وَصَوابٍ ... وَيَحِقُّ ذَاكَ لَهُ لِما فِي ضِمْنِهِ وَتَمَيَّزُوا بِالفَضْلِ وَالآدابِ ... وَعَلَيْهِ تَعْوِيلُ الذينَ تَخَصَّصُوا فَأَتَى بِتِبْيانٍ وَفَصْلِ خِطابِ ... فَإِذا امتروا رَجَعُوا إِلى مَسْطُورهِ فِي القَوْلِ أَوْ أَعْيَوْا بِرَدِّ جَوابِ ... وَإِذا الخُصُومُ تَدارَؤوا وَتَنازَعُوا عَدْلاً يُزِيلُ تَشَكُّكَ المُرْتابِ ... فَزِعُوا إِلَيهِ فَصادَفُوهُ حاكِماً وَاحْذَرْ عَلَيْهِ عارَةَ الطُّلاّبِ ... فَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِهِ وَضِنَّ بِبَذْلِهِ لِهَلاكِهِ هُوَ أَوْ كَدُ الأَسْبابِ ... وَاحْفَظْهُ مِمَّنْ يَسْتَعِيرُ فَبَذْلُهُ تُوفِي عَلَى الأَوْراقِ وَالأَذْهابِ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ الكُتُبَ عِلْقُ مَضِنَّةٍ وَطُلاّبُها لِلطَّالِبِينَ وَكَسْبُها خَيْرُ الطُّلاّبِ وَأَنْفَسُ الأَكْسابِ 1096 - حَدَّثَنَا محمَّدٌ إِمْلاءً أخبرنا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ جميع الغَسّانِيُّ، أخبرنا محمَّدُ بنُ مَخْلَد، حَدَّثَنا الزُّبَيْرُ، يَعْنِي: ابنَ بَكارِ، حَدَّثَتْنا أُمُّ كُلْثومِ ابْنَةُ عُثْمانَ بنِ مُصْعَبِ بنِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ [ل235/أ] الزُّبَيْرِ بنِ هِشامِ بنِ عُرْوَةَ. عَنْ جَدِّها هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عنْ

أَبِيهِ عنْ عائِشَةَ قالَتْ: ((سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الخُبْزِ والخَمِيرِ يَقْتَرِضْهُنَ الجِيرانُ فَيَرُدُّوا (¬1) أَكْثَرَ وَأَقَلَّ، قالَ: لَيْسَ بِها بَأْسٌ إِنَّما هِيَ مَرافِقُ بَيْنَ النّاسِ لا يُرادُ فِيها الفَضْلُ (¬2) )) . 1097 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ الواعِظُ إِمْلاءً، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرَ ابنِ حَمْدانَ (¬3) ، حَدَّثَنا أَبُو خَلِيفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبابِ بِالبَصْرَةِ، ¬

(¬1) كذا في الخطية، والأشبه (فيردُّون) . (¬2) في إسناده أم كلثوم ابنة عثمان، ووصفية بنت الزبير، لم أقف على ترجمتهما وبقية رجاله ثقات. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/267، من طريق شيخ بن عميرة بن صالح الأزدي، وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف: 2/194 رقم ((1502)) ، من طريق أبي محمد عبد الله بن محمد بن ناحية، وعبد الكريم القزويني في تدوين في أخبار القزوين: 3/146، من طريق القاسم بن أحمد بن العباس الصائغ، ثلاثتهم عن الزبير بن بكار به. وأخرجه الخطيب أيضا في تاريخه: 13/ 454، من طريق وهب بن وهب أبو البَختري القرشي المدني، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - إني أستقرض من جارتي الخميرة)) . قال علي بن المديني: هو كذاب. يعني وهب بن وهب. وقال ابن معين في تريخه برواية الدوري: 3/175 رقم ((779)) في أبي البختري: ((كذاب خبيث، كان يحدّث عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، وعن ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ ابن معدان، عن معاذ، وعن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن علي، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - ((في الخمير تقترض، لا بأس)) . وأخرجه الطبراني في معجم الكبير: 20/96-97 رقم ((189)) ، وفي مسند الشاميين له: 1/233 رقم ((414)) ، من طريق سليمان بن سلمة الخبائري، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا أبو عبد الله- رجل من الأنبار-، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ ابن جبل قال: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - عن استقراض الخمير والخبز؟، فقال: سبحان الله، إنما هذا من مكارم الأخلاق ... الحديث. قال الهيثمي مجمع الزوائد: 4/139، وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وينسب إلى الكذب، وخالد لم يسمع من معاذ. (¬3) أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ: بن مالك أبوبكر القطيعي، وثقه الحاكم. وقال أبو الفوارس: كان مستوراً صاحب سنة ولم يكن في الحديث بذالك. وقال الخطيب: كان بعض كتبه غرق فاستحدث نسخها من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس إلا أنّا لم نر أحدا امتنع من الرواية عنه ولا ترك الاحتجاج به. تاريخ بغداد: 4/73، الأنساب: 10/203، سير أعلام النبلاء: 16/210، لسان الميزان: 1/145.

حَدَّثَنا أَبُو الوَلِيدِ الطَّيالِسِيُّ حَدَّثَنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنيِ مُحارِبُ بنُ دِثارٍ قالَ: سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقولُ: ((كُنّا مَعَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَلَمّا أَتَى المَدِينَةَ أَمَرَ أنْ نَأْتِيَ المَسْجِدَ فَنُصَلِّيَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ)) (¬1) . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬2) : عنْ أَبِي الوَلِيدِ. 1098 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيُّ (¬3) ، حَدَّثَنا سَهْلُ بنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو خَلِيفَةَ الفَضْلُ ابنُ الحُبابِ الجُمَحِيُّ، حَدَّثَنا عُثْمانُ بنُ الهَيْثَمِ المُؤَذِّنُ، حَدَّثَنا عَوْفُ بنُ أَبِي جَمِيلَةِ، عنْ شَهْرِ ابنِ حَوْشَب، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ كانَ العِلْمُ مُعَلَّقاً بِالثُّرَيّا لَتَناوَلَتْه أُناسٌ ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن. فيه أبو علي الواعظ وهو متكلم فيه. أخرجه ابن حبان في صحيحه: 6/430 رقم ((2715)) ، عن أبي الخليفة به. وأخرجه البخاري في الجهاد: باب الطعام عند القدوم 6/194 رقم ((3090)) من طريق أبي الوليد الطيالسي به. كما أخرجه في الصلاة: باب الصلاة إذا قدم من سفر 1/537 رقم ((443)) ، وفي الاستعراض: باب حسن القضاء 5/59 رقم ((2394)) ، وفي الهبة: باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة 5/225 رقم ((2603)) وفي الجهاد: باب الصلاة إذا قدم من سفر 6/193 رقم ((3087)) وباب في الطعام عند القدوم 6/194 رقم ((3089)) ، ومسلم في صلاة المسافرين: باب 1/495 رقم ((715)) من طرق عن محارب بن دثار به. (¬2) في الخطية زمر بحرف (م) . (¬3) هو الحس بن علي الواعظ المعروف بابن المذهب.

مِنْ أَبْناءِ فارِسِ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه سهل بن أحمد الديباجي لم يكن بذاك في الحديث، وعثمان بن الهيثم المؤذن، لم أقف على ترجمته، وشهر بن حوشب كثير الإرسال والأوهام، لكن تابعه غيره. أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/11 من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 12/207، وأحمد في المسند: 2/296-297، و420، و422، و469، والحارث بن أبي أسامة في بغية الباحث للهيثمي: 2/943، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 6/64، وفي تاريخ أصبهان: 1/4، من طرق عن عوف بن أبي جميلة به. وعند ابن أبي شيبة ((لو كان الدّين)) بدل قوله ((لو كان العلم)) وهو الصواب الموافق لرواية الصحيح، كما سيأتي. وأخرجه ابن حبان في صحيحه: 16/299 رقم ((7309)) من طريق حصن بن عبد الحليم المروزي، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان: 1/5، من طريق رزق الله بن موسى، كلاهما عن يحيى بن أبي الحجاج، عن عون، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا. وحصن بن عبد الحليم لم يوثّقه إلا ابن حبان في الثقات: 8/215، ورزق الله بن موسى صدوق يهم كما في التقريب: 1/209، ويحيى بن أبي الحجاج لين الحديث، التقريب: 1/589. فالإسناد ضعيف، وفيه مخالفة يحيى بن أبي الحجاج لمن هو أوثق منه في عون بن أبي جميلة، فجعله عن ابن سيرين والصواب عن شهر بن حوشب. وأخرجه البخاري في تفسير سورة الجمعة: 8/641-642 رقم ((4897)) و ((4898)) ، ومسلم في فضائل الصحابة: باب فضل الفارس 4/1972 رقم ((2546)) من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثور بن يزيد المدني، عن أبي الغيث سالم، عن أبي هريرة قال: كنا جلوسا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قال رجل: من هؤلاء يارسول الله، فلم يراجعه النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا، قال: وفينا سلمان الفارسي، قال: فوضع النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يده على سلمان، ثم قال: ((لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء)) . ومن طريق سليمان بن بلال عن ثور بن زيد به عند البخاري. وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة: باب فضل الفارس 4/1974 رقم ((2546)) من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جعفر الجزري، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس، أو قال: من أبناء فارس حتى يتناوله)) .

1099 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ محمَّدِ بنِ لُؤْلُؤٍ، وأَبُو سَعِيدِ الحَسَنُ ابنُ جَعْفَرَ الحُرْفِيُّ (¬1) قَالا: حَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ [ل235/ب] جَعْفَرُ بنُ محمَّدِ القاضِي (¬2) ، حَدَّثَنا وَهْبُ ابنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنا خالِدٌ (¬3) ، عنْ سُهَيْلٍ (¬4) ، عنْ صَفْوانِ بنِ أَبِي يَزِيدَ (¬5) ، عنِ القَعْقاعِ ابنِ اللجْلاجِ (¬6) ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا يَجْتَمِعُ غُبارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخانُ جَهَنَّمَ فيِ جَوْفِ عَبْدٍ (¬7) أَبَداً، وَلا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ والإِيمانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَداً)) (¬8) ¬

(¬1) في الخطية (الخرقي) والتصحيح من كتب التراجم. (¬2) أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ القاضي: هو الفريابي. (¬3) خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي، ثقة ثبت. التقريب: 1/189. (¬4) سهيل: هو ابن أبي صالح. (¬5) صفوان بن أبي يزيد: ويقال ابن يزيد، ويقال ابن سليم حجازي مدني، ذكره ابن حبان في الثقات، روى له البخاري في الأدب، وقال ابن حجر: مقبول. أي إذا توبع وإلا فليّن. الثقات: 6/470، تهذيب الكمال: 13/216، التقريب: 1/277. (¬6) القعقاع بن اللجلاج: وقيل حصين بن اللجلاج، ويقال خالد، ويقال أبو العلاء، وثقه ابن حبان. وذكره الأئمة من غير جرح ولا تعديل. وقال الذهبي وابن حجر: شيخ مجهول. الجرح والتعديل: 3/195، الثقات: 5/324، تهذيب الكمال: 6/531، التقريب: 1/70. (¬7) هنا في الخطية كلمة (إيمان) وعليها علامة الضرب. (¬8) حديث صحيح لغيره، وإسناد المؤلف ضعيف لجهالة القعقاع بن اللجلاج. أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة: 1/447 رقم ((460)) عن وهب بن بقية به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه: 8/43 رقم ((3251)) ، من طريق عبد الحميد بن بيان السُّكري، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ به. أخرجه والنسائي في السنن في الجهاد: باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه 6/13 رقم ((13)) و ((14)) ، وأبو داود الطيالسي ي المسند: 0/323 رقم ((2461)) ، وسعيد بن منصور في سننه: 2/189 رقم ((2401)) ، وأحمد في المسند: 2/342، والبخاري في الأدب المفرد: 1/379 رقم ((281)) ، وفي التاريخ الكبير: 4/307، وابن أبي عاصم في الجهاد: 1/344 رقم ((121)) ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قد الصلاة: 1/445 رقم ((459)) ، والحاكم في المستدرك: 2/72، والبيهقي في السنن الكبرى: 9/161، وفي شعب الإيمان: 4/26 رقم ((4257)) والبغوي في شرح السنة: 10/355 رقم ((2619)) ، من طرق عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 5/334، و9/97، وسعيد بن منصور في سننه: 2/190 رقم ((2402)) ، وهناد في الزهد: رقم ((467)) ، والبخاري في التاريخ الكبير: 4/307، والنسائي في السنن: 6/14، من طريق محمد بن عمرو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عن حصين بن اللجلاج به. واختصر بعضهم فيه. ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي صدوق له أوهام كما في التقريب: 1/499. ووقع عند النسائي: ((خالد بن اللجلاج)) ، وعند الحاكم ((أبي اللجلاج)) ، ولعل الصواب ابن اللجلاج كما هو في شعب الإيمان من طريقه. وأخرجه النسائي في السنن: 6/14، والبخاري في التاريخ الكبير: 4/307، من طريق عبيد الله بن أبي عفر، صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ أبي العلاء بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفا. قلت ورجاله ثقات إلا ابن اللجلاج، وهو مما ليس للرأي فيه مجال. وأخرجه أحمد في المسند: 2/340، والنسائي في الجهاد: باب فضل في عمل في سبيل الله على قدمه 6/12-13، وابن حبان في صحيحه: 10/466 رقم ((4606)) ، والطبراني في معجم الصغير: رقم ((410)) ، والحاكم في المستدرك: 2/72، من طريق الليث، عن ابن عجلان، سهيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا. نحوه. وفي إسناده محمد بن عجلان وهو حسن الحديث، وقد صحّحه الحاكم ووافقه الذهبي. وعند بعضهم ((الحسد)) بدل ((الشح)) . وأخرج الشطر الأول من الحديث ابن أبي عاصم في الجهاد: 1/338 رقم ((119)) ، والطبراني في معجم الأوسط: 6/87 رقم ((5878)) ، من طريق إسحاق بن إبراهيم الْحُنَيْنِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن الزهري، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا. قلت وقد انفرد به إسحاق الحنيني عن مالك، وهو ضعيف، انظر التقريب: 1/99. وأخرجه عبد الله بن المبارك في الجهاد: رقم ((30)) ، وعنه هناد بن السري في الزهد: رقم ((465)) ، وعن هناد الترمذي في فضائل الجهاد: باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله 5/260 رقم ((1683)) ، وفي الزهد: باب ما جاء في فضل البكاء من خشية الله 6/600 رقم ((2413)) والنسائي في الجهاد: باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه 6/12 رقم (()) ، وأحمد في المسند: 2/505، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان: 1/40 رقم ((800)) عن يزيد وأبي عبد الرحمن، وفي شعب الإيمان طريق أبي عبد الرحمن وحده، والحاكم في المستدرك: 4/260، من طريق جعفر ابن عون، والبغوي في شرح السنة: 4/364 رقم (()) ، من طريق عاصم بن علي الواسطي، خمستهم عن المسعودي، عن محمد مولى طلحة، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعا. ولفظه: ((لا يلج النار أحد بكى من خشي الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ودخان جهنم في منخري امرئ أبداً)) . وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قلت في إسناده المسعودي وهو ثقة لكنه اخلتط بأخرة، وجعفر بن عون ممن سمع منه قبل اختلاطه كما في كواكب النيرات: 0/293. وقد خالف يونس بن بكير كلَّ من تقدم، حيث رواه عن المسعودي به موقوفا على أبي هريرة، أخرجه هنا بن السري في الزهد: رقم ((466)) . قلت: ويونس بن بكير هذا صدوق يخطئ كما في التقريب: 1/613، ولا شك أن هذا من خطئه. وأخرجه أيضا أعني الشطر الأول من الحديث الحميدي في المسند: 2/467 رقم ((1091)) ، وابن حبان في صحيحه: 10/467 رقم ((4607)) من طريق مسعر بن كدام، وابن ماجة في الجهاد: باب الخروج في النفير 2/927 رقم ((2774)) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة به. مختصرا وقد تقدم في الرواية رقم ((1043)) من حديث أبي عبس بن جبر ما يشهد للشطر الأول من الحديث أيضا، وهو حديث صحيح مخرج في الصحيح، ولفظه: ((مَا اغْبَرَّتَا قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُمَا النَّارُ أَبَدًا)) .

1100 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنا ابنُ لُؤْلُؤٍ، حَدَّثَنا جَعْفَرُ الفِرْيابِيُّ إِمْلاءً

سَنَةَ ثَلاثِمائَةٍ، حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ ومائَتَيْنِ، وَإِسْحاقُ بنُ راهُويَةَ سَنَةَ ثَلاثِينَ ومِائَتَيْنِ، وأَبُو بَكْرِ ابنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬1) سَنَةَ إِحْدَى ¬

(¬1) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم.

وَثَلاثِينَ ومائَتَيْنِ، وَعَبْدُ الأَعْلى بنُ حَمَّادِ النَّرْسِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ ومائَتَيْنِ، قالُوا: حَدَّثَنا سُفْيانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ رِوايَةً، وقالَ إِسْحاقُ ابنُ راهُويَةَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالَ أَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ رِوايَةً، وقالَ عَبْدُ الأَعْلى بنُ حَمّادِ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَأْتُوها وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، فَأْتُوها وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، وَاقْضُوا مَا فاتَكُمْ)) (¬1) . واللَّفْظُ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. 1101 - حَدَّثَنَا الحَسَنُ (¬2) ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحاقَ ¬

(¬1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، ورجال المؤلف كلهم ثقات. أخرجه مسلم في المساجد: باب استحباب اتيان الصلاة بوقار وسكينة 1/420 رقم ((602)) ، عن أبي بكر ابن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به. وأخرجه البخاري في الصلاة: باب لا يسعى إللا الصلاة وليأت بالسكينة 2/117 رقم ((636)) ، وفي الجمعة: باب المشي إلى الجمعة 2/390 رقم ((908)) عن ابن أبي ذئب، ومسلم في المسجد وماضع الصلاة 1/420 رقم ((602)) عن إبراهيم ابن سعد، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا. ولفظه ((إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَأْتُوهَا تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركت فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) وهذا لفظ البخاري. وأخرجه البخاري في الجمع أيضا: باب المشي إلى الجمعة 2/390 رقم ((908)) من طريق شعيب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عن أبي هريرة مرفوعا. وقال أبو داود بعد ما روى هذا الحديث في سننه 1/156 رقم ((572)) قال: كذا قال الزبيدي وابن أبي ذئب وإبراهيم بن سعد ومعمر وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري ((وما فاتكم فأتموا)) وقال ابن عيينة عن الزهري وحده ((فاقضوا)) . (¬2) الحسن: أبو علي ابن المذهب.

إِبْراهِيمُ ابنُ هاشِمِ الْبَيِّعُ (¬1) سَنَةَ ثَلاثٍ وتِسْعِينَ ومائَتَيْنِ حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ الجَوْهَرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ [ل236/أ] وعِشْرِينَ ومائَتَيْنِ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عنْ مُعاوِيَةَ بنِ قُرَّةِ قالَ: سَمِعْتُ أَبِي (¬2) يُحَدِّثُ عنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لا يَزالُ أُناسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتى تَقُومَ السَّاعَةُ)) (¬3) ¬

(¬1) أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ البيّع: ابن الحسن بن هاشم البغوي، وثقه الدارقطني. مات سنة سبع وتسعين وماتين، وكان مولده سنة سبع ومائتين. تاريخ بغداد: 6/203. (¬2) أبوه: قرة بن إياس بن هلال الصحابي الجليل. (¬3) حديث صحيح، رجاله ثقات. أخرجه علي بن الجعد في المسند: 0/166 رقم ((1076)) ومن طريقه الطبراني في الكبير: 19/27 رقم ((55)) . وأخرجه أحمد في المسند: 3/436، و5/35، وابن حبان 16/292 رقم ((7303)) ، من طريق يزيد بن هارون، والطيالسي في المسند: 1/ رقم ((1076)) ، وأحمد في المسند: 5/34، وابن حبان 16/292 رقم ((7302)) ، من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأحمد في المسند: 5/34، وابن ماجة في المقدمة: 1/4 رقم ((6)) ، وابن حبان 1/261 رقم ((61)) ، من طريق محمد بن جعفر، والترمذي في الفتن: باب ما جاء في الشام 6/433 رقم ((228)) من طريق أبي داود، وابن حبان 15/248 رقم ((6834)) من طريق عصام بن يزيد، والطبراني في معجم الكبير: 19/27 رقم ((55)) ، من طريق أسد بن موسى، وعاصم بن علي، و19/27 رقم ((56)) ، من طريق وكيع مختصرا، والحاكم في معرفة علوم الحديث: 0/2، من طريق وهب بن جرير، والخطيب في شرف أصحاب الحديث: 0/9 رقم ((11)) ، من طريق عبد الرحمن ابن زياد، و0/25 رقم ((44)) ، من طريق أبي داود، و0/26 رقم ((45)) ، من طريق سعيد بن الربيع كلهم عن شعبة به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال: قال محمد بن إسماعيل: قال ابن المديني: هم أصحاب الحديث. وصححه ابن حبان وغيره. ورواه إياس بن معاوية عن أبيه عن جده أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 7/230، وقال بعضهم في أول الحديث: ((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم)) . وفي الباب عن ثوبان: أخرجه مسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1523 رقم ((1920)) . وعن المغيرة بن شعبة: أخرجه البخاري في المناقب: باب سؤال المشركين أن يرهم النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آية 6/632 رقم ((3640)) ، وفي الاعتصام: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق 13/293 رقم ((7311)) ، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه} 13/442 رقم ((7459، ومسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1523 رقم ((1921)) . وعن جابر بن سمرة: أخرجه مسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1524 رقم ((1923)) . وعن معاوية: أخرجه البخاري رقم ((3461)) ، وفي الاعتصام: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لا تزال طائفو من أمتي ظاهرين 13/293 رقم ((7312)) ، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه} 13/442 رقم ((7460)) ، ومسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمت ظاهرين 3/1524 رقم ((1037)) . وعن جابر بن عبد الله: أخرجه مسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1524 رقم ((1924)) . وعن عقبة بن عامر: أخرجه مسلم في الإمارة: باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين 3/1524 رقم ((1924)) . وحديث الطائفة المنصورة متواتر قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، انظر اقتضاء الصراط والمستقيم: 1/69. وأما هذه الطائفة المنصورة فقال البخاري في صحيحه: هم أهل العلم. وقال أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. وقال ابن المديني كما تقدم: هم أصحاب الحديث. وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد السنةوالجماعة ومن يعتقدون مذهب أهل الحديث. انظر شرف أصحاب الحديث: 0/27، فتح الباري: 13/293.

1102 - حَدَّثَنَا الحَسَنُ (¬1) ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرَ (¬2) ، وعَبْدُ اللهِ بنُ مَاسِيٍّ (¬3) قَالا: حَدَّثَنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْراهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ ¬

(¬1) الحسن: أبو علي ابن المذهب. (¬2) أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ: بْنِ حَمْدَانَ. (¬3) عبد الله بن ماسي: عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي أبو محمد البزاز، وثقه ابن أبي الفوارس، والبرقاني والخطيب البغداد. مات سنة تسع وستين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 9/408، العبر: 2/351، سير أعلام النبلاء: 16/252، شذرات الذهب3/68.

البَصْرِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنا حَجّاجُ بنُ نُصَيْرِ الفساطِيطِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنا هِشامٌ (¬3) ، عنْ أَبِي الزُّبَيْر، عنْ جابِرٍ قالَ: ((نَهانا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنْ أَكْلِ البَصَلِ وَالكُرّاثِ، فَغَلَبَنا الجُوعُ فَأَكَلْناهُ، فَقالَ: مَنْ أَكَلَ هذِهِ الشَّجَرَةَ الخَبِيثَةَ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فَإِنَّ المَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنْسُ)) (¬4) . ¬

(¬1) أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله البصري: بن مسلم بن ماعز الكجي، ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه الدارقطني وموسى بن هارون وعبد الغني بن سعيد. وقال الخطيب: كان من أهل الفضل والعلم والأمانة. الثقات: 8/89، تاريخ بغداد: 6/120، تذكرة الحفاظ: 2/620. (¬2) حجاج بن نصير الفساطيطي: البصري أبو محمد، قال البخاري: سكتوا عنه. قال العجلي: أفسده أهل الحديث بالتلقين كان يلقن وأدخل في حديثه ما ليس منه فترك. وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث ترك حديثه. قال أبو داود: تركوا حديثه. وقال النسائي: ضعيف، لا يكتب حديثه. وقال ابن حجر: ضعيف كان يقبل التلقين. الضعفاء الصغير: 0/33، معرفة الثقات: 1/287، الضعفاء الكبير: 1/285، تهذيب الكمال: 5/461، التقريب: 1/153. (¬3) هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي بفتح الدال وسكون السين وفتح المثناة ثم مد، ثقة تبث رمي بالقدر، مات سنة أربع وخمسين ومائة. التقريب: 1/573.. (¬4) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه حجاج بن نصير وهو ضعيف، لكن قد تابعه كثير بن هشام عند مسلم. أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة: باب نهى عن أكل ثوما وبصلا أو كراثا أو نحوها1/394 رقم ((564)) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة عن كثير بن هشام، عن هشام الدستوائي به. وأخرجه البخاري في الأذان: باب ما جاء في الثوم 2/339 رقم ((854)) و ((855)) ، وفي الأطعمة: باب ما يكره من الثوم والبقول 9/575 رقم ((5452)) ، وفي الاعتصام: باب الأحكام التي لا تعرف بالدلائل 13/330 رقم ((7359)) ، ومسلم في المساجد وماضع الصلاة: باب نهى عن أكل ثوما أو بصلا أو كراثا 1/394 رقم ((564)) ، من طرق عن عطاء، عن جابر بن عبد الله مرفوعا نحوه.

1103 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ الصُّورِيَّ الحافِظَ يَقولُ: سَمِعْتُ أَبا الحُسَيْنِ محمَّدَ بنَ أَحْمَدَ ابنِ جميع يَقولُ: الحُسَيْنُ بنُ إِسْماعِيلَ المحامِلِيُّ يَرْوِي، عنْ محمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي مَذْعورٍ (¬1) ، ومحمَّدُ بنُ مَخْلَدِ يَرْوِي، عنْ محمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي مَذْعُورٍ (¬2) ، وهُما ابْنا عَمِّه (¬3) وَلَمْ يَرْوِ المحامِلِيُّ عنْ شَيْخِ ابنِ مَخْلَدٍ ولا ابنُ مَخْلَدٍ عنْ شَيْخِ المحامِلِيِّ (¬4) . 1104- أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ (¬5) لِنَفْسِهِ فِي العذارِ: يَقُولُونَ لِي لَمَّا بَدا شَعْرُ خَدِّهِ تَسَلَّ هُوَاهُ وَا لَهُ عنْ ذِكْرِ وُدِّهِ إِذا هُوَ لَمْ تَطْلُعْ طَلائِعُ وَرْدِهِ [ل236/ب] ... فَقُلْتُ لَهُمْ هَلْ يَحْسُنُ الغُصْنُ عارِيًا كَذَلِكَ هَذا الرِّيْمُ كَمَّلَ حُسْنَهُ عِذاراهُ إِذْ لاحَا عَلَى وَرْدِ خَدِّهِ 1105 - أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ (¬6) لِنَفْسِهِ: ¬

(¬1) محمد بن عمرو بن أبي مذعور: محمد بن عمرو بن سليمان أبو عبد الله يعرف بابن أبي مذعور، وثقه الدارقطني. تاريخ بغداد: 3/. (¬2) محمد بن عمر بن أبي مذعور: هو محمد بن عمر بن سليمان بن أبي مذعور أبو جعفر، وثقه الدارقطني. مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. تاريخ بغداد: 3/130. (¬3) كذا في الخطية، وفي تاريخ بغداد وسير أعلام النبلاء (ابنا عمٍّ) وهو الصواب. (¬4) رجال إسناده ثقات. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3/23، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 15/261 عن الصوري به. (¬5) أبو عبد الله: الصوري. (¬6) أبو عبد الله: الصوري.

إِلى مَنْ أَشْتَكِي قَلَقِي وَما أَلْقَى مِنَ الأَرَقِ وَمِنْ وَجْدٍ وَمِنْ حُرْقِ ... وَمِنْ هَمٍّ يُكَنِّفُنِي كَبَدْرٍ اِلْتَمَّ فِي الأُفُقِ ... وَمَا لاقَيْتُ مِنْ رِشأٍ قَضِيبَ الآسِ (¬1) فِي الوَرَقِ ... تَثَنَّي إِذْ مَشَى فحَكى ثَنَاني بالتَّثَنِّي مِنْ ـهُ عَنْ رَأْيي وَعَنْ خُلُقِي 1106 - أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ (¬2) ، أَنْشَدَنا أَبُو العميدِ هاشِمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ لِنَفْسِهِ المَعْروفُ بِالمتيمِ: يا قاسِمَ الرِّزْقِ لِمَ خانتْني القِسَِمُ ما أَنْتَ مُتَّهَمٌ قُلْ لِي مَنْ أَتَّهِمُ قُلْ لِي بِلا وَرِقٍ ما تَنْفَعُ الحِكَمُ ... أَعْطَيْتَنِي حِكَماً لَمْ تُعْطِنِي وَرِقاً إِنْ كانَ رِزْقِي رِزقاً أَنْتَ قاسِمُهُ وَأَنْتَ فِي الحالَتَيْنِ الخَصْمُ والحَكَمُ (¬3) 1107 - أَنْشَدَنا أَبُو البَرَكاتِ المُظَفَّرُ بنُ سَعْدِ بنُ محمَّدِ المَوْصَلِيُّ يُعْرَفُ بِالشَّهابِ فِي مَجْلِسِ الصُّورِيِّ لِنَفْسِهِ: البُخْلُ بِالكُتُبِ عِنْدِي غايَةُ الأَدَبِ فَإِنْ سَمَحْتَ بِها أَفْضَتْ إِلى العَطَبِ (¬4) ¬

(¬1) جاء في لسان العرب: 6/19، قال أبو حنيفة: الآس بأرض العرب كثير، ينبت في السهل والجبل، وخضرته دائمة أبداً، ويَسْمو حتى يكون شجراً عظاما، واحدته آسَةٌ. وقال الليث: الآس: شجرة ورقها عَطِرٌ. (¬2) أبو عبد الله: الصوري. (¬3) في إسناده أبو العميد هاشم بن محمد المعروف بالمتيم، لم أقف على ترجمته. (¬4) العطب: الهلاك. لسان العرب: 1/610.

أَنْتَ المُعِيرُ وَذَاكَ مُسْتَعِيرٌ لَها هُوَ المُغِيرُ بِلا سَيْفٍ عَلَى الكُتُبِ (¬1) 1108 - أَنْشَدَنا أَبُو البَرَكاتِ، أَنْشَدَنا خسرو أبو فيروز المَلِكُ العَزِيزُ (¬2) لِنَفْسِهِ: [ل237/أ] وَراقِصٍ يَسْتَحِثُّ الكَفَّ بِالقَدَمِ مُسْتَمْلِحِ الشَّكْلِ والأَعْطافِ والشِّيَمِ كَأَنَّها نَبَضاتُ البَرْقِ فِي الظُّلَمِ ... تَرَى لَهُ نَبَراتٌ مِنْ أَنامِلِهِ يُراجِعُ الحَثَّ فِي الإِيقاعِ مِنْ طَرَبٍ تَراجُعَ الرَّجُلِ الْفَأْ فاءِ فِي الكَلِمِ (¬3) 1109 - سَأَلْتُ أَبا الحَسَنِ محمَّدَ بنَ عَبْدِ الواحِدِ بنِ محمَّدِ بنِ جَعْفَرَ (¬4) عنْ مَوْلِدِهِ فقالَ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ إِحْدى وَسَبْعِينَ وَثَلاثِمائَةٍ، وُلِدَ الأَمِيرُ أَبُو محمَّدٍ بنُ مُقْتَدِرِ (¬5) فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وثَلاثَمائَةٍ، وماتَ ¬

(¬1) في إسناده أبو البركات المظفر بن سعد يعرف بالشهاب، لم أقف على ترجمته. (¬2) خسرو أبو فيروز الملك العزيز: هو خسرو فيروز بن فيروز بن خرّة فيروز الملك العزيز أبو منصور ابن الملك جلال الدولة، من بقايا ملوك بني بويه، توفي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، كان بارع الأدب والأخبار مليح النظم، أكبّ على اللهو والخلافة،. الكامل: 9/561، العبر: 3/199، سير أعلام النبلاء: 17/632. (¬3) في إسناده أبو البركات المعروف بالشهاب لم أقف على ترجمته. (¬4) أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا، وسمعته يقول: ولدت في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ومات في ليلة الأحد للنصف من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 2/361. (¬5) الأمير أبو محمد بن المقتدر: هو الحسن بن عيسى بن الخليفة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد أبو محمد العباسي، قال الخطيب: كتبنا عنه كان ديّنا حافظا لأخبار الخلفاء، عارفا بأيام الناس فاضلا، سمعته يقول: ولدت في يوم السبت السابع من المحرم سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة بمدينة السلام، ومات في ليلة الخميس التاسع عشر من شعبان سنة أربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 7/454، اللباب: 3/236، الوافي بالوفيات: 12/199، سير أعلام النبلاء: 17/621، شذرات الذهب: 3/264.

فِي لَيْلَةِ الخَمِيسِ بَعْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ وَدُفِنَ يَوْمَ الجُمُعَةِ العِشْرونَ مِنْ شَعْبانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمائَةٍ. تُوفِيَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّورِيُّ الحافِظُ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ سَنَةَ إِحْدى وَأَرْبَعينَ. وتُوفِيَ ابنُ اللاَّعِبِ (¬1) سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ، وتُوفِيَ ابنُ البُزُورِيِّ (¬2) فِي هذِهِ السَّنَةِ. 1110 - حدثنا محمَّدُ، أخبرنا أَبُو الحَسَنِ محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ (¬3) ، أخبرنا أَبُو جَعْفَرَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ الخَزازُ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بنُ بَحْرِ بنِ طَيْفورٍ الجنديسابوري حَدَّثَنا عُمَرُ ابنُ محمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ ¬

(¬1) ابن اللاعب: هو أحمد بن عبد الله بن محمد أبو الحسن ابن اللاعب البغدادي الأنماطي، وورد في لسان الميزان: 1/199، (ابن الملاعب) ، قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماع صحيحا، قال: سألته عن مولده فقال: في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، ومات في يوم الأحد السابع من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 4/238، الأنساب: 1/376. (¬2) ابن البزوري: هو علي بن عبيد الله بن علي أبو طاهر البغدادي البُزُري، قال الخطيب: كتبت عنه وكان مستورا صدوقا، قال سألته عن مولده فقال: في ذي الحجة في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، ومات في يوم الأحد السابع من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 12/10، تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات 431-440/475. (¬3) أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله التميمي: الجواليقي، وثقه الخطيب وقال بلغنا أنه توفي بمصر في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 1/314.

النَّسائِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيسى القارِي، حَدَّثَنِي محمَّدُ ابنُ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ غَزْوان قالَ: قالَ بَعْضُ الشُّعَراءِ: اسْتَبِقِ وُدَّ أَبِي مُقاتِلٍ (¬2) حِينَ تَأْكُلُ مِنْ طَعامِهِ سِيّانِ كَسْرُ رَغِيفِهِ أَوْ دَقُّ عَظْمٍ مِنْ عِظامِهِ (¬3) [ل237/ب] 1111- وبِهِ قالَ (¬4) : قالَ بَعْضُ الشُّعَراءِ: واصِفُ داودَ بِالنَّدى غَلَطٌ كَرافِعِ الوَشْيِ بِالكَرابِيسِ أَنْقَى بَياضاً مِنَ القَراطِيسِ ... ثِيابُ طَبّاخَةٍ إِذا اتَّسَخَتْ شَيْءٍ بِصَرْحِ بَلْقِيسِ ... مَطْبَخُ داودَ فِي نَظافَتِهِ أَشْبَهُ لَوْ طُرِحَ الخُبْزُ جَوْفَ مَطْبَخِهِ ما طَمِعَتْ فِيهِ حِيلَةُ السُّوسِ (¬5) 1112 - وَبِإِسْنادِهِ قالَ (¬6) : حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيسى، ¬

(¬1) عمر بن محمد بن عبد الحكم النسائي: أبو حفص ذكره الجرجاني في تاريخه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. تاريخ جرجان: 1/298. (¬2) في الخطية كلمة (مقاتل) ليست واضحة، وفي الهامش (مقاتل) وفوقها (بيان) . (¬3) في إسناده أبو جعفر أحمد بن علي الخزاز، وعبد الله بن بحر بن طيفور الجنديسابوري، وعبد الله بن أحمد بن عيس القارئ، ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان، لم أقف على تراجمهم. (¬4) القائل هو: محمد بن عبد الرحمن بن غزوان. (¬5) علة إسناده كسابقه أورد أبو منصور عبد الملك الثعالبي البيتين الثاني والثالث في ثمار القلوب: 1/307. (¬6) القائل هو عمر بن محمد بن عبد الكريم النسائي) .

حَدَّثَنِي محمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيمِ الأَزْدِيُّ قالَ: قالَ أَعْرَبِيٌّ: أُخَيَّ لَيْسَ لِي ذَنْبٌ إِلَيْهِ سِوَى جَهْلِي بِمَنْزِلَةِ الرَّغِيفِ يَقولُ وَقَدْ كَسَرْتُ الحَرْفَ مِنْهُ أَخَذْتَ الآنَ تَعْبَثُ بِالحُروفِ (¬1) 1113 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا القاضِي أَبُو الحُسَيْنِ عَطِيَّةُ اللهِ بنُ عَطاءِ اللهِ بنِ محمَّدِ ابنِ أَبِي غِياثِ الفارِسِيُّ، أَنْشَدَنِي أَبُو يَعْلي عَبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ حَمْزَةَ بنِ أَبِي كَرِيمَةِ، أَنْشَدَنِي جَمِيلُ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ: وارَحْمَتا لِلْغَرِيبِ فِي البَلَدِ النازِحِ ماذا بِنَفْسِهِ صَنَعا بِالعَيْشِ مِنْ بَعْدِهِ وَلا انْتَفَعا ... فارَقَ أَحْبابَهُ فَما انْتَفَعُوا حَتى إِذا ما تَباعَدُوا خَضَعا ... كانَ عَزِيزاً يُقَرِّبُ دارَهُمْ قَدْ كانَ يَبْكِي مِنَ الفِراقِ إِذا خُبِرَ عَنْهُ وَكَيْفَ إِذْ وَقَعا (¬2) 1114 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا أَبُو القاسِمِ مَنْصُورُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصُّورِيُّ [ل238/أ] البَزّارُ لِبَعْضِهِمْ: لَيْسَ مِثْلَ الدَّراهِم لِلْحَبِيبِ المُصارِمِ ¬

(¬1) علة إسناده كعلة إسناد السابق، إضافة إلى أن محمد بن عبد الكريم الأزدي لم أقف على ترجمته أيضاً. (¬2) في إسناده أبو الحسين عطية بن عطاء الله الفارسي، وأبو يعلى عبد الله بن محمد، وجميل بن عبد الحميد، لم أقف على تراجمهم. ذكر الخطيب في تاريخ بغداد 11/367، وعبد الكريم القزويني في التدوين في أخبار قزوين: 2/7، ذكرا البيتين الأوليْن فقط عن علي بن الجهم بن بدر السامي الشاعر من شعره، وورد في أوله ((يا رحمتا)) بدل ((وارحمتا)) .

إنَّها تَصْفَعُ الصُّدو دَ مَكانَ المَحاجِمِ (¬1) 1115 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يَقولُ: بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهُ قالَ: حَضَرْتُ بَعْضَ مَجالِسَ العُلَماءِ فَرَأَيْتُ فَتًى حَسَنَ الوَجْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مِحْبَرَةٌ حَسَنَةٌ عَلَيْها مَكْتُوبٌ: أَلَيْسَ مِنَ البَلِيَّةِ أَنَّ مِثْلِي خَلِيٌّ لَيْسَ يَعْشَقُهُ ظَرِيفُ فَقُلْتُ له: يا فَدَيْتُكَ وَمَنْ لِي بِهذا، فَقالَ لِي اسْكُتْ، قَدْ جَرَّبْتُ سَبْعِينَ نَفْساً (¬2) كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّنِي ما جَرَّبْتُ مِنْهُمْ أَحَداً إِلاّ وَجَدْتُ دِرْهَمَهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنيِّ. 1116 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يِقولُ: سَمِعْتُ الحَمْدُونِيَّ يَقولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ الخلدِيَّ يَقولُ: كُنْتُ أَصْحَبُ شَيْخاً فَكانَ قُوتُه فِي كُلِّ لَيْلَةٍ رُقاقَةً (¬3) ، وَكُنْتُ أَجِيئُهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِها، فَنَزَلَ عَلَيْهِ ضَيْفٌ، فَأَمَرَنِي فَاشْتَرَيْتُ لَهُ رُقاقاً كَثِيراً وَتَمْرًا، ثُمَّ جِئْتُهُ بِها، فلَمّا كانَ وَقْتُ إِفْطارِهِ قَدَّمْتُ ذَلِكَ له ولِضَيْفِهِ فَأَحْصَيْتُ عَلَيْهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَقَدْ أَكَلَ ثَلاثِينَ رُقاقَةً، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ وَدَّعَه ضَيْفُهُ وَمَضَى، فَقُلْتُ لهُ يا أُسْتاذُ، رَأَيْتُ مِنْكَ البارِحَةَ عَجَباً، لِي أَصْحَبُكَ السِّنِينَ الطَّوِيلَةَ، وَأَنْتَ لا تَزِيدُ كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَى ¬

(¬1) في إسناده أبو القاسم منصور بن عبد الله الصوري، لم أقف على ترجمته. (¬2) هنا في الخطية ما نصّه: ((فقلت له: يا فديتك، ومن)) وعليه علامة الضرب. (¬3) الرقاقة: واحدة، والجمع الرقاق، وهو الخبز المنبسط الرقيق، نقيض الغليظ.

الرُّقاقَةِ، فَلَمّا كانَ البارِحَةُ أَحْصَيْتُ عَلَيْكَ وَقَدْ [ل238/ب] أَكَلْتَ مَعَ ضَيْفِكَ ثَلاثِينَ رُقاقَةً، فَقالَ لِي: يا بُنَيَّ أَوَ ما عَلِمْتَ أَنَّ الأَكْلَ مَعَ الإِخْوانِ لا يَضُرُّ)) ؟ (¬1) . 1117 - سَمِعْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ يَقولُ: سَمِعْتُ الحَمْدُونِيَّ يَقولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ الخُلْدِيَّ يَقولُ: ((يُؤْكَلُ الطَّعامُ عَلَى ثَلاثَةِ ضُروبٍ: مَعَ المُلُوكِ بِالأَدَبِ، وَمَعَ الإِخْوانِ بِالانْبِساطِ، وَمَعَ الفُقَراءِ بِالإِيثار)) ِ (¬2) . 1118 - وحُكِيَ أَنَّ مَعْروفَ الكَرْخِيَ وَشَقِيقَ (¬3) البَلْخِيَ لَمّا اجْتَمَعا قالَ شَقِيقٌ: يا أَبا مَحْفُوظِ، ما التَّصَوُّفُ عِنْدَكُمْ؟، قالَ: إِذا أُعْطِينا شَكَرْنا، وَإِذا ابْتُلِينا صَبَرْنا، (¬4) فَقالَ: هَذا مَثَلُ الكِلابِ عِنْدَنا بِبَلْخٍ قالَ: فَما التَّصَوُّفُ عِنْدَكُمْ؟، قالَ: إِذا مُنِعْنا شَكَرْنا وَإْذا أُعْطِينا آثَرْنا (¬5) . 1119 - أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَنْشَدَنا أَبُو عَلِيٍّ صالِحُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ م ¬

(¬1) في إسناده الحمدوني، لم أجده. (¬2) في إسناده الحمدوني. لم أقف عليه عن جعفر الخلدي، ولكن ذكر ابن مفلح في المقصد الأرشد في أصحاب إمام أحمد: 2/252 عن الإمام أحمد نحوه. ولفظه ((يؤكل الطعام مع الإخوان بالسرور، ومع الفقراء بالايثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة. (¬3) في الخطية (سقيق) وفي الهامش (شقيق) وفوقه (بيان صح) . (¬4) في الخطية ما نصّه: ((فقال هذا مثل الكلاب عندنا ببلخ، قال: فما التصوف عندكم؟، قال: إذا أعطينا شكرنا، وإذا ابتلينا صبرنا)) وعليه علامة الضرب. (¬5) ذكر االقرطبي في تفسيره 14/248 نحوه بدون إسناد.

حمَّدِ بنِ صالِحِ ابنِ رَشْدِينَ المَخْزُومِيُّ (¬1) ، أَنْشَدَنِي سُلَيْمانُ بنُ حَسّانَ النَّصِيبِيُّ لِنَفْسِهِ: فيِ الشمعَةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَثَلاثَمائَةٍ: وَمُجَدْوَلَةٍ مِثْلُ صَدْرِ القَناةِ تَعَرَّتْ وباطِنُها مُكْتَسِي عَلى الرَّأْسِ كالبُرْنُسِ ... لهَا مُقْلَةٌ هِيَ رُوحٌ لَها وتاجُ وقُطَّتْ مِنَ الرَّأْسِ لَمْ تَنْعَسِ ... إِذا رَنِقَتْ كنُعاسٍ عَرَا لِساناً مِنَ الذَّهَبِ الأَمْلَسِ ... وَإِنْ غازَلَتْها الصَّبَا حَرَّكتْ ضِياءً يُجَلِّي دُجَى الحِنْدُسِ [ل239/أ] ... وتُنْتِجُ فِي وَقْتِ تَلْقِيحِها وَتِلْكَ مِنَ النَّارِ فِي أَنْحُسِ ... فَنَحنُ مِنَ النُّورِ فِي أَسْعُدِ وَعَنْ ذا البَنَفْسَجِ والنَّرْجِسِ ... وَقَدْ نابَ وَجْهَكَ عنْ ضَوْئِها ونَجْمٌ تَأَلَّقَ فِي المَجْلِسِ ... ولَكِنَّها آلَةٌ للنَّدامِ ورُؤْيَتُها مُنْيَةٌ للأَنْفُسِ ... تَوَقُّدُها نُزْهَةٌ لِلْعُيونِ وَتَفْنَى وتُفْنِيهِ فِي مَجْلِسِ ... تَكِيدُ الظَّلامَ كما كادَها ويا حامِلَ الكَأْسِ لا تَجْلِسِ ... فَيا رَبَّةَ العُودِ حُثِّي الغِنا ويا صالِحَ الخَيْرِ عِشْ سالِماً عَلى الدَّهْرِ فِي عِزِّكَ الأَنْفَسِ (¬2) ¬

(¬1) أبو علي صالح بن إبراهيم بن محمد بن صالح بن رشدين المخزومي، ذكره الذهبي بدون جرح ولا تعديل، توفي سنة ست وعشرة وأربعمائة. تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات411-420/401. (¬2) في إسناده سليمان بن حسان النصيبي، لم أقف على ترجمته. ذكر صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات: 11/379، ومحمد شاكر الكتبي في فوات الوفيات: 1/319، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 16/275، عن أبي علي القرمطي الملقب بالأعصم من شعره، ولكنه لم يذكر الذهبي ومحمد الكتبي إلا البيتين الأوليين والرابع والسادس والحادي عشر، وزاد محمد الكتبي البيت الثالث، وعند الصفدي من أول بيت إلى البيت السادس، وورد في البيت الثاني عندهم جميعا ((هيئة البرنس)) بدل ((الرأس كالبرنس)) ، وعند محمد الكتبي وحده ((فعلة)) بدل ((مقلة)) ولعله خطأ مطبعي، وورد في البيت الحادي عشر ((لا تنعس)) بدل ((لا تجلس)) .

1120 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا عَلِيُّ بنُ صالِحِ بنِ إِبْراهِيمَ بنِ رَشْدِينَ، أَنْشَدَنِي أَبُو العَبّاسِ ابنِ محمَّدِ البَصْرِيُّ: وشَمْعَةٍ ظَلْتُ أُصاحِبُها تَبِيتُ تَبْكِي وَأَبْكِيها وَمَدْمَعِي دَمْعُ مَآقيها ... كَأَنَّما صُفْرَتُها صُفْرَتِي أَعارَها قَلْبِي مِنْ نارِهِ فَمِثْلُ ما فِيهِ كَذا فِيهاِ (¬1) 1121 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا أَبُو العميد هاشِمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْماعِيلَ بنِ سيان التَّمِيمِيُّ المَعْرُوفُ بِالمتيم لِنَفْسِهِ فِي صِفَةِ الشَّمْعَةِ: ومُؤْنِسَةٍ بِكرُ (¬2) جَوْفِ الدُّجَى إِذا احْتَجْتَ فِيهِ إِلى أُنْسِها ترَى مَأْتَمَ المَوْتِ فِي أُنْسِها (¬3) ... عَرُوسٌ إِلى النّارِ مِنْ فُرْقَةٍ مُرُوَّتَها فِي فَنا نَفْسِها [ل239/ب] ... إِذا افْتَضَّها لَهَبٌ أَظْهَرَتْ كَمُهْجَةِ صبٍّ يحسُّ الْجَوَى وَيَشْغَلُها الحُبُّ عَنْ حِسِّها (¬4) 1122 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا أَبُو يَعْلي حَمْزَةُ بنُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، أَنْشَدَنِي خالِي قالَ الصُّورِيُّ: وخالُهُ الجَمَلُ الناتِحُ البَصْرِيُّ، أَنْشَدَنِي ¬

(¬1) في إسناده علي بن صالح، وأبو العباس بن محمد البصري لم أقف على ترجمتهما. (¬2) في الخطية على كلمة (بكر) ضبة. (¬3) كذا ورد في أصل الخطية ولعلَّ الصواب ((عُرْسها)) ، حتى يستقيم المعنى، والله أعلم. (¬4) في إسناده أبو العميد لم أقف على ترجمته.

الخُبْزَأُرزِيُّ (¬1) لِنَفْسِهِ: تَتِيهُ (¬2) عَلَيْنا إِنْ رُزِقْتَ مَلاحَةً فَمَهْلاً عَلَيْنا بَعْضَ تِيهِكَ يا بَدْرُ فَقَدْ طالَ ما كُنّا مِلاحًا وطالَ ما صَدَدْنا وَتِهْنا ثُمَّ غَيَّرَنا الدَّهْرُ (¬3) 1123 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنِي أَبُو يَعْلي البَصْرِيُّ، أًنْشَدَنا ابنُ حَجّاجٍ أَبُو عُبْدِ اللهِ لِنَفْسِهِ: يا قَلِيلَ الوَفاءِ هَذا جَزائِي أَبَداً أَنْتَ ضاحِكٌ مِنْ بُكائِي ـر وَإِنْ كُنْتُ آيِسًا مِنْ بَقائِي ... سَأُجازِيكَ إِنْ بَقِيتُ عَلَى الهَجْـ ثُمَّ أَدْعُوا عَلَيْكَ غَيْظاً وَلَكِنْ لا أَجابَ الإِلَهُ فِيكَ دُعائِي (¬4) 1124 - أَنْشَدَنا محمَّدٌ، أَنْشَدَنا أَبُو العميد المتيم لِنَفْسِهِ: أَشْتاقُه أَنىّ نَأَى فَإِذا دَنا وَقَعَ المَلَلْ ساءَتْ وَكَمْ ذا يَحْتَمِلْ ... لَوْلا خَلائِقُهُ التي وَحَمَلْتُهُ بَيْنَ الجُفُونِ لَمَا تَشَكَّتْهُ المُقَلْ (¬5) ¬

(¬1) في الخطية (الخبزرزي) والتصحيح من كتب التراجم: وهو نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري المعروف بالخبزأرزي الشاعر المشهور، مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 13/296. (¬2) التيه: هوالكبر. المنجد في اللغة والأعلام (ص67) . (¬3) في إسناده أبو يعلى البصري وخاله، لم أقف على ترجمتهما. أورد أبو الفرج الأصفهاني البيتين في الأغاني منسوبين إلى الحسين بن الضحاك، انظر 7/230. (¬4) في إسناده أبو يعلى البصري، وابن حجاج أبو عبد الله لم أقف على ترجمتهما. (¬5) في إسناده أبو العميد المتيم لم أقف على ترجمته.

1125 - أَنْشَدَنا أَبُو عَبْدِ اللهِ (¬1) لِنَفْسِهِ: يا قاتِلِي مِنْهُ بِسِحْرِ الجُفُون وَباعِثاً مِنْها عَلَيَّ المَنُون [ل240/أ] بِقَوْلِ واشٍ وَعَدُوٍّ ظَنِينِ ... أَسْرَفْتَ فِي الهُجْرانِ لِي ظالِماً هَيْهاتَ هَذَا أَبَداً لا يَكُون ... تَظُنُّنِي أَشْكُوكَ يا مالِكِي إِنْ كانَ لا يُرْضِيكَ عَنِّي سِوَى قَتْلِي فَقَتْلِي فِيكَ شَيْءٌ يَهُون آخِرُ الجُزْءِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلواته على محمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وسَلامُهُ. بَلَغَتُ عَرْضاً بِأَصْلٍ مُعارَضٍ بِأَصْلِ سَماعِنا وَلِلهِ الحَمْدُ والمِنَّةُ. فِي الأَصْلِ ما مِثالُهُ: سَمِعَ جَمِيعَ هَذا الجُزْءِ عَلَى سيدنا الشيخ الإِمامِ العالِمِ الفِقِيهِ الحافِظِ الزاهِدِ، جَمالِ الدِّينِ شَيْخِ الإِسْلامِ، أَوْحَدِ الأَنامِ، فَخْرِ الأَئِمَّةِ، مُسْنِدِ العَصْرِ، أَبِي طاهِرِ أَحْمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيِّ الأَصْبَهانِيِّ، صانَ اللهُ قَدْرَه، ورضي عَنْه دُنْيًا وآخِرَةً، بِقِراءَةِ الفَقِيهِ العالِمِ تاجِ الدِّينِ أَبِي عَبْدِ اللهِ محمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ محمَّدِ المَسْعودِيِّ صاحِبُه القاضِي المَكِينُ، أَبُو طالِبٍ أَحْمَدُ ابنُ القاضِي المَكِينِ أَبِي الفَضْلِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حديد، وَجَوْهَرُ الأُسْتاذُ مَوْلاهُ، وأَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ أَحْمَدَ الفَيْرُوزابادِي، ومحمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ البَلْخِيُّ الصُّفِيُ، وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمانُ بنُ محمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرِ الإِسْفِرايِنِي، وأَبُو بَكْرِ محمَّدُ ابنُ الحَسَنِ بنِ ¬

(¬1) أبو عبد الله: الصوري)) .

نَصْرِ الخلاطي، وَإِسْماعِيلُ بنُ عَبْدِ المَوْلَى بنِ عِيسى الهاشِمِيُّ، وأَبُو محمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عِيسى بنِ عَبْدِ الواحِدِ الأَنْدَلُسِيُّ، وأَحْمَدُ بنُ طارِقِ بنِ سِنانِ القُرَشِيُّ التاجِرُ البَغْدادِيُّ، وكُتِبَ التارِيخُ فِي شَوَّالِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وخَمْسِمائَةٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَةِ. هذا تَسْمِيعٌ صَحِيحٌ كَما قَدْ كُتِبَ، وَكَتَبَ أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ الأَصْبَهانِيُّ بَلَغَ بِقِراءَتِهِ جَعْفَرَ الحُسَيْنِيَ [ل240/ب] . وفِي الأَصْلِ ما مِثالُهُ: - بَلَغَ السَّماعُ لجمِيعِهِ عَلَى القاضِي الفَقِيهِ الإِمامِ العالِمِ الأَمِينِ جَمالِ الدِّينِ أَبِي طالِبٍ أَحْمَدَ ابنِ القاضِي المَكِينِ أَبِي الفَضْلِ عَبْدِ اللهِ بنِ القاضِي المَكِينِ أَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْنِ بنِ حديد أَبْقاهُ اللهُ وأَدامَ نِعْمَتَهُ بِقِراءَةِ الشَّيْخِ الجَلِيلِ الفَقِيهِ زَكِيِّ الدِّينِ أَبِي محمَّدِ عَبْدِ العَظِيمِ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ المُنْذِرِيِّ الجَماعَةَ السادة الفُقَهاءَ وَفَّقَهُمُ اللهُ: القاضِي الفَقِيهُ الإِمامُ نَجِيبُ الدِّينِ أَبُو عَلِيِّ الحَسَنُ، والقاضِي الفَقِيهُ الإِمامُ العالِمُ الصَّدْرُ الكَبِيرُ الأَمِينُ عِمادُ الدِّينِ أَبُو البَرَكاتِ عَبْدُ اللهِ ابنا الشَّيْخِ الفَقِيهِ الإِمامِ العالِمِ النَبِيهِ أَبِي محمَّدِ عَبْدِ الوَهّابِ بنِ الإِمامِ العالِمِ الزاهِدِ الصَّدْرِ مُفْتِي المُسْلِمينِ أَبِي الطّاهِرِ إِسْماعِيلَ بنِ عَوْفٍ، وَأَخُوهُما الشَّيْخُ الفَقِيهُ الإِمامُ الزاهِدُ رَشِيدُ الدِّينِ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ العَزِيزِ، وَوَلَدُهُ أَبُو بَكْرٍ محمَّدُ –جَبَرَهُ اللهُ- الزُّهْرِيُّونَ، القاضِي عَلَمُ الدِّينِ أَبُو محمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ ابنُ القاضِي الرَّشِيدِ أَبِي الحَرَمِ مَكِيِّ بنِ صالِحِ القُرَشِيِّ، والفَقِيهُ الإِمامُ الفاضِلُ أَبُو القاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ مُقَرِّبِ بنِ عَبْدِ الكَرِيمِ التُّجيبي، والفَقِيهُ الإِمامُ عِزُّ الدِّينِ أَبُو البَرَكاتِ عَبْدُ الحَمِيدِ بنُ الشَّيْخِ الإِمامِ أَبِي عَلِيِّ الحُسَيْنِ بنِ عَتِيقِ الرَّبَعِيِّ، ويَحْيى بنُ عَلِيِّ بنِ

عَبْدِ اللهِ ابنِ عَلِيِّ القُرَشِيِّ العَطّارُ - والسَّماعُ بِخَطِّهِ- وَصَحَّ وَثَبَتَ فِي الثّالِثِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعِ الأوَّلِ مِنْ سَنَةِ عَشْرٍ وَسِتِّمائَةٍ بِظاهِرِ ثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَةِ بِالعينِ والحَمْدُ لِلهِ وَحْدَهُ وصَلَواتُهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلامُهُ. [ل241/أ]

الجزء الخامس عشر

الجُزْءُ الخَامِسُ عَشَرَ مِنِ انْتِخاَبِ شَيْخِنَا الشَّيْخِ الفَقِيهِ الإِمَام العَالِمِ صدرِ الإسلامِ أوْحدِ الأنامِ فخرِ الأئمةِ سيفِ السنَّةِ ناصرِ الحديثِ مقتدَى الفرَقِ بقيَّةِ السَّلفِ أبي طَاهرٍ أحمدَ ابنِ محمدِ بن أحمدَ السِّلَفي الأصبهاني رضِيَ اللهُ عنه من أصولِ كتُبِ الشَّيخ الفقيهِ أبي الحَسينِ المبارَكِ بنِ عبدِ الجبَّارِ الطُّيُورِيِّ.

