الطبقات الكبرى - متمم التابعين - محققا

ابن سعد

مقدمة

مقدمة الطبقات الكبرى لابن سعد تحقيق زياد بن منصور تقديم بقلم فضيلة الدكتور عبد الله بن عبد الله الزّايد نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة. الحمد لله الموفق لكل خير، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصبحه ومن تبع سُنته إلى يوم الدين. وبعد: فإن إحياء التراث القديم من أولى ما ينبغي السعي إليه والاهتمام به، لأمور يدركها الباحثون وذوو التخصص. وإن كتاب الطبقات الكبرى للإمام محمد بن سعد كاتب الواقدي هو من هذا الثرات القديم الأم، وقد سبق المستشرقون إلى طباعته منذ أكثر من مائة عام، ثم طبع في بيروت -مرتين- ومصر عن تلك الطبعة. وجاءت مطبوعة المستشرقين ناقصة من مواضع متعددة، ولم يوفقوا آنذاك لاستكمال الكتاب وسد ثغراته، لنقص في النسخ الخطية التي اتمدوها، وقد نبهوا إلى وجود هذه الثغرات والأسقاط -وهي متعددة قي ثنايا الكتاب-. ومع ذلك فإن كثيراً من الناس كان مغتراً بنسختهم زاعماً أنه عمل استشراقي لا يدخله خلل!!. وقد وجد المحدَّثون والمؤرخون بغيتهم في هذا الكتاب من قديم الزمن ثم طبع الكتاب فتداوله المحدَثون والباحثون ووجدوا فيه ضالتهم، لغزارة مادته، وترتيبها وحسن عرضها وتوثيقها بالرواية والإسناد.

وإن كتاباً. بهذه المثابة لجدير بالاهتمام كل الاهتمام: طباعة محققة تحقيقاً علمياً دقيقاً، وفنياً أنيقاً. بأقلام مسلمة أمينة خبيرة، مع السعي الجّاد الحثيث وراء بقاياه وتتماته، ليكون الكتاب ماثلاً بين أيدي ورّاده كما صنفه مؤلفه وأرداه له. وإن من نعم الله تعالى علينا أن وفقنا لسد قسم من هذه الأسقاط والثغرات، بنشر هذه القطعة التي تتم الجزء الخامس من الطبعة البيروتية، من آخر ترجمة عمر بن عبد العزيز فما بعدها، وهو هذا الجزء النفيس الذي نقدمه للقراء اليوم، ضمن سلسلة مطبوعتنا التي صدر منها: 1- (الإيمان) لابن منده، بتحقيق فضيلة الدكتور علي ناصر الفقيهي. 2- (منتخب كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) لمحمد بن الحسن بن زبالة، تحقيق فضيلة الدكتور أكرم ضياء العمري. وكلاهما طبع بمطبعة الجامعة الإسلامية. 3- أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية، مع تحقيق كتابه (أسامي الضعفاء) و (وأجوبته عن أسئلة البزدعي) لفضيلة الدكتور سعدي مهدي الهاشمي. 4- (البيهقي وموقفه من الإلهيات) لفضيلة الدكتور أحمد عطية الغامدي. 5- (مرويات غزوة بني المصطلق) لأستاذ الشيخ إبراهيم القريبي. وكتابنا هذا هو الحلقة السادسة من هذه السلسة. والكتاب السابع فيها هو (سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود السجستاني) تحقيق الأستاذ الشيخ محمد علي قاسم العمري. يرى القارئ لهذا القسم الذي نقدمه من طبقات ابن سعد أنه فوت كبير من الطبقات السابقة، فقد حوى سبع ترجمات وأربعمائة ترجمة، هي تراجم

لخيرة رجالات المدينة المنوّرة من كبار التابعين وصغارهم، لعل أقدمهم وفاة هو عبد الرحمن بن مسور (90هـ) وآخرهم وفاة هو شعيب بن طلحة (174أو 175هـ) . ويجد فيه من تراجم الأئمة: ترجمة ابن شهاب الزهري –وهي أطول ترجمة فيه- وابن أبي ذئب، وربيعة الرأي. ومن تراجم العُبّاد الصالحين: تراجم الأخوة الثلاثة النجوم الزواهر من آل المنكدر محمد وعمر وأبي بكر، وغيرهم كثير. ومن تراجم الأشراف: ترجمة عبد الله بن حسن وولديه محمد النفس الزكية، وإبراهيم، ووقائعهم مع بني العباس مشهورة. وفيه من التراجم النادرة التي لم يقف المحقق على ذكر لصاحبها في موضع آخر: ترجمة قُرين بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي وداعة، وأبوه المطلب هو الذي زوجّه سعيد بن المسيب، ابنته، في قصة مشهورة له، فأنجبا هذا الرجل (قرين) . فهو -إذاً- جزء تتجلى أهميته من حيث أنه متمم لكتاب أصيل في بابه ومادته، ومن حيث احتواؤه لتراجم عدد كبير من رجالات أعظم مركز إسلامي علماً وحضارة في تلك الفترة. ولذلك كان إخراجه لزاماً على عارفيه، وقد جعل الله تعالى لجامعتنا قصب السبق لذلك، والحمد لله. كما كان من توفيق الله عز وجل أن هيأ لتحقيقه شاباً جلداً نفاذاً من مشكلاته، دؤوباً على العمل والتحقيق، فقدم في أوله ترجمة للمؤلف، ودراسة عن هذا القسم خاصة، وفكرة موجز عن الطبعات السابقة. ثم قدم للقراء نص الكتاب نصاً سليماً بالرغم من أن نسخته وحيدة غير متعددة، وحققه وضبط أعلامه وشرح غريبه، وخرج أحاديثه وتتبع حال المترجم عند أئمة الجرح ونقل أقوالهم في موافقة ابن سعد أو مخالفته عندما يتكلم عن

من بادر إلى نشره، طائفة من المستشرقين، غير أنهم لم يعطوا المؤلف حقه في الترجمة، ولا الكتاب حقه في التحقيق. وعلى هذه الصورة طبع الكتاب في (ليدن) ولكن يبقى لهم فضل السبق في نشره على ضخامة حجمه. وقد فقدت صفحات كثيرة من تابعي أهل المدينة، في المجلد الخامس من الكتاب. لفت نظري وأرشدني إلى هذا السقط –مشكوراً- (الدكتور أكرم ضياء العمري) فوقفت على قطعة الساقطة، وحددت بدايتها ونهايتها، ورغبت في تحقيقها لأمور منها: 1- أنها تكمل كتاباً هاماً اعتمده أصحاب المغازي والسير، والمؤرخون والنسابون وأئمة الجرح والتعديل. 2- أنها من أقدم وأوفى ما كتب في التاريخ الثقافي للمدينة المنورة في القرنين الأولين من الهجرة، وقد فقدت المؤلفات المبكرة التي تناولت التاريخ الثقافي للمدينة، مما يجعل لهذه القطعة أهمية خاصة. ولما شرعتُ بتحقيق واجهتني بعض الصعوبات التي أمكنني التغلب على بعضها، وهي: 1- كون النسخة الفريدة. إذ كانت الصعوبة تمكن في مقابلة النصوص بالكتب اللاحقة. 2- طول النسخة الخطية، البالغة اثنتين وثلاثين ومائتي صفحة. 3- وجود أسماء مبهمة لبعض الأعلام، الذين لا يمكن تمييزهم إلا بعد تعب ودقة فحص، وإمعان نظر. فالمؤلف يذكر مثلاً، أبا سلمة الذي يروي جعفر بن سليمان، وعنه أحمد ابن أبي إسحاق العبدي، والمُكَنَّوْن بأبي سلمة كثيرون، فلم أستطيع تمييزه لو لم يصرح أبو نعيم باسمه في الحلية. 4- وقد ترد بعض الأسماء المختصرة، التي تتعب الباحث في معرفة الاسم الكامل للحصول على المعلومات المتعلقة به والتي يحتاجها الباحث. فصاحب الترجمة 161 (محمد بن حلحلة الدَّيلي) بحثت عنه في الكتب

المختلفة، فلم أعثر على ترجمته، وبعد مُضِيّ فترة، وجدته في أحد الكتب وأنا أبحث عن راوٍ آخر، فوقع نظري على كلمة (حلحلة) فتذكرت صاحبي الذي كنت أبحث عنه، وإذ هو (محمد بن عمرو بن حلحلة) . 5- وجود عدد لا بأس به من أصحاب التراجم في هذه القطعة لم أعثر على تراجمهم في الكتب الأخرى. ولا يسعني في خاتمة هذا التقديم إلا التوجه بفائق الاحترام والتقدير، للرعاية الأبوية والعناية العلمية، اللتين حباني بهما فضيلة الدكتور (أكرم ضياء العمري) طيلة فترة إشرافه على هذه الرسالة. وأتقدم بجزيل الشكري، للأستاذين الفاضلين: الدكتور (السيد محمد الحكيم) ، والشيخ (حماد الأنصاري، تقديراً للجهد الذي بذلاه في إعدادي خلال السنة التحضيرية. ولا يفوتني التنزيه بفضل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة علَّي، حيث أحاطتني بالرعاية خلال مراحلة الدراسة، وتولت نشر رسالتي هذه، التي تقدمت بها لنيل مرتبة الماجستير من قسم الدراسات العليا فيها. وفق الله القائمين عليها لما يحبه ويرضاه. وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.

الرجل جرحاً وتعديلاً، أو في الزيادة عليه حينما يقتصر ابن سعد على قوله (قليل الحديث) أو (كثير الحديث) مثلاً ولا يقول: ثقة، أ, ضعيف. فيبين محققه حال الرجل من هذه الجهة، كل ذلك لييسر للقارئ الاستفادة من الكتب، وليزيده منها. جزاه الله خيراً وأثابه على ما بذل من جهد وعناء. وختاماً: نحمد الله الكريم على أفضاله علينا، ثم نزجي شكرنا لجلالة الملك خالد وسمو ولي العهد على سعيهما قدماً بالجامعة الإسلامية لتكون في مقدمة زميلاتها من جامعات المملكة، في ميدان العلوم الإسلامية والعربية والإعلامية، زادهما الله توفيقاً لكل خير. والحمد لله رب العالمين ...

بين يدي الكتاب الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن من فضل الله على الأمة الإسلامية خاصة، وعلى الناس عامة، أن حفظ لهم هذا الدين. وذلك بحفظ الكتاب والسنة، وتسخير العلماء لخدمتهما عبر عصور طويلة. ولما كانت السنة النبوية هي المصدر التشريعي الثاني بعد كتاب الله، إذ جاءت مفصلة لمجمله، وموضحة لمشكله، ومخصصة لعامه، ومقيدة لمطلقه لذلك عظمت منزلتها، فهي المصدر الثاني للتشريع، ولا يمكن فهم الإسلام بدونها. ومن هذا المنطلق سار موكب العلماء، للحفاظ على دينهم القويم، ونزلوا في معترك العمل الدائب، لتمحيص الروايات التي تصلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة، وفتاوى الفقهاء، والروايات التاريخية ... الخ. وكان جلُّ اهتمامهم منصباً على دراسة الحديث في نقله بالأسانيد، وهي مزية للأمة الإسلامية لم تعرفها الأمم الأخرى، فأمعنوا النظر في هذه الأسانيد، وقوّموا رجالها لتمييز صحيح الحديث من سقيمه، ومنقطعه من موصوله، فنشأت

علوم الحديث المختلفة، منها ما يتعلق بهذه الأسانيد، كعلم الطبقات والجرح والتعديل والكنى والألقاب وغيرها، ومنها ما يتعلق بدراسة المتون. والمهم في دراستي علم الطبقات وعلم الجرح والتعديل، اللذان استقلا بمصنفات خاصة، ونبغ فيهما نقاد أفذاذ تكلموا في الرواة وأحوالهم، وحكموا على كل راوٍ بالحكم الذي يستحقه، أمثال: يحي القطان، وابن معين، وابن المديني، وابن حنبل، وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين، والبخاري مسلم وغيرهم من النقاد الأوائل. وكان من بين هؤلاء النقاد المتقدمين، محمد بن سعد مؤلف (الطبقات الكبرى) أهم كتب الطبقات المبكرة، وقد استعمل فيه ألفاظ الجرح والتعديل عند إرادته الحكم على الرجل. فاشتمل على مادة جيدة في علم الجرح والتعديل، واعتبر السخاويّ كلام ابن سعد في نقد الرجال كلاماً جيداً مقبولاً1. إلاَّ أن المعلومات المتعلقة بمادَتْيَ النسب، والتاريخ الثقافي والحضاري، طغت لسعتها وغزارتها على مادة الجرح والتعديل، فاشتهر الكتاب في أوساط المؤرخين أكثر من المحدثين. ويعتبر كتاب (الطبقات الكبرى) لابن سعد من أقدم ما وصل إلينا من كتب الطبقات، لأن كتب التي دونت قبله على نظام الطبقات مازالت مفقودة2. كما تظهر أهمية الكتاب في تنوع مادته، وفي دقة المؤلف بذكر الأسانيد –وفق منهج المحدثين- للروايات الحديثية، والتأريخية، وحتى الأخبار المتعلقة بالأوصاف الشخصية. ولعل أهمية تكمن أيضاً في حسن اختيار المؤلف لمعلوماته المتنوعة من مصادرها المتخصصة، بأمانة علمية متناهية. ومع هذا كله فلم يحظ الكتاب بالعناية العلمية التي يستحقها. فكان أول

_ 1 انظر: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ 342. 2 انظر: بحوث في تاريخ السنة المشرفة للدكتور / أكرم ضياء العمري 75-76.

المقَدّمَة تشتمل على: أولاً- حياة المؤلف؛ ودراسة تحليلية لهذا القسم الساقط من كتاب (الطبقات الكبرى) من تابعي أهل المدينة ثانيا- دراسة الكتاب أولاً حياة المؤلّف أولاً حياة المؤلّف إسمه ونسبه: هو محمد بن سعد بن منيع الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله البصري، المعروف بابن سعد1، وبكاتب الواقدي، لكونه لازم شيخه محمد بن عمر الواقدي زمناً طويلاً، وكتب له2. وقد ظهر بين المصادر خلاف في نسبه، فورد في بعضها أن ولاءه لبني هاشم3، حيث كان مولَّى للحسين بْنُ عَبْدِ اللَّهِ4 بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ العباس5، أو أن أحد أجداده مولى الحسين6، وذكرت بعض المصادر أنه زُهريّ

_ 1 انظر هدية العارفين 2/11. 2 انظر: تاريخ بغداد 5/321. ووفيات الأعيان ى4/351. والأعلام للزركلي 7/6. والرسالة المستطرفة 138. 3 انظر: تاريخ بغداد 5/321. وتهذيب الكمال للمزّي 6/600. وتذكرة الحفاظ للذهبي 2/425. وتذهيب التهذيب له3/206أ. والوافي بالوفيات الصفدي 3/88. وتهذيب التهذيب لابن حجر 9/182. والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2/258. والرسالة المستطرفة 138. 4 ستأتي ترجمته رقم133. 5 انظر: طبقات ابن سعد 7/364. وتاريخ بغداد 5/351. 6 انظر: المغازي الأولى ومؤلفوها لهورفتس 126. ومقدمة طبقات ابن سعد –دار صادر- لإحسان عباس 1/6.

الولاء1. كما جردته مصادر أخرى من عهدة الولاء على أنه زُهري النسب2 وعندما وُصف بصفة الولاء للحسين بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ العباسي الهاشمي، فإن ذلك لا يعني أنه هو نفسه كان مولًى له، وإنما جده، وربما أبوه أيضاً3. لأن حسين بن عبد الله توفي سنة أربعين ومائة، أو إحدى وأربعين ومائة4أو إحدى وأربعين ومائة5. وكان مولد محمد بن سعد سنة ثمان وستين ومائة6 -أي بعد وفاة الحسين بن عبد الله ابن عبد الله العباسي بسبع وعشرين سنة- وبالإضافة إلى أن الحسين بن عبد الله لم يكن له ولد غير عبد الله الذي مات ولم يعقب، فورثته زوجته أُمَّ عِيسَى بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن العباس7. ومن ذلك يتضح أن هذا الفرع الهاشمي الذي كان ابن سعد ينتمي بالولاء إليه قد انقرض، ولعله قد انتسب هو أو أبوه قبله إلى بني زُهرة من قريش8. وعلى العموم فإن هذا الخلاف الذي أوردته المصادر حول نسبه لا يهمنا كثيرا بقدر ما تهمنا تلك المعلومات التي تعطينا صورة واضحة عن حياة ابن سعد، فلم نجد مصدراًً من المصادر الكثيرة التي ترجمت له يعطينا معلومات غزيرة نستطيع من خلالها إبراز حياة المؤلف إبرازا يتناسب مع سعة علمه. والحق أن هذه الملاحظة تنطيق أيضاً على الكثيرين من المؤلفين المعاصرين له أو القريبين من عصره 9.

_ 1 انظر: الأعلام للزركلي 7/6. ومعجم المؤلفين 10/21. 2 انظر: وفيات الأعيان 4/351. وكشف الظنون 2/1099. وهدية العارفين 2/11. وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/19. وتاريخ الثرات لسزكين 1/480. 3 انظر: المغازي الأولى ومؤلفوها 126. 4 انظر: الترجمة 133. 5 انظر: تقريب التهذيب 298. والأعلام للزركلي 7/6. وتاريخ التراث لسزكين 1/480. 6 انظر: الترجمة 133. 7 انظر: المغازي الأولى ومؤلفوها لهورفتس 126. 8 من لمسات المشرق. 9 من لمسات المشرق.

ولادته: لقد أجمعت المصادر التي ذكرت ولادته أنها كانت في البصرة سنة ثمان وستين ومائة من الهجرة1، لكن بعض المصادر ترجمته سكتت عن تاريخ ولادته2. نشأته ورحلاته العلمية: ولد ابن سعد ونشأ في البصرة، التي كانت مركزاً علمياً هاماً في ذلك العصر وقد ازدانت بعدد كبير من العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء، فشًبَّ في تلك البيئة العلمية، وأفاد من علماء عصره، فسمع من الكثرين منهم. ثم قدم بغداد وسكن فيها ملازماً لشيخه محمد بن عمر الواقدي (ت 207هـ) ، يكتب له مدة طويلة من الزمن فعُرف به3. كما قدم الكوفة سعياً في طلب العلم4. وكانت له رحلة إلى المدينة المنورة، وأخرى إلى مكة، غير أن الترتيب الزمني لهذه الرحلات كان غامضاً، فلم أقف على دراسة بحثت رحلاته العلمية

_ 1 انظر: تاريخ بغداد 5/322. والأنساب للسنعاني 470. ووفيات الأعيان 4/352. وتهذيب الكمال للمزي 6/600. والعبر للذهبي 1/407. وتذكرة الحفاظ 2/425. وتقريب التهذيب 298. وشذرات الذهب 2/69. 2 انظر: الجرح والتعديل 3/2/262. والكامل في التاريخ لابن الأثير 7/18. وكشف الظنون 2/1099. وطبقات الحفاظ للسيوطي 183. 3 انظر: ص 17 تعليق 2 من هذه المقدمة. 4 انظر: مقدمة ساخاو لطبقات ابن سعد 3/25 (طبعة دار التحرير) . ومقدمة إحسان عباس للطبقات 1/6 (تصوير بيروت) .

بحثاً تفصيليا إلاَّ ما ذكره كل من ساخاو وإحسان عباس، أن، رحلته إلى المدينة كانت قبل سنة مائتين من الهجرة، إذ أن بعض شيوخه المدنين أدركتهم المنيَّة قبل بداية القرن الثالث، فمعن بن عيسى مثلاً توفي سنة ثمان وتسعين ومائة1. أما طبيعة تنقله بين المدن الخمس-البصرة، وبغداد، والكوفة والمدينة المنورة ومكة المكرمة-من حيث التسلسل الزمني، فمازالت مبهمة ولإيضاح لا بد ذلك من دراسة شاملة لشيوخ المؤلف، والوقوف على تواريخ وفياتهم لضبط أوقات حِلِّه وترحاله. وفي هذا المقام تجدر الإشارة إلى الحركة العلمية التي شهدتها هذه المدن، لتتعرف على البيئة العلمية التي نشأ فيها ابن سعد، وعلى الأوساط الثقافية التي ارتحل إليها. لقد شهدت مدن الحجاز والمدن الهامة في الأمصار الإسلامية الأخرى كالمدينة المنورة والكوفة والبصرة وبغداد ودمشق والفسطاط، حركة فكرية واسعة، شملت العلوم الإسلامية واللغوية، كما شملت العلوم والعقلية أيضاً، ومن الصعب الإحاطة بجوانب هذه الحركة في هذا التمهيد، لأن القصد التعريف بالأوساط الفكرية التي تأثر بها ابن سعد. وفيما يلي عرض سريع لهذه الحركة في تلك المراكز: 1- الحركة العلمية في البصرة: قبل أن نستعرض الحركة العلمية المعاصرة لابن سعد في البصرة لابد من الإشارة إلى النواة الأولى التي بدأت منها هذه الحركة بعد أنَّ مُصِر البلد2 و.

_ 1 انظر: المصدرين السابقين. 2 فتحت البصرة سنة أربع عشرة، على يد عتبة بن غزوان، أيام عمر بن الخطاب، والمشهور أنها مُصَّرت في نفس السنة. وقيل غير ذلك. (انظر: طبقات ابن سعد 5/7. والكامل في التاريخ 2/485. ومعجم البلدان 1/430-4/490) .

فقد بعث عمر بن الخطاب عدداً من الصحابة إليها ليفقهوا أهلها من بينهم عمران بن الحصين (ت 52هـ) 1، وغيره. وكان ممن عُرف من الصحابة القائمين على هذه المدرسة أيضاً: أبو موسى الأشعري (ت بعد سنة 60هـ) 2 وعبد الله بن عباس (ت 68 هـ) 3 وأنس بن مالك (ت 93هـ) 4 وغيرهم من الصحابة الذين وفدوا إليها وأقاموا فيها5 ووضعوا البذور الأولى، التي كانت فيما بعد بدء انطلاقة قوية لحركة فكرية تمثلت بالدروس القرآنية أولاً، وبالحديث ثانياً، ثم بالأبحاث اللغوية ثالثاً6. وهكذا تربى شباب البصرة على أيدي من تربوا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا غرابة إذن أن تنشط الحركة العلمية، وتنتقل دفتها إلى أيدي التابعين، أمثال الحسن البصري (ت 110هـ) 7، ومحمد بن سيرين (ت 110هـ) 8. ثم تتابعت الأيام وتوالت السنون، وأشرف القرن الأول على النهاية وقد نضجت بذور المتكلمين، الذين لم يقتنعوا بالمنقول، واضطروا خضوعاً لموقفهم الفكري إلى التأويل9. وقد قال ابن قتيبة في حديثه عنهم: يقولون على الله ما لا يعلمون ويفتون الناس بما يأتون، ويتهمون غيرهم في النقل، ولا يتهمون

_ 1 انظر: طبقات ابن سعد 7/9. 2 واسم أبي موسى: عبد الله بن قيس. (انظر: الإصابة 2/360) . 3 المصدر السابق 2/334. 4 وكان أنس آخر من مات من الصحابة في البصرة. (انظر: طبقات ابن سعد 7/26) . 5 انظر: القائمة التي ذكرها ابن سعد في طبقاته 7/5-89 من الصحابة الذين نزلوا البصرة. 6 انظر: الجاحظ في البصرة وبغداد وسامراء لشارل بلات 121. 7 انظر: طبقات ابن سعد 7/177. 8 المصدر السابق 7/206. 9 انظر: حياة الأدبية في البصرة لأحمد زكي 153.

آراءهم في التأويل....الخ1. فكثرت الخصومات، وعُقدت المناظرات التي تغلغلت في الحياة العامة بين الناس. وتصدى المحدثون لهؤلاء المتكلمين، وضعفوا منهجهم في الاعتماد على الرأي. فكان ذلك من أسباب نشاط العلم والعلماء2. ويظهر هذا النشاط جلياً في النصف الأخير من القرن الثاني، حيث كثر التدوين، واهتم العلماء بالتأليف (كما يشير إلى ذلك السيوطي) فيما ينقله عن الذهبي: "منذ عام ثلاث وأربعين ومائة كثر تدوين العلم وتبويبه، ودونت كتب العربية، والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان الأئمة يتكلمون من حفظهم، أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة) 3. فنبغ في البصرة عدد كبير من العلماء الذين اشتغلوا في مختلف العلوم. فقد اشتهر من القراء: يعقوب بن إسحاق الحضرمي (ت 205هـ) صاحب كتاب (الجامع) في القراءات، وكان عالماً بالنحو4. ومن المفسرين: أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس (ت 215هـ) صاحب كتاب (لغات القرآن) 5. ومن المحدثين: إسماعيل بن عُليَّة (ت 193هـ) ، صاحب كتابي (التفسير) و (الطهارة) وغيرهما6. وعفان بن مسلم (ت 220هـ) 7. وأبو الوليد الطيالسي (ت 227هـ) 8، والثلاثة من شيوخ ابن سعد.

_ 1 أنظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة 12 وما بعدها. 2 انظر: الجاحظ حياته وآثاره للحاجري 41. والحياة الأدبية في البصرة لأحمد زكي 156. 3 انظر: الحياةالأدبية في البصرة لأحمد زكي 146. 4 انظر: تاريخ التراث لسزكين 1/23. 5 انظر: طبقات المفسرين للداودي 1/179. 6 انظر: الفهرست لابن النديم 317. 7 انظر: طبقات ابن سعد 7/298. 8 واسم أبي الوليد: هشام بن عبد الملك. (انظر: المصدر السابق 7/300) .

ومن الفقهاء: عيسى بن أبان القاضي (ت 221هـ) صاحب كتاب (اجتهاد الرأي) 1. وإسماعيل بن عُليَّة، وشيخ ابن سعد، تقدم آنفاً. ومن أصحاب السير والمغازي: عبد الملك بن هشام (ت 208 أو 213هـ) . صاحب السيرة، وكان مؤرخاً ونسابةً ونحوياً2. ومن المؤرخين: سهل بن هارون البصري (ت 215هـ) سكن بغداد3. ومن أئمة اللغة والنحو: الخليل بن أحمد (ت 170هـ) صاحب كتاب (العين) 4 وسيبويه عمرو بن عثمان (ت 183هـ) صاحب (الكتاب) في النحو5. والأخفش (ت 221هـ) صاحب الكتاب (الأوسط) في النحو، وغيره6. وعلى هذا المحيط الحافل بالعلماء والمؤلفات، فتح ابن سعد عينيه، فارتوى من معينه، وتعلق بالعلم والمعرفة، مما دفع به إلى العواصم العلوم الأخرى وصاحبة الريادة فيه، كالكوفة، وبغداد، والمدينة، ومكة. 2ـ الحركة العلمية في الكوفة: لم تكن الكوفة7 أقل أهمية من شقيقتها البصرة، في الدور الذي لعبته في النهضة العلمية عبر العصر العباسي الأول. فهذه توأم تلك، من حيث المجتمع

_ 1 انظر: فهرست 289. وتاريخ التراث لسزكين 2/75. 2 انظر: تاريخ التراث 1/475. 3 المصدر السابق. 4 انظر الفهرست 63-76-77. على الترتيب. 5 انظر الفهرست 63-76-77. على الترتيب. 6 انظر الفهرست 63-76-77. على الترتيب. 7 كان تمصيرها سنة سبع عشرة وقيل بعدها، في عهد عمر بن الخطاب. (انظر: معجم البلدان 4/490. وبلدان الخلافة الشرقية 101) .

البشري الذي نزلها، والأساس العلمي الذي قامت عليه. فنفس القبائل التي نزلت في الأولى نزلت في الثانية1، وعلى يدي خريجي مدرسة واحدة -مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم- بُني الأساس العلمي للبلدين، فكما أرسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عدداً من الصحابة إلى البصرة لتعليم الناس أمور دينهم، أرسل عدداً آخر إلى الكوفة لنفس الغرض. كسعد بن أبي وقاص (ت 55هـ) 2وعبد الله بن مسعود (ت 32هـ) 3، والبراء بن عازب (ت 72هـ) 4 وغيرهم5 ممن علموا الناس القرآن والحديث، والفقه فنبغ على أيديهم عدد كبير من أئمة التابعين، من بينهم، سعيد بن جبير (ت 94هـ) 6، وإبراهيم النخعي (ت 96هـ) 7 وغيرهم. فكثر العلماء، في العصر الأموي، ونشط العلم الذي كانت نواته القرآن والحديث، واستنباط الأحكام الفقهية منهما8، اعتماداً على الجانب العقلي أكثر من الجانب النقلي، حتى عُرفت بمدرسة أهل الرأي، إضافة إلى شهرتها النحوية التي نافست بها مدرسة البصرة التي سبقتها إلى ذلك بمائة عام. وفي العصر العباسي نزلت بغداد إلى الميدان العلمي فاشتد التنافس بين الأمصار الثلاثة وكثرت المناظرات، والمفاخرات بين علماء الأمصار9، مما أدى إلى نهضة علمية واسعة النطاق، فأصاب الكوفة حظ وافر من هذه النهضة على أكتاف علمائها المشتغلين في ميادين القرآن والحديث والفقه، واللغة والنحو، وغيرها.

_ 1 انظر: الجاحظ حياته وآثاره للحاجري6 /13. 2 انظر: طبقات ابن سعد 6/13. 3 انظر: المصدر السابق 6/13. 4 انظر: المصدر السابق 6/13. 5.انظر: قائمة الصحابة الذين نزلوا الكوفة في المصدر السابق جـ/6. 6 المصدر السابق 6/256. 7 المصدر السابق 6/270. 8 انظر: ضحى الإسلام لأحمد أمين 2/11. 9 انظر: ضحى الإسلام 2/78-284.

فمن أعلامها في القراءات: أبو بكر بن عياش (ت 193هـ) ، وكان من المحدثين1. وإسحاق بن محمد المسيبي (ت 206هـ) 2، وعنه محمد بن سعدان الضرير (ت 231هـ) 3، الذي أخذ ابن سعد القراءة عنه4. وفي التفسير: محمد بن يوسف الفريابي (ت 212هـ) 5. وغيره. وفي الحديث: وكيع بن الجراح: "ت 197هـ) صاحب (كتاب الزهد) و (المصنف) و (التفسير) وله كتب كثيرة في الحديث6. والفضل بن دكين (ت 219هـ) صاحب كتاب (التفسير) و (الصلاة) و (التاريخ) وغيرها7 وكلاهما من شيوخ ابن سعد. وفي الفقه: الإمام أبو حنيفة النعمان (ت 150هـ) 8 وأبو يوسف القاضي (ت 182هـ) 9 ومحمد بن الحسن الشيباني (ت 189هـ) 10 وعلي بن الحسن بن الحسن بن زياد اللؤلؤي 204 صاحب الكتاب (أدب القاضي) 11 وغيره.

_ 1 انظر: طبقات ابن سعد 6/386. ومعرفة القراء للذهبي 1/110. 2 انظر: معرفة القراء للذهبي 1/121. 3 المصدر السابق 1/177. 4 انظر: غاية النهاية في طبقات القراء للجزري 2/142. 5 انظر: طبقات المفسرين للداودي 2/292. 6 انظر: طبقات للداودي 2/357. 7 انظر: المصدر السابق 2/29. وتاريخ التراث لسزكين 1/147. 8 انظر: المعارف لابن قتيبة 499. 9 انظر: تهذيب التهذيب 11/123. 10 انظر: ضحى الإسلام لأحمد أمين 3/180. حيث يرسم جدولاً يرتب فيه طبقات الفقهاء من الكوفين. 11 انظر تاريخ التارث لسزكين 2/73.

وفي السيرة والمغازي: إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري (ت 188هـ) صاحب كتاب (السير في الأخبار) وكان قد قدم بغداد1. وسعيد بن يحي بن سعيد الأموي صاحب كتاب (المغازي) الذي سكن بغداد وتوفي بها سنة (249هـ) 2. وفي التاريخ والنسب: لقيط المحاربي (ت 190هـ) 3، وهشام بن محمد ابن السائب الكلبي (ت 204 أو 206هـ) صاحب (النسب الكبير ـ الجمهرة) وله كتب كثيرة في الأخبار4. أما اللغة والنحو: فقد ظهر فيهما أمثال علي بن حمزة الكسائي (ت 189هـ) صاحب كتاب (مختصر النحو) وغيره5. ويحي بن زياد الفراء (ت 207هـ) صاحب كتاب (معاني القرآن) و (اللغات) و (المذكر والمؤنث) وغيرها6. ويتضح مما تقدم الدور الذي لعبته الكوفة، بنشاطها المشترك مع البصرة في النهضة العلمية التي أتت أكلها في بغداد أيام الرشيد (170-193هـ) والمأمون (198-218هـ) . 3- الحركة العلمية في بغداد: بعد أن أتم المنصور (136-158هـ) بناء مدينة بغداد7، جمع إليه المترجمين، وعُني بترجمة الكتب إلى العربية8 وكان عهده قد أظل عدداً من العلماء الذين لم يألوا جهداً في الميدان العلمي والأدبي.

_ 1 المصدر السابق 1/467. 2 انظر: تذكرة الحفاظ 1/325. وتقريب التهذيب 127. 3 انظر: تاريخ التراث 430. 4 انظر: الفهرست لابن النديم 140، وتاريخ بغداد 14/45. 5 انظر: المصدرين السابقين 97 و11/413. 6 انظر: المصدرين السابقين 99 و14/419. 7 بدأ في بنائها سنة خمس وأربعين ومائة، وأئمة في السنة التالية (انظر: تاريخ الطبري 7/614، 650،وفتوح البلدان للبلاذري 2/361. تاريخ بغداد 1/66) . 8 انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 269.

فشهدت بغداد في عهد مؤسسها نشاطاً علمياً كان أساساً للنهضة العلمية التي شهدتها فيما بعد. ولما صارت الخلافة إلى المهدي (158-169هـ) 1 لم تفقد الحركة العلمية نشاطها، إلاَّ أن اهتمامه الأكبر كان منصرفاً إلى النواحي المعمارية2، وتتبع الزنادقة3. وسار الهادي على سياسة أبيه في تتبع الزنادقة، ولم يُعمَّر في الخلافة طويلاً حتى أدركته المنيَّة بعد سنة وشهر من تولَّيه الخلافة4. ولم يتجلّ النشاط في عهده بوضوح إلى أن جاء عهد الرشيد (170-193هـ) 5 فكثرت الفتوحات، وزادت العناية بترجمة الكتب التي عُثر عليها أثناء الحروب. كما أسس الرشيد بيت الحكمة، وزوده بالكتب المختلفة وأنشأ المدارس والمكتبات6، فبلغت بغداد درجة لم تصل إليها من قبل واحتضنت عدداً كبيراً من العلماء في مختلف العلوم. فمن المفسرين: هُشيم بن بشير السلمي الوسطي (ت 183هـ) وكان محدثاً وفقهياً، وله من الكتب (القراءات) و (المغازي) و (السنن في الفقه) 7. ومن المحدثين: هُشيم بن بشير الواسطي المتقدم. وإسماعيل بن عُليَّة البصري (ت 193هـ) المحدث الفقيه المفسر، صاحب كتاب (التفسير) و (الطهارة) و (الصلاة) و (المناسك) 8. وكلاهما من شيوخ ابن سعد.

_ 1 المصدر السابق 270. 2 انظر: التاريخ الإسلامي العالم لعلي إبراهيم حسن 362. 3 انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 271. 4 انظر: المعارف لابن قتيبة 380، وتاريخ الخلفاء 279. 5 انظر: المصدرين السابقين 381-283. 6 انظر: تاريخ الإسلام السياسي لحسن إبراهيم حسن 2/346، 348. 7 انظر الفهرست لابن النديم 318. وتاريخ التراث لسزكين 1/64. 8 انظر: الفهرست 317 تكرار العَلَم في الحركات العلمية المختلفة يدل على مساهمته في النشاط العلمي لتلك البلد التي يذكر فيها.

ومن الفقهاء: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي (ت 182هـ) صاحب كتاب (الخراج) وغيره1. ومن أصحاب السير والمغازي: الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث الكوفي (ت 188هـ) صاحب كتاب (السير في الأخبار) 2. ومن أصحاب النحويين: سيبويه عمرو بن عثمان البصري (ت 183هـ) 3، والكسائي علي بن حمزة الكوفي (ت 189هـ) 4. فأصبحت بغداد مقصد رجال العلم، ومكتبة لمؤلفاتهم، ومركزاً تجارياً هاماً. ولما آلت الخلافة إلى أمين بن الرشيد (193-198) نشبت الفتنة بينه وبين أخيه المأمون، واحتدم الصراع بينهما، إلى أن أخمدت الفتنة بقتل الأمين5. وانتقل زمام الأمر إلى المأمون (198-218هـ) 6 فعاد إلى بغداد نشاطها، وأصبحت مهد الحضارة في ذلك الوقت. فقد اهتم المأمون بحركة الترجمة، فأرسل المترجمين إلى بلاد الروم لنقل ما فيها من العلوم إلى العربية، فأحضروا طرائف الكتب في مختلف الفنون7. كما طوّر بيت الحكمة الذي أسسه الرشيد، وقسمه إلى الأجنحة للترجمة والتأليف، والدرس والنسخ8. فزخرت بغداد بجمٍّ غفير من العلماء الذين

_ 1 المصدر السابق 286. 2 انظر: تاريخ التراث 1/467. 3 انظر: الفهرست 76. وتاريخ بغداد 12/198. 4 انظر المصدريين السابقين 97، 11/414. 5 انظر: التاريخ الإسلامي العام 370-371. 6 انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 306. 7 انظر: الفهرست لابن النديم 339-340. 8 انظر: ضحى الإسلام 2/61. وتاريخ الإسلام السياسي 2/348. والعصر العباسي الأول لشوقي ضيف 113.

ساهموا في نشر العلم، وتربية الأجيال ثقافة وأخلاقاً، حتى صار لبغداد شهرتها العلمية في مختلف الميادين. فنبغ فيها من القراء: شيخ ابن سعد رُويم بن يزيد المقرئ البغدادي (ت 211هـ) 1. وأبو عبيد القاسم بن سلاَّم البغدادي (ت 224هـ) صاحب كتاب (القراءات) ، و (مجاز القرآن) ، و (غريب القرآن) ، و (غريب الحديث) ، و (الأموال) ، و (الطهارة) وغيرها2. ومن المحدثين: أبو زكريا السيلحيني (ت 210هـ) 3. وعفان بن مسلم البصري (ت 220هـ) 4. والفضل بن دُكين الكوفي (218هـ، وقيل غير ذلك) 5. والثلاثة من شيوخ ابن سعد. ومن الفقهاء المعلَّى بن منصور الرازي (ت 211هـ) صاحب كتاب (النوادر في الفقه) 6. وأبو عبيد القاسم بن سلاَّم، المتقدم. ومن أصحاب المغازي والسير يحيى بن سعد الأموي الكوفي ت 194هـ صاحب كتاب المغازي الواقدي ت 307هـ صاحب كتاب (المغازي) 7 وكان من أهل المدينة8. ومعمر بن المثنىَّ البصري (ت 209هـ) صاحب (مجاز القرآن) ، وصاحب التصانيف الكثيرة في التاريخ، وغريب الحديث وغير ذلك9.

_ 1 انظر: تاريخ بغداد 8/430. 2 انظر: الفهرست 106، ومعرفة القراء الكبار 1/141. 3 انظر طبقات ابن سعد 7/340. وتاريخ بغداد 14/158. واسمه يحي بن إسحاق البجلي. 4 انظر: تاريخ بغداد 12/277. 5 المصدر السابق 12/355-357. 6 انظر: تاريخ التراث لسزكين 2/74. 7 المصدر السابق 1/468. 8 انظر: الفهرست 144. وتاريخ بغداد 3/3. 9 انظر: الفهرست 79. وتاريخ بغداد 13/353.

ومن المؤرخين: سهل بن هارون البصري (ت 215هـ) 1. ومن النسابين: هشام بن محمد بن السائب الكلبي الكوفي (ت 204أو206 هـ) صاحب كتاب (النسب الكبير) وغيره2. ومصعب بن عبد الله بن مصعب بن الزبيري (ت 233هـ) صاحب كتاب (النسب الكبير) ، و (نسب قريش) 3. ومن اللغويين: مؤرج بن عمر السدوسي البصري (ت 195هـ) صاحب كتاب (المعاني) وغيره4. ومن النحويين: يحي بن زياد الفراء الكوفي (ت 207هـ) 5. وإلى جانب هؤلاء العلماء، ظهر المتكلمون، وتكلم الناس في مسألة خلق القرآن، وتدخل المأمون في ذلك، وعقد المجالس للمناظرة، فتحولت مجالس المأمون إلى ندوات علمية، مما ساعد على نشاط الحياة العلمية في عصره6، رغم الآثار السيئة التي تركتها هذه الفتنة في الحياة الإسلامية. هكذا فتحت بغداد أبوابها لاستقبال العلماء من كل حدب وصوب حتى مسرحاً واسعاً للترجمة والتأليف، ولانتشار المؤلفات المتنوعة.

_ 1 انظر: تاريخ التراث لسزكين 1/439. 2 انظر: الفهرست 140. وتاريخ بغداد 14/45. 3 انظر: الفهرست 160. 4 انظر: الفهرست 71. وتاريخ بغداد 13/258. 5 تقدم ذكره في آواخر الحديث عن الحركة في الكوفة. 6 انظر: تاريخ التمدن الإسلامي 159. وعصر الإسلام الذهبي لعلي محمد راضي 59-63. والعصر العباسي الأول لشوقي ضيف 133. وسأتعرض لهذه المسألة أثناء الكلام عن العقيدة المؤلف، ص 36.

وكان عصر المأمون من أزهى عصور العلم في الدولة العباسية، حتى وصف بأنه (عصر الإسلام الذهبي) 1. ونهج المعتصم (218-227) نهج أخيه في حمل الناس على القول بخلق القرآن تنفيذاً لوصية أخيه المأمون له بذلك عند موته2. ولم تُعدم بغداد كيانها العلمي في أيامه الأولى، حتى انتقل إلى سامراء (سنة 221هـ) بسبب الإضطربات الداخلية3. ومن ثم بدأت الحركة العلمية نحو الانحدار، وبالتالي فقدت نشاطها أيام الواثق (227-232هـ) وران عليها الركود، وعلى ذلك انتهى العصر العباسي الأول4. هذا عرض سريع للحركة العلمية الشريعة الخطا التي عايشها ابن سعد في عنفوان قوتها. وشارك في القيام بنهضتها منذ أن بدأت تخطو خطاها الواسعة المديدة. 4- الحركة العلمية في المدينة المنوّرة: لا شك أن المدينة المنورة هي الأم التي أنجبت تلك المراكز الإسلامية الثلاثة -البصرة، الكوفة، بغداد- بل مراكز العالم الإسلامي كله. حيث إليها هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأنشأ مدرسته العظمى التي ربى فيها أصحابه رضوان الله عليهم، ومنها زحفت الجيوش الإسلامية لإعلاء كلمة الله، فهي مركز الإشعاع الذي انبثق منه نور الإسلام إلى البلدان المختلفة. ومنها خرج ابن عباس إلى البصرة وابن مسعود إلى الكوفة، وغيرهم إلى الأمصار المختلفة لتعيلم الناس أمور دينهم. فأخذوا عنهم القراءات والتفسير والحديث، والفقه.

_ 1 ألّف علي محمد راضي كتاباً بهذا العنوان"عصر الإسلام الذهبي المأمون العباسي". طبع في مصر بالدار القومية للطباعة. 2 انظر: تاريخ الطبري 9/648. 3 انظر: التاريخ الإسلامي العام 408 وما بعدها. 4 انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 340. والتاريخ الإسلامي العام 416-418.

إلا أن من بقى فيها من الصحابة أكثر بكثير ممن خرج منها1. فلا غرابة إذا ما حافظت على كيانها العلمي الذي زخرت به في أيامها الأولى حتى بداية العصر العباسي (132هـ) حيث بدأت الخلافات السياسية بين الخلفاء العراق والخارجين عليهم في المدينة. فأخذ العباسيون ينكَّلون بالمدينة وأهلها، وبالتالي أرخت الجفوة أسدالها بين الطرفين حتى بدأ النشاط العلمي في المدينة يخبو قليلاً، بسبب إهمال الخلفاء لها، وتكريس جهودهم للنهوض ببغداد عاصمة الخلافة. ومع هذا كله فقد كان لوجود الأعداد الهائلة من التابعين ومن بعدهم في المدينة أكبر الأثر في الحفاظ على هذه الثقافة التي تناقلوها عن آبائهم آنذاك. كما كانت فريضة الحج الدائمة سبباً هاماً في اتصالهم بعلماء الأمصار لتبادل العلوم فيما بينهم. فكانت الثقافة في المدينة ترتكز على الحديث وما يبني عليه من فقه، وما يتصل بذلك من أخبار وسير2،بالإضافة إلى تعليم القرآن وغيره. وقد اشتهر من القراء: أبو جعفر القارئ يزيد بن القعقاع (ت 132هـ) 3. وأبو رُويم نافع بن عبد الرحمن (ت 169هـ) ، أحد أصحاب القراءات السبع الصحيحة4. وقالون عيسى بن مينا (ت 220هـ) 5 وغيرهم. واشتهر من المفسرين: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ت182هـ) ، صاحب كتاب (الناسخ والمنسوخ) و (التفسير) 6.

_ 1 انظر: ضحى الإسلام 2/151. وذكر أن ألفي صحابي تفرقوا في الأمصار، وعشرة آلاف ماتوا في المدينة. 2 انظر: ضحى الإسلام 2/75. 3 انظر ترجمته رقم 60. 4 انظر: ترجمته رقم 382. ومعرفة القراء الكبار 1/89. 5 انظر: معرفة القراء الكبار 1/128. 6 انظر: الفهرست 57. وطبقات المفسرين للداودي 1/265.

ومن المحدثين: الزهري (ت 124هـ) 1. ويحي بن سعيد الأنصاري (ت 144هـ) 2. ومالك ابن أنس (ت 179هـ) ، صاحب (الموطأ) 3. وشيخا ابن سعد: يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزهري (ت 208هـ) 4، وله نسخة في الحديث تُعرف بـ (نسخة إبراهيم) 5 ومعن بن عيسى القزاز (ت 198هـ) 6. وأما الفقه، فكانت مدرسته تعتمد على الحديث7، بخلاف ما كانت عليه العراق وعلى وجه الخصوص الكوفة، مدرسة أهل الرأي8. ولهذا كان إذا تجادل الحجازيون والعراقيون في هذا الباب كان الحجازيون أقوى وأقهر9. فكان في المدينة من الفقهاء: السبعة المشهورون، ومن جاء بعدهم أمثال الزهري، ويحي الأنصاري، ومالك بن أنس10، ويحي بن يحي الليثي (ت 234هـ11) . وكان ممن اهتم بالسيرة ومغازي الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحمد بن إسحاق (ت 150هـ) ، صاحب (السيرة) 12. والواقدي (ت 207هـ) ، صاحب

_ 1 انظر تراجمهم على الترتيب 70-244-372. 2 انظر تراجمهم على الترتيب 70-244-372. 3 انظر تراجمهم على الترتيب 70-244-372. 4 انظر تاريخ بغداد 14/269. 5 انظر: تاريخ التراث لسزكين 1/138. 6 انظر: تقريب التهذيب 344. 7 انظر: التراجم 16-72-77-113. 8 انظر: تاريخ الإسلام السياسي 1/331. 9 انظر: ضحى الإسلام 2/152. 10 ستأتي تراجم الثلاثة رقم 70-244-372 على الترتيب. 11 انظر: ضحى الإسلام 2/208. حيث يرسم جدولاً "لطبقات الفقهاء" والفقهاء السبعة هم: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عروة بن الزبير، والقاسم بن أبي بكر، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد، وسالم بن عبد الله. 12 انظر: ترجمته رقم 330. والفهرست لابن النديم 136.

كتاب (المغازي) ،وهو شيخ ابن سعد1. هذه نماذج من التابعين، ومن بعدهم، ممن احتضنتهم المدينة ونهضت بهم، لتزويد الأمصار المختلفة، العلوم الإسلامية المتنوعة التي زخرت بها من مدرستها الأولى. والمجلد الخامس بما فيه هذا القسم من طبقات ابن سعد -تُرجم فيه لسبعة وثمانين وثمانمائة رجل من أهل العلم- يعكس نشاط الحركة العلمية التي عايشتها المدينة، ومدى تأثيرها على الأقطار الأخرى إلى نهاية العصر العباسي الأول تقريباً. 5- الحركة العلمية في مكة المكرمة: وقد انحدر ابن سعد في ترحاله إلى مكة، والحركة العلمية فيها محدودة النشاط إذا قيست بزميلاتها من المراكز العليمة الأخرى، لأن نشاط البلد كان يتناسب طرداً مع مقر الخلافة، فحيث وجد الخليفة وجد النشاط. فالبلد الذي يستقر فيه الخليفة، هو الذي يكون صاحب الحظ الأوفر ثقافياً، واقتصادياً، وعسكرياً ... الخ. ففي فجر الإسلام، كان الحجاز -مكة والمدينة- صاحب الريادة العلمية ولما انتقلت الخلافة إلى الشام في العهد الأموي، نشطت الحركة العلمية فيها أكثر منها في الأمصار الأخرى. وعندما صار زمام الأمر بيد العباسيين انتقلت الريادة العلمية إلى العراق -البصرة، الكوفة، وبغداد- معقل بني العباس. وعلى كل حال كانت مكة وإلى جانبها من أغنى مصادر روايات التشريع الإسلامي لأن الأولى دار نشأة النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية دار هجرته، وكلاهما منشأ المهاجرين والأنصار، الذين عاشروا النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثوا عنه، وتناقل التابعون ومن بعدهم ما سمعوا منه2.

_ 1 انظر: الفهرست لابن النديم 144. وتاريخ التراث 1/470-475. 2 انظر ضحى الإسلام لأحمد أمين 2/75.

بالإضافة إلى حركة الحج الدائمة التي كانت تصل العالم الإسلامي بعلماء الحرمين الشريفين، فكان أناس يذهبون للحج ويقصدون لقاء العلماء أيضاً وفي ذلك يقول الداودي: "فقد كان خلق يحجون والباعث لهم لقي ابن عيينة فيزدحمون عليه أيام الحج"1. وكان سفيان بن عيينة محدثاً ومفسراً وفقيهاً، ولد بالكوفة (107هـ) ، ونشأ وتوفي في مكة (196هـ) . له كتاب (التفسير) ، وكتب في الحديث2. وكان من شيوخ ابن سعد3 وممن قدم مكة وسكنها ومات فيها من العلماء: العلاء بن عبد الجبار البصري (ت212هـ) المحدث الثقة، شيخ ابن سعد4. وسعيد بن منصور المروزي (ت 227هـ) رواية إسماعيل بن عُليَّة، كما أخذ عن ابن عيينة5. وله كتاب (السنن) وأحاديث (العوالي) و (التفسير) 6. وكان فيها من المؤرخين: أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي (ت 217هـ أو 222هـ) ، صاحب كتاب (تاريخ مكة) ، روى عن ابن سعد7، وروى عنه ابن سعد8، وكان محدثاً ثقةً، وقد أخرج له البخاري9.

_ 1 انظر: طبقات المفسرين للداودي 1/190. 2 انظر: المصدر السابق، وتاريخ التراث لسزكين 1/139. 3 انظر: تهذيب التهذيب 9/182. 4 انظر طبقات ابن سعد 5/501. وتهذيب التهذيب 8/185. 5 انظر: المصدرين السابقين 5/502. و4/89-90. 6 انظر: تاريخ التارث لسزكين 1/153 وقد طبع مجلدان من سننه. 7 انظر: تاريخ التراث لسزكين 1/553. 8 انظر: ترجمة "محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان" رقم 141 حيث ينقل ابن سعد عنه فيها. 9 انظر: تقريب التهذيب 16.

لقد كانت المدرسة الثقافية في مكة ترتكز على الكتاب والسنة، وما يؤخذ منهما من أحكام فقهية. بالإضافة إلى الأخبار التاريخية. وكان أكثر أخذ ابن سعد في مكة عن سفيان بن عيينة. كما أفاد من الأزرقي في الأخبار التاريخية. وكان آخر مطاف ابن سعد في تجواله أن عاد إلى بغداد واستقر فيها إلى أن مات. عقيدته: عاصر ابن سعد انتعاش حركة المعتزلة في خلافتي المأمون والمعتصم (218-227هـ) إلى أن ضعفت هذه الحركة في أواخر عصر الواثق بالله بن المعتصم (227-232هـ) 1 وخلفه المتوكل إذ بذل الأخير جهداً في قمعها والقضاء عليها. ففي سنة ثمان عشرة ومائتين كتب الخليفة العباسي المأمون بن الرشيد إلى أبي الحسين إسحاق بن إبراهيم ببغداد، في إمتحان القضاة والشهود والمحدثين بخلق القرآن، فمن أقرَّ أنه مخلوق مُحْدَث خلَّى سبيله، ومن أبى أعلمه به ليأمره فيه برأيه، وطول كتابه بإقامة الدليل على خلق القرآن، وترك الإستعانة بمن امتنع عن القول بذلك، وكان الكتاب في ربيع الأول، وأمره أن يحضر سبعة أشخاص إلى الرقة لأنهم امتنعوا عن الإجابة، منهم محمد بن سعد، ويحي بن معين، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. فامتحنهم في خلق القرآن، وهددهم بالقتل إن لم يستجبوا لرغبته، فأجابوه جميعاً بخلق تالقرآن، فأعادهم إلى بغداد، وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم أن يشهر أمرهم ويشهد عليهم فأحضرهم إسحاق إلى داره، وشهر قولهم بحضرة المشايخ من أهل الحديث وغيره، فأقروا بذلك، فخلَّى سبيلهم2.

_ 1 انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 308-341. 2 انظر: تاريخ الطبري 8/634. وتاريخ الموصل للأزدي 412. وتاريخ بغداد 14/15 ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 470. والكامل في التاريخ لابن الأثير 6/423. والبداية والنهاية لابن كثير 10/272. وطبقات الشافعية الكبرى 2/39.

وكان ممن أجاب بخلق القرآن في هذه المحنة أيضاً: علي بن المديني وأبو نصر التمار، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وغيرهم1. ولو قارنا بين هذا الموقف والموقف المشهور للإمام أحمد بن حنبل في تلك المحنة، فإننا نجد أن عقيدته الراسخة قد حالت بينه وبين الباطل. ولم يستجب لقول المأمون بخلق القرآن، بل ناظر خصومه حتى ضُرب وعُذب في عهد المعتصم ثم لزم بيته أيام الواثق، صابراً على ما لاقاه منهم. ثابتاً على الحق لا يخاف في الله لومة لائم2. إنه نموذج من النماذج الحية التي تعطينا صورةً واضحة عن تلك المواقف النبيلة التي كان يقفها أسلافنا لنصرة الحق، وتطبيق عملي لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف) 3. ولما كان الإيمان يزيد وينقص، فإننا لا نشك في سلامة عقيدة ابن سعد وأقرانه، لأن ثمة حالات تنتاب الإنسان أحياناً تهز شخصيته وتضعفه أمام حد السيف خوفاً من الموت.

_ 1 انظر: مناقب الإمام أحمد 470. 2 انظر: حلية الأولياء للأصبهاني 9/204-206. ومناقب الإمام أحمد 387-393-397-408، 429. 3 أخرج الحديث كل من: (أ) ـ البخاري في صحيحه 4/165. كتاب الأحكام. باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية. عن عبد الله بن عمر. وبألفاظ مقاربة. وفي 4/179. كتاب التمني. باب ما جاء في إجازة خبر الواحد. عن علي بن أبي طالب. (ب) ومسلم في صحيحه 3/1469.كتاب الإمارة 33. باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية 8. حديث 39. عن علي أبي طالب. (ج) وأبو داود في سننه 3/93. كتاب الجهاد 9. باب في الطاعة 96. حديث 2625. عن علي بن أبي طالب أيضاً.

فلم يستجب هؤلاء الحفاظ لقول المأمون إلا تقيَّة وهم كارهون، يخشون على أنفسهم الموت، فكان يحي بن معين، وغيره يقولون: أجبنا خوفاً من السيف1. وهكذا فإن الإمام أحمد أخذ بالعزيمة وكثير من أقرانه أخذوا بالرخصة رغم أن مكانتهم العلمية واحتمال متابعة العامة لهم تقتضي أن يأخذوا بالعزيمة وذلك خوف أن يفتن الناس بسببهم2. وقد أنكر الإمام أحمد بن حنبل عليهم موقفهم وحلف أن لا يكلم أحداً ممن أجاب في المحنة حتى يلقى الله عز وجل، وكره الكتابة عنهم3، وأنكر هذا الإنكار الشديد عليهم4 لأنه رأى فيهم قدوة لهذه الأمة، باعتبارهم من العلماء المتصدرين لرواية العلم، وتنقية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من دسائس الوضع، وتمييز صحيحه من سقيمه، لطول باعهم في علم الرجال، كما شهد لهم واعتمد عليهم من بعدهم ممن عُني بهذا الفن. ولو نظرنا في ترجمة ابن سعد عن بعض أئمة الجرح والتعديل -كابن أبي حاتم5، والخطيب البغدادي6، والمزّي7، وابن عبد الهادي8، والذهبي9،

_ 1 انظر: البداية والنهاية 10/273. وتاريخ الخلفاء للسيوطي 308-309. 2 من لمسات المشرف. 3 انظر: ميزان الاعتدال 4/410. 4 انظر: مناقب الإمام أحمد 473-475. 5 انظر الجرح والتعديل 3/2/262. 6 انظر: تاريخ بغداد 5/321. 7 انظر: تهذيب الكمال 6/600. 8 انظر: مختصر في طبقات علماء الحديث 138. 9 انظر: تذكرة الحفاظ 2/445. وميزان الإعتدال 3/560. وتذهيب تهذيب الكمال 3/2/206أ. وسير أعلام النبلاء 7/285ب.

وابن حجر1، والسخاوي2- لم نجد ذكراً لتلك المحنة. ولعل في ذلك دليلاً على أنه تاب ورجع عن تلك القولة، وإلا كانوا بينوا ذلك، لأن الأمر خطير، ويتعلق بعدالة الرجل والحكم عليه. ثم إن اهتمام النقاد بأقواله في الجرح والتعديل، وتدوين أقواله في بطون كتبهم دليل آخر على سلامة عقيدته. مكانته الاجتماعية: لا تتوفر المعلومات الكثيرة التي توضح مكانته الاجتماعية ولكن يظهر من بعض الروايات أنه كان معروفاً في المجتمع، مبرزاً في فنه. حيث يروي الخطيب البغدادي عن إبراهيم الحربي3، قوله (كان أحمد بن حتبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق4 إلى ابن سعد، يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي5، ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما"6. وهذا يدل على الصلة العلمية بينهما. وكذلك فإن ابن سعد كان أحد المحدثين السبعة الذين طلب المأمون إشخاصهم إليه، ثم طلب الإشهاد عليهم بعد إجابتهم، مما يدل على مكانتهم وأثرهم في مجتمعهم. فقد كان ابن سعد من وجهاء مدينة بغداد، بل ومن نخبة علمائها. وقد عاشر الشيوخ فأفاد منهم، وخالطه التلاميذ فأفادوا منه، ولم يكن منطوياً على نفسه. نقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال: "رأيته جاء إلى

_ 1 انظر: تهذيب التهذيب 9/182. وتقريب التهذيب 298. 2 انظر: فتح المغيث 3/354. 3 هو إبراهيم بن إسحاق بن بشير أبو إسحاق الحربي (198-285هـ) ، الفقيه المحدث صاحب التصانيف. (انظر: تاريخ بغداد 6/27) . 4 هو ابن عم الإمام أحمد بن حنبل. (ت 273هـ) . (انظر: تاريخ بغداد 8/286) . 5 هو: محمد بن عمر بن واقد الواقدي. شيخ ابن سعد. 6 انظر: تاريخ بغداد 5/322. وسير أعلام النبلاء للذهبي 7/215. ومختصر في طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي ق 138.

القواريري وسأله عن أحاديث فحدّث"1. ولو تصفحنا مجلداً واحداً من طبقاته الكبرى، لتعرفنا على عدد كبير من شيوخه، ومروياته عنهم. ولو لم يحسن العشرة، ويجيد الخلطة ويرتحل سعياً في طلب العلم، لقلَّت مشيخته وتقلصت مدرسته، وبالتالي ما كانت لتتوفر لديه هذه المعلومات المتنوعة التي ألف منها كتابه الحافل بمواد مختلفة من أنساب، وأخبار، وحديث، ونقد للرجال. ثقافته: أفاد ابن سعد من علماء عصره في البصرة وبغداد والكوفة والمدينة ومكة، هذه المدن التي كانت صاحبة الريادة العلمية في تلك الحقبة الزمنية التي عاشها. فلا شك أنه نهل من معينها الصافي، ورشف من تراثها الإسلامي العريق، وظهر أثر ذلك في كتابه (الطبقات الكبرى) الذي يوضح كثيراً من جوانب ثقافته. ولقد شهد له من عاصره، ومن بعده من العلماء بالعلم والفضل، وبمعرفته بالحديث وغيره. فقال عنه تلميذه وراوي كتابه (الطبقات) الحسين بن فَهُم2: "كان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه"3. وقال ابن النديم (ت 385هـ) : "كان عالماً بأخبار الصحابة والتابعين) 4.

_ 1 انظر: الجرح والتعديل 3/2/262. 2 هو الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فَهُم -بفتح الفاء، وضم الهاء- وقصة تسمية فَهُم: ذكرها الخطيب. قال الحاكم والدارقطني: ليس بالقوي. وقال الخطيب: ثقة عسر في الرواية متمنع إلا لمن أكثر ملازمته. وقال ابن كامل: كان حسن المجلس متفنناً في العلوم، حافظاً للحديث والأخبار والأنساب والشعر، عارفاً بالرجال، متوسطاً في الفقه. مات سنة تسع وثمانين ومائتين وله ثمان وسبعون سنة. (انظر: تاريخ بغداد 8/92. والعبر للذهبي 5/83. وميزان الاعتدال 1/545) . 3 انظر: طبقات ابن سعد 7/364. وتاريخ يغداد 5/321. 4 انظر: الفهرست لابن النديم 145.

وقال الخطيب البغدادي (ت 463هـ) : "كان من أهل العلم والفضل) . ثم روى بسنده عن محمد بن موسى1، حيث قال: "الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس؛ محمد بن سعد الكاتب أولهم) 2. وقال الصفدي ظهرت فضائله ومعارفه وهو كثير العلم ... الخ. وذكر نحواً مما نقله الخطيب عن ابن فَهُم3. وقال ابن تغري بردي (ت 874هـ) : "كان إماماً فاضلاً عالماً حسن التصانيف، ونقلنا عنه كثيراً في الكتب4. ولم تقتصر دراسة ابن سعد على الحديث، والأخبار، والسير، والفقه والغريب-كما تقدم-بل شملت الأنساب بإتقان ودقة متكاملين، حيث ينتهي بنسب صاحب الترجمة إلى ما قبل الإسلام، مما يدل على تضلعه العميق في هذا الفن. بالإضافة إلى تمتعه بقسط وافر من المعرفة بعلم الرجال، فكثيراً ما تجده يصدر حكمه على الرجل من جرح أو تعديل. كما وجه اهتمامه إلى دراسة القراءات، وكان من شيوخه المشهورين في هذا المجال: رُويم بن يزيد المقرئ أبو الحسن البصري نزيل بغداد (ت 211هـ) ، وكان يُقرئ في مسجده ببغداد، وكان ثقة في الحديث5. ومحمد سعدان الكوفي الضرير النحوي المقرئ (ت 231هـ) ، صاحب كتاب (القراءات) وآخر في النحو. وقد وثقه الخطيب وغيره6.

_ 1 هو محمد بن محمد بن موسى بن حماد أبو أحمد، المعروف بالبربري. كان إخبارياً، عارفاً بأيام الناس توفي سنة أربع وتسعين ومائتين. (انظر: تاريخ بغداد 3/243) . 2 انظر: تاريخ بغداد 5/321. 3 انظر: الوافي بالوفيات 3/88. 4 انظر: النجوم الزاهرة 2/258. 5 انظر: تاريخ بغداد 8/429. ومعرفة القراء الكبار 1/176. 6 انظر: المصدرين السابقين 5/324. و1/177.

وقال ابن الجزري (ت 833هـ) : إن ابن سعد روى الحروف عن محمد ابن عمر الواقدي، ورواها عن ابن سعد، الحارث بن أبي أسامة1. ربما دلت صلته بالنحويين واللغويين، مثل أبي زيد الأنصاري النحوي (ت 215هـ) صاحب التصانيف اللغوية والنحوية، وكان يُعد أعلم من الأصمعي وأبي عبيدة في النحو2. ومثل محمد بن سعدان الضرير المتقدم، ربما دل ذلك على اهتمامه بالنواحي النحوية واللغوية. وخلاصة القول: أن دراسة ابن سعد قد شملت، القرآن، والحديث والفقه، والأنساب، والتاريخ، وعلم الرجال، والغريب، واللغة، والنحو، إلاَّ أنه لم يؤلف سوى كتابه (الطبقات الكبرى) الذي حوى مادة علمية نفيسة في الحديث والأنساب، والتاريخ، ونقد الرجال. ويبدو أن هذه العلوم هي التي استأثرت باهتمام ابن سعد وغلبت على ثقافته3. أقوال النقاد فيه ومناقشتها: كاد ابن سعد يسلم من جرح النقاد لولا أن ابن معين كذَّبه، وذلك فيما يرويه الخطيب البغدادي بسنده عن الحسين بن فَهُم، قال: (كنت عند مصعب الزبيري فمر بنا يحيى بن معين فقال له مصعب: يا أبا زكريا حدثنا محمد بن سعد الكاتب بكذا وكذا -وذكر حديثاً- فقال له يحيى: كذب"4. إلا أن الخطيب اعتذر عن ابن سعد، وصرف نقد ابن معين

_ 1 انظر: غاية النهاية في طبقات القراء 2/142. 2 انظر: الفهرست 81. وتاريخ بغداد 9/77. 3 من لمسات المشرف. 4 انظر: تاريخ بغداد 5/321.

عنه ووجهه إلى الواقدي، بقوله: "ومحمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته، ولعل مصعباً الزبيري ذكر ليحيى عنه حديث من المناكير التي يرويها الواقدي فنسبه إلى الكذب"1. وكذا اعتذرا عنه عبد الكريم السمعاني (ت 562هـ) فقال: "حُكي أن ابن معين رماه بالكذب. ولعل الناقل عنه غلط أو وهم لأنه من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته"2. وقال الذهبي (ت 748هـ) : "هذه لفظة ظاهرها عائد إلى الشيء المحكي، ويحتمل أن يقصد بها ابن سعد، ولكن ثبت أنه صدوق"3. ولذا قال ابن تغري بردي (ت874هـ) بعد أن وصفه بالإمامة والفضل والعلم: "ووثقه غالب الحفاظ إلا يحيى بن معين"4. ويظهر من أقوال النقاد أنهم لم يلمزوه في عدالته، بل عاب بعضهم عليه روايته عن الضعفاء. ويتضح ذلك في قول ابن صلاح (ت 213هـ) : "هو ثقة غير أنه كثير الرواية في الطبقات عن الضعفاء، ومنهم الواقدي محمد بن عمر"5. وقال أبو حاتم (ت 327هـ) : "يصدق"6. وقال ابن النديم (ت 385هـ) : "كان ثقة مستوراً عالماً بأخبار الصحابة والتابعين"7.

_ 1 المصدر السابق. 2 نظر: الأنساب للسمعاني 470. 3 انظر: ميزان الاعتدال 3/560. 4 انظر: النجوم الزاهرة 2/258. 5 انظر: مقدمة ابن صلاح 599. 6 انظر: الجرح والتعديل 3/2/262. وقد طرأ تغيير على هذه اللفظة فصارت "صدوق" وتنسب إلى أبي حاتم. (انظر: ميزان الاعتدال 3/560. والعبر للذهبي 1/407. وغاية النهاية لابن الجزري 2/142. وشذرات الذهب 2/69.) 7 لعله أراد بقوله "مستوراً" أي أنه عفيف، لأن حملها على الجهالة الحال يتنافى مع توثيقه له والله أعلم (انظر: الفهرست لابن النديم 145. والمعجم الوسيط 1/416. مادة: سَتَرَ) .

وقال ابن خلكان (ت 681هـ) : كان أحد الفضلاء النبلاء الأجلاء وكان صدوقاً ثقة"1. وقال عنه الذهبي (ت 748هـ) (الحافظ العلامة) 2 ووصفه مرة بـ "الحجة"3 وبأنه "أحد الحفاظ الكبار4" وبأنه "صدوق، وقاله أبو حاتم وغيره"5. وقال الصفدي (ت764هـ) : "وكان صدوقاً ثقة"6. وقال اليافعي (ت768هـ) : "الإمام الحبر الحافظ"7. وقال ابن الجزري (ت833هـ) : "حافظ مشهور"8. وقال ابن حجر (ت852هـ) : "أحد الحفاظ الكبار، والثقات المتحرين"9. وقال أيضاً: "صدوق فاضل"10. ووصفه السيوطي (ت911هـ) بأنه حافظ11.

_ 1 انظر: وفيات الأعيان 4/351. 2 انظر: تذكرة الحفاظ 2/425. 3 انظر: سير أعلام النبلاء 7/285ب. 4 انظر: تذهيب تهذيب الكمال 3/2/206أ. 5 انظر: ميزان الاعتدال 3/560. 6 انظر: الوافي بالوفيات 3/88. 7 انظر: مرآة الجنان 2/100. 8 انظر: غاية النهاية في طبقات القراء 2/142. 9 انظر: تهذيب التهذيب 9/182. 10 انظر: تقريب التهذيب 298. 11 انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي 183.

ونقل ابن العباد الحنبلي (ت 1089هـ) ، عن ابن الأهدل1، قوله: "قيل إنه مكث ستين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً"2. وبعد سرد هذه الأقوال يتضح انفراد يحيى بن معين تكذيب ابن سعد ودفاع الخطيب البغدادي، والمسمعاني، وابن تغري بردي، يُبعد عنه ذلك بالإضافة إلى أن الحفاظ عدُّوا ابن معين في طبقة المتشددين من بين طبقات النقاد، فلا يُقبل قوله إذا انفرد بالجرح وخالفه بقية النقاد. قال اللكنوي (ت1304هـ) أثناء تعداده لموانع قبول الجرح والتروي فيه: ومنها -أي من موانع قبول الجرح-: "أن يكون الجارح من المتعنتين المشددين فإن هناك جمعاً من أئمة الجرح والتعديل لهم تشدد في هذا الباب، فيجرحون الراوي بأدنى جرح، ويطلقون عليه ما لا ينبغي إطلاقه عند أولي الألباب، فمثل هذا الجارح توثيقه معتبر، وجرحه لا يعتبر إلا إذا وافقه غيره ممن ينصف ويعتبر فمنهم. أبو حاتم، والنسائي، وابن معين ... ، وغيرهم. فإنهم معروفون بالإسراف في الجرح والتعنت فيه، فليتثبت العاقل في الرواة الذين تفردوا بجرحهم وليتفكر فيه"3. هذا وإن كثيراً من جهابذة الحفاظ لم يسلموا من جرح بعض النقاد، فهذا ابن معين الذي تكلم في ابن سعد قد تُكلم فيه. فقال: الذهبي، قال إبراهيم بن هانيء:4 رأيت أبا داود5 يقع في يحيى بن معين، فقلت: تقع في مثل يحيى فقال: من جرَّ ذيول الناس جروا ذيله. قال الذهبي: "إنما ذكرته -أي يحي بن معين-) عبرة ليُعلم أن ليس كل كلام وقع في حافظ كبير بمؤثر فيه بوجه 6.

_ 1 لم أعثر عليه. 2 انظر: شذرات الذهب 2/69. 3 انظر: الرفع والتكميل في الجرح والتعديل 176. 4 هو النيسابوري، نزيل بغداد. ثقة في الحديث، توفي سنة خمس وستين ومائتين. (انظر: تاريخ بغداد 6/204.) 5 هو سليمان بن الأسعث أبو داود السجستاني صاحب السنن المتوفى سنة خمس وسبعين ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 132) . 6 انظر: ميزان الاعتدال 4/410.

فلا عبرة إذن في تجريح ابن معين لابن سعد. فقد وثقه أبو حاتم الرازي وهو من المتشددين أيضاً. وكفى لتوثيقه الذهبي، وابن حجر العسقلاني، فإنهما من أهل الاستقراء في نقد الرجال، وعليهما التعويل في الموازنة والترجيح بين أقوال قدامى النقاد والوصول إلى الأحكام المتزنة والأقوال المعتدلة. كما لا تعتبر رواية ابن سعد عن الواقدي وغيره من الضعفاء سبباً في الطعن إليه، فقد شاركه في هذا كبار الحفاظ، وَمَنْ أَسْنَدَ فَقَدْ أَحَالَ، وابن سعد يسوق الروايات عن الضعفاء والثقات بالأسانيد ويبرأ من العهدة، ولم يقل إنَّ شرطه ذكرُ الروايات الصحيحة، فلا حجة عليه في ذلك1. شيوخه: إنه لمن الصعب حصر بجميع شيوخه لكثرتهم، لذلك سأقتصر على ذكر شيوخه الذين صرّحتْ بهم الكتب الرجال خلال ترجمة ابن سعد. بالإضافة إلى الشيوخ الذين روى عنهم في هذا القسم، مرتبين على الحروف المعجم، وهم: 1ـ أحمد بن أبي إسحاق العبدي: أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي البغدادي2 (168-246هـ) . نقل عند ابن سعد في عشرة مواضع من هذا القسم من كتابه الطبقات. أبو أحمد الزبيري: محمد بن عبد الله بن الزبير. 2ـ أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي (ت 227هـ) 3. نقل عنه في موضعين. 3ـ أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي (ت 217 أو 222هـ) 4. نقل عنه في موضع واحد.

_ 1 من توجيهات المشرف. 2 انظر: ص 188. 3 انظر: آخر تتمة ترجمة عمر بن عبد العزيز. بداية هذا القسم 4 انظر: الترجمة 141.

4ـ إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر المروزي نزيل بغداد (151-245هـ) 1. 5ـ إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الكوفي ثم البصري نزيل بغداد المعروف بابن عُلية2 (110-193هـ) . 6ـ إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني (ت 226هـ) 3. نقل عنه في أحد عشر موضعاً نقلاً مباشراً. 7ـ أنس بن عياض أبو ضمرة المدني (104- 200هـ) . نقل عنه في موضع واحد4. ابن أبي أويس إسماعيل بن عبد الله. 8ـ حجاج بن محمد المِصَّيصي الأعور، سكن بغداد ومات فيها (206هـ) 5. نقل عنه في موضع واحد. 9ـ حجاج بن منهال الأنماطي البصري (ت 216 أو 217هـ) 6. نقل عنه في موضع واحد. 10ـ الحسين بن أبي السري الحسين بن المتوكل. - الحسين بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني (ت 240هـ) 7. نقل عنه في موضع واحد.

_ 1 انظر: ص 169. 2 انظر: تاريخ بغداد 5/321. وتذكرة الحفاظ 2/425. وتهذيب التهذيب 9/182. 3 انظر: ص 126. 4 انظر: ص 173. والأنساب للسمعاني 470. وتهذيب الكمال في معرفة أسماء الرجال للمزَّي 6/600 وتذهيب تهذيب الكمال للذهبي 3/2/206أ. 5 انظر: ص 188. 6 انظر: ص 163. 7 انظر: ص 186.

- أبو ضمرة المدني- أنس بن عياض. 11ـ خالد بن مخلد القَطوَاني الكوفي (ت 213هـ) 1. نقل عنه في موضع واحد. - الدورقي- أحمد بن أبي إسحاق. 12ـ سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري البغدادي (138-201هـ) 2. نقل عنه في موضع واحد. - سعدويه- سعيد بن سليمان. 13ـ سعيد بن سليمان الضبي الواسطي البزاز، المعروف بسعدويه. سكن بغداد وتوفي فيها (225هـ) 3. 14ـ سعيد بن عامر الضبعي البصري (112- 208هـ) 4. نقل عنه في موضع واحد. 15ـ سفيان بن عيينة الكوفي ثم المكي (107-198هـ) 5. نقل عنه في ستة مواضع. 16ـ سليمان بن حرب البجلي البصري (140هـ- 224هـ) قاضي مكة. قدم بغداد وحدث فيها6. نقل عنه في موضع واحد.

_ 1 انظر: ص 447. 2 انظر: ص 205. 3 انظر: ص 136. 4 انظر: ص 90. 5 انظر: ص 167. وتاريخ بغداد. والعبر للذهبي 1/407. ونهذيب التهذيب 9/182. وفتح المغيث 3/354. 6 انظر: ص 163.

17ـ شعيب بن حرب الخراساني البغدادي، ثم المدائني، نزيل مكة (ت 197هـ) 1. نقل عنه في موضع واحد. - أبو ضمرة - أنس بن عياض. - عارم بن الفضل السدوسي - محمد بن الفضل. 18ـ عبد الرحمن بن مقاتل القشيري، أو التستري البصري. نقل عنه في موضع واحد2. 19ـ عبد الرحمن بن مهدي البصري صاحب اللؤلؤ (135-198هـ) 3. نقل عنه في ثلاثة مواضع. 20ـ عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن الأويسي المدني الفقيه. توفي في آواخر القرن الثاني4. ونقل عنه ابن سعد في أربعة مواضع. 21ـ عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي (ت 220هـ) 5. نقل عنه في موضع واحد. 22ـ عبد الله بن صالح المصري (ت 220هـ) كاتب الليث بن سعد6. نقل عنه في ثلاثة مواضع. 23ـ عبد الله بن محمد بن عمارة القدَّاحي الأنصاري المدني، النسَّابة سكن بغداد (ت آخر القرن الثاني) 7. نقل عنه في موضع واحد.

_ 1 انظر: ص 179. 2 انظر: ص 197. 3 انظر: ص 165. 4 انظر: ص 166. 5 انظر: ص 265. 6 انظر: ص 180. 7 انظر: ص 284.

24ـ عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي (ت 220 أو 221هـ) 1. نقل عنه في ثلاثة مواضع. 25ـ عبد الله بن وهب بن مسلم المصري الفقيه (125-197هـ) 2. نقل عنه في ثلاثة مواضع. 26ـ عفان بن مسلم بن عبد الله البصري (ت 134-220هـ) نزيل بغداد3. نقل عنه في موضعين. 27ـ العلاء بن عبد الجبار البصري العطار نزيل مكة (ت 212هـ) 4. نقل عنه في موضع واحد. 28ـ عمرو بن عاصم الكلابي البصري نزيل بغداد (ت 213هـ) 5. نقل عنه في موضع واحد. 29ـ عمرو بن الهيثم بن قطن البصري أبو قطن، قدم بغداد (ت 198 أو بعد 200هـ) 6. نقل عنه في موضع واحد. - ابن أبي فُديك - محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك. 30ـ الفضل بن دُكين الكوفي (130- 219هـ) قدم بغداد 7. نقل عنه ابن سعد في موضع واحد. 31ـ قَبيصة بن عقبة بن محمد السُوائي8 (ت 215) .

_ 1 انظر: ص 126. 2 انظر: ص 315. 3 انظر: ص 165. 4 انظر: ص 192. 5 انظر: ص 230. 6 انظر: 204. 7 انظر: ص 137. 8 انظر: بحوث في تاريخ السنة 78.

- ابن القداح - عبد الله بن محمد بن عمارة. - أبو قطن - عمرو بن الهيثم. - القعنبي - عبد الله بن مسلمة. 32ـ محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدني ت 199هـ1. نقل عنه في موضع واحد. 33ـ محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمرو بن درهم أبو أحمد الزبيري2 (ت 203هـ) . 34ـ محمد بن عُبيد الطنافسي الكوفي (127-204هـ) نزيل بغداد3. نقل عنه في موضع واحد. 35ـ محمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي المدني (130-207هـ) نزيل بغداد4. نقل عنه في ثلاثة وأربعين ومائة موضع. 36ـ محمد بن الفضل السدوسي المعروف بعارم بن الفضل البصري (ت 224هـ) 5. نقل عنه في ثلاثة مواضع. 37ـ محمد بن يزيد بن خُنَيس المكي (ت بعد 220هـ) 6. نقل عنه في موضع واحد. 38ـ مسلم بن إبراهيم الأزدي7 البصري (ت 222هـ) .

_ 1 انظر: ص 134. وتاريخ بغداد 5/321. وتذهيب التهذيب 3/2/206أ. وتهذيب التهذيب 9/182. 2 انظر: فتح المغيث 3/354. 3 انظر: ص 136. 4 انظر: ص 94. تاريخ بغداد 3/3. وتهذيب الكمال 6/600. وتذكرة الحفاظ 2/425. 5 انظر: ص 143. 6 انظر: ص 89. 7 انظر: بحوث في تاريخ السنة 78.

39ـ مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري النسابة المدني، نزيل بغداد1. (ت 236هـ) . نقل عنه في خمسة مواضع. 40ـ مطرَّف بن عبد الله اليساري الأصم المدني2 (137-220هـ) . نقل عنه في ثمانية عشر موضعاً. 41ـ المعلََّى بن أسد العمي أبو الهيثم البصري3 (ت 218) . نقل عنه في موضع واحد. 42ـ معن بن عيسى بن يحيى الأشجعي القزاز المدني (ت 198هـ) 4. نقل عنه في ثمانية عشر موضعاً. - الواقدي - محمد بن عمر بن واقد. 43ـ وكيع بن الجراح بن مُليح الرؤاسي الكوفي (ت 196 أو أول 197هـ) 5. نقل عنه في موضعين. - أبو الوليد الطيالسي - هشام بن عبد الملك. 44ـ الوليد بن مسلم مولى بني أمية الدمشقي، اشتهر بعلم المغازي (ت آخر 194هـ) بعد أداء فريضة الحج في طريقه إلى دمشق6. نقل عنه في موضع واحد. 45ـ هشام بن عبد الملك الباهلي أبو الوليد الطيالسي البصري (ت 227هـ) 7.

_ 1 انظر: ص 112. 2 انظر: ص 167. 3 انظر: ص 121. 4 انظر: ص 111. وتاريخ بغداد 5/321. وتهذيب الكمال للمزي 6/600. وتهذيب التهذيب 2/182. 5 انظر: ص 121. وفتح المغيث 3/354. 6 انظر: ص 179. وتاريخ بغداد 5/321. تذهيب التهذيب 3/2/206أ. وفتح المغيث 3/154. 7 انظر: تهذيب الكمال 6/600. وتهذيب التهذيب 9/182. وفتح المغيث 3/354.

46ـ هُشيم بن بشير الواسطي (103-183هـ) نزل بغداد ومات فيها1. 47ـ يحيى بن سعيد القطان البصري (120-198هـ) نزيل بغداد اشتهر بمعرفة الحديث ونقد الرجال2. نقل عنه في موضعين 48ـ يزيد بن هارون مولى بني سُليم الواسطي، قدم بغداد، وكان فقيهاً عابداً (ت 206هـ) 3. نقل عنه في موضعين. 49ـ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزهري المدني، نزيل بغداد (ت 208هـ) 4. نقل عنه في ثلاثة مواضع. تلاميذه: أحمد بن عبيد5 بن ناصح البغدادي النحوي المعروف بأبي عصيدة (ت بعد 270هـ) . وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذُري6 (ت 279هـ) المؤرخ المعروف، صاحب (فتوح البلدان) و (أنساب الأشراف) 7. وأبو بكر بن أبي دنيا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان البغدادي (ت 281هـ) 8. صاحب المصنفات الكثيرة في الزهد والرقائق9. والحارث بن محمد بن

_ 1 انظر: الجرح والتعديل 3/2/262. وتاريخ بغداد 5/321، 14/85. وتذكرة الحفاظ 2/425. 2 انظر: ص 125. 3 انظر: ص 122. 4 انظر: ص 168. 5 انظر: تهذيب التهذيب 9/182. 6 انظر: تذكرة الحفاظ 2/425. وتهذيب التهذيب 9/182. 7 انظر: الفهرست 164. وتاريخ التراث لسزكين 1/513. 8 انظر: تاريخ بغداد 10/89. 9 انظر: الفهرست لابن نديم 262.

أبي أسامة1البغدادي (ت 282هـ) صاحب المسند. وراوي الطبقات الكبرى عنه2. والحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فَهُم البغدادي (ت 289هـ) 3 راوية الطبقات الكبرى عنه4أيضاً. من أخرج له من أصحاب الكتب الستة: ذكرت بعض المصادر، أن أبا داود أخرج لابن سعد في (سننه) 5. وقال المزَّي وابن حجر: قال أبو داود: "حدثنا أحمد بن عبيد، عن محمد بن سعد، عن أبي الوليد الطيالسي، قال: يقولون قبيصة بن وقاص6 له صحبة7". وزاد ابن حجر: "وما له في الكتب غير هذا، والله أعلم"8. ومع أن ابن سعد اهتم بالإسناد اهتماماً بالغاً ودقيقاً، فلم يحظ باهتمام أصحاب الكتب الستة، ربما لأنه عاصر بعض مؤلفيها وهم يطلبون الإسناد العالي ولأن جل اهتمامه كان متجهاً إلى دراسة الأخبار والأنساب، ومعرفة الرواة

_ 1 انظر: تاريخ بغداد 5/321. وتذكرة الحفاظ 2/425. وتهذيب التهذيب 9/182. 2 لقد رواها الذهبي من طريق الحارث. وقال فؤاد سزكين: وصل إلينا هذا الكتاب برواية الحارث بن أبي أسامة اهـ. وطبعة دار صادر للكتاب. بروايته أيضاً. (أنظر: طبقات ابن سعد 1/19. طبعة دار صادر. و1/1/1. طبعة دار التحرير وتذكرة الحفاظ 2/619. والعبر 5/83. وتاريخ التراث1/481) . 3 انظر تاريخ بغداد 8/92. 4 انظر: العبر للذهبي 5/83. 5 انظر: تهذيب الكمال 6/600. وتذهيب تهذيب الكمال 3/2/206أ. وميزان الاعتدال 3/560. وتهذيب التهذيب 9/183. وتقريب التهذيب 298. وفتح المغيث 3/354. 6 هو قبيصة بن وقاص السلمي، ويقال الليثي. ذكره ابن حجر في عداد الصحابة. سكن المدينة ويعد في البصريين. (انظر: الإصابة 3/223) . 7 انظر: تهذيب الكمال 6/600. وتهذيب التهذيب 9/183. 8 انظر: تهذيب التهذيب 9/183.

مما قلل من اهتمامه بالمتون والتدقيق فيها. ومثل كتابه في طبقات يُتَساهل فيه عادة في قبول الروايات1. مؤلفاته: 1ـ الطبقات الكبرى: أجمعت المصادر على نسبة هذا الكتاب لابن سعد2. وأصله يقع في خمسة عشر مجلداً3. وقد طبع في ليدن بثمان مجلدات وأضيفت إليه الفهارس في مجلد تاسع، ثم طبع في بيروت على ضوء طبعة ليدن4، وجرد من التحقيقات والشروح. كما طبع في دار التحرير بمصر اعتماداً على الطبعة الأولى أيضاً. ومن الجدير بالذكر أن هذه الطبعات الثلاث لم تشتمل على هذه القطعة التي أحققها. ويذكر ابن النديم (ت 385هـ) ، وإسماعيل البغدادي (ت 1339هـ) ، أن لابن سعد كتاب (أخبار النبي صلى الله عليه وسلم) 5. وهذا الكتاب ليس إلاَّ المجلد الأول والقسم الأكبر من المجلد الثاني من كتاب (الطبقات الكبرى) ، حيث يختمه ابن سعد بقوله: "آخر خبر النبي صلى الله عليه وسلم"6،

_ 1 من توجيهات المشرف. 2 انظر: طبقات ابن سعد 7/364. ذكر ذلك رواي الكتاب. وكشف الظنون 2/1099. وهدية العارفين 2/11. والرسالة المستطرفة للكتاني 138. والأعلام للزركلي 7/6. ودائرة المعارف الإسلامية 1/190. وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/19. والمغازي الأولى ومؤلفوها لهورفتس 127. ومعجم المؤلفين 10/21. وتاريخ التراث لسزكين 1/481. ونشأة علم التاريخ عند العرب للدوري 32. 3 انظر: المصدرين السابقين الأولين. 4 انظر: تاريخ التراث لسزكين 1/481. 5 انظر: الفهرست لابن النديم 145. وهدية العارفين 2/11. 6 انظر: طبقات ابن سعد 2/333. (تصوير دار صادر بيروت) . و 2/98. (طبعة دار التحرير) .

ويتكلم فيه عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مفصل. وقد انتشر على أنه كتاب مستقل1. ثم جمعه أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب إلى باقي أجزاء الطبقات الكبرى -التي تبدأ بطبقات الصحابة- في كتاب واحد2. وصرح حاجي خليفة بوجود كتاب (إنجاز الوعد المنتقى من طبقات ابن سعد) للسيوطي3. 2ـ الطبقات الصغرى4: يقول فؤاد سزكين أثناء وصفه لهذا الكتاب إنه يشتمل على نفس التراجم الموجودة في الكبير، غير أنها مختصرة، ويبدو أنه ألفه قبل الكبير. وهو مخطوط في متحف الآثار باستنبول، تحت رقم 435، مكون من (139 ورقة. تاريخه في القرن السادس الهجري) 5. 3ـ الزخرف القصري في ترجمة أبي الحسن البصري: أي الحسين بن يسار6. 4ـ القصيدة الحلوانية في افتخار القحطنيّين على العدنانيين: تنسب له7 وتوجد في مخطوط بالقاهرة، ثاني 3/2838.

_ 1 انظر: دائرة المعارف الإسلامية 1/190. وتاريخ الأدب العربي 3/19. والمغازي الأولى ومؤلفوها 127. ونشأة علم التاريخ للدوري 32. 2 انظر: المغازي الأولى ومؤلفوها 127. 3 انظر: كشف الظنون 2/1099. 4 انظر: تذكرة الحفاظ 2/425. ووفيات الأعيان 4/351. والوافي بالوفيات 3/88. وكشف الظنون 2/1099. وهدية العارفين 2/11 والرسالة المستطرفة للكتاني 138. وتاريخ التراث العربي لسزكين 1/481. 5 انظر: تاريخ التراث العربي 1/481. 6 انظر: هدية العارفين 2/11. ومعجم المؤلفين 10/21. 7 انظر: تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/19. وتاريخ التراث العربي 1/481. 8 انظر: تاريخ الأدب العربي 3/19.

وهناك شرح لهذه القصيدة كتبه غازي بن يزيد1. يوجد في دار الكتب بالقاهرة (2) 5/44 أنساب2. 5ـ التاريخ: ذكر الذهبي والكتاني أن لابن سعد (مصنف في التاريخ) 3، بالإضافة إلى ما كتبه تلميذ ابن سعد وراوي كتابه الطبقات الكبرى الحسين بن فُهَم في ترجمة عقدها لشيخه ابن سعد في الطبقات الكبرى قال فيها: "كان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه". ونقل ذلك عنه الخطيب4. وأهم هذه التصانيف، أولها (الطبقات الكبرى) ، الذي نال ثناء العلماء، لشموله وحسن تصنيفه. فقال الخطيب البغدادي وغيره: صنف كتاباً كبيراً في طبقات الصحابة والتابعين، والخالفين إلى وقته فأجاد فيه وأحسن5. وقال حاجي خليفة: "كتاب الطبقات أعظم ما صُنف في طبقات الرواة"6. وورد في دائرة المعارف: "أهم تصانيفه الطبقات"7. وهكذا حظي الكتاب بقسط وافر من ثناء العلماء حتى عُرف ابن سعد به فقال الذهبي: "صاحب الطبقات والتاريخ"8. وقال أيضاً: "مصنف الطبقات

_ 1 انظر: تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/19. وتاريخ التراث العربي لسزكين 1/481. 2 انظر: تاريخ التراث العربي 1/481. 3 انظر: تذكرة الحفاظ 2/425. والرسالة المستطرفة للكتاني 138. 4 انظر: طبقات ابن سعد 7/364. وتاريخ بغداد 5/322. 5 انظر: المصدرين السابقين. ووفيات الأعيان 4/351. والنجوم الزاهرة 2/258. والأنساب للسمعاني 470. وتهذيب الكمال للمزي 6/600. 6 انظر: كشف الظنون 2/1099. 7 انظر: دائرة المعارف الإسلامية 1/190. 8 انظر: العبر في خبر من غبر 1/407. وتذهيب التهذيب 3/2/206أ.

الكبير، والصغير، والتاريخ"1. وقال ابن حجر: "صاحب الطبقات"2. وفاته: اختلفت المصادر في تأريخ وفاة ابن سعد على ثلاثة أقوال: الأول: ما ذكره الصفدي بقوله: "توفي ببغداد يوم الأحد رابع جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين ومائتين، على اختلاف في ذلك، وهو ابن اثنين وستين عاماً"3. الثاني: ما قاله ابن أبي حاتم: إنه (مات سنة ست وثلاثين ومائتين"4. الثالث: ما أرخه الحسين بن فَهُم. حيث قال: "توفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين، ودفن في مقبرة باب الشام وهو ابن اثنتين وستين سنة"5. كما رواه الخطيب بسنده عن ابن فَهُم أيضاً. بالإضافة إلى أن أكثر المصادر على أنه توفي في تلك السنة6 أي سنة ثلاثين ومائتين. وهذا هو الراجح في وفاته. لأن تلميذه الحسين بن فَهُم هو أعرف

_ 1 انظر: تذكرة الحفاظ 2/425. 2 انظر: تهذيب التهذيب 9/182. 3 انظر: الوافي بالوفيات 3/88. 4 انظر: الجرح والتعديل 3/2/262. 5 انظر: طبقات ابن سعد 7/364. وتاريخ بغداد 5/322. والكامل في التاريخ لابن الأثير 7/18. ووفيات الأعيان 4/352. وتهذيب الكمال 6/600. والعبر للذهبي 1/407. وتذكرة الحفاظ له 2/425. ومرآة الجنان 2/100. والبداية والنهاية 10/303. وتقريب التهذيب 298. والنجوم الزاهرة 2/258. وطبقات الحفاظ للسيوطي 183.وشذرات الذهب 2/69. 6 انظر: طبقات ابن سعد 7/364.

الناس بتأريخ وفاة شيخه، لكثرة ملازمته له باعتباره أحد رواة كتاب الطبقات الكبرى1. ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى بعض التراجم الموجودة في طبقات ابن سعد، والتي تواريخ وفيات أصحابها بعد وفاة المؤلف مثل: - إبراهيم بن محمد بن عرعرة البغدادي، المتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين2. - والحكم بن موسى البزاز البغدادي، المتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين3. - وعبد الجبار بن عاصم البغدادي المتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين4. - ومحمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، المتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين5. - وعبيد الله بن عمر القواريري البغدادي، المتوفي سنة خمس وثلاثين ومائتين6. - وإسماعيل بن إبراهيم بن بسام الهروي البغدادي، المتوفي سنة ست وثلاثين ومائتين7. - ويحيى بن عثمان أبو زكريا الخراساني البغدادي، المتوفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين8.

_ 1 انظر: كلمة ساخاو أثناء كلامه عن الجزء السابع (7/238 -طبعة دار التحرير بمصر- والمغازي الأولى ومؤلفوها لهورفتس 127) . 2 انظر: طبقات ابن سعد 7/359 تصوير دار صادر بيروت. 3 المصدر السابق 7/346. 4 المصدر السابق 7/350. 5 انظر: المصدر السابق 6/413. 6 انظر: المصدر السابق 7/350. 7 المصدر السابق 7/359. 8 المصدر السابق 7/351.

لا شك أن مثل هذه التراجم التي وردت في كتاب الطبقات الكبرى ليست من تصنيف المؤلف، خاصة عندما نجد فيه ترجمة للمؤلف نفسه قد وردت في الكتاب، وأن تأريخ وفاته سنة ثلاثين ومائتين. وورد فيها أيضاً: "وهو الذي ألف هذا الكتاب كتاب الطبقات واستخرجه وصنفه ورُوي عنه"1. وقد قال ادوارد ساخاو: وبعد موته -ابن سعد- قام المؤلف آخر وهو على الأرجح ابن فَهُم المتوفي سنة 289هـ بكتابة ملحوظة عنه هو نفسه، كما أضاف بعض الملحوظات عن رجال آخرين في السنوات الثمانية التالية لموته2. كما روى الخطيب بسنده عن ابن فَهُم، فقال: "محمد بن سعد صاحب الواقدي، وهو مولى الحسين بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ العباس بن عبد المطلب، توفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام، وهو ابن اثنتين وستين سنة، وكان كثير الحديث والرواية وكثير الطلب وكثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه"3. وهذه الرواية استوعبت تقريباً كل ترجمة ابن سعد التي وردت في الطبقات الكبرى4. وهي من رواية الحارث بن أبي أسامة عن ابن سعد. مما يجعل ترجيح ساخاو فيه نظر، ويبقى الأمر محتملاً، ولا تترجح الإضافة على يد ابن فَهُم. بل لعل ابن فَهُم أو غيره ممن روى الطبقات عن ابن سعد، سجل تلك الإضافات على نسخته، فجاء ناسخ لا يجيد التفريق بين الحاشية والأصل، فأدخلها في صلب الكتاب. أو أنه أضاف تراجم وهو يعرف ويعتبر ذلك لا بأس به باعتباره راوي الكتاب، كما فعل رواة تاريخ ابن معين

_ 1 انظر: طبقات ابن سعد 7/364 -تصوير دار صادر، بيورت- و 7/2/96 -طبعة دار التحرير-. 2 انظر: المصدر السابق 7/2/238. -طبعة دار التحرير بمصر-. 3 انظر: تاريخ بغداد 5/322. وتهذيب التهذيب 9/183. 4 انظر: طبقات ابن سعد 7/364. -تصوير دار صادر بيروت-و 7/2/96. -طبعة دار التحرير-.

كالدوري؛ إذ يتعقب ابن معين، أو يعلق، أو يذكر أشياء، والناس يعرفون أنه من تعليقات التلميذ وليس الشيخ. فهذا مثل ذاك لأن الاثنين متعاصران، والله أعلم. فيتضح مما تقدم أن هناك تراجم قد أدخلها أحد رواة الطبقات فيه بعد وفاة شيخه ابن سعد. وليُعلم أن كل ترجمة وردت في هذا الكتاب -طبقات ابن سعد- وتأريخ وفاة صاحبها بعد سنة ثلاثين ومائتين، فإنهما قطعاً ليست من تصنيف المؤلف وإنما أدخلت مؤخراً بعد وفاته. لقد ذكرتُ هذا التفصيل في تأريخ وفاته، كي لا يلتبس الأمر على من وقف في الطبقات على ترجمة لأحد الأعلام المتوفين بعد وفاة المؤلف، فيظن من رأى ترجمة من هذا القبيل، أن تأريخ وفاة المؤلف سنة ثلاثين ومائتين غير صحيح خاصة وأن الخلاف قائم في تأريخ وفاته.