على الأصل ما مثالُه: - سمع جميع هذا الجزء على القاضي الجليل الفقيه الأشرف المَكين أبي طالب أحمد بن القاضي المَكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد -أبقاه الله- بقراءة الفقيه الجليل الإمام زكي الدِّين أبي (¬1) محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري القاضي الفقيه الإمام عماد الدِّين، مفتي المسلمين، أبو البركات عبد الله بن الشيخ الفقيه الإمام العالم نبيه الدِّين أبي محمد عبد الوهاب بن إسماعيل بن عوف الزُّهري، والقاضي علم الدِّين أبو محمد عبد الحق ابن الرشيد أبي الحرم مكِّي بن صالح القرشي، وعزِّ الدِّين أبو البركات عبد الحميد بن الإمام جمال الدِّين أبي علي الحسين بن عتيق الرَّبعي، والقاضي الجليل العالم جمال الدِّين أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرِّب بن عبد الكريم التُّجيبي، ويحيى بن علي بن عبد الله بن علي القرشي، - وهذا خطُّه - وسمع من أول القائمة الرابعة من هذا الجزء النفيس أبو الطاهر إسماعيل بن القاضي العدل أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري إلى آخر الجزء، وصحَّ وثبَتَ في ثالث شهر ربيع الأول سنة عشر وستّمائة بظاهر الإسكندرية بالعين. [ل 243/بِ] ¬

(¬1) هنا في الخطية ((علي الحسين)) ثم ضرب عليهما الناسخ.

بسم الله الرحمن الرحيم رب عونك يا كريم 1126 - أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى قراءة عليه وأنا أسمع في ثالث ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلَفِي الأصبهاني رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع في يوم السبت السادس عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عبد الله الصوري الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله ابن محمد العبسِي (¬1) ، أخبرنا خَيْثَمَة بن سليمان بن حَيْدَرَة بن سليمان بن هزان بن سليمان ابن حيان أبي النضر، وسمعته يقول: ولدت سنة خمسين ومائتين (¬2) ، ¬

(¬1) في الخطية (القيسي) والتصحيح من كتب التراجم. (¬2) قال الذهي: ذكر أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي كامل الأطرابلسي أن خيثمة ولد سنة خمسين ومائة، ثم قال: وقال عبيد بن أحمد ابن فطيس: سألت خيثمة عن مولده، فقال: في سنة سبع وعشرين ومائتين، ثم قال: كذا في الرواية، والأصح ما تقدم. انظر سير أعلام النبلاء: 15/412-413.

وسمعته يقول (¬1) : مازَحَ عباسُ بْنُ الوَلِيد جَارِيَةً لَهُ فَدَفَعَتْهُ فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ فَلَمْ يُحَدِّثْنَا عِشْرِينَ يَوْماً، وَكُنَّا نَلْقَى الْجَارِيَةَ ونَقُولُ: حَسْبُكِ الله كَمَا كَسَرْتِ رِجْلَ الشَّيْخِ وَأَحْرَمْتِينَا الْحَدِيثَ (¬2) . 1127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حِفْظاً، [ل244/أ] حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بن عبد الله ابن أَبِي كَامِلٍ (¬3) مِنْ حِفْظِهِ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ حِفْظِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمَازِنِيُّ (¬4) ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬5) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬6) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سِِِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ)) (¬7) ¬

(¬1) القائل: خيثمة بن سليمان. (¬2) رجال إسناده ثقات. أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 12/473، عن خيثمة بن سليمان به. (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عبد الله بن أبي كامل: العبسي. (¬4) عمر بن سهل المازني: ابن مروان التيمي أبو حفص البصري، قال العقيلي: يخالف في حديثه، وقال ابن حبان: ربما خالف. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ. الضعفاء الكبير: 3/170، تهذيب الكمال: 21/382، التقريب: 1/413. (¬5) أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. (¬6) عبد الله: هو ابن مسعود الصحابي الجليل - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. (¬7) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه عمر بن سهل انفرد بهذا عن شعبة عن أبي إسحاق وهو يخطئ ويخالف. أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير: 3/170 من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ به. وقال: عمر بن سهل عن شعبة يخالف في حديثه، ثم قال أيضا: ولا يتابع على أبي إسحاق، وإنما روى شُعْبَةُ هَذَا عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وزبيد عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ الله. وأخرجه النسائي في السنن: 7/121 رقم ((4105)) و ((4106)) وفي السنن الكبرى أيضا: 2/313 رقم ((3568)) و ((3569)) ، من طريق عبد الرحمن، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبد الله موقوفا. وزاد النسائي في رواية: رقم ((3569)) فقال له أبان يا أبا إسحاق أما سمعته إلا من أبي الأحوص قال: بل سمعته من الأسود وهبيرة، وإسناده صحيح. فقد أخرج الطبراني في معجم الكبير: 10/129 رقم ((10105)) من طريق موسى بن إسماعيل، حدثنا مبارك بن فضالة، عَنِ الحسن، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ الله مرفوعا. رجاله ثقات. إلا مبارك بن فضالة وهو صدوق يدلس يسوي، التقريب: 1/519، وقد عنعن هنا، والحسن: هو البصري. وأخرجه النسائي في السنن الكبرى: 2/313 رقم ((3570)) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزعراء، عن عمه أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ موقوفا. ورجال إسناده ثقات، وأبو الزعراء هو عمرو بن عمرو أو ابن عامر ثقة. التقريب: 1/425. وأخرجه أحمد في المسند: 1/446 عن علي بن عاصم، وأبو يعلى في المسند: 9/59 عن محمد بن دينار، كلاهما عن إبراهيم الهجري، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله مرفوعا. ولفظه: ((سباب المسلم أخاه فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه)) . وفي إسناده علي بن عاصم وه صدوق يخطئ ويصرّ، التقريب: 1/403، ومحمد بن دينار، صدوق سيء الحفظ وتغير قبل موته، التقريب: 1/477، وإبراهيم الهجري هو ابن مسلم لين الحديث رفع موقوفات، التقريب: 1/94. وأما ما أشار إليه الصوري مما يُروى عن شعبة، فقد أخرجه البخاري في الإيمان: باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر 1/110 رقم ((48)) وفي الأدب: ما ينهى من السباب واللعان رقم ((6044)) ومسلم في الإيمان: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كفر 1/81 رقم ((116)) ورقم ((117)) من طرق عن شعبة، عن زبيد، ومنصور، والأعمش، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((المسلم فسوق، وقتاله كفر)) . وأخرجه مسلم أيضا في الإيمان: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كفر 1/81 رقم ((117)) من طريق سفيان، ومحمد بن طلحة بن مصرف، كلاهما عن زبيد، عن أبي وائل به. وأخرجه البخاري في الفتن: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لا ترجعوا بعدي كفارا ... 13/26 رقم ((7076)) ، من طريق عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق به.

قَالَ الصُّورِيُّ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الشعبة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، لا أَعْلَمُ

حدَّث بِهِ عَنْهُ هَكَذَا غَيْرَ عُمَرَ بْنِ سَهْلٍ الْمَازِنِيِّ، وَإِنَّمَا يَرْوِي شُعْبَةُ هَذَا عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وزُبَيْد عَن أَبِي وَائِل، وَسَمِعَهُ مِنِّي شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَاني رَحِمَهُمَا اللَّهُ. قَالَ لِي أَبُو عبد الله بن أبي كامل لَمْ يَرْوِ خَيْثَمَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ غيرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ جُزْءًا فَحَسَدَهُ عَلَيْهِ أَبُو الرِّضَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ مِنَ الصَّائِغِ فَأَخْرَجَهُ إِلَيْهِ فَلَمْ يردَّه عَلَيْهِ، وَقِيلَ إِنَّهُ خرَقه، وَكَانَ خَيْثَمَةُ يَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ مِنْهُ. 1128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الحسين بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ العبسِيُّ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الصمد بن محمد بن لاوٍ الزّرَافي (¬1) ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد ابن جعفر ابن عُبَيْدِ اللَّهِ الكِلاَعِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ عبد الله بن محمد بن بُنْدَار الْهَمْدَانِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بن [ل244/ب] سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيرَة (¬2) ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، ¬

(¬1) ذُكر في ترجمة الصوري في سير أعلام النبلاء: 17/627، (¬2) أبو المغيرة: عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخَوْلانِيُّ الحمصي ثقة. التقريب: 1/360.

عَنِ ابْنِ عبَّاس (¬1) : ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ ¬

(¬1) في الخطية ما نصّه: (أبو المغيرة، نا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس) وعليه علامة الضرب، لتكراره.

)) (¬1) . قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهِمَ ابنُ عَبَّاسٍ وَإِنْ كَانَتْ خَالَتَهُ، وَإِنَّمَا تَزَوَّجَهَا حَلالًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬2) : عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ الخَوْلاني، وَهُوَ حَدِيثٌ ضَيِّقٌ قَالَهُ الصُّورِيُّ. 1129 - حدثنا محمد، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن فهد (¬3) ، ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو عبد الله الزرقي، وأبو عبد الله الكلاعي، وأبو نصر الهمداني لم أقف عليهم، وبقية رجاله ثقات. أخرجه خيثمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة ((حديث خيثمة)) 1/196 عن أبي الحسين الطيوري به. مع قول سعيد بن المسيب. كما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 7/212، من طريقين عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن محمد بن عوف به، مع قول سعيد بن المسيب أيضا. وأخرجه البخاري في جزاء الصيد: باب تزويج المحرم 4/51 رقم ((1837)) عن أبي المغيرة، الأوزاعي به. وأخرجه أيضا في المغازي: باب عمرة القضاء 7/509 رقم ((4258)) وفي النكاح: باب نكاح المحرم 9/165 رقم ((5114)) ومسلم في النكاح: باب تحريم نكاح المحرم 2/1031 -1032 رقم ((46)) من طرق عن ابن عباس مرفوعا. قال الطبري فيما نقله عنه ابن حجر في الفتح: 9/16، قال: الصواب من القول عندنا أن نكاح المحرم فاسد لصحة حديث عثمان، وهو: ((المحرم لا يَنْكح ولا يُنْكح)) ، أخرجه مسلم في صحيحه في الحج: باب رقم ((1409)) من طريق نافع، عن نبيه بن وهب، عن أبان بن عثمان، عن أبيه مرفوعا، وأما قصة ميمونة، فتعارضت الأخبار فيها، ثم ساق من طريق أيوب قال: أنبئت أن الإختلاف في زواج ميمونة إنما وقع لأن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان بعث إلى العباس لينكحها إياه فأنكحه. فقال بعضهم: أنكحها قبل أن يحرم النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقال بعضهم: بعدما أحرم، وقد ثبت أن عمر وعليًّا وغيرهما من الصحابة فرّقوا بين محرم نكح وبين امرأته، ولا يكون هذا إلا عن ثبت. وقال ابن عبد البر في التمهيد: 3/152 قال: والرواية أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حلال متواترة عن ميمونة بعينها، وعن أبي رافع مولى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعن سليمان بن يسار مولاها، وعن يزيد الأصم، وهو ابن أختها، وهو قول سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن شهاب وجمهور علماء المدينة: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - لم يَنْكح ميمونة إلا وهو حلال قبل أن يحرم، وما أعلم أحدا من الصحابة روى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - نكح ميمونة وهو محرم إلا عبد الله بن عباس. قلت: لكن ابن حجر ردّ هذا، وذكر في الفتح: 9/166 ((أنه قد جاء مثله عن عائشة وأبي هريرة، وأن أكثر ما أعل به حديث عائشة هو الارسال، وليس بقادح فيه، وأما حديث أبي هريرة ففي إسناده ضعف، ولكنه يعتضده بحديثي ابن عباس وعائشة، وذكر أنه سئل أنس عن نكاح المحرم فقال: لا بأس وهل هو إلا كالبيع)) . وقال ابن حجر: لكنه قياس في مقابل النص فلا عبرة به، وكأن أنسا لم يبلغه حديث عثمان، ينظر الفتح: 4/52. ورواية من ذكرنا معارضة لروايته، والقلب إلى رواية الجماعة أَمْيل، لأن الواحد أقرب إلى الغلط، وأكثر أحوال حديث ابن عباس أن يُجعل متعارضا مع رواية من ذكرنا، فإذا كان كذلك سقط الاحتجاج بجميعها، ووجب طلب الدليل على هذه المسألة من غيرها، فوجدنا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رَضِيَ اللَّهُ عنه - قد روى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أنه نهى عن نكاح المحرم، وقال: ((لا يَنْكح المحرم ولا يُنْكح)) فوجب المصير إلى هذه الرواية التي لا معارض لها، لأنه يستحيل أن ينهى عن شيء ويفعله، مع عمل الخلفاء الراشدين لها، وهم عمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - وهو قول ابن عمر وأكثر أهل المدينة. قلت: وقد علمتَ أنه إذا تعارض قول رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - مع فعله يقدم قوله على فعله، ذلك لما يعتري أفعاله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ الخصوصيات، وكما أن الحذر إذا تعارض مع الإباحة قدم الحذر على الإباحة، أخذا بالاحتياط، والله أعلم. (¬2) في الخطية رمز له (خ) . (¬3) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن فهد: لعله التهامي الشاعر، قال الذهبي: له ديوان صغير، وكان ديّنا ورعا عن الهجاء، قتل سنة عشرة وأربعمائة، وفيات الأعيان: 3/378، العبر: 3/122، سير أعلام النبلاء: 17/381، النجوم الزاهرة: 4/264، شذرات الذهب: 3/204،

أخبرنا جعفر ابن أحمد بن عبد الله بن سليمان البَزَّار، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد القاضي (¬1) ، حدثنا أبو يزيد القَرَاطِيسِي (¬2) ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أتيتُ مالكَ بن أنس أسْتأذِنُ علَيْه فَحُجِبْتُ عَنْهُ فقلت: ما هَكَذَا صاحِبُنَا، أيُّ وَقْتٍ أّتَيْنَاهُ وَصَلْنَا إِلَيْهِ فَاطَّلَعَ عَلَيَّ مَالِكٌ مِنْ كَوَّةٍ في دَارِهِ، فقال لِي: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟ فقلتُ: اللَّيْث بن سعد، فقال لِي: فَأَيْنَ نحنُ مِنَ اللَّيْثِ بنِ سعد، لَقَدْ احْتَاجَ الصِّبْيَانُ إلى شيءٍ من عُصْفُر، فكتَبْتُ إليْهِ في ذلكَ فأَنْفَذَ إليْنَا منْهُ مَا اسْتَعْمَلَهُ الصِّبْيَانُ وَأَهْدَوْا مِنْهُ إِلَى الْجِيَرانِ وَبِعْنَا مِنْهُ بِدَنَانِيرَ كَثِيرَةٍ، أَوْ كَمَا قَالَ: حدَّثنا محمد، أخبرنا علي، أخبرنا جعفر قال: لَمْ يَسْمَعْ أبو بكر بن الحَدَّاد من أبي يزيد القَرَاطِيسِي غير هذه الحكاية (¬3) . 1130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الحسين بن عبد الله [ل245/أ] ابن محمد العبسي، أخبرنا خَيْثَمَةُ بنُ سليمان، أخبرنا العباس بن الوليد بن مَزِْيد، أخبرني أبي، حدثنا الأَوْزَاعِيُّ قال: سمعت بِلاَلَ بن ¬

(¬1) أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد القاضي: الشافعي المصري الكناني، صاحب كتاب الفروع في المذهب، قال الدارقطني: كان كثير الحديث، لم يحدث عن غير النسائي، وقال رضيت به حجة بينه وبين الله. وقال المسبّحي: كان عالما بالحديث والأسماء والرجال والتاريخ. طبقات الشافعية للسبكي: 3/79، الوفيات الأعيان: 4/197، سير أعلام النبلاء: 15/445، شذرات الذهب: 2/367. (¬2) أبو يزيد البسطامي: هو يوسف بن يزيد بن كامل، ثقة، التقريب: 1/612. (¬3) في إسناده جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله البزار، لم أقف على ترجمته.

سعد يقول: لاَ تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلَكِنِ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ (¬1) . 1131 - حدثنا محمد، أخبرنا الحسين بن عبد الله، أخبرنا خَيْثَمَة، ¬

(¬1) رجال إسناد المؤلف كلهم ثقات. أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد: 1/24، ومن طريقه العقيلي في الضعفاء الصغير: 3/431، وابن جميع في معجم الشيوخ: 0/131، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 5/223، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/430، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/774، والمزي في تهذيب الكمال: 4/295 عن الأوزاعي به. قال العقيلي: وهذا أولى من رواية غالب، قلت ستأتي رواية غالب قريبا في أثناء التخريخ. وأخرج ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/218، عن الأوزاعي به. بدون إسناد. كما أخرجه البيهقي أيضا في شعب الإيمان: 1/269، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/91 من طريق الوليد بن مسلم، وابن أبي عاصم في الزهد: 1/384، من طريق داود بن رشيد، كلاهما عن الأوزاعي به. ورُوي مرفوعا من غير طريقه: أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 6/78، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/773، من طريق محمد بن إسحاق العكاشي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عمرو بن العاص مرفوعا. ولفظه ((لا تنظروا إلى صغر الذنوب، ولكن انظروا على من أجرأتم)) . وذكره الديلمي في المسند الفردوس وابن عراق في التنزيه الشريعة: 2/234، عن ابن العاص. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي عن حسان، تفرد برفعه محمد بن إسحاق وفيه ضعف ومكشهوره من قبل بلال بن سعد. وأخرجه القفيلي في الضعفاء الكير: 3/432، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/773، من طريق غالب بن عبيد الله، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعا. والحديث ضعيف جداًّ بهذا الإسناد، فيه غالب بن عبيد الله، تركه الدارقطني وغيره، وضعفه الآخرون، انظر الضعفاء الكبير: 3/431. المجروحين: 2/201، لسان الميزان: 3/331. وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/773، من طريق سليمان بن عمرو أبي داود النخعي، عن الأوزاعي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة قال: كان من مواعظ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصي)) . وفي إسناده أبو داود النخعي، وهو كذاب يضع الحديث. وقال ابن الجوزي: هذه الأحاديث ليست من كلام رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وإنما هي كلام بلال بن سعد. وقال ابن عراق: هذا إنما يثبت من قول بلال بن سعد.

أخبرنا العَبَّاس قال: حدثنا الأَوْزَاعِيُّ قال: سَمِعْتُ بِلاَلَ بن سعد يقول: كَفَى بِنا (¬1) ذَنْباً أَنْ اللهَ يُزَهِّدُنَا فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَرْغَبُ فِيهَا (¬2) . 1132 - حدثنا محمد، أخبرنا الحسين بن عبد الله (¬3) ، أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا عُبَيْدُ الكَشْوَري (¬4) ، حدثنا عبد الله بن عبد الصمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ قال: جَاءَ رجلٌ إِلَى ابنِ سِيرِين فقالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ حَمَامَةً الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً فَخَرَجَتْ (¬5) أَعْظَمَ مِمَّا دَخَلتْ، ورأَيْتُ حَمَامَةً أُخْرَى الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً فَخَرَجَتْ أَصْغَرَ مِمَّا دَخَلَتْ، وَرَأيتُ حَمَامَةً أُخْرَى الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً فَخَرَجَتْ (¬6) كَمَا دَخَلَتْ سَوَاء، فَقَال: أَمَّا الْحَمَامَةُ الَّتِي الْتَقَمَتْ لُوْلُؤَةً فَخَرَجَتْ أَعْظَمَ مِمَّا دَخَلَتْ فَذَلِكَ الْحَسَنُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيُجَوِّدُهُ بِمَنْطِقِهِ ويَزِيدُ فِيهِ مِنْ ¬

(¬1) في الخطية (به) ، ولعل الصواب ما أثبتنا. (¬2) رجال إسناد المؤلف كلهم ثقات. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/224، من طريق إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي به. وأخرجه ابن المبارك في الزهد: 1/166، وابن أبي عاصم في الزهد: 1/385، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 5/224، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/22، من طرق عن الأوزاعي به. وزاد بعضهم ((فزاهدكم راغب، وعالمكم جاهل، وعابدكم مقصّر)) . (¬3) الحسين بن عبد الله: العبسي. (¬4) الكَشْوَرى: نسبة إلى كَشْوَر، قرية من قرى صنعاء اليمن، الأنساب 5/77. (¬5) في الخطية ما نصّه: (كما دخلت سواء) وعليه علامة الضرب. (¬6) في الخطية (أصغر) وعليها علامة الضرب.

مَوَاعِظِهِ، وَأَمَا الَّتِي خَرَجَتْ أَصْغَرَ مِمَّا دَخَلَتْ: فَذَلِكَ ابْنُ سِيرينَ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيَنْقُصُ مِنْهُ وَيَشُكُّ فِيهِ، وأَمَّا الَّتِي خَرَجَتْ كمَا دَخَلَتْ: فذَلِك َقتَادَةُ هُوَ مِن أَحْفَظِ النَّاِس (¬1) . 1133 - حدثنا [ل245/ب] محمد، أخبرنا الحسين بن عبد الله، أخبرنا خَيْثَمَة بن سليمان، حدثنا أحمد بن ملاعب، حدثنا إسماعيل بن عبد الله السُّكَّري (¬2) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: رأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ وَكَأَنِّي جَالِسٌ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ رَأَيْتَ؟ أَعْنِي مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، قالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا وقَلَّبَهَا، قال سفيان: كَأنَّهُ يقُولُ: لَمْ أَرَ إِلاَّ خَيْراً، قالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: أَقِلَّ مَعْرِفَةَِ النَّاسِ، أَقِلَّ مَعْرِفَةَِ النَّاسِ، أَقِلَّ مَعْرِفَةِ النَّاسِ (¬3) . ¬

(¬1) وإسناد المؤلف فيه عبيد الكشوري لم أقف على ترجمته وبقية رجاله ثقات. أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال: 2/315 رقم ((2395)) والبيهقي في شعب الإيمان: 4/193 رقم ((4777)) والمزي في تهذيب الكمال: 23/507، من طريق عبد الرزاق به. وإسناد الإمام أحمد أقل أحواله أن يكون حسنا. وأخرجه أبو زكريا النووي في تهذيب الأسماء: 2/368، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/617، عن معمر بن راشد به بدون إسناد. (¬2) إسماعيل بن عبد الله السكري: ابن خالد بن يزيد القرشي العبدي أبو عبد الله الرقي المعروف بالسكري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن علاّن الحراني: مات بعد الأربعين ومائتين، وكان يرمى بالجهم. وقال ابن حجر: صدوق نسب لرأي جهم. الثقات: 8/101، تهذيب الكمال: 3/114، التقريب: 1/108. (¬3) رجال إسناده ثقات. أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال: 2/330، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 1/120، من طريق أبي أسامة، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 6/383، من طريق ابن المقرئ وإبراهيم بن أيوب، وابن عبد البر ي التمهيد: 17/444، من طريق الحسين بن الحسن المروزي، خمستهم عن ابن عيينة به مختصراً على قوله ((رأيت الثوري في النوم فقلت له أوصني، فقال: أقل معرفة الناس)) .

1134 - حدثنا محمد، حدثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن حَمْدَان بن الهَمَذَانِي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يعقوب (¬1) ، حدثنا محمد بن أحمد بن مَطَر، حدثنا قاسم الجُوعِيُّ (¬2) قال: جِئْتُ سَلْماً الْخَوَّاصَ (¬3) فَقَدَّم إِلَيَّ نِصْفَ بِطِّيخَةٍ ونِصْفَ رَغِيفٍ، وقال: كُلْ يَا قَاسِم، نَزَلْتُ عَلَى أَخٍٍ لِي فَقَدَّمَ إِلَيَّ نَصْفَ ِخِيارَةٍ وَنِصْفَ رَغِيفٍ وَقَال: كُلْ يَا سَلْم، فَإِنَّ الْحَلاَلَ لاَ يَحْتَمِلُ السَّرَفَ، وَمَنْ دَرَى مِِنْ ¬

(¬1) إبراهيم بن محمد بن يعقوب: لعله أبو إسحاق الهمذاني التُّرابي، وثقه صالح بن أحمد والذهبي، وقال الخليلي: عدّلوه. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/389، تذكرة الحفاظ: 3/831. (¬2) قاسم الجوعي: هو قاسم بن عثمان أبو عبد الملك العبدي الدمشقي عرف بالجوعي بضم الجيم، وسكون الواو وفي آخره العين المهملة، شيخ الصوفية، قال أبو حاتم: صدوقا، وقال السمعاني: لعله كان يبقى جائعا كثيراً، وقال الذهبي: كان زاهدا بدمشق. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل: 7/114، طبقات الصوفية: 0/98، حلية الأولياء: 9/322، الأنساب: 3/373، سير أعلام النبلاء: 12/77. (¬3) سلم الخواص: هو سلم بن ميمون الخواص، قال العقيلي: حدث بمناكير لا يتابع عليها. وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، روى عن أبي خالد الأحمر حديثا منكرا شبه الموضوع. وقال محمد بن عون: دفن كتبه وكان يتحدث من حفظه فيغلط. وقال ابن حبان: ربما ذكر الشيء ويقبله توهما لا تعمّدا فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات. الضعفاء الكبير: 2/165، الجرح والتعديل: 4/267، المجروحين: 1/345.

أَيْنَ يَكْسِِبُ دَرَى كَيْفَ يُنْفِِقُ (¬1) . 1135 - سمعت أبا عبد الله (¬2) يقول: سمعت أبا بكر محمد بن نصر بن جعفر بن الحسين الصوفي بروبا (¬3) يقول: سمعت أبا بكر الشبلي وقد سئل عن قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، ((كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْعَابِرُ سَبِيلٍ)) . فقال: نعم كُنْ غَريباً مِِنْكَ لاَ عَنْكَ بِِكَ (¬4) . 1136 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد بن الحسن المالكي (¬5) ، حدثنا ¬

(¬1) في إسناده أبو الفضل الهمذاني ومحمد بن أحمد بن مطر لم أقف على ترجمتهما، وسلم الخواص سيء الحفظ. ذكره أبو نعيم في الحلية: 9/323، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/274-275، عن قاسم الجوعي. (¬2) أبو عبد الله: الصوري. (¬3) روبا: قرية من قرى دُجيل بغداد، معجم البلدان: 3/75. (¬4) في إسناده أبو بكر محمد بن نصر الصوفي لم أقف على ترجمته، وأبو بكر الشبلي قال فيه عبد الله الرازي: لم أر في الصوفية أعلم من الشبلي. لم أقف على هذا الأثر، ولكن الحديث صحيح مخرج في صحيح البخاري. أخرجه البخاري في الرقاق: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كن في الدنيا كأتك غريب 11/233 رقم ((6416)) من طريق الأعمش، قال حدثني مجاهد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: ((أخذ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر السبيل)) . وكان ابن عمر يقول: ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحّتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)) . (¬5) أحمد بن الحسن المالكي: لعله أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل أبو الفتح المالكي المقرئ الواعظ، ويعرف بابن الحمصي، من شيوخ أبي نعيم الأصبهاني، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل. في تاريخ بغداد: 4/90-91.

أحمد بن بكر (¬1) قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: ((إذا سمعتِْ النُّفوسُ بالجُوعِ قَعَدَتْ [ل246/أ] على مَوائدِ الآخرَةِ)) (¬2) . 1137 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد، حدثنا أحمد بن بكر قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ((حَرَامٌ عَلَى نَفْسٍ تَجِدُ طَعْمَ الْمَلَكُوتِ وَهِيَ تَجِدُ الطَّعَامَ (¬3) وَالشَّرَابَ لَذَةً)) (¬4) . 1138 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد (¬5) ، حدثنا أحمد بن بكر قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ((وَدِدْتُ أَنَّ اللهَ وَهَبَ لِي مِنْ كُنْهِ حُبِّهِ ذَرَّةً حَتََّى أَنْثُرَهَا عَلَى اْلأُمَّةِ، حَتَّى لاَ يَبْقَى فِي اْلأَرْضِ إِلاَّ مُحِبًّا لله)) (¬6) . 1139 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد، حدثنا أحمد قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: كُنْتُ فِي سِيَاحَتِي فَبَيْنَا أَنَا فِي بَعْضِ الْفَلَواتِ إِذْ لاَحَ لِي كَوْكَبٌ مِنْ قَصَبٍ فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ فَإِذا أَنَا بِشَيْخٍ مُبْتَلَى قَدْ ¬

(¬1) أحمد بن بكر: لعله أبو سعيد البالسي، ويقال: أحمد بن بكرويه، ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ. وقال ابن عدي: روى مناكير عن الثقات، وقال الأزدي: كان يضع الحديث. الثقات: 8/51، وفيه أبو بكر بدل أبو سعيد، ميزان الاعتدال: 1/86، لسان الميزان: 1/140. (¬2) في إسناده أحمد بن بكر، وهو إن كان أباسعيد البالسي فهو منكر الحديث، (¬3) كذا في الخطية، ولعل الأشبه بالصواب ((للطعام)) والله أعلم. (¬4) علة إسناده كعلة الإسناد السابق. (¬5) أحمد: بن الحسن المالكي. (¬6) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.

أَكَلَ الدُّودُ لَحْمَهُ، فَوَقَعَ لَهُ فِي قَلْبِي رَحْمَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ أَتُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَ اللهَ أَنْ يُبْرِئَكَ؟ قال: فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَهُوَ أَعْمَى، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَهُوَ يَقُولُ: يا يحيى بن معاذ الرازي، وَإِنَّ لَكَ عِنْدَهُ هِذِهِ الدَّالَّةَ؟ فَلِمَ لاَ تَسْأَلُهُ أَنْ يُبْغِضَ إِلَيْكَ شَهْوَةَ الرُّمَّان، قال يحيى بن معاذ: وَقَدِ اعْتَقَدْتُ (¬1) مَعَ اللهِ تَرْكَ الشَّهَوَاتِ مَا خَلاَ الرُّمَّان، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى تَرْكِهِ لِحُبِّي لَهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فقال لِي: يا يحيى بنُ معاذ، احْذَرْ أَنْ تَتَعَرَّضَ لأَوْلِيَاء اللهِ فَتُفْتَضَحَ عِنْدَهُم (¬2) . 1140 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد، حدثنا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ (¬3) بِمِصْرَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الدَّبِيلي بن أُخْتِ أَبِي يَزِيدَ البِسْطامي (¬4) ، حَدَّثَنَا أبو يزيد البسطامي (¬5) ، يعني: [ل246/ب] ¬

(¬1) كلمة (اعتقدت) في الأصل ليست واضحة، وفي الهامش (اعتقدت) وفوقها (بيان) . (¬2) علة إسناده كعلة الإسناد السابق. أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/383 عن يحيى بن معاذ. (¬3) علي بن جعفر البغدادي: لم أميزه ويرد في أسانيد الخطيب في تاريخه كثيراً. (¬4) أبو موسى الدبيلي بن أخت أبي يزيد البسطامي، الدبيلي بفتح الدال بعدها باء معجمة بواحدة مكسورة وياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها، لعله هو شعيب بن محمد بن أحمد بن بزيع الدبيلي ويكنى بأبي بكر أيضا، روى عن سهل ابن سُقَيْر الخلاطي، وحدث عنه أبو بكر المفيد. الاكمال: 3/352، توضيح المشتبه 4/71. (¬5) أبو يزيد البسطامي: بكسر الباء وسكون السين، وهي نسبة إلى بسطام بلدة مشهورة بقومس، وهو طيفور ابن عيسى، قال السلمي: له كلام حسن في المعاملات. وقال الذهبي: جاء عنه أشياء ظاهرها إلحاد، مات سنة إحدى وستين ومائتين، عن ثلاث وتسعين سنة. حلية الأولياء: 10/33، طبقات الصوفية: 0/67، سير أعلام النبلاء: 13/86.

طَيْفُورَ بْنَ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة، عن محمد ابن سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: ((ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْجَيْشَ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَعَلَّ فِيهِمُ اْلمُكْرَهَ، فَقَالَ: إِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهمْ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أحمد بن الحسن المالكي منكر الحديث، وعلي بن جعفر البغدادي لم أميّزه، وأبو موس الدبيلي لم أقف على جرح ولا تعديل له، وأبو يزيد البسطامي قال الذهبي: جاء عنه أشياء ظاهرها إلحاد، وبقية رجاله ثقات. أخرجه أحمد في المسند: 6/289، وابن ماجة في الفتن: باب جيش البيداء 2/1351 رقم ((4065)) ، وأبو يعلى في المسند: 12/357 رقم ((6926)) ، من طريق هارون بن عَبْدُ اللَّهِ الحمّال، والترمذي في الفتن: باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 6/390 رقم ((226)) من طريق نصر بن علي، وابن ماجة في الفتن: باب جيش البيداء 2/1351 رقم ((4065)) من طريق محمد بن الصباح، ونصر بن علي، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به. ورجال أسانيدهم ثقات. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عائشة أيضا. وأخرجه مسلم في الفتن: باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت 4/2208 رقم ((2882)) من طريق عبيد الله ابن القبطية قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان وأنا معهما، على أم سلمة أم المؤمنين، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك في أيام ابن الزبير، فقالت، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ((يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم، فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارها، قال: يخسف به معهم، ولكنّه يُبعث يوم القيامة على نيّته)) ، وحديث عائشة الذي أشار إليه الترمذي أخرجه البخاري في البيوع: باب ما ذكر في الأسواق رقم ((2118)) من طريق إسماعيل بن زكرياء، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عن عائشة به مرفوعا. وقال الحافظ في الفتح الباري: 4/340 هكذا قال إسماعيل بن زكرياء، عن محمد بن سوقة، وخالفه سفيان بن عيينة، فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أُمِّ سلمة، أخرجه الترمذي، ويحتمل أن يكون نا بن جبير سمعه منهما، فإن روايته عن عائشة، وروي من حديث حفصة شيئا منه، وروى الترمذي من حديث صفية نحوه.

1141 - حدثنا محمد، حدثنا أحمد، حدثنا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْبَسْطَامِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَمْرٍو (¬1) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((كَلاَمُ الْقَدَرِ لَشِرَارُ هَذِهِ اْلأُمَّةِ، وَمِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ)) (¬2) ¬

(¬1) عنبسة بن عمرو: وقيل عنبسة بن مهران، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال العقيلي: يهم في حديثه، ضعفاء الكبير للعقيلي: 3/366. (¬2) حسن بمجموع طرقه، وعلة إسناد المؤلف كعلة الإسناد السابق، إضافة إلى ضعف عنبسة بن عمرو. أخرجه ابن الأعرابي في المعجم: 3/1، و37/2، والدولابي في الكنى: 2/38، والبزار في مسنده في الزوائد 1/230، وابن أبي عاصم في السنة: 1/155، والعقيلي في الضعفاء: 3/366، والطبراني في معجم الأوسط: 6/96 رقم ((5909)) وابن عدي في الكامل: 5/1902، والحاكم في المستدرك: 2/473، والجرجاني في الفوائد: 2/ 160، وابن بشران في الأمالي: 74/1، من طرق عن أبي عاصم به بلفظ: ((آخر الكلام في القدر لشرار هذه الأمة)) . وزاد بعضهم ((في آخر الزمان)) . دون قوله: ((ومراء في القرآن كفر)) وإنما ذكر لفظ المؤلف كاملا الديلمي في مسند الفردوس: 1/402، عن أبي هريرة بدون إسناد. وأخرجه العقيلي في الضعفاء: 3/366، من طريق إبراهيم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عاصم به موقوفا. وقال الذهبي: كذا رواه أبو عاصم النبيل بالوجهين، ميزان الاعتدال: 3/302. وأخرجه العقيلي في الضعفاء: 3/365-366، والذهبي في ميزان لاعتدال: 3/302 من طريق محمد بن خزيمة، عن عبد الله بن رجاء، عن عنبسة بن مهران به مرفوعا، وقال الذهبي: ورواه ابن رجاء مرة فوقفه، قلت: أخرجه العقيلي في الضعفاء: 3/366، من طريق علي بن عبد العزيز، عن عبد الله بن رجاء به موقوفا. والإسناد مداره على عنبسة، قال البخاري: لا يتابع على حديثه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال العقيلي: عنبسة ابن عمرو يهم في حديثه. وقال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري إلا عنبسة وهو لين الحديث، وقال الحاكم: صحيح علي شرط البخاري، وتعقبه الذهبي بقوله: عنبسة ثقة، لكن لم يرويا له. وتعقبهما الألباني بقوله: وهذا وهم منهما، فإن عنبسة هذا ما وثّقَه أحدن الصحيحة 3/116. وأخرجه البزار كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/202، والعقيلي في الضعفاء: 3/156، من طريق نعيم بن حماد، والطبراني في معجم الأوسط: 6/219 رقم ((6233)) من طريق محمد بن بكار العيشي، كلاهما عن عمر ابن أبي خليفة، عن هشام بن حسان، عن مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا. وفي إسناده: عمر بن أبي خليفة، قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث، وقال عمرو بن علي: من الثقات، وقال العقيلي منكر الحديث، هذا الحديث حديث منكر. الجرح والتعديل: 6/106، تهذيب الكمال: 21/330. وقال البزار: ((إسناد حسن)) ووافقه الألباني في الصحيحة: 3/116، وقال هذا أقرب إلى الصواب. وقال الهيثمي: ورجال البزار في أحد إسنادين رجال الصحيح غير عمر بن أبي خليفة وهو ثقة. وقال ابن حجر مقبول. التقريب: 1/412. وأخرجه العقيلي في الضعفاء: 3/366، واللالكائي في إعتقاد أهل السنة: 4/626، والذهبي في ميزان الاعتدال: 3/302، من طريق أغلب بن تميم، عن أبي خالد الخزاعي، عن الزهري، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز، رد علي حَدِيثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في القدر، فقال سمعت فلانا الأنصاري يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: ((أخّر الكلام القدر لشرار هذه الأمة في آخر الزمان)) . قال العقيلي: هذا أولى. وقال الذهبي: فهذا أشبه. قلت: في إسناده أغلب بن تميم، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري فيه: منكر الحديث. وقال ابن حبان: خرج عن حدّ الاحتجاج لكثرة خطئه. انظر التاريخ الكبير: 2/70، الجرح والتعديل: 2/273، المجروحين: 1/175. وورد عند اللالكائي: غالب بن تميم، ولم أجد له ترجمة، وأبو خالد الخزاعي، لم أجد له ترجمة أيضا، وورد عند اللاكائي: منيع أبو خالد، ولم أجد له ترجمة كذلك، ولكن الذهبي ذكر منيع بن عبد الرحمن في "ميزان الاعتدال "وقال: لا بأس به. ولا أدري أهو هذا أم لا. وأما قوله ((لمراء في القرآن كفر)) فهو حديث صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/529، أحمد في المسند 2/285، أبو يعلى في المسند 10/303 رقم (5897) ، والخطيب في تاريخه 4/81 من طريق يحيى بن يعلى التيمي، عن منصور بن المتر، عن سعد بن إبراهيم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة مروعا. وتحرّف سعد في مسن أحمد إلىسعيد. وأخرجه أبو داو في السنة، باب النهي عن الجدال في القرآن 4/199 رقم (4603) ، وأحمد في المسند 2/286 و424، و475، و503، و528، وابن حبان في صحيحه 4/324 رقم (1464) ، والطبراني في مسند الشاميين 2/263 رقم (1305) ولحاكم في المستدرك 2/243، وابو نعيم في الحلية 8/212-213ن وفي أخبار أصبها 2/123من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة به. وتحرّف بن علقمة عند الحاكم إلى علقمة. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، قلت: فيه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي أخرج له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح إلى الحسن، والله أعلم. وأخرجه أحمد في المسند 2/300، والنسائي في السنن الكبرى 5/33، وابن حبان في صحيحه 1/275 رقم 74) ، وأبو يعلى في المسند 10/410 رق (6016) والخطيب في تاريخه 11/26، من طريق أبي حازم عن أبي سلمة به. رجاله ثقات، لكن تحرّف (أبي حازم) بالحاء المهملة عند الخطيب إلى (أبي خازم) بالخازم المعجمة أيضاً. وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير 1/345 رقم (574) ، والخطيب في تاريخه 11/136، من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي سلمة به. وقال الطبراني: لم يروه عن هشام إلا ابن أبي حمزة تفرد به ابن حميرة. وأخرجه أيضا في المعجم الصغير 1/299 رقم (496) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وأبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. وقال: لم يروه عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة إلا عنبسة الحداد. وأخرجه أحمد في المسند 2/478 من طريقاثوري، و2/494، ن طريق منصور بن المعتمر، والحاكم في المستدرك 2/243 من طريق سعيد ثلاثتهم عن سعد بن إبراهيم، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا. وهذا من المزيد في المتصل الأسانيد إذ تقدم من رواية يحيى بن يعلى، عن منصور بن المعتمر، عن سعد بن إبراهيم، ولم يذكر فيه عمر بن أبي سلمة بين سعد بن إبراهيم وبن أبي سلمة. قلت: ورواية الثوري ومنصور سنده حسن، وصحح الحاكم رواية سعيد ووافقه الذهبي.

1142 - حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ (¬1) قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى (¬2) : حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ البِسْطَامي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ¬

(¬1) في الخطية (أحمد بن علي) ، والتصحيح من الأسانيد الماضية، ومن أبي نعيم في ((الحلية)) علي بن جعفر البغدادي والله أعلم. (¬2) أبو موسى: الدبيلي.

السِّجْزي، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا موسى ابن هِلالٍ الْكُوفِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّي (¬3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ المُلائي (¬4) ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ ضَعْفَ الْيَقِينِ أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ، وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ اللهِ، وَأَنْ تَذُمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللهُ، إِنَّ رِزْقَ اللهِ لاَ يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، وَلاَ يَرُدُّهُ كُرْهُ كَارِهٍ، إِنَّ اللهَ بِحُكْمِهِ وَجَلالِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ (¬5) وَالْفَرَجَ فِي الرِّضَا وَالْيَقِينِ، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحُزْنَ [ل247/أ] فِي الشَّكِ وَالسُّخْطِ)) (¬6) ¬

(¬1) أبو شعيب: لم أميزه، وعند البيهق في شعب الإيمان علي بن شعيب: هو ابن عدي بن همام أبو الحسن السمسار، وثقه النسائي والخطيب. مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين. انظر تاريخ بغداد: 11/435-436. (¬2) موسى بن هلال الكوفي: لم أجد له ترجمة. وعند البيهقي في شعب الإيمان موسى بن بلال، (¬3) أبو عبد الرحمن السدّي: هو محمد بن مروان الكوفي السدي الصغير، قال ابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: سكتوا عنه، وكذّبه ابن نصير وجرير، وقال أبو حاتم: هو ذاهب الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه البتة. وتركه النسائي. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار، وقال ابن حجر: متهم بالكذب. الضعفاء الكبير: 4/136، الجرح والتعديل: 8/86، المجروحين: 2/286، تاريخ بغداد: 3/291، التقريب: 1/506. (¬4) في الخطية ((الكناني)) أو ((الكتاني)) والتصحيح من كتب التخريج. (¬5) الروح، بفتح الراء، أي الراحة وطيب النفس. (¬6) حديث موضوع، في إسناده أحمد بن علي لم أميّزه، وأبو موسى هو الدبيلي لم أجد له توثيقاً ولا تعديلاً، وأبو يزيد البسطامي قال فيه الذهبي: جاء عنه أشياء ظاهرها إلحاد، وموسى بن هلال لم أقف على ترجمتهما، ومحمد بن مروان السدي متّهم بالكذب. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 10/41، من طريق علي بن جعفر البغدادي، عن أبي موسى به. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 10/41، و5/106، من طريق علي بن محمد بن مروان، والبيهقي في شعب الإيمان: 1/221، من طريق موسى بن بلال، كلاهما عن محمد بن مروان أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدي، عَنْ عَمْرِو بن قيس الملائي به. وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو تفرد به علي بن مروان عن أبيه. وذكره اليلمي في مسند الفردوس: 1/209، بدون إسناد. وقد روي هذا الحديث عن ابن مسعود مرفوعا موقوفا، وأما المرفوع: فقد أخرجه الطبراني في معجم الكبير: 10/266 رقم ((10514)) وأبو نعيم في حلية الأولياء: 4/121، و 7/130، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/91، من طريق خالد بن يزيد العمري، حدثنا سفيان الثوري وشريك بن عبد الله وسفيان بن عيينة، عن سليمان الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري والأعمش تفرد به العمري. قلت: وخالد بن يزيد العمري، كذّبه ابن معين وأبو حاتم وتركه أبو زرعة، وقال الهيثمي: فيه خالد بن يزيد واتهم باوضع. وانظر الجرح والتعديل: 3/360، مجمع الزوئد: 4/71. وعند القضاعي: خالد بن نجيح عن الثوري، وخالد بن نجيح كذّبه أبو حاتم واتهمه بالوضع أيضا. الجرح والتعديل: 3/355. وقد خالف أبو قرة موسى بن طارق كلاًّ من خالد بن يزيد وخالد بن نجيح، عند البيهقي في شعب الإيمان: 1/222، من طريق أبي قرة، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن خيثمة به. وروايته هذه مقدمة على رواية خالد بن يزيد، وخالد بن نجيح، لأنه ثقة وإن كان يغرب كما قال ابن حجر في التقريب: 1/551، وذكره المنذري أيضا في الترغيب والترهيب: 2/540، عن ابن مسعود بدون إسناد. وأخرجه هناد في الزهد: 1/304، والبيهقي في شعب الإيمان: 1/222، من طريق الحسن بن الصباح كلاهما – هناد والحسن بن الصباح-، عن سفيان بن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى، عن ابن مسعود موقوفا. وإسناد هنّاد صحيح رجاله ثقات، وإسناد البيهقي حسن، فيه الحسن بن الصباح وهو صدوق يهم، لكنه هنا متابع لهنّاد، وبقية رجاله ثقات. وهذا أولى.

1143 - حَدَّثَنَا محمد، أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد التجيبي المعدل، أنشدنا الحسين بن علي بن سيار:

رَأَيْتُ قَوْماً عَلَيْهِمْ سِمَةُ اْلـ خَيْرِ بِحَمْدِ الزَّكَاءِ مُبْتَهِلَهْ سَأَلْتُ عَنْهُمْ فَقِيلَ مُتَّكَلَهْ ... اعْتَزَلُوا النَّاسَ فِي جَوَامِعِهِمْ سَاكِنَةٌ تَحْتَ حُكْمِهِ نَزَلَهْ ... صُوفِيَّةٌ بِالرِّضَا مُصَابِرَةٌ ـنَاسُ وَمَنْ دُون هَؤُلاَ رَذَلَهْ ... فَقُلْتُ إِذْ ذَاكَ هَؤُلاءِ هُمْ النْـ حَتَّى تَبَيَّنْتُ أَنَّهُمْ سَفَلَهْ ... فَلَمْ أَزَلْ خَادِماً لَهُمْ زَمَنًا أَوْ لَبِسُوا كُلَّ شُهْرَةٍ مَثُلَهْ ... إنْ أَكَلُوا كَانَ أَكْلُهُمْ سَرَفاً عَنْ فَرْضِهِ لاَ تَخَالُهُ عَقَلَهْ ... سَلْ شَيْخَهُمْ وَالْكَبِيرَ مُخْتَبِراً مُدَلِّلٍ لاَ تَرَآهُ قَدْ جَهِلَهْ ... وَاسْأَلْهُ عَنْ وَصْفِ شَادِنٍ غَنَجٍ عِلْمُ رَعَاعِ الرَّعَاعِ وَالرَّذَلَهْ ... عِلْمُهُمْ بَيْنَهُمْ إِذَا جَلَسُوا وَالْبُرْهَانُ وَالْعَكْسُ عِنْدَهُمْ مَسَلَهْ ... الوَقْتُ وَاْلحَالُ وَالْحَقِيقَةُ وَهُمْ شِرَارُ الذِّئَابِ وَالْحُثَلَهْ ... قَدْ لَبِسُوا الصُّوفَ كَيْ يُرَوْا صُلَحَا يَسْتَأْكِلُوا النَّاسَ شَرَّهَا أَكَلَهْ ... وَجَانَبُوا الْكَسْبَ وَالْمَعَاشَ لِكَيْ لَكِنْ لِتَعْجِيلِ رَاحَةٍِ الْعَطَلَهْ ... وَلَيسَ مِنْ ِعفَّةٍ وَلاَ رِِعَةٍ إِلَيْهِمْ ثِِِبْ فَإِنَّهُم بَطَلَهْ ... فَقُلْ لِمَنْ مَالَ بِابْتِدَاعِهِمْ واسْتَغْفِرِ اللهَ مِنْ كَلاَمِهِمْ وَلاَ تُعَاوِدْ لِعِشْرَةِ الْجَهَلَهْ (¬1) [ل247/ب] 1144 - أنشدنا محمد بن علي الصوري، أنشدني بعض شيوخنا: أَهْلُ التَّصَوُّفِ قَدْ مَضَوْا صَارَ التَّصَوُّفُ مَخْرَقَهْ ¬

(¬1) في إسناده الحسين بن علي بن سيار لم أقف على ترجمته.

وَتَواجُداً وَمُطبَّقَهْ ... صَارَ التَّصَوُّفُ صَيْحَةً سَيْرَ الطَّرِيقِ الملْحَِقَهْ ... كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ لَيْس َذا مِنْهُ الْعَيُونُ المُحْدِقَهْ ... حَتَّى تَكُونَ بِعَيْنِ مَنْ تَجْرِي عَلَيْكَ صُرُوفُهُ وَهُمُومُ سِرِّكَ مُطْرِقَهْ (¬1) 1145 - أنشدنا الصوري (¬2) ، أنشدني أبو يعلى محمد بن الحسن البصري الصوفي (¬3) لنفسه: أَهْلُ التَّصَوُّفِ أَهْلِي وَهُمْ حِِمَالِي وَنُبْلِي وَلَسْتُ أَعْنِي بِهَذَا إِلاّ لِمَنْ كَانَ قَبْلِي (¬4) 1146 - سمعت الصوري (¬5) يقول: سمعت أبا الحسين بن جميع الغساني بصيدا يقول: قال لنا أبو محمد أحمد بن محمد بن الحَجَّاج المرْعَشِي: قَعَدْتُ في ليلةٍ، فقلت: اللَّهُمَّ اكْشِفْ لي وعرِّفْنِي طريقًا ¬

(¬1) في إسناده شيخ محمد بن علي الصوري لم أقف على ترجمته. (¬2) الصوري: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله. (¬3) أبو يعلى محمد بن الحسن البصري الصوفي: بن الفضل بن العباس، قال الخطيب: أذهب عمره في السفر والتغرب، كتبت عنه وكان صدوقا، وكان شيخا مليحا، ظريفاً من أهل الفضل والأدب وحسن الشعر. تاريخ بغداد: 2/220. (¬4) رجال إسناده ثقات. ذكره الصوري لنفسه في الفوائد العوالي له: 0/21، وعنه الخطيب في الفقه والمتفقه: 2/73. (¬5) الصوري: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله.

أَتَمَسَّكُ به فإِنِّي لا أُحِبُّ العِلْمَ يكونُ لِي عَوْناً (¬1) عَلى قَضاءِ ولا إلى أسْبابِ الدُّنْيا، فرأيتُ في يعني: ليلة جُمْعَة ((آخر الليل)) (¬2) كأَنِّي جالسٌ وفي حِجْرِي مُصْحَفٌ جَديدٌ وَبَيْنَ يدَيَّ مُصْحفٌ عتيقٌ، فأنَا أَقْرَأُ ِفي هَذا وفي هذا إِذْ أَتَى آتٍ فقال: إنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - جاءكَ لِيُسَلِّمَ عَلَيْكَ، فَانْقَبَضْتُ مِنْ هَيْبَةِ قَوْلِهِ، وبُهِتُّ فإذا أنَا [ل248/أ] بِشَيْخٍ بَهِيٍّ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً في لباسِهِ وَهَيْئَتِهِ، فقلتُ فِي نفْسِي ما هذا النَّبِي! فقال لِي قائلٌ: هذا أحمدُ بنُ حَنْبَل، فدخلَ وسلَّمَ وجلسَ مُتَوَجِّهاً إلى القِبْلَةِ وَوَجْهِي أنا إلى الغَرْبِ، فَلَمْ أُقْبِلْ عَلَيْهِ وَلَمْ أَشْتَغِلْ بِهِ لِمَا في قلبي مِنَ التَّطَلُّعِ إلى رُؤْيَةِ رسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأنا كذلك إِذْ سَطَعَ نورٌ فأضَاءَ الْبَيْتَ كما يُضِيءُ الْبَرْقُ فإذا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ دخلَ وعلَيْهِ ثِيَابٌ، نورُها مِنْ نُورِ الْبَرْقِ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ أحمدَ، فَبَقيتُ مُنْقَبِضاً هائِباً، فأخرجَ - صلى الله عليه وسلم - جَوْزَةً مِنَ الزَّهْرِ لَمْ أرَ على شَكْلِهَا وَلَوْنِهَا، فَرَمَى بِهَا إليَّ، فَوَقَعَتْ فِي حِجْرِي، فَضَمَمْتُهَا إِلَيَّ، ثُمَّ أَخْرَجَ أُخْرَى نَوْعاً آخَرَ مِنَ الزَّهْرِ فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ فَوَقَعَتْ فِي حِجْرِي فَضَمَمْتُهَا (¬3) ، ثُمَّ رَمَى بِثَالِثَةٍ، بنَوْعٍ أيضًا منَ الزَّهْرِ غيرِ اْلاثْنَيْنِ، فَأَخَذْتُها فَضَمَمْتُهَا ثُمَّ ¬

(¬1) هنا في هامش الخطية (عونا) وفوقها (بيان) . (¬2) آخر الليل)) : أثبت هاتين الكلمتين من هامش الخطية.. (¬3) بعد كلمة ((فضممتها)) هناك نص ضُرب عليه وهو: ((إليّ ثم أخرج آخر نوعا آخر من)) ..

قُمْتُ حتَّى تُركْتُ بينَ يَدَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أَشَدَّ اتِّبَاعَ هَذا لِسُنَّتِكَ، فقال: صَدَقْتَ، فَانْظُرْ مَا فَعَلَ اللهُ بِهِ بِاتِّبَاعِهِ لِسُنَّتِي، فقلتُ يا رسولَ الله، اختلفَ النَّاسُ في سجودِ السَّهْوِ في الصلاة، فقالتْ طائفةٌ: السُّجودُ بالزِّيادةِ والنُّقْصَانِ كُلُّهُ بَعْدَ (¬1) السَّلاَمِ، وقالتْ طائفةٌ: السُّجودِ للسَّهوِ بالزِّيادةِ والنُّقْصانِ كُلُّهُ قَبْلِ السَّلامْ، [ل248/ب] وقالتْ طائفةٌ: ما كانَ مِنْ زِيادةٍ فالسُّجودُ بعدَ السَّلامِ، وما كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَالسُّجُودُ قَبْلَ السَّلاَمِ، وكيْفَ الْعَمَلِ فِي ذَلِكَ يا رسولَ الله؟ فالْتَفَتَ إلى أحمدَ وهو علَى يَسَارِهِ، فقال: كما يقولُ هَذَا، فقلتُ: يا رسول الله، فَمَا تقولُ في اْلأَذَانِ وَاْلإقَامةِ، فقَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي ذلكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يقولُ: بِأَذَانِ بِلال، ومنهُمْ مَنْ يُقُولُ بِأَذَانِ أَبِي مَحْذُورَة؟ فقال: العَمَلُ علَى مَا يقُولُ هذا، وسَأَلْتُهُ ثَالِثَةً، وَلَمْ أَحْفَظِ اْلجَوَابَ، وَلا السُؤَالَ، فقال: هو كَما يقولُ هذَا، ثُمَّ نَهَضَ - صلى الله عليه وسلم - إلى الصَّلاةِ فَقَامَ مُنْفَرِداً وقَامَ أحمدُ خَلْفَهُ مُسْتَوِيًا، وقُمْتُ عَنْ يَمِينِ أَحْمَدَ، فصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بِنَا، وعَبَّرَ الحَارِسُ فَضَرَبَ بِالْجَرَسِ، وَنَحْنُ فيِ التَّشَهُدِ، فَانْتَبَهْتُ وَأَخَذْتُ فِي عِلْمِ أَحْمَدَ وكُتُبِهِ، فَكَتَبْتُ مِن ْعِلْمِهِ ثَلاَثَمِائة جزء)) (¬2) . ¬

(¬1) في الخطية (قبل) وعليها علامة الضرب، وتحتها (بعد) .. (¬2) في الخطية ((حرد)) ولعل الأشبه بالصواب ما أثبتناه، وفي إسناده أبو محمد أحمد بن محمد المرعشي ذكره ابن جميع ضمن شيوخه دون جرح ولا تعديل.