ثانيا: دراسة الكتاب ثانياً: دراسة هذا القسم من الطبقات الكبرى منهج ابن سعد في هذا القسم يهتم ابن سعد في ترجمة الرجل بذكر نسبه لأبيه وأمه، وبتعداد أولاده من بنين وبنات، مع ذكر أمهاتهم وسرد نسبهن، فتجده يرجع بسلسلة النسب إلى ما قبل الإسلام، لذلك كان كتابه غنياً بعلم الأنساب، مما يدل على تضلعه بهذا الفن. وإضافة إلى ذلك فإنه غالباً ما يذكر كنية رجل، ولقبه. كما قد يذكر المهنة التي يزاولها. وفي كثير من الأحيان يقدم معلومات دقيقة عن الشخص مبيناً فيها بعض الجوانب المتعلقة بصفاته الخُلُقية، أو بأحواله الدالة على مكانته العلمية أو على عقيدته. وقد يستعرض الأحداث الهامة التي وقعت له. ويهتم بوصف المظهر الخارجي لصاحب الترجمة ليتمكن القارئ من تصوره قدر الإمكان، فيبين نوع الخضاب الذي يخضب به شعره ولحيته، ويتحدث عن نوع ولون الثياب التي يرتديها، والعمامة التي يعتم بها. وعن نوع الخاتم الذي يتختم به، وعن صيغة نقشه إن وجد. وكذلك يشير أحياناً إلى الوظائف الإدارية التي كان يشغلها الرجل من ولاية أو قضاء. وقد يحدد المكان الذي سكن فيه من المدينة، أو من ضاحيتها، فيعطي بذلك معلومات مشتتة عن خطط المدينة. ثم يتتبع خطاه في رحلاته إلى الأمصار

الأخرى، مما جعله يكرر الترجمة في عدة مواضع من كتابه حسب تنقل الشخص. ولعله في بعض الأحيان يذكر نموذجاً من شيوخه، أو تلاميذه، وكلما كان صاحب الترجمة مشهوراً بعلمه وفضله برزت هذه التفصيلات وطالت الترجمة والعكس صحيح.ومن خلال هذه التفصيلات التي يذكرها ابن سعد تتضح مادته الغريزة بالأخبار التي كانت موضع اهتمام المؤرخين فيما بعد، والتي أوقفتنا على معالم الحياة العلمية والاجتماعية في النصف الأول من القرن الثاني الهجري. كما التزم بذكر إسناد الروايات المختلفة التي ساقها في كتابه، مما يدل على أمانته العلمية، وصدق إخلاصه. وإذا أراد أن ينهي الترجمة، فإنه يختمها بما يظهر له من حال الرجل جرحاً أو تعديلاً، وإلاَّ يسكت عن ذلك، ويشير إلى كثرة حديثه، أو قلته، وقلما يحيد عن هذه الطريقة. وبالإضافة إلى ذلك فقد اهتم بذكر الموالي الذين عنُوا برواية الحديث. وتظهر تراجمهم قصيرة في الغالب. موارده في هذا القسم: لا يمكن الكلام بدقة عن طبيعة معلوماته التي نقلها عن كل شيخ من هؤلاء الشيوخ الذين ينيفون على الأربعين شيخاً، ولكن ابن سعد في هذا القسم اعتمد بصورة رئيسية على شيخه محمد بن عمر الواقدي الذي اعترف العلماء بغزارة معلوماته التاريخية، لكن المحدثين ضعفوه في الحديث1. وحكم عليه الحافظ ابن حجر بأنه (متروك) 2، ولكنهم مع ذلك استمروا في النقل عنه،

_ 1 انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 104. والضعفاء والمتروكين للنسائي 93. وتهذيب التهذيب 9/363. 2 انظر: تقريب التهذيب 312.

خاصة في السيرة وتاريخ صدر الإسلام. وقد نقل عنه ابن سعد في ثلاثة وأربعين ومائة موضع في هذا القسم وحده. ممل يدل على أنه مصدره الرئيسي في معلوماته المتعلقة بطبقات أهل المدينة. وبعض هذه الروايات عبر عنها ابن سعد بلفظ (قال) ، وعبر عن بعضها الآخر بألفاظ صريحة في السماع عن شيخه الواقدي، ومعظم هذه الروايات يتعلق بسني الوفيات، أو بفضل وورع صاحب الترجمة وجرأته في الحق، أو بمكانته الاجتماعية، أو بذكر المناصب الإدارية التي شغلها -ولاية أو قضاء-، أو بنشاطه الثقافي، أو بنوع اللباس الذي يلبسه والخضاب الذي يخضب به. وقد أشارت بعض هذه النصوص إلى بعض الحوادث التأريخية المشهورة. أو إلى بعض الأقوال المتعلقة بنقد الرجال وربما ورد فيها روايات حديثية. ويلي الواقدي في كثرة الاقتباسات عنه في هذا القسم اثنان: الأول- هو معن بن عيسى الأشجعي القزاز. والثاني- مطرف بن عبد الله اليساري. وكلاهما من أهل المدينة. ومطلعان على أحوال علمائها ورواتها. فأما معن بن عيسى، فقد نقل عنه ابن سعد في ثمانية عشر موضعاً نقلاً مباشراً، نصوصاً تتناول: عبادة صاحب الترجمة وانعكاس أثر ذلك عليه، وتسلمه لوظيفة القضاء، أو نوع اللباس، ونوع الخاتم وبأي يد يضعه، ونوع العمامة ومتى يضعها، ونوع الخضاب. وأما مطرف بن عبد الله اليساري، فقد نقل عنه في ثمانية عشر موضعاً نقلاً مباشراً أيضاً، وسائر هذه النصوص يرويها مطرف عن مالك بن أنس عدا روايتين وتتعلق هذه النصوص بالمكانة العلمية لصاحب الترجمة، وبدرجة ورعه وتقواه وقد تتعلق بوصف شخصه، أو بوضع العمائم ونوعها. كما ورد في أحد

النصوص بعض المصطلحات الحديثية عن مالك، كالعرض والمشافهة وغيرها1. ويليها في أهمية إثنان، هما: إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس وأحمد بن أبي إسحاق إبراهيم الدورقي. فأما إسماعيل الأويسي، فقد نقل عنه ابن سعد في أحد عشر موضعاً نقلاً مباشراً، نصوصاً تتناول الصباغ والخواتيم وأنواعها. كما ورد في بعضها قول مالك: بعدم الفرق بين سماع الحديث وعرضه2. وقوله: بزيادة الإيمان ونقصانه3. وانفرد نص من هذه النصوص بتأريخ وفاة الإمام مالك. وأما الدورقي، فقد نقل عنه في عشرة مواضع نقلاً مباشراً. نصوصاً تتناول كثرة عبادة وورع آل المنكدر بن عبد الله بن الهُدَيْر، ومكانتهم الإجتماعية في المدينة المنورة آنذاك. أما بقية الشيوخ الأربعين فقد نقل عن كل منهم ما بين رواية واحدة إلى خمس روايات4. وهي تكفي للحكم على نوع اهتمامهم وطبيعة مروياتهم، ولكنها تدل على كثرة مصادر ابن سعد في هذا القسم من طبقاته، وأنه لم يقتصر على معلومات شيخه الواقدي بل أضاف إليه روايات من شيوخ آخرين. وهناك روايات مختلفة نقلها ابن سعد تعليقاً عن عدد من التابعين فهو ينقل عن سعيد بن أبي مريم (144-224هـ) في موضع واحد بصيغة (أُخبرت) . وعن عبد الرزاق بن هَّمام الحِمْيَري (ت 211هـ) -صاحب المصنف- في موضعين بنفس الصيغة.

_ 1 انظر: ص 438. 2 المصدر السابق. 3 انظر: ص 439-440. 4 راجع قائمة شيوخه لمعرفة توزيع هذه النقول.

وعن الليث بن سعد المصري (ت 175هـ) في موضع واحد بنفس الصيغة أيضاً. وعن مالك بن أنس (ت 179هـ) في موضع واحد، بلفظ (قال) . وعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (ت 158هـ) في موضع واحد بنفس اللفظ أيضاً. أهمية هذا القسم: لا شك أن أهمية هذا القسم داخلة في أهمية الكتاب -كتاب الطبقات الكبرى- ككل، باعتباره من أقدم ما وصل إلينا من كتب (الطبقات) ، ولاحتوائه على السيرة مفصلة للنبي صلى الله عليه وسلم، اعتمد عليها المؤلفون الذين كتبوا في تاريخ السيرة فيما بعد، والذي يهمنا من هذا الكتاب باقي المجلدات التي تناولت طبقات المحدثين، من الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى عصر المؤلف. (وتُلقي هذه المعلومات التي قدمها ابن سعد، أضواء على الحياة الثقافية والحضارية في القرنين الأول والثاني الهجريين، مما يجعل لكتابه أهمية كبيرة من الناحية التأريخية) 1. وكذلك من الناحية النقدية إذ اعتبر العلماء كلام ابن سعد في الجرح والتعديل جيداً مقبولاً2. أضف إلى ذلك ما لقيه الكتاب من ثناء العلماء على فوائده، الكثيرة وحسن تصنيفه3. وطالما اقتصرت دراستي على هذا القسم غير المطبوع من (الطبقات الكبرى) فإنني سأبرز أهمية هذا القسم بالذات من خلال دراستي له.

_ 1 انظر: بحوث في تاريخ السنة المشرفة 76/78. 2 انظر: الإعلان بالتوبيخ 342. 3 انظر: مقدمة ابن صلاح 599. وكشف الظنون 2/1099. ونشأة علم التاريخ عند العرب 32.

لقد استقى ابن سعد روايات هذا القسم من عدد كبير ينيف على أربعين شيخاً، من مشاهير العلماء، أفاد منهم حسب الفنون التي تميزوا بها، مما يدل على حسن اختياره لمرويات كتابه من مظانها المتخصصة. وتعظم أهمية هذا القسم من كتاب الطبقات بسبب فقدان المؤلفات الأولى من التواريخ التي تناولت تاريخ علماء ورواة المدينة المنورة في القرنين الأولين. وتتضح أهميته أيضاً بنقول المؤلفين عنه في كتبهم المختلفة. فقد نقل عنه الطبري (ت 310هـ) في (تاريخ الأمم والملوك) . ووكيع بن حيان (ت 306هـ) في (أخبار القضاة) . والأصبهاني (ت 430هـ) في (حلية الأولياء) . وابن ماكولا (ت 475هـ) في الإكمال. والخطيب البغدادي (ت 463هـ) في (تاريخ بغداد) . وابن عساكر (ت 571هـ) في (تاريخ مدينة دمشق) . والذهبي (ت 748هـ) في (تاريخ الإسلام) و (سير أعلام النبلاء) و (تذكرة الحفاظ) و (ميزان الاعتدال) . وابن حجر (ت 852هـ) في (تهذيب التهذيب) و (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة) ، و (تبصير المنتبه) . وابن تغري بردي (ت 874هـ) 1. والسخاوي (ت 902هـ) في (التحفة اللطيفة) . والسيوطي (ت 911هـ) في (طبقات الحفاظ) . كما يتضح من الحواشي التحقيقات التي ذيلت بها هذا القسم من الطبقات. ومما يزيد في أهمية هذا القسم، احتواؤه على بعض التراجم التي لا وجود لها في كتب التراجم التي بين أيدينا، وهذا يعطينا إضافة علمية جديدة قدمها لنا ابن سعد. أضف إلى ذلك، أن هذا القسم سيكمل مصدراً من أقدم المصادر التي كتبت عن تاريخ المدينة المنورة، وهو كتاب (الطبقات الكبرى) لابن سعد.

_ 1 يقول في (النجوم الزاهرة) 2/258، عند كلامه عن ابن سعد: (كان إماماً) فاضلاً عالماً حسن التصانيف، ونقلنا عنه كثيراً في الكتب.

نماذج من أقواله في الجرح والتعديل في هذا القسم: (ثقة مأمون ثبت حجة) 1، (ثقة ثبت الحجة) 2 (ثقة ثبت) وربما أضاف: "وكان في عُسْر) 3، (ثبت في الحديث) 4. (ثقة مأمون) 5، (ثقة) 6، (ثقة في الحديث) 7، (ثقة يرسل) 8، (صاحب المراسيل) 9، (ثقة له أحاديث صالحة) 10، (ثقة حدث نفسه في آخره) 11، (ثقة ليس بحجة) 12، (له أحاديث صالحة) 13. (ليس بذاك، وهو صالح الحديث) 14، (ليس بذاك) 15، (يستضعف) 16، (ضعيف) 17 (رأيتهم يهابون حديثه) 18، (لم أرهم يحتجون

_ انظر التراجم التالية: 1: 372. 2: 108. 3: 323-387. 4: 328. 5: 16. 6: تتمة ترجمة عمر بن عبد العزيز وهي بداية هذا القسم. 7: 359. 8: 252. 9: 25. 10: 334. 11: 255. 12: 339. 13: 59. 14: 266. 15: 327. 16: 283. 17: 256. 18: 57.

بحديثه) 1، (لا يحتج بحديثه) 2، (لا يحتج به) 3، (ليس بحجة) 4، (له أحاديث منكرة) 5، (يروي أحاديث منكرة ولا يحتجون بحديثه) 6، (منكر الحديث لا يحتجون بحديثه) 7. وقد تصحب هذه الأقوال عبارة (كثير الحديث) أو (قليله) . ابن سعد ونقده للرجال: لا شك أن هذه النماذج الآنفة الذكر، التي أوردها ابن سعد في هذا القسم من الطبقات الكبرى، تدل على طوَل باعه في هذا المجال، خاصة إذا ما قورنت بأقوال النقاد الآخرين الذي يعول عليهم في نقد الرجال. فقد ترجم لسبع وأربعمائة راو من تابعي أهل المدينة في هذا القسم، وثق منهم اثني عشر ومائة راوٍ، وافق حكمه حكم الجمهور في سبعة وثمانين راوياً منهم، وواثق بعض النقاد في توثيقه لسبعة عشر راوياً، ولو وازنَّا بين هذه الأقوال التي حكم فيها ابن سعد على هؤلاء السبعة عشر، وبين حكم ابن حجر العسقلاني عليهم، لوجدنا أن ابن سعد وثق الجميع بلفظ (كثير الحديث أو قليله) ، -وهذه الدرجة من التوثيق اعتبرها ابن حجر المرتبة الثالثة من مراتب قبول الرواية8، وهي عند البعض المرتبة الثانية9، وعند البعض الآخر

_ 1: 133. 2: 21. 3 357. 4: 389. 5: 324. 6: 145. 7: 262. 8 لأن الأولى عنده هي الصحابة، والثانية ما جاء بصيغة أفعل التفصيل. (انظر: مقدمة تقريب التهذيب 9) . 9 اعتبرها العراقي والذهبي المرتبة الثانية، لأن الأولى عندهما ما كرر لفظها. (انظر: تدريب الراوي 1/342) .

الأولى1- ونجد أن ابن حجر قد أصدر حكمه على ستة عشر رجلاً ثلاثة منهم أطلق عليهم لفظ (صدوق) 2 وواحد لفظ (لا بأس به) 3. وكلا اللفظين يُعدَّان عنده في المرتبة الرابعة من مراتب القبول4. ويقول في الباقين: "صدوق ربما وهم5 أو-له أوهام6، أو يهم7، أو ربما أخطأ8، أو يخطئ9، أو تغير في آخره10، أو سيئ الحفظ11، أو فيه لين"12. وجميع هذه الألفاظ عند ابن حجر في المرتبة الخامسة13 وقد خالف ابن سعد الجمهور النقاد في حكمه على ستة رواة، فقد وثق ثلاثة منهم. قال البخاري في أحدهم: "حديثه منكر"14. وفي الثاني: "منكر الحديث"15، أما الثالث فقد أجمع النقاد على ضعفه16. وقال ابن سعد في الرابع (ثقة كثير الحديث يرسل) . والجمهور على أنه ضعيف. وزاد ابن حجر: "كثير الإرسال"17.

_ 1 وهي الأولى باعتبار ابن أبي حاتم. (انظر: مقدمة الجرح والتعديل 10) . 2 انظر: التراجم 236 و 255 و 364. 3 انظر: الترجمة 189. 4 انظر: مقدمة التقريب 9. 5 انظر: الترجمة 235 و 339 وزاد: رمي بالقدر. 6 انظر: الترجمة 148 و 323 قال ابن سعد فيه: ثقة ثبت فيه عسر. 7 انظر: الترجمة 304 و 325. 8 انظر: الترجمة 259. 9 انظر: الترجمة 163 و 375. 10 انظر: الترجمة 255. زاد ابن سعد: حدث نفسه في آخره. 11 انظر: الترجمة 246. 12 انظر: الترجمة 241. 13 انظر: مقدمة تقريب التهذيب 9. 14 انظر: الترجمة 278. 15 انظر: الترجمة 280. 16 انظر: الترجمة 312. 17 انظر: الترجمة 252.

وقال في الخامس: "ثبت في الحديث". وقال أبو حاتم والذهبي: "مجهول) 1. وقال في السادس: "ثقة كثير الحديث ليس بحجة". والجمهور على أنه ضعيف2. بقي راويان ممن وثقهم ابن سعد، أحدهما ذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه3. والثاني لم أعثر على ترجمة له في عدد من المصادر4. وبهذا نكون قد أكملنا الموازنة بين أقوال ابن سعد في أصحاب التراجم الذين وثقهم، وبين أقوال النقاد الآخرين فيهم. أما أصحاب التراجم الذين جرحهم في هذا القسم، فعددهم ثلاثون راوياً. وافق حكمه حكم الجمهور في ثمانية عشر راوياً. كما وافق بعض النقاد وخالف بعضهم في حكم على تسعة رواة. فضعف خمسة منهم بقوله (يُستضعف) . قال البخاري في أحدهم: "منكر الحديث" وقال ابن المديني: "ليس بشيء". وقال الذهبي: "صالح الحديث"، وقال ابن حجر: "لين الحديث". ووثقه ابن معين وأبو داود، والساجي، والأزدي5. أما الثاني، فقد لينه يحيى القطان. ويحيى الأنصاري. وقال ابن معين: "كانوا يتقون حديثه"، وقال مرة: "ثقة". وقال الذهبي: "شيخ مشهور حسن الحديث". وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام"6.

_ 1 انظر: الترجمة 328. 2 انظر: الترجمة 339. 3 انظر: الترجمة 210. 4 انظر: الترجمة 280. 5 انظر: الترجمة 254. 6 انظر: الترجمة 283.

وقال ابن حجر في الثالث: "صدوق يهم"1. وفي الرابع: "صدوق له أوهام ورمي بالتشيع"2. وأما الخامس فهو محمد بن إسحاق صاحب السيرة، قال ابن سعد: كتب عنه العلماء، ومنهم من يستضعفه، ووثقه عندما عده في البغداديين. وهو عند أكثر النقاد ثبت في حديث، وقد لينه البعض. وقال الذهبي: "صدوق قوي الحديث". وقال ابن حجر: "صدوق يدلس، رُمي بالتشيع والقدر"3. أما بالنسبة للأربعة الباقين من التسعة، فقد قال ابن سعد عن أحدهم: "لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ لِأَنَّهُ يُرْسِلُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا، وَلَيْسَ لَهُ لُقي وعامة أصحابه يدلسون". وقال عنه ابن حجر: "صدوق كثير التدليس والإرسال"4. وقال عن الثاني: "رأيتهم يهابون حديثه". وقد اختلفت فيه أقوال النقاد وصرحت بعض الأقوال بأنه اختلط في آخره. وخلاصة الأقوال: أنه ثقة قبل الاختلاط، متروك بعده5. وقال عن الثالث والرابع: "لا يحتج بحديثه"6. و"منكر الحديث لا يحتجون بحديثه"7. وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ" و"صدوق في حديثه لين"، ويقال (تغير بآخره) . بقي ثلاثة رواة، خالف حكمه حكم الجمهور فيهم.

_ 1 انظر: الترجمة 326. 2 انظر: الترجمة 374. 3 انظر: الترجمة 330. 4 انظر: الترجمة 21. 5 انظر: الترجمة 57. 6 انظر: الترجمة 113. 7 انظر: الترجمة 145.

قال في أحدهم: "لا يحتجون بحديثه". وقد وثقه العجلي، وصحح له الترمذي وابن خُزيمة وغيرهما. وقال أبو الحسن القطان: "لا يعرف حاله".وقال ابن حجر: "صدوق"1. وقال في الثاني: "ليس بذلك". وثقه غير واحد. وقال ابن حجر: صدوق رُمي برأي الخوارج2. وقال في الثالث: "وكان ثبتاً، ولا يحتجون بحديثه". بل احتج به مسلم وأبو داود والنسائي وأخرج له البخاري متابعة. ووثقه النسائي، والذهبي وابن حجر3. يتضح من هذه النماذج أن ابن سعد كان متشدداً في التجريح أكثر منه في التعديل. وبذلك نكون قد كشفنا الستار عن مدى رسوخ قدم ابن سعد في نقد الرجال، لأن مثل هذه الأقوال، لا تصدر إلا عن إنسان عارف بالرجال وأحوالهم، متتبع لهم في حلَّهم وترحالهم، دارس لأخبارهم، واقف على سني وفياتهم، إلى آخر ما هنالك من أمور تتعلق في نقد الرجال ومعرفة أحوالهم. فالموضوع صعب المنال، شائك الطريق، لا يناله إلا من كانت له قدم راسخة في هذا المجال. فقد أتقن ابن سعد هذا الفن، وأفاد فيه وأجاد، وحسبه في ذلك شهادة النقاد له4، ونقولهم عنه أقواله في نقد الرجال، كالخطيب البغدادي، وابن حجر وغيرهما5.

_ 1 انظر: الترجمة 196. 2 انظر: الترجمة 327. 3 انظر: الترجمة 341. 4 انظر: أقوال النقاد فيه في هذه المقدمة ص 42. 5 انظر: دراسة أهمية هذا القسم في هذه المقدمة ص 69.

مرتبة ابن سعد بين النقاد: قسم الذهبي النقاد إلى ثلاثة أقسام:1. 1ـ قسم متشدد، متعنت في الجرح متثبت في التعديل، يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث، كابن معين، وأبي حاتم. 2ـ وقسم متساهل، كالترمذي، والحاكم. 3ـ وقسم معتدل، كأحمد، والدارقطني، وابن عدي. ولو أمعنا في الموازنة السابقة، بين أقواله وبين أقوال النقاد في هذه المجموعة من الرجال الذين تكلم فيهم جرحاً أوتعديلاً، في هذا القسم. نجد أن الاعتدال يهيمن على غالبية أقوله، خاصة في التوثيق. أما الرواة الذين جرحهم ووافق فيهم بعض النقاد، وخالف البعض الآخر، فقد كان حكمه عليهم أشد نوعاً ما من حكم أكثر النقاد، غير أنه خالف الجمهور في حكمه على عدد قليل من الرواة، شأنه في ذلك شأن أئمة النقاد ولم يكن الرجل معصوماً عن الخطأ. واعتبر العلماء كلامه مقبولاً في الجرح والتعديل. فقال السخاوي: "وكذا تكلم في الجرح والتعديل أبو عبد الله محمد بن سعد كاتب الواقدي في طبقاته بكلام جيد مقبول"2. وبعد هذه الموازنة، والاستقراء التام، لأقواله الواردة في هذا القسم من الكتاب أرى -حسب ما ظهر لي من دراسة هذا القسم- أن يُعد ابن سعد في مصاف المعتدلين من بين مراتب النقاد، والله أعلم. وصف النسخة: اعتمدت في التحقيق على صورة محفوظة في المكتبة العامة للجامعة

_ 1 انظر: الإعلان بالتوبيخ للسخاوي 353-355. 2 انظر: المصدر السابق 342.

الإسلامية بمجلدين تحت رقم 736، 737، ومسحوبة عن ميكروفيلم صوره الدكتور أكرم ضياء العمري من معهد المخطوطات بالقاهرة. تشكل هذه النسخة قسماً كبيراً من تابعي أهل المدينة، كان قد سقط من المجلد الخامس في الطبقات المختلفة لكتاب (الطبقات الكبرى) 1. يشتمل هذا السقط على ثلاثة أرباع تراجم الطبقة الثالثة، وكامل الطبقتين،والرابعة والخامسة، ونصف الطبقة السادسة تقريباً. يبدأ هذا القسم بتتمة ترجمة عمر بن عبد العزيز، بما لا يزيد عن صفحة واحدة من الطبقة الثالثة، التي تتضمن 69 ترجمة، من أصل 92 ترجمة، وينتهي قبل نهاية ترجمة مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رافع بن خديج بسطرين وهو من الطبقة السادسةـ التي تتضمن 36 ترجمة، من أصل 76 ترجمة. أما الطبقة الرابعة والخامسة فعدد تراجم الرابعة 174، وعدد تراجم الخامسة 128. وتقع هذه النسخة في 116 ورقة ذات وجهين، تبدأ بالورقة 144، وتنتهي بالورقة 259. وقد سقطت منها الورقة 234. ومعدل عدد الأسطر في الورقة 34 سطراً، وفي كل سطر 12 كلمة تقريباً. وقد كتبت بخط نسخي واضح مشكول بالحركات، لا غموض فيه ولا طمس إلا نادراً، ولعل ذلك يعود إلى اهتزاز الصورة أثناء السحب. ونسجت بأسلوب جزل واضح يفهمه القاصي والداني، وقد يحتاج أحياناً إلى إمعان النظر نوعاً ما. أما بالنسبة للتعليقات في الحواشي، فهي نادرة جداً، ولا يوجد في الحواشي غالباً سوى توزيع أجزاء الكتاب، التي سجلها الناسخ في الزاوية اليسرى من أعلى الورقة، وتم توزيع الأجزاء بصورة منتظمة لكل عشر ورقات -بمعنى أن كل جزء منه يحتوي على عشرين صفحة- يبدأ هذا القسم من منتصف الجزء الخامس عشر، حيث سجل في زاوية الورقة 149: "سادس عشر تابع الطبقات) ثم تزيد الأجزاء جزءاً آخر في ورقة 159، هكذا حتى ينتهي

_ 1 انظر: مقدمة تحقيق المجلد الخامس من الطبقات لتسترستين: 69. طبعة دار التحرير.

آخر هذا القسم من المخطوط بنهاية الجزء السادس والعشرين، في الورقة الأخيرة 259. ولم أقف على أصل النسخة الخطية لمعرفة اسم الناسخ، وتحديد تاريخ النسخ، وضبط السماعات، ونسبة الكتاب إلى المؤلف إِنْ وجد عليها ذلك. غير أن كثرة الاقتباسات المدونة في بطون الكتب بتصريح من ناقيلها، بأنهم أخذوها عن، أو من كتاب ابن سعد، دليل واضح على نسبة هذا القسم لصاحبه وعلى أنه من كتابه (الطبقات الكبرى) . بالإضافة إلى وحدة المادة بين القسم المطبوع وهذا القسم المخطوط من الكتاب. وإلى وحدة الأسلوب في التأليف بينهما أيضاً. طريقة التحقيق: 1ـ قابلت مادة النسب بالكتب التالية: "نسب قريش) لمصعب الزبيري (ت 236هـ) و (الطبقات) لخليفة بن خياط (ت 240هـ) -لأنه قوبل بدوره بكتاب (النسب الكبير) لابن الكلبي (ت 204هـ) -، و (جمهرة نسب قريش) للزبير بن بكار (ت 256هـ) ، و (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم الأندلسي (ت 456هـ) . وقد أشير أحياناً إلى كتاب (المعارف) لابن قتيبة (ت 276هـ) . وثبت الاختلافات في الحواشي وأشرت إلى أماكن وجودها في هذه المصادر. وكذلك إذا وجدت بعض النقول عنه في الأنساب، أشير إلى ذلك المصدر الذي نقل عنه بالحواشي. 2ـ كما قابلت النسخة بما ورد عنها من نقول-خاصة في الجرح والتعديل والأخبار، وسني الوفيات- في الكتب المتأخرة، وذكرت مواضع هذه النقول في الحاشية، وإذا كان هناك اختلافات ثبتها بالحاشية أيضاً، مما يفيد في إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه. 3ـ وقد تكرر بعض التراجم في عدة مواضع من كتاب (الطبقات) -حسب تنقل صاحب الترجمة بين الأمصار المختلفة- كأن يذكر الرجل مع

تابعي أهل المدينة ثم يعقد له ترجمة مع الشاميين أو الكوفيين أو البصريين أو البغداديين، ولما حصل هذا التكرار لبعض التراجم، قارنتها ببعضها وثبت الاختلافات في الحواشي. 4ـ كما وضحت ما فيها من إشكالات، وفسرت ما فيها من غريب، وحددت الأماكن والبقاع، وذلك حسب المستطاع. 5ـ وعزوت الآيات القرآنية، إلى القرآن الكريم وخَّرجت الأحاديث النبوية على الكتب الستة، وغالباً ما أتجاوز هذا الشرط بتخريجها على الكتب الأخرى -كسنن الدارمي، وموطأ مالك، ومسند أحمد ومصنف عبد الرزاق وغيرها-، ثم أدرس أسانيدها الواردة في هذه النسخة وأحكم عليها. وقد أشرح الحديث مع بيان بعض ما يستفاد منه. بالإضافة إلى تخريج الأبيات الشعرية، والروايات الأخرى المتعلقة بثقافة الراوي أو مكانته الاجتماعية، أو تقواه وورعه. وذلك بقدر الإمكان. 6ـ وقد ترجمت ترجمة وجيزة لكل علم ذكر في سند حديث، أو خبر أو مَرَّ عرضاً-بصرف النظر عن الأعلام الواردين خلال النسب-، معتمداً في تعريفه على (تقريب التهذيب) . وكذلك اعتمد عليه في بعض الإضافات الهامة، المتعلقة بالتعريف بصاحب الترجمة، الذي سكت عنه ابن سعد ولم يتكلم فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقد أتعدى (التقريب) إلى غيره عند الضرورة. ولا أُعرف بالعلم إلا عند وروده للمرة الأولى في أصل الكتاب، ويعتبر فهرس الأعلام دليلاً للوقوف على تلك الأماكن. 7ـ أما أصحاب التراجم الذين يتكلم فيهم ابن سعد، فإنني أعقد مقارنة بين قوله في الرجل وبين أقوال النقاد فيه، وإذا كان هناك ثمة إضافات هامة قد أغفلها ابن سعد، فإنني أضيفها بعد إنهاء هذه المقارنة أو في أي مكان مناسب آخر.

8ـ وبالنسبة لسني الوفيات، لقد قارنتها مع المصادر التاريخية وغيرها وثبتُّ الخلاف إن وجد، وإلا أبقيت ما ورد في النسخة دون الإشارة إلى شيء مما يدل على صحته. أما إذا أُغفل تاريخ الوفاة، فإنني أعمل جاهداً على ذكره في الحاشية. 9ـ وأخيراً سلكت في ترتيب المصادر بالحاشية الواحدة التسلسل الزمني لوفيات مؤلفيها. إلا حاشية التخريج فرتبت مصادرها حسب قوتها الحديثية.

الطبقة الثالثة

الطبقة الثالثة الربع الأخير تتمة لترجمة عمر بن عبد العزيز1 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنيس2، عَنْ وُهَيب بْنِ الْوَرْدِ3، قَالَ: "بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا تُوُفِّيَ4 جَاءَ الْفُقَهَاءُ إِلَى زَوْجَتِهِ5 يُعزُّونها بِهِ، فَقَالَوا لَهَا: جِئْنَاكِ لنعزيك بعمر، فقد6 عمَّت مصيبته الْأُمَّةَ فَأَخْبِرِينَا يَرْحَمُكِ اللَّهُ عَنْ عُمَرَ كَيْفَ كَانَتْ حَالُهُ فِي بَيْتِهِ؟ فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بالرجل أهله. [144/ب] فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَانَ عُمَرُ بِأَكْثَرِكُمْ صَلَاةً ولا صياما، ولكني

_ 1 ترجمة عمر بن عبد العزيز وردت في القسم المطبوع إلا هذه الروايات، فإنها سقطت منه، وقد وضعت لها هذا العنوان. 2 محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي مولاهم المكي، مقبول، وكان من العباد تأخر إلى بعد عشرين ومائتين هجرية، وقد أخرج له الترمذي والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 324) . 3 وُهَيْب بن ورد – والورد بفتح الواو وسكون الراء- القرشي مولاهم المكي، أبو عثمان أو أبو أمية، يقال اسمه عبد الوهاب. ثقة عابد، من كبار السابعة. (أنظر: تقريب التهذيب 372) . 4 توفي سنة إحدى ومائة، وله أربعون سنة (انظر: طبقات ابن سعد 5/408) . 5 زوجة عمر بن عبد العزيز هي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان. (انظر: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/571. وتذكرة الحفاظ للذهبي 1/120) . 6 كلمة (فقد) آخر المطبوع من ترجمة عمر بن عبد العزيز، وبداية الساقط منها. وذكرت الرواية من أولها للربط وإتمام المعنى.

والله ما رأيت عبدًا لله قَطُّ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا لِلَّهِ مِنْ عُمَرَ1، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي إِلَيْهِ يَنْتَهِي سُرُورُ الرَّجُلِ بِأَهْلِهِ، بَيْنِي وَبَيْنَهُ لِحَافٌ، فَيَخْطِرُ عَلَى قَلْبِهِ الشَّيْءُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ فَيَنْتَفِضُ كَمَا يَنْتَفِضُ طَائِرٌ وَقَعَ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ يَنْشِج2 ثُمَّ يَرْتَفِعُ بُكَاؤُهُ حَتَّى أَقُولَ: وَاللَّهِ لَتَخْرُجَنَّ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، فَأَطْرَحُ اللِّحَافَ عَنِّي وَعَنْهُ رَحْمَةً لَهُ وَأَنَا أَقُولُ: "يَا لَيْتَنَا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَذِهِ الْإِمَارَةِ بَعْدُ الْمَشْرِقَيْنِ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سُرُورًا مُنْذُ دَخَلْنَا فِيهَا". قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ3، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ4 قَالَ: "كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ5 رُبَّمَا ذَكَرَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَبَكَى، وَقَالَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلٌ". قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يونس6، قال: سمعت أبا بكر

_ 1 أوردها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/571، عن مغيرة بن الحكيم، عن فاطمة بنت عبد الملك زوجة عمر بن عبد العزيز. بألفاظ مقاربة، وباختصار. والذهبي في تذكرة الحفاظ 1/120، عن مغيرة بن حكيم أيضا. وبألفاظ مقاربة وباختصار. 2 أي يغص البكاء في حلقه، ويتردد في صدره من غير انتحاب (انظر: التهذيب اللغة 10/540، والمعجم الوسيط 2/921، مادة: نَشَجَ) . 3 هو سعيد بن عامر الضبعي، بضم المعجمة وفتح الموحدة –أبو محمد البصري ثقة صالح، وقال أبو حاتم: ربما وهم. مات سنة ثمان ومائتين وله ست وثمانون. وأخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب123) . 4 هو جعفر بن سليمان هو الضبعي –بضمة المعجمة والفتح الموحدة- أبو سليمان البصري صدوق زاهد لكنه كان يتشيع. مات سنة ثمان وسبعين ومائة، أخرج له البخاري في كتاب الأدب ومسلم والأربعة. (انظر تقريب والتهذيب 55) . 5 هو أبو يحيى البصري الزاهد. صدوق عابد، مات سنة ثلاثين ومائة تقريب التهذيب/326. 6 الكوفي التميمي اليربوعي. ثقة حافظ مات سنة سبع وعشرين ومائتين انظر: تقريب التهذيب14.

ابن عَيَّاشٍ1 -وَذَكَرَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ- قَالَ: "ليُحْشَرَنَّ مِنْ دَيْر سَمعان2 رَجُلٌ كَانَ يَخَافُ رَبَّهُ". قَالُوا: " وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثِقَةً3 مَأْمُونًا، لَهُ فِقْهٌ وَعِلْمٌ وَوَرَعٌ، وَرَوَى حَدِيثًا كَثِيرًا، وَكَانَ إِمَامَ عَدْلٍ"4. رَحْمَهُ اللَّهُ ورضي عنه.

_ 1 هو أبو بكر بن عياش – بتحتانية ومعجمة- بن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحناط –بمهملة والنون- مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه، وقيل في اسمه عشرة أقوال، ثقة عابد إلاَّ أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، مات سنة أربع وتسعين ومائة، وقيل: قبل ذلك بسنة، أو سنتين وقد قارب المائة انظر: تقريب التهذيب/396. 2 دير سمعان: بفتح الدال، وسكون الياء، ويقال: سمعان بكسر السين وفتحها، يقال أنه دير قريب من دمشق في موضع نزه وبساتين، فيه قبر عمر بن عبد العزيز، وخرب بعد ذلك ولم يبق له أثر. وقال صاحب المراصد: المشهور أن عمر بن عبد العزيز مات بنواحي حلب، في قرية النقيرة، قرب معرَّة النعمان. وقبره معروف في هذه القرية. ويعرف الدير عند أهل المعرَّة ب (دير النقيرة) . ثم قال: ولعله كان يسمى دير سمعان، وسمعان هو سمعون الصفا. فلعله بنا هذا الدير على اسمه أيضًا فسمي به، وله عدة ديرة. (انظر: مراصد الاطلاع لصفي الدين البغدادي 2/564) . 3 مجمع على ثقته وإمامته. وعده الشافعي وغيره خامس الخلفاء الراشدين وقد أخرج له الجماعة. ولي إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير وولي الخلافة بعده. وكانت خلافته من سنة تسع وتسعين إلى سنة إحدى ومائة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/330-408، والجرح والتعديل 3/1/122، وتذكرة الحفاظ 1/118، وتهذيب التهذيب 7/474، وتقريب التهذيب 255) . وقد أفرد له بعض المؤلفين قديمًا وحديثًا ترجمة مستقلة كأخبار عمر للآجري. وسيرته لابن عبد الحكم. وكتب عنه حديثًا أحمد شرباصي. 4 تهذيب التهذيب 7/476، وطبقات الحفاظ للسيوطي 46.

1 عبدُ اللهِ بن عَمرو بن عثمان ابن عفَّان بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عبد شمس، وأمه حفصة بنت [145/أ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهَا صفيَّة بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي العِيص بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي عَمرو بْنِ أُمَيَّةَ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: خَالِدًا، وَعَبْدَ اللَّهِ، وَعَائِشَةَ تَزَوَّجَهَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَوَلَدَتْ لَهُ، وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمَيَّةَ، وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ تَزَوَّجَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَأُمَّ عُثْمَانَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وعَمرو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمَّ سَعِيدٍ تَزَوَّجَهَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَوَلَدَتْ لَهُ. وَأُمُّهَا أُمُّ عَمرو بِنْتُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وَمُحَمَّدًا بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ الدِّيباج1، وَالْقَاسِمَ، وَرُقَيَّةَ. وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ. وَمُحَمَّدًا بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَهُوَ الْحَازُوقُ2، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَأُمَّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ تزوجها الوليد بن

_ 1 الدبياج: كلمة فارسية معربة، وهو نوع من الثياب أعلاه وأسفله من الحرير، ودبياج الوجه حسن بشرته. (انظر: تهذيب اللغة للأزهري 5/106. والمعجم الوسيط 1/268.مادة دَبَجَ) وعرف عبد الله هذا الدبياج لحسنه. (انظر: تهذيب التهذيب 9/268. ونزهة الألباب في الألقاب لابن حجر 53أ) . 2 الحازوق: بالحاء المهملة وضم الزاي بينهما ألف بعدها واو آخرها قاف. (انظر: نزهة الألباب 33ب) .

يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَوَلَدَتْ لَهُ وَأُمُّهَا الْجَلَالُ بِنْتُ بُخَيْتِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأسود بن أبي البَخْتَري من بني أسد بن عبد العزَّى. وعبد الله [145/ب] بْنَ عَمرو بْنِ عُثْمَانَ، هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ المُطْرَف لِجَمَالِهِ (وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِمِصْرَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ1) 2. 2 إبراهيمُ بْنُ محمَّد ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بْنِ مُرَّة. وَأُمُّهُ خَوْلَة بِنْتُ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّان بْنِ سَيَّار بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرِ بن عقيل ابن هِلَالِ بْنِ سُمَيّ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزَارة3. وكان إبراهيم أخ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ4 لِأُمِّهِ، وَكَانَ أَعْرَجَ (وَكَانَ شَرِيفًا صَارِمًا، وَكَانَ يُسَمَّى أَسَدَ قُرَيْشٍ، وَأَسَدَ الْحِجَازِ، وَكَانَتْ لَهُ عَارَضَةٌ وَنَفْسٌ شَرِيفَةٌ وَإِقْدَامٌ بِالْكَلَامِ بِالْحَقِّ عِنْدَ الْأُمَرَاءِ وَالْخُلَفَاءِ، وكان قليل5 الحديث) 6.

_ 1 وكذا قال ابن حجر، وزاد: ثقة شريف. أخرج له أبو داود في المراسيل والترمذي والنسائي. (أنظر: تقريب التهذيب 183) . 2 تهذيب التهذيب 5/339. 3 وفي طبقات خليفة 255: يضع (شمغ) بدل (سُمَيّ) . 4 صدوق، مات سنة سبع وتسعين وله بضع وخمسون سنة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/319، وتقريب التهذيب 69) . 5 وقال ابن حجر: "ثقة أخرج له البخاري في الأدب، وبقية الجماعة". (انظر: تقريب التهذيب 22) . 6 تهذيب التهذيب 1/154. ويحذف (وكان يسمى ... الحجازة) . والتحفة اللطيفة للسخاوي 1/139مع شيء من التقدم والتأخير، وباختصار يسير. (وانظر: البرصان والعرجان للجاحظ 199.)

فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: عِمران، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَمرو بْنِ أَبِي سَلَمَة بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ. وَيَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَصَالِحًا، وَسُلَيْمَانَ، وَيُونُسَ، وَدَاوُدَ، واليَسَع، وَشُعَيْبًا، وَهَارُونَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَأُمَّ أَبَانَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ يَعْقُوبَ بِنْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ وَأُمُّهَا لُبَانة بنت العباس بن عبد المطلب، وعيسى ابن إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَمُوسَى، وَيُوسُفَ، وَنُوحًا، وَإِسْحَاقَ، لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. وَإِسْمَاعِيلُ الْأَكْبَرُ، وَأُمُّ أَبِيهَا تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ، وأم كلثوم [146/أ] بِنْتَ إِبْرَاهِيمَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، وَأُمُّهَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَقَدْ رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ1، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزَّناد2، قَالَ: "حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ3 وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ تِلْكَ السَّنَةَ، فَوَافَاهُ بِمَكَّةَ فَجَلَسَ لِهِشَامٍ عَلَى الْحَجَرِ، فَطَافَ هِشَامٌ بِالْبَيْتِ فلمَّا مرَّ بِإِبْرَاهِيمَ صَاحَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ أنشُدك اللَّهَ فِي ظَلَامَتِي قَالَ: وَمَا ظلامتك؟ قال:

_ 1 هو محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، مولاهم المدني القاضي، نزيل بغداد وهو الشيخ الأول لمؤلف هذا الكتاب من حيث كثرة مروياته عنه، وكان إماماً في المغازي والسير، إلا أنهم تكلموا فيه وضعفوه في الحديث، وقال ابن حجر: متروك مع سعة علمه، ووثقة البعض. مات سنة سبع ومائتين. وأخرج له ابن ماجه. (انظر تاريخ بغداد 3/3. وتهذيب التهذيب 9/363) . 2 هو عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني، مولى قريش. صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد. وكان فقيهاً، وولى خراج المدينة. مات سنة أربع وسبعين ومائة وله أربع وسبعون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 201-202) . 3 هو هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، الخليفة الأموي، أبو الوليد ولد سنة نيف وسبعين: وكانت خلافته من سنة خمس ومائة إلى سنة خمس وعشرين ومائة. (انظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة 2/104. وتاريخ الخلفاء للسيوطي247) .

دَارِي مَقْبُوضَةٌ. قَالَ: فَأَيْنَ كُنْتَ عَنْ أَمِيرِ [الْمُؤْمِنِينَ] 1 عَبْدِ الْمَلِكِ2؟ قَالَ: ظَلَمَنِي وَاللَّهِ. قَالَ: فَأَيْنَ كُنْتَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ3؟ قال: ظلمني والله. قال: فأين كنت عن سُلَيْمَانَ4؟ قَالَ: ظَلَمَنِي وَاللَّهِ. قَالَ: فَأَيْنَ كُنْتَ عَنْ عُمَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ ردَّها عليَّ، فلمَّا وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ5 قَبَضَهَا، وَهِيَ الْيَوْمَ فِي يَدِي وُكَلَائِكَ ظُلْمًا. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِيكَ ضَرْبٌ لَأَوْجَعْتُكَ. قَالَ: فيَّ وَاللَّهِ ضَرْبٌ للسوط والسيف. قال: فَمَضَى هِشَامٌ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ دَعَا الْأَبْرَشَ الْكَلْبِيَّ6، وَكَانَ خَاصًا بِهِ، فَقَالَ: يَا أَبْرَشُ كَيْفَ تَرَى هَذَا اللِّسَانَ؟ هَذَا لِسَانُ قُرَيْشٍ لَا لِسَانُ كَلْبٍ، إِنَّ قُرَيْشًا لَا تَزَالُ فِيهِمْ بقيَّة، ما كان فيهم مثل هذا"7.

_ 1 التكملة يقتضيها السياق. 2 هو عبد الملك بن مروان بن الحكم الخليفة الأموي، أبو الوليد، ولد سنة ست وعشرين، وكانت خلاقته من سنة خمس وستين إلى سنة ست وثمانين، وله اثنتان وستون سنة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 355 وتاريخ الخلفاء للسيوطي 214) . 3 هو الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الخليفة الأموي، أبو العباس. كانت خلافته من سنة ست وثمانين إلى سنة ست وتسعين، وله إحدى وخمسون سنة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 359وتاريخ الخلفاء للسيوطي 223) . 4 هو سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم. الخليفة الأموي (أبو أيوب) . كانت خلافته من سنة ست وتسعين إلى سنة تسع وتسعين، وقيل: إلى سنة ثمان وتسعين وله خمس وأربعون سنة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 360 وتاريخ الخلفاء للسيوطي 225) . 5 هو يزيد بن عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، أبو خالد الدمشقي ولد سنة إحدى وسبعين، وولى الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة وتوفي سنة خمس ومائة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 364 وتاريخ الخلفاء للسيوطي 246) . 6هو سعيد بن بكر بن عبد قيس بن الوليد من كلب، وزير هشام بن عبد الملك. كان هشام إذا أراد شيئاً أمر الأبرش الكلبي. (انظر: جمهرة أنساب العرب 458، والكامل في التاريخ لابن الأثير 5/278) . 7 أورد الطبري في تاريخه 7/36 –هذا الخبر بكامله وبلفظ مقارب، عن الواقدي.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي عُبيدة بن محمد بْنِ عَمَّار بْنِ يَاسِرٍ1، قَالَ: "جَاءَ كِتَابُ هشام بن عبد الملك [146/ب] إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ2 وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، أَنْ تَحُطَّ فَرْضَ آلِ صُهَيْب بْنِ سِنَانٍ3 إِلَى فَرْضِ الْمَوَالِي. فَفَزِعُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَهُوَ عَرِيفُ بَنِي تَيْم وَرَأْسُهَا، فَقَالَ: سَأَجْهَدُ فِي ذَلِكَ وَلَا أَتْرُكُ. فَتَشَكَّرُوا لَهُ، وَجَزَوْهُ خَيْرًا. قَالَ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ يَرْكَبُ كُلَّ سَبْتٍ إلى قباء4. قال: فجلس إبراهيم ابن مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَلَى بَابِ دَارِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ5 بالبَلاط6 وَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ، فَنَهَضَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَأَخَذَ بمعرَفَة7 دَابَّتِهِ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأمير، حلفاء ولد

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 348. 2 قتله الوليد بن يزيد سن خمس وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 362، وجمهرة أنساب العرب 148) . 3هو الصحابي الجليل صهيب الرومي من السابقين الأولين توفي سنة ثمان وثلاثين. (انظر: المعارف لابن قتيبة 264، والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر 2/726، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 2/195) . 4 وفعله هذا سنَّة إذ كان صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكباً. هذا حديث متفق عليه، فقد أخرجه البخاري في صحيحه 2/146 في فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة. باب 4،3،2.ومسلم في صحيحه 2/1017في آخر الحج، حديث 1399. أخرجاه من حديث ابن عمر من طرق مختلفة، وبألفاظ متقاربة. 5 الزهري المدني القاضي، ابن أخي عبد الرحمن يلقب طلحة الندى ثقة مكثر فقيه مات سنة سبع وتسعين وهو ابن اثنين وسبعين. (انظر: تقريب التهذيب 157) . 6 البلاط: يروى بفتح الموحدة وكسرها، موضع بالمدينة بين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين سوق المدينة، مبلط بالحجارة، كان يشغل منطقة لا بأس بها حول مسجد النبوي. (انظر: مراصد الإطلاع 1/215، وخلاصة وفاء الوفا للسمهودي 172) . 7 معرَفَة الدابة: موضع منبت شعر عنقها. (انظر: المعجم الوسيط 2/595، مادة عَرَفَ) .

صُهَيْب وَصُهَيْبٌ مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْمَكَانِ الَّذِي هُوَ به. قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ جَاءَ كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِمْ، وَاللَّهِ لَوْ جَاءَكَ لَمْ تَجِدْ بُدًّا مِنْ إِنْفَاذِهِ. قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُحْسِنَ فَعَلْتَ وَمَا يَرُدُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَوْلَكَ، وَإِنَّكَ لَوَالِدٌ فَافْعَلْ فِي ذَلِكَ مَا يُعْرَفُ. فقال: مالك عندي إلا ما قلت لك. فقال إبراهيم بن محمد: واحدة أقولها لك وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْم1 دِرْهَمًا حَتَّى يَأْخُذَ آلُ صُهَيْبٍ قَالَ: فَأَجَابَهُ وَاللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ إِلَى مَا أَرَادَ، وَانْصَرَفَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ2 وَهُوَ مَعَهُ، فَقَالَ: لَا يَزَالُ فِي قُرَيْشٍ عِزٌّ مَا بَقِيَ هَذَا، فَإِذَا مَاتَ هذا ذَلَّت قريش". قال: وأخبرنا محمد [147/أ] بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: "أُمِرَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالْعَطَاءِ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمْ يُتِمَّ مِنَ الْفَيْءِ3. فَأَمَرَ هِشَامٌ أَنْ يُتِمَّ مِنْ صَدَقَاتِ الْيَمَامَةِ4، فحُمل إِلَيْهِمْ وَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا نَأْخُذُ عَطَاءَنَا مِنْ صَدَقَاتِ النَّاسِ وَأَوْسَاخِهِمْ حَتَّى نَأْخُذَهُ مِنَ الْفَيْءِ. وَقَدِمَتِ الْإِبِلُ تَحْمِلُ ذَلِكَ المال فخرج

_ 1 بنو تيم: هنا عشيرة من قريش. ينسب إليها عدد كبير من الصحابة والتابعين والنسبة إليهم تيميّ. (انظر: اللباب لابن الأثير 1/233) . 2 ابن ياسر الراوي. كان إخبارياً عالماً بالنسب قتله وقتل أباه المختار. (انظر: تاريخ الطبري 2/459،476. وجمهرة أنساب العرب 406) . 3 الفيء: ما دخل بيت مال المسلمين من الجزية، التي تفرض على رقاب غير المسلمين، ومن الغنيمة التي تؤخذ من المحاربين صلحاً أو قسراً، وغالباً ما تكون في الأرضين أوالعقار. (انظر: الخراج لابن يوسف 25. والخراج ليحيى بن آدم 17. والخراج والنظم المالية للريس 112) . 4 اليمامة: اسم بلد في شبه الجزيرة العربية تبعد عن البحرين مسيرة عشرة أيام وكانت تدعى جوا. ومنها خرج مسيلمة الكذاب، فتحت سنة اثنتي عشرة في أيام الصديق رضي الله عنه. (انظر: فتوح البلدان للبلاذري 119، ومعجم البلدان 5/441، وتقويم البلدان لأبي الفداء 96-97) .

إِبْرَاهِيمُ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلُوا يَرُدُّونَ الْإِبِلَ، وَيَضْرِبُونَ وُجُوهَهَا بِأَكِمَّتِهِمْ 1، وَاللَّهِ لَا نُدْخِلُهَا وَفِيهَا دِرْهَمٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَرَدَّتِ الْإِبِلُ. وَبَلَغَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ أَنْ تُصْرَفَ عَنْهُمُ الصَّدَقَةُ، وَأَنْ يُحْمَلَ إِلَيْهِمْ تَمَامُ عَطَائِهِمْ مِنَ الْفَيْءِ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ2، قَالَ: "حَضَرْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَمَاتَ بِمِنًي3، أَوْ لَيْلَةَ جَمْع4، فَدُفِنَ أَسْفَلَ الْعَقَبَةِ5، وَهُوَ مُحْرِمٌ6، فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ وَرَأْسَهُ مَكْشُوفًا، فَسَأَلْتُ، فَقَالُوا: [هُوَ] 7 أَمَرَ بِذَلِكَ، فَمَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ8، وَأَنَا أَنْظُرُ، فخمَّر

_ 1 الأكمة: جمع كِم –بكسر الكاف- والكِم: وعاء الطلع وغطاء النور، أي هو الغلاف الذي يغلف أزهار النخيل بعد تحولها إلى حبات الطلع. (انظر: لسان العرب لابن منظور 5/430، وتارج العروس 9/50، مادة كَمَمَ) وقد يصل طول هذا الغلاف إلى متر واحد، وربما أراد بأكمامهم جمع كم –بضم الكاف- بدل الأكمة. 2 ستأتي ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب رقم 350. 3 منى: بكسر الميم. سميت بذلك لما يمنى بها من الدماء. وهي البقعة التي ينزل فيها الحاج أيام العيد. (انظر: المناسك للحربي 505 ومعجم البلدان 5/198) . وتقع داخل حدود الحرام يحدها شرقاً وادي محسر وغرباً مكة المكرمة –حيث وصل البناء إليها حالياً-، ويحصرها جنوباً وشمالاً سلسلتان جبليتان وتبعد عن المسجد الحرام شرقاً 6كم. 4 ليلة جمع: هي تلك الليلة التي ينزل فيها الحاج من عرفات، ويبيتها في مزدلفة وجمع –بفتح الجيم- اسم مزدلفة، وسميت بها، لأنها يجمع فيها بين المغرب والعشاء. (انظر: مراصد الإطلاع 1/346) . 5 العقبة: هي جزء من منى، تقع بالجانب الغربي منها، على مشارف مكة وفيها بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار. 6 وذكر السخاوي أنه توفي بالمدينة. (انظر: التحفة اللطيفة 1/139) . 7 التكملة يقتضيها السياق. 8 ستأتي ترجمته رقم 21.

وَجْهَهُ وَرَأْسَهُ، كَمَا فَعَلَ بِأَبِيهِ ومرَّ بِهِ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ1؛ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ كَمَا فَعَلَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ2، فَدُفِنَ عَلَى ذَلِكَ"3. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُريج4، عَنِ الزُهري5، قال: "مات عبد الله [147/ب] بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَسُئِلَ عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَمَرَ أَنْ لَا يُخَمَّرَ رأسه". 3- مُحَمَّدُ بنُ إبراهيمَ ابن الْحَارِثِ بْنِ خَالِدِ بْنِ صخْر بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة وَأُمُّهُ حَفْصَةُ بِنْتُ أَبِي يَحْيَى وَاسْمُهُ عُمير6، وَكَانَ مِنْ قُدَمَاءِ مَوَالِي بَنِي تَيْمٍ، وَلَهُمْ عَدَدٌ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْتَمُوا إِلَيْهِمْ حَدِيثًا من الزمان.

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 96. 2 هو الوليد بن الوليد بن مغيرة المخزومي، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله وهو أخو خالد بن الوليد، صحابي جليل، توفي ببئر أبي عتبة على بعد ميل من المدينة. (انظر: طبقات ابن سعد 4/131، والاستعياب 3/1000، 4/1558 والإصابة 2/380،3/639) . 3 وكانت وفاته سنة عشر ومائة وله أربع وسبعون سنة. (انظر: البرصان والعرجان للجاحظ 137. وتقريب التهذيب 22. والتحفة اللطيفة 1/139) . 4 هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل، مات سنة خمسين ومائة، أو بعدها وقد جاوز السبعين وقيل: جاوز المائة، ولم يثبت. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: جامع التحصيل للعلائي 280. وتقريب التهذيب 219) . 5 ستأتي ترجمة الزهري رقم 70. 6 في طببقات الخليفة 256: (عمرو) بدل (عمير) .

فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، مُوسَى بْنَ مُحَمَّدٍ1، وَكَانَ فَقِيهًا مُحْدِثًا وَإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي يَحْيَى. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ2، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [إِبْرَاهِيمِ] 3 بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنَ عُمَرَ يَأْخُذَانِ بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ يَنْصَرِفَانِ"4. قَالَ: "مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ جَدُّهُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ". تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ بالمدينة في آخر خلافة هشام ابن عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثِقَةً5 كثير الحديث"6. 4- يَزِيدُ بنُ طَلْحَةَ ابن يَزِيدَ بْنِ رُكانة بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هشام بن المطلب بن عبد مناف [148/أ] بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلة بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيج بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ7. وَتُوُفِّيَ فِي الْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ

_ 1 ستأتي ترجمة موسى رقم 324. وهو متروك. 2 هو الواقدي، متروك تقدم. 3 التكملة من خلال هذه الترجمة. 4 هذه الرواية واهية الإسناد، لوجود موسى بن محمد، والواقدي في إسنادها. 5 ووثقه النقاد. وأخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/184، وتذكرة الحفاظ 1/124. وميزان الاعتدال 3/445. وتهذيب التهذيب 9/5. وتقريب التهذيب 288) . 6 تهذيب التهذيب 9/5. ويحذف (وكان جده ... الأولين) ويحذف أيضا (بالمدينة ... عبد الملك) . 7 وفي طبقات خليفة 240: (أمه بنت مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضّلة بن عدي بن كعب) .

عَبْدِ الْمَلِكِ1. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2. وَأَخُوهُ: 5- مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ ابن يَزِيدَ بْنِ رُكانة بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ. وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلة بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَوِيج بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ3. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَفَاخِتَةَ. وَأُمُّهُمُ الْفَاضِلَةُ بِنْتُ الفُضَيْل بْنِ رُكانة بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ المطلب بن عبد مناف. وعلياً بْنَ مُحَمَّدٍ، وسَلاَمَةَ وَأُمُّهُمَا كَلُوكَة بِنْتُ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَهْضَب بْنِ صَعْب. وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ4. "وَكَانَ قليل5 الحديث"6.

_ 1 وكذا قال الخليفة في تاريخه 338. وأرخها في طبقاته 240. سنة ست أو سبع ومائة. انتهى وكانت خلافة هشام بن عبد الملك سنة خمس ومائة. 2 وذكره البخاري وابن أبي حاتم، وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/343. والجرح والتعديل 4/2/273) . 3 في طبقات خليفة 240: أورد أمه كما أوردها في أم أخيه يزيد قبله. 4 وقال خليفة: توفي في أول خلافة هشام، وزاد ابن حبان سنة إحدى عشرة ومائة"، انتهى. وكانت خليفة: هشام من سنة خمس ومائة إلى سنة خمس وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 338. تهذيب التهذيب 9/239) . 5 وقال ابن حجر: "ثقة. أخرج له علي في مسنده، وابن ماجه". (انظر: تقريب التهذيب 303) . 6 تهذيب التهذيب 9/239.

6 أبو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ الله ابن زَمْعة بن الأسود بن المُطَّلب بن أسد بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصيّ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَة بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ، وأمها [148/ب] أم سَلمة بنت أبي أميَّة بن المغيرة زَوْجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. فَوَلَدَ أَبُو عُبيدة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدَ اللَّهِ وَهُوَ رُكيح1 وَزَيْنَبَ، وَهِنْدَ2 تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فأولدها محمداً وإبراهيم وموسى بني عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمُّهُ الوهَّاب بِنْتُ أَبِي عُبيدة، وأمهم قَرِيبة بنت يزيد بن الْأَكْبَرِ بْنِ وهبْ بْنِ زَمْعَة. وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وعُبيد اللَّهِ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ عُمَرَ بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وكان قليل الحديث3. وأخوه: 7- وَهْبُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ المُطَّلب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قصي. وأمه زينب بنت أبي سَلَمَة بن عبد الأسد المخزومي.

_ 1 رُكيح هكذا أورده بن بكار بضم الراء وفتح الكاف، وآخره حاء المهملة. وأورده ابن حزم: (رُكيخ) بخاء معجمة في آخره. وأورده ابن حجر (زكيح) في أوله زاي وآخره حاء المهملة. (انظر: جمهرة نسب قريش 505. وجمهرة أنساب العرب 119. وتهذيب التهذيب 12/159) . 2 في الأصل (زينب) . واالتصويب من ترجمة عبد الله بن الحسن بن الحسن رقم 138. وجمهرة أنساب العرب 119. 3 قال ابن حجر: "مقبول من الثالثة". (انظر: تقريب التهذيب 416) .

فَوَلَدَ وهْب بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وكَلْثَم. وَأُمُّهَا خَبيَّة بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ قُنْفُذ بْنِ عُمَيْر بْنِ جُدعان بْنِ عَمرو التَّيْمِيِّ. قُتِلَ وَهْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ الحرَّة1 فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ2. فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ3. وَأَخُوهُمَا: 8- يَزِيْدُ [149/أ] ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ المُطَّلب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قصي. وأمه زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد الْمَخْزُومِيِّ. فَوَلَدَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: يَزِيدَ بن يَزِيدَ لِأُمِّ وَلَدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَون،4 عَنْ أَبِيهِ5، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي الزناد، عن أبيه6، قال: وحدثني

_ 1 يوم الحرَّة: يوم مشهور بوقعته أيام يزيد بن معاوية، برئاسة مسلم بن عقبة المُرَّي، سنة ثلاث وستين، وهذه الحرة هي حرة واقم إحدى حرتي المدينة المنورة، وهي تعرف اليوم بالحرة الشرقية. (انظر تاريخ خليفة 236، ومعجم البلدان 2/249) . 2 مقبول من الثالثة. وقيل هو عبد الله بن وهب بن زمعة، أخرج له ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 372) . 3 هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. أبو خالد، الخليفة الأموي، ولد سنة خمس أو ست وعشرين وكانت خلافته من سنة ستين إلى سنة أربع وستين. (انظر: المعارف لابن قتيبة 351. وتاريخ الخلفاء للسيوطي 205) . 4 هو شرحبيل بن أبي عون مولى أم بكر بنت المسور بن مخرمة. روى عن أبيه والواقدي. وقد أخرج له الشافعي في مسنده. (انظر تعجيل المنفعة 119) . 5 أبو عون: رأى ابن الزبير وروى عنه، وعن المسور بن مخرمة. وعنه ابنه شرحبيل وعبد الله بن جعفر المخزومي. وقد أخرج له الشافعي في مسنده. (انظر: تعجيل المنفعة 334) . 6 ستأتي ترجمته رقم 224.

مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ1، عَنْ عَمِّهِ2. قَالُوا: "لمَّا دَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقبة3 الْمَدِينَةَ وَأَنْهَبَهَا، وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ، دَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ فَكَانَتْ بَنُو أميَّة أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ. ثُمَّ دَعَا بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى -وَكَانَ عَلَيْهِمْ حَنِقًا4- إِلَى قَصْرِهِ، فَقَالَ: تُبَايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ يَزِيدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلِمَنِ اسْتَخْلَفَ بَعْدَهُ عَلَى أَنَّ أَمْوَالَكُمَ وَأَنْفُسَكُمْ خَوَل5 لَهُ يَقْضِي فِيهَا مَا شَاءَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاصَّةً. بَايِعْ عَلَى أَنَّكَ عَبْدُ الْعَصَا فَقَالَ: يَزِيدُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّمَا نَحْنُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَنَا مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْنَا مَا عَلَيْهِمْ أُبَايِعُ لِابْنِ عَمِّي وَخَلِيفَتِي وَإِمَامِي عَلَى مَا يُبَايِعُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانِي دَمَكَ، وَاللَّهِ لَا أُقِيْلَكَها6 أبداً، لَعْمري إنك لَطَّعَان وأصحابك على خلفائك، فقدمه فضرب عنقه"7.

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 354. 2 عمه هو يزيد صاحب الترجمة. 3 هو مسلم بن عقبة المري صاحب موقعة الحرة بالمدينة، وهو الذي أباح المدينة ثلاثة أيام. توفي سنة أربع وستين، لا رحمه الله ولعنه. (انظر: تاريخ خليفة 254-255، والمعارف لابن قتيبة 351. ووفيات الأعيان لابن خلكان 6/276) . 4 حنقاً: بفتح الحاء وكسر النون، أي شديد الغيظ. (انظر: مختار الصحاح 159، والمعجم الوسيط 1/203 مادة حَنِقَ) . 5 خول: بفتح الخاء المعجمة والواو. أي ملك. (انظر: مقاييس اللغة 2/230 مادة خَوَلَ) . 6 أُقِيلَكَها: يقال: قال الله فلاناً عثرته إذا صفح عنه وترك عقوبته. والمراد هنا: أنه لن يصفح عنه. (انظر: تهذيب اللغة 9/307) . 7 وأورد كل من خليفة، وابن بكار، والطبري، الرواية الخاصة بيزيد باختصار وبألفاظ مقاربة وكان ذلك سنةى ثلاث وستين. (انظر: تاريخ خليفة 238-239، وجمهرة نسب قريش 474. وتاريخ الطبري 5/491-492) .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بن عثمان1، عن [149/ب] جعفر بن خاوجة22، قَالَ: "خَرَجَ مُسَرِّف3 مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ، وَتَبِعَهُ أُمُّ وَلَدٍ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَة تَسِيرُ وَرَاءَ الْعَسْكَرِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةَ، وَمَاتَ مُسَرِّف فَدُفِنَ بِثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ4، وَجَاءَهَا الْخَبَرُ فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ فَنَبَشَتْهُ ثُمَّ صَلَبَتْهُ عَلَى ثنية المشلل"5 6. 9- عَبْدُ الله بنُ7 وَهْبِ ابن زَمْعَة بن الأسود بن المطلب بن أسد بْنِ عَبْدِ العُزَّي بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَأُمُّهَا فاخِتةَ بِنْتُ حرب بن أمية.

_ 1 ستأتي ترجمة الضحاك رقم 325. 2 لعله جعفر بن خارجة الذي سمع أنساً وروى عنه المغيرة بن عبد الرحمن. وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/189، والجرح التعديل 1/1/477) . 3 مسرف: لقب مسلم بن عقبة. أصلها من (السَرَف) بفتح المهملة والراء. وهي الغفلة والفساد الحاصل من جهة غلظ القلب وقسوته، والجرأة على المعصية والانبعاث للشهوة. ويبدو أنه لقب بهذا لجمعه هذه الصفات الذميمة وزيادة. (انظر: جمهرة نسب قريش 474، وتاج العروس 6/138، مادة: سَرَف) . 4 ثنية المشلل: بضم الميم وفتح المعجمة واللام المشددة – جبل قريب من قُدَيد بين مكة والمدينة يبعد عن مكة خمسة وثمانين ميلاً، من ناحية الشمال الغربي. (انظر: المناسك للحربي 468، ومراصد الإطلاع 3/1277. ومعجم البلدان 5/136) . 5 أوردها الزبير بن بكار في جمهرة نسب قريش 474. بألفاظ مقاربة، ويحذف الإسناد. 6 لم أعثر على ترجمة ليزيد بن عبد الله بن زمعة. 7 هو عبد الله الأكبر. (انظر: نسب قريش لمصعب 228. وجمهرة نسب قريش 507) .

فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ: يَزِيدَ. وَأُمُّهُ تَمِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُذَيْمَة بْنِ أَعْيَا بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ فِراس بْنِ غَنْم بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ1 2. 10- عَبَّادُ بنُ عْبِد الله ابن الزبير بن العوَّام بن خُوَيْلِد بن أسد بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ بِنْتُ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّان بْنِ سَيَّار بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرِ بْنِ عُقَيل بْنِ هِلَالِ بْنِ سُمَيّ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزَارَةَ3. فَوَلَدَ عبَّاد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدًا، وَصَالِحًا. وَأُمُّهُمَا أُمُّ شَيْبَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِد. وَيَحْيَى بْنَ عبَّاد. وَأُمُّهُ عائشة بنت عبد الرحمن بن [150/أ] الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام. (وَكَانَ ثِقَةً4 كَثِيرَ الْحَدِيثِ) 5.

_ 1 وفي نسب قريش 228: (وأمه بنت الحارث بن عامر بن ربيعة، من بني فِراس) . وفي جمهرة نسب قريش 507-509: (وأمه بنت الحارث بن عامر بن ربيعة، جِذْل الطِعان) ، وفي التعليق –في الكتاب السابق-: (ربيعة ليس هو جِذْل الطِعان إنما هو: علقمة جِذْل الطِعان بن فِراس بن غَنْم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة) . 2 وعبد الله الأكبر بن وهب صاحب هذه الترجمة ذكره ابن حجر في الصحابة، وأنه أسلم يوم الفتح وقُتل مع عثمان يوم الدار -سنة خمس وثلاثين- وليس بتابعي. إنما عبد الله الأصغر بن وهب هو التابعي، وكان ثقة. وقال السخاوي: (الأصح أنه لا صحبة له) انظر: الإصابة 2/381،وتقريب التهذيب/193،والتحفة اللطيفة 2/434. 3 وفي طبقات الخليفة 256: (شَمْخ) بدل (سميّ) . وفي جمهرة أنساب العرب 258: (سمي) كما في الأصل هنا. 4 ووثقه النسائي، والدارقطني، والعجلي، وابن حجر. وأخرج له الجماعة. قال الزبير بن بكار: وكان عظيم القدر عند أبيه، وكان على قضائه بمكة، وكان أصدق الناس لهجة. (انظر: جمهرة نسب قريش 70، وتهذيب التهذيب 5/98. وتقريب التهذيب 163. والتحفة اللطيفة 2/284) . 5 تهذيب التهذيب 5/98، والتحفة اللطيفة 2/284.

11- خُبَيْبُ بنُ عبدِ الله ابن الزبير بن العوَّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزَّى وأمه بنت منظور ابن زَبَّان بْنِ سَيَّارٍ الْفَزَارِيِّ وَكَانَ عَالِمًا فَبَلَغَ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْهُ أَحَادِيثُ كَرِهَهَا، فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنْ يَضْرِبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ، فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَصَبَ عَلَيْهِ قِرْبَةً مِنْ مَاءٍ بَارِدٍ بُيِّتت بِاللَّيْلِ فَمَكَثَ أَيَّامًا ثُمَّ1 مَاتَ2. 12- حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام. وَأُمُّهُ بِنْتُ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّان الفَزَاري. فَوَلَدَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عمارة به كان يكنى، دَرَجَ3. وعبَّاد بن حمزة، وأمهما هند بنت قُطْبَة بن هَرِم بن قُطْبَة بْنِ سيَّار بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرِ بْنِ عُقَيْل بْنِ هِلَالِ بْنِ سُمَيْ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزَارَة. وَأَبَا بَكْرِ بْنَ حَمْزَةَ، وَيَحْيَى. وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْقَاسِمِ4 بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهَا أُمُّ كلثوم

_ 1 أوردها كل من الطبري وابن كثير مع اختلاف يسير في الألفاظ، وذكرا أن عامل الوليد عمر بن عبد العزيز. ووضعا (خمسين) بدل (مائة) و (يوما) بدل " أيام" انتهى. تلك كانت كبوة عمر بن عبد العزيز في خُبيب، لكنه ندم عليها، وكان إذا بشر بشيء من أمر الآخرة يقول: وكيف خُبيب لي بالطريق ثم يصيح صياح المرأة الثكلى. (انظر: تأريخ الطبري 5/344، 6/482، والبداية والنهاية لابن كثير 9/87) . 2 وقال ابن حجر: ثقة عابد، أخرج له النسائي، مات سنة ثلاث وتسعين. وكذا أرخ خليفة وفاته. (انظر: تاريخ خليفة 306. وتقريب التهذيب 92) . 3 دَرَجَ: -بفتح الدال والراء والجيم- مات ولا عقب له. ومنه درجت الثوب إذا طويته. كأنه لما مات ولم يخلف عقباً طوى طريق النسل والبقاء. (انظر: تاج العروس 2/39 مادة: دَرَجَ) . 4 وفي جمهرة نسب قريش 60: يضع (فاطمة) بدل (أم القاسم) وكذا في جمهرة أنساب العرب 132.

بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، وأمها فاطمة بنت [150/ب] رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَمْزَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْخَطَّابِ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكِ بن أنس بن رافع بن امريء الْقَيْسِ بْنِ زَيْدٍ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَنْصَارِ. وَعَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ حَمْزَةَ، وَهَاشِمًا، وَعَامِرًا، وَإِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدَ الْحَمِيدِ، وَأَمَةَ الْجَبَّارِ، وَأَمَةَ الْمَلِكِ، وَأُمَّ حَبِيبٍ، وَصَالَحَةَ. وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. (وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ ولَّى ابْنَةُ حَمْزَةَ الْبَصْرَةَ ثُمَّ1 عَزَلَهُ2. وَقَدْ رُوِي عَنْ حَمْزَةَ3 وَرُوِيَ عَنِ ابْنَيْهِ: عَبَّادٍ4، وهَاشِمٍ5. وَكَانَ هَاشِمٌ من العبَّاد. 13- ثابت بن عبد الله ابن الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام بْنِ خُوَيْلِد. وَأُمُّهُ بِنْتُ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّان الفَزَاري فَوَلَدَ ثَابِتٌ: نَافِعًا وَمُصْعَبًا وَخُبَيْبًا وبُكَيْرَة وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شتىَّ

_ 1 وكانت توليته لحمزة سنة سبع وستين. وعزله سنة ثمان وستين. (انظر: تاريخ الطبري 6/117-118. والكامل في التاريخ لابن الأثير 4/278-281) . 2 تعجيل المنفعة 71. والتحفة اللطيفة 1/530. 3 روى عن عائشة. وعنه جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري، سكت عنه ابن أبي حاتم ووثقه ابن حبان. وأثنى عليه الزبير بن بكار ووصفه بالشهامة والجود. وقد أخرج له الإمام أحمد في مسنده. (انظر: الجرح والتعديل 1/2/212، وجمهرة نسب قريش 48،39، وتعجيل المنفعة71، والتحفة اللطيفة 1/530) . 4 قال ابن حجر: عبَّاد بن حمزة ثقة من الثالثة. أخرج له البخاري في الأدب، ومسلم، والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 163) . 5 وكان هاشم من القراء، ومن رجال آل الزبير وذوي هيئاتهم، وكان من أوصى منهم عهد إليه. فيقوم في ذلك بالأمانة والكفاية. (انظر: نسب قريش 241. وجمهرة نسب قريش 59) .

وَسَعْدًا. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهَا صُفَيَّا بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَحُكَيْمَةَ1، ورُقَيْقَة بِنْتِي ثَابِتٍ. وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصديق2. 14- أبو بكر بن عبد الله [151/أ] ابن الزبير بن العوَّام بن خُوَيْلِد بن أسد. وَأُمُّهُ رَيْطة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أَمَةُ الرَّحْمَنِ بِنْتُ الجَعْد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَاعِزِ بْنِ مُجَالِدِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ البكَّاء بن عامر وقد رُوي عنه أيضاً3.

_ 1 في جمهرة نسب قريش 81: يضع (حكمة) بدل (حكيمة) . ويضيف (كان يكنى أبا حكمة، وكان أبوه يكنيه أبا حكيمة) . 2 ذكر السخاوي ثابت بن عبد الله، وسكت عنه، وتوفي وهو ابن سبع أوثمان وسبعين سنة. (انظر: نسب قريش 240، وجمهرة نسب قريش 90، والتحفة اللطيفة 1/393) . 3 روى عن جده وجدته أسماء بنت أبي بكر، أو سُعدى بنت عوف المُرَّية – بالشك- وروى عنه عثمان بن حكيم الأنصاري، وابن أبي خيرة، وكان مستوراً، وقد أخرج له ابن ماجه. ومات شاباً. (انظر: تهذيب التهذيب 12/26. وتقريب التهذيب 395) .

15- هَاشِمُ بنُ عَبْدِ الله ابن الزُبَير بْنِ العوَّام. وَأُمُّهُ أُمُّ هَاشِمٍ وَاسْمُهَا رَخْلة1 بنت منظور ابن زَبَّان الْفَزَارِيِّ كَانَ هَاشِمٌ أَحَدَ فُرْسَانِ أَبِيهِ. وَكَانَ مِنَ الْمَعْدُودِينَ2. 16- عامِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام بْنِ خُوَيْلِدٍ. وَأُمُّهُ حَنْتَمة بنت عبد الرحمن بن الحارث ابن هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ. فَوَلَدَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَتِيقًا، وَعَبْدَ اللَّهِ لَا بَقِيَّةُ لَهُ، وَالْحَارِثَ دَرَجَ وَعَائِشَةَ وَأُمَّ عُثْمَانَ الْكُبْرَى، وَأُمَّ عُثْمَانَ الصُّغْرَى. وَأُمُّهُمْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام بْنِ خُوَيْلِدٍ وَكَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ، (وَكَانَ عَابِدًا فَاضِلًا) 3. مَاتَ قَبْلَ مَوْتِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، وَمَاتَ هشام سنة أربع وعشرين ومائة4.

_ 1 وفي جمهرة نسب قريش 232، يضع (زجلة) بالزاي المفتوحة وسكون الجيم بدل (رخلة) بالراء المفتوحة وسكون المعجمة. 2 وذكره كل من البخاري وابن أبي حاتم، وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/235. والجرح والتعديل 4/2/104) . 3 تهذيب التهذيب 5/74. 4 بل مات هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين ومائة، وقد تقدم. أما عامر بن عبد الله فقد مات سنة إحدى وعشرين ومائة. وقيل: سنة اثنتين وعشرين وقيل: سنة أربع وعشرين ومائة بالشام. (انظر: تاريخ خليفة 352-356، والكامل في التاريخ 5/241) .

أخبرنا [151/ب] مَعْنُ بْنُ عِيسَى1 قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ2، قَالَ: "كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ3، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِرَادَةَ الطُّهْرِ". أَخْبَرَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: "رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُوَاصِلُ يَوْمَ سَبْعَ عَشْرَةَ ثُمَّ يُمْسِي فَلَا يَذُوقَ شَيْئًا حَتَّى الْقَابِلَةَ، يَوْمَيْنِ وَلَيْلَةً"4. أَخْبَرَنَا مَعْنٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: رَأَيْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يرفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله بن جعفر5 قال: حدثنا

_ 1 هو معن بن عيسى بن يحيى بن دينار الأشجعي مولاهم أبو يحيى المدني القزاز. ثقة ثبت. قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك وأوثقهم. وكان من شيوخ ابن سعد مات سنة ثمان وتسعين ومائة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/437. والجرح والتعديل 4/1/278، وتقريب التهذيب 344) . 2 ستأتي ترجمة مالك بن أنس رقم 372. 3 أوردها من: ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/74. والسخاوي في التحفة اللطيفة 2/277. عن مالك ويحذفان (طلعت شمسه) . 4 أوردها الفسوي بتفصيل أوسع، وأوردها كل من ابن حجر والسخاوي، ويحذفان (ثم ... القابلة) ، كلهم أوردوها من طريق مالك. (انظر: المعرفة والتاريخ 1/665-666. وتهذيب التهذيب 5/74. والتحفة اللطيفة 2/277) . 5 هو علي بن المديني البصري نزيل بغداد، حافظ جليل ولد سنة إحدى وستين ومائة، ثقة ثبت اشتهر بعلم الحديث وعلله، وبعلم الرجال، صاحب التصانيف عابوا عليه إجابته بخلق القرآن إلا أنه تاب، وصرح بأنه خاف على نفسه القتل، توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين. (انظر: طبقات الشافعية الكبرى 2/145. وتقريب التهذيب 447.وتاريخ التراث لسزكين 1/160) .

سُفْيَانُ1 قَالَ: "يَقُولُونَ إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اشْتَرى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بستَّ دِيَاتٍ"2 3. أَخْبَرَنَا مُصْعَبٌ4، عَنْ سُفْيَانَ: أَنَّهُ رَأَى عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُطيل الْوُقُوفَ عِنْدَ الْجِمَارِ5. "وَكَانَ ثِقَةً6 مَأْمُونًا عَابِدًا وَلَهُ أَحَادِيثُ يسيرة"7. 17- مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر ابن الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام بْنِ خُوَيْلِد، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: إِبْرَاهِيمَ، وَزَيْنَبَ، وأمهما أم ولد.

_ 1 هو سفيان بن عيينة ولد في الكوفة سنة سبع ومائة، ونشأ في مكة، ثقة حافظ مفسر فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بآخره، وكان ربما دلس عن الثقات مات سنة ثمان وتسعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 128، وتاريخ التراث لسزكين 1/139) . 2 أي أنه تصدق بديته ست مرات. (انظر: التحفة اللطيفة 2/277) . 3 أخرجها الفسوي، وأبو نعيم. وأوردها ابن بكار، والسخاوي. كلهم بألفاظ مقاربة، ومن طريق سفيان بن عيينة. ويضع أبو نعيم (بسبع) بدل (بست) . (انظر: جمهرة نسب قريش 227-228، والمعرفة والتاريخ 1/667، وحلية الأولياء 3/166، والتحفة اللطيفة 2/277) . 4 هو مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت، الزبيري، أبو عبد الله المدني سكن بغداد، اشتهر بعلم النسب، صدوق مات سنة ست وثلاثين ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 338) وله كتاب (نسب قريش) . 5 أوردها مصعب في نسب قريش 227، عن ابن عيينة بشكل أوسع. 6 وأجمع النقاد على توثيقه، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/325، ومشاهير علماء الأمصار 66، وتهذيب التهذيب 5/74، وتقريب التهذيب 161، والتحفة اللطيفة 2/277) . 7 تهذيب التهذيب 5/74، والتحفة اللطيفة 2/277، مع تقديم وتأخير. ويحذف (وله أحاديث يسيرة) .

وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ1 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا ابْنُ جُرَيْجْ وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ2. (وَكَانَ عَالِمًا وَلَهُ أَحَادِيثُ3) 4. 18- نُبَيْه بن وَهَب-[152/أ] ابن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصيّ5. وَأُمُّهُ سُعْدى بِنْتُ زَيْدِ بْنِ مُلَيص مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وأُسِر زَيْدُ بْنُ مُليص يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ. فَوَلَدَ نُبَيْه بْنُ وَهَبْ: وَهْبًا، وَعَبْدَ اللَّهِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَعَمْرًا، وَأُمَّ سَلَمَة وَأُمَّ جَمِيلٍ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. وَقَدْ رَوَى نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ6 عَنْ نُبيه بْنِ وَهْبٍ وَلَيْسَ نُبَيه بأسنَّ مِنْهُ. وَتُوُفِّيَ نُبَيه فِي فِتْنَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الملك7. (وكان 1 ستأتي ترجمته رقم 330. 2 ستأتي ترجمته رقم 327. 3 وقال ابن حجر: ثقة. مات سنة بضع عشر مائة، وقد أحرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 292) . 4 تهذيب التهذيب 9/93. 5 في طبقات خليفة 242. يضيف (ابن شيبة بن طلحة) قبل (ابن أبي طلحة) وفي تهذيب التهذيب 10/418: ورد نسبه كما أورده ابن سعد. 6 ستأتي ترجمة نافع رقم 52. 7 وهكذا أرخ خليفة وفاته، وكانت الفتنة سنة ست وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 368، وطبقاته 242) .

ثِقَةً1 قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَكَانَتْ أَحَادِيثُهُ حِسَانًا) 2. 19- عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ المِسْوَر ابن مْخَرَمَة بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبْ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَة. وَأُمُّهُ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ شُرَحْبيل بن حَسْنة الكِنْدي 34. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المَسْور: عَبْدَ اللَّهِ، وَمَيْمُونَةَ. وَأُمُّهُمَا بِنْتُ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُجَيْر بْنِ الهِزْم بْنِ رؤَيبة مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عامر. وأبا بكر ابن عَبْدِ الرَّحْمَنٍ وَكَانَ شَاعِرًا، وشُرَحْبيل، وَرَبِيعَةَ، وَجَعْفَرًا، لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. وَيُكَنَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبَا المِسْور. (وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بن عبد الملك. وكان قليل الحديث5) 6 [152/ب] .

_ 1 ووثقه النسائي، وابن معين، وابن حجر، وأخرج له مسلم والأربعة. (انظر: تهذيب التهذيب 10/418، وتقريب التهذيب 356) . 2 تهذيب التهذيب 10/418، ويضع (وليس به بأس) بدل (وليس نُبيه بأسن منه) . ثم قال ابن حجر: "وجدت في نسخة معتمدة من الطبقات، روى نافع عن نبيه ... الخ". كأن النسخة التي وجدها هي طبقات ابن سعد. 3 وفي طبقات خليفة 243، يحذف (الكندي) ، وفي المعارف لابن قتيبة 429: يحذف (ابن أهيب) ، ويضع (أمه أخت عبد الرحمن بن عوف) مكان (وأمه ... الخ) ، وفي جمهرة أنساب العرب 128/129 يضع (وهيب) مكان (أهيب) و (ابن كلاب) بعد (زهرة) . 4 تهذيب التهذيب 6/269، والتحفة اللطيفة 2/542، ويضع (ابن عبد الله بن مطاع) بدل (الكندي) . 5 وقال ابن حجر: "مقبول، أخرج له مسلم". وقال السخاوي: "كان ثقة". (انظر: تقريب التهذيب 209، والتحفة اللطيفة 2/542) . 6 تهذيب 6/269، والتحفة اللطيفة 2/542، ويحذفان (في خلافة الوليد بن عبد الملك) .

20- سَلَمُة بنُ عُمَرَ1 ابن أَبِي سَلَمَة بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمه مُلكية بِنْتُ رِفاعة بْنِ عَبْدِ المُنذر بْنِ زَنْبَر بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمرو بْنِ عَوْفٍ. فَوَلَدَ سَلَمَة بْنُ عُمَرَ: عَبْدَ اللَّهِ، وَعُمَرَ، وَأَسْمَاءَ تَزَوَّجَهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الخطاب. 21- المُطَّلِبُ بنُ عَبْدِ الله. ابن الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَب بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبيد بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهُ [أُمُّ أَبَانَ] 2 بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ3. فَوَلَدَ المُطَّلب بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: الْحَكَمَ. وَأُمُّهُ السَّيِّدَةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ. وَسُلَيْمَانَ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ4، وَالْفَضْلَ، وَالْحَارِثَ، وَأُمَّ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ كُليب بْنِ حزن بن

_ 1 هو: سلمة بن عبد الله بن عمر، وربما نسب إلى جد أبيه، وإلى جده كما جاء هنا. مقبول من الثالثة، وقد أخرج له الترمذي. (انظر: تقريب التهذيب 131) . 2 التكملة من حاشية الأصل. 3 وفي طبقات خليفة: 256: بحذف (ابن المطلب) ، وفي جمهرة أنساب العرب 142: ورد كما أورده ابن سعد، وكذا في ميزان الاعتدال 4/129، وتهذيب التهذيب 10/178، وقيل بإسقاط المطلب في نسبه، وقيل إنهما اثنان. 4 أبو جعفر المنصور هو عبد الله الأكبر بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولد سنة خمس وتسعين بالشراة، وكانت خلافته من سنة ست وثلاثين ومائة إلى آخر سنة ثمان وخمسين ومائة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 377، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 259) .

مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجة بْنِ عَمرو بْنِ عُقَيْل بْنِ كَعْبٍ. وَعَلِيًّا. وَأُمُّهُ فاخِتَة بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحُصين ذي الغُصَّة الحارثي، وَقَرِيبة [153/أ] وَأُمُّهَا أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ وَهَبْ بْنِ بِشْر بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلاب. (وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَلَيْسَ يُحتج بِحَدِيثِهِ1، لِأَنَّهُ يُرْسِلُ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم كَثِيرًا وَلَيْسَ لَهُ لقيَّ وَعَامَّةُ أَصْحَابِهِ يدلسون) 2. 22- المُهَاجِرُ بنُ عِكْرِمَةَ ابن المُهاجر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بن3 المُغيرة بن عبد الله بن عمر بْنِ مَخْزُومٍ وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ4، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ5 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: (لا يحل لرجل

_ 1 وقال أبو حاتم: "عامة حديثه مراسيل"، وقال الذهبي: "يرسل عن كبار الصحابة"، وقال ابن حجر: "صدوق كثير التدليس والإرسال. وقد وثقه أبو زرعة، والفسوي والدارقطني، وذكره ابن حبان في المشاهير. وقد أخرج له الأربعة". (انظر: الجرح والتعديل 4/1/359، ومشاهير علماء الأمصار 74، وجامع التحصيل للعلائي 347، وميزان الاعتدال 4/129، وتهذيب التهذيب 10/178، وتقريب التهذيب 339) . 2 ميزان الاعتدال 4/129 ويحذف (لأنه يرسل ... الخ) . وتهذيب التهذيب 10/178 ويحذف عن النبي صلى الله عليه وسلم. 3 أبو أمية: اسمه حذيفة. (انظر: جمهرة أنساب العرب 142) . 4 هو يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت، لكنه يدلس ويرسل، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقيل قبل ذلك، وأخرج له الجماعة. (انظر: جامع التحصيل للعلائي 369، وتقريب التهذيب 378) . 5 هو المخزومي المدني، قيل اسمه محمد، وقيل المغيرة، وقيل اسمه أبو بكر، وكنيته أبو عبد الرحمن وقيل اسمه كنيته، وكان ثقة عابدًا، أحد الفقهاء بالمدينة، مات سنة أربع وتسعن، وقيل غير ذلك، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 396)

مُسْلِمٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَضْرِبَ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حدَّ1) 2. 23- حَفْصُ بنُ عَاصِمْ ابن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفيل بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْط بْنِ رِزاح بْنِ عَدِي بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهُ سَيْدة بِنْتُ عُمَيْرة بْنِ خِراش مِنْ بني

_ 1 الحديث مرسل بهذا الإسناد. وقد أخرجه كل من: (أ) البخاري في صحيحه 4/129 كتاب الحدود 86 باب كم التعزير والأدب 42، مرفوعًا عن أبي بردة الأنصاري، ولفظ الحديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلْدَاتٍ إِلاَّ في حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله ". (ب) ومسلم في صحيحه 3/1332 كتاب الحدود 29 باب قدر أسواط التعزير 9 حديث 40 مرفوعًا عن بردة أيضًا، وبألفاظ مقاربة للفظ البخاري. (ج) وأبو داود في سننه 4/629 كتاب الحدود 32 باب في العزير 39 حديث 4491 مرفوعًا عن أبي بردة أيضًا، وبلفظ البخاري. (د) والترمذي في جامعه 4/63 كتاب الحدود 15 باب ما جاء في التعزير 30 حديث 1463 مرفوعًا عن أبي بردة أيضًا، وبألفاظ البخاري. (هـ) وابن ماجه في سننه 2/867 كتاب الحدود 20 باب التعزير 32 حديث 2601 مرفوعًا عن أبي بردة أيضًا، وبألفاظ مقاربة كما عند مسلم، وحديث 2602 مرفوعًا عن أبي هريرة وبلفظ: (لا تعزروا فوق عشرة أسواط) وفي إسناده عبَّاد بن كثير الثقفي، متروك. (و) والدارمي في سننه 2/176 كتاب الحدود باب التعزير في الذنوب 11 مرفوعًا عن أبي بردة أيضًا، وبألفاظ مقاربة للفظ ابن سعد. (ز) وأحمد في مسنده 3/466، 4/45 مرفوعًا عن أبي بردة وبلفظ البخاري. 2 ذكر ابن أبي حاتم، المهاجر بن عكرمة وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/260) .

مُحَارِبِ بْنِ حَفْصَةَ1. فَوَلَدَ حَفْصُ بْنُ عَاصِمٍ: عمر، ورياحاً وَاسْمُهُ عِيسَى، وَأُمَّ جَمِيلٍ، وَأُمَّ عَاصِمٍ، وَأُمُّهُمْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ دَاوُدَ بْنِ كَلْبِ بْنِ إِسَافِ بْنِ عُتبة بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيْج بْنِ عامر بن جُشم بن الحارث [153/ب] بْنِ الْخَزْرَجِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصٍ2، قَالَ: "رَأَيْتُ أَبِيَ يَلْبَسُ الْخَزَّ"3. وَأَخُوهُ: 24- عُبَيْد الله ابن عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُطيع بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بني عدي بن كعب4.

_ 1 وفي طبقات خليفة 246: يحذف (ابن نفيل ... الخ) ويضيف (أمه سدرة بنت زيد بن سفيان من بني محارب بن خَصَفَةَ بن قيس بن عيلان) . وفي المعارف لابن قتيبة: 179، 184-185: يقدم (ابن قرط) على (ابن رباح) . ويذكر أن (أمه جميلة بنت عاصم بن ثابت، حمي الدُّبر) . وفي جمهرة أنساب العرب 150-155: (رَزاح) بفتح الراء والزاي، وبحذف (وأمه ... الخ) . وانظر: الأنساب للسمعاني 1/386ب. 2 ستأتي ترجمة عيسى بن حفص رقم 285، وتحديث ابن سعد عنه هنا غير ممكن لأنه توفي سنة سبع وخمسين ومائة، وكانت ولادة ابن سعد سنة ثمان وستين ومائة، لذلك يُتوقع وجود سقط في إسناد هذا الخبر. 3 الخزّ: نوع من الثياب المنسوجة من صوف وخام، أو صوف وحرير، أو من الحرير الخالص. (انظر: تاج العروس 4/33، مادة: خَزَزَ) . 4 وفي طبقات خليفة 246: يضع (ابن نَضْلة بن عُبيد بن عَويج بن عدي بن كعب) مكان (من بني كعب) .

فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَعَاصِمًا وأُبَيَّه. وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بن جحش بن رِئاب من بني أسد1. 25- عَبْدُ الحَمِيد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيل بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرط بْنِ رِزَاح بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ بِشر بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُبَادة بْنِ البكَّاء مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ2. فَوَلَدَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِبْرَاهِيمَ. وَأُمُّهُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ مِنْ بَنِي البكَّاء. وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعُمَرَ وَزَيْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَكْبَرَ وَعَبْدَ الْكَبِيرِ وَلَيِ الصَّائِفَةَ3. وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، وولىَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيز عبد الرحمن [154/أ] الْعِرَاقَ4 وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا الزِّنَادِ5 كَاتِبًا لَهُ

_ 1 وذكر كل من البخاري وابن أبي حاتم عبيد الله بن عاصم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/392. والجرح والتعديل 2/2/330) . 2 وفي طبقات خليفة 247: يحذف (ابن عبد العزّى ... كعب) ويضيف (بن معاوية) بعد (ثور) . وفي معارف ابن قتيبة 179-180: يقدم (بن قُرط) على (بن رياح) . ويحذف (وأمه ... الخ) وفي جمهرة أنساب العرب 150-151: (رَزَاحَ) –بفتح الراء- ويضع (من بني البكاء من بني عامر) مكان (ميمونة ... الخ) . 3 الصائفة: جمعها صوائف وهي الغزوات التي يقوم بها المسلمون ضد الروم في فصل الصيف لأن الشتاء لا يصلح لغزوهم بسبب البرد. (انظر: لسان العرب 9/201. وتاج العروس 6/170. مادة: صَيَفَ) . 4 وبقي والياً عليها إلى أن مات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/49-50 وتاريخ خليفة 322) . 5 انظر تاريخ الطبري 6/554. وتهذيب التهذيب 6/119.

على الخراج1 2. 26- نُفَيْل بن هِشَامِ ابن زَيْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيل بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ رِيَاحِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرط بْنِ رِزَاح بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ3. وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ مِنْ بَنِي كِنَانة حُلَفَاءَ بَنِي زُهرة. فَوَلَدَ نُفَيل: هِشَامًا. وَأُمُّهُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عمرو بن نُفَيل4. 27- عَمْرو بنُ شُعَيْب ابن محمد بن عبد [الله] 5 بن عَمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بْنِ سُعيد بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْص بْنِ كَعْبٍ6. وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ مُرَّة بن

_ 1 الخراج: ضريبة على الأرض الخراجية وهي الجزية التي تفرض على أهل الذمة، أول من فرضها عمر بن الخطاب، رضي عنه على أرض السواد بالعراق لما افتتحها. (انظر: الأموال لأبي عبيد 72-74 والخراج لأبي يوسف 25. والخراج ليحيى بن آدم 27. والخراج والنظم المالية للريس 120) . 2 قال ابن حجر: "عبد الحميد بن عبد الرحمن. أبو عمر المدني ثقة. وقد أخرج له الجماعة وتوفي في خلافة هشام بن عبد الملك، وكانت خلافته من سنة مائة إلى سنة خمس وعشرين ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 197. وتاريخ الخلفاء للسيوطي 247) . 3 وفي جمهرة أنساب العرب 150-151: يحذف (ابن زيد) الأولى. ويضع (رزاح) بفتح الراء والزاي. 4 ذكر كل من البخاري وابن أبي حاتم، نفيل بن هشام وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/136 والجرح والتعديل 4/1/510) . 5 التكملة من نسب أخيه (عمر) في الترجمة التالية 28. 6 وفي طبقات الخليفة 286: يحذف (ابن محمد) والصحيح إثباته لأن عبد الله لم يكن له ابن اسمه شعيب. ويحذف (ابن وائل ... الخ) وفي المعارف لابن قتيبة 285-287، وجمهرة أنساب العرب 163: (سُعيد) . بضم السين المهملة.

عَمرو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمير بْنِ أُهيب الجُمَحِي. فَوَلَدَ عَمْرُو بْنُ شُعيب: عبد الله [وأمه] 1 رَمْلَة بنت عبد الله بن المُطَّلب ابن أَبِي وَداعة بْنِ صُبيرة2 السَّهْمِيِّ. وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ عَمرو وَأُمُّهُ أُمُّ عَاصِمٍ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمٍ مِنْ ثَقِيفٍ. وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ3، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ4، قَالَ: كَانَتْ كُنْيَةُ عَمْرِو بْنِ شُعيب أَبَا إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ رأيت عَمرو بن شُعيب [154/ب] وَكَانَ يُطيل الصَّلَاةَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ. أَخْبَرَنَا المُعلَّى بْنُ أَسَدٍ5. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ6، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ7، قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعيب أَنَّ أَبَاهَ أَقَرَّ لِأُمِّهِ عند موته

_ 1 التكملة يقتضيها السياق. 2 صبيرة: بمهملة مضمومة ثم موحدة المصغرة. وفي تاريخ خليفة 263: (ابن صَبرة بدون تحتية) وفي تهذيب التهذيب 10/179: (ابن أبي صبيرة) بإضافة (أبي) . 3 هو وكيع بن الجراح بن مُليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي، ثقة حافظ عابد، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين وله سبعون سنة، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 369) . 4 ستأتي ترجمة داود بن قيس الفراء. رقم (334) . 5 هو العمي أبو الهيثم البصري، أخو بهز، ثقة ثبت. قال أبو حاتم: لم يخطيء إلاَّ في حديث واحد. مات سنة ثمان عشرة ومائتين. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/334. وتقريب التهذيب 343) . 6 هو الدباغ البصري مولى حفصة بنت سيرين ثقة من السابعة. (انظر: تقريب التهذيب 216) . 7 هو أبو محمد مولى معقل بن يسار، وقيل اسم أبيه: زائدة وقيل: زيد. صدوق مات سنة ثلاثين ومائة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 64) .

بِعِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ1. وَأَخُوهُ: 28- عُمَرُ بنُ شُعَيْب ابن محمد بن عبد الله بن عَمرو بن الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ. وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ مُرَّة بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عُمَيرْ بْنِ أُهَيْب الجُمَحِي. وَلَيْسَ لَهُ عَقَب وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ2. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ3، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدامة4 الجُمَحِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شُعَيب أَخُو عَمرو بْنِ شُعيب بِالشَّأْمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: "كَانَتْ أُمُّهُ بِنْتُ منَّبِه بْنِ الْحَجَّاجِ امْرَأَةً تَهْدِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَتُلْطِفُهُ فَأَتَاهَا يَوْمًا زَائِرًا فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ الله؟ "5.

_ 1 قال ابن الحجر: "عمرو بن شعيب صدوق، مات سنة ثمان عشرة ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 260) . 2 لم أعثر على ترجمة عمر بن شعيب 3 هو مولى بني سليم الواسطي، قدم بغداد، وكان فقيهاً عابداً، ثقة متقنًا، ولد سنة ثمان عشرة ومائة، وتوفي سنة ست مائتين. وقد أخرج له الجماعة. وكان من شيوخ ابن سعد. (انظر: تاريخ بغداد 14/337. وتهذيب التهذيب 11/366. وتقريب التهذيب 385) . 4 ابن إبراهيم الجمحي المدني، ضعيف من السابعة. (انظر: تقريب التهذيب 220) . 5 الحديث إسناده ضعيف لأن فيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وذكر ابن حجر في الإصابة 4/472، أن الحارث بن أبي أسامة أخرج هذا الحديث في مسنده، من طريق عبد الملك ابن قدامة ... الخ. وبألفاظ مقاربة. ويضع (نُبَيْه) بدل (منبَّه) .

وأخوهما: 29 شُعَيْبُ ابن شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ شُعيب بْنُ شُعَيْبٍ: رَجُلًا تُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ شُعَيْبِ بن شعيب1. [155/أ] 30- مُحَمَّدُ بنُ عَمْرُو ابن عَطَاءٍ الْأَكْبَرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بنت عبد الله بن عَيْلان بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَعَتِب بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ ثَقِيفٍ، وَيُكَنَّى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (وَكَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ وَمُرُوءَةٌ2) 3، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ بِالْمَدِينَةِ أَنَّ الْخِلَافَةَ تُفْضِي إِلَيْهِ لِهَيْئَتِهِ وَمُرُوءَتِهِ وَعَقْلِهِ وَكَمَالِهِ، وَلَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَغَيْرَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم4 (وتوفي5 في خلافة

_ 1 روى عن أخيه عمرو بن شعيب، وعنه أبو بكر بن عياش، وقد ذكره البخاري، وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/2/218، والجرح والتعديل 2/1/347) . 2 المروءة: التخلق بمحاسن الأخلاق، وجميل العادات، أو هي كمال الرجولية. (انظر: المعجم الوسيط 2/860، مادة: مرأ) . 3 تهذيب التهذيب 9/373. 4 ولقي من الصحابة أيضًا: أبا قتادة الأنصاري، وأبا هريرة، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم، وروى عنهم. (انظر: تهذيب التهذيب 9/373) . 5 كانت وفاته سنة خمس وعشرين ومائة بالمدينة. (انظر: تاريخ خليفة 362،والبداية والنهاية 10/402) .

الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ1. وَكَانَ ثِقَةً2 لَهُ أَحَادِيثُ) 3. 31- أَبُو بَكْرِ بنُ مُحَمَّدِ. ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذان بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَوْف [بْنِ غَنْمِ] 4 ابن مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ مِنَ الخزرج (وأمه كبشة بنت عبد الرحمن ابن سَعْدِ بْنِ زُرارة بْنِ عُدْس مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَجَّار، وَخَالَتُهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ5) 6، الَّتِي رَوَتْ عَنْ عَائِشَةَ. فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ: مُحَمَّدًا7، وَعَبْدَ اللَّهِ8 وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمارة بْنِ عَمرو بْنِ حَزْمٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ [155/ب] . وأَمة الرَّحْمَنِ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ. لِأُمِّ وَلَدٍ. وأبو بكر هو اسمه.

_ 1 هو الخليفة الأموي الفاسق، أبو العباس، ولد سنة تسعين، وولي الخلافة بعد موت هشام سنة خمس وعشرين ومائة، وقتل سنة ست وعشرين ومائة. (انظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبة 2/110، 112، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 250) . 2 ووثقه أبو زرعة، والنسائي، وأبو حاتم وزاد: صالح الحديث، وابن حجر، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/29، وتهذيب التهذيب 9/373، وتقريب التهذيب 313) . 3 تهذيب التهذيب 9/374 مع تقديم وتأخير. 4 التكملة من طبقات ابن سعد 5/69، 8/387، ومن طبقات خليفة 257. 5 ابن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية، أكثرت عن عائشة، وكانت ثقة، ماتت قبل المائة ويقال بعدها، وقد أخرج لها الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 471) . 6 أخبار القضاة لوكيع 1/143، ويحذف (بن سعد) ويحذف أيضًا (بن عدس ... النجار) ، ويضع في الآخر، (عمر) بدل (عبد الرحمن) . نقل ذلك عن الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد. 7 ستأتي ترحمته رقم 170. 8 ستأتي ترحمته رقم 171.

قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ1 فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّ أَبَا بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم كَانَ عَلَى الْقَضَاءِ بِالْمَدِينَةِ2. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ3، قَالَ: "رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَعْنِي فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْمَدِينَةِ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ"4. قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ5 عَنْ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ6: "أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ مَعَهُ حَرَسِيَّان مُسْتَنِدًا إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ عِنْدَ الْقَبْرِ"7. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ ولىَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ، فَاسْتَقْضَى أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمَدِينَةِ ابن عمه أبا طُوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم"8.

_ 1 هو يحيى بن سعيد بن فروح أبو سعيد القطان، البصري نزيل بغداد ولد سنة عشرين ومائةز وكان حافظاً جليلاً، جاوز القنطرة في التثبت والإتقان، واشتهر بمعرفة الحديث ونقد الرجال، مات سنة ثمان وتسعين ومائة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تاريخ بغداد 14/135. وتقريب التهذيب375) . 2 انظر أخبار القضاة لوكيع 1/135. 3 ستأتي ترجمة سعيد بن مسلم بن بانك رقم 381. 4 انظر أخبار القضاة لوكيع 1/135. وكانت ولاية عمر على المدينة سنة ست وتسعين. 5 ستأتي ترجمته رقم 372. 6ستأتي ترجمته رقم 225. 7 أخرجها وكيع بن حيان من طريق مالك ... الخ، وفي اللفظ بعض الزيادات. (انظر: أخبار القضاة لوكيع 1/145) . 8 ستأتي ترجمة أبي طوالة رقم 172.

وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَيْلِي أَمْرَهُمْ1. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الغُصن2، قَالَ: "لَمْ أَرَ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْنِ حَزْم عَلَى الْمِنْبَرِ سَيْفًا قَطُّ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصْنِ قَالَ: "رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَعْتَمُّ [يَوْمَ الْعِيدِ3] وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ، وَرَأَيْتُهُ يَخْلَعَ نَعْلَيْهِ إِذَا رَقَا مِنْبَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم". قال: أخبرنا [156/أ] إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس4، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْغُصْنِ5: "أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَصْبُغُ بالحنَّاء ويقتِّم"6. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الغُصن، قَالَ: "رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ مُتَخَتِّمًا فِي يَمِينِهِ خاتَمَ ذَهَبٍ فَصُّهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ". قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الغُصن: "أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ فِي إِصْبَعِهِ الْيُمْنَى خَاتَمٌ فِيهِ يَاقُوتَةٌ لَوْنُهَا لَوْنُ السَّمَاءِ". قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلمة بن قعنب الحارثي7، قال: حدثنا

_ 1 انظر الترجمة: 172. وتاريخ خليفة 323-324، وتاريخ الطبري 6/554 في سنة (99) هـ. 2 ستأتي ترجمته رقم 369. 3 التكملة من حاشية الأصل. 4 هو المدني، صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه، مات سنة ست وعشرين ومائتين. وقد أخرج له الجماعة عدا النسائي. (انظر: تقريب التهذيب 34) . 5ستأتي ترجمته رقم 369. 6يقتم: أي حتى يصبح لون الصباغ أحمراً مائلاً إلى السواد. (انظر: تهذيب اللغة 9/66. مادة قَتَمَ) . 7هو (القعنبي) أبو عبد الرحمن المدني ثم البصري، ثقة عابد، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين في مكة. (انظر: تقريب التهذيب 189) .

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ1، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو2، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم3،: "أَنَّ أَبَاهَ قَالَ لَا تَزِيُدُونِي عَلَى ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ رَيْطات"4. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "تُوُفِّيَ أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْمٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً"5. وَكَانَ ثِقَةً6 كَثِيرَ الْحَدِيثِ7. 32- عَاصِمُ بنُ عُمَرَ ابن قَتادة بْنِ النُعمان بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بن سواد بن كعب، وهو ظفر ابن الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَبِيت بْنُ مَالِكِ بن الأوس من الأنصار8. وأمه

_ 1 هو الدراوردي، أبو محمد الجهني مولاهم المدني. صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ. مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة. (المصدر السابق 216) . 2 ستأتي ترجمته رقم 250. 3ستأتي ترجمته رقم 171. 4 ريطات: أراد بها جمع ربطة، إلاَّ أن جمعها رِيَط، ورِياط، والربطة هي الثوب الرقيق اللين. (انظر: القاموس المحيط 2/375 مادة. رَيَطَ) . 5 أخبار القضاة لوكيع 1/143، وأوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 12/39 نقلاً عن الواقدي. 6 ووثقه يحيى بن معن، وابن حجر. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 396) . 7 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 12/39. نقلاً عن الواقدي أيضاً. 8 وكذا في طبقات ابن سعد 3/452. وفي طبقات خليفة 258، يحذف – (ابن زيد ... الخ) وفي المعارف لابن قتيبة 110،466، يحذف: (ابن زيد بن عامر بن سواد) . وفي جمهرة أنساب العرب 342-343. يحذف: (وهو النبيت) ويحذف (من الأنصار) .

أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ سِنان بْنِ عَمرو بْنِ طَلْق بْنِ عَمرو مِنْ بَنِي سَلاَمان بْنِ سَعْدِ هُذَيم بْنِ قُضَاعة حَلِيفُ بَنِي ظفَر. ويكنى عاصم أبا عمر1، [156/ب] وَلَيْسَ لَهُ عَقِب. (وَكَانَتْ لَهُ رِوَايَةٌ لِلْعِلْمِ، وَعِلْمٌ بِالسِّيرَةِ، وَمَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم2 وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ3 وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ4 وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا5. وَوَفَدَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ فِي دَيْنٍ لَزِمَهُ فَقَضَاهُ عَنْهُ عُمَرُ، وَأَمَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَعُونَةٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِسَ فِي جَامِعِ دِمَشْقَ فَيُحَدِّثَ النَّاسَ بِمَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَنَاقِبِ أَصْحَابِهِ، وَقَالَ: "إِنَّ بَنِي مَرْوَانَ كَانُوا يَكْرَهُونَ هَذَا وَيَنْهَوْنَ عَنْهُ فَاجْلِسْ فَحَدِّثِ النَّاسَ بِذَلِكَ فَفَعَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى توفي سنة عشرين ومائة6

_ 1 ويقال: أبو عمرو، أو عمير، أو محمد. (انظر: تاريخ الخليفة 258 وتهذيب التهذيب 5/53. والتحفة اللطيفة 2/272) . 2 انظر المغازي الأولى ومؤلفوها لهورفتس 47-49. وتاريخ التراث لسزكين 1/449. 3 هو صاحب السيرة، وستأتي ترجمته رقم 330. 4وكان ممن روى عنه أيضاً ابنه الفضل، وزيد بن أسلم، وغيرهم. وهو عن أبيه وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وغيرهم. (انظر: تقريب التهذيب 5/53) . 5وقد أجمع النقاد على توثيقه، وفضله، وعلمه بالمغازي. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 70. وميزان الاعتدال 2/355. وتهذيب التهذيب 5/54. وتقريب التهذيب 159) . 6وكذا أرخ وفاته خليفة، وابن قتيبة، وابن الأثير وزاد: في أصح الأقوال. وقال ابن حبان: سنة تسع وعشرين، وقال ابن حجر: بعد العشرين. (انظر: تاريخ خليفة 350. وطبقاته 258. والمعارف لابن قتيبة266. والكامل في تاريخ ابن الأثير 5/228. ومشاهير علماء الأمصار 70. وتقريب التهذيب 159) .

فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ"1. وَأَخُوهُ: 33 -يَعْقُوبُ ابن عُمَرَ بْنِ قَتادة بْنِ النُعمان بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَر. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ سِنان بْنِ عَمْرِو بْنِ طَلَق بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدِ هُذَيْم. فَوَلَدَ يَعْقُوبُ بْنُ عُمَرَ: أَمَةَ الرَّحْمَنِ تَزَوَّجَهَا رُبَيْح بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبُ عَاصِمٍ وَيَعْقُوبَ ابْنِي عُمَرَ بْنِ قَتادة فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَانْقَرَضَ بَنُو عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظُفُرٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. وَقَدْ رُوي عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادة وله أحاديث يسيرة2. [157/أ] . 34- عَبْدُ الرَحْمَنِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ3 بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْم بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ وَأَمُّهُ خَالِدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسِ مِنَ الْبُرْكِ بْنِ وَبَرَةَ حَلِيفِ بني سلمة.

_ 1 تهذيب التهذيب 5/54. ومع تقديم وتأخير، وباختصار يسير. والتحفة اللطيفة 2/272. ويحذف (ورى ... أهل العلم) ويحذف أيضاً (ووفد ... الخ) . 2 روى يعقوب عن نملة بن أبي نملة. وعنه خالد بن رباح، ويونس بن محمد. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/211) . 3 في الأصل (أُبيّ بن كعب) . والتصويت من طبقات خليفة 102،257. وجمهرة أنساب العرب 358-360. والاستيعاب 3/1323. وسير أعلام النبلاء للذهبي 2/374 وتهذيب التهذيب 2/214.)

فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدًا، وأُبَيَّة وأمهما خالدة بنت عبيد الله ابن كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي1 كَعْبِ بْنِ القَيْن مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُوج بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي جِدَارَةَ ورَوْح بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ يُكْنَى أَبَا الْخَطَّابِ، بِكُنْيَةِ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. وَقَدْ رَوَى الزُهري2 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ3. وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ4، وَانْقَرَضَ وَلَدُهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. 35- واقِدُ بنُ عَمْرُو ابن سعد بن مُعاذ بن النُعمان بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الأشهل ابن جُشَم بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وهو النبيت بن مالك [157/ب] ابن الْأَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ وَاقِدُ بْنُ عَمرو: مُحَمَّدًا، وَسَعْدًا، وَأَبَا بَكْرٍ، وَأُمَّ أَبِيهَا. وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بن زُغْبة من بني عبد الأشهل من الأوس.

_ 1 في الأصل (أُبيّ بن كعب) . والتصويت من طبقات خليفة 102،257. وجمهرة أنساب العرب 358-360. والاستيعاب 3/1323. وسير أعلام النبلاء للذهبي 2/374 وتهذيب التهذيب 2/214) . 2 ستأتي ترجمة الزُهري رقم 70. 3 وقال ابن حجر: "ثقة عالم من الثالثة". (انظر: تقريب التهذيب 205) . 4 وكانت خلافة هشام من سنة خمس ومائة إلى سنة خمس وعشرين ومائة.

وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرٍو فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. (وَكَانَ ثِقَةً 1 لَهُ أَحَادِيثُ) 2. 36- سَعِيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن حسَّان بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرام بْنِ عَمرو3 بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمرو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أم ولد. فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَرْعَة وَفَاطِمَةَ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ وَعَبْدَةَ بِنْتَ سَعِيدٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. وَكَانَ سَعِيدٌ قليل الحديث4 شاعراً5. 37- محمد بن يحيى ابن حَبَّانَ بْنِ مُنقذ بْنِ عَمرو بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنساء بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمرو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ العلاء بنت عبَّاد بن سلكان بن

_ 1 ووثقه أبو زرعة، وابن حجر، وأرخ وفاته خليفة، وابن الأثير سنة عشرين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 258. والجرح والتعديل 4/2/32، والكامل في التاريخ 5/228. وتقريب التهذيب 368) . 2 تهذيب التهذيب 11/107. 3 وكذا في طبقات ابن سعد 5/266، وفي طبقات خليفة 251. وجمهرة أنساب العرب 347. وسير أعلام النبلاء 2/366-367، غير أن ابن حجر في تهذيب التهذيب 6/162. يقدم (عمرو) على (ابن حرام) . 4 ذكره ابن أبي حاتم والسخاوي وسكتا عنه. وذكره ابن حبان في الثقات. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/39. والتحفة اللطيفة 2/151) . 5 انظر: المعارف لابن قتيبة 312. والشعر والشعراء له 173. والكامل في التاريخ 4/276.

سلامة بن وَقْش بن زُغْبة بن زَاعوراء بن [158/أ] عبد الأشهل بن الْأَوْسِ 1. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: سُكَينة، وَفَاطِمَةَ، وأمهما أم الحارث بنت واسع ابن حَبَّانَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عَمرو بْنِ غَنْمِ بْنِ مازن ابن النَّجَّارِ وَبُرَيْكَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهَا مُوَيسة بِنْتُ صَالِحِ بْنِ خوَّات بْنِ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرْكِ وَهُوَ امْرِؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً2. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَكَانَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ حَلْقَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُفْتِي، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ"3. وَقَدْ رَوَى عَنْ عَمُّهُ وَاسِعُ بن حَبَّان4، وعن ابن مُحَيْريز5،وعن عبد الرحمن الأعرج6.

_ 1 وفي جمهرة أنساب العرب 352. يكرر (عمرو) بعد (منقذ) ويضع (عطية) مكان (مالك) ويسمي أمه: هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. وفي تهذيب التهذيب 9/507: يضع (حسان) مكان (خنساء) . 2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/508، نقلاً عن الواقدي، عدا كنيته لم يصرح بنقلها. 3 أوردها ابن حجر نقلاً عن الواقدي. وقد وثقه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وابن قتيبة، وابن حجر. (انظر: تاريخ ابن معين 2/542. والمعارف لابن قتيبة 473. والجرح والتعديل 4/1/122، وتهذيب التهذيب 9/508. وتقريب التهذيب 323) . 4 واسع ابن حَبَّان –بفتح المهملة وفتح الموحدة المشددة- بن منقذ الأنصاري المازني المدني. قيل: إنه صحابي ابن صحابي، والأرجح أنه تابعي ثقة. (انظر: الإصابة 3/646، وتقريب التهذيب 368) . 5 ابن محيريز -بضم الميم وفتح المهملة المصغرة- هو عبد الله بن محيريز الجمحي المكي نزيل بيت المقدس، ثقة عابد مات سنة تسع وتسعين، وقيل بعدها. (انظر: تقريب التهذيب 188) . 6 هو ابن هرمز بن كيسان أبو داود المدني، مولى ربيعة بن الحارث، وقيل: مولى محمد بن ربيعة، نزل الإسكندرية ومات فيها سنة سبع عشرة ومائة، وكان ثقة ثبتاً من كُتاب المصحف ومقرئيه. (انظر: تهذيب التهذيب 6/290. وتقريب التهذيب 211) .

38- عبد الله بن عبد الرحمن ابن الْحَارِثِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَة بْنِ زَيْدِ بْنِ عَوف بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ1، وَمُحَمَّدًا2، وَقَيْسًا. وثُبَيْتة. وأمهم [158/ب] نَائِلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب بن عَمرو بن عَوف بن مبذول بْنِ عَمْرو بْنِ غَنْم بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ3، وَأَدْرَكَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ4 وَرَوَى عَنْهُ، وَرَوَى أَيْضًا مَالِكٌ عَنِ ابْنَيْهِ مُحَمَّدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ عَبْدِ الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أَبِي صَعْصَعَةَ. 39- عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَحْمَنِ المَعَاويّ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوف بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوف مِنَ الْأَوْسِ. وَقَدْ رَوَى الزُهري 5، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المعاوي6.

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 185. 2ستأتي ترجمته رقم 186. 3 هو سعيد بن مالك الخزرجي الأنصاري، مشهور باسمه وكنيته. صحابي جليل، اشتهر بكثرة الرواية عنه صلى الله عليه وسلم. مات سنة أربع وسبعين وقيل: قبل ذلك. (انظر: الاستعياب 2/602. والإصابة 2/35) . 4ستأتي ترجمة مالك رقم 372. 5ستأتي ترجمة الزهري رقم 70. 6 وكان علي بن عبد الرحمن ثقة، وقد أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 247) .

40- مُحَمَّدُ بنُ كعب ابن حَبَّانَ1 بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أَسَدٍ القُرَظي، حُلَفَاءُ الْأَوْسِ، وَيُكَنَّى أَبَا حَمْزَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُميد الأنصاري2،: "أن محمداً ابن كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ كَانَ يُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ وَقَدْ لَقِيَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ وَسَمِعَ مِنْهَ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيك3، قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهب4: "أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ كَانَ يُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ". قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: "أُخبرت عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مريم5 عن نافع بن يزيد"6.

_ 1انفرد ابن سعد بإضافة (حبان) . من بين الكتب التالية: طبقات خليفة 264. والمعارف لابن قتيبة 458. واللباب لابن الأثير 3/26. وتهذيب التهذيب 9/420. 2 ستأتي ترجمته، رقم 336. 3 مولى لبني الدَّيل، أبو إسماعيل المدني، كان صدوقاً مات سنة تسع وتسعين ومائة على الصحيح، بخلاف ما أرخه ابن حجر حيث قال (مات سنة ثمانين على الصحيح) وهذا يخالف الصواب، لأن ابن أبي فديك من الشيوخ المدنيين لابن سعد (المولود سنة 168هـ) ، والمصادر تذكر أن ابن سعد نشأ في البصرة، وعلى قول ابن حجر يكون عمر ابن سعد لما مات شيخه ابن أبي فديك اثنتي عشرة سنة، وهذا السن لا يؤهله لأن يكون صاحب رحلة من البصرة إلى المدينة لطلب العلم، ولا يعطيه الفرصة لإكثار الرواية عنه، فتترجح وفاته سنة تسع وتسعين ومائة. وأرخها الذهبي سنة مائتين وقد أخرج له الجماعة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/437، وميزان الاعتدال 3/483، وتقريب التهذيب 290) . 4ستأتي ترجمته رقم 366. 5هو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي مولاهم أبو محمد المصري، ثقة ثبت فقيه، مات سنة أربع وعشرين ومائتين وله ثمانون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 120) . 6 هو الكَلاعي –بفتح الكاف- أبو زيد المصري. يقال: مولى شرحبيل بن حسنة. ثقة عابد، مات سنة ثمان وستين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 355) .

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ1، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَتَّب أَوْ مُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ2، عَنْ أَبِيهِ3، عَنْ جَدِّهِ4، قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم [159/أ] يَقُولُ: "سَيُخْرَجُ مِنَ الكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ القُرْآنَ دِرَاسَةً لاَ يَدْرُسُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ"5.

_ 1 هو حميد بن زياد، ستأتي ترجمته رقم 335. 2 هو عبد الله بن مغيث بن أبي بردة الظفري المدني. والبعض يقول معتَّب –بالمهملة والمثناة من فوق ثم الموحدة- والأول اشهر كما قال السخاوي. ذكره البخاري وابن حاتم وابن حجر وسكتوا عنه، وذكره ابن حبان في الثقات -أتباع التابعين-. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/201، والجرح والتعديل 2/2/174 وتعجيل المنفعة 158. والتحفة اللطيفة 2/424) . 3 هو مغيث بن أبي بردة الظفري.-انظر: الحاشية السابقة- ذكره ابن حجر وسكت عنه. (انظر: تعجيل المنفعة 158،268) . 4 جده: هو أبو بردة الظفري الأنصاري الأوسي، صحابي جليل نزل مصر. (انظر: طبقات ابن سعد 7/500 والاستعياب 4/1609. والإصابة 4/19) . 5 وفي هذا الشك بين معتب ومغيث، إشارة إلى أن البعض أورد الحديث عن (معتَّب) والبعض الآخر عن (مغيث) . فقد أورده ابن عبد البر عن (المغيث) ، وعنه ابنه (عبيد الله) بالتصغير. وأوردها ابن قتيبة وابن حجر عن (معتب) . (انظر: المعارف لابن قتيبة 458 والاستعياب 4/1609 والإصابة 4/19) . وقد أخرج الحديث كل من: (أ) ابن سعد في طبقاته 7/500. (ب) والإمام أحمد في مسنده 6/11. من طريق أبي صخر، عن عبد الله بن معقب –بدل معتب- ... الخ. وبألفاظ مقاربة. (ج) والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/563. بنفس السند الذي ذكره ابن سعد، إلاَّ أنه بصيغة التحديث عن سعيد. ويحذف (دراسة) . (د) وذكر ابن حجر في تعجيل المنفعة 268: أن ابن منده، والطبراني أخرجا هذا الحديث من طريق عبد الله بن مغيث أيضاً.

قَالَ: نَافِعٌ، قَالَ: رَبِيعَةُ1، "فَكُنَّا نَقُولُ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القُرظي وَالْكَاهِنَانِ قُريظة والنَّضير2، وأخوهما الهَدْل، ولهم بقية". قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ3، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ4، قَالَ: "رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ القُرظي يقصُّ فَبَكَى رَجُلٌ فَقَامَ وَقَطَعَ قَصَصَهُ وَقَالَ: مَنِ الْبَاكِي؟ قَالُوا: مِنْ بَنِي فُلَانٍ قَالَ: كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ". قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ5، قَالَ: "سَمِعْتُ أَبَا معشرٍ6، يَقُولُ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَة"7. قَالَ: "وَسَمِعْتُ غَيْرَ أَبِي مَعْشَرٍ يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ يَقُصُّ فَسَقَطَ عليه وعلى أصحابه مسجد فقتلهم"8.

_ 1 هو ربيعة الرأي ستأتي ترجمته رقم 25. 2 ورد الحديث وما بعده في تهذيب التهذيب 9/421. 3 هو محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي الأحدب ثقة يحفظ، مات سنة أربع ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 310) . 4 الأسدي الكوفي، ثقة من السادسة. (انظر: تقريب التهذيب 170) . 5 أبو عثمان الضبي البزاز، نزيل بغداد، يلقب سعدويه وكان ثقة حافظاً توفي سنة خمس وعشرين ومائتين في بغداد. (انظر: تاريخ بغداد 9/84 وتقريب التهذيب 122) . 6 هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، الهاشمي، مولاهم المدني سكن بغداد، واشتهر بعلم المغازي، وكان فقيهاً واسع العلم إلاَّ أنه ضعيف في الحديث. توفي سنة سبعين ومائة في بغداد. (انظر: تاريخ بغداد 13/427، وتقريب التهذيب 356) . 7 وكذا في المعارف لابن قتيبة 459، والمعرفة والتاريخ 1/564، وتهذيب التهذيب 9/422. 8 وكذا أخرجه ابن معين في تاريخه 2/536، وابن الأثير في الكامل في التأريخ 5/141. والذهبي في دول الإسلام 1/79.

قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَيم الْفَضْلُ بْنُ دُكَينْ1: "إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ2. وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَخَالَفُوهُمَا وَقَالُوا: مَاتَ ابْنُ كَعْبٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ"3. فَاللَّهُ أَعْلَمُ.. (وَكَانَ ثِقَةً4 عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَرِعًا) 5. رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ. 41- عَبْدُ اللهِ ابن خِراش الكعبي. روى عن أبي هريرة وكعب6.

_ 1 هو أبو نعيم المُلائي –بضم الميم- الفضل بن دُكَين؛ عمرو بن حماد بن زهير الكوفي. ودكين لقب. قدم بغداد. وكان من شيوخ البخاري، ومن شيوخ ابن سعد. مشهور بكنيته، ثقة ثبت، عالم بأنساب العرب، ولد سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة تسع عشرة ومائتين، وقيل قبل ذلك. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تاريخ بغداد 12/346، وتقريب التهذيب 275) . 2 وأوردها البخاري في تاريخه الكبير 1/216، نقلاً عن أبي نعيم أيضاً. 3 وقيل: ولد سنة أربعين، وتوفي سنة عشرين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 316) . 4 ووثقه ابن معين، وأبو زرعة، وابن حبان، وابن حجر، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/536. والجرح والتعديل 4/1/67. ومشاهير علماء الأمصار 65، وتهذيب التهذيب 9/420 وتقريب التهذيب 316) . 5 تهذيب التهذيب 9/421. 6 هو كعب الأحبار، صرح به ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/2/46. وهو كعب بن ماتع الحميري، ثقة مخضرم – أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم بعد موته- يَمَني سكن الشام. مات في خلافة عثمان وقد زاد على مائة. (انظر: الإصابة 3/315، وتقريب التهذيب 286) .

وَرَوَى عَنْهُ بُكير بْنُ مِسْمَارٍ1، وَمُوسَى بْنُ عُبيدة الرَبَذِي2، وغيرهما3. 42- عَبْدُ اللهِ4. ابن دينار [159/ب] بْنِ مُكرم الْأَسْلَمِيُّ. لَهُ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ. 43- أَبُو سَلَمَة الحَضْرَمِي5 44- قَارِظُ بنُ شَيْبَةَ مِنْ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنانة حُلَفَاءَ بَنِي زُهرة بْنِ كِلَابٍ (تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ6، فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان وكان قليل الحديث7) 8.

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 267. 2 ستأتي ترجمته رقم 339. 3 ذكر ابن أبي حاتم عبد الله بن خراش وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/46) . 4لم أعثر عليهما. (5) 5 لم أعثر عليهما. 6 قيل في خلافة سليمان (96-98) هـ. وقيل قتل في وقعه قُديد سنة ثلاثين ومائة في خلافة محمد بن مروان. (انظر: طبقات خليفة 257. والتاريخ الكبير للبخاري 4/1/201. والجرح والتعديل 3/2/148. وتهذيب النهذيب 8/307) . 7 وقال ابن حجر: "قارظ بن شيبة بن قارظ الليثي لا بأس به من الثالثة. ونقل عن ابن سعد أن كنيته أبو سلمة. وقد أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه". (انظر: تهذيب التهذيب 8/307. وتقريب التهذيب 277) . 8 تهذيب التهذيب 8/307.

وَأَخُوهُ: 45- عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ1. 46- مُعَاوُيَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن بَدْرٍ الجُهني مَاتَ قَدِيمًا، وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ. وَلَقِيَ عَامَّةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم 2. وَأَخُوهُ: 47- بَعْجَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن بدر الجُهني كان قليل الحديث3.

_ 1 وقال أبو حاتم: "عمر بن شيبة بن فارظ، ما بحديثه بأس، وهو صدوق في الحديث، وسكت عنه البخاري في الكبير". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/164. والجرح والتعديل 3/1/114) . 2 ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: فيه نظر. وقد أخرج له مالك في الموطأ، والشافعي في مسنده. روى عن أبيه وعنه أيوب بن موسى المكي، ومحمد بن عمرو بن علقمة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/1/331، والجرح والتعديل 4/1/377. وتعجيل المنفعة 266) . 3 وقال ابن حجر: "ثقة مات على رأس المائة، وقد أخرج له الجماعة. عدا أبا داود حيث أخرج له في القدر"، وأورده ابن حجر في الإصابة وأثبت أنه تابعي وقال السخاوي: "بعجة من بادية الحجاز، وكان يتنقل بينهما وبين المدينة. (انظر: تقريب التهذيب 46. والإصابة 1/182. والتحفة اللطيفة 1/377) .

48- مُعَاذُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن خُبَيْبْ الجُهني لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَرَوَى عَنْهُ. (وَمَاتَ قَدِيمًا1. وَكَانَ قَلِيلَ2، الْحَدِيثِ) 3. 49- إسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَحْمَنِ ابن ذُؤَيْبٍ:4. مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيمة. سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ5. وَسَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَارِظِيُّ6. (وكان ثقة7، وله أحاديث) 8.

_ 1 توفي سنة ثماني عشرة ومائة. (انظر: تهذيب التهذيب 10/192) . 2 وقال ابن حجر: "صدوق ربما وهم، وقد أخرج له الجماعة عدا مسلم". (انظر: تقريب التهذيب 340) . 3 تهذيب التهذيب 10/192. 4 قيل هذا، وقيل: ابن أبي ذؤيب. ونقل السخاوي عن ابن حبان قوله: وهِم من قال ابن أبي ذؤيب. (انظر: الجرح والتعديل1/1/183. وتهذيب التهذيب 1/312. والتحفة اللطيفة 1/213) . 5 هو عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي، أبو يسار الثقفي مولاهم، ثقة رُمي بالقدر ربما دلس. مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 191) . 6 ستأتي ترجمته رقم 160. 7 ووثقه الدارقطني، وأبو زرعة، وابن حجر، وقد أخرج له النسائي. (انظر: الجرح والتعديل 1/1/183، وتهذيب التهذيب 1/312. وتقريب التهذيب 34) . 8 تهذيب التهذيب 1/312، والتحفة اللطيفة 1/312، ويحذف (وله أحاديث) .

وأخوه 50- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن ذُؤَيْبٍ1، وَقَدْ رُوي عَنْهُ أَيْضًا2. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ3. وَإِنَّمَا عُرف بِأَخِيهِ 51- مُسْلِمُ بنُ جُندُب الهُذَلي وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (وَكَانَ كَبِيرًا) 4. وسمع من عبد الله بن عمر، [160/ أ] وَأَصْحَابِ عُمَرَ، وَأَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ وَغَيْرِهِ5. (وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ6 بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) 7.

_ 1 انظر: ترجمة أخيه السابقة. 2 وقد سمع عبد الله بن الزبير. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/313) . 3 ذكره كل من البخاري، وابن حاتم، وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/151. والجرح والتعديل 3/2/313) . 4 تهذيب التهذيب 10/124. 5 مولى عمر بن الخطاب، ثقة مخضرم مات سنة ثمانين وقيل بعد سنة ستين، وهو ابن أربع عشرة ومائة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الإصابة 1/38،104. وتقريب التهذيب 31) . 6 وكانت خلافة هشام (100-125هـ) وحدد خليفة، وابن حبان وفاة مسلم سنة ست ومائة. وأرخها الذهبي، بعد سنة عشر ومائة تقريباً. (انظر: تاريخ الخليفة 337،338، ومشاهير علماء الأمصار 75. ومعرفة القراء للذهبي 1/67) . 7 تهذيب التهذيب 10/124.

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ1: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَزَقَ مُسْلِمَ بْنَ جُنْدُب دِينَارَيْنِ (وَكَانَ قَبْلَ ذلك يقضي بغير رزق) 2. 52- نَافِع مَوْلَى عَبْدِ الله ابن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وكان من أهل أَبَرْ شهر7، أصابه عبد الله في غَزاته) 8.

_ 1 ستأتي ترجمة مالك رقم 372. 2 تهذيب التهذيب 10/124. 3 سعيد بن المسيب، إمام التابعين وفقيههم، مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين. وأخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 126) . 4انظر معرفة القراء للذهبي 1/66. 5ستأتي ترجمته رقم 219. 6قال ابن حجر: "مسلم بن جندب الهذلي القاصّ، ثقة فصيح قارئ. أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد، والترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 335) . 7أَبْرَ شَهْر: بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الراء بعدها شين معجمة مفتوحة تليها هاء ساكنة. وهي كلمة فارسية، معنى (أبر) : (الغيم) ، و (شهر) البلد. وقيل إنها اسم لمدينة نيسابور بخراسان. (انظر: مراصد الإطلاع 1/11. ومعجم البلدان 1/65) . 8تاريخ دمشق 17/2/257أ، أخرجها ابن عساكر من طريق الحارث بن أبي أسامة. عن ابن سعد به. ويضع 0 (أبرهشر) بدل (أبر شهر) .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيم1 وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ] 2 عُقْبَةَ3 وَأَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ4، قَالُوا: "كَانَ كِتَابُ نَافِعٍ الَّذِي سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي صَحِيفَةٍ، فَكُنَّا نَقْرَأَهَا عَلَيْهِ فَنَقُولُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّا قَدْ قَرَأْنَا عَلَيْكَ فَنَقُولُ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ فَقَالَ: نَعَمْ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ [160/ب] أَبِي نُعَيم يَقُولُ: " [إِذَا] 5 أَخْبَرَكَ أَحَدٌ أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا قَرَأَ عَلَيْهِ نَافِعٌ فَلَا تُصَدِّقْهُ كَانَ أَلْحَن مِنْ ذَلِكَ"6. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ7، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد8، عن

_ 1ستأتي ترجمته رقم 382. 2التكملة من طبقات ابن سعد 5/418. 3مدني ثقة، توفي في خلافة المهدي (158-169هـ) . (انظر: تقريب التهذيب 31) . 4هو عبد الملك بن عبد العزيز و – قيل ابن عبد الله- بن أبي فروة المدني، واسم أبي فروة: هارون بن الأشعت البخاري. ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/423. والجرح والتعديل 2/2/355) . 5التكملة يقتضيها السياق. 6قال الذهبي: كان في نافع لكنة وعجمة أه. واللحن: الميل عن صحيح النطق. (انظر: سير أعلام النبلاء 5/98 طبعة 1981م. وتاج العروس 9/331. مادة: لَحَنَ) . 7عارم لقبه. واسمه محمد الفضل (أبو النعمان) السدوسي البصري، شيخ البخاري. وكان ثقة ثبتاً تغير في آخره. توفي سنة وعشرين وقيل: سنة أربع وعشرين ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 315) . 8حماد بن زيد بن درهم أبو إسماعيل الأزرق الجهضمي البصري الضرير، مولى آل جرير بن حازم. وكان حافظاً ثقةً ثبتاً فقيهاً عابداً. ولد سنة ثمان وتسعين وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 82) .

عُبَيْدِ اللَّهِ1 قَالَ: "كَانَ نَافِعٌ لَا يُفَسِّرُ"2. قَالَ: أُخبرت عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ3: "كُنَّا نَرُدُّ نَافِعًا عَنِ اللَّحْنِ فَيَأْبَى"4. قَالَ سُفْيَانُ: "أَيُّ حَدِيثٍ أَوْثَقُ مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ"5. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ نَافِعًا إِلَى مِصْرَ يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ6. قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ،وَغَيْرُهُ: "وَقَدْ رَوَى نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، ورُبَيْع بِنْت مُعَوَّذ7، وصَفِيَّة بِنْتِ أَبِي عبيد8 وأسلم مولى عمر بن الخطاب.

_ 1ستأتي ترجمة عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم رقم 286. 2يعني ليس بفصيح. وهذا يفهم من جمع النصوص المذكورة قبله وبعده. 3هو إسماعيل بن أمية صاحب الترجمة88. 4في الأصل، وتاريخ دمشق 17/2/259 أ: (كنا نريد نافعً على اللحن فيأبى) . والذي أثبته من سير أعلام النبلاء 5/99، وفيه إضافة: (إلا الذي سمعته) . والإضافة وردت في تاريخ دمشق أيضاً. 5انظر تاريخ دمشق 17/2/259 أ. وتهذيب التهذيب10/414. 6أوردها كل من الذهبي وابن حجر، نقلاً عن عبيد الله. وذكرها ابن كثير بدون إسناد. (انظر: تذكرة الحفاظ 1/100، والبداية والنهاية 9/319، وتهذيب التهذيب 10/414) . 7 الأنصارية النجارية. صحابية جليلة. من المبايعات تحت الشجرة. (انظر: طبقات ابن سعد 8/447، والإصابة 4/300) . 8 هي صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية، زوج عبد الله بن عمرو، قيل: "لها إدراك وأنكره الدارقطني. وأوردها ابن سعد فيمن لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن حجر: قال العجلي: "ثقة". وزاد ابن حجر: "فهي من الثانية". (انظر: طبقات ابن سعد 8/472. والإصابة 4/351. وتقريب التهذيب 470) .

وَكَانَ ثِقَةً1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَمَاتَ نَافِعٌ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ2، فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ"3. 53 سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُري4 مَوْلَى بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنانة. رَوَى عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ5، وَجُبَيْرِ بْنِ مُطعم6، وَأَبِي شُريح الْكَعْبِيِّ7 وَأَبِي هُرَيْرَةَ8، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ9، وابن عمر10، وعبد الرحمن

_ 1 اتفق النقاد على توثقيه وإتقانه وحفظه، وكان فقيهاً. قال البخاري: أصح الأسانيد مالك، عن نافع، عن ابن عمر. وقالوا: هذه سلسلة الذهب وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والتاريخ الكبير للبخاري 4/2/84. والجرح والتعديل 4/1/451. ومشاهير علماء الأمصار 80. ووفيات الأعيان 5/367. وتذكرة الحفاظ 1/99. والبداية والنهاية 9/319. وتهذيب التهذيب 10/412. وتقريب التهذيب 355) . 2 وقيل مات سنة تسع عشرة ومائة. وقيل: سنة عشرين ومائة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/83. ومشاهير علماء الأمصار 80. ووفيات الأعيان 5/368. والبداية والنهاية 9/319. وتقريب التهذيب 355) . 3 تاريخ دمشق 17/2/257 أ. وتذكرة الحفاظ 1/100 فيه: (ومات ... ومائة) . وتهذيب التهذيب 10/413 فيه: (وكان ثقة كثير الحديث) . 4 لقب أبو سعيد بالمقبري لسكناه بجانب المقبرة في المدينة، أو, لأنه كان يحفر القبور. (انظر: تهذيب التهذيب 8/453. والتحفة اللطيفة 2/155) . 5 جميعهم من الصحابة رضي الله عنهم. (انظر: الإصابة) . 6جميعهم من الصحابة رضي الله عنهم. (انظر: الإصابة) . 7جميعهم من الصحابة رضي الله عنهم. (انظر: الإصابة) . 8جميعهم من الصحابة رضي الله عنهم. (انظر: الإصابة) . 9جميعهم من الصحابة رضي الله عنهم. (انظر: الإصابة) . 10جميعهم من الصحابة رضي الله عنهم. (انظر: الإصابة) .

[161/أ] ابن أبي سعيد الخدري1، وسعيد بن يسار2، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ3، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ4، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ5، وعُبيد بْنِ جُريج6، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ7، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهران8، وَالْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ9، وَعَنْ أَبِيهِ10، وَعَنْ أَخِيهِ عبَّاد بن أبي سعيد11.

_ 1 عبد الرحمن هذا، ثقة، مات سنة اثنتي عشرة ومائة، وله سبع وسبعون. (انظر: تقريب التهذيب 202) . 2 أبو الحُباب – بضم الحاء المهملة- المدني، مولى الحسن بن علي، وقيل: مولى لغيره. ثقة متقن. مات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل قبل ذلك. (انظر: تقريب التهذيب 127) . 3 ابن العوام الأسدي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه مشهور مات سنة أربع وتسعين على الصحيح. ومولده في أوائل خلافة عمر بن خطاب. (انظر: تقريب التهذيب 238) . 4 ابن عوف الزهري المدني، قيل اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل. ثقة مكثر. ولد سنة بضع وعشرين وتوفي سنة أربع وتسعين. (انظر: تقريب التهذيب 409) . 5 أبو رافع المدني المخزومي، ثقة من الثالثة. (انظر: تقريب التهذيب 173) . وأم سلمة هي زوج النبي صلى الله عليه وسلم. 6 المكي، ثم المدني، مولى بني تميم، ثقة من الثالثة. (انظر: تقريب التهذيب 228) . 7 الأنصاري المدني ثقة مات سنة خمس وتسعين. (انظر: تقريب التهذيب 185) . 8 ستأتي ترحمته رقم 217. 9 الكِناني المدني. ثقة من الرابعة. (انظر: تقريب التهذيب 282) . 10 هو كيسان بن سعيد أبو سعيد المقبري المدني، مولى أم شريك، وهو الذي يقال له صاحب العباس. ثقة ثبت مات سنة مائة. (انظر: تقريب التهذيب 287) . 11 عباد بن أبي سعيد المقبري، مقبول من الثالثة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، حديثاً واحداً في الاستعاذة من علم لا ينفع، رواه عنه أخوه سعيد صاحب هذه الترجمة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/36. وسنن أبي داود 2/192. كتاب الصلاة. حديث 1548. وسنن النسائي 8/263. كتاب الاستعاذة باب الاستعاذة من نفس لا تشبع 16. وسنن ابن ماجه 2/161. كتاب الدعاء 34 باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم 2 حديث 3837. وتهذيب التهذيب 5/94. تقريب التهذيب 163) .

وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ثِقَةً1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّهُ كَبُرَ وَبَقِيَ حَتَّى اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ23. وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثلاث وعشرين4 ومائة5.

_ 1 وثقه النقاد، وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/1/474. وتذكرة الحفاظ 1/116. وميزان الاعتدال 2/139. وجامع التحصيل للعلائي 23. وتهذيب التهذيب 4/38 وتقريب التهذيب 122) . 2 وقاله ابن حبان في الثقات، ويعقوب بن شيبة، والواقدي. ونفى الذهبي وقوع الاختلاط له، ثم قال: "ما أحسب أن أحداً أخذ عنه في الاختلاط". (انظر: ميزان الاعتدال 2/139. وتهذيب التهذيب 4/38) . 3 تذكرة الحفاظ 1/117. ويحذف (كثير الحديث) ثم يقول: قال بعضهم: "كبر وبقي ... الخ"، وميزان الاعتدال 2/139،وتهذيب التهذيب 4/38،ويحذف: "كثير الحديث ... الخ" وينقل خبر اختلاطه عن الواقدي. انتهى. والتحفة اللطيفة 2/155. ويحذف (كثير ... حتى) . 4 قيل هذا. وقيل: في أول خلافة هشام. وقيل: سنة سبع عشرة ومائة. وقيل: سنة خمس وعشرين ومائة. وقال خليفة: سنة ست وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 368. وتذكرة الحفاظ 1/117. وتهذيب التهذيب 4/39. وتقريب التهذيب 122) . 5 تهذيب التهذيب 4/39. ويضيف (آخر) بعد (ومات في) ويحذف (بالمدينة) .

54- عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مُقْسَم رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ1، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ2 اللَّهِ3. 55- عُمَرُ بنُ الحَكَمِ أَبُو الوَلِيد مَوْلَى عَمْرِو بْنِ خِراش. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ4. 56- أَبُو وَهَبِ5 مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، (وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ6) 7. رَوَى عَنْهُ أبو مَعشر8.

_ 1 صحابين جليلان. 2صحابين جليلان. 3 وكان عبيد الله بن مقسم القرشي، مولى لشريك بن عبد الله أبي نمر المدني، وكان ثقة. وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 5/597. وتقريب التهذيب 227) . 4 وروى عنه ابن أبي ذئب. (انظر: الكنى والأسماء لمسلم 57 ب) . 5 وقيل: أبو معشر، والصواب ما أثبته ابن سعد. (انظر: تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة 341) . 6 وذكره ابن أبي حاتم، وابن حجر، وسكتا عنه. وذكرا روايته عن أبي هريرة وعنه أبو معشر، وقال ابن حجر: أخرج له الإمام أحمد في مسنده. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/451. وتعجيل المنفعة 341-345) . 7 تعجيل المنفعة 345. 8 هو نجيح بن عبد الرحمن المدني.

57- صَالِحُ بنُ أَبِي صَالِح. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الله مولى التَوْأَمة، وهي بنت أمية بن خَلَفٍ الجُمَحِي -وَكَانَتْ مَعَهَا أُخْتٌ لَهَا فِي بَطْنٍ فَسُمِّيَتْ تِلْكَ بِاسْمٍ وَسُمِّيَتْ هَذِهِ التَّوْأَمَةَ فَهِيَ أَعْتَقَتْ أَبَا صَالِحٍ وَاسْمُهُ نَبهان. وَقَدْ رَوَى صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَانَ قَدِيمًا، وَبَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ1. وَلَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ، رأيتهم يهابون حديثه23 [161/ب] . 58- أبو عَمْرو ابن حِمِاس مَوْلَى بَنِي لَيث بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنانة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بن

_ 1 وكذا قال خليفة: وقيل: سنة ست وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 362، وتقريب التهذيب 151، وتهذيب التهذيب 4/406) . 2 وتركه شعبة، وقال القطان: لم يكن بثقة. وتردد فيه قول ابن معين وضعفه أبو زرعة والنسائ، ووثقه العجلي. وقال ابن حبان: اختلط حديثه الأخير بالقديم فاستحق الترك. وقال ابن عدي: "لا بأس برواية القدماء عنه –بمعنى أنه ثقة قبل تغيره، إذا أمكن التمييز بين حديثه المتقدم والمتأخر، ووإلاَّ ترك، والله أعلم- علماَّ بأن ابن حبان حدد تأريخ اختلاطه سنة خمس وعشرين ومائة. وأخرج له الأربعة عدا النسائي". (انظر: التاريخ لابن معين 2/266، والتاريخ الكبير للبخاري 2/2/291. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/33. والضعفاء والمتروكين للنسائي 57. والجرح والتعديل 2/1/416. والمجروحين لابن حبان 1/365. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/305. وميزان الاعتدال 2/302. وتهذيب التهذيب 4/404. وتقريب التهذيب 150. والتحفة اللطيفة 2/236) . 3 تهذيب التهذيب 4/406.

طَحْلَاءَ1، عَنْ أَبِيهِ2، قَالَ: "كَانَ أَبُو عَمرو بْنُ حِماس رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ. قَلِيلَ الْحَدِيثِ3، وَكَانَ مُتَعَبِّدًا مُجْتَهِدًا يُصَلِّي اللَّيْلَ وَكَانَ شَدِيدَ النَّظَرِ إِلَى النِّسَاءِ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ بَصَرَهُ، فَذَهَبَ بَصَرُهُ، فَلَمْ يَحْتَمِلِ الْعَمَى، فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهَ عَلَيْهِ، فَبَيْنَا هُوَ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَى الْقِنْدِيلِ، فَدَعَا غُلَامَهُ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قال: القنديل قال: وذاك؟ قال: وذاك، قال: وذاك؟ يعد قناديل المسجد فخر سَاجِدًا شُكْرًا لِلَّهِ إِذْ رَدَّ عَلَيْهِ بَصَرَهُ قَالَ: فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا رَأَى الْمَرْأَةَ طَأْطَأَ رَأْسَهُ. قَالَ وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ4 فَإِذَا صَلَّى الْمَغْرِبَ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَفْطَرَ، قَالَ فَيَفْتُرُ، قَالَ: فَتَغْلِبُهُ عَيْنَاهُ فَيَنَامُ فَكَانَ أَكْثَرَ ذَلِكَ تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ". 59- سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْد مَوْلَى سَمُرَة بْنِ جُنْدُب5 الْفَزَارِيِّ وَدَعْوَتُهُمْ فِي بَنِي الأَبْجَر، وَهُوَ خُدُرَة بْنُ عوف، لمحالفة سَمُرَة بن جُندب إياهم.

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 368. 2 هو محمد بن طحلاء المدني، صدوق من السابعة. (انظر: تقريب التهذيب 302) . 3 وقال ابن حجر: "مقبول مات سنة تسع وثلاثين ومائة. وقد أخرج له أبو داود". (انظر: تقريب التهذيب 419) . 4تهذيب التهذيب 12/178. أورد ذلك مختصراً. ويحذف الإسناد. 5 سمرة – بضم الميم وفتح الراء - بن جندب، حليف الأنصار. صحابي جليل مات بالبصرة سنة ثمان وخمسين. (انظر: الإصابة 2/78. وتقريب التهذيب 137) .

(توفي بالمدينة [162/أ] فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ1.وله أحاديث صالحة2) 60- أبُو جَعْفَرِ القَارِيء وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ4، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ5 عَتَاقَةَ6. وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمَا، وكان إمام أهل المدينة في

_ 1 وكانت خلافة هشام ما بين سنتي (105-125هـ) . ونقل ابن حجر عن ابن قانع أنه مات سنة ست عشرة ومائة. (انظر طبقات خليفة 264. وتهذيب التهذيب 4/94. وتقريب التهذيب 126) . 2وكان ثقة أرسل عن أبي موسى الأشعري، وقيل عن أبي هريرة، وعلي بن أبي طالب وقد أرخج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. وجامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي 224. وتهذيب التهذيب 4/93. وتقريب التهذيب 126) . 3تهذيب التهذيب 4/93. والتحفة اللطيفة 2/161. ويحذف (بالمدينة) ويحذف أيضاً (وله ... الخ) . 4وقيل: فيروز بن القعقاع. وقيل: جندب بن فيروز. وما قاله ابن سعد هو الأشهر. (انظر: تهذيب التهذيب 12/58) . 5القرشي، كنيته أبو الحارث. صحابي جليل، ولد في الحبشة لما هاجر أبوه إليها. (انظر: الاستعياب 3/961. والإصابة 2/356) . 6أي أن ابن عياش أعتقه وأخرجه من الرق. (انظر: النهاية لابن الأثير 3/179. وتاج العروس 7/3. مادة: عَتَقَ) .

القراءة فسمي القارىء بِذَلِكَ وَكَانَ ثِقَةً1 قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَتُوُفِّيَ فِي2 خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ3 مُحَمَّدٍ4. 61- إبرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ الله ابن حُنَيْن، مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. رَوَى عنه الزهري5، (وكان ثقة6 قليل الحديث) 7.

_ 1 ووثقه ابن معين، والنسائي، وابن حجر. وكان أحد القراء العشرة. وقد أخرج له أبوداود. (انظر: ترتيب اليهثمي لثقات العجلي. ومشاهير علماء الأمصار 76. ووفيات الأعيان 6/274. والقراء الكبار للذهبي 1/58. وتهذيب التهذيب 12/58. وتقريب التهذيب 399) . 2 ووافقه خليفة في تاريخه، وابن قتيبة، وابن حبان، وأرخها خليفة أيضاً سنة ثلاثين ومائة وقيل قبل ذلك بسنتين. وقيل بعد ذلك بثلاث سنوات. (انظر: تاريخ خليفة 405. وطبقاته 262. والمعارف لابن قتيبة 528. ومشاهير علماء الأمصار 76. والقراء الكبار للذهبي 2/58) . 3 هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، يقال له الحمار، ويلقب بالجعدي، آخر خلفاء بني أمية. ولد بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين. وكانت خلافته من سنة سبع وعشرين ومائة إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (انظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبة 2/113. وتاريخ الخلفاء للسيوطي 254) . 4 تهذيب التهذيب 12/58. 5 ستأتي ترجمة الزهري رقم 70. 6 ووثقه النسائي، وابن حبان، وابن حجر، والسخاوي، توفي سنة بضع ومائة وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ثقات ابن حبان –أتباع التابعين- 3/2 أ. ومشاهير علماء الأمصار 129. وتهذيب التهذيب 1/133. وتقريب التهذيب 21. والتحفة اللطيفة 1/125) . 7 تهذيب التهذيب 1/134.

62- عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ1 مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّة، وَاسْمُ أَبِي سَلَمة دِينَارٌ2. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ كَاتِبًا لِأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمرو بْنِ حَزْمٍ. وَهُوَ وَالِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ3. وَأَخُوهُ: 63- (يَعْقُوبُ بنُ أَبِي سَلَمَة وَيُكَنَّى أَبَا يُوسُفَ، وَهُوَ المَاجِشُون4، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ هو وولده5،

_ 1 ويعرف بالماجشون. والد عبد العزيز بن عبد الله الماجشون الفقيه، وسيأتي تفصيل هذا اللقب في الترجمة التالية. (انظر: التحفة اللطيفة 2/330) . 2 ويقال: اسمه ميمون (المصدر السابق) . 3 ووثقه النسائي، وابن حجر، وذكره ابن حبان في المشاهير. وتوفي ستة ست ومائة. وقد أخرج له الإمام مسلم وأبو داود والنسائي. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 137. وتهذيب التهذيب 5/243. وتقريب التهذيب 176. والتحفة اللطيفة 2/330) . 4 الماجشون: قال ابن حجر: "يفتح بالجيم. وقيل بكسرها ثم المعجمة مضمومة آخرها نون. وهو معرّب من ماء كون، أي شبه القمر. سمي به لحمرة وجنتيه. وقيل معناه: الورد وقيل: أحمر اللون. وقال صاحب التاج، بضم الجيم والشين المعجمة. هو لقب ليعقوب بن أبي سلمة وولده. وضع في الأصل للثياب المصبغة". (انظر: مشاهير علماء الأمصار لابن حبان 80. وتاج العروس 4/348.وتهذيب التهذيب 11/388) . 5 من ولده عبد العزيز، ويوسف. (انظر: تهذيب التهذيب 11/388) .

يُعْرَفُونَ جَمِيعًا بالماجِشُون وَكَانَ فِيهِمْ رِجَالٌ لَهُمْ فِقْهٌ، وَرِوَايَةٌ لِلْحَدِيثِ، وَالْعِلْمِ، وَلِيَعْقُوبَ أَحَادِيثُ يَسِيرَةٌ1) 2. 64- مُسْلِمُ بنُ أَبِي حُرَّة مَوْلًى لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم [162/ب] سَمَاعًا، وَرَوَى عَنْهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ3، (وَكَانَ قَلِيلَ4 الْحَدِيثِ) 5. 65- إِسْحَاقُ بنُ يَسَار مَوْلَى قَيْسِ بْنِ مَخرمة بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ إِسْحَاقَ6، صَاحِبُ الْمَغَازِي. وَقَدْ رُوي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يسار7. ويذكرون أن يساراً كان

_ 1 قال ابن حجر: "صدوق مات بعد العشرين ومائة. وقد أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه". (انظر: تهذيب التهذيب 386) . 2 تهذيب التهذيب 11/388. 3 ستأتي ترجمته رقم 225. 4 وقال ابن حجر: "مقبول. وقد أخرج له النسائي في اليوم والليلة". (انظر: تقريب التهذيب 335) . 5 تهذيب التهذيب 10/128. 6 ستأتي ترجمته رقم 330. 7 روى عنه ابنه محمد بن إسحاق، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وكان ثقة من الثالثة. وقد أخرج له أبو داود في المراسيل". (انظر: تهذيب التهذيب 1/257. وتقريب التهذيب 30) .

من سبي عين التمر1، الذين بَعَثَ بِهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِالْمَدِينَةِ2. وَأَخُوهُ: 66- موُسَى بنُ يَسَار وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا3، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَخُوهُمَا: 67- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يَسَار وقد روي عنه أيضاً4.

_ 1 عين التمر: بلد في العراق، قريب من الأنبار، غربي الفرات والكوفة، فتحها خالد بن الوليد عنوةً أيام الصديق رضي الله عنهما. سنة اثنتي عشرة. (انظر: مراصد الاطلاع 2/977. ومعجم البلدان 4/176) . 2 وكان ذلك سنة اثنتي عشرة من الهجرة. (انظر: تاريخ خليفة 117-118) . 3 روى عنه: ابن أخيه محمد بن إسحاق، وعبيد الله بن عمر العمري، وأبو معشر وغيرهم، وكان ثقةً، وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة عدا الترمذي. (انظر: تهذيب التهذيب 10/377. وتقريب التهذيب 353) . 4 روى عنه ابن أخيه محمد بن أسحاق. وهو عن عبيد الله بن أبي رافع. وثقه ابن معين. وأخرج له الإمام أحمد في مسنده. (انظر: الجرح والتعديل2/2/301. وتعجيل المنفعة 173) .

68- الوَلِيدُ بنُ رَبَاح. مَوْلَى الدَّوْسيين1. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَى عَنْهُ كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ2، وَغَيْرُهُ3. 69- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نِسْطَاسٍ4 رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَوَى عَنْهُ هَاشِمُ بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص5. آخر الطبقة الثالثة والحمد لله وحده وصلاته على نبيه محمد وآله وصحبه وسلامه. [163/أ] .

_ 1 مولى ابن أبي ذُابا، الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي ذباب الدوسي الذي ستأتي ترجمته رقم 273. (انظر: تهذيب التهذيب 11/133) . 2 ستأتي ترجمة كثير بن زيد 356. 3 وممن روى عنه ابناه: محمد، ومسلم، وكان الوليد صدوقاً، مات سنة سبع عشرة ومائة. وقد أخرج له البخاري معلقاً والأربعة عدا النسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 11/132. وتقريب التهذيب 369) . 4 عبد الله بن نِسطاس: بكسر النون في (نسطاس) مولى كِندة - بكسر الكاف- وقيل: هو أخو عبد الله بن بسطام شيخ الزهري، وقيل: هو ابن يسار وقيل: هو مولى آل كثير بن الصلت. وقيل: كان نِسطاس جاهلياً مولى أبيّ بن خلف. وقد وثقه النسائي. وقال الذهبي لا يُعرف. (انظر: ميزان الاعتدال 2/515. وتهذيب التهذيب 6/55-56. وتقريب التهذيب 192) . 5 ستأتي ترجمة هاشم رقم 297.

الطبقة الرابعة: من التابعين من أهل المدينة

الطَبَقَةُ الرَّابِعةُ: مِنَ التَابعين مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ 70- الزُهْرِيُّ1 وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبيد الله بن عبد الله الأصغر بن شهاب ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّة2. وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الله الْأَكْبَرِ بْنِ شِهَابٍ3، وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ4، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: "نَشَأْتُ وَأَنَا غُلَامٌ لَا مَالَ لِي مُقطَعاً، مِنَ الدِّيوَانِ5، وَكُنْتُ أَتَعَلَّمُ نَسَبَ قَوْمِي مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيرْ الْعَدَوِيِّ6 وكان عالماً

_ 1 وقد عقد ابن سعيد ترجمة للزهري في (ذكر من كان يفتي بالمدينة بعد أصحاب رسول لله صلى الله عليه سلم) . (انظر: طبقات ابن يعد 2/388) . 2 وفي طبقات خليفة 261: يحذف (ابن عبد الله الأصغر) ، و (ابن حارث) و (بن مرة) . وفي المعرف لابن قتيبة 472: يحذف (الأصغر) ، و (مرة) وأثبته كل من: ابن حزم في جمهرة أنساب العرب 128-130. وابن حجر في التهذيب 9/444، ويحذف (الأصغر) . 3 قال خليفة في طبقاته 261: "أمه ابنة أهبان بن أفصى بن عُذرة بن صخر بن يمر بن قدامة بن عدي ... بن كنانةُ". 4 ستأتي ترجمته رقم 403. 5 الديوان: الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجنود والكُتَّاب ومكانهم. (انظر: المعجم الوسيط 305) . 6 عبد الله بن ثعلبة بن صعير -مصغر- العدوي، له صحبة. توفي سنة سبع أو تسع وثمانين وقيل غير ذلك. (انظر: الإصابة 2/285) .

بِنَسَبِ قَوْمِي وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِمْ وَحَلِيفُهُمْ1، فَأَتَاهُ، رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنَ الطَّلَاقِ فَعَيِيَ بِهَا وَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَلَا أُراني مَعَ هَذَا الرَّجُلِ الْمُسِنِّ يُعقل أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ2 وَهُوَ لَا يَدْرِي مَا هَذَا! فَانْطَلَقْتُ مَعَ السَّائِلِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ، فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدٍ وَتَرَكْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ، وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ3، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عبد الرحمن بنت بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ حَتَّى فَقَهْتُ. فَرَحَلْتُ إلى الشام فدخلت مسجد دمشق في [163/ب] السَّحَرِ فأممَّت حَلْقَةً وِجَاهَ الْمَقْصُورَةِ4 عَظِيمَةً فَجَلَسْتُ فِيهَا، فنسَّبني الْقَوْمُ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ، قَالُوا: "هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِالْحُكْمِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِ عُمَرَ بن الخطاب في أمهات

_ 1 ذكر ابن حجر خبر تعلم الزهري علم النسب من خاله، وأن البخاري أخرجه بسند صحيح. (انظر: الإصابة 2/285) . 2 الحديث ضعيف الإسناد، لوجود الواقدي فيه، وقد أخرجه كل من: (أ) البخاري في موضعين من صحيحه 3/45، 4/75. 1-كتاب المغازي. باب 55. لفظه: "وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد مسح وجهه عام الفتح". من طريق الزهري. 2- كتاب الدعوات. باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح روؤسهم 31. من طريق الزهري، قال: أخبرنا عبد الله بن ثعلبة بن صُعير – وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مسح عنه- أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة. (ب) والإمام أحمد في مسنده 5/432. من طرق ثلاث تنتهي إلى الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعير. وبأسانيد رجالها ثقات. وبألفاظ مقاربة للفظ البخاري. ويضيف (واحدة لا يزيد عليها حتى يقوم من جوف الليل) . 3 ابن مسعود أبو عبد الله الهذلي المدني أحد الفقهاء السبعة وكان ثقة ثبتاً. توفي سنة ثمان وتسعين. (انظر: تقريب التهذيب 225) . 4 المقصورة: جمعها مقاصر ومقاصير، وهي من مقام الإمام. (انظر: لسان العرب: 5/100، وتاج العروس 3/495. مادة قَصَرَ) .

الْأَوْلَادِ"1 فَقَالَ لِي الْقَوْمُ: "هَذَا مَجْلِسُ قَبِيصة بْنِ ذُؤَيْبٍ2. وَهُوَ جَائِيكَ وَقَدْ سَأَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ هَذَا وَسَأَلَنَا فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ عِلْمًا، فَجَاءَ قَبِيصَةُ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فنسَّبني فَانْتَسَبْتُ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَنُظَرَائِهِ فَأَخْبَرْتُهُ"، قَالَ: فَقَالَ: "أَنَا أُدْخِلُكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فصلَّى الصُّبْحَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَجَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ سَاعَةً حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ خَرَجَ" فَقَالَ: "أَيْنَ هَذَا الْمَدِينِيُّ الْقُرَشِيُّ؟ " قَالَ قلت: "ها أنا ذا"، قَالَ: "فَقُمْتُ حَتَّى3. فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ"، قَالَ: "فَأَجِدُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمُصْحَفَ قَدْ أَطْبَقَهُ وَأَمَرَ بِهِ يُرفع وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ قَبِيصَةَ جَالِسٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ". فَقَالَ: "مَنْ أَنْتَ؟ " قُلْتُ: "مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهاب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة". فَقَالَ: "أوَّه، قَوْمٌ يُغَارّون4 فِي الْفِتَنِ"، -قَالَ: "وَكَانَ مسلم بن عبيد اللَّهِ مَعَ الزُّبَيْرِ"- ثُمَّ قَالَ: "مَا عِنْدَكَ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ"، فَقُلْتُ: "حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن المسيب" [164/أ] ، فَقَالَ: "كَيْفَ سَعِيدُ وَكَيْفَ حَالُهُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ". ثُمَّ قُلْتُ: "وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ"، قُلْتُ: "وَحَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَسَأَلَ عَنْهُ قُلْتُ: وحدثني عبيد الله بن

_ 1 قول عمر في أمهات الأولاد: "أمر بأمهات الأولاد أن يقوَّمن في أموال أبنائهن بقيمة عدل ثم يعتقن. وبقي على ذلك فترة من خلافته، ثم حدث له رأي آخر، فقال: (أيما أمريء كانت عنده أم ولد فملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرة لا سبيل له عليها". (انظر: المعرفة والتاريخ 1/628. والبداية والنهاية 9/346) . 2 ابن حلحلة –بمهملتين مفتوحتين بينهما لامٌ ساكنة- الخزاعي أبو سعيد، أو أبو إسحاق المدني نزيل دمشق مات سنة بضع وثمانين. (انظر: تقريب التهذيب 281) . 3 في الأصل أحال على الحاشية، وليست فيها الكلمة. 4 يُغارّون في الفتن: يخدعون الناس للوقوع فيها. (انظر: المحكم والمحيط 5/219. وتاج العروس 3/445. مادة غَرَرَ) .

عبد الله بن عقبة، فَسَأَلَ عَنْهُ، ثُمَّ حَدَّثَتْهُ الْحَدِيثَ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ"1. قَالَ: "فَالْتَفَتَ إِلَى قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، فَقَالَ: هَذَا يُكتب بِهِ إِلَى الْآفَاقِ". قَالَ: فَقُلْتُ: "لَا أَجِدُهُ أَخْلَا مِنْهُ السَّاعَةَ ولعليَّ لَا أَدْخَلُ بَعْدَ هَذِهِ الْمَرَّةِ، فَقُلْتُ: إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ رَحِمِي وَأَنْ يَفْرِضَ لِي فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِي -فَإِنِّي رَجُلٌ مُقْطَعٌ لَا دِيوَانَ- فَعَلَ. فَقَالَ أَيُّهَا الْآنُ! امْضِ لِشَأْنِكَ. قَالَ: فخرجت والله موئساً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَرَجْتُ لَهُ وَأَنَا وَاللَّهِ حينئذٍ مُقلُّ مُرملٌ2، فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ قَبِيصة فَأَقْبَلَ عليَّ لَائِمًا لِي فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي أَلَا اسْتَشَرْتَنِي، قُلْتُ: ظَنَنْتُ وَاللَّهِ أَنْ لَا أَعُودَ إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَقَامِ، قَالَ: وَلِمَ ظَنَنْتَ ذَاكَ؟ تَعُودُ إِلَيْهِ، فَالْحَقْ بِي، أَوْ قَالَ: آتِنِي فِي الْمَنْزِلِ. قَالَ: فَمَشَيْتُ خَلْفَ دَابَّتِهِ وَالنَّاسُ يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ، فقلَّ مَا لَبِثَ حَتَّى خَرَجَ إليَّ خَادِمٌ برقعةٍ فِيهَا: هَذِهِ مِائَةُ دِينَارٍ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِهَا وبغلة تركبها، وغلام يكون معك يخدمك [164/ب] وَعَشَرَةُ أَثْوَابٍ كِسوة"3. قَالَ: "فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ مِمَّنْ أَطْلُبُ هَذَا؟ " فَقَالَ: "أَلَا تَرَى فِي الرُّقْعَةِ اسْمَ الَّذِي أَمَرَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ؟ " قَالَ: "فَنَظَرْتُ فِي طَرَفِ الرُّقْعَةِ فَإِذَا فِيهَا تَأْتِي فُلَانًا فَتَأْخُذَ ذَلِكَ مِنْهُ" قَالَ: "فَسَأَلْتُ عَنْهُ"، فَقِيلَ: "هَا هُوَ ذَا، هُوَ قَهْرُمَانَهِ4، فَأَتَيْتُهُ بِالرُّقْعَةِ" فقال: "نعم فأمر لي بذلك من

_ 1 القول في أمهات الأولاد. آنفاً. 2 المُرْمِل: الرجل الذي نفذ زاده في السفر وافتقر. (انظر: غريب الحديث لابن قتيبة 1/465. والمعجم الوسيط 1/374 مادة رَمَلَ) . 3 أخرج هذا الخبر مختصراً الفسوي، وأبو نعيم، من طريق آخر عن ابن أبي فروة عن الزهري، وأورده ابن كثير من نفس الطريق. من دخول الزهري مسجد دمشق مع تفصيل لقول عمر بن الخطاب في أمهات الأولاد. (انظر: المعرفة والتاريخ 1/626-629. وحلية الأولياء 3/367، والبداية والنهاية 9/346) . 4 قهرمانة: بفتح القاف وضمها –أمين الخليفةوكيله على دخله وخرجه. (انظر: المعجم الوسيط 764. مادة قَهَرَ) .

سَاعَتِهِ فَانْصَرَفْتُ وَقَدْ رَيَّشني1 وَجَبَرَنِي"2، قَالَ: "فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَأَنَا عَلَى بَغْلَتِهِ، وَسِرْجِهَا3 فَسِرْتُ إِلَى جَانِبِهِ" فَقَالَ: "احْضُرْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أُوصِلَكَ إِلَيْهِ" قَالَ: "فَحَضَرْتُ لِلْوَقْتِ الَّذِي وَعَدَنِي لَهُ فَأَوْصَلَنِي إِلَيْهِ" وَقَالَ: "إِيَّاكَ أَنْ تُكَلِّمَهُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَبْتَدِئَكَ وَأَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ". قَالَ: "فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ، فَلَمَّا جَلَسْتُ ابْتَدَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكَلَامَ، فَجَعَلَ يُسَائِلُنِي عَنْ أَنْسَابِ قُرَيْشٍ وَهُوَ كَانَ أَعْلَمَ بِهَا مِنِّي"، قَالَ: "وَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَنْ يَقْطَعَ ذَلِكَ لِتَقَدُّمِهِ عليَّ فِي الْعِلْمِ بِالنَّسَبِ"، قَالَ: "ثُمَّ قَالَ لِي: فَرَضْتُ لَكَ فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ قَبِيصة فَأَمَرَهُ أَنْ يُثْبِتَ ذَلِكَ فِي الدِّيوَانِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ دِيوَانُكَ أَمَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَا هُنَا؟ أَمْ تَأْخُذُهُ بِبَلَدِكَ؟ " قَالَ قُلْتُ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا مَعَكَ، فَإِذَا أَخَذْتُ الدِّيوَانَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ أَخَذْتُهُ قَالَ: فَأَمَرَ بِإِثْبَاتِي وَبِنُسْخَةِ كِتَابِي أَنْ يُوقَعَ بالمدينة فإذا [165/أ] خَرَجَ الدِّيوَانُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ قَبَضَ عَبْدُ الْمَلِكِ بن مروان وأهل البيته وديوانهم بِالشَّأْمِ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: "فَفَعَلْتُ أَنَا مِثْلُ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا أَخَذْتُهُ بِالْمَدِينَةِ لَا أَصُدُّ عَنْهُ". قَالَ: "ثُمَّ خَرَجَ قَبِيصة بَعْدَ ذَلِكَ"، فَقَالَ: "إنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَمَرَ أَنْ تُثْبَتَ فِي صحابته، وأن يُجرى ذلك رِزْقُ الصَّحَابَةِ4، وَأَنْ تُرْفَعَ فَرِيضَتُكَ إِلَى أَرْفَعَ مِنْهَا، فَالْزَمْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: وَكَانَ عَلَى عَرْضِ5 الصَّحَابَةِ رَجُلٌ فَظٌّ غَلِيظٌ يَعْرِضُ

_ 1 ريَّشني: أعانني وأعطاني ما أصلح به حالي. وأصله من الريش. (انظر: تاج العروس 4/216. مادة رَيَشَ) . 2 جبرني: عطف علي وكفاني حاجتي. (انظر: تاج العروس 3/83. مادة جَبَرَ) . 3 سرجها: رحلها وهو ما يوضع على ظهرها للركوب. (انظر: المعجم الوسيط 1/425. مادة سَرَجَ) . 4 المقصود بالصحابة هنا: صحابة عبد الملك بن مروان، لأن كل خليفة كان يتخذ لنفسه أصحاباً يقربهم إيه. (انظر: تاريخ بغداد 1/86 مقدمة) . 5 عرض: جمعه عروض. وهو المتاع سوى النقدين. والمقصود بها العطايا التي تُفرض لهم من قبل الخلافة. (انظر: تاج العروس 5/44. والقاموس المحيط 2/346. مادة عَرَضَ) .

عَرْضًا شَدِيدًا"، قَالَ: "فَتَخَلَّفْتُ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ فَجَبَهَنِي جَبْهًا شَدِيدًا فَلَمْ أَعُدْ لِذَلِكَ التَّخَلُّفِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَقُولَ لقَبِيصة شَيْئًا فِي أَوَّلِ ذَلِكَ، وَلَزِمْتُ عَسْكَرَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ كَثِيرًا. قَالَ: وَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِيمَا يُسائلني يَقُولُ: مَنْ لَقِيتَ؟ فَجَعَلْتُ أُسَمِّي لَهُ وَأُخْبِرُهُ بِمَنْ لَقِيتُ مِنْ قُرَيْشٍ لَا أَعْدُوهُمْ"، فَقَالَ: "عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْأَنْصَارِ؟ فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ عِلْمًا، أَيْنَ أَنْتَ عَنِ ابْنِ سَيِّدِهِمْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ1 أَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ2 قَالَ فسمَّي رِجَالًا مِنْهُمْ"، قَالَ: "فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُهُمْ وَسَمِعْتُ مِنْهُمَ -يَعْنِي الْأَنْصَارَ- وَجَدْتُ عِنْدَهُمْ عِلْمًا كَثِيرًا". قَالَ: "وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، فَلَزِمْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الملك حتى توفي ثم سليمان [165/ب] بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ويزيد بن عبد الملك فاستقضى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى قَضَائِهِ الزُّهْرِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيَّ3 جَمِيعًا". قَالَ: "ثُمَّ لَزِمْتُ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: وَحَجَّ هِشَامٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ وَحَجَّ مَعَهُ الزُهري، فصيَّره هِشَامٌ مَعَ وَلَدِهِ يُعَلِّمُهُمْ وَيُفَقِّهُهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ وَيَحُجُّ مَعَهُمْ فَلَمْ يُفَارِقْهُمْ حَتَّى مَاتَ بِالْمَدِينَةِ"4.

_ 1 هو أبو زيد الأنصاري أحد الفقهاء السبعة بالمدينةوكان ثقة مات سنة مائة. (انظر: تقريب التهذيب 87) . 2 هو أبو محمد الأنصاري المدني، أخو عاصم بن عمر لأمه. يقال: وُلد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وكان ثقة فاضلاً. مات ثلاث وتسعين. (انظر: طبقات ابن سعد 5/84. وتهذيب التهذيب 6/298) . 3 هو أبو أيوب الداراني القاضي بدمشق. ثقة مات سنة ست وثلاثين ومائة) . (انظر: تقريب التهذيب 133) . 4 أخرج هذا النص ابن عساكر في تاريخ دمشق 15/3/499أ –500أ. من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد، وذلك من أول ترجمة الزهري.

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ1، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَر2 قَالَ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ الزُهري أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَسَأَلَهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَقَالَ مَنْ مِنْكُمْ يَعْلَمُ مَا صَنَعَتْ أَحْجَارُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ؟ " قَالَ: "فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ عِلْمٌ، فَقَالَ: الزُهري بلغني أنه لم يقلب منها يَوْمَئِذٍ حَجَرٌ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ" 34 قَالَ: "فَعُرِفَ مِنْ يومئذٍ". أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ5، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَة6 عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ7 عَنِ الزُهري أَنَّ رَجُلًا [قَالَ8] لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَلَا أَكُونُ فِي منزلة مَنْ لا يخاف في اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ؟ فَقَالَ: "إمَّا أَنْ تَلِيَ من أمر الناس شيئا فلا تخف في الله لومة لائم،

_ 1 الأزدي الواشجي البصري، القاضي بمكة. ثقة إمام حافظ مات سنة أربع وعشرين وله ثمانون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 133) . 2 هو مَعْمَر بن راشد، مولى للأزد، أبو عروة البصري. وكان من الثقات الإثبات المتقنين، ربما غلط في روايته عن الأعمش، وهشام بن عروة، وفيما حدث به بالبصرة: سكن اليمن ومات فيها سنة أربع وخمسين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 344) . 3 عَبيط: طريّ. (انظر: المعجم الوسيط 2/581. مادة: عَبَطَ) . 4 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/630 من طريق آخر عن الزهري وبألفاظ مقاربة. 5 هو الأنماطي، أبو محمد السلمي مولاهم البصري. ثقة فاضل مات سنة عشرة أو سبع عشرة ومائتين. وقد اخرج له الجماعة. انظر: تقريب التهذيب ص 65. 6 هو حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة البصري، ثقة عابد، تغير حفظه بآخر، ومات سنة سبع وستين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 82) . 7ستأتي ترجمة يحيى الأنصاري رقم 244. 8التكملة يقتضيها السياق.

فَقَالَ: "إمَّا أَنْ تَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شيئا فلا تخف في اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِمَّا أَنْتَ خِلْو مِنْ أَمْرِهِمْ1 فَأَكَبَّ2 عَلَى نَفْسِكَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عن [166/أ] الْمُنْكَرِ". قَالَ يَحْيَى: 3 "حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ الزهريُّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَنِي بِكَذَا وَكَذَا". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ4 عَنِ الزُّهْرِيِّ: "إِنَّ هِشَامًا5 اسْتَعْمَلَ ابْنَهُ أَبَا شَاكِرٍ وَاسْمُهُ مَسْلَمة بْنُ هِشَامٍ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَأَمَرَ الزُّهْرِيَّ أَنْ يَسِيرَ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ6 وَوَضَعَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ دِيوَانِ مَالِ اللَّهِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفِ دِينَارٍ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو شَاكِرٍ الْمَدِينَةَ أَشَارَ عَلَيْهِ الزُّهْرِيُّ أَنْ يَصْنَعَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَيْرًا وحضَّه عَلَى ذَلِكَ، فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ نِصْفَ شَهْرٍ وقسَّم الخُمس عَلَى أَهْلِ الدِّيوَانِ وَفَعَلَ أُمُورًا حَسَنَةً وَأَمَرَهُ الزُّهْرِيُّ أَنْ يهُلَّ7 مِنْ مَسْجِدِ ذِي الحُلَيْفة8 إِذَا ابتَعَثَت بِهِ ناقته9 وأمره محمد بن

_ 1 خِلو من أمرهم: أي لا تلي من أمرهم شيئاً. (انظر: تهذيب اللغة 7/572، والمعجم الوسيط 1/254، مادة خَلَوَ) . 2 أكب: أي اهتم وانشغل بنفسك. والمقصود تهذيب النفس وإصلاحها. (انظر: المعجم الوسيط 2/771. مادة كَبَبَ) . 3 هو يحيى بن سعيد الأنصاري. ستأتي ترجمته رقم 24. 4 هو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شهاب الزهري. ابن أخي الزهري. أبو عبد الله المدني. ستأتي ترجمته رقم 385. 5 هو هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي. 6 وكان ذلك سنة تسع عشرة ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 349. تاريخ الطبري 7/138. والبداية والنهاية 9/324) . 7 يِهُلَّ: يرفع صوته في التلبية. 8 ذو الحليفة: بضم الحاء المهملة مصغرة. وهي قرية صغيرة تقع جنوب غرب المدينة تبعد عن المدينة المنورة ثمانية كيلومتراً، وهي ميقات أهل المدينة وتسمى اليوم آبار علي. 9 وفي الحاشية (راحلته) .

هشام ابن إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ1 أَنْ يهُلَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ2، فأهلَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ ثُمَّ اسْتَعْمَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ابْنَهُ يَزِيدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ3 وَأَمَرَ الزُّهْرِيَّ فَحَجَّ مَعَهُ تِلْكَ السَّنَةِ"4. قَالَ: وَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ5، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ6، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَالَسْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَشْرَ سِنِينَ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ7. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ،8 قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن معمر9 عن الزهري قال: سمرت [166/ب] مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: كُلَّ مَا ذَكَرْتَ اللَّيْلَةَ قَدْ أَتَى على مسامعي ولكنك حفظت ونسيت.

_ 1 وكان المخزومي والياً علىمكة والمدينة والطائف لهشام بن عبد الملك من سنةست ومائة حتى مات هشام سنة خمس وعشرين ومائة، وفيها مات المخزومين أيضاً: انظر: تاريخ خليفة 357،362. 2 البيداء: هي أرض ملساء تقع بين مكة والمدينة. أول البيداء عند آخر ذي الحليفة للمتوجه إلى مكة. تبعد عن المدينة نحواً من ستة أميال. (انظر: المناسك وأماكن طرق الحج للحربي 427،440) . 3 ويقال لهم الأفقم. (انظر: تاريخ الخليفة 354. وتاريخ الطبري 7/232) . 4 انظر: تاريخ خليفة 354. وتاريخ الطبري 7/197. والبداية والنهاية 9/339. 5ابن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري. ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث. مات سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. (انظر: تقريب التهذيب 210) . 6 ستأتي ترجمته رقم 372. 7 أخرجه ابن عساكر في تاريخه 15/3/497 أ. من طريق معمر عن الزهري به. 8 ابن عبد الله. أبو عثمان الصفار البصري. مولى عزرة بن ثابت الأنصاري. سكن بغداد وحدث بها. وكان حافظاً ثبتاً. ولد سنة أربع وثلاثين ومائة. وتوفي سنة عشرين ومائتين. (انظر: تاريخ بغداد 12/296. وتقريب التهذيب 240) . 9 معمر بن راشد.

أَخْبَرَنَا عَفَّانُ1، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ2 قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ3 عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ مَا اسْتَعَدْتُ حَدِيثًا قَطُّ وَلَا شَكَكْتُ فِي حَدِيثٍ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا فَسَأَلْتُ صَاحِبِي فَإِذَا هُوَ كَمَا حَفِظْتُهُ4. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ5، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن

_ 1 هو عفان بن مسلم. 2بشر بن الفضل بن لاحق أبو إسماعيل الرقاشي –بفتح الراء الخفيفة بعدها قاف- مولاهم البصري. كان ثقة ثبتاً عابداً. مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 45) . 3هو عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث من كِنانة المدني نزيل البصرة. ويقال له عبَّاد. صدوق زمي بالقدر من السادسة. (انظر: تقريب التهذيب 198) . 4أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 3/363. سنداً ومتناً، وأورده الذهبي في تذكرة الحُفاظ 1/111 عن بشر بن الفضل ... إلخ. 5 أبو القاسم القرشي العامري المدني وكان ثقة. من كبار العاشرة. (انظر: تقريب التهذيب) 215.

سَعْدٍ1 عَنْ أَبِيهِ2 قَالَ: "مَا أَرَى أَحَدًا جَمَعَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ"3. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيينة قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ4، وَكَانَ قَدْ جَالَسَ الْحَسَنَ5 وَابْنَ سِيرِينَ6 -احْفَظْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ لِحَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ الزُّهْرِيُّ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: "لَمْ أَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ -يَعْنِي الزُّهْرِيَّ"7-. أَخْبَرَنَا مُطّرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ8 قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أنس9 يقول: "ما أدركت [167/أ] بِالْمَدِينَةِ فَقِيهًا مُحَدِّثًا غَيْرَ وَاحِدٍ قُلْتُ: مَنْ هو؟ قال ابن شهاب الزهري"10.

_ 1ستأتي ترجمته رقم 387. 2ستأتي ترجمته رقم 77. 3 في ذلك الاشارة إلى كثرة جمعه للحديث، وسعة علمه وقد أخرج هذه الرواية ابن عساكر في تاريخه 15/3/505 أ. من طريق الأويسي أيضاً. 4 أبو بكر الهذلي: قيل اسمه سُلمى –بضم المهملة- بن عبد الله. وقيل: رَوْح. إخباري متروك الحديث، مات سنة سبع وستين ومائة وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 69) . 5 هو الحسن بن أبي الحسن يسار الأنصاري مولاهم البصري. ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيراً ويدلس. مات سنة عشرة ومائة وقد قارب التسعين. (انظر: تقريب التهذيب 69) . 6 هو محمد بن سيرين الأنصاري مولاهم أبو بكر البصري. ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان (24-35هـ) توفي سنة عشرة ومائة. (انظر طبقات ابن سعد 7/193. وتقريب التهذيب 301) . 7 سبق أن أخرجها ابن سعد كاملة في طبقاته 2/388. وأخرجها ابن عساكر في تاريخه 15/4/506أ. من غير طريق ابن سعد. (انظر: تهذيب التهذيب 9/449) . 8 هو أبو مصعب المدني، ابن أخت مالك. ثقة لم يصب ابن عدي في تضعيفه. مات سنة عشرين ومائتين وله ثلاث وثمانون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 339) . 9 ستأتي ترجمة مالك رقم 372. 10 سبق أن أخرجها ابن سعد كاملة في طبقاته 2/388.

أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ1، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسان2 قَالَ: "اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ -وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ- فَقُلْنَا: نَكْتُبُ السُّنَنَ فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ". قال: فقلت: "نا: لا ليس بسنة لا نكبته قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ"3. قَالَ: وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ4 عَنْ أَبِيهِ5 قَالَ: قَالَ أَبِي6: "مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا أَنَّا كُنَّا نَأْتِي فَيَسْتَنَتل7 وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَنْ ما يريد، وكنا تمنعنا الحداثة8.

_ 1 هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني ثقة حافظ صاحب المصنف. عمي في آخر عمره، فتغير وكان يتشيع مات سنة إحدى عشرة ومائتين وله خمس وثمانون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 213) . 2 ستأتي ترجمة صالح رقم 234. 3 سبق أن أخرجها ابن سعد في طبقاته 2/388. وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/637، 641. وأبو نعيم في الحلية 3/360، وابن عساكر في تاريخه 15/3/498ب. وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/344. نقلاً عن الطبراني كلهم من طريق عبد الرزاق ... الخ. وأوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/448. من طريق معمر ... الخ. 4 هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو يوسف المدني نزيل بغداد. ثقة فاضل. مات سنة ثمان ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 386) . 5 ستأتي ترجمته رقم 387. 6 ستأتي ترجمته رقم 77. 7 يستنتل: يتقدم. (انظر: معجم الوسيط 2/900 مادة: نَتَلَ) . 8 سبق أن أخرجها ابن سعد كاملة في طبقاته 2/388-389. وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/638.ويضع (فيستقبل) بدل (فيستنتل) . وأخرجها ابن عساكر في تاريخه 15/3/497. ويحذف (فيستنتل) . وأخرجاها من طريق يعقوب بن إبراهيم أيضاً.

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ1 عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: "كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءُ، فَرَأَيْنَا أَنْ لَا نَمْنَعَهُ أَحَدًا من المسلمين"2. أخبرت عن عبد الزراق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: "زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ وَلَكِنِّي إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ والأنصار أتكيء"3 عليهم فما أصنع بغيرهم4.

_ 1 هو إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كَامَجْر –بفتح الميم وسكون الجيم- أبو يعقوب المروزي، نزيل بغداد. صدوق تكلم فيه لتوقفه في مسألة خلق القرآن. مات سنة خمس وأربعين، وقيل: ست، وله خمس وسبعون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 27) . 2 سبق أن أخرجها ابن سعد في طبقاته 2/389. وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/633. من طريق إبراهيم ابن المنذر. وفي 1/641. من طريق عبد الرزاق ... الخ. وبألفاظ مقاربة. وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/363 بسنده من طريق اين عيينة ... وبألفاظ مقاربة. وابن عساكر في تاريخه 15/3/498أ. من طريق عبد الرزاق أيضاً. وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/341. نقلاً عن عبد الرزاق ... الخ. ومعنى ذلك أن الزهري كان لا يرغب في كتابة الأحاديث، لكي لا يتكل الناس على الكتب، وليبقى اعتمادهم على ذاكرتهم. ثم شرع الكتابة، بعد إلحاح هشام بن عبد الملك عليه ليملي على ولده. وبعدها خرج إلى الناس بقولته المشهورة، التي حرَّفها وبترها المستشرق اليهودي جولد تسيهر، إذ نقل عن الزهري، (إن هؤلاء الأمراء أكرهونا على كتابة الأحاديث) . وما ذلك إلا ليشكك فيه، وليوحي بأنه كان مستعداً لتحقيق رغبات الحكام. (انظر: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للسباعي 221) . 3 أتكيء: أعتمد. (انظر: القاموس المحيط 1/34. مادة: وَكَأَ) . 4 سبق أن أخرجها ابن سعد كاملة في طبقاته 2/388. وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/637، 641. من نفس الطريق وبألفاظ مقاربة. وذكر الزهري عدداً من الموالي منهم: سليمان بن يسار وأبو عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف. كما أخرجها ابن عساكر في تاريخه 15/3/498 ب- 499أ. من طريق حبيب بن نوح، عن عبد الرزاق.

قَالَ مَعْمَر: "وَكُنَّا نَرَى أنَّا قَدْ أَكْثَرَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فإذا الدفاتر قد حُملت [167/ب] عَلَى الدَّوَابِّ مِنْ خِزَانَتِهِ يَعْنِي مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ"1. قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: "إِنْ كُنْتُ لَآتِي بَابَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فَأَجْلِسُ ثُمَّ انْصَرِفُ -ولو أشاء أَنْ أَدْخُلَ لَدَخَلْتُ- إِعْظَامًا لَهُ"2. قَالَ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتيبة3 فِي أَصْحَابِهِ يَرْوِي عَنْهُ عُرْوَةُ4 وَسَالِمٌ5 الشَّيْءَ كذاك6.

_ 1 سبق أن أخرجها ابن سعد في طبقاته 2/389. وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/638. ويحذف (من خزانته ... الخ) . وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/361. وابن عساكر في تاريخه 15/3/502ب. من قول الأحوص بن المفضل، وليس معمر. وأوردها الذهبي في التذكرة 1/112. كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر. وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/344. نقلاً عن أحمد، عن معمر. 2 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/638. ويؤخر الجملة المعترضة إلى آخر الخبر دون إشارة اعتراض. وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/362. وابن عساكر في تاريخه 15/3/497أ. كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر..الخ. 3 في الأصل (عيينة) . وهذا تصحيف. والتصويت من طبقات ابن سعد 6/331. وأما الحكم ابن عُتيبة: فهو مولى لامرأة من كِندة. أبو محمد الكوفي. ويقال: أبو عبد الله ويقال: أبو عمر. وهذا ليس هو الحكم بن عتيبة بن النهاس كما نقله البخاري عن بعض أهل النسب. وكما جعلهما ابن حِبَّان رجلاً واحداً. والحق أنهما اثنان والله أعلم. وهذا ما جاء تقريره في تهذيب التهذيب. وكان فقيهاً من الثقات الأثبات إلا أنه ربما دلس. ولد سنة خمسين. وتوفي سنة ثلاث عشرة أو بعدها. (انظر: تهذيب التهذيب 2/432-435. وتقريب التهذيب 80) . 4 هو عروة بن زبير. 5 هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله العدوي. أحد الفقهاء السبعة في المدينة. وكان ثبتاً عابداً فاضلاً. مات في آخر سنة ست ومائة على الصحيح. (انظر: تقريب التهذيب 115) . 6 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/639. ويضع (ينقل حديث بعضهم إلى بعض) بدل (يروي عنه ... الخ) . وابن عساكر في تاريخه 15/3/507ب. كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر.

قَالَ وَأَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بالرُصافة1 فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. قَالَ: "فَكَانَ يُلْقِي عليَّ"2. قَالَ: "وَقَالَ الزُّهْرِيُّ مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَةُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِي سِنِينَ"3. قَالَ: "وَحَجَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا مَعَهُ، فَجَاءَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ4 لَيْلًا وَهُوَ فِي خَوْفِهِ فَدَخَلَ عَلَيَّ مَنْزِلِي فَقَالَ: هَلْ تَخَافُ عليَّ صَاحِبَكَ فَقُلْتُ: لَا بَلِ ائْمَنْ". قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: "نُخْرِجُ الْحَدِيثَ شِبْرًا فَيَرْجَعُ ذِرَاعًا -يَعْنِي مِنَ الْعِرَاقِ- وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِذَا وَغَلَ5 الْحَدِيثُ هُنَاكَ فَرُوَيْدًا به"6.

_ 1 الرصافة: بضم الراء. وهي رصافة الشام التي بناها هشام بن عبد الملك ليسكنها صيفاً هرباً من الطاعون لما وقع في الشام. وهي تقع في سوريا شرق حلب. تبعد عن رقة واسط غرباً ثلاثين كيلو متراً تقريباً، والرقة على شاطئ الفرات. (انظر: معجم البلدان 3/47-48) . 2 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/639. بسنده من طريق عبد الرزاق. 3 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/631. بسنده من طريق عبد الرزاق. (انظر: تذكرةالحفاظ 1/109. والبداية والنهاية 9/341) . 4 كوفي ثقة ثبت فقيه. وروايته عن عائشة وأبي موسى، ونحوهما مرسلة، قتله الحجاج سنة خمس وتسعين، ولم يكمل الخمسين. (انظر: تقريب التهذيب 120) . 5 وغل: دخل. 6 روايداً: مهلاً. أراد التأمل والتدقيق في الحديث الذي يدخل العراق إشارة إلى التلاعب بالأحاديث هناك في تلك الفترة. كما قال أيضاً: "إذا سمعت بالحديث العراقي فأردد به ثم أردد به". (انظر: بحوث في تاريخ السنة للعمري 24) .

قَالَ: "وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي وَجْهِهِ قَطُّ1 وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ حَمَّادٍ2 فِي وَجْهِهِ3 قط"4. قال مَعْمَرٌ: "وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ5 رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ6 عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ، فَقَالَ: "أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ " قَالَ: "نَعَمْ، فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي"7؟

_ 1 يعني في الحديث. (انظر: المعرفة والتاريخ 1/637. وتاريخ دمشق 15/3/507ب) . 2 هو حماد أبي سليمان –حيث صرح به الفسوي. (انظر: المصدر السابق) –مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي فقيه صدوق له أوهام. رُمي بالإرجاء. مات سنة عشرين ومائة، أو قبلها) . (انظر: تقريب التهذيب 82) . 3يعني في الفتيا. (انظر: المعرفة والتاريخ 1/637) . 4 أخرجها الفسوي في المصدر السابق. وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/361. بسنديهما من طريق عبد الرزاق. 5 إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، كانت ولايته في شهرين ونصف، ثم خلع نفسه وبايع مروان بن محمد بالجزيرة سنة سبع وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 374. والمعارف لابن قتيبة 367-368) . 6 وصورة العرض: القراءة على الشيخ حفظاً أو من كتاب. وسواء قرأ عليه بنفسه أو قرأ غيره وهو يسمع. وذلك إذا حفظ الشيخ، وإلاَّ يمسك أصله هو أو ثقة. وهذه طريقة من طرق تحمل الحديث. (انظر: الإلماع إلى معرفة أصول الرواية والسماع للقاضي عياض 71. ومعرفة علوم الحديث للحاكم 256. وفتح المغيث 2/25) . 7 أي من يعلم بهذه الأحاديث غيري، حتى يحدثكم ويجيزكم بها –إذ ثبت أن الزهري انفرد بتسعين حديثاً لا يرويه غيره-. ولما كان إبراهيم بن الوليد من تلاميذه فلا يستطيع غيره أن يجيزه. هذا هو معنى النص، لا كما زعم اليهودي جولد تسيهر بأن إبراهيم كتب صحيفة وجاء بها إلى الزهري وطلب منه أن يأذن له بنشر أحاديث فيها على أنه سمعها منه. علماً بأن الرواية تصرح بأنه عرض على شيخه عرضاً، والعرض عند كثير من المحدثين كالسماع. والرواية بها صحيحة عند العلماء. (انظر: السنة ومكانتها للسباعي 220-221) .

قَالَ: "وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ1 يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعِلْمَ فَيُجِيزُهُ2، وكان منصور المعتمر3 لا يرى بالعراضة بأساً" [168/أ] . أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ4، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ5، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مِنْ كُتُبِهِ فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ [هَذَا] 6 كِتَابُكَ وَحَدِيثُكَ نَرْوِيهِ عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: نعم. ما قرأه ولا قُريء عَلَيْهِ7. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري8.

_ 1 هو أيوب بن أبي تميمة كيسان السَختياني –بفتح المهملة- أبو بكر البصري. ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله خمس وستون. (انظر: تقريب التهذيب 41) . 2 فيجيزه: هذا ما يسمى بـ (الإجازة) عند المحدثين. وهي تسعة أنواع وذكرها ابن الصلاح سبعة أما الصورة المذكورة هنا فهي إجازة معين لمعين وهذه أعلى أنواع الإجازة، وأجاز الجمهور روايتها والعمل بها. وصورتها أن يقول: أجزتك أن تروي عني كتاب كذا، أو هذه الكتب. (انظر: مقدمة ابن الصلاح 262. وفتح المغيث 2/25. وتدريب الرواي 2/29) . 3 ابن عبد الله السلمي أبو عثَّاب –بمثلثة ثقيلة- الكوفي. ثقة ثبت. وكان يدلس. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 348) . 4 ابن ضمرة، أو عبد الرحمن، أبو ضمرة الليثي المدني. وكان ثقة ولد سنة أربع ومائة: وتوفي سنة مائتين. (انظر: تقريب التهذيب 39) . 5 ابن حفص بن عاصم العمري. ستأتي ترجمته 286. 6 التكملة من حاشية الأصل 7 أخرجها ابن معين في تاريخه 2/538 عن أبي ضمرة أنس بن عياض، وابن عساكر في تاريخه 15/3/511أ، من طريق ابن معين أيضاً. وأوردها الذهبي في التذكرة 1/10. بألفاظ مقاربة مع شيء من التقديم والتأخير. 8 ستأتي ترجمته 385.