1147 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجَوْهَرِيُّ (¬1) ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلَف ابن محمد بن جيان الخلال (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن أبي حامد العابدي المَخْزُومِيُّ بمكة، عن ابن أبي عمر يعني العَدَنِيِّ، عن الحُمَيْديِّ (¬3) قال: قلت لأحمدَ بنِ حنبل: الليلةُ يَقْعُدُ سُفْيَانُ ابنُ عُيَيْنَة؟ قال: الليلةُ يَقْعُدُ الشَّافعيُّ، قال: قلتُ: سُفيانُ بنُ عُيينة يَفُوتُ، والشافعيُّ لاَ يَفُوتُ، قال: الشافعي يفوت، وابن عيينة لا يفوت، قال: فَحَضَرْنَا مَجْلِسِ الشَّافعيِّ قال: فلما [ل249/أ] قُمْنَا قال: هذَا رَوَاه فُلانٌ، قال: قلت: حديث كذا، قال، هذا رواه فُلانٌ، قال: فإذا السِّتُّة كُلُّها صِحاحٌ وأنَا لَمْ أَدْرِ (¬4) . ¬

(¬1) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الجوهري: الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الشيرازي البغدادي، قال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة أمينا كثير السماع. وقال الذهبي: كان من بحور العلم. مات سنة أربع وخمسين وأربعمائة. تاربخ بغداد: 7/393، سير أعلام النبلاء: 18/68، الأنساب: 3/379. (¬2) أبو بكر محمد بن خلف بن محمد بن جيان الخلال، وثقه حمزة السهمي والخطيب. مات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/239، سير أعلام النبلاء: 16/359، تبصير المنتبه: 1/275. (¬3) الحميدي: عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحميد ثقة حافظ. التقريب: 1/303. (¬4) في هامش الخطية مع نهاية هذا السطر (بلغ وصح) . في إسناده أبو بكر محمد بن أحمد العابدي المخزومي، لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات. أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء: 9/99، عن أبي توبة البغدادي قال: رأيت أحمد بن حنبل ... فذكره مختصراً. وذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 7/202، عن أبي إسماعيل الترمذي، عن إسحاق بن راهويه نحوه. وفيه ((أن ذاك الشافعي لا يفوت، وذا ابن عيينة يفوت)) . بدل ((الشافعي يفوت، وابن عيينة لا يفوت)) . وذكره النووي في تهذيب الأسماء 1/80، عن محفوظ بن أبي قال: كنا بمكة وأحمد بن حنبل جالس عند الشافعي، فذكر نحو الذي ذكر ابن راهويه.

1148- أخبرنا عبد الكريم بنُ محمد المحاملي (¬1) إجازة أن أبا بكر بنَ شَاذان حدثهم، حدثني مَخْلَدُ بنُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنُ أَحْمَدَ البزَّار، حدثني الزُّبيرُ بنُ عبد الملك الهاشِمِيُّ قال: مَرَرْتُ بِبَعْضِ الْمُعَلِّمِينَ ويُعْرَفُ بِالْكِسْرَى، فرأيتُهُ يُصَلِّي بِالصِّبْيَانِ صلاةَ الْعَصْرِ، فلمْ أَزَلْ وَاِقفاً أُفَكِّرُ فِيهِ، فَلَمَّا أَنْ رَكَعَ أَْدْخلَ رأسَهُ مِنْ رِجْلَيْهِ يَْظُرُ ما يَصْنعُ الصِّبْيَانُ خَلْفَهُ، فرأَى صَبِيًّا يَلْعَبُ، فقال لهُ وهوَ راكعٌ: يابنَ الْبَقَّالِ، هُو ذا أدْرِي مَا تَصْنَعُ (¬2) . 1149- قال: وأخبرني غيره، قال: مررت بمعلم وهو يُلَقِّنُ صَبِيًّا شيئًا مِنَ الشِّعْرِ، فَاسْتَمَعْتُ فإذا هو يقول: أشْقَيْتَني رَبي وعَنَيْتَنِي بِحُبِّ يحيي خَتَنِ بن الجُرَدْ فقلت: أيُّها الشَّيْخُ، لِمَنْ هذا الشِّعْرُ؟ قال لذي الرُّمَّة: قلت: والله ما أَدْري من أي شيءٍ أَعْجَب من تَصْحيفكَ الشِّعرَ أمْ لاِسْمِ الشاعِر، ¬

(¬1) عبد الكريم بن محمد المحاملي: عبد الكريم بن محمد بن أحمد أبو الفتح ابن المحاملي، وثقه الخطيب، قال مات سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. تاريخ الإسلام حوادث ووفيات (441-450 ص182) . تاريخ بغداد: 11/ 80. (¬2) في إسناده مخلد بن علي البزار، والزبير بن عبد الملك الهاشمي، لم أقف على ترجمتهما.

فقال: ما الشِّعْرُ، ولِمَنْ هو؟ قلتُ: لِذِي الرُّمَّة وهو: أسْقَيْتَني رَبِيْ وغَنَيْنَني بُحْتُ بِحُبىً حين بنَّ الخُرَدْ (¬1) 1150 - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السّوَّاق (¬2) ، أَخْبَرَنَا أبو القاسم [ل249/ب] إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الخِرَقِي (¬3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْرَه، حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الصًّيَّاد مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حسين، حدثنا موسى ابن إِبْرَاهِيمَ (¬4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬5) : ((مَنْ أكلَ الْجَرْجِيرَ بعدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فباتَ ¬

(¬1) علة إسناده كعلة الإسناد السابق، وهذا النص في الخطية فيه إشكال، ولم أقف عليه في مصدر آخر حتى أستطيع أن أجزم بما أثبتنا، فينظر. والخرد: من الخريدة، والخريد، والخرود من النساء: البكر التي لم تُمْسَسْ قط، والجمع خرائد، والخُرُد، والخرَّد، لسان العرب: 3/162، مادة ((خرد)) . (¬2) أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عثمان السوّاق: البندار يعرف بابن السوّاق، وثقه الخطيب، مات سنة أربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 3/235. (¬3) أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بن جعفر الخِرَقي: بن موسى، وقيل أبو إسحاق المقرئ، وثّقه العتيقي ومحمد بن العباس ابن فرات والخطيب، مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 6/17. (¬4) موسى بن إبراهيم: لعله أبو عمران المروزي، روى عن ابن لهيعة وغيره، كذّبه يحيى بن معين. وقال العقيلي: منكر الحديث، لا يتابع على حديثه. وقال ابن عدي: شيخ مجهول حدّث بالمناكير عن الثقات وغيرهم، وهو بيّن الضعف. وتركه الدارقطني. الكامل: 6/348 تاريخ بغداد: 13/38، لسان الميزان: 6/111، الكشف الحثيث: 0/262. (¬5) ضعيف جداًّ، في إسناده عبد الله بن محمد بن علي بن نفيرة وأبو الطيب محمد بن إسحاق الخزاعي لم أقف على ترجمتهما، وعلي بن الحسين لم أميّزه، وموسى بن إبراهيم متروك الحديث.

عليهِ نَازَعَهُ الْجُذَامُ فِي أَنْفِهِ (¬1) ، وَمن أكلَ الْكُرَّاثَ وبَاتَ عَلَيْهِ فَنَكهَتُهُ مُنْتِنَة وَبَاتَ آمِنًا مِنَ الْبَوَاسِير، وَاعْتََزَلَتْهُ الْمَلَكَانِ حَتَّى يُصْبِحَ (¬2) ، ومنْ أَكَلَ الْكَرَفْسَ (¬3) باتَ ونَكْهَتُهُ طَيِّبَةٌ وَبَاتَ آمِنًا مِنْ وَجَعِ اْلأضْرَاِس وَاْلأَسْنَانِ (¬4) ، ومَنْ أَكَلَ اْلِهنْدِبَاءَ بَاتَ وَلَمْ يُحِكْ فِيهِ سمٌّ وَلا سِحْرٌ، وَلَمْ يَقْرَبْهُ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِ حَيَّةٍ وَلاَ عَقْرَبٍ (¬5) ، وَمَنْ أَكَلَ بَقْلَةَ الْجَنَّةِ ¬

(¬1) الفقرة الأولى هذه: أخرجها ابن عدي في الكامل: 6/2386-2387، وابن الجوزي في الموضوعات: 1/299، من طريق مسعدة بن اليسع، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ أكل الجرجير ... )) . قال ابن عدي: مسعدة هذا ضعيف الحديث، كل ما يرويه من المراسيل ومن المسند وغيره، وقال ابن الجوزي: وهذا حديث موضوع، وقال أحمد بن حنبل: مسعدة ليس بشيء، خرّقنا حديث مسعدة منذ دهر، وقال أبو الفتح الأزدي هو مجهول، انظر ميزان الاعتدال: 4/98. وأخرجها الجرجاني في تاريخ جرجان: 0/343، ابن الجوزي في الموضوعات: 1/299، من طريق عبد المؤمن بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو الحسن، عن أبي العلاء، عن مكحول، عن عطية بن بُسْر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - ((بئست البقلة الجرجير، من أكل منها ليلا حتى يتضلّع بات ونفسه تنازعه، ويضرب عرق الجذام من أنفه، وقال النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كلوها بالنهار وكفّوا عنها ليلاً. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع وأكثر رواته مجاهيل. (¬2) الفقرة الثانية: فقد ثبت نهيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ اقتراب المسجد ممن أكل الكراث، وقد تقدم ذلك في رواية رقم ((412)) . ولكن ما زاد على الكراث لم أقف عليه. (¬3) الكرفس: بقل من فصيلة الخيميّات، ينبت على شاطئ المتوسط، وفي مناطق أخرى عديدة، زُرع أولاً كنبات طبّيّ ثم تحوّل إلى نبات غذائي، منه نوع الكرَفس، تؤكل جذوره. المنجد اللغة والأعلام: 0/681. (¬4) الفقرة الثالثة: لم أقف على من أخرجها. (¬5) الفقرة الرابعة: أخرجها ابن الجوزي في الموضوعات: 1/298، من طريق عمر بن حفص المازني، عن بشر بن عبد الله، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه، عن جده الحسين بن علي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((مَا من ورقة من ورق الهندبا إلا عليها طرة من ماء الجنة)) . وقال: فيه عمر بن حفص، قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه، وفيه محمد بن يونس الكديمي، قال ابن حبان: كان يضع الحديث، ميزان الاعتدال: 3/189، المجروحين: 2/313. وأخرجها ابن عدي في الكامل: 4/1604، وابن الجوزي في الموضوعات: 1/298، من طريق عبد الرحمن بن مسهر، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن مويى بن عقبة، عن ابن أنس بن مالك، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((الهندبا من الجنة)) . قال ابن عدي: عبد الرحمن: لا يعرف كبير رواية، ومقدار ما له من الروايات لا يتابع عليه، وعنبسة بن عبد الرحمن، قال ابن معين: ليس بشيء، وتركه النسائي، وقال ابن حبان: صاحب أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به. انظر الضعفاء الصغير: 0/287، المجروحين: 2/178-179. وأخرجها ابن عدي في الكامل: 6/2387، وابن الجوزي في الموضوعات: 1/299، من طريق مسعدة بن اليسع، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((عَلِيٌّ كل ورقة من الهندبا حبّة من ماء الجنة)) . وفي إسنادها مسعدة بن اليسع، تقدم بيان ضعفه، ونقل ابن الجوزي عن الأزدي أنه قال: متروك، وقال مرة: هالك كذّبه أبو داود، وقال الذهبي والكديمي: متهم، وعبد الرحمن بن مسهر وعنبسة بن عبد الرحمن متروك، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. انظر ميزان الاعتدال: 4/98، الترتيبك 0/214.

أَمَرَ اللهُ الْمَلاَئِكَةَ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَات (¬1) ، وَمنْ أكلَ السَّذاب (¬2) باتَ آمِنًا مِنْ ذَاتِ الجَنْبِ وَالدُّبَيْلَة (¬3) ، ومَنْ أكلَ الْفُجْلَ باتَ آمِنًا مِنَ ¬

(¬1) الفقرة الخامسة: لم أجدها بهذا اللفظ، ولكن الديلمي ذكرها في مسند الفردوس 3/589، عن ابن عباس بدون إسناد، ولفظها ((ومن أكل من بقلة الباذروج أمر الله عز وجل الملائكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح)) . (¬2) السذاب: نبات من فصيلة السذابيات، قوي الرائحة، أزهاره صغيرة قلّما تُرى، يُزرع في أوروبا وآسيا، له بعض الفوائد الطبيّة لكن استعماله خطر للغاية. المنجد في اللغة والأعلام: 0/328. (¬3) الفقرة الساسة: ذكرها الديلمي في مسند الفردوس: 3/589، عن بن عباس بدون إسناد أيضا.

الْبَشَمِ (¬1) ، وَمَنْ أكلَ الْبَقْلَةَ الْخَبِيثَةَ فَلا يَقْرَبْ مَسْجِدَنَا هَذَا، فإنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى (¬2) ، وَمَنْ أَكَلَ الدُّبَّاءَ بِالْعَدَسِ رَقَّ عندَ ذِكْرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وَزَادَ فِي دِمَاغِهِ (¬3) ، وَمَنْ أَكَلَ فُولَةً بِقِشْرِهَا نَزَعَ اللهُ مِنْهُ مِنَ الدَّاءِ مِثْلِها (¬4) ، وَمَنْ أَكَلَ الْمِلْحَ قبلَ الطَّعامِ وبعدَ الطَّعامِ فَقَدْ أَمِنَ مِنْ ثَلاَثِمَائةِ وَسِتِّين نَوْعًا مِنَ الدَّاءِ أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ والْبَرَصُ (¬5) ¬

(¬1) الفقرة السابعة: لم أجد من أخرجها. (¬2) الفقرة الثامنة: لم أجدها بهذا اللفظ، ولكن تقدم في رواية رقم ((1102)) نهيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ أكل البصل والكراث والثوم من اقترب المصلى، وأن الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإنس. (¬3) الفقرة التاسعة: لم أجدها. (¬4) الفقرة العاشرة: أخرجها ابن عدي في الكامل: 4/1573، من طريق عبد الله بن عمر الخراساني، وابن الجوزي في الموضوعات: 1/293، من طريق بكر بن عبد الله أبي عاصم، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ أبي الخير، عن عروة، عن عائشة مرفوعا. وقال ابن عدي: هذا حديث باطل لا يرويه غير عبد الله هذا، وهو يحدث عن الليث بمنكير، وقال الذهبي: ذو مناكير، وبكر بن عبد الله، قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن الجوزي: هذا حديث ليس بصحيح. ورواها ابن الجوزي في الموضوعات: 1/293، من طريق عبد الصمد بن مطير، عن ابن وهب، عن الليث به. وقال: وكأنه سرقه وغيّر إسناده، لأن عبد الصمد هذا، تركه الدارقطني، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على وجه القدح، وقال الذهبي: كُذّب، فالحديث ضعيف جداًّ. انظر المجروحين: 2/149، الترتيب: 0/212، ميزان الاعتدال: 3/620. (¬5) الفقرة الأخيرة: ذكرها الديلمي في مسند الفردوس: 3/89 عن عائشة بدون إسناد. وأخرجها ابن الجوزي في الموضوعات: 1/289، من طريق أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر، عن أبيه، عن علي ابن موسى الرضا، عن أبي موسى بن جعفر، عن أبي جعفر بن محمد، عن أبي محمد بن علي، عن أبي علي بن الحسين، عن أبي الحسين بن علي، عن أبي علي بن أبي طالب مرفوعا. بلفظ ((يا عليُّ عليك بالملح فإنه شفاء من سبعين داء، الجذام والبرص والجنون)) . وأقره السيوطي في اللالي المصنوعة: 2/211، وابن عراق في تنزيه الشريعة: 2/243، في هذا الإسناد. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - والمتهم به عبد الرحمن بن أحمد بن عامر أو أبوه، فإنهما يرويان نُسخة عن أهل البيت كلَّها باطلة. وقال الذهبي في الترتيب: 0/210، عبد الله بن أحمد كذّاب وضعه في تلك النسخة على أهل البيت، وأقرّه الشوكاني في الفوائد: 0/152 رقم ((22)) . وعند ابن منده في "أخبار الأصبهان" من حديث سعد بن معاذ مرفوعا: ((استفتحوا طعامكم بالملح فوالذي نفسي بيده إنه ليرّ ثلاثا وسبعين من البلاء أو قال من الداء)) . وقال ابن عراق: هو من طريق إبراهيم بن جيّان بن حكيم، فلا يصلح شاهد، قال ابن عدي: أحاديثه موضوعة. وقال المعلمي: وحديث ابن مندة: فيه إبراهيم بن جيان وهو كذّاب. وتعقب السيوطي ابن الجوزي بأن عند البيهقي في شعب الإيمان رقم ((5952)) عن علي موقوفا. وقال ابن عراق: وأثر علي ضعيف. في سنده جويبر، وعنه عيسى بن الأشعث مجهول، والله أعلم. وقال المعلمي: حديث علي موقوف فيه، عيسى بن الأشعث: مجهول، عن جويبر ضعيف جداًّ. قلت: فالحديث موضوع مرفوعا، ومنكر جدّا موقوفا على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - والله أعلم. ينظر ميزان الاعتدال: 1/28، المنار المنيف: 0/55، المصنوع: 0/742، كشف الخفاء: 1/556-557، والفوائد المجموعة (ص152، رقم 22) .

1151 - وحدثنا [ل250/أ] أبو طالب محمد بن علي الحربي (¬1) ، حدثنا عمر بن أحمد ابن شاهين، حدثنا عمر بن الحسن (¬2) ، أخبرنا ¬

(¬1) أبو طالب محمد بن علي الحربي: هو محمد بن علي بن الفتح بن محمد أبو طالب الحربي المعروف بابن العشاري، وثقه الخطيب، وقال الذهبي: كان فقيها عالما زاهدا خيّرا مكثرا. مات سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 3/107، طبقات الحنابلة: 2/191، الأنساب: 8/459، سير أعلام النبلاء: 18/48، شذرات الذهب: 3/289. (¬2) عمر بن الحسن: بن علي بن مالك بن أشرس أبو الحسين الشيباني، المعروف بابن الأشنان، قال الدارقطني، والحسن الخلال: ضعيف، وكذّبه الدارقطني مرة. وقال أبو علي الهروي: صدوق. ما سمعنا أحدا يقول فيه أكثر من أنه يرى الإجازة سماعا، وكان لا يحدث إلا من أصوله. مات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 11/236، الأنساب: 1/281، ميزان الاعتدال: 2/250، لسان الميزان: 4/290.

الحارث (¬1) قال: حدثني أحمد بن سهل، عن إبراهيم بن عبد الرحمن (¬2) قال: ((قِيلَ لِحَمَّاد بن زيد: ما أَعْوَنُ الأَشْيَاءِ على الْحِفْظِ؟ قال: قِلَّةُ الْفَهْم (¬3) )) . 1152 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ (¬4) ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الوضَّاح السِّمْسَار الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الورَّاق جَارُنَا، حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ (¬5) ، حدثنا إسحاق ابن ناصح (¬6) ، ¬

(¬1) الْحَارِثُ: بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أسامة. (¬2) إبراهيم بن عبد الرحمن: لعله إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي البصري، قال ابن عدي: روى عن الثقات المناكير ولم أر حديثا منكرا يحكم عليه بالضعف من أجله، وقال ابن حجر: صدوق له مناكير، قيل إنها من قبل الراوي عنه. تهذيب الكمال: 2/137، التقريب: 1/91. (¬3) في إسناده عمر بن الحسن، وهو ضعيف، وأحمد بن سهل لم أميّزه، كذا في الخطية: ((قلة الفهم)) كما أثبتنا وفوقها (صح) ، وما عند الخطيب أسب للمعنى، أخرجه في الجاكع لأخلاق الراوي: 2/265، من طريق محمد بن خلف بن المرزبان حدثني عبد الرحمن بن محمد الطوسي، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن به، وفيه ((قلة الغمّ)) بدل ((قلة الفهم)) وزيادة ((ليس يكون قلة الغمّ إلا مع خلو السر وفراغ القلب، والليل أقرب الأوقات من ذلك)) . (¬4) أبو طالب: محمد بن علي الحربي. (¬5) أبو قلابة: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو محمد الرقاشي الضرير. (¬6) إسحاق بن ناصح: الجوهري بصري، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: كان من أكذب الناس، يحدث عن التيمي عن ابن سيرين برأي أبي حنيفة. رماه أبو حاتم بالكذب. قال العقيلي بعدما ذكر هذا الإسناد في ترجمته قال: لا يتابع هذا الشيخ عليه أحد. وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما يغرب. الضعفاء الكبير: 1/105، الجرح والتعديل: 2/235، الثقات: 8/115، لسان الميزان: 1/376.

حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬1) ، عَنْ رِبْعي (¬2) ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ قَبْلِ الْمَوْتِ)) (¬3) . 1153 - أخبرنا أبو عبد الله الصوري قراءة، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر ابن محمد البزار التُّجِيِبيُّ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر (¬4) سنة أربعين، حدثنا أحمد ابن علي بن سعيد ¬

(¬1) مَنْصُورِ: بْنِ الْمُعْتَمِرِ. (¬2) ربعي: هو ابن حراش أبو مريم العبسي الكوفي ثقة. التقريب: 1/205. (¬3) حديث موضوع، في إسناده أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السمسار، وجعفر بن محمد الورّاق، لم أقف على ترجمتهما، وإسحاق بن ناصح متهم. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: 3/36 رقم ((1323)) ، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 1/105، والطبراني في معجم الكبير: 8/376، رقم ((8174)) ، من طريق عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ القسملي، والحاكم في المستدرك: 4/347، والبيهقي في شعب الإيمان: 7/352، من طريق أبي قلابة كلاهما عن إسحاق بن ناصح به. وورد عند ابن أبي عاصم ((إسحاق بن واضح)) بدل ((إسحاق بن ناصح)) وهو تصحيف. قال أبو حاتم: كذب على قيس. الجرح والتعديل: 2/235، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/309، فيه إسحاق ابن ناصح، قال أحمد: كان من أكذب الناس. وقال العقيلي: ليس هذا الحديث محفوظ من حديث قيس ولا غيره، ولا يتابع هذا الشيخ عليه أحد. الضعفاء الكبير: 1/506، ميزان الاعتدال: 1/200، لسان الميزان: 1/376. (¬4) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن مفسر: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح الدمشقي يعرف بابن المفسّر انتخب عليه الدارقطني، مات سنة خمس وستين وثلاثمائة. طبقات المفسرين للدراوردي: 1/250، طبقات الشافعية للسبكي: 3/314، سير أعلام النبلاء: 16/282، شذرات الذهب: 3/51.

القاضي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ ابْنِ عَوْنِ أَعْلَمُ مِنَ أَزْهَر (¬1) . 1154- وسمعتُهُ يقول: اسم الشعبي: عامر بن شَراحيل (¬2) . 1155- وسمعتُهُ يقول: اسم أبي إسحاق السَّبِيعي: عمرو بن عبد الله (¬3) . واسمُ أبي نَضْرَة: المنذر ابن مالك بن قطعة (¬4) . أبو المتوكِّل: عليُّ بن داود (¬5) . أبو السَّلِيل: ضُرَيْب بن نُقَيْر (¬6) . 1156- وسمعتُهُ يقول: الحسن لم يسمعْ من سَمُرَة، وسمع من أنس وعبد الرحمن بن سَمُرَة (¬7) . [ل250/ب] ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات. أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 9/442 عن أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي، عن ابن معين به. وفي التاريخ لابن معين برواية الدارمي: 0/215، رقم: 802، ورقم: 803، قلت أزهر السمّان كيف حديثه؟ فقال: ثقة. قلت: فمعاذ بن معاذ؟ فقال: ثقة. قلت: أيهما أثبت في ابن عون؟، فقال: ثقتان. (¬2) في الخطية بعد هذه الرواية ما نصّه: (وسمعته يقول: اسم الشعبي عامر بن شراحيل) ، وعليه علامة الضرب لوروده مكرراً، وانظر التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/285. (¬3) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/448 رقم ((1833)) . (¬4) التاريخ لا بن معين برواية الدوري: 2/586 رقم ((3597)) . (¬5) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/417 رقم ((3701)) . (¬6) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/274 رقم ((3815)) . (¬7) التاريخ لابن معبن برواية الدوري: 2/111 رقم ((4094)) ورقم ((4095)) .

1157- قال: وعامر بن مسعود لَيْسَ من أَصْحَابِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - (¬1) . 1158- واسم أبي بُرْدَة: عامر بن عبد الله. 1159- وقال: أبو الأَحْوَص أحَبُّ إليَّ من أبي بكر (¬2) . 1160- وقال: إسرائيل أثبتُ منْ شَرِيك (¬3) . 1161- وقال: أبو يحيى القَتَّات ضعيف (¬4) ، وشُرَحْبِيل بن سَعْد ضعيف (¬5) . 1162- وقال: ابن أبي ذئب أثبتُ في حديث المَقْبُرِي من ابن عَجْلان (¬6) . 1163- محمد بن خالد لم يَسْمَعْ من أنس (¬7) . ¬

(¬1) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/289 رقم ((502)) . (¬2) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/221 رقم ((3167)) . أبو الأحوص هو سلاّم بن سليم، وأبو بكر هو بن عياش. (¬3) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/29 رقم ((3169)) وفيه إسرائيل أثبت حديثا من شريك. (¬4) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/731 رقم ((1757)) ، قيل اسمه زاذان، وقيل: دينار، وقيل مسلم، وقيل غير ذلك. (¬5) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/249 رقم ((1046)) ، وفيه: ليس بشيء ضعيف. (¬6) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/525 رقم ((558)) ورقم ((1119)) وزيادة ((يقولون إنها اختلطت على ابن عجلان)) . (¬7) لم أقف عليه في التاريخ لابن معين برواية الدوري، والدارمي، وابن الجنيد والدقاق وأبي سعيد الطبراني.

1164- واسم أبي غالب صاحب أبي أُمَامة: حزَوَّر (¬1) . 1165- وسئل عن يزيد بن عطاء، فقال لَيْسَ بِشَيء (¬2) . 1166- قال: وسمعت عيسى بن يونس يقول: ما كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ أَحَداً أَرْوَى مِنِّي عن إسماعيل بن أبي خالد حَتَّى ظَهَرَ هَذَا الرُّؤَاسِي، يعني: وكيعًا (¬3) . 1167- جعفر بن بَرْقان ثقة (¬4) . 1168- حَرِيز بن عثمان ليس به بأس (¬5) . 1169- الحَكَم بن عبد الملك الذي رَوَى عن قتادة ضعيف (¬6) . 1170- السَّرِيُّ بن يحيى خَيْرٌ من عَبَّاد بن راشد (¬7) . ¬

(¬1) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/720 رقم ((4610)) . (¬2) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/675 رقم ((3296)) ، وقال مرة: ضعيف في 2/675 رقم ((3486)) . (¬3) لم أقف عليه. (¬4) في التاريخ لابن معين بروية الدوري: 2/84 رقم ((5225)) جعفر بن برقان كان أُميًّا، وذكر بخير، وليس هو في الزهري بشيء، وكان رجل صدق. (¬5) التاريخ لابن معين بروية الدوري: 2/106 رقم ((5125)) وفيه: حريز بن عثمان ثقة. (¬6) التاريخ لابن معين برواية الدارمي: 0/ 100 رقم: 280، وبرواية الدوري: 2/125، الحكم بن عبد الملك القرشي ليس بشيء. (¬7) لم أجده بهذا اللفظ، وفي التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/190، وبرواية الدقاق: 0/69 رقم: 182، السَّرِيُّ ابن يحيى ثقة.

1171- وسُئل سِمَاك روى عن الحسن؟ قال: نعم (¬1) . 1172- مَطَرُ بن جامع ثقة (¬2) . 1173- وقال: عدي بن الفضل لا يكتب حديثه ولا كرامة له (¬3) . 1174- وعديُّ بن الفضل روى عنه معتمر (¬4) . 1175- وأَسِيدُ الجمَّال كذاب (¬5) . 1176- الحكم الإسرائيلي ليس بشيء (¬6) . 1177- وقال: قال ابنُ عُلَيَّهِ عن أيوب: لم يسمعْ قتادة من أبي قِلابةَ شيئًا، إنما وقَعَتْ كُتُبُ أبي قلابةَ إليه. (¬7) 1178- وهاشم بن البَرِيد ثقة (¬8) ، وابنه ليس به بأس. آخر ((التاريخ)) (¬9) . ¬

(¬1) لم أجده، وسماك: هو ابن حرب أبو المغيرة. (¬2) لم أقف عليه. (¬3) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/398 رقم ((3844)) . (¬4) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/398 رقم ((3844)) . (¬5) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/39 رقم ((1914)) وهو أسيد بن زيد الجمّال. (¬6) لم أقف عليه. (¬7) التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/484 رقم ((3318)) و2/484 رقم ((3354)) مطولا. (¬8) التاريخ لابن معين بروية الدوري: 2/614 رقم ((2220)) ولم يذكر عنه شيئا. (¬9) وابنه: هو علي بن هاشم بن البريد، التاريخ لابن معين برواية الدوري: 2/423، وفيه ((علي بن هاشم بن البريد ثقة)) بدل قوله ((ليس به بأس)) .

[ل251/أ] 1179 - أخبرنا الصُّوري، أخبرنا أبو الحسين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْع، أخبرنا محمد ابن مخلد، سمعت عبَّاسا الدوري يقول: ((ماتَ الوَاقِدِيُّ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ، وَلَيْسَ لَهُ كَفَنٌ، فَبَعَثَ الْمَأْمُونُ بِأَكْفَانِهِ)) (¬1) . 1180 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ (¬2) ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ (¬3) ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ النَّهْرَتِيرِيُّ (¬4) ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بن سالم (¬5) ، حدثنا ¬

(¬1) رجاله ثقات. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 3/20، عن الصوري به. وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 9/467، عن عباس الدوري به بدون إسناد. (¬2) محمد: ابن جميع. (¬3) ابن مخلد: محمد بن مَخْلَدٍ. (¬4) في الخطية: ((يعقوب بن عبيلة)) والتصحيح من كتب التراجم. وهو يعقوب بن عبيد النهرتيري: ابن أبي موسى، ونهر تيرَى: بكسر التاء المثناة من فوقها وياء ساكنة وراء مفتوحة مقصور: بلدٌ من نواحي الأهواز، حفره أردشير الأصغر بن بابك، قال أبو حاتم: مات سنة إحدى وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 9/210، تاريخ بغداد: 14/280، معجم البلدان 5/319، سير أعلام النبلاء: 12/338. (¬5) سلم بن سالم: البلخي أبو محمد، ضعفه محمد بن سعد وماه بالارجاء، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: ليس بذاك في الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وترك حديثه، وقال أبو زرعة: لا نكتب حديثه كان مرجئا، وكان لا وأومى بيده إلى فيه، يعن: لا يصدق، وضعفه النسائي. وقال ابن حبان: منكر الحديث، يقلب الأخبار قلبا، وكان مرجئا شديد الارجاء. الطبقات الكبرى: 7/374، بحر الدم: 1/500، الضعفاء والمتروكون: 0/47، الضعفاء الكبير: 2/165، الجرح والتعديل: 4/266، المجروحين: 1/344، تاريخ بغداد: 9/140، لسان الميزان: 3/63.

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أَعْطَاهُ)) (¬1) . قَالَ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ ¬

(¬1) حديث منكر بهذا السياق، وإسناد المؤلف ضعيف فيه سلم بن سالم، وهو غريب من حديث ابن عمر مرفوعا. أخرجه مالك في الموطأ 1/298 ومن طريقه الشافعي في المسند: 0/104، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/269، من طريق شعيب، كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفاً أنه كان يحتجم وهو صائم قال: ثم ترك ذلك بعد، فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر. وأما الحديث بهذا السياق فخطأ، وإنما الصحيح فيه ما أخرجه البخاري في الصوم: باب الحجامة والقيء للصائم 4/174 رقم ((1938)) وفي الطب: باب أي ساعة يحتجم 10/149 رقم ((5694)) من طريق أيوب، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم)) . قال الحفظ ابن حجر في التلخيص الحبير: 2/191، بعد أن ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي فيه ((احتجم وهو صائم محرم)) ، قال: وفي الجملة الأولى نظر، فما المانع من ذلك، فلعله فعل ذلك مرة لبيان الجواز، وبمثل هذا لا ترد الأخبار الصحيحة، ثم ظهر لي أن بعض الرواه جمع بين الأمرين في الذكر، فأوهم أنهما وقعا معا، والأصوب رواية البخاري، ((احتجم وهو صائم، واحتجم وهو محرم)) فيحمل على أن كل واحد منهما وقع في حالة مستقلة، وهذا لا مانع منه، فقد صحّ أنه - صلى الله عليه وسلم - صام رمضان وهو مسافر، وهو في الصحيحين بلفظ: ((وما فينا صائم إلا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - وعبد الله بن رواحة)) ويقوّي ذلك أن غالب الأحاديث ورد مفصلا. وذكر أن أحمد وغيره أعلّوه، قال مهنّا: سألت أحمد عنه فقال: ليس فيه ((صائم)) إنما هو محرم، قلت: من ذكره؟ قال: ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عطاء وطاووس، وروح عن زكرياء، عن عمرو عن طاووس، وعبد الرزاق، عن ابن خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قال أحمد: هؤلاء أصحاب ابن عباس لا يذكرون صياما ... )) . وروى قاسم بن أصبغ من طريق الحميدي، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس مثله، ثم قال: قال الحميدي: هذا ريح، لأنه لم يكن صائما محرما، لأنه خرج في رمضان في غزوة الفتح، ولم يكن محرما. وأما الشطر الأخير من الحديث. فقد أخرج البخاري في البيوع: باب ذكر الحجامة 4/324 رقم ((2103)) وفي الإجارة: باب خراج الحجام 4/458 رقم ((2278)) ورقم ((2279)) ، والطب: باب سعوط 10/147 رقم ((5691)) ومسلم في المساقاة: باب حل أجرة الحجامة، 3/1205 رقم ((1577)) والسلام: باب لكل داء دواء واستحباب التداوي رقم ((1202)) من طرق عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وأعطى الحجام أجره واستعط)) . وقوله ((واستعطف)) أي: استعمل السعوط، وهو ما يجعل في الأنف مما يتداوى به. قلت وقوله ((احتجم وهو صائم)) في ظاهره التعارض مع الحديث ((أفطر الحاجم والمحجوم)) الذي صححه عدد من الأئمة، لذلك ذهب جماعة من العلماء إلى النسخ، ولكن القول بالنسخ لا يصار إليه إلا عند عدم إمكانية الجمع بين الآثار التي يبدو التعارض بينهما، وممن ذهب إلى الجمع الإمام الشوكاني حيث قال في نيل الأوطار: 4/279: ((فيجمع بين الأحاديث بأن الحجامة مكروهة في حق من كان يضعف بها، وتزداد الكراهة إذا كان الضعف يبلغ إلى حد يكون سببا للافطار، ولا تكره في حق من كان لا يضعف بها، وعلى كل حال، تجنّب الحجامة للصائم أولى، فيتعين حمل قوله: ((أفطر الحاجم والمحجوم)) على المجاز لهذه الأدلة الصارفة له عن معناه الحقيقي.

عَنْهُ غَيْرَ سَلْمِ بْنِ سَالِمٍ الْبَلْخِيِّ (¬1) ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 1181 - سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن يوسف ابن يعقوب الرقي (¬2) إملاء يقول: سمعت أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ الأعرابي بمكة يقول: سمعتُ سلمًا يقول: سمعتُ فضيلَ بنَ عِيَاض يقول: ((إِنَّمَا أَمْسِ مَثَلٌ، ¬

(¬1) في الخطية ((البجلي)) وهو تصحيف، والتصحيح من كتب التراجم، كما تقدم آنفا. (¬2) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن يعقوب الرُّقي: نسبة إلى الرقة وهي بلدة إلى طرف الفرات، ويكنى بأبي عبد الله وهو أشهر، قال الخطيب: غير ثقة، وذكر حديثا موضوعا في ترجمته، وقال: الحمل فيه علىالرقي، وقال الذهبي: وضع على الطبراني حديثا باطلا في حشر العلماء بالمحابر. مات سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/409، الأنساب: 6/151، سير أعلام النبلاء: 16/473، لسان الميزان: 5/436.

وَالْيَوْم عَمَلٌ، وغَدًا أَمَلٌ)) (¬1) . 1182 - أخبرنا أحمد، أخبرنا محمد بن يوسف، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أحمد الزاهد ببغداد، حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مِقْلاَص، حدثنا أبي (¬2) ، حدثنا ابْنُ وهب، عن يونس (¬3) ، عن ابنِ شهاب قال: ((إِنََِّمَا هَذَا الْعِلْمُ خَزَائِنُ وَمِفْتَاحُهَا المَسْأَلَةُ)) (¬4) ¬

(¬1) في إسناده أبو بكر الرُّقي وهو ليس بثقة، وسلم هو ابن عبد الله الخراساني لم أقف على ترجمته. أخرجه البيهقي في الزهد الكبير: 2/196 عن أبي محمد بن يوسف، عن أبي سعيد بن الأعرابي به. وأبو محمد بن يوسف لم أميّزه، ولعله هذا خطأ من الناسخ، حيث سبق النظر بعد ((أبو)) إلى ((محمد)) بدل ((بكر)) وأن الصواب هو: ((أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ)) كما عند المصنف هنا. وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 23/291، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/427، عن سلم بن عبد الله الخراساني به. (¬2) أبوه: عبد العزيز بن عمران بن مقلاص المصري، قال أبو حاتم صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 5/391، الثقات: 8/396. (¬3) يونس: بن يزيد الأيلي. (¬4) في إسناده محمد بن يوسف وهو ليس بثقة، وأبو الحسن علي بن أحمد لم أقف على ترجمته. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/363 من طريق أبي همام، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى: 0/291-292، من طريق عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر، والخطيب في الفقه والمتفقه: 2/32، من طريق زيد بن بشر وعبد العزيز بن عمران، خمستهم عن ابن وهب به. وروي نحوه عن الإمام أحمد في المقصد الأرشد: 3/122 من قوله. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/192، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين: 3/4، و428، والذهبي في ميزان الاعتدال: 3/12-13، وفي لسان الميزان: 2/417، من طريق داود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضي أو الرضا، عن أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ محمد بن علي، عن أبيه عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الحسين، عن أبي علي بن أبي طالب مرفوعا: ((العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤخر فيه أربعة: السائل، والمتعلم، والمستمع، والمحب لهم)) . وعند بعضهم ((المعلم)) ، وعند بعضهم أيضا ((والمجيب لهم)) . وفي إسناده داود بن سليمان الجرجاني، قال الذهبي: كذّبه ابن معين ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهوكذاب له نسخة موضوعة على الرضا رواها علي بن محمد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه، لسان الميزان: 3/12-13، وقال العراقي في تخريج أحاديث الاحياء: 1/58 رواه أبو نعيم من حديث علي مرفوعا بإسناد ضعيف، قلت بل هو موضوع. والله أعلم. وذكره الديلمي في المسند الفردوس: 3/68، والعجلوني في الكشف الخفاء: 2/85، والمناوي في الفيض القدير: 3/389 بدون إسناد.

1183 - أنشدنا علي بن المحسن التَّنُوخِيُّ (¬1) ، أنشدنا أبو بكر بن شاذان، أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِي لنفسه: هـ هـ هـ[ل251/ب] يَا ثَقِيلاً عَلَى الْقُلُوبِ إِذَا غَنْـ نىَ فَقَدْ أَيْقَنْتُ بِطُولِ السُّهَادِ يَا عُرَامًا (¬2) أَتَى عَلَى مِيعَادِ ... يَا قَذَى فِي الْعُيُونِ ماتَيْن (¬3) أَلْفٍ يا وُجُوهَ التِّجَارِ يَوْمَ الْكَسَادِ ... يَا رُكُودًا فِي يَوْمِ غَيْمٍ وَصَيْفٍ خَلِّ عَنَّا فَإِنَّمَا أَنْتَ فِينَا واوُ عَمْرٍو أَو كَالْحَدِيثِ الْمُعَادِ (¬4) ¬

(¬1) علي بن المحسن التنوخي: بن علي بن محمد بن أبي الفهم أبو القاسم، قال الخطيب: كان صدوقا في الحديث، وقال شجاع الذهلي: كان يتشيع، ويذهب إللا الاعتزال، وقال الذهبي: محله الصدق والستر، مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة. تاريخ بغداد: 12/115، لسان الميزان: 4/252. (¬2) العُرام: من عرم، يقال: رجل عارم، أي خبيثٌ شِرِّيرٌ، لسان العرب: 12/394-395. (¬3) كذا في الخطية. (¬4) رجال إسناده ثقات. وفي البيت الأول كتب الناسخ على كلمة (القلوب) : (صح) وكتب في الهامس (العيون) . ذكر السمعاني البيت الأخير فقط في أدب الاملاء والاستملاء: 1/79 من طرق علي بن المحسن به.

1184 - أنشدنا أبو محمد الجوهري (¬1) لبعضهم: جَعَلْنَا عَلاَمَاتِ الْمَوَدَّةِ بَيْنَنَا دَقَائِقَ لحَْظٍ هُنَّ أَخْفَى مِنَ السِّحْرِ فأَعرِفُ مِنْهُ الْوَصْلَ فِي لِينِ طَرْفِهِ وَأَعْرِفُ مِنْهُ الْهَجْرَ فِي النَّظَرِ الشَّزْرِ 1185 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الرَّقِيُّ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُليمان بِأَطْرَابُلُسَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصُّوري، حَدَّثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬2) ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ (¬3) ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن نافع، عن بن عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مِنْ أَتَى كَاهِنًا أَْوْ عَرَّافًا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)) (¬4) . ¬

(¬1) أبو محمد الجوهري: الحسن بن علي. (¬2) عتيق بن يعقوب: بن صديق بن موسى بن عبد الله أبو يعقوب الزبير المدني: ذكره ابن أبي حاتم ونقل قول أبي زرعة بلغني أنه حفظ الموطأ في حياة مالك. ذكره ابن حبان في ثقاته. ووثقه الدارقطني، مات سبع أو ثمان وعشرين ومائتين. الجرح والتعديل: 7/46، الثقات: 8/527، لسان الميزان: 4/129. (¬3) الدراوردي: هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد أبو محمد الجهني مولاهم المدني. (¬4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف ليس بثقة، وأحمد بن سليمان الصوري لم أقف على ترجمته، وقد تفرد الدراوردي عن عبيد الله العمري بهذا وهو سيء الحفظ، وحديثه عنه منكر كما قال النسائي. أخرجه الطبراني في معجم الأوسط: 2/107 رقم ((1402)) من طريق أبي غسان محمد بن يحيى الكناني، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/118، وفي مجمع البحرين: 7/137 رقم ((4193)) : رجاله ثقات. قلت: بل فيه عبد العزيز الدراوردي، وهو صدوق يخطئ، وقال الطبراني: لم يرو عن عبيد الله إلا الدراوردي تفرد به أبو غسان. قلت: بل تابعه عتيق عند المؤلف هنا. فالخطأ من الدراوردي، والصواب فيه: ما أخرجه مسلم في السلام: ابا تحريم الكهانة وإتين الكهان 4/175 رقم ((2230)) عن يحيى ابن سعيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن نافع، عن صفية، عن بعض أزواج النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)) .

1186 - أخبرنا أحمد، حدثني محمد (¬1) ، حَدَّثَنَا أبو بكر الحَاضِرِي بحلب، حدثنا محمَّدُ ابن إبراهيم بن أبي سُكَيْنَة، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو حنيفة، عن عُبيد الله، عن نافع، عن بن عمر قال: قال رجلٌ: ((يا أبا عبد الرَّحمن، رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعَ خِصَالٍ، قَالَ مَا هِي؟ قال: رَأَيْتُكَ حِينَ أَرَدْتَ أَنْ تُحْرِمَ رَكِبْتَ رَاحِلَتَكَ، ثُمَّ اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةْ، ثُمَّ أَحْرَمْتَ حِينَ انْبَعَثْتَ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا طُفْتَ الْبَيْتَ لَمْ تُخَلِّ (¬3) الرَّكْنَ الْيَمَانِيَّ [ل 252/أ] حَتَّى تَسْتَلِمَهُ، وَرَأَيْتُكَ تُلَوِّنُ لِحْيَتَكَ بِالصُّفْرَةِ (¬4) ¬

(¬1) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ. (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: بْنِ فرقد أبو عبد الله الشيباني الكوفي صاحب أبي حنيفة، أخذ بعض الفقه عنه، وتمّمه على القاضي أبي يوسف، ضعفه ابن معين وأحمد وأبو أمية الأحوص الغلابي وأبو حفص عمرو بن علي الصيرفي وأبو داود، وكذّبه ابن معين مرة، وقال ابن المديني: صدوق، وقال الدارقطني: عندي لا يستحق الترك. مات سنة تسع وثمانين ومائة بالري. تاريخ بغداد: 2/172، الأنساب: 7/433، سير أعلام النبلاء: 9/134، ميزان الاعتدال: 3/513، لسان الميزان: 5/121، شذرات الذهب/1/321. (¬3) وفي مسند أبي حنيفة ((لم تجاوز)) . (¬4) صحيح، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، وأبو بكر الحاضري لم أقف على ترجمته، ومحمد ابن إبراهيم ربما أخطأ، ولم أجد من رواه عن عبيد العمري غير أبي حنيفة. مخرج في مسند أبي حنيفة: 1/179، وفيه ذكر لخصلة الرابعة وهي: ((ورأيتك تتوضأ في النعال السبتية، قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يصنع ذلك)) . وأخرجه مالك في الموطأ في الحج: باب العمل في الاهلال 1/333، ومن طريقه البخاري مطولا، ومفرقا في الوضوء: باب غسل الرجلين في النعلين ولا يمسح على النعلين 1/267 رقم ((166)) وفي اللباس: باب النعال السبتية وغيرها 10/308 رقم ((5851)) ، ومسلم في الحج: باب الاهلال من حيث تنبعث الراحة 2/844 رقم ((1187)) ، عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر، يا أبا عبد الرحمن ... فذكره. وأخرجه مسلم في الحج أيض: باب الاهلال من حيث تنبعث الراحلة 2/845 رقم ((1187)) من طريق ابن قسيط، عن عبيد بن جريج به. وأخرجه البخاري في الحج: باب قول الله تعالى ((يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ... )) 3/379 رقم ((1514)) مختصرا، وفي باب أهلّ حين استوى به راحلته قائمة 3/412 رقم ((1552)) ومسلم في الحج باب الاهلال من حيث تنبعث الراحلة 2/845 رقم ((1187)) ، من طريقين عن ابن عمر به مختصراً. النعال السبتية: بكسر السين، هي الدبوغة بالقرظ، قال بن الأثير في النهاية في غريب الحديث: 2/330 سمّيت بذلك لأن شعرها قد سُبِّت عنها، أي حُلِق وأُزِيل، وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ، أي: لا نت.

1187 - أخبرنا أحمد، حدثني محمد (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْقَيْسَرَانِيُّ بِقَيْسَارِيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الخرائطي (¬2) ، حدثنا ¬

(¬1) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ. (¬2) محمد بن جعفر الخرائطي: محمد بن سهل السامري صاحب كتاب ((مكارم الأخلاق)) قال الخطيب: كان حسن الأخبار، مليح التصانيف، وقال ابن ماكولا: صنف الكثير، وكان من الأعيان الثقات، مت سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 2/139، الأنساب: 5/71، الوافي بالوفيات: 2/296، سير أعلام النبلاء: 15/267.

نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ (¬1) ، حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ (¬2) ، حَدَّثَنَا هَارُونُ السَّرَخْسِيُّ (¬3) ، عَنْ عُبَيْدِ الله (¬4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ قَبْلِ السَّلاَمِ فَلاَ تُجِيبُوهُ)) (¬5) ¬

(¬1) نصر بن داود: بن منصور بن طوق أبو منصور الصاغاني ويعرف بالخنلجي، قال ابن أبي حاتم: محله الصدق. مات سنة إحدى وسبعين ومائتين. الجرح والتعديل: 8/472، تاريخ بغداد: 13/292. (¬2) الواقدي: محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي المديني، متروك، تركه ابن معين وابن المديني وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي، وقال أبو زرعة: تركه الناس، ورماه ابن حبان بالوضع. وقال ابن حجر متروك. الضعفاء الصغير: 0/104، الضعفاء والمتروكون: 0/93، الجرح والتعديل: 8/20، المجروحين: 2/290، تاريخ بغداد: 2/3، التقريب: 1/498. (¬3) هاروس السرخسي: هارون بن محمد أبو الطيب السرخسي، كذّبه ابن معين، وقال العقيلي والساجي: الغالب على حديثه الوهم. وقال ابن عدي: ليس بمعروف، ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظ. الضعفاء الكبير: 4/360، الكامل: 7/2579، لسان الميزان: 6/181. (¬4) عبيد الله: الْعُمَرِيُّ. (¬5) حديث ضعيف: وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، محمد بن عمر الواقدي وهو متروك، وهارون السرخسي كثير الوهم وكذّبه ابن معين. أخرجه الطبراني في "معجم الأوسط"من طريق عبد الله بن السري الأنطاكي، عن هارون السرخسي، عن عبد الله العمري، عن نافع به. ذكر فيه ((عبد الله العمري)) بدل ((عبيد الله العمري)) وإسناده موضوع فيه هارون السرخسي وهو كذاب، وعبد الله العمري ضعيف. وسئل أبو زرعة عن حديث رواه عبد الله بن السري الأنطاكي، عن هارون بن محمد، عن عبد الله الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: مَنْ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ قَبْلَ السَّلامِ فلا تجيبوه)) قال أبو زرعة هذا حديث ليس له أصل. العلل لابن أبي حاتم: 2/332. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/32، رواه الطبراني في الأوسط وفيه هارون بن محمد أبو الطيب وهو كذاب. وأخرجه ابن عدي في الكامل 5/1929 من طريق السري بن عاصم، حدثنا حفص بن عمر الأيلي، حدثنا عبد العزيز ابن أبي روّاد، عن نافع به. وإسناده ضعيف جداًّ، فيه ابن أبي رواّد، قال ابن عدي: في بعض رواياته ما لا يتابع عليه)) . وقال ابن حجر: صدوق عابد ربما وهم ورمي بالارجاء، التقريب: 1/357، وحفص بن عمر الأيلي: كذّبه أبو حاتم والساجي، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها إما منكر المتن أو منكر الإسناد، وهو إلى الضعف أقرب، وقال الحاكم: ذاهب الحديث. الجرح والتعديل: 3/183، الكامل: ميزان الاعتدال: 2/324. والسري بن عاصم: كذّبه ابن خراش، وقال بان حبان وابن عدي: يسرق الحديث. وساق له الذهبي بعض الأحاديث المنكرة وقال إنها من بلاياه. المجروحين: 1/355. الكامل: الكشف الحثيث: 0/123. وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/294، و331، و332، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 8/199، من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك، وبن السني في عمل اليوم والليلة: رقم ((210)) من طريق كثير بن عبيد، كلاهما عن بقية، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع به. بلفظ: ((لا تبدأوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)) . وعند أبي نعيم وابن السني مختصراً على ((من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)) . وقد صرّح بقية في العلل وفي عمل اليوم والليلة بالتحديث، وقد ضعّف هذا الحديث الإمام أبو زرعة، حيث قال: هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز، إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا)) . قلت: وأبو تقي هشام بن عبد الملك حمصي صدوق ربما وهم، التقريب: 1/573، وكثير بن عبيد حمصي ثقة، التقريب: 1/460. هذا وقد حسّن ابن ناصر الدين الألباني هذا الإسناد وقال: كثير بن عبيد هذا حمصي ثقة ومن الصعب الإقتناع بأن مجرد كونه حمصيا مع كونه ثقة، لا يميز بين قول بقية ((عن)) وبين قوله ((حدثنا)) الصحيحة: 2/459. ولم يذكر دليلا على تحسينه هذا غير استصعابه.

1188 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ الْكُوفِيُّ، حدثنا محمد ابن عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عِيسَى، عَنْ عُبَيْدِ الله، عن نافع، عن بْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ ¬

(¬1) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((النَّدَمُ تَوْبَةٌ)) (¬1) ¬

(¬1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف وهوليس بثقة، وعلي بن سعيد الكوفي، وعبد الله بن يحيى ابن عيسى لم أقف على ترجمتهما، لكن عليّاً وصف بالحفظ في الإسناد، انفرد به عبد الله بن يحيى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، ولكنه قد روي من وجد آخر عن نافع. أجرخه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 7/244، من طربق محمد بن خالد الدمشقي، عن مالك، عن نافع به. وقال أبو حاتم: محمد بن خالد كان يكذب. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود: أخرجه ابن ماجة في الزهد: باب ذكر الموت 2/1420 رقم ((4252)) ، والمروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك: 1/368 رقم ((1044)) والحميدي في المسند: 1/58-59 رقم ((105)) ، وابن الجعد في المسند: 1/264 رقم ((738)) وابن أبي شيبة في المصنف: 9/361، ةوأحمد في المسند: 1/376، و433، والفسوي في التاريخ والمعرفة: 3/136، و162، وأبو يعلى في المسند: 8/380 رقم ((4969)) و9/64 رقم ((5129)) ، والطحاوي في شرح مشكل لآثار: 2/199، وفي شرح معاني الآثار: 4/291، والحاكم في المستدرك: 4/243، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/42 رقم ((13)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/154، والبغوي في شرح السنة: 5/91 رقم ((1307)) ، من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه علي الجعد في المسند: 1/329، وابن أبي شيبة في المصنف: 9/362، والفسوي في التاري والمعرفة: 3/135-136، والشاشي في المسند: 1/309 رقم ((269)) والطبراني في مسند الشاميين: 1/148،، والقضاعي في المسند الشهاب: 1/43، رقم ((14)) ، من طريق الثوري، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 8/312، من طريق عمر بن سعد، والشاشي في المسند: 1/309 رقم ((269)) من طريق شريك بن عبد لله، كلهم عن عبد الكريم الجزري قال أخبرني زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل بن مقرِّن، قال دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود فقال: أنت سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: ((الندم التوبة)) قال: نعم. وقال مرة: سمعته يقول: ((الندم التوبة)) . ولم ينفرد بن عبد الكريم الجزري بهذا السياق بل تابعه خُصَيف عند أحمد في المسند: 1/422-423، عن خصيف عن زياد بن أبي مريم به. وعبد الكريم هو ابن مالك الجزري، ثقة، التقريب: 1/361، وخصيف هو بن عبد الرحمن الجزري، صدوق سيء الحفظ خلف بأخرة التقريب: 1/193، ولكنه هنا متابع لعبد الكريم الثقة، زياد بن أبي مريم الجزري ثقة كذلك، التقريب: 1/122، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه اللفظ، ووافقه الذهبي، وصححه البوصيري في مصبح الزجاجة رقم ((1521)) . وقد خالفهم فرات بن سلمان الجزري والنضر بن عربي وزهير بن معاوية فقالوا: ((زياد بن الجراح)) بدل ((زياد ابن أبي مربم)) ، أخرجه أحمد في المسند: 1/422، عن فرات، والطبراني في معجم الصغير: 1/33، من طريق النضر ابن عربي، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/154، من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتهم عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن زياد بن الجراح، عن عبد الله بن معقل به. وقال الطبراني: لم يروه عن النضر بن عربي إلا ابن سوار. قلت: فيه فرات بن سلمان الجزري، وثقه ابن معين وأحمد. وقال أبو حاتم: لا بأس به محله الصدق صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: لم أر المتقنين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به. انظر الثقات: 7/322، الكامل: 6/2051، ميزان الاعتدال: 3/342، تعجيل المنفعة: 0/331-332. والنضر بن عربي، لا بأس به كما في التقريب: 1/562، وزياد بن الجراح ثقة، التقريب: 1/ 218. هذا وقد رجح عدد من الأئمة رواية من قال زياد بن الجراح، قال ابن معين: إنما هو عن زياد بن الجراح وليس وزياد ابن مريم، وقال أبو حاتم: هذا وهم، وهم فيه سفيان ابن عيينة، إنما هو زياد بن الجراح ليس هو زياد بن أبي مريم، سمعت من مصعب بن سعيد الحرابي يقول: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أنه قال لابن عيينة أنا رأيت زياد بن الجراح، وليس هو زياد بن أبي مريم. انظر التاريخ لابن معين: 2/177، العلل لابن أبي حاتم: 2/101-102، العلل للدارقطني: 5/297،. وزياد بن الجراح الجزري هو ثقة، وقيل هو زياد بن أبي مريم الجزري وهو ثقة أيضاً، وأياًّ كان فإن هذا الخلاف لا يضر ما كلٌّ منهما ثقة. وعن أنس: أخرجه ابن حبان في صحيحه: 2/379 رقم ((613)) من طريق محفوظ بن أبي توبة، والحاكم في المستدرك: 4/243، من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، والمقدسي في الأحاديث المختارة: 6/102، عن محمد ابن سهل، ثلاثتهم عن عثمان صالح السهمي، حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب قال: سعت حميدا الطويل يقول: قلت لأنس بن مالك: أقال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ((الندم التوبة)) قال: نعم. وفي إسناده محفوظ بن أبي توبة ضعيف. وصححه الحاكم وتعقّبه الذهبي بقوله: هذا من مناكير يحيى، وضعفه المقدسي في الأحاديث المختارة: 6/102، وأخرجه البزار في المسند: 4/77، رقم ((3239)) عن عمرو بن مالك، عن ابن وهب به. وقال: لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن حميد إلا يحيى، وعمرو حدث عن ابن وهب بأحاديث ذُكر أنه سمعها بالحجاز، وأنكر أصحاب الحديث أن يكون حدث بها إلا بالشام أو بالمصر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/199: رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الرواسبي، وضعفه غير واحد، ووثقه ابن حبان وقال يغرب ويخطئ، وقال ابن حجر: ضعيف، وباقي رجاله رجال الصحيح. وعن وائل بن حجر: عند الطبرني في معجم الكبير: 22/41 رقم ((101)) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن قيس بن الربيع، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر مرفوعا. وفي إسناده إسماعيل بن عمرو البجلي، قال الهيثمي: وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد وبقية رجاله وثقوا. قلت: وهذا الحديث على ضعفه فهو صالح لأن يكون شاهدا لحديث ابن مسعود. وعن أبي سعد الأنصاري: عند الطبراني في معجم الكبير: 22/306 رقم ((775)) وأبو معيم في حلية الأولياء: 10/398، من طريق ابن أبي فديك، حدثنا يحيى بن خالد، عن ابن أبي سعد الأنصاري، عن أبيه مرفوعا، ولفظه: ((الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له)) وهو ضعيف، فيه يحيى بن أبي خالد، وابن أبي فديك، كلاهما مجهولان، قال الهيثمي: وفيه من لا أعرفه. وقال الذهبي: وهو حديث ضعيف، رواه مجهول عن مجهول. انظر الجرح والتعديل: 6/140، لسان الميزان: /252، مجمع الزوائد: 10/199، قلت: وهو صالح في الشواهد. وعن أبي هريرة: أخرجه الطبراني في معجم الصغير: 1/69، وأبو نعيم تاريخ أصبهان: 1/140، من طريق مورق ابن سخيت عن أبي هلال، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعا. وقال الهيثمي: في مجمع الزوائد: 10/199، ((رجاله وثقوا وفيهم خلاف. وعن عائشة: عند أحمد في المسند: 6/264 مرفوعا، ولفظه: ((فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار)) . ورجال إسناده ثقات. والحديث صحيح، والحمد لله. وانظر جزء فيه حديث المصيصي، لأبي جفعر محمد بن سليمان المصيصي (ص75-77) .