قَالَ: "سَمِعْتُ عَمِّي مَا لَا أَحْصِي يَقُولُ: مَا أُبَالِي قَرَأْتُ عَلَى الْمُحَدِّثِ، أَوْ حَدَّثَنِي كَلَامًا أَقُولُ فِيهِ حَدَّثَنَا"1. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ2 قَالَ: "دَخَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ3 ومالك بن أنس4 على الزهري، وعيني الزُّهْرِيِّ بِهِمَا رُطُوبَةٌ وَهُوَ مُنْكَبٌّ5، عَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَا: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ " فَقَالَ: "لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ مِنْ عَيْنِي فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ جِئْنَاكَ لِنَعْرِضَ عَلَيْكَ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِكَ". فَقَالَ: "لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَل. فَقَالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ اللَّهُمَّ غَفْرًا، وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَصْنَعُ بِكَ هَذَا حِينَ كُنَّا نَأْتِي سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ6، ثُمَّ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: اقْرَأْ يَا مَالِكُ فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَيْهِ" فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: "حَسْبُكَ عَافَاكَ اللَّهُ ثُمَّ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَرَأَ" قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: "فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَى الزُّهْرِيِّ". أُخبرت عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بن دينار 7: "ما رأيت" [168/ب] أحداً أبصر بحديث من الزهري8.

_ 1 وقوله هذا يدل على التسوية بين السماع والعرض. ورُوي ذلك عن علي بن أبي طالب، وابن عباس. وهو مذهب مالك أيضاً كما ستأتي ترجمته رقم 372. 2 ستأتي ترجمته رقم 403. 3ستأتي ترجمته رقم 286. 4ستأتي ترجمته رقم 372. 5 منكب: أي مستلق ووجهه إلى ناحية الأرض. (انظر: تاج العروس 1/443. والمعجم الوسيط 2/771. مادة: كَبَبَ) . 6 يفهم من كلام عبيد الله بن عمر أنهم كانوا لا يأتون الزهري في حياة سالم بن عبد الله، ولمَّا توفي سالم لجأوا إلى الزهري ليتلقوا عنه العلم. 7 هو المكي، أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم، ثقة ثبت مات سنة ست وعشرين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 259) . 8أوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/342. ويضع (أنص) بدل (أبصر) . وابن حجر في تهذيب التهذيب 8/30. بألفاظ مقاربة. وفي 9/448. والسباعي في السنة ومكانتها210.

قَالَ سُفْيَانُ: "وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُعرَض عَلَيْهِ الشَّيْءُ: قَالَ: "وَجَاءَ إِلَيْهِ ابْنُ جُرَيْجٍ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ1 عَلَيْكَ كِتَابًا، فَقَالَ: إِنَّ سَعْدًا2 قَدْ كَلَّمَنِي فِي ابْنِهِ 3وَسَعْدٍ سَعْدٍ4. فَقَالَ لِي ابْنُ جُرَيج: أَمَا رَأَيْتَهُ يَفرَق5 مِنْهُ6. فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي الْأَحْوَصِ7 فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: وَمَنْ أَبُو الْأَحْوَصِ؟ قَالَ: أَمَا رَأَيْتَ الشيخ الذي بمكان كذا وكذا؟ ".

_ 1 العرض: تقدم آنفاً. 2هو سعد بن إبراهيم الزهري. ستأتي ترجمته رقم 77. 3وابنه هو إبراهيم. ستأتي ترجمته رقم 387. 4أوردها ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/1/79 مختصرة. وابن حجر في تهذيب التهذيب 1/123، 3/465. 5يَفْرَق: يجزع ويخاف. (انظر: تاج العروس 7/43. والمعجم الوسيط 2/685. مادة: فَرَقَ) . 6أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/681. من طريق سفيان أيضاً بألفاظ مقاربة. 7أبو الأحوص: هو مولى بني ليث، ويقال مولى بني غفار، ولم يرو عنه غير الزهري. قال الدوري عن ابن معين: (ليس بشيء) . ورد عليه ابن عبد البر: "قد تناقض ابن معين في هذا، فإنه سئل عن أكيمة، وقيل له: إنه لم يرو عنه غير ابن شهاب، فقال: يكفيه قول ابن شهاب: حدثني ابن أكيمة. فليزمه مثل هذا في أبي الأحوص". وقيل إن الزهري وثقه. وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالمتين عندهم. وذكره ابن حبان في الثقات". وقال الذهبي في (الميزان) : "وثقه بعض الكبار". وفي المغني: (وُثق) وذكره كتاب أسماء من تُكلم فيه وهو موثق. وقال ابن حجر: "مقبول" وقال في (اللسان) : "لم يعرفه النسائي، وصحح حديثه الترمذي، ووثقه ابن حبان" أهـ. وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما. ولما كان ابن معين من طبقة المتشددين بين النقاد، ففي انفراده بالجرح نظر. وتؤول أقوال النقاد إلى توثيقه. والله أعلم. (انظر: التأريخ لابن معين 2/690. وميزان الاعتدال 4/487. والمغني في الضعفاء 2/768. وذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق 39. وتهذيب التهذيب 12/5. وتقريب التهذيب 392. ولسان الميزان 7/450) .- والحديث مرسل بهذا الإسناد، ورجاله ثقات. وحديث أبي الأحوص في مسح الحصى، ما نصه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى) . وقد أخرج الحديث: (أ) أبو داود في سننه 1/581. كتاب الصلاة. باب 175. حديث 945. (ب) والترمذي في جامعه 2/219. كتاب الصلاة باب 279. حديث 379. (ج) والنسائي في سننه 3/6. كتاب السهو. باب 7. (د) وابن ماجه في سننه 1/328. كتاب إقامة الصلاة. باب 62. حديث 1027. (هـ) والدارمي في سننه 1/322. (و) والإمام أحمد في مسنده 5/150. أخرجوه من طرق مختلفة كلها تلتقي عند سفيان بن عيينة، عن الزهري عن أبي الأحوص، عن أبي ذر الغفاري مرفوعاً. وقال الترمذي: "حديث أبي ذر حديث حسن) .وقال أحمد محمد شاكر في تعليقه على كلام الترمذي في الحاشية: "بل هو صحيح، لما علمت من الكلام على أبي الأحوص". وعلى هذا فقد درست حال الرجال الإسناد من الطرق المختلفة التي ذكرتها أعلاه فتبين لي أنها جميعاً بأسانيد صحيحة، سوى رواية ابن ماجه، ففيها راوٍ صدوق، وهو هشام بن عمار بن نصير الدمشقي فالحديث حسن من هذه الطريق. وفي الحديث نهي عن تسوية مكان السجود بعد الدخول في السلاة، حتى لا ينشغل المصلي بغير الصلاة ولكي يناله الحظ الأوفر من الرحمة التي تنزل عليه أثناء الصلاة. أما إذا كانت هناك ضرورة للتسوية، فلا مانع، ولكن مرة واحدة، لما في حديث معيقيب ـ بضم الميم مصغر ـ بن فاطمة الدَّوْسي ـ رضي الله عنه ـ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في الرجل يسوي التراب حيث يسجد، قال: (إن كنت لا بد فاعلاً فواحدة) . (انظر: صحيح مسلم بشرح النووي 4/37، وسنن أبي داود مع حاشية عون المعبود 1/356، وتحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي 1/296. وقد أخرج حديث مُعيقيب: (أ) البخاري في صحيحه 1/148. باب مسح الحصى في الصلاة. (ب) ومسلم في صحيحه 1/148. كتاب المساجد5. باب 12.حديث 47، 48، 49. (ج) والمصادر السابقة في تخريج الحديث السابق. (د) وأحمد في مسنده 3/426، 5/425.

يَصِفُهُ لَهُ1. قَالَ سُفْيَانُ:2. "وَأَجْلَسَ الزُّهْرِيُّ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ3 مَعَهُ عَلَى فِرَاشِهِ، وَعَلَى الزُّهْرِيِّ ثَوْبَانِ قَدْ غُسلا فَكَأَنَّهُ وَجَدَ رِيحَ الْأَشْنَانِ"4، فَقَالَ: "أَلَا تَأْمُرُ بِهِمَا فَيُجَمَّرَا56 وَجَاءَ الزُّهْرِيُّ عِنْدَ الْمَغْرِبِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، مَا أَدْرِي طَافَ أم لَا؟ فَجَلَسَ نَاحِيَةً وَعَمْرٌو7 مِمَّا يَلِي الْأَسَاطِينَ"8، فقال له إنسان: "هذا عمرو، فقام فَجَلَسَ إِلَيْهِ" فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: "مَا مَنَعَنِي أَنْ آتِيَكَ إِلَّا أَنِّي مُقْعَدٌ، فَتَحَدَّثَا سَاعَةً وَتَسَاءَلَا، وَكَانِ الزُّهْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ قَالَ: حَدَّثَنِي فلان وكان من أوعية العلم"9.

_ 1أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/415، من طريق ابن عيينة. وذكر الحديث، وفي 1/681: باختصار، ويحذف الحديث. (وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي 4/487) . وأوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/12. عن ابن عيينة مفصلة. 2هو ابن عيينة. 3علي بن زيد بن جدعان (المعرفة والتاريخ 1/620و2/741) ، وقال: (اختلط في كبره) وهو علي بن زيد بن عبد الله بن زهير ... بن جُدْعان التيمي البصري. حجازي الأصل، معروف بـ (علي بن زيد بن جدعان) ضعيف، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل قبلها. (انظر: تقريب التهذيب 246) . 4الأشنان: نوع من الشجر، ينبت في الأراضي الرملية، يستعمل هو أو رماده في غسيل الأيدي والملابس. وهو ذو رائحة عطرة. (انظر: لسان العرب 16/157، والمعجم الوسيط 1/19، مادة: أَشَنَ) . 5يجمرا: يبخر بالطيب. (القاموس المحيط 1/407. وتاج العروس 3/109. مادة جَمَرَ) . 6أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/620 بألفاظ مقاربة، ووضع (ابن جدعان مكان (علي بن زيد) - وهما واحد. والغسالة بدل الأشنان. 7هو عمرو بن دينار الأثرم. 8الأساطين: جمع الأسطوانة، وهي العمود الدائري. 9أخرجها ابن عساكر في تاريخه 15/3/503ب. من طريق محمد بن أبي عمر، عن سفيان بلفظ مقارب.

قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ وُهَيب1 قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ2 يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ3 قَالَ: فَقَالَ صَخْرُ بْنُ جُوَيرية4: وَلَا الْحَسَنِ؟ 5 قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ6. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُرد7 عَنْ مَكْحُولٍ8 قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أعلم بسنة ماضية من الزهري"9 [169/أ] .

_ 1 وهيب –بالتصغير- بن خالد بن عَجْلان أبو بكر الباهلي، مولاهم البصري ثقة ثبت تغير قليلاً بآخره. مات سنة خمس وستين ومائة، وقيل بعدها. (انظر: تقريب التهذيب 372) . 2 أيوب بن موسى ستأتي ترجمته رقم 89. 3أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/360. بسنده من طريق ابن مهدي ... الخ. وأوردها الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/109. بألفاظ مقاربة. 4أبو نافع مولى بني تميم، أو بني هلال، قال أحمد: ثقة. وقال القطان: ذهب كتابه ثم وجده، فتكلم فيه لذلك. (انظر: تقريب التهذيب 151) . 5هو الحسن البصري. 6أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/637. وابن عساكر في تاريخه 15/3/506أ. من طريق أحمد بن حنبل، عن أبي مهدي. وأوردها كل من ابن كثير في البداية والنهاية 9/343. وابن حجر في تهذيب التهذيب 9/449. 7هو برد بن سنان أبو العلاء الدمشقي نزيل البصرة، مولى قريش. صدوق رُمي بالقدر، وأرخ خليفة وفاته سنة خمس وثلاثين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 315. وتقريب التهذيب 43) . 8هو مكحول بن عبد الله أبو عبد الله الشامي الفقيه، ثقة كثير الإرسال عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عدد من الصحابة. مات سنة ثلاث عشرة ومائة. (انظر: جامع التحصيل للعلائي 352. وتقريب التهذيب 347. وشذرات الذهب 1/146) . 9 سبق أن أخرجها ابن سعد كاملة في طبقاته 2/389. ويضع (أخبرت) بدل (وقال عبد الرحمن بن مهدي) . وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/639، 941. من طريق عمر بن عبد العزيز، وبألفاظ مقاربة. وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/360. من طريقي: مكحول، وعمر بن عبد العزيز. وابن عساكر في تاريخه 15/3/505ب،506ب من سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول. ومن طريق أحمد بن حنبل، عن ابن مهدي. ومن طرق أخرى أيضاً. وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/343. كما في الحلية. وابن حجر في تهذيب التهذيب 9/449. كما في الحلية أيضاً.

وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ1: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ2: "كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَإِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ"3فَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ: "قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَا وَكَذَا، فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ الَّذِي ذَكَرْتَ عَنِ ابْنِ عُمَرِ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهِ؟ قَالَ: ابْنُهُ سَالِمٌ". قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ4، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ العَيَار5 سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: "مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي لَا أزِمَّة6 لَهَا وَلَا خُطَمَ"78.

_ 1 هو المدائني أبو صالح نزيل مكة. ثقة عابد، مات سنة سبع وتسعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 146) . 2 ستأتي ترجمته رقم 372. 3ستأتي ترجمته رقم 72. 4 القرشي، مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة كثير التدليس والتسوية. مات آخر سنة أربع وتسعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 371) . 5 سلمة بن العيار – بفتح العين المهملة والتحتانية- واسمه: أحمد بن حصين بن عبد الرحمن الفَزَاري مولاهم المصري، أبو سلمة الدمشقي. توفي شاباً. (انظر: تهذيب التهذيب 4/152-153. وتقريب التهذيب 131) . 6 أزِمَّة: جمع زمام، وهو حبل الذي يربط في الحلقة التي في أنف البعير ثم يُشد إلى طرف المقود. أو هو مقود نفسه. وهذا يستعمل لضبط حركة الدابة إلى مسالك الطرق. (انظر: مقاييس اللغة 3/5. وتاج العروس 8/328) . 7 خُطُم: جمع خطام، وهو ما يوضع على أنف الدابة لتقاد به، فهو زمام نفسه. (انظر: المحكم والمحيط لابن سيده 5/79. وتاج العروس 8/381. مادة: خَطَمَ) . شبه الزهري أسانيد الأحاديث بالأزمة والخطم، ووجه الشبه بينهما الضبط. فكما تضبط حركة الدابة وتوجه إلى الطرق السالكة السليمة، كذلك الحديث، يضبط بمعرفة رجال سنده، ويميز صحيحه من سقيمه. وقد قال الزهري هذا الكلام لابن أبي فروة، لما سمعه يحدث بلا ذكر الإسناد. (انظر: بحوث في تاريخ السنة للعمري 48) . 8أخرجها الترمذي في العلل 221 من شرح ابن رجب. وأبو نعيم في الحلية 3/365. وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/345. والسباعي في السنة ومكانتها 212. والعمري في بحوث في تاريخ السنة 48.

أُخبرت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ1، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ2، أَنَّ أَبَا جَبَلَةَ3 [كَانَ] 4 أسلف الزهري ابن شهاب ثلثين دِينَارًا فِي مَنْزِلَهِ، فَقَضَاهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ فَقَالَ: "لَهُ أَتَخْشَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْنَا فِي هَذَا شَيْءٌ؟ " فَضَحِكَ الزُّهْرِيُّ وَقَالَ: "هَذَا حَقُّكَ قَضَيْنَاكَ وَهَذِهِ جَائِزَةٌ أَجَزْنَاكَ بِهَا". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ أَخْوَالِ الزُّهْرِيِّ من بني نفاثة من بني الدِّيل قَالَ أَخْدَمَ الزُّهْرِيُّ فِي لَيْلَةٍ خَمْسَ عَشْرَةَ امرأة كل خادم بثلاثين

_ 1 ابن محمد الجهني أبو صالح المصري، كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين وله خمس وثمانون سنة. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، والترمذي وابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 177) . 2 ابن حدير –بضم المهملة مصغر- الحضرمي، أبو عمرو. وأبو عبد الرحمن الحمصي، قاضي الأندلس، صدوق له أوهام. مات سنة ثمان وخمسين ومائة. وقيل بعد السبعين. وقد أخرج له البخاري في جزء القراءة خلف الإمام. وباقي الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 341) . 3 كوفي شيخ لا يعرف اسمه، يروي عن الزهري. وعنه مرزوق التميمي وروايته عن ابن عمر منقطعة. (انظر: تعجيل المنفعة 310) . 4 التكملة من حاشية الأصل.

دِينَارًا ثَلَاثِينَ دِينَارًا بِعَيْنِهِ، الْعَشَرَةُ خَمْسَةَ عَشَرَ"1. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ2، قَالَ: "لَقِيتُ ابْنَ شِهَابٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى مِصْرَ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنَ الشَّأْمِ بعض الطَّرِيقَ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي مِمْطر3 لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ"4. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ الزَّنْجِيِّ5 قال: "رأيت [169/ب] الزُّهْرِيَّ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ وَقَالَ مَالِكٌ: 6 رَأَيْتُهُ يخضِّبُ7 بالحناء".

_ 1 تاريخ دمشق 15/3/514أ. أخرجها ابن عساكر من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد. كما أخرجها بسند آخر من طريق مفضل بن غسان، عن أبيه، عن رجل من أهل المدينة قال: أخدم الزهري خمس عشرة امرأة من بني زهرة. خمس عشرة وليدة، واشترى كل وليدة بثلاثين ديناراً وبعين الثمن العشرة خمسة. أهـ. لعله أراد بقوله: (العشرة خمسة عشر) أن العشرة دنانير في عهد الزهري تساوي خمسة عشر ديناراً في عهد ابن سعد. وتحمل الرواية مفضل بن غسان، عن أبيه، عند ابن عساكر على سقط فيها، فتكون: (العشرة خمسة عشر) أيضاً. 2 ستأتي ترجمته رقم 371. 3 الممطر: والممطرة –بكسر الميم الأولى وسكون الثانية- ثوب يلبس للوقاية من المطر لا ينفذ الماء منه. (انظر: القاموس المحيط 2/140. وتاج العروس 3/545 مادة: مَطَرَ) . 4 الرداء: جمع أردية. وهو في الأصل ملحفه فكل ما ليس فوق الثياب هو رداء كالمعطف، والعباءة، والجُبَّة. (انظر: القاموس المحيط 4/335. والمعجم الوسيط 1/340. مادة: رَدَيَ) . 5 هو مسلم بن خالد المكي أبو خالد المخزومي مولاهم. شامي الأصل مشهور بلقبه الزنجي، كان أبيض مشرباً بالحمرة فلقب بالضد. وكان عابداً فقيهاً صدوقاً كثير الأوهام. ولد سنة مائة. ومات سنة تسع وسبعين ومائة. (انظر: ميزان الاعتدال 4/102. وتهذيب التهذيب 128. وتقريب التهذيب 335) . 6 ستأتي ترجمته رقم 372. 7 يخضب بالحناء: أي يلون شعره بالحناء. ولا يقال: يصبغ شعره بالحناء. (انظر: تاج العروس 1/236. والمعجم الوسيط 1/239. مادة: خَضَبَ) .

أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ1 قَالَ: "رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيِ الزُّهْرِيِّ أَثَرَ السُّجُودِ، لَيْسَ عَلَى أَنْفِهِ مِنْهُ شَيْءٌ". أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي2، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ3 عَنْ أَبِيهِ4، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى دَيْنَ ابْنِ شِهَابٍ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِيَ وَهُوَ يُعَاتِبُ ابْنَ شِهَابٍ فِي الدَّيْنِ، وَيَقُولُ لَهُ: "قَدْ قَضَى عَنْكَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَقَدْ عَرَفْتَ مَا قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي الدَّيْنِ"5 قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: "لِأَبِي إني أعتمد على مالي

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 391. 2 الأويسي. ثقة تقدم. 3 ستأتي ترجمته رقم 387. وهو ثقة حجة. 4 أبوه هو: سعد بن إبراهيم. ستأتي ترجمته رقم 77. وهو ثقة. 5 الحديث مرسل بهذا الإسناد. ورجاله ثقات. ولعل المقصود من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الدين هو: (اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من الهَمِّ والحزن والعَجْزِ والكَسَلِ والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبَةِ الرَّجال) . وقد أخرج الحديث: (أ) البخاري في صحيحه 2/103. كتاب الجهاد باب من غزا بصبي للخدمة 74. وكتاب الدعوات باب التعوذ من غلبة الرجال 36. باب الاستعاذة من الجبن والكسل 41. من حديث أنس بن مالك. (ب) وأبو داود في سننه 2/189. كتاب الصلاة، باب 37 حديث 1541. من طريق الزهري، من حديث أنس. (ج) والترمذي في جامعه 5/520، كتاب الدعوات 49باب 71. حديث 3484. من حديث أنس. (د) والنسائي في سننه 8/257. كتاب الاستعاذة باب5، 6، 23، 43، وفي باب 21 جاء بلفظ: (أعوذ بالله من الكفر والدين. قال رجل: يا رسول الله أتعدل الدين بالكفر؟ فقال: نعم) . من حديث أبي سعيد الخدري. وفي باب22، 29، 30: جاء بلفظ آخر. من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. (هـ) والإمام أحمد في مسنده 2/173، 3/122،159، 220، 226، 240. من حديث أنس.

والله لو هَذِهِ المشرُبة1 ثُمَّ مُلِئَتْ إِلَيَّ سُقُفُهَا ذَهَبًا أَوْ وَرِقًا"2 قَالَ: "إِبْرَاهِيمُ أَنَا أَشُكُّ3 -مَا رَأَيْتُهُ عِوَضًا مِنْ مَالِي، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهُمَا إِذْ ذَاكَ فِي مَشْرُبَةٍ"4. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ5، قَالَ: "كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خلع الوليد ابن يَزِيدَ وَيَعِيبُهُ، وَيُذْكَرُ أُمُورًا عَظِيمَةً لَا يَنْطِقُ بِهَا، حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانَ أَنَّهُمْ يخُضّبون6 بِالْحِنَّاءِ، وَيَقُولُ لِهِشَامٍ: مَا يَحِلُّ لَكَ إِلَّا خَلْعُهُ فَكَانَ هِشَامٌ لَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ لِلْعَقْدِ الَّذِي عقد له ولا يسوؤه ما [170/أ] يَصْنَعُ الزُّهْرِيُّ رَجَاءً أَنْ يُؤَلِّبَ7 ذَلِكَ النَّاسَ عَلَيْهِ". قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: "فَكُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ هشام في ناحية الفسطاط8 وأسمع ذرو9 كَلَامِ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَلِيدِ وَأَنَا أَتَغَافَلُ، فَجَاءَ الْحَاجِبُ" فَقَالَ: "هَذَا الْوَلِيدُ عَلَى الْبَابِ" فَقَالَ: "أَدْخِلْهُ"، فَأَدْخَلَهُ، فَأَوْسَعَ لَهُ هِشَامٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَنَا أَعْرِفُ فِي وَجْهِ الْوَلِيدِ الْغَضَبَ وَالشَّرَّ فلما استُخلف الوليد بعث

_ 1 المشربة –بضم الراء وفتحها- جمعها: مشربات، ومشارب –وهي الغرقة. (انظر: النهاية لابن الأثير 2/455. وتاج العروس 1/314. مادة: شَرَبَ) . 2 الوَرِقَ: الفضة. 3 أراد أنه يشك بأن الزهري قال ذلك. (انظر: المعرفة والتاريخ 1/630) . 4 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/630. بألفاظ مقاربة. 5 ستأتي ترجمة أبي الزناد رقم 224. 6 يخضبون: يلونون شعورهم بالصباغ. (انظر: تاج العروس 1/236. مادة: خَضَبَ) . 7 يؤلب: يحرّ‍َض. (انظر: القاموس المحيط 1/38. مادة: أَلَبَ) . 8 الفسطاط: جمعه فساطيط. وهو بيت من الشَّعْر. (انظر: المعجم الوسيط 2/688. مادة: فَسَطَ) . 9 ذرو: طرف. (انظر: المعجم الوسيط 1/312. مادة: ذَرَوَ) .

إلىَّ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ1 وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ2 وَرَبِيعَةَ3 فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلَةً مُخلياً بِي فقدَّم الْعَشَاءَ فَقَالَ لِي بَعْدَ حَدِيثٍ يَا بن ذَكْوَانَ4 أَرَأَيْتَ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَى الْأَحْوَلِ5 وَأَنْتَ عِنْدَهُ وَالزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فيَّ؟ أَتَحْفَظُ مِنْ كَلَامِهِ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا فَقُلْتُ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذَكَرُ يَوْمَ دَخَلْتَ وَأَنَا أَعْرِفُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِكَ قَالَ: كَانَ الْخَادِمُ الَّذِي رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ هِشَامٍ نَقَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ إليَّ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ إِلَيْكُمْ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ لَمْ تَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ"، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ لَمْ أَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: "قَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ تَعَالَى لَئِنْ أَمْكَنَتْنِي الْقُدْرَةُ بِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ أَنْ أَقْتُلَ الزُّهْرِيَّ فَقَدْ فَاتَنِي"6. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أَخِي الزُّهْرِيِّ7 قَالَ: "كَانَ عَمِّي الزُّهْرِيُّ قَدِ اتَّعد هو وابن هشام إن مات [170/ب] هشام ابن عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يَلْحَقَا بِجَبَلِ الدُّخان8 فَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِأَشْهُرٍ، وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يزيد يتلهَّف9 لو قبض عليه"10.

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 86. 2ستأتي ترجمته رقم 72. 3ستأتي ترجمته رقم 225. 4ستأتي ترجمته رقم 224. 5 هو هشام بن عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي. 6 فاته قتل الزهري؛ لأنه مات قبل تولي الخلافة بأشهر، يفسره ما بعده. وأخرج الطبريّ. هذا الخبر في تاريخه 7/253. من طريق ابن أبي الزناد وبألفاظ مقاربة. 7 ستأتي ترجمته رقم 385. 8 جبل الدخان: لم أعثر عليه. 9 يتلهف: يتحسر. 10 تاريخ دمشق 15/3/515ب، أخرجها ابن عساكر من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد.

قال مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وُلِدَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ1 فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا عَائِشَةُ زوج النبي صلىالله عليه وسلم، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ قَدِمَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ إِلَى أَمْوَالِهِ بِثِلُيَة بشَغْبٍ وَبَدَا2 فَأَقَامَ فِيهَا فَمَرِضَ هُنَاكَ فَمَاتَ، فَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ3 وَمَاتَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ4 وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سنة5"6.

_ 1 وقال الخليفة: "سنة إحدى وخمسين"، ونقل ابن كثير عن الواقدي: "سنة ثمان وخمسين" وقال ابن خِلَّكان: "سنة إحدى وخمسين". وقال الذهبي: "سنة خمسين". وقيل غير ذلك. (انظر: تاريخ خليفة 218، ووفيات الأعيان 4/178. وتذكرة الحفاظ 1/108. والبداية والنهاية 9/344. وتهذيب التهذيب 9/450) . 2 ثلية: بكسر المثلثة وضم اللام وفتح التحتية. موضع قرب قرية شغب –بفتح الشين المعجمة وسكون الغين المعجمة- الواقعة بوادي (بدا) الواقع على ساحل البحر الأحمر، على الحدود الحجازية الفلسطينية. خلف وادي القرى الذي يقع بين تيماء وخيبر. (انظر: معجم البلدان 1/356، 3/352، 4/338. ووفيات الأعيان 4/178-179. ومراصد الاطلاع 1/170، 2/803) . 3 قارعة الطريق: وسطه. (انظر: المعجم الوسيط 2/728. مادة: قَرَعَ) . 4 وكذا قال خليفة، وغيره. وقيل: مات سنة ثلاث وعشرين، وقيل: خمس وعشرين ومائة، وقيل: وهو ابن اثنتين أو ثلاث وسبعين سنة والله أعلم. (انظر: تاريخ خليفة 356. والمعرف لابن قتيبة 472. والبداية والنهاية 9/344. ووفيات الأعيان 4/178. وتذكرة الحفاظ 1/113. وتهذيب التهذيب 9/450) . 5 أوردها ابن كثير: نقلاً عن الواقدي أيضاً. ويحذف (في آخر خلافة معاوية ... النبي صلى الله عليه وسلم) ويضع (بثلاث بشعب زبدا) مكان (بثلثة بشغب وبدا) . والذي يبدو أن ما ذكره ابن كثير من هذه الأماكن مصحف والله أعلم. (انظر: البداية والنهاية 9/344) . 6 تاريخ دمشق 15/3/495ب. أخرجها من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد.

قال: أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلَانِيُّ1، قَالَ: "رَأَيْتُ قَبْرَ الزُّهْرِيِّ بأدامَى2 وَهِيَ خَلْفَ شَغْب وَبَدَا. وَهِيَ أَوَّلُ عَمَلِ فِلَسْطِينَ، وَآخِرُ عَمَلِ الْحِجَازِ وَبِهَا ضَيْعَةُ الزُّهْرِيِّ الَّذِي كَانَ فِيهَا، وَرَأَيْتُ قَبْرَهُ مسنَّمَّا3 مُجَصَّصًا4 أَبْيَضَ5"6. ((قَالُوا: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ ثِقَةً كثير الحديث والعلم والرواية، فقيهاً7 جامعاً)) 8.

_ 1 الحسين بن متوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله العسقلاني، ابن أبي السَّري وكان ضعيفاً كذاباً، توفي سنة أربعين ومائتين. (انظر: تهذيب التهذيب 2/365. وتقريب التهذيب 74) . 2 أدامى: جاءت في الأصل بالألف الطويلة (أداما) والصحيح ما أثبته. بالفتح والقصر. (انظر: معجم البلدان 1/125. ومراصد الإطلاع 1/43. وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان 1/254) . 3 مسنّمَّا: مرفوعاً عن سطح الأرض وليس مسطحاً. (انظر: المعجم الوسيط 1/455. مادة: سَنَمَ) . 4مجصصاً: مطلياً بالجصّ. والجِص –بكسر الجيم المعجمة وفتحها والأول أفصح- معرب. وهو مادة من مواد البناء. (انظر: تاج العروس 4/377. مادة: جَوَصَ) . 5 أوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/344 نقلاً عن الحسين بن المتوكل أيضاً ومختصرة بألفاظ مقاربة. 6 تاريخ دمشق 15/3/515ب. أخرجها ابن عساكر من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد. ويضع (الحسن) بدل (الحسين) . 7 وقد أجمع النقاد على توثيقه وجلالته وحفظه وزاد الذهبي في الميزان (كان يدلس في النادر) . (انظر: وفيات الأعيان 4/177. ومشاهير علماء الأمصار 66. وتذكرة الحفاظ 1/108. وميزان الاعتدال 4/040. والبداية والنهاية 9/340. وتهذيب التهذيب 9/447-450. وتقريب التهذيب318) . 8 تاريخ دمشق 15/3/495ب. أخرجها ابن عساكر من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد. وتهذيب التهذيب 9/848. وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية 9/344 نقلاً عن الواقدي.

وأخوه: 71 عَبْدُ اللهِ ابن مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأصغر بن شهاب بن عبد الله [171/أ] ابن الْحَارِثِ بْنِ زُهرَة. وَأُمُّهُ بِنْتُ أُهبان بْنِ لُعْط بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفاثة بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدِّيل بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنانة. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ: مُحَمَّدًا1 وَإِبْرَاهِيمَ، وَأُمَّ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَبِيبِ بْنِ حُويطب بْنِ عَامِرٍ مِنْ بَنِي الأقْشَر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل. قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ2، [عَنِ] 3 ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ4: "أَنَّ أَبَاهُ كَانَ أسنَّ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ يُكنى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَمَاتَ قَبْلَ الزُّهْرِيِّ5. وَقَدْ لَقِيَ ابن عمر، روى عنه وعن

_ 1 ستأتي ترجمة محمد رقم 385. 2 محمد بن عبد الله الأنصاري، هم اثنان: (أ) الأول محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري القاضي. ثقة مات سنة خمس عشرة ومائتين. وقد أخرج له الجماعة، من التاسعة. (انظر: تقريب التهذيب 306) . (ب) والثاني: محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري أبو سلمة البصري المشهور بكنيته، كذبوه. من الثامنة جاوز المائة. (المصدر السابق 306) . 3 التكملة يقتضيها السياق. 4 ستأتي ترجمته رقم 385. 5 انظر: طبقات خليفة 261, وقد سبق أن الزهري توفي سنة أربع وعشرين ومائة.

غَيْرِهِ، وَكَانَ ثِقَةً1 قَلِيلَ الْحَدِيثِ"2. 72- مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِر ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدَيْر بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ3. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: عُمَرَ وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَالْمُنْكَدِرَ وَعَبْدَ اللَّهِ وَيُوسُفَ وَإِبْرَاهِيمَ وَدَاوُدَ لِأُمِّ وَلَدٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ4، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ5، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: "دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ6 عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: "إِنِّي قَدْ أصابتني

_ 1 ووثقه النقاد وقد أخرج له البخاري تعليقاً. وبقية الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/164. وتهذيب التهذيب 6/29. وتقريب التهذيب 189. والتحفة اللطيفة 2/418) . 2 تهذيب التهذيب 6/29. 3 ويحذف خليفة (ابن عبد الله) وأثبته ابن حزم، وأضاف (بن محْرز) بعد (الهدير) ووضع (عمير) بدل (عامر) وحذف (وأمه ... الخ) . (انظر: طبقات ابن سعد 5/27-28. وطبقات خليفة 268. وجمهرة أنساب العرب 135) . 4 هو أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد الدورقي النُكري أبو عبد الله العبدي البغدادي ثقة حافظ ولد سنة ستين ومائة، وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين. (انظر: تاريخ بغداد 9/6. وتقريب التهذيب 11) . 5 هو المِصَّيصي، الأعور، أبو محمد الترمذي، نزيل بغداد، ثم المصيصة ثقة ثبت اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته فيها، مات سنة ست ومائتين. (انظر: المصدرين السابقين 8/236،65) . 6 هو المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشي التيمي المدني، قال ابن عبد البر: (حديثه مرسل عندهم، ولا يثبت له صحبة، ولكنه ولد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم) وعدّه ابن حجر من الصحابة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: (ذكره البخاري في الضعفاء، وقال: لا يعرف له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم) وذكره ابن سعد في تابعي أهل المدينة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/27. والاستيعاب 4/1486. وميزان الاعتدال 4/190. وجامع التحصيل للعلائي 355. والإصابة 3/464) .

حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي" فَقَالَتْ "مَا عِنْدِي شَيْءٌ، لَوْ كانت عندي عشرة آلاف لبعثت بها [171/ب] إِلَيْكَ". فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلَافٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ1، فَقَالَتْ مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ! قَالَ: "ثُمَّ أرسَلَتْ فِي إِثْرِهِ، فَدَفَعَتها إِلَيْهِ، فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلَاثَةً، فَكَانُوا عُبَّاد الْمَدِينَةِ مُحَمَّدًا2 وَأَبَا بَكْرٍ3، وَعُمَرَ4، بَنِي الْمُنْكَدِرِ"5. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ6، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ7، قَالَ: "تعبَّد مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وهو غلام، وكانوا أهل

_ 1 خالد ابن أسيد –بفتح الهمزة- بن أبي العيص- بكسر العين المهملة، كما جاء في جمهرة أنساب العرب 113. الأموي. المكي صحابي جليل أسلم يوم فتح مكة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/447. والاستيعاب 1/401) . 2 هو صاحب هذه الترجمة. 3 ستأتي ترجمته رقم 74. 4 ستأتي ترجمته رقم 73. 5 تهذيب التهذيب 9/475. ويضع (جائحة) مكان (حاجة) . و (أسد) مكان (أسيد) و (بألف) بدل (بألفي) . (وأفاد ابن سعد في طبقاته 5/28: أن المال جاءها من معاوية) . 6 مولى العباس بن عبد الله بن مالك. ذكر ابن سعد اسم سهل في ترجمته (سهل بن محمد) ونقل الخطيب البغدادي اسمه (سهل بن محمود) نقلاً عن ابن سعد. وكان أبو السري ثقة ناسكاً فاضلاً. توفي سنة خمس عشرة ومائتين. (انظر: طبقات ابن سعد 7/356. والجرح والتعديل 2/1/204. وتاريخ بغداد 9/115) . 7 هو ابن عيينة.

بَيْتِ عِبَادَةٍ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: لَا تَمْزَحْ مَعَ الصِّبْيَانِ". قَالَ: "وَقِيلَ لَهُ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ"1. قِيلَ: "فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ: "الْإِفْضَالُ2 عَلَى الْإِخْوَانِ"3. قَالَ: "وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَقَرَةُ، كَانَ يَرْهَق4، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: "تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ؟ قَالَ فَقَالَ: "إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ، أَوْ قَالَ: "عَنْ أَحَدٍ"5. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: "كَانَ مُحَمَّدُ ابن الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ6، وَأَبُو حَازِمٍ7، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيم8، وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيفة9، أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلَاةٍ، وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَيَتَحَدَّثُونَ وَلَا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رجل منهم [172/أ]

_ 1 أوردها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/153.من طريق ابن عيينة. من قوله (وكانت أمه ... الخ) . 2 الإفضال على الإخوان: الإحسان إليهم. (انظر: تاج العروس 8/16. مادة: فَضَلَ) . 3 أوردها ابن قتيبة في المعارف 461. بلا إسناد وأخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/656. من طريق سفيان ابن عيينة، وفي 1/658: من طريق ابن زيد –عمر بن محمد المنكدر بن زيد بن عبد الله بن عمر- بألفاظ مقاربة. وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/149. بألفاظ مقاربة. 4 يَرْهَق: يكذب ويسفه أي كان سفيهاً كذباً. أو خفيف العقل. (انظر: المحكم والمحيط 4/89. مادة: رَهَقَ) . 5 أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/148. من طريق ابن عيينة. ولم يصرح باسم (بقرة) . 6 ستأتي ترجمته رقم 226. 7ستأتي ترجمته رقم 239. 8ستأتي ترجمته رقم 236. 9ستأتي ترجمته رقم 155.

بكلمات، ويدعون بِدَعَوَاتٍ، وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الْأَيْلِيُّ1-وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ- فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ2 فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ ويُذكرهم أَمْرَ الْآخِرَةِ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْمَوْسِمُ ثُمَّ لَا يَلْتَقُونَ مَعَهُ إلاَّ فِي كُلِّ موسمٍ"3. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ4، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: "كَانَ يَضَعُ خدَّه عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ لِأُمِّهِ يَا أُمَّه قَوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي"5. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ6، قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ7، يصلي وبت أغمز8

_ 1 هو يزيد بن أبي سمية، أبو صخر الأيلي –بفتح الهمزة وسكون التحتانية- مقبول من الرابعة. (انظر: تقريب التهذيب 382) . 2 هو عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهمْداني المرهبي، أبو ذر الكوفي. ثقة رُمي بالأرجاء. مات سنة ثلاث وخمسين، وقيل غير ذلك. (انظر: تقريب التهذيب 253) . 3 أخرجها ابن سعد في طبقاته أيضاً 7/520. 4 هو أبو سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل المنقري، مشهور بكنيته وباسمه ثقة ثبت مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 349) . 5 أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/150. بسنده من هذا طريق أيضاً. 6 هو: عبد الله بن المبارك. مولى بني حنظلة. قدم بغداد وحدث بها –ثقة ثبت فقيه عابد مجاهد، صاحب التصانيف. ولد سنة ثمان عشرة ومائة. وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة. (انظر: تاريخ بغداد 10/152. وتقريب التهذيب 187) . 7 هو عمر بن المنكدر أخو محمد، ستأتي ترجمته رقم 73. 8 أغمز: أدلك بمعنى أنه كان يدعك رجلي أمه.

رِجْلَيْ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ1. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ2، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ3، قَالَ: "كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي وَيَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ الْآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي"4. قَالَ: "وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى، قَالَ: فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ"، قَالَ: "فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ"، فَقَالَ: "يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلَاءِ وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ"5 أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقة6، قَالَ: "قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ تَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: الحج أقضى للدين"7. [172/ب] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بن محمد بن محمد بن

_ 1 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/659. بسنده من طريق سعيد بن عامر ويضيف (أخوه) بعد (عمر) . وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/150. من طريق سعيد بن عامر أيضاً. 2 الأنصاري. مولاهم أبو الحسن البصري العطار نزيل مكة وكان ثقة. توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 268) . 3 هو ابن عيينة. 4 وفي حلية الأولياء 3/147: يضع (رزىء) . وهذا الأرجح، والله أعلم. 5 أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/147. بسنده من طريق العلاء بن عبد الجبار. ووضع (رزىء) بدل (رزقي) . وحذف (قال) المكررة أربع مرات بعد (رزىء) . والذهبي في تذكرة الحفاظ 1/127. من طريق ابن عيينة مختصرة. 6 محمد بن سوقة –بضم السين المهملة- الغنوي الخزاز أبو بكر الكوفي العابد ثقة مرضي. (انظر: تقريب التهذيب 300) . 7 أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/149. من طريق ابن عيينة.

الْمُنْكَدِرِ1، عَنْ أَبِيهِ2، قَالَ: "أَنِّي ضَرِيتُ3 بِالدُّعَاءِ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ4 عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِائَةَ دِينَارٍ، وخرج إلى الثغر وقال محمد اليماني إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ". قَالَ: "فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ، وَقَدِمَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُرِيدُ الِانْطِلَاقَ إِلَى الْيَمَنِ وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: لَهُ مَتَى تُرِيدُ الِانْطِلَاقَ؟ فَقَالَ: غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ. يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ، وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ، فَأَتَى بِهَا آتٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ، ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ، فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا"5. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "فْأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا"6. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنِي الحُرّ بْنُ يَزِيدَ الحذَّاء7، قَالَ: "كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُليم8 يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا، فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ

_ 1 يوسف بن محمد بن المنكدر التيمي. وكان ضعيفاً. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 389) . 2 هو صاحب الترجمة. 3 ضريت بالدعاء: ألححت فيه. (انظر: المعجم الوسيط 1/539. مادة: ضَرِيَ) . 4 ستأتي ترجمة المنكدر بن محمد رقم 391. 5 أخرجها كل من: الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/657. وأبي نعيم في حلية الأولياء 3/152. من طريق آخر. وبألفاظ مقاربة مختصرة. 6 انظر: حلية الأولياء 3/152. 7 الحر بن يزيد الحذاء: لم أعثر عليه. 8 ستأتي ترجمته رقم 226.

إلى بيته فقال لمولاته سَلاَّمة: إن [173/أ] أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً، أَوْ أَرْبَعَةً"، فَقَالَتْ: السَّاعَةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ، يَقُولُ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، وَكَيْفَ شِئْتَ، وأنىَّ شِئْتَ، قَالَ، فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا فَأَتَتْهُ بِهَا، فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ"، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ [ائْتِنِي1] بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، وأنىَّ شِئْتَ، وَكَيْفَ شِئْتَ، من ساعتي هذه يا إلهي! قالت: فدققت الباب عليه، فدفعتها إليه، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: "كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ، إِذْ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا" فَقَالَ الْغُلَامُ: "وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ". قَالَ: "اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ"، قَالَ: "مِنْ أَيْنَ؟ " قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ! ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ"، فَقَالَ: "مَا هَؤُلَاءِ؟ " فَقِيلَ لَهُ: "مُحَمَّدُ بْنُ منكدر وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مَؤُونَتَهُمْ، وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لهم". فقال: "ما بدّ أن يُعان محمد على هذا [173/ب] الَّذِي يَصْنَعُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلَامِهِ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا. وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى، فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حدثني مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ2،عَنْ أَبِيهِ، قال: "أمحلنا3 بالمدينة إمحالاً شديداً، وتوالت سنون. قَالَ مُحَمَّدٌ: "فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ، وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ، وَأَنَا في مقدَّم المسجد

_ 1 التكملة يقتضيها السياق. 2 ستأتي ترجمة المنكدر بن محمد رقم 391. 3 أمحلنا: انقطع عنا المطر، وأجدبت الأرض. (انظر: المعجم الوسيط 2/856. مادة: مَحَلَ) .

وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ، فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ قَالَ: فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنْ نَشِبْنَا1 حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً 2 وَلَا شَيْئًا، ثُمَّ مَطَرَتْ فسحَّت3 فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى4، وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا [مَا] 5 رَأَيْتُهُ قَطُّ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ لَا هَدْمَ فِيهِ وَلَا غَرَق، وَلَا بَلَاءَ فِيهِ وَلَا مَحَق6 قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ الْإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللبَّادين7 فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ8 لَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ

_ 1 نَشِبنا: لبثنا. (انظر: النهاية لابن الأثير 5/52. وتاج العروس 1/484. مادة: نَشَبَ) . 2 قزعة: جمعها: قزع. وهي القطعة الرقيقة من الغيم. (انظر: الفائق في غريب الحديث للزمخشري 2/431. وتاج العروس 5/466 مادة: قَزَعَ) . 3 فسحت: صبت المطر بشدة واستمرار. (انظر: غريب الحديث لابن قتيبة 1/564. وتهذيب اللغة 3/411. مادة: سَحَحَ) . 4 عزالى: جمع عزلاء. وهو فم القربة. والمراد أن المطر اندفق من السماء بغزارة كتدفقه من فم القرابة. (انظر: غريب الحديث لابن قتيبة 1/561. والنهاية لابن الأثير 3/231. مادة: عَزَلَ) . 5 التكملة يقتضيها السياق. 6 محق: المحق هو ذهاب الشيء كله. (انظر: النهاية لابن الأثير 4/3. مادة: مَحَقَ) . 7 اللبَّادون: جمع لبَّاد. وهو اللبود، أو الألباد، وكلاهما جمع لبادة ولبدة، وهو ما يضع من الشعر، أو الصوف، ويلبس للوقاية من المطر. (انظر: القاموس المحيط 1/347. والمعجم الوسيط 2/812. مادة: لَبَدَ) ولم أقف على من موقع هذا الزقاق من المدينة. 8 مشربة: بضم الراء وفتحها –جمعها مشربات، ومشارب. وهي الغرفة. (انظر: غريب الحديث لابن قتيبة 2/216. وتاج العروس 1/314. مادة: شَرَبَ) .

أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ، عَنْهُ قَالُوا: هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ1، هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ، إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ2 اللَّيْلَ صَلَاةً وَدُعَاءً، وَهُوَ مِنَ الدَّعائين [173/أ] ، وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: "رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ3 خَفِيّ لو أَقْسَمَ على الله لأبَرَّه4"5.

_ 1 زياد النجار: ذكره أبو نعيم في هذه الرواية وأبهم اسمه، وقال: كان رجلاً فارسياً. (انظر: حلية الأولياء 3/152) . 2 يكابد الليل: يتغلب على صعوبة السهر. (انظر: تاج العروس 2/482. مادة: كَبَدَ) . 3 طمرين: مثنى طمر جمعه أطمار، والطمر: الثوب البالي. (انظر: النهاية لابن الأثير 3/138، وتاج العروس 3/360. مادة طَمَرَ) 4 أبرَّه: أجابه إلى ما أقسم به. (انظر: المعجم الوسيط 1/48 مادة: برر) . 5 الحديث إسناده ضعيف، لوجود الواقدي فيه. وقد أخرجه كل من: (أ) مسلم في صحيحه 3/1302. كتاب القسامة (28) باب (5) حديث (24) بلفظ: (إنَّ من عباد الله مَنْ لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرَّهُ) . وفي: 4/2024 كتاب البر (45) ، باب (40) حديث (138) . وفي: ص2191 كتاب الجنة (51) باب (13) حديث (48) . بلفظ: (رُبَّ أَشعثَ مَدْفُوع بالأبواب، لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرَّهُ) . (ب) والترمذي في جامعه: 4/717 كتاب صفة جهنم (40) باب (13) حديث (2605) بلفظ: (ألاَ أخبركم بأهل الجنة: كُلُّ ضعيف مُتَضَعف لو أقسم على الله لأبرَّه. ألاَ أخبركم بأهل النار: كلُ عُتُلٍّ جَواظٍ مُتكبر) . قال فيه الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح) . 5/693 كتاب المناقب (50) باب (55) حديث (3854) بلفظ: (كَمْ مِن أشعثَ أَغْبَرَ ذي طِمرين لا يُؤْبَهُ لهُ لو أَقْسَم على الله لأَبَرَّهُ مِنهم البَرَاء بن مالك) . قال: الترمذي: (هذا حديث صحيح حسن من هذا الوجه) . (ج) وابن ماجه في سننه: 2/884 كتاب الديات (21) باب (16) حديث (2642) بلفظ كلفظ مسلم في باب القسامة. وفي: ص 1378 كتاب الزهد (37) باب (4) حديث (4115) بلفظ مقارب لما عند الترمذي في كتاب المناقب. (د) وأحمد في مسنده: 3/128، 167. كما عند مسلم في باب القسامة. وفي: ص145. كما عند الترمذي في صفة جهنم. ومثله في: 4/306. وكذا بلفظ مقارب في: 5/407.

قال محمد: "فرأيتني بعد ذلك أخالقه1، فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ"، وَقَالَ: "اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: "فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ، وَقُلْتُ: رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ"2. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ3: "أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ وَثَوْبَيْنِ بِزَعْفَرَانٍ4 لَيْسَا نَظِيفَيْنِ". أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ5 خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمة بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: "رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقيقة6، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بن يربوع7

_ 1 في الأصل (وخالق) وصححتها لاقتضاء المعنى. ومعنى (أخالقه) : أعاشره على أخلاقه. (انظر: تاج العروس 6/338 مادة: خَلَقَ) . 2 أوردها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/152. من طريق آخر، باختصار وبألفاظ مقاربة، ولم يصرح باسم (زياد النجار) ويحذف الحديث. 3 ستأتي ترجمته رقم 372. 4 بزعفران: مصبوغان بالزعفران، والزعفران نبات بصلي يستعمل للصباغة. (انظر: المعجم الوسيط 1/394. مادة: زَعْفَرَ) . 5 وقال ابن حجر التستري بفوقيتين بينهما مهملة، أبو سهل سكن البصرة. وكان صدوقاً. (انظر: تقريب التهذيب 210) . 6 هي غير التابعية الثقفية، وقال ابن سعد هي بنت عبد الله بن بَجَّاد بالموحدة، وكانت من الصحابيات. (انظر: طبقات ابن سعد: 8/255-256، والإصابة 4/240.وتقريب التهذيب 466) . 7 المخزومي القرشي، أبو محمد المدني، وكان ثقة توفي سنة تسع ومائة وهو ابن ثمانين سنة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/150، وتقريب التهذيب 202) .

وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الّْهدَير1 وَهُوَ عَمُّهُ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ". وَكَانَ ثِقَةً2 وَرِعًا عَابِدًا، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، يُكْثِرُ الْإِسْنَادَ عن جابر بن عبد الله3 ومات [174/ب] محمد بن المنكدر سَنَةَ ثَلَاثِينَ، أَوْ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. 73- عُمَرُ بنُ المُنْكَدِر ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدَيْر بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ4، وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَلَمْ يَكُنْ لِعُمَرَ وَلَدٌ، وَكَانَ مِنَ العبَّاد الْمُجْتَهِدِينَ. أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَكِّيُّ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ5. قَالَ قالت أم عمر بن الْمُنْكَدِرِ: "إِنِّي لَأَحِبُّ أَنْ أَرَاكَ نَائِمًا. فَقَالَ: يَا أُمَّه إِنِّي لَأَسْتَقْبِلُ اللَّيْلَ فَيَهُولُنِي فَيُدْرِكُنِي الصبح وما قضيت حاجتي".

_ 1 التيمي المدني. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعُدَّ في كبار التابعين ووثقه النقاد. توفي سنة ثلاث وتسعين. (انظر: طبقات ابن سعد 5/27. والاستيعاب 2/492. والإصابة 1/523-524. وتهذيب التهذيب 3/257. وتقريب التهذيب 102) . 2 وقد أجمع النقاد على توثيقه والاحتجاج به وجلالته وحفظه وإتقانه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/219-220. والجرح والتعديل 4/1/97-98. ومشاهير علماء الأمصار 65. وتذكرة الحفاظ 1/127. وتهذيب التهذيب 9/473-475. وتقريب التهذيب 320) . 3 أوردها ابن حجر في التهذيب 9/473. نقلاً عن الواقدي، من قوله (وكان ثقة..إلخ) . 4 أنظر: نسب أخيه في الترجمة السابقة. 5 ابن عبد الله الجمحي المكي، ثقة ثبت. مات سنة تسع وستين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 355) .

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بن عبد الجبار، قال: حدثنا نافع ابن عُمَرَ قَالَ: "قَدِمَ رَجُلٌ بمالٍ الْمَدِينَةَ"، فَقَالَ: "دلوني على رجل من قريش أعطيه هَذَا الْمَالَ، فَدَلُّوهُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، فَأَعْطَاهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَ"، قَالَ فَقَالَ: "هَذَا وَقَدْ أَبَى فَمَنْ بَعْدَهُ؟ " قَالُوا: "لَا نَعْلَمُ بعده أحداً يشبه أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُنْكَدِرِ"1، قَالَ: "فَأَعْطَاهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ". قَالَ فَقَالَ: "فَمَنْ بَعْدَهُمَا؟ " قَالُوا: "مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ". قَالَ: "فَأَتَاهُ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ"، قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ: "يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَلِدَكُمْ كلَّكم المُنكدر فَافْعَلُوا". أخبرنا [175/أ] أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ2، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ لَيْثٍ3، قَالَ: "ذَكَرُوا شَيْئًا فِي مَنْزِلِ عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ"، قَالَ: فَقَالَتْ أُمُّهُ: "قَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَخَالَفَهَا عُمَرُ، فَلَمَّا ذَهَبُوا يَنْظُرُوا إِذَا الْقَوْلُ قَوْلُ عُمَرَ، وَإِذَا هُوَ أَحْفَظُ لِذَلِكَ مِنْهَا. قَالَ فَقَالَ: "يَا أُمَّه إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي". قَالَتْ: "يَا بُنَيَّ وَمَا قُلْتُ؟ " قَالَ: "فَلَمْ يَزَلْ يَطْلُبُ إِلَيْهَا حَتَّى وَضَعَتْ قَدَمَهَا عَلَى خَدِّهِ". أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: "جَمَعَ أَبُو حَازِمٍ نَاسًا مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فَأَتَوْا عُمَرَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، فَكَلَّمَهُ أَبُو حَازِمٍ4 فِي أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَفْسِهِ مما حمل عليها من

_ 1 هو صاحب الترجمة التالية 74. 2 هو أبو محمد الضبعي البصري (122-208هـ) تقدم. 3 لعله، هو الذي ذكره الذهبي، فقال: محمد بن الليث، عن مسلم الزنجي- (ت179هـ) – لا يُدري من هو، وأتى بخبر موضوع. والظاهر أنه أبو الوليد السرخسي الراوي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد (ت174هـ) قال السليماني: فيه نظر. انتهى. وقال ابن حجر: "اسم أبي لبيد السرخسي: لمِازة –بكسر اللام وتخفيف الميم- ابن زياد الأزدي الجهضمي مات تسع وأربعين ومائة". (انظر: ميزان الاعتدال 4/23. وتقريب التهذيب 287) . 4 ستأتي ترجمته رقم 239.

الْعِبَادَةِ"، قَالَ فَقَالَ: "إِنِّي لَأَسْتَقْبِلُ اللَّيْلَ فَيَهُولُنِي فَإِذَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ أَصْدَرْتُهُ1 لَوْ أَوْرَدْتُهُ2 أُخْرَى، وَإِنَّ اللَّيْلَ لَيَنْقَضِي وَمَا بَلَغْتُ حَاجَتِي". أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ [أَبِي] 3 إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الجبَّار، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُ عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ دَعَوْا لَهُ أَبَا حَازِمٍ وَقَدْ كَانَ جَزِع4 فَقَالَ: لَهُ أَبُو حَازِمٍ فِي ذَاكَ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَبْدُوَ لِي مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَحْتَسِبُ5 قَالَ: نَافِعٌ الْآيَةُ كَانَتْ تُسْهِرُهُ أَوْ تُقْلِقُهُ، وَكَانَ وَرِعًا مُتَعَبِّدًا" [175/ب] . 74- أبو بَكْرِ بنُ المُنْكَدِر ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدير بْنِ عَبْدِ العزَّى بن عامر بن الحارث بن حارثة ابن سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ6 وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدٍ وَعُمَرَ ابْنِي الْمُنْكَدِرِ. فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: عَبْدَ اللَّهِ، وإبراهيم. وأمهما عبدة بنت عبد الله ابن رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدَير بْنِ عَبْدِ العزَّى. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عن غسان بن المفضل7، قال: حدثنا

_ 1 أصدرته: أنهيت قراءته. (انظر: المعجم الوسيط 1/509. مادة: صَدَرَ) . 2 أوردته: أعدت قراءته. (انظر: المصدر السابق 2/1024. مادة: وَرَدَ) . 3 التكملة من الروايات السابقة. 4 جَزِعَ: نفض صبره من شدة الوجع الذي نزل به. (انظر: المعجم الوسيط 1-121 مادة: جَزَعَ) . 5 مأخوذة من قوله تعالى: {وبَدَالَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} سورة الزمر، الآية 47. 6 انظر: نسب أخيه في الترجمة رقم 72. 7 هو الغلابي أبو معاوية البصري، نزيل بغداد. كان ثقة وذكره ابن أبي حاتم ولم يتعرض له. توفي سنة تسع عشرة ومائتين. (الجرح والتعديل 3/2/52ز وتاريخ بغداد 12/328) .

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى حَالَ بَنِي الْمُنْكَدِرِ وَفَضْلَهُمْ وَمَوْقِعَهُمْ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَكْتَ النَّاسَ؟ كَيْفَ تَرَكْتَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟ " قَالَ: "بِخَيْرٍ، وَإِنِ اسْتَطَعْتُ أَنْ تَكُونَ مِنْ آلِ الْمُنْكَدِرِ فَكُنْ"1. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "كَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُنْكَدِرِ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، "وَكَانَ ثقة2 قليل الحديث"3. 75- مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِر ابن الزبير بن العوَّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزَّى بن قصيّ، وأمه عاتِكة بنت سعيد بن زيد بن عَمرو بن نُفيل4 بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ رِياح بْنِ قُرْط بْنِ رِزَاح بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. فَوَلَدَ محمد بن [176/أ] الْمُنْذِرِ: سَعِيدًا، وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَعَاتِكَةَ وَأُمُّهُمَا الْفَارِعَةُ بِنْتُ مُسْلِمِ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، وفُليحاً وفُليحة وَأُمُّهُمَا فَاخِتَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام، وعبيدة بْنَ مُحَمَّدٍ، وَعُمَرَ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَالْمُنْذِرَ وَعَمْراً، وَأُمُّ عَمْرٍو، لِأُمِّ وَلَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزناد، عن أبيه5،

_ 1 أخرجها أبو نعيم في الحلية 3/150. من طريق عباس –وفي حاشيتها إشارة إلى أنه في بعض النسخ الخطية ورد ((غسان) –بن مفضل ... الخ. 2 ووثقه ابن حجر، وقد أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 396) . 3 تهذيب التهذيب 12/40. 4.وكذا في طبقات ابن سعد 5/182. في ترجمة المنذر، وفي نسب قريش 244 وجمهرة نسب قريش 236: ((زينب) بدل ((عاتكة) . وفي جمهرة أنساب العرب 123: يحذف ((عاتكة) . 5 أبوه هو: عبد الله بن ذكوان. ستأتي ترجمته رقم 224.

قال:"كان محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام مِنْ أَحْلَمِ النَّاسِ وَأَشْرَفِهِمْ1 وَكَانَ إِذَا مرَّ فِي الطَّرِيقِ أُطْفِئَتِ النِّيرَانُ تَعْظِيمًا2 لَهُ"، يَقُولُونَ: "هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ لَا تُدَخِّنوا عَلَيْهِ". قال: "ورأيته يَوْمًا وَقَدِ انْقَطَعَ قِبَالُ3 نَعْلِهِ"، فَقَالَ: "بِرِجْلِهِ هكذا، فنزع الأخرى ومضى وتركهما وَلَمْ يُعَرِّجْ4 عَلَيْهِمَا". وَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ آلِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ5 غَاظَهُ فِي شَيْءٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ: "مَا قَلَّ سُفَهَاءُ قَوْمٍ قَطُّ إلا ذَلوا"67. 76- صَالِحُ بنُ إبراهيمَ ابن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بن أُهَيْب بن عبد مناف [176/ب] بن زُهرة8.

_ 1 كانت في الأصل ((وأشرفه) بدل ((وأشرفهم) . 2 أوردها ابن قتيبة في المعارف 223. مختصرة بلا إسناد. 3 قبال نعله: بكسر القاف. هو زمام النعل ما بين الأصبع الوسطى والتي تليها (انظر: القاموس المحيط 4/34. والمعجم الوسيط 2/712 ماد: قَبَلَ) . 4 أوردها ابن قتيبة في المعارف 223 بلا إسناد.. 5 ابن العوام. ذكره ابن سعد وابن أبي حاتم ولم يتعرضا له. وذكره ابن قتيبة وابن حزم أنه ولي اليمن لأخيه عبد الله. (انظر: طبقات ابن سعد 5/184، والمعارف لابن قتيبة 222. والجرح والتعديل 1/2/332. وجمهرة أنساب العرب122) . 6 أورد ابن قتيبة العبارة الأخيرة في المعارف 223. 7 ذكر البخاري، وابن حاتم، محمد بن المنذر، ولم يتعرضا له، ووثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ. وقال في مكان آخر: يروي المراسيل والمقاطيع. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/243. والجرح والتعديل 4/1/97. وثقات ابن حبان 3/142/ب. وتعجيل المنفعة 249) . 8 وكذا أورده ابن سعد في ترجمة أبيه، ووافقه ابن حجر ويحذف خليفة (بن عبد عوف ... الحارث بن زهرة) ويضع ((مالك) بدل ((أبي وقاص) . كما يحذف ابن قتيبة ((بن عبد) ويحذف أيضا ((وأمه ... الخ) ويحذف ابن حزم: ((عبد) من بين ((عوف) الأولى والثانية. (انظر: طبقات ابن سعد 5/55، وطبقات خليفة 260. والمعارف لابن قتيبة 235. وجمهرة أنساب العرب 130-133. وتهذيب التهذيب 6/244) .

فَوَلَدَ صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَالِمًا، وَسَعْدًا، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَأُمَّ عَمْرٍو، وَعُثَيْمَةَ وَأُمُّهُمُ الزَعُوم بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَعَاتِكَةَ بِنْتَ صَالِحٍ وَأُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بن عبد بن الْحَارِثِ بْنِ زُهرة. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ صالح1 بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عَوْفِ. "وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2، وَمَاتَ صَالِحٌ3 بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ4 فِي وِلَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ5 عَلَى الْمَدِينَةِ"6. وَأَخُوهُ: 77- سَعْدُ بنُ إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهرة7.

_ 1 وروى عن: أبيه، وأخيه سعد، وأنس بن مالك وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 4/379) . 2 وكان ثقة، وقد أخرج له الشيخان. (انظر: تقريب التهذيب 148) . 3 توفي قبل سنة سبع وعشرين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 260. وتهذيب التهذيب 4/380. وتقريب التهذيب 148) . 4 وكانت خلافة هشام من سنة خمس ومائة إلى سنة خمس وعشرين ومائة. 5 وكانت ولايته على المدينة من سنة ست ومائة إلى نهاية سنة ثلاث عشرة ومائة. (انظر: الكامل في التاريخ 5/134-176) . 6 تهذيب التهذيب 4/380. ويحذف ((في خلافة هشام بن عبد الملك) . 7 جاء في نسبه ما جاء في نسب أخيه صالح قبله.

فَوَلَدَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِسْحَاقَ، وَآمِنَةَ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي سعد الْحَكَمِيِّ حَلِيفِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ. وَإِبْرَاهِيمَ1 وَسَوْدَةَ ابْنِي سَعْدٍ، وَأُمُّهُمَا أَمَةُ الرَّحْمَنِ بِنْتُ فلان بن عَبْدِ بْنِ زَمْعة بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عبد ود [177/أ] بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَمُحَمَّدًا وَإِسْمَاعِيلَ، لِأُمِّ وَلَدٍ. وَكَانَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ2، "وَكَانَ ثِقَةً3 كَثِيرَ الْحَدِيثِ"4. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بانَك5، قَالَ: "رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ". أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَن6، عَنْ شُعْبَةَ7، قال: "كان سعد بن

_ 1ستأتي ترجمته رقم 387. 2 وكان ذلك في أول عهد الوليد بن يزيد سنة خمس وعشرين ومائة، ثم عزله والي المدينة يوسف بن محمد بن يوسف. ثم عاد في السنة التي بعدها في أول عهد يزيد بن الوليد. (انظر: تاريخ خليفة 367-371. وأخبار القضاة لوكيع 1/150) . 3 وأجمع النقاد على توثقيه. وأخرج له الجماعة. وكان قد قدم واسط وحدث بها، وبمكة وقلما حدث بالمدينة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري2/2/51. والجرح والتعديل 2/1/79. ومشاهير علماء الأمصار. وتذكرة الحفاظ 1/136. وتهذيب التهذيب 3/463. وتقريب التهذيب 117) . 4 تهذيب التهذيب 3/464. 5سنأتي ترجمة سعيد رقم 381. 6عمرو بن الهيثم بن قَطَن القُطَعي أبو قَطَن البصري، قدم بغداد وحدث بها عن شعبة. وكان ثقة توفي سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقيل بعد المائتين (انظر: تاريخ بغداد 12/199. وتقريب التهذيب 262) . 7ابن الحجاج بن الورد العتكي أبو بسطام الأزدي مولاهم. الواسطي. سكن البصرة، وقدم بغداد مرتين، وكان ثقة حافظاً متقناً عابداً، اشتهر بعلم الرجال. ولد سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين، وتوفي سنة ستين ومائة. (انظر: تاريخ بغداد 9/255. وتقريب التهذيب 145) .

إِبْرَاهِيمَ يَصُومُ الدَّهْرَ1، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ". أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ2 قَالَ: "أَدْرَكْتُ أَبِي وَلَهُ كَذَا وَكَذَا عِمامة مَا أَحْفَظُ عَدَدَهَا، وَأَنَّهُ لَيَعْتَمُّ ويُعمَّمني وَأَنَا صَغِيرٌ3 وَرَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يُعَمِّمُون، وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ إِذَا انْصَرَفَ النَّاسُ مِنَ الْعَصْرِ وَشَهِدُوا الْمَغْرِبَ طَرَحُوا الْقُمُصَ وَلَبِسُوا ثَوْبَيْنِ". أَخْبَرَنَا سَعْدٌ4، وَيَعْقُوبُ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: "تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ5 ومائة"6 وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.

_ 1أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/169. من طريق شعبة. (وانظر: التحفة اللطيفة 2/124) . 2ستأتي ترجمته رقم 387. 3انظر: التحفة اللطيفة 2/124. 4الزهري أبو إسحاق البغدادي القاضي. وكان ثقة، وتوفي سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. (انظر: طبقات ابن سعد 7/343. وتاريخ بغداد 9/123. وتقريب التهذيب 117) . 5وكذا أرخها غير واحد. وقيل قبلها بسنة، وقيل بعدها بسنة. (انظر: تاريخ خليفة 382. والمعارف لابن قتيبة 238. وأخبار القضاة لوكيع 1/164. والكامل في التاريخ 5/319. والبداية والنهاية 10/26. ودول الإسلام للذهبي 1/88. وتهذيب التهذيب 3/464) . 6تهذيب التهذيب 3/464.

78 عَبْدُ المَلِكِ بنُ أبي بَكر [177/ب] ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُومٍ. وَأُمُّهُ سَارَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: رُبيحة، تَزَوَّجَهَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَكَمٍ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ سخِّيًا ثرِّيًا، وَقَدْ رُوي عَنْهُ1، وَمَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ2، وَكَانَ ثِقَةً3 لَهُ أحاديث4. وأخوه: 79 عَبْدُ الرَّحَمنِ بنُ أبي بَكْر ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ المغيرة، وأمه سارة بنت هشام ابن الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَيْسَ له عقب. وقد رُوي عنه أيضا5.

_ 1روى عن أبيه، وخارجة بن زيد بن ثابت، وغيرهما. وعنه ابن جريج ومحمد وعبد الله ابنا أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم. وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 6/387) . 2وكانت خلافة هشام سنة خمس ومائة. 3ووثقه النسائي، والعجلي، وابن حجر، وذكره ابن حبان في المشاهير. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/408. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 2/2/344. ومشاهير علماء الأمصار 132. وتهذيب التهذيب 6/387. وتقريب التهذيب 218) . 4تهذيب التهذيب 6/387. 5روى عن أبيه، وعنه عمرو بن دينار، سكت عنه البخاري. ووثقه العجلي وابن حبان. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/261. ومشاهير علماء الأمصار 129. والتحفة اللطيفة 2/471) .

وأخوهما: 80 الحَارِثُ بنُ أبي بَكْر ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَأُمُّهُ أَيْضًا سَارَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. فَوَلَدَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَالْمُغِيرَةَ، وَسَارَةَ. وَأُمُّهُمْ كَلْثَمُ بِنْتُ سَعِيدِ بن نوفل [178/أ] بن مساحق بن عبد لله بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدُودِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ1. وَأَخُوهُمْ: 81 عُمَرُ بنُ أبي بَكْر ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ2 بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزِّى بْنِ قُصَيٍّ، فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: عِيسَى، وَعَبْدَ اللَّهِ لَا عَقِبَ لَهُ، وَزَيْنَبَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَاصِمٍ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وقد رُوي عنه3.

_ 1ذكر البخاري وابن أبي حاتم الحارث بن أبي بكر وسكتا عنه، ووثقه ابن حبان. روى عن أبيه. وعنه محمد بن إسحاق. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/265. والجرح والتعديل 1/2/70. والتحفة اللطيفة 1/441) . 2وضع ابن حجر في تهذيب التهذيب 7/429. ((هند) بدل ((قريبة) . 3روى عنه سعيد المقبري، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وموسى بن يعقوب الزمعي. وهو عن أبيه، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج. وغيرهم. وقال ابن حجر عنه: ((مقبول من السادسة) . (انظر: تهذيب التهذيب 7/429. وتقريب التهذيب 252) .

82 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبان ابن عُثْمَانَ بْنِ عفَّان بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قُصَيٍّ. وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام بْنِ خُوَيْلِدٍ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانَ: أَبَانَ، دَرَجَ، وَعُثْمَانَ وَعَاتِكَةَ، وَأُمُّهُمْ حَنْتَمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدَ لأم ولد [178/ب] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ1، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْمَعَ لِلدَّيْنِ وَالْمَمْلَكَةِ2 وَالسَّرْوِ3 مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ4. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدٌ5 وَعَبْدُ الله6 ابنا أبي وَبَكْرُ7 [بْنُ مُحَمَّدِ] 8 بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ"9.

_ 1ستأتي ترجمة موسى رقم 324. 2المملكة: -بضم اللام وفتحها- العبيد الذين لم يملك أبواهم، وهم من السبي. (انظر: تهذيب اللغة 10/269. والمحكم والمحيط 7/45. مادة: مَلَكَ) . وفي ذلك إشارة إلى كثرة شرائه للعبيد وحسن معاملته لهم وإعطائهم حرياتهم. (انظر: تهذيب التهذيب 6/130) . 3السرو: السخاء والشرف والمرؤة. (انظر: مقاييس اللغة 3/154. وتاج العروس 10/175. مادة: سَرَوَ) . 4أوردها السخاوي في التحفة اللطيفة 2/463، عن موسى. ووضع ((الشرف) بدل ((السرو) . 5صاحب الترجمة رقم 170. 6صاحب الترجمة رقم 171. 7صاحب الترجمة رقم 31. 8التكملة من تهذيب التهذيب 6/130. 9أوردها ابن حجر نقلاً عن الواقدي أيضاً. وكان ثقة مقلاً عابداً. وقد أخرج له الأربعة. (انظر: تهذيب التهذيب 6/130. وتقريب التهذيب 198) .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ1، عَنْ عُثْمَانَ، "قَالَ: لَا مُكَالَبَةَ2 إِذَا وقعت الحدود3 فلا شفعة"45.

_ 1أبوه: أبو سعيد الأموي المدني القاضي. وقيل أبو عبد الله. وكان ثقة توفي سنة خمس ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 18) . 2المكالبة: المخامصة. وهي من التكالب على الشيء أي التواثب عليه لنيله. (انظر: تاج العروس 1/461. مادة: كَلَبَ) . 3الحدود جمع حد. وهو ما فضل بين شيئين. وحد الشيء نهايته. (انظر: النهاية لابن الأثير 1/353) . 4) الشفعة، لغة: الأزدواج، والضم، والزيادة. (انظر: تهذيب اللغة 1/39 والمحكم والمحيط 1/233. مادة: شَفَعَ) . وفي اصطلاح الفقهاء: حق التملك القهري لنصيب شريكه الجديد، بالعوض المسمَّى. (انظر: المغني لابن قدامة 5/229. وفتح الباري 4/360) . 5الحديث ضعيف الإسناد، لوجود الواقدي وموسى بن محمد بن إبراهيم فيه. الأول متروك والثاني منكر الحديث، والحديث بهذا الإسناد موقوف أيضاً. وقد أخرج الحديث – "قضى رسُولُ الله صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَم بالشُّفْعَةِ في كُّلَّ مَا لَمْ يُقْسَم، فإذَا وَقَعَتْ الحدُودُ وصُرفَتْ الطُرقُ فَلا شُفَعَةَ" –مرفوعاً كل من: (أ) البخاري في صححه 2/22. كتاب الشفعة. باب الشفعة فيما لم يقسم فإذا وقعت الحدود فلا شفعة (1) . وفي 2/50 كتاب الشركة. باب الشركة في الأرضين وغيرها (8) . وباب إذا اقتسم الشركاء الدور أو غيرها فليس لهم رجوع ولا شفعة (9) . وفي 4/145. كتاب الحيل، باب في الهبة والشفعة (14) . (ب) ومسلم في صحيحه 3/1229. كتاب المساقاة (22) . باب الشفعة (28) .حديث (134،135) . بلفظ آخر. (ج) وأبو داود في سننه 3/784. كتاب البيوع (17) . باب الشفعة (75) حديث (3514) ، وحديث (3515) بألفاظ مقاربة. (د) والترمذي في جامعه 3/652. كتاب الأحكام (13) . باب ما جاء إذا حُدَّتْ الحدود ووقعت السهام فلا شفعة (33) حديث (1370) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". (?ـ) والنسائي في سننه 7/320. كتاب البيوع باب الشفعة وأحكامها (109) . (و) وابن ماجه في سننه 2/834. كتاب الشفعة (17) . باب إذا وقعت الحدود فلا شفعة (3) حديث (2497) . (2499) . (ز) والإمام أحمد في مسنده 3/296، 399. (ح) والإمام مالك في الموطأ مرسلاً 2/713. كتاب الشفعة (35) . باب ما تقع فيه الشفعة (1) حديث (1) . (ط) وعبد الرزاق في مصنفه 8/79. كتاب البيوع. باب إذا ضربت الحدود فلا شفعة. حديث (14391) . كما أخرجه موقوفاً -8/80- على عثمان أيضاً. ومن طريق أخرى. وفيه زيادات. ويحذف ((لا مكالبة) . (ي) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 4/159. كتاب البيوع، باب الشفعة. وقال: رواه الطبراني في المعجم الكبير، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ضعيف، وقد وثق. انتهى. وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 202: صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد. ومعنى الحديث: أنه إذا قُسم العقار بين الشركاء، وبينت مصارف الطرق فيه. وفُصل كل قسم عن الآخر بحدود واضحة، فتكون قد زالت الشركة بذلك، وبالتالي فلا شفعة لأحدهم على الآخر. (انظر: فتح الباري 4/360) .

أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عُثْمَانَ1، قَالَ: "كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانَ يَشْتَرِي أَهْلَ الْبَيْتِ ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِمْ فَيُكْسَوْنَ ويُدهنون ثُمَّ يُعرضون عَلَيْهِ" فَيَقُولُ: "أَنْتُمْ أَحْرَارٌ لِوَجْهِ اللَّهِ. أَسْتَعِينُ بِكُمْ عَلَى غَمَرات الْمَوْتِ"2. قَالَ: "فَمَاتَ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مسجده3 -يعني بعد السُبحة"4.

_ 1 لعله: مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير بن العوام، قال الزبير بن بكار: كان عالماً بأخبار قريش، وولي استخراج الصدقة والزكاة لأبي بكر بن عبد الله بن مصعب. وقال ابن حزم: إنه محدَّث. (انظر: جمهرة نسب قريش 298. وجمهرة أنساب العرب 124) . 2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 6/130 نقلاً عن الواقدي أيضاً. ويحذف ((أستعين) ... الخ) والسخاوي في التحفة اللطيفة 2/463. بلا إسناد. 3 وفي تهذيب التهذيب 6/131: (كان يصلي فخرَّ ساجداً فمات) . 4 السُبحة: من التسبيح. جمعها سُبَح. وهي الدعاء، وكل صلاة غير فريضة. (انظر: النهاية لابن الأثير 2/331. وتاج العروس 2/157. مادة: سَبَحَ) .

قَالَ مُصْعَبٌ: "وَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَ سَبَبُ عِبَادَةِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ1، أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ، فَقَالَ: "وَاللَّهِ لَأَنَا أَوْلَى بِهَذَا مِنْهُ، وَأَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رحمًا، قَالَ: فَتَجَرَّدَ لِلْعِبَادَةِ"2. 83 أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الله الأصغر [179/أ] ابن أَبِي جَهْمٍ، (وَاسْمُهُ عُبَيْدُ3) 4 بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيد بْنِ عَوِيج5 بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَأَبُو بَكْرٍ هُوَ اسْمُهُ. فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدَ الله، وعبيد الله، وأبا عثمان، ومحمدًا، ورياحًا، وَعَبْدَةَ، وَلَيْلَى، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَبِيهَا بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ. وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَكَثِيرًا، وَأَبَانَ، وعَمرًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. رَوَى أَبُو بَكْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمة6، (وكان قليل الحديث7) 8.

_ 1 هو الهاشمي أبو محمد. ثقة عابد. مات سنة ثمان عشرة ومائة على الصحيح. (انظر: تقريب التهذيب 247) . 2 ووردت في تهذيب التهذيب 6/131، 7/358. سنداً ومتناً. 3 وفي جمهرة أنساب العرب 156: (اسمه عبيد الله) . وفي الإصابة 4/35: (عامر) نقلاً عن البخاري. وفي تاريخ ابن معين 2/695: وتهذيب التهذيب 12/26 (صخير) . وزاد ابن حجر: (ويقال: عبيد) . 4 الإصابة 4/35. 5 وفي جمهرة أنساب العرب 156: (عُوَيج) بضم أوله مصغر. 6 سليمان بن أبي حثمة عبد الله بن حذيفة، وقيل: عدي بن كعب بن حذيفة العدوي المدني والد أبي بكر وعمر. سكت عنه ابن سعد والبخاري والسخاوي ووثقه ابن حبان. ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: طبقات ابن سعد 5/26 والتاريخ الكبير للبخاري 2/2/6. وثقات ابن حبان 3/59ب. والتحفة اللطيفة 2/177) . 7 وقال ابن حزم: "كان من الفقهاء". وقال ابن حجر: "ثقة من الرابعة". (انظر: جمهرة أنساب العرب 157. وتقريب التهذيب 395) . 8 تهذيب التهذيب 12/26.

84 عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُبَيْد1 ابن سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعِ2 بْنِ عَنْكثة بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ السَّفَّاحِ بِنْتُ السَّفَّاحِ بْنِ سَمُرة بْنِ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ الْمُحْتَرِسِ بن حُلَيْل الْخُزَاعِيِّ. فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدٍ. المِسْوَر، وَدَاوُدَ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ دَاوُدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ يُكْنَى أبا المِسْوَر3. 85 أبو الأَسْوَدِ يَتِيمُ4 عُرْوَة [179/ب] وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْأَسْوَدِ] 5 بْنِ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمَّ كَثِيرٍ، وَأُمَّ حَكِيمٍ، وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمَّ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ (مَاتَ فِي آخِرِ سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ6، وَلَيْسَ له عقب. وكان

_ 1 وقيل: بحذف (عبيد) . (انظر: ترجمة ابنه (المسور بن عبد الملك) في الجرح والتعديل 4/1/298. وتهذيب التهذيب 10/151) . 2 وكذا في جمهرة أنساب العرب 142. وفي تهذيب التهذيب 10/151: يضيف (بن عبد الرحمن) قبل (يربوع) في ترجمة ابنه المسور. 3 ولم أعثر على ترجمة له. 4 سمي بيتيم عروة لأن أباه أوصى به إلى عروة بن الزبير. (انظر: تهذيب التهذيب 9/307) . 5 التكملة من: طبقات ابن سعد 4/120. ونسب قريش 230. وجمهرة نسب قريش 407. وجمهرة أنساب العرب 121. 6 وكان آخر سلطان بني أمية سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وقال ابن أبي حاتم: "وقع يتيم عروة إلى مصر في آخر سلطان بني أمية. ونقل ابن حجر عن ابن لهيعة" قوله: "قدم مصر سنة ست وثلاثين". فعلى هذا يحتمل أن تكون وفاته بعد ذلك. (انظر: تاريخ خليفة 404، 409 والجرح والتعديل 3/2/321. والبداية والنهاية 10/39. ودول الإسلام 1/91. وتهذيب التهذيب 9/308) .

ثِقَةً1 قَلِيلَ الْحَدِيثِ2) رَوَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ3 وَغَيْرِهِ. وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ خُويلد مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ4، وَمَاتَ بِهَا. 86 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِم ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحافة، وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة. (وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ5 بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ) 6 الصِّدِّيقِ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ: إِسْمَاعِيلَ، وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهُمَا حَبَّانة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ مِنَ الْأَوْسِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرحمن ولي القضاء بالمدينة7

_ 1 وقد أجمع النقاد على توثقيه. وأخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/1451. والجرح والتعديل 3/2/321. وتهذيب التهذيب 9/308. وتقريب التهذيب 308) . 2 تهذيب التهذيب 9/309. ويضع (كثير) بدل (قليل) . 3 ستأتي ترجمة مالك رقم 372. 4 المراد بها الهجرة الثانية. (انظر: طبقات ابن سعد 4/120. والإصابة 1/46) . 5 وكذا اسم أمه عند ابن سعد في ترجمة أبيه (القاسم) ، وعند ابن حزم. وأما خليفة فيضع (أسماء) بدل (قريبة) . (انظر: طبقات ابن سعد 5/187. وطبقات خليفة 268. وجمهرة أنساب العرب 137-138) . 6 تهذيب التهذيب 6/254. 7وكان ذلك سنة تسع وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 435) .

لِلْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ1 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الرحمن بن عوف. وكان [180/أ] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. أَخْبَرَنَا عارِم بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ2 قَالَ: "كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَلَيْهِ اسْمُهُ وَاسْمُ أَبِيهِ". أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ3: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ عَلَيْهِ قَمِيصٌ هَرَوِيٌّ4 أَصْفَرُ وَرِدَاءٌ مورَّد. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: "كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا اسْتُخْلِفَ5 بَعَثَ إِلَى أَبِي، أَبِي الزِّنَادِ6، وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ7، وَرَبِيعَةَ8، فَقَدِمُوا عَلَيْهِ الشَّامَ

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 304. 2ستأتي ترجمته رقم 365. 3ستأتي ترجمته رقم 372. 4هروي، بفتح الهاء والراء. وهي نسبة إلى مدينة هراة (انظر اللباب لابن الأثير 3/386) –إحدى مدن خراسان المشهورة بكثرة علمائها. وهي من مدن أفغانستان المهمة في الوقت الحاضر، وتقع في الجهة الغربية من البلاد. (انظر: معجم البلدان 5/396. وأطلس التاريخ الإسلامي 33) . 5استخلف خمسة أشهر، سنة ست وعشرين ومائة. 6ستأتي ترجمة أبي الزناد رقم 224. 7 ستأتي ترجمته رقم 72. 8ستأتي ترجمته رقم 225.

فَمَرِضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَمَاتَ1 بِالْفُدَّيْنِ2 مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فَشَهِدُوهُ. وَكَانَ وَرِعًا كَثِيرَ3 الحديث4. 87- إسْمَاعِيلُ بنُ عَمْرُو ابن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أَبِي أُحَيْحة سَعِيدِ بن العاص بن أمية بن عبد شمس بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ حُريث بْنِ سُليم بْنِ عَشِ بْنِ لَبِيد بْنِ عدَّاء بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِزاح بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَرَام بْنِ ضِنَّة بْنِ عَبْدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُذْرة بْنِ قُضاعة. فَوَلَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمرو بْنِ سَعِيدَ بْنِ الْعَاصِ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ [180/ب] وَأُمَّ إِسْمَاعِيلَ. لِأُمِّ وَلَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يَنْزِلُ الأعْوَص عَلَى أَحَدَ عَشَرَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ طَرِيقِ الْعِرَاقِ، وَكَانَ عابداً ناسكاً.

_ 1وكان موته سنة ست وعشرين ومائة، كما نقله ابن حجر عن ابن سعد. وقال الذهبي: ولد في حياة عائشة. (انظر: تاريخ خليفة 368. والبداية والنهاية 10/21. وتذكرة الحفاظ 1/126. وتهذيب التهذيب 6/254) . 2الفدين: بفتح الفاء، والدال المهملة المشددة بعدها تحتانية آخرها نون. وهي قرية في حوران من أرض سوريا. وذكر ياقوت الحمودي خبر قدوم الفقهاء إلى الوليد مختصراً. (انظر: معجم البلدان 4/240) . وحوران تقع في المنطقة الجنوبية من سوريا، جنوب العاصمة دمشق. 3وقال ابن حجر: "ثقة جليل، وقال ابن عيينة: كان أفضل أهل زمانه. وقد أخرج له الجماعة". (انظر: تقريب التهذيب 208) . 4أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 6/255. نقلاً عن الواقدي عن ابن أبي الزناد، قوله: مات وهو قاصد إلى الوليد بالفدين ... الخ. ويضيف (ثقة) . قبل (ورعا) .

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: "لَوْ كَانَ إلَّي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ -يَعْنِي أَمْرَ الْخِلَافَةِ- لَوَلَّيْتُهَا الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ1 أَوْ صَاحِبَ الْأَعْوَصِ -يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَمْرٍو"2 وَعَاشَ إِسْمَاعِيلُ إِلَى دَوْلَةِ وَلَدِ الْعَبَّاسِ3 فَقِيلَ لَهُ لَيَالِيَ قَدِمَ دَاوُدُ4 عَلَى الْمَدِينَةِ وَالِيًا عَلَى الْحَرَمَيْنِ: لَوْ تَغَيَّبْتَ، فَقَالَ: "لَا وَاللَّهِ وَلَا طَرْفَةَ عَيْنٍ. وَكَانَ دَاوُدُ قَدْ هَمَّ بِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَيْسَ حَاجَةً أَنْ يَتَفَرَّغَ لَكَ إِسْمَاعِيلُ فِي الدُّعَاءِ عَلَيْكَ، فَتَرَكَهُ وَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ. وَعَرَضَ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَمرو بْنِ سَعِيدٍ5 وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ6، فَحَبَسَهُمَا بِالْمَدِينَةِ. وَعَاشَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو بَعْدَ ذَلِكَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ7. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ8، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ9، وَغَيْرُهُمَا وَكَانَ قَلِيلَ الحديث"10

_ 1ابن بكر الصديق. ثقة. أحد الفقهاء بالمدينة. مات سنة ست ومائة على الصحيح. (انظر: تقريب التهذيب 279) . 2أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 1/320. والسخاوي في التحفة اللطيفة 1/316. ووضعا (الأعوض) بالضاد المعجمة بدل (الأعوص) بالمهملة. 3هو العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه. وكانت دولتهم سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكان أبو العباس السفاح أول خلفاء بني العباس. 4هو: داود بن علي بن عبد الله بن عباس. وستأتي ترجمته رقم 130. 5ستأتي ترجمته رقم 88. 6ستأتي ترجمته رقم 89. 7سبق آنفاً أن قال: (عاش إلى دولة بني العباس) . وقامت دولتهم سنة اثنتين وثلاثين ومائة في ربيع الأول. وقال ابن حجر: "مات بعد الثلاثين ومائة"، كما في تقريب التهذيب 34. 8هو التيمي مولاهم، أبو محمد، وأبو أيوب المدني، ثقة. مات سنة سبع وسبعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 132) . 9ستأتي ترجمته رقم 389. 10وقال ابن حجر: "صدوق ناسك. وقد أخرج له ابن ماجه". (انظر: تقريب التهذيب34) .

88- إسْمَاعِيلُ بنُ أُمَيَّة ابن عَمرو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أَبِي أُحَيْحَة سعيد بن العاص بن أمية ابن عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَلَيْسَ لِإِسْمَاعِيلَ بن أمية [181/أ] عَقِبٌ وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ1، وَكَانَ ثقة2 كثير الحديث3. 89- أَيّوبُ بنُ مُوسَى ابن عَمرو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أَبِي أُحَيْحَة سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى: مُحَمَّدًا وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. وَكَانَ أَيُّوبُ وَالِيًا عَلَى الطَّائِفِ لِبَعْضِ بَنِي أمية، وكان (ثقة4 له أحاديث) 5.

_ 1وأرخه خليفة: سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وابن قتيبة: سنة أربعين ومائة. والفسوي وابن حبان: سنة تسع وثلاثين ومائة. وابن حجر وافق ابن سعد وزاد: وقيل قبلها. (انظر: تاريخ خليفة 410. والمعارف لابن قتيبة 296. ومشاهير علماء الأمصار 145. والمعرفة والتاريخ 1/120. وتقريب التهذيب 32) . 2وأجمع النقاد على توثيقه، وكان فقيهاً ناسكاً مقرئاً. وعده العجلي وابن حبان في المكيين. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 1/1/159 ومشاهير علماء الأمصار 14. وجمهرة أنساب العرب 81. وتهذيب التهذيب 1/283-284. وتقريب التهذيب 32) . 3تهذيب التهذيب 1/284. 4أجمع النقاد على توثقيه، وشذ الأزدي، فقال: (لا يقوم إسناد حديثه) . فرد عليه الذهبي بقوله: (لا عبرة بقوله لأنه وثقه أحمد ويحيى والجماعة) . وقال: ابن حجر: (لا عبرة بقول الأزدي) . وقد أخرج له الجماعة. والأكثر عده في المكيين. وأرخ خليفة وفاته سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 410. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 1/1/357. وجمهرة أنساب العرب 82. وميزان الاعتدال 1/294. وتهذيب التهذيب 1/412. وتقريب التهذيب 42) . 5تهذيب التهذيب 1/412.

90- عَبْدُ اللهِ بنُ عِكْرِمَة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُومٍ. وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَأُمُّهُ ابنةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُومٍ1. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِكْرِمَةَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَزَيْنَبَ، وَأُمَّ حَكِيمٍ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَفَاطِمَةَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمرو بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَعِكْرِمَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمُّهُ حَبيبة بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وإسحاق وأمه سارة بنت المثنى ابن حكيم بن نُجْبة بن ربيعة. [181/ب] وَأَبَا بَكْرٍ، وعَمراً وَعُثْمَانَ، وَهِشَامًا وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَأُمَّ الْقَاسِمِ، وَأُمُّهُمْ مُلَيكة بِنْتُ حُجْر بْنِ حبيب بن الحارث بن يزيد ابن سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ. وَالْمُغِيرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ بِسطام بْنِ قَبيصة بْنِ بِشْرِ ابن حَكَمَة بْنِ نُجْبة بْنِ رَبِيعَةَ الفَزَاري، وَعَبْدَ الْمَلِكِ، وَخَالِدًا، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قليل الحديث2. وأخوه: 91- الحَارِثُ بنُ عِكْرِمة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأُمُّهُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. فَوَلَدَ الْحَارِثُ بْنُ عِكْرِمَةَ: الْمُغِيرَةَ وَأُمُّهُ سَالِمَةُ بِنْتُ حُميد بن أبي جهم ابن حذيفة، وعبد الله، وأم حكيم وأمهما سلمة بنت محمد بن

_ 1وفي طبقات خليفة 261: يضيف (الأصغر) قبل (بن عكرمة) . ويحذف (بن المغيرة ... أبا محمد) . ويحذف (أبي) من نسب أمه. وقد وافق السخاوي –في التحفة اللطيفة 2/361- ابن سعد في نسبه ونسب أمه، ويضيف (أم القاسم) بعد (وأمه) . 2ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حجر والسخاوي. وسكتوا عنه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقد أخرج له الإمام أحمد في مسنده. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/162. والجرح والتعديل 2/2/133. وتعجيل المنفعة 154. والتحفة اللطيفة 2/361) .

عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ، وَابْنٌ لِلْحَارِثِ آخَرُ وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ حُجْر بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ. وَكَانَ الْحَارِثُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ جِدًّا1. 92- أَبُو بَكْرِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفَيْل بن عبد العزَّى بن رياح [182/أ] ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْط بْنِ رِزاح بْنِ عَديّ بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدًا، وَخَالِدًا2، وَبِلَالًا، وأُبَيَّة، وَعَائِشَةَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ حُسَيْنٍ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْد بْنِ رَبِيعَةَ بن البَدَّي3 بن عامر بن عوف بن حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ مِنَ الْخَزْرَجِ. رَوَى أَبُو بَكْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَمَاتَ قَدِيمًا4، وَهُوَ أَبُو خَالِدِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَرَوَى الزُّهْرِيُّ عن أبي بكر بن عبيد الله. وكان ثقة قليل الحديث5.

_ 1وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. ووثقه ابن حبان، وقال: يروي المراسيل. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/277. والجرح والتعديل 1/2/85. وثقات ابن حبان 2/27) . 2ستأتي ترجمة خالد رقم 355. 3البَدَّي: بموحدة خفيفة مفتوحة وتشديد المهملة آخرها تحتانية خفيفة. وجاءت في موضع آخر: (اليَدِي) . وقيل: (النَّدِي) . وقيل: (البَدِيّ) وقيل: (البَدن) . (انظر: طبقات ابن سعد 3/557. وطبقات خليفة 262. وجمهرة أنساب العرب 366. والاستيعاب 3/1351. والإصابة 3/344) . 4وكذا قال خليفة. ونقل ابن حجر عن خليفة أنه مات زمن مروان بن محمد انتهى. إنما ذكر خليفة هذا التأريخ في وفاة أخيه القاسم بن عبيد الله وترجمتاهما متواليتان عند خليفة مما يعرض للوهم. وقال ابن حجر: مات بعد الثلاثين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 262. وتهذيب التهذيب 2/32. وتقريب التهذيب 396) . 5ووثقه أبو زرعة، وابن حجر. وقد أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/341. وتهذيب التهذيب 12/32. وتقريب التهذيب 12 /396) .

93- القَاسِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، بن نُفَيْل. وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. تُوُفِّيَ في خلافة مروان بن محمد1. وكان قليل الحديث23. 94- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، (وَأُمُّهُ أم سلمة بنت المختار) 4 ابن أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَمرو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ. فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدَ اللَّهِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وعُبيد الله [182/ب] لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. وَأَسْمَاءَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ عُمَرُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ5، وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ يَرْوِي عنه6 95- عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفَيْلٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. فَوَلَدَ عَبْدُ العزيز: محمداً. وأمه أمة الحميد بنت

_ 1) وكذا قال خليفة. وقال ابن حجر: (مات في حدود الثلاثين) ومائة. وكانت خلافة مروان بن محمد (127-132?ـ) . (انظر: طبقات خليفة 262. وتقريب التهذيب 279) . 2وثقه ابن حجر، وكناه بأبي محمد وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب ومسلم، والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 279) . 3تهذيب التهذيب 8/326. 4تهذيب التهذيب 7/470. ورد هذا في (ترجمة عمر بن عبد الله بن عمر) . 5وسكت عنه البخاري، وابن أبي حاتم ويضع (عبيد الله) بدل (عبد الله) الأولى. وذكر أن يزيد بن الهاد روى عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/167. والجرح والتعديل 3/120.) . 6تهذيب التهذيب 7/470.

سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمة بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ. وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأُمُّهُ كَيِّسَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْز بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبٍ. [وَعَبْدَ اللَّهِ] 1 بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ الْعَابِدُ. وَأُمُّهُ أَمَةُ الْحَمِيدِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَياض بْنِ عَمْرِو بْنِ بُلَيَّل بْنِ بِلَالِ بْنِ أُحَيْحَة بْنِ الجُلاَح بْنِ الحَرِيش بْنِ جَحْجَبا بْنِ كُلْفَة بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمرو بْنِ عَوْفٍ [مِنَ الْأَوْسِ] 2 مِنَ الْأَنْصَارِ3. وَإِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأُمُّهُ الْفَارِعَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن المغيرة بن حُمَيد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ. وَآمِنَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَزَوَّجَتْ محمد بن عبد الله بن عَمرو بن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ4، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ الله بن محمد بن علي [بن عبد اللَّهِ] 5 بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهَا أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ مَعْقِل بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُساحق بن عبد الله بن مخرمة [183/أ] بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدٍّ. وَعُمَرَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعَبْدَ الْحَمِيدِ بني عبد العزيز وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَقَدْ ولىَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عبدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينَةَ. وكَرمان6، وَالْيَمَامَةَ، وَخَرَجَ [حُسَيْنُ بْنُ] 7 عَلِيِّ بن

_ 1التكملة من جمهرة أنساب العرب 153. 2التكملة من حاشية الأصل. 3وأورد ابن حزم اسم عبد الله واسم أمه ونسبها ويضع (بُلَيل) بالتخفيف والتصغير ويؤخر هـ بعد (بلال) . (انظر: جمهرة أنساب العرب 153-336) . 4ستأتي ترجمته رقم 141. 5التكملة من حاشية الأصل. 6كَرمان: بفتح الكاف بعدها مهملة ساكنة وآخره نون، وربما كسرت الكاف. وهي منطقة واسعة تتكون من مدن وقرى. ومن مدنها المشهورة: جيرفت، وموقان، وخبيص، وبم، يحدها شرقاً: مكران: وغرباً: إيران. وشمالاً: خراسان. وجنوباً: بحر فارس. (انظر: معجم البلدان 4/454) . 7 التكملة من حاشية الأصل.

الْحُسَيْنِ1 وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالِي الْمَدِينَةِ2. وَأَوْصَى أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَابِدُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عُمَرُ. وَكَانَ مُهاجره إِلَى أَنْ مَاتَ3. 96ـ عَبْدُ اللهِ بنُ واقِد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ: وَاقِدًا، وَأُمَّ عُثْمَانَ، ورُقَية، وَسَوْدَةَ، وَعَاتِكَةَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب. روى عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ4 وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ5. وَمَاتَ قَدِيمًا سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ6 فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عبد الملك7.

_ 1ذكرت كتب التاريخ أن الخارج هو (الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي) . وذكره ابن حزم موافقاً لما أورده ابن سعد. وكان خروجه سنة تسع وستين ومائة زمن الهادي. وقتل في نفس السنة بفخ – واد بمكة من ناحية المدينة -. (انظر: تاريخ خليفة 445. وتاريخ الطبري 8/192. وجمهرة أنساب العرب 153. والبداية والنهاية 10/157. والتحفة اللطيفة 1/509) . 2 وأورد ابن حزم هذا الخبر بألفاظ مقاربة. وأورده الطبري مفصلاً. (انظر: تاريخ الطبري 8/192-208. وجمهرة أنساب العرب 153) . 3وكان عبد العزيز ثقة، وقد أخرج له النسائي. (انظر: تقريب التهذيب 215) . 4الأنصاري. ستأتي ترجمته رقم 244. 5الليثي. ستأتي ترجمته رقم326. 6وأرخ ابن حجر وفاته سنة تسع عشرة ومائة. وقال: مقبول. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 192-193) . 7تهذيب التهذيب 6/65. ويحذف (سنة سبع عشرة ومائة) .

97- أبو عُبَيْدَة بنُ عُبَيْدِ اللهِ1 [183/ب] . ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفَيْل بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْط بْنِ رِزاح بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَأُمُّهِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. فَوَلَدَ أَبُو عُبَيْدة مُحَمَّدًا وَالْقَاسِمَ وَأُمُّهُمَا جُوَيْرية بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلة مِنْ بَنِي مُدلج مِنْ كِنَانة. 98- جَعْفَرُ بنُ سَالِم2 ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفَيْل. وأمه أم ولد. فولد جعفر بن سالم: عاصماً ونِشوة. وأمهما عائشة بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عاصم بن عمر بن الخطاب. روى جَعْفَرٌ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. 99- أَبُو بَكْرِ بنُ سَالِم بنِ عَبْدِ اللهِ ابن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْل. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ. فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمٍ: سَالِمًا، وهُشَيْمَة، وَأُمُّهُمَا بُرَيْهَة بِنْتُ المُجَبَّر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَمُحَمَّدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَمَةَ الْحَمِيدِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَعُمَرَ بْنَ أبي بكر [184/أ] وَأُمُّهُ سَوْدَةُ بِنْتُ المجبَّر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَدْ رُوي عَنْهُ3.

_ 1لم أعثر على ترجمة له. 2لم أعثر على ترجمة له. 3) روى عن أبيه. وعنه عبيد الله بن عمر العمري. وكان ثقة. وقد أخرج له الشيخان. (انظر: تهذيب التهذيب 12/24. وتقريب التهذيب 395) .

100- عُمَرُ بنُ سَالِم ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفَيْل. وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ يَزِيدَ1 بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ سَالِمٍ: حَفْصًا وأمه أم ولد2. 101- مُحَمَّدُ بنُ زَيْد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ3 بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ: وَاقِدًا4، وَعُمَرَ5، وَأَبَا بَكْرٍ6، وَزَيْدًا7، وَعَاصِمًا8، وَأُمَّ حَكِيمٍ، وَفَاطِمَةَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَكْبَرَ، وَبِلَالًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ، وَأُمُّهُمْ قُرَّة الْعَيْنِ بِنْتُ حُوَيَّ بْنِ شَماس بْنِ صَفْوَانَ بْنِ صُباح بْنِ طَريف بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَّة. وَأَبَا عُبيدة بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ9.

_ 1في الأصل (زيد) بدل (يزيد) والتصويب من نسب والدة أخيه قبله. ومن طبقات خليفة 262. 2ذكر البخاري وابن أبي حاتم، عمر بن سالم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/161. والجرح والتعديل 3/1/113) . 3في الأصل (عبد الله) والتصويب من طبقات ابن سعد 4/142 –حيث لم يذكر أم حكيم من بنات عبد الله بن عمر- ومن طبقات خليفة 262. 4ستأتي ترجمته رقم 294. 5ستأتي ترجمته رقم 291. 6ستأتي ترجمته رقم 290. 7ستأتي ترجمته رقم 293. 8ستأتي ترجمته رقم 292. 9وكان محمد بن زيد ثقة من الثالثة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 298) .

102- عَاصِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابن عاصم بن عمر بن الخطاب بن نُفَيْل وأمه أم سلمة بنت [184/ب] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِئاب مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَة. أَدْرَكَ سُلْطَانَ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَوَفَدَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَامَ بِالْخِلَافَةِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ1. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ لَا يُحْتَجُّ2 به3. 103- عُمَرُ بنُ حَفْص ابن عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ دَاوُدَ بْنِ كُلَيْب بْنِ إِسَافِ4 بْنِ عُتبة5 بْنِ عَمْرِو [بْنِ] 6 خَدِيج بْنِ عَامِرِ بن جُشَم بن

_ 1وكانت خلافته من سنة اثنتين وثلاثين ومائة إلى آخر سنة ست وثلاثين. وكان عمره إحدى أو اثنتين أو ثلاثاً وثلاثين، وقيل ثمان وعشرين سنة. (انظر: تاريخ خليفة 409، 412. والمعارف لابن قتيبة 372. والبداية والنهاية 10/58. وتاريخ الخلفاء للسيوطي 256) . 2أجمع النقاد على عدم الاحتجاج به. وقال العجلي: (لا بأس به) وقد أخرج له البخاري في خلق أفعال العبادة والأربعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/283. والضعفاء الصغير للبخاري 90. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 3/1/347.والمجرحين لابن حبان 2/127ـ129،وجمهرة أنساب العرب 155، وميزان الاعتدال 2/353. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/321. وتهذيب التهذيب 5/46. وتقريب التهذيب 159) . 3تهذيب التهذيب 5/47. 4هكذا أوردها ابن حزم. وأوردها خليفة: (أساد) بالدال المهملة بدل (إساف) بالفاء. (انظر: طبقات خليفة 263. وجمهرة أنساب العرب 361) . 5وفي جمهرة أنساب العرب 361. (عَنَبَة) بفتح المهملة والنون والموحدة. 6التكملة من المصدر السابق.

الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: أَبَا بَكْرٍ1، وَعُبَيْدَ اللَّهِ2، وَزَيْدًا، وَعَبْدَ اللَّهِ3، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدًا، وَعَاصِمًا4، وَأُمَّ عَاصِمٍ، وَأُمَّ حُمَيْدٍ، وَأُمَّ عِيسَى، وَأُمَّ مِسْكِينٍ، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب5. 104- عَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَة ابن الزُبير بن العوَّام بن خُويلد بن أسد بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي البَخْتَري بْنِ هِشَامِ6 بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ: عُمَرَ7، وَصَالِحًا، وَعَائِشَةَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عبد الله بن الزبير بن العوام. [185/أ] وَسَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَالِمًا، وَمُسَالِمًا، وَخَدِيجَةَ، وصفيَّة، وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ وقد روى عنه

_ 1ستأتي ترجمته رقم 287. 2ستأتي ترجمته رقم 286. 3ستأتي ترجمته رقم 288. 4ستأتي ترجمته رقم 289. 5ذكر البخاري وابن أبي حاتم: عمر بن حفص بن عاصم وسكتا عنه. وقال ابن حبان (من سادات أهل المدينة حفظاً وإتقاناً وورعاً وفضلاً. مات بالمدينة) . (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/149. والجرح والتعديل 3/1/102. ومشاهير علماء الأمصار 128) . 6وكذا في طبقات خليفة 268، أما في طبقات ابن سعد 5/178، ونسب قريش 213، وجمهرة أنساب العرب 117. والتحفة اللطيفة 2/260. فقد وردت (هاشم) . 7ستأتي ترجمة عمر هذا رقم 110.

الزُّهْرِيُّ1، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيم3، قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ4 يَقُولُ: "قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ تَرَكْتَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَلَوْ رَجَعْتَ لَقِيتَ النَّاسَ وَلَقِيَكَ النَّاسُ"، قَالَ: "وَأَيْنَ النَّاسُ؟ إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ شَامِتٌ بِنَكْبَةٍ أَوْ حَاسِدٌ بِنِعْمَةٍ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيم، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ5 الماجِشون قَالَ: "كُنْتُ مَعَ أَبِي فِي حَاجَةٍ"، قَالَ: "فَلَمَّا انْصَرَفْنَا" قَالَ لِي أَبِي: "هَلْ لَكَ فِي هَذَا الشَّيْخِ؟ فَإِنَّهُ بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا قُرَيْشٍ، وَأَنْتَ وَاجِدٌ عِنْدَهُ مَا شِئْتَ مِنْ حَدِيثٍ وَنُبْلِ رَأْيٍ -يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ-" قَالَ: "فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَحَادَثَهُ أَبِي طَوِيلًا ثُمَّ ذَكَرَ أَبِي بَنِي أُمَيَّةَ وَسُوءَ سِيرَتِهَا وَمَا قَدْ لَقِيَ النَّاسُ مِنْهُمْ. وَقَالَ انْقَطَعَ آمَالُ النَّاسِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَقْصِرْ أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَإِنَّ النَّاسَ لَنْ يَبْرَحَ لَهُمْ أَمْرٌ صَالِحٌ فِي قُرَيْشٍ ما لم يلي بَنُو فُلَانٍ، فَإِذَا وُلِّيَتْ بَنُو فُلَانٍ انْقَطَعَتْ آمَالُهُمْ"، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ الْأَعْوَرُ6 صَاحِبُنَا: "بَنُو هاشم؟ فقال برأسه: أي نعم".

_ 1تقدمت ترجمته رقم 70. 2أجمع النقاد على توثيقه وذكر ابن حجر ولادته سنة خمس وأربعين ووفاته في أواخر دولة بني أمية، وقيل: سنة خمس أو ست وعشرين ومائة. وقد أخرج له الجماعة عدا أبا داود. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/163. والجرح والتعديل 2/2/133. وتهذيب التهذيب 5/319. وتقريب التهذيب 182) . 3هو: أبو عثمان المكي، وثقه ابن معين، وسكت عنه البخاري، وابن أبي حاتم. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/105. والجرح والتعديل 3/2/274) . 4ابن أبي سلمة، أبو سلمة المدني كان ثقة، مات سنة خمس وثمانين ومائة، وقيل: قبل ذلك. (انظر: تقريب التهذيب 389) . 5أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/320. نقلاً عن يوسف الماجشون. 6سلمة الأعور: لم أعثر على ترجمة له.

105- يَحْيَى بنُ عَرْوَة [185/ب] . ابن الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام، وَيُكَنَّى أَبَا عُرْوَةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ1 بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ: عُرْوَةَ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَمَرْوَانَ الْأَكْبَرَ بْنَ يَحْيَى، وَمُحَمَّدَ الْأَكْبَرَ، وَالزُّبَيْرَ، لَا بَقِيَّةَ لَهُمْ، وَأُمَّ يَحْيَى، وَأَسْمَاءَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعيم بن النَّحام الْعَدَوِيِّ. وَالْحَكَمَ بْنَ يَحْيَى، وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَائِشَةَ، وَأُمُّهُمْ أَيْضًا أُمُّ إِبْرَاهِيمَ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بن نُعيم بن النَّحام. وعبد الملك بن يحيى، ومروان، ومحمد لِأُمِّ وَلَدٍ، وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ (وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ23. 106- مُحَمَّدُ بنُ عُرْوَة ابن الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام، وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الحكم بن أبي العاص

_ 1تهذيب التهذيب 11/258. 2قال ابن حجر: "ثقة من السادسة، وقد أخرج له الشيخان، وأبو داود". (انظر: تقريب التهذيب 378) . 3تهذيب التهذيب 11/258.

بن [186/أ] أُمَيَّةَ، فَوَلَدَ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ: عُرْوَةَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَيَزِيدَ، وَأُمَّ يَحْيَى، وَكَلْثَمَ، وَحَفْصَةَ، وَأُمُّهُمْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام. وَيَحْيَى بْنَ عُثْمَانَ، وَهِشَامًا، لِأُمِّ وَلَدٍ، وَخَدِيجَةَ، وأُبَيَّة، وَفَاطِمَةَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ، مِنَ الْأَوْسِ. وَكَانَ عُثْمَانُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ12. وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ3 وَقَدْ رُوي عنه4. 108- هِشَامُ بنُ عُرْوَة ابن الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ5، فَوَلَدَ هشام بن عروة: الزبير،

_ 1وقال ابن حجر: "كان ثقة، وقد أخرج له الجماعة سوى الترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 235) . 2تهذيب التهذيب 7/138. 3هكذا نقله ابن حجر عن الواقدي، وقال: "كانت وفاته سنة ست وثلاثين ومائة، ونقل وفاته عن ابن مردويه سنة سبع وثلاثين ومائة، وأرخها خليفة قبل الأربعين ومائة، وقال مصعب الزبيري: قبل أخيه هشام". (انظر: تاريخ خليفة 419. ونسب قريش 248. وتهذيب التهذيب 7/138) . 4روى عنه أخوه هشام، ومحمد بن إسحاق، وأسامة بن زيد الليثي، وابن عيينة، وداود العطار وغيرهم. وروى عن أبيه. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/162. وتهذيب التهذيب 7/137) . 5وفي المعارف لابن قتيبة 222، ورد اسم أمه سارة، وفي جمهرة أنساب العرب 124: ورد اسمها صافية، وأنها خراسانية.

وَعُرْوَةَ، وَمُحَمَّدًا، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَيُكَنَّى هِشَامٌ أَبَا الْمُنْذِرِ12. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ3 الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى4 عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: "كُنْتُ كَتَبْتُ فَمَحَوْتُ الْكِتَابَ فَلَوَدِدْتُ أَنِّي فَدَيْتُهُ بِأَهْلِي وَمَالِي وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْحُهُ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ سَمِعَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ الَّذِي زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْمُنْذِرِ، وَقَدْ رَوَى هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، وَرَوَى عَنْ وَهْب بْنِ كَيْسَانَ5. "وَكَانَ ثِقَةً ثَبَتًا6 كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجةً"7.

_ 1وفي مشاهير علماء الأمصار 80 قيل: أبو بكر، وفي تهذيب التهذيب 11/48، قيل: أبو عبد الله. 2تاريخ بغداد 14/42. 3ابن عبيد الله القيسين أبو عثمان البصري نزيل بغداد، صدوق في حفظه شيء، توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 260) . 4ابن دينار الأزدي مولاهم، أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر البصري، ثقة، ربما وهم. مات سنة أربع أو خمس وستين ومائة. (انظر: طبقات ابن سعد 7/282.وتقريب التهذيب 365) . 5ستأتي ترجمته رقم 211. 6تؤول أقوال النقاد إلى توثيقه والاحتجاج به، إلاَّ أنه تغير في آخره تغييراً لا يخل حفظه كغيره من الثقات الكبار الذين تؤثر عليهم الشيخوخة، وكان يدلس، ويرسل، وكان فقيهاً ورعاً سخياً، قدم بغداد على المنصور، وقدم الكوفة ثلاث مرات، وقدم البصرة سنة عشرين ومائة، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/618. وتاريخ خليفة 350. والجرح والتعديل 4/2/63. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. ومشاهير علماء الأمصار 80. وتاريخ بغداد 14/37, ووفيات الأعيان 6/80. وميزان الاعتدال 4/301. وتذكرة الحفاظ 1/144. وجامع التحصيل للعلائي 362. وتهذيب التهذيب 11/48. وتقريب التهذيب 364) . 7تذكرة الحفاظ 1/144. وتهذيب التهذيب 11/50. وطبقات الحفاظ للسيوطي 62.

قال: [186/ب] وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ1، قَالَ شُعْبَةُ2: "لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ حَدِيثَ أَبِيهِ3 فِي مَسِّ الذَّكَرِ4 -يَعْنِي حَدِيثَ بُسرة بِنْتِ صَفْوَانَ5- قَالَ يَحْيَى: فَسَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ عنه، فقال: أخبرني به أبي"6.

_ 1هو من ثقات المحدثين. وقد تقدم. 2ثقة حافظ. 3ثقة فقيه. 4أخرج الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/819. هذا الخبر بسنده من طريق شعبة بن الحجاج. 5ابن نوفل بن أسد بن عبد العُزَّى، صحابية جليلة، من المبايعات المهاجرات، عاشت إلى سنة إحدى وأربعين ومائة. (انظر: طبقات ابن سعد 8/245.والاستيعاب4/1796.والإصابة 4/252) . 6وقد ثبتت رواية هذا الحديث من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن بُسرة، في المستدرك وغيره، ولفظ الحديث "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأ". والحديث ضعيف الإسناد لوجود الواقدي فيه، وقد أخرجه كل من: (أ) الحاكم في المستدرك على الصحيحين: 1/136. بألفاظ مقاربة، من طريق هشام ... الخ، ونص الحاكم على صحته وأنه على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي. (ب) وأبو داود في سننه: 1/125، كتاب 1 باب 70، حديث 181، من طريق عروة ... الخ. (ج) والترمذي في جامعه: 1/126، أبواب الطهارة، باب 61 حديث 82، من طريق هشام ... الخ وقال: (هذا حديث حسن صحيح) . (د) ووابن ماجه في سننه 1/161، كتاب 1، باب 63، بألفاظ مقاربة، ومن طريق هشام ... الخ. (?) والدارمي في سننه 1/184، بألفاظ مقاربة، ومن طريق عروة ... الخ. (و) ومالك في الموطأ 1/42، كتاب 2، كلهم أخرجوه في كتاب الطهارة، باب الوضوء مِنْ مس الذكر وبأسانيد رجالها ثقات. (ز) وأحمد في مسنده 6/406-407، من طريق هشام ... الخ ورجالها ثقات.

وَمَاتَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بِبَغْدَادَ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الخُيْزُران فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ1. 109- عُبَيْد اللهِ بنُ عَرْوَة ابن الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ [سَلَمَة] 2 بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ. فَوَلَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ عُرْوَةَ: وَعَاصِمًا، وَمُصْعَبًا، وَحَفْصَةَ، وَأُمُّهُمْ بِنْتُ رَباح بن حفص بن عاصم بن عمر بن الْخَطَّابِ. وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ، أَصْغَرَ وَلَدِ عُرْوَةَ، وَقَدْ حَكَى عَنْهُ رُؤْيَةً وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ حَدِيثًا3، وَبَقِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَتَّى أَدْرَكَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ. قُلْتُ لَهُ: "ابْنُ كَمْ أَنْتَ يَوْمَ مَاتَ [عُبَيْدُ اللَّهِ بن] 4 عروة؟ قال: ابن تسع سنين"5.

_ 1والأكثر على هذا التأريخ، وقيل: سنة خمس، وقيل سبع وأربعين ومائة، وكان مولده ستين، أو إحدى وستين. (انظر: تاريخ خليفة 232-423. والمعرفة والتاريخ 1/128-129، 2/151. والبداية والنهاية 10/103. ودول الإسلام 1/101. والمصادر السابقة في توثيق صاحب الترجمة) . 2التكملة من طبقات ابن سعد 5/178. ونسب قريش 248. وجمهرة نسب قريش 309. وجمهرة أنساب العرب 124. 3انظر: نسب قريش 248، وجمهرة نسب قريش 309. 4التكملة يقتضيها السياق، ولأن محمد بن عمر ولد سنة ثلاثين ومائة وكانت وفاة عروة –سنة أربع وتسعين، فلم يدركه الواقدي. (انظر: طبقات ابن سعد 7/334) . 5لما كانت ولادة الواقدي سنة ثلاثين ومائة، اتضحت وفاة عبيد الله بن عروة سنة تسع وثلاثين ومائة.

110- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ عُرْوَة ابن الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام. وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَلَمْ يُعَقِّبْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَقَدْ كَانَ كَبِيرًا1. وَرَوَى عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ جُريح وكان قليل الحديث23. [187/أ] 111ـ يَحْيَى بنُ عَبَّاد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام، وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ عبَّاد: يَعْقُوبَ، وَإِسْحَاقَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ الْوَهَّابِ، وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام. وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ يَحْيَى لِأُمِّ وَلَدٍ، وَعَائِشَةَ، وَسَوْدَةَ، وَأُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّهَا سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي، وأمها عَاتِكَةُ بِنْتُ أَسِيد بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: كَانَتْ لِيَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ مُرُوءَةٌ، وَمَا رَأَيْتُ شَابًّا أحسن في النعمة منه4. وروى عنه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ 5، ومحمد بن إسحاق 6 (ومات

_ 1تهذيب التهذيب 7/469. مع تقديم وتأخير. 2وقال ابن حجر: "مقبول، وقد أخرج له الشيخان، والنسائي". (انظر: تقريب التهذيب 255) . 3تهذيب التهذيب 7/469. 4تهذيب التهذيب 11/235. ويضع (ابن أبي دنيا) بدل (عبد الرحمن ابن أبي الزناد) ، ويضع أيضاً (العمة) بدل (النعمة) . 5ستأتي ترجمته رقم 171. 6ستأتي ترجمته رقم 330.

قَدِيمًا وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ 1 الْحَدِيثِ2. 112- سَلَمَةُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ3 ابن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف [بْنِ عَبْدِ] 4 بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: مَرْوَانَ، وَعُمَرَ، وَمُحَمَّدًا، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبَّادٍ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف. وأمه الواحد [187/ب] بِنْتُ سَلَمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ بَرْبَرِيَّةٌ. وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ 5. وَأَخُوهُ: 113- عُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ ابن عبد الرحمن بن عوف بن عبد 6 عوف بن عبد بن الحارث، ولم تسم

_ 1) ووثقه ابن معين، والنسائي، والدارقطني، وابن حجر، وقد أخرج له الأربعة. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/173. وميزان الاعتدال 4/388. وتهذيب التهذيب 11/234. وتقريب التهذيب 376) . 2تهذيب التهذيب 11/335. 3اسم أبي سلمة: عبد الله الأصغر، وكان قاضياً على المدينة زمن معاوية، سنة تسع وأربعين. (انظر: نسب قريش 267. وأخبار القضاة لوكيع 1/116) . 4التكملة من ترجمة أخيه رقم 113، وجمهرة أنساب العرب 131. 5وقال أبو حاتم: "لا بأس به، ووثقه ابن حبان"، ونقل ابن حجر عن ابن عبد البر، قوله: "لا يحتج بحديثه"، وقال: "صحح حديثه ابن حبان، والحاكم، وذكر ابن حزم أنه ولي القضاء بالمدينة". (انظر: الجرح والتعديل 2/1/164. ومشاهير علماء الأمصار 134. وثقات ابن حبان 3/59ب وجمهرة أنساب العرب 132. ولسان الميزان 3/68) . 6 انظر: نسب أخيه في الترجمة السابقة.

لَنَا أُمُّهُ، فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: يحيى، وإبراهيم دَرَج، وأم محمد، وتُمَاصر، وَأُمُّهُمْ حَبَابَة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، (أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ 1 قَتَلَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ لَيَالِيَ خَرَجُوا بِالشَّامِ، وَكَانَ عُمَرُ مَعَ بَنِي أُخْتٍ لَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فقتله معهم 2. وروى عَنْهُ أَبُو عَوانة 3 وهُشَيم 4، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وليس يحتج بحديثه 56.

_ 1هو عم أبي جعفر المنصور، ولاه السفاح حرب مروان بن محمد، حتى قتله، وولي إمارة الشام له، وفي خلافة المنصور شق عصا الطاعة فحبسه المتصور في بغداد حتى مات في السجن سنة سبع وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ بغداد 10/8) . 2 وكان ذلك سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقيل: ثلاث وثلاثين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 410. وطبقاته 262. وميزان الاعتدال 3/201. وتقريب التهذيب 254) . 3هو الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز مشهور بكنيته، ثقة ثبت، توفي سنة خمس أو ست وسبعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 369) . 4ابن بشير بن القاسم بن دينار السلمي مولاهم الواسطي نزيل بغداد، وكان ثقةً ثبتاً كثير التدليس، ولد سنة خمس ومائة. وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة. (انظر: طبقات ابن سعد 7/313. وتقريب التهذيب 365) . 5وتركه شعبه، وقال ابن خزيمة: "لا يحتج بحديثه. وضعفه ابن معين" وقال مرة: "ليس به بأس، ولينه أبو حاتم" وقال: "يكتب حديثه ولا يحتج به، يخالف بعض الشيء"، وقال البخاري: "صدوق إلا أنه يخالف في بعض حديثه"، وقال النسائي والجوزجاني: "ليس بالقوي"، وقال العجلي: "لا بأس به"، وزاد ابن عدي: حسن الحديث، وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ، وقد أخرج له البخاري تعليقاً والأربعة". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/166. والضعفاء والمتروكين للنسائي 83. والجرح والتعديل 3/1/117. ومشاهير علماء الأمصار 133. وميزان الاعتدال 3/201. وتهذيب التهذيب 7/456. وتقريب التهذيب 254) . 6تهذيب التهذيب 7/456-457. أوردها بألفاظ مقاربة.

114ـ عَبْدُ المجِيد بنُ سَهْلِ 1 ابن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ سَهْلٍ: سهيلا، وسودة، وَأَمَةَ الْعَزِيزِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمرو بِنْتُ عَبْدِ العزيز [188/أ] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَمْعة بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ ودْ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ 2. 115- الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ ابن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. فَوَلَدَ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ: جَابِرًا، وَيَحْيَى، وَسَعْدًا، وَأُمُّهُمْ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَيْر بْنِ أَبِي طَلْحَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَار مِنَ الْخَزْرَجِ. وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ الْحَسَنِ، وَأُمَّ الْحَكَمِ وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَفَاطِمَةَ بِنْتَ الْحَسَنِ. وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ الْفُرَاتِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي البكَّاء، من بني عامر بن صَعْصَعة 3.

_ 1وعند خليفة، ومصعب الزبيري، وابن قتيبة: (سهيل) ،بدل (سهل) ووافق ابن حجر ابن سعد في (سهل) . (انظر: طبقات خليفة 261. ونسب قريش 269. والمعارف لابن قتيبة 237. وتهذيب التهذيب 6/380) . 2وقال ابن حجر: "عبد المجيد بن سهل، أبو وهب، أو أبو محمد ثقة من السادسة، وقد أخرج له الشيخان، وأبو داود، والنسائي". (انظر: تقريب التهذيب 217) . 3ذكر البخاري، وابن أبي حاتم الحسن بن عثمان وسكتا عنه، وقال ابن حزم: (رُوي عنه الحديث) . (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/300. والجرح والتعديل 1/2/25. وجمهرة أنساب العرب 132) .

116ـ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حُمَيْد ابن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ1 فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ إبراهيم حُمَيداً، وأم حُمَيد وَأُمُّهُمْ أَمَةُ الرَّحْمَنِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَالْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرحمن، وسعيداً وهو كُرَاع2، وأمهما [188/ب] أُمامة بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَكَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ثِقَةً3 وَلَهُ أَحَادِيثُ4.وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالْأَعْرَجِ. وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ 5. 117- غُرَيْرُ6 وَاسْمُهُ عَبْدُ الرحمن بن المغيرة بن حُمَيد بن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ حُمَيدة بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَريق الثَّقَفِيِّ حَلِيفِهِمْ. فَوَلَدَ غُرَير: محمداً7، وإبراهيم الأكبر ويعقوب، وحميداً،

_ 1قال خليفة في طبقاته 261: (أمه جويرية بنت أبي عمرو بن عدي بن ربيعة ابن أبي علاج الثقفي) 2الكُراع: ما دون الركبة إلى الكعب من الإنسان، وما دون الكعب من الحيوان، ربما لقب لذلك لدقة ساقيه. (انظر: تاج العروس 5/492. مادة: كَرَعَ) . 3مجمع على توثقيه، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي، والجرح والتعديل 2/2/225. ومشاهير علماء الأمصار 128. وتهذيب التهذيب 6/164. وتقريب التهذيب 201) . 4تهذيب التهذيب 6/165. 5وكان أول خلافة أبي جعفر سنة سبع وثلاثين ومائة. 6الغرير: الشاب الذي لا تجربة له، ربما لقب به لذلك. (انظر: تاج العروس 3/445، مادة: غرر) . 7محمد هذا أحد شيوخ البخاري. (انظر: نزهة الألباب 93 أ) .

وَأُمَّ حَكِيمٍ، وَالْفَارِعَةَ، وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعاذ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. وَسُلَيْمَانَ، وَإِبْرَاهِيمَ الْأَصْغَرَ دَرَجَا. وَأُمُّهُمَا أُمُّ كَثِيرٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ مِنْ كِندة وَيَحْيَى والرَغوم وَأُمُّهُمَا بِنْتُ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَعِيسَى، وغُرير بْنَ غُرير. وَأُمُّهُمَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أُمِّ ولد بربرية. 118- أبو بَكْرِ1 بنُ حَفْصِ [189/أ] ابن عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْب2 بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهرة بْنِ كِلاب. وَأُمُّهُ هُنَيْدة بِنْتُ عُمَرَ بْنِ مُحْرز بْنِ شِهَابِ بْنِ أَبِي شَمَّر مِنْ غسَّان. فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ: عَبْدَ الْمَلِكِ، وَمُحَمَّدًا، وَحَفْصَةَ. وَأُمُّهُمْ بُرَيهة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عبد بن الحارث بن زُهرة. والمُحيَّاة، وَأُمَّ سَلَمَةَ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ تُدْعَى سُعدى3. 119ـ الأشْعَثُ بنُ إسْحَاقَ ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأُمُّهُ شجرَة بِنْتُ كُلَيب بْنِ رَافِعِ بْنِ جَزِىء بْنِ مُدلج بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ بْنِ غَنْم بْنِ جِحاش بْنِ بَجَالَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بن سعد.

_ 1اسم أبي بكر: عبد الله، وهو مشهور بكنيته. (انظر: الكنى للدولابي 1/118. وتقريب التهذيب 171) . 2أهيب: بضم الهمزة وفتح الهاء وسكون المثناة التحتية آخرها موحدة، كما في الأصل، ونسب قريش /262،وورد في طبقات ابن سعد 3/137، وجمهرة أنساب العرب 129 ((وهيب) بالواو بدل الهمزة. 3قال ابن حجر في عبد الله بن حفص: مشهور بكنيته، ثقة، أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 171) .

فَوَلَدَ الْأَشْعَثُ: حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدًا، وَأُمَّ إِسْمَاعِيلَ، وعُبيدة، وَأُمَّ هِشَامٍ، وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ1. 120- إسْمَاعِيلُ بنُ مُحَمَّدِ ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَبَا بَكْرٍ، وَأُمَّ مُحَمَّدٍ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَأُمَّ الْقَاسِمِ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بْنِ الْخَطَّابِ. وَحَفْصَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ. وَأُمُّهَا أُمُّ عمرو بنت [189/ب] عُبيد الله بن عبد الله بن عمر بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهَا عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَهُوَ2 ثِقَةٌ3. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ4 فِي خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ. 121ـ إِبراهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَدْ رُوى عَنْهُ5. وأمه أم ولد وليس له عَقَب.

_ 1قال ابن حجر: "أشعت بن إسحاق بن سعد، مقبول، من الرابعة أخرج له أبو داود". (انظر: تقريب التهذيب 37) . 2مجمع على توثيقه، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/371. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 1/1/194. وتهذيب التهذيب 1/329. وتقريب التهذيب 35) . 3تهذيب التهذيب 1/329، ويضع ((ثقة) قبل ((وله) . 4وقيل: "إن مولوده بعد سنة ستين". (انظر: تهذيب التهذيب 1/330) . 5روى عن أبيه، وقيل: عن جده، وعنه يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وعيسى بن عبد الرحمن السلمي. ووثقه ابن حجر، وذكر أنه مدني كوفي، وقد أخرج له الترمذي والنسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 1/153. وتقريب التهذيب 22) .

122- دَاوُدُ بنُ عَاِمرَ ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ عُبيد اللَّهِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ1 بْنِ مَوْهَب بْنِ رَبَاح بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْم بْنِ نَاجِية مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ حِلِيفِهِمْ. فَوَلَدَ دَاوُدُ بْنُ عَامِرٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ كَرْدَم الشَّاعِرُ، وَمُحَمَّدًا وَإِسْحَاقَ، وَأَمَةَ الْحَمِيدِ2 وَهِيَ حَمَادة. وَأُمُّهُمْ أُمُّ هِشَامٍ بِنْتُ مَسْلَمَةَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ مِنْ ثَقِيفٍ حَلِيفِ بَنِي زُهرة3. 123- قُرَيْنُ بنُ المُطَّلِبِ ابن السَّائِبِ بْنِ أَبِي وَداعة وَاسْمُهُ الحارثُ بْنُ صُبَيْرة4 بن سُعَيِد [190/أ] بْنِ سَعد بْنِ سَهم. وَأُمُّهُ زَبِيَبةُ أُمُّ وَلَدٍ. فوَلَدَ المُطلبُ بْنُ السَّائِبِ، مُحَمَّدًا، وَإِبْرَاهِيمَ، وَأُمَّ إِسْحَاقَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوف بْنِ عَبد عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة، وَكَانَ المُطلب خَتَنَ5 سَعِيدَ بْنِ المُسيَّب عَلَى ابْنَتَهِ، وَرَوَى عَنْهُ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ6.

_ 1وفي طبقات خليفة 261: (عبيد الله) بدل (عبد الله) . 2في الأصل: (وأمه أمة الحميد) . والتصويت يقتضيه السياق. 3قال ابن حجر: "داود بن عامر الزهري، ثقة من السادسة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 96) . 4صُبيرة: بضم الصاد المهملة مصغر كما في الأصل، ونسب قريش 406. وجمهرة أنساب العرب 164. والإصابة 2/379. ونقلها عن السهيلي – بالضاد المعجمة في أولها- كلُّ من ابن حجر في تبصير المتنبه 3/831. والزبيري في تاج العروس 3/348. 5خَتَن: صهر. (انظر: تاج العروس 9/189. مادة: خَتَنَ) . 6لم أعثر على ترجمة له.

124- كَثِيْرُ بنُ كَثِير ابن المُطلب بْنِ أَبِي وَدَاعة بْنِ صُبَيْرة بْنِ سُعَيد بْنِ سَعد بْنِ سَهم. وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ وَهُوَ خُويلد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُجَيْر بْنِ حِماس بْنِ عُرَيْج1 بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبد مَناة بْنِ كِنانة، وَقَدْ رَآهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيينة، وَرَوَى عَنْهُ. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وَكَانَ شَاعِرًا2. 125- جَعْفَرُ بنُ كَثِيرْ ابن المُطلب بْنِ أَبِي وَداعة بْنِ صُبيرة بْنِ سُعيد بْنِ سَعد بْنِ سَهم، وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ عَمرو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ. فَوَلَدَ جَعْفَرُ بْنُ كَثِيرٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ عائشةُ بنتُ حمزَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَداعة3. وَأَخُوهُمَا: 126- سَعِيدُ بنُ كَثِير [190/ب] ابن المُطَّلب بْنِ أَبِي وَدَاعة بْنِ صُبَيْرة بْنِ سُعَيد بْنِ سَعد بْنِ سَهم. وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ عَمرو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَهُوَ رَبَاح، وَإِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ سَالِمٌ، وَإِبْرَاهِيمَ. وَأُمُّهُمْ حُمَيْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ الله بن المُطلب بن أبي وَدَاعة4.

_ 1عُرَيْج: ورد في نسب قريش 407. (عويج) بالواو بدل الراء. 2تهذيب التهذيب 8/426. ويضيف نقلاً عن ابن سعد ((قليل الحديث) . 3ذكر البخاري وابن حاتم جعفر بن كثير وسكتا عنه، ووثقه ابن حبان. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/198. والجرح والتعديل 1/2/486 وثقات ابن حبان 3/20 ب) . (4) وكنية سعيد بن كثير: أبو إسماعيل، وعُدَّ في المكيين أيضاً، قال ابن حجر: مقبول من السادسة، أخرج له النسائي حديثاً واحداً في إفطار أيام التشريق. (انظر: تهذيب التهذيب 4/75. وتقريب التهذيب 125) .

127- يَعْقُوبُ بنُ زَيْدِ ابن طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَة بن عبد الله بن جُدْعان ابن عَمرو بن كعب بن سعد بن تيم بْنِ مُرَّة. وَأُمُّهُ خَالِدَةُ بِنْتُ مُعاذ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمير بْنِ جُدْعان بْنِ عَمرو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ. تُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. (وَكَانَ يُكنى أَبَا عَرَفَةَ1) 2، وَكَانَ قَاصّاً (وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ3) 4، وروى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ5، (وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خلافة أبي جعفر6) 7. وأ خوه: 128- مُحَمَّدُ بنُ زَيْدِ ابن طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعان وَأُمُّهُ خَالِدَةُ بِنْتُ مُعاذ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمير بْنِ جُدْعَانَ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَقَدْ رُوي عن محمد بن زيد8. [191/أ] .

_ 1وكذا كناه البخاري، ومسلم، والنسائي، والحاكم، وابن حبان. أما في تهذيب التهذيب فكنيته أبو يوسف. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/393. وثقات ابن حبان 3/177 أ. وتهذيب التهذيب 11/385) . 2تهذيب التهذيب 11/385. 3وقال ابن حجر: صدوق من الخامسة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 386) . 4تهذيب التهذيب 11/385. 5ستأتي ترجمته رقم 372. 6وكانت خلافته بين سنتين (136-158?) . 7تهذيب التهذيب 11/385. 8ولم أعثر على ترجمة له.

129- مُحَمَّد بنُ عَليّ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قُصيّ، وَأُمُّهُ الْعَالِيَةُ1 بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلب. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: عَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ، وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَائِمُ بِالْخِلَافَةِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، وَدَاوُدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَرَيْطَةَ هَلَكَتْ وَلَمْ تَبْرُز2 وَأُمُّهُمْ رَيْطَةُ بِنْتُ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المَدان بْنِ الدَيَّان، مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَقَدْ وَلِيَ الْخِلَافَةَ بَعْدَ أَخِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْإِمَامُ الَّذِي كَانَ أَهْلُ دَعْوَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ يَصِيرُونَ إِلَيْهِ وَيَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَيَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ، وَالْعَالِيَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْحَكَمِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَمُوسَى بْنَ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَالْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَيَعْقُوبَ وَهُوَ أَبُو الأسباط3 ولُبابة بنت، تَزَوَّجَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ4 فَهَلَكَتْ عِنْدَهُ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا، وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أولاد شتىَّ.

_ 1وكذا في: نسب قريش لمصعب 29. والمعارف لابن قتيبة 124. وجمهرة أنساب العرب 20. أما في تهذيب التهذيب 9/355. فقد ورد اسمها: ((العلامة)) . 2 لم تَبْرُز: لم تعقِل. (انظر: المعجم الوسيط 1/49، مادة: بَرَزَ) . 3أسباط: جمع سَبْط –بكسر السين المهملة وسكون الباء الموحدة- يشمل أولاد الأبناء والبنات. (انظر: تاج العروس 5/148. مادة: سَبَطَ) . 4هو: ابن عمها، ابن سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس ولي المدينة سنة ست وأربعين ومائة للمنصور ثم عزله سنة تسع وأربعين ومائة. ثم وليها للمهدي من سنة ستين ومائة إلى سنة ست وستين. وولي البصرة لهارون بعد سنة أربع وسبعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 430-435-440-162) .

وذكر العباس بن محمد بن علي1، [191/ب] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ تُوُفِّيَ بِالشَّرَاةِ2 مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، (سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ3) 4. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً. (وَقَدْ كَانَ أبو هاشم عبد الله بن محمد5 بن الحنفيَّة أَوْصَى إِلَيْهِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ، فَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَصِيُّ أَبِي هَاشِمٍ. وَقَالَ له أبو هاشم: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِنَّمَا هُوَ فِي وَلَدِكَ. فَكَانَتِ الشِّيعَةُ الَّذِينَ كَانُوا يَأْتُونَ أَبَا هَاشِمٍ وَيَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ، قَدْ صَارُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى محمد بن علي. وكان أبو هشام عَالِمًا قَدْ سَمِعَ وَقَرَأَ الْكُتُبَ)) 6. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ سَمِعَ أَيْضًا7، وَسَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْر مَتَى تُقطع التلبية؟

_ 1ابن عبد الله بن العباس، أبو الفضل ولي الجزيرة لأبي جعفر، وللرشيد سنة خمس وثمانين ومائة. مات ببغداد سنة ست وثمانين ومائة، وله خمس وستون سنة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 377. وتاريخ بغداد 12/124) . 2الشراة: ناحية الشام بين دمشق والمدينة المنورة، وفيها قرية الحميمة التي كان يسكنها ولد علي ابن عبد الله بن عباس، أيام مروان بن محمد. (انظر: معجم البلدان 3/332) . 3وكذا قال ابن قتيبة، وابن كثير وصحح هذا التأريخ، وزاد ابن قتيبة وقيل: سنة اثنتين وعشرين ومائة، وبه قال ابن حزم. وقال غيرهم: سنة أربع وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 356. والمعارف لابن قتيبة 124. وتاريخ الطبري 7/199. وجمهرة أنساب العرب 20. والبداية والنهاية 9/340) . 4تهذيب التهذيب 9/355. 5ابن علي بن أبي طالب. وكان ثقة. وتوفي سنة تسع وتسعين بالشام. (انظر: تقريب التهذيب 188) . 6تهذيب التهذيب 9/355.أوردها مختصرة وبألفاظ مقاربة. (وانظر: طبقات ابن سعد 5/328) . 7سمع أباه، وروى عن جده مرسلاً، وعنه هشام بن عروة، وغيرهم. ووثقه ابن حجر، وقد أخرج له مسلم، والأربعة. (انظر: جامع التحصيل 328. تهذيب التهذيب 9/255. وتقريب التهذيب 312) .

130- دَاوُدُ بنُ عَليّ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وأمه أم الولد. وَكَانَ دَاوُدُ لَمَّا ظَهْرَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالْكُوفَةِ صَعِدَ الْمِنْبَرَ لِيَخْطُبَ النَّاسَ فحَصِر1 فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، فَوَثَبَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ وَذَكَرَ أَمْرَهُمْ وَخُرُوجَهُمْ، ومنىَّ النَّاسَ وَوَعَدَهُمُ الْعَدْلَ، فَتَفَرَّقُوا عَنْ خُطْبَتِهِ2. وَوَلَّاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ. وَحَجَّ بالناس سنة اثنتين وثلاثين ومائة [92/أ] وَهِيَ أَوَّلُ حَجَّةٍ حَجَّهَا وَلَدُ الْعَبَّاسِ. ثُمَّ صار داود إلى المدينة فأقام بها أشهر، ثُمَّ ((مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً) 3، وَإِنَّمَا أَدْرَكَ مِنْ دَوْلَتِهِمْ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ. وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى4 وَغَيْرُهُ عَنْ داود بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَى دَاوُدُ عَنْ أبيه5. 131- عِيسى بنُ عَلِيّ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم وأمه أم الولد وَهِيَ أُمُّ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ. (وَكَانَ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ مِنْ أَهْلِ السَّلَامَةِ وَالْعَافِيَةِ6، لَمْ يل لأهل

_ 1 حصر: عجز عن بيان مراده. (انظر: لسان العرب 5/267. وتاج العروس 3/143. مادة: حَصَرَ) . 2 انظر الخبر مفصلاً في تاريخ الطبري 7/426-428. 3 تهذيب التهذيب 3/194. 4 هو الأنصاري الفقيه قاضي الكوفة. صدوق سيء الحفظ جداً، مات سنة ثمان وأربعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 308) . 5 قال ابن حجر: داود بن علي، أبو سليمان، مقبول، وقد أخرج له البخاري تعليقاً، والترمذي. (انظر: تقريب التهذيب 96) . 6 أي أنه لا يلي لأهل بيته الأعمال العامة.

بَيْتِهِ عَمَلًا حَتَّى تُوُفِّيَ، وَقَدْ رُوي عَنْهُ1. وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ2)) 3. 132- سُليْمَان بنُ عَليّ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. (وَتُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً4)) 5. 133- حُسيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم وأمه أسماء [192/ب] بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ. فَوَلَدَ حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدَ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ غَيْرُهُ. (تُوُفِّيَ الْحُسَيْنُ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ)) 6 وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ

_ 1 روى عنه أبناه، داود، وإسحاق، وشيبان بن عبد الرحمن التيمي. وهو عن أبيه، وأخيه محمد، وغيرهم. قال ابن حجر: ((صدوق مقل)) . وقد أخرج له أبو داود والترمذي. (انظر: تهذيب التهذيب 8/221. وتقريب التهذيب 271) . 2 وكانت خلافته بين سنتي (158-169هـ) . وكان مولد عيسى بن علي سنة ثلاث وثمانين، وتوفي في بغداد سنة ثلاث وستين ومائة. وكان يكنى أبا العباس، أو أبا موسى. (انظر: تاريخ الطبري 8/144. وتاريخ بغداد 11/147) . 3 تهذيب التهذيب 8/221. ويحذف ((وقد رُوي عنه. وتوفي)) . 4 قيل هذا، وقيل: مات سنة إحدى وأربعين ومائة. كان يكنى أبا أيوب وقيل: أبا محمد. ولي البصرة والأهواز والبحرين. وقال عنه ابن حجر: مقبول، وقد أخرج له النسائي في اليوم والليلة وابن ماحه. (انظر: تاريخ خليفة 419. وتاريخ الطبري 7/514. وتهذيب التهذيب 4/211. وتقريب التهذيب 135) . 5 تهذيب التهذيب 4/212. 6 تهذيب التهذيب 2/324. والتحفة اللطيفة 1/508. ويضيفان ((أو إحدى وأربعين ومائة)) .

عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالِيًا لِأَبِي جَعْفَرٍ1، وَهُوَ صَلَّى عَلَى حُسَيْنٍ. وَكَانَ حُسَيْنٌ يَوْمَ تُوُفِّيَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عِكرمة2. وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ3 وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ (564) ،وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ4 وَسُلَيْمَانُ بْنُ بلال، وعبد الله بن مبارك، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ5. (وكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَلَمْ أَرَهُمْ يَحْتَجُّونَ6 بِحَدِيثِهِ) 7. وَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحسين، فأقدمه عليه من

_ 1 وكانت ولايته عليها في رجب سنة إحدى وأربعين ومائة. ثم عزله سنة ثلاث وأربعين كما ولي الكوفة لمروان بن محمد. (انظر: تاريخ خليفة 406،430، 435. وتاريخ الطبري 7/511. والبداية والنهاية 10/77) . 2 مولى ابن عباس، أبو عبد الله المدني البربري الأصل المفسر، أحد الثقات الأثبات، توفي سنة سبع ومائة، وقيل: سنة عشرة ومائة. انظر: تهذيب التهذيب 7/263.وتقريب التهذيب/242. 3 ستأتي ترجمته رقم 330. 4 النخعي الكوفي، بخاري المولد. أبو عبد الله القاضي. صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه بعد توليه قضاء الكوفة. مات فيها سنة سبع وسبعين ومائة أو بعدها. (انظر: طبقات ابن سعد 6/379. وتقريب التهذيب145) . 5 ستأتي ترجمته رقم 389. 6 والأكثر على تركه وعدم الاحتجاج به. ولينه البعض. (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 32. والتاريخ الكبير له 2/388. والضعفاء والمتروكين للنسائي 33. والجرح والتعديل 3/57. والمجروحين لابن حبان 1/242. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 59. وميزان الاعتدال 1/537. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/172. وتهذيب التهذيب 2/341. وتقريب التهذيب 74) . 7 تهذيب التهذيب 2/342. والتحفة اللطيفة 1/508.

الْمَدِينَةِ، فَزَوَّجَهُ عَمَّتَهُ أُمَّ عِيسَى بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، فَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا، وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ فَوَرِثَتْهُ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عَلِيٍّ1. 134- العَبَّاس بنُ عَبْدِ اللهِ ابن مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَوَلَدَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ، وَأُمُّهُ أُمُّ أبيها بنت [193/أ] مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيينة عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ2. 135- إبراهيمُ بنُ عَبدِ اللهِ ابن مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأُمُّهُ أم ولد. فولد إبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ3 الَّذِي كَانَ نَازِلًا بِالْحِيرَةِ4 وَدَاوُدَ، وَأُمُّهُمَا ميمونة بنت العباس بن عبيد الله بن العباس بنت عبد المطلب5.

_ 1 انظر: طبقات ابن سعد 5/313. 2 وقال ابن حجر عنه: ثقة من السادسة. وقد أخرج له أبو داود. (انظر: تقريب التهذيب 165) . 3 كان في اسمه تقديم وتأخير بهذا الشكل ((محمد بن عبدلاالله إبراهيم)) ووجدت فوقه تلك الإشارة. 4 الحيرة: مدينة عراقية، جنوب شرق النجف. تبعد عن الكوفة ثلاثة أميال جنوباً. (انظر: معجم البلدان 2/328. ودائرة المعارف الإسلامية 8/161) . 5 قال ابن حجر عن إبراهيم بن عبد الله: صدوق من الثالثة، وقد أخرج له مسلم والأربعة عدا الترمذي. (انظر: تقريب التهذيب 21) .

136- مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ1 ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم. وأمه أسماء بنت عقيل ابن أَبِي طَالِبٍ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: عُمَرَ2، وَعَبْدَ اللَّهِ3، وَعُبَيْدَ اللَّهِ4 وَأُمُّهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ5 وَأُمُّهُ أُمُّ هَاشِمٍ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ جَعْدة بْنِ هُبَيرة بن أبي وَهْب بن عمرو ابن عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. (وَقَدْ رُوي عَنْهُ6. سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ7، وَمِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ8، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ9. وَقَدْ أَدْرَكَ أَوَّلَ خلافة أبي العباس10) 11. 137- مُحَمَّدُ بنُ عَمْرُو [193/ب] ابن حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ رَمْلة بِنْتُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمرو: حَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ، ورقيَّة بنت محمد، وأمهما حُميدة بنت

_ 1 ذكر ابن سعد ترجمته أيضاً في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة 5/329. وانتهت بقوله: ((.... عمران بن مخزوم)) . وجاءت هنا مستوفاة أكثر، مما يشير إلى أنه من هذه الطبقة، وذكره هناك مع إخواته. 2 ستأتي تراجمهم على التوالي: 308-306-307. 3 ستأتي تراجمهم على التوالي: 308-306-307. 4 ستأتي تراجمهم على التوالي: 308-306-307. 5 ستأتي ترجمته رقم 305. 6 روى عنه أولاده الثلاثة عمر، وعبد الله، وعبيد الله، وابن جريج وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 9/321) . 7 أبوه: ثقة من الثالثة: مات زمن الوليد بن عبد الملك (86-96هـ) . (انظر: تهذيب التهذيب 256) . 8 ابن علي بن أبي طالب، زين العابدين من الثقات الأثبات، وكان فقيهاً عابداً ورعاً، توفي سنة ثلاث وتسعين وقيل غير ذلك. (انظر: تقريب التهذيب 245) . 9 قال عنه ابن حجر: صدوق من السادسة، وروايته عن جده مرسلة. وأخرج له الأربعة. (انظر: تقريب التهذيب 312) . 10 وكانت خلافته بين سنتي (132-136هـ) . 11 تهذيب التهذيب 9/321. ويحذف ((سمع من أبيه ومن علي بن حسين)) .

محمد بن أبي الْأَحْوَلِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهَا فاطمة الصغرى بنت علي ابن أبي طالب. وعمراً بْنَ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُمْ خَدِيجَةُ1 بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَمُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ رَملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، من بني عدي بن كعب. وجعفر بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَدَاوُدَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ [مُحَمَّدِ] 2 بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَدَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ3. 138- عَبْدُ اللهِ بنُ حَسَنِ ابْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ: مُحَمَّدًا4 الْمَقْتُولَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ المنصور، وإبراهيم5 المقتول ببا خمراً6 مِنْ أَرْضِ الْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ أَيْضًا، وَمُوسَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ 7، وَإِدْرِيسَ بن عبد الله الأكبر درج،

_ 1 سبق أن ذكرت خديجة وأولادها الثلاثة في الترجمة السابقة وأولادها هنا، هم نفسهم هناك سوى اختلاف بسيط في الولد الأول ((عمرو)) فهو هناك ((عمر)) . ربما حدث تحريف في اسمه. وربما كان تكرار خديجة وأولادها في الترجمتين وهما من الناسخ. ويحتمل أنها تزوجت أحدهما ثم الآخر وأنجبت لهما. والله أعلم. 2 التكملة يقتضيها السياق. 3 وكان محمد بن عمرو بن حسن يكنى أبا عبد الله، وقال ابن حجر: ثقة من الرابعة، وأخرج له الشيخان، وأبو داود، والنسائي وقال خليفة: ((أدرك أبا العباس)) -وكانت خلافته بين سنتي (132-136هـ) -. ويضع اسم أبيه ((عمر)) بدل ((عمرو)) . (انظر: طبقات خليفة 258. وتهذيب التهذيب 9/371. وتقريب التهذيب 313) . 4 ستأتي ترجمته رقم 298. قتل سنة 145هـ. 5 ستأتي إبراهيم رقم 299. وقتل سنة 145هـ. 6 باخمراً: موضع بالعراق بين الكوفة وواسط وإلى الكوفة أقرب يبعد عنها سبعة عشر فرسخاً -51 ميلاً-. (انظر: معجم البلدان 1/316) . 7 ستأتي ترجمة موسى رقم 300.

وَهَارُونَ دَرَجَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ وَزَيْنَبَ بنت [194/أ] عَبْدِ اللَّهِ ورقيَّة وَكَلْثَمَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمُّهُمْ كُلُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ [أَبِي] 1 عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ الله بن زمعة ابن الْأَسْوَدِ بْنِ المُطَّلب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَعِيسَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ دَرَجَ وَإِدْرِيسَ الْأَصْغَرَ2 بْنَ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبَ الأندلس والبربر3 وداود ابن عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ الشَّاعِرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. وَسُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَيَحْيَى بْنَ4 عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبَ جَبَلِ الدَّيلم5. وَأُمُّهُمَا قُرَيْبَةُ بِنْتُ رُكيح6 بْنِ أَبِي عبيدة بن عبد الله بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ابن قَعْنَبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ7، قَالَ: رَأَيْتُ عبد الله بن الحسين يصلي وقد سدل ثوبه8.

_ 1 التكملة من تراجم أبنائها: محمد وإبراهيم، وموسى المتقدمين آنفاً ومن طبقات خليفة 258. 2 ستأتي ترجمته رقم 301. 3 البربر: هو اسم جامع لقبائل كثيرة ليست من أصل عربي تسكن على الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط يمتد من الجزائر إلى أن يشرف على المحيط الأطلسي. (انظر: معجم البلدان 1/368. ودائرة المعارف الإسلامية 3/510. وأطلس التاريخ الإسلامي 6-7) . 4 ستأتي ترجمة يحيى رقم 302. 5 يقع جنوب غرب بحر قزوين، يبطل على البقاع الساحلية لإقليم جيلان. وهو إقليم أيضاً، فيه من المدن: رشت، وشفت، وخشم، وبروان وغيرها. وهو اليوم في المنطقة الشمالية من إيران. (انظر: بلدان الخلافة الشرقية 207-208. وأطلس التاريخ الإسلامي 11، 35) . 6 بضم الراء مصغر آخره حاء المهملة. وكذا في نسب قريش 54 وفي ص 228 زكيح بزاي في أوله. وفي جمهرة أنساب العرب 119 ركيخ بالراء في أوله وبالمعجمة في آخره. 7 ستأتي ترجمة مالك رقم 372. 8 سدل ثوبه: أرخاه وأرسله. والسدل المنهي عنه في الصلاة هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل أو أن يضع وسط الإزار على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه. (انظر: النهاية لابن الأثير 2/355. وتاج العروس 7/374 مادة: سَدَلَ) .

أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ1، قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا يَحْتَذُونَ إِلَّا المخصَّر2 إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ فَإِنَّهُ كَانَ يُدَوِّرُ نَعْلَيْهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ مَوْلَى3 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ توظأ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيِهِ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ تَمْسَحُ؟ قال: نعم قد مَسَحَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمَنْ جَعَلَ عُمَرَ بينه وبين الله [194/ب] فَقَدِ اسْتَوْثَقَ4. (قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ مِنَ الْعُبَّادِ وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ وَعَارِضَةٌ5 وَهَيْبَةٌ وَلِسَانٌ شَدِيدٌ) 6 وَأَدْرَكَ دولة بني العبّاس7 ووفد على

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 387. 2 المخصر من النعال: المستدقة الوسط التي قطع خصراها حتى صار مستدقين تحت أخمص القدم. (انظر: النهاية لابن الأثير 2/37. وتاج العروس 3/179. مادة: خَصَرَ) . 3 لعله هو مولى علي رضي الله عنه. روى عن علي بن الحسين المتوفي سنة ثلاث وتسعين وعنه أبو علقمة الفروي المتوفي سنة تسعين ومائة عن مائة عام. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/365. والجرح والتعديل 1/2/177) . 4 أوردها ابن قتيبة في المعارف 212. بلا إسناد. 5 له عارضة: له جَلَد وقدرة على الكلام وصاحب الرأي جيد. (المعجم الوسيط 2/594. مادة: عَرَضَ) . 6 تهذيب التهذيب 5/187. وأوردها السخاوي في التحفة اللطيفة 2/313. نقلاً عن الواقدي. 7 قامت دولة بني العباس سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

أَبِي الْعَبَّاسِ بِالْأَنْبَارِ1، فَسَأَلَهُ عَنِ ابْنَيْهِ مُحَمَّدٍ2 وَإِبْرَاهِيمَ3 فَقَالَ: بِالْبَادِيَةِ حُبب إِلَيْهِمَا الْخَلْوَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: قدم عبد الله ابن حَسَنٍ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بِالْأَنْبَارِ فَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ4 وقربه وأدناه وصنعبه شيئاً لم يصنعه بأحد. وكان يسمر مَعَهُ بِاللَّيْلِ فَسَمَرَ مَعَهُ لَيْلَةً إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَحَادَثَهُ فَدَعَا أَبُو الْعَبَّاسِ بِسْفِطِ5 جَوْهَرٍ فَفَتَحَهُ فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا وَصَلَ إليَّ مِنَ الْجَوْهَرِ الَّذِي كَانَ فِي يَدِي بَنِي أميَّة ثُمَّ قَاسَمَهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَاهُ نِصْفَهُ وَبَعَثَ أَبُو الْعَبَّاسِ بِالنِّصْفِ الْآخَرِ إِلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَقَالَ: هَذَا عِنْدَكِ وَدِيعَةٌ. ثُمَّ تَحَدَّثَا سَاعَةً وَنَعَسَ أَبُو الْعَبَّاسِ فَخَفَقَ بِرَأْسِهِ، وَأَنْشَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ يتمثل بهذه الأبيات: أَلمْ تَر حَوشَباً أمْسَى يُبَنّي ... قُصوراً نَفْعُها لِبَنِي بُقَيْلهْ يُؤَمَّل أنْ يُعَمَّرَ عُمْرَ نُوح ... وَأَمْرُ اللهِ يَطرقُ كُلَّ لَيْلَه6 قَالَ: وَانْتَبَهَ أَبُو الْعَبَّاسِ فَفَهِمَ مَا قال، فقال: يا أبا محمد [195/أ] تَتَمَثَّلُ بِمِثْلِ هَذَا الشِّعْرِ عِنْدِي! وَقَدْ رَأَيْتَ صنعي بِكَ وَإِنِّي لَمْ أَدَّخِرْكَ شَيْئًا. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَفْوَةٌ كَانَتْ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِهَا سُوءًا، وَلَكِنَّهَا أَبْيَاتٌ خَطَرَتْ فَتَمَثَّلْتُ بِهَا، فإن

_ 1 الأنبار: مدينة عراقية على نهر الفرات تبعد عن العاصمة بغداد غرباً ثمان وستون كيلو متراً. (انظر: معجم البلدان 12/257. ودائرة المعارف الإسلامية 3/1. وأطلس التاريخ الإسلامي 9) . 2 ستأتي ترجمته رقم 298. 3 ستأتي ترجمته رقم 299. 4 حباه: أعطاه. (انظر: المعجم الوسيط 1/153. مادة: حَبَوَ) . 5 سفط: وعاء يوضع فيه الطيب وما أشبه من أدوات النساء وقد يصنع من قضبان الشجر. (انظر: تاج العروس 5/153. مادة: سَفَطَ) . 6 أورد هذين البيتين ابن قتبة في المعارف 212. (وأخرج الطبري بسنده البيت الأول في تاريخه 7/525. وأخرجهما الخطيب البغدادي بسنده في تاريخ بغداد 9/432) .

فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَحْتَمِلَ مَا كَانَ مِنِّي فِي ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ. قَالَ: قَدْ فعلت. ثم رجع الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ ألَّح فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَتَغَيَّبَا بِالْبَادِيَةِ1 وَأَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ زِيَادَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيَّ2 بِطَلَبِهِمَا فَكَانَ يُغَيِّبُ فِي ذَلِكَ وَلَا يَجِدُّ فِي طَلَبِهِمَا، فَعَزَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَنِ الْمَدِينَةِ وولاَّها مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القَسْري3 وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا. فَغَيَّبَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ وَلَمْ يُبَالِغْ وَكَانَ يَعْلَمُ مَكَانَهُمَا فَيُرْسِلُ الْخَيْلَ فِي طَلَبِهِمَا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ. وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَغَضِبَ عَلَيْهِ فَعَزَلَهُ4 (وولىَّ رِياح بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ. وَأَمَرَهُ بِالْجَدِّ فِي طَلَبِهِمَا وَقِلَّةِ الْغَفْلَةِ عَنْهُمَا) 5. (قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي6، قَالَ: فَجَدَّ رِيَاحُ بْنُ عُثْمَانَ فِي طَلَبِهِمَا وَلَمْ يُدَاهِنْ وَاشْتَدَّ فِي ذَلِكَ كُلَّ الشِّدَّةِ حَتَّى خَافَا وجعلا ينتقلان من موضع إلى موضع. واغتّم أَبُو جَعْفَرٍ بِتَغَيُّبِهِمَا7 فَكَتَبَ إِلَى رِيَاحِ بْنِ عُثْمَانَ أَنْ يَأْخُذَ أَبَاهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حسن وإخواته حسن بن حسن8 وداود [195/ب] بْنَ حَسَنٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ9 وَمُحَمَّدَ بْنَ عبد الله بن عمرو ابن

_ 1 أورد ابن قتيبة هذا الخبر بلا إسناد من بداية المجيئ بسفط الجوهر. (انظر: المعارف لابن قتيبة 212) . 2 زياد بن عبيد الله الحارثي هو خال ابي جعفر. وكان والياً على المدينة في عهد السفاح وأرقه أبو جعفر عليها ثم عزله سنةإحدى وأربعين ومائة وولاها محمد بن خالد القسري في نفس السنة ثم عزله سنة ثلاث وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 413-430. وتاريخ الطبري 7/511) . 3 انظر: رقم 2. 4 انظر: رقم 2. 5 تاريخ الطبري 7/550. نقلاً عن الحارث بن محمد بن أبي أسامة، عن ابن سعد. 6 وقيل: ابن زيد بن أبي الموالي أبو محمد مولى آل علي. صدوق ربما أخطأ. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 210) . 7 وفي تاريخ الطبري 7/550: ((من تغيبهما)) بدل ((بتغيبهما)) . 8 ستأتي ترجمتهما رقم 139-140. 9 انظر: رقم 2.

عُثْمَانَ1 -وَهُوَ أَخُوهُمْ لِأُمِّهِمْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ2- فِي عِدَّةٍ مِنْهُمْ وَيَشُدَّهُمْ وَثَاقًا وَيَبْعَثَ بِهِمْ إِلَيْهِ حَتَّى يُوَافُوهُ بالرَّبذة3 وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَنِي مَعَهُمْ فيْبعث بِي إِلَيْهِ أَيْضًا) . (قَالَ: فأُدركت وَقَدْ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ فَأُخِذْتُ فطُرحت فِي الْحَدِيدِ. وعُورِض بِي الطَّرِيقُ حَتَّى وَافَيْتُهُمْ بالرَّبذة) 4. (قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَنَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ يَخْرُجُونَ مِنْ دار مروان بعد العصر وهو في الحديد، فيحملون في مَحَامِلَ أَعْرَاءَ5 لَيْسَ تَحْتَهُمْ وِطَاءٌ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غلام قد راهقت6 الاحتلام أحفظ ما رأى) 7. (قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي8: وَأَخَذَ معهم نحو من أربع مائة مِنْ جُهينة ومُزيْنة وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْقَبَائِلِ فَأَرَاهُمْ بالرَّبذة مُكَتَّفِينَ فِي الشَّمْسِ) . (قَالَ: وَسُجِنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَوَافَى أَبُو جَعْفَرٍ بالرَّبذة مُنْصَرِفًا مِنَ الْحَجِّ. فَسَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَبَا جَعْفَرٍ أَنْ يأذن له في الدخول

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 141. 2 انظر: أخبار زواجها منه ووفاته عنها في نسب قريش 51-52. 3 الربذة: بالتحريك. من قرى المدينة. وتبعد عنها مائة ميل وميلين شرقاً. قريبة من ذات عرق - ميقات أهل العراق-. ثم خربت سنة تسع عشرة وثلاثمائة. (انظر: المناسك 330. ومعجم البلدان 3/24. وأطلس السعودية لحسين حمزة) . 4 تاريخ الطبري 7/550. 5 أعراء: جمع عُري. وهو الفرس الذي لا سرج عليه. والمراد: أنها محامل لا فرش فيها. (انظر: تهذيب اللغة 3/158. ولسان العرب 19/276. مادة: عَرَي) . 6 راهقت قاربت. (انظر: المعجم الوسيط 1/378 مادة: رَهَقَ) . 7 تاريخ الطبري 7/550. ويضيف ((أل)) إلى ((محامل)) ويحذف ((أعراء)) و ((غلام)) . 8 أي قال الواقدي، قال عبد الرحمن مولى آل علي.

عَلَيْهِ، فَأَبَى أَبُو جَعْفَرٍ، فَلَمْ يَرَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا. قَالَ: ثُمَّ دَعَانِي أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ بَيْنِهِمْ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ فَلَمَّا رَآنِي عِيسَى قَالَ: نَعَمْ، هُوَ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ أَنْتَ شَدَدْتَ عليه أخبرك بمكانهم [196/أ] فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لَا سَلَامَ اللَّهِ عَلَيْكَ. أَيْنَ الْفَاسِقَانِ ابْنَا الْفَاسِقِ الْكَاذِبَانِ ابْنَا الْكَاذِبِ؟ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: هَلْ يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ قَالَ قُلْتُ: امْرَأَتُهُ طَالِقٌ، وَعَلَيَّ وَعَلَيَّ، إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا. قَالَ: فَلَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ مِنِّي، وَقَالَ السِّيَاطُ فَأُتِيَ بِالسِّيَاطِ، وَأَقَمْتُ بَيْنَ العُقَابينْ1 فضربني أربع مائة سوط فيما عقلت بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي، ثُمَّ رُددت إِلَى أَصْحَابِي عَلَى تِلْكَ الْحَالِ. ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ الدّبياج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عُثْمَانَ2 وَكَانَتِ ابْنَتُهُ3 تَحْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ4، فَلَمَّا أُدخل عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَذَّابَيْنِ مَا فَعَلَا؟ وَأَيْنَ هُمَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ. قَالَ لَتُخْبِرَنِّي. قَالَ لَقَدْ قُلْتُ لَكَ، وَبِاللَّهِ إِنِّي لَصَادِقٌ وَلَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْمَهُمَا قَبْلَ الْيَوْمِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَوَاللَّهِ مَا لي بهما علم. قال: جرّدوه فجُرّد فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ وَعَلَيْهِ جَامِعَةُ5 حَدِيدٍ فِي عُنُقِهِ فَلَمَّا فُرغ مِنْ ضَرَبِهِ أُخرج فَأُلْبِسَ قَمِيصًا لَهُ قُوهَيًّا6 عَلَى الضَّرْبِ، فأُتي به إلينا فوالله

_ 1 العقابان: خشبتان يُشد الرجل بينهما أثناء ضربه. (انظر: لسان العرب 2/112) . 2 ستأتي ترجمته رقم 141. 3 رقيّة الصغرى بنت محمد الدبياج وقتل إبراهيم قبل أن يدخل بها. (انظر: نسب قريش 117) . 4 ستأتي ترجمة إبراهيم رقم 299. 5 جامعة عبارة عن طوق من حديد يجمع اليدين إلى العنق. (انظر: المعجم الوسيط 1/135. مادة: جَمَعَ) . 6 قوهياً: نسبة إلى قوهستان -كلمة فارسية معربة، معناها موضع الجبال تقع بين نيسابور وهراة- وهي ثياب بيض تنسج هناك. (انظر: معجم البلدان 4/416. وتاج العروس 9/407. مادة: قَوَهَ) .

مَا قَدَرُوا عَلَى نَزْعِ الْقَمِيصِ مِنْ لُصُوقِهِ بِالدَّمِ حَتَّى حَلَبَ عَلَيْهِ شَاةً ثُمَّ انْتُزِعَ الْقَمِيصُ ودُووي. فَقَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ: أَحْدِرُوهُمْ1 إِلَى الْعِرَاقِ. فَقُدِمَ بِنَا إِلَى الْهَاشِمِيَّةِ2 فحُبسنا بِهَا، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحسن في الحبس3. فجاء [196/ب] . السَّجَّانُ فَقَالَ: لِيَخْرُجْ أَقْرَبُكُمْ بِهِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ. فَخَرَجَ أَخُوهُ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَصَلِّي عَلَيْهِ. ثُمَّ مَاتَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ بَعْدَهُ4 فأُخرج مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ عُثْمَانَ فَصَلَّى عَلَيْهِ5. ثُمَّ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ6، فأُخذ رَأْسَهُ فبُعث بِهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ إِلَى خُرَاسَانَ، فَطَافُوا به في كُورَ خُرَاسَانَ7. فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ أَنَّ هَذَا رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله

_ 1 أحدرهم سنة أربع وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 421) . 2 الهاشمية: مدينة عراقية، بناها السفاح بالكوفة بعدما ولي الخلافة. وتقع جنوب العاصمة بغداد وتبعد عنها نحواً من ثلاث وتسعين.انظر: الأعلاق النفيسة لابن رسته 82.وأطلس التاريخ الإسلامي 13. (انظر: معجم البلدان 5/389) . 3 كانت وفاته سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ بغداد 9/431. والبداية والنهاية 10/95) . 4 ستأتي ترجمته رقم 139. وكانت وفاته سنة 145هـ. 5 قوله: ثم مات حسن بن حسن ... الخ. سقط من تاريخ الطبري 7/551. 6 ستأتي ترجمته رقم 141 وكانت وفاته سنة 145هـ. 7 كور خرسان معناها بلاد الشمس المشرقة فتحت زمن عثمان سنة ثلاثين وقيل: زمن عمر رضي الله عنهما. وهي بلاد واسعة تضم مدناً كثيرة ثم قسمت فصار القسم الأكبر منها في أفغانستان شرقاً وجنوباً -ومن مدنها بلخ وهراة-. وقسم في إيران غرباً -منها مدينة نيسابور--. وقسم في رسيا شمالاً- منها مدينة مرو. (انظر: فتوح البلدان 567. والأعلاق النفسية 105. ومعجم البلدان 2/350. ودائرة المعارف الإسلامية 8/282. وأطلس التاريخ الإسلامي 11، 33) .

وسلم يُهمون النَّاسَ أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الرِّوَايَةِ خُرُوجَهُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ) 1. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي: وَكَانَ مَعَنَا فِي الحبس عَلِيُّ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ2، وَهُوَ أَبُو حُسَيْنِ [بْنُ عَلِيٍّ] 3. صَاحِبُ فَخٍّ4 وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ عِبَادَةً وَنُسُكًا وَوَرَعًا. لَمْ يَأْكُلْ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ طَعَامًا تَمْرَةً فَمَا فَوْقَهَا مِنَ الْقَطَائِعِ5 الَّتِي أَقْطَعَهُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَلَا تَوَضَّأَ مِنْ تِلْكِ الْعُيُونِ وَلَا شَرِبَ مِنْ مَائِهَا. وَكَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ عَمِّهِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، وَكَانَتْ مُتَعَبِّدَةً فَكَانَ يُقَالُ لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجٌ أَعْبَدُ مِنْهَا -يَعْنُونَ عَلِيَّ بْنَ حَسَنٍ وَامْرَأَتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ- وَكَانَ السَّجَّانُ بِالْهَاشِمِيَّةِ يُحِبُّهُ وَيُكْرِمُهُ ويُلطفه لما يرى [197/أ] من اجتهاده وعبادته فأتاه بمنحدة فقال: ضع رأسك عليها، وتوطأ بها فآثر بها أباه حسن، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ، عَمُّكُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَحَقُّ بِهَا.فَبَعَثَ بِهَا إليه، فقال عبد الله بن حسين: يَا أَخِي أَخُونَا هَذَا الْبَائِسُ الَّذِي ابتُلي بِسَبَبِنَا وَصَارَ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ الضَّرْبِ أَحَقُّ بِهَا- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ-، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّكَ رَجُلٌ رَقِيقٌ تَكُونُ هَذِهِ الْمِخَدَّةُ تَحْتَ رَأْسِكَ، فَأَخَذَهَا فَكَانَتْ تَحْتَ رَأْسِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن حسن يوم

_ 1 تاريخ الطبري 7/550-551. بألفاظ مقاربة، ومع شيء من التقديم والتأخير. من قوله: ((قال عبد حمن بن أبي الموالي ... الخ)) . 2 ستأتي ترجمته رقم 303. 3 التكملة من حاشية الأصل. 4 فخّ: بفتح الفاء وتشديد الخاء المعجمة وهو واد بمكة يسمى وادي الزاهر. (انظر: معجم البلدان 4/237) . وهو مدخل مكة من جهة المدينة حالياً. 5 القطائع جمع قطيعة وهي القطعة من الأرض التي يمنحها الحاكم لمن يريد تمليكاً أو غير تمليك.. (انظر: تاج العروس 5/474. مادة: قَطَعَ) .

مات اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً1 وَكَانَ مَوْتُهُ قَبْلَ مَقْتَلِ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِأَشْهُرٍ، وَقُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي آخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَكَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَحَادِيثُ2. 139- حَسَنُ بنُ حَسَنُ بنِ حَسَنِ ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وأنه فاطمة بنت الحسين بن علي ابن أَبِي طَالِبٍ. فَوَلَدَ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ: عَبْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ مَاتَ فِي السِّجْنِ وَعَلِيًّا3 وَهُوَ السَّجَّادُ، قِيلَ لَهُ السَّجَّادُ لِعِبَادَتِهِ، مَاتَ فِي السِّجْنِ، وَحَسَنَ بْنَ حَسَنٍ4 وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ، وَهِيَ أُمُّ حِبَّانَ بِنْتُ عامر بن عبد الله بن بشر ابن عامر [197/ب] مُلاعب الأسنَّة بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ5 مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَعَبَّاسَ بْنَ حَسَنٍ مَاتَ فِي السِّجْنِ6 وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بنت طلحة ابن عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بن تيْم ابن مرَّة. وعلياَّ الْأَصْغَرَ بْنَ حَسَنٍ وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهُمَا أم حبيب بنت

_ 1 وفي تهذيب التهذيب 5/187. نقلاً عن موسى بن عبد الله بن حسن: أن أباه توفي وهو ابن سبعين سنة. وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 171: مات وله خمس وسبعون سنة: 2 وقال ابن حجر: ثقة جليل القدر وقد أخرج له الأربعة. (انظر: تقريب التهذيب 171) . 3 ستأتي ترجمته رقم 303. 4 في الأصل (حسين) والتصويب من نسب قريش 56. وجمهرة أنساب العرب 42. 5 في طبقات خليفة 269: يذكر علياَّ ويقول (أمه أم خيار) ويضع (جعد) بدل (جعفر) . وفي نسب قريش 56: يذكر أولاده الثلاثة ويقول (أمهم من ولد عامر بن مالك ... الخ) . وفي جمهرة أنساب العرب 42. يذكر علياَّ ويقول: (أمه أم عبد الله) ويضع (بشير) . بدل (بشر) . 6 في سجن المنصور. (انظر: جمهرة أنساب العرب 42) .

عمر بن علي ابن أَبِي طَالِبٍ. وَأُمَّ سَلَمَةَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَتِي حَسَنٍ وَهُمَا لِأُمِّ وَلَدٍ. وَمَاتَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ فِي حَبْسِ أَبِي جَعْفَرٍ1 بِالْهَاشِمِيَّةِ (وَكَانَ قليل2 الحديث) 3. 140- إبراهِيمُ بنُ حَسَنِ ابْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طال. فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَسَنٍ: إِسْحَاقَ، وَيَعْقُوبَ، وَإِسْمَاعِيلَ وَأُمَّ إِسْحَاقَ وَهِيَ سُحَيقة ورقيَّة وَأُمُّهُمْ رُبيحة4 بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمية بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَمُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وعليِّاً وَفَاطِمَةَ وَحَسَنَةَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى. وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَسَنٍ فِي السِّجْنِ5. 141- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ [198/أ] ابن [عَمْرِو بْنِ] 6 عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي العاص بن أمية بن

_ 1 وكان ذلك سنة خمس وأربعين ومائة. وولد سنة سبع وسبعين. 2 وقال ابن حجر: مقبول وقد أخرج له ابن ماجه. وكان قد قدم الأنبار مع أخيه عبد الله على السفاح. (انظر: تاريخ بغداد 7/293. وتقريب التهذيب 69) . 3 تهذيب التهذيب 2/263. 4 وفي نسب قريش 56 (ذبيحة) بالذال المعجمة المضمومة بدل (ربيحة) بالراء ولم يذكرها ابن حزم في جمهرة. 5 وأرخ الطبري وفاته سنة أربع وأربعين ومائة بباخمرا. وأرخها الخطيب سنة خمس وأربعين ومائة بالهاشمية، وهو ابن سبع وستين سنة. وقال ابن حبان مات بالمدينة وقد وثقه. وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/279. والجرح التعديل 1/1/92. ومشاهير علماء الأمصار 127وتاريخ بغداد 6/54. ولسان الميزان 1/47. والتحفة اللطيفة 1/111) . 6 التكملة من حاشية الأصل.

عبد شمس وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب. وكان يقال لمحمد الدبياج لِجَمَالِهِ. وَكَانَ أَبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يُدْعَى المُطْرَف لِجَمَالِهِ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: خَالِدًا، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَالْقَاسِمَ، وَعُثْمَانَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّهِ، وَأُمُّهَا لُبابة بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ عُثْمَانَ أَصْغَرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ وَكَانَ إِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ يَرِقُّون عَلَيْهِ وَيُحِبُّونَهُ وَكَانَ مَائِلًا إِلَيْهِمْ لَا يُفَارِقُهُمْ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ1، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ2، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ3 أَتَى أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَوَجَدَهُ نَائِمًا فأكبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يُوقِظْهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِيمَنْ أُخذ مَعَ إِخْوَتِهِ بَنِي حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، فَوَافَوْا بِهِمْ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ4 بِالرَّبَذَةِ، فَضَرَبَهُ مِنْ بَيْنِهِمْ مِائَةَ سَوْطٍ وَحَبَسَهُ مَعَهُمْ بِالْهَاشِمِيَّةِ5، (فَمَاتَ فِي حَبْسِهِ6 وكان كثير

_ 1 هو الغساني أبو محمد المكي. ثقة أخرج له البخاري مات سنة سبع عشرة وقيل سنة اثنتين وعشرين ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 16) . 2 هو العبدي أبو سليمان المكي ثقة لم يثبت أن ابن معين تكلم فيه. مات سنة أربع أو خمس وسبعين ومائة وله أربع أو خمس وسبعون. (انظر: تقريب التهذيب 96) . 3 تقدمت ترجمته رقم 138. 4 كان ذلك سنة أربع وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 7/550. والبداية والنهاية 10/81) . 5 انظر: هذا الخبر مفصلاً في تاريخ الطبري 7/540-551. 6 مات سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 7/551. وتاريخ بغداد 5/387. والبداية والنهاية 10/90)

الحديث1 عالماً) 2. [198/ب] . وأخوه: 142- أُمَيةُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسيد ابن أَبِي العِيص بْنِ أُمَيَّةَ. فَوَلَدَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عُثْمَانَ وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ3 بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ4. وأمية بن عبد الله الذي لقيته طيء يوم المنتهب5 فهزموه. 143- سَعِيدُ بنُ خَالِدِ ابن عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَأُمُّهَا أُميْمة بِنْتُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ. فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَخَالِدًا لِأُمِّ وَلَدٍ. وَمُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ. وَعَبْدَ الْمَلِكِ، وَالْوَلِيدَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأُمَّ عَبْدِ الْمَلِكِ تَزَوَّجَهَا الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ

_ 1 قال ابن حجر: صدوق من السابعة أخرج له ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 305. 2 تهذيب التهذيب 9/269. 3 وفي نسب قريش 116 ((أم حبيب)) بدل ((حبيبة)) . 4 روى أمية عن أبيه وعكرمة وعمر بن عبد العزيز وعنه ابن إسحاق ويحيى بن سليم الطائفي وقد سكت عنه البخاري. وقال أبو حاتم: ((ما بحديثه بأس)) . وأرخ السخاوي وفاته سنة ثلاثين ومائة على يد المختار الثقفي الخارجي. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/8. والجرح والتعديل 2/1/301. والتحفة اللطيفة 1/339) . 5 المنتهب: بضم الميم وسكون النون بعدها فوقية تليها هاء مفتوحة وهي قرية في طرف سلمى أحد جبلي طيء. وتعد في نواحي أجأ. وهي لبني سُنْبُس. يوم المنتهب من أيام طيء. وهو في الجزيرة العربية. (انظر: معجم البلدان 5/201) .

عَبْدِ الْمَلِكِ فَوَلَدَتْ لَهُ سَعِيدًا. وَأُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، تَزَوَّجَهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَوَلَدَتْ لَهُ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ1. 144- عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاويَةَ [199/أ] ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمُّهُ أُمُّ عَوْنٍ بِنْتُ عَوْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ: جَعْفَرًا لَا عَقِبَ لَهُ. وَأُمُّهُ هنَّادة بِنْتُ الشَّرْقِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ شَبثَ بْنِ رِبْعِيِّ الْيَرْبُوعِيِّ مِنْ بَنِي تَمِيم. خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ2 مُعَاوِيَةَ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ3، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ جُنْدًا فَلَحِقَ بأَصْبَهَانَ4 فَغَلَبَ عَلَيْهَا وَعَلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ قَوْمٌ كَثِيرٌ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، ثم قتل بجَيّ5،

_ 1 قال ابن حجر: سعيد بن خالد المدني نزيل دمشق ثقة من السادسة أخرج له مسلم. (انظر: تقريب التهذيب 121) . 2 وكان خروجه سنة سبع وعشرين ومائة حيث بايعه أهل الكوفة وكان يعرف بذي الجناحين. (انظر: تاريخ خليفة 375. وتاريخ الطبري 7/302) . 3 وكانت خلافته بين سنتي (127-132) . 4 أصبهان: هي أصفهان. قيل بفتح الهمزة وقيل بالكسرها والأول الأشهر. وهي مدينة مشهورة في إيران تقع جنوب العاصمة طهران. وقال خليفة: فتحها المسلمون سنة تسع وعشرين في خلافة عثمان رضي الله عنه. (انظر: تاريخ خليفة 161. ومعجم ما استعجم 1/163. ومعجم البلدان 1/206. وأطلس التاريخ الإسلامي 29) . 5 جَيّ: بفتح الجيم وتشديد المثناة التحتية. اسم لمدينة ناحية أصبهان وتبعد عنها ميلين وهي شهرستان. (انظر: معجم البلدان 2/202) . ويوجد فيها حالياً ضريح يدعى أنه قبر عبد الله بن معاوية كما ينسب إليه آخر في هراة مما يشير إلى غموض مكان قتله منذ القديم. (من لمسات المشرف) .

ويقال: بل هرب1 فلحق بخراسان وَأَبُو مُسْلِمٍ2 يَدْعُو بِهَا. فَبَلَغَهُ مَكَانَهُ فَأَخَذَهُ فَحَبَسَهُ فِي السِّجْنِ حَتَّى مَاتَ3. 145- عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّد ابن عقيل بن أبي طالب بن عبد الله بْنِ هَاشِمٍ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ الصُّغْرَى بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ عبد الله بن محمد: محمداً، وهَرِم دَرَجَ، وَأُمَّ هَانِيءٍ وَأُمُّهُمْ حُمَيْدَةُ بِنْتُ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَمُسْلِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وعَقِيلًا وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَرَوَى عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبيّ4، وَعَنْ رُبيَّع بنت معوَّذ بن عفراء، [199/ب] ، وعن

_ 1 وقدم المدائن ومعه أبو جعفر المنصور فبقي من سنة ثمان وعشرين إلى نهاية تسع وعشرين ومائة ثم هرب إلى خراسان. (انظر: لسان الميزان 3/364) . 2 هو: أبو مسلم الخراساني عبد الرحمن بن مسلم الذي ظهر بمرو سنة تسع وعشرين ومائة، ونشر دعوة بني العبّاس، وفي سنة إحدى وثلاثين ومائة استولى على إقليم خراسان وأقبلت خلافة بني العبّاس وانتهت دولة بني أمية. وقتله المنصور سنة سبع وثلاثين ومائة. بعد أن ظهر العصيان. (انظر: تاريخ الطبري 7/353، 377، 491. والبداية والنهاية 10/67) . اوأرخ خليفة وفاته سنة ثلاثين ومائة. وأرخها أبو نعيم سنة إحدى وثلاثين ومائة. وكان رجلاً فاسقاً مذكوراً بفساد دينه. صاحب جماعة اتهموا بزندقة. (انظر: تاريخ خليفة 391. وجمهرة أنساب العرب 68. ولسان الميزان 364) . 4 ابن كعب النجاري. يقال له: أبو بطن لعظم بطنه. ثقة، ويقال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: تقريب التهذيب 157) .

محمد بن الْحَنَفِيَّةِ1. (وَكَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ [لَا] 2 يَحْتَجُّونُ بِحَدِيثِهِ3 وَكَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ) 4. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ5، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو6، قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ لَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ أَوْ نَحْوِهَا، فَأَتَى هَذَا الدَّير فَنَزَلَ فِيهِ. قَالَ: فطُرق مِنَ اللَّيْلِ فذُهب بها. قال:

_ 1 هو محمد بن علي بن أبي طالب أبو القاسم المدني ثقة عالم مات بعد الثمانين. (انظر: تقريب التهذيب 312.) 2 التكملة من تهذيب التهذيب 6/14. 3 وممن قال بعدم الاحتجاج بحديثه: ابن عيينة، وأبو حاتم، ولينه ابن خزيمة، وابن حبان، وتركه مالك، ويحيى بن القطان، وضعفه ابن المديني، والنسائي، وابن معين. وقال أبو أحمد الحاكم: احتج بحديثه أحمد وإسحاق بن راهوية وليس بذاك المتن المعتمد. وقال الساجي: كان من أهل الصدق ولم يكن بمتقن في الحديث. وقال البخاري مقارب الحديث وقال الترمذي: صدوق وقد تكلم فيه من قبل حفظه. وقال الذهبي: حسن الحديث. وقال ابن حجر: صدوق في حديثه لين ويقال: تغير بآخره، وقد أخرج له البخاري تعليقاً والأربعة عدا النسائي. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/153. والمجروحين لابن حبان 2/3. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 140. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/354. وميزان الاعتدال 2/484. وتهذيب التهذيب 6/13. وتقريب التهذيب 188. والتحفة اللطيفة 2/398) . 4 تهذيب التهذيب 6/14. ويضيف (لا) قبل (يحتجون بحديثه) . 5 ابن غيلان الرقي أبو عبد الرحمن القرشي مولاهم. ثقة لكنه تغير بآخره ولم يفحش اختلاطه. توفي سنة عشرين ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 170) . 6 ابن أبي الوليد الرقي. أبو وهب الأسدي مولاهم. وكان ثقة فقيهاً ربما وهم. توفي بالرقة سنة ثمانين ومائة عن تسع وسبعين سنة. (انظر: تقريب التهذيب 226) .

فَنَهَضْتُ أَنَا وَأَبُو المُليح1 وَرَجُلٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُتْبَةَ2 مِنْ أَهْلِ الرَّقة3 فَجَمَعْنَا لَهُ مِثْلَهَا أَوْ نَحْوَهَا. ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِهَا فَقَالَ لَنَا: أَيُّ شَيْءٍ هَذِهِ؟ إِنْ كَانَتْ صِلَةً قَبِلْتُهَا، وَإِنْ كَانَتْ صَدَقَةً فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا؛ لِأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: (لَا تحلُّ الصَّدقة لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ4) قَالَ قُلْنَا: بَلْ هِيَ صلة: قال: فأخذها.

_ 1 هو الحسن بن عمر، ويقال: ابن عمرو بن يحيى الفزاري مولاهم الرقي. وقيل: كنيته أبو عبد الله. واشتهر بالكنية الأولى. قال ابن حجر: ثقة. مات سنة إحدى وثمانين وقد جاوز التسعين. (انظر: تهذيب التهذيب 2/309. وتقريب التهذيب 71) . 2 هو الرقي: قال أبو زرعة: لا بأس به. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/51) . 3 الرقة: بفتح الراء والقاف المتشددتين من مدن سوريا تقع على نهر الفرات جنوب شرقي مدينة حلب. (انظر: معجم البلدان 3/58. ودائرة المعارف الإسلامية 10/157. وأطلس التاريخ الإسلامي 11) . 4 الحديث مرسل بهذا الإسناد؛ أرسله عبد الله بن محمد بن عقيل وهو متكلم فيه أيضاً كما تقدم آنفاً وقد أخرج الحديث كل من: (أ) مسلم في صحيحه: 2/751 كتاب الزكاة (12) باب تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله (50) حديث (161) . (ب) وأبو داود في سننه 2/298 كتاب الزكاة (3) باب صدقة على بني هاشم (29) حديث (1650) . (ت) والترمذي في جامعه 3/46 كتاب الزكاة (5) باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته حديث (657) وقال: (هذا حديث حسن صحيح) . (د) والنسائي في سننه 5/107. كتاب الزكاة باب مولى القوم منهم (98) . (هـ) والدارمي في سننه 1/387 كتاب الزكاة باب الصدقة لا تحل للنبي الله صلى الله عليه وسلم ولا لأهل بيته (16) . (و) والإمام أحمد في مسنده 1/201، 2/444، 476، 3/448، 489، 6/10، 390. (أخرجوا الحديث بألفاظ مقاربة ومن طرق مختلفة ليس في أحدها راوٍ من رواة مرسل عبد الله بن محمد بن عقيل هذا) .

(قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ بِالْمَدِينَةِ1 قَبْلَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ2، وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ سَنَةَ خمس وأربعين ومائة) 3. 146- القَاسِمُ بنُ العبَّاسِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ مُعَتَّب بْنِ أَبِي لَهَبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ4 وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ [200/أ] الْقَاسِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ: الْعَبَّاسَ وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمة بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ أَبِي لَهَبٍ، وَكَلْثَمَ بِنْتَ الْقَاسِمِ، وعُثَيمة وَسُلَيْمَانَ وَأُمَّ القاسم وهي قُسيمة وأمهم أم ولد ويحي بْنَ الْقَاسِمِ وَصَدَقَةَ، وَالْفَضْلَ، وَعَاتِكَةَ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ اللِّهْبِيَّ يُكْنَى أَبَا الْعَبَّاسِ، وَهُوَ جَدُّ الْقَاسِمِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ مِنْ بَنِي حَمْنَن بن عوف5.

_ 1 قال خليفة: مات بعد الأربعين ومائة. ونقل ابن حجر تاريخ وفاته عن ابن قانع سنة اثنتين وأربعين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 258. وتهذيب التهذيب 6/15) . 2 ستأتي ترجمته رقم 298. 3 تهذيب التهذيب 6/15. 4 وفي جمهرة أنساب العرب 72: (معمر) بدل (محمد) وفيها أيضاً وقال بعض الناس مكان معمر (محمد) . وممن وضع (محمد) . البخاري في تاريخه الكبير 4/1/168. وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/2/114. وابن حجر في تهذيب التهذيب 8/319. وغيرهم. 5 هو القاسم بن المعتمر بن عياض بن حمنن -بفتح الحاء المهملة وسكون الميم بعدها نون مفتوحة تليها نون أخرى- بن عوف الزهري. كما في تبصير المنتبه 2/514. وقال ابن أبي حاتم: كنيته أبو العباس. ونقل عن أبيه أنه مجهول. وقال الذهبي في الميزان: ((تكلم فيه)) . وفي المغني: فيه لين. (انظر: الجرح والتعديل 7/122. وميزان الاعتدال 3/380. والمغني في الضعفاء 2/521) .

وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ1. وَمَاتَ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ بِالْمَدِينَةِ لَيَالِي الحَروريّة2 الَّذِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فِي سنة ثلاثين ومائة. 147- صُدَيْقُ3 بنُ مُوسَى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام بْنِ خُويلد بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ إِسْحَاقَ بنت مجمَّع بْنِ يَزِيدَ4 بْنِ جَارِيَةَ [بْنِ عَامِرِ ابن مُجَمِّعِ5] بْنِ العطَّاف مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عوف. روى ابن جُريج

_ 1 وقال ابن حجر: ثقة من السادسة. أخرج له مسلم والأربعة. وقال ابن حزم: ولي اليمن لمحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بن علي، لما أقام بالمدينة - أي سنة خمس وأربعين ومائة-. (انظر: جمهرة أنساب العرب 72. وتقريب التهذيب 278) . 2 الحَرورية: بفتح الحاء المهملة وضمها. وهي نسبة إلى قرية حروراء في العراق تبعد عن الكوفة نحواً من ميلين. نزل فيها الخوارج سنة سبع وثلاثين بعد عودتهم من موقعة صفين فكان أول اجتماع لهم فيها فنسبوا إليها. (انظر: تاريخ خليفة 191. واللباب لابن الأثير 1/359. ومعجم البلدان 2/245) . وقد نشطوا في خلافة مروان بن محمد. ففيها خرج الضحاك بواسط، وشيبان اليشكري بالعراق، وطالب الحق بحضر موت، والمختار الثقفي بمكة. (انظر: تاربخ خليفة 378، 384، 385، 391.وتاريخ الطبري 7/344، 349، 393) . 3 وفي نسب قريش 243 ((صِدَّيق)) بكسر الصاد المهملة والدال المشددة المهملة. وفي تبصير المنتبه 3/834. بضم أوله وفتح ثانيه كما في الأصل. 4 في الأصل (زيد) والتصويب من طبقات ابن سعد 5/84. وطبقات خليفة 268. والإصابة 3/366 5 التكملة من المصادر السابقة.

عَنْ صُديق بْنِ مُوسَى1. 148- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحَارِثِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بْنِ مَخْزُومٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ: عيَّاشاً، وَعَبْدَ اللَّهِ وَالْحَارِثَ والمغيرة وفاطمة وأم سلمة [200/ب] وَأُمُّهُمْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ. (وَكَانَ ثقة2) 3 وله أحاديث. وكان زياد ابن عُبَيْدِ اللَّهِ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى تَبَالَةَ 4 فَأَصَابَ بها مالاً فقدم فبنى بِالْمَدِينَةِ دَارًا وَسَمَّاهَا تَبَالَةَ فَاشْتَرَاهَا مُوسَى بْنُ جعفر بن محمد5 من وريثه. (وتوفي

_ 1 وثقه ابن حبان وسكت عنه ابن أبي حاتم، وقال الذهبي: (ليس بالحجة) ، وزاد في الميزان (قال ابن عيينة: كان شريفاً مهنأ) . (انظر: طبقات خليفة 268. والجرح والتعديل 2/1/455. والمغني في الضعفاء 1/308. وميزان الاعتدال 2/314. والتحفة اللطيفة 2/239) . 2 ووثقه العجلي. وقال ابن معين صالح. وقال ليس به بأس. وقال ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: متروك. وضعّفه المديني. وقال ابن حجر: ((صدوق له أوهام)) . وقد أخرج له البخاري تعليقاً والأربعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 5/224. وميزان الاعتدال 2/54. وتهذيب التهذيب 6/155. وتقريب التهذيب 200. والتحفة اللطيفة 2/475) . 3 تهذيب التهذيب 6/156. والتحفة اللطيفة 2/475. 4 تبالة: بفتح المثناة والموحدة. موضع بين بيشة والطائف تبعد عن مكة اثنين وخمسين فرسخاً وميسرة ثمانية أيام. أسلم أهلها من غير قتال. (انظر: فتوح البلدان 79. ومعجم ما استعجم 1/301. ومعجم البلدان 2/9) . 5 ابن علي بن الحسين بن علي أبو الحسن الهاشمي. المعروف بالكاظم. صدوق عابد مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 350) .

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ1) 2. 149- الحَارِثِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمّنِ ابن الْحَارِثِ3 بْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَاسْمُهُ هِشَامُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَهُوَ خَالُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ4 الْمَدَنِيِّ. وَتُوُفِّيَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ5، فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غَيْرُ ابْنِ أُخْتِهِ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب6. (وكان قليل الحديث7) 8.

_ 1 وكان أول خلافته سنة سبع وثلاثين ومائة. وقال البخاري ولد عبد الرحمن عام الجحاف سنة ثمانين ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/272) . 2 تهذيب التهذيب 6/156. والتحفة اللطيفة 2/476. 3 وكذا في نسب قريش 423. وفي جمهرة أنساب العرب 168. حذف ((ابن الحارث)) . 4 ستأتي ترجمة ابن أبي ذئب رقم 350. 5 وأرخها خليفة، وابن حبان والذهبي، وابن حجر: سنة تسع وعشرين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 263. ومشاهير علماء الأمصار 76. والثقات لابن حبان 3/25ب. وميزان الاعتدال 1/437. وتقريب التهذيب 60) . 6 وكذا قال أبو أحمد الحاكم، والذهبي. وقال ابن حجر: روى عنه الفضيل حديثاً منقطعاً وابن إسحاق. (انظر: ميزان الاعتدال 1/437. وتهذيب التهذيب 2/148) . 7 وقال ابن حجر: صدوق، مات سنة تسع وعشرين ومائة وله ثلاث وسبعون سنة. وقد أخرج له الأربعة. (انظر: تقريب التهذيب 60) . 8 تهذيب التهذيب 2/149.

150- يَعْقُوبُ بنُ عُتْبَةَ ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ وَاسْمُهُ أُبي بْنُ شَرِيق1 بن عَمرو بن وَهْب [201/أ] ابن عِلاج وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ غَيْرة بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ وَهُوَ قَسيّ بْنُ مُنَّبه بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوزان بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكرمة بْنِ خَصَفَة بن قيس ابن عَيلان بْنِ مُضْر. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ2 قَالَ: كَانُوا عَشَرَةً يَجْلِسُونَ مَجْلِسًا وَاحِدًا يُعرفون بِهِ مِنْهُمْ يَعْقُوبُ بْنُ عُتبة فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَمْرَأَ مُرُوءَةً مِنْهُ وَمَا سُمع لَهَ صَوْتٌ قَطُّ فِي مَنْزِلِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانُوا -هَؤُلَاءِ الْعَشَرَةُ- سِنًّا وَاحِدَةً فُقَهَاءَ عُلَمَاءَ مِنْهُمْ يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَخْنَسِ3، وَعَبْدُ اللَّهِ4، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ5، وَالْحَارِثُ6، بَنُو عِكرمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ7، وَالصَّلْتُ بْنُ زُبيد8، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ9، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ10وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الهُذلي11. وَكَانَ يَعْقُوبُ ثقة12 له أحاديث كثيرة،

_ 1 وكذا عند ابن حزم. وضبطها خليفة بالضم مصغرة. (انظر: طبقات خليفة 264. وجمهرة أنساب العرب 268) . 2 هو أصحاب التراجم التالية:90، 151، 224. 3 هو أصحاب التراجم التالية: 90، 151، 224. 4 هو أصحاب التراجم التالية: 90، 151، 224. 5عبد الرحمن بن عكرمة لم أعثر على ترجمة له. 6 هم أصحاب التراجم التالية: 91-77-167-234-233-268. 7 هم أصحاب التراجم التالية: 91-77-167-234-233-268. 8 هم أصحاب التراجم التالية: 91-77-167-234-233-268. 9 هم أصحاب التراجم التالية: 91-77-167-234-233-268. 10 هم أصحاب التراجم التالية: 91-77-167-234-233-268. 11 هم أصحاب التراجم التالية: 91-77-167-234-233-268. 12 وثقه النقاد. وأخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. وكان ورعاً نبيلاً من فقهاء أهل المدينة. توفي سنة ثمان وعشرين ومائة. (انظر: التاريخ الكبير بخاري 4/2/389. والجرح والتعديل 4/2/211.وتهذيب التهذيب 11/392.وتقريب التهذيب 387) .

وَرِوَايَةٌ، وَعِلْمٌ بِالسِّيرَةِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ) 1. 151- عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَريق الْأَخْنَسِيُّ2. 152ـ أَبُو وَجْزَةَ السَّعدي وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عُبيد مِنْ بني سعد بن بكر بن هَوازن. [201/ب] (وكان قليل الحديث3 شاعراً عالماً)) 4.توفي سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. 153ـ عِمْرَانُ بنُ أَبي أَنَسِ. (كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لؤي والناس يقولون إنهم موالي لَهُمْ. ثُمَّ انْتَمَوْا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْيَمَنِ. وَمَاتَ عِمْرَانُ قَدِيمًا سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَهُ أحاديث5)) 6.