1189 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬1) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ (¬2) بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ المكِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ ¬

(¬1) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ. (¬2) سليمان بن أحمد اللخمي: الإمام الطبراني.

عَطَاءٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬2) ، عَنْ عُبيد اللَّهِ، عن نافع، عن بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ)) (¬3) . 1190 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (¬4) ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال (¬5) بِأَصْبَهَانَ، حدثنا علي ابن الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْد (¬6) ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ ¬

(¬1) معاية بن عطاء: البصري، قال العقيلي: كان يروي القدر عن الثوري وغيره في حديثه مناكير، وما لا يتابع على أكثره، وذكر له بعض الأحاديث المنكرة عن الثوري، ثم قال: هذه كلها بواطيل لا أصل لها. ضعفاء الكبير: 4/184، لسان الميزان: 6/58. (¬2) سُفْيَانَ: الثَّوْرِيِّ. (¬3) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف منكر، فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، وقد تفرد به معاوية بن عطاء عن سفيان الثوري، ولا يعرف إلا من طريقه، وهو منكر الحديث، والحديث في الصحيحين من غير طريق الثوري. أخرجه البخاري في الجمعة: باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل 2/382 رقم ((900)) من طريق أبي أسامة، ومسلم في الصلاة: باب خروج النساء إلى المسجد إذا لم يترتب عليه فتنة 1/327 من طريق ابن نمير وابن إدريس، ثلاثتهم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ به. (¬4) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ. (¬5) أبو أحمد العسّال: هو محمد بن أحمد بن إبراهيم العسّال بفتح العين وتشديد السين المهملة وفي آخرها اللام، ويقال هذا لمن يبيع العسل ويشتاره، القاضي محدث أصبهان، قال ابن حيان مؤلف طبقات المحدثين بأصبهان: كان من كبار الناس في العلم والإتقان والحفظ والمعرفة مقبول القول، ووثقه ابن مردويه، وأبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم. مات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 1/270، طبقات المحدثين بأصبهن: 4/227، اللباب: 2/62، تذكرة الحفاظ: 3/787، المقتنى في سرد الكنى: 1/62. (¬6) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ: أبو الحسن الرازي، ويعرف في بلده بالمالكي لكونه جمع حديث مالك، قال ابن أبي حاتم: صدوق، وقال أبو يعلى: هو حافظ علم مالك. وقال الذهبي: كان يحفظ أحاديث الزهري أيضا، وكان بصيرا بالرجال والعلل. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين. الجرح والتعديل: 6/179، تذكرة الحفاظ: 2/671، سير أعلام النبلاء: 14/16، شذرات الذهب: 2/208.

سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِنَّ الْيَهُودَ تَقُولُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ)) (¬1) . 1191 - أَخْبَرَنَا أحمد، حدثنا محمد (¬2) ، حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر بن ¬

(¬1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، وبقية رجاله ثقات. أخرجه البخاري في المرتدين: باب إذا عرض الذمي أو غيره بسبّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يصرح 12/280 رقم ((2928)) ومسلم في السلام: باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام: 4/1706 رقم ((2164)) من طريق ابن عيينة، ومسلم في السلام: باب النهي عنةابتداء أهل الكتاب بالسلام 4/1706 رقم ((2164)) من طريق إسمعيل بن جعفر، ومالك في الموطأ 2/960، ومن طريقه البخاري في الإستئذان: باب كيف الرد على أهل الذمة بالسلام 11/42 رقم ((6257)) ثلاثتهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ به. جاء في رواية ((وعليكم)) وفي رواية ((عليكم)) وفي رواية بالإفراد ((عليك)) و ((وعليك)) وقد ذهب بعضهم إلى أن الواو زائدة، وقال بعضهم للإستئناف، وذهب بعضهم إلى تضعيف الرواية بالواو. قال ابن حجر: بل الرواية باثبات الواو ثابتة، وهي ترجح التفسير بالموت، وهو أولى من تغليط الثقة. ونقل ابن حجر قول النووي: ((الصواب أنّ حذف الواو وإثباتها ثابتان جائزان، وبإثباتها أجود ولا مفسدة فيه، وعليه أكثر الروايات، وفي معناه وجهان، أحدهما: أنهم قالوا عليكم الموت، فقال وعليكم أيضا، أي نحن وأنتم فيه سواء، كلنا نموت. والثاني: أن الواو للإستئناف لا للعطف والتشريك، والتقدير: عليكم ما تستحقونه من الذم. فتح الباري: 11/43-46. (¬2) مُحَمَّدُ: بْنُ يُوسُفَ الرَّقِّيُّ.

فَارِسٍ (¬1) بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيب (¬2) ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ (¬3) ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ (¬4) ، عَنْ عَاصِمٍ (¬5) ، عَنْ زر (¬6) ، [ل252/ب] عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((صَلاَةُ الْوُسْطَى صَلاَةُ الْعَصْرِ)) (¬7) ¬

(¬1) عبد الله بن جعفر بن فارس: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أبو محمد الأصبهاني، وثقه ابن مردويه وأثنى عليه ابن مندة، وقال الذهبي: كان من الثقات العباد، مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة. طبقات المحدثين بأصبهان: 0/156، ذكر أخبار أصبهان: 2/80، شير أعلام النبلاء: 2/272. (¬2) يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: بن عبد القاهر بن عبد العزيز أبو بشر العجلي، وثقه ابن أبي حاتم. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حيان: كان معروفا بالستر والصلاح وكان مقبول القول. يقال كان عنده ثلاثين ألف عن أبي داود. الجرح والتعديل: 9/237، طبقات المحدثين بأصبهان: 3/44، الثقات: 9/290. (¬3) أَبُو دَاوُدَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بن الجارود الطيالسي البصري، ثقة حافظ غلط في أحاديث، التقريب: 1/250. (¬4) قيس: بن الربيع. (¬5) عاصم: بن بهدلة، وهو عاصم بن أبي النجوم وأبو النجود اسمه بهدلة، وكنيته أبو بكر الأسدي، صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، التقريب: 1/285. (¬6) زر: هو ابن حبيش. (¬7) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف الرقي وهو ليس بثقة، وقيس بن الربيع صدوق تغيّر لما كبر، وقد تابعه غير واحد من الثقات إلا أن عاصما لا يرتقي حديثه إلى الصحيح. أخرجه الطيالسي في المسند 1/24 رقم ((164)) . وأخرجه الشافعي في أحكام القرآن 1/60، وعبد الرزاق في المصنف: 1/576 رقم ((2192)) ، والنسائي في السنن الكبرى: 1/152 رقم ((360)) ، وأبو يعلى في المسند: 1/314 رقم ((390)) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/174، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/460، والبغوي في شرح السنة: 1/233 رقم ((387)) ، من طريق الثوري، وأحمد في المسند: 1/150، وابن ماجة في الصلاة: باب المحافظة على صلاة العصر 1/224 رقم ((684)) ، والبزار في المسند: رقم ((557)) و ((558)) ، وأبو يعلى في المسند: 1/312 رقم ((386)) و1/313 رقم ((377)) ، وابن خزيمة في صحيحه: 2/289 رقم ((1336)) وابن حبان في صحيحه: 5/39-40 رقم ((1745)) ، من طريق حماد بن زيد، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/173، من طريق زائدة بن قدامة، خمستهم عن عاصم بن بهدلة، عن زر ابن حبيش قال: قلت لعبيدة سل عليّا عن الصلاة الوسطى فسأله فقال: كنا نرى نها صلاة العصر، حتى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يقول يوم الخندق، شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا)) . هكذا ورد عند بعضهم، وعند بعضهم ليس لعبيدة ذكر أصلا، وإنما يرويه زر عن علي مباشرة. وأخرجه أحمد في المسند: 1/122، من طريق سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زر بن حبيش، عن عبيدة السلماني، عن علي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا. وأصل الحديث مخرج في الصحيحين، من حديث علي بن أبي طالب - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري في الجهاد: باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة 6/105 رقم ((2931)) والمغازي: باب غزوة الخندق، 7/405 رقم ((4111)) وفي التفسير: باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى 8/195 رقم ((4533)) ، وفي الدعوات: باب الدعاء على المشركين 11/194 رقم ((6396)) ، ومسلم في المسجد: ببا التغليظ في تفويت صلاة العصر 1/436 رقم ((627)) ، من طريق محمد بن سيرين، ومسلم أيضا في المساجد: باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي العصر 1/436 رقم ((627)) ، من طريق أبي حسان الأعرج كلاهما عن عبيدة السلماني، عن علي مرفوعا. وأخرجه مسلم أيضا في المساجد: باب الديل لمن قال الصلاة الوسطى هي العصر 1/237 رقم ((627)) ، من طريق شتير بن شكل، ومن طريق يحيى بن الجزار كلاهما عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مرفوعا. وفي بعض الروايات التصريح بأنها هي صَلاةُ الْعَصْرِ.

1192 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ، حدثنا أبو الحسين الغساني، حدثنا أحمد بن محمد ابن بكر الِهزّاني، حدثنا العباس بن فرج

الرِّياشي، عن الأصمعي، عن الخليل بن أحمد قال: ((النَّاسُ أَرْبَعَةُ رَِجْلَةٍ: فَرَجُلٌ عَالِمٌ يَعْلَمُ أَنَّهُ عَالِمٌ فَتَعَلَّمُوا مِنْهُ، وَرَجُلٌ عَالِمٌ نَاٍس فَذَكِّرُوهُ، وَرَجُلٌ جَاِهٌل يَعْلَمُ أَنَّهُ جَاهِلٌ فَعَلِّمُوهُ، وَرَجُلٌ جَاهِلٌ يَرَى أَنَّهُ عَالِمٌ فَاهْرَبُوا مِنْهُ)) (¬1) . 1193 - قال (¬2) : حدثنا الرياشي، عن الأصمعي، أخبرني من سمع أيوب السَّخْتيانِيُّ يقول: ((إِنَّي لأَعْرِفُ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ أَتَبَرَّكُ بِدُعَائِهِ، وَلَوْ شَهِدَ عِنْدِي عَلَى شَيْءٍ يَسِيرٍ لَمْ أَقْبَلْ شَهَادَتَهُ)) (¬3) . 1194 - قال (¬4) : حدثنا الرِّياشي، عن الأصمعي، أنشدنا الخليل بن أحمد: ¬

(¬1) رجاله ثقات. أخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى: 1/441، من طريق العباس بن أحمد، والذهبي فيتذكرة الحفاظ: 3/788، من طريق الحسن بن علي الطوسي، كلاهما عن الزبير بن بكار، عن النضر بن شميل، عن الخليل ابن أحمد به. وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 8/326، من طريق أحمد بن سفيان الطائي، عن يعقوب بن إسحاق الأصبهاني، عن الخليل بن أحمد نحوه. (¬2) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. (¬3) رجاله ثقات إلا أن فيه مجهولاً، لأن الذي سمع من أيوب السخياني غير معروف. وهذا النص يحمل على من ساء حفظه وكثر غلطه وخطؤه. قال الإمام ابن قدامة: ولا تقبل شهادة من يعرف بكثرة الغلط والغفلة. وجملته أنه يعتبر في الشاهد أن يكون موثوقا بقوله، لتحصل غلبة الظن بصدقه، ولذلك اعتبرنا العدالة ومن يكثر غلطه وتغفّله لا يوثق بقوله، لاحتمال أن يكون من غلطاته، فربما شهد على غير من استُشْهد عليه، أو بغير ما استُشْهد به ... )) انظر المغني: 14/178. (¬4) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.

لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الضَّوَارِبُ بِالْحَصَى وَلاَ زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللهُ صَانِعُ فَسَلْهُنَّ إِنْ لاَقَيْتَهُنَّ مَتَى الْفَتَى مُلاَقِي الْمَنَايَا أَوْ مَتَى الْغَيْثُ وَاقِعُ (¬1) 1195 - قال (¬2) : حدثنا الرِّياشي، عن الأَصْمعي قال: قال سَلاَّمُ بن أبي مطيع (¬3) : ((كانَ أيُّوبُ أَفْقَهَ أَصْحَابِهِ، وِكانَ ابنُ عَوْن أَمْلَكَهُمْ لِنَفْسِهِ، وِكَانَ يُونُسُ أَرْضَاهُمْ فِي الْعَامَّةِ، وَكَانَ سليمانُ أَشَدَّهُمُ [ل253/أ] اجْتِهَاداً (¬4) . ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات. قد ذكر الحافظ ابن عبد البر البيت الأول ضمن أبيات رثى بها لبيد بن ربيعة أخاه أربد. في الإستيعاب: 3/1337. وفي بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/425، وفيه ((الطوارق)) بدل ((الضوارب)) . (¬2) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. (¬3) سلام بن أبي مطيع: أبو سعيد الخزاعي مولاهم البصري، سئل أحمد عن سلام بن مسكين وسلام بن أبي مطيع فقال: جميعا ثقة، إلا أن سلام بن مسكين أكثر. وقال أبو حاتم: صالح الحديث،. وقال ابن حبان: كان سيء الأخذ كثير الوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال ابن عدي: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة. وقال ابن حجر: ثقة صاحب السنة، في روايته عن قتادة ضعف. مات سنة أربع وستين وقيل بعدها. الجرح والتعديل: 4/258. المجروحين: 1/341، تهذيب الكمال: 12/298، التقريب: 1/261. (¬4) رجال إسناده ثقات. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/38، من طريق يحيى بن معمر بن سهل البصري، عن الأصمعي به مختصرا على قوله ((وكان ابن عون أملكهم لنفسه)) . وذكر المزي في تهذيب الكمال: 3/457، عن شعبة من قوله: كان –يعني أيوب- سيد الفقهاء، وقال مرة: ما رأيت مثل أيوب ويونس بن عبيد وابن عون. وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى: 7/246، عن عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد قال: فقهاؤنا أيوب وابن عون ويونس.

1196 - قال (¬1) : حدثنا الرِّياشي، عن الأصمعي قال: مات أَيُّوب بنُ أبي تَمِيمَة سنةَ إِحْدى وثلاثين ومائة، وماتَ يونسُ بنُ عبيد سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومائة (¬2) ، وماتَ ابنُ عَوْن سنةَ إحدى وخمسين ومائة (¬3) . 1197 - قال (¬4) : وحدثنا الرياشي، عن الأصمعي، عن ابْنِ عَوْن، عن محمدِ ابنِ سيرين، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْفِيلِ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَلِيلُ الْمَنْفَعَةِ (¬5) . 1198 - قال (¬6) : وحدثنا الرِّياشي، حدثنا الأَصْمَعي، عن ابن أبي الزناد (¬7) ، ¬

(¬1) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. (¬2) يونس بن عبيد: حكى ابن حبان الخلاف في سنة وفاته، فقال: مات سنة ثمان أو تسع وثلاثين ومائة. ورجح خليفة ابن خياط وفهد بن حيان وقريش بن أنس وابن حجر أنه مات سنة تسع وثلاثين ومائة. ويمكن الجمع بين القولين بأنه مات في أواخر سنة ثمان وثلاثين وأوائل سنة تسع وثلاثين ومائة، والله أعلم. انظر الثقات: 7/647، طبقات خليفة: 0/218، مشاهير علماء الأمصار: 1/150، تهذيب التهذي: 11/289، التقريب: 1/613. (¬3) ابن عون: هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان أبو عون البصري، مال إلى أنه مات سنة إحدى وخمسين ومائة ابن سعد وغيره، وقال ابن حجر: مات سنة خمسين ومائة على الصحيح ولم يظهر لي مستدنه على هذا الترجيح. ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات. ينظر الطبقات الكبرى: 7/261، التقريب: 1/317. (¬4) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني) . (¬5) رجاله كلهم ثقات. (¬6) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. (¬7) ابن أبي زناد: عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان.

عن أبيه قال: مَا كُنَّا نَكْتُبُ إِلاَّ السُنَّةَ، وَكَان ابنُ شِهابِ يَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ عَلِمْنَا أَنَّهُ كَانَ أَوْعَانَا (¬1) . 1199 - وأنشدنا (¬2) الرِّيَاشِي: أَزُورُكُمْ لاَ أَكَافِيكُمْ بِجَفْوَتِكُمْ إِنَّ الْمُحِبَّ إِذَا لَمْ يُسْتَزَرْ زَارَا يُقَرِّبُ الشَّوقُ دارًا وَهِي نَازِحَةٌ مَنْ عَالَجَ الشَّوْقَ لمَ ْيَسْتَبْعِدِ الدَّارَا (¬3) 1200 - قال (¬4) : حدثنا الرِّياشي، حدثنا سعيد بن عامر، عن المثنى بن سعيد قال: أمر الحجاج (¬5) يَزِيدُ الرِّشْك (¬6) أنْ يَذْرَعَ البَصْرَةَ، فَوَجَدَهَا ¬

(¬1) رجاله ثقات. أخرجه المزي في تهذيب الكمال 26/433، والذهبي في سير أعلام النبلاء 5/332. (¬2) القائل هو أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. (¬3) البيتان موجودان في ديوان العباس بن الأحنف ص 148، ونصّه: نزوركم لا نكافيكم بجفوتكم إن المحبَّ إذا لم يُستزر زارا يستقرِبُ الدارَ شوقاً وهي نازحةٌ من عالج الشَّوقَ لم يستبعد الدارا والبيت الأول ورد نحوه في رواية رقم (102) . (¬4) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني) . (¬5) الحجاج: بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي، ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وكذا ابن أبي حاتم، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون. وقال الحاكم: أهلٌ ألا يروى عنه. وقال الذهبي: كان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء. وقال ابن حجر: ولولا ما ارتكبه من العظائم والفتك والشر لمشى حاله. التاريخ الكبير: 2/373، الجرح والتعديل: 3/168، سير أعلام النبلاء: 4/343، تهذيب التهذيب: 2/184، لسان الميزان: 2/180، التقريب: 1/153. (¬6) يزيد الرَّشك: يزيد بن أبي يزيد الرِّشك بكسر وتشديد الراء وسكون الشين المعجمة، بالفارسية أي كبير اللحية، وبذلك لقب لكبر لحيته. ويقال القسام، يقسم الدور، أبو الأزهر الضبعي، ثقة وهم من ليّنه، مات سنة ثلاثين ومائة، التقريب: 1/606.

فَرْسَخَيْنِ وَثَلاَثين فِي خَمْسِ دَوَانِيق (¬1) . 1201 - قال (¬2) : حدثنا الرِّياشي، حدثنا الأصمعي، قال: كان يقال: ((جِنَانُ الدُّنْيَا ثَلاَثٌ، وحُشُوشُ الدُّنْيَا ثَلاثَةٌ (¬3) ، فَجِنَانُها غَوْطَةُ دِمَشْقَ (¬4) ، وَنَهْرُ سَمَرْقَنْدَ (¬5) ، وَنَهْرُ اْلأُبُلَّةِ، وحُشُوشُها (¬6) هِيت (¬7) ، ¬

(¬1) رجاله ثقات. ذكره المزي في تهذيب الكمال: 32/282، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 11/325، عن سعيد ابن عامر، عن المثنى بن سعيد بعث الحجاج يزيد الرشك إلى البصرة فوجدها طولها فرسخين وعرضها خمسة دوانق. (¬2) القائل هو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. (¬3) في الخطية: ((جنان الدنيا ثلاثة، وحشوش الدنيا ثلاث)) . (¬4) غوطة دمشق: الغوطة: قال ابن الأعرابي، هو مجمع النبات، وقال ابن شميل: هي وهدة في الأرض المطمئنة. وغوطة دمشق استدارتها ثمانية عشر ميلا يحيط بها جبل عالية من جميع جهاتها، ولا سيما في شمالها، فإن جبالها عالية جداًّ، وميهها خارجة من تلك الجبال. معجم البلدان: 4/248، وفي معالم الأثيرة (ص211) هي الأرض المخفضة المحيطة بمدينة دمشق. (¬5) نهر سمرقند: وورد أيضا صغد سمرقند: الصغد بالضم ثم السكون وآخره دال المهملة وقال يقال بالسين مكان الصاد، وهي كورة عجيبة قصبتها سمرقند، وقيل هما صغدان، صغد سمرقند، وصغد بخارى، وهي قرى متصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب من بخارى لا تبيّن القرية، حتى تأتيها لالتحافىالأشجار بها، وهيي من أطيب أرض الله كثيرة الأشجار غزيرة الأنهار متجاوبة الأطيار، انظر معجم البلدان: 3/409، و464. (¬6) حشوش: بفتح الحاء وضمها، أي البستان. (¬7) هِيْت: بكسر الهاء وآخره تاء مثناة، سميت هيت هيت لأنها في هُوَّة من الأرض انقلبت الواء باء لانكسار ما قبلها، وهي بلدة على فرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبريّة. معجم البلدان: 5/482-483.

وأَرْدَبِيل (¬1) ، وعُمَان)) (¬2) . [ل253/ب] 1202 - قال الرِّياشي: قال قُسُّ بنُ سَاعدة (¬3) : لأَقْضِيَنَّ بَيْنَ النَّاسِ قَضِيَّةً مَا قَضَى بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلا يَرُدُّهَا أَحَدٌ بَعْدِي مَنِ ادَّعَى شَرَفًا دُونَهُ لُؤْمٌ فَلا شَرَفَ لَهُ، وَمَنْ ذُكِرَ بِلُؤْمٍ دُونَهُ شَرَفٌ فَلا لُؤْمَ عَلَيْهِ (¬4) . 1203 - قال (¬5) : أنشدنا الرِّياشي: ¬

(¬1) أردبيل: بفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الباء وياء ساكنة ولام، من أشهر مدن أذربيجان، قال ياقوت الحموي: وهي مدينة كبيرة جداًّ، رأيتها في سنة سبع عشرة وستمائة فوجدتها في فضاء من الأرض فسيح، يتسرب في ظاهرها وباطنها عدة أنهار كثيرة المياه، ومع ذلك فليس فيها شجرة واحدة من شجر جميع الفواكه لا في ظاهرها ولا في باطنها، ولا في جميع الفضاء الذي هي فيه، وإذا زُرع أو غُرس فيها شيء من ذلك لا يفلح هذا مع صحة هؤلاء وعذوبة مائها وجودة أرضها، وهو من أعجب ما رأيته. معجم البلدان: 1/145. (¬2) رجال إسناده ثقات. ذكره الياقوت الحموي في معجم البلدان: 1/464 عن الأصمعي نحوه وفيه: وحشوشها الأبلة وسيراف وعمان. وذكر في 1/77، عن الأصمعي ولفظه: ((جنان الدنيا ثلاث: غوطة دمشق، ونهر بلخ، ونهر الأبلة، وحشوش الدنيا خمسة، الأبلة وسيراف وعمان، وأردبيل، وهيت. وقال أبو بكر محمد بن العباس الحوارزمي الشاعر الأديب: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان وجزيرة الأبلة، وقد رأيتها كلها وأفضلها دمشق. معجم البلدان: 3/464. (¬3) قس بن ساعدة: بن خذافة بن زفر بن إياد بن نزار الإيادي الخطيب البليغ المشهور، وذكره بعضهم في الصحابة، وقيل إنه توفي قبل البعثة، انظر الإصابة: 5/551-553 رقم: (7345) . (¬4) رجال إسناده ثقات. (¬5) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني.

إِذَا سَمِعْتَ بِمَوْتٍٍ لِلْبَخِيلِ فَقُلْ بُعْداً وَسُحْقًا لَهُ مِِنْ هَالِكٍ مُودِي وَصَارَ جِسْمَانُهُ لِلتُّرْبِ وَالدُّودِ ... خَلَّفْتَ مَالَكَ مِيرَاثاً لِوَارِثِهِ تَرَكْتَ سَرْحَكَ (¬1) مَنْقُوصاً سَيُورَثُهُ وَالسَّيْف يَصْدَأ وَهُو فِي جَفْنِ مَغْمُودِ 1204 - قال (¬2) : حدثنا الرِّياشي، عن الأصمعي، عن الخليل بن أحمد قال: ((لَمْ أَرَ الرَّجْلَ يَجْمَعُ إِلا لأَحَدِ ثَلاَثةٍ: هُمْ أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيْهِ، إِمَّا زَوْجُ امْرَأَتِهِ، وَإِمَّا امْرَأَةُ ابْنِهِ، وَإِمَّا زَوْجُ ابْنَتِهِ، وَكانَ يُقَالُ: إِنَّمَا مَالُِكَ لَكَ (¬3) أَوْ لِحَاجَةٍ تَحْدُثُ فِيه أَوْ لِلْوَارِث، فَلا تَكُنْ أَخَسَّهُمْ حَظًّا مِنْهُ)) . 1205 - قال (¬4) : حدثنا الرياشي، عن الأصمعي، عن النمر بن هلال النمري (¬5) ، عن قتادة، عن أبي الجلد (¬6) قال: الأَرْضُ أَرْبَعَةُ وعشرون أَلْفَ فَرْسَخ: فَلِلْعَرْبِ مِنْهَا أَلْفُ فَرْسَخٍ، ولِفَاِرس ثَلاثةُ آلاف، وللرُّوم ث ¬

(¬1) السَّرْح: المال السائم، وهو الذي يُسامُ في المرعى من الأنعام، يقال: سَرَحَتِ الماشيةُ، تَسْرَحُ سَرْحاً سُرُوحا: سامَتْ، ولا يسمى من المال سَرْحاً إلا ما يُغْدَى به ويُراح، لسان العرب: 2/478، (سرح) . (¬2) القائل هو: أحمد بن بكر الهزاني) . (¬3) في الخطية (سقط لك) وعليه علامة الضرب، وكُتب في الهامش (سقط من الأصل لك) . (¬4) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني. (¬5) النمر بن هلال النمري: ذكره ابن حبان في الثقات: 7/546، (¬6) أبو الجلد: هو جيلان بن فروة، ويقال بن أبي فروة الأسدي البصري روى عنه قتادة وغيره، وثقه ابن سعد وأحمد وقال ابن حبان كان ممن يقرأ كتب الأوائل وكان من العباد. الطبقات الكبرى: 7/222، الجرح والتعديل: 2/547، مشاهير علماء الأنصار: 1/93، الثقات: 4/119.

مانيةُ آلافِ فَرْسَخٍ، ولِلسُّودَانَ اثْنَا عَشَرَ ألْفًا (¬1) . 1206 - قال الرِّياشي: قال الأصمعي: ((مَا بَيْنَ الشِّحْر (¬2) إِلَى عُمَانَ أَلْفُ فَرْسَخٍ)) (¬3) . 1207- قال الرِّياشي: قال أبو عاصم (¬4) : ((يُقَالُ إِنَّ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ (¬5) مَا دُونَ دِجْلَة)) (¬6) . [ل254/أ] . ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات. أخرجه ابن حبان في الثقات: 7/546 والقرطبي في التفسير: 18/215 عن قتادة، عن أبي الجلد به. وأخرجه أبو عثمان المقرئ الداني في السنن الواردة في الفتن: 6/1215 رقم ((675)) من طريق هارون بن أبي يزيد، عن سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ من قوله، ولفظه: ((الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فاثنا عشر ألف فرسخ السند والهند، وثمانية آلاف الصين، وثلاثة آلاف الروم وألف العرب)) . وفي إسناده سعيد بن بشير الأزدي وهو ضعيف، انظر التقريب: 1/234. وأخرجه الخطيب في تايخ بغداد: 14/205 من طريق يحيى بن واقد بن محمد أبو صالح الطائي، عن الأصمعي، عن النمر بن هلال من قوله. ويحيى بن واقد هذا وثقه إبراهيم بن أورمة. انظر تاريخ بغداد: 14/205. (¬2) الشحر: بكسر شين وسكون الحاء، وهو صُقْعٌ على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن، وقال الأصمعي وابن سيده: هو بين عدن وعمان. وقال الأزهري: هو أقصى اليمن، ويقال: شِحْر عُمان وشَحْر عُمان، وهو ساحل البحر بين عمان وعدن. معجم البلدان: 3/371، و4/398. (¬3) رجال إسناده ثقات. (¬4) أبو عاصم: الضحاك بن مخلد النبيل. (¬5) جزيرة العرب: يقال إنما سميت بذلك لإحاطة الأنهار والبحار بها من جميع أقطارها وأطرافها فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر، وقال ابن حجر: سمّيت جزيرة العرب لأحاطة البحار بها، يعني بحر الهند، وبحر القلزم، وبحر فارس، وبحر حبشة، وأضيفت إلى العرب لأنها كانت بأيديهم قبل الإسلام، وبه أوطانهم ومنازلهم، انظر معجم البلدان: 2/159، فتح الباري 6/171. (¬6) رجال إسناده ثقات.

1208- قال الرِّياشي: يُقالُ إِنَّ الْفُرَاتَ جَاءَ مِنْ بِلاَدِ الرُّومِ، فَجَاءَ حَتَّى صَبَّ فِي دِجْلَةَ، وَصَبَّتْ دِجْلَةُ فِي الْبَحْرِ، وَعَطَفَتِ الْبَحْرَ إِلى عَدَنَ ثُمَّ إِلَى جُدَّةَ (¬1) . 1209- قال الرِّياشي: وقال الأصمعي: هُوَ مِنْ حَضَرَ مَوْتَ إِلَى جُدَّةَ. 1210- قال الرياشي: وقال الأَصْمَعِي: يقُولُونَ إِذا خَلَّفْتَ الْحِجَاَز (¬2) مُصْعِداً فَقَدْ أَنْجَدْتَ، وإذا انْحَدَرْتَ مِنْ ثَنَايا (¬3) ذَاتِ عِرْقٍ فَقَدْ أَتْهَمْتَ، فإذا عَرضَ لكَ الْحِرَارُ -جمع حِرَّة- وَأَنْتَ بِنَجْدٍ ذَلِكَ (¬4) الْحِجَاز، فَإذا عَرَضَ لكَ المَرْخُ وَالْعَفَارُ (¬5) فقدْ أَتْهَمْتُ، وَالمَدِينةُ حِجَارٌ (¬6) . ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات. ذكر ذلك الياقوت الحموي في معجم البلدان: 2/159. (¬2) كذا في الخطية، وفي معجم البلدان (عَجْلَزاً) . (¬3) في الخطية ((يمانا)) وهو تصحيف والمثبت من معجم البلدان. (¬4) كذا في الخطية ((ذلك)) وفوقها ضبة، وقد أُثبت (ذلك) أيضاً في مصادر التخريج. (¬5) المرخ: بفتح الميم وسكون الخاء، واد باليمن، والعفار: موضع بين مكة والطائف، المرخ والعفار: شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر، وقيل: نوع من النبات. معجم البلدان: 5/103، و4/131، أسماء جبال تهامة: 0/18، و20، و24. (¬6) رجال إسناده ثقات. ذكر الياقوت الحموي في معجم البلدان: 4/86، و5/262، نحوه. وجاء في 2/74 عن الأصمعي أيضاً قال: إذا خلفت عمان مصعدا فقد أنجدت، فلا تزال منجدا حتى تنزل في ثنايا ذات عرق، فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر، وإذا عرضت لك الحرار وأنت منجد فتلك الحجاز، وإذا تصوبت من ثنايا العرق واستقبلك الأراك والمرخ فقد أتهمت، وإنما سمي الحجاز حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد.

1211- قال الرِّياشي: قال الأصمعي: سمعتُ مَشَايِخُ الْعَرْبِ يقُولُونَ اْلحِجَازُ مِنْ نَجْدٍ وَتُهَامَةٍ، قَالُوا وَالطَّرْفُ الذي بِقُرْبِ الْمَدِينة طَرَفُ نَجْدٍ، وهو أوَّلُ مَنْزِلٍ إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ تُرِيدُ الْعِرَاقَ وأنشد: كأنَّ المَطَايا لمْ تُنَخْ وتُهَامة إذا صَعَّدَتْ في ذاتِ عِرْقٍ صُدُورُها 1212 - قَالَ (¬1) : سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ بْنَ خَلَّادٍ (¬2) يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِي قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِك بْنِ مَرْوَانَ أَلْتَمِسُ الرِّزْقَ، فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فرأيتُ حَلقَةً ضَخْمَةً، فجَلَسْتُ إِلَيْهَا، فَإذَا رسولُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوان قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ: إِنَّ أميَر الْمُؤْمِنِينَ يقولُ لَكُمْ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ علمٌ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّاب كانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ فلْيُخْبِرْنَا، [ل 254/ب] فَلَمْ يُجِبْهُ أحدٌ، فقلتُ: أَنَا أُخْبِرُهُ، فَقَالَ قَبِيصةُ بْنُ ذُؤَيْب: وَكَانَ صاحبَ الْحَلْقَةِ، أخبِرْنِي بِمَا عِنْدَكَ، فقلتُ: لا أخبِرُ غيرَ أميرِ الْمُؤْمِنين، فَدَخَلَ إِلَى عبدِ الْمَلِكِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِمَ دِمَشْقَ فَذكرَ أنَّهُ يَعْرِفُ أَميَر الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ عُمَر كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: صِفْهُ لِي، فَقَالَ: شَابٌ فِي عَيْنَيه عَمَشٌ، فَقَالَ: يَنْبَغِي أنْ يكونَ هذَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ مِنْ آلِ شِهَاِب، ¬

(¬1) القائل هو العباس بن فرج الرياشي. (¬2) أبو عمر بن خلاد: لعله محمد بن خلاد بن هلال الأسكندراني، قال الذهبي: لا أدري من هو، روى عن الليث ابن سعد، لكن أبا سعيد بن يونس ذكر أنه يروي مناكير ويكنى أبا عبد الله، قلت: وهذا يشكل إلا أن يقال أن في كنيته خلافاً. ميزان الاعتدال: 6/135.

أَدْخِلْهُ إلَيَّ، فأدْخَلَنِي إِلَيْهِ، فَقَالَ أزُهْرِيٌّ أنتَ؟ قُلْتُ: نَعم، قَالَ: منْ آلِ شِهَاب؟ قُلْتُ: نَعم، قَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَعْرِفُهُ، كانَ نَعَّاراً (¬1) فِي الفَتَنِ، كيفَ عَلِمْتَ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَكتب بِيَدِهِ؟ قُلْتُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ: ((لاَ تَغْلِبُوا عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَدْ رَجَمَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، وَكُنَّا نَقْرَؤُهَا فِي كِتَابِ اللهِ، وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ ابنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَّابِ اللهِ لَكَتَبْتُهَا بِخَطِّي)) . قَالَ: مَا أَقْدَمَكَ الشَّامَ؟ قلتُ: أَلْتَمِسُ قَضَاءَ دَيْنِي، وَإِصْلاَحَ حَالِي، وَرِزْقًا يُجْرَى عَلَيَّ، قَالَ: يُقْضَي دَيْنُكَ، وَيُصْلَحُ مِنْ حَالِكَ، فَأَمَّا الرِّزْقُ فَلاَ سَبِيلَ إِلَيْهِ، فَقَضَى دَيْنِي، وأَصْلَحَ حَالِي، وَوَصَلَنِي، وَخَرَجْتُ إِلَى [ل255/أ] الْمَدِينَةِ، فَبَلَغَ عُبيدُ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ خَبَرِي فَهَجَرَنِي، وَلَمْ يَأْذَنْ لِي عَلَيهِ، وَقَالَ: تَحْمِلُ حَدِيثِي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ؟ فَمَكَثْتُ حِينًا أَتَرَضَّاهُ حَتَّى رَضِيَ (¬2) ¬

(¬1) رجل نعَّار في الفتن: خرّاجٌ فيها سعَّاء. لسان العرب: مادة ((نعر)) 5/222. (¬2) في إسناده أبو عمر بن خلاد، ولم أجد هذه القصة عن غيره وهو منكر الحديث، وأما أثر بن عباس فقد أخرجه البخاري في الحدود: باب الاعتراف بالزنا 12/137 رقم ((6829)) ومسلم في الحدود: باب رجم الثيب في الزنا رقم ((1691)) ، من طريق سفيان بن عينة عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ به. وأخرجه مالك في الموطأ: 2/823، مختصرا كما عند المؤلف. وأخرجه البخاري في الحدود: الاعتراف بالزنا 12/137 رقم ((6829)) مختصرا على الرجم من طريق سفيان ابن عيينة، و12/144 رقم ((6830)) مطولا، من طريق صالح بن كيسان، وفي الإعتصام: باب ما ذكر لنبي - صلى الله عليه وسلم - وحض على اتفاق أهل العلم 13/303 رقم ((7323)) من طريق معمر، ثلاثتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ به.

1213 - قال (¬1) : حدثنا الرِّياشي، حدثنا مسعود بن بِشْر المازني (¬2) ، عن رجلٍ مِنْ وَلَدِ عَمْرو بن مُرَّة الجُهَنِي وَكَانَتْ لأَبِيهِ صُحْبَةٌ قال: قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضِنَّةَ (¬3) إِلَى عَبْدِ الْمَلِك ِبْنِ مَرْوانَ فقال: وَاللهِ مَا نَدْرِي إِذَا مَا فَاتَنَا طَلَبٌ إِلَيكَ مَنِ الَّذِي نَتَطَلَّبُ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا فِي الْبِلاَدِ فََلَمْ نَجِدْ أَحَداً سِوَاكَ إِلَى الْمَكَارِمِ يُنْسَبُ فَاصْبِرْ لِعَادَتِنَا التَّي عَوَّدْتَنَا أوْ لاَ فَأَرْشِدْنَا إِلَى مَنْ نَذْهَبُ فأَعْطاهُ ألفَ دينار، ثُمُّ عادَ إليهِ بَعْدَ الحَوْلِ فأنْشَدَهُ: نَرُبُّ الَّذِي يَأْتِي مِنَ الْخَيْرِ إِنَّهُ إِذَا فَعَلَ الْمَعْرُوفَ زَادَ وَتَمَّمَا وَلَيْسَ كَبَانٍ حِينَ تَمَّ بِنَاؤُهُ تَتَبَّعَهُ بِالنَّقْضِ حَتَّى تَهَدَّمَا فأعْطَاهُ أَلَْفَيْ دِينار، ثُمَّ أتاهُ الْحَوْلُ فقال: إِذَا اسْتَعْذَرُوا كَانُوا مَعَاذِيرَ بِالنَّدَى يَعُودُونَ بِاْلإِحْسَانِ عَوْداً عَلَى بَدْءِ قال: فأعْطَاه ثَلاثَةَ آلاف دِينَار (¬4) . ¬

(¬1) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني) . (¬2) مسعود بن بشر المازني: لم أجد له ترجمة، ولكن الذهبي ذكره ضمن الذين رووا عن الواقدي. ميزان الاعتدال: 1/423، لسان الميزان: 1/451. (¬3) في الخطية ((ضبّة)) وهو تصحيف، والتصحيح من فصل المقال لأبي عبيد البكري ص 252. (¬4) في إسناده مسعود بن بشر المازني ذكره الذهبي دون جرح ولا تعديل، وشيخه غير معروف.

1214 - قال (¬1) حدثنا إبراهيمُ بن مَكْتُوم (¬2) ، حدثنا عبدُ الصَّمد بن خَاقَانَ بن الأَهْتَم قال: ((لَمَّا وَلِيَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَار القَضَاءَ، قِيلَ لِلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةََ أَلاَ تَأْتِيهِ؟ قال: مَا أَصَابَتْهُ عِنْدَ نَفْسِهِ مُصِيبَةٌ فَأُعَزِّيَهُ، وَلاَ حَدَثَ لَهُ نِعْمَةٌ عِنْدِي فَأَهَنِّئهُ، وَلاَ كُنْتُ لَهُ قَبْلَ الْيَوْمِ زَوَّارًا فَآتِيَهُ)) (¬3) . 1215 - قال (¬4) : [ل255/ب] حدثنا الرِّياشي، عن الأصمعي، كَانَ أَوْسُ بْنُ حُجْر فَحْلَ مُضَرَ فِي الشِّعْرِ حَتَّى نَشَأَ النَّابِغَةُ فَطَأْطَأَ مِنْهُ (¬5) ¬

(¬1) القائل هو أحمد بن محمد الهزاني. (¬2) إبراهيم بن مكتوم: أبو إسحاق السلمي، ذكره ابن أبي حاتم من غير جرح ولا تعديل. وقال أبو جعفر الطحاوي: هو عند أهل الحديث معروف ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل: 2/139، الثقات: 8/84، تاريخ بغداد: 6/183. (¬3) في إسناده عبد الصمد بن حاقان، لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 10/98، من طريق أبي جعفر الطحاوي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن العباس يقول: لما ولي محارب بن دثار القضاء ... فذكره. وفي إسناده أبي العباس أحمد بن علي البزاز الكسائي، وأبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي لم أقف لهما على ترجمة. وبقية رجاله ثقات. (¬4) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني) . (¬5) إسناده ثقات. لم أجده عن الأصمعي، ولكن قاسم بن سلام الجمحي ذكره عن أبي عمرو بن العلاء في طبقات فحول الشعراء 1/97، – أنه – قال: كان أوس فحل مضر حتى نشأ النابغة وزهير فأخملاه، قلت ومعروف أن الأصمعي روى عن عمرو ابن العلاء كثيراً، فلا يبعد أن يكون سمع منه هذا ثم أسقطه حين التحديث. أخملاه: من خمل، والخامل: الخفي الساقط الذي لا نباهة له، ويقال هو خامل الذكر والصوت، إنه لخامل الذكر: أي لا يعرف ولا يذكر، وخمل صوته، إذا وضعه وأخفاه ولم يرفعه. لسان العرب: 11/221، مادة ((خمل)) .

1216 - قال (¬1) : حدثنا الرِّياشي، عن المُنْتَجِعِ بنِ نَبْهَان (¬2) قال: سمعتُ بَعْضَ اْلأَعْرَابِ يَتَحَدَّثُ: أَنَّ أَفْعَى لَحَسَتْ (¬3) بَيْضَ نُغَارٍ وَهُوَ طَيْرٌ صَغِيرٌ شِبْه الْعُصْفُورِ، فطارَ النُّغَارُ حَتَّى أَخَذَ شَيْئاً مِنَ اْلأَرْضِ ثُمَّ أَتَى اْلأَفْعَى، ثُمَّ رَفْرَفَ عَلَى رَأْسِهَا فَفَغَرَتْ (¬4) فَاهَا إِلَيْهِ لِتُرْهِبَهُ، فَأَلْقَى فِي فِيهَا شَيْئاً، فَجَعَلَتْ تَضْطَرِبُ حَتَّى مَاتَتْ، فَنظَرُوا فَإِذَا هُوَ قَدْ أَلْقَى فِيهَا حَسَكَةً (¬5) . 1217 - قال (¬6) : حدثنا الرِّياشي، وأبو حاتم السِّجِسْتَانِيُّ، قالا: حدثنا الأصْمَعي، حدثنا أبو عطاء، قال داود بنْ أبي هند (¬7) : إِنَّمَا فَشَا الْقَدْرُ ¬

(¬1) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني. (¬2) في الخطية غير واضح كأنه ((المنتج بن نبهان)) ولم أجد له ذكر في كتب التراجم، وغيرها. ولعله المنتجع بن نبهان: روى عنه معمر بن المثنى وأبو عبيدة انظر الطبراني في التفسير: 15/224، الإصابة: 1/130. (¬3) لحست: من لحس، اللحسة: لعق اللعقة. لسان العرب: 6/205، مادة ((لحس)) . (¬4) ففغرت: فغر فاه: أي فتحه. لسان العرب: 5/59. (¬5) رجال إسناد ثقات إلا المنتجع بن نبهان. (¬6) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني. (¬7) داود بن أبي هند: القشيري مولاهم أبو بكر أو أبو محمد البصري. أثنى عليه ابن عيينة، وثقه ابن سعد وأحمد وابن معين والعجلي وأبو حاتم والنسائي ويعقوب بن شيبة وابن حبان. وقال ابن حجر: ثقة متقن كان يهم بأخرة. مات سنةتسع وثلاثين أو سنة أربعين بعد المائة. الطبقات الكبرى: 7/255، معرفة الثقات: 1/232. الثقات: 6/278، تهذيب الكمال: 8/461، التقريب: 1/200.

فِي الْبَصْرَةِ لَمَّا أَسْلَمَ النَّصَارَى وَاليَهُودُ، لأَنَّ الْقَدَرَ مَقَالَةَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى (¬1) . 1218 - حدثنا الرياشي، عن الأَصْمَعي قال، مات داودُ بْنْ أبي هِنْدَ سنة تسع وثلاثين ومائة (¬2) . 1219 - قال (¬3) : حدثنا الرِّياشي، عن الأَصْمعي، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قال: قال زُبَيْدُ الْيَامي (¬4) وَهُوَ حَيٌّ مِنْ هَمَذَانَ: خَرَجَ مِنْ هَمَذَانَ إِلَى صِفِّينَ اثْنَا عَشَرَ أَلْف رَجُلٍ، فَمَا رَجَعَ مِنْهُمْ إلاَّ خَمْسَةٌ أو سِتَّةٌ (¬5) . ¬

(¬1) في إسناده أبو عطاء لم أقف على ترجمته، وبقية رجاله ثقات. وقد روى الآجري في الشريعة: 0/243، واللالكائي في السنة: 4/750، بإسناد جيد عن الأوزاعي أنه قال: أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له: سوسن كان نصرانيا فأسلم، ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد. (¬2) رجال إسناده ثقات. في الخطية ((سبع وثلاثين ومائة)) وهو تصحيف، والتصحيح من كتب التراجم، حيث نقل يزبد بن هارون وابن سعد وغيرهما أنه توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. وقال علي بن المديني وغيره أنه مات سنة أربعين ومائة. وقال خليفة بن الخياط: أنه مات سنة تسع وثلاثين أو أول سنة أربعين ومائة. وقال ابن حجر: وقيل مات سنة إحدى وأربعين ومائة. وقد جمع الذهبي بين هذه الأقوال فقال أنه مات في أول سنة أربعين، قلت والجمع أولى وأفضل ما دام لم يترجح لدينا قول. انظر الطبقات الكبرى: 7/255، طيقات خليفة: 0/218، تذكرة الحفاظ: 1/146، تهذيب التهذيب: 3/177، التقريب: 1/200. (¬3) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني. (¬4) زبيد اليامي: زبيد بموحدة مصغّر ابن الحارث بن عد الكريم بن عمرو اليامي بالتحتانية أبو عبد الرحمن الكوفي ثقة ثبت عابد مات سنة اثنتين وعشرين ومائة أو بعدها. التقريب: 1/213. (¬5) في إسناده شيخ من أهل الكوفة لم أعرف من هو. لم أقف على هذا النص، ولكن ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية": أن علي بن أبي طالب لما فرغ من وقعة الجمل ودخل البصرة، سار منها إلى الكوفة، فلما دخلها، بعث إلى جرير بن عبد الله، وكان على همذان من زمان عثمان، وإلى الأشعث بن قيس، وهو على نيابة أذربيجان من أيام عثمان أيضاً، يأمرهما أن يأخذا البيعة له على من هناك ثم يقبلا إليه، ففعلا ذلك. قلت: ولكنه لم يرد فيه العدد الذي خرج مع جرير بن عبد الله من همذان على وجه التحديد، ولا شك أن كلَّ من لم يكن لديه عذر شرعي سيكون من الخارجين، تلبية لأمر خليفة المسلمين، كما أن النص يدل على أنهم إنما خرجوا إليه بعد الوقعة، ولكن نص المؤلف دل على خروجهم إليه قبل الوقعة.

1220 - قال (¬1) : حدثنا أبو حاتم (¬2) ، عن الأصمعي قال: المِيزَانُ مِيْزَانُ أَهْلِ مَكَّةَ، وَالْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِِ الْمَدِينَةِ (¬3) ¬

(¬1) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني. (¬2) أبو حاتم: السجستاني. (¬3) صحيح، وإسناد المؤلف حسن فيه أبو حاتم وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات. أخرجه)) وأبو داود في البيوع: باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ((المكيال مكيال أهل المدينة)) 3/633 رقم ((3340)) والنسائي في الزكاة: باب كم الصاع 5/54، وفي البيوع: باب الرجحان في الوزن 7/284، وعبد بن حميد في المنتخب: 0/256 رقم ((803 وفي النسائي في السنن الكبرى: 2/29، و4/35، والطبراني في معجم الكبير: 12/392 رقم ((13449)) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 4/20، والبيهقي في السنن الكبرى: 6/31، من طريق الفضل بن دكين، وزاد النسائي والملائي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عمر مرفوعا، بلفظ: ((الوزن وزن أهل مكة، والمكيال مكيال أهل المدينة)) . وإسناد صحيح رجاله ثقات، وقد تابع أبو المنذر إسماعيل بن عمر والفريابي أبا نعيم، أخرجه أبو عبيد في الأموال: 1/518 رقم ((1607)) ، ومن طريقه البغوي في شرح السنة: 8/69 رقم ((2063)) ، من طريق أبي المنذر إسماعيل ابن عمر، والطحاوي في مشكل الآثار: 2/99، من طريق الفريابي، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/170، من طريق قبيصة، والنسائي في السنن الكبرى: 4/35 رقم ((6186)) ، من طريق الملائي، أربعتهم عن سفيان الثوري، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عمر مرفوعا. وقال أبو نعيم: غريب من حديث طاووس وحنظلة، ولا أعلم رواه عنه متصلة إلا الثوري. وخالفهم جميعا أبو أحمد الزبيري، أخرجه البزا في المسند: 2/85 رقم ((1262)) وابن حبان في صحيحه: 8/77 رقم ((3283)) والبيهقي في السنن الكبرى: 6/31، من طريق أبي أحد الزبيري، عن سفيان الثوري، عن حنظلة ابن أبي سفيان، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعا. وورد عند البزار والبيهقي ((المكيال مكيال أهل مكة، والميزان ميزان أهل المدينة)) . وهو خطأ، والصواب ما تقدم. وقال أبو داود: وكذا رواه الفريابي وأبو أحمد عن سفيان وافقهما في المتن، وقال أبو أحمد عن ابن عباس مكان ابن عمر. وقال سليمان: هكذا رواه أبو أحمد فقال: عن ابن عباس، فخالف أبا نعيم في لفظ الحديث، والصواب ما رواه أبو نعيم بالإسناد واللفظ. انظر السنن الكبرى للبيهقي: 6/31.

1221 - قال (¬1) : حدثنا أبو حاتم، [ل256/أ] والرياشي جميعًا، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء (¬2) قال: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِِ قال لَهُ رَجُلٌ: الصُّلْعَانُ (¬3) خَيْرٌ أَمِ الْفُرْعَان (¬4) ؟ فَقَالَ عُمَرُ: الفُرْعَان (¬5) . ¬

(¬1) القائل هو: أحمد بن محمد الهزاني. (¬2) أبو عمرو بن العلاء: قيل اسمه زبان أو العريان، أو يحيى أو جزء بفتح الجيم ثم زاء ثم همزة، والأول أشهر ثقة من علماء العربية، مات سنة أربع وخمسين ومائة. وهو ابن ست وثمانين سنة. التقريب: 1/ 660 (¬3) الصلعان من الصَّلع: وهو ذهاب الشعر من مقدم الرأس إلى مؤخره، وكذلك إذا ذهب وسطه، صَلِع يَصْلَع صَلَعاً وهو أَصْلَعُ، ويجمع أصلع على صُلْعان. لسان العرب: 8/204. (¬4) في الخطية ((القُرْعان)) ، من القُرْعُ، قرس الرأس وهو أن يصلع فلا يبقى على رأسه شعر، ويقال: قوم قُرْعٌ وقُرْعان. لسان العرب: 8/262. وهو تصحيف، والتصحيح من غريب الحديث لابن الجوزي. (¬5) رجاله ثقات. ذكره الزمخشري في الفائق في غريب الحديث: 3/108، ابن الجوزي في غريب الحديث: 2/188، وقال ابن الجوزي والأفرع: الوافرُ الشَّعر لم يذْهَب منه شيء.

آخره والحمد لله رب العالمين، بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. في الأصل ما مثاله: - بلغ السماع لجميعه على سيدنا الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، رضي الله عنه، بقراءة الفقيه تاج الدِّين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي، صاحبه القاضي الفقيه المَكين، الأشرف الأمين، جمال الدِّين، خاصة أمير المؤمنين، أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، وصفي الدولة أبو الحسن جوهر ابن عبد الله الأستاذ فتاه، والشيوخ الفقهاء: الخطيب أبو القاسم أحمد بن جعفر ابن إدريس (¬1) الغافقي، وأبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو الحسن سيار بن علي ابن مفرج المقدسي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد ابن محمد بن محمد البَلْخيُّ الصُّفيَّان، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخِلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد ابن أبي بكر الإسفرايني، وأحمد بن علي ابن جعفر بن سعْيَه اللَّخمي، وأبو إسحاق إبراهيم بن ثابت الزُّهري، وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرِّضا الدمشقي، وزكريا بن صالح بن محمد الموقاني، والوجيه أبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد ابن سليمان الأندلسي الشافعي، وولده أبو القاسم عيسى، وإسماعيل بن عبد الرحمن ¬

(¬1) في الخطية ((أميس)) والتصحيح من الصفيحة [ل أ/55] و [ل ب/271] .

بن أحمد الأنصاري -مثبت هذا السماع، وهذا خطُّه- وآخرون، وذلك في يوم السبت السادس عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية، حماها الله تعالى، والحمد لله حقَّ حمده. هذا التسميع الذي فوق خطي هذا صحيح كما قد كتبه كاتبه، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل256/ب]

الجزء السادس عشر

الجزء السادس عشر من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق بقية السلف ناصر الحديث أبي طاهرِ أحمدَ بنِ محمدِ بن أحمدَ السِّلفِيِّ الأَصْبهانِيِّ من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبُاَرَكِ بنِ عبدِ الجَبَّارِ الطُّيُورِيِّ. [ل259/بِ]

بسم الله الرحمن الرحيم رب سهل برحمتك 1222- أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى قراءة عليه وأنا أسمع في الثالث من ربيع الأول سنة عشر ستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع في يوم السبت السادس عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار بانتخبي عليه من أصول كتبه، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عبد الله الصوري الحافظ، أخبرنا أبو الحسين الغساني، حدثنا أبو رَوْقُ الهِزَّانِي أَحمد بن محمد بن بكر، حدثنا العباس ابن الفرج الرياشي، وأبو حاتم (¬1) قالا: قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: ((كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَفْرَعًا، وَكَانَ أَبُو بَكر أَفْرَعاً، وكانَ عُمر أَصْلَعًا، لَمْ يَبْقِ مِنْ ¬

(¬1) أبو حاتم: السجستاني.

شَعْرِهِ إِلاَّ حِفَافٌ، وَهُوَ أَنْ يَبْقَى مِنْهِ كَالطُّرَّةِ حَوْلَ رَأْسَهِ، يَقُولُ: رَجُلٌ أَفْرَعٌ، وامْرَأَة ٌفَرْعَىَ، وَذَلِكَ إِذَا كانَ الشَّعْرُ [ل260/أ] تَامًا لَمْ يَذْهَبْ مِنْهُ شَيْءٌ)) (¬1) . 1223- سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا الحسين يقول: سمعت أحمد بن محمد بن بكر يقول: سمعت أحمد بن روح (¬2) يقول: سمعت علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني وهو مولى بني كنانة بن خزيمة يقول: وَجَدْتُ الإِسْنَادَ وجيد الحديث والأصول يدور على ستة: من أهل المدينة: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهْري يكنى أبا بكر، مات سنة أربع وعشرين ومائة. ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات. أخرجه أحمد أبو جعفر الطبري في الرياض النضرة: 1/411-412 رقم ((24)) . عن الأصمعي به. وفي غريب الحديث لابن الجوزي 2/188 قال الأصمعي: كان أبو بكر أفرعاً، وكان عمر أصلعاً. هذا وقد روى البخاري في المناقب: باب صفة النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 3/1824 رقم ((3349)) ، وفي اللباس: بابالجعد 5/2210 رقم ((5560)) ، ومسلم في الفضائل: باب صفة شعر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 4/1824 رقم ((2347)) ، عن أنس بن مالك يصف النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ليس بجعد قطط ولا سبط ... )) . وليس بجعد قطط ولا سبط: أي شعره ليس بشعر فيه التواء وانقباض ولا بمسترسل. وأما في حق أبي بكر فلم أجد في كتب التاريخ التصريح بأنه كان أفرعاً، وأما عمر بن الخطاب فقد ذكرت كتب التاريخ التي ذكرت صفته الخَلْقية أنه كان أصلعاً. (¬2) أحمد بن روح: بن زياد بن أيوب أبو الطيب الشعراني، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وذكر أن أبا القاسم الطبراني روى عنه، مات سنة تسعين ومائتين. تاريخ بغداد: 4/159، طبقات المحدثين بأصبهان: 4/86.