_ 1 تهذيب التهذيب 11/392. 2 وكان مولى ثقيف وكان صدوقاً له أوهام من السادسة وقد أخرج له الأربعة. (انظر: تقريب التهذيب 236) . 3 ووثقه ابن حجر وقد أخرج له أبو داود والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 383) . 4 تهذيب التهذيب 11/349.ويضيف ((ثقة)) بعد ((وكان)) . 5 ووثقه ابن حجر وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب وبقية الجماعة عدا ابن ماجه. قدم الإسكندرية ونزل بها سنة مائة لذا يعد في المصريين أيضاً. (انظر: تهذيب التهذيب 8/123.وتقريب التهذيب 264) . 6 تهذيب التهذيب 8/123.ويحذف ((سنة سبع ... عبد الملك)) .

154ـ عَبْدُ اللَّهِ بنُ السَّائِبِ. ابن يَزِيدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ ثُمامة بْنِ الْأَسْوَدِ بن عبد الله بن الحارث الولاّدة ابن عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرُ بْنُ معاوية بن ثور بن مُرتِّع1 بْنِ كِنْدَة وَهُوَ يَزِيدُ ابْنُ أُخْتِ النَمِر، لَا يُعْرَفُونُ إِلَّا بِذَلِكَ، وَالنَّمِرُ حَضْرَمِيٌّ. وَكَانَ جَدُّهُ سَعِيدُ بْنُ ثُمامة حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ مَنَافِ بْنِ قُصيّ حَلِيفًا جَاهِلِيًّا. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. (وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ)) 2فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ (وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَائب ثِقَةً3 قَلِيلَ الحديث)) 4. 155ـ يَزيدُ بنُ خُصَيْفَةَ5 [202/أ] . ابن يَزِيدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ ثُمامة وَهُوَ ابْنُ أخي السَّائب بن يزيد وَرَوَى عن

_ 1 مرتع: بضم الميم وفتح الراء وكسر الفوقية الثقيلة. وكذا عند الصاغاني والنووي و (مرتع) بتسكين الراء وتخفيف الفوقية عند ابن حزم والذهبي وابن حجر. وذكر الوجهين كل من: ابن الأثي، والزبيدي. (انظر: جمهرة أنساب العرب 425، 428. واللباب لابن الأثير 3/193.والمشتبه للذهبي 2/583.وتبصرة المنتبه 4/1262، 1355.وتاج العروس 5/348.مادة رَتَعَ) . 2 تهذيب التهذيب 5/230. 3 ووثقه النسائي وابن حبان. ولم أقف على قول في جرحه وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، ومسلم والنسائي. (انظر: ميزان الاعتدال 2/426.وتهذيب التهذيب 5/230.وتقريب التهذيب174) . 4 ميزان الاعتدال 2/426.ويحذف (قليل الحديث) وتهذيب التهذيب5/230.والتحفة اللطفية 2/326. 5 خُصَيْفة: بضم المعجمة وفتح المهملة. وكذا عند ابن أبي حاتم وابن حبان وابن حجر ويضيفون قبلها (عبد الله بن) ويضيف ابن حجر ذلك بعدها أيضاً. أما خليفة فيضبطها بإهمال الحاء. (انظر: طبقات خليفة 264، 268. والجرح والتعديل 4/2/274.ومشاهير علماء الأمصار 135.وتقريب التهذيب 383) .

السَّائب بْنِ يَزِيدَ وَغَيْرِهِ. (وَكَانَ عَابِدًا ناسكاُ ثِقَةً 1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ ثَبَتًا)) 2. 156- مَخْلَدُ بنُ خُفَافِ ابن أيماء بن رَحْضة بْنِ خُربة بْنِ خِلَافِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غِفار وَإِلَيْهِمُ الْبَيْتُ مِنْ بَنِي غِفار، وغِفار بْنُ مُليل بْنِ ضَمرة بْنَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنانة وَصَحِبَ خُفاف بْنُ أيماء وأبو أيما بن رحضة النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم. وَكَانُوا يَنْزِلُونَ غَيْقة3 وَيَأْتُونَ الْمَدِينَةَ كَثِيرًا. وَرَوَى مَخْلَدٌ حَدِيثًا واحداً فَذُكر به4.

_ 1 وثقه النقاد وأخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/274.وميزان الاعتدال 4/430.وتهذيب التهذيب 11/340.وتقريب التهذيب 383. وهدي الساري 453) . 2 تهذيب التهذيب 11/340.ويحذف ((ثقة)) . وهدي الساري 453 ينقل توثيقه فقط. 3 غَيْقة: بفتح الغين المعجمة وسكون المثناة التحتية بعدها قاف مفتوحة آخرها هاء سهل واسع غرب مدينة بدر على ساحل البحر الأحمر. (انظر: المناسك 652) . 4 والحديث رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن مخلد، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن الخَراجَ بالضَّمانِ. قال أبو حاتم: لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب وليس هذا إسناد تقوم به الحجة. وقال الترمذي: لا يعرف بغير هذا الحديث. وقال ابن عديّ: لا يعرف له غير هذا الحديث وقال البخاري: فيه نظر. وقال ابن حجر: (مقبول من الثالثة) وقد أخرج له الأربعة. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/347. وميزان الاعتدال 4/82. وتهذيب التهذيب 10/74. وتقريب التهذيب 331) .

157- يَزِيدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن قُسيط اللَّيثي مِنْ أَنْفَسِهِمْ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أُخبرت عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسيط، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بَلَغَهُ أَنَّهُ يُفْتِي فَقَالَ: رُدّ اللِّوَى إِلَى صُواب1. (وَتُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ) 3. 158- جَوْثَةُ بنُ عُبيْد [202/ب] الدَّيلي4 مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وَيُكَنَّى أَبَا عُبيد، والدَّيل بن بكر بن عبد مناة بن كِنانة

_ 1 وأصله: رُد اللواء إلى صؤاب. وصؤاب عبد حبشي لبني أبي طلحة وهو حامل لواء المشركين يوم أُحد، قاتل به حتى قطعت يداه، فأخذه بصدره وعنقه حتى قتل عليه. فكانت قريش تفخر به، فصار يُضرب به المثل. (انظر السيرة لابن هشام 3/27. وتاريخ الطبري 2/513) . 2 ووثقه أيضاً: ابن إسحاق، وابن عبد البر، والنسائي، وابن حجر، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: وكان ممن يخطئ. وقال الذهبي: محتج به في الصحاح. وعن ابن معين: ليس به بأس، وصالح. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقد أخرج له الجماعة. وعرف بفقهه وأمانته. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/273. والثقات لابن حبان 3/171أ. وميزان الاعتدال 4/430. وتهذيب التهذيب 11/342. وتقريب التهذيب 383) . 3 تهذيب التهذيب 11/342. ويحذف ((في خلافة.... الملك)) . 4 قيل هذا. وقيل: جوثة بن عبيد الليثي، وقيل جوثة بن أبي جوثة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/1/253. والجرح التعديل 2/1/549) ......

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ طَلْحَةَ1 يَذْكُرُ أَنَّ جَوثة بْنَ عُبَيْدٍ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ومائة. قال: ولا أعلمه روى عن أحد أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم شَيْئًا وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2. 159- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن نضْلة الدَّيلي مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ3. 160- سَعِيدُ بنُ خالِدِ الْقَارِظِيُّ4 مِنْ بَنِي لَيْثِ بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، حُلَفَاءَ بَنِي زُهرة. (تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سُلْطَانِ بني أمية5، وله أحاديث6) 7.

_ 1 ابن علقمة بن وقاص الليثي، صدوق من السابعة. (انظر: تقريب التهذيب 254) . 2 وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكرا أنه سمع من أنس بن مالك رضي الله عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/1/253. والجرح والتعديل 2/1/549) . 3 ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/153. والجرح والتعديل 3/2/327) . 4 هو سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ القارظي. (انظر: تهذيب التهذيب 4/20) . 5 وكان ذلك سنة اثنتين وثلاثين ومائة لما انتهت خلافة مروان بن محمد. 6 وقال ابن حجر: صدوق، أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 121) . 7 تهذيب التهذيب 4/21.

161- مُحَمَّدُ بنُ [عَمْرو] 1 بنُ حَلحَلة الدَّيلي مِنْ أنفسهم (وكان هيباً مريئاً2، لَزُومًا لِلْمَسْجِدٍ) 3. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ4، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَرَاوردي. وَلَهُ أَحَادِيثُ5. 162- يَزِيدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن أسَامَة بْنِ الْهَادِ ابْنِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ. مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ أَعْرَجَ يَخْمَع مِنْ رِجْلِهِ6، (وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ بالمدينة، وكان ثقة7 كثير الحديث) 8.

_ 1 التكملة من التاريخ الكبير للبخاري 1/1/191. والجرح والتعديل 4/1/30. وتهذيب التهذيب 9/371. وغيرها. 2 مريئاً: من المرؤة، وهي كمال الرجولة أو محاسن الأخلاق وجميل العبادات. (انظر: المعجم الوسيط 2/860. مادة: مَرَأَه) . 3 تهذيب التهذيب 9/372 بألفاظ مقاربة. 4ستأتي ترجمته رقم 372. 5وقال ابن حجر: ثقة من السادسة. أخرج له البخاري ومسلم، وأبو داود، والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 313) . 6يخمع: يعرج عرجاً خفيفاً من رجله. (انظر: تاج العروس 5/3223 مادة: خَمَعَ) . 7مجمع على توثقيه. وشذ أبو عبد الله بن الحذاء حيث أورده في باب من يخرج من رجال الموطأ، وردَّ قوله الذهبي، وقد أخرج له الجماعة، وذكر ابن أبي حاتم أنه قدم مصر. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والمعرفة والتاريخ 2/187. والجرح والتعديل 4/2/275. ومشاهير علماء الأمصار 134. وميزان الاعتدال 4/430. وتهذيب التهذيب 11/336. وتقريب التهذيب 383) . س 8تهذيب التهذيب 11/340.

163- شَرِيكُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن أَبِي نَمِر اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَتُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقَبْلَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسن1 بالمدينة [203/أ] وَخَرَجَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. (وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ) 3. 164- مَخْرَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيُّ، قَتَلَتْهُ الحَرورية بقُديد4 سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ5. (وَكَانَ قَلِيلَ الحديث6) 7.

_ 1ستأتي ترجمته رقم 298. 2ووثقه أبو داود، والعجلي، وقال ابن عدي: إذا روى عنه ثقة فهو ثقة، ورُوي عنه أنه قال أيضاً: ((فلا بأس به)) . وقال ابن معين: والنسائي في قول: ليس به بأس، وفي الآخر ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في المشاهير، وقال: ((ربما يهم بالشيء بعد الشيء)) . وقال الذهبي: صدوق. وقال ابن حجر: يخطئ. صدوق وقال السخاوي: ((وبالجملة غيره أوثق منه)) وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/251. ومشاهير علماء الأمصار 81. وميزان الاعتدال 2/269. وتهذيب التهذيب 4/337. وتقريب التهذيب 145. والتحفة اللطيفة 2 /2/218) . 3تهذيب التهذيب 4/338. 4قُديد: بضم القاف مصغر موضع بين مكة والمدينة يبعد عن مكة نحواً من ست وخمسين ميلاً، بين خليص وعُسفان. (انظر: المناسك للحربي 459. والمغانم المطابة للفيروز أبادي 334 مع التعليق. وعمدة الأخبار في المدينة المختارة 402) . 5وزاد ابن حجر نقلاً عن الواقدي ((وهو ابن سبعين سنة)) . (انظر: تهذيب التهذيب 10/71) 6ووثقه ابن حجر وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 331) . 7تهذيب التهذيب 10/72.

165- الوَليدُ بنُ سَعِيدْ ابن أَبِي سَبْدَر1 الْأَسْلَمِيُّ مِنْ بَنِي سَهْمٍ بَطْنٍ مِنْ أَسْلَمَ. وَيُكَنَّى أَبَا الْعَبَّاسِ مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2. 166- عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَرْوَانَ3 الْأَسْلَمِيُّ. وَيُكَنَّى أَبَا مُصْعَبٍ وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةِ أَسْلَمَ. (بَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ4. (وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ5) 6. وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ7. 167- الصَّلْتُ بنُ زُبَيْدِ8 ابن الصَّلْتِ بْنِ مَعدي كَرِب بْنِ وَلِيعة بْنِ شُرَحْبيل بن معاوية بن حُجْر

_ 1 سبدر بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة بعدها دال مهملة مفتوحة آخرها راء وفي الجرح والتعديل (9/6) يضع (سيار) أو (سندر) بدل (سبدر) . 2 قال أبو حاتم: مجهول. (انظر: الجرح التعديل 9/6) . 3 قيل اسم أبي مروان: سعيد، وقيل عبد الرحمن بن مصعب، وقيل: مغيث بن عمرو. (انظر: تهذيب التهذيب 7/211) . 4 وكانت خلافته بين سنتي (132-136هـ) وقد تقدم. 5 ووثقه ابن حجر وقد أخرج له النسائي. (انظر: تقريب التهذيب 239) . 6 تهذيب التهذيب 7/211. 7 هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي أحد الثقات الأثبات. وربما دلس مات سنة إحدى وستين وله أربع وستون. (انظر: تقريب التهذيب 128) . 8 زُبيد: بضم الزاي وفتح الموحدة وسكون التحتانية آخره مهملة وقيل ((زبيد)) بتحتانيتين. (انظر: تاريخ خليفة 361 وتعجيل المنفعة 129 والتحفة اللطيفة 2/242) .

مِنْ كِندة حُلَفَاءَ بَنِي جَمُح وَقَدْ وَلِيَ الصَّلت بْنُ زُبيد قَضَاءَ الْمَدِينَةَ1. 168- أَبُو الحُوَيرِثِ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ المُرادي، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ2. وَلَهُ أحاديث3. 169- سَعِيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن يَزِيدَ بْنِ رُقيش بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبرة بْنِ مُرَّة بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْم ابن دُودان بْنِ أَسَدٍ حُلَفَاءَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. وَقَدْ شَهِدَ يَزِيدُ بْنُ رُقيش بَدْرًا. وَسَمِعَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ4. وَرَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ5.

_ 1وَكَانَ ذلك زمن هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فِي وِلَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بن هشام المخزومي على المدينة، ثم انتهت ولايته على القضاء سنة أربع عشرة ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 361. وأخبار القضاة لوكيع 1/169) . وذكره البخاري وابن أبي حاتم، ووثقه ابن حبان وحديثه في موطأ مالك. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/2/301. والجرح والتعديل 2/2/439. ومشاهير علماء الأمصار 144. وتعجيل المنفعة 129) . 2وكذا قال خليفة: وقيل: سنة ثمان وعشرين. وقيل: سنة ثلاثين. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 399. وتهذيب التهذيب 6/272) . وكانت خلافة مروان بين سنتي (127-132هـ) وقد تقدم. 3وقال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ رمي بالإرجاء وقد أخرج له أبو داود وابن ماجة. (انظر: تقريب التهذيب 210) . 4هو أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي صحابي مشهور خدم رسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين. مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة. (انظر: الإصابة 1/71) . 5ستأتي ترجمته رقم 372.

وكان قليل الحديث1 [203/ب] . 170ـ مُحَّمَدُ بنُ أبي بَكْرِ. ابن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بْنِ لَوْزان بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ [بْنِ] 2 عَوْفِ [بْنِ غَنْم] 3 بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذان بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ [بْنِ] 4 عَوْفِ [بْنِ غَنْمِ] 5 بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ،6 وَعَبْدَ الْمَلِكِ7، وَعَبْدَ الْوَهَّابِ، وَأَبَا بَكْرٍ وَأُمُّهُمْ أَمَةُ الْوَهَّابِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ. وَحَنْظَلَةَ هُوَ غَسِيلُ الْمَلَائِكَةِ8،وَإِبْرَاهِيمَ، وَعُمَارَةَ، وَأُمَّ عُمَرَ، وَكَبْشَةَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَدْرَكَنِي أبوبكر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَابْنُ حَزْمٍ وَأَنَا واقف على باب زيد بن

_ 1 ووثقه ابن حجر وقد أخرج له أبو داود. (انظر: تقريب التهذيب 124) . 2 التكلمة من طبقات ابن سعد 5/69، 8/387.وجمهرة أنساب العرب 348. 3 التكلمة من طبقات ابن سعد 5/69، 8/387.وجمهرة أنساب العرب 348. 4 التكلمة من طبقات ابن سعد 5/69، 8/387.وجمهرة أنساب العرب 348. 5 التكلمة من طبقات ابن سعد 5/69، 8/387.وجمهرة أنساب العرب 348. 6 ستأتي ترجمة 397،398. 7 ستأتي ترجمة 397، 398. 8 حنظلة الغسيل صحابي جليل خرج إلى غزوة أحد وهو عروس قبل أن يغتسل تلبية لداعي الجهاد. فاستشهد وغسلته الملائكة. (انظر: الاستيعاب 1/380. والإصابة 1/361.

ثَابِتٍ1، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ أَوْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَلِذَلِكَ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ ابْنُ كَمْ أَنْتَ؟. قُلْتُ ابن سبع عشرة، قَالَ: هَكَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ – يَعْنِي ابْنَهُ -. وَكَانَ مُحَمَّدٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ. أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ2، قَالَ: كَانَ محمد بن أبي بكر بن محمد عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَلَى الْقَضَاءِ بِالْمَدِينَةِ3، فَكَانَ إِذَا قَضَى الْقَضَاءَ مُخَالِفًا لِلْحَدِيثِ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قَالَ لَهُ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ4 – وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا -: أَيْ أَخِي قضيت [204/أ] الْيَوْمَ فِي كَذَا وَكَذَا. بِكَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ لَهُ مُحَمَّدٌ: نَعَمْ أَيْ أَخِي. فَيَقُولُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: فَأَيْنَ أَنْتَ أَيْ أَخِي عَنِ الْحَدِيثِ أَنْ تَقْضِيَ بِهِ؟ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ: أَيْهَاتَ، فأين العمل؟ - يعني مااجتمع عَلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ بِالْمَدِينَةِ وَالْعَمَلُ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَهُمْ أَقْوَى مِنَ الْحَدِيثِ -. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ5، قَالَ: رأيت محمد أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم يقضي في المسجد.

_ 1 هو الصحابي الجليل المشهور زيد ين ثابت النجاري الأنصاري الخزرجي، أحد كتاب الوحي. وكان من الراسخين في العلم، وتوفي سنة خمس وأربعين وقيل قبلها وقيل بعدها. (انظر: الإصابة 1/561) . 2 ستأتي ترجمته رقم 372. 3 انظر: أخبار القضاة لوكيع 1/175. 4 هو صاحب الترجمة التالية. 5 هو سعيد بن مسلم بن بانك ستأتي ترجمته رقم 381.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ1 سَنَةً، وَكَانَ ثِقَةً2 لَهُ أَحَادِيثُ3. 171- عَبْدُ اللهِ بنُ أبي بَكْرِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمرو بْنِ حَزْمٍ. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمارة بْنِ عَمرو بْنِ حَزْمٍ، وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ4. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: (تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ) 5. قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ: (تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَبْلَ ذَلِكَ، سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ)) 6. وَقَدْ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. وَكَانَتْ لِآلِ حَزْمٍ حَلْقَةٌ فِي الْمَسْجِدِ (وَكَانَ ثقة7 كثير الحديث عالماً) 8.

_ 1 وكذا في تهذيب التهذيب 9/80 نقلا عن الواقدي أيضا. 2 ووثقه النقاد وأخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/212. ومشاهير علماء الأمصار 128. وتهذيب التهذيب 9/80. وتقريب التهذيب 291) . 3 وكذا في تهذيب التهذيب 9/80 نقلا عن الواقدي أيضا. 4 ويقال: أبو بكر. (انظر: تهذيب التهذيب 5/164) . 5 تهذيب التهذيب 5/164. 6 تهذيب التهذيب 5/164. 7 مجمع على توثيقه وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/17. ومشاهير علماء الأمصار 68. وتهذيب التهذيب 5/164. وتقريب التهذيب 169. والتحفة اللطيفة 2/301) . 8 تهذيب التهذيب 5/164. والتحفة اللطيفة 2/302.

172- أبو طُوَالَةَ [204/ب] قَالَ مُحمد بْنُ عُمَرَ: (اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بن عبد الرحمن) 1 بن معمر2 بن حزم بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذان بْنِ عَمرو بْنِ عَبْدِ [بْنِ] 3 عَوْفِ [بْنِ غَنْم] 4 بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. (وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارة؛ وَهُوَ القَدَّاحي الْأَنْصَارِيُّ5 اسْمُ أَبِي طُوَالَةَ الطُّفَيْلُ) 6. فَوَلَدَ أَبُو طُوَالَةَ: النَّضْرَ وَأُمُّهُ مُنَّية بِنْتُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. وعُقبة وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَحَارِثَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَعَبْدَ اللَّهِ، وَعَبْدَ الْوَاحِدِ، لِأُمِّ وَلَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا وَلِيَ أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْمٍ7 إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلَّى أَبَا طُوَالَةَ الْقَضَاءَ بِالْمَدِينَةِ8 فَكَانَ يَقْضِي في المسجد.

_ 1 أخبار القضاة لوكيع 1/147. 2 وكذا في الكنى لمسلم 30ب، وغيره من كتب النسب. ولكن عند الدولابي بالكنى 2/18: ((يعمر)) بالتحاتنية. 3 التكملة من طبقات ابن سعد 5/69. وجمهرة أنساب العرب 348. 4 المصدر السابق. 5 يعرف بابن القدَّاح الأنصاري المدني. سكن بغداد وكان إخبارياً عالماً بالنسب، وله كتاب في نسب الأنصار خاصة يرويه عنه مصعب الزبيري. وذكره ابن أبي حاتم والخطيب البغدادي ولم يتعرضا له. وقال الذهبي: ((مستور وما وثق ولا ضعف وقل ما روى)) . لعله توفي أواخر القرن الثاني الهجري. (انظر: الجرح والتعديل 5/158. وتاريخ بغداد 10/62. وميزان الاعتدال 2/489. وتاريخ التراث لسزكين 1/431) . 6 أخبار القضاة لوكيع 1/147. 7 تقدمت ترجمة أبي بكر رقم 31. وكانت إمرته على المدينة من بداية خلافة عمر بن عبد العزيز سنة تسع وتسعين إلى نهايتها سنة إحدى ومائة، وفي نفس الفترة كان أبو طوالة قاضياً عليها. انظر: تاريخ خليفة 323،324،وأخبار القضاة لوكيع 4/147. 8 انظر التعليقة السابقة.

وَرَوَى أَبُو طُوَالَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (وَتُوُفِّيَ أَبُو طُوَالَةَ قَدِيمًا فِي آخِرِ سُلْطَانِ بني أمية وأول سطان بَنِي هَاشِمٍ1 وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ) 3. 173- سَعِيدُ بنُ سُلَيْمَانِ ابن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بْنِ لَوْذَان بْنِ عَمرو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ [بْنِ غَنْم] 4 بْنِ مَالِكِ بْنِ النجَّار، وَأُمُّهُ أُمُّ حُمَيْدٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ صِرْمة بْنِ أَبِي أَنَسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: مِسْكِينًا وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَدَاوُدَ، وعُبيدة امْرَأَةً وسُلامة امْرَأَةً. (وَوَلِيَ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قضاء المدينة لإبراهيم5 بن هشام [205/أ] بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ، وَمَاتَ لَيَالِيَ مَرْوَانَ بْنِ محمد بن مروان6، (وكان قليل7 الحديث) 8.

_ 1 وكان ذلك سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وحدد ابن حجر وفاة أبي طوالة سنة أربع وثلاثين ومائة وقال: وقيل بعد ذلك. (انظر: تقريب التهذيب 180) . 2 مجمع على توثيقه وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/318. وتهذيب التهذيب 5/297. وتقريب التهذيب 180. والتحفة اللطيفة 2/348) . 3 أخبار القضاة لوكيع 1/147. إلى قوله (أمية) . وتهذيب التهذيب (5/297) . والتحفة اللطيفة 2/349. ويحذفان (وأول سلطان بني هاشم) مع تقديم وتأخير. 4 التكملة من جمهرة أنساب العرب 348. والاستيعاب 2/537. 5 أنظر تاريخ خليفة 334. وأخبار القضاة لوكيع 1/151، 164. 6 المراد ليالي قتل مروان بن محمد وكان ذلك سنة 132هـ. وقد تقدم. 7 ووثقه ابن حجر وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب. (انظر: تقريب التهذيب 122) . 8 تهذيب التهذيب 4/43. والتحفة اللطيفة 2/148 إلى (المخزومي) .

174- إبَراهِيمُ بنُ يَحْيَى ابن زيد بن ثابت بن الضحَّاك بن زيد بْنِ لَوْذان وَيُكَنَّى أَبَا إِدْرِيسَ، وَأُمُّهُ بسَّامة بِنْتُ عُمارة بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضحَّاك بْنِ زَيْدٍ. فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى: خَارِجَةَ، وَمُحَمَّدًا، وَإِدْرِيسَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الأزْعَر بْنُ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعة مِنَ الْأَوْسِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ يَقُولُ: كَانَتْ لِإِبْرَاهِيمَ ضَفِيرَتَانِ1، وَكَانَ جَمِيلًا ذا مرؤءة، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ2. 175- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بْنِ زُرارة3 بْنِ عُدُس بْنِ عُبيد بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ [أَبِي] 4 عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَهُوَ عَبْدُ عَمْرِو بْنُ صَيْفي بْنِ النُعمان بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ ضُبيعة بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ، وَأَمَةَ الْحَمِيدِ وَأُمُّهُمْ أُمُّ

_ 1 ضفيرتان: مفردها ضفيرة وهي خصلة الملتفة من الشعر. (انظر: لسان العرب 6/161 مادة: ضَفَرَ) . 2 وكانت خلافته بين سنتي (132-136هـ) وقد تقدم. وذكر البخاري وابن أبي حاتم إبراهيم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/336. والجرح والتعديل 1/1/147) . 3 في التاريخ الكبير للبخاري 1/148-150 ذكر اسمه وحذف من نسبه (ابن عبد الله بن عبد الرحمن) وأورد من طريقه روايات متعددة يختلف فيها نسبه فمرة يقول: (محمد بن عبد الرحمن بن أبي زرارة) ومرة (محمد بن عبد الرحمن بن زرارة) ومرة يضع: (محمد) بدل (عبد الله) . وفي الجرح والتعديل 7/316: يضع (أسعد) بدل (سعد) وفي تهذيب التهذيب 6/298 ذكر معظم هذه الخلافات وقرر اسمه كما في الأصل هنا. 4 التكملة من حاشية الأصل.

وَلَدٍ. وَعَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ1؛ وهي عمة [205/ب] أبي [محمد] 2 ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ3. وَكَانَ مُحَمَّدٌ ثِقَةً4 لَهُ أَحَادِيثُ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ) 5. 176- أبُو الرَّجَالِ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُعمان بْنِ نُفَيْعِ6 بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ عمرة بنت عبد الرحمن ابن سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُس بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَبْدَ اللَّهِ وَحَارِثَةَ7 وَأُمُّهُمَا حُمَيْدَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَمَالِكًا8 وَمُحَمَّدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ9 وَعَائِشَةَ وَأَبَا بَكْرٍ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ رِفَاعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْبٍ مِنْ بني عدي

_ 1 عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زرارة النجارية الأنصارية أم محمد بن عبد الرحمن؛ أبي رجال أكثرت من روايتها عن عائشة وكانت ثقة وماتت قبل المائة وقيل بعدها. (انظر: طبقات ابن سعد 8/480. وتقريب التهذيب 471) . 2 التكملة من حاشية الأصل 3 تهذيب التهذيب 9/298 وفيه: (صرح ابن سعد بأن عمرة عمة أبيه) . 4 ووثقه النسائي وابن حجر وقال: أخرج له الجماعة (انظر: تهذيب التهذيب 9/298. وتقريب التهذيب 308) . 5 تهذيب التهذيب 9/298 بتقديم الوفاة. 6 نفيع بنون بعدها فاء تليها تحتية آخرها عين مهملة هكذا في الأصل وفي الإصابة أيضاً 1/298. (ونفع بحذف التحتية في طبقات ابن سعد 3/487. والاستيعاب 1/306 وأشار محقق الاستيعاب البجاوي في الحاشية أنه في إحدى النسخ (نقع) بالقاف. وفي جمهرة أنساب العرب 349 (رافع) . 7 ستأتي ترجمته400، 401، 402، على ترتيب. 8 ستأتي تراجمته 400، 401، 402، على ترتيب. 9 ستأتي تراجمته 400، 401، 402، على ترتيب.

بْنِ النَّجَّارِ. وَكَانَ أَبُو الرِّجَالِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِنَّمَا كُني بِأَبِي الرِّجَالِ بِوَلَدِهِ كَانَ لَهُ عَشَرَةُ ذُكُورٍ رِجَالًا وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ ذَكَرْنَا وَلَعَلَّهُمْ كَانُوا قَدْ دَرَجوا. وَفِيهِمْ مُوسَى بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، وَجَدُّهُ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ1، وكان أبو الرجال ثقة2 كثير الحديث3. [206/أ] 177- إسْحاقُ بنُ عَبْدُ اللهِ ابن أَبِي طَلْحَةَ، وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرام بْنِ عَمرو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ نُبَيتة بِنْتُ رِفاعة بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ العَجْلاَن الزُرقي. فَوَلَدَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: يَحْيَى. وَأُمُّهُ حُمَيْدَةُ بِنْتُ عُبيد بْنِ رِفاعة بْنِ رَافِعٍ الزُرَقي قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى4، وَكَانَ أَهْيَأَ5 مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ6 وَأَثْبَتَ. وَكَانَ مَالِكُ بن أنس7 لا يقدم عليه في

_ 1 حارثة بن النعمان أبو عبد الله. قال ابن عبد البر: شهد المشاهد كلها مع رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وَتُوُفِّيَ في خلافة معاوية (40-60هـ) . (انظر: طبقات ابن سعد 3/487. والاستيعاب 1/306. والإصابة 1/268) . 2 مجمع على توثيقه وقد أخرج له الشيخان والنسائي، وابن ماجه. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/317. وتهذيب التهذيب 9/295. وتقريب التهذيب 307) . 3 تهذيب التهذيب 9/295. 4 وفي تهذيب التهذيب 1/240 وقيل كنيته أبو نُجيح. 5 أهيأ: أي أحسن هيئة وحسن الهيئة ناتجة عن اهتمام الشخص بملبسه ونحوه. (انظر: تاج العروس 1/141 مادة: هَيَاَ) . 6 ستأتي ترجمته رقم 178. 7 ستأتي ترجمته رقم 372.

الْحَدِيثِ أَحَدًا1. وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ يَنْزِلَانِ دَارَ أَبِي طَلْحَةَ2 بِالْمَدِينَةِ. وَتُوُفِّيَ إِسْحَاقُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ3 وَكَانَ ثِقَةً4 كَثِيرَ الحديث5. 178- عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن أَبِي طَلْحَةَ، زَيْدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَام، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ. وَقَدْ دَرَجَ وَلَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى أَيْضًا، وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ إِسْحَاقَ وَكَانَ مَعَهُ فِي دَارِ أَبِي طَلْحَةَ، وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ6. 179- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ [206/ب] ابن أَبِي طَلْحَةَ؛ زَيْدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَام، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذان مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ

_ 1 تهذيب التهذيب 1/240. 2 أبو طلحة زيد بن سهل النجاري الأنصاري الخزرجي صحابي جليل شهد بيعة العقبة وبدراً توفي سنة أربع وثلاثين. (انظر: الإصابة 1/567) . 3 وكذا أرخه خليفة وابن حبان، ونقله ابن حجر سنة أربع وثلاثين وقال: قيل سنة ثلاثين -أي ومائة-. (انظر: تاريخ خليفة 404 وطبقاته 265. ومشاهير علماء الأمصار 67. وتهذيب التهذيب 1/240) . 4 مجمع على توثيقه وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/226. ومشاهير علماء الأمصار 67. وتهذيب التهذيب 1/239. وتقريب التهذيب 29) . 5 تهذيب التهذيب 1/240. 6 ووثقه ابن حجر وقد أخرج له مسلم، والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 178) .

عَبْدِ اللَّهِ: حَفْصًا وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمير بْنِ عُقبة بْنِ عمرو بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشم بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَوْسِ. وَأُمَّ عَمْرٍو بِنْتَ عُمَرَ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهَا، وَقَدْ رُوي عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة1. 180- عَبَايَةُ بنُ رِفَاعَةَ ابن رَافِعِ بْنِ خَدِيج بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَم بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمرو؛ هُوَ النَّبيت بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، فَوَلَدَ عَبَايَة بن رِفاعة: رِفاعة، وأم الْفَضْلِ، وَأُمَّ يَحْيَى، وَهِيَ سَلَّامَةُ، وَالْخَنْسَاءَ، وتُلادِمَ، وَأَسْمَاءَ وَهِيَ السَّوْدَاءُ وَأُمُّهُمْ أُمُّ رَافِعٍ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَديج مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ. وَالرَّبِيعَ بْنَ عَبَاية، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ عَبَايَةُ يُكْنَى أَبَا رِفاعة2. 181- مُحَمَّدُ بنُ أبي أُمَامَة ابن سَهْلِ بْنِ حُنَيفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ العُكيم، من بني حَنَش بن عوف [207/أ] ابن عَمرو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشة مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ. فَوَلَدَ مُحَمَّدٌ: سَهْلًا، وَعَبْدَةَ، وَأُمَّ سَهْلٍ، وَأُمَّ رَافِعٍ، وَأُمُّهُمْ رَمْلة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنيف وَنَافِعًا، وَمَرْيَمَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وإبراهيم لأم ولد3.

_ 1 ووثقه أبو زرعة. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/119) . 2 ووثقه ابن حجر وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 167) . 3 ووثق ابن حجر محمد بن أبي أمامة. وقد أخرج له الأربعة عدا الترمذي. (انظر: تقريب التهذيب 291) .

182- أَيُّوبُ بنُ أبي أُمَامَةَ ابن سَهْلِ بْنِ حُنيف بْنِ وَاهِبِ بْنِ عُكيم. وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَتيك بْنِ الحارث. فولد أيوب: يزيد، وأمه حَمَادَة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بني ظَفَر1. 183- خُبَيبُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبيب بْنِ يَسَّاف2 بْنِ عُتبة بْنِ عَمْرِو بْنِ خَديج بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَم بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ، فَوَلَدَ خُبيب ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ: بَكَّارًا، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْ خُبيب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ3، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ4، وَشُعْبَةُ، وَتُوُفِّيَ خُبَيْبٌ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَكَانَ قَلِيلَ الحديث56. 184- عَمْرُو بنُ يَحْيَى [207/ب] ابن عُمارة بْنِ أَبِي حَسَنِ بْنِ عَبْدِ عَمرو بْنِ قَيْسِ بْنِ مَحُرَّث بْنِ الْحَارِثِ بْنِ

_ 1 نقل الذهبي عن الأزدي أن أيوب بن أبي أمامة منكر الحديث وقال الذهبي: الضعف من قبل صاحبه -يعني أبا معشر نجيح المدني-. وقال السخاوي: يروي المقاطيع والمراسيل. (انظر: ميزان الاعتدال 1/284. والتحفة اللطيفة 1/358) . 2 يساف: بتحتانية ومهملة مفتوحتين ويقال: (إساف) بكسر همزة في أوله. (انظر: طبقات ابن سعد 3/534. والاستيعاب 2/443. والإصابة 1/418) . 3 ستأتي ترجمته رقم 286، 372. 4 ستأتي ترجمته رقم 286، 372. 5 ووثقه ابن حر وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 92) . 6 تهذيب التهذيب 3/136. ويضيف (ثقة) بعد (وكان) .

ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ أُمُّ النُّعْمَانِ بِنْتُ أَبِي حنَّة1 بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول. فَوَلَدَ عَمرو بْنُ يَحْيَى: يَحْيَى، وَمَرْيَمَ وَأُمُّهُمَا حَميدة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي البُكير مِنْ بَنِي لَيْثٍ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَمُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ بِنْتُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاس. وَكَانَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ3. 185- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ [ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ4] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَة5 بْنِ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْم بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مُعَاذًا، وَعَمْرًا، وَأُمَّ الْحَارِثِ، وَأُمَّ حُمَيْدٍ، وَأُمُّهُمْ عَبْدَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عامر بن نابىء بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرام بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْم بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ. وَمِسْكِينًا، وَجَابِرًا، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَأَفْلَحَ، وَالْحَارِثَ، وَأُمَّ جَمِيلٍ، وَعَبْدَةَ، وَأُمُّهُمْ خُليدة بِنْتُ حَسَنِ بن عبد الله بن نُعيم

_ 1 أبو حنة: بمهملة ونون مفتوحة آخرها هاء كما في جمهرة أنساب العرب 352. والإصابة 4/47. وأبو حيَّة: بالتحتانية بدل النون في تهذيب التهذيب 8/119. 2 وثقه النقاد وأخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/69. ومشاهير علماء الأمصار 138. وميزان الاعتدال 3/293. وتهذيب التهذيب 8/118. وتقريب التهذيب 263) . 3 تهذيب التهذيب 8/119. 4 التكملة من ترجمة أخيه بعده. 5 ويقال: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صعصعة، ومنهم من يحذف (عبد الرحمن الثانية) . (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/303. والجرح والتعديل 2/2/250. ومشاهير علماء الأمصار 129. وتهذيب التهذيب 6/209) .

ابن خُفاف بن يعمر بن [208/أ] خُوَيْلِدِ بْنِ رَحْضَة1 بْنِ جُربة2 بْنِ خُفاف بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غِفَار. قَالَ: "وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وقد روى مالك ابن أَنَسٍ3 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ"4. 186ـ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ5. وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: يَعْقُوبَ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَإِسْحَاقَ، وَأُمُّهُمْ حُميدة بِنْتُ عَبْدِ الله بن مِكْنَف ابن مُحِيَّصَة بْنِ مَسْعُودِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعة بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ ثِقَةً6 قَلِيلَ الْحَدِيثِ7. وقد [روى] 8 عنه مالك بن أنس9.

_ 1 رحضة: بفتح الراء وسكون الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة. وفي الإصابة 1/91: بالخاء المعجمة بدل المهملة. 2 جُربة بضم الجيم وسكون الراء. وفي الإصابة 1/91: بالخاء المعجمة وسكون الزاي وفتح الميم (خزمة) . 3 ستأتي ترجمته رقم 372. 4 وثقه ابن حجر وغيره وقد أخرج له البخاري والأربعة عدا الترمذي. وذكر ابن عدي أنه توفي في خلافة المنصور (137-158هـ) . (انظر: تهذيب التهذيب 6/209. وتقريب التهذيب 205) . 5 انظر: نسب أخيه في الترجمة السابقة. 6 ووثقه ابن إسحاق، وابن حجر، وابن حبان، وأخرج له البخاري، والنسائي، وابن ماجه. (انظر: ثقات ابن حبان 126أ، وتهذيب التهذيب 9/262. وتقريب التهذيب 305) . 7 تهذيب التهذيب 9/262. 8 التكملة يقتضيها السياق. 9 ستأتي ترجمته رقم 372.

قَالَ مَالِكٌ: "وَكَانَ لِآلِ أَبِي صَعْصَعَة حَلْقَةٌ في [ما1] بين القبر والمنبر، وكان فِيهِمْ رِجَالٌ أَهْلُ عِلْمٍ وَرِوَايَةٍ لَهُ، وَمَعْرِفَةٍ بِهِ، وَكُلُّهُمْ كَانَ يُفْتِي"2. 187- ضَمْرَةُ بنُ سَعِيدِ ابن أَبِي حَنَّة3، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ غَزِيَّة بْنِ عَمرو بن عَطيَّة بن خنساء بن مبذول بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْم بْنِ مَازِنِ بْنِ النجار، وأمه عَقَّة بنت [208/ب] حَبَّان ابن مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولٍ، فَوَلَدَ ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ: مُحَمَّدًا، وَمُوسَى، وَأَبَا الْغَيْثِ وَاسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَأُمُّهُمْ أَمَةُ الله بنت سعد بن حَبَّان ابن مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولٍ. وَقُتِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي حَنَّة يوم الحَرَّة4. 188- الحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعاذ بْنِ النُعمان، وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ5، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. 189- عُمَارة بنُ غَزِيَّةَ ابن الْحَارِثِ بْنِ عَمرو بْنِ غَزيّة بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولٍ وَأُمُّهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ بِنْتُ أَبِي حَنَّة6 بْنِ غَزِيَّة بْنِ عَمرو بْنِ عطيَّة بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ

_ 1 التكملة يقتضيها السياق. 2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/262. وذكر وفاته سنة تسع وثلاثين ومائة. 3 أبو حنَّة: وقيل أبو حيَّة (انظر الترجمة رقم 184) . 4 وكان ضمرة بن سعيد ثقة وقد أخرج له مسلم والأربعة. (انظر: تقريب التهذيب 155) . 5 وقال ابن حجر: "مقبول وقد أخرج له أبو داود، والنسائي". (انظر: تقريب التهذيب 76) . 6 انظر الترجمة 184.

مَبْذُولٍ. فَوَلَدَ عُمارة بْنُ غَزِيَّة: سَعِيدًا، وَالنُّعْمَانَ، وَأُمُّهُمَا مُوَيْسة بِنْتُ النُعمان بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّة بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولٍ، وَكَثِيرَةَ بِنْتَ عُمارة وَأُمُّهَا أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمرو بْنِ غَزِيَّة بْنِ عَمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول. [209/أ] وتوفي عُمارة بن غَزِيَّة سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ1، وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ3. 190- أبُو جَابِرِ البَيَاضِيّ4 وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ العَجْلان [بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضة5] بْنِ عَامِرِ بْنِ زُريق بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْب بْنِ جُشْم بْنِ الْخَزْرَجِ. وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ فَرْوَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَذَقة6 بن عُبيد بن عامر ابن بَيَاضة. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: جَابِرًا، وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عُمَير بن فهم بن قيس عَيْلان.

_ 1 تهذيب التهذيب 7/422. 2 ووثقه أحمد وأبو زرعة والدارقطني والعجلي وابن شاهين، وابن حبان. قال أبو حاتم والنسائي وابن حجر: لا بأس به، وزاد أبو حاتم: صدوق. وقال الذهبي: صدوق، وقد أخرج له البخاري تعليقاً وبقية الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 3/1/386.ومشاهير علماء الأمصار 135.وثقات ابن شاهين 67.وميزان الاعتدال3/178.وتهذيب التهذيب7/422.وتقريب التهذيب251. 3 ميزان الاعتدال 3/178. وتهذيب التهذيب 7/422. 4 البياضي: بفتح الموحدة والتحتانية الخفيفة آخرها معجمة هذه النسبة إلى بياضة بن عامر بن زُريق. (انظر: عجالة المبتدي للحازمي 29. واللباب لابن الأثير 1/195) . 5 التكملة من طبقات ابن سعد 3/598- 599. وجمهرة أنساب العرب 357. 6 وذقة: بالذال المعجمة والقاف المفترحتين. وفي 3/599 من طبقات ابن سعد (وذفة) بالفاء بدل القاف. وفي جمهرة أنساب العرب 357. والاستيعاب 3/1259. والإصابة 3/204: (ودقة) بالدال المهملة الساكنة بدل المعجمة المفتوحة.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "تُوُفِّيَ أَبُو جَابِرٍ البَيَاضي سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَرَأَيْتُهُمْ يَتَّقُونَ حديثه"1. 191- إبرَاهِيمُ بنُ عُبَيْدِ ابن رِفاعة بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيق. وَأُمُّهُ سُمَيكة بِنْتُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ2 بْنِ القَينْ، بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادِ ابن غَنْم مِنْ بَنِي سَلِمَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ. فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبيد: رِفَاعَةَ، وَمُحَمَّدًا، وَإِسْحَاقَ، وَمَرْيَمَ، وسُميكة، وَرَابِعَةَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ نُعمان بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ نُعمان بْنِ عَجْلان مِنْ بَنِي زُرَيق3. [209/ب] 192- إسْمَاعِيلُ بنُ عُبَيْدِ ابن رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ العَجْلان، وَأُمُّهُ سُميكة بِنْتُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ القَينْ. وَكَانَ رَافِعُ بْنُ مالك من النقباء الاثني عشر4.

_ 1 مجمع على ضعفه، وكذبه ابن معين ومالك. (انظر: التاريخ لابن معين 2/527. والتاريخ الكبير للبخاري 1/163. والضعفاء الصغير له 103. والضعفاء والمتروكين للنسائي 92. والمجروحين لابن حبان 2/258. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 19. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 225. وميزان الاعتدال 3/617) . 2 اسم أبي كعب: عمرو كما في جمهرة أنساب العرب 360. 3 قال ابن حجر: عن إبراهيم بن عبيد: "صدوق أخرج له مسلم". (انظر: تقريب التهذيب 21) . 4 وذلك في بيعة العقبة الثانية التي بايع فيها الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم على المنعة والنصرة وكان رافع قد شهد بيعة العقبة الأولى أيضاً التي تضمنت عدم الشرك بالله والسرقة والزنى ... الخ. (انظر: سيرة ابن هشام 2/56.وطبقات ابن سعد 1/219،213) .

وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا. وَشَهِدَهَا ابْنَاهُ رِفاعة1، وَخَلَّادُ ابْنَا رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ2. 193- سَعِيدُ3 بْنُ عَمرُو ابن سُليم بْنِ عَمرو بْنِ خَالِدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُخْلد بْنِ عَامِرِ بْنِ زُريق مِنَ الْخَزْرَجٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ أَبِي عُبَادَةَ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدة بْنِ مَخْلَدِ بْنِ زُريق وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ4، وَرَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ5. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ. 194- مَرْوَانُ بنُ أبي سَعْدِ6 ابن أَوْسِ بْنِ المُعَلَّى بْنِ لَوْذان بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْب بْنِ جُشم بْنِ الْخَزْرَجِ، وَدَعْوَتَهُمْ فِي بَنِي زُريق. وَيُكَنَّى مَرْوَانُ أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أبي العباس.

_ 1 وشهد رفاعة العقبة الثانية مع أبيه وبقية المشاهد. وقيل شهد صفين والجمل. وتوفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين. (انظر: الإصابة 1/517) . 2 قال ابن حجر عن إسماعيل بن عبيد: "مقبول من السادسة أخرج له البخاري في الكتاب الأدب والترمذي وابن ماجه". (انظر: تقريب التهذيب 34) . 3 وقيل: سعد. (انظر: التحفة اللطيفة 2/154) . 4 وثقه أحمد، وابن معين، وابن حبان. وقد أخرج له الإمام مالك في الموطأ. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/50. ومشاهير علماء الأمصار 128. وتعجيل المنفعة 105. والتحفة اللطيفة 2/154) . 5 ستأتي ترجمته رقم 372. 6 يضيف في الأصل (سعيد) بعد (سعد) وكأن ذلك يفيد الشك، أو أنه يعرف بأبي سعد، وبأبي سعيد، والله أعلم. ولم أعثر على ترجمة له.

195- الحَارِثُ بنُ الفُضَيْلِ [210/أ] ابن الْحَارِثِ بْنِ عُمير بْنِ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَة بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمة، وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَم بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عِيسَى بْنِ عَامِرِ ابن أَبِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَهْب بْنِ أُسَامَةَ بْنِ سَيْفِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ. فَوَلَدَ الْحَارِثُ بْنُ الفُضَيْلَ: عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ مَرْيَمُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرٍ الخَطْمي، وَيُكَنَّى الْحَارِثُ بْنُ الْفُضَيْلِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ1. 196- حَكِيمُ بنُ حَكِيم ابن عبَّاد بْنِ حُنيف بْنِ وَاهِبِ بْنِ العُكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مَجْدعة ابن عَمرو بْنِ حَنَش بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، لا يحتجون بحديثه23. وأخوه:

_ 1 وكان ثقة: وقد أخرج له مسلم، والأربعة عدا الترمذي. (انظر: تقريب التهذيب 61) . 2 وقال ابن القطان: لا يُعرف حاله، ووثقه العجلي، وابن حبان، وقال ابن حجر: صدوق. وقد أخرج له الأربعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. ومشاهير علماء الأمصار 129. وتهذيب التهذيب 2/448. وتقريب التهذيب 81. والتحفة اللطيفة 1/527) . 3 تهذيب التهذيب 2/448.

197- عُثْمَانُ بنُ حَكِيم ابن عبَّاد بْنِ حُنيف: وَكَانَ ثِقَةً12 وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ3. 198- أبُو لَيْلَى وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلِ4 بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشم بْنِ مَجْدعة بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ. وهو الذي روى عنه [210/ب] مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ5 حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَة6 في

_ 1 مجمع على توثيقه. وانفرد أبو زرعة بقوله: صالح. وقد أخرج له البخاري تعليقاً وبقية الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/36. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 6/146. وثقات ابن شاهين 59. وتهذيب التهذيب 7/111. وتقريب التهذيب 233) . 2 تهذيب التهذيب 7/112. 3 روى عنه الثوري، ومروان بن معاوية الفزاري. وهو عن ابن المسيب وغيرهم. وأرخ خليفة وفاته قبل الأربعين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 166. وتهذيب التهذيب 7/111) . 4 هكذا أورد البخاري اسمه نقلاً عن ابن إسحاق. وأورده مسلم بحذف (بن سهل) الأولى ومنهم من لم يشر إلى أن اسمه عبد الله، بل (أبو ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل) والأكثر على هذا الأخير. (انظر: مواضع تخريج الحديث الآتي والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/98. والجرح والتعديل 4/2/431. وجمهرة أنساب العرب 342. وتهذيب التهذيب 12/215) . 5 ستأتي ترجمته رقم 372. 6 سهل بن أبي حثمة -بفتح الحاء المهملة والميم بينهما مثلثة ساكنة- ابن ساعدة الأنصاري الأوسي. من صغار الصحابة ولد سنة ثلاث من الهجرة. وكان له من العمر عند موت النبي صلى الله عليه وسلم سبع أو ثمان سنين، وقد حدث عنه. وتوفي في أول خلافة معاوية. ويقال: اسم أبي حثمة عبد الله ويقال: عامر. (انظر: الاستيعاب 2/661. والإصابة 20/86) . وحديث سهل بن أبي حثمة بالإسناد المذكور رجاله ثقات. وفيه: "أن عبد الله بن سهل، ومحيصة خرجا إلى خيبر ثم أتى محيصة وأخوه حويصة وعبد الرحمن بن سهل وأخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن سهل قد قُتل في خيبر. فقال صلى الله عليه وسلم: "إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحرب". ثم كتب إلى اليهود في ذلك. فكتبوا: "إنا والله ما قتلناه: فقال صلى الله عليه وسلم لحويصة ومن معه: "يقسم خمسون منكم على رجل منهم فيُدفع برُمَّته؟ ". قالوا: أمر لم نشهده. قال: "فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم؟ ". قالوا: قوم كفار. قالوا فوداه الرسول صلى الله عليه وسلم من قِبله. وقد أخرج الحديث كل من: (أ) البخاري في صحيحه 4/135. كتاب الديات. باب القسامة من طريق بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة. (ب) مسلم في صحيحه 3/1294. كتاب القسامة 28. باب القسامة (1) حديث (6) . (جـ) أبو داود في سننه 4/658. كتاب الديات (33) . باب القتل بالقسامة (8) حديث (4521) . (د) الترمذي في جامعه 4/30. كتاب الديات (14) . باب ما جاء فيه قسامة (23) حديث (1422) من طريق بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (هـ) النسائي في سننه 8/5. كتاب القسامة. باب تبرئة أهل الدم بالقسامة. (و) ابن ماجه في سننه 2/892. كتاب الديات (21) . باب القسامة (28) حديث (2677) . (ز) الإمام أحمد في مسنده 4/2. من طريق بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثيمة. (ح) كما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 6/290. وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال صحيح.

الْقَسَامَةِ1) 2 وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَدَّهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَهْلٍ3 عَلَى الْبَصْرَةِ حِينَ مَاتَ عُتبة [بْنُ4] غَزْوان5، فَمَكَثَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ مات أيضا6.

_ 1 القسامة: بالفتح. لغة اليمين جمعها: قسامات. وشرعاً: صورتها أن يوجد قتيل بموضع لا يعرف قاتله، ولا بينة. ويدعى وليه أن فلاناً قتله أو جماعة معينين،. وتوجد قرينة تدل على صدقه. فيقسم خمسون رجلاً من أولياء الدم استحقاقهم دم صاحبهم، وإن كانوا أقل يكرر اليمين حتى يبلغ الخمسين ولا يكون فيهم صبي ولا امرأة ولا مجنون، ولا عبد. أو يقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم، فإن حلف أولياء الدم استحقوا الدية. وإن حلف المتهمون لم تلزمهم الدية. (انظر: المغني لابن قدامة 8/487. والأم للشافعي 6/78. وكفاية الأخيار في حل غاية الاختصار 2/108. ونتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار وهي تكملة فتح القدير 10/372. وحاشية ابن عابدين 6/625) . 2 تهذيب التهذيب 12/215. ويحذف (ابن أنس) و (سهل.....في) . 3 صحابي جليل هو ابن عم حويصة ومحيصة، وكان صغيراً يوم خيبر – في السنة السابعة-. (انظر: الإصابة 2/402) . 4 التكملة من مصادر الحاشية التالية. 5 المازني من السابقين الأولين في الإسلام. كانت ولايته على البصرة سنة أربع عشرة. ومات وهو والٍ عليها سنة سبع عشرة. وقيل عشرين، وقيل: قبل ذلك وهو ابن سبع وخمسين سنة. (انظر: طبقات ابن سعد 3/98. وتاريخ خليفة 127-129. وتاريخ الطبري 3/593. والإصابة 2/455) . 6 ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: تقريب التهذيب 424) .

199- عُمَارَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن صيَّاد ويكنى أَبَا أَيُّوبٍ وَكَانَ ثِقَةً1 قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَكَانَ مالك2 ابن أَنَسٍ لَا يُقدم عَلَيْهِ أَحَدًا فِي الْفَضْلِ3 وَرَوَى عَنْهُ. وَرَوَى عُمارة عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب. وكانوا يقولون نحن بنو أُشَيهب بْنِ النَّجَّارِ، فَدَفَعَتْهُمْ بَنُو النَّجَّارِ عَنْ ذَلِكَ4، وَحَلَفَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ مَا هُمْ مِنْهُمْ، فطُرحوا مِنْهُمْ. (فَقَالُوا نَحْنُ حُلَفَاءَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، فَهُمْ فِيهِمُ الْيَوْمَ عَلَى هَذَا، وَلَا نَدْرِي مِمَّنْ هُمْ) 5. (وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صيَّاد الَّذِي وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا 6 فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: "قَدْ خَبَأتُ لَكَ7 خَبِيئًا " فَقَالَ: الدُّخُّ8. فَقَالَ: "اخْسَأْ9 لَمْ تَعْدُ قدرك"10.

_ 1 وثقه النقاد. وانفرد أبو حاتم بقوله: "صالح الحديث وأخرج له الترمذي وابن ماجه". (انظر: الجرح والتعديل 3/1/367. وتهذيب التهذيب 7/418. وتقريب التهذيب 251) . 2 ستأتي ترجمته رقم 372. 3 تهذيب التهذيب 7/419. 4 تهذيب التهذيب 7/419. 5 تهذيب التهذيب 7/419. 6 مسرور: مقطوع سره، وهو ما تقطعه القابلة من سرته أثناء ولادته. (انظر: تاج العروس 3/263. مادة: سَرَرَ) . 7 خبأت لك خبيئاً: أضمرت لك شيئاً في نفسي. (انظر: النهاية لابن الأثير 2/3. مادة: خَبَأَ) . 8 الدُّخ: بضم المهملة الثقيلة وفتحها: الدُّخان. (انظر: الفائق للزمخشري 1/420. والنهاية لابن الأثير 2/107. مادة: دَخَخَ) . 9 إخسأ: كانت في الأصل (اخس) وهي كلمة تستعمل لزجر وطرد الكلب وإبعاده. (انظر: تهذيب اللغة 7/483. ولسان العرب 1/58. مادة: خَسَاَ) . 10 أي إنك لم تعد شأنك، الذي هو شأن المتكهنين، والسحرة الكاذبين، فلم تستطيع مجاوزة حدك في إدراك بعض ما أضمرت لك. ويقال: إن الخبيء كان تمام آية {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} -سورة الدُّخان آية 10-. (انظر: صحيح مسلم بشرح النووي 18/46. وسنن أبي داود مع حاشية عون المعبود 4/210) . والحديث معلق بإسناده المذكور. وفي الحديث كما أخرجه البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن الصيَّاد: "أتشهد أني رسول الله؟ فنظر إليه ابن صيَّاد فقال: أشهد أنك رسول الله الأميين. فقال: ابن صيَّاد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه، وقال: آمنت بالله وبرسوله، فقال: ماذا ترى؟ قال ابن صيَّاد: يأتيني صادق وكاذب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إني خبأت لك خبيثاً. فقال ابن صيَّاد: هو الدُّخ. فقال: اخسأ فلن تعدو قدرك. فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ: دعني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن يَكُنْهُ فلن تُسلَّط عليه، وإن لم يَكُنْهُ فلا خير لك في قَتلِهِ". تخريج الحديث لقد أخرجه كل من: (أ) البخاري في صحيحه 1/166. كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي ... 2/122. كتاب الجهاد. باب كيف يُعرض الإسلام على الصبي. 4/55. كتاب الأدب. باب قول الرجل اخسأ. (ب) ومسلم في صحيحه 4/2240. كتاب الفتن 52. باب ذكر ابن صيَّاد 19. حديث 86-88، 95. (جـ) وأبو داود في سننه 4/505. كتاب الملاحم 31. باب خبر ابن صائد 16. حديث 4329. كلفظ البخاري. ويضيف الآية. وقال المنذري: رجاله ثقات. (د) والترمذي في جامعه 4/519. كتاب الفتن 34. باب ما جاء في ذكر ابن صائد 63. حديث 2249. كلفظ أبي داود. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (هـ) والإمام أحمد في مسنده 1/380، 2/148. كلفظ أبي داود 3/368. بلفظ مقارب للفظ البخاري. (و) وعبد الرزاق في مصنفه 11/381. بألفاظ مقاربة للفظ البخاري.

وَهُوَ الَّذِي قِيلَ أَنَّهُ الدَّجَّالُ1، لِأُمُورٍ كَانَ يَفْعَلُهَا2. وَقَدْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صيَّاد، وَحَجَّ، وَغَزَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ3. وَمَاتَ عُمارة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ4 بن محمد5) . [211/أ]

_ 1 الدجَّال: هو كل خدَّاع صنعته الكذب. ويطلق على المسيح الدجال الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بأنه يظهر في آخر الزمان. (انظر: الفائق للزمخشري 1/412. والنهاية لابن الأثير2/102. مادة: دَجَلَ) . ولا شك بأن ابن صيّاد دجال من الدجاجلة. إلا أنه لم يكن الدجال المنتظر. وتوقفه صلى الله عليه وسلم في أمره كان قبل أن يأتيه البيان. وقد صرح فيما بعد بأنه لم يكن هو، وجاء ذلك في حديث تميم الداري، الذي أخرجه مسلم في صحيحه 4/2261. كتاب الفتن 52. باب قصة الجساسة 24. من طريق فاطمة بنت قيس الفهرية يفيد أن المسيح الدجال غير ابن صياد. (انظر: البعث والنشور للبيهقي 17ب. باب خبر ابن صائد. وشرح النووي لصحيح مسلم 18/46. والنهاية من تاريخ ابن كثير 65) . 2 من الأمور التي كان يفعلها: دعواه بأنه يأتيه كاذب وصادق، وأنه يرى عرشاً فوق الماء. وقوله: (إنه لا يكره أن يكون هو الدجال، وأنه يعرف موضعه، ويعرف مولده وأين هو الآن..... الخ) . (انظر: أبواب تخريج الحديث في الصفحة السابقة) . 3 ولد ابن صيّاد بالمدينة وأقام فيها. ويقال: ابن صائد وقيل: اسمه صاف وكان يهودياً قال ابن حجر: لا معنى لذكره في الصحابة. وقال في التهذيب: قول ابن سعد فيه، يوهم أنه مات على الإسلام بالمدينة، وقد ذكر غيره أنه ذهب إلى الأصبهان وتلقته اليهود على أنه ملكهم ثم لا يعرف له خبر بعد ذلك. ويؤيد ما ذهب إليه ابن حجر ما أخرجه أبو داود عن جابر أنه قال: "فقدنا ابن صيَّاد يوم الحرة". (انظر: سنن أبي داود 4/506. كتاب الملاحم 31. باب في خبر ابن صائد 16. والإصابة 3/133. وتهذيب التهذيب 7/419) . 4 وكانت خلافته بين سنتي (127-132هـ) . 5 تهذيب التهذيب 7/419. ويحذف "لأمور كان يفعلها".

200- عَبْدُ اللهِ بنُ دِينَارِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وكان ثقة1 وكثير الْحَدِيثِ2) . 201- عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَيْرِ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ3 وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةً4 قَلِيلَ الْحَدِيثِ5. 202ـ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلي ابن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وَجَدَّتُهُ سَلْمَى مَوْلَاةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. وَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ. وَكَانَ قَلِيلَ الحديث6 وكان يُفتي.

_ 1 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 2/2/46. ومشاهير علماء الأمصار 79. وثقات ابن شاهين 50. وميزان الاعتدال 2/417. وتهذيب التهذيب 5/201. وتقريب التهذيب 172) . 2 تهذيب التهذيب 5/202. وطبقات الحفاظ للسيوطي 50. 3 وكذا قاله ابن حجر وقال: "قيل مولى ابنها عبد الله". وقال ابن أبي حاتم: "إنه مولى ابن العباس". (انظر: الجرح والتعديل 2/2/124. وتهذيب التهذيب 5/343) . 4 ووثقه: أبو زرعة، وابن حجر، وابن حبان. وأخرج له مسلم، وابن ماجه. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/124. وتهذيب التهذيب 5/343. وتقريب التهذيب 184) . 5 تهذيب التهذيب 5/343. 6 وذكر السخاوي نحو هذه الترجمة نقلاً عن ابن حبان في ثقاته. (انظر: التحفة اللطيفة 2/362) .

203- عثمان بنُ عُبَيْدِ اللهِ ابن رَافِعٍ، وَكَانَ رَافِعٌ غُلَامًا لِأَبِي أُحَيْحَة سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَقَدْ رَحَلَ مَعَ قُرَيْشٍ رِحْلَتَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ صَارَ رَافِعٌ بعدُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فأعتقه. وقد [211/ب] رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ1 عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ. وَرَوَى عُثْمَانُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيج2، وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ34. 204ـ مُسْلِمُ بنُ أَبِي مُسْلِم الخيَّاط. رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَبَقِيَ حَتَّى لَقِيَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. وَكَانَ يَسْكُنُ بِالْمَدِينَةِ دَارَ الحَفَرَة وهي دار العطَّارين. وكان قليل الحديث5.

_ 1 المدني. صدوق إلا أنه اختلطت عليه الأحاديث أبي هريرة. مات سنة ثمان وأربعين ومائة. انظر: (تقريب التهذيب 311) . 2 ابن رافع الأنصاري الأوسي استصغر يوم بدر، ثم شهد أحداً وما بعدها. توفي سنة ثلاث أو أربع وسبعين. وقيل قبل ذلك. (انظر: تاريخ خليفة271. والإصابة 1/495. وتقريب التهذيب 99) . 3 هو سلمة بن عمرو بن الأكوع؛ سنان بن عبد الله الأسلمي أبو مسلم وأبو إياس. وكان ممن بايع تحت الشجرة على الموت. سكن الربذة إحدى قرى المدينة. توفي بالمدينة سنة أربع وسبعين وقيل أربع وستين. (انظر: الاستيعاب 2/639.والإصابة 2/66. 4 ذكر البخاري وابن أبي حاتم عثمان بن عبيد وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/232. والجرح والتعديل 3/1/156) . 5 وثقه ابن معين. وقال الإمام أحمد، وابن شاهين: "ما به بأس". (انظر: التاريخ لابن معين 2/563. والتاريخ الكبير للبخاري 4/1/272. والجرح والتعديل 4/1/196. وثقات ابن شاهين 101) .

205- هِلاَلُ ابن أُسَامَةَ وَهُوَ ابْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ. رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ1 وَمَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ2. 206- عُمَرُ بنُ كَثِير ابن أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ3 وَكَانَ ثِقَةً4 لَهُ أحاديث5. 207- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ. قَدْ رُوي عَنْهُ أَيْضًا6.

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 372. 2 وكانت خلافته بين سنتي (105-125هـ) . وقال ابن حجر: "مات هلال سنة بضع عشرة ومائة، وكان ثقة. وقد أخرج له الجماعة. ويقال: هو هلال بن علي بن أسامة. ويقال: هلال العامري مولاهم". (انظر: الجرح والتعديل 4/2/76. وميزان الاعتدال 4/311. وتهذيب التهذيب 11/82. وتقريب التهذيب 366) . 3 ستأتي ترجمته رقم 244. 4 وثقه النقاد، وقد أخرج له الجماعة عدا النسائي. وأخرج له الإمام مالك في المسند -الموطأ-. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 133. وتهذيب التهذيب 7/493. وتقريب التهذيب 256) . 5 تهذيب التهذيب 7/493. 6 لم أعثر على ترجمة له.

208- بُكَيْرُ ابن عبد الله بن الأسبح مَوْلَى المِسْوَر بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ1، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ2. تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ3. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَكَانَ يَكُونُ كثيراً بالثغر4، وقلَّ ما روى عنه من أَهْلُ الْمَدِينَةِ5 إِلَّا ابْنُهُ مَخْرَمَةُ6، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ جَارًا لَهُ وَكَانَ ثقة7 كثير الحديث"8.

_ 1 ويقال: مولى اشجع. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/113. ومشاهير علماء الأمصار 188) . والمسور بن مخرمة: صحابي جليل، ولد بعد الهجرة بسنتين، وقد المدينة سنة ثمان بعد الفتح، وتوفي سنة أربع أو خمس وستين ومائة في الحصار الأول لمكة. (انظر: الإصابة 3/419) . 2 ويقال: كنيته أبو يوسف. (انظر: تهذيب التهذيب 1/491) . 3 هكذا أرخها الواقدي. وأرخها خليفة سنة اثنتين وعشرين، وسنة ثمان وعشرين ومائة. وبالأول قال ابن حبان. وأرخها ابن نمير، والذهبي، والفلاس: سنة سبع عشرة ومائة وقال الترمذي: "سنة عشرين ومائة". (انظر: تاريخ خليفة 354، 382. وطبقاته 263. ومشاهير علماء الأمصار 188. ودول الإسلام للذهبي 84. وتهذيب التهذيب 1/492) . 4 الثغر: جمعه الثغور، وهو ما يلي دار الحرب، وموضع مخافة هجوم العدو. (انظر: النهاية لابن الأثير 1/213. ولسان العرب 5/171. مادة: ثَغَرَ) . 5 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 1/493. نقلاً عن الواقدي. 6 مخرمة بن بكير أبو المسور صدوق. روايته عن أبيه وجادة عن كتاب أبيه -وصورتها يقول: وجدت بخط أبي يروي عنه-. مات سنة تسع وخمسين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 331) . 7 مجمع على توثيقه وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 1/1/403. ومشاهير علماء الأمصار 188. وثقات ابن شاهين 14. وتهذيب التهذيب 1/491. وتقريب التهذيب 47) . 8 تهذيب التهذيب 1/493.

209- يَعْقُوبُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، وَيُكَنَّى أَبَا يُوسُفَ [212/أ] قُتل فِي الْبَحْرِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ1 وَقَدْ رُوي عَنْهُ2. وَكَانَ ثِقَةً3 وَلَهُ أحاديث4. 210- عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن الْأَشَجِّ، وَقَدْ رُوي عَنْهُ أَيْضًا5. وَكَانَ ثِقَةً6 قليل الحديث.

_ 1 وكانت خلافته بين سنتي (105-125هـ) . وقد تقدم. وذكر ابن حبان أن يعقوب بن عبد الله سكن مصر ومات فيها. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 188) . 2 روى عن ابن عجلان، وابن إسحاق، والليث بن سعد. وهو عن أبي أمامة بن سهل، وابن المسيب والقعقاع بن حكيم. (انظر: تهذيب التهذيب 11/390) . 3 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد وبقية الجماعة عدا أبي داود. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 4/2/209. ومشاهير علماء الأمصار 188. وتهذيب التهذيب 11/390. وتقريب التهذيب 386) . 4 تهذيب التهذيب 11/390. 5 روى عن عمر بن الخطاب مرسلاً، وعنه يزيد بن أبي حبيب. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/188) . 6 وذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه. (المصدر السابق) .

211- وَهبُ ابن كَيْسَانَ، وَيُكَنَّى أَبَا نُعَيْم مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ1. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ2. وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ فَقَالَ: "لَمْ يَكُنْ لَهُ فَتْوًى، وَكَانَ مُحَدِّثًا3 ثِقَةً"4. وَكَانَ يُصَلِّي وَيَنْصَرِفُ، وَقَدْ لَقِيَ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم5. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ6، قَالَ: أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: "رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، يلبسون الخز". 212- يَزِيدُ ابن رُومَانَ7 مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام بْنِ خُويلد توفي سنة ثلاثين

_ 1 عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أبو بكر وأبو خبيب القرشي. صحابي جليل. أول مولود في الإسلام ولد عام الهجرة. وولي الخلافة تسع سنين. من سنة أربع وستين على أن قتل سنة ثلاث وسبعين. (انظر: الإصابة 2/309) . 2 تهذيب التهذيب 11/166. 3 ووثقه ابن حجر. وأخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 372) . 4 تهذيب التهذيب 11/166. 5 ممن لقيهم من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 11/166) . 6 هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عاصم. ستأتي ترجمته رقم 288. 7 وكنيته أبو رَوْح. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 135) .

وَمِائَةٍ1 وَرَوَى عَنْ صَالِحِ بْنِ خوَّات2، وَغَيْرِهِ وكان عالماً كثير الحديث34. 213- إسْمَاعِيلُ ابن أَبِي حَكِيمٍ، مَوْلًى لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ5 بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيٍّ، مَنْ لَا يُعرف وَلَاؤُهُمْ وَلَا نَسَبُهُمْ إِلَى وَلَاءِ آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام6 وَكَانَ كَاتِبًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. (وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ ومائة. وكان قليل الحديث7) 8 [212/ب] .

_ 1 تهذيب التهذيب 11/325. 2 هو صالح بن خوَّات -بفتح المعجمة وتشديد الواو- بن جبير بن النعمان الأنصاري المدني. ثقة من الربعة. (انظر: تقريب التهذيب 149) . 3 ووثقه ابن حجر. وأخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 382) . 4 تهذيب التهذيب 11/135. ويضيف (ثقة) . 5 قال خليفة: "مولى آل الزبير وقال ابن أبي حاتم، وابن حبان: مولى عثمان بن عفان". (انظر: طبقات خليفة 260. والجرح والتعديل 1/1/164. ومشاهير علماء الأمصار 31) . 6 المصدر السابق. 7 ووثقه ابن حجر: وقد أخرج له مسلم، والأربعة عدا الترمذي. (انظر: تقريب التذهيب 32) . 8 تهذيب التهذيب 1/289.

وأخوه: 214- إسْحَاقُ ابن أَبِي حَكِيمٍ1 وَقَدْ رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَغَيْرِهِ وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2. 215- سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عبيد الله بن معمر التيمي3؛ تيم قريش توفي فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ4 بْنِ مُحَمَّدٍ5. وَرَوَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ6، وَأَبِي مُرَّة مَوْلَى7 أم هانىء8، وبسر بن سعيد9، وأبي سلمة بن

_ 1 ويضيف خليفة في طبقاته 260. (بن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أسد) . 2 ذكره السخاوي وسكت عنه. وقال إنه مولى قريش. (انظر: التحفة اللطيفة 1/291) . 3 قدم عمر بن عبيد الله دمشق على عبد الملك بن مروان سنة اثنتين وثمانين فمات بدمشق. ذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/120. وتعجيل المنفعة 197) . 4 وحدد خليفة وابن كثير، والذهبي وفاته سنة تسع وعشرين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 268. والبداية والنهاية 10/34. ودول الإسلام 1/89) . 5 تهذيب التهذيب 3/431. 6 هو مالك بن أبي عامر الأصبحي جد مالك بن أنس الفقيه. وكان ثقة. وتوفي سنة أربع وستين على الصحيح. (انظر: تقريب التهذيب 327) . 7 وقيل: مولى لأخيها عقيل. اسمه يزيد. وقيل: عبد الرحمن مشهور بكنيته. وكان ثقة. (انظر: تهذيب التهذيب 11/374. وتقريب التهذيب 385، 425) 8 هي أم هانيء بنت أبي طالب الهاشمية، اسمها: فاختة وهذا المشهور وقيل هند. مشهورة بكنيتها لها صحبة وأحاديث. ماتت في خلافة معاوية (40-60هـ) . (انظر: طبقات ابن سعد 8/47. والإصابة 4/373) . 9 المدني مولى ابن الحضرمي. كان ثقة عابداً. توفي سنة مائة. (انظر: تقريب التهذيب 43) .

عَبْدِ الرَّحْمَنِ1. وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ3. 216- القَاسِمُ ابن عُمير مَوْلًى لِبَنِي الدَّيل4 وَيُكَنَّى أَبَا رَشدِين. مَاتَ5 قَدِيمًا وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ6. 217- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن مَهران، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. لَهُ أَحَادِيثُ7، رَوَى عنه سعيد ابن أبي سعيد المقبري، وابن أبي ذئب8.

_ 1 هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني. تقدم. 2 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 2/1/179. ومشاهير علماء الأمصار 133. وتهذيب التهذيب 3/431. وتقريب التهذيب 114) . 3 تهذيب التهذيب 3/431. 4 وقال ابن أبي حاتم: مولى بني مخزوم. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/115) . 5 وكذا في الكنى لأبي أحمد الحاكم 2/168أ. وزاد: "يروي عن أبي هريرة. وعنه أبو الحارث محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب". وقال: كناه الواقدي. 6 ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري لا4/1/161. والجرح والتعديل 3/2/115) . 7 وقال ابن حجر: "مجهول. وقد أخرج له أبو داود. وابن ماجه". (انظر: تقريب التهذيب 210) . 8 ستأتي ترجمته رقم 350.

218- حَبِيبُ1 مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. مَاتَ قَدِيمًا فِي آخِرِ سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ2. وَكَانَ قَلِيلَ3 الْحَدِيثِ4. 219- زَيْدُ بنُ أَسْلَم مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَيُكَنَّى أَبَا أُسَامَةَ5. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ6، يَقُولُ: "كَانَتْ لِزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ حَلْقَةٌ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى عن ابن عمر، [213/أ] وَعَنْ أَبِيهِ7، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ8 وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي

_ 1 هو حبيب الأعور. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/312. وتهذيب التهذيب 2/193) . 2 وكان آخر سلطان بني أمية سنة 132هـ. وحدد ابن حجر وفاة حبيب في حدود الثلاثين ومائة. (انظر تقريب التهذيب 64) . 3 وقال ابن حجر: "مقبول. وأخرج له مسلم، وأبو داود والنسائي". (انظر: تقريب التهذيب 64) . 4 تهذيب التهذيب 2/193. 5 ويقال أبو عبد الله. (انظر: تهذيب التهذيب 3/395) . 6 ستأتي ترجمته رقم 372. 7 أبوه: أسلم العدوي مولى عمر. عد في المخضرمين -والمخضرم- من أدك الجاهلية وزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم ولم يره. وكان ثقة. مات سنة ثمانين وقيل: بعد سنة ستين وهو ابن أربع عشرة ومائة. (انظر: تدريب الراوي في شرح تقريب النووي 3/238-239. والإصابة 1/388، 104. وتقريب التهذيب 31) . 8 الهلالي أبو محمد المدني. مولى ميمونة. ثقه فاضل صاحب مواعظ وعبادة. مات سنة أربع وتسعين، وقيل: بعد ذلك. (انظر: تقريب التهذيب 240) .

سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَكَانَ ثِقَةً1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ"2. أَخْبَرَنَا مطرَّف بن عبدا لله الْيَسَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ3، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ كَانَ عَلَى مَعْدِن بَنِي سُليم4، وَكَانَ مَعْدِناً لَا يَزَالُ يُصاب فِيهِ النَّاسُ مِنْ قِبَلِ الْجِنِّ، فَلَمَّا وَلِيَهُمْ زَيْدٌ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَهُمْ بِالْأَذَانِ أَنْ يُؤَذِّنُوا وَيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ، فَفَعَلُوا، فَارْتَفَعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ فَهُمْ عليه إلى اليوم. قال: وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ5: عَنْ مَالِكِ بْنِ أنس6، عن زيد بن

_ 1 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. وهو فقيه مشهور، ومفسر. له كتاب (تفسير القرآن) . (انظر: الجرح والتعديل 1/2/555. ومشاهير علماء الأمصار 80. وميزان الاعتدال 2/98. وتهذيب التهذيب 3/395. وتقريب التهذيب 111. ومعجم المؤلفين 4/189) . 2 تهذيب التهذيب 3/396. 3 ستأتي ترجمته رقم 372. 4 معدن بني سليم: بفتح الميم وسكون العين وكسر الدال المهملتين آخرها نون. وهو معدن فران -بفتح الفاء والراء الخفيفة- من أعمال المدينة يبعد عنها مائة ميل على طريق نجد، فيه قرية كبيرة تسمى اليوم مهد الذهب. (انظر: معالم طابة للفيروز أبادي 386. ووفاء الوفاء للسمهودي 4/1309. ومعجم البلدان 5/154، 4/245. وعمدة الأخبار في مدينة المختار 425) . 5 هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي أبو محمد المصري الفقيه. ثقة حافظ عابد مات سنة تسع وتسعين ومائة وله اثنان وسبعون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 193) . 6 ستأتي ترجمته رقم 372.

أَسْلَمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "إِذَا جَاءَهُ الْإِنْسَانُ يَسْأَلُهُ فَخَلَطَ عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَسْأَلُ فَإِذَا تَعَلَّمْتَ، فَتَعَالَ فَسَلْ"1. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ2 بِسَنَتَيْنِ"3. وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ4. 220- خَالِدُ بنُ أَسْلَم مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَقَدْ رُوي عنه5 أيضاً، وكان أشد شاباً بِالْمَدِينَةِ. وَيُكَنَّى أَبَا ثَوْرٍ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ زيد بن أسلم. 221- أبُو سُهَيْل ابن مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ مِنْ حِمْيَر، واسمه نافع6 وهو عم مالك ابن أنس7.

_ 1 انظر: المعرفة والتاريخ 1/675. 2 ستأتي ترجمته رقم 298. 3 تهذيب التهذيب 3/397. ويحذف (بالمدينة) . 4 وعلى هذا تكون وفاته سنة ثلاث وأربعين ومائة. وقد أرخ وفاته كل من ابن الأثير، وابن كثير، والذهبي: سنة ست وثلاثين ومائة. (انظر: الكامل في التاريخ 5/459. والبداية والنهاية 10/61. ودول الإسلام 1/92) . 5 روى عن: ابن عمر، وعنه: أخوه زيد، والزهري، وغيرهم. وقال ابن حجر: صدوق، وأخرج له البخاري تعليقاً، وأبو داود في الناسخ والمنسوخ وابن ماجه. (انظر: تهذيب التهذيب 3/80. وتقريب التهذيب 87) . 6 وكان ثقة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 355) . 7 ستأتي ترجمته رقم 372.

222- شَيْبَةُ ابن نِصَاح مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بْنِ مَخْزُومٍ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. [213/ب] وَكَانَ قَارِئًا1، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ محمد2، وكان ثقة3 قليل الحديث4. 223- داوُدُ ابن الحُصَينْ5 مَوْلَى عَمرو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ. رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، وأبي سفيان

_ 1 قرأ القرآن على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ. وكان شيبة أحد شيوخ نافع في القراءة، وقاضي المدينة. (انظر: غاية النهاية للجزري 1/329) . 2 وكانت خلافته بين سنتي (127-132هـ) . وحدد غيره تاريخ وفات شيبة سنة ثلاثين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 261. زدول الإسلام 90. وتقريب التهذيب 148) . 3 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له النسائي. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 130. ومعرفة القراء الكبار 1/64. وتهذيب التهذيب 4/377. وتقريب التهذيب 148) . 4 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 4/377. من قوله (توفي ... الخ) . نقلاً عن الواقدي. 5 هو داود بن الحصين بن عقيل بن منصور. (انظر: التحفة اللطيفة 2/29) .

مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ1. وَكَانَ ثِقَةً23. رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. 224- أبُو الزَّنَادِ4 وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ مَوْلَى رَمْلَة بِنْتِ شَيْبَةَ5 بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَتْ رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ تَحْتَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ6، فَغَلَبَ عَلَيْهِ أَبُو الزِّنَادِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ولَّى أَبَا الزِّنَادِ خَرَاجَ الْعِرَاقِ مَعَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن عبد الرحمن بن

_ 1 أبو سفيان. وقيل اسمه: قزمان ثقة من الثالثة. (كما في تقريب التهذيب 409) . 2 ووثقه ابن معين، والعجلي، وأحمد بن صالح، وابن إسحاق، وابن حجر، إلا في عكرمة، وقال رُمي برأي الخوارج. واختلف فيه قول ابن حبان. وقال ابن المديني: "ما روى عن عكرمة فمنكر". وقال النسائي: "ليس به بأس. ولينه أبو زرعة"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، ولولا أن مالكاً روى عنه لترك حديثه. وقيل غير ذلك. ومحصلة هذه الأقوال"، ما قاله السخاوي: "صدوق لع غرائب تنكر عليه". وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/152. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والكامل في الضعفاء لابن عدي 1/2/265. والجرح والتعديل 1/2/408. ومشاهير علماء الأمصار 136. وثقات ابن حبان 3/44أ. والمجروحين له 1/290. وميزان الاعتدال 2/5. وتهذيب التهذيب 3/181. وتقريب التهذيب 95. والتحفة اللطيفة 2/29) . 3 تهذيب التهذيب 3/182. 4 وهو لقبه. (انظر: الكنى للدولابي 1/184) . 5 وقيل: مولى عائشة بنت شيبة. وقيل: عائشة بنت عثمان. وقيل: آل عثمان. (انظر: تهذيب التهذيب 5/203) . 6 تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/382. ويضيف (وكان يغضب إذا قيل له أبو الزناد) .

زيد ابن الْخَطَّابِ، فَقَدِمَ الْكُوفَةَ وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ صَدِيقًا لِأَبِي الزِّنَادِ وَكَانَ يَأْتِيهِ وَيُحَادِثُهُ، وَشَغَلَ أَبُو الزِّنَادِ ابْنَ أَخِي حَمَّادِ بْنِ أبي سليمان فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ، فَأَصَابَ عَشَرَةَ آلَافِ درهم، فأتاه حمَّاد فتشكر له. [214/أ] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: "كَانَتْ لِأَبِي الزِّنَادِ حَلْقَةٌ على حدة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ1، وَدَاوُدَ ابن حَسَنٍ2: "يَجْلِسَانِ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فِي حَلْقَتِهِ". وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ عَنِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ كَانَ أَبُو الزِّنَادِ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ يَقُولُ: حَدَّثَنِي السَّبْعَةُ فَقَالَ: "سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ"3،4. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "مات أبو الزناد بالمدينة، فجأة في مغتسله لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ5 وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ

_ 1 تقدمت ترجمته رقم 138. 2 هو داود بن حسن بن علي بن أبي طالب. وكان ممن حمل من المدينة إلى سجن بغداد سنة أربع وأربعين ومائة، زمن المنصور لما خرج محمد وإبراهيم أبنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي. (انظر: تاريخ الطبري 7/550. والمعارف لابن قتيبة 213) . 3 المدني مولى ميمونة، وقيل أم سلمة. ثقة فاضل فقيه مشهور مات بعد المائة وقيل قبلها. (انظر: تقريب التهذيب 136) . 4 انظر: المعرفة والتاريخ 1/559.وهؤلاء هم فقهاء المدينة السبعة. 5 وكذا أرخه خليفة وابن حبان وقيل: سنة إحدى وثلاثين ومائة. وأرخه ابن الأثير سنة تسع وعشرين ومائة. وذكر فؤاد سزكين مولده سنة خمس وستين. (انظر: تاريخ خليفة 395. وثقات ابن حبان 3/76/ب. والكامل في التاريخ 5/376. ودول الإسلام للذهبي 1/90. وتاريخ التراث لسزكين 2/23) .

وَسِتِّينَ سَنَةً. وَكَانَ ثِقَةً1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ، فَصِيحًا بَصِيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ عَالِمًا عَاقِلًا وَقَدْ وَلِيَ خَرَاجَ المدينة"2. 225- رَبِيعَةُ الرَّأي3 ابن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاسْمُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فرُّوخ، مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيِّينَ، وَيُكَنَّى رَبِيعَةُ أَبَا عُثْمَانَ4. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أنس وذُكر عنده لبس [214/ب] الْخَزِّ، فَقَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرحمن يلبس

_ 1 مجمع على ثقته وفضله. إلا ما قاله ربيعة الرأي: ليس بثقة. قال الذهبي: (ولا يلفت إلى قول ربيعة فيه لما كان بينهما من العدواة) . وقال ابن معين: كان مالك لا يرضاه لأنه كان كاتباً لبني أمية. وقد أخرج له الجماعة، ومالك في الموطأ. وذكر فؤاد سزكين أنه له كتاب (تفسير على فرائض زيد بن ثابت) . (انظر: التاريخ لابن معين 2/305. والكامل في الضعفاء لابن عدي 1/2/224. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 2/2/49. ومشاهير علماء الأمصار 135. وثقات ابن شاهين 52. وتهذيب تاريخ ابن عساكر 7/382. وميزان الاعتدال 2/418. وتهذيب التهذيب 5/203. وتقريب التهذيب 173. وهدي الساري 411. وتاريخ التراث لسزكين 2/23) . 2 تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/382. ويحذف (مات أبو زناد ... ثلاثين ومائة) . وتهذيب التهذيب 5/204. ويحذف (وقد ولي خراج المدينة) . 3 يقال له ربيعة الرأي لكونه فقيهاً مجتهداً بصيراً بالرأي وكان خطيباً بليغاً. وأشار سزكين إلى كتاب لربيعة في الفقه استفاد منه الفقهاء في القرن الثالث الهجري. (انظر: الفهرست لابن النديم 285. وتذكرة الحفاظ 1/157. وتاريخ التراث لسزكين 2/25) . 4 وكذا عند الإمام مسلم، والدولابي وغيرهما. وقال خليفة: قيل يكنى أبا عبد الرحمن. (انظر: طبقات خليفة 268. والكنى لمسلم 37أ. والكنى للدولابي 2/27) .

قُليسيَّة1 ظَهَارَتُهَا وَبِطَانَتُهَا مِنْ خَزٍّ، وَكَانَ لَا يَرَى بِلُبْسِ الْخَزِّ بَأْسًا2. فَقِيلَ لَهُ: "ولمَ يَجْعَلُ بِطَانَتَهَا خَزًّا وَهِيَ لَا تَظْهَرُ وَغَيْرُ الْخَزِّ يُجْزِئُهُ؟ " فَقَالَ مَالِكٌ: "يُرِيدُ بِذَلِكَ الدَّفَا وَاللِّينَ". أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ3 قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ: "إِنَّمَا النَّاسُ فِي حُجُورٍ عُلَمَائِهِمْ كالصبيان في حجور آبَائِهِمْ وَمَنْ يَتَوَلَّاهُمْ"4. أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يقول: "كنا نعد حَلْقَةِ رَبِيعَةَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مُعْتَمّاً سِوَى مَنْ لَيْسَ بِمُعْتَمٍّ، وَكَانَ رَبِيعَةُ يَلْبَسُ الْعَمَائِمَ". أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: "ذَهَبَتْ حَلَاوَةُ الْفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ"5. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: "رَأَيْتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرحمن عليه قلنسوة ظهارتها وبطانتها الخز".

_ 1 القليسية: تصغير القلنسوة. جمعها: قلانس وقلانيس وقلاس، وقلاسيّ. وهي لباس للرأس. (انظر: تاج العروس 4/221. مادة: قَلَسَ) . 2 نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير للرجال، إلا إذا كان قطيفة بعرض أصبعين يذَّيل بها الثوب، ولعلاج بعض الحالات المرضية، كالحكة، أو للوقاية من الحر أوالبرد. وهذا ما أراده ربيعة بقوله، ويفسره ما بعده من قول مالك. (انظر: فتح الباري 10/239-249) . 3 ستأتي ترجمة مالك رقم 372. 4 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 669. من طريق مالك أيضاً. وأخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 3/259. بسند آخر من طريق ابن عيينة. وفيها زيادات. 5 تاريخ بغداد 8/426. وأوردها ابن خلكان في وفيات الأعيان 2/290. وابن حجر في تهذيب التهذيب 3/259.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سَبرة، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: كَانَ رَبِيعَةُ إِذَا مَرِضَ فَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ وَضَعَ الْمَائِدَةَ لعوَّاده، فَلَا تَزَالُ مَوْضُوعَةً فَكُلَّمَا دَخَلَ إِلَيْهِ قَوْمٌ يَعُودُونَهُ قَالَ: أَصِيبُوا أَصِيبُوا، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ وَذَلِكَ بِكُلْفَةٍ. أخبرنا محمد بن [215/أ] عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: "دَخَلْتُ مَنْزِلَ رَبِيعَةَ وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ فَهُوَ يَتَجَهَّزُ لِذَلِكَ، فَرَأَيْتُ رَحَّاءين1 يَطْحَنَانِ السَّكَرَ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "كَانَتْ لَهُ مُرُوءَةٌ وَسَخَاءٌ، مَعَ فِقْهِهِ وَعِلْمِهِ. وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ فِي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وَكَانَ رُبَّمَا اجْتَمَعَ هُوَ وَأَبُو الزِّنَادِ2 فِي حَلْقَةٍ". ثُمَّ افْتَرَقَا بَعْدُ فَجَلَسَ هَذَا فِي حَلْقَةٍ وَهَذَا فِي حَلْقَةٍ. وَلَقَدْ ذُكر لِي أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حسين3 كَانَ يَجْلِسُ مَعَ رَبِيعَةَ فِي حَلْقَتِهِ، فَأَمَّا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ4 فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِسُ مَعَ ربيعة. قال قلت: "ولم ولاه رَبِيعَةَ لِآلِ الْمُنْكَدِرِ؟ " فَقَالَ: "لِإِخُوَّةٍ كَانَتْ بَيْنَ ربيعة وبينهم".

_ 1 رحاءين: تثنية رحَّاء, وهو صانع الرحى، تكتب بالألف المقصورة وهي الطاحون. مكوَّنة من حجرين مستدرين يُدار الحجر العلوي على المحور السفلي. وتجتمع على: أرْح، وأرحاء، ورحي، وأرحية. (انظر: لسان العرب 19/26. والمعجم الوسيط 1/335. مادة: رَحَا) . 2 تقدمت ترجمته رقم 222. 3 ابن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر. ثقة فاضل مات سنة بضع عشرة ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 311) . 4 ابن عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب الهاشمي أبو عبد الله المدني المعروف بالصادق صدوق فقيه إمام مات سنة ثمان وأربعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 56) .

أُخْبِرْتُ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ1، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ2، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَقْلًا مِنْ رَبِيعَةَ". قَالَ لَيْثٌ: "وَكَانَ صَاحِبَ مُعْضِلَاتِ3 أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَرَئِيسَهُمْ فِي الْفُتْيَا"4. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَر5، قَالَ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ لِرَبِيعَةَ: "لِمَ تَرَكْتَ الرِّوَايَةَ؟ " قَالَ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَقَادَمَ الزَّمَانُ وقلَّ أَهْلُ الْقَنَاعَةِ"6. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "تُوُفِّيَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرحمن بالمدينة7 سنة ست

_ 1 هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي. أبو الحارث المصري ثقة ثبت فقيه إمام مشهور. مات سنة خمس وسبعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 287) . 2 هو الأنصاري ستأتي ترجمته رقم 244. 3 معضلات: جمع معضلة. وهي المسائل المشكلة التي لا يهتدى لوجهها. أو هي الشدائد. (انظر: مختار الصحاح 438. مادة: عَضَلَ) . 4 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/671. بسند متصل من طريق ليث ... إلخ. وأوردها الخطيب في تاريخ بغداد 8/423. نقلاً عن الفسوي. 5 ابن محمد بن حكيم المصري، أبو محمد، أو عبد الملك. ثقة ثبت. مات سنة ثلاث أو أربع وستين ومائة وله نيف وسبعون. (انظر: تقريب التهذيب 47) . 6 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/670. من طريق ابن وهب.... الخ. 7وقال ابن قتيبة وابن خلكان وغيرهما: "مات في الهاشمية التي بناها السفاح". (انظر: المعارف لابن قتيبة 496. ووفيات الأعيان 2/290) .

وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ1 فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي الْعَبَّاسِ، وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَكَأَنَّهُمْ يَتَّقُونَهُ لِلرَّأْيِ"3. 226- صَفْوَانُ ابن سُيلم، مَوْلَى حُميد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ. وَيُكَنَّى صَفْوَانُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ4. وَكَانَ ثقة5 كثير الحديث عابداً. [215/ب] وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ومائة67.

_ 1 وقيل غير ذلك. والصحيح ما عليه ابن سعد. (انظر: تاريخ خليفة 415. والكامل في التاريخ 5/463. والبداية والنهاية 10/61. وتاريخ بغداد 8/426. ووفيات الأعيان 2/290) . 2 ووثقه أيضاً أحمد والنسائي، والعجلي، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة، وابن حجر. وذكره ابن حبان في المشاهير. وأخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. وأخبار القضاة لوكيع 3/242. والجرح والتعديل 1/4/475. ومشاهير علماء الأمصار 81. وتاريخ بغداد 8/420، 427. وتذكرة الحفاظ 1/157. وميزان الاعتدال 2/44. وتهذيب التهذيب 3/258. وتقريب التهذيب 103) . 3 تاريخ بغداد 8/426.وتهذيب التهذيب 3/258. ويحذف (في آخر خلافة أبي العباس) . ويضعان (لموضع الرأي) بدل (للرأي) . 4 وقيل يكنى أبا الحارث. (انظر: التاريخ المستخرج لابن منده 267ب. وتهذيب التهذيب 4/452) . 5 مجمع على توثيقه. وقال ابن حجر: رُمي بالقدر. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 2/1/423. ومشاهير علماء الأمصار 135. وثقات ابن شاهين 48. وتهذيب التهذيب 4/425. وتقريب التهذيب 153. والتحفة اللطيفة 2/240) . 6 وكذا أرخها الربعي. وزاد ابن منده، وابن حجر: (وله اثنان وسبعون سنة) . (انظر: تاريخ مولد العلماء للربعي 21ب، والتاريخ المستخرج لابن منده 267ب. وتقريب التهذيب 153) . 7 تهذيب التهذيب 4/425. ويحذف (بالمدينة) .

227- مُحَمَّدُ بنُ قَيسِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ1، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي فِتْنَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ2. رَوَى عَنْهُ أَبُو مَعْشَرٍ نُجيح، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا3. 228- مُوسَى ابن مَيْسَرَةَ وَيُكَنَّى أَبَا عُرْوَةَ مَوْلًى لِبَنِي الدِّيلِ، وَهُوَ خَالُ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدَّيلي4. وَرَوَى عَنْهُ الضحَّاك بْنُ عُثمان5. وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ سُلْطَانِ بَنِي أُمَيَّةَ6 وَكَانَ ثِقَةً7 لَهُ أَحَادِيثُ8، وروى عنه مالك بن أنس.

_ 1 قال خليفة: "مولى أبي سفيان". وقال ابن أبي حاتم: "مولى آل أبي سفيان". انظر: (طبقات خليفة 259. والجرح والتعديل 4/1/64) . 2 وكذا قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/1/64. وكانت خلافة الوليد: من ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة إلى أن قتل في جمادى الآخر سنة ست وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 250) . 3 وثقه ابن شاهين والعجلي، وسكت عنه ابن أبي حاتم. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. وثقات ابن شاهين 89. والجرح والتعديل 4/1/64) . 4 ستأتي ترجمته رقم 230. 5 ستأتي ترجمته رقم 325. 6 وكان آخر سلطان بني أمية: سنة اثنتين وثلاثين ومائة. كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي 255. 7 ووثقه النقاد. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، وأبو داود، ومالك في مسنده. (انظر: التاريخ لابن معين 2/596. والجرح والتعديل 4/1/162. وتهذيب التهذيب 10/373. وتقريب التهذيب 352) . 8 تهذيب التهذيب 10/373.

229- عَبْدُ اللهِ ابن زُييد مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَكَانَ أَخَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي [طَالِبٍ] 1 لِأُمِّهِ. وَأُمُّهُمَا اسْمُهَا غَزَالَةُ. وَرَوَى عَبْدُ الله بن زُييد عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَرَوَى عَنْهُ أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ2 بْنِ عَبْدٍ الفروي3. 230- ثَوْرُ بنُ زَيْدِ الدَّيلي، مَوْلًى لَهُمْ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ رَوَى عَنْ عِكرمة، وَعَنْ أَبِي الْغَيْثِ4، وَغَيْرِهِمَا. وَرَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَغَيْرُهُ5. 231- عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدَةَ ابن نَشِيطٍ6، أَخُو مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ7 (قَتَلَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ بقُديد سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ قَلِيلَ8 الْحَدِيثِ) 9.

_ 1 التكملة من طبقات ابن سعد 5/211. 2 ابن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم. مدني صدوق. مات سنة تسعين ومائة. عمَّر مائة سنة. (انظر: تقريب التهذيب 187) . 3 لم أعثر على عبد الله بن زييد. 4 هو سالم أبو الغيث المدني. مولى ابن مطيع. ثقة من الثالثة. (انظر: تقريب التهذيب 115) . 5 قال ابن حجر: "ثور بن زيد ثقة، مات سنة خمس وثلاثين ومائة وقد أخرج له الجماعة". (انظر: تقريب التهذيب 52) . 6 نشيط: بفتح النون وكسر المعجمة. وزاد ابن حجر الرَّبذي مولى بني عامر بن لؤي. انظر: (تهذيب التهذيب 5/309) . 7 ستأتي ترجمة موسى رقم 339. 8 وقال ابن حجر: "ثقة من الرابعة. وأخرج له البخاري". (انظر: تقريب التهذيب 181) . 9 تهذيب التهذيب 5/310.

232- عُبَيْدُ ابن سلمان الأغر1 مولى لجهينة2 3. 233- عَبْدُ اللهِ ابن يَزِيدَ4 بْنِ هُرْمُز، مَوْلَى الدَّوْسيين، وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ، وَكَانَ أَبُوهُ عَلَى الْمَوَالِي يَوْمَ الحَرة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن [216/أ] عبد الله ابن كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ5، قَالَ: "كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ يَجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ فِي مَنْزِلَةِ بِبَنِي لَيْثٍ: الْحَارِثُ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ6، وَرَبِيعَةُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ7، وَالصَّلْتُ بْنُ زبيد. فيتذاكرون الْفِقْهَ وَيَتَحَدَّثُونَ. قَالَ: فَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا عَنْ طَعَامٍ". وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَر، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ: "مَا تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ يوم تعلمته إلاَّ لنفسي"8.