ومن أهل مكة: عمرو بن دينار مولى بَاذان مولى بني جُمَح يكنى أبامحمد، مات سنة سبع وعشرين ومائة. ومن أهل البصرة: قتادة بن دعامة يكنى أبا الخطاب، مات سنة ثمان عشرة ومائة (¬1) . ويحيى ابن أبي كثير يماني بصري [يكنى أبا نصر، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة باليمامة] (¬2) ولأهل الكوفة: أبو إسحاق السَّبِيعي، [واسمه عمرو بن عبد الله بن عبيد، ومات سنة تسع وعشرين ومائة] . وسليمان بن مهران الأعمش مولى بني أسد، وكَانَ مِهْرَان رَجُلاً جَمِيلاً [ويكنى أبا محمد، مات سنة ثمان وأربعين ومائة] ثُمَّ صَارَ علم هؤلاء الستة إلى [أصناف الأصناف ممن صنف، فلأهل المدينة] : مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأَصْبُحِي مولى بني تيم بن مرة يكنى أبا عبد الله، مات سنة تسع وسبعين ومائة، سمع من الزهري وحده من هؤلاء الستة. ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى مخرمة الزهري يكنى أبا بكر، مات سنة أربع وأربعين ومائة (¬3) ، سمع من ابن شهاب ومن ¬

(¬1) وفي علل ابن المدينة ((سنة سبع عشرة ومائة)) . (¬2) ما بين المعقوفين في هذه الروية هو من علل لابن المديني، وتذكر الحفاظ. (¬3) في العلل لابن المديني ص 37، ((سنة اثنتين وخمسين ومائة)) .

الأعمش. [ل260/ب] [و] مِنْ (¬1) أَهْلِ مَكَّة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج يكنى أبا الوليد، لقي الزهري وعمرو بن دينار، ورأى الأعمش ولم يكتب عنه شيئا، وهو مولى لآل خالد بن أسيد، [مات سنة إحدى وخمسين ومائة] . وسفيان بن عيينة بن ميمون مولى محمد بن مزاحم الهلالي يكنى أبا محمد، مات سنة ثمان وتسعين ومائة، لقي الزهري، وعمرو بن دينار، وأبا إسحاق، والأعمش، وابن جريج. ومِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ سعيد بن أبي عروبة، واسمه: مهران يكنى أبا النضر مولى بني عدي من بني يشكر، مات سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة. وحماد بن سلمة بن دينار مولى بني تميم، يكنى أبا سلمة، مات سنة ثمان وسبعين ومائة (¬2) . وأبو عَوَانة الوَضَّاح مولى بني يزيد بن عطاء واسطي، مات سنة خمس وسبعين ومائة. وشعبة بن الحجاج بن الورد أبو بِسْطَام مَوْلى الأَشَاقِر من الأزد (¬3) ، مات سنة ستين ومائة. ¬

(¬1) في الخطية هناك ضبة على (من) . (¬2) وفي العلل لابن المديني ص 38، ((سنة ثمان وستين ومائة)) . (¬3) تنتسب قبائل الأزد جميعاً إلى الأزْد بن الغوث بن نَبْتٍ بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سبأ بن يَشْجُب بن َعْرُب ابن قحطان، والأزد لقبه، واسمه دراء بوزن (فِعَال) ، والأزْد والأسْد لغتان، والأخيرة أفصح، إلا أن الأولى أكثر، انظر: الإيناس: ص57. والصحاح: (أزد) 2/440. وفي التصريح: ((واختلف في تسمية أزداً، وأسداً، فقيل: لأنه كان كثير العطاء، فقيل له ذلك، لكثرة من يقول أسدى إليّ كذا، أو أزدى، وقيل: لأنه كان كثير النكاح، والأزْد والأسد النّكاح)) . انظر: االتصريح بمضمون التوضيح: 2/263، ويذكر النسابون أن القبائل التي تنتسب إلى الأزْد افترقت على نحو ست وعشرين قبيلة، وهي: جَفْنة، وغسّان، والأوس، والخزرج، وخزاعة، ومازن، وبارق، وألمع، والحَجْر، والعَتيك، وراسب، وغامد، ووالِبَة، وثُمالة، ولِهْب، وزهران، ودُهمان، والحدّان، وشَكْر، وعكّ، ودوس، وفَهْم، والجَهاضم، والأشاقر، والقَسامل، والفَراهيد، انظرنسب عدنان وقحطان ص 44-46، والفصوص: 3/281-285، والأنباه على قبائل الرواة: ص108، وطرفة الأصحاب في معرفة الأنساب: ص46.

ومعمر بن راشد بصري يكنى أبا عُروة مولى الحُدَّان (¬1) مات بِالْيَمَن سنة أربع وخمسين [ومائة] ، سمع من الزهري وعمرو بن دينار، وقَتَادَة ويحيى بن أبي إسحاق والأَعْمَش. ومِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: سفيان بن سعيد بن مَسْرُوق الثَّوْري، ويكنى أبا عبد الله، مات بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة. ومِنْ أَهْلِ الشَّامِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزاعِي مِنْ سَبَأ سنة إِحْدَى وَخَمسين ومائة (¬2) . وهُشَيْم بن بَشِير، ¬

(¬1) قال ابن دريد: الحدّان حيٌّ من الأزد فأخل عليه اللام الأزهري، حُدّان قبيلة في اليمن وبنو حُدّان، - بضم – من بني سعد. لسان العرب: 3/144، مادة ((حدد)) ، وانظر الأزد ومكانتهم في العربية، ص: 348-349، من مجلة الجامعة الإسلامية، العدد: 116، السنة: 34-1422هـ. (¬2) كتب الناسخ في هامش الخطية كلمة ((كذا)) ، كأنه يشير إلى أن ذكر ((سبأ)) بدل حمير التي ينتسب إليها الأوزاعي، أو إشارة منه إلى أنه لم يذكر كلمة ((مات)) ، أو أنه لم يكن يرى صحة تحديد سنة وفاته بهذه السنة.

[ل261/أ] مِنْ سُكاَّنِ وَاسِط مولى بني سُلَيْم، يكنى: أبا معاوية، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. وانتهى علم هؤلاء [الستة وعلم الاثني عشر إلى ستة نفر:] إلى يحيى بن سعيد القطان يكنى أبا سعيد موى بني تميم، مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وإلى يحيى ين زكرياء بن أبي زائدة، ويكن أبا سعيد مولى هَمْدان، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. وإلى وَكِيعِ بن الجَرَّاح بن مَلِيح بن عَدِي بن فَرَسٍ الرُّؤَاسِي، يكنى أبا سفيان، مات سنة تسع وتسعين ومائة. وصَارَ عِلْمُ هَؤلاَءِ إلَي ثَلاَثَة: عبد الله بن المبارك مولى بني حَنْظَلَة خُرَاسَاني، ومات بِهِيْت (¬1) سنة إحدى وثمانين ومائة، وعَبد الرحمن بن مهدي مولى الأزْد يكنى أبا سعيد، مات ثمان وتسعين ومائة. [ويحيى بن آدم ويكنى أبا زكريا وهو مولى خالد بن عبد الله بن أسد (¬2) مات سنة ثلاث ومائتين] (¬3) . ¬

(¬1) هيت: تقدمت تعريفها في رواية رقم: 515. (¬2) في الخطية كلمة ((أسد)) غير واضح، كأنها ((أسيد)) والتصحيح من ترجمة خالد بن عبد الله، انظر التقريب: 1/189. (¬3) أخرجه ابن المديني في العلل: 1/37 –40، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 1/59، و128، و186، و220، و234، و252، وابن مندة في شروط الأئمة: 1/33-40، والخطيب في تاريخه: 9/9، و10/400، و14/115، و178، و179، وفي الجامع لأخلاق الراوي: 2/294، والرامهرمزي في المحدث الفاصل: 1/616-620، والمزي في تهذيب الكمال: 18/347، و31/550-551، والذهبي في تذكرة الحفاظ: 1/111، و360، وسير أعلام النبلاء: 5/345، و9/526، و11/78-89، من طريق أحمد بن يحيى بن الجارود وعلي بن أحمد بن النضر ومحمد بن أحمد البراء وأبو علي صالح بن محمد وحنبل بن إسحاق كلهم عن علي بن المديني به. عند بعضهم مطولا وعند بعضهم مختصرا.

1224- قال (¬1) : حدثنا الرياشي، حدثنا الأصمعي، عن أبي الأَشْهَب جعفر بن حيان قال: سمعت الأحنف يقول: الأَفْعَى تُحَكِّكُ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَيِّمٍ رَدَدْتُ عَنْهَا كُفُؤاً (¬2) . 1225- قال (¬3) : أنشدنا خلف لابن شُبْرُمَة (¬4) : لَقَدْ كَانَ فِيهَا لِلأَمَانَةِ مَوْضِعٌ وَلِلْكَفِّ مُرْتَادٌ وَلِلْعَيْنِ مَنْظَرُ ولِلْحَائِم (ِ (¬5) الصَّادي (¬6) رِيٌّ بِرِيقِهَا وَلِلطَّرْبِ الْمُشْتَاقِ خَمْرٌ وَمُسْكِرُ (¬7) ¬

(¬1) القائل هو: أبو روق الهزاني. (¬2) رجاله إسناده ثقات، إلا الأحنف لم أميّزه. ذكره الجاحظ في البيان والتبيين: 1/314 ولفظه: ((ثلاث لا أناة فيهنَّ عندي، قيل: وما هنَّ يا أبا بحر؟، قال: المبادرة بالعمل الصالح، وإخراج ميتك، وأن تُنكح الكفء أيمك، وكان يقول: لأفعى تحكك في ناحية بيتي أحب إلي من أيِّم رددت عنها كفؤاً، وكان يقال: ما بعد الصواب إلا الخطأ، وما بعد منعهنّ من الأكفاء إلا بذلهنّ للسفلة والغوغاء. (¬3) القائل هو: أبو روق الهزاني. (¬4) ابن شبرمة: عبد الله بن شبرة بضم المعجمة وسكون الموحدة وضم الراء بن الطفيل الضبي أبو شبرمة ثقة فقيه. التقريب: 1/307. (¬5) الحائم: من حام، يقال: حام الرَّجل، إذا عطش، فهو حائم. انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/164. (¬6) الصادي: من صَدِيَ، يَصْدَى، صَدًى، أي عطش شديداً، فهو صدٍ، وصادٍ، وصَدْيان، والصَّدَى: العطش الشديد. انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/420. (¬7) البيتان لقيس بن ذريح في لُبْنى ضمن أبيات كما ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: 9/238-239.

فقِيلَ: مَا بَقِيَ شيْءٌ؟ قال: بَلَى المُوَافَقَة (¬1) . 1226- قال (¬2) : وأَنْشَدَنِي لِإِبْنِ شُبْرُمَة. [ل261/ب] (¬3) تَرَى طَالِبِ النِّسْوَانِ يَحْسَبُ أَنَّهَا سَوَاءٌ وَبَوْنٌ بَيْنَهُنَّ بَعِيدُ فَمِنْهُنَّ جنَّاتٌ تَفِيءُ ظِلاَلُهَا وَمِنْهُنَّ نِيرَانٌ بِهِنَّ وَقُودُ (¬4) 1227- قال (¬5) أنْشَدَنا عبدُ الله بن شَبِيْب: لَئِنْ كَانَتْ الدُّنْيَا بِلُبنى (¬6) تَقَلَّبَتْ فَلِلدَّهْرِ وَالدُّنْيَا بُطُونٌ وَأَظْهُرُ وَلِلْكَفِّ مُرْتَادٌ وَلِلْعَيْنِ مَنْظَرُ ... لَقَدْ كَانَ فِيهَا لِلأَمَانَةِ مَوْضِعٌ وَلِلْحَائِمُ الْعَطْشَان ريٌّ برِيقِهَا وَلِلْمَرِحِ الذَّيَّالِ خَمْرٌ وَمُسْكِرُ (¬7) 1228- قال (¬8) : أنشدنا محمد بن خَلَف قال: سمع رَجُلٌ إسماعيلَ بنَ ¬

(¬1) في الخطية ((الرافعة)) وكتب الناسخ في جانب السطر ((الموافقة)) وفوفها ((صح)) . (¬2) القائل هو: أبو روق الهزاني) . (¬3) في الخطية ما نصّه: ((لقد كان فيها للأمانة موضع وللكف مرتاد وللعين منظر)) وعليه علامة الضرب. (¬4) ذكر الماوردي البيتين في أدب الدنيا والدين: 0/133. (¬5) القائل هو: أبو روق الهزاني. (¬6) في الخطية ((بليلى)) والتصحيح من الأغاني. (¬7) انظر تخريجها في الرواية رقم: 539. (¬8) القائل هو: أبو روق الهزاني) .

حَمَّاد بن أبي حنيفة (¬1) ينْشُدُ: وَمَا نِلْتُ مِنْهاَ لَذَّةً غَيْرَ أَنَّنِي إِذَا هِيَ بَاَلتْ بُلْتُ حَيْثُ تَبُولُ وَإنْ ذُكِرَتْ حَنَّ الْفُؤَادُ لِذِكْرِهَا وظَلَّ عَمُودُ الْخُصْيَتَيْنِ يَجُولُ قال: وَلَمَّا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ شَيَّعَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، وَقَالُوا: عَفَفْتَ عَنْ أَمْوَاِلنَا وأَعْرَاضِنَا، قال: نَعم، وَعَنْ أَوْلاَدِكُمْ يُعَرِّضُ بيحيى بن أَكْثم (¬2) . 1229- قال (¬3) : وأَنْشَدَ أَبُو صَخْرَةَ الرِّيَاشِي (¬4) فِي يحيى بن أَكْثم: أَنْطَقَنِي الدَّهْرُ بَعْدَ إِخْرَاسِ لِنَائِبَاتٍ أَطَلْنَ (¬5) وَسْوَاسِي ¬

(¬1) إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: الكوفي، قال صالح بن محمد: كان جهميا ليس بثقة. وقال ابن عدي: ضعيف. وقال يوسف: كان ثقة صدوقا لم يغمزه سوى الخطيب، وتعقبه ابن حجر بقوله: قد غمزه من هو أعلم به من الخطيب، فبطل الحصر الذي ادعاه. تاريخ بغداد: 6/243، ميزان الاعتدال: 1/26، لسان الميزان: 1/398. (¬2) وقوله: (حنّ) في الخطية يمكن قراءة هذه الكلمة ب (خرّ) أيضاً، ولكن المثبت أليق، والله أعلم. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 6/244، عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، عن المعافى بن زكرياء، عن محمد ابن أحمد بن إبراهيم الحكمي قال: قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ القاسم فذكره مختصرا. وهو مذكور في تهذيب الكمال للمزي: 31/212، وفي لسان الميزان لابن حجر: 1/399، بدون إسناد. (¬3) القائل هو: أبو روق الهزاني. (¬4) أبو صخرة الرياشي: هو العباس بن فرج، وكنيته أبو الفضل، ولم أجد من كنّاه بهذه الكنية ممن ترجم له. (¬5) في الخطية (أطن) وفي الهامش (أطلن) وفوقها (صح) .

يَرْفَعُ نَاسًا يَحُطُّ مِنْ نَاسِ ... ياَ بُؤْسَ لِلدَّهْرِ لاَ يَزَالُ كَمَا بِطُولِ نَكْسٍ وَطُولِ أَنْفَاسِ [ل262/أ] ... لاَ أَفْلَحَتْ أُمَّةٌ وَحُقَّ لَهَا وَلَيْسَ يَحْيَى لَهَا بِسَّوَاسِ ... تَرْضَى بِيَحْيَى يَكُونُ سَائِسَهَا وَلاَ يَرَى عَلَى مَنْ يَلُوطُ مِنْ بَأْسِ ... قَاضٍ يَرَى الْحَدَّ فِي الزِّنَا مِثْلِ جَرِيرٍ ومِثْلِ عبَّاسِ ... يَحْكُمُ لِلْأَمْرَدِ الْغَرِيرِ عَلَى الْعَدْلُ وَقَلَّ الْوَفَاءُ فِي النَّاسِ ... فَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَيْفَ قَدْ ذَهَبَ يَلُوطُ وَالرَّاشِ شرَّ مَا رَاشِ ... أَمِينُهَا يَرْتَشِي وَحَاكِمُنَا قَامَ عَلَى النَّاسِ كُلُّ مِقْيَاسِ ... لَوْ صَلَحَ الدِّينُ وَاسْتَقَامَ لَقَدْ لاَأَحْسَبُ الْجَوْرَ يَنْتَفِي وَعَلَى الْ أُمَّةِ قَاضٍٍٍ مِنْ آلِ عَبَّاسِ (¬1) 1230- قال (¬2) : حدثنا الرِّيَاشِي، حدثنا الحُسَيْن بن محمد الذَّرَّاع (¬3) ، حدثنا عمر ابن هارون البلخي (¬4) ، عن قرة بن خالد قال: سأَلَ رَجُلٌ م ¬

(¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 14/195-196، عن أبي روق الهزاني به. وورد في البيت الثالث عند الخطيب ((اتّعاس)) بدل ((أنفاس)) . وفي البيت الثامن ((أميرنا)) بدل ((أمينها)) ، وهو أشبه بالصواب، وفي البيت الأخير ((ينقضي)) بدل ((ينتفي)) . وقال الخطيب: ليست هذه الأبيات للرياشي إنما هي لأحمد بن أبي نعيم. (¬2) القائل: أبو روق الهزاني. (¬3) الحسين بن محمد الزراع: بن أيوب وقيل الذارع، السعدي أبو علي البصري، وثقه أبو حاتم والنسائي. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة سبع وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل: 3/64، الثقات: 8/190، تهذيب الكمال: 6/469، التقريب: 1/168. (¬4) عمر بن هارون البلخي: بن يزيد الثقفي، قال ابن سعد، تركوا حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: لا أروي عنه شيئا. وتركه النسائي وصالح بنمحمد الحافظ وأبو علي الحافظ وابن حجر. وقال الساجي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو نعيم: حدث عن ابن جريج والأوزاعي وشعبة بالمناكير لا شيء. الضعفاء والمتروكون: 0/85، الجرح والتعديل: 6/140، المجروحين: 2/90، الضعفاء لأبي نعيم: 0/113، تهذيب الكمال: 21/520، التقريب: 1/41.

حمدَ بْنَ سِيرينَ عن حديثٍ وقَدْ أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَقَالَ: إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِي مَالَمْ أُطِقْ سَاءَكَ مَاسَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقْ (¬1) 1231- قال (¬2) : حدثنا الرِّيَاشِي، عَنْ الأَصْمَعِي، عن نَافِع بن أبي نعيم (¬3) قال: ((مات عكرمةُ وكثيِّرُ (¬4) في يومٍ واحدٍ)) (¬5) . ¬

(¬1) إسناده ضعيف جداًّ فيه عمر بن هارون البلخي وهو متروك. أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/215، من طريق أبو روق الهزاني به. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/265، من طريق محمد بن جشم، عن أبي سعيد الأشج، عن عمر بن هارون به. وذكره السيوطي عن ابن سيرين في تدريب الراوي: 2/146. (¬2) القائل هو: أبو روق الهزاني. (¬3) نافع بن أبي نعيم: نافع بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نعيم أبو رويم المقرئ، وثقه ابن سعد وابن معين، وقال أحمد: كان يؤخذ عنه القرآن وليس في الحديث بشيء. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الساجي وابن حجر صدوق. وقال ابن حجر: ثبت في القراءة. مات سنة تسع وستين ومائة. الجرح والتعديل: 8/456، الثقات: 7/532، طبقات المحدثين بأصبهان: 1/381، تهذيب الكمال: 29/281، التقريب: 1/558. (¬4) كثيّر: بضم الكاف وفتح الثاء وكسر الياء المشددة بعدها راء، وهو أبو صخر كثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني، قال الذهبي من فحول الشعراء، كان شيعيّا، يقول بتناسح الأرواح، وكان خبيثا، يؤمن بالرجعة، مات هو وعكرمة في يوم سنة سبع ومائة. انظر سير أعلام النبلاء: 5/152. (¬5) رجال إسناده كلهم ثقات. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 5/292، وابن عبد البر في التمهيد: 2/35، والمزي في تهذيب الكمال: 20/291، من طريق محمد بن عمر الواقدي قال: حدثني خالد بن القاسم البياض قال: ((مات عكرمة وكثيّر عزة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة ... )) . وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/290، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/34، ميزان الاعتدال: 5/119، عن الدراوردي من قوله، ولم يذكر سنة الوفاة. وأخرجه ابن عدي في الكامل: 5/1906 من طريق أبي معشر، وابن عبد البر في التمهيد: 2/35، من طريق المفضل ابن فضالة، والذهبي في ميزان الاعتدال: 5/119، من طريق سليمان بن معبد السبخي، قالوا: ((مات عكرمة وكثيّر عزة في يوم واحد في المحرم سنة تسع ومائة)) . ولم يذكر سليمان السبخي سنة الوفاة.

1232- قال (¬1) : حدثنا الرِّياشِي (¬2) ، حدثنا أَبُو عاصم (¬3) ، عن عبد الله بن الوليد، عن محمد ابن عبد الرحمن قال: سمعت ابْنَ الزُّبَيْر يقول: ((ما أَصَابَنِي فِي عَمَلِي هَذَا شَيْءٌ إِلاَّ وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِهِ كَعْبٌ، وقال: الطَّيْرُ لاَ يَرْفَعُ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَي عَشَرَ مِيلاً، وَِإنَّ الذِّئْبَ يُكَنَّى أَبَاجَعْدَة، وَإنَّ الطِّلاَءَ خَمْرٌ)) (¬4) . [ل262/ب] ¬

(¬1) القائل: أبو روق الهزاني) . (¬2) هنا في الخطية ((عن الأصمعي)) : وعليه علامة الضرب. (¬3) أبو عاصم: الضحاك بن مخلد النبيل. (¬4) رجاله إسناده ثقات. ذكر ابن حجر شطره الأول في الإصابة 5/650، في ترجمة كعب بن ماتع. وأما شطره الأخير فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف: في نكاح المتعة وحرمتها 3/552 رقم ((17075)) من طريق محمد بن بشر، والفاكهي في أخبار مكة: 3/13-14، من طريق حماد بن أسامة، كلاهما عن عبد الله بن الوليد ابن عبد الله، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: ((ألا إن الذئب يكنى أبا جعدة، ألا وإن المتعة هي الزنا)) . ورجال إسناده ثقات. ويروى عن عبيد بن الأبرص قوله: هي الخمر تكنى الطلاء كما الذئب يكنى أبا جعدة. وذكره البيهقي عنه في السنن الكبرى: 8/295، والصنعاني في سبل السلام: 4/35.

1233- قال (¬1) : حدثنا أَبُو حَاتِم (¬2) قال: ((كَتَبْتُ كِتَابًا إلى (¬3) اْلأَصْمَعِي فَقُلْتُ فِيهِ كَافأك اللهُ بِخَيْرٍ، فَخَرَّقَهُ، وَقَالَ: لاَ تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا، إِنَّمَا تَكُونُ الْمُكَافَأَةُ بَيْنَ النُّظَرَاءِ وَاللهُ قَدْ تعَالَى (¬4) عَنْ ذَلِكَ)) (¬5) . 1234- قال (¬6) : أنشدنا الرِّيَاشِي: ولَقَدْ عَلِِمْتُ وَأْنْتَ تَعْلَمُهُ أَنَّ الْعَطَاءَ يُشِينُهُ الْمَطْلُ 1235- قال (¬7) : حدثنا الرِّيَاشِي، حدثنا الأَصْمَعِي، حدثنا العَلاَءُ بنُ أَسْلَم، عن هِشَامِ ابن عقبة أَخِي ذِي الرُّمَّة، وَكَانَ ذُو الرُّمَّةِ يَتِيمًا فِي حِجْرِ هِشَام قال: ((أَتَانِي هِشَامٌ وَأَنَا أُرِيدُ الْحَجَّ، فقال: إِنَّكَ تُرِيدُ سجرا لحضره (¬8) الشَّيطَان حُضُوراً لا يَحْضُرُهُ فِي غَيْرِهِ، فَاتَّقِ اللهَ وَصَلِّ الصَّلاَةَ ِلوَقْتِهَا فَإِنَّكَ لاَ مَحَالَةَ تُصَلِّ (¬9) فَصَلِّهَا صَلاَةً تَنْفَعُكَ. ¬

(¬1) القائل هو: أبو روق الهزاني. (¬2) أبو حاتم: السجستاني. (¬3) في الخطية ((عن)) . (¬4) في الخطية يمكن أن يقرأ (يتعالى) وما أثبتناه أشبه. (¬5) رجال إسناده ثقات. (¬6) القائل هو: أبو روق الهزاني) . (¬7) القائل هو: أبو روق الهزاني. (¬8) في الخطية كذ: ((سجرا لحضره)) أو (شجراً لحضرة) ، ولم يتبيّن لي المراد. (¬9) كذا في الخطية: ((تصل)) والصواب: تُصَلِّي، أو مصلٍّ.

وَاعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ رُفْقَةٍ كَلْبًا يَنْبَحُ عَنْهُمْ، فَإِنْ يَكُنْ خَيْرًا شرَكُوهُ (¬1) ، وَإِنْ كَاَن شَراًّ تَقَلَّدَهُ دُونَهُمْ فَلاَ تَكُنْ كَلْبَ الرُّفْقَةِ)) (¬2) . 1236 - قال (¬3) : حدثنا الرِّيَاشِي، عن الأَصْمَعِي، عن مُعْتَمر بن سليمان، عن أبيه (¬4) قال: قلت لهلال بن أسد المازني (¬5) : ((مَا أَكْلَةٌ تَبْلُغُنِي عَنْكَ؟ قَال: أَقْبَلْتُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ عَلَي بَعِيٍر لِي فَلَمَّا كُنْتُ بَطْنَ الصُّلَيْبِ (¬6) انْدَقَّ فَأَكَلْتُهُ، وَجَمَعْتُ جِلْدَهُ وَقَوَائِمَهُ وَلَفَفْتُهَا وَحَمَلْتُهَا عَلَى ظَهْرٍ لِي (¬7)) ) . 1237- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِي، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الحسن بن ¬

(¬1) كذا في الخطية، شرِكَ شَرْكاً وشَرِكاً، وشِِرْكةً وشَرِكَةً: صار شريكه، المنجد في اللغة والأعلام (ص384) . (¬2) في إسناده العلاء بن أسلم، وهشام بن عقبة لم أقف على ترجمتهما. (¬3) القائل هو: أبو روق الهزاني. (¬4) أبوه: سليمان بن طَرخان التيمي. (¬5) هلال بن أسد المازني: ذكره البخاري وابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير: 8/203، الجرح والتعديل: 9/73، الثقات: 5/504. (¬6) في الخطية: ((بطن الصُّلَيب)) : والصواب: ببطن)) والصُّليب: بضم أوله على لفظ التصغير، كأنه تصغير صُلب موضع عند بطن فلج. وفُلْج: قال أبو منصور: هو اسم بلد، ومنه قيل لطريق تأخذ من طريق البصرة إلى اليمامة طريق بطن فلج. وقال غيره: فلج واد بين البصرة وحمى ضرية من منازل عدي بن جندب بن العنبر. انظر معجم ما استعجم: 3/841، معجم البلدان: 3/472. (¬7) كذا في الخطية وفي الهامش ((ظهري)) وكتب فوقها ((صحَّ)) . ورجال إسناده ثقات.

حَامِد بن [ل263/أ] الْحَسَنِ بْنِ حَامِد البَغْدَادِيُّ الأَدِيبُ (¬1) بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أبُو الحَسَن عَلِيُّ ابن محمد بن سعيد الموصِلي (¬2) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُلَيْل العَنَزِي مِنْ كِتَابِه بِسُرَّ مَنْ رَأَى، حَدَّثَنَا عمرو ابن الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ زَوْجُ خَيْرَةَ الخُزَاعِيَّة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قالتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ حُرِمَ حَظُّهُ مِنَ الرِّفْقِ حُرِمَ حَظُّهُ مِنَ الرِّزْقِ، وَمَنْ أُعْطِيَ حظَّه مِنَ الرَّفقِ أعْطِي حَظُّهُ مِنَ الرِّزْقِ)) (¬3) ¬

(¬1) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَامِدِ بن الحسن بن حامد البغدادي الأديب: قال الخطيب: صدوق، وكان تاجرا مموِّلا، مات سنة سبع أربعمائة. تاريخ بغداد: 7/303. (¬2) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد الموصلي: كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. وقال ابن فرات: مخلط غير محمود. مات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 12/82، لسان الميزان: 4/255. (¬3) حديث حسن، وإسناد المؤلف ضعيف، فيه أبو الحسن علي الموصلي مخلط غير محمود، وكذّبه ابن المظفر أبو نعيم. أخرجه أحمد في المسند: 6/159، وأبو يعلى في المسند: 8/24، وابن الجعد في المسند: 2/6186، رقم (3579) ، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 2/324، وابن عدي في الكامل: 4/295، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 9/159، وأبو محمد عبد الله الأنصاري في طبقات المحدثين بأصبهان: 2/326، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/274-275، والبغوي في شرح السنة: 13/74 رقم (()) ، من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بن أبي مليكة عن القسم بن محمد به. وأخرج ابن أبي حاتم في العلل: 2/298، رقم (2406) قال سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن حمزة، عن حيوة ابن شريح، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة مرفوعا، بلفظ ((من رزق حظه من الرفق فقد رزف الخير كله، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم الخير كله)) . قال أبي: روى هذا الحديث ابن وهب عن حيوة، عن ابن الهاد، عن ابن أبي ربيعة، عن ابن أبي ملكية. وأخرجه أحمد في المسند 6/71، وابن عدي في الكامل: 4/1605 من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ القرشي، عن عمه بن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعا. ولفظه: ((إذا أراد الله بأهل بيت خير أدخل عليهم الرفق)) . وأخرجه أحمد في المسند 6/71 من طريق عروة بن الزبير، و6/104-105 من طريق عطاء بن يسار كلاهما عن عائشة مرفوعاً. وأخرجه ابن عدي في الكامل: 4/296 من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الزهري، عن عروة، عن أبي هريرة مرفوعا. ولفظه ((إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)) . وسئل الدارقطني عن هذه الرواية فقال: يرويه الزهري، عن عروة، واختلف عنه، فرواه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ابن أبي مليكة، عن الزهري، فرواه عنه ابن أبي فديك وأبو أحمد الزبيري والقعنبي، وقالوا عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الزهري، عن عروة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ورواه عبد الوهاب بن عطاء، عن الخفاف، عن شيخ من أهل مكة وهو المليكي قال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة وهو ضعيف. علل الدارقطني: 8/292. قال أحمد بن حميد سألت أحمد بن حنبل، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ التيمي، يروي عن القاسم، عن عائشة قال: منكر الحديث، الكامل 4/1606، وقال ابن معين: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بن أبي مليكة ضعيف. وقال البخاري: عبد الرحمن ابن أبي مليكة القرشي منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وقال العقيلي بعدما ذكر له ثلاثة أحاديث وهذا آخرها، قال: فلا يتابعه عليها إلا من هو دونه أو مثله، وأما الرفق فقد روي فيه أحاديث من غير هذا الوجه بأسانيد جياد بألفاظ مختلفة. وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث عن القاسم وعن ابن أبي مليكة وعن الزهري في الرفق يرويها عنهم عبد الرحمن بن أبي مليكة هذا. وأخرجه ابن راهوية في مسنده: 1/263، والحميدي في المسند: 1/193، وأحمد في السند: 6/451، والبخاري في الأدب المفرد: 1/164 رقم ((270)) ، والترمذي في البر والصلة: باب ما جاء في حسن الخلق رقم ((2002)) والبغوي في شرح السنة: رقم ((3496)) ، والبزار في المسند: رقم ((1975)) ، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/274، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/193، وفي شعب الإيمان: 1/238 رقم ((8002)) ، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/407، والمنذري في الترغيب والترهيب: 2/279، من طريق عمرو بن دينار، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يعلى ابن مملك، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعا، وفيه ((من الخير)) بدل ((من الرزق)) وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 8/516، وأحمد في المسند: 6/446، و448، و442، والبخاري في الأدب المفرد: رقم ((270)) ، وأبو داود ف الأدب: باب حسن الخلق: رقم ((4799)) والترمذي في الأدب والصلة: باب ما جاء في حسن الخلق رقم ((2003)) ، وابن حبان في صحيحه: 2/230 رقم ((481)) والبيهقي في شعب الإيمان: 6/238، رقم (()) ، من طرق عن عطاء الكَيْخَاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعا مختصرا. والحديث في هذا المعنى صحيح ثابت في الصحيحين، أخرجه البخاري في الإستتابة، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 14/283 رقم (2927) وفي الأدب، باب الرفق في الأمر كله 12/64 رقم (6024) ، وفي الإستئذان، باب كيف الرد على أهل الذمة الشلام 12/308 رقم (256) ، ومسلم في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، رقم (2165) من حديث عائشة، ها قالت: استأذن رهط من اليهود عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فقالوا: السام عليك، فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: يا عائشة: إن الله الرفيق، يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ ... )) . وأخرجه مسلم من حديث عائشة أيضاً، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)) . وأخرجه أيضاً من طريق شريح بن هانئ عن عائشة مرفوعاً ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع في شيء إلا شانه)) 4/ 2003 رقم (2593) . وأخرجه أيضاً من حديث جرير بن عبد الله مرفوعاً بلفظ: ((من حرم الرفق حرم الخير أو من يحرم الرفق يحرم الخير)) . 4/2003 رقم (2592) .

1238- قال (¬1) : حدثنا الحسن (¬2) ، أنشدنا بعضُ الشُّعَرَاء: الرِّفْقُ يُمْنٌ وَاْلأَنَاةُ سَعَادَةٌ فَاسْتَأْنِ فِي رِفْقٍ تُلاَقِ نَجَاحًا (¬3) ¬

(¬1) القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، وسيرد في الروايات التالية إلى نهاية الجزء ما عد رقم: (1255) . (¬2) الحسن: هو ابن عليل وسيرد في الروايات التالية أيضاً إلى نهاية الجزء ما عدا رقم (1289) . (¬3) علة إسناده كعلة الإسناد السابق. ذكره الخطيب في تاريخ بغداد: 7/166، عن أمير المؤمنين المتوكل. الرفق يمن والأناة سعادة ... فاستأن في رفق تلاق نجاحا لا خير في حزم بغير رويّة ... والشك وَهْنٌ إن أردت سراحا والبيت من أبيات النابغة الذبياني، انظر ديوانه (ص28) ، وجاء فيه: ((فتأن في رفق تنال نجاحا)) . وعزاه إلى النابغة أبو عبيد البكري في فصل المقال في شرح كتاب الأمثال (ص328) ، وورد هذا البيت فيه كما عند المؤلف هنا.

1239- قال أنشدنا الحسن لنفسه: لاَ تَنْظُرَنَّ إِلي الثِّيَابِ فَإِنَّنِي خَلَقُ الثِّيَابِ مِنَ الْمُرُوءَةِِ كَاسِي (¬1) . 1240- قَالَ (¬2) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبيد (¬3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَب أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَمَا رَأَيْنَا عِنْدَهُ إِلاَّ شَيْئًا يَسِيرًا، وَكَانَ يُحَدِّثُ وَيَبْكِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبي حَازِمٍ (¬4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((مَنْ أَعْمَرَهُ اللهُ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَهُ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرُ)) (¬5) . ¬

(¬1) علة إسناده كعلة الإسناد السابق. (¬2) القائل هو: أبو الحسن الموصلي. (¬3) كذا في الخطية، والصواب الحسن بن عليل كما عند الخطيب في تاريخ بغداد. (¬4) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: وفي المخطوط عبد الله بن أبي حازم، والتصحيح من الخطيب في تاريخه، لأنيِّ لم أجد ضمن أولاد أبي حازم سوى عبد الجبار وعبد العزيز، وهو عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ سلمة بن دينار المخزومي مولاهم أبو تمام كما في تاريخ بغداد، صدوق، التقريب: 1/356. (¬5) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه علي بن محمد الموصلي، مخلط غير محمود، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وعبد العزيز بن مسلمة لم أجد له ترجمة. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/303، عن الصوري، عن الحسن بن حامد بن الحسن، عن علي بن محمد الموصلي به. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب: 1/262 رقم ((424)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/370، والرامهرمزي في الأمثال: 0/98، من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن أبيه به. وأخرجه البخاري في الرقاق: باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر إلى الله في العمر 11/238 رقم ((6419)) من طريق معن بن محمد الغفاري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المقبري به. وقال تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري.

1241- قال: أنشدنا الحَسَنُ لنفسه: يُعَزِّي الْمُعَزِّي ثُمَّ يَمْضِي لِشَأْنِهِ وَيَتْرُكُ فِي الصَّدْرِ الدَّخِيلَ المُجَمْجَمَا [ل263/ب] حَرِيقًا ثَوَى فِي الصَّدْرِ لَوْ أَنَّ بَعْضَهُ أَنَاخَ عَلَى سَلْمَى إذا لَتضرَّما (¬1) . 1242- قال: أنشدنا الحسن: يَا عَمْرُو عَنِّي جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ لاَ تَزْهَدَنْ فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ تَفْعَلُهُ إِنَّ الَّذِيْ يَحْرِمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ (¬2) 1243- قال أنشدنا الحسن: العُرْفُ نُزْهَةُ ذِي النُّهَى وَذَخِيرَةٌ تُلْقِي جَوَادِيهَا بِكُلِّ مَكَانِ ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وقدكذّبه ابن المفظر وأبو نعيم. (¬2) علة إسناده كعلة الإسناد السابق. ذكرهما عبد الكريم القزويني في تدوين أخبار القزويني: 2/345، وياقوت الحموي في معجم البلدان: 1/106، ولم يذكرا القائل لهما: وورد عند القزويني: يَا مَالَ نَحْن جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً هَذاَ وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ وتَزْهَدُوا فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ مِنْ أَحَدٍ إِنَّ الَّذِي يَحْرِمُ المحرِمَ مَحْرُومُ وعند ياقوت الحموي: يا مالُ عَنِّي جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ لاَ تَزْهَدَنْ فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفُ عَنْ أَحَدٍ إِنَّ الَّذِي يَحْرِمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ

مَا ضَاعَ مَعْرُوفٌ أَتَيْتَ إِلَى امْرِئٍ فَغَدَا وَرَاحَ يُذِيعُهُ بِلِسَانِ (¬1) 1244- قال: أنشدنا الحسن لنفسه: أَوْلَى الْبَرِيَّةِ حَقًّا أَنْ تُوَاسِيَهُ عِنْدَ السُّرُورِ الَّذِي وَاسَاكَ فِي الْحَزَنِ إِنَّ الْكِرَامَ إِذَا مَا أَسْهَلُوا ذَكَرُوا مَنْ كَانَ يَعْتَادُهُمْ فِي الْمَنْزِلِ الْخَشِنِ (¬2) 1245- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب مِنْ كِتَابِهِ، سَمِعْتُهُ يُمْلِيهِ عَلَى ابْنِهِ أبي بكر (¬3) فَتَقَدَّمَتُ، فَلَمَّا رَآنِي قال: يا عَسْكَرِيُّ، طَفَّلْتَ (¬4) عَلَى ابْنِي، اقْعد، اكْتُبْ، حدَّثَنَا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا أَبِي (¬5) ، حدثنا سلم بن قُتَيْبة قال: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ هُبَيْرَةِ الأَكْبَرِ (¬6) قال: فجَرَى الْحَدِيثُ حَتَّى جَرَى ذِكْرُ الْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا اسْتَوَى رُجْلاَنِ دِينُهُمَا وَاحِدٌ، وَحَسَبُهُمَا وَاحِدٌ، ¬

(¬1) في إسناده ابو الحسن الموصلي مخلط غيرمحمود، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. (¬2) علة إسناده كعلة الإسناد السابق. ذكر الخطيب البيت الثاني دون الأول ولم ينسبه إلى قائله، حيث جاء فيه: إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا من كان يؤنسهم في المنزل الخشن. (¬3) أبو بكر: هو أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي البغدادي. (¬4) طفّلت: أي دخلت من دون إذن ولا دعوة، ومنه الطفيلي: الذي يدخل الوليمة والمآدب ولم يدع إليها. لسان العرب 11/404، مادة (طفل) . (¬5) أبوه: بكر بن حبيب السهمي الباهلي، وثقه ابن وابن حبان. الجرح والتعديل: 2/383، الثقات: 6/104. (¬6) ابن هبيرة: هو عمر بن هبيرة بن معاوية بن سُكَيْن الأمير أبو المثنى الفزاري، أمير العراقيين، مات سنة سبع ومائة تقريبا. االكامل في التاريخ: 5/97، سير أعلام النبلاء: 4/562.

وَمُرُوءَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، أَحَدُهُمَا يَلْحَنُ وَالآخَرُ لاَ يَلْحَنُ، إِنَّ أَفْضَلَهُمَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [ل264/أ] الّذِي لاَ يَلْحَنُ، قال: قلنا: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، هذَا أَفْضَلُ فِي الدُّنْيَا لِفَضْلِ فَصَاحَتِهِ وَعَرَبِيَّتِهِ، أَرَأَيْتَ اْلآخِرَة، مَا بَالُهُ فَضُل فِيهَا؟ قال: إِنَّهُ يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ عَلَى مَا أَنْزَلَهُ اللهُ، وَإِنَّ الَّذِي يَلْحَنُ يَحْمِلُهُ لَحْنُهُ عَلَى أَنْ يُدْخِلَ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، وَيُخْرِجَ مِنْهُ مَا هُوَ فيِهِ، قال: قُلْت: صَدَقَ الأَمِيرُ وَبَرَّ (¬1) . 1246- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، وَأَيُّوبُ بْنُ صَالِحٍ الْمُؤَدِّبُ (¬2) بِالْبَصْرَةِ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُوني (¬3) إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِحَضَرَةِ أَبِي حَاتِم، وَأَبِي زُرْعَةَ، وصَالِح جَزَرَة، وَالْمُسْتَمْلِي أَبو (¬4) قِلاَبة الضَّرِير، وَلَمْ يَذْكُرْ أَيُّوبُ بْنُ صَالِحٍ هَذِه الْقِصَّةَ حَدَّثَنَا الحكم ابن ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وكذّبه أبو نعيم وابن المظفر. أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/25-26، من طريق أبي عبد الله الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد الموصلي، عن الحسن بن عليل، عن أبي خيثمة به. (¬2) أيوب بن صالح المؤدب: لعله أيوب بن صالح بن سليمان بن هاشم أبو صالح المعافري القرطبي المالكي، كان إماما في المذهب، وكان متصرّفاً في علم النحو والبلاغة والشعر. الوافي بالوفيات: 10/52، سير أعلام النبلاء: 15/330-331، تاريخ علماء الأندلس: 1/86. (¬3) أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشاذكوني: المنقري، قال البخاري: هو أضعف من كل ضعيف. كتب عنه أبو زرعة ثم ترك الرواية عنه. وقال النسائي: ليس بثقة. ورماه صالح الجزرة بالوضع. وقال أبو جعفر: مثل هذا لا يحدث عنه. وقال الخطيب: كان حافظا مكثرا. مات سنة ست وثلاثين ومائتين. الثقات: 1/279، طبقات المحدثين بأصبهان: 2/123، تاريخ بغداد: 9/40. (¬4) كذا في الخطية، وفوقها (صح) .

ظَهِيرٍ (¬1) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ((قَدِمَ مُلُوكُ حَضْرَمَوْت عَلَى رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنُو وَلِيْعة، ومِخْوَس (¬2) ، وَمِشْرَح، وأبْضَّعَة (¬3) وَأُخْتُهُم الْعَمَرَّدَةِ، وَفِيهِمْ الأَشْعَثُ ابْنُ قَيْس، وَهُوَ مِنْ أَصْغَرِهِمْ فَقَالُوا: أَبَيْتَ اللَّعنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لستُ مَلِكًا، أنَا محمدُ ابنُ عبدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب، قَالُوا: لاَ نُسَمِّيكَ بِاسْمِك، قَالَ: لَكِنَّ اللهَ سَمَّانِي، وَأَنَّا أَبُو الْقَاسِم، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقاَسِم، إِنَّا قَدْ خَبَّأْنَا لَك خَبِيئًا فَمَا هُوَ؟ وَكَانُوا خَبَؤُوا لِرَسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - رِجْلَ جَرَادَ ةٍ، وحَمِيْتَ َسْمنٍ، قال: وَالْحَمِيْتُ: الزِّقُّ [ل264/ب] الَّذِي قَدْ قُيِّرَ دَاخِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِك بِالْكَاهِنِ، وَإِنَّ الْكَاهِنَ وَالْكَهَانَةَ وَالْمُتَكَهِّنَ فِي النَّارِ، فَقَالُوا كَيْفَ ¬

(¬1) الحكم بن ظُهَيْر: بالمعجمة الفزاري أبو محمد، قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه منكر الحديث. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: متروك الحديث، وقال الجوزجانيك ساقط، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات. وقال ابن حجر: متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين. التاريخ الكبير: 2/345، الضعفاء الصغير: 0/31، الضعفاء والمتروكون: 0/31، الجرح والتعديل: 3/118، المجروحين: 1/250، تهذيب الكمال: 7/99، التقريب: 1/175. (¬2) في الخطية (يحرس) والتصحيح من معجم البلدان 2/271، (حضرموت) وجاء في القاموس المحيط: 2/220 مادة (خوس) : ومخوس كمنبر ومشرح وجمد وأبضعة بنو معد يكرب الملوك الأربعة الذين لعنهم رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، ولعن أختهم العمردة، وفدوا مع الأشعث، فأسلموا ثم ارتدوا، فقتلوا يوم النجير، فقالت نائحتهم: يا عينُ بكّي لي الملوك الأربعة. (¬3) في الخطية (الضعة) وهو تصحيف،

نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَفًّا مِنْ حَصَى فَقَالَ: هَذَا يَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، [فَسَبَّحَ الْحَصَى فِي يَدِهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] (¬1) : إِنَّ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ أَنْزَلَ عَلَيَّ كِتَابًا لاَيَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفهِ، أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ فيِ مِثْلِ نُورِ الشِّهَاب، قَالَ: فأَسْمِعْنَا مِنْهُ، فتَلاَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {وَالصَّافاَتِ صَفًّا، فاَلزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} (¬2) ، حَتَّى بَلَغَ {رّبُّ الْمَشَارِقِ} (¬3) ثُمَّ سَكَنَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ يَتَحَرَّكْ مِنْهُ شَيْءٌ ودُمُوعُه تَجْري عَلَى لِحْيَتِه، فَقَالُوا: إِنَّا نَرَاك تَبْكِي فمِنْ مَخَافةِ مَنْ أرسلَكَ تَبْكي؟ قَالَ: خَشْيَتِي مِنْهُ أبْكَتنْيِ، بَعَثَنِي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فِي مثْلِ حَدِّ السَّيْفِ إِن زِغْتُ عنْهُ هَلَكْتُ، ثُمَّ تلاَ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الآية (ْ (¬4) (¬5) . ¬

(¬1) ما بين المعقوفين مثبت من هامش الخطية وكتب عليها الناسخ ((صح)) . (¬2) سورة الصافات آية رقم ((1 و2)) (¬3) سورة الصافات آية رقم ((5)) .. (¬4) سورة الإسراء: آية رقم ((86)) . (¬5) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأبو داود الشاذكوني ضعيف ورماه صالح الجزرة بالوضع والحكم بن ظهير متروك الحديث، وأبو موسى لم أميّزه. أخرجه محمد بن علي الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول: 2/216-217، عن ابن عباس بدون إسناد، بأطول مما عند المؤلف.

1247- قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ (¬1) ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (¬2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان، عَنْ سُمَيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا عَطَسَ غَضَّ بِهَا صَوْتَهُ، وَأَمْسَكَ عَلَى وَجْهِهِ)) (¬3) . [ل265/أ] ¬

(¬1) عبيس بن مرحوم: بن عبد العزيز العطار، وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم وابن حبان، وزاد أبو حاتم أن في حديثه شيء. مات سنة تسع عشرة ومائتين. معرفة الثقات: 2/125، الجرح والتعديل: 7/34، الثقات: 8/52. (¬2) حاتم بن إسماعيل: أبو إسماعيل المثني الحارثي مولاهم، وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان. قال أحمد زعموا أن حاتما فيه غفلة إلا أن كتابه صحيح. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال مرة: ليس بالقوي. قال ابن حجر: صحيح الكتاب، صدوق يهم. مات سنة ست وثمانين ومائة. الطبقات الكبرى: 5/425، معرفة الثقات: 1/275، الثقات: 8/210، تهذيب الكمال: 5/187، التقريب: 1/144. (¬3) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وقد كذّبه أبو نعيم وابن المظفر. أخرجه أبو داود في الأدب: باب العطاس 5/287-288 رقم ((5029)) والترمذي في الإستئذان والآداب: باب ما جاء في حفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس 8/19 رقم ((2893)) وأحمد في المسند: 2/439، والحاكم في المستدرك: 4/325، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/90، وابن عبد البر في التمهيد: 17/335، والبغوي في شرح السنة: 12/314 رقم ((3346)) ، من طريق يحيى بن سعيد، وأبو يعلى في المسند: 12/17 رقم ((6663)) من طريق خالد بن الحارث، والحميدي في المسند: 2/489 رقم ((1157)) والطبراني في معجم الصغير: 1/83، وفي معجم الأوسط: 2/505 رقم ((187)) ، من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/90، من طريق إسرائيل، أربعتهم عن محمد بن عجلان به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، وعند بعضهم زيادة ((غطّى وجهه بثوبه أو بيده)) . وأخرجه الحاكم في المستدرك: 4/264، من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته)) . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: فيه عبد الله بن عياش وهو صدوق يغلط أخرج له مسلم في الشواهد، التقريب: 1/317.

1248- قال: حدثنا الحسن، حدثنا علي بن المديني، حدثنا عبد الله بن هارون الشامي، حدثني أبي (¬1) ، حدثنا أبو يونس القشيري (¬2) ، حدثنا عمرو بن دينار: ((أَنَّ زَيْدَ ابنَ أُسَامَة لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَبْكِي، فقال لَهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يُبْكِيك؟ قال: أَبْكِي عَلَى أَنَّ عَليَّ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَاٍر، فقال لَهُ عَلِيُّ، لاَ تَبْكِ، فَهُنَّ عَلَيَّ، وَأَنْتَ مِنْهَا بَرِيءٌ (¬3) . 1249- قال: أخبرنا الحسن (¬4) قِرَاءَةً عَلَيْهِ، حدَّثَكُمْ عليُّ بْنُ المَدِينِي، ¬

(¬1) هارون بن أبي عيسى الشامي: قال البخاري: يخطئ في غير حديث محمد بن إسحاق. وذكره العقيلي في الضعفاء. ووثقه ابن حبان والذهبي. وقال ابن حجر: مقبول. الضعفاء الكبير: 4/358، الثقات: 9/238، تهذيب الكمال: 30/102، الكاشف: 2/331، التقريب: 1/569. (¬2) أبو يونس القشيري: حاتم بن أبي صغير القشيري البصري، وابو مغيرة اسمه مسلم وهو جده لأمه وقيل زوج أمه ثقة من السادسة. التقريب: 1/144. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وهو مروي من غير هذا الطريق. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/141، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/385، من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن علي بن المديني به. وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/393، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/394، معلقا على حاتم القشيري به. وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/101 معلقا على عمرو بن دينار به. وورد عندهم ((محمد بن أسامة بن زيد)) بدل ((زيد بن أسامة)) ، وورد في السير: بضعة عشر ألف)) . (¬4) في الخطية (الحسين) والتصحيح من روايات السابقة واللاحقة.

حدثنا سُفْيان (¬1) قال: ((كَانَ عَلِيُّ بنُ حَسَيْن - رضي الله عنه - يَحْمِلُ مَعَهُ جِرَاباً مِنْ خُبْزٍ بَتَصَدَّقُ بِهِ، ويقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ الصَّدَقَةَ تُطْفِئُ غَضَب ¬

(¬1) سفيان: هو ابن عيينة.

َ الرَّبِّ)) (¬1) . 1250 - قال: حدثنا الحسن، حدثنا علي (¬2) ، حدثنا سفيان (¬3) قال: قال عليُّ ابن حسين: ((مَا يَسُرُّنِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ)) (¬4) . 1251- قال (¬5) : حدثنا الحسن (¬6) ، حدثنا علي (¬7) ، حدثنا سفيان (¬8) قال: حدثونا عن الزهري قال: ((مَا رَأَيْتُ قُرَشِياًّ أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْن)) (¬9) . ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم ن وهو مروي من غير هذا الطريق. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/135-136، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 12/21، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/393، من طريق سفيان، عن أبي حمزة الثُّمالي أن علي بن حسن كان يحمل.. فذكره. وأخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/96 عن أبي حمزة من قوله. وأبو حمزة الثمالي هذا هو ثابت بن أبي صفية الثمالي واسم أبيه دينار كوفي ضعيف رافضي، التقريب: 1/132. وأخرج الترمذي في الزكاة: باب ما جاء في فضل الصدقة رقم ((664)) وابن حبان في صحيحه: 8/103-104 رقم ((3309)) والبغوي في شرح السنة: رقم ((1634)) من طريق عقبة بن مكرم، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ يونس ابن عبيد، عن الحسن، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: ((الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السُّوء)) . وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. قلت فيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف كما في التقريب: 1/ 317، وفيه عنعنة الحسن أيضا. وأخرج الطبراني في معجم الصغير: رقم ((128419)) ، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب: 1/92 رقم ((99)) ، عن محمد ابن عون السيرافي، عن أصرم بن حوشب، عن قرة بن خالد، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد الله بن جعفر ابن أبي طالب حدّثنا شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ... وسمعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: صدقة السر تطفئ غضب الرب. وفي إسناده أصرم بن حوشب وهو متروك الحديث واتهمه غير واحد بالوضع. انظر الجرح والتعديل: 2/336. والمجروحين: 1/181. وأخرجه الطبراني في معجم الأوسط: 1/513، رقم ((947)) ، وفي معجم الكبير: 19/421 رقم ((1018)) والقضاعي في مسند الشهاب: 1/94 رقم ((102)) ، من طريق صدقة بن عبد الله، وعن أصبغ، عن بهز بن حكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((صانع المعروف تقي مصارع السوء، وإن صدقة السر تطفئ غضب الرب ... )) وفي إسناده صدقة بن عبد الله وهو ضعيف، التقريب: 1/275. (¬2) علي: بن المديني. (¬3) سفيان: بن عيينة. (¬4) في إسناده أبو الحسن الموصلي مخلط كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. لكنه روي من غير هذا الوجه. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/137، عن أبي بكر بن مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن حنبل، عن أبيه عن سفيان به. وأبو بكر بن مالك هو القطيعي. وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/398، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/395، عن سفيان بن عيينة بدون إسناد. وعزاه ابن عبد البر إلى علي بن الحسين في التمهيد: 9/158. (¬5) القائل هو: أبو الحسن الموصلي. (¬6) الحسن: بن عليل. (¬7) علي: بن المديني، (¬8) سفيان: بن عيينة. (¬9) صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن الموصلي، وهو مروي من غير هذا الطريق. أخرجه عمر بن أحمد أبو حفص الواعظ في تاريخ أسماء الثقات: 1/140، ويعقوب الفسوي: 1/544، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 3/141، وأبو الوليد الباجي في التعديل والتجريح: 3/956، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/99، والمزي في تهذيب الكمال: 20/384، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/387، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 7/269، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ به. وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/375، عن الزهري بدون إسناد.

قال (¬1) : وسمعته يقول (¬2) : ((كُنْتُ كَثِيرَ الْمُجَالَسَةِ لِعَلِيِّ بْنِ حُسين، وَلَكِنَّهُ كَانَ قَلِيلَ الرِّوَايَةِ)) (¬3) . 1252- قال حدثنا الحسن، حدثنا ابن سلام (¬4) قال: قال عمرو بن العاص: ((يَثَّغِر الغُلاَمُ وهوَ ابنُ سبْعِ سِنِينَ، وَيَحْتَلِمُ لاِبْنِ أَرْبَعَ عشرةَ، ويَكْمُلُ خَلْقُةُ لإِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَيَكْمُلُ عَقْلُةُ لِثَمَانٍ وَعِشْرِينَ)) (¬5) . ¬

(¬1) القائل هو سفيان بن عيينة. (¬2) أي الزهري. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، وهو مروي من غير هذا الطريق. أخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/386، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/389، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 7/269، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ به. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/376، من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزهري به. (¬4) ابن سلام: لعله محمد بن سلام البيكندي بكسر الموحدة وسكون التحتانية وفتح الكاف وسكون النون أبو جعفر ثقة ثبت من العاشرة مات سنة سبع وعشرين، التقريب: 1/482. (¬5) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. لم أجده عن عمرو العاص، ولكنّ الرامهرمزي روى في المحدث الفاصل: 1/188، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الغراء، عن محمد بن يحيى الأزدي، عن قبيصة، عن الثوري قوله: ((يثغر الغلام لسبع، ويحتلم لأربع عشر، ويكمل عقله لعشرين، ثم هو التجارب)) وقال: وقد روي نحو من هذا عن علي،. قلت: وفي إسناده عبد الله بن أحمد الغراء، لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن يحيى الأزدي ثقة كما في التقريب: 1/513، وقبيصة هو ابن عقبة السُّوائي، صدوق ربما خالف، كما في التقريب: 1/453. وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء: 7/270، من طريق ضمرة، عن سفيان قال: يثغر الغلام لسبع ويحتلم بعد سبع ثم ينتهي طوله بعد سبع ثم يتكامل عقله بعد سبع ثم هي التجارب. وضمرة هو ابن ربيعة الفساطيطي صدوق يهم قليلا كما في التقريب: 1/280. ويثّغر: أي تسقط أسنانه الرواضع، ثم ينبت مكانها الأسنان الدائمة، يقال: أثغر سنه: إذا سقط ونبت جميعا.