_ 1 يقال: إنه أخو عبد الله بن سلمان الأغر. (انظر: تهذيب التهذيب 7/67) . 2 وقال البخاري: "هو مولى مسلم بن هلال". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/449) . 3 قال ابن حجر: "عبيد بن سلمان صدوق من السادسة". (انظر: تقريب التهذيب 229) . 4 ويقال: "اسمه يزيد بن عبد الله مقلوب. وأبوه يزيد فارسي". (انظر: التحفة اللطيفة 2/436) . 5 ستأتي ترجمة محمد بن عبد الله بن كثير رقم 370. 6 ستأتي ترجمة صالح بن كيسان رقم 234. 7 مقبول من الرابعة. (انظر: تقريب التهذيب 416) . 8 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/651. سنداً ومتناً.

أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ1 يَقُولُ: "كَانَ النَّاسُ يَلْبَسُونَ الْعَمَائِمَ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُز". أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: "كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُز أَصَمَّ2 شَدِيدَ الصَّمَمِ". قَالَ مطرَّف: "ورَأَيْتهُ وَأَدْرَكْتُهُ وَأَنَا صَغِيرٌ. وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْوَرَعِ"3. 234- صَالِحُ بنُ كِيْسان ويكنى أبا محمد4. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ وَهُوَ يُوصِي، فَقَالَ لِي: "أَشْهَدُ أَنَّ وَلَائِي لِامْرَأَةٍ مَوْلَاةٍ لِآلِ مُعَيقيب5 بْنِ أبي [216/ب] فَاطِمَةَ الدَّوسي". فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الله بن

_ 1 ستأتي ترجمة مالك رقم 372. 2 أصم: لا يسمع. 3 وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، يكتب حديثه، وذكره البخاري وسكت عنه وأرخ وفاته سنة ثمان وأربعين ومائة. وذكره ابن حبان في المشاهير وأرخ وفاته سنة خمس وأربعين ومائة". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/224. والجرح والتعديل 2/2/199. ومشاهير علماء الأمصار 137) . 4 ويقال: يكنى أبا الحارث. وهو مؤدَّب ولد عمر بن عبد العزيز. (انظر: طبقات خليفة 263. وتهذيب التهذيب 4/399) . 5 مُعيقب: بضم الميم وفتح المهملة ثم قاف بين تحتانيتين، ويقال بحذف الياء الثانية من السابقين الأولين. مات في خلافة عثمان أو علي. رضي الله عنهم. (انظر: أسد الغابة 4/402. والإصابة 3/451) .

هرمز1: "ينبغي أن تكتبه". فقال: "إني لَا أُشهدك أَنْتَ شكَّاك؛ وَكَانَ سَعِيدٌ صَاحِبَ وُضُوءٍ وَشَكَّ فِيهِ". وَمَاتَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ سنة أربعين ومائة2، وقبل مَخْرَجِ مُحَمَّدِ بْنِ3 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ4. وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَرَوَى صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ عُرْوَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ5 وَعَنِ الزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَكَانَ ثِقَةً6 كَثِيرَ الْحَدِيثِ7.

_ 1 سعيد بن عبد الله بن هرمز: لم أعثر عليه. 2 وقال ابن قتيبة: مات بعد سنة أربعين ومائة، وقال ابن حجر: مات بعد سنة ثلاثين أو بعد سنة أربعين ومائة. وقال السخاوي: ويقال إنه عاش مائة سنة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 486. وتقريب التهذيب 150. والتحفة اللطيفة 2/234) . 3 وكان خروجه سنة خمس وأربعين ومائة. ستأتي ترجمته رقم 298. 4 تهذيب التهذيب 4/400. 5 هو نافع بن عباس، أو عياش، أبو محمد الأقرع المدني قيل: مولى أبي قتادة للزومه له. وكان مولى عقيلة الغفارية، ثقة من الثالثة. (انظر: تقريب التهذيب 355) . 6 مجمع على توثيقه، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/264. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 2/1/410. ومشاهير علماء الأمصار 135. وتذكرة الحفاظ 1/148. وميزان الاعتدال 2/299. وتهذيب التهذيب 4/399. وتقريب التهذيب 150) . 7 تهذيب التهذيب 4/400.

235- العَلاَءُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ1 مَوْلَى الحُرَقة2 مِنْ جُهَيْنَةَ. وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ، وَبَقِيَ إِلَى أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ3. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ عند العلاء ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ صَحِيفَةٌ يُحَدِّثُ بِمَا فِيهَا، قَالَ: فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَكْتُبُ بَعْضًا وَيَدَعُ بَعْضًا. قَالَ الْعَلَاءُ: "إِمَّا أَنْ تَأْخُذُوهَا جَمِيعًا وَإِمَّا أَنْ تَدَعُوهَا جَمِيعًا". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَصَحِيفَةُ الْعَلَاءِ بِالْمَدِينَةِ مَشْهُورَةٌ. وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ4 ثَبَتًا. وَتُوُفِّيَ فِي أول خلافة أبي جعفر"56.

_ 1 وكنية العلاء أبو شِبل. (انظر: تقريب التهذيب 268) . 2 الحُرقة: بضم المهملة وفتح الراء والقاف، وهو بطن من جهينة. قال ابن حزم: "هو خُميس ابن عمرو بن ثعلبة بن مودوعة بن جهينة. (انظر: جمهرة أنساب العرب 446. واللباب لابن الأثير 1/358) . 3 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . 4 ووثقه أحمد، وقال: لم أسمع أحداً ذكره بسوء. قال الترمذي: "ثقة عند أهل الحديث ووثقه ابن حبان" وقال: "متقن ربما وهم". وقال ابن معين والنسائي: "ليس به بأس. ولينه ابن عدي وابن معين في قول آخر". وقال أبو حاتم: صالح. وقال الذهبي: "صدوق مشهور". وقال ابن حجر: "صدوق ربما وهم. وقد أخرج له البخاري في جزء القراءة خلف الإمام. وبقية الجماعة". (انظر: التاريخ لابن معين 2/415. والجرح والتعديل 3/1/357. ومشاهير علماء الأمصار. وميزان الاعتدال 3/102. وتهذيب التهذيب 8/186. وتقريب التهذيب 268) . 5 وكذا قال خليفة. ونقل البخاري تاريخ وفاته عن ابن المديني سنة اثنتين وثلاثين. وكذا أرخه ابن حبان. وكانت خلافة أبي جعفر بين سنتي (137ـ158هـ) . (انظر: تاريخ خليفة 417. والتاريخ الكبير للبخاري 3/2/508. ومشاهير علماء الأمصار 80) . 6 تهذيب التهذيب 8/187. ويحذف (ثبتاً) .

236- سُلَيْمَانُ بنُ سُحَيم وَيُكَنَّى أَبَا أَيُّوبَ مَوْلًى لِبَنِي كَعْبٍ مِنْ خُزَاعَةَ. تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ1. وَكَانَ ثِقَةً2 لَهُ أحاديث3. 237- عَبْدُ اللهِ ابن أبي لَبيد، مولى لآل الأخنس [217/أ] بْنِ شَريق الثَّقَفِيِّ حُلَفَاءَ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَيُكَنَّى عَبْدُ اللَّهِ أَبَا الْمُغِيرَةِ. وَكَانَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُنْقَطِعِينَ4. رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَمَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ5 وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ قليل6 الحديث7.

_ 1 وكانت خلافة المنصور بين سنتي (137-158هـ) . 2 ووثقه ابن معين، والنسائي، وابن نُمير، وأحمد بن صالح. وقال أحمد أيضاً: "ليس به بأس". وقال ابن حجر: "صدوق. وقد أخرج له مسلم وأبو داود، والنسائي وابن ماجه". (انظر: مشاهير علماء الأمصار 143. وتهذيب التهذيب 4/193. وتقريب التهذيب 133) . 3 تهذيب التهذيب 4/194. ويحذف (أول) . 4 تهذيب التهذيب 5/372. والتحفة اللطيفة 2/382. 5 وكانت خلافة أبي جعفر بين سنتي 137ـ 158. (انظر: تهذيب التهذيب 5/372.وتقريب التهذيب 186) . 6 وقال ابن حجر: ثقة رُمي بالقدر. وأخرج له الجماعة عدا ابن ماجه وكان قد نزل الكوفة. (انظر: تقريب التهذيب 186) . 7 تهذيب التهذيب 5/372. والتحفة اللطيفة 2/382.

238- عُثْمَانُ ابن وثَّاب، مَوْلًى لِبَنِي الدَّيل مِنْ كِنانة1. 239- أَبُو حَازِم وَاسْمُهُ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ2 مَوْلًى لِبَنِي شَجَعٍ مِنْ بَنِي لَيْثِ3 بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنانة. وَكَانَ أَعْرَجَ، وَكَانَ عَابِدًا زَاهِدًا، وَكَانَ يَقُصُّ بَعْدَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ4. وَقَدِمَ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ فَأَتَاهُ النَّاسُ، وبعث إلى أبي حازم فأتاه، وساءله عَنْ أَمْرِهِ وَعَنْ حَالِهِ، وَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا حَازِمٍ مَا مَالُكَ؟ " قَالَ لِي: "مَالَانِ". قَالَ: "مَا هُمَا؟ " قَالَ: "الثِّقَةُ بِاللَّهِ وَالْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ"5. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الله بن صالح، عن لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: "إِنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ فِي صَلَاتِي حَتَّى بِالْمِلْحِ". وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ: قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي حَازِمٍ لِأَبِي حَازِمٍ: هَذَا الشِّتَاءُ قَدْ هَجَمْ عَلَيْنَا، وَلَا بُدَّ لَنَا مِمَّا يُصْلِحُنَا فِيهِ، فذكرت الثياب والطعام والحطب. [217/ب] فَقَالَ: "مِنْ هَذَا كُلِّهِ بُدّ وَلَكِنْ خُذِي مَا لَا بُدَّ مِنْهُ، الْمَوْتُ، ثُمَّ الْبَعْثُ، ثُمَّ الْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، ثُمَّ الْجَنَّةُ والنار".

_ 1 ذكر البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. وروى عن ابن المسيب. وعنه ابن أبي ذئب. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/255. والجرح والتعديل 2/1/171) . 2 انظر: أخباره في المعرفة والتاريخ 1/676-680. وحلية الأولياء 3/229-259. 3 قيل: هذا وقيل: مولى الأسود بن سفيان المخزومي. فارسي الأصل وأمه رومية. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/2/78. وتهذيب التهذيب 4/143. والتحفة اللطيفة 2/170) . 4 طبقات الحفاظ للسيوطي54. ويحذف (بعد الفجر وبعد العصر) . 5 انظر: حلية الأولياء 3/32.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَكَانَ لِأَبِي حَازِمٍ حِمَارٌ، فَكَانَ يَرْكَبُهُ إِلَيَّ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِشُهُودِ الصَّلَوَاتِ. وَتُوُفِّيَ أَبُو حَازِمٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ1. وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ"3. 240- عَبْدُ اللهِ ابن أَبِي سُفْيَانَ. مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ4. 241- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن عَطَاءٍ5. صَاحِبُ الشَارِعة؛ وَهِيَ أَرْضٌ عِنْدَ زُقاق رُومَةَ بِطَرَفِ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي قُرَيْشٍ. وروى عنه

_ 1 وكذا أرخها ابن قتيبة، والسيوطي. وأرخها خليفة سنة خمس وثلاثين ومائة. وأرخها الربعي وابن كثير: "سنة أربعين ومائة". وقال بن الأثير: "سنة خمس وعشرين". وقيل: "سنة أربع وأربعين ومائة". (انظر: تاريخ خليفة 264. والمعارف لابن قتيبة 475. وتاريخ مولد العلماء ووفياتهم للربعي 23أ. والكامل في التاريخ 5/275. والبداية والنهاية 12/75. وتاريخ الخلفاء للسيوطي 271) . 2 مجمع على توثيقه، وفضله وزهده. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 2/1/159. ومشاهير علماء الأمصار 79. وتذكرة الحفاظ 1/133. وتهذيب التهذيب 4/143. وتقريب التهذيب 130. والتحفة اللطيفة 2/170) . 3 تهذيب التهذيب 4/144. وطبقات الحفاظ للسيوطي 54. ويحذف (في خلافة أبي جعفر بعد) . 4 قال ابن حجر: "عبد الله بن أبي سفيان مقبول. أخرج له أبو داود". (انظر: تقريب التهذيب 176) . 5 هو ابن بنت أبي لبيبة. (انظر: التحفة اللطيفة 2/515) .

ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَهِشَامُ [بْنُ] 1 سَعْدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ. وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطَاءٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ الْمَنْصُورِ. وَكَانَ ثِقَةً2 قَلِيلَ الْحَدِيثِ3. 242- مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَرْمَلَةَ مَوْلًى لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ كَاتِبًا لِسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، إِذْ كَانَ عَلَى السُّوقِ وَمَاتَ4 فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ5 وَكَانَ كَثِيرَ6 الْحَدِيثِ7. 243- هَارُونُ ابن أَبِي عَائِشَةَ8. رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ. روى عنه ابن جُريج. آخر الطبقة الرابعة [218/أ] .

_ 1 التكملة يقتضيها السياق. وهو أبو عباد ستأتي ترجمته رقم 374. 2 ووثقه: النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مصري أصله مدني، يعتبر حديثه إذا روى عن غير عبد الكريم أبي أمية. وقال الأزدي: لا يصح حديثه. وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: شيخ يحول من كتاب الضعفاء. وقال ابن حجر: صدوق فيه لين. أخرج له أبو داود، والترمذي. (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 70. والجرح والتعديل 2/269. وثقات ابن حبان 3/ق 82أ. وميزان الاعتدال 2/579. وتهذيب التهذيب 6/230. وتقريب التهذيب 207. والتحفة اللطيفة 2/515) . 3 تهذيب التهذيب 6/231. والتحفة اللطيفة 2/516. ويحذفان (في خلافة المنصور) . 4 قال ابن حجر: "مات سنة بضع وثلاثين ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 294) . 5 وكانت خلافة أبي جعفر بين سنتي (137ـ 158هـ) . 6 وقال ابن حجر: "ثقة. وقد أخرج له الجماعة عدا ابن ماجه". (انظر: تقريب التهذيب 294) . 7 تهذيب التهذيب 9/110. 8 وثقه العجلي. وذكر البخاري وابن أبي حاتم هارون وسكتا عنه. روي عن عدي بن عدي. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/220. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 4/2/93) .

الطبقة الخامسة: من التابعين من أهل المدينة.

الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ 244- يَحْيَى بنُ سَعِيد ابن قَيْسِ بْنِ عَمْرو1 بْنِ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَيُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ2. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: عَبْدَ الْحَمِيدِ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ، وَأَمَةَ الْحَمِيدِ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام. وَأَمَةَ الْحَمِيدِ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُمْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ صِرْمة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَار بْنِ أَبِي أَنَسِ بْنِ صِرْمة مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ.

_ 1 ويضع خليفة (فهد) بدل (عَمرو) وعند ابن أبي حاتم (قهد) بالقاف. وقال البخاري: لا يصح. ,اثبت (عمرو) وأثبت ابن حزم أيضاً. (انظر: طبقات خليفة 270. والتاريخ الكبير للبخاري 4/2/275. والجرح والتعديل 4/2/148. وجمهرة أنساب العرب 349) . 2 تاريخ بغداد 14/106. وبحذف (ابن ثعلبة بن الحارث ... غنم) .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: "خَرَجَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ1 ... فِي مِيرَاثٍ لَهُ، وَطَلَبَ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَرِيد فركبهُ إلى أفريقية، فقدم بذلك الميراث وهو خمس مائة دِينَارٍ". قَالَ: "فَأَتَاهُ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ. فَأَتَاهُ رَبِيعَةُ، فَلَمَّا أَرَادَ رَبِيعَةُ أَنْ يَقُومَ حَبَسَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ النَّاسُ أَمَرَ بِالْبَابِ فأُغلق، ثُمَّ دَعَا بِمَنْطِقَتِهِ2 فَصَبَّهَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِيعَةَ" وَقَالَ: "يَا أَبَا عُثْمَانَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إلا هو [218/ب] مَا غَيَّبتُ مِنْهَا دِينَارًا إِلَّا شَيْئًا أَنْفَقْنَاهُ فِي الطَّرِيقِ، ثُمَّ عَدَّ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ فَدَفَعَهَا إِلَى رَبِيعَةَ وَأَخَذَ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ لِنَفْسِهِ، قَاسَمَهُ إِيَّاهَا". وَقَالَ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ: أُتي يحيى بكتاب علمه ليُعرض3 عَلَيْهِ فَاسْتَنْكَرَ كَثْرَتَهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، فَكَانَ يَجْحَدُهُ حَتَّى قِيلَ لَهُ: نَعْرِضُهُ عَلَيْكَ فَمَا عَرَفْتَهُ أَجَزْتَهُ4 وَمَا لَمْ تَعْرِفْهُ رَدَدْتَهُ، فَعَرَفَهُ كُلَّهُ5. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: "عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّهُ رأى في خاتم يحيى ابن سَعِيدٍ بِسْمِ اللَّهِ، أَوِ الْحَمْدُ لِلَّهِ". قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "لَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ اسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيَّ6. فاستقضى سعد بن

_ 1 توجد كلمة في هذا الفراغ رسمها (عز كثير) . 2 منطقة: حزامه الذي ينتطق به في وسطه. وأكثر ما يستعمل لحمل النقود. (انظر: تاج العروس 7/77. مادة: نَطَقَ) . 3 هذا هو العرض وهو طريقة من طرق تحمل الحديث. وقد تقدم. 4 الإجازة: طريقة من طرق تحمل الحديث. 5 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/649. بسنده من طريق الليث إلخ. وأوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 11/222. نقلاً عن الليث أيضاً. 6 أخو الحجاج بن يوسف. وخال الوليد بن يزيد. وكان استعمال الوليد له على المدينة ومكة والطائف من سنة خمس وعشرين ومائة إلى أن قتل الوليد فعزله يزيد بن الوليد. (انظر: تاتريخ خليفة 366. والكامل في التاريخ 5/273، 319) .

إِبْرَاهِيمَ عَلَى الْمَدِينَةِ ثُمَّ عَزَلَهُ1، وَاسْتَقْضَى يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ"2. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: "لَمَّا أَرَادَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْعِرَاقِ" قَالَ لِي: "اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ وَأْتِنِي بِهَا" قَالَ: "فَكَتَبْتُ مِائَةَ حَدِيثٍ من حديث ابن شهاب، فأتيه بِهَا فَأَخَذَهَا مِنِّي. قُلْتُ لِمَالِكٍ: فَمَا قَرَأَهَا عَلَيْكَ وَلَا قَرَأْتَهَا عَلَيْهِ؟ " قَالَ: "لَا، هُوَ كَانَ أَفْقَهَ مِنْ ذَلِكَ"3. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدِمَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَلَى أَبِي جعفر الكوفة وهو [219/أ] بِالْهَاشِمِيَّةِ، فَاسْتَقْضَاهُ عَلَى قَضَائِهِ بِالْهَاشِمِيَّةِ4، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ5 وَمِائَةٍ6 وَكَانَ ثِقَةً7 كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجة ثبتاً"8.

_ 1 وكان ذلك سنة خمس وعشرين ومائة. وقد تقدمت ترجمة سعد رقم 77. 2 وأورد وكيع بن حيَّان هذا الخبر بألفاظ مقاربة في أخبار القضاة 3/244. (انظر: تاريخ بغداد 14/102) . 3 أخرج هذه الرواية وكيع بن حيَّان بسنده من طريق أبي أويس ... الخ وبألفاظ مقاربة. (انظر: أخبار القضاة 3/244) . 4 تاريخ بغداد 14/106. بلفظ آخر. 5 وكذا أرخه خليفة وابن قتيبة، وابن كثير، وغيرهم. وقيل: سنة اثنتين وأربعين ومائة، وقيل: أربع وأربعين، وقيل بعدها. (انظر: تاريخ خليفة 420. والمعارف لابن قتيبة 480. والكامل في التاريخ 5/511. والبداية والنهاية 10/810) . 6 تاريخ بغداد 14/106. وتهذيب التهذيب 11/223. 7 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 4/2/147. ومشاهير علماء الأمصار 80. وتاريخ بغداد 14/101. وتذكرة االحفاظ 1/137. وتهذيب التهذيب 11/221. وتقريب التهذيب 376) . 8 تهذيب التهذيب 11/222. وطبقات الحفاظ للسيوطي 57.

أخوه: 245- عَبْدُ رَبَّهِ ابن سعيد بن قيس بن1 عمرو بن سهل. وأمه أم ولد، وهي أم يحيى ابن سعيد. فولد عبد ربه بن سعيد: سعيدة تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَفَاطِمَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. وَتُوُفِّيَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ2. وَكَانَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ3 ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ دُونَ أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ4. وَأَخُوهُمَا 246- سَعْدُ بنُ سَعِيدِ ابن قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ5. وَأُمُّهُ أُمُّ ولد، وهي أم يحيى بن سعيد. فولد سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ: سَعِيدًا، وقَيْسًا، وَمُحَمَّدًا، وَأُمَامَةَ. وَأُمُّهُمْ حَبيبة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعة بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ. وَتُوُفِّيَ [219/ب] سعد بن

_ 1 انظر: نسب أخيه يحيى في الترجمة السابقة. 2 وكذا أرخها خليفة في قول، وابن حبان، وابن حجر، وقيل: سنة سبع وثلاثين ومائة، وقيل: أربعين، وقيل إحدى وأربيعن. (انظر: تاريخ خليفة 418. وطبقاته 270. ومشاهير علماء الأمصار 132. وتقريب التهذيب 198. وتهذيب التهذيب 6/127) . 3 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/41. ومشاهير علماء الأمصار 132. وتهذيب التهذيب 6/126. وتقريب التهذيب 198. والتحفة اللطيفة 2/461) . 4 تهذيب التهذيب 6/127. والتحفة اللطيفة 2/462. 5 انظر: ترجمة أخيه يحيى 244.

سَعِيدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ1. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ2، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ3 وَكَانَ ثِقَةً4 قَلِيلَ الْحَدِيثِ5 دُونَ أَخِيهِ. 247- إبراهيمُ ابن عُقبة بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ. أَعْتَقَ الزُّبَيْرُ أَبَا عَيَّاشٍ. وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ6، وَمَاتَ قبلهُ7، وَأَدْرَكَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَرَوَى عنه.

_ 1 تهذيب التهذيب 3/470. 2 هو محمد بن خازم -بمعجمتين- الكوفي. ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره. ومات سنة خمس وتسعين ومائة. وله اثنتن وثمانون سنة رُمي بالإرجاء. (انظر: تقريب التهذيب 295) . 3 عبد الله بن نمير - بضم النون مصغر- الهمداني أبو هاشم الكوفي ثقة صاحب حديث من أهل السنة. مات سنة تسع وتسعين ومائة وله أربع وثمانون. (انظر: تقريب التهذيب 192) . 4 ووثقه ابن عمَّار والعجلي وابن حبان. وتكلم فيه ابن حبان، والترمذي وأبو حاتم من قبل حفظه. وقال ابن عدي: "لا أرى بحديثه بأس". وقال النسائي: "ليس بالقوي. وضعفه أحمد، وابن معين وقال مرة: صالح". وقال ابن حجر: "صدوق سيء الحفظ. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة". (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والكامل في الضعفاء لابن عدي 2/1/61. والضعفاء والمتروكين للنسائي 54. والجرح التعديل 2/1/84. ومشاهير علماء الأمصار 74، 136. وميزان الاعتدال 2/120. وتهذيب التهذيب 3/470. وتقريب التهذيب 118. والتحفة اللطيفة 2/129) . 5 ميزان الاعتدال 2/120. وتهذيب التهذيب 3/470. 6 ستأتي ترجمة موسى بعد هذه. 7 ومات أخوه موسى سنة إحدى وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 419. وتقريب التهذيب 352) .

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَمُحَمَّدٍ1 بَنِي عُقْبَةَ حَلْقَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. فَكَانُوا كُلُّهُمْ فُقَهَاءَ مُحَدِّثِينَ. وَكَانَ مُوسَى يُفْتِي2. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ثِقَةً3 قَلِيلَ الْحَدِيثِ4. 248- مُوسَى بنُ عُقْبَة مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُويلد. وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَتُوُفِّيَ قَبْلَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ5. وَكَانَ ثِقَةً6 قَلِيلَ الْحَدِيثِ7. وقد رُوي عنه

_ 1 ستأتي ترجمة محمد رقم 249. 2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 10/362. نقلاً عن الواقدي أيضاً. 3 وثقه النقاد أبو حاتم: "صالح لا بأس به، يكتب حديثه. وقد أخرج له مسلم، والأربعة عدا الترمذي". (انظر: الجرح والتعديل 1/1/117. وتهذيب التهذيب 1/145. وتقريب التهذيب 22. والتحفة اللطيفة 1/129) . 4 تهذيب التهذيب 1/146. والتحفة اللطيفة 1/129. 5 وكان خروجه سنة خمس وأربعين ومائة. وستأتي ترجمته رقم 298. وأرخ خليفة والربعي، وابن الأثير وغيرهم وفاة موسى سنة إحدى وأربعين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 267. وتاريخ مولد العلماء ووفياتهم 23أ. والكامل في التاريخ 5/511) . 6 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة واشتهر باهتمامه بالتاريخ وتدوين المغازي، وفتوحات الخلفاء الراشدين. وله كتاب في المغازي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/514. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 4/1/154. ومشاهير علماء الأمصار 80. وتذكرة الحفاظ 1/148. وتهذيب التهذيب 10/360. وتقريب التهذيب 352. وتاريخ التراث لسزكين 1/457) . 7 تهذيب التهذيب 10/361.

أَيْضًا1، كَمَا رُوي عَنْ إِخْوَتِهِ2. 249- مُحَمَّدُ بنُ عُقْبَة مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ3 أَيْضًا كَمَا رُوي عَنْ إِخْوَتِهِ4. وَكَانَ ثِقَةً56 وَكَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَمُحَمَّدٍ بِنْتَ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ. 250- عَمرُو بنُ أَبِي عَمْرُو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَب الْمَخْزُومِيُّ. وَيُكَنَّى أَبَا عُثْمَانَ [220/أ] وَاسْمُ أَبِي عَمْرو مَيْسَرَةُ. وَتُوُفِّيَ عَمْرٌو فِي أول خلافة أبي جعفر7

_ 1 روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك. وهو عن سالم بن عبد الله، والزهري وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 10/360) . 2 من إخوته: صاحبا الترجمة السابقة، واللاحقة. 3 روى عنه ابن أبي الزناد، ووُهيب بن خالد، والسفيانان. وهو عن جده لأمه أبي حبة وكريب مولى ابن عباس، ويحيى بن عروة. (انظر: تهذيب التهذيب 9/345) . 4 سبق ذكر أخويه إبراهيم وموسى في الترجمتين السابقتين. 5 ووثقه أيضاً: أحمد، وابن معين، والنسائي، وابن حجر. وقال أبو حاتم: "شيخ"، ونقل عنه الذهبي وابن حجر قوله: صالح. وقال الذهبي: "لا بأس به ولينه البخاري". وقد سكت عنه البخاري في تاريخه، ولم يذكره في الضعفاء الصغير. وأخرج له مسلم، والنسائي وابن ماجه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/198. والجرح والتعديل 4/1/35. وميزان الاعتدال 3/649. وتهذيب التهذيب 9/345. وتقريب التهذيب 311) . 6 تهذيب التهذيب 9/346. 7 أول خلافته سنة سبع وثلاثين ومائة. تقدم.

وَزِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ عَلَى1 الْمَدِينَةِ2. وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَمْرِو بن أبي عمرو. وكان صاحب مراسيل34. 251 - عَلْقَمَةُ ابن أَبِي عَلْقَمَةَ5 مَوْلًى لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. (وَمَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمَنْصُورِ6) 7. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ8 وله أحاديث

_ 1 وكانت ولاية زياد الحارثي على المدينة في عهد ابن أخته السفاح سنة ثلاث وثلاثين ومائة، إلى أن عزله أبو جعفر سنة إحدى وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 413،430) . وعلى هذا تكون وفاة عمرو بين سنتي (137-141هـ) . وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 261.: "مات بعد الخمسين". 2 تهذيب التهذيب 8/83. ويحذف (أول) و (الحارثي على المدينة) . 3 حديثه عن أبي موسى الأشعري مرسل. (انظر: جامع التحصيل للعلائي 301) . قوله (مراسيل) : هو جمع مرسل. والإرسال في اللغة: إطلاق الشيء وعدم ضبطه فكأن المرسل أطلق الإسناد ولم يقيده براو معروف وقيل غير ذلك. وفي الاصطلاح: هو ما رفعه التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب 220. الحاشية. وتدريب الراوي 1/195) . 4 تهذيب التهذيب 8/83. وقال ابن حجر: في تقريب التهذيب: "ثقة ربما وهم. وقد أخرج له الجماعة". 5 اسم أبي علقمة: بلال. وأم علقمة اسمها مرجانة. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 75. وتقريب التهذيب 243) . 6 أوَّ ل خلافته سنة سبع وثلاثين ومائة. 7 تهذيب التهذيب 7/276. 8 ستأتي ترجمة مالك رقم 372.

صالحة1 وكان علقمة له كتاب يُعَلَّم فيه العربية والنحو والعروض2. 252- عُمَرُ ابن عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفرة3 بِنْتِ رَباح أُخْتِ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ4. جَالَسَ عُمَرُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرَهُمَا. وَتُوُفِّيَ بَعْدَ مَخْرَجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ5. وَكَانَ ثِقَةً6 كَثِيرَ الْحَدِيثِ لَيْسَ يَكَادُ يُسند، وهو يرسل أحاديثه7، أو عامتها.

_ 1 وقال ابن حجر: ثقة عَلاَّمة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 243) . 2 تهذيب التهذيب 7/275. 3 غُفرة: بضم المعجمة وسكون الفاء. (انظر: تقريب التهذيب 255) . وفي طبقات خليفة 266. والبداية والنهاية 10/96. بمهملة في أوله. وفي أسد الغابة 5/514. والإصابة 4/372. غفيرة بالتصغير. وهي صحابية جليلة. 4 هو بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (انظر: الاستيعاب 1/178. وأسد الغابة2/206) . 5 وكان خروجه سنة (145هـ) . ستأتي ترجمته رقم 298. وأرخ خليفة وفاة عمر: سنة ست وأربعين ومائة. وابن كثير سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 423. والبداية والنهاية 10/96) . 6 قال الإمام أحمد، والبزار وابن معين: "لم يكن به بأس". وقال ابن معين: "ضعيف وكذا قال النسائي، وابن حجر وذكر ابن معين، والعلائي، وأحمد، والبزار"، وابن حجر: "أنه كان يرسل". وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه". وكذا قال العجلي وزاد: "وليس بالقوي". وقال ابن حبان بعدم جواز الاحتجاج به. وقد أخرج له أبو داود، والترمذي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/431. والضعفاء والمتروكين للنسائي 81. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح التعديل 3/1/119. والمجروحين لابن حبان 2/81. وميزان الاعتدال 3/210. وجامع التحصيل للعلائي 296. وتهذيب التهذيب 7/471. وتقريب التهذيب 255.) . 7 تهذيب التهذيب 7/472. ويؤخر تاريخ الوفاة.

253- أُسِيدُ ابن أَبِي أَسِيدٍ1 مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ. وَيُكَنَّى أَبَا إِبْرَاهِيمَ2، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جعفر المنصور3. وكان قليل الحديث45. 254- عَبَّادُ6 ابن أبي صالح7. مولى جُوَيْرية امرأة من قيس. وكان أسنّ من أخيه سهيل8 ابن أَبِي صَالِحٍ، وَقَدْ رَوَى سُهَيْلٌ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَ عَبَّادٌ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ9 مُحَمَّدٍ وَكَانَ قليل الحديث مُسْتَضْعفاً10.

_ 1 هو أسيد بن أبي أسيد يزيد المدني البراد. (انظر: نزهة الألباب 19ب) . 2 وقال ابن حجر، والسخاوي: "أبو سعيد". (انظر: تقريب التهذيب36. والتحفة اللطيفة 1/327) . 3 أول خلافته سنة سبع وثلاثين ومائة. 4 وقال ابن حجر: "صدوق وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، والأربعة". (انظر: تقريب التهذيب 36) . 5 تهذيب التهذيب 1/344. والتحفة اللطيفة 1/327. ويضعان (أبا أيوب) بدل (أبا إبراهيم) . 6 يقال له: عباد بن رقية. وعبد الله بن أبي صالح. (انظر: التحفة اللطيفة 2/318) . 7 واسم أبي صالح: ذكوان السمان. ثقة ثبت مات سنة إحدى ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 98) . 8 هو صاحب الترجمة التالية. 9 وكانت خلافته من سنة سبع وعشرين ومائة إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة. 10 وقال البخاري: "منكر الحديث"، ونقل عن ابن المديني قوله: "ليس بشيء". وقال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين. ووثقه ابن معين، وأبو داود والساجي، والأزدي. وقال الذهبي:" صالح الحديث". وقال ابن حجر: "لين الحديث وقد أخرج له مسلم والأربعة عدا النسائي". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/38.والمجروحين لابن حبان 2/164.والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 127.وميزان الاعتدال 2/366.وتهذيب التهذيب 5/263.وتقريب التهذيب 177) .

وأخوه: 255- سُهَيْلُ [220/ب] ابن أَبِي صَالِحٍ1. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالُوا: وَجَدَ2 سُهَيْلٌ عَلَى أَخِيهِ عَبَّادٍ وجْداً شَدِيدًا حَتَّى حدَّث3 نَفْسَهُ. وَتُوُفِّيَ سُهَيْلٌ فِي خِلَافَةِ أبي جعفر المنصور4. وكان ثقة5 كثير الحديث6 وروى عنه أهل

_ 1 انظر: الترجمة السابقة. 2 وجد وجْداً: حزن حزناً. (انظر: المعجم الوسيط 2/1013. مادة: وَجَدَ) . 3 في هذا إشارة إلى أنه من شدة حزنه اصابه شيء من الخلل في عقله فتغيَّر حفظه بعد موت أخيه ويتضح ذلك مما نقله الذهبي عن ابن المديني، وابن حجر عن البخاري، حيث أشار إلى شدة حزنه على أخيه فقالا: (فنسي كثيراً من الحديث) بدل (حتى حدث نفسه) . (انظر: ميزان الاعتدال 2/244. وتهذيب التهذيب 4/264) . 4 وكانت خلافته من سنة سبع وثلاثين ومائة إلى آخر سنة ثمان وخمسين ومائة. 5 ووثقه العجلي، والنسائي، والدارقطني، وضعفه ابن معين في قول، ولينه في آخر. وعده الذهبي في الحفاظ، وقال أحد العلماء النقاد: "وغيره أقوى منه". وقال ابن حجر: "صدوق تغير في آخره. وقد أخرج له البخاري حديثاً مقروناً. وحديثين متابعة، واحتج به بقية الجماعة". (انظر: التاريخ لابن معين 2/243. والجرح والتعديل 2/1/246. وتذكرة الحفاظ 1/137. وميزان الاعتدال 2/243. وهدي الساري 406. وتقريب التهذيب 139. والتحفة اللطيفة 2/204) . ولسهيل صحيفة نشرها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي. 6 تهذيب التهذيب 4/264.

المدينة وأهل العراق1. 256- صَالِحُ ابن مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا وَاقِدٍ، وَكَانَ صَاحِبَ غَزْوٍ. وَمَاتَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بْنِ حَسَنٍ3 بِالْمَدِينَةِ". وَرَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَلَهُ أَحَادِيثُ، وهو4 ضعيف5.

_ 1 وممن روى عنه أهل المدينة: مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري وموسى بن عقبة، وغيرهم. وممن روى عنه من أهل العراق: شعبة والسفيانان وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 4/263) . 2 وكان خروجه سنة 145هـ. ستأتي ترجمته رقم 298. وفي هذه السنة أرخه ابن حبان. وقيل بعدها. (انظر: المجروحين لابن حبان 1/267. وميزان الاعتدال 2/299) . 3 تهذيب التهذيب 4/401. ويحذف (وكان يكنى أبا واقد) . 4 ضعفوه. وقد أخرج له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/215. والتاريخ الكبير للبخاري 3/2/291. والضعفاء الصغير له 59. والضعفاء والمتروكين للنسائي 57. والجرح والتعديل 2/1/411. والمجروحين لابن حبان 1/367. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 13.والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 119.وميزان الاعتدال 2/299. وتهذيب التهذيب 4/401. وتقريب التهذيب 150) . 5 تهذيب التهذيب 4/401.

257- أبُو جَعْفَرِ الْخَطْمِيُّ1. وَاسْمُهُ عُمير بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمير بْنِ حَبِيبِ بْنِ حُبَاشة2 بْنِ جُوَيبر3 ابن عبيد بْنِ غَيَّان بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمة، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَم بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ. وَأُمُّ أَبِي جَعْفَرٍ أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ عُقبة بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ جَبْرِ بن عبيد بْنِ غَيَّان بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَة. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ 4. 258 - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَحْمَنِ [221/أ] ابْنِ لَبِيبَةَ5 وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدٍ، وَهِيَ امْرَأَةٌ أعجمية، والأب عبد الرحمن

_ 1 الخَطْمي: بفتح المعجمة وسكون الطاء. وهي نسبة إلى خطمة بن جُشم بن مالك، بطن من الأنصار. (انظر: عجالة المبتدي للحازمي 55. واللباب لابن الأثير 1/453) . 2 حباشة: بضم المهملة وفتح الموحدة والمعجمة. كما في الأصل وكذا عند ابن حزم وابن حجر. وبميم بدل الموحدة (حماشة) عند ابن أبي حاتم وفي التهذيب. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/379.وجمهرة أنساب العرب 344.والإصابة 1/305.وتهذيب التهذيب 8/151) . 3 في الأصل: (جويبر) بجيم مضمومة مصغر. وفي جمهرة أنساب العرب 344. والإصابة 1/305: (جويرثة) بمهملة مضمونة بعدها واو تليها مثناة تحتية بعدها راء ثم مثلثة آخرها هاء. 4 قال ابن حجر في أبي جعفر: مدني نزل البصرة. صدوق من السادسة وقد أخرج له الأربعة. (انظر: تقريب التهذيب266) . 5 ويقال: ابن أبي لبيبة. وقال ابن حجر: "اسم أبي لبيبة: وردان". (انظر: طبقات خليفة 263. والجرح والتعديل 3/2/319. وتهذيب التهذيب 9/301) .

مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، وَقَدْ أَدْرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن عُمَرَ وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ1. وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [عبد الرحمن2] عبدُ الحميد بْنُ جَعْفَرٍ3، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ4، وَقَدْ رَآهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا. وكان قليل5 الحديث6. 259- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن حَرْمَلَةَ7 الْأَسْلَمِيُّ، وَيُكَنَّى أَبَا حَرْمَلَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةِ أَسْلَمَ مِنْ خُزَاعَةَ. تُوُفِّيَ لَيَالِيَ خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن حسن8.

_ 1 هو عامر بن سعد الزهري المدني ثقة مات سنة أربع ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 160) . 2 التكملة من الجرح والتعديل 3/2/319. 3 ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري صدوق رمي بالقدر وربما وهم. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 196) . 4 ستأتي ترجمة أسامة الليثي رقم 326. 5 وضعفه الدارقطني، وقال ابن معين: "ليس حديثه بشيء. وذكره ابن حبان في الثقات" وقال أبو زرعة: "حديثه عن عليّ بن أبي طالب مرسل". وقال ابن حجر: "كثير الإرسال. وقد أخرج له مسلم والنسائي". (انظر: الجرح والتعديل 3/2/319. وجامع التحصيل للعلائي 327. وتهذيب التهذيب 9/301. وتقريب التهذيب 308) . 6 تهذيب التهذيب 9/301. 7 ابن عمرو بن حنَّة، بفتح المهملة وتثقيل النون. (انظر: تقريب التهذيب 200) . 8 وحدد ابن حجر وفاة عبد الرحمن سنة خمس وأربعين ومائة، نقلاً عن ابن سعد. (انظر: تهذيب التهذيب 6/161) . وكان خروج محمد في هذه السنة. وستأتي ترجمته 298.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ1. 260- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، من القارة2، وهو إلى الهُون بْنِ خُزَيمة. وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ المنصور3 وكان قليل الحديث4. 261- عَبْدُ الوَاحِدِ ابن أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِي5 مِنْ أَنْفَسِهِمْ وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَاتَّهَمَهُ أَبُو جَعْفَرٍ [فِي أَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ6 أَنَّهُ يَعْلَمُ عِلْمَهُ7] فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى طَرَفِ القَدُوم8 فتوارى عند

_ 1 قوله: كان ثقة كثير الحديث، ورد في تهذيب التهذيب 6/161. والتحفة اللطيفة 2/480. نقلاً عن الواقدي. وقال ابن حجر: "صدوق ربما أخطأ. وقد أخرج له مسلم والأربعة". (انظر: تقريب التهذيب 200) . 2 القارة: قبيلة كبيرة يصل نسبها إلى مضر. والنسبة إليها قاري. (انظر: اللباب لابن الأثير 3/6) . 3 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . 4 وسكت عنه ابن أبي حاتم، ونقل توثيقه عن ابن معين. وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/281. وثقات ابن حبان 2/1/86أ) . 5 ويقال: ابن أبي عون الأويسي. (انظر: الجرح والتعديل 1/3/22. وتهذيب التهذيب 6/438) . والدّوسي: بفتح الدال المهملة وسكون الواو وفي آخرها سين مهملة. 6 هو العلوي. ستأتي ترجمته رقم 298. 7 التكملة من تهذيب التهذيب 6/438. نقلاً عن ابن سعد. 8 القدوم: اسم لجبل يقع في بلاد دوس. شمال المدينة المنورة، خلف جبل أحد. (انظر: معجم البلدان 4/312 ومعالم طابة 334) .

مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ1 فَمَاتَ عِنْدَهُ فُجاءة سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ أَحَادِيثُ2) 3. 262- إسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ [221/ب] ابن أَبِي فَرْوَةَ. وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ. وَكَانَ أَبُو فروة مولى لعثمان بن [عفان4] ويقولون: إِنَّ عُبَيْدَ الْحَفَّارِ5 جَاءَ بِأَبِي فَرْوَةَ عَبْدًا مَكَانَهُ فَأَعْتَقَهُ عُثْمَانُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَكَانَ أَبُو فَرْوَةَ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ، وقُتل مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ6 فَدُفِنَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. وَقَالَ بَعْضُ وَلَدِهِ: إِنَّهُ مِنْ بَلِيٍّ7، وَإِنَّ اسْمَهُ الْأَسْوَدُ بن عمرو8 وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ9 بِالْعِرَاقِ، وَكَانَ مُصْعَبُ يثق به، فأصاب معه مَالًا عَظِيمًا. وَكَانَتْ لِإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حلقة. في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يَجْلِسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَهْلُهُ وَهُمْ كثير

_ 1 هو محمد بن يعقوب بن عتبةبن المغيرة بن الأخنس الثقفي. روى عن ابيه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/267. والجرح والتعديل 4/1/121) . 2 وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وابن ماجه". (انظر: تقريب التهذيب 222) . 3 تهذيب التهذيب 6/438. 4 التكملة من طبقات خليفة 266. 5 عبيد الحفار: لم أعثر عليه. 6 هو عبد الله بن الزبير بن العوام، تقدم. وكان قتله سنة ثلاث وسبعين. 7 هو بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. ينسب إليه جماعة من الصحابة ومن بعدهم. (انظر: عجالة المبتدي للحازمي 27. واللباب 1/177) . 8 وفي تهذيب التهذيب 1/240. اسمه عبد الرحمن الأسود. 9 هو مصعب بن الزبير بن العوام أبو عبد الله، ويقال: أبو عيسى ولي العراق لأخيه عبد الله وقتل سنة إحدى وسبعين في العراق. وقيل: سنة اثنتين وسبعين. (انظر: طبقات ابن سعد 5/182. وتاريخ بغداد 13/105. والكامل في التاريخ 4/323) .

بِالْمَدِينَةِ. وَكَانَ إِسْحَاقُ مَعَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ1 بالشام، فسمع منه الشاميون2 ثم قدم المدينة، فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ3 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَ إِسْحَاقُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، يَرْوِي أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً وَلَا يَحْتَجُّونَ4 بِحَدِيثِهِ5. وَأَخُوهُ: 263- عَبْدُ الحَكِيمِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ يُحَدِّثُ عَنْهُ. وَكَانَ أَثْبَتَ مِنْ أَخِيهِ إِسْحَاقَ، وَكَانَ ثِقَةً6 قَلِيلَ الْحَدِيثِ وكان يفتي بالمدينة،

_ 1 ابن عبد الله بن عباس عم أبي العباس والمنصور. وأحد قواد جيشهما في حروب الشام آخر عهد بني أمية. وولي الشام لأبي جعفر. وتوفي سنة ست وثمانين ومائة بسلميَّة في سوريا. (انظر: تاريخ خليفة 403، 457. والمعارف لابن قتيبة 375) . 2 وممن سمع منه: الليث بن سعد، وابن لَهيعة، والوليد بن مسلم وغيرهم. وهو روى عن: أبي الزناد والزهري، ومكحول، وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 1/240) . 3 تهذيب التهذيب 1/240. 4 تركوه ولم يحتجا بحديثه. وقد أخرج له أبو داود، والترمذي وابن ماجه وهو الذي قال له الزهري: "قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجراك على الله ألا تسند حديثك، وتحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة". (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 17. والمعرفة والتاريخ 3/45-55. والضعفاء والمتروكين للنسائي 19. والجرح والتعديل 1/1/227. والمجروحين لابن حبان 1/131. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 69. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 16. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/71. وميزان الاعتدال 1/193. وتهذيب التهذيب 1/240. وتقريب التهذيب 29) . 5 تهذيب التهذيب 1/240. 6 ووثقه: ابن معين، وأبو حاتم. وقال أبو زرعة: "لا بأس به". وذكره ابن حبان في المشاهير. وقال الذهبي: صويلح. (انظر: التاريخ لابن معين 2/341. وميزان الاعتدال 2/537. والجرح والتعديل 1/3/34. ومشاهير علماء الأمصار 134) .

وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [222/أ] وَبَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. وَكَانَ عِدَّةٌ مِنْ إِخْوَتِهِ يُفْتُونَ وَيُحَدِّثُونَ، مِنْهُمْ: صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الله1، وعبد الأعلى بن عبد الله2، ويونس بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3....4 أَبُو الْحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيمُ5 وَعَبْدُ الْغَفَّارِ6 أَبْنَاءُ عَبْدِ اللَّهِ. 264- المُهَاجِرُ بنُ يَزِيدِ مَوْلًى لِآلِ أَبِي ذِئْبٍ الْعَامِرِيِّ7 وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ8: "كَتَبْتُ مَعَهُ إِلَى عَطَاءِ9 بْنِ أَبِي ربَاح10 وَكَانَ قليل الحديث"11.

_ 1 أبو عروة الأموي مولاهم المدني. وثقه ابن معين. من السادسة. (انظر: تقريب التهذيب 150) . 2 المدني مولى آل عثمان. أبو محمد ثقة فقيه من السابعة. (المصدر السابق 195) . 3 مَا به بأس. ذكره ابن عدي مختصراً وقال: ليس به بأس. يكتب حديثه. (انظر: ميزان الاعتدال 4/481) . 4 فراغ في الأصل. 5 ذكره السخاوي وسكت عنه. (انظر: التحفة اللطيفة 1/125) . 6 عبد الغفار لم أعثر عليه. 7 وفي الجرح والتعديل4/1/261. (العائذي) بدل (العامري) والصواب ما أثبته ابن سعد لأن أبا ذئب هو شعبة بن عبد الله بن أبي قيس ... من ولد عامر بن لؤي. (انظر: جمهرة أنساب العرب 168) . 8 ستأتي ترجمته رقم 350. 9 أورد ابن أبي حاتم هذه الترجمة كاملة إلى (عطاء) في الجرح والتعديل 4/1/261. ولم يتعرض له. 10 هو عطاء بن أبي رباح -بفتح الراء والموحدة واسم أبي رباح: أسلم- القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال. مات سنة أربع عشرة ومائة. وقيل إنه تغير بأخره ولم يكن ذلك منه. (انظر: تقريب التهذيب 239) . 11 وذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه. وذكر قول ابن أبي ذئب الذي أورده ابن سعد. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/261) .

265- الخَطَّابُ بنُ صَالِحِ ابن دِينَارٍ التَمَّار، مَوْلًى لِآلِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الظَفري، وَيُكَنَّى أَبَا عُمَرَ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ1 وَأَقْدَمُ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة، في خلافة أبي جعفر المنصور2. وأخوه: 266- المُهَاجِرُ بنُ مِسْمَارِ مَوْلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ. (مَاتَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله ابن حَسَنٍ3، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسِينَ4 وَمِائَةٍ. وَلَهُ أَحَادِيثُ، [222/ب] وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَهُوَ صَالِحُ5 الْحَدِيثِ6. وَأَخُوهُ: 267- بُكَيْرُ ابن مِسْمَار، وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَقَدْ لَقِيَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهَ. وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ أخيه7.

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 375. 2 قال ابن حجر: "الخطاب بن صالح مقبول، وقد أخرج له أبو داود". (انظر: تقريب التهذيب 93) . 3 وهكذا أرخ خليفة وفاته في طبقاته 270. وكان خروجه سنة خمس وأربعين ومائة. وستأتي ترجمته 298. 4 وهكذا أرخ ابن منده وفاته في المستخرج 275أ. ووضع (قبل) بدل (قيل) . 5 وقال أبو بكر البزار: مشهور صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: "مقبول، وقد أخرج له مسلم، والترمذي وابن ماجه في التفسير". (انظر: الثقات لابن حبان 3/151ب. وتهذيب التهذيب 10/323. وتقريب التهذيب 349) . 6 تهذيب التهذيب 10/32. 7 المقصود بأخيه: المهاجر، صاحب الترجمة السابقة. وقال الذهبي وابن حجر في بكير: "صدوق، وقد أخرج له مسلم، والنسائي، والترمذي" (انظر: المغني في الضعفاء للذهبي 1/115. وتقريب التهذيب 48) .

268- عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيد ابن فُنطس1 مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وَيُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ2. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ3. 269- مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَن مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتبة بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا فَقِيهًا، وَكَانَتْ له حلقة في المسجد وكان

_ 1 فنطس: بضم الفاء والطاء المهملة بينهما نون ساكنة آخرها سين مهملة وهي بالفاء عند البخاري وابن أبي حاتم وابن معين. وبالقاف عند الذهبي وابن حجر، والسخاوي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/377. والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/277. والجرح والتعديل 2/2/197. وميزان الاعتدال 2/526. ولسان الميزان 3/377. والتحفة اللطيفة 2/435) . 2 ستأتي ترجمته رقم 350. 3 وثق عبد الله كل من: "أحمد بن حنبل، وابن معين"، وقال النسائي: "ليس بثقة". ونقل الذهبي قول البخاري: "يقال: يتهم بالزندقة". وفي التاريخ الكبير ينقل البخاري عن عبد الرحمن بن أبي شيبة قال: "لا أعلم إلا أني سمعت أبا بكر بن أبي أويس يقول: حسين بن عبد بن عبيد الله بن عباس كان يتهم بالزندقة وعبد الله بن يزيد الهذلي". العبارة تفيد أن عبد الله بن يزيد يتهم بالزندقة أيضاً. والتحقيق أن العبارة فيها سقط يتممها ما أورده ابن حبان عن عبد الرحمن بن أبي شيبة حيث يقول: "لا أعلم إلا أنني سمعت أبا بكر بن أبي أويس يقول: عبد الله بن يزيد الهذلي ما بحديثه بأس") . فتأمل. وقال ابن شاهين: "ما أعلم به إلا خيراً، وحديثه مقارب". (انظر: التاريخ لابن معين 2/377.والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/227. والكامل في الضعفاء لابن عدي 1/2/ق297. والضعفاء والمتروكين للنسائي 64. والجرح والتعديل 2/2/197. وثقات ابن شاهين ق53. وميزان الاعتدال 2/526. ولسان الميزان 3/377. والتحفة اللطيفة 2/435) .

يُفْتِي1. وَكَانَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ2 يَجْلِسُ إِلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ يَقُولُ: حُمل بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ سِنِينَ"3. قَالَ مُحَمَّدُ بن عمر: "وسمعت نساء آل الجَحَّاف مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ يَقُلْنَ: مَا حَمَلَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِينَ شَهْرًا4، وَالْحَمْلُ كَذَلِكَ -أَرَادَ تُوطَأُ ثُمَّ ترْفَعُهَا الْحَيْضةُ ثَلَاثَ سِنِينَ، أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ثُمَّ يستبين الحمل من غير وطيء حَادِثٍ-" قَالَ: "وَسَمِعْتُ مَالِكَ5 بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قد يكون الحمل سنتين أو أكثر [223/أ] وَأَعْرِفُ مَنْ حُمل بِهِ أَكْثَرَ مِنْ سَنَتَيْنِ -يَعْنِي نَفْسَهُ-" 6. قَالَ: "وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، حِينَ خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا قُتل مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ7 وَوَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَدِينَةَ8، بَعَثَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ فَأُتِيَ بِهِ. فبكتَّهَ9 وَكَلَّمَهُ كَلَامًا، وَقَالَ: خَرَجْتَ مَعَ الكذَّاب، وَأَمَرَ بِهِ تُقْطَعُ يَدُهُ. فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان بِكَلِمَةٍ، إلاَّ أَنَّهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ لَا يُدرى مَا هُوَ، يُظن أَنَّهُ يَدْعُو، قَالَ: فَقَامَ مَنْ حَضَرَ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وأشرافهم. فقالوا: أصلح الله

_ 1 تهذيب التهذيب 9/342. 2 ستأتي ترجمته رقم 334. 3 أوردها كل من الذهبي، وابن حجر نقلاً عن الواقدي. (انظر: المعارف لابن قتيبة 595. وتذكرة الحفاظ 1/165. وميزان الاعتدال 3/646. وتهذيب التهذيب 9/342) . 4 أوردها ابن قتيبة في المعارف 595. نقلاً عن الواقدي. 5 ستأتي ترجمته رقم 372. 6 أوردها الذهبي في الميزان 3/646، نقلاً عن الواقدي. 7 وكان خروجه وقتله سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298. 8 وكانت ولاية جعفر على المدينة سنة 146هـ وقد تقدم. 9 بكته: قَرَّعه ووبخه. (انظر: المعجم الوسيط 1/66. مادة بَكَتَ) .

الْأَمِيرَ، مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وعابدها! وإنما شُبَّه عليه وظَنَّ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الرِّوَايَةُ فَلَمْ يَزَالُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَرَكَهُ، فولَّى مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان مُنْصَرِفًا لَمْ يَتَكَلَّمْ بِكَلِمَةٍ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ"1. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدْ رَأَيْتُهُ وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَمَاتَ سَنَةً ثَمَانٍ، أَوْ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ"3. 270 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَرْيَم مَوْلَى لِبَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ لِبَنِي ناصِرة، تُوُفِّيَ بَعْدَ مَخْرَجِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن حسن4 بالمدينة5. وأخوه:

_ 1 انظر تذكرة الحفاظ 1/165. وميزان الاعتدال 3/645. 2 ووثقه أحمد، وابن عيينة، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، والعجلي، وابن حبان. وقال يعقوب بن شيبة: "صدوق وسط"، وقال الساجي: "هو من أهل الصدق"، وقال العقيلي: "يضطرب في حديث نافع"، ونقل البخاري عن القطان: "أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة". وقال الذهبي: "إمام صدوق مشهور، وقد تكلم فيه المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه". وقال ابن حجر: "صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة وقد أخرج له البخاري تعليقًا، ومسلم متابعة، والأربعة". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/196. والجرح والتعديل 4/1/49. ومشاهير علماء الأمصار 140. وتذكرة الحفاظ 1/165. وميزان الاعتدال 3/644. وتهذيب التهذيب 9/341. وتقريب التهذيب 311) 3 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/342، نقلاً عن الواقدي ويحذف (بالمدينة ... المنصور) . 4 وكان مخرج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298. 5 ذكر ابن أبي حاتم، محمد بن أبي مريم وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/107) .

271 عَبْدُ اللَّهِ ابن أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ أَبُو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، الَّذِي كَانَ مَعَ هَارُونَ1 أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ2، وَقَدْ رُوي عنه3 [223/ب] . 272- مُسْلِمُ بنُ أَبِي مَرْيَمِ4 مَوْلًى لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ5، وَلَيْسَ بِأَخٍ لِمُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ6 ابْنَيْ أَبِي مَرْيَمَ7، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ8، وَقَدْ كان شديداً على القدرية9، وكان

_ 1 هو هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، أبو جعفر خامس خلفاء بني العباس، وكانت خلافته من سنة سبعين ومائة إلى سنة ثلاث وتسعين ومائة. (انظر: الإمامة والسياسة 2/153، 174. وتاريخ الخلفاء للسيوطي 283، 292) . 2 وكان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298. 3 روى عنه حاتم بن إسماعيل الحارثي المدني، ويحيى بن سعيد القطان. ووثقه ابن حبان. (انظر: التاريخ لابن معين 2/330. وثقات ابن حبان 2/151ب) . 4 اسم أبي مريم يسار كما في تهذيب التهذيب 10/138. 5 وقال البخاري وأبو حاتم: "إنه مولى لبني سليم". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/1/273. والجرح والتعديل 4/1/196) . 6 وقال أبو حاتم: "هو أخ لهما". (انظر: الجرح والتعديل 4/1/196) . 7 تهذيب التهذيب 10/138. 8 ستأتي ترجمته رقم 372. 9 القدرية: هم الذين يثبتون للعبد قدرة يفعل بها ما اختار فعله. ويقولون: إن كل إنسان خالق لفعله. (انظر: الفصل في الملل والنحل لابن جزم 3/22) .

ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ12. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ3، قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ شَدِيدًا عَلَى الْقَدَرِيَّةِ، عَائِبًا لَهُمْ وَلِكَلَامِهِمْ. قَالَ: فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ فَتَرَكَهَا لَمْ يُجَبِّرْهَا، فكُلم فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: يَكْسِرُهَا هُوَ وَأُجَبِّرُهَا أَنَا! لَقَدْ عَانَدْتُهُ إِذًا. 273- الحَارِثُ بنُ عَبْدِ الرَحْمنِ ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُباب4 الدَّوْسِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وكان ينزل الأعْوَص على أحد عشر ميلا مِنَ الْمَدِينَةِ طَرِيقَ الْعِرَاقِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدْ أَدْرَكْتُهُ وَرَأَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ5 بسنةٍ، وَكَانَ قَلِيلَ6 الْحَدِيثِ"7.

_ 1 ووثقه: ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وابن حجر، وقال أبو حاتم: صالح، وأخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/196. وتقريب التهذيب 336. وتهذيب التهذيب 10/138) . 2 تهذيب التهذيب 10/138. ويحذف (قد) . ويضيف قبلها: (مات في ولاية أبي جعفر) . 3 نقل الخطيب البغدادي توثيق ابن أبي الزناد. عن ابن سعد. ومات في بغداد سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن سبع وخمسين سنة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/417. وتاريخ بغداد 2/305) . 4 حذف البخاري، وابن أبي حاتم، والذهبي: (ابن سعد) . وأضاف ابن حجر: (بن عبد الله) قبل (بن سعد) . (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/271. والجرح والتعديل 1/2/79. وميزان الاعتدال 1/437. وتهذيب التهذيب 2/147) . 5 كان خروجه سنة 145هـ، وستأتي ترجمته رقم 298. 6 وقال ابن حجر: صدوق يهم. (انظر: تقريب التهذيب 2/147. 7 تهذيب التهذيب 2/148.

وأخوه: 274- عَبْدُ اللهِ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي1 ذُباب الدَوسي، وقد رُوي عنه أيضا2. 275- يَزِيدُ ابن أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ الْأَسْلَمِيِّ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ3، وَكَانَ ثِقَةً4 كَثِيرَ الْحَدِيثِ5. 276- مُحَمَّدُ بنُ أَبِي يَحْيَى واسم أبي يحيى سَمْعَان [224/أ] مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ نُهْم6 مِنْ بَنِي سَهْم

_ 1 وهكذا أورد نسبه البخاري وأضاف ابن أبي حاتم وابن حجر (بن الحارث) بعد (عبد الله) وقال ابن حجر: ويقال: "عبيد الله بن عبد الرحمن". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/132. والجرح والتعديل 2/2/94. وتهذيب التهذيب 5/292) . 2 روى عن: أبيه، وأبي هريرة وعبيد بن حُنين، وعنه مجاهد بن جبر، ومالك وغيرهم. وثقه ابن حجر، وقد أخرج له أبو داود، والترمذي. (انظر: تهذيب التهذيب 5/292. وتقريب التهذيب 179) . 3 وكان خروجه سنة 145هـ، وسيأتي ترجمته رقم 298. 4 ووثقه النقاد، وأخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/675. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. ومشاهير علماء الأمصار 78. وتهذيب التهذيب 11/349. وتقريب التهذيب 383) . 5 تهذيب التهذيب 11/349. 6 نهم بضم النون وسكون الهاء، كما في طبقات خليفة 271. وتبصير المنتبه 4/1428. وفي الجرح والتعديل 3/2/282. يضع (سهم) بدلاً من (نهم

بَطْنٍ مِنْ أَسْلَمَ، وَيُكَنَّى مُحَمَّدٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى1 الْمَدَنِيُّ الْمُحَدِّثُ، تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ2، في خلافة أبي جعفر المنصور، وكان ثقة3 كَثِيرَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطان. وأخوه: 277- أُنَيْسُ ابن أَبِي يَحْيَى، وَيُكَنَّى أَبَا يُونُسَ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، (وَكَانَ ثِقَةً4) 5 قليل الحديث. وأخوهما:

_ 1 مدني متروك، مات سنة أربع وثمانين ومائة، وقيل: إحدى وتسعين. (انظر: تقريب التهذيب 23) . 2 وكذا أرخها خليفة في تاريخه، وأرخها في طبقاته سنة خمس وأربعين. ونقل ابن حجر عن كل من أبي نعيم الأصبهاني: سنة ست وأربعين وعن ابن حبان: سنة سبع وأربعين. (انظر: تاريخ خليفة 421. وطبقاته 271. وتهذيب التهذيب 9/523) . 3 ووثقه العجلي، وأبو داود، والخليلي، وابن معين، والذهبي، وقال ابن حجر: صدوق، ونقل عن ابن أبي حاتم: أن يحي القطان تكلم فيه، ثم نقل عنه في ترجمة أنيس أخي محمد قول ابن المديني عن يحيى القطان: لم يكن به بأس وأخوه أثبت منه. وقد أخرج له الأربعة عدا الترمذي فقد أخرج له في الشمائل. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 3/2/282. وميزان الاعتدال 4/66. وتهذيب التهذيب 9/522. وتقريب التهذيب 324) . 4 مجمع على توثيقه: وقد أخرج له أبو داود، والترمذي. (انظر: الجرح والتعديل 1/1/334. ومشاهير علماء الأمصار134. وتهذيب التهذيب 1/380. وتقريب التهذيب 39) . 5 تهذيب التهذيب 1/380.

278- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ ثِقَةً1 قَلِيلَ الحديث. 279- إِسْمَاعِيلُ ابن رَافِعٍ، وَيُكَنَّى أَبَا رَافِعٍ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي عُوَيمر مَوْلًى لُمزَيْنة. مَاتَ بِالْمَدِينَةَ قَدِيمًا. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ2 ضَعِيفًا3، وَهُوَ الَّذِي رَوَى حَدِيثَ الصور بطوله4.

_ 1 لم أعثر على ترجمة له. 2 وكان قاضياً، ونزل البصرة. مجمع على تضعيفه. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، والترمذي وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/33-34. والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/53. والضعفاء والمتروكين للنسائي16. والجرح والتعديل 1/1/168. والمجروحين لابن حبان 1/124. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 5. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 20. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/80. وميزان الاعتدال له 1/277. وتهذيب التهذيب 1/294. وتقريب التهذيب 33. والتحفة اللطيفة 1/311) . 3 تهذيب التهذيب 1/295. والتحفة اللطيفة 1/312. 4 حديث الصور: حديث طويل. رُوي مفرقاً بأسانيد مختلفة في كتب الحديث، ولا مجال لذكرها هنا. وقد أخرج الحديث بطوله أبو يعلى في مسنده، من طريق إسماعيل بن رافع، من حديث أبي هريرة مرفوعاً. وأورده ابن كثير في النهاية 172-179. وقال (إسماعيل بن رافع ليس من الوضاعين وكأنه جمع هذا الحديث من طرق، وأماكن متفرقة، ثم ساقه سياقة واحدة، فكان يقص به على أهل المدينة) . وذكر أن إسحاق بن راهويه رواه، من طريق إسماعيل بن رافع، من حديث أبي هريرة مرفوعاً.

280- عَبْدُ اللهِ بنُ [سَعِيد بنِ] 1 أَبي هِنْدِ وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ مَوْلًى لِبَنِي شَمْخ مِنْ بَنِي فَزارة، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ2 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ ثِقَةً3 كَثِيرَ الْحَدِيثِ4. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بن سعيد القطان. 281- سَعْدُ بنُ إِسْحَاق ابن كَعْبِ بْنِ عُجْرة مِنْ بَلِيٍّ، حَلِيفٌ لِلْأَنْصَارِ، ثُمَّ لِبَنِي سَالِمٍ مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ5، وَقَبْلَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن حسن6 بالمدينة، وكان ثقة7 [224/ب] وَلَهُ أَحَادِيثُ8 وَرَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطان.

_ 1 التكملة من تهذيب التهذيب 5/239. والتحفة اللطيفة 2/328. 2 تهذيب التهذيب 5/239. 3 ووثقه ابن معين وأحمد، وأبو داود، والعجلي، ويعقوب الفسوي، وابن المديني، والذهبي، والبرقي، وابن حبان وقال: "كان يهم بالشيء بعد الشيء". وقال ابن حجر: "صدوق ربما وهم". وقال النسائي: "لا بأس به". وقال يحيى القطان: "صالح تعرف وتنكر". وضعفه أبو حاتم، ووهنه أبو زرعة. لا عبرة في قول من ضعفه، لأن القول قول الجمهور والعمل على الاحتجاج به، حيث احتج به الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/310. والجرح والتعديل 2/2/70. ومشاهير علماء الأمصار 137. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/340. وتهذيب التهذيب 5/239. وتقريب التهذيب 175. والهدي الساري 411) . والتحفة اللطيفة 2/328. 4 تهذيب التهذيب 5/239. والتحفة اللطيفة 2/328. 5 تهذيب التهذيب 3/466. والتحفة اللطيفة 2/125. 6 وكان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298. 7 مجمع على توثيقه، وقال أبو حاتم: (صالح) . وأبو حاتم متشدد، والقول قول الجمهور، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/80. ومشاهير علماء الأمصار 136. وتهذيب التهذيب 3/446. تقريب التهذيب 117) . 8 تهذيب التهذيب 3/446. والتحفة اللطيفة 2/125. ويحذف (وله أحاديث) .

282- المِسْوَرُ ابن رفاعة بن أبي الْقُرَظِيُّ ابْنُ أَخِي ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي1 مَالِكٍ2. 283- مُحَمَّدُ بنُ عَمْرُو ابن عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. وكان كثير الحديث يُستضعف34. 284- سَلَمَةُ ابن وَرْدَان الجُنْدَعي، مِنْ بَنِي كِنانة مَوْلًى لَهُمْ، وَيُكَنَّى أَبَا يَعْلَى، وَقَدْ رَأَى عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وكانت عنده أحاديث

_ 1 ثعلبة بن أبي مالك القرظي، أبو مالك أبو يحيى مختلف وأبو يحي، مختلف فاليفي صحبته وثقه العجلي وابن حبان على أنه تابعي، وذكره ابن حجر في عداد الصحابة لاحتمال لا يمنع من صحة سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: الإصابة 1/201. وتقريب التهذيب 51) . 2 وقال ابن حجر، عن المسور: "مقبول، مات سنة ثمان وثلاثين ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 337) . 3 ولينه يحيى القطان. واختلف فيه قول ابن معين. وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال مالك: "أرجو أن لا بأس به". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث يكتب حديثه". وقال الذهبي: "شيخ مشهور حسن الحديث". وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام". وقد أخرج له البخاري تعليقاً ومقروناً والأربعة. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/30. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 229. وميزان الاعتدال 3/673. وتهذيب التهذيب 9/375. وتقريب التهذيب 313. وهدي الساري 441) . 4 تهذيب التهذيب 9/377.

يسيرة، وكان ثبتاً فقيهاً، ولا يُحتج بحديثه، وبعضهم يستضعفه1. وَمَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ23. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: "رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأشْيَم الْأَسْلَمِيَّ4 مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الحَدَثان5 لحاهم ورؤوسهم بيض". 285- عِيسَى بنُ حَفْصِ ابن عاصم بن عمر بن الخطاب بن نُفيل بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ يُلَقَّبُ رَبَاحٌ. وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ دَاوُدَ بْنِ كُليب بْنِ يَسَّاف6 بن عُتبة7 بن عمرو بن

_ 1وضعفه النسائي، والدارقطني، والعجلي، وابن معين، والإمام أحمد، وابن حجر. وقال أبو حاتم: "ليس بقوي عامة أحاديثه منكرة". وقال ابن حبان: "بعدم الاحتجاج به". ولينه الذهبي. وقال ابن شاهين في الثقات: قال أحمد بن صالح: "هو عندي ثقة حسن الحديث". (انظر: التاريخ لابن معين 2/227. والضعفاء والمتروكين للنسائي 48. والجرح والتعديل 2/1/174. والمجروحين لابن حبان 1/336. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 11. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 105. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/276. وميزان الاعتدال 2/193. وتهذيب التهذيب 4/160. وتقريب التهذيب 131) . 2 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . 3 تهذيب التهذيب 4/160. ويضع (فيها) بدل (فقيهاً) . 4 ذكره كل من ابن عبد البر وابن حجر في عداد الصحابة وأوردا عن سلمة بن وردان أنهما كانا لا يغيران شيبهما. وتوفي ابن الحدثان سنة اثنتين وتسعين وهو ابن أربع وتسعين سنة. (انظر: الاستيعاب 2/823، 3/1346. والإصابة 2/391، 3/339) . 5 ذكره كل من ابن عبد البر وابن حجر في عداد الصحابة وأوردا عن سلمة بن وردان أنهما كانا لا يغيران شيبهما. وتوفي ابن الحدثان سنة اثنتين وتسعين وهو ابن أربع وتسعين سنة. (انظر: الاستيعاب 2/823، 3/1346. والإصابة 2/391، 3/339) . 6 يساف: بتحتانية مفتوحة بعدها سين مهملة ثقيلة مفتوحة. وفي جمهرة أنساب العرب 361 (إساف) بهمزة مكسورة بعدها سين مهملة خفيفة مفتوحة. 7 عُتبة: بمثناة فوقية بعد المهملة المضمومة. وفي المصدر السابق (عِنَبة) : بكسر المهملة بعدها نون مفتوحة.

خَدِيج بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشِم بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. فَوَلَدَ عِيسَى بْنُ حَفْصٍ: أُبَيَّةَ، تَزَوَّجَتْ عُبيد اللَّهِ بْنِ عُروة بْنِ الزُّبَيْرِ بن العَوَّام1 ولدت له. [225/أ] وَأُمَّ عَمْرِو بِنْتَ عِيسَى، وَأُمَّ سَلَمة. وَأُمُّهُمْ عَبْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمِة بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ. (وَتُوُفِّيَ عِيسَى بْنُ حَفْصٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ) 2 بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. وَذَلِكَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ نَافِعٍ3 وَغَيْرِهِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ45. وَكَانَ أَصْغَرَ سِنًّا مِنِ ابْنِ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن حفص6. 286- عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ7 بْنِ الْخَطَّابِ. فَوَلَدَ عُبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: رَباحاً وَقَدْ رُوي عَنْهُ، وَحَفْصًا، وَبَكَّارًا. وَأُمُّهُمْ أُبَيَّةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عمر بن الْخَطَّابِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَأُمُّهُ فُضَيْلة بِنْتُ مُوسَى بْنِ عُتبة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ. فَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ8 بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ لَزِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ضَيْعَتَهُ وَاعْتَزَلَ9 فِيهَا، وَلَمْ يخرج مع محمد،

_ 1 ستأتي ترجمة عبيد الله رقم 109. 2 تهذيب التهذيب 8/209. ويذكر أن ابن سعد نقلها عن الواقدي. 3 هو مولى ابن عمر. تقدمت ترجمته رقم 52. 4 وقال ابن حجر: ثقة، وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: تقريب التهذيب 270) . 5 تهذيب التهذيب 8/209. 6 هو صاحب الترجمة التالية. 7 تهذيب التهذيب 7/40. 8 كان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298. 9 تهذيب التهذيب 7/40.

وَخَرَجَ مَعَهُ أَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ1 وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ2 أَخُوهُ. فَقَالَ محمد بن عبد الله لبعد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: فَأَيْنَ أَبُو عُثْمَانَ؟ قَالَ فِي ضَيْعَتِهِ فَإِذَا كُنْتَ أَنَا مَعَكَ وَأَبُو بكر بن عمر فكأن [225/ب] أَبَا عُثْمَانَ مَعَنَا. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: أَجَلْ، وكفَّ عنه وعن كل من اعتزله فَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ. وَلَمْ يُكره أَحَدًا عَلَى الخروج. (فلمَّا انقضى أمر محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ وقُتل3، وأمِنَ النَّاسُ وَالْبِلَادُ، دَخَلَ عُبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْمَدِينَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ4 وَمِائَةٍ) 5 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. (وَكَانَ ثِقَةً6 كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً) 7. 287- أَبُو بَكْرِ بنُ عُمَرَ [ابن حفص] 8 بن عاصم بن عمر بن الخطاب. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَلَمْ يُعْقِب أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ. وَكَانَ أسنَّ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ9. وَخَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ10 وَلَمْ يُقتل، حَتَّى مَاتَ بعد ذلك.

_ 1 ستأتي ترجمته بعد هذه الترجمة. 2 ستأتي ترجمته بعد هذه الترجمة. 3 كان قتله سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298. 4 وكذا أرخ وفاته ابن كثير، والذهبي وأرخها خليفة سنة خمس وأربعين. وابن حبان أربع أو خمس وأربعين. (انظر: طبقات خليفة 269. ومشاهير علماء الأمصار 132. والبداية والنهاية 10/105. ودول الإسلام للذهبي 1/101) . 5 تهذيب التهذيب 7/40. 6 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/236. ومشاهير علماء الأمصار 132. وتذكرة الحفاظ 1/160. وتهذيب التهذيب 7/38. وتقريب التهذيب 226) . 7 تهذيب التهذيب 7/40. 8 التكملة من ترجمة أخيه السابقة. 9 هو صاحب الترجمة السابقة. 10 وكان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.

288- عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: الْقَاسِمَ، وَأُمَّ عُمَرَ، وَأُمَّ عَاصِمٍ. وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ رِوَايَةً كَثِيرَةً. وَبَقِيَ حَتَّى لقيه الناس والأحداث. [226/أ] وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى انْقَضَى أَمْرُهُ وقُتل1، وَاسْتَخْفَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ طُلب فوُجِد فَأُتِيَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ فحُبس في المُطْبِق2 سنين، ثُمَّ دَعَا بِهِ فَقَالَ: "أَلَمْ أُفَضَّلك وَأُكْرِمْكَ ثُمَّ تَخْرُجُ عليَّ مَعَ الْكَذَّابِ؟ " فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَعْنَا فِي أَمْرٍ لَمْ نَعْرِفْ لَهُ وَجْهًا وَالْفِتْنَةِ بَعْدُ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعْفُوَ وَيَصْفَحَ وَيَحْفَظَ فيَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَلْيَفْعَلْ، فَتَرَكَهُ وخلَّى سَبِيلَهُ"3. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ فَتَرَكَهَا وَقَالَ: "لَا أَكْتَنِي بِكُنْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِعْظَامًا لَهَا وَاكْتَنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ"4، فَكَانَتْ كُنْيَتَهُ حَتَّى مَاتَ. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ5 وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ6.

_ 1 كان خروجه وقتله سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298. 2 المطبق: كالمحسن. هو السجن تحت الأرض. (انظر: تاج العروس 6/417. مادة: طَبَقَ) . 3 تاريخ بغداد 10/21. وتهذيب التهذيب 5/327. باختصار. 4 تاريخ بغداد 10/21. باختصار. وتهذيب التهذيب 5/327. باختصار أيضاً. 5 وأرخها خليفة سنة إحدى وسبعين ومائة. وابن حبان سنة ثلاث وسبعين. (انظر: تاريخ خليفة 448. والمجروحين لابن حبان 2/7) . 6 تاريخ بغداد 10/21. وتهذيب التهذيب 5/327. ويحذف (أول) و (محمد) .

قَالَ: "وَإِنَّمَا كَتَبْنَاهُ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ لَأَنَّا أَلْحَقْنَاهُ بِأَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَإِنْ كَانَ أسنَّ مِنْهُ. (وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ1 يُسْتَضْعَفُ"2. 289- عَاصِمُ بنُ عُمَرَ ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وَلَمْ يُعْقب، وَكَانَ أَصْغَرَ [سِنًّا] 3 مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَقَدْ رُوي عَنْهُ4. وإنما ألحقناه في هذه [226/ب] الطَّبَقَةِ بِإِخْوَتِهِ. وَكَانَ عَاصِمٌ شَاعِرًا وَلَهُ أَحَادِيثُ ويستضعف56.

_ 1 وضعفه ابن المديني، والبخاري عن يحيى القطان، وابن حجر. وتركه ابن حبان. وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي". وقال أبو حاتم: "يُكتب حديثه ولا يحتج به". وقال الذهبي: "صدوق في حفظه شيء". وقال أحمد، وابن عدي، والعجلي، وابن معين: "لا بأس به. ووثقه ابن معين، والخليلي" وقال: "غير أن الحفاظ لن يرضوا حفظه". وقال السخاوي: "صالح الحديث، لا يبلغ حديثه درجة الصحة". أخرج له مسلم متابعة، والأربعة. (انظر: الكامل في الضعفاء لابن عدي 1/3/231-233. والتاريخ لابن معين 2/322. والضعفاء الصغير للبخاري 65. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والضعفاء والمتروكين للنسائي 62. والجرح والتعديل 2/2/109 والمجروحين لابن حبان 2/6. وتاريخ بغداد 10/9. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 138. وميزان الاعتدال 2/465. وتهذيب التهذيب 5/365. وتقريب التهذيب 182. والتحفة اللطيفة 2/356) . 2 تهذيب التهذيب 5/326. 3 التكملة من حاشية الأصل. 4 روى عن زيد بن أسلم وعبد الله بن دينار، وجعفر بن محمد الصادق. وعنه وابن وهب، ومحمد بن فُليح، وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 5/51) . 5 مجمع على ضعفه. وقد أخرج له الترمذي، وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/283. والتاريخ الكبير للبخاري 3/2/478. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 126. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/321. وتهذيب التهذيب 5/51. وتقريب التهذيب 159) . 6 تهذيب التهذيب 5/52.

290- أبو بَكْرِ بنُ مُحَمَّدِ ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا شَعْثَاءُ وَلَمْ يُعْقب تُوُفِّيَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ1 بِالْمَدِينَةِ، وَقَبْلَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ2. وَقَدْ رُوي عَنْهُ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ3. 291- عُمَرُ بنُ مُحَمَّدُ ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ شَعْثَاءُ. تُوُفِّيَ بَعْدَ أَخِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ4 بِقَلِيلٍ5، وَلَمْ يُعْقب. وَقَدْ رُوي عنه6. وكان ثقةً7 قليل الحديث8.

_ 1 وكان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298. 2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 12/38. نقلاً عن الواقدي ويضع (وقيل) بالتحاتنية بدل (قبل) بالموحدة. وقال في تقريب التهذيب 396: (مات سنة خمسين ومائة) . 3 روى عن أبيه، وعم أبيه سالم، ونافع مولى ابن عمر. وعنه شعبة، وعطاء وغيرهم. ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له النسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 12/38. وتقريب التهذيب 396) . 4 هو صاحب الترجمة السابقة. وقال ابن منده، والذهبي: مات عمر سنة خمسين ومائة. وقال ابن حجر: مات قبل ذلك. وقال ابن معين: مات بعسقلان. (انظر: التاريخ لابن معين 2/434. والمستَخرج لابن منده 278أ. وميزان الاعتدال 3/221. وتقريب التهذيب 256) . 5 تهذيب التهذيب 7/496. 6 روى عن أبيه، وجده زيد. وعنه أخوه عاصم، وشعبة، ومالك. وغيرهم وكان قد نزل عسقلان، وقدم بغداد، ثم الكوفة، وكان أكثر مقامه في الشام. (انظر: تاريخ بغداد 11/180. وتهذيب التهذيب 7/495) كثر و. 7 مجمع على توثيقه. وقال ابن معين في قول آخر صالح الحديث. وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/434. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 3/1/220. ومشاهير علماء الأمصار 127. وتاريخ بغداد 11/180. وميزان الاعتدال 3/131. وتهذيب التهذيب 7/495. وتقريب التهذيب 256) . 8 ميزان الاعتدال 3/220. ويحذف (قليل الحديث) . وتهذيب التهذيب 7/496.

292- عَاصِمُ بنُ مُحَمَّدِ ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب، وأمه شعثاء. توفي وَلَمْ يُعْقب. وَقَدْ رُوي عَنْهُ1. 293- زَيُدُ بُن مُحَمَّدُ ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ شَعْثَاءُ. وَلَمْ يُعْقب وَقَدْ رُوي2 عنه. 294- وَاقِدُ بنُ مُحَمَّدِ ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ شَعْثَاءُ. فَوَلَدَ وَاقِدٌ: إِبْرَاهِيمَ، وَعُثْمَانَ، وَزَيْدًا، وَمُحَمَّدًا، وَعُمَرَ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَأَبَا بَكْرٍ. وَأُمُّهُمْ رَمْلَة بِنْتُ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كعب بن سعد بن تيم ابن مُرة. وقد رُوي عنه3 أيضا. [227/أ] .

_ 1 روى عن أبيه وإخواته واقد، وزيد، وعمر. وعنه ابن عيينة، ويزيد بن هارون. ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له الجماعة. (النظر: تهذيب التهذيب 5/57. وتقريب التهذيب 160) . 2 روى عن أبيه، نافع مولى بن عمر، وعنه أخواه: عاصم، وعمر، وغيرهم. وثقه ابن حجر. وقد أخرج له مسلم، والنسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 3/435. وتقريب التهذيب 114) . 3 روى عن أبيه، وابن المنكدر. وعنه ابنه عثمان وأخره عاصم وغيرهم. وثقه ابن حجر. وقد أخرج له الشيخان وأبو داود والنسائي. وأرخ خليفة وفاته بعد سنة خمس وأربعين ومائة وقال:" أحسبه يكنى أبا بكر". (انظر: طبقات خليفة 269. وتهذيب التهذيب 11/107. وتقريب التهذيب 368) .

295- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن المُجَبَّر1 بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ أُمُّ وَلَدٍ. سَمِعَ مِنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَوَى عَنْهُ مَالِكٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدْ رَأَيْتُهُ. وَتُوُفِّيَ حَدِيثًا، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا2. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُجَبَّر مُحَمَّدًا، وَعَمْرًا، وَزَيْدًا، وَبُرَيْهَةَ. وَأُمُّهُمْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ". 296- أَبُو بَكْرِ بنُ عُمَرَ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ: عُمَرَ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَحَفْصَةَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ بِلَالٍ بِنْتُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَة بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمرو بْنِ عَوْفٍ3. 297- هَاشِمُ ابن هَاشِمِ4 بْنِ عُتْبة بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيب بن عبد مناف بن زُهرة.

_ 1 المجبَّر: بميم في أوله ثم جيم بعدها موحدة آخره راء. بوزن محمد. وذكره خليفة (المجير) تحتانية خفيفة بعد الجيم. والصحيح ما أثبته ابن سعد. إذ ذكر ابن حجر أن عبد الرحمن وقع، فقيل لعمته حفصة أنظري إلى ابن أخيك المُكسر، فقالت: ليس بالمكسر، ولكنه المجبر. انتهى. والمجبر اسمه عبد الرحمن أيضاً. (انظر: طبقات خليفة 246. ونزهة الألباب في الألقاب 111ب) . 2 ووثقه عمر بن علي الفلاس، وابن حبان، وغيرهما. وقد أخرج له مالك في الموطأ. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/287.وتعجيل المنفعة 171) . 3 قال ابن حجر: "عن أبي بكر هذا: ثقة. وقد أخرج له الجماعة عدا أبا داود". (انظر: تقريب التهذيب 396) . 4 وفي الجرح والتعديل 4/2/103: يضيف (هاشم) آخر. وفي تهذيب التهذيب 11/20: ويقال: هاشم بن هاشم بن هاشم بن هاشم وهو أصح. لأن هاشم بن عتبة قتل سنة سبع وثلاثين. فيبعد أن يكون صاحب الترجمة ابنه بعد ما بين وفاتيهما وبعد ذلك سرد ابن حجر هذه الترجمة نقلاً عن ابن سعد، وقال: كلام ابن سعد محتمل لأن يكون الراوي هاشم بن هاشم بن عتبة. ورجح القول بإضافة هاشم ثالث.

وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ: هَاشِمًا. وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَقَدْ رَوَى هَاشِمٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ1 وَغَيْرِهِ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو ضَمْرَةَ2، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمير) 3 وَغَيْرُهُمَا4. 298- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ5 بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدَة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ المطلب بن أسد بن عبد العزَّى [227/ب] ابن قُصَيّ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدَ الله بن محمد، قتل6

_ 1 هو عامر بن سعد بن أبي وقاص. تقدم. 2 أبو ضمرة هو: أنس بن عياض بن ضمرة أو عبد الرحمن الليثي أبو حمزة المدني. ثقة مات سنة مائتين وله ست وتسعون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 39) . 3 تهذيب التهذيب 11/20. ويحذف (بن أبي وقاص ... بن زهرة) . 4 ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له الجماعة. توفي سنة أربع وأربعين ومائة وقيل بعد ذلك. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 4/2/103. ومشاهير علماء الأمصار 138. وتهذيب التهذيب 11/20. وتقريب التهذيب 362) . 5 وكان يلقب النفس الزكية. (انظر: تقريب التهذيب 304) . 6 وكان يقال لعبد الله بن محمد بن عبد الله: "الأشتر. وقتل سنة إحدى وخمسين ومائة". (انظر: تاريخ الطبري 8/36. والكامل في التاريخ 5/597) .

ببلاد القِشْمِير1 قتله هشام بن عَمرو2 في المعركة. وعلياً بْنَ مُحَمَّدٍ، مَاتَ فِي السِّجْنِ وَكَانَ أُخذ بِمِصْرَ3. وَحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ4، الْمَقْتُولَ بِفَخٍّ5 صَبْرًا6؛ قَتَلَهُ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ محمد بن علي بن عبد الله بن عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَفَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، تَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا حَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَزَيْنَبَ بِنْتَ، مُحَمَّدٍ تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَدَخَلَ بِهَا ليلة قتل أَبَوْهَا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ مَعَ عِيسَى بْنِ مُوسَى7، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَلَمْ يَجْمَعْهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَفَارَقَهَا وَخَلَفَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بن إبراهيم بن محمد بن

_ 1 القِشْمير: بكسر القاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون التحتية تسمى اليوم (كشمير) . وتقع هذه الدولة في شمال الشمال الغربي للهند وشمال الشمال الشرقي لباكستان الغربية. ويحدها شرقاً الصين، وشمالاً روسيا، وغرباً أفغانستان. (انظر: معجم البلدان 4/352. وأطلس التاريخ الإسلامي 41) . 2 هو: هشام بن عمر التغلبي. ولاه المنصور بلاد السند سنة إحدى وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 8/35. والكامل في التاريخ 5/596) . 3 سجنه المنصور سنة أربع وأربعين ومائة. وبقي محبوساً إلى أن مات. (انظر: الكامل في التاريخ 5/522) . 4 قتل حسن بن محمد سنة تسع وستين ومائة يوم التروية. في خلافة موسى الهادي. (انظر: تاريخ الطبري 8/197) . 5 فخ: بفتح الفاء وتشديد المعجمة. هو واد بمكة، ويقال: هو وادي الزاهر. ويوم فخ يوم مشهور بمعركته أيام التشريق بين الحسين بن علي بن الحسن وجيوش بني العباس سنة تسع وستين ومائة. أيام الهادي. (انظر: تاريخ الطبري 8/192-201. ومعجم البلدان 4/237) . ووادي الزاهر يقع حالياً في مدخل مكة من جهة المدينة. 6 صبراً: حسباً. انظر: (المعجم الوسيط 1/505. مادة: صَبَرَ) . 7 هو عيسى بن موسى بن محمد أبو موسى ابن أخي السفاح والمنصور. ولي الأهواز والكوفة ومات بالكوفة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 376) .

عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ1. فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً مَاتَتْ صَغِيرَةً، ثُمَّ فَارَقَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَخَلَفَ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمَّ وَلَدِ محمد ابن عبد الله هؤلاء جميعاً أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَالطَّاهِرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ فُليح بْنِ محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام بْنِ خُوَيْلِدٍ. وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن حَسَنٍ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ قَدْ لَقِيَ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ وَحَدَّثَ عَنْهُمْ. وَكَانَ قَلِيلَ2 الْحَدِيثِ3 [228/أ] وروى عنه عبد الله ابن جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المِسْوَر بْنِ مَخْرَمَةَ الزُهري4 وَغَيْرُهُ. وَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَأَخُوهُ5 يَلْزَمَانِ الْبَادِيَةَ وَيُحِبَّانِ الْخَلْوَةَ، وَلَا يَأْتِيَانِ الْخُلَفَاءَ وَلَا الْوُلَاةَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي قَالَ: "سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ يَقُولُ: وَفَدْتُ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ" فَقَالَ لِي: "مَا لِي لَا أَرَى ابْنَيْكَ مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ6 يَأْتِيَانَا فِيمَنْ أَتَانَا؟ " قَالَ: "فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُبِّبَ إِلَيْهِمَا الْبَادِيَةُ وَالْخَلْوَةُ فِيهَا، وَلَيْسَ تَخَلُّفُهُمَا عَنْ أمير المؤمنين لمكروه فسكت هشام".

_ 1 ولي محمد بن إبراهيم بن محمد مكة، والمدينة، واليمن، والجزيرة. ولد سنة اثنتين وعشرين ومائة، وعاش حتى أدرك دولة الرشيد. ومات في بغداد. (انظر: تاريخ خليفة 431، 463. والمعارف لابن قتيبة 376. وجمهرة أنساب العرب 31. والكامل في التاريخ 5/249، 604) . 2 ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له الأربعة عدا ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب304) . 3 تهذيب التهذيب 9/252. 4 ستأتي ترجمته رقم 386. 5 أخوه هو إبراهيم صاحب الترجمة التالية. 6 محمد هو صاحب هذه الترجمة وإبراهيم صاحب الترجمة التالية.

قَالَ: "فَلَمَّا ظَهَرَ وَلَدُ الْعَبَّاسِ فِي هَذِهِ الدَّوْلَةِ تَغَيَّبَا أَيْضًا، فَلَمْ يَأْتِيَا أَحَدًا مِنْهُمْ. فَسَأَلَ عَنْهُمَا أَبُو الْعَبَّاسِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَبُوهُمَا عَنْهُمَا، بِنَحْوٍ مِمَّا قَالَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فكفَّ أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْهُمَا فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ أَلَحَّ فِي طَلَبِهِمَا، فَنَفَرَا مِنْهُ وَاسْتَوْحَشَا مِنْ ذَلِكَ فَازْدَادَا فِي التَّنَحِّي وَالْاخْتِفَاءِ. وولَّى أَبُو جَعْفَرٍ المدينة ومكة زياد بن عبيد الْحَارِثِيَّ وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا، فغيَّب فِي أَمْرِهِمَا وكفَّ عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَيْهِمَا، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَعَزَلَهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ. وولَّى مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القَسْري1 الْمَدِينَةَ وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا وَالْجِدِّ فِي ذَلِكَ، فَفَعَلَ كَفِعْلِ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَلَمْ يَجِدَّ فِي طَلَبِهِمَا، وَكَانَ يبلغه أنهما في موضع [228/ب] فَيُرْسِلُ الْخَيْلَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَكَانَتْ رُسُلُهُمَا تَأْتِيهِ بِأَخْبَارِهِمَا وَحَوَائِجِهِمَا فَيَقْضِيهَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَعَزَلَهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ. وولَّى الْمَدِينَةَ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّان المُرَّي2 وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا يروي في أَمْرِهِمَا. فألحَّ رِيَاحٌ فِي طَلَبِهِمَا وَلَمْ يُدَاهِنْ وَلَمْ يغيَّب، فَخَافَا فَهَرِبَا فِي الْجِبَالِ، وَتَشَدَّدَ رِيَاحُ بْنُ عُثْمَانَ عَلَى أَبِيهِمَا وَأَهْلِ بَيْتِهِمَا، وَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ فِي إِشْخَاصِهِمْ3 إِلَيْهِ فَأَشْخَصَهُمْ فَوَافَوْهُ بالرَّبْذَة ثُمَّ حَدَرَهُمْ إِلَى الْكُوفَةِ فَحَبَسَهُمْ بِالْهَاشِمِيَّةِ حَتَّى مَاتُوا فِي حَبْسِهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَخَرَجَ فِيمَنْ كَانَ مَعَهُ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَفْنَاءِ الْعَرَبِ، وَنَاسٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ، وَمِنَ الْأَعْرَاضِ مِنَ الْأَعْرَابِ وَمِنْ ضَوَى إِلَيْهِمْ، فَبَيَّضَ4 وَخَرَجَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، ودُعي لَهُ بِالْخِلَافَةِ وَأَقْبَلَ إلى المدينة

_ 1 كان ذلك سنة إحدى وأربعين ومائة. 2 كان ذلك سنة ثلاث وأربعين ومائة إلى أن قتل سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 420-422، 430. ودول الإسلام للذهبي 1/97) . 3 إشخاصهم إليه: تسييرهم وإحضارهم إليه. (انظر: المعجم الوسيط 1/475. مادة: شَخَصَ) . 4 بيض: لبس ثوباً أبيض. (المعجم الوسيط 1/78. مادة بَيَضَ) . في ذلك إشارة إلى إتخاذ البياض شعاراً له عكس السواد شعار العباسيين.

فأخذها، وأخد رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حيَّان وَابْنَهُ وَابْنَ أخيه فحبسهم وقيدهم، وأخذ من كان بِالْمَدِينَةِ مِنْ مَوَالِي وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَبَسَهُمْ فِي دارٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "غَلَبَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْمَدِينَةِ لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فَبَلَغَنَا ذَلِكَ فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ شَبَابٌ -أَنَا يَوْمَئِذُ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً- فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ عند منايم خَشْرَم1 [229/أ] وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ لَيْسَ يُصد عَنْهُ أَحَدٌ، فَدَنَوْتُ حَتَّى رَأَيْتُهُ وَتَأَمَّلْتُهُ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ وَعَلَيْهِ قَبَاء2 أَبْيَضُ مَحْشُوٌّ وَعِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، وَكَانَ رَجُلًا آدَمُ3 أَثَّرَ الجُدَرَي4 فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ وجَّه إِلَى مَكَّةَ فأُخذت لَهُ، وَوَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ5 إِلَى الْبَصْرَةِ فَأَخَذَهَا وَغَلَبَ عَلَيْهَا، وبيَّضوا6 مَعَهُ، وَبَلَغَ أَبَا جَعْفَرٍ ذَلِكَ فراعهُ وشَمَّرَ فِي حَرْبِهِ7، (فَوَجَّهَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ، عِيسَى بْنَ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَوَجَّهَ معه محمد بن

_ 1 منايم خشرم: موضع قرب المدينة. (انظر: تاريخ الطبري 7/590) . 2 القباء: جمعه أقبية، وهو ثوب يلبس فوق الثياب، أو قميص ويتمنطق عليه. (انظر: لسان العرب 20/28. والمعجم الوسيط 2/713. مادة: قَبَوَ) . 3 آدم: جمعه أُدم. بضم الهمزة وسكون المهملة، وهو الرجل الأسمر. (انظر: تهذيب اللغة 14/214. ولسان العرب 14/276. مادة: آدم) . 4 الجدري: بضم الجيم وفتحها وفتح المهملة وكسر الراء مرض فيروسي معد يصيب جلد الإنسان مرة في العمر. يتميز بقروح مائية تبرز وتتقيح وهو مميت في أغلب الأحيان. (انظر: الموسوعة الطبية الحديثة 5/634. وتاج العروس 3/89. مادة: جَدَرَ) . 5 إبراهيم هو صاحب الترجمة التالية. 6 بيَّضوا: لبسوا ثياباً بيضاً. (انظر: المعجم الوسيط 1/78. مادة: بَيَضَ) . اتخذوا هذا اللباس شعاراً مغايراً لشعار العباسيين. 7 شمَّر في حربه: تهيأ للحرب بسرعة. (انظر: تاج العروس 3/314. مادة: شَمَرَ) .

أَبِي الْعَبَّاسِ1 أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وعِدَّة مِنْ قُوَّادِ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَجُنْدِهِمْ، وَعَلَى مُقَدِّمَةِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، حُميد بْنُ قَحْطَبَةَ الطَّائِيُّ2، وَجَهَّزَهُمْ بِالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالسِّلَاحِ والمِيرة3 فَلَمْ يَتَّرك4، وَوَجَّهَ مع عِيسَى بْنُ مُوسَى، ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيَّ5 وَكَانَ فِي صَحَابَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ مَائِلًا إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ فَوَثِقَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ وَوَجَّهَهُ"6 فَأَقْبَلَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى أَنَاخَ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَقَاتَلُوا أَيَّامًا قِتَالًا شَدِيدًا، وَصُبِرَ نَفَرٌ مِنْ جُهَينة يُقَالُ لَهُمْ بَنُو شُجاع مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى قُتِلُوا وَكَانَ لَهُمْ غَناء. وَخَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ابْنُ خُضَير7 رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا كَانَ الَّذِي قُتل فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَأَى الْخَلَلَ فِي أَصْحَابِهِ وَأَنَّ السَّيْفَ قد

_ 1 وكان توجيههما من بغداد إلى المدينة سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 421. والكامل في التاريخ 5/543-544) . 2 حُميد بن قحطبة الطائي ولي الجزيرة وخراسان للمنصور ومات فيها في خلافته. (انظر: تاريخ خليفة 432-433) . 3 الميرة: الطعام. (انظر: لسان العرب 7/39. وتاج العروس 3/552. مادة: مَيَرَ) . 4 فلم يترك: بتشديد الفوقية. أي فلم يترك -بتخفيف الفوقية- شيئاً إلا وجهز به الجيش. (انظر: تاج العروس 7/114. مادة: تَرَكَ) . 5 هو محمد بن أبي الكرام بن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر بن أبي طالب. وكان رجلاً إخبارياً. (انظر: تاريخ الطبري 7/578، 601. والكامل في التاريخ 5/550) . 6 تاريخ الطبري 7/578. ويضع (ينزل) بدل (يترك) . ويوجد نقاط بعد (ووجهه) أشير في التعليق إلى وجود بياض في النسخة الخطية وإلى أن بقية الخبر سقط من باقي النسخ أيضاً. 7 ابن خضير: هو عيسى بن مصعب بن مصعب بن الزبير بن العوام خرج وقتل مع محمد بن عبد الله بن حسن سنة خمس وأربعين ومائة. وسمي مصعب خُضَيْراً لأنه كان أسمراً والأخضر من الناس هو الأسمر. ولد بعد قتل أبيه فسمي باسمه. (انظر: جمهرة نسب قريش 1/337. والكامل في التاريخ 5/447-448) .