1253- قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا أبو عبد الله القاسمي: [ل265/ب] سَائِلْ قُرَيْشًا إِذَا مَا كُنْتَ ذَا عَمَهٍٍ (¬1) مَنْ كَان أَثْبَتَهَا في الدِّينِ أَوْتَادا عِلْمًا وَأطْيَبَها أَهْلاً وَأَوْلاَدا ... مَنْ كَانَ أَوَّلَها سِلْمًا وَأَكْثرَها تدْعُوا مَعَ اللهِ أَوْلاَدًا وَأَنْدَادا ... مَنْ كَانَ وَحَّدَ إِذْ كانتْ مَكذِّبَةً عنْهَا وَإِنْ بَخِلُوا فِي كُرْبَةٍ جَادا ... مَنْ كَانَ يَقْدُمُ في الهَيْجَاِ إذَا نَكَلُوا جَدَّ الطِّعَانُ بِصَدْرِ الرُّمْحِ ذَوَّادا ... مَنْ كَانَ بِالسَّيْفِ ذَبَّابًا وكَانَ إِذَا إِنْ يَصْدُقُوكَ فَلَنْ يَعْدُوا أَبَا حَسَنٍ إِنْ أَنْتَ لَنْ تَلْقَ للأَبْرَارِ حُسَّادا (¬2) ¬

(¬1) عمهٍ: من عَمَهَ، تعامه: إذا تحيَّر في طريقه. المنجد في اللغة والأعلام: 0/531. (¬2) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب: 3/1133، عن إسماعيل بن محمد الحميري من شعره، وورد عنده في البيت الثاني ((أقدم إسلاما)) بدل ((أولها سلما)) ، و ((أطهرها)) بدل ((أطيبها)) وفي البيت الثالث ((من وحّد)) بدل ((من كان وحّد)) ، و ((أوثانا)) بدل ((أولادا)) ، وفي البيت الرابع ورد عنده ((إن نكلوا)) بدل ((إذا نكلوا)) ، و ((وإن بخلوا في أزمة)) بدل ((وإن بخلوا في كربة)) ، وورد في البيت الخامس: من كان أعدلها حكما وأبسطها علما وأصدقها وعدا وإيعادا. بدل البيت الخامس الذي عند المؤلف. وورد البيت السادس عنده كما عند المؤلف وزيادة البيت السابع وهو: إن أنت لم تلق أقواما ذوي صلف، وذا عناد لحقٍّ الله حجَّادا، ووذكر أبو الفرج مطلعها في ترجمته في الأغاني: 7/286، وإسماعيل بن محمد ابن يزيد بن ربيعة المعروف بالسيد الحميري، كان شاعرا محسنا كثير القول، كان راضيا، وكان يرى رجعة بن الحنفية إلى الدنيا، قال الذهبي: له مدائح بديعة في أهل البيت، ونظمه في الذروة، ولذلك حفظ ديوانه أبو الحسن الدارقطني، وقيل إنه اجتمع بجعفر الصادق، فبين له ضلالته فتاب. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة، وقيل سنة ثمان وسعين ومائة. البداية والنهاية: 1/173، فوات الوفيات: 1/188، سير أعلام النبلاء: 8/44-46، لسان الميزان: 1/436.

1254- قال: حدثنا الحسن، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا أبو عاصم (¬1) ، عن عيسى (¬2) ، عن ابنِ أبي نجيح، عن مُجاهد، {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (¬3) ، قال: القرآن (¬4) . وعن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: {المُتَوَسِّمِينَ} (¬5) المُتَفَرِّسِينَ (¬6) ¬

(¬1) أبو عاصم: الضحاك بن مخلد النبيل. (¬2) عيسى: بن ميمون الجُرَشي بضم الجيم وفتح الراء والمعجمة ثم المكي أبو موسى، ثقة من السابعة. التقريب: 1/441. (¬3) سورة الحجر آية رقم: (94) . (¬4) في أبو الحسن الموصلي، ولكنه مروي من غير هذا الطريق. أخرجه الطبري في التفسير 14/68، من طريق عيسى وورقاء وشبل جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} . قال: اجهر بالقرآن في الصلاة. وأخرجه أيضا 14/68، من طريق ابن إدريس، وسفيان الثوري، وابن فضيل، وشريك جميعا عن ليث بن سعد، عن مجاهد به. وورد عن بعضهم بألفاظ متقاربة: ((هو القرآن)) و ((بالقرآن)) و ((بالقرآن في الصلاة)) . وأخرج القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 10/62، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/551، والسيوطي في الدر المنثور 4/199، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، كلهم عن مجاهد قوله: اجهر بالقرآن في الصلاة. (¬5) انظر سورة الحجر آية رقم: (75) . (¬6) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وابو نعيم، وهو مروي من غير هذا الطريق. أخرجه الطبري في التفسير 14/45، من طريق عيسى، وورقاء، وشبل جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} . قال: للمتفرسين. وأخرجه أيضا 14/45، و46، من طريق عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن قيس، عن مجاهد به مثله. وفي إسناده عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وهو صدوق له أوهام، التقريب 1/363. وذكره البغوي في معالم التنزيل: 4/488، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن: 10/47، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/543، والسيوطي في الدر المنثور 4/192، والشوكاني في فتح القدير 3/199، كلهم عن مجاهد بدون إسناد.

1255- حدثنا الحسن، حدثنا يحيى (¬1) قال: قال سفيان (¬2) : قال ابْنُ شُبْرُمَة (¬3) : لَو شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ (¬4) فِي تَعَبُّدِهِ أَوْكَابْنِ طَارِقٍ (¬5) حَوْلَ البَيْتِ فِي الْحَرَمِ قَدْ حالَ دُونِ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا وَشَمّرَا فِي طِلاَبِ الْعَيْشِ وَالْكَرَم قال ابْنُ شُبْرُمًة: فذَكَرْتُهُ لابْنِ هُبَيْرَة (¬6) فَقَالَ: صِفْهُمَا لِي، فقُلْتُ: أَمَّا كُرْزٍ فَكَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ (¬7) فَلَوْ أَنَّ أَحَدًا اكْتَفَى بِالتُّرَابِ لاَكْتَفَى بِهِ (¬8) . [ل266/أ] ¬

(¬1) يحيى: بن معين. (¬2) سفيان: بن عيينة. (¬3) ابن شبرمة: عبد الله بن شبرمة. (¬4) كرز: هو ابن وبرة الحارثي العابد من اتباع التابعين الكوفي، قال أبو نعيم: كان يسكن جرجان، له الصيت البليغ في النُّسك والتعبّد، حلية الأولياء: 5/79-83، سير أعلام النبلاء: 6/54. (¬5) ابن طارق: محمد بن طارق المكي، ثقة عابد. التقريب: 1/ 485. (¬6) في الخطية ((ابن عبده)) ولم أجده، والتصحيح من الجرجاني وأبي نعيم، وابن هبيرة هو: يزيد بن عمر بن هبيرة أبو خالد الفزاري، كان بطلا شجاعا، سائسا جوادا، فصيحا خطيبا، وكان من الأكلة، وله في كثرة الأكل أخبار، قتل في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة. تاريخ خليفة: 0/636، المجروحين: 2/123، سير أعلام النبلاء: 6/207-208. (¬7) في الخطية (وأما ابن) مكرر، وعليه علامة الضرب. (¬8) صحيح، في إسناد المؤلف أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفّر وأبو نعيم، وبقية رجاله ثقات، وقد روي من غير طريقه.. أخرجه الفاكهي في أخبار مكة: 2/324، وحمزة الجرجاني في تاريخ جرجان: 1/338، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 5/81-82، والمزي في تهذيب الكمال: 25/404، من طرق عن سفيان بن عيينة به. وأسانيدهم حسنة. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/81، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/217، من طريق محمد بن فضيل، عن شبرمة به. ومحمد بن فضيل صدوق عارف رمي التشيع كما في التقريب: 1/502، وكذلك علي بن المنذر، التقريب: 1/405. وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء: 6/85، وابن حجر في الإصابة: 5/661، البيتين عن ابن شبرمة دون القصة، وورد عند جرجان في تاريخ جرجان، وعند أبي نعيم في حلية الأولياء ((ابن هبيرة)) بدل ((ابن عبدة))

1256- قال: أنشدنا الحسن، أنشدني رجَلٌ: إِذَا تَضَايَقَ أَمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجًا فَأَصْعَبُ اْلأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الْفَرَجِ (¬1) 1257- قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا أحمد بن يحيى قال: قال جَرِير (¬2) : أحبُّ لِحُبِّ الْعَاصِمِيَّةِ مَعْشَرًا مِنَ النَّاسِ مَا كَانُوا صَدِيقًا وَلاَ أَهْلا وَأَرْعَاهُمُ بِالْغَيْبِ مِنْ أَجْل حبّهاِ حُبِّهَا وَأُوْليهِمْ مِنِّي النّصَاحَةَ وَالْبَذْلا (¬3) 1258- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصل، حدثنا يحيى بن أكثم القاضي، قال ابْنُ عُلَيْل: وقَدْ رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثم ¬

(¬1) في إسناده ابو الحسن الموصلي. أخرجه البيهي في شعب الإيمان: 7/208 رقم ((10019)) ، عن محمد بن الحسين قال: رأيت مجنونا قد ألجأه الصبيان إلى المسجد فجاء فقعد في زاوية، فتفرقوا عنه، فقام وهو يقول: فذكره. (¬2) جرير: بن عطيّة بن الخطفي التميمي البصري، شاعر زمانه، وقيل كان عفيفاً منيباً، وفضّله جماعة على فرزدق، وقال امرأة فرزدق: غلبك – جرير – على حلوه، - تعني حلو شعره - وشركك في مرِّه. سير أعلام النبلاء: 4/590، البداية والنهاية: 9/260ن شذرات الذهب: 1/140. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وابو نعيم، وأحمد بن يحيى لم أميّزه. والبيتان موجودان في ديوان جرير: ص336.

وسمعتُ مِنهُ قالَ: وَقَفَ الْمَأْمُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عَقَبَةِ حُلْوَان فأنشأ يقول: حَتىَّ مَتَى أنا فِي حَطٍّ وَترْحَالِ وَطُولِ سُقْمٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ عَن اْلأَحِبَّةِ لاَ يَدْرُونَ مَا حَالِي ... ونَازِحِ الدَّارِ لاَ أَنْفَكُّ مُغْتَرِبًا لاَ يَخْطُرُ الْمَوْتُ مِنْ حِرْصِي عَلَىبَالِي ... بِمَشْرِقِ اْلأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِي الرِّزْقُ فِي دَعَةٍ إِنَّ الْقنُوعَ الغِنَى لاَ كَثْرَةُ الْمَالِ (¬1) 1259- قال: أخبرنا الحسن بن عُلَيْل قِرَاءَةً، حدَّثَنِي أحمد بن موسى بن محمد ابن سليمان بن حمكان، عن الهَيْثَم بن عدي قال: ((لَمَّا خَرَجَ هارونُ الرَّشِيدُ في طَلَبِ سَيَّارٍ ابنِ رِافِع أَبَثَّ عَسَاكِرَهُ فِي طَلَبِهِ حَتَّى ظَفِرَ بِهِ، فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهِ دَعَا بِنِطْعِ، وَأَمَرَ بِجَزَّارٍ فَأَحْضَرَهُ، وقال: اقْطَعْهُ عُضْوًا عُضْوًا، وَبَضِّعْهُ بَضْعَةً بَضْعَةً (¬2) ، فَما زَالَ الْجَزَّارُ يُبَضِّعُهُ، وَكاَنَ هَارُونُ عَلِيلاً فَيُغْشَى عَلَيْهِ، [ل266/ب] فَإِذَا فَتَحَ عَيْنَيهِ نَظَرَ إِلَى الْفَضْلِ بنِ الرَّبِيع (¬3) وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: يَا فَضْل: ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ويحيى بن أكثم صدوق رمي بسرقة الحديث. ذكر كمال الدين عمر بن أبي جرادة هذه الأبيات في بغية الطلب في تاريخ حلب 4/1799، عن أبي العتاهية. (¬2) في هامش الخطية كلمة (بضعة) الثالثة، وفوقها (صح) . (¬3) الفضل بن الربيع: بن يونس بن محمد بن أبي فرة أبو العباس، كان حاجب هارون الرشيد، ومحمد الأمين، وكان في صحبة الرشيد إلى أن مات بطوسي، وقد أسند الحديث عن المنصور والمهدي أمير المؤمنين. تاريخ بغداد: 12/343.

أَحِيْنَ دَنَا مَنْ كُنْتُ أَرْجُوا دُنُوَّهُ رَمَتْنِي عُيُونُ الدَّهْرِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ فَصَبْرًا عَلَى مَكْرُوهِ مُرِّ الْعَوَاقِبِ ... فَأَصْبَحْتُ مَرْحُومًا وَكُنْتُ مُحَسَّدًا وَأَنْدُبُ أَوْقَاتِ السُّرُورِ الذَّوَاهِبِ ... سَأَبْكِي عَلَى الْوَصْلِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا وَأَعْتَقِدُ اْلأَيَّامَ بِالصَّبْرِ وَالْعَزَا عَلَيْكَ وَإِنْ جَانَبْتُ غَيْر مُجَانِبِ قال: ثُمَّ يَلْتَفِتُ إِلَى الْجَزَّارِ فَيَقُولُ: اقْطَعْ عُضْوًا عُضْوًا حَتَّى سَقَطَ سَيَّارٌ مَيِّتًا (¬1) . 1260- قال: حدثنا الحسن، حدثنا عبد الله بن مروان بن معاوية، حدثنا الواقدي، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبي: ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِطَرِيفَةٍ؟ جَلَسْتُ الْيَوْمَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ وَكَانَتْ عِنْدَي امْرَأَةٌ لَمْ يَكُنْ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَيْنَا، فَقَالَ أَيُّكُمْ الشَّعْبِي؟ فَقُلْتُ: هَذِهِ)) (¬2) . 1261- قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر المازني، حدثني ¬

(¬1) في إسناده ابو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأحمد بن موسى بن حمكان لم أقف على ترجمته، والهيثم ابن عدي قال فيه البخاري سكتوا عنه، وهذه العبارة عادة ما يستعملها فيمن تركوا حديثه، انظر الشرح والتعديل لألفاظ الجرح والتعديل (ص63) . ذكره ابن الأثير في الكامل في التاريخ 5/354، مختصراً. (¬2) في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والواقدي متروك. أخرجه المزي في تهذيب الكمال: 14/37، من طريق بد الرحمن بن أبي الزناد به. وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: عن مجالد وغيره أن رجلا مغفلا لقي الشعبي ومعه امرأة تمشي، فقال: أيُّكما الشعبي، قال: هذه.

الواقدي قال: ((كُنْتُ مَعَ أَشْعَب فِي يَوْمِ عِيد نُرِيدُ الْمُصَلَّى، فَوَجَدَ دِينَارًا، فَقَالَ: يَا ابْنَ وَاقِد، قُلْتُ: مَا تَشَاءُ يَا أبَا العَلاَء، قال: وَجَدْتُ دِينَارًا فَمَا تَرَى أَصْنَعُ بِهِ؟ قلتُ: عَرِّفْهُ، قال: أُمُّ الْعَلاَءِ إِذًا طَالِقٌ، قُلْتُ فَمَا تَصْنَعُ بِهِ، قال: أَشْتَرِي [ل267/أ] بِهِ قَطِيفَةً ثُمَّ أُعَرِّفُهَا، قال: وَكَانَ أَشْعَبُ جَارًا لِلوَاقِدِي)) (¬1) . 1262- قال: حدثنا الحسن إملاء، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق (¬2) ، ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والواقدي متروك. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/40، عن الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد أبو الحسن الموصلي، عن الحسن بن عليل به. وفيه ((وكان أشعب خال الواقدي. وأخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال: 1/ 423، وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق بن بشر. والخطيب في تاريخ بغداد: 7/40-41، وابن خلِّكان في وفيات الأعيان: 2/472، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1/423، وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق الزبير بن بكار، والخطيب في تاريخ بغداد: 7/40، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1/423، وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق أحمد بن إبراهيم، ثلاثتهم عن الواقدي به. وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك: 3/215، بعدما ذكر هذه القصة عن الواقدي قال: كذا وجدت هذا الخبر عنه، ولا أدري من هذا الأشعب، فإن أشعب الطماع متقدم عن زمن الواقدي، سمع من سالم بن عمر، وقد قال أهل هذا الباب، لا يعرف بهذا الاسم غيره. وتعقّبه ابن حجر بقوله: فأما شكّه فيه فلا أثر له فإن الطامع لا شك فيه، وقد أدرك الواقدي من حياته خمسا وعشرين سنة، ثم قال: وقد تأخر وفاته عن الواقدي مدة، وأما دعواه أن اسمه فرد فهو كذلك فما ذكروا غيره، والله أعلم. انظر لسان الميزان: 1/452. (¬2) محمد بن محمد بن مرزوق: الباهلي ابن بنت مهدي البصري، قال أبو حاتم: صدوق، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. ووثقه الخطيب. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. الثقات: 9/125، تاريخ بغداد: 3/199، تهذيب الكمال: 26/377، التقريب: 1/505.

حدثتني أم علي بنت سليمان بن علي قالت (¬1) : سمعت عمِّي إسماعيل بن علي قال: قال عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله: ((نِعْمَ الأُخْتَانُ الْقُبُورُ)) (¬2) . 1263- قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر المازني، حدثني سعيد بن محمد الوّرَّاق، عن مَطَر (¬3) ، عن الشَّعْبِي قال: ((الْبَسْ مِنَ الثِّيَابِ مَا لاَ يَزْدَرِيكَ فِيهَا السُّفَهَاءُ، وَلاَ يَعِيبُكَ بِهَا الْفُقَهَاءُ (¬4) ¬

(¬1) في الخطية ((قال)) ، والتصحيح منَّا لمقام المعنى. (¬2) في إسناده أبو الحسن الموصلي علي بن محمد كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأم علي وعمّها لم اقف على ترجمتهما. ذكره العجلوني في كشف الخفاء: 1/490، و2/427، والمناوي في فيض القدير: 5/291، عن علي بن عبد الله بدون إسناد. وعزى كل منهما إلى الطيوريات. (¬3) مطر: الوراق. (¬4) في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي وهو مخلط، وقد كذّبه ابن المفظر وأبو نعيم، وسعيد بن الوراق ضعيف ومطر صدوق كثير الخطأ. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 4/318، من طريق شريح بن يونس، عن سعيد بن محمد الوراق به. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 1/302، والمنذري في الترغيب والترهيب: في اللباس: باب الترغيب في ترك الترفع في اللباس 3/83، والهيثمي في مجمع الزوائد: 5/135، عن أبي يعفور وقدان قال: سمعت ابن عمر وسأله رجل ما ألبس من الثياب قال: ما لا يزدريك فيه السفهاء ولا يعتبك به الحلماء، قال: ما هو؟، قال: ما بين الخمسة إلى العشرين درهما. وقال المنذري والهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قلت بل في إسناده عثمان بن أبي شيبة وهو ثقة له أوهام، التقريب: 1/386، ويونس بن أبي يعفور وقدان صدوق يخطئ كثيرا كما في التقريب: 1/614، وهو إسناد حسن إن شاء الله. وأخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/382، من طريق الحسن بن سلام، عن أبي غسان، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن العلاء بن المسيب قال: قال إبراهيم- النخعي-: ((البس من الثياب ما لا يشتهرك الفقهاء ولا يزدريك السفهاء)) . وإسناده حسن فيه جعفر بن زياد الأحمر وهو صدوق يتشيع كما قال ابن حجر في التقريب: 1/140، والعلاء بن المسيب ثقة ربما وهم. كما في التقريب أيضا: 1/436. وبقية رجاله ثقات.

1264- قال: حدثنا الحسن، حدثنا الزُّبير بن بَكَّار، حدثنا حَمَّاد بن إسحاق الموصلي، حدَّثني أبي، عن ابْنِ كُنَاسَةَ (¬1) قال: قال نُصَيْبٌ (¬2) : ((مَا عَلِمْتُ أَنِّي مِنَ الشُّعَرَاءِ حَتَّى قُلْتُ: بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ وَقُلْ إِنْ تَمَلِِّينَا فَمَا مَلَّكَ الْقَلْبُ قال ابْنُ كُنَاسَة: وَلَقِيَ الْكُمَيْتُ (¬3) النُّصَيْبَ فِي حَمَّامٍٍ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ النُّصَيْبُ؟ فَقَالَ: نَعم، قال: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ وَقُلْ إِنْ تَمَلِّينَا فَمَا مَلَّكَ الْقَلْبُ قال: نَعم، قال: فأنْشِدْنِيهَا، قال: مَا أُرْوِِيْتُهَا فَتَرْوِيهَا أَنْتَ؟ قال: ¬

(¬1) ابن كناسة: بضم الكاف وتخفيف النون، هو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي الأسدي، وكناسة لقب لجدّه أو لأبيه. وثقه ابن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والعجلي وأبو داود والذهبي. وقال أبو داود: كان صاحب أخبار، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حجر: صدوق عارف بالآداب. مات سنة سبع ومائتين. التاريخ لابن معين: 2/523 الجرح والتعديل: 7/300، تاريخ بغداد: 5/404، تهذيب الكمال: 25/492، الأغاني: 13/337، التقريب: 1/488. (¬2) نصيب: لعله نصيب بن رباح أبو محجن الأسود مولى عمر بن عبد العزيز. انظر طبقات حول الشعراء: 0/141، الشعر والشعراء: 0/410، الأغاني: 1/125، معجم الأدباء: 19/228. (¬3) الكميت: بن يزيد الأسدي الكوفي، قال الذهبي: كان مقدم شعراء وقته. مات سنة ست وعشرين ومائة. الأعاني: 17/1، سير أعلام النبلاء: 5/388.

نَعم، فَانْدَفَعَ الْكُمَيْتُ يُنْشِدُ وَالنُّصَيْبُ يَبْكِي (¬1) . 1265- قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا مسعود بن بشر المازني لجميل بن معمر (¬2) : إِنِّي َلأَحْفَظُ غَيْبَكُمْ وَيَسُرُّنِي لَوْ تَعْلَمِينَ بِصَالِحٍ أَنْ تُذْكَرِي [ل267/ب] أَوْ نَلْتَقِي فِيهِ عَليَّ كَأَشْهُرِ ... وَيَكُونُ يَوْمٌ لاَ أَرَى لَكِ مُرْسِِِلاً إِنْ كَانَ يَوْمُ لِقَاكُمُ لَمْ يُقْدَر ... يَا لَيْتَنِي أَلْقَى الْمَنِيَّةَ بَغْتَةً إِلاَّ كَبَرْقِ سَحَابَةٍ لَمْ تُمْطِر ... مَا أَنْتِ وَالْوَعْدَ الَّذِي تَعِدِينَنِي تُقْضَي الدُّيُونُ وَلَيْسَ يُنْجَِزُ عَاجِلاً هَذَا الْغَرِيمُ أَنَا وَلَيْسَ بِمُعْسِرِ (¬3) 1266- قال: أنشدنا الحسن، أنشدني مصعب بن عبد الله الزبيري: لَعُمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتَى كَيْفَ يَتَّقِي نَوَائِبَ هَذَا الدَّهْرِ أَمْ كَيْفَ يَحْذَرُ ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وحماد بن إسحاق لم يذكر فيه الخطيب جرحاً ولا تعديلاً، وأبوه كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه. (¬2) جميل بن معمر: هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري الشاعر المشهور صاحب بثينة، قال الذهبي نظمه في الذروة، يُذْكر مع كُثَيِّر عزّة والفرزدق. يقال مات سنة اثنتين وثمانين، وقيل بل عاش حتى وفد عمر بن عبد العزيز. طبقات فحول الشعراء: 0/543، الشعر والشعراء: 0/346، الأغاني: 7/77، سير أعلام النبلاء: 4/181، شذرات الذهب: 1/91. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً. ورد هذه الأبيات في ديوان جميل بثينة (ص25) ، وعند أبي الفرج الأصبهاني في الأغاني: 2/388، و8/108، وفيهما: ((هذا الغريم لنا)) ، بدل من ((هذا الغريم أنا)) .

يَرَى الشَّيْءَ مِمَّا يُتَّقَي فَيَخَافُهُ وَمَا لاَ يَرَى مِمَّا يَقِي اللهُ أَكْثَرُ (¬1) . 1267- قال: أنشدنا الحسن قال: أنْشَدُونَا للْمُقَنَّع (¬2) : يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَا تَدَايَنْتُ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدا مُكَلَّلَةٍ شَحْمًا مُدَفَّقَةً ثَرْدا ... وَفِي جَفْنَةٍ لاَ يُحْجَبُ الضَّيْفُ دُوْنَهَا فَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي وَبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدّا (¬3) 1268- قال: حدثننا الحسن، حدثنا عَمَّارُ بنْ زَرْبِيّ، حدثنا بِشْرُ بن مَنْصُورقال: سمعتُ أَيُّوبَ (¬4) يقولُ: ((مَا طَالَ مَجْلِسٌ قَطّ إِلاَّ كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيبٌ)) (¬5) . ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. (¬2) في الخطية: ((لابن المقفّع)) والتصحيح من الأغاني، وهو محمد بن ظفر بن عمير، والمقنع لقب له، وهو شاعر مقلٌّ من شعراء بني أمية. انظر ترجمته والأبيات في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني: 17/111-113. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. (¬4) أيوب: هو السختياني. (¬5) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، وقد كذّبه ابن المظفر أبو نعيم، تقدم تخريج هذا الأثر في رواية رقم (113) ، وورد أيضاً في رقم (707) ، و (936) . وما طريق المؤلف فأخرجه الخطيب أيضا في الجامع لأخلاق الراوي: 2/129، من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد وابن منيع كلاهما عن سليمان بن أيوب قال أتينا بشر بن منصور، فسألناه عن أحاديث، فقال لنا، حسبكم، فما طال مجلس إلا كان للشيطان فيه نصيب. وقال السمعاني: هذا من كلام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري. وقال محقق الجامع لأخلاق الراوي الدكتور محمود الطحّان في تفسير هذا الأثر: لأنه إذا ملّ الناس من طول المجلس تثاءبوا وتململوا، وذلك من الشيطان.

1269- قال: قُرِئَ عَلَى الحسن وأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ مَسْعُودُ بنُ بِشْر المَازني، حدثنا ياسِرٌ بن عبد الله الخَادِمُ (¬1) قال: ((سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عبد المُلْك الزَّيَّاتُ أَبَا دُلَف القاسم بن عيسى العِجلِي عَرْضَ رُقْعَةٍ عَلَى الْحَسَنِ بن سهل ذِي الرِّئَاسَتَيْن، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ [ل 268/أ] لَهُ الْحَسَن: نَحْنُ فِي شُغْلٍ عَنْ هَذاَ، فقال لَهُ أَبُو دُلَف: مِثْلُكَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ لاَ يَنْشَغِلُ عَنْ مُحَمَّدِ ابن عبد الملك، فقال لِخَازِنِه: احْمِلْ مَعَ أَبِي دُلَفٍ إِلَيْهِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قال: فَلَّمَا وَصَلْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ كَتَبَ إِلَيْهِ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: أَعْطَيْتَنِي يَا وَلِيَّ الْحَقِّ مُبْتَدِئًا عَطِيَّةً كَافَأْتَ مَدْحِي وَلَمْ تَرَنِي مَا شِمْتُ بَرْقَكَ حَتَّى نِلْتُ رَيِّقَهُ كَأَنَّمَا كُنْتَ بِالْجَدْوَى تُبَادِرُنِي فَعَرَضَهَا أَبِو دُلَف عَلَى الْحَسَنِ بنِ سَهْلِ فقال: يَا محمد (¬2) ، احْمِلْ إِلَى مُحَمَّد خَمْسِةَ آلاف دِينَارٍ)) (¬3) . 1270-قال: حدثني الحسن، حدَّثَنِي عبْدُ الرحمن بن عبد الله ¬

(¬1) ياسر بن عبد الله الخادم: وعند الخطيب: يانس بن عبد الله الخادم، ذكره الطبري في تاريخه 5/639، و680، وقال إنه خادم الموفق، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. (¬2) ورد عند الخطيب ((يا غلام)) بدل ((يا محمد)) ، ولعل ما ورد عند الخطيب هو الأنسب إلا أن يكون الخازن اسمه محمد. وهو احتمال وارد أيضا. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/322، عن الصوري عن الحسن بن حامد الأديب، عن الحسن به.

الأَصْمَعِي (¬1) ، عن عمه عبد الملك بن قريب قال: ((وَقَفَتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَيْنَا بِمَكَّةَ فَقالتْ (¬2) : سَنَةٌ جَرَّدَتْ، وَأَيْدٍ جَمَدَتْ، وَحالٌ جُهِدَتْ، فَهَلْ فَاعِلٌ لِخَيْرٍ، أَوْ دَالٌ عَلَى خَيْرٍ، أَوْ مُجِيبٌ بِخَيْرٍ، رَحِمَ اللهُ مَنْ رَحِمَ، وَأَقْرَضَ مَنْ لاَ يَظْلِمُ)) (¬3) . 1271- قال: حدثني الحسن، حدثنا أبو عثمان المَازِني (¬4) ، حدثنا الأصمعي، عن العَلاَءِ ابنِ حَرِيز (¬5) قال: قال بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لِوَلَدِهِ: ((ياَ بَنِيَّ افْعَلُوا الْمَعْرُوفَ الْمُتَمِّمَ لِلشُّكْرِ، فَإِنَّ شَكْرَ النَّاسِ جَمَالٌ فِي الْحَيَاةِ، وَشَرَفٌ فِي الْمَمَاتِ، وَمَا سَلَفَتْ نِعْمَةٌ إِلاَّ بِكُفْرِهَا، وَلاَ دَامَتْ إِلاَّ بِشُكْرِهَا)) (¬6) . 1272- قال (¬7) : حدثنا الحسن، حدثنا سعيد بن داود الزنبري، حدثنا سفيان بن [ل268/ب] عُيَيْنَة قال: ((رَأَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرِ ابْنَهُ يَطُوفُ ¬

(¬1) عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي: بن قريب، ذكره ابن حبان في الثقات. الثقات: 8/381. (¬2) في الخطية: ((فقال)) . والصواب ما أثبتنا، لمقام المعنى، والله أعلم. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي. ذكره الخطّابي في غريب الحديث: 1/722. (¬4) أبو عثمان المازني: مسعود بن بشر. (¬5) العلاء بن حريز: ذكره ابن ماكولا ممن سمع من أبيه حريز. انظر الاكمال: 2/86. (¬6) في إسناده أبو الحسن الموصلي. ومن ذلك قول الله تعالى: {وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} . سورة إبراهيم آية رقم: (7) . (¬7) القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.

بِالْبَيْتِ فَقَالَ: هَذَا أَعَزُّ الْخَلْقِ، وَمَا شَيْءٌ أًسَرُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي مِيزَانِي (¬1) . 1273- قال: أنشدنا الحسن، أنشدني أبو نضرة التمار: إِذَا كَلَّمَتْنِي بِالْجُفُونِ الْفَوَاتِرِ رَدَدْتُ عَلَيْهَا بِالدُّمُوعِ (¬2) البوَادِرِ وَقَدْ قُضِيَتْ حَاجَاتُنَا بِالضَّمَائِرِ ... فَلَمْ يَعْلَمِ الْوَاشُونَ مَا دَارَ بَيْنَنَا أَماحُكْمُ بَعْدِي عَلَى طَرْفِ جَائِرِ ... أَقَاتِلَتِي ظُلْمًا بِأَسْهُمِ لَحْظِهَا فَلَوْ كَانَ لِلْعُشَّاقِ قَاضٍ مِنَ الْهَوَى إِذًا كَانَ يقْضِي بَيْنَ قَلْبِي وَنَاظِرِي (¬3) 1274- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو حَاتِم، عن الثَّوْرِي، عن أبي عُبَيْدَةَ قال: قال الأَحْنَفُ: الشَّمَاتَةُ تَعْقُبُ النَّدَامَةَ (¬4) . 1275- قال: أنشدنا الحسن: إِنْ يَحْسُدُونِي فَإِنِّي غَيْرُ لاَئِمِهِم قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أَهْلُ الفَضْلِ قَدْ حُسِدُوا وَمَاتَ أَكْثَرُنَا غَيْظًا بِمَا يَجِدُوا ... فَدَامَ لِي وَلَهُمْ مَابِي وَمَا بِهِمُ أَنَا الَّذِي يَجِدُونِي فِي صُدُورِهِمُ لاَ أَرْتَقِي صَعَداً مِنْهَا وَلاَ أَرِدُ (¬5) ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي هذا، وقد كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وسعيد الزنبري صدوق له مناكير عن مالك، وهذه ليست عن مالك. (¬2) في الخطية (بالعيون) وعليها علامة الضرب، وفوقها كلمة (بالدموع) وفوقها (صح) . (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي وأبو ضمرة لم أقف على ترجمته، واسمه غير واضح في المخطوط. (¬4) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. (¬5) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/367، من طريق سفيان بن وكيع عن أبيه، عن أبي حنيفة من قوله. بدون البيت الثالث، وفي إسناده محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال فيه الخطيب في تاريخ بغداد: يركب ويضع على الشيوخ، وقال أبو نصر الجصاص كان جراب الكذب. وذكرهما البيهقي في شعب الإيمان: 5/276 رقم ((6649)) ، عن منصور الفقيه. ونسبها ابن عبد البر في بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/413، إلى لبيد بن عطار بن حاجب التميمي. وورد عند ابن عبد البر ((حقولهم)) بدل ((صدورهم)) .

1276- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أحمد بن إبراهيم (¬1) ، حدثنا أبو السَّري سَهْل بن محمُود (¬2) قال: قال ابن عيينة: يَنْبَغِي لِلْخَلْقِ أَنْ يَكُونُوا وَجِلِينَ مِنْ هِذِهِ الآيَةِ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (¬3) . 1277 - قال: حدثنا الحسن قال: كَتَتَ إِلَيَّ [ل269/أ] يُونسَ بن ¬

(¬1) أحمد بن إبراهيم: الموصلي. (¬2) أبو السري سهل بن محمود: سهل بن محمود بن حليمة أبو السري مولى العباس بن عبد الله، قال يعقوب بن شيبة كان أحد أصحاب الحديث. وذكره الدارقطني وقال: بغدادي فاضل، ووثقه الخطيب، مات سنة خمس عشرة ومائتين. الجرح والتعديل: 4/204، تاريخ بغداد: 9/115. (¬3) سورة النور آية رقم: (63) . وفي إسناد المؤلف أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وإبراهيم هو الموصلي أيضاً لم يذكر الخطيب في ترجمته جرحاً ولا تعديلاً. لم أقف على هذا الأثر ولكنّ ابن أبي حاتم أخرج في تفسير القرآن العظيم: 8/2657، والسيوطي في الدر المنثور: 5/111، عن أبي علي عبد الصمد بن صبيح، عن الحسن بن صالح قال: إني لخائف على من ترك المسح على الخفين أن يكون داخلا في هذه الآية {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} . وروى عبد بن حميد عن سفيان بن عيينة في تفسير هذه الآية قال: أن يطبع على قلوبهم، ذكره السيوطي في الدر المنثور: 5/111.

عبد الأَعْلَى فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ، وحدثنا موسى بن أبي موسى، حدثنا يونس (¬1) ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمِّدَ بنَ إدريس الشَّافِعِي قال: قِيلَ لِعُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ مَا تَقُولُ فيِ أَهْلِ صِفِّينَ؟ قَال: ((َ تِلْكَ دِمَاءٌ طَهَّرَ اللهُ يَدِي مِنْهَا فَلاَ أُحِبُّ أَنْ أُخَضِّبَ لِسَانِي فِي ¬

(¬1) يونس: هو ابن عبد الأعلى.

هَا)) (¬1) . 1278- قال: حدثنا الحسن، حدثنا الوَلِيدُ بْنُ أَبِي بَدْر (¬2) ، حدثنا ابْنُ وَهْب، حدثني عبدُ الله بن عيَّاش قال: كَانَ عُمَرُ بن عبد العزيز يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لاَزِمُ وُتَشْغَلُ (¬3) فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ (¬4) ¬

(¬1) في إسناد أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. أخرجه عبد الكريم القزويني ي أخبار القزوين: 1/192، و3/335، من طريق أبي حاتم، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 9/114، من طريق أحمد بن إبراهيم بن مكويه، كلاهما عن يونس به. وأخرج ابن سعد نحوه في الطبقات الكبرى: 5/394، من طريق خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه قال سئل عمر ابن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل وصفين وما كان بينهم، فقال: ((تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أن أغمس لساني فيها)) . لقد صار عمر بن عبد العزيز قدوة أهل السنة والجماعة في هذا الباب من أجل هذه المقولة التي قالها رحمه الله تعالى، وصارت كلمته هذه قاعدة ثابتة عند أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، وسار على منواله أئمة الدين الذين جاءوا بعده في الامساك عما جرى بينهم، ومن ذلك ليس على سبيل الحصر: ما قاله ابن أبي زيد القيرواني في بيانه لعقيدة أهل السنة والجماعة حيث قال: السكوت عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة وعدم الخوض فيها، انظر شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة: 0/435. وقال النووي: وأما الحروب التي جرت فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها ... - ثم قال- واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة أقسام، قسم ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف وأن مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته، وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه، ففعلوا ذلك ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة إمام العدل وقتال البغاة في اعتقاده، وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم أن الحق في الطرف الآخر فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه، وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وأن الحق معه لما جاز لهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليه، فكلهم معذورون - رضي الله عنهم -، ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الاجماع على قبول شهادتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم - رضي الله عنهم -، صحيح مسلم بشرح النووي: 15/149. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وكذلك نؤمن بالامساك عما شجر بينهم، ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين إما مصيبين لهم أجران، وإما مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطأهم ما كان لهم من السيئات، وقد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفرها لهم)) مجموع فتاوى: 3/406-407. (¬2) الوليد بن أبي بدر: هو الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني الكندي أبو همام الكوفي، ثقة. التقريب: 1/582. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وعبد الله بن عياش صدوق يغلط. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/26، و263، من طريق مهدي بن سابق النهدي البهدراني، عن عبد الله ابن عياش، عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز ... وذكر في آخر القصة ثلاثة أبيات منها هذين البيتين، ورجال إسناده ثقات. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء أيضا: 5/319، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/230، من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ حمزة الزيات قال كان عمر بن عبد العزيز ... فذكرهما. لكنه ورد في الحلية: ((وتنصب)) وفي الزهد الكبير: ((وتتعب)) بدل ((وتشغل)) . وأخرجه أبو نعيم أيضا في حلية الأولياء أيضا: 5/319، من طريق أبي معشر، عن محمد بن قيس قال: كان عمر ابن عبد العزيز فذكرهما. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/319-320، والبيهقي في شعب الإيمان: 7/409، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/124، من طريق سعيد بن محمد الثقفي الوراق، عن القاسم بن غزوان قال: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل هذه الأبيات، فذكر هذين البيتين ضمن تلك الأبيات. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 7/220، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/229، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 7/166، من طرق عن جعفر بن عون، عن مسعر بن كدام من شعره. ولم يذكر الذهبي إسناده إليه، وورد عند أبي نعيم والذهبي ((وتتعب)) بدل ((وتشغل)) . (¬4) في الخطية (تجهل) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (تشغل) وفوقها (صح) .

1279- قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو بِشْر (¬1) ، حدثنا سَعيد بن عامر (¬2) ، عن أبي جعفر، عن خالد الرَّبَعي (¬3) قال: قلت: ((احْفَظُوهُنَّ عَنِّي، وَتَعَلَّمُوهُنَّ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّكُمْ لاَ تُطِيقُونَ جَمِيعًا تَرْكَ الْكَذِبِ، وتَرْكَ الْغِيبَةِ، وَتَرْكَ الْحَلِفِ)) (¬4) . 1280- قال: أخبرنا الحسن (¬5) قِرَاءَةً، حدثنا مسعود بن بِشْر قال: قال ¬

(¬1) أبو بشر: كذا ورد في الخطية، ولم أجد له ترجمة، ولعل الصواب ((ابن بشر)) كما في الرواية التالية، وما تقدم في رقم (1261) و (1263) و (1265) و (1269) . (¬2) سعيد بن عامر: لعله الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة أبو محمد البصري، وثقه ابن سعد وابن معين والعجلي وابن قانع. وقال أبو حاتم: في حديثه بعض الغلط، وه صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: ثقة صالح، وقال أبو حاتم: ربما وهم. الطبقات الكبرى: 7/296، الجرح والتعديل: 4/48، الثقات: 8/264، تهذيب الكمال: 10/510، تهذيب التهذيب: 4/44، التقريب: 1/237. (¬3) خالد الربعي: خالد بن أيوب الربعي، قال ابن معين: ضعيف. وقال أبو زرعة: متروك الحديث، لسان الميزان: 2/374. (¬4) في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وبو نعيم، وأبو جعفر لم أميّزه، وخالد الربعي ضعيف. (¬5) الحسن: بن عليل.

لي العَيْشِي (¬1) : ((كُنْتُ فِي مَجْلِسِ حَدِيثٍ فِيهِ أَبُو نُوَاسٍ (¬2) فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ تَخَطَّى إِلَى مَحْظُورِ)) (¬3) . 1281- قال أبو الحسن (¬4) : رأَيْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ عُلَيْل قَرصَ حَدِّ الْغُلاَمِ ولَمْ يَقْرَأْهُ ابْنُ عُلَيْل، فَنَظَرَ إِليّ فَانْصَرَفْتُ إِلَى الْبَيْتِ، فَإِذَا فِي كُتُبِي رُقْعَةٌ قَدْ طُرِحَتْ، وَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ: [ل/269/ب] لَوْلاَ غَزَالٌ كَغُصْنِ بَانِ يَجْرِي مَعَ الشَّمْسِ فِي عِنَانِ مُبَاعِدِ الدَّارِ غَيْرِ دَانِ ... مَا كُنْتُ أَسْعَى إِلَى فَقِيهِ عَنْهَا قَدْ اغْنِيْتُ بِالْقُرْآن ... أكْتُبُ مِنْ لَفْظِهِ (¬5) فُصُولاً مِنَ الأَبَارِيقِ وَالْقَنَانِ ... أنَا بِوَصْفِي مُقَدِّمَاتٍ أَحْذَقُ مِنِّي بِأَنْ أُنَادِي حَدَّثَنَا ثَابِتُ الْبُنَانِي (¬6) ¬

(¬1) العيشي: المعروف ابن عائشة، وهوعبيد الله بن محمد بن حفص. (¬2) أَبُو نُوَاسٍ: الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. (¬4) أَبُو الْحَسَنِ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي. (¬5) في هامش الخطية: (لفطفه) ، وفوقها: (أصل) . (¬6) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. أخرج الخطيب نحوه في تاريخ بغداد: 7/440، من طريق عبيد الله بن محمد بن عائشة أبي عبد الرحمن قال: جنى أبو نواس بالبصرة جناية فخرج منها ثم رأيته بعد ذلك في مجلس عبد الواحد بن زياد فقال: أرجو أن يكون صلح ثم نظرت، فإذا إلى جنبه غلام وهو يقرص خدّه، قال: فنظر إليّ وقد نظرت إليه، فانصرفت إلى منزلي، وإذا قد سبقت ببطاقة، وإذا فيها مكتوب ... فذكر هذه الأبيات.

1282- قال: حدثنا الحسن، حدثنا ابن عائشة، وحدثنا الحسن بن سعيد، حدثنا أبي (¬1) ، حدثنا ابنُ عائشة قال: ((أَرَدْتُ الرِّحْلةَ إِلى ابْنِ الْمُبارك، فَجِئْتُ إِلَى وَاسِطٍ، فَقُلْتُ حَتَّى أَدْخُلَ إِلى إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ لَعَلِّي أَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئًا، فَجِئْتُ إِلَيه فلمَّا رَآني جَهَشَ نَفْسَهُ بَاكِيًا، قال: أَمَا تَرى إِلى هَذَا عَدُوِّ الله (¬2) ، كَذَبَ عَلَيَّ وَعَلَى أَصْحَابِ رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاللهِ مَا حَدَّثْتُهُ يَا جَارِيَة، هَاتِ القِرْطَاسِ، قَالَ فَجَاءَتْ بِقِرْطَاسٍ، فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ: يَا حَسَنَ الْمُقْلَتَيْنِ وَالْجِيدِ وَقَاتِلِي مِنْهُ بِالْمَوَاعِيدِ فَيَا بَلاَئيَ مِنْ خُلْفِ مَوْعُودِي ... تُوعِدُنِي الْوَعْدَ ثُمَّ تُخْلِفُنِي شَمْرَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودِ: ... حَدَّثَنِي الْأَزْرَقُ الْمُحَدِّثُ عَنْ لاَ يُخْلِفُ الْوَعْدَ غَيْرُ كَافِرَةٍ وَكَافِرٌ فِي الْجَحِيمِ مَصْفُودِ (¬3) ¬

(¬1) أبوه: سعيد بن نُصَير البغدادي أبو عثمان ويقال أبو منصور الدورقي الورّاق، يروي عن ابن عائشة، وقال ابن حجر: صدوق أخرج له أبو داود. تاريخ بغداد: 9/92، تذكرة الحفاظ: 2/479، التقريب: 1/241. (¬2) في الخطية: ((العدو الله)) . ولعل الصواب ما أثبتنا. (¬3) في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن سعيد لم أقف على ترجمته. أخرجه السهمي في تاريخ جرجان: 1/511، من طريق يوسف بن داية، عن أبيه قال: ((رأيت إسحاق الأزرق وهو يبكي ... )) . وورد عنده ((فلا تفي منه لي بموعود)) بدل ((فيا بلاي من خلف موعود)) ، وورد فيه ((عمرو بن شمر)) بدل ((شمرة)) و ((حدثنا)) بدل ((حدثني)) ، وزيادة: ((ثم قال: والله ما حدثنا عمرو بن شمر بشيء من هذا، قال: قلت لأبي نصر محمد بن طاهر الأديب من عنى به؟، قال: عنى به الحسن بن هانئ أبا نواس. قلت: وزن الشطر الثاني من البيت الثاني والثالث غير مستقيم، والصحيح ما عند السهمي في تاريخ جرجان. وعمرو بن شمر لم يسمع من ابن مسعود، وقال البخاري وأبو حاتم فيه: منكر الحديث. وتركه النسائي. وكذّبه الجوزجاني. التاريخ الكبير: 6/344، الضعفاء المتروكون للنسائي: 0/80، الجرح والتعديل: 6/239، أحوال الرجال: 1/56. وأن الراوي عن ابن مسعود هو (سمرة بن سهم الأسدي، وهو مجهول كما في التقريب 1/256.

1283- قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر، حدثني عبيد الله بن محمد بن [ل270/أ] عائشة قال: ((كُنَّا بِبَابِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بنِ زِيَاد وَمَعَنَا أَبُو نُوَاس نَنْتَظِرُ عَبْدَ الْوَاحِدِ أَنْ يَخْرُجَ فَيَقْرَأَ عَلَيْنَا مَا مَعَنَا، فَخَرَجَ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ عَلَى وَاحِدٍ وَاحِدٍ مَا مَعَهُ حَتَّى بَقِيَ أَبُو نُوَاسٍ آخرَ النَّاسِ فَقالَ لَهُ: مَعَكَ شَيْءٌ يَا فَتىً نَقْرَؤُهُ علَيْكَ؟ قال: نَعم، فَدَفَعَ إِلَيْهِ رُقْعَةً، فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ: ولَقَدْ كُنَّا رَوَيْنَا عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَهْ أَنَّ سَعْدَ ابْنَ عُبَادَه ... عنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيِّب قاَلَ مَنْ مَاتَ مُحِبًّا فَلَهُ أَجْرُ الشَّهَادَه فَرَمَى عَبْدُ الْوَاحِدِ بِالرُّقْعَةِ مِنْ يَدِهِ وَقَالَ: يَا خَبِيث، واللهِ لاَ حَدَّثْتُ قَوْماً أَنْتَ فِيهِمْ أَبَدًا (¬1) . ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/438-439، عن الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني، حدثنا مسبح بن حاتم، عن ابن عائشة به. وفي إسناده الحسن بن أبي بكر، ومسبح بن حاتم لم أقف لهما على ترجمة. وأحمد بن يعقوب الأصبهاني ذكره الخطيب في تاريخه: 5/226، دون جرح ولا تعديل. وأما قوله ((من مات محبا فله أجر الشهادة)) : فقد تقدم تخريجه مفصلاً في رواية رقم (112) .

1284- قال: حدثنا الحسن، حدثنا الرِّيَاشي، قال: قال العُتْبِي (¬1) : أَحْسَنُ مَا قِيْل فِي اْلإِيَابِ قَوْلُ نُصَيْبِ (¬2) : أَقَمْنَا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَثْوَى فَلَمْ أَمْلِكْ وَلَمْ يَمْلِكْ ركَابِي لَكِنَّ الْمُصَمِّمَ حِينَ يَقْضِي لُبَانَتَهُ يُوَكَّلُ بِالإِيَابِ (¬3) 1285-قال: حدثنا الحسن، ومحمد بن الحسن قالا: أنشدنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، عن عمِّه: إذاَ كُنْتَ عَمَّا يَكْرَهُ النَّاسُ صَابِرًا فَأَنْتَ عَلَى مَكْرُوهِ نَفْسِكَ أَصْبَرُ وَلَسْتَ عَلَى اسْتِصْلاَحِ مَنْ شِئْتَ قَادِرًا وَأَنْتَ عَلَى اسْتِفْسَادِ مَنْ شِئْتَ تَقْدِرُ (¬4) 1286- قال: حدثنا الحسن، ومحمد بن الحس قالا: أخبرنا أبو حاتم (¬5) ، عن العُتْبِي (¬6) [ل270/ب] قال: قال لُقْمَانُ لاِبْنِهِ: ((ارْحَمْ الْفُقَرَاءَ لِقِلَّةِ صَبْرِهِمْ، وَاْرَحْم اْلأَغْنِيَاءَ لِقِلَّةِ شُكْرِهِمْ)) (¬7) . ¬

(¬1) العتبي: محمد بن عبيد الله بن عمرو أبو عبد الرحمن الأموي العتبي الأخباري الشاعر، قال الذهبي: كان يشرب وله تصانيف أدبيات، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. تاريخ بغداد: 2/324، الأنساب/380، سير أعلام النبلاء: 11/96، شذرات الذهب: 2/65. (¬2) نصيب: بن رباح. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. (¬4) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. ومحمد بن الحسن لم أميّزه. (¬5) أبو حاتم: السجستاني. (¬6) العتبي: محمد بن عبيد الله. (¬7) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ومحمد بن الحسن لم أميّزه.

1287-قال: حدثنا الحسن، ومحمد قالا: حدثنا عبد الرحمن (¬1) ، عن عمه (¬2) ، عن الأصمعي قال: ((قيل لِلشَّعْبِي: أَيُّ الطَّعَامِ أَطْيَبُ؟ قال: الْجُوُع أَبْصَرُ)) (¬3) . 1288-قال: حدثنا الحسن بن زكرياء، حدثنا رجل، عن عَمْرُو بن فَائِد (¬4) عن الكَلْبِي، عن أَبِي صالح (¬5) ، عن ابنِ عباس قال: ((اطْلُبْ اْلأَدَبَ فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ، دَلِيلٌ عَلَى الْمُرُوءَةِ، مُؤْنِسٌ فِي الْوَحْدَةِ، وَصَاحِبٌ فِي الْغُرْبَةِ، وَمَالٌ عِنْدَ الْقِلَّةِ)) (¬6) . ¬

(¬1) عبد الرحمن: ابن أخي الأصمعي. (¬2) عمه: هو الأصمعي عبد الملك بن قُريب، لذا فإن زيادة (عن) بين (عمه) و (الأصمعي) وهم من الناسخ. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ومحمد بن الحسن لم أميّزه. (¬4) عمرو بن فائد: بالفاء الأسواري أبو علي، وقال يحي بن سعيد: ليس بشيء. وقال ابن المديني: كان يضع الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة، لا يكتب حديثه..قال العقيلي: كان يذهب إلى القدر والاعتزال ولا يقيم الحديث. وقال الدارقطني: متروك. الضعفاء الكبير: 3/290، الجرح والتعديل: 6/253، الكشف الحثيث: 0/203. (¬5) أبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات. (¬6) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن زكريا لم أميّزه، وعمرو بن فائد متروك. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/276، عن محمد بنأحمد بن رزق، عن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري، عن عبد الرحمن بن حاتم المرادي، عن سعيد بن عفير قال: كان شبيب بن شيبة يقول: ((اطلبوا العلم بالأدب فإنه فذكره ... )) دون قوله ((ومال عند القلة)) . وفي إسناده شيخ الخطيب ذكره في تاريخه: 1/302، دون جرح ولا تعديل. وعبد الرحمن بن حاتم المرادي، لم أقف له على ترجمة. وسعيد بن كثير بن عفير صدوق كما في التقريب: 1/240، وشبيب بن شيبة صدوق يهم كما في التقريب أيضا: 1/263، وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري وثقه الخطيب في تاريخ بغداد: 12/75.

1289- قال: حدثنا الحسن بن زكرياء قال: سمعت الجاحظ يقول: ((قِيلَ لِبِلاَلِ ابْنِ أبي بُرْدَة (¬1) : لِمَ جَفَوْتَ فُلانًا؟ قال: رَأَيْتُهُ قَاعِدًا فِي الظِّلِّ وَعَلَيْهِ مِظَلَّةٌ، وَرَأَيْتُهُ يَغْتَنِمُ الْحِِِجَامَةَ فِي بُيُوتِ إِخْوَانِهِ)) (¬2) . 1290- قال: حدثنا الحسن، حدثنا عثمان بن طالوت، عن الأصمعي قال: ((كَانَ مَعَنَا أَعْرَاِبيٌّ وَنَحْنُ نَأْكُلُ حَلاَوَةً، فَقِيلَ لَهُ: لَلَّهِ مَا شَبِعَ مِنْ هَذَا أَحَدٌ إِلاَّ مَاتَ، فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: اسْتَوصُوا بِالْعِيَالِ خَيْرًا، فَوَ اللهِ مَا بُدَّ مِنْهُ)) (¬3) . 1291- قال: أخبرنا الحسن بن عُلَيْل، حدثني أبو حفص بن إدريس قال: سمعت بشرَ ابْنَ الحارث يقول: ((قِيلَ لِمُحَمَّدِ بنِ وَاسِع: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: سَيِّئٌ عَمَلِي، قرِيبٌ أَجَلِي، بَعِيدٌ أَمَلِي)) (¬4) ¬

(¬1) بلال بن أبي بردة: بن أبي موسى الأشعري أبو عمرو قاضي البصرة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مُقِلّ مات سنة نيف وعشرين ومائة. الثقات: 6/91، تهذيب الكمال: 4/266، التقريب: 1/129. (¬2) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّهبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن زكريا لم أميّزه، والجاحظ ليس بثقة ولا مأمون. (¬3) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن هو ابن زكريا لم أميّزه، وبقية رجاله ثقات. (¬4) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأبو حفص بن إدريس لم أقف على ترجمته. وبقية رجاله ثقات. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/346، من طريق حماد بن زيد، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/223، من طريق محمد بن مروان، كلاهما عن هشام بن حسان قال: لقيت محمد بن واسع فقلت له: كيف أصبحت؟ أو كيف أمسيت؟ فقال: فذكره. وفي إسناد أبي نعيم شيخه محمد بن عبد الرحمن بن الفضل لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات. وفي إسناد البيهقي أبو بكر بن رجاء، لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن مروان صدوق له أوهام كما في التقريب: 1/506، وهو هنا متابع، وبقية رجاله ثقات.

1292-قال: (¬1) حدثنا الحسن بن عُلَيْل [ل271/أ] إملاء، حدثنا يحيى بن مَعِين قال: ((أَخْطَأَ عَفَّانُ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ حَدِيثًا، فَمَا أَعْلَمْتُ بِهَا أَحَدًا وَأَعْلَمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلَقَدْ طَلَبَ إِلَيَّ خَلَفُ بْنُ سَالِم فَقَال لِي: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ هِيَ، فَمَا قُلْتُ لَهُ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ عَلَيْه)) ِ. قال يحيى: ((مَا رَأَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَطُّ خَطَأً إِلاَّ سَتَرْتُهُ وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُزَيِّنَ أَمْرَهُ، وَمَا اسْتَقْبَلْتُ رَجُلاً فِي وَجْهِهِ بِأَمْرٍ يَكْرَهُهُ، وَلَكِنْ أُبَيِّنُ لَهُ خَطَأَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنْ قَبِلَ ذَاكَ وَإِلاَّ تَرَكْتُهُ)) (¬2) . آخر الجزء والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وسلامه. ¬

(¬1) القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي. (¬2) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم وبقية رجاله ثقات. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 14/183-184، عن الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد الموصلي، عن الحسن بن عليل به. وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 11/83، و93، عن الحسن بن عليل به. بدون إسناد.

بلغتُ عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا من ابن حديد، ولله الحمد والمنة. في الأصل ما مثاله: - سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، بقراءة الشيخ العالم تاج الدِّين أبي عبد الله محمد ابن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبُه القاضي المكين، أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن حديد، والشيوخ العلماء: أبو الرِّضا أحمد بن طارق بن سنان البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن الحسن الواعظ، وولده أبو المعالي، والخطيب أبو القاسم أحمد ابن جعفر بن إدريس الغافقي [ل271/ب] وأبو الحسن علي ابن المفضل بن علي المقدسي، وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد ابن تركي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البلخي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخِلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وحسن بن عبد الغني بن يوسف بن محمد المنادي – مثبت هذه الأسماء - وبقية من سمعه تلوه، وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرِّضا الدمشقي، وأبو الحسن علي بن إسماعيل ابن علي الأوسي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن بليمة، وإبراهيم بن تمام الزُّهْري، وصدقة ابن خلف المقرئ، وأبو المكارم أحمد بن علي بن سعية، وأبو الفضل جعفر بن عبد المجيد بن علي الدِّيباجي، والفقيه أبو محمد عبد العزيز بن

عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي، وولده أبو القاسم عيسى، وذلك في يوم السبت السادس عشر من شوال، سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية، والحمد لله وحدَه. هذا تسميع صحيح كما قد كتبه كاتنبه، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني يخطّه. وفي الأصل ما مثاله: - بلغ السماع لجميعه على القاضي الفقيه الإمام الصدر العامل المكين [ل272/أ] أبي طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أدام الله حراسته، بقراءة المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أدام الله حراسته بقراءة الفقيه الإمام زكي الدِّين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، من أوله إلى البلاغ، ومن البلاغ إلى آخره بقراءة القاضي الجليل الفاضل الأسعد أبي القاسم عبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم التُّجيبي، فسمع كلُّ واحد منهما ما قرأه الآخر، القاضي الفقيه الإمام العالم الصدر الكامل، عماد الدِّين، مفتي المسلمين، أبو البركات عبد الله ابن القاضي الفقيه الإمام نبيه الدِّين أبي محمد عبد الوهاب بن الإمام الزاهد الورع أبي الطاهر إسماعيل بن عوف الزُّهري، وعلم الدِّين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكِّي ابن صالح القرشي، والفقيه الإمام عز الدين أبو البركات (¬1) عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبي علي الحسين بن عتيق الرَّبعي، والنفيس أبو الطاهر ¬

(¬1) في الخطية ((عرار بن أبي البركات)) والتصحيح من بقية السماعات.

إسماعيل بن القاضي العدل أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحيى بن علي بن عبد الله بن علي القرشي المالكي، - والسماع بخطه - وصح وثبت فِي الثَّالِثِ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ من سنة عشر وستّمائة بظاهر الإسكندرية بالعين، والحمد لله وحدَه، وصلواتُه على محمد وآله وسلامُه. [ل272/ب]

الجزء السابع عشر

الجزء السابع عشر من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث أبي طَاهرِأحمدَ بنِ محمدِ ابنِ أحمدَ السِّلَفِيِّ الأصبهانِيِّ ت من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبُاَرَكِ بنِ عبدِ الجَبَّارِ الطُّيُورِيِّ [ل 274/ب]

رب سهل برحمتك 1293- أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عليه وأنا أَسْمَعُ بِظَاهِرِ ثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ حَمَاهُ الله تعالى بالعين من جزيرة الرمل في الرابع من ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مقتدى الفرق بقية السلف ناصر الحديث أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءتي عليه في يوم الثلاثاء الخامس من صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عبد الله الصوري الحافظ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن حامد بن الحسن بن حَامِدٍ الْبَغْدَادِيُّ الأَدِيبُ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد الموصلي، حدثنا الحسن بن عليل قال: سمعت علي بن المديني يقول: دَارَ عِلْمُ الثِّقَاتِ عَلَى سِتَّةٍ: اثْنَانِ بِالْحِجَازِ، وَاثْنَانِ بِالْكُوفَةِ، وَاثْنَانِ بِالْبَصْرَةِ:

فأمَّا اللَّذان بالحجاز: فالزهري، وعمرو بن دينار. وأمَّا اللَّذانِ بِالْكُوفَةِ: فأبو إسحاق والأعمش. وأَمَّا اللَّذان بالبصْرَةِ: [ل275/أ] (¬1) فقتادة، ويحيى بن أبي كثير. ثُمَّ دَارَ عِلْمُ هَؤُلاءِ عَلى ثَلاثَةَ عَشَرَ، ثلاثةٍ بالحجاز، وثلاثةٍ بالكوفة، وخمسةٍ بالبصرة، وواحدٍ بواسط، وواحدٍ بالشام. فأَمَّا الَّذِينَ بِالْحِجَازِ: فمالك بن أنس، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق. وأمَّا الَّذين بِالْكُوفَةِ فسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وإسرائيل بن يونس. وأَمَّا الَّذين بِالْبَصْرَةِ: فسعيد بن أبي عروبة، وهشام بن أبي عبد الله، وشعبة، ومعمر، وحماد ابن سلمة. وأمَّا الَّذي بوَاسط: فهُشَيمٌ بن بَشِير. وأمَّا الَّذي بالشَّام فالأوْزاعي. قال علي ابن المديني: ثُمَّ دَارَ عِلْمُ هَؤُلاءِ عَلى يحيى بن معين (¬2) . ¬

(¬1) في الخطية ما نصّه: «الزهري وعمرو بن دينار، وأما اللذان بالكوفة» وعليه علامة الضرب. (¬2) في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ولكن النص صحيح عن ابن المديني كما تقدم في الرواية رقم «1223» من طرق عديدة عن ابن المديني، ولم أجده من طريق الحسن بن عليل، عن ابن المديني إلا عند المؤلف هنا.

1294-قال (¬1) : أنشدنا الحسن بن عليل: لِسَانُ الْفَتَى نِصْفٌ وَنِِصْفٌ فُؤَادُهُ ... فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ وَكَائِنٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ ... زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي تَكَلُّمِ (¬2) 1295- باب إبانة الرجل عن علمه وفضله إذا هو لم يعرف له حق مثله. حدثنا أبو عبد الله الصوري إملاء، أخبرنا القاضي أبو الحسن عبد الله بن القاسم بن علي ابن الْقَاسِمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الهمداني، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الحراني الأزدي إملاء من حفظه، حدثنا أبو بكر محمد بن [ل275/ب] يحيى بن سليمان المروزي (¬3) قال: سأَلْتُ خَلَفَ بنَِ هِشَام البَزَّار لِمَ سُمِّيَ الْكِسَائِيَّ كِسَائِيًّا؟ قال دَخلَ الكِسائِيُّ الْكُوفَةَ فجاءَ إلَى مَجْلِسِ السَّبِيع (¬4) ، وَكَانَ حَمْزَةُ بنُ حَبِيب ¬

(¬1) القائل هو أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي. (¬2) في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. أخرجهما البيهقي في شعب الإيمان: 4/273، عن شاب مجهول. وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في البيان والتبيين: 1/102، عن الأعور الشّنِّيّ، وهما في ديوان زهير بن أبي سلمى:. /74 أيضاً. وذكر المناوي البيت الأول فقط في فيض القدير 1/287، ولم ينسبه إلى أحد. (¬3) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن سليمان المروزي: قال الدارقطني: صدوق. وقال مسلمة: كان كثير الحديث. ووثقه الخطيب. وقال ابن حجر: صدوق صاحب أبي عبيد، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين. تهذيب الكمال: 26/612، تاريخ بغداد: 3/422، التقريب: 1/512. (¬4) السبيع: بفتح السين وكسر الباء محلّة من محال الكوفة منسوبة إلى القبيلة، وهم بنو سبيع من همدان. لسان العرب: 8/150.

الزَّيَّات يُقْرِئُ فِيهِ، فَتَقَدَّمَ الْكِسَائِيُّ معَ أذانِ الْفَجْرِ فَجَلَسَ وهُوَ مُلْتَفٌّ بِكِسَاءٍ مِنَ الْبُرْكان الأَسْوَد، فلمَّا صلَّى حمزةُ قال: منْ يَقْدُمُ في الوقتِ يَقْرَأُ؟ قيل لهُ: هذَا الْكِسَائِيُّ أوَّلُ مَنْ يَقْدُمُ، يعْنونَ لصَاحِبِ الْكِسَاءِ، فَرَمَتْهُ الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فقالوا: إِنْ كانَ حائِكًا فَسَيَقْرَأُ سورَةَ يُوسف، وَإِنْ كانَ مَلاَّحًا فَسَيَقْرَأُ سورةَ طه، فَسَمِعَهُمْ، فَابْتَدَأَ بسورةِ يوسف، فلمَّا بَلَغَ إلى قِصَّةِ الذِّئْبِ قرَأَ {فَأَكَلَهُ الذِّيبُ} (¬1) بغَيْرِ هَمْزٍ، فقال لَهُ حمزةُ: {الذِّئْبُ} بالهمز، فقال لَهُ الْكِسَائِيُّ: وكذلك أَهْمِزُ {الحُوتُ} (¬2) قال: لا، قال: فَلِمَ هَمَزْتَ {الذِّئْبُ} ولم تَهْمِزُ {الحُوتُ} ؟ وهذا {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} ، وهذا {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ} ؟ فرَفَعَ حَمْزَةُ بصرَه إلى خلاّدٍ الأَحْول ـ وكان أجملَ غِلْمَانِهِ ـ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي جَمَاعَةِ أَهْلِ الْمَجْلِسِ فَنَاظَرُوا فَلَمْ يَصْنَعُوا شَيْئًا، فقالوا: أَفِدْنَا يَرْحَمُكَ اللهُ، فقال لَهُمُ الْكِسَائِيُّ: تَفهمُوا عَنِ الْحَائِكِ، تقول إذا نَسَبْتَ الرَّجُلَ إلى الذِّيبِ قَدْ اسْتَذَأَبَ الرَّجُلُ، ولو قلت: اسْتَذَابَ بِغَيْرِ هَمْزٍ لَكُنْتَ إِنَّمَا نَسَبْتَهُ إِلَى الْهُزَالِ تقول: [ل276/أ] قَدْ اسْتَذَابَ (¬3) إِذَا اسْتَذَابَ شَحْمُهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَإِذَا نَسَبْتَهُ إِلَى الْحُوتِ ¬

(¬1) سورة يوسف الآية رقم «17» . (¬2) سورة الصافات الآية رقم «142» .. (¬3) وفي تاريخ بغداد زيادة «الرجل» بعد كلمة «استذاب» .

تقُولُ: قَدْ اسْتَحَاتَ الرُّجْل ُ، أَيْ كثُرَ أَكْلُهُ، لأنَّ الْحُوتَ يَأْكُلُ كَثِيرًا، لا يَجُوزُ فيه ِالْهَمْزُ، فَلِتِلْكَ الْعِلَّةِ هُمِزَ الذِّئْبَ، وَلَمْ يُهْمَزِ الْحُوت، وفِيهِ مَعْنى آخر لاَ يَسْقُطُ الْهَمْزُ مِنْ مُفْرَدِهِ وَلاَ مِنْ جَمِيعِهِِ، وأنشدهم: أيُّهَا الذِّئْبُ وَابْنُهُ وَأَبُوهُ أنْتَ عِنْدِي مِنْ أَذْؤُبِ ضَارِيَاتِ قال: فَسُمِيَّ الْكِسَائِيَّ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم (¬1) . 1296 - قال خَلَفُ (¬2) : وأنشدنِي الكِسَائِيُّ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ لاَ أَعْرِفُ بَيْتًا غَيْرَهُ فيهِ شَاهدان منَ الْقُرْآنِ إلاَّ هَذَا الْبَيْت: كَنُودٌ لِنَعْمَاءِ الرِّجَالِ وَمَنْ ... يَكُنْ كَنُودًا لِنَعْمَاءِ الرِّجَالِ يُفَنَّدُ والكَنُودُ: الكَفُور قال الله تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودُ} (¬3) ، يعني: لَكَفُور، والتَّفْنِيدُ هو التَّكْذِيبُ، قال الله تعالى: {إِنِّي َلأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَْنْ تُفَنِّدُونَ} (¬4) . ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسن عبد الله الهمداني وأبو الحسن علي بن محمد الأزدي لم أقف على ترجمتهما. أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه: 11/404 عن الصوري به. وقد قيل في سبب تسمية الكسائي كسائيّا قولا آخر حيث أخرج الخطيب في تاريخه 11/404، من طريق محمد بن سليمان بن محبوب، عن أبي عبد الرحمن البصري مردوية، عن علي بن الخياط المدني، عن عبد الرحيم بن موسى قال: قلت للكسائي: لم سميت الكسائي؟ ، قال: لأني أحرمت في كساء. (¬2) خلف: بن هشام. (¬3) سورة العاديات آية رقم: «6» . (¬4) سورة يوسف آية قم «94» . علة إسناده كعلة الإسناد السابق. ذكر القرطبي هذا البيت دون الآيتين في تفسيره: 20/160، ولكن جاء فيه: «يبعّد» بدلا من كلمة: «يفنّد» .

1297- حَدَّثَنَا الصُّورِيُّ قَالَ: نَقَلْتُ مِنْ كِتَابِ «تَفْضِيلُ الشُّبَّانِ» تَأْلِيفَ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصُّولِيِّ يَقُولُ فِيهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يونس الكديمي، حدثني علي بن الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَرَدْتُ الخُرُوجَ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى سُفْيانَ بْنِ عُيَيْنَة فقلتُ لِيحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي: اكتبالي [ل276/ب] إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالا: مَا نَكَاتِبُهُ وَلَكِنْ بِمَكَّةَ بِشْر بن السَّرِيِّ، ومُؤَمَّل ابنَ إسماعيل قَدْ جَاوَرَا، فَنَحْنُ نَكْتُبُ لَكَ إليهمَا حَتَّى يَصِيرَا مَعَكَ إليهِ، فَكتبَا لِي إِليْهِمَا، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، فَأَوْصَلْتُ الكِتَابَ إِلَيْهما، فَمَشَيَا مَعِي إليه، وعَرَّفَاهُ مَكَانِي، فَوعدَهُمَا اخْتِصَاصِي والْعِنَايَةَ بِي، فَحَضَرْتُ مَجَالِسَ وَأَذْكَرْتُهُ أَمْرِي، وَكُنْتُ كَسَائِرِ النَّاسِ، فقلتُ: مَا يَرْفَعُنِي إِلاَّ نفْسِي، فَجَلَسْتُ نَاحِيَةً أَنْتَظِرُ أَنْ يَمُرَّ شَيْءٌ فَأَتَكَلَّمُ فِيهِ، فقال يوْمًا: حدثنا هشام ين عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: أَكَلْتُ مَعَ رَسُوِل الله ? فقالَ لِي: يَا بُنَيَّ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ (¬1) ، فَقُمْتُ، فقلتُ: ¬

(¬1) حديث صحيح، ولكن قد اختلف في إسناده على هشام بن عروة. فقد أخرجه ابن ماجة في الأطعمة، باب التسمية عند الطعام 2/1087 رقم «3265» وأحمد في المسند: 4/26-27، والترمذي في العلل الكبير: 1/307 رقم: 572، من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سلمة به. وأخرجه الترمذي في الأطعمة: باب ما جاء في التسمية على الطعام 5/590 رقم «1918» وفي العلل الكبير: 1/307 رقم: 572،، والنسائي في السنن الكبرى: 6/76- 77 رقم «10104» و «10105» و «10106» وفي اليوم والليلة: رقم «274» و «275» وابن قانع في المعجم الصحابة: 2/225، والطبراني في المعجم الكبير: 9/12 رقم «8299» ، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/75 رقم «5834» من طريق سفيان الثوري عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه به. وقال الإمام أحمد: كذا وجدته في جمع سليمان لحديث سفيان الثوري، وهكذا رواه سفيان بن عيينة، عن هشام، وقال علي بن المديني: إنما رواه أصحاب هشام بن عروة، عن هشام، عن أبي وجزة، عن رجل من مزنية، عن عمر ابن أبي سلمة. شعب الإيمان: 5/75. وأخرجه الطيالسي في المسند: 0/193 رقم «1358» من طريق عبد الله بن المبارك، وابن حبان في الصحيح: 12/9-10 رقم «5211» ، من طريق محمد بن سواء، كلاهما عن هشام، عن أبي وَجْزة عن أبي سلمة وأخرجه وأبو داود في الأطعمة باب الأكل باليمين 4/144 رقم «3777» وأحمد في المسند أيضا: 4/27 وابن حبان في صحيحه: 12/15 رقم «5215» ، والطبراني في المعجم الكبير: 9/13 رقم «8300» ، من طرق عن سليمان بن بلال، عن أبي وجزة به. وأخرجه أحمد في المسند: 4/26، والنسائي في السنن الكبرى: 6/77 رقم «10107» و «10108» وفي اليوم والليلة: رقم «276» و «277» ، والطبراني في العجم الكبير: 9/13 رقم «8301» من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبي وجزة، عن رجل من مزينة، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ به. ورجح هذا الطريق كل من ابن المديني والبخاري، والنسائي، والبيهقي. صرّح بذلك البخاري بقوله: كأن حديث أبي وجزة أصح. والنسائي بقوله: هذا الصواب عندنا. انظر العلل الكبير للترمذي: 1/307، وفي فتح الباري: 9/524، وأخرجه البخاري في الأطعمة: باب التسمية على الطعام والأكل باليمين 10/653 رقم «5376» ، و10/657 رقم «5377» ، ومسلم في الأشربة: باب آداب الطعام والشراب وأحكامها 3/1599 رقم «2022» من طرق عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عمر بن أبي سلمة.

يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، خَالفَكَ النَّاسُ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: مَنْ؟ قلتُ: حَمَّادٌ، وحمّاد، وأبو عوانة، وغيرهم، كل قَالَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيّ، عَنْ عمر ابن أبي سلمة، قال: ومن أَبُو وَجْزَة؟ أَهُوَ شَاعِرُ آلِ الزُّبَيْرِ؟ قَدْ كنتُ أدركتُهُ ورأيتُهُ، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، فتَوَقَّفَ عَنِ الْحَدِيثِ، وقال فِي يَوْمٍ آخَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ

عائشة، أنَّ النَّبيَّ ?، «صَلَّى فِي ثَوْبٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ» (¬1) . فَقُمْتُ إِلَيْهِ فقلتُ: خَالَفَكَ النَّاسُ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: مَنْ؟ قلتُ: هُشَيْمٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وغَيْرُهُمْ [ل277/أ] قالوا فيه: عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَنْ أجْل أنِيسَيْن كَتَبَ إِلَيْهِمَا تُرِيدُ أَنْ تُؤَدِّبَنِي، قَالَ: ثُمَّ أَدْنَانِي وعليت عَلَيْهِ، فكَانَ يُمِرُّ اْلأَحَادِيثَ عَليّ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهَا، وَنِلْتُ مِنْهُ مَا أَرَدْتُ (¬2) . 1298- سمعت الصوري يقول: حدثني من أثق به، عن أبي سعيد الحسن بن عبد الله السِّيرافي أنه قال: حضَرْتُ مَجْلِسَ أبي بكر بن م ¬

(¬1) حديث صحيح، أخرجه البخاري في الصلاة: باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به 2/17، ومسلم في الصلاة باب 1/368 رقم «517» من طريق أبي أسامة. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 9/7 رقم «8277» من طريق أبي عوانة كلاهما عن هشام بن عروة به. ولم أقف على طريق هشيم، وأخرجه البخاري في الصلاة: باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به 2/17 رقم «355» من طريق يحيى القطان، ورقم «354» من طريق عبيد الله بن موسى، ومسلم في الصلاة: باب 1/368 رقم «517» من طريق وكيع، وحماد ابن زيد كلهم عن هشام بن عروة به. وأخرجه وأبو داود في الصلاة: باب الرجل يصلي في ثوب واحد بعضه على غيره 1/416 رقم «631» من طريق أبي الوليد الطيالسي وإسحاق بن راهوية في المسند: 2/541 رقم «580» من طريق موسى القاري، كلاهما عن زائدة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، ولفظه: «أنّ النبي ? صلّى في ثوب واحد بعضه عليّ» . وهذا حديث صحيح رجاله ثقات. (¬2) في إسناد المؤلف محمد بن يونس الكديمي كذّبه أبو داود، ورماه بالوضع ابن حبان وابن عدي والدارقطني، وقال ابن حجر ضعيف.

جاهد (¬1) أَوَّل مَا حَضَرْتُهُ وهُوَ يُمْلِي، فَجَلَسْتُ فِي أُخْرَيَاِت النَّاسِ، فقال الْمُسْتَمْلِي: وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنيِّ يُوسُف، (¬2) فَتَطَاوَلْتُ، ـ وكان أبو سَعِيد ذَمِيمًا حَقِيرَ الْمَنْظَرِـ، فَقُلْتُ: كَسِنِيْ يُوسُف؟ فَلَمْ يَفْهَمْ عَنِّي فَقُمْتُ قَاِئمًا فَأَعَدْتُ الْقَوْلَ، فقال ابنُ مُجاهد: مَنْ هَذَا؟ فَأَشَارُوا إليَّ، فَاسْتَدْعَانِي وَقَرَّبَنِي إِلَيهِ فَتَحَصَّلْتُ فِي أَعْلَى الْمَجْلِسِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ فِي أَدْنَاهُ (¬3) . وقال الصُّوري في هذا المعنى: إذَا الْمَرْءُ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ قَدْرُ مِثْلِهِ ... وَأَصْبَحَ مَغْمُوصًا (¬4) لَهُ حَقُّ فَضْلِهِ فَلا بَأْسَ أَنْ يُنْبِئُ بِصَالِحِ فِعْلِهِ ... وَمَا خَصَّهُ ذُو الْفَضْلِ مِنْهُ بِفَضْلِهِ 1299- أنشدنا أبو عبد الله الصوري، أنشدنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن عمر بن محمَّد ابن سعيد التُّجيِبي، وأَبُو العبَّاس مُنِير بْنُ أَحْمَدَ بن ¬

(¬1) أبو بكر بن مجاهد: أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بن مجاهد أبو بكر البغدادي المقرئ، قال الخطيب البغدادي كان ثقة مأمونا، قال أبو عمرو الداني: أفاق ابن مجاهد سائر نظائره مع اتساع علمه وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/144، طبقات الشافعية: 3/57، البداية والنهاية: 11/185، النجوم الزاهرة: 3/258. (¬2) في الخطية ما نصّه: «فلم يفهم عني، فقمت قائما، فأعدت القول، فقال: ابن مجاهد: من هذا؟ ، فأشاروا إليّ» وعلى هذا النص علامة الضرب. (¬3) في إسناده شيخ الصوري، لم أعرف من هو، وقد وصفه بالثقة. (¬4) في الخطية كأنها (مغموما) وفي الهامش (مغموصا) وفوقها (بيان) .

الحسن الخَلاَّل قالا: أنشدنا أبو الطَّيْب محمد ابن جعفر غُنْدَر (¬1) ، [ل277/ب] أنشدنا نَهْشَلُ بنُ دَارِم لنفسه: يُهُودُ الْمُسْلِمِينَ رَوَافِضوهُمْ ... إِلهَي لا تدَعْ مِنهُمْ بَقِيَّه فَقَدْ كَرِهُوا الْكِتَابَ وحَرَّفوهُ ... لِكَيْ تَخْفَى أُمُورُهُمُ الشّنِيَّه لَهُم جَفْرٌ تَعالَى الله عمَّا ... حَوَاهً من أقاويل رَدِيَّه فَحَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ... وَلاَ يَرْدَعْكُمْ عَنْهُمْ تَقِِيَّه فَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ بِقَتْلِ قَوْمٍ ... لَهُمْ نَبْزٌ وَأَسْمَاءُ الرَّافِضِيَّه هُمْ جَحَدُوا النَّبِيَّ وَعَانَدُوهُ ... تَبَرَّأُوا مِنْ صَحَابَتِهِ الزَّكِيَّه كَمَا بَرِئَ النَّوَاصِبُ مِنْ عَلِيٍّ ... فَلا حَيَّا الإِلَهُ النّاصبِيَّه وَلا حَيَّا كِلاَبَ النَّارِ أَيْضًا ... فَقَدْ مَرقوا فسموا المَارِقِيَّه خَلِيلْي عُدْ عَنْ أَهْوَاءِ جَهْمٍ ... وَلا تَزْعُمْ بِأَنَّ لَكَّ الْمَشِيَّه فَمَحْضُ الدِّينِ إِنْ فَتَّشْتَ عَنْهُ ... فَعِنْدَ ذَوِي الْحَديثِ الْحَنبَلِيَّه رَضُوا بِاللهِ رَبًا ثُمَّ قَالُوا ... مُحمَّد عِنْدَنَا خَيْرُ الْبَرِيَّه وَصَدِّيقٌ خَلِيفَتُهُ عَلَيْنَا ... وفَارُوقٌ حَكَاهُ عَلَى السَّوِيَّه وعُثْمَانٌ وَخَامِسُهُمْ عَلَيٌّ ... أبو السَّبْطَيْنِ بَعْلُ الهاشميَّه وَطَلْحَةُ والزبيرُ مَعَ ابنِ عوْفٍ ... وسعدٌ والسَّعيدُ على البقيَّه ¬

(¬1) أبو الطيب محمد بن جعفر غندر: بن درّان البغدادي الصوفي الجوّال، ذكره الخطيب والذهبي دون جرح ولا تعديل، روى عنه الدارقطني وغيره. تاريخ بغداد: 2/150، سير أعلام النبلاء: 16/215.

وَأصحابُ النَّبيِّ فخيرُ قرْنٍ ... مَضىَ ويكونُ حَتَّى السَّاهِرِيَّه (¬1) وَلا تنْسَى مُعَاويةَ بنَ صَخْرٍ ... رَدِيفاً لِلنِبيِّ عَلَى المَطِيَّه [ل278/أ] وَكَاتِبَ وَحَيِ خَالِقِنَا بِفَهْمٍ ... وخَالَ الْمُؤْمِنِينِ ذَوِي الرَّضِيَّه (¬2) 1300- أنشدنا محمد، أنشدنا أبو محمد عبد المحسن بن غلبون الصوري: وَتُرِيْكَ نَفْسُكَ فِي مُعَانَدَةِ الْوَرَى ... رَشَداً ولسْتَ إِذَا فَعَلْتَ بِرَاشِدِ شَغَلَتْكَ عَنْ أَفْعَالِها أَفْعَالُهُم ... هَلاَّ اقْتَصَرْتَ عَلَى صَدِيقٍ واحدِ (¬3) 1301- أنشدنا محمد، أنشدني عبد المحسن لنفسه: وقَالُوا تَوَلَّى حِينَ قَابَلَهُ الْغِنىَ ... وَأَصْبَحَ تُبْدِيهِ اللَّيَالِي فَتَخْتَفِي فَقُلْتُ حَمَانِي الْمَالُ عِلْمِي بأنَّني ... أُخَلِّفُ مَالي أَوْ فَمَالي لِمُخْلَفِ 1302- أنشدنا محمد، أنشدني عبد المحسن لنفسه: لَمَّا تَبَيَّنْتُ أنَّ حُبَّكم ... يَحْسُنُ عِنْدِي وَلَيْسَ يَحسُنُ بِي بَشَّرْتُ طَرْفِي بِحُسْنِ عَاقِبَةٍٍ ... فِيكُمْ وَقَلْبِي بِسُوءِ مُنْقَلَبي 1303- سمعت أبا عبد الله إملاء مِنْ حِفْظِهِ يقول: سمعت أبا القاسم ¬

(¬1) من الساهرة، أي: الأرض، وقيل وجهها، وفي التنزيل: {فإذا هم بالساهرة} ، وقيل: هي الأرض التي لم توطأ، وقيل هي أرض يجددها الله يوم القيامة، لسان العرب 4/383. (¬2) في إسناده أبو الطيب محمد بن جعفر لم يُذكر بجرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات. (¬3) ذكرهما ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة: 4/269، وفيه «على عدُوٍّ واحدِ» . بدلا من «صديق واحد» .

الحسن بن أحمد ابن عبد الله بن هاشم المقرئ، ـ وكان شيخا صالحا ـ يقول: سمعت أبا بكر البغدادي (¬1) يقول: سَأَلْتُ أسْتَاذِي أبا طالب المكي (¬2) عن مسْألَةٍ، فقال لي: أَلا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ جوابِ مَسْأَلَتِكَ؟ قلت: بَلَى، قال: قل: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ خَالِصًا وَاجْعَلْ لِي مِنْكَ نَصِيبًا» (¬3) . 1304- سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد الأسَدِي [ل278/ب] يقول: قَصَدْتُ زِيَارَةَ أَبِي الخير التِّيناتِي، فَلَمَّا حَصَلْتُ عِنْدَهُ، رَمَى إِلَيَّ حَبْلاً، وقال: خُذْ هَذَا، فاَصْعَدِ الْجَبَلَ، فَاقْطَعْ حُزْمةَ حَطَبٍ فبِعْها بِدَانِقَيْن، فتَقَوَّتْ بِدَانِقٍ، وَتَصَدَّقْ بِدَانِقٍ، فقلتُ: قد ضاقَتْ خِزَانَةُ مَوْلايَّ حَتَّى أَحْمِلَ الْحَطَبِ، وَأُطْعِمَ عِبَادَهُ؟ فَصَاحَ، وقال: الْحَلاَلُ ثُمَّ الْقُرْآنُ ثُمَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَبِالْحَلاَلِ يُسْتَعَانُ ¬

(¬1) أبو بكر البغدادي: لعله محمد بن خميس بن جميل. (¬2) أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عطية أبو طالب المكي الزاهد الواعظ صاحب قوت القلوب، قال الخطيب: ذكر في القوت أشياء منكرة والصفات، وقال أبو طاهر العلاف: وعظ ببغداد وخلط في كلامه، وحُفِظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدّعوه وهجروه، فبطل الوعظ، وقال العتيقي: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة.، مات سنة ست وثمانين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/89، ميزان الاعتدال: 3/655، الوافي بالوفيات: 4/116، وفيات الأعيان: 4/303. (¬3) في إسناده أبو القاسم الحسن المقرئ لم أجد له ترجمة، وأبو بكر البغدادي لم يُذكر فيه جرح ولا تعديل.

عَلَى الْقُرْآنِ، وَبِالْقُرْآنِ يُعْرَفُ الله عَزَّ وجَلَّ (¬1) . 1305- حدثنا محمد، أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله بن الحسن بإسناد لا أحفظه، عن أبي سعيد الخزاز قال: كنت أنا وأبو بكر الزّقاّق (¬2) ، وعياش بن المهتدي (¬3) ، وجماعةٌ من أَصْحابِنَا فِي سَفَرٍ، فَصَحِِبَنَا فَتىً بِيَدِهِ مِحْبَرَةٍ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَتَثَاقَلْنَا بِهِ فَسَارَ مَعَنَا إِلَى أَنِ انْتَهَيْنَا شَطِّ الْبَحْرِ، فقال له بَعْضُنَا، يا فَتى، كيفَ الطَّرِيق؟ فقال: الطَّريقُ طَريقَانِ، طريقُ العَامَّةِ، وطَرِيقُ الْخَاصَّةِ، فَأَمَّا طُرِيقُ الْعَامَّةِ فَهَذَا الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَأَمَّا طَريقُ الخاصَّةِ فبسمِ الله، ووضعَ رِجْلُهُ على الماءِ فلَمْ يَزَلْ يَمْشِي عليه حَتَّى غَابَ عَنْ أَبْصَارِنا (¬4) . 1306- سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن أحمد يقول: سمعت أبا الحسن البَغْرَاشي يقول: قال لي أبو الخير التِّيناتي يا ¬

(¬1) تقدم هذا النص في رواية رقم «1066» ولم أجد من رواه غير المؤلف. (¬2) أبو بكر الزقاق: ورد عند الخطيب «أبو بكر الكتّاني» وهو محمد بن علي بن جعفر أحد مشايخ الصوفية، قال الخطيب: كان فاضلا نبيلا حسن الشارة، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/74. (¬3) عياش بن المهدي: وعند الخطيب في تاريخه «عباس بن المهدي» ولم أجد لهما ترجمة. (¬4) في إسناه الحسن بن علي، وأبو سعيد الخزاز، وأبو بكر الزقاق، وعياش بن المهتدي، لم أقف على تراجمهم. أخرجه الخطيب 3/74، من عبد العزيز، عن علي بن عبد الله، عن أحمد بن فارس، عن أبي بكر الكتاني قال: كنت أنا وأبو سعيد الخزاز، عباس بن المهتدي وآخر فذكره.

أبا الحسن: «إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ [ل279/أ] السَّفَرِ، فَإِنَّهُ يُقْسِي الْقَلْبَ، وَيَذْهِبُ بِالدِّينِ» (¬1) . 1307- سمعت أبا عبد الله يقول، سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الأسدي يقول: سمعت أبا العباس بدوي (¬2) ببعلبك، وقد سأَلَهُ أبو بكر بن وصيف (¬3) ، فقال له: يا أستاذ، حدثنا بأَحْسَنِ شَيْءٍ رَأَيْتَ، فقال له: احْذَرْ شَطْحَ النُّفُوسِ وَدَعَاوِيهَا، فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ صَيْدَا أُرِيدُ بَيْرُوتَ، فَلَمَّا حَصَلْتُ قِنْطَارَ بَيْرُوت، قالتْ لِي نَفْسِي: السَّاعَةَ يَخْرُجُ الْعَدُوُّ يَأْخُذُكَ، فقلتُ: غلام الملك يأخُذُهُ العَدُوُّ‍، فَجَعَلْتُ أَخْطُر، وأقول: غلام الملك يأْخُذُهُ الْعَدُوُّ، وَإذا قدْ أحاطَ بي الأَعْلاَجُ (¬4) ، فأخَذُونِي وطَرَحُونِي فِي شَيْنِي (¬5) ومَضَوْا إِلى قُبْرُس (¬6) ¬

(¬1) في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد وأبو الحسن البغراسي لم أجد لهما ترجمة. تقدم تخريجه في رواية رقم «942» . (¬2) كذا في الخطية، ولم يتضح لي صورة هذه الكلمة. (¬3) أبو بكر بن وصيف: لعله محمد بن العباس بن وصيف الغزي، قال الذهبي: ما علمت به بأسا. مات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 16/341، العبر: 2/362، شذرات الذهب: 3/79. (¬4) الأعلاج: جمع علج، وهو الرجل الضخم القوي من كفّار العجم، وبعضهم يطلقه على الكافر عموماً، لسان العرب 2/326، ومنجد في اللغة والأعلام (ص525) . (¬5) كذا في الخطية ولم أقف على معنى هذه الكلمة. (¬6) قبرس: بضم أوله وسكون ثانيه ثم ضم الراء وسين مهملة جزيرة في بحر الروم ـ بحر الأبيض المتوسط ـ معجم البلدان: 4/305..

، فَلَمَّا نَزَلْنَا إِلَى الْبَرَِّ اسْتَأْذَنْتُهُمْ فِي الصَّلاةِ، فَأَذِنُوا لِي، فَأَدَّيْتُ مَا فَاتَنِي مِنَ الْفَرَاِئِض ثُمَّ تَنَفَّلْتُ مَا فَتَحَ الله تعالَى لِي، ثُمَّ سَأَلْتُ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى أَنَّ لا يُؤَاخِذَنِي بِشَطْحِ نَفْسِي فِي دَعَاوِيهَا، وأَنْ يُسَامِحَنِي ثُمَّ غَلَبَنِي النَّومُ فَنِمْتُ ثُمَّ انْتَبَهْتُ فِي اْلمكانِ الَّذي أخذتُ منهُ، فقال لهُ أبو بكر بن وصيف: حدثنا بشيء آخر مما رأيت، فقال له: عليكَ بالسُّكونِ إِلَى الله تعالَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْه، فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنَ الرَّقَّةِ أَرِيدُ الشَّرْق، فَحَصلْتُ فِي مَكَانٍ مَعْرُوفٍ بكثْرَةِ السِّبَاعِ، فقالتْ لِي نَفْسِي: السَّاعَةَ [ل 279/ب] يَخْرُجُ السَّبْعُ يَأْكُلُكَ، فقلتُ: وَيْلَكَ ثِقِي بالله، وَاسْكُنِي إليه، فبينا أنا أراجِعُها إذ أنا بشَيْءٍ قَدْ وقع بيديه على كَتِفِي، فَالْتَفَتُّ لأنْظُرَ مَا هُوَ، فمَعَ لَفْتَتِي، قَيّلَ خَدِّي اليَمِين وذهب هارِبًا في الغَابةِ فنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ السَّبْعُ (¬1) . 1308-حدثنا أبو عبد الله، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن المبارك قال: سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول: ركِبَتْ رُفْقَةٌ جَملاً فَأَنَا رَاكِبُهُ حَتى وقعَتْ رِجْلُهُ في وَهْدَةٍ (¬2) ، فقلت: جَلّ الله، فَلَوَّى عُنُقَهُ إليَّ، وقال: نَعم جل الله، ثَّم قال الشيخُ لأَصْحَابِهِ، عَاهَدْتُكُمُ الله إِنْ حَكَيْتُمْ عَنيِّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِي. ¬

(¬1) في إسناده أبو عمرو عثمان الأسدي وأبو العباس بدوي لم أجد لهما ترجمة. (¬2) وهدة: المطمئنّ من الأرض والمكان المُنْخَفِض كأنه حُفْرة. لسان العرب: مادة: «وهد» 3/470.

قال الصوري: وقدْ حَكَى لي غيُر واحدُ منْ أصحابِ أبي عبد الله الروذباري أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يقول وذكرَ الْحِكَايَةَ (¬1) . 1309- سمعت أبا عبد الله يقول: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خميس بن جميل البغدادي، وأبو طالب محمد بن أحمد الحسني، عن أبي بكر الهلالي أَنَّهُمَا سَمِعَاه يقول: يَذْكرُ عنْ أَهْلِهِ، أَنَّهَا قالتْ له: «قَدِ اشْتَهَى عَلَيّ الصِّبْيَانُِ عَصَافيرَ، وقدْ بِعْتُ غَزْلاً لِي فَخُذْ ثَمَنَهُ وَاشْتَرِ لَهُمْ ذَلِك، فخرجتُ بالفضَّةِ، فَاشْتَرَيْتُ الْعَصَافِيرَ، فَلَمَّا حَمَلْتُهَا بِيَدِي، وَقَعَتْ عَلَيَّ حِدْأَةٌ، فَخَطَفَتْهَا مِنْ يَدَي، وَلَمْ يَكُنْ مَعِي شَيْءٌ اشْتَرِي عِوَضَها، [ل280/أ] فجئتُ إِلَى الْمَنْزِل، فَوَجَدْتُ العَصَافِيَر عِنْدَهُم، فسَأَلْتُهُمْ عن ذلك، فقالوا: كُنّا قُعُودًا فجَاءَتْنَا حِدْأَةٌ فَرَمَتْ إِلَيْنَا هَذِهِ الْعَصَافِيرِ وَذَهَبَتْ (¬2) » . 1310- سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن أحمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر البغدادي يقول: «مَرَرْتُ فِي السُّوقِ فَرَأَيْتُ أَبا طالب المَكِّي قَاِعدًا بَيْنَ يَدَيَّ دكّانِ خبّازٍٍ وهو يَبْكِي، ¬

(¬1) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد لم أجد له ترجمة، وأبو عبد الله الروذباري صوفي ضعيف له أغلاط، (¬2) في إسناده أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ لم يُذكر فيه جرح ولا تعديل، وأبو طالب محمد بن أحمد لم أجد له ترجمة.

فَسَأَلْتُهُ عَنْ قُعُودِهِ هُنَاكَ، فقَال لِي: مَرَرْتُ بِهَذَا الٍخَبَّازِ وَهُوَ يُخْرِجُ الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ، فَاشْتَهَتْ نَفْسِي رَغِيفًا سَخِنًا، فَمَنَعْتُهَا مِنْ ذَلكَ، وَكَانَ قَدْ أَقَامَ مُدَّةَ سَنِينَ لاَ يَأْكُلُ الْخُبزَ، فلمَّا مَنَعْتُهَا مِنَ ذَلكَ قالَتْ لِي: اقْعُدْ بِنَا نَبْكِي، فقلتُ لهُ: يا أستاذُ، ما عَلَيْكَ لو أَطْعَمْتَهَا هَذَا الرَّغِيفَ، فقال لي: اسْكُتْ، لَوْ عَلِمَتْ أنَّا نُتَابِعُهَا عَلَى مَا تُرِيدُ بَعْدَ هذه الْمُدَّةِ كلِّها ما أطقْنَاها (¬1) » . 1311- حدثنا محمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن خميس الصوفي، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن عطاء الروذباري، أخبرني محمد بن الحسن صاحب سهل بن عبد الله قال: قال سهل بن عبد الله: لاَ يُفْلِحُ قَلْبُ عَبْدٍ يُحِِبُّ ثلاثة: الْغِِنَى، وَالْبَقَاء، والإِهِْتِمَام بِغَدَا (¬2) . 1312- وبهذا الإسناد قال (¬3) : قال سهل (¬4) : مَنْ كَانَ مُقِيمًا فِي أَدْنَى وَقْتٍ عَلَى أَدْنَى [ل280/ب] شُبْهَةٍ، فَقُلْبُهُ مَحْجُوبٌُ عَنِ الله عَزَّ وَجَلَّ (¬5) . ¬

(¬1) في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد لم أجد له ترجمة، وأبو بكر البغدادي لم يذكر بجرح ولا تعديل. (¬2) في إسناده أبو بكر البغدادي، وأبو عبد الله الروذباري صوفي له أغلاط ولم يتعمد الكذب، ومحمد بن الحسن وسهل ابن عبد الله لم أميّزهما. (¬3) القائل هو: محمد بن الحسن صاحب سهل. (¬4) سهل: هو بن عبد الله. (¬5) وعلة هذا الإسناد كعلة الإسناد السابق. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 5/252 في ترجمة محمد بن خميس

1313 - حدثنا محمد، أخبرني أبو بكر محمد بن خميس الصوفي، عن أبي الخير التيناتي «أَنَّهُ قَصَدَهُ رَجُلٌ مِنْ مكانٍ بعيدٍ، فلمَّا وصَلَ إليه وَحضَرَتْ صلاةُ الظُّهرِ والعَصْرِ، فلمَّا كانَ صلاةُ المغربِ صلَّى وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ لَمْ يُحَقِّقْ التِّلاوَةَ، فوجدَ ذلك الرَّجُلُ في نفسِهِ، وقال: كَابَدْتُ مَشَقَّةَ السَّفَرِ إلى رَجُلٍ لا يُقيمُ فاتحةَ الْكتابِ؟ وباتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فلمَّا أَصْبَحَ خَرَجَ إلَى عَيْنٍ بِالْقُرْبِ لِيَتَوَضَّأَ، وَجدَ السَّبْعَ رَابِضًا عِنْدَهَا فَرَجَعَ هَارِباً، وَالْتَقَى بِهِ أبو الخَيْرِ فَتَبَيَّنَ الْخَوْفُ فِي وَجْهِهِ فَتَوَجَّهَ إلى العَيْنِ، وتّوجهَ الرَّجُلَ يَمْشِي خَلْفَهُ لِيَرَى مَا يَصْنَعُ، فَجَاءَ أبو الخير إلى السَّبْعِ فأخَذَ بِأُذُنَيْهِ، وَجَعَلَ يُعَرِّكُهُمَا (¬1) ويقول له: كمْ أَقُوُل لَكَ: إِذَا كانَ عِنْدَنَا ضَيْفٌ لاَ تُؤْذِنَا، قُمْ فَانْصَرِفَ، فَوَلَّى السَّبْعُ ذَاهِبَا، وَرَجَعَ أبو الخير يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَلَحِقَهُ الرَّجُلُ فِي الطَّرِيقِ فقال له: كُنْ كَذَا والْحَنْ في {الحمد} (¬2) » . 1314 - حدثنا أبو عبد الله، حدثني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن جميع الغساني لفظا، أخبرنا محمد بن حمدان بن مالك القاضي أبو ¬

(¬1) يعرّكها: من تعرّك الشيء، إذا تدلّك. (¬2) يعني سورة الفاتحة، وفي إسناد المؤلف أبو بكر البغدادي لم يُذْكر فيه جرح ولا تعديل، لم أجد هذا النص عن أبي الخير التيناتي، ولكن ذكر الذهبي أنّ له آياتٍ وكراماتٍ وتأوي السباعُ إليه وتأنسُ به. انظر سير أعلام النبلاء: 16/23.

الحسين (¬1) ، حدثنا عباس بن محمد قال: قال لي يحيى ابن معين: «كَمْ كَتَبْتَ عَن شَبَابَةَ بنِ سَوَّار؟ قلتُ: كذَا، وكَذَا، قال: فقال لي: كَتَبْتُ عنه، وقال: حدثنا شبابة [ل281/أ] بن سوار، حدثنا شعبة، عن قتاده، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه (¬2) قَالَ: كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَّةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمائة، قال: قلْتُ: لاَ وَالله مَا سَمِعْتُ هَذَا قَطُّ» (¬3) ¬

(¬1) محمد بن حمدان بن مالك القاضي أبو الحسين. ذكره ابن جميع والخطيب دون جرح ولا تعديل، مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. معجم الشيوخ لابن جميع: 0/101، تاريخ بغداد: 2/288. (¬2) هو المسيّب بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي، ابن أبي وهب المخزومي، أبو سعيد، له ولأبيه صحبة، عاش إلى خلافة عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (¬3) في إسناده محمد بن حمدان: لم يُذْكر فيه جرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات. وعنعنة قتادة لا أثر لها، لأن الراوي عنه شعبة، وأصل الحديث في الصحيح من حديث جابر وغيره. أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/101-102، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/296. وأخرجه يحيى بن معين في تاريخه برواية الدوري: 1/321، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوّة: 2/214. وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة: 3/127 عن أسلم بن سهل الواسطي، عن أحمد بن سهل بن علي، عن شبابة به. وقد وردت روايات مختلفة في تحديد عدد جيش المسلمين في يوم الحديبية منها، ما ورد بتحديد بألف وأربعمائة، أخرجه البخاري في المغازي: باب غزوة الحديبية 8/211 رقم «4154» . مطولاً، وفي التفسير: باب قوله: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} 9/561 رقم «4840» مختصرا، وفي الأشربة: باب شرب البركة والماء المبارك 11/237 رقم «5639» مطولا، ومسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال 3/1483-1484، رقم «1856» من طرق عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? يوم الحديبية: «أنتم خير أهل الأرض وكنّا ألف وأربعمائة، لو كنت أبصر لأريتكم مكان الشجرة» . وقد صحّ ذلك أيضا من حديث البراء، ومعقل بن يسار، وسلمة بن الأكوع. وما ورد بتحديده بألف وخمسمائة: أخرجه البخاري في المناقب: باب علامات النبوّة في الإسلام 7/279 رقم «3576» وفي باب المغازي: باب غزوة الحديبية 8/209 رقم «4152» . ورقم «4153» ، مسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند القتال 3/1484 رقم «1856» ، من طرق عن جابر بن عبد الله قال: ... وفيه: «لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة» . وورد بأنهم كانوا ألفا وثلاثمائة: أخرجه مسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال 3/1483 رقم «1857» من قول عبد الله بن أبي أوفى الصحابي الجليل - رضي الله عنه -. هذا وقد ورد بتحديدهم بأنهم كانوا بضع عشرة مائة. وورد أيضا بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين. وكل هذه الروايات وردت بأسانيد صحيحة. علما بأنه قد ورد في تحديد عددهم بأنهم كانوا سبعمائة. والتحديد بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة وأربعين، والتحديد بأنهم كانوا ألفا وسبعمائة. والتحديد بأنهم كانوا ألفا وثمانمائة. ولكنها كلها غير ثابتة لضعف رجال أسانيد تلك الروايات، وأما رواية سبعمائة فلوقوع الوهم فيها، وأن الصحيح أنها من كلام ابن إسحاق، فلا يصار إليها إذاً لمخالفتها النصوص الصحيحة الثابتة. انظر مرويات غزوة الحديبية: 0/39-53. وأما الروايات الصحيحة فإنك ترى في ظاهرها إختلافًا، لذلك إختلفت فيها وجهات نظر العلماء إلى قولين: أ: من قال بالترجيج وهم: الإمام البيهقي والإمام ابن القيم وغيرهما رحمهم الله، حيث رجّحوا رواية ألف وأربعمائة. وأما الإمام ابن حبان فقد رجح رواية ألف وخمسمائة. حيث قال: الصحيح ألف وخمسمائة على ما قاله سعيد ابن المسيّب. انظر صحيح ابن حبان: 11/232، دلائل النبوّة: 2/214، زاد المعاد: 3/288، فتح الباري: 7/440. ب: وقال الآخرون بالجمع بين الروايات إعمالا بجميع النصوص الصحيحة. حيث قال الإمام النووي بعدما ذكر الروايات الثلاث الأول قال: ويمكن أن يجمع بينهما بأنهم كانوا أربعمائة وكسر، فمن قال: أربعمائة، لم يعتبر الكسر، ومن قال: خمسمائة اعتبره، ومن قال: ألف وثلاثمائة ترك بعضهم لكونه لم يُتْقِن العدّ أو لغير ذلك أهـ شرح النووي علي صحيح مسلم: 13/2. وقال ابن حجر: والجمع بين هذا الاختلاف أنهم كانوا من ألف وأربعمائة، فمن قال: ألفا وخمسمائة جبر الكسر، ومن قال: ألفا وأربعمائة ألغاه، ويؤيّده قوله في الرواية الثالثة من حديث براء «ألفا وأربعمائة أو أكثر» ، أما قول عبد الله بن أبي أوفى: ألفا وثلاثمائة، فيمكن حمله على ما اطلع عليه هو، واطلع غيره على زيادة ناس لم يطلع هو عليهم، والزيادة من الثقة مقبولة، أو العدد الذي ذكره جملة من ابتدأ الخروج من المدينة والزائد تلاحقوا بهم بعد ذلك، أو العدد الذي ذكره عدد المقاتل والزيادة عليه من الأتباع، من الخدم والنساء والصبيان الذين لم يبلغوا الحلم. اهـ فتح الباري: 7/440. وكلام الصوري صحيح، لم أجد من وافق شبابة في هذا السياق.

قال الصوري هذا حديث غريب، من حديث شعبة بن الحجاج، عن

قتادة بن دعامة أبي الخطاب السدوسي، ما رأيناه إلا من هذا الوجه. 1315 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أبو الحسين بن جميع، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الْقَزَّازُ، - قَالَ الصُّورِيُّ: وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابن مُنْذِرٍ بَصْرِيٌّ (¬2) -، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ بَيَانٍ الْعُقَيْلِيُّ (¬3) ، عن أبي الرَّحَّال (¬4) ¬

(¬1) في الخطية ما نصّه: «ما رأيناه إلا من هذا الوجه، حدثنا محمد دثني» وعلى هذا النص علامة الضرب. (¬2) أبو سليمان القزاز: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُنْذِرٍ البصري، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كتب عنه العراقيّون والغرباء. الثقات: 9/153. (¬3) يزيد بن بيان العقيلي: أبو خالد المعلم، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير التي إذا سمعها مَنْ الحديث صناعته لا يشكّ أنها معلولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني وابن حجر: ضعيف. الضعفاء الكبير: 4/375، المجروحين: 3/109، الضعفاء والمتروكون: رقم الترجمة: 594، تهذيب التهيب: 11/277، التقريب: 1/600. (¬4) أبو الرَّحَّال: محمد بن خالد، ويقال: خالد بن محمد الأنصاري البصري، قال البخاري: عنده عجائب، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث، وقال ابن حبان: عنده مناكير يرويها عن أنس على قلة، وقال الذهبي وابن حجر: ضعيف. التاريخ الصغير: 0/124، التاريخ الكبير: 3/172، الجرح والتعديل: 7/242، المجروحين: 1/284، تهذيب الكمال: 33/310، الكاشف: 2/426، التقريب: 1/ 640.

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحِمَ اشْتُقَّتْ مِنَ الرَّحْمَنِ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ بِسِلْسِلَةٍ، تُنَادِى كلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، صِلْ مَنْ وَصَلَنِي وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي» (¬1) . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حديث أبي الرَّحَّال خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أبي حمزة أنس ابن مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيِّ، لا أَعْلَمُ حدَّث بِهِ عَنْهُ غَيْرَ يَزِيدَ بْنِ بَيَانٍ الْعُقَيْلِيِّ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلا عَنْ شَيْخِنَا، وَالْمَحْفُوظُ الْمَشْهُورُ بِهَذَا الإِسْنَادِ: «مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخًا لِسِنِّهِ ... .» الحديث (¬2) ¬

(¬1) إسناده منكر، فيه محمد بن سلمة لم أجد له ترجمة، ويزيد بن بيان العقيلي وأبو الرَّحَّال كلاهما ضعيفان، انفرد به أبو الرحال عن أنس، وفي متنه نكارة أيضا. أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/109. وقد روي نحوه عن عدد من الصحابة منهم أبو هريرة عند البخاري في الأدب: باب من وصل وصله الله، 10/417 رقم «5988» من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا: «الرحم شحنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته» . ومن حديث عائشة أيضا عند مسلم في البرّ والصّلة والآداب: باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها 4/1981رقم «2555» . (¬2) حديث حسن بمجموع طرقه. وأما هذا الطريق: فأخرجه الترمذي في في الصلة: باب ما جاء في إجلال الكبير، رقم (2022) والعقيلي في الضعفاء: 4/375، وابن عدي في الكامل: 7/2733، والطبراني في المعجم الأوسط 6/94 رقم (5903) ، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/185، والقضاعي في مسند الشهاب 2/20 رقم (802) والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص135) ، والمزي في تهذيب الكمال: 32/96، والذهبي في سير أعلام النبلاء 15/31 كلهم من طريق يزيد بن بيان به بلفظ: «مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لسنِّه إلا قيّض الله له من يكرمه عند سنِّه» . قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ يزيد بن بيان. وقال العقيلي: عن يزيد بن بيان لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به. وقال ابن عدي: لا يعرف لأبي الرحال عن أنس غير هذا، ولا أعلم يرويه عنه غير يزيد ابن بيان. قلت وكلاهما ضعيفان كما تقدّم. وقال الذهبي عقبه: إسناده واهٍ. وله شواهد كثيرة يرتقي بها إلى الحسن، وقد تقدم تخريجه مفصلاً في رواية رقم (104)

1316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بن جميع، أخبرنا محمد بن [ل281/ب] شهمردَ الْفَارِسِيُّ (¬1) بِحَلَبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الأزْرَق، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ (¬2) ، حَدَّثَنَا جَرير بْنُ أَيُّوبَ البجَلي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي إسحاق (¬3) ، عَنْ مَسْروق الأَجْدَع، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ أَصْبَحَ صَائِمًا إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاِء، وَسَبَّحَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ سَمَاِء الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَوَارَى بِالْحِجَابِ، وَإِنْ صَلَّى رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا، أَضَاءَتْ لَهُ السّمَوَاتُ ¬

(¬1) محمد بن شهمرد الفارسي: لم أجد له ترجمة، لكن المزي وغيره قد ذكره ضمن تلامذة محمد بن حسان الأرزق، تهذيب الكمال: 23/342. (¬2) القاسم بن الحكم: بن كثير العُرَني، بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون، أبو أحمد الكوفي، وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل وأبو خيثمة وخلف بن سالم وابن نمير والنسائي، قال أبو حاتم: محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: صدوق. وقال العقيلي: في حديثه مناكير، يتابع على كثير من حديثه،، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال ابن حجر: صدوق فيه لين، مات سنة ثمان ومائتين. الجرح والتعديل: 7/109، الثقات: 9/16، تهذيب الكمال: 23/342، تهذيب التهذيب: 8/279. (¬3) أبو إسحاق: هو السبيعي.

نُورًا، وَقُلْنَ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: اللَّهُمَّ اقْبِضْهُ إِلَيْنَا فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَى رُؤْيَتِهِ، وَإِنْ هَلَّلَ أَوْ سَبَّحَ تَلَقَّاهَا سَبْعُونَ أَلْف مَلَكٍ يَكْتُبُونَهَا إِلَى أَنْ تَوَارَى بِالْحِجَابِ (¬1) . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، مَا كَتَبْنَاهُ عَنْهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَهُ الصُّورِيُّ. 1317 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ جُمَيْعٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَمْزَةَ أَبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ الصَّيْرَفي بالرَّافِقَة، وَتُوُفِّيَ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن العلاء، حدثنا العبَّاس ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ [ل282/أ] فِي يَمِينِهِ» (¬2) ¬

(¬1) حديث موضوع، في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جداًّ، وجرير بن أيوب متهم. أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/115، ومن طريقه الذهبي في ميزان الاعتدال: 2/117، وانظر لسان الميزان: 2/101. وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير: 2/92 وفي المعجم الأوسط: 7/368 رقم «7749» من طريق سهل بن حماد، عن جرير به. وأخرجه ابن عدي في الكامل: 2/547-548، من طريق سهل بن حماد، عن جرير بن أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن مسروق به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/180: رواه الطبراني في الصغير، وفيه أيوب وهو ضعيف جدّاً. وقال الذهبي: هذا موضوع على ابن أبي ليلى. (¬2) حديث صحيح، وفي إسناد المؤلف محمد بن المطلب الصيرفي لم أجد له ترجمة، ويحيى بن العلاء وهو كذّاب. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 11/233 رقم «1158» من طريق محمد بن موسى الحرشي، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/692 رقم «1154» من طريق أبي بدر كلاهما عن معاذ بن هانئ به. وقال ابن الجوزي: تفرد به يحيى، عن العباس، قال أحمد: يحيى بن العلاء كذاّب يضع الحديث، وقال الفلاس: متروك الحديث. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 11/305 رقم «11815» من طريق محمد بن بكار، عن عدي بن الفضل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عِكْرِمَةَ به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/153، رواه الطبراني من طريقين ضعيفين. قلت: وعدي بن الفضل متروك الحديث كما في التقريب: 1/388، وأبي إسحاق هو: الشيباني سليمان بن أبي سليمان الكوفي ثقة، التقريب: 1/252. ويلاحظ أن الهيثمي قد تساهل في حكمه على هذين الطريقين. ولكن وردت أحادث صحيحة في تختّم النبي ? في يمينه، منها على سبيل المثال: ما أخرجه مسلم في اللباس والزينة: باب 3/1658 رقم «2094» وغيره من طريق ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك قال: «أن رسول الله ? لبس خاتم فضّة في يمينه، فيه فصٌّ حبَشِيٌّ، كان يجعل فصُّه مما يلي كفُّه» . وما أخرجه أبو داود في الخاتم: باب ما جاء في التختّم في اليمين أو اليسار 4/432 رقم «4229» والترمذي في أبواب اللباس: باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين 5/422 رقم «1796» وأبو الشيخ في العظمة: رقم «131» والمزِّي في تهذيب الكمال: 13/227، من طريق محمد بن إسحاق، عن الصلت بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب قال: «رأيت ابن عباس يتختّم في يمينه ولا إخاله إلا قال: رأيت رسول الله ? يتختم في يمينه» وقال الترمذي: قال محمد بن إسماعيل: حديث حسن صحيح. قلت: في إسناد أبي داود يونس بن بكير وهو صدوق يخطئ كما في التقريب: 1/613، وفي إسناد الترمذي: محمد ابن حميد الرازي وهو ضعيف، لكن كان ابن معين حسن الرأي فيه انظر التقريب: 1/475، وقال ابن حجر في الفتح: 10/326 في سنده لين. اهـ قلت: ولكن متابعة يونس بن بكير لمحمد بن حميد الرازي نافعة لهذا قال محمد ناصر الدين الألباني: حسن. انظر مختصر الشمائل المحمديّة: 0/61 رقم «80» . وقال في إرواء الغليل: إسناده جيد. هذا وقد وردت نصوص أخرى صحيحة في التّختّم في اليسار ما جعل العلماء يختلفون في التوفيق بين هذه الأحاديث على أقوال ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح: 10/326-327. وأما ما نُقِل عن الإمام أحمد في رواية الأثرم عنه في تضعيفه حديث التختمّ باليمين، وما نُقل عن الدارقطني وغيره أنه قال: «المحفوظ أن النبي ? كان يختتم في يساره» . فقد قال الألباني: وأنا أظن أن هذا قاله في خصوص حديث معيّن، وإلا فأحاديث تختّمه ? في يمينه أصح وأكثر، وبعضها في الصحيحين. وقال أيضا: فما نقله المؤلف عن الإمام أحمد من التضعيف محمول على أنه أراد حديثا معيَّناً لخصوص علّة فيه، وإلا فإن تضعيف ذلك مع وروده في خمسة أحاديث صحيحة من طرق مختلفة مما يستبعد صدوره عن الإمام أحمد رضي الله عنه. وأضاف قائلا: وجملة القول أنه قد صح عنه ? التختم في اليمين، وفي اليسار، فيحمل اختلاف الأحاديث في ذلك على أنه ? كان يفعل هذا تارة وهذا تارة، فهو من الاختلاف المباح الذي يخيّر فيه الإنسان. انظر إرواء الغليل: 3/299، و304.

1318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بن جميع، أخبرنا محمد بن

يُوسُفَ بِسِيرَافَ (¬1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الكرماني بن عمرو، حدثنا مُبارك ابن فضالة، عَنِ الْحَسَنِ (¬2) ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَمَا تَكُونُوا يُوَلَّى عَلَيْكُمْ» (¬3) ¬

(¬1) سيراف: بكسر أوله وآخره فاء هي مدينة جليلة على ساحل بحر فارس. معجم البلدان: 3/294. (¬2) الحسن: هو البصري. (¬3) حديث منكر وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف وأبو المثنى ومحمد بن يحيى والكرماني بن عمرو لم أجد لهم ترجمة، إضافة إلى عنعنة مبارك بن فضالة. أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/149. وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب: 1/336-337 رقم «577» من طريق أحمد بن إبراهيم بن عثمان بن المثنى أبو المثنى الباهلي، أن أباه، وعمّه محمد بن يحيى حدثاه قالا: حدثنا الكرماني بن عمرو به. وقال ابن حجر: في تخريخ أحاديث الكشاف: 4/25 وفي إسناده إلى مبارك مجاهيل. وقال ابن طاهر: والمبارك وإن ذكر بشيء من الضعف فالتهمة على من رواه عنه فإنّ فيهم جهالة. ورواه الديلمي في مسند الفردوس: 3/305 رقم «4918» من طريق يحيى بن هاشم، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبيه، عن جدّه، عن أبي بكرة مرفوعا. والبيهقي في شعب الإيمان: 6/22-23 رقم «7391» من طريق يحيى بن هاشم، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبي إسحاق مرسلا. وقال: هذا منقطع وراويه يحيى بن هاشم وهو ضعيف. وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: 1/194 رقم «624» في إسناده وضاّع، وفيه انقطاع. وقال الألباني: ويحيى في عداد من يضع، وأضاف قائلاً: ثمّ إنّ الحديث معناه غير صحيح على اطلاقه عندي، فقد حدثنا التاريخ تولّي رجل صالح عقب أمير غير صالح، والشعب هو هو. انظر الضعيفة: 1/490-491 رقم «320» . وذكره العجلوني في كشف الخفاء: 2/184 رقم «1978» والفتني في تذكرة الموضوعات: رقم «182» والملا علي القاري في الأسرار المرفوعة: 0/155 رقم «594» كلهم بدون إسناد.

1319 - سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا الحسين (¬1) بن أبي صادق النيسابوري يقول: سمعت محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشَّافِعِيَّ يقول: «الفُولُ يَزِيدُ فِي الدَِّمَاغِ، وَالدِّمَاغُ يَزِيدُ فِي الْعَقْلِ» (¬2) . 1320 - قال (¬3) : سمعت الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: وسُئِلَ (¬4) عَنِ الرُّوسِِ ¬

(¬1) هنا في الخطية بياض وكتب الناسخ: (صح) . (¬2) رجال إسناده ثقات سوى أبا الحسين بن أبي صادق النيسابوري لم أقف له على ترجمة. أخرجه أبو نعيم في الحلية: 9/141 من طريق محمد بن ريّان، ومحمد بن يحيى بن آدم، و9/137 من طريق نوح بن منصور، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/56، من طريق محمد بن عصمة الجوزجاني، أربعتهم عن الربيع بن سليمان به. ولفظه في الحلية: «القول يزيد في الدماغ، والدماغ من العقل» . وأمّا لفظه عند الذهبي في السِّيَر فهو كما عند المؤلف هنا. (¬3) القائل هو: أبو الحسين بن أبي صادق النيسابوري. (¬4) في الخطية: «فسأل» والتصحيح من تاريخ بغداد.

فقال: «ثَلاثَةٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَالِِح» (¬1) . 1321- قال (¬2) : وسمعت الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ فقالَ: «هُوَ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، قيلَ: وَمِنْ أَيْنَ جَاءَ ضَعْفُهُ؟ قال: رَأَيْتُهُ يَبُولُ فِي الطَّرِيقِ» (¬3) . 1322 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنشدنا أبو عمر بن حيويه، أنشدنا الصولي (¬4) قال: أنشدت لأبي الشَّمَقْمَق: لِحْيَةُ الْمُنْذِرِيِّ لَوْ حَلَقُوهَا ... ثُمَّ رَاحُوا بِهَا إِلَى النُّسَّاج جَاءَ مِنْهَا قَطِيفَةٌ وَكِسَاءٌ ... مِنْ مُشَاقٍ وَلَيْسَ مِنْ دِيباجِ [ل282/ب] لِحْيَةُ الْمُنْذِرِيِّ قَدْ غَلّفُوهَا ... بِسِلاَحِ الْكُرْكِيِّ وَالدُّرَّاج (¬5) ¬

(¬1) في إسناده أبو الحسين بن أبي صادق لم أجد له ترجمة. أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه: 14/185، عن أبي الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن سليمان السليطي -بنيسابور- عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم به. لم يتبيّن لي معنى هذا النص. والسليطي هذا وثّقه عبد الغفار الفارسي، انظر سير أعلام النبلاء: 17/389. (¬2) القائل هو: أبو الحسين بن أبي صادق النيسابوري. (¬3) في إسناده أبو الحسين هذا لم أجد له ترجمة. (¬4) الصولي: أبو بكر الصولي. (¬5) الكركي: طائر كبير من فصيلة الكُركيات ورتبة طوال الساق أغبر اللون، طويل العنق والرجلأ أبتر الذنب، قليل اللحم، لسان العرب 10/481، والمنجد في اللغة والأعلام (ص681) . والدرّاج: القنفذ لأنه يدرج في الليل، المنجد في اللغة والأعلام (ص210) .

لِحْيَة المنذري رَفَّ دَجَاجٍ ... سَلَحُ الدِّيكِ فَوْقَ رَفِّ الدَّجَاجِ 1323 - قال (¬1) : وأنشدنا الصولي، أنشدني أبي (¬2) : إِذَا مَا تلاَحَظْنَا عَرَفْت ضَمِيرَهَا (¬3) ... وَأفْصَحَ لَحْظِي عَنْ ضَمِيِري الْمُكَتَّمِ فَرُحْتُ وَرَاحَتْ عَالِمَيْن بِمَا وَعَى ... مِن الشوق قَلْبَانَا ولم نتكلَّم (¬4) 1324 - قال (¬5) : وأنشدنا الصولي، أنشدنا أبي (¬6) : قَلْبِي إِلَى قَلْبِهِ تَغْشَى سَرِيْرَتهِ وَالطَّرْفُ عَنْهُ حِذارَ النَّاسِ يَنْصَرِفُ (¬7) 1325 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الخيَّاط الأزَجي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ بِجَرْجَرَايا (¬8) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ ابن عبد الرحمن ¬

(¬1) القائل هو: أبو عمرو بن حيوية. (¬2) أبوه: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس:. (¬3) في الخطية (سطورها) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (ضميرها) وفوقها (صح) . (¬4) في إسناده يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس لم أقف على ترجمته. (¬5) القائل: أبو عمر بن حيوية) . (¬6) أبوه: يحيى بن عبد لله. (¬7) في إسناده يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس لم أقف على ترجمته. (¬8) أبو بكر محمد بن أحمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ: قال أبو الوليد الباجي: أنكرت عليه أسانيد ادّعاها، وقال الماليني: كان المفيد رجلا صالحا، وقال الخطيب: كان سافر كثيرا، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين، واتهمه الذهبي. تاريخ بغداد: 4/244، 1/346، ميزان الاعتدال: 3/460، سير أعلام النبلاء: 16/269، شذرات الذهب: 3/92.

السَّقْطي (¬1) ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارون، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنْصَاريُّ، عَنِ محمد ابن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِي، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى (¬2) رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ (¬3) » . 1326 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا أحمد (¬4) ، ¬

(¬1) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ: أبو العباس، قال الخطيب: ليس بمعروف عند أهل النقل، وذكره ضمن المجاهيل الذين روى عنهم أبو بكر المفيد، وقال: أكثر أحاديث السقطي عن يزيد بن هارون صحاح ومشاهير، وقال الذهبي: شيخ لا يعرف إلا من جهة المفيد، ووهّاه الأزدي. تاريخ بغداد: 1/346، و4/244، ميزان الاعتدال: 1/116، (¬2) في الخطية: «وَإِلَى» . (¬3) حديث صحيح مخرج في الصحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو بكر المفيد، يروي مناكير عن مشايخ مجاهيل واتهمه الذهبي، تفرد بهذه الرواية عن أحمد بن عبد الرحمن، الذي ليس بمعروف عند أهل النقل، ولكن الخطيب ذكر أن أكثر أحاديثه عن يزيد بن هارون صحاح ومشاهير. أخرجه الخطيب البغدادي: 4/244، عن القاضي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ علي الصيمري، عن أبي بكر المفيد به. وقال الخطيب: وقد ذكرنا فيما تقدّم من أخبار المفيد أنّ أحمد بن عبد الرحمن ممن تفرد هو بالرواية عنه، وليس بمعروف عند أهل النقل والله أعلم. وقد تخريج هذا الحديث في الرواية رقم (871) . (¬4) أحمد: هو ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ.

حدثنا يزيد بن هارون، [ل283/أ] أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعُدُهُ مِنَ النَّارِ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعُدَهُ مِنَ النَّارِ مُتَعَمِّداً» (¬1) . 1327 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابن مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عاصم ¬

(¬1) حديث صحيح متواتر، وعلة إسناد المؤلّف كعلة إسناد السابق. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 6/204 من طريق يزيد بن هارون، والدارمي في السنن: 1/67 رقم «242» وأحمد في المسند: 3/287، والطبراني في جزء من كذب عليّ متعمّدا: 0/255 رقم «107» من طريق شعبة، والنسائي في السنن الكبرى 3/485 رقم «5914» وأبو يعلى في المسند: 7/115 رقم «4061» ورقم «4062» من طريق جرير وهشيم، و7/118 رقم «4070» و7/121 رقم «4076» من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والطبراني في جزء فيه حديث من كذب عليّ متعمّدا: 0/250 رقم «104» والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 10/300، من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، و0/253 رقم «106» من طريق زهير، و0/259 رقم «109» من طريق القاسم ابن معن، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 3/33، من طريق أبي مسلم الكشي، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/149، من طريق قريش بن أنس، كلهم عن سليمان التيمي به. وهو حديث صحيح ثابت عن أنس رجال أسانيد بعضهم ثقات، ولكن التي في رجالها ضَعْف تتقوّى بأسانيد الثقات. وقد أخرجه البخاري في العلم: باب إثم من كذب على النبي ? 1/201 رقم «108» ومسلم في المقدمة: باب تغليظ الكذب على رسول الله ? 1/10 رقم «2» من طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أنس بن مالك مرفوعا نحوه بلفظ: «إنه ليمنعني أن أحدّثكم حديثا كثيرا أن النبي قال: «من تعمّد عليّ كذباً فليتبوّأ مقعده من النار» . وقد سبق من حديث علي بن أبي طالب برقم (305) ، و (308) .

الأَنْطَاكِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (¬2) ، عن محمد ابن إِسْحَاقَ (¬3) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة قَالَتْ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ ? يَقُولُ: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةِ وَالْعِشَاءِ فَابْدَأُوا بِالْعَشَاءِ» (¬4) . 1328 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ¬

(¬1) نصر بن عاصم الأنطاكي: ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال بعدما ذكر له حديثا: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: له رحلة ومعرفة، وقال ابن حجر: لين الحديث من صغار العاشرة، الضعفاء الكبير: 4/298، الثقات: 9/217، الكاشف: 3/200، التقريب: 1/560. (¬2) محمد بن سلمة: هو الباهلي. (¬3) محمد بن إسحاق: هو صاحب المغازي. (¬4) حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه نصر بن عاصم تفرد به عن محمد بن سلمة وهو لين الحديث، ومحمد بن إسحاق قد صرّح بالتحديث عند أحمد والطبراني. أخرجه أحمد في المسند: 6/291، و303، و314، وأبو يعلى في المسند: 12/427، رقم «6993» والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 5/236 رقم «1985» ، والطبراني في المعجم الكبير: 23/297 رقم «660» من طرق عن محمد بن إسحاق بهذا الاسناد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/46، رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى، ورجاله ثقات سمع بعضهم من بعض. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة منهم أنس رضي الله عنه: أخرجه البخاري في الأذان: باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة 1/159 رقم «672» ومسلم في المساجد: باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال 1/3920 رقم «557» من طريق الزهري، والبخاري في الأطعمة: باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه 9/584 رقم «5463» من طريق أبي قلابة، كلاهما عن أنس مرفوعا بلفظ: «إذا قُدِّم العشاء فابدأوا به قبل أن تصلّوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم» . وهذا لفظ الزهري عند البخاري. وأما لفظ أبي قلابة فهو: «إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بِالْعَشَاءِ» .

بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَزْدِيُّ (¬1) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، (¬2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ ? كَانَ يَمُرُّ بِالتَّمْرِةِ فَمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَأْخَذَهَا إِلاَّ مَخَافَةَ أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً» (¬3) ¬

(¬1) الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسماعيل الأزدي، أبو محمد، وثّقه طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، والخطيب البغدادي. تاريخ بغداد: 14/310، البداية والنهاية: 11/112، سير أعلام النبلاء: 14/85، النجوم الزاهرة: 3/171. (¬2) قتادة: بن دعامة. (¬3) حديث صحيح، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات وأبو الحسن علي بن محمد وإن كان فيه ضعف، لكنّ سماعه من يوسف القاضي صحيح، روى عنه جزء الزكاة. أخرجه الطيالسي في المسند: 0/267 رقم «1999» ومن طريقه أبو نعيم في حلية الألياء: 6/252، وأحمد في المسند: 3/184، من طريق عبد الرحمن، و3/193، من طريق بهز، و3/258، وأبو يعلى في المسند: رقم «3094» من طريق عفان بن مسلم، وأبو داود في الزكاة: باب الصدقة على بني هاشم 2/299 رقم «1651» من طريق موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم المعنى، وأبو يعلى في المسند: 5/245-246 رقم «2862» من طريق عبد الواحد، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 2/9، من طريق أبي الوليد، وابن حبان في الصحيح: 8/90 رقم «3296» من طريق عبد الله بن معاوية كلهم عن حماد بن سلمة به. وأخرجه مسلم في الزكاة: باب تحريم الزكاة على رسول الله ? 2/752 رقم «1071» من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن قتادة به بلفظ: «أنّ رسول الله ? مر بتمرة بالطريق فقال: «لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها» . وأخرجه البخاري في البيوع: باب ما يتنزه من الشبهات 4/293 رقم «2055» وفي اللقطة: باب إذا وجد تمرة في الطريق 5/86 رقم «2431» ومسلم في الزكاة: باب تحريم الزكاة على رسول الله ? 2/752 رقم «1071 وغيرهما من طريق منصور بن المعتمر عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أنس مرفوعا مثله

1329 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ (¬2) ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَاب (¬3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رسول الله ?: يُبْعَثُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَى صُورَةٍٍِ آدَم فِي مِيلاَدِ ثَلاَثِ وَثَلاَثِينَ، جُرْداً [ل283/ب] مُكَحَّلِيَن، ثُمَّ يُذْهَبُ بِهِمْ إِلَِى شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ، فَيُكْسَوْنَ مِنْهَا ثِيَاباً لاَ تُبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلاَ يَفْنَي شَبَابُهُمْ» (¬4) ¬

(¬1) في الخطية (عبد الله) ، والصحيح ما أثبتنا، وهو صاحب جزء معروف. (¬2) صفوان بن صالح: بن صفوان الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي ثقة كان يدلّس تدليس التسوية قاله أبو زرعة الدمشقي، التقريب: 1/276. (¬3) هارون بن رئاب: بكسر الراء الأسدي البصري أبو بكر أو أبو الحسن، وثقه ابن سعد وابن معين وأحمد بن حنبل والنسائي وابن حبان والذهي، وقال ابن أبي حاتم: روى عن أنس رؤية، وروى عن رجل عن أنس، وقال ابن حبان: لم يسمع من أنس شيئاً، وقال ابن حجر: ثقة عابد اختلف في سماعه من أنس. الطبقات الكبرى: 7/244، الثقات: 5/508، و7/578، الجرح والتعديل: 9/89، جامع التحصيل: 0/292، الكاشف: 2/329، التقريب: 1/568. (¬4) حديث حسن بمجموع طرقه، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات إلا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري، ولم أجد له ترجمة، وقد تفرد به هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَنَسِ. والحديث في حديث الزهري، 1/113 رقم (46) ، وقال فيه: (نا جعفر من لفظه) . وفيه فائدة للطيوريات حيث قيد فيه جعفر بأنه هو الفريابي. أخرجه الطبراني في المعجم الصغير: 2/140، وأبي الشيخ في العظمة: 3/1079 رقم «582» والمقدسي في الأحاديث المختارة: 7/265-266 رقم «2716» و «2717» من طريق محمود بن خالد، وعباس بن الوليد الخلال، قالا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ به. وفيه: «أبناء ثلاثين» . وأورده ابن القيم في حادي الأرواح: 0/103، من رواية ابن أبي داود عن الأوزاعي به. نحوه، وفيه: «ثلاث وثلانين سنة في ميلاد» . ورواه ابن أبي الدنيا كما عزاه ابن القيم في حادي الأرواح: 0/104، من طريق آخر عن الأوزاعي، عن هارون بن رياب، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ?: «يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعاً بذراع الملك على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلين» . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/398-399، مختصرا وعزاه إلى الطبراني في الأوسط، وقال: اسناده جيد. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 8/219، من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ به. قلت: والخلاف في سماع هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَنَسِ، يقتضي أن تكون الإسناد منقطع، ولكن رؤيته لأنس تحمل على أنه سمع منه أحياناً، فيحمل ما رواه من غير أن يصرح في روايته عن رجل عن أنس على الاتصال، والله أعلم. ويشهد له حديث معاذ بن جبل الذي أخرجه والترمذي في صفة الجنة: باب ما جاء في سني أهل الجنة 4/682 رقم «2545» ، وأحمد في المسند: 5/232، و240، و243، ولفظه عند الترمذي: يدخل أهل الجنة الجنة جردا مرداً مكحَّلين أبنا ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة» . وقال: هذا حديث حسن غريب. وقال الهيثمي: رواه أحمد، وإسناده حسن إلا أن شهراً لم يدرك معاذ بن جبل مجمع الزوائد: 10/336، وحديث أبي هريرة: أخرجه الترمذي في صفة الجنة: باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة 4/279 رقم 2539» وأحمد في المسند: 2/295، والدارمي في سننه 2/335، ولفظه عند الترمذي: «أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا يتلى ثيابهم» . وقال هذا حديث حسن غريب. وأخرج مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب دوام نعيم أهل الجنة 4/2181 رقم «2836» من حديث أبي هريرة مرفوعاً، بلفظ: «من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه» .

1330 - سمعت عبد العزيز يقول: سمعت أبا بكر المفيد يقول: سمعت أبا عبد الله محمد ابن عبد الله صاحب بشر بن الحارث يقول: قال لي الفَتْحُ بن شَخْرَف: «رَأَيْتُ أَمِيَر الْمُؤْمِنِين عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السلام فِي النَّوْمِ، فقُلْتُ: يَا أَميَر المُؤْمِنِين، علِّمْنِي شَيْئاً حَسَناً، قال:

فَبَسَطَ كفَّهُ إِلَيَّ فإذَا فِيها مَكْتُوبٌ سَطْرَانِ، فَقَرَأْتُهُمَا فَإذَا هما: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْ تَوَاضُعِ الْغَنِيِّ لِلْفَقِيرِ، طَلب ثوابِ اللهِ، وَأَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ تِيهُ (¬1) الْفَقِيرِ عَلَى الْغَنِيِّ ثِقَةً بِالله» (¬2) . 1331 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ الزُّبَيْدِيُّ (¬3) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبَانٍ (¬4) ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ? ¬

(¬1) تيه: من تاه يتيه تَيْهاً: إذا تكبّر، والتِّيْهُ: الكبر. لسان العرب مادة تيه: 13/482، (¬2) في إسناده أبو بكر المفيد يروي مناكير عن مجاهيل، واتهمه الذهبي وأبو عبد الله محمد بن عبد الله، لم أجد له ترجمة. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 12/386، عن عبد العزيز الأزجي به. وقد سبق الأثر برواية رقم (597) من طريق آخر وتخريجه هناك. (¬3) إبراهيم بن العلاء الزبَيْري: الحمصي المعروف بابن زبريق بكسر الزاء وسكون الياء، وقال ابن عون: شيخ غير متّهم، قال الذهبي: صدوق، وقال ابن حجر: مستقيم الحديث إلا في حديث واحد، يقال أن ابنه محمد أدخله عليه، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. الثقات: 8/71، تهذيب الكمال: 2/161، الكاشف: 1/220، تهذيب التهذيب: 1/129، التقريب: 1/92. (¬4) أبان: بن أبي عياش فروز أبو إسماعيل البصري، كذّبه شعبة. وتركه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل والنسائي، وقال الجرجاني: ساقط. وقال الذهبي: واه، وقال ابن حجر: متروك. تاريخ ابن معين برواية الدوري: 2/5-6، التاريخ الكير: 1/454، الضعفاء والمتروكون: 0/14، الضعفاء الكبير: 1/38، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي: 1/19، أحوال الرجال: 1/103، المقتني في سرد الكنى: 1/77، التقريب: 1/87،

يَقُولُ: «مَا أَحْدَثَ الْمُسْلِمُ أَخاً فِي اللَّهِ تَعَالىَ إِلاَّ أَحْدَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ» (¬1) . 1332 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ -صَاحِبُ ابْنِ مُجَاهِدٍ- (¬2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ، ¬

(¬1) حديث ضعيف جداً، وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه محمد بن القاسم لم أجد له ترجمة، وأبان بن أبي عياش متروك الحديث. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين: 1/105 رقم «157» من طريق أبي خُلَيْد عتبة بن حماد، عن ابن ثوبان، عن أبان ابن أبي عياش، به بلفظ: «من أحدث الله له أخاً في الله رفع الله له به درجة في الجنة» . وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان: 0/110 رقم «26» عن سويد بن سعيد حدثنا بقية، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي إسماعيل العبدي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قال رسول الله ?: «ما أحدث رجل أخا في الله عز وجلّ إلا بنى الله له بيتاً في الجنة» . وإسناده ضعيف جداًّ، فيه سويد بن سعيد، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه وأفحش فيه ابن معين القول. التقريب: 1/340، وبقية بن الوليد: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء التقريب: 1/105، وقد عنعن هنا، والأحوص بن حكيم ضعيف كما في التقريب: 1/49، وأبو إسماعيل العبدي: قال الدارقطني: متروك، انظر ميزان الاعتدال: 4/491. ورمز له السيوطي بالضعف انظر فيض القدير: 5/412 رقم «7789» ، ونقل المناوي عن العراقي قوله: اسناده ضعيف. وقال الألباني: ضعيف جداًّ، الضعيف الجامع الصغير: 0/720 رقم «4982» . وذكره الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب: 4/60 رقم «619» . وأخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان: 0/111 رقم «27» عن عبد الله بن الهيثم، حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم، عن ليث، عن عبد الملك، عن أنس قال: «من اتخذ أخاً في الله بني له برج في الجنة» . وإسناده ضعيف أيضا، فيه ليث بن أبي سليم: صدوق اختلط جدّاً ولم يتميّز حديثه فترك، التقريب: 1/464. (¬2) ابن مجاهد: أبو بكر بن مُجَاهِدٍ.

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَرَفٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ابن صَالِحٍ، عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ أبي الخَيْر (¬1) ، عن عقبة ابن عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: «عَلَيْكُمْ بِزَيْتِ الزَّيْتُون كُلُوهُ [ل284/أ] وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ يَنْفَعُ مِنَ الْبَاسُور (¬2) » (¬3) ¬

(¬1) أبو الْخَيْرِ: مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. (¬2) الباسور: هو ورم تدفعه الطبيعة إلى كل موضع في البدن يقبل الرطوبة من معقدة وأنثيين وأشفار وغير ذلك، فإن كان في المقعدة لم يكن حدوثه دون انفتاح أفواه العروق، وقد تبدل السين صاداً، وقيل إنه معرّب لا عربي. فيض القدير: 4/349، التعاريف: 1/129. (¬3) حديث موضوع، آفته خالد بن نجيح وهو كذاب وكان يكتب مع عثمان بن صالح وغيره فبلوا به، وفي إسناد المؤلف أيضاً أحمد بن عبد الله، وعبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَرَفٍ لم أقف لهما على ترجمة. أخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/279 رقم «2338» ، والطبراني في المعجم الكبير: 17/281 رقم «774» ، وعنه أبو نعيم في الطب: 2/80، والذهبي في ميزان الاعتدال: 5/52، من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني أبي، حدثنا ابن لهيعة به. بلفظ: عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون، فتداووا به فإنه مصحّة من الباسور» . وهذا لفظ ابن أبي حاتم. وذكره الديلمي في الفردوس: 3/27 رقم «4054» ، والسيوطي في الجامع الصغير كما قال المناوي في فيض القدير: 4/349-350، و353، بدون إسناد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/100: «رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح» . وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عثمان بن صالح، ونقل قول أبي حاتم فيه أنه كذب، علل الحديث: 2/279، انظر ميزان الاعتدال: 5/52، وأقره الذهبي، ونفى أبو زرعة من أن يكون عثمان بن صالح يضع الحديث حيث قال: لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، ولكن كان يكتب مع خالد بن نجيح فبُلُوا به، كان يُمْلي عليهم ما لم يسمعوا من الشيخ. ميزان الاعتدال: 5/52. هذا وقد وافق الألباني أبا حاتم والذهبي فقال في الضعيفة: 1/349 ـ 350 رقم «194» ، كذب، وقال: فالظاهر أن خالداً هذا هو الذي أفتعل هذا الحديث، واستطاع أن يوهم عثمان بن صالح أنه كتبه عن الشيخ ـ وهو ابن لهيعة ـ، وأما كيف تمكّن من ذلك، فالله أعلم به. وأما خالد بن نجيح هذا فقد قال فيه أبو حاتم: كان يصحب عثمان بن صالح المصري، وأبا صالح كاتب الليث، وابن أبي مريم، وهو كذّاب، يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنها من فعله» . الجرح والتعديل: 3/355.

1333 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ المُفِيد، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ المُعَمَّرِي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَص (¬1) ، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ? إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ قَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ حَتِّى تَطْلَعَ الشَّمْسُ» (¬2) . 1334 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَيْضًا، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيع بْنِ سُلَيْمَانَ الجِيزِيُّ المصريُّ حَدَّثَنِي أَبِي الرَّبيع بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا طَلْق بنُ السَّمْح (¬3) ، حدثنا يحيى بن ¬

(¬1) أَبُو الأَحْوَصِ: سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ، مولاهم أبو الأحوص الكوفي، ثقة متقن، التقريب: 1/261. (¬2) حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر أبو بكر المفيد روى مناكير عن مشايخ مجاهيل واتهمه الذهبي والحسن بن علي المعمري ضعيف، انفرد المعمري بهذا عن عثمان بن أبي شيبة، وقد قال فيه: الخطيب أن في حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها ولم أجده من حديث عثمان بن أبي شيبة. أخرجه مسلم في المساجد: باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح 1/464 رقم «670» من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عن أبي الأحوص به. (¬3) طلق بن سمح: بفتح المهملة وسكون الميم بعدها مهملة ابن شرحبيل بن طلق اللخمي أبو السمح المصري، قال أبو حاتم: ليس بمعروف، وأورد له هذا الخبر وقال: باطل، وقال ابن حجر: مقبول مات سنة إحدى عشرة ومائتين. الجرح والتعديل: 4/491، تهذيب الكمال: 13/454، لسان الميزان: 7/ 252، التقريب: 1/283.

أَيُّوبَ (¬1) ، عَنْ حُمَيْد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ مَرِضَ فعادَهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ فَقَالَ لِجَارِيَتِه: يَا جَارِيَةُ، هَلُمِّي لإِخْوَانِنَا شَيْئاً وَلَوْ كِسْرًا، فَإِنِّي سمعتُ رسولَ الله ? يَقُولُ: «إِنَّ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (¬2) . 1335 - أخبرنا عبد العزيز، حدثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدثتا محمد بن مَخْلَد، حدثنا أبو عيسى الطُّوسي موسى بن هارون (¬3) ، حدثنا محمد بن نُعَيْم بن هَيْصَم (¬4) ، قال: سمعت بشرَ ابنَ الحارث ¬

(¬1) يحيى بن أيوب: الغافقي. (¬2) حديث باطل. في إسناده طلق بن السمح وهو مجهول، وأبو بكر المفيد فيه روى مناكير عن مجاهيل واتهمه الذهبي. أخرجه الطبراني في الأوسط كما عزاه إليه الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/177، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/108 رقم «985» ، من طريق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ، عن محمد بن الربيع الجيزي، عن أبيه الربيع بن سليمان، وابن أبي حاتم في علل الحديث: 2/112 رقم «1831» ، من طريق عبد الله بن الحكم، كلاهما عن طلق به. وقال أبو حاتم عقبه: هذا حديث باطل باطل، وطلق مجهول. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/177 وإسناده جيد. قلت: فيه طلق وهو مجهول الحال، لذلك قال فيه ابن حجر مقبول، أي عند المتابعة، ولا متابع هنا، فالحديث ضعيف منكر. وأخرج ابن حبان في المجروحين: 1/335، عن سليمان بن بشار الخراساني، عن ابن عيينة، عن حميد به وقال في سليمان بن بشّار: يروي عن الثقات ما لم يحدثوا به، ويضع على الأثبات ما لا يحصى كثرة ليس يعرفه كل إنسان من أصحاب الحديث، لا يحل الاحتجاج به بحال. (¬3) أبو عيسى الطوسي موسى بن هارون: بن عمرو، وثّقه الخطيب البغدادي، مات سنة إحدى وثمانين ومائتين، الجرح والتعديل: 8/167، تاريخ بغداد: 13/ 48 رقم: 7015، (¬4) محمد بن نعيم بن الصيهم: أبو بكر روى عن بشر بن الحارث حكايات حدث بها عنه، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، تاريخ بغداد: 3/321 رقم «1422» .

يقول: «لاَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَحْفَظَ اللِّسَانَ إِلاَّ بِالْوحَدَةِ، فَإِنَّ الْمَجَالِسَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْفَظَ فِيهَا لِسَانَكَ وَإِنَّمَا هُوَ سَبْعُ» (¬1) . 1336 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب محمد بن علي بن عَطِيَّة المكي، حدثني (¬2) أبو بكر الطُّوسي بمكة قال: سمعت [ل284/ب] إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِيُّ يقول: سمعت عبد الرزاق بن همَّام يقول: سمعت مَعْمَرًا يقول: سمعت الزُّهْرِيَّ يقولُ: «مَنْ طَلَبَ العِلْمَ جُمْلَةً فَاتَهُ جُمْلَةً، وَإِنَّمَا يُدْرُكُ الْعِلْمُ حَدِيثٌ وَحَدِيثَانِ» (¬3) . 1337 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ المكي الزاهد، حدثني علي بن أحمد ابن شعيب المقرئ بمكة، حدثنا ابن أبي حاتم عبد الرحمن ¬

(¬1) رجال إسناده ثقات، إلا محمد بن نعيم لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل. (¬2) في الخطية (وحدثني) بزيادة واو، وهو وهم من الناسخ لأنها ليست موجودة في إسناد الخطيب في الجامع، والله أعلم. (¬3) في إسناده أبو بكر الطوسي، لم أجد له ترجمة. أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/232، عن عبد العزيز به. وذكره القرطبي في التفسير: 1/40، والسيوطي في تدريب الراوي: 2/152 عن معمر به. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 2/325 عن معمر من قوله. هذا وقد رُوي مثله عن قتادة عند أبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي في التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد: 1/461، والمزي في تهديب الكمال: 23/512، من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادة قال: من طلب العلم جملة ذهب منه جملة، إنما كنّا نطلب العلم حديثا وحديثين. ورجال إسناد محمد بن عبد الغني في التقييد كلهم مقبولون إلاّ سعيد بن أبي رجاء فلم أجد له ترجمة. وأما المزي فلم يذكر الإسناد إلى عبد الرزاق بن همّام.

بن محمد بن إدريس، حدثني أبي، حدثنا أبو صالح (¬1) ، حدثني مُعاوية بن صالح، عن ابن أبي طلحة (¬2) ، عن ابنُ عبَّاس في قولِ الله عزَّ وجلَّ: «لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ (¬3) » قال: «لاَ تَقُولُوا خِلاَفَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ» (¬4) . 1338 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثني محمد بن يعقوب الصَنَادِيقِيُّ بمكة، حدثنا أحمد بن السِّنْدِيّ (¬5) بمصر قال: ¬

(¬1) أبو صالح: كاتب الليث. (¬2) ابن أبي طلحة: علي بن أبي طلحة سالم مولى بني العباس، قال أحمد: له أشياء منكرات، وقال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير، وقد حدثنا عبد الله بن يوسف، عن علي بن أبي طلحة، عن مجاهد، وقال أبو داود: هو إن شاء الله في الحديث مستقيم، وقال أبو حاتم: علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس مرسل، إنما يروي عن مجاهد والقاسم بن محمد، وقال يعقوب الفسوي: ليس هو بمتروك ولا حجة، وقال النسائي: ليس به بأس، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن حجر: صدوق قد يخطئ، أرسل عن ابن عباس ولم يره. معرفة الثقات: 2/156، الضعفاء الكبير: 3/234، الجرح والتعديل: 6/188، الثقات: 7/211، جامع التحصيل: 0/240، والتقريب: 1/402. (¬3) سورة الحجرت الآية رقم «1» . (¬4) إسناده ضعيف فيه علي بن أحمد بن شعيب المقرئ، لم أقف على ترجمته، وابن أبي طلحة صدوق يخطئ لم أجد له متابعا، وفيه إرسال أيضا، لأنّ ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، ولكن إرساله هذا لا يضرّ لكون المسقط معروفا وهو مجاهد، كما تقدّم في رواية رقم: «703» . أخرجه أبو نعيم في الحلية 10/398 من طريق عبد العزيز بن عمران، والطبري في تفسيره: 26/116، وابن كثير في التفسير العظيم: 7/364، وابن الجوزي في الضوء المنير على التفسير: 5/407، من طريق علي، كلاهما عن أبي صالح به. (¬5) أحمد بن السندي: لعله أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِيِّ أبو الفوارس الصابوني المصري، قال الذهبي: صدوق إن شاء الله إلا أني رأيته قد تفرد بحديث باطل عن محمد بن حمادة الطهراني، كأنه أدخل عليه. ميزان الاعتدال: 1/297، لسان الاعتدال: 7/94.

سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: سمعت الشَّافعيَّ يقول: «المِرَاءُ فِي الْعِلْمِ يُقْسِي الْقَلْبَ وَيُورِثُ الضَّغَائِنُ» (¬1) . 1339 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثني محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد ابن السِّنْدِِيّ، حدثنا أبو يعقوب البُوَيْطِيُّ قال: سمعت الشَّافعيَّ يقول: «مَنْ أَطْرَاكَ فِي وَجْهِكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ فَقَدْ شَتَمَكَ، وَمَنْ نَقَلَ إليكَ نقَلَ عَنْكَ، وَمَنْ نَمَّ عندَك نَمَّ بِكَ، ومَنْ إذَا أَرْضَيْتَهُ قال فِيكَ مَا لَيْسَ فِيكَ، فكذلِكَ [ل285/أ] إِذَا أَسْخَطْتَهُ قال فِيكَ مَا لَيْسَ فِيكَ» (¬2) . 1340 - ل ب/269 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثنا عبد الله بن يحيى القرشي، حدثنا محمد بن الحسين اللَّخْمِي (¬3) ، ¬

(¬1) في إسناده محمد بن يعقوب الصناديقي لم أقف على ترجمته. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: 6/354 رقم «8488» وفي الاعتقاد: 0/239، وفي المدخل إلى السنن الكبرى:. /201، رقم «239» وفي مناقب البيهقي: 2/151، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/28، من طريق الربيع ابن سليمان عن الشافعي. وذكره أبو زكرياء النووي في تهذيب الأسماء: 0/75 عن الشافعي بدون إسناد. (¬2) في إسناده محمد بن يعقوب الصناديقي، لم أقف على ترجمته. وأما الأثر فقد ذَكر النووي الشطر الثاني في تهذيب الأسماء: 0/76. (¬3) محمد بن الحسين اللخمي: لعله ابن حميد بن الربيع أبو الطيب اللخمي الكوفي، كذّبه أحمد بن محمد بن سعيد، وقال أبو بكر -ابن شاذان- أن في قول بن سعيد نظراً، وقال ابن عدي كان شيخا ورّاقا، ووثّقه أبو يعلى الطوسي، مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 2/236.

حدثنا أبو العَيْنَاء السُّلَمِي، حدثني الوليد ابن هشام القَحْذَمُِّي قال: قال خالد بن صَفْوان (¬1) : «لاَ تَسْأَلِ الْحَوَائِجَ ثَلاَثَةَ رِجَالٍ: لاَ تَسْأَلْهَا (¬2) كذُوباً، فَإِنَّهُ يقرِّبُ بعيدَها ويباعدُ قريبَها، ولا تَسْأَلْهَا أحْمَقَ، فإنَّهُ يريدُ أنْ يَنْفَعَك فَيَضُرَّك، وَلا تَسْأَلْهَا رَجُلاُ لهُ إلى صَاحِبِكَ حَاجَة، فَإِنَّهُ تَصِيرُ حَاجَتُكَ بِطَانةً لِحَاجَتِهِ» (¬3) . 1341 - حدثنا عبد العزيز، (¬4) حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا المسيّب ابنُ وَاضِح، حدثنا يوسف بن أَسْبَاط، عن سفيان الثَّوريِّ قال: أَحَادِيثُ الرُّخَصِِ كُلُّها منْسوخةٌ، نَسَخَتْها الحدُودُ والفَرَائضُ (¬5) . ¬

(¬1) خالد بن صفوان: بن الأهتم أبو صفوان المنقري الأهتمي البصري البليغ، قال الذهبي: كان في أيام التابعين، وكان مشهورا بالبخل، البليغ فصيح زمانه. سير أعلام النبلاء: 6/226. (¬2) في الخطية (لا تسلها) وفوقها (صح) . (¬3) في إسناده عبد الله بن يحيى القرشي، لم أقف على ترجمته، وأبو العيناء السلمي وهو وإن عُرِف بوضع الحديث إلا أنه اعترف بذلك وتاب وكان لا يسند من الحديث إلا القليل، والغالب على رواياته الحكايات ذكره ابن أبي جرادة في بغية الطلب: 7/3054. (¬4) في الخطية لا يوجد (حدثنا عبد العزيز) والتصحيح من الأسانيد الماضية والتالية، والطيوري لم يسمع من ابن شاهين. (¬5) في إسناده المسيب بن واضح، وهو ضعيف لكثرة أخطائه، وقد رماه أبو داود بالوضع، وتركه العقيلي والنّباتي والدّارقطني. ويوسف بن أسباط، لا يحتج به.

1342 - أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل (¬1) ، حدثنا الفَضْل بن زِياد قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل وسُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رُوِيَ أَنَّ السُّنَّةَ قَاضِيَةٌ علَى الْكِتَابِِ، فقال: مَا أجْسُرُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَهُ، وَلَكِنَّ السُّنةَ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ، تُعَرِّفُ الْكِتابَ وَتُبيِّنُهُ» (¬2) . 1343 - أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن محمد بن إسماعيل، حدثنا الفضل بن زِياد قال: سمعت أحمدَ بنَ حنبل رحمه الله يقولُ: «نَظَرْتُ في الْمُصْحَفِ [ل285/ب] فَوَجَدْتُ فيهِ طاعَةَ الرَّسُولِ ? في ثلاثَةٍ وثلاثين مَوْضِعاً، ثُمَّ جَعَلَ يَْتلُوا هَذِهِ اْلآيَةَ: {فَلْيَحْذَرِ اللَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (¬3) . وجَعَلَ يَتْلُوا هَذِهِ الآيةَ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (¬4) » الآية (¬5) . ¬

(¬1) أحمد بن محمد بن إسماعيل: أبو الدحداح التميمي. (¬2) رجاله ثقات. أخرجه الخطيب في الكفاية في علم الرواية: 0/14-15، عن عبد العزيز به. وذكره القرطبي في تفسيره: 1/39. وأخرجه الدارمي في السنن في المقدمة: باب السنة قاضية على كتاب الله رقم (587) ، عن مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق الفزاري، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير من قوله بلفظ: «السنة قاضية على القرآن وليس القرآن بقاض على السنة» (¬3) سورة النور، الآية رقم «63» . (¬4) سورة النساء الآية رقم «65» . (¬5) رجاله ثقات.

1344 - أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا محمد بن هارون بن حميد ابن المجدر، حدثنا أبو همام (¬1) ، حدثني بقية بن الوليد قال: قالَ لِي اْلأَوْزَاعِيُّ: «يا أبا محمد، ما تقولُ فِي قَوْمٍ يُبْغِْضُونَ حَدِيثَ نَبِيِّهِمْ ?؟ قال: قلتُ: قَوْمُ سوء، قال: لَيْسَ مِنْ صَاحبِ بِدْعَةٍ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُوِل الله ? بِخِلاَفِ بِدْعَتِهِ إِلاَّ أَبْغَضَ الْحَدِيثَ» (¬2) . آخره والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآلهِ وصحبِه وسلامُه بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا، ولله الحمد والمنة. [ل286/أ] في الأصل ما مثاله: - بلغ السماع لجميعه على القاضي الجليل الصدر الأمين جمال الدِّين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين، أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أبقاه الله، بقراءة القاضي الأجل الفاضل الأسعد جمال الدِّين أبي القاسم عبد الرحمن بن مقرّب ابن عبد الكريم التُّجيبي، القاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن ¬

(¬1) أَبُو هَمَّامٍ: الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ. (¬2) رجاله ثقات. أخرجه الالكائي في اعتقاد أهل السنة: 3/430 عن أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه، عن عمر بن أحمد بن شاهين به.

القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والفقيه الإمام زكي الدِّين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذر، وعزّ الدِّين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدِّين أبي علي الحسين ابن عتيق الرَّبَعي، ويحيى بن علي بن عبد الله القرشي المالكي، - والسماع بخطه- وصحَّ في يوم الأربعاء الرابع من شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة، بظاهر ثغر الإسكندرية بالعين. [ل286/ب] بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ، شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، مفتي الأمة، سيف السنة، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني رضي الله عنه، بقراءة صاحبه القاضي المَكين الأشرف الأمين، خاصة أمير المؤمنين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، صفي الدولة جوهر الأستاذ مولاه، والخطيب أبو القاسم أحمد بن جعفر بن علي الغافقي، وأبو محمد عبد الباقي بن عبد الوهاب بن من الله النَّحوي، وأبو الحسن مفضل بن علي بن طسيبويه (¬1) ، والخطيب أبو الفضل أحمد بن عبد الحق بن القاسم التميمي، وأبو الحسين الكوفي، وأبو العباس أحمد بن عبادة الأندلسي، وزكريا بن صالح بن محمد الموقاني، ويحيى بن أحمد ¬

(¬1) كلمة (طستيويه) في الخطية ليست واضحة.

بن سليم (¬1) الحضرمي، وعبد العظيم بن حسين بن جميل، وأبو طالب أحمد بن عبد الله الإسكندري، وأحمد ابن محمد بن مهدي بن تميم، وأبو الحسن علي بن حيوس الأنصاري، وعبد المجيد بن عبد العالي الهمَذَاني، وأحمد بن منصور بن عَتِيق، وأحمد بن علي بن جعفر بن سعيا، وصدقة بن خلف القارئ، وأبو الفضل جعفر بن علي الديباجي، وأبو عبد الله محمد بن المارستاني، ومجاهد بن عبد الله التُّجيبي، وأبو طالب أحمد بن محمد بن المحمدي، ويحيى بن عقيل السعدي، وكتب إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وذلك في يوم الثلاثاء الخامس من صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة بالإسكندرية. هذا تسميع صحيح كما قد كُتِب، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني. [ل287/أ] ¬

(¬1) ويمكن أن يقرأ (حكيم) .

نصوص كتاب الطيوريات التي وقفنا عليها في الكتب المطبوعة وليست موجودة في النسخة الخطية التي اعتمدناها:

1م- قال الزرقاني (ت622) : لطيفة، روى السلفي في «الطيوريات» بسنده أن أبا طلحة زوج أم أنس، قام إليها مرة يضربها، فقام أنسٌ ليخلصها، وقال له: خلِّ عن العجوز، فقالت له: أتقول العجوز؟ عجز الله ركبك، فصلى لنا ركعتين ثم انصرف» (¬1) . 2م- قال محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن النقطة الحنبلي قال: أخبرنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه، قال: أنبأ أحمد بن محمد السِّلفي بالإسكندرية، قال: أنبأ أبو الحسين بن الطيوري، وأبو علي أحمد بن محمد البَرْداني ببغداد، قالا: أنبأ هناد بن إبراهيم النسفي، قال: أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الغُنجار في "تاريخ بخارى" قال: سمعت أبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب - يعني الكشاني- يقول: سمعت محمد بن يوسف بن مطر يقول: سمع "الجامع الصحيح" من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بِفِرَبْر، في ثلاث سنين، في سنة ثلاث وخمسين، وأربع وخمسين، وخمس وخمسين ومائتين، وسمعت من علي بن خَشْرَم سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وأنا بفربر مرابطاً» (¬2) . 3م- قال ابن حجر في ترجمة سعيويه القاص المشهور بالتفضيل، ¬

(¬1) انظر شرح موطأ مالك 1/439-440. (¬2) انظر التقييد لمعرفة رواة الأسانيد 1/126.

راجعت ترجمته في الحمقى والمغفلين لابن الجوزي، وجدت له حكاية تدل على أنه كان لا يبالي بوضع الأسانيد والحديث، ففي "الطيوريات" من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عثمان الخراساني، قال: قال سعيويه القاص: حدثنا شبابة، عن ورقاء، عن قتادة، يرفع الحديث إلى عليِّ بن الجعد، فذكر شيئا، فقيل له: هذا عليُّ بن الجعد حي، يعني ولم يلق قتادة، فقال: ما كُنتُ أظنُّه إلا في بني إسرائيل» (¬1) . 4م- قَالَ ابْنُ حَجَرٍ أَيْضًا: وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ فِي "الأَفْرَادِ" لَهُ، وَمِنْ طَرِيقِهِ السِّلفي فِي "الطُّيُورِيَّاتِ" قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ أوّلَ رأسٍ عُلِّق فِي الإِسْلامِ رأسُ أَبِي عَزَّةَ الْجُمَحِيِّ، ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُنُقه ثُمَّ حُمل رأسُه على رمحٍ، ثم اُسل به إلى المدينة» (¬2) . 5م- وقال السيوطي أيضا: وسئل ابن عباس عن أبي بكر فقال: كان كالخير كلِّه، وسئل عن عمر فقال: كالطير الحذر الذي يرى أن له بكلِّ طريق شَرَكاً، وسئل عن علي فقال: مُلِئَ عزْماً وحزما وعلما ¬

(¬1) انظر لسان الميزان 3/132. (¬2) انظر تلخيص الحبير 4/106-108 برقم (1875) .

ونجدةً، أخرجه في "الطيوريات"» (¬1) . 6م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسند صحيح عن ابن عمر، عن عمر، أنه أراد أن يكتب السنن، فاستخار الله شهرا، فأصبح وقد عزم له، ثم قال: إني ذكرتُ قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتابا، فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله (¬2) . 7م- وقال أيضا: وفي "الطيوريات" بسند إلى جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال رجل لعليِّ بن أبي طالب [- رضي الله عنه -] : «نسمعك تقول في الخطبة: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديين، فمن هم؟ فاغرورقتْ عيناه، فقال: هم حبيباي أبو بكر وعمر إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجُلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من اقتدى بهما عُصم، ومن اتبع آثارهما هُدي الصراط المستقيم، ومن تمسك بهما فهو من حزب الله» (¬3) . 8م- وقال أيضا: وفي "الطيوريات" عن سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة، قال: «لما حضرتِ الحسنَ الوفاةُ جَزِعَ، فقال له الحسين: يا أخي: ما هذا الجزَع؟! إنك ترد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى علي - ¬

(¬1) تاريخ الخلفاء (ص121) . (¬2) انظر تاريخ الخلفاء (ص138) . (¬3) تاريخ الخلفاء (ص178-179) .

رضي الله عنه -، وهما أبواك، وعلى خديجة، وفاطمة، وهما أمَّاك، وعلى القاسم والطاهر، وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر، وهما عماك، فقال له الحسن: أي أخي، إني داخل في أمر من أمر الله تعالى، لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قطّ» (¬1) . 9م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السلفي في "الطيوريات" عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال: «سألت أبي عن عليٍّ ومعاوية، فقال: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيباً فلم يجدول، فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتلهن فأطروه كيادا منهم له» (¬2) . 10- وقال السيوطي أيضا: وفي "الطيوريات" عن سليمان المخزومي قال: «أذن معاويةُ للناس إذْناً عاما، فلما احتفل المجلس قال: أنشدوني ثلاثة أبياتٍ لرجلٍ من العرب، كلُّ بيتٍ قائمٌ بمعناه، فسكتوا، ثم طلع عبد الله بن الزبير فقال: هذا مِقْوالُ العرب وعلامتها أبو خُبيب، قال: مَهْيَم؟ قال: أنشدني ثلاثة أبيات لرجلٍ من العرب، كلُّ بيتٍ قائم بمعناه، قال: بثلاثمائة ألف، قال: وتساوي؟ قال: أنت بالخيار وأنت وافٍ كافٍ، قال: هاتِ، فأنشده للأفوَه الأودي، قال: ¬

(¬1) تاريخ الخلفاء (ص193-194. (¬2) تاريخ الخلفاء (ص 199) .

بلوتُ الناس قرنا بعد قرنٍ فلم أر غيرَ ختّالٍ وقال وقال: صدق، هيه، قال: ولم أر في الخطوب أشد وقْعاً وأصعب من معاداة الرِّجال قال: صدق، هيه، قال: وذُقْتُ مرارةَ الأشياء طُرًّا فما طَعْمٌ أمر من السؤال قال: صدق، ثم أر له بثلاثمائة ألف (¬1) . 11م- وقال السيوطي أيضا: وأسند السِّلفي في "الطيوريات" «أن عبد الملك بن مروان خرج يوما، فلقيته امرأة فقال: يا أمير المؤمنين: قال: ما شأنكِ؟ قالت: توفي أخي وترك ستّمائة دينار، فدفع إلي من ميراثه دينارا واحدا، فقيل: هذا حقُّك، فعمي الأمر فيها على عبد الملك، فأرسل إلى الشعبي فسأله، فقال: نعم، هذا توفي فترك ابنتين فلهما الثلثان أربعمائة، وأُمًّا فلها السدس مائة، وزوجة فلها الثُّمن خمس وسبعون، واثنى عشر أخا فلهم أربعة وعشرون، وبقي لهذه دينار» (¬2) . 12م- قال السيوطي أيضا: أخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسنده عن ابن المبارك، قال: «لما أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جاريةٌ من جواري المهدي، فراوَدَها عن نفسها، فقال: لا ¬

(¬1) تاريخ الخلفاء (ص202-203. (¬2) تاريخ الخلفاء (ص221) .

أصلُحُ لك، إن أباك قد طاف بي، فشُغِف بها، فأرسل إلى أبي يوسف فسأله، أعندك في هذا شيء؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أوكلّما ادعت أمةٌ شيئا ينبغي أن تصدق؟ لا تصدِّقها، فإنها ليست بمأمونة، قال ابن المبارك: لم أدر ممن أعجب! من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين وأموالهم يتحرج عن حُرمة أبيه، أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين، أو من هذا فقيه الأرض وقاضيها، قال: اهتِك حُرْمةَ أبيك، واقض شهوتك، وصيِّرْه في رقبتي» (¬1) . 13م- وقال السيوطي أيضاً: وأخرج أيضاً عن عبد الله بن يوسف قال: قال الرشيد لأبي يوسف: «إني اشتريت جارية وأريد أن أطأها الآن قبل الاستبراء، فهل عندك حيلة؟ قال: نعم، تَهَبُها لبعض ولدك، ثم تتزوّجها» (¬2) . 14م- قال السيوطي أيضا: وأخرج عن إسحاق بن راهويه قال: «دعا الرشيد أبا يوسف ليلا، فأفتاه بأمرٍ له بمائة ألف درهم، فقال أبو يوسف: إن رأى أمير المؤمنين أمَرَ بتعجيلها قبل الصُّبح، فقال: عجِّلوا، فقال بعض من عنده: إن الخازن في بيته والأبواب مغْلقَة، ¬

(¬1) تاريخ الخلفاء (ص291) . (¬2) تاريخ الخلفاء (ص291) .

فقال أبو يوسف: فقد كانت الأبواب مغلقة حين دعاني ففُتحتْ» (¬1) . 15م- وقال السيوطي أيضا: وفي "الطيوريات" بسنده إلى إسحاق الموصلي، قال: قال أبو العتاهية لأبي نواس: البيت الذي مدحتَ به الرشيد، لودِدْتُ أني كنت سبقتك به إليه: قد كنتُ خِفتُك ثم أمّنَنِي مِنْ أن أخافَك خوفُك الله (¬2) 16م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السٍّلفي في " الطيوريات" عن حفص المدائني قال: «أُتِيَ المأمون بأسود قد ادعى النبوة، وقال: أنا موسى بن عمران، فقال له المأمون: إن موسى بن عمران أخرج يدَه من جيبه بيضاء، فأخرجْ يدَكَ بيضاء، حتى أُومِنَ بك، فقال الأسود: إنما جُعِل ذلك لموسى لما قال له فرعون: {أنا ربكم الأعلى} (¬3) ، فقل أنت كما قال فرعونُ حتى اُخرج يدي بيضاء، وإلا لم تَبْيَضْ» (¬4) . 17م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج أيضا أن المأمون قال: «ماانفتق علي فَتْقٌ إلا وجدْتُ سببَه جوْرُ العُمَّال» (¬5) . ¬

(¬1) تاريخ الخلفاء (ص291-292. (¬2) تاريخ الخلفاء (ص 295) . (¬3) سورة النازعات، آية رقم (24) . (¬4) تاريخ الخلفاء (ص326-327) . (¬5) تاريخ الخلفاء (ص327) .

18م- وقال السيوطي أيضا: وقد يُستدلّ بما أخرجه السِّلفي في "الطيوريات" من حديث ابن عمر مرفوعا: «أعربوا القرآن يدلُّكم على تأويله» (¬1) . 19م- وقال السيوطي أيضاً: وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والسِّلفي في "الطيوريات" عن أنس قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: «نزلت عليَّ سورة الأنعام ومعها مَوْكِبٌ من الملائكةِ يسدُّ ما بين الخافقَيْن، لهم زجَلٌ بالتسبيح والتقديس، والأرض تَرْتَجُّ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: سبحان الله العظيم، سبحان الله العظيم» (¬2) . 20م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" عن نافع: «أن ابن عمر كان إذا سافر أَخْرَج معه سفيها يردُّ عنه سفاهةَ السُّفهاء» (¬3) . 21م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السلفي في " الطيوريات" عن ابن حبيب - رضي الله عنه - قال: «زمزم شراب الأبرار، والحِجْر مصلىَّ الأخيار (¬4) . ¬

(¬1) تاريخ الخلفاء (ص465) . (¬2) الدر المنثور (3/243-244) . (¬3) الدر المنثور (3/630) . (¬4) الدر المنثور 4/156.

22- وقال السيوطي أيضاً والشوكاني: أخرج أبو الشيخ وابن مردويه والسِّلفي في "الطيوريات" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: «لا تلقِّنوا الناس فيكذبوا، فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس، فلما لقنهم أبوهم كذبوا فقال: أكله الذئب» (¬1) . 23- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسندٍ واهٍ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: «لما نزلتْ {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي. هَارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (¬2) ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - على جبل، ثم دعا ربه وقال: اللهم اشددْ أزري بأخي علي، فأجابه إلى ذلك» (¬3) . م- قال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في " الطيوريات" من طريق يزيد بن هارون - رضي الله عنه - قال: سمعت المسعودي يقول: «أن من قرأ أوّلَ ليلة من رمضان {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مبيناً} (¬4) ، في التطوُّع، حُفِظ ذلك العام» (¬5) . ¬

(¬1) الدر المنثور 4/510، وفتح القدير 3/14. (¬2) سورة طه، آية رقم (29-31) . (¬3) الدر المنثور 5/566. (¬4) سورة الفتح، آية رقم (1) . (¬5) الدر المنثور 7/512.

25م- قال المناوي: أخرج في "الطيوريات" بسند فيه ضعف عن بقية قال: «سألتُ الأوزاعيَّ: ما معنى قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (قوتوا طعامكم) ..إلخ، قال: صغر الأرغفة» (¬1) . ¬

(¬1) فيض القدير 4/529.

§1/1