أفناهم. [229/ب] استأذن [بن] 1 خُضَير محمداً فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ، فَأَذِنَ لَهُ وَلَا يَعْلَمُ بما يريد، فدخل على رياح بن عُثْمَانُ بْنُ حيَّان المُرَّي وَابْنُهُ فَذَبَحَهُمَا ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ مُحَمَّدًا. ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ مِنْ سَاعَتِهِ. وَكَثَّرُوا2 مُحَمَّدًا وَأَلَحُّوا فِي الْقِتَالِ حَتَّى قُتل مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَحُمِلَ رَأْسُهُ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى، فَدَعَا ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ فَأَرَاهُ إيَّاه فعرَّفه له فسجد عِيسَى بْنِ مُوسَى، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وأمِن النَّاسُ كُلُّهُمْ. وَكَانَ مَكْثُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ حِينَ ظَهَرَ إِلَى أَنْ قُتِلَ شَهْرَيْنِ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ قُتِلَ ثَلَاثٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً3. وَوَلَّى عِيسَى بْنُ مُوسَى الْمَدِينَةَ ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ وَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ. 299- إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي عُبيدة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيّ. فَوُلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَسَنًا. وَأُمُّهُ أُمامة بِنْتُ عِصْمَة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الطُفَيل بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلاب مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَة. وعليَّاً بْنَ إِبْرَاهِيمَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ (لَمَّا ظَهَرَ وغلب على [230/أ] المدينة ومكة، وسُلّم عليه بالخلافة، وجه أخاه إبراهيم بن

_ 1 التكملة مما تقدم آنفاً. 2 كثروا محمداً: غلبوه بكثرة عددهم. (انظر: تاج العروس 3/516.مادة: كَثَرَ) . 3 وكذا قال ابن حجر. وقال ابن أبي حاتم وابن حبان: "قتل وهو ابن خمس وأربعين سنة". (انظر: الجرح والتعديل 3/2/295. وتهذيب التهذيب 9/252. وتقريب التهذيب 304) .

عبد الله إلى الْبَصْرَةَ1، فَدَخَلَهَا أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ2، فَغَلَبَ عَلَيْهَا وبيَّض بِهَا وَبَيَّضَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مَعَهُ وَخَرَجَ مَعَهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ3 ومُعاذ بْنُ مُعَاذٍ4 وعبَّاد بْنُ العوَّام5 وَإِسْحَقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ6 وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هُشَيم بْنِ بَشِيرٍ7، وَجَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَأَهْلُ الْعِلْمِ. فَلَمْ يَزَلْ بِالْبَصْرَةِ شَهْرَ رَمَضَانَ وَشَوَّالٍ، فَلَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ تَأَهَّبَ وَاسْتَعَدَّ وخرج يريد أبا جعفر المنصور بالكوفة"8،

_ 1 في الأصل (الكوفة) وفي حاشيته (البصرة) وأشير إليها بإشارة تحويل. والصحيح (البصرة) لأنه يصرح بها بعد قليل. 2 كان دخول إبراهيم البصرة أول سنة ثلاث وأربعين ومائة. وأقام بها مختفياً يدعو إلى مبايعة أخيه سراً. وكان خروجه على المنصور أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 421. وتاريخ الطبري 7/634. والكامل في التاريخ 5/562) . 3 ابن أبي إسحاق السبيعي، بفتح المهملة وكسر الموحدة كوفي نزل الشام مرابطاً وكان ثقةً مأموناً مات سنة سبع وثمانين ومائة. وقيل سنة إحدى وتسعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 273) . 4 ابن نَضْر بن حسان العنبري أبو المثنى البصري القاضي ثقة متقن مات سنة ست وأربعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 240) . 5 ابن عمر الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي، ثقة مات سنة خمس وثمانين ومائة أو بعدها. وله نحو من سبعين. (انظر: تقريب التهذيب 163) . 6 ابن مراس المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق. ثقة مات سنة خمس وتسعين ومائة وله ثمان وسبعون. (انظر: تقريب التهذيب 30) . 7 لم أعثر عليه. 8 تاريخ الطبري 7/634. (انظر: الكامل في التاريخ 5/563

فَكَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى يُعْلِمُهُ ذَلِكَ وَيَأْمُرُهُ أَنْ يَقْبَلَ إِلَيْهِ1، فَوَافَاهُ رَسُولُ أَبِي جَعْفَرٍ وَكِتَابُهُ وَقَدْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فرفضها وأقبل إلى أبي جعفر، فوجهه في القواد والجند والسلاح إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ جَمَاعَةٍ عيسى، فالتقوا بياجُمَيْزي -وَهِيَ عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا مِنَ الْكُوفَةِ- فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا وَانْهَزَمَ حُمَيد بْنُ قَحْطَبَةَ وَكَانَ عَلَى مُقَدِّمَةِ عِيسَى بْنِ مُوسَى وَانْهَزَمَ النَّاسُ مَعَهُ، فَعَرَضَ لَهُمْ عِيسَى بْنُ مُوسَى يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ وَالْجَمَاعَةَ، فَلَا يَلْوُونَ عَلَيْهِ، وَيَمُرُّونَ مُنْهَزِمِينَ. فَأَقْبَلَ حُميد مُنْهَزِمًا فَقَالَ لَهُ عِيسَى: يا حميد [230/ب] اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّاعَةِ، فَقَالَ: "لَا طَاعَةَ فِي الْهَزِيمَةِ وَمَرَّ، وَمَرَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ حَتَّى لم يبق منهم أحد بين عيسى بن موسى وَعَسْكَرَ إِبْرَاهِيمُ، وَثَبَتَ عِيسَى فِي مَكَانِهِ الَّذِي كَانَ بِهِ، لَا يَزُولُ وَهُوَ فِي مِائَةِ رَجُلٍ مِنْ خَاصَّتِهِ وَحَشَمِهِ"2 فَقِيلَ لَهُ: "أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْ هَذَا الْمَكَانِ حتى يثوب إليك الناس فتَكر بِهِمْ. فَقَالَ: لَا أَزُولُ مِنْ مَكَانِي هَذَا أَبَدًا حَتَّى أُقتل أَوْ يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيَّ، وَلَا يُقَالُ إِنَّهُ انْهَزَمَ"3. وَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله في عسكره يدنو ويدنوا غُبَارُ عَسْكَرِهِ حَتَّى يَرَاهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى ومن معه، فبيناهم عَلَى ذَلِكَ إِذَا فَارِسٌ قَدْ أَقْبَلَ، قَدْ كَرَّ رَاجِعًا يَجْرِي نَحْوَ إِبْرَاهِيمَ لَا يُعرَّج عَلَى شَيْءٍ، فَإِذَا هُوَ حُميد بْنُ قَحْطَبَةَ قَدْ غَيَّرَ لَأْمَتَهُ4 وَعَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ، وكرَّ النَّاسُ يَتْبَعُونَهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ انْهَزَمَ إِلَّا رَجَعَ كارَّاً حَتَّى خَالَطُوا الْقَوْمَ، فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى قَتَلَ الفريقان بعضهم

_ 1 وكان ذلك سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: الكامل في التاريخ 5/565) . 2 حشمه: خاصته من أهله وقرابته، وعبيده وجيرانه ممن يغضبون له إذا مسه مكروه. (انظر: المحكم والمحيط 3/83. ولسان العرب 15/26. مادة: حَشَمَ) . 3 تاريخ الطبري 7/644-645. وانظر: الكامل في التاريخ 5/569. 4 اللأمة: أداة الحرب من رمح وبيضة ومغفر وسيف ودرع. (انظر: المعجم الوسيط 2/811. مادة: لأم) .

بعضاً وجعل حُميد بن قحطبة يرسل بالرؤوس إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى، إِلَى أَنْ أُتى بِرَأْسٍ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَصِيَاحٌ وضجَّة"، فَقَالُوا: "رَأْسُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَدَعَا عِيسَى بْنُ مُوسَى ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيَّ، فَأَرَاهُ إِيَّاهُ"، فَقَالَ: "لَيْسَ بِهِ". وَجَعَلُوا يَقْتَتِلُونَ يَوْمَهُمْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمٌ عَاِئر1 لَا يُدرى مَنْ رَمَى بِهِ، فَوَقَعَ فِي حَلْقِ إبراهيم بن عبد الله فنحره فتنحَّى عن موقفه، وقال: أنزلوني. فأنزل عن مركبه [231/أ] وَهُوَ يَقُولُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرَاً مَقْدُوراً} 2 أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ. فَأُنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ وَهُوَ مُثْخَنٌ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ وَخَاصَّتُهُ يَحْمُونَهُ وَيُقَاتِلُونَ دُونَهُ، فَرَأَى حُميد اجْتِمَاعَهُمْ فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: شُدُّوا عَلَى تِلْكَ الْجَمَاعَةِ حَتَّى تُزِيلُوهُمْ عَنْ مَوْضِعِهِمْ، وَتَعْلَمُوا مَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، فَشَدُّوا عَلَيْهِمْ فَقَاتَلُوهُمْ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى أَفْرَجُوهُمْ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَخَلَصُوا إِلَيْهِ فَحَزُّوا رَأْسَهُ، وَأَتَوْا بِهِ عِيسَى بْنَ مُوسَى، فَأَرَاهُ ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيَّ، فَقَالَ: نَعَمْ هَذَا رَأْسُهُ فَنَزَلَ عِيسَى بْنُ مُوسَى إِلَى الْأَرْضِ فَسَجَدَ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ قَتْلُهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِخَمْسِ ليالٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمَكَثَ مُنْذُ خَرَجَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا خَمْسَةَ أيام3. 300- مُوسَى بنُ عَبْدِ اللهِ ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي عُبيدة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيّ

_ 1 العائر: الطائش من السهام، لا يعرف راميه. (انظر: المعجم الوسيط 2/636. مادة: عَوَرَ) . 2 سورة الأحزاب. الآية (38) . 3 تاريخ الطبري 7/646-647. (انظر: الكامل في التاريخ 5/569-570) .

فَوَلَدَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدًا، وَإِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدَ اللَّهِ، وَفَاطِمَةَ، وَزَيْنَبَ، وَرُقَيَّةَ، وَكَلْثَمَ، وَخَدِيجَةَ. وأمهم أم [231/ب] سَلَمَةَ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الله ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ1. 301- إِدْرِيسُ الأَصْغَرُ ابن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ الشَّاعِرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ] 2 عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. قَالَ: "وَكَانَ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ يَعْنِي صَغِيرًا يَوْمَئِذٍ. فَلَمَّا خَرَجَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ3 بِفَخٍّ خَرَجَ مَعَهُ. فَلَمَّا قُتل حُسَيْنٌ هَرَبَ إِدْرِيسُ إِلَى الْأَنْدَلُسِ والبَرْبَر، فَصَارَ هُنَاكَ وَوُلِدَ لَهُ أَوْلَادٌ كَثِيرٌ وَغَلَبُوا عَلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَخَلَّفَ بِالْمَدِينَةِ ابْنَةً لَهُ يُقال لَهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ إِدْرِيسَ، تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب،

_ 1 سكن موسى بن عبد الله بغداد. ووثقه ابن معين، وقال الذهبي وابن حجر: (قال البخاري: فيه نظر) . (انظر: التاريخ لابن معين 2/593. وتاريخ بغداد 13/25. وميزان الاعتدال 4/211. والمغني في الضعفاء للذهبي 2/684. ولسان الميزان 6/123) . 2 التكملة من جمهرة أنساب العرب 142. 3 ابن حسن بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب خرج سنة تسع وستين ومائة. ودعا إلى نفسه في خلافة موسى الهادي. وقتل بفخ في نفس السنة. (انظر: تاريخ خليفة 445. وتاريخ الطبري 8/192. والكامل في التاريخ 6/90. والبداية والنهاية 10/157) .

فَوَلَدَتْ لَهُ بِنْتًا، فَسَمَّاهَا فَاطِمَةَ بِاسْمِ أُمِّهَا، ثُمَّ فَارَقَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ1. 302- يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ بِنْتُ رُكَيح2 بْنِ أَبِي عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعة بن الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيّ. فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله: محمداً. وأمه [232/أ] خَدِيجَةُ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ مِنْ قُرَيْشٍ. وَكَانَ هَارُونُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ طَلَبَ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا فَاخْتَفَى مِنْهُ3، وَخَافَهُ يَحْيَى فَلَحِقَ بالدَيْلم4 وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ قَوْمٌ كَثِيرٌ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ هَارون: الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ5 وَأَعْطَاهُ الْأَمَانَ، وَأَعْطَاهُ مَا سَأَلَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِي الْأَمَانِ، فَقَدِمَ بِهِ عَلَى

_ 1 وكان إدريس بن عبد الله بن حسن قد نجا يوم فخ وهرب إلى المغرب في عهد الهادي. ويقال إن الرشيد أرسل من دس السم لإدريس فقتله سنة تسع وتسعين ومائة. ذكره السخاوي وسكت عنه. (انظر: تاريخ الطبري 8/198. والكامل في التاريخ 6/93. والتحفة اللطيفة 2/283) . 2 ركيح: بضم الراء مصغر في آخره جاء مهملة. وكذا في نسب قريش 54. وفي ص 228: (زكيح) بزاي في أوله. وفي جمهرة أنساب العرب 119: (ركيخ) بخاء معجمة في آخره. 3 وكان ذلك في سنة ست وسبعين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 8/242) . 4 الديلم: إقليم واسع جنوب غرب بحر قزوين. 5 هو البرمكي. ولد سنة ثمان وأربعين. ومائة. وكان أخا لهارون من الرضاعة. وكان توجيهه إلى يحيى بن عبد الله سنة ست وسبعين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 8/230-242. والكامل في التاريخ 6/106-125) .

هَارُونَ فَأَذِنَ لَهُ، فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ بِهَا1. وَقَدْ كَانَ يَحْيَى خَرَجَ مَعَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ2. بِفَخٍّ فَأَفْلَتَ يَوْمَئِذٍ3. 303- عَلِيُّ بنُ حَسَنِ ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ وَهِيَ أُمُّ حَبان4 بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْر بْنِ عَامِرٍ مُلاعب الأسنَّة بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وكان يقال لعليّ: "لسجّاد لِعِبَادَتِهِ وَفَضْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَوَرَعِهِ" فَوَلَدَ عَلِيُّ بْنُ حَسَنٍ: حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ صَاحِبُ فَخٍّ الَّذِي خَرَجَ بِهَا5، وَدَعَا إِلَى نَفْسَهُ فِي خِلَافَةِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ6، وَكَانَ قَدْ حَجَّ

_ 1 وقيل: إن هارون الرشيد حبسه بعد ذلك ومات في الحبس. وقيل: حبسه ثلاثة أيام، ثم أطلقه وعاش بعد ذلك شهراً واحداً، ثم مات سنة ست وسبعين ومائة. (انظر: البداية والنهاية 10/167-168) . 2 المراد به حسين بن علي بن حسن الحسني العلوي. وكان خروجه سنة تسع وستين ومائة. وقد تقدم. 3 ذكر ابن أبي حاتم يحيى بن عبد الله وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/161) . (أم حَبَّان) : بفتح المهملة والموحدة المثقلة آخرها نون. وفي طبقات خليفة 269: (أم خيار) بكسر المعجمة بعدها تحتية آخرها راء وفي جمهرة أنساب العرب 42: (أم عبد الله) . 5 وكان خروجه سنة 169هـ. 6 هو موسى الهادي بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور أبو محمد رابع خلفاء بني العباس. ولد بالري سنة سبع وأربعين ومائة. وكانت خلافته سنة وأشهراً، من سنة تسع وستين ومائة إلى سنة سبعين ومائة. (انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 279) .

تِلْكَ السَّنَةِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ1، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أبي جعفر 2، وموسى بن عيسى3، ومحمد ابن سُلَيْمَانَ4، فَاجْتَمَعُوا فِيمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ حَشَمِهِمْ وَجُنْدِهِمْ فَلَقَوْهُ بِفَخٍّ، فَقَاتَلُوهُ وَقَاتَلْهُمْ بِمَنْ مَعَهُ، ثم كثروا عليه فانهزم أصحابه [232/ب] وَقَتَلُوهُ، وَبَعَثُوا بِرَأْسِهِ إِلَى مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدًا، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَكَلْثَمَ، ورقيَّة، وَفَاطِمَةَ، وَأُمَّ الْحَسَنِ. وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ عبد الله بن حسن بن حسن بن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَيْضًا مِنَ الْعُبَّادِ، وَكَانَ يُقَالُ: "لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجٌ أَعْبَدُ مِنْ علي وامرأته زينب بنت عبد الله ابن حَسَنٍ". وَلَمَّا أَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ أَنْ يُشخص إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَإِخْوَتُهُ5 وَأَهْلُ بَيْتِهِ، أُخذ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ هَذَا مَعَهُمْ فأُشخص، فَحُبِسُوا بِالْكُوفَةِ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَمَاتَ عَلِيُّ بْنُ حَسَنٍ فِي الْحَبْسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.

_ 1 ابن علي بن عبد الله بن عباس، أبو الفضل أخو السفاح والمنصور، ولي الجزيرة للمنصور وللرشيد. توفي في بغداد سنة ثمانين ومائة، وله خمس وستون سنة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 377. وتاريخ بغداد 12/124) . 2 هو: أبو أيوب. توفي سنة تسع وتسعين ومائة. وهو ابن خمسين سنة. (انظر: تاريخ بغداد 9/24) . 3 هو موسى بن عيسى بن موسى ابن أخي السفاح. 4 هو محمد بن سليمان بن علي بن عم السفاح. ولي البصرة في عهد المهدي، ثم قدم بغداد مبايعاً الرشيد. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة وله إحدى وخمسون سنة. (انظر: تاريخ بغداد 5/291) . 5 وممن أُخذ من إخواته: حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ، وَدَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن عثمان وهو أخوهم لأمهم. (انظر: ترجمة عبد الله بن الحسن رقم 138) .

304- حَسَنُ بنُ زَيْدِ ابْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: مُحَمَّدًا وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَالْقَاسِمَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ حَسَنٍ، تَزَوَّجَهَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامَيْنِ هَلَكَا صَغِيرَيْنِ. وَأُمُّهُمْ1 أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ حُسَيْنٍ الْأَثْرَمِ ابْنِ حَسَنِ بْنِ علي بن أبي طالب. وعلياً بْنَ حَسَنٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَزَيْدًا، وَعِيسَى. وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ الْأَعْوَرَ. [لِأُمِّ وَلَدٍ] 2. وَعَبْدَ الله وأمه رِياد [233/أ] بِنْتُ بِسْطام بْنِ عُمير بْنِ السَليل بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ ذي الجَدّين3 بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هَّمام بن مُرَّة بن ذهل بْنِ شَيْبَان. وَكَانَ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ يُكْنَى أبا محمد. وكانت عنده "حاديث وَكَانَ ثِقَةً4"5. فَوَلَّاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْمَدِينَةَ فَوَلِيَهَا خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ تَعَقَّبَهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَعَزَلَهُ6، وَاسْتَصْفَى كُلَّ شَيْءٍ لَهُ فَبَاعَهُ، وَحَبَسَهُ7. وولَّى بعده عبد الصمد

_ 1 في الأصل (وأمهما) والتصويب يقتضيه السياق. 2 التكملة من حاشية الأصل. 3 ذو الجدين: بفتح الجيم، سمي به بسطام. وقيل: أبو قيس بن مسعود وقيل: عبد الله بن عمرو الشيباني؛ لأنه أسر أسيراً له فداء كثير، فقال رجل: إنه لذو جَدّ. -أي حظ- في الأسر، فقال آخر: إنه لذو جدين. (انظر: المرضع لابن الأثير 133. وتاج العروس 2/316. مادة: جَدَدَ) . 4 وذكره ابن حبان في الثقات. ووثقه العجلي. وضفعه ابن معين. وقال ابن عدي: أحاديثه معضلة، وأحاديثه عن أبيه أنكر مما روى عن عكرمة. وقال ابن حجر: صدوق يهم وكان فاضلاً. وأخرج له النسائي حديثاً واحداً. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. وثقات ابن حبان 3/ ق 24 أ. وميزان الاعتدال 1/492. وتهذيب التهذيب 2/279. وتقريب التهذيب 70. والتحفة اللطيفة 1/479) . 5 تهذيب التهذيب 2/279. والتحفة اللطيفة 1/480. ويضيفان (عابداً) . 6 ولاه المدينة من سنة تسع وأربعين ومائة إلى سنة خمس وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 7/435) . 7 وكان ذلك في بغداد. (انظر: تاريخ بغداد 7/309) .

بن علي بن عبد الله بن عباس1 فَكَتَبَ مُحَمَّدٌ الْمَهْدِيُّ2 -وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَلِيُّ عَهْدِ أَبِيهِ- إِلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ سرَّاً: "إِيَّاكَ إِيَّاكَ وَحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ، ارْفِقْ بِهِ وَوَسِّعْ عَلَيْهِ فَفَعَلَ عَبْدُ الصَّمَدِ فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ، فَأَخْرَجَهُ الْمَهْدِيُّ، وَأَقْدَمَهُ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ ذَهَبَ لَهُ، وَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى خَرَجَ الْمَهْدِيُّ يُرِيدُ الْحَجَّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَمَعَهُ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، فَكَانَ الْمَاءُ فِي الطَّرِيقِ قَلِيلًا، فَخَشِيَ الْمَهْدِيُّ عَلَى مَنْ مَعَهُ الْعَطَشَ، فَرَجَعَ مِنَ الطَّرِيقِ وَلَمْ يَحُجَّ تِلْكَ السَّنَةِ، وَمَضَى حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَاشْتَكَى أَيَّامًا ثُمَّ مَاتَ بِالْحَاجِرِ3، فَدُفِنَ هُنَاكَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ4 وَمِائَةٍ"5. 305- جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ6 [233/ب] ثم كان أبو جعفر بعده.

_ 1 هو عم السفاح والمنصور، كنيته أبو محمد. وولي الجزيرة للمنصو، وفلسطين ومكة، والبصرة. قال الذهبي: "وما عبد الصمد بحجة، ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة". وقال ابن حجر: "ذكره العقيلي في الضعفاء. مات في بغداد سنة خمس وثمانين ومائة، وهو ابن إحدى وثمانين. وقيل وهو ابن تسع وسبعين". (انظر: المعارف لابن قتيبة 374. وتاريخ بغداد 11/37. وميزان الاعتدال 2/620. ولسان الميزان 4/22) . 2 هو محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور. أبو عبد الله. ثالث خلفاء بني العباس، ولد بإيْذَج بين خوزستان وأصبهان، سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل قبلها بسنة، وكانت خلافته من سنة ثمان وخمسين ومائة إلى سنة تسع وستين. (انظر: الإمامة والسياسة 2/151. وتاريخ خلفاء للسيوطي 271) . 3 الحاجر: قرية تبعد عن المدينة شرقاً نحواً من ست وستين ميلاً في عالية نجد. (انظر: المناسك للحربي 317. وأطلس السعودية لحسين حمزة) . 4 وله خمس وثمانون سنة. (انظر: تاريخ بغداد 7/313) . 5 تهذيب التهذيب 2/279. والتحفة اللطيفة 1/480. واختصراها اختصاراً يسيراً. 6 جعفر بن محمد آخر الورقة 233 -وقد سقطت الورقة التالية من أصل المخطوط-. وأحسبه جعفر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. له ذكر في ترجمة أبيه رقم 136.

306- عَبْدُ اللهِ ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. (وَكَانَ يُلَقَّب دَافِنٌ) 1 وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ، (وَكَانَ قَلِيلَ2 الْحَدِيثِ) 3. وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جعفر المنصور4. 307- وأخوه عُبَيْدُ اللهِ ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طَالِبٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا5. 308- وَأَخُوهُمَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ6 ابن عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ خديجة بنت علي بن حسين بن

_ 1 ميزان الاعتدال 2/484. وقال السخاوي في التحفة اللطيفة 2/403.: (ذاقن) . 2 وقال ابن حجر: مقبول. وقد أخرج له أبو داود، والنسائي. (انظر: تقريب التهذيب 188) . 3 تهذيب التهذيب 6/18. والتحفة اللطيفة 403. 4 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . 5 روى عن أبيه، وصفوان بن سليم. وعنه ابن المبارك، وأبو يوسف القاضي، وحجاج بن أرطاة، وقال ابن حجر: (مقبول من الخامسة) . وقد دفن حياً بجانب بغداد، وقبره معروف بقبر النذور، ويبعد عنها نصف ميل. (انظر: جمهرة أنساب العرب 66. ومعجم البلدان 4/305. وتهذيب التهذيب 7/46. وتقريب التهذيب 227) . 6 تقدمت ترجمة أبيه محمد بن عمر رقم 136. وكان عمر بن محمد قد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 7/580. والكامل في التاريخ 5/544) .

علي ابن أبي طالب، وقد رُوي عنه أيضاً. فولد عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَحَبِيبَةَ، وَمُوسَى. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَلَمْ تُسَمَّ لنا أمها. 309- قُدَامَةُ ابن مُوسَى بْنِ عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونِ بن حبيب بن وَهب بن حُذافة ابن جُمَح. وَأُمُّهُ نُفَيعة بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَقيل [235/أ] بن أبي طالب1. 310- لُوطُ بنُ إسْحَاَق ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ لُوطٌ يُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ. وَكَانَ عَابِدًا عَالِمًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ. توفي فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ2. 311- مُحَمَّدُ بنُ لُوطِ ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ لُوطٍ عُتبة. وَأُمُّهُ ابْنَةُ عُتْبَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

_ 1 قال فيه ابن حجر: "إمام المسجد النبوي ثقة مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. وقد أخرج له البخاري تعليقاً وبقية الجماعة عدا النسائي". (انظر: تقريب التهذيب 281) . 2 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . وقد تقدم. وذكر ابن أبي حاتم لوط بن إسحاق وسكت عنه. ووثقه ابن حبان. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/181. وثقات ابن حبان 3/125ب) .

وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ لُوطٍ يُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ. وَقَدْ رُوي [عَنْهُ] 1. وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2. 312- يَزِيدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ. فَوَلَدَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: عَبْدَ الْوَاحِدِ. وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ. وَخَالِدًا، وَيَحْيَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يُكْنَى أَبَا خَالِدٍ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ3 (وَكَانَ جَلَدًا صَارِمًا4 ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ5 وَمِائَةٍ6.

_ 1 التكملة يقتضيها السياق. 2 عقد ابن أبي حاتم ترجمة لمحمد بن لوط، ولم يذكر فيها سوى أنه مات في زمن المنصور. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/70) . 3 روى عن أبيه. وابن المنكدر، وزيد بن أسلم. وعنه ابنه يحيى، ومعن بن عيسى، وإسحاق القروي. (انظر: تهذيب التهذيب 11/347) . 4 أجمع النقاد على ضعفه، وانفرد ابن سعد بتوثيقه. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 121. والضعفاء والمتروكين للنسائي 111. والجرح والتعديل 4/2/278. والمجروحين لابن حبان 3/102. والمغني في الضعفاء للذهبي 2/751. وتهذيب التهذيب 11/347. وتقريب التهذيب 383) . 5 وأرخ خليفة وفاته سنة سبع وثلاثين ومائة. وأرخها الذهبي، وابن حبان نقلاً عن ابن أبي حاتم سنة خمس وستين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 69. والمجروحين لابن حبان 3/103. وميزان الاعتدال 4/434) . 6 تهذيب التهذيب 11/348.

313- الزُبَيْرُ بنْ سَعِيدِ ابن سُلَيْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ. وَأُمُّهُ حُميدة وَهِيَ حَمَّادَةُ بِنْتُ يَعْقُوبَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نوفل [235/ب] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَوَلَدَ الزُّبَيْرُ بن سعيد: القاسم وبه كان يكنى1، ومحمد الْأَكْبَرَ، ورُقيَّة، دَرَجُوا. وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْمُغِيرَةِ بِنْتُ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ. وَإِسْحَاقَ، وَالطَّاهِرَ، وبُرَيكة، وَأُمَّ الْقَاسِمِ، وَفَاطِمَةَ، وَأُمَّ سَعِيدٍ. وَهُمْ لِأُمِّ وَلَدٍ وَالْحَسَنَ، وسعيداً، ومحمد الْأَصْغَرَ، وَإِبْرَاهِيمَ، وسُحَيقة، وَسُكَيْنَةَ، وَزَيْنَبَ. وَأُمُّهُمُ ابْنَةُ حَسَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَعِيدِ بن نوفل. والفضل، ومحمد الأوسط، وكلثم الكبرى، وكلثم الصغرى، وعائشة. كلهم لِأُمِّ وَلَدٍ، دَرَجُوا. (وَكَانَ الزُّبَيْرُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2. تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ3) 4. 314- عُمَرُ بنُ حَمْزَةَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ أم حكيم بنت المغيرة بن الحارث ابن أَبِي ذِئْبٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ: حَمْزَةَ. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَرَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ أبو أسامة وغيره5.

_ 1 قيل: ويكنى أبا هاشم أيضاً. (انظر: التحفة اللطيفة 2/75) . 2 لينه الذهبي وابن حجر. وقد أخرج له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه. (انظر: المغني في الضعفاء 236. وتقريب التهذيب 106) . 3 وكانت خلافته بين سنتي (137ـ 158هـ) 4 تهذيب التهذيب 3/315. 5 وروى عنه مروان بن معاوية الفزاري. وهو عن سالم بن عبد الله. وكان ضعيفاً وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة عدا النسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 7/437. وتقريب التهذيب 252) .

315- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ1. 316- حَفْصُ بنُ أبي بَكْرِ ابن حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص الزهري. وقد روي عنه2. 317- مُعَاوِيَةُ بنُ إسْحَاقَ ابن طلحة [236/أ] بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمرو بْنِ كَعْبِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة. وَأُمُّهُ أُمَّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ: طَلْحَةَ، وَإِسْحَاقَ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ مَيْسرة بْنِ عُمارة مِنْ بَنِي الصَّيْداء مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَهِيَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأُمَّ إِسْحَاقَ. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأُمَّ يَحْيَى. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَقَدْ رَوَى الثَّوْرِيُّ، وشعبة عن معاوية ابن إسحاق3. وأخوه: 318- مُوسَى بنُ إِسْحَاقَ ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ4.

_ 1 روى عبد الرحمن عن أبيه، وعطاء، ونافع، وعنه ابن إسحاق، وسليمان بن بلال، ويزيد بن زُريع، قال ابن حجر: "مقبول. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، والنسائي". (انظر: تهذيب التهذيب 6/212. وتقريب التهذيب 205) دب أ. 2 ولم أعثر على ترجمة له. 3 وذكره ابن سعد في عداد الكوفيين ووثقه. وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم. (انظر: طبقات ابن سعد 6/339. وتقريب التهذيب 341) . 4 روى عنه أبو أسامة الكوفي. وذكره كل من البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/4/280. والجرح والتعديل 4/1/135) .

319- مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّهِ التَّيْمِيُّ. وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ. وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ. وَأُمُّهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْل. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: عَبْدَ اللَّهِ. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَقَدْ قَضَى مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ لِبَنِي أُمية عَلَى الْمَدِينَةِ1، ثُمَّ وَلَّاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْقَضَاءَ بِالْمَدِينَةِ2. وَكَانَ جَلِيلًا مُهِيبًا صَلْبًا مِنَ الرِّجَالِ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة أربع وخمسين ومائة، فبلغ موته أَبَا جَعْفَرٍ، فَقَالَ: الْيَوْمَ اسْتَوَتْ قُرَيْشٌ3. 320- طَلْحَةُ بنُ يَحْيَى4 ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ التَّيْمِيُّ. وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ، أَوْ أُمُّ أُنَاسٍ ابْنَةُ أَبِي مُوسَى الأشعري5. فولد طلحة [236/ب] بْنُ يَحْيَى: يَحْيَى، وَمُحَمَّدًا، وَصَالِحًا، وَإِسْحَاقَ، وَعَبْدَ الله، وعيسى، ويعقوب، وإسماعيل، ونوحاً، وإبراهيم،

_ 1 كان قاضياً في آخر خلافة بني أمية لمروان بن محمد، وفي آخر عهده، وانتهت خلافته سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 408. وأخبار القضاة لوكيع 1/181) . 2 انظر أخباره مفصلة في أخبار القضاة لوكيع 1/181-199. 3 وذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/41) . 4 عقد ابن سعد ترجمة موجزة لطلحة بن يحيى، في الطبقة السادسة من الكوفيين، ووثقه. (انظر: طبقات ابن سعد 6/361) . 5 تهذيب التهذيب 5/28. ويحذف (أو أم أناس) .

وَيُوسُفَ، وَدَاوُدَ، وسُعْدى، وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَائِشَةَ، وأم طلحة لأمهات أولاد. وقد رَوَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى الثوريُّ، وَغَيْرُهُ1 321- بِلاَلُ بنُ يَحْيَى ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ التَّيْمِيُّ. وَأُمُّهُ أُمُّ ولد. فولد بِلَالُ بْنُ يَحْيَى: يَحْيَى، وَإِسْحَاقَ، وَعِيسَى وَأُمُّهُمْ رُبيحة أُمُّ وَلَدٍ. وَطَلْحَةَ وَأُمُّهُ سُعدى بِنْتُ يَحْيَى بْنِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ. وَمَدَحَ الْحُزَيْنُ الْكِنَانِيُّ2 بلال بن يحيى فقال: بِلاَلُ بنُ يَحْيَى غُرَّةٌ لَا خَفَا بِهَا ... لِكُلَّ أُنَاسٍ غُرَّةٌ وَهِلاَلُ3 قَالَ مُصْعَبٌ:4 "هَذَا الْبَيْتُ للسَري بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُويم بن ساعدة"56.

_ 1 وقال ابن سعد في موضع آخر: "كان ثقة، وله أحاديث صالحة". وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة". وقد أخرج له الجماعة. (انظر: طبقات ابن سعد 6/361. وتقريب التهذيب 158) . 2 الحزين الكناني: لقب للشاعر عمرو بن عُبيد بن وهب بن مالك الدَّيلي أبو الشعثاء الكناني. وقيل أبو الحكم. وقيل اسمه سليمان. هجَّاء خبيث اللسان ساقط. (انظر: الأغاني 16/5671-5692. ونزهة الألباب 37أ) . 3 أورد ابن سعد هذا البيت في طبقاته 5/164. في ترجمة أبيه يحيى بن طلحة وأخرجه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 16/5692. في ترجمة الحزين الكناني. ووضع (هلال) بدل (بلال) وأضاف بيتاً قبل هذا البيت هو أَتَيْتُ هِلاَلاً أَرْتَجي فَضَلَ سَيْبِه ... فأفْلَتنيَ مما أُحبُّ هِلالُ. 4 هو الزبيري. تقدم. 5 هو السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عُويم بن ساعدة الأنصاري. لم يكن من الشعراء المكثرين. وكان مكثراً لشرب الخمر، قصيراً دميماً. (انظر: مختار الأغاني 6/81) . 6 قال ابن حجر: "بلال بن يحيى بن طلحة لين من السابعة. أخرج له الترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 49) .

وأخوهما: 322- إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ التَّيْمِيُّ، وَأُمُّهُ الْحَسْنَاءُ بِنْتُ زَبَّان بْنِ الْأَبْرَدِ بْنِ مُصاد بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ كَعْبِ بن عُليم بن كلب1. فولد إسحاق ابن يَحْيَى. مُحَمَّدًا وَلَمْ تُسم لَنَا أُمُّهُ. وَقَدْ رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ2 والمسيَّب بن دارم3 وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ (أَخُوهُ طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى أَثْبَتَ فِي الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ مِنْهُ) 4. وَكَانَ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى5 يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، (وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ6 فِي خلافة المهدي7 وهو [237/أ] يُستضعف8) 9.

_ 1 وهكذا ورد نسبه ونسب أمه في طبقات ابن سعد 5/164. ويضع (زبار) براء في آخره بدل (زبان) بالنون. وفي التحفة اللطيفة 1/301.: "وأمه خنساء ابنه زياد بن الأبرد بن معاذ بن عدي". 2 هو مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي ثقة إمام في التفسير وفي العلم مات سنة إحدى، أو اثنتين، أو أربع ومائة وله ثلاث وثمانون. (انظر: تقريب التهذيب 328) . 3 المسيب - بفتح التحتية- بن دارم البصري. مات سنة ست وثمانين. وذكره كل من ابن سعد وابن حاتم وسكتا عنه. (انظر: طبقات ابن سعد 7/127. والجرح والتعديل 4/1/295) . 4 التحفة اللطيفة 1/301. 5 التكملة يقتضيها السياق. 6 وفي تهذيب التهذيب 1/255. حدد تاريخ وفاته سنة أربع وستين ومائة نقلاً عن السراج. 7 وكانت خلافته بين سنتي (158-169هـ) 8 الأكثر على أنه ضعيف ولم يوثقه أحد. وشذ ابن عمَّار الموصلي بقوله: صالح وقد أخرج له الترمذي، وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/27. والضعفاء الصغير للبخاري 17. والضعفاء والمتروكين للنسائي 19. والجرح التعديل 1/1/236. والمجروحين لابن حبان 1/133. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 6. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 18. والمغني في الضعفاء للذهبي 75. وتهذيب التهذيب 1/254. وتقريب التهذيب 30) . 9 تهذيب التهذيب 1/255. والتحفة اللطيفة 1/301. ويحذف (وهو يُستضعف) .

323- رَبِيعَةُ بنُ عُثْمَانَ ابن رَبِيعَةَ1 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدير بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة، وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الْمُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ الله بن الهُدَير ابن عَبْدِ العُزّى. وَيُكَنَّى رَبِيعَةُ أَبَا عُثْمَانَ. (وَكَانَ ثِقَةً2 ثَبَتًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ فِيهِ عُسْر3) 4. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سنة. 324- مُوسَى بنُ مُحَمَّدِ ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَالِدِ بْنِ صَخْر بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة. وَأُمُّهُ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي يَحْيَى وَهُوَ عُمير. وَكَانَ موسى ابن مُحَمَّدٍ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ (وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وخمسين ومائة) 5 في خلافة

_ 1 والبعض يسقط جده (ربيعة) . (انظر: طبقات خليفة 272. والتاريخ الكبير للبخاري 2/1/289) . 2 ووثقه ابن معين، وابن نُمير، والحاكم، وذكره ابن حبان في المشاهير. وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث". وقال أبو زرعة: "إلى الصدق ما هو، ليس بذاك القوي". وقال الذهبي: "صدوق". وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام، وقد أخرج له مسلم والنسائي في يوم والليلة، وابن ماجه". (انظر: الجرح والتعديل 1/2/476. ومشاهير علماء الأمصار 133. والمغني في الضعفاء 1/230. وتهذيب التهذيب 3/259. وتقريب التهذيب 102) . 3 فيه عُسْرٌ: العُسْر هو التصعب في الأمور وقلة السماحة فيها. (انظر: المعجم الوسيط 2/600. مادة: عَسَرَ) . والمراد به: حرصاً على الحديث، وحفاظاً عليه من التلاعب لا يعطيه لأي كان. وأمثلته كثيرة. (انظر: شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي 132-134) . 4 تهذيب التهذيب 3/260. وفيه: أن ابن سعد نقل ذلك عن الواقدي. 5 تهذيب التهذيب 10/369.

أبي جعفر وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ1 وَغَيْرُهُ. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وله أحاديث منكرة23. 325- الضَحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزام بْنِ خُوَيلد بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيّ. وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ. فَوَلَدَ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ: عُثْمَانَ، وَعَبْدَ رَبٍّ. وَأُمُّهُمَا مُسْلِمة بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزام. وَمُحَمَّدَ بْنَ الضَّحَّاكِ. لِأُمِّ وَلَدٍ. قَالَ: "وكان الضحاك يكنى أبا عثمان [237/ب] (وَكَانَ ثَبَتًا) 4. وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي فُدَيك، وَغَيْرُهُمَا. (وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ومائة) 5،

_ 1 ستأتي ترجمته رقم 350. 2 الأكثر على أنه منكر الحديث، وتركه البعض، والبعض ضعفه. وقد أخرج له الترمذي، وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/596. والضعفاء الصغير للبخاري 107. والضعفاء والمتروكين للنسائي 96. والجرح والتعديل 4/1/159. والمجروحين 2/241. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 21. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 249. وميزان الاعتدال 4/218. وتهذيب التهذيب 10/368. وتقريب التهذيب 352) . 3 تهذيب التهذيب 10/369. 4 تهذيب التهذيب 4/447. والتحفة اللطيفة 2/252. 5 المصدر السابق.

فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَلَهُ عَقِبٌ (وَكَانَ ثِقَةً1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ) "2. 326- أُسَامَةُ بنُ زَيْدِ اللَّيْثِيُّ مَوْلًى لَهُمْ. وَيُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقَدْ سَمِعَ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ يُستضعف3. 327- الوَلِيدُ بنُ كَثِير وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ. (ومات بالكوفة سنة إحدى وخمسين

_ 1 ووثقه أحمد، وابن معين، ومصعب الزبيري، وأبو داود، وابن بكير وابن المديني، وذكره ابن حبان في المشاهير وقال: "من المتقنين وأهل الورع في الدين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به". وقال أبو زرعة: "ليس بالقوي"، وقال ابن نمير: "لا بأس به جائز الحديث". وقال ابن عبد البر: "كثير الخطأ ليس بحجة". وقال يعقوب بن شيبة: "صدوق في حديثه ضعف". وقال الذهبي: "صدوق"، وقال ابن حجر: "صدوق يهم". وأخرج له مسلم والأربعة. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/460. ومشاهير علماء الأمصار 134. وميزان الاعتدال 2/324. وتهذيب التهذيب 4/446. وتقريب التهذيب 154) . 2 تهذيب التهذيب 4/447. والتحفة اللطيفة 2/252. 3 اختلف فيه قول القطان، وابن معين، ونقل الدوري توثيقه عن ابن معين. وقال أحمد: "ليس بشيء، في حديثه نكرة. ولينه أبو حاتم، والنسائي". وقال ابن نمير: "مشهور. ووثقه العجلي". وقال ابن عدي: "ليس به بأس". وقال ابن حبان في الثقات: "يخطئ وهو مستقيم الأمر صحيح الكتاب". وقال الذهبي وابن حجر: "صدوق يهم". وقال السخاوي: "حديثه من قبيل الحسن". وقد أخرج له البخاري استشهاداً، وبقية الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/22. والضعفاء والمتروكين للنسائي 19. والجرح والتعديل 1/1/284. والضعفاء والكتروكين لابن الجوزي 14. والمعني في الضعفاء للذهبي 1/66. وتهذيب التهذيب 1/208. وتقريب التهذيب 26. والتحفة اللطيفة 1/287) .

وَمِائَةٍ) 1. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ2، وَغَيْرُهُ مِنَ الْكُوفِيِّينَ. (وَكَانَ لَهُ عِلْمٌ بِالسِّيرَةِ وَمَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَلَيْسَ بِذَلِكَ3) 4. 328- جَارِيَةُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ وَيُكَنَّى أَبَا عِمْرَانَ. وَكَانَ لَهُ بِالْبَلَدِ قَدْرٌ وَعِبَادَةٌ وَرِوَايَةٌ لِلْعِلْمِ. وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "لَوْ قِيلَ لَجَارِيَةَ إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا، مَا كَانَ فِيهِ مَزِيدٌ مِنَ الِاجْتِهَادِ. قَالَ: وَكَانَ ثَبَتًا5 فِي الْحَدِيثِ قَلِيلَهُ. قَالَ: وَكُنَّا نَقُولُ لِمَالِكٍ فِي الشيء يخالف فيه: حدثنا به جَارِيَةَ، فَيَقُولُ: مَا وَرَاءَ جَارِيَةَ أَحَدٌ، قَالَ وَرَأَيْتُ مَالِكًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَانْتَهَى إِلَى جَارِيَةَ فسلم عليه" [238/أ] .

_ 1 تهذيب التهذيب 11/148. 2 هو حماد بن أسامة الكوفي مشهور بكنيته، ثقة ثبت ربما دلس وكان بأخره يحدث من كتب غيره, مات سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين. وأخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 81) . 3 ووثقه ابن معين، وأبو داود، وابن حبان، والذهبي، وغيرهم. وقال ابن عيينة: صدوق، وزاد الساجي إباضي. وقال ابن حجر: (صدوق عارف بالمغازي رُمي برأي الخوارج) . وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/633. والجرح والتعديل 4/2/14. ومشاهير علماء الأمصار 138. والمغني في الضعفاء للذهبي 2/724. وميزان الاعتدال 4/345. وتهذيب التهذيب 11/148. وتقريب التهذيب 371) . 4 ميزان الاعتدال 4/345. والمغني في الضعفاء 2/724. ويضع (بذاك) بدل (بذلك) وكذا في تهذيب التهذيب 11/148. 5 وقال أبو حاتم، الذهبي، والسخاوي: "مجهول". (انظر: الجرح والتعديل 1/1/521. ميزان الاعتدال 1/385. والمغني في الضعفاء 1/126. والتحفة اللطيفة 1/406) .

329- عَبْدُ الحَمِيدِ بنُ جَعْفَرِ1 ابن الْحَكَمِ الْحَكَمِيُّ، يُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ وَلَدِ الفِطْيُون وَهُمْ حُلَفَاءُ الْأَوْسِ. وَيُكَنَّى أَبَا الْفَضْلِ2. (وَكَانَ ثِقَةً3 كَثِيرَ الْحَدِيثِ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً) 4. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ هُشَيْم5، وَغَيْرُهُ. قَالَ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ:6 كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَحْمِلُ عَلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَلَا أَدْرِي مَا كان شأنه وشأنه7. 330- مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ8 ابن يَسَارٍ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ [بن عبد مناف] 9 بن قُصَيّ (ويكنى

_ 1 هو عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم. الأنصاري الأويسي. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/10. وتهذيب التهذيب 6/111) . 2 ويقال: أبو حفص. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 131. وتهذيب التهذيب 6/111) . 3 ووثقه ابن معين، ويحيى القطان، وابن نمير، وابن المديني، وأحمد وزاد: ليس به بأس، وابن حبان وزاد: وكان يهم في الأحايين، والساجي وزاد: صدوق ولينه النسائي، وأبو حاتم، وابن عدي. وقال الذهبي وابن حجر: "صدوق رُمي بالقدر"، وزاد ابن حجر: "ربما وهم. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة". (انظر: التاريخ لابن معين 2/341. والضعفاء والمتروكين 72. والجرح والتعديل 3/1/10. ومشاهير علماء الأمصار 131. وميزان الاعتدال 2/539. والمغني في الضعفاء 1/368. وتهذيب التهذيب 6/111. وتقريب التهذيب 196) . 4 تهذيب التهذيب 6/111. 5 هو هُشيم بن بشير بن القاسم الواسطي. تقدم. 6 هو القطان، تقدم. 7 كان الثوري يحمل على عبد الحميد لخروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي. (انظر: ميزان الاعتدال 2/539. وتهذيب التهذيب 6/111) . 8 وذكر ابن سعد ترجمة محمد بن إسحاق في البغداديين من طبقاته 7/323. لنزوله وموته فيها. وترجمة أبيه إسحاق رقم 65. 9 التكملة من حاشية الأصل.

أَبَا عَبْدِ1 اللَّهِ) 2، وَكَانَ جَدُّهُ يَسَارٌ مِنْ سبي عين التمر. (وكان محمد ابن إِسْحَاقَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم) 3 وَأَلَّفَهَا4. وَكَانَ يَرْوِي عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومان، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِمْ. وَيَرْوِي عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَتِ امْرَأَةُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَبَلَغَ ذَلِكَ هِشَامًا، فَقَالَ: هُوَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَتِي! -كَأَنَّهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ-5. وَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ قَدِيمًا، فَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ6. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مَعَ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِالْجَزِيرَةِ7. وَكَانَ أَتَى أَبَا جَعْفَرٍ بِالْحِيرَةِ فَكَتَبَ لَهُ الْمَغَازِيَ، فَسَمِعَ مِنْهَ أَهْلُ الكوفة8 بذلك السبب. وسمع منه أهل

_ 1 وقال غير ابن سعد: أبو بكر. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/40. وتاريخ بغداد 1/216) . 2 تاريخ بغداد 1/217. 3 سير أعلام النبلاء 7/48 طبعة عام 1401هـ. 4 أثبتت الدراسات المعاصرة أن عروة بن الزبير (ت93هـ) وتلميذه الزهري (ت124هـ) كتبا سيرة للنبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: تاريخ التراث 1/447-448) . 5 أوردها ابن قتيبة في المعارف 492. وابن خلكان في وفيات الأعيان 4/277. والذهبي في ميزان الاعتدال 3/470. وسير أعلام النبلاء 7/49. ودافع ابن إسحاق دفاعاً جيداً، فقال: يحتمل أن تكون إحدى خالات ابن إسحاق من الرضاعة فدخل عليها وما علم هشام بأنها خالة له أو عمة. ثم قال في الميزان: وما يدري هشام فلعله سمع منها في المسجد، أو سمع منها وهو صبيّ، أو دخل عليها فحدثته من وراء حجاب. فأي شيء في هذا، وقد كانت امرأة قد كبرت وأسنَّت. 6 ستأتي ترجمة إبراهيم رقم 387، وروى عن ابن إسحاق من المدنيين أيضاً. يحيى بن سعيد الأنصاري من شيوخه، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند. (انظر: تهذيب التهذيب 9/39) . 7 تقع الجزيرة بين نهري دجلة والفرات. وتضم عدداً من المدن منها: حران والرقة، ونُصيبين والخابور، وماردين، والموصل. (انظر: معجم البلدان 2/134) . وهي اليوم مجزأة بين ثلاث دول، قسم في سورية، وقسم في تركية، والآخر في العراق. 8 وممن سمعه من أهل الكوفة: ابن إدريس. (انظر: تهذيب التهذيب 9/39) .

الجزيرة1 [238/ب] حِينَ كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَتَى الرَّيَّ2 فَسَمِعَ مِنْهَ أَهْلُ الرَّيِّ3. فَرُوَاتُهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْبُلْدَانِ أَكْثَرُ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ4. وَأَتَى بَغْدَادَ. فَأَخْبَرَنِي ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الخَيْزُرَان5 وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ6. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَقَدْ كتبت عنه

_ 1 وممن سمعه من أهل الجزيرة: زهير بن معاوية. الكوفي، سكن الجزيرة. 2 الريّ: مدينة مشهورة تقع جنوب شرق قزوين، وغرب نيسابور، وهي حالياً من مدن إيران، وتبعد عن العاصمة طهران 50 كم باتجاه جنوب الجنوب الشرقي. وفتحت زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (انظر: فتوح البلدان 448. ودائرة المعارف الإسلامية 10/285. وأطلس التاريخ الإسلامي 35) . 3 وممن سمع منه من أهل الريّ. سلمة بن الفضل الرازي. (انظر: تهذيب التهذيب 9/39، 4/153) . 4 سير أعلام النبلاء 7/48 -طبعة عام 1401 هـ- ويحذف (وسمع منه أهل الجزيرة ... محمد) . وتهذيب التهذيب 9/44 من قوله: (وخرج) ... إلى (سعد) . 5 مقابر الخيزران: تقع بالجانب الشرقي من بغداد. نسبت إلى الخيزران أم الرشيد والهادي لأنها دفنت بها. وهي اليوم في حي الأعظمية من بغداد. (انظر: وفيات الأعيان 4/277) . 6 وكذا أرخها أبو زكريا الأزدي، وابن كثير، والذهبي وابن سعد. في ترجمته مع البغداديين. وصححها ابن خلكان. وقال خليفة: سنة ثلاث واثنتين وخمسين ومائة. وقيل سنة أربع وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 426. وطبقاته 271، 327. وطبقات ابن سعد 7/322. وتاريخ الموصل 216. ووفيات الأعيان 4/277. والبداية والنهاية 10/109. ودول الإسلام 1/104) .

الْعُلَمَاءُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ1. وَأَخُوهُ: 331- عُمَرُ بنُ إِسْحَاقَ ابن يَسَارٍ، وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "لَقَدْ لَقِيتُهُ وَكَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ وَعِلْمٌ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ"2 وَغَيْرِهِ. قَالَ: "وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ3. وَتُوُفِّيَ فِيمَا أَعْلَمُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ".

_ 1 ووثقه ابن سعد لما عدَّه في البغداديين. واختلفت فيه أقوال النقاد فهو ثبت في الحديث عند أكثرهم، ولينه البعض. والبعض كذَّبه، وناقش الذهبي في الميزان القول بتكذبيه ورده وقال في المغني: "صدوق قوي الحديث". وذكره في التذكرة وقال: "ليس بذاك المتقن فانحط حديثه عن رتبة الصحة، وهو صدوق في نفسه مرضي". وقال ابن حجر: "صدوق يدلس رُمي التشيع والقدر. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، وبقية الجماعة انتهى. غير أنه في السير والمغازي لا شك في إمامته". (انظر: التاريخ لابن معين 2/504. والتاريخ الكبير للبخاري 1/1/40. والضعفاء والمتروكين للنسائي 91. والجرح والتعديل 3/2/191. ومشاهير علماء الأمصار 139. وتاريخ بغداد 1/227-232. ووفيات الأعيان 4/276. وتذكرة الحفاظ 1/172. وميزان الاعتدال 3/468. والمغني في الضعفاء 2/552. وتهذيب التهذيب 9/40. وتقريب التهذيب 290) . 2 هو النوفلي أبو محمد أو أبو عبد الله المدني، ثقة فاضل مات سنة تسع وتسعين. (انظر: تقريب التهذيب 355) . 3 قال ابن أبي حاتم: "سئل الإمام أحمد عنه فسكت. وسكت عنه البخاري". وقال الدارقطني: "ليس بقوي. وذكره ابن حبان في الثقات، وفي المشاهير". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/141. والجرح والتعديل 3/1/98. والثقات لابن حبان 3/96 ب. ومشاهير علماء الأمصار 133. ولسان الميزان 4/285. وتعجيل المنفعة 195) .

وأخوهما: 332- أبو بَكْرِ بنُ إِسْحَاقَ ابن يسار. وقد رُوي عنه أيضا1. 333- بَرَدَانُ2 ابن أبي النضر. وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ. وَيُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقِ. (مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ3 وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً) 4. وَقَدْ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَغَيْرِهِ. (وَكَانَ ثِقَةً5 لَهُ أحاديث) 6. 334- دَاوُدُ ابن قَيْسٍ الفرَّاء. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الدَّباغ. وَيُكَنَّى أبا سليمان مولى [239/أ] لِقُرَيْشٍ. (مَاتَ بِالْمَدِينَةِ) 7 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ8. (قال: أخبرنا

_ 1 روى عنه أخوه محمد، ويزيد بن أبي حبيب، وهو عن عبد الله بن عروة بن الزبير، ومعاذ بن عبد الله بن حبيب. قال ابن حجر: مقبول. وقد أخرج له النسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 12/23. وتقريب التهذيب 395) . 2 بردان: بفتح الموحدة والراء والدال المهملة. وهو لقبه. (انظر: تقريب التهذيب 20) . 3 وقيل: سنة أربع وخمسين ومائة. (انظر: تهذيب التهذيب 1/110) . 4 المصدر السابق. 5 ووثقه ابن معين، وابن حبان. وقال ابن حجر: "صدوق. أخرج له أبو داود". (انظر: التاريخ لابن معين 2/9. وتهذيب التهذيب 1/120. وتقريب التهذيب 20) . 6 تهذيب التهذيب 1/120. والتحفة اللطيفة 1/116. ويحذف (له أحاديث) . 7 تهذيب التهذيب 3/198. 8 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . وقد تقدم.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَب الْحَارِثِيُّ، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ رَجُلَيْنِ كَانَا أَفْضَلَ مِنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، وَمِنِ الْحَجَّاجِ بْنِ1 صَفْوَانَ"2. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ3، قَالَ: "اسْتَعْمَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، خَالِدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ4، فَكَانَ يُؤْذِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَسَمِعْتُهُ يَوْمًا عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنَّ فَاطِمَةَ كَلَّمَتْهُ فِيهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي أَبُو قُدَيْدٍ"5، قَالَ: "فَرَأَيْتُ دَاوُدَ بْنَ قَيْسٍ الفرَّاء بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: كَذَبْتَ حَتَّى حَفِظَهُ النَّاسُ". قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرة6 عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ7، قَالَ: "نِمْتُ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَخْطُبُ يَوْمَئِذٍ، فَفَزِعْتُ وَقَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ الْقَبْرَ انْفَرَجَ، وَكَأَنَّ رَجُلًا يَخْرُجُ مِنْهُ، يَقُولُ كَذَبْتَ كَذَبْتَ فَلَمَّا قَامَتِ الصَّلَاةُ وَصَلَّيْنَا سَأَلْتُ مَا كَانَ، فأُخبرت بِالَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ خالد بن عبد الملك".

_ 1 هو الحجاج بن صفوان بن أبي زيد المدني. صدوق من السابعة أخرج له أبو داود. (انظر: تقريب التهذيب 64) . 2 تهذيب التهذيب 3/198. 3 ابن عبد الرحمن بن خالد البياضي، أبو محمد المدني. قال ابن سعد: "كان قليل الحديث. وسكت عنه ابن أبي حاتم. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة ثلاث وستين ومائة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة". (انظر: طبقات ابن سعد 5/411. والجرح والتعديل 1/2/347. وثقات ابن حبان 3/ ق 39 أ) . 4 وكان استعماله لخالد بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ بن أبي العاص من سنة أربع عشرة ومائة إلى سنة تسع عشرة ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 361) . 5 أبو قديد: لم أعثر عليه. 6 هو أبو بكر بن عبد الله. ستأتي ترجمته رقم 398. 7 أحسبه صالح بن محمد بن زائدة الليثي. تقدمت ترجمته رقم 256.

قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ يَجْلِسُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَجلان، فلما مات محمد بن عجلان [239/ب] تَحَوَّلَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسٍ لَهُ آخَرَ. (وَكَانَ ثِقَةً1 لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ"2. 335- حُمَيْدُ بنُ زِيَادِ الخرَّاط. وَيُكَنَّى أَبَا صَخر. أَوْ أَبَا صُبْحٍ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيك، وَغَيْرُهُمَا3. 336- مُحَمَّدُ بنُ أبي حُمَيْدِ4 الزُرَقي، وبعضهم يقول: حماد5 بن أبي حميد.

_ 1 مجمع على توثيقه. وقال ابن معين في قول: صالح الحديث. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/153. والجرح والتعديل 1/2/422. وثقات ابن حبان 3/42 ب. وتهذيب التهذيب 3/198. وتقريب التهذيب 96) . 2 تهذيب التهذيب 3/198. والتحفة اللطيفة 2/37. ويحذف (له ... الخ) . 3 وقال ابن حجر: "حُميد بن زياد هو ابن أبي المخارق أبو صخر الخرَّاط صاحب العباء مدني سكن مصر. ويقال: هو حميد بن صخر أبو مودود الخرَّاط. وقيل: إنهما اثنان. صدوق يهم مات سنة تسع وثمانين ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 84) . 4 وكنيته محمد: أبو إبراهيم. واسم أبي حميد: إبراهيم. (انظر: تهذيب التهذيب 9/132) . 5 قال ابن حجر: "لقبه حماد، ضعيف من السابعة". قال الذهبي: "ضعفوه. وقد أخرج له الترمذي وابن ماجه". (انظر: المغني في الضعفاء 2/573. وتقريب التهذيب 295) .

337- أَبُو حَزْرَةَ1 وَاسْمُهُ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ. وَيُكَنَّى أَبَا يُوسُفَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "أَحْسَبُهُ مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ2 وَكَانَ قاصَّاً، (تُوُفِّيَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، أَوْ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ قَلِيلَ3 الْحَدِيثِ) 4، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ". 338- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن أَبِي حُرَّة، مَوْلًى لَأَسْلَمَ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومائة) 5. 339- مُوسَى بنُ عُبِيْدَةَ ابن نَشِيط الرَّبَذِيّ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الْعَزِيزِ. يَدّعون إِلَى الْيَمَنِ، وَالنَّاسُ يَدْعُونَهُمْ بِالْوَلَاءِ، (تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةَ سنة ثلاث وخمسين ومائة) 6، في خلافة

_ 1 أبو حزرة: بفتح المهملتين بينهما زاي الساكنة. وهذا لقبه. (انظر: الكنى لمسلم 15/ب ونزهة الألباب في الألقاب 132) . 2 وجزم ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، وابن حجر: أنه مولى بني مخزوم. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/215. والكنى للحاكم 2/119ب. وتهذيب التهذيب 11/394) . 3 وقال ابن حجر: "صدوق. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، ومسلم وأبو داود". (انظر: تقريب التهذيب 387) . 4 تهذيب التهذيب 11/395. 5 تهذيب التهذيب 9/252. ووثقه ابن حجر في تقريب التهذيب 304. وأشار إلى أن ابن ماجه قد أخرج له. 6 تهذيب التهذيب 10/359. ويحذف (بالمدينة) .

أَبِي جَعْفَرٍ (وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ بحجة1) 2. 340- مُعَاذُ بنُ مُحَمَّدِ ابن عَمْرِو بْنِ مْحِصَن النَّجَّارِيُّ. وَيُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ. وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلَاثِينَ سَنَةً. وكان عالماً. وتوفي بالمدينة سنة [240/أ] أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ3. 341- عُمَرُ بنُ نَافِعِ مَوْلَى عبد الله بن عمر بن الخطاب. (كان ثَبَتًا، رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ4، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَلَا يَحْتَجُّونَ5) 6. بِهِ وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ في خلافة أبي جعفر7.

_ 1 بل مجمع على ضعفه وعدم الاحتجاج به. وقد أخرج له الترمذي، وابن ماجه. (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 107. والجرح والتعديل 4/1/151. واللباب لابن الأثير 2/15. والمغني في الضعفاء 2/684. وتهذيب التهذيب 10/356. وتقريب التهذيب 351) . 2 ميزان الاعتدال 4/213. وتهذيب التهذيب 10/359. ويحذفان (كثير الحديث) . 3 وذكر ابن حبان في ثقاته هذه الترجمة كاملة. ونقل ابن حجر عن العقيلي (وفي حديثه وهم) . وعن ابن عدي (منكر الحديث) . (انظر: الثقات لابن حبان 3/145ب. وميزان الاعتدال 6/55) . 4 ستأتي ترجمة مالك رقم 372. 5 بل مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. وقال ابن حجر كلام عن ابن سعد في عمر بن نافع: "هذا كلام متهافت كيف لا سيحتجون به وهو ثبت". (انظر: التاريخ لابن معين 2/475. والجرح والتعديل 3/1/138.والمعني في الضعفاء للذهبي 2/475.وتهذيب التهذيب 7/499. وتقريب التهذيب 257. وهدي الساري 430) . 6 المغني في الضعفاء 2/475. ينقل (لا يحتجون به) فقط. تهذيب التهذيب 7/499. ويحذف (روى عنه مالك بن أنس) . 7 وكانت خلافته بين سنتي (137ـ 158هـ) .

وَأَخُوهُ: 342- أَبُو بَكْرِ1 بنُ نَافِعِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَقَدْ رُوي عَنْهُ أَيْضًا2. وَأَخُوهُمَا: 343- عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ. (مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ) 3، بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. (لَهُ أَحَادِيثُ وَهُوَ ضَعِيفٌ4) 5. 344- يَحْيَى بنُ عَبْدُ اللهِ ابن أَبِي قَتَادَةَ بْنِ ربعيَّ بْنِ بَلْدَمَةَ بْنِ خُناس بْنِ سِنان بْنِ عُبيد أَحَدُ بَنِي

_ 1 ويقال اسمه عمر. (انظر: تقريب التهذيب 397) . 2 روى عنه مالك والدراوردي. وهو عن أبيه، وسالم بن عبد الله، وصفية بنت أبي عبيد مرسل. قال ابن حجر: "صدوق. وقد أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، ومالك في مسنده". (انظر: تهذيب التهذيب 12/41. وتقريب التهذيب 397) . 3 تهذيب التهذيب 6/53. 4 ضعفه النقاد. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/334. والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/214. والضعفاء الصغير له 68. والضعفاء والمتروكين للنسائي 65. والجرح والتعديل 2/2/183. والضعفاء المتروكين لابن الجوزي 143. والضعفاء والوضاعين له 67/ب وميزان الاعتدال 2/513. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/360. وتهذيب التهذيب 6/53. وتقريب التهذيب 191. والتحفة اللطيفة 2/430) . 5 تهذيب التهذيب 6/53. ويضع (يستضعف) بدل (ضعيف) .

سَلِمَة من الْخَزْرَجِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَتَادَةَ. وَأُمُّهُ حَديدة بِنْتُ نَضْلة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن خِراش بن أُمَيَّة من خُزاعة، حليف بَنِي مَخْزُومٍ مِنْ قُرَيْشٍ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ1. 345- عَبْدُ اللهِ بنُ عَامِر الْأَسْلَمِيُّ، وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أفْصى، إِخْوَةِ أَسْلَمَ مِنْ أَنْفَسِهِمْ. وَيُكَنَّى أَبَا عَامِرٍ. (وَكَانَ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ. وَكَانَ يَقُومُ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسِينَ أَوْ إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة2. [240/ب] وكان كثير الحديث يُستضعف3) 4.

_ 1 وذكره البخاري، وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/285. والجرح والتعديل 4/2/160) . 2 وأرخه خليفة سنة إحدى وخمسين. وقال ابن حجر: مات سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 425. وتقريب التهذيب 178) . 3 مجمع على ضعفه. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/315. والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/156. والضعفاء والمتروكين للنسائي 61. والجرح والتعديل 2/2/122. والمجروحين لابن حبان 2/6. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 14. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 136. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/343. وتهذيب التهذيب 5/275. وتقريب التهذيب 178) . 4 ميزان الاعتدال 2/449. وينقل (كثير الحديث، قارئ للقرآن، يُسضعف) . وتهذيب التهذيب 5/275. مع تقديم وتأخير. وبحذف (أو اثنتين) ويضيف (في شهر رمضان) بعد (ومائة) ويضع (استضعف) بدل (يُستضعف) . والتحفة اللطيفة 2/337. كما في تهذيب التهذيب.

346- حَرَامُ بنُ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ، أَحَدُ بَنِي سَلِمة. مَاتَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ1، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ2 وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ضَعِيفًا3. 347- عُمَرُو بنُ عُثْمَانَ ابن هانيء4، مولى عثمان بن عفَّان، وهانيء الَّذِي مرَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وهو يبني داراً له بالمدينة، فقال: لمن هذه الدار؟ فقالوا: لهانيء. فقال عليّ: وأيضا لهانيء! وكان هانيء ذاهب البصر، وقد انتسب ولد هانيء بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ5 فِي هَمْدَان6 (وَقَدْ رَوَى الكوفيون عن عمرو بن عثمان بن هانيء7) 8.

_ 1 وكان خروجه سنة 145هـ. وقد تقدمت ترجمته رقم 298. 2 وحدده خليفة سنة تسع وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 425) . 3 مجمع على ضعفه. (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 38. والجرح والتعديل 1/2/282. والمجروحين لابن حبان 1/269. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 9. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/152. وميزان الاعتدال له 1/468. والتحفة اللطيفة 1/466) . 4 والبعض يقلب اسمه فيقول: عثمان بن عمرو بن هانيء. (انظر: تقريب التهذيب 261) . 5 وكان استشهاد عثمان رضي الله عنه في المدينة سنة خمس وثلاثين وله ثمانون سنة. وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة. (انظر: الإصابة 2/462) . 6 همدان: بفتح الهاء وسكون الميم وفتح الدال المهملة. واسمه أبو نسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة. من قحطان. (انظر: اللباب لابن الأثير 3/391) . وهي قبيلة كبيرة كانت تسكن اليمن. (انظر: أطلس التاريخ الإسلامي 7) . 7 وكان مستوراً. وقد أخرج له أبو داود، وابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 261) . 8 تهذيب التهذيب 8/79.

348- عَبْدُ اللهِ ابن أَبِي عُبيدة بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ مِنْ عَنْس1، وَهُمْ إِلَى بَنِي مَخْزُومٍ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ عَالِمًا2. 349- المُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَاسْمُهُ هِشَامُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأُمُّهُ بُرَيْهة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَكَانَ الْمُغِيرَةُ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3 بْنِ أبي ذئب4. وأخوه [241/أ] : 350- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَاسْمُهُ هِشَامُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأُمُّهُ بُرَيْهة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَأُمُّ أَبِي ذِئْبٍ أم حبيب بنت العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وَكَانَ أَبُو أُحَيْحَة سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ خَالَهُ، وَكَانَ أَبُو ذِئْبٍ قَدْ أَتَى قَيْصَرَ، فَسَعَى به عثمان بن الحويرث بن

_ 1 عنس: هو عنس بن مالك بن أُدد، بطن من مِذْحَج حي في اليمن. (انظر: المعارف لابن قتيبة 256. واللباب لابن الأثير 2/362) . 2 وذكره السخاوي، وسكت عنه، وذكر روايته عن أبيه. (انظر: التحفة اللطيفة 3/356) . 3 هو صاحب الترجمة التالية. 4 ذكر كل من البخاري وابن أبي حاتم المغيرة بن عبد الرحمن وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/1/320. والجرح والتعديل 4/1/225) .

أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى1 -وَكَانَ يُقَالُ لَهُ شَيْطَانُ قُرَيْشٍ- إِلَى قَيْصَرَ، فَحَبَسَ قَيْصَرُ أَبَا ذئب حتى مات في حبسه2. (قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب يُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ؛ عَامَ الجُحَاف3. وكان من أورع النَّاسِ وَأَفْضَلِهِمْ، وَكَانُوا يَرْمُونَهُ بِالْقَدَرِ، وَمَا كَانَ قدريَّاً4، لقد كان ينفي قولهم ويُعيبه، ولكنه كَانَ رَجُلًا كَرِيمًا، يَجْلِسُ إِلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ وَيَغْشَاهُ فَلَا يَطْرُدُهُ، وَلَا يَقُولُ لَهُ شَيْئًا وَإِنْ هُوَ مَرَضَ عَادَهُ، فَكَانُوا يَتَّهِمُونَهُ بِالْقَدَرِ لِهَذَا وَشِبْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ وَيَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، وَلَوْ قِيلَ لَهُ إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مَزِيدٌ مِنَ الاجتهاد5. وأخبرني أخوه6 [241/ب] قَالَ: يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا7، فَوَقَعَتِ الرَّجْفَةُ8، بِالشَّامِ، فَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَسَأَلَهُ عن الرجفة، فأقبل يحدثه

_ 1 أراد عثمان بن الحرويرث التملك على قريش من قبل قيصر فامتنعت قريش، فرجع إلى الشام ومات فيها، وكان قد تنصَّر. (انظر: جمهرة أنساب العرب 118) . 2 أوردها كل من ابن قتيبة في المعارف 485. وابن خِلَّكان في وفيات الأعيان 4/183. باختصار. 3 سمي عام الجحاف، لأن مكة شهدت فيه سيلاً قوياً ذهب بالحجاج، وأغرق بيوت مكة، وجحف كل شيء مر به. وكان ذلك سنة ثمانين. (انظر: تاريخ الطبري 6/325) . 4 القدرية: هم الذين يثبتون للعبد قدرة يفعل بها ما اختار فعله. (انظر: الفصل في الملل لابن حزم 3/22) . 5 أوردها كل من الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/191. وابن حجر في تهذيب التهذيب 9/305. نقلاً عن الواقدي باختصار يسير. 6 أخوه: لعله المغيرة صاحب الترجمة السابقة. 7 أوردها كل من الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/191. وابن حجر في تهذيب التهذيب 9/305. نقلاً عن الواقدي. 8 الرجفة: الزلزلة. (انظر: تاج العروس 6/113. مادة: رَجَفَ) .

وَهُوَ يَسْتَمِعُ لِقَوْلِهِ، فلمَّا قَضَى حَدِيثَهُ -وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ إِفْطَارِهِ- قُلْتُ لَهُ: قُمْ تغدَّ قَالَ: دَعْهُ الْيَوْمَ، قَالَ: فَسَرَدَ1 مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى أَنْ مَاتَ. وَكَانَ شَدِيدَ2 الْحَالِ، يتعشَّ بِالْخُبْزِ وَالزَّيْتِ، وَكَانَ لَهُ طَيْلَسان3 وَقَمِيصٌ، فَكَانَ يَشْتُو فِيهِ ويُصَيَّف، وَكَانَ مِنْ رِجَالِ النَّاسِ صَرَامَةً وَقُولًا بِالْحَقِّ4 وَكَانَ يتَشَبَّب5 فِي حَدَاثَتِهِ حَتَّى كَبِرَ وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: لَوْ طَلَبْتُهُ وَأَنَا صَغِيرٌ كُنْتُ أَدْرَكْتُ مشايخَ فَرَّطْتُ فِيهِمْ، وَكُنْتُ أَتَهَاوَنُ بِهَذَا الْأَمْرِ حَتَّى كَبِرْتُ وَعَقَلْتُ. وَكَانَ يَحْفَظُ حَدِيثَهُ كلَّه، لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ6، وَلَا شَيْءَ يُنْظَرُ فِيهِ، وَلَا لَهُ حَدِيثٌ مُثبت فِي شَيْءٍ) 7. قَالَ: "وَسَأَلْتُ سَلاَّمة أم ولده، أله كَتَبَ؟ قَالَتْ: لَا، مَا لَهُ كِتَابٌ وَاحِدٌ".

_ 1 سرد: يعني سرد أي تابعه بلا انقطاع. 2 وفي تهذيب التهذيب 9/305. (سديد الحال) بالسين المهملة. وردت نقلاً عن الواقدي. 3 الطيلسان: نوع من الألبسة ذات اللون الأسود. وأكثر استعماله في الشتاء. وهو فارسي معرب من (تالسان) . (انظر: تهذيب اللغة 12/333. وتاج العروس 4/179 مادة: طَلَسَ) . 4 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. من قوله (فسرد من ذلك اليوم....الخ) . بألفاظ مقاربة. ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/305. الجملة الأخيرة فقط. 5 يتشبب في حداثته: أي كان في صغره منصرفاً عن طلب العلم إلى اللعب شأنه شأن عامة الصغار. (انظر: تاج العروس 1/308مادة: شَبَبَ) . 6 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي من قوله (وكان يحفظ ... الخ) . 7 تاريخ بغداد 2/301-302. وردت فيه من أول رواية محمد بن عمر. ويضع (ينسب) بالنون والسين المهملة آخرها موحدة. بدل (يتشبب) والمعنى واحد. أخرجها من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد.

قَالَ: "وَأَوَّلُ يَوْمٍ جِئْتُهُ أَنَا وَأَخِي شَمْلَةُ انْقَلَبْنَا مِنَ الكُتَّاب1، فعمِدَتْ أُمِّي إِلَيْنَا فَأَلْبَسَتْنَا ثِيَابًا، وَأَخَذَتْ دَفْتَرًا لِي قَدْ كَتَبْتُ فِيهِ بَعْضَ أَحَادِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، فَجِئْتُهُ فَقَرَأْتُ عليه قراءة رديئة وخط رديء، فَتَتَعْتَعْتُ فِيهِ، قَالَ: فَضَجِرَ وَأَخَذَ الدَّفْتَرَ فَطَرَحَهُ، فَقَالَ: صبيَان لَا يُحْسِنُونُ شَيْئًا، قُومُوا عنَّا فَقُمْنَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ وَانْقَلَبْنَا مِنَ الكُتَّاب قالت [242/أ] أُمِّي: اذْهَبُوا إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. فَأَمَّا أَخِي شَمْلَة فَحَلَفَ ألاَّ يَذْهَبَ إِلَيْهِ، وَأَمَّا أَنَا فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ، فَحِينَ رَآنِي قَالَ: "تَعَالَ تَعَالَ اذْهَبْ إِلَى فُلَانٍ فَخُذْ مِنْهُ كِتَابَهُ وَتَعَالَ. قَالَ فصبَّرني حَتَّى فَرَغْتُ مِنْهُ كُلِّهِ، قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ. قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ أَخِي بَعْدُ، وَكُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَيْهِ كِلَانَا ثُمَّ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى سَمِعْتُهَا مِنْهُ سَمَاعًا مِمَّا يردَّدُها، وَحَتَّى صَارَ إِذَا شكَّ فِي حَدِيثٍ الْتَفَتَ إليَّ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي كَذَا وَكَذَا، كَيْفَ حَدَّثْتُكَ؟ " فَأَقُولُ: "حَدَّثْتَنَا بِهِ كَذَا وَكَذَا، فَيَرْجِعُ إِلَى قَوْلِي". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، مَا قَرَأْتُ عَلَيْكَ مِنَ الْحَدِيثِ أَقُولُ حَدَّثَنِي؟ " قَالَ: "نَعَمْ2، وَمَا كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ تَباعة فَهُوَ فِي عُنُقِي". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "وَكَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ يَرُوحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى الصَّلَاةِ بَاكِرًا، فَيُصَلِّي حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ3، وَمَا رَأَيْتُهُ نَظَرَ إِلَى شَمْسٍ قَطُّ - يَعْنِي فِي قَوْلِ مَنْ رَأَى الكراهة للصلاة نصف النهار-".

_ 1 الكُتَّاب: جمعه كتاتيب. وهو المكان الذي يعد لتعليم الصبيان القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن. (انظر: المعجم الوسيط 2/775. مادة: كَتَبَ) . 2 يشير إلى طريقة من طرق تحمل الحديث وهي القراءة على الشيخ ويسميها أكثر المحدثين عرضاً وقد تقدم الكلام عليه. 3 أورد ذلك الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يَأْتِي دَارَ أَجْدَادِهِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَيَأْخُذُ كِرَاءَهَا1 فَيَأْخُذُ حِصَّتَهُ وَيَقْسِمُ عليهم حصصهم". قال: [242/ب] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "وَكَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لَا يُغَيَّر شَيْبَهُ"2. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ لَزِمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بَيْتَهُ3، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ حَتَّى قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ ابْنُ أبي ذئب إذا جلس إليه رجل فافتقده سَأَلَ أَهْلَ الْمَجْلِسِ مَا فَعَلَ صَاحِبُكُمْ؟ فَإِنْ قَالُوا لَا نَدْرِي، قَالَ أَيْنَ مَنْزِلَهُ؟ فَإِنْ قَالُوا لَا نَدْرِي، ضَجَرَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ لِأَيِّ شَيْءٍ تَصْلُحُونَ؟ يَجْلِسُ إِلَيْكُمْ رَجُلٌ لَا تَدْرُونُ إذا اعتلَّ لَمْ تَعُودُوهُ! وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ لَمْ تُعيِنُوهُ! فَإِنْ عَرَفُوا مَنْزِلَهُ" قَالَ: "قُومُوا بِنَا إليه حتى نأتيه فِي مَنْزِلِهِ فَنَسْأَلُ بِهِ وَنَعُودُهُ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "إنيَّ لَجَالِسٌ عِنْدَ ابن أَبِي ذِئْبٍ إِذْ أَتَاهُ شَيْخٌ" فَقَالَ: "تَذْكُرُ يَا أَبَا الْحَارِثِ يَوْمَ سَابَقْنَا بِالْحَمَامِ فَعَدَوْنَا تَحْتَهَا، فَكَانَ وَكَانَ"، قَالَ: "وَأَقْبَلَ يُحَدِّثُهُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ يَتَغَافَلُ عَنْهُ سَاكِتٌ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: نَعَمْ فَكُنْتُ فِيهَا لَئِيمًا4 رَاضِعًا"5. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "دَعَا زياد بن عبيد الله الحارثي بن أَبِي ذِئْبٍ لِيَسْتَعْمِلَهُ عَلَى بَعْضِ عَمَلِهِ فَأَبَى، فَحَلَفَ زِيَادٌ ليَعْمَلَنَّ، فَحَلَفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَنْ لَا يَفْعَلَ" فَقَالَ زِيَادٌ: "ادْفَعُوا إِلَيْهِ كِتَابَهُ". قَالَ: "لَا أَقْبَلُهُ"، قَالَ: "ادْفَعُوهُ إِلَيْهِ شاء أو [243/أ] أَبَى، وَاسْحَبُوهُ بِرِجْلِهِ"، وَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: "ابْنَ الفاعلة". فقال

_ 1 المصدر السابق. 2 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي. 3 المصدر السابق. 4 لئيماً: دنيء وشحيح النفس. (انظر: المعجم الوسيط 2/810. مادة: لَأمَ) . 5 راضعاً: خسيس النفس. (انظر: المصدر السابق 1/350. مادة: رَضَعَ) .

لَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: "وَاللَّهِ مَا هُوَ مِنْ هَيْبَتِكَ تَرَكْتُ أَنْ أردَّها عَلَيْكَ مِائَةَ مرة، ولكن تركتها لله تعالى". قال: "وَنَدِمَ زِيَادٌ عَلَى مَا قَالَ لَهُ وَصَنَعَ به"، وَقَالَ لَهُ مَنْ حَضَرَهُ: "إِنَّ مِثْلَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ لَا يُصنع بِهِ مِثْلُ هَذَا، إِنَّ مِنْ شَرَفِهِ وَحَالِهِ فِي نَفْسِهِ، وَقَدْرِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَلَدِ أَمْرًا عَظِيمًا، فَازْدَادَ زِيَادٌ نَدَامَةً، وغمَّه مَا صَنَعَ بِهِ"، وَقَالَ: "فَأَنَا آتِيهِ فأترضَّاه وأتحلَّله مِمَّا قُلْتُ لَهُ". قَالُوا: "أَلَا تَفْعَلُ فَإِنَّهُ أَمحَك1 مَا يَكُونُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَلَا نَأمَن أَنْ يُسمِعك مَا تَكْرَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَى أَخِيهِ طَالُوتَ"، فَقَالَ: "هَذِهِ مِائَةُ دِينَارٍ خُذْهَا وَأَعْطِهَا أَخَاكَ، وتحلَّل لِي مِنْهُ". فقال طالوت: "ما أجتريء عَلَيْهِ بِذَلِكَ وَهُوَ لَا يُحلَّلك أَبَدًا". قَالَ: "فخد هَذِهِ الدَّنَانِيرَ فَأَوْصِلْهَا إِلَيْهِ". قَالَ: "إِنْ عَلِمَ أَنَّهَا مِنْ قِبَلِكَ لَمْ يَقْبَلْهَا". قَالَ: "فَخُذْهَا وَاصْنَعْ لَهُ بِهَا شَيْئًا يَصِلُ إِلَيْهِ نَفْعُهُ". قَالَ "فَأَخَذَهَا فَاشْتَرَى لَهُ مِنْهَا جَارِيَةً، فَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ، اسْمُهَا سَلاَّمة، وَلَا يَعْلَمُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِذَلِكَ، وَلَوْ عَلِمَ مَا قَبِلَهَا أَبَدًا". قَالَ: "وَكَانَ لَا يَذْكُرُ فِرْية زِيَادٍ عليه إلا بكى وتَلهَّف"، وقال: "لَوْلَا خَوْفُ اللَّهِ لَرَدَدْتُهَا عَلَيْهِ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ الْحَسَنُ بْنُ زيد يُجري [243/ب] عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ خَمْسَةَ دَنَانِيرَ فِي كُلِّ شَهْرٍ2، فَلَمَّا غَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ عَلَى حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ عَزَلَهُ عَنِ الْمَدِينَةِ3، وَوَلَّى عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ، وَأَمَرَ بِحَبْسِ حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ وَالتَّضْيِيقِ عَلَيْهِ، فَأَرْسَلَ الْمَهْدِيُّ إِلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ سِرًّا، أَنْ وَسِّعْ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، وَلَا تَضَيِّقْ عَلَيْهِ فَأَرْسَلَ عَبْدُ الصَّمَدِ إِلَى عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فِيهِمُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ" فَقَالَ: "ادْخُلُوا عَلَى حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ فَانْظُرُوا إِلَيْهِ وَإِلَى مَا هُوَ فِيهِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَنَظَرُوا إِلَيْهِ وَخَرَجُوا وَدَعَا بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَرَسُولُ الْمَهْدِيِّ عِنْدَهُ يريد أن يسمع مقالهم فيخبر بذلك

_ 1 أمحك: أشد غضباً، وأطول نفساً في اللجاج والنزاع. (انظر: مقاييس اللغة 5/301. وتاج العروس 7/176. مادة: مَحَكَ) . 2 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي. 3 ولاه المدينة خمس سنين من سنة تسع وأربعين ومائة إلى سنة خمس وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 435. وترجمة الحسن رقم 304) .

`الْمَهْدِيَّ". فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الصَّمَدِ: "كَيْفَ رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ وَحَالَهُ فِي حَبْسِهِ؟ فَقَالُوا: "رَأَيْنَاهُ فِي سَعَةٍ وَفِي خَيْرٍ وَطَبْرًى1 وَعِنْدَهُ رَيْحَانٌ2، قَالُوا وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ: "مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ " قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ كَذَبُوكَ وَخَدَعُوكَ وغرُّوك، الرَّجُلُ فِي مَكَانٍ ضِيقٍ وَيُحْدِثُ تَحْتَهُ، وَرَأَيْتُ ضَيْعَةً"، ثُمَّ قَامَ لِيَخْرُجَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ: "تَعَالَ أَيُّ شَيْءٍ عِنْدَكَ قَالَ: "عِنْدِي الَّذِي أَخْبَرْتُكَ". (قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "دَخَلَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَلَى عَبْدِ الصَّمَدِ وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَةِ فَكَلَّمَهُ فِي شَيْءٍ"، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ: "إِنِّي لَأَرَاكَ مُرَائِيًا، فَأَخَذَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ [244/أ] عُودًا، أَوْ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ" فَقَالَ: "مَنْ أُرَائِي، فَوَاللَّهِ لَلنَّاسُ عِنْدِي أَهْوَنُ مِنْ هَذَا) 3. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ، فَدَعَا الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ وَدَعَا ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، فَأَرَادَ أَنْ يُغْرِيَ الْحَسَنَ بِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَعَرَفَ أَبُو جَعْفَرٍ أَنَّ صَاحِبَ الْحَسَنِ غَيْرُ مَغْفُولٍ عَنْهُ". فَقَالَ: "لِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. نَشَدْتُكَ اللَّهَ، مَا تَعْلَمُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ؟ " قَالَ: "أَمَا إِذْ نَشَدْتَنِي، فَإِنَّهُ يَدْعُونَا فَيَسْتَشِيرُنَا، فَنُخْبِرُهُ بِالْحَقِّ، فَيَدَعُهُ وَيَعْمَلُ بِهَوَاهُ، إِنِ اشْتَهَى شَيْئًا أَخَذَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يُرِدْهُ تَرَكَهُ"4. قَالَ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: "نَشَدْتُكَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا سَأَلْتَهُ عَنْ نَفْسِكَ". قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ: "نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ مَا تَعْلَمُ مني؟ ألست أعمل بالحق؟ أليس

_ 1 طبري: ثلثا الدرهم وهو أربعة دوانيق شامية يستعملها أهل نصيبين. (انظر: تاج العروس 3/355. مادة: طَبَرَ) . 2 الريحان: جمعه رياحين. مفرده ريحانة. وهو نوع من النبات طيب الرائحة. (انظر: تاج العروس 2/149. والمعجم الوسيط 1/381. مادة: رَوَحَ) . وهذا النبات شبيه بالنعناع. 3 تهذيب التهذيب 9/306. ويحذف (وهو والي المدينة ويضع (لأحبسك) بدل (لأراك) . 4 ونقل الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/192. عن مصعب الزبيري، أنه لما سأله المنصورعن الحسن بن زيد قال: (إنه ليتحرى العدل) .

تَرَانِي أَعْدِلُ؟ " فَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: "أَمَا إِذْ نَشَدْتَنِي بِاللَّهِ" فَأَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا، مَا أَرَاكَ تَعْدِلُ، وَإِنَّكَ لَجَائِرٌ، وَإِنَّكَ لَتَسْتَعْمِلُ الظَّلَمَةَ وَتَدَعُ أَهْلَ الْخَيْرِ وَالْفَضْلِ"1. قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ2 وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ3 وَأُخْبِرْتُ عَنْ عِيسَى بْنِ علي4، قالوا: "نحن أَبِي جَعْفَرٍ حِينَ كَلَّمَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِمَا كَلَّمَهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ الْكَلَامِ الشَّدِيدِ فظننا أن أبا جعفر سيعاجله، فَجَعَلْنَا نَكُفُّ إِلَيْنَا ثِيَابَنَا ونتنحىَّ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنَا مِنْ دَمِهِ". قَالَ5: "وجَزِع6 أَبُو جَعْفَرٍ واغتمّ" [244/ب] قَالَ لَهُ: "قُمْ فَاخْرُجْ". قَالَ: "وَرَزَقَهُ اللَّهُ السَّلَامَةَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ فَخَرَجَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ إِلَى أُمِّ وَلَدِهِ سَلاَّمة وَهِيَ مَعَهُ فقال احتسبي دنانيرك التي كان حسن بْنُ زَيْدٍ7 يُجْرِيهَا عَلَيْكِ". قَالَتْ: "وَلِمَ؟ قَالَ سَأَلَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، وَحَسَنٌ حَاضِرٌ". فَقَالَتْ: "فَفِي اللَّهِ خَلَفٌ وَعِوَضٌ مِنْهَا"، قَالَ8: "فَخَرَجَ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، وَذَكَرَ ذَلِكَ لِابْنِ أَبِي الزَّناد"، قَالَ: "وَاللَّهِ ما ساءني كلامه ولقد علمت أَنَّهُ أَرَادَ اللَّهَ بِذَلِكَ، وَلَمْ يُرِدْ بِهِ الدنيا، ولا رضىَ أبي جَعْفَرٍ، وَلَكِنْ كَانَ ذَلِكَ الْحَقُّ عِنْدَهُ فَأَرَادَ اللَّهَ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ الْهِلَالِ زَادَهُ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ خَمْسَةَ دَنَانِيرَ أَخْرَى فِي كل شهر، فصارت

_ (انظر: تاريخ الموصل للأزدي 176. تذكرة الحفاظ 1/192) . 2 هو العباسي. تقدم. 3 ابن عبد الله بن عباس. ولي مكة والطائف لأبي جعفر المنصور سنة ثمان وخمسين ومائة. وولي المدينة للمهدي سنة ست وستين ومائة، وفيها مات بعد عودته من الحج بأيام. (انظر: تاريخ خليفة 440. وتاريخ الطبري 8/115، 165. والكامل في التاريخ 6/36، 73) . 4 هو العباسي. تقدمت ترجمته رقم 131. 5 قال: أي الواقدي. 6 جَزِعَ: لم يصبر على ما سمعه منه. (انظر: المعجم الوسيط 1/121. مادة: جَزَعَ) . 7 تقدمت ترجمته رقم 304. 8 قال أي الواقدي.

عَشَرَةً، فَلَمْ يَزَلْ يُجْرِيهَا عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ حَتَّى مَاتَ"، وَقَالَ: "إِنَّمَا زِدْتُهُ ذَلِكَ لِإِرَادَتِهِ اللَّهَ". (قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عليَّ عَلَى الْمَدِينَةِ الْمَرَّةَ الْأُولَى1 أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَاشْتَرَى مِنْهَا سَاجًا2 كرديَّاً3 بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ فَلَبِسَهُ عُمْرَهُ، ثُمَّ لَبِسَهُ وَلَدُهُ بَعْدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً. وَكَانَتْ حَالُهُ ضَعِيفَةً جِدًّا، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَدِمَ بِهِ عَلَيْهِمْ بغداد، فلم يزالوا بِهِ حَتَّى قَبِلَ مِنْهُمْ، فَأَعْطُوهُ أَلْفَ دِينَارٍ فلم يقبل فقالوا: "خذها وفرّقها فيمن [245/أ] رَأَيْتَ فَأَخَذَهَا وَانْصَرَفَ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا كَانَ بِالْكُوفَةِ اشْتَكَى وَمَاتَ4، فَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ5 سَنَةً) 6. وَكَانَ ابْنُ أَبِي ذئب يُفتي بالمدينة وكان عالماً ثقةً7

_ 1 كان ذلك سنة ست وأربعين ومائة في عهد المنصور، ثم عزله سنة تسع وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 435) . 2 الساج: جمعه سيجان. وهو نوع من الملابس المنسوجة، ذات اللون الأخضر أو الأسود. يلبس فوق سائر الملابس. يمتاز بغلظته. (انظر: لسان العرب 3/127. مادة: سَوَجَ) . 3 كُردي: هذه النسبة إلى الأكراد. شعب معروف يسكن في المنطقة الواقعة على أطراف الحدود الممتدة بين سورية والعراق وإيران وتركيا. جنوب غرب الاتحاد السوفياتي. 4 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي باختصار يسير. 5 وكانت وفاته سنة تسع وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 429. وتاريخ الموصل236. والكامل في التاريخ 6/42) . 6 تاريخ بغداد 2/304. ويضيف (وذلك سنة تسع وخمسين ومائة) . بعد (فدفن بالكوفة) . 7 أجمع النقاد على توثيقه. إلا أن بعضهم ضعفه في الزهري. وقال بعضهم: إن سماعه من الزهري عرض. يُردّ على هذا بأن الرواية العرض عند المحدثين صحيحة. والذي حملهم على ذلك: أن ابن أبي ذئب سأل الزهري في شيء، فاختلفا فيه. فحلف الزهري أن لا يحدثه، ثم ندم ابن أبي ذئب، وسأله أن يكتب له أحاديث من حديثه فكان يحدث بها. بينما سئل ابن معين عن حاله في الزهري فقال: ثقة. وقال الفلاس: هو في الزهري أحب إليَّ من كل شامي. قد احتج به الجماعة، غير أن البخاري أخرج له عن الزهري في المتابعات. يتضح مما سبق أنه لم يكن ضعيفاً في الزهري مطلق الضعف، وإنما كان ذلك نسبياً إذا قيس بروايته عن غير الزهري. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/313. ومشاهير علماء الأمصار 140. وثقات ابن حبان 3/132أ. وتاريخ بغداد 2/296. وتذكرة الحفاظ 1/191. وميزان الاعتدال 3/620. وتهذيب التهذيب 9/303. وتقريب التهذيب 308. وهدي الساري 440) .

فقيهاً ورعاً عابداً فاضلاً، وكان يُرمي1، بالقدر2، وَلَمْ يَكُنِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكِ بْنِ أنس3 بذلك". 351- خَالِدُ بنُ إِليَاسِ4 ابن صَخر بْنِ أَبِي جَهم بْنِ حُذَيفَة بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيد بْنِ عُوَيج بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيفة بْنِ غَانِمٍ. فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ إِلْيَاسَ، وَأُمُّهُ أُمُّ غَانِمٍ بِنْتُ الْيَسَعِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيفَة بن غانم.

_ 1 سبق التعريف بالقدرية في أول خبر عن الواقدي في أول هذه الترجمة. وممن رماه بالقدر السليماني، وابن حبان، وغيرهما، ولم يثبت ذلك عنه، فقال الواقدي: رمي بالقدر ولم يكن قدرياً -كما تقدم-. وقال مصعب الزبيري: معاذ الله -أي أن يكون قدرياً-. بالإضافة إلى ثناء العلماء عليه، فكان أحمد يقدمه على مالك في ورعه وصلاحه وقوله للحق وكان يشبهه لابن المسيب، وقال أيضاً: لم يخلف مثله ببلاده ولا بغيرها. وقال الشافعي: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب. (انظر: المصادر السابقة) . 2 تهذيب التهذيب 9/306. 3 ستأتي ترجمته رقم 372. 4 وقيل: ابن إياس، أبو الهيثم العدوي، إمام المسجد النبوي، متروك الحديث. أخرج له الترمذي وابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 87) .

352- مُصْعَبُ بنُ ثَاِبتِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُبير بْنِ العَوَّام بْنِ خُويلد بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمَّ بَكْرٍ، ومُلَيْكة، ورُقيَّة، لِأُمِّ وَلَدٍ. وَكَانَ مُصْعَبٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ1. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ2 عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُ، (وَكَانَ كثير الحديث يستضعف3) 4. 353- نَافِعُ بنُ ثَابِتِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُبير بْنِ العوَّام. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ: عَبْدَ الله، وأمة [245/ب] الْجَبَّارِ. وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ عَامِرِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَكَانَ نَافِعٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَتُوُفِّيَ فِي سنة خمس وخمسين ومائة، في خلافة أبي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً5. وَكَانَ قليل الحديث6.

_ 1 وعمره ثلاث وسبعون سنة. وكان قد قدم البصرة، ومن أعبد أهل زمانه. (انظر: جمهرة نسب قريش 116. والجرح والتعديل 4/1/304) . 2 وكانت في الأصل (عن) بلا (هاء) . والصحيح ما أثبته. (انظر: تهذيب التهذيب 10/158) . 3 وضعفه أحمد، وابن معين، وليَّنه النسائي، والدارقطني، وأبو زرعة، وابن حجر، وقال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط. وذكره ابن حبان في المشاهير، وقال في المجروحين: منكر الحديث. وقد أخرج له الأربعة عدا الترمذي. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/304. ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان 138. والمجروحين له 3/28. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 241. وميزان الاعتدال 4/118. وتهذيب التهذيب 10/158. وتقريب التهذيب 338) . 4 تهذيب التهذيب 10/159. 5 وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/1/457: "وهو ابن ثلاث وسبعين". 6 ذكره كل من البخاري وابن أبي حاتم. ووثقه ابن حبان. وقد أخرج له أحمد في مسنده. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/86. والجرح والتعديل 4/1/457. وتعجيل المنفعة 274) .

354- مُوسَى بنُ يَعْقُوب ابن عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْغَرِ بْنِ وَهْب بْنِ زَمعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصيّ. وَأُمُّهُ السَرَّية بِنْتُ فَضَالة بْنِ خَالِدِ بْنِ باليَة بْنِ هَرِم بن رواحة بن حُجْر بْنِ مَعِيص بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. (مَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جعفر المنصور1) 2. 355- خَالِدُ بنُ أبي بكر ابن عُبيد الله بن عبد الله بن عمر بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ أُمُّ حُسَيْنٍ بِنْتُ خَالِدِ ابن مُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْد بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ البَدِيّ3 بن عامر بن عوف بن حارثة بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ. فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ صَاحِبَ نَسَبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَامْرَأَةً. وَأُمُّهُمْ عائشة بنت عمر بن عُبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. (وَتُوُفِّيَ خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ4) 5. 356- كَثِيرُ بنُ زَيد وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وهو مولى لبني سهم [246/أ] من أسلم، وكان يقال

_ 1 وكانت خلافته بين سنتين (137-158هـ) . وقال ابن حجر في موسى: "صدوق سيء الحفظ. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، والأربعة". (انظر: تقريب التهذيب 353) . 2 تهذيب التهذيب 10/378. 3 البدي: بفتح الموحدة وكسر الدال المهملة آخرها تحتية. وقيل: غير ذلك. (انظر ترجمة أبي بكر بن عبيد الله رقم 92) . 4 وقال ابن حجر: "فيه لين. وقد أخرج له الترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 87) . 5 تهذيب التهذيب 3/82. ويحذف (في خلافة المهدي) .

لَهُ: ابْنُ صَافِية1 وَهِيَ أُمُّهُ. وَرَوَى عَنِ المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، وَغَيْرِهِ. (وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ2 وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ3) 4. 357- عِيسَى بنُ أَبِي عِيسَى الحنَّاط، وَاسْمُ أَبِي عِيسَى مَيْسرة، مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، وَيُكَنَّى عِيسَى أَبَا مُحَمَّدٍ5، (وَكَانَ يَقُولُ: "أَنَا حنَّاط6 وخيَّاط7 وخبَّاط8 كلاَّ قد عالجته.

_ 1 صافية: بفتح المهملة وكسر الفاء بينهما ألف بعدها تحتية آخرها هاء. وهكذا في طبقات خليفة 272. وضبطت في تهذيب التهذيب 8/414. نقلاً عن الخلاصة: (صاقبة) بفتح القاف والموحدة. وضبطها ابن حجر في تقريب التهذيب 284: (ما فنة) بفتح الفاء والنون المشددة. وفي لسان الميزان 7/344: (ما قنة) بالميم والقاف بينهما ألف. 2 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) - وقد تقدم-. وحدد وفاته ابن حبان سنة ثمان وخمسين ومائة. في آخر أيام أبي جعفر. (انظر: ثقات ابن حبان 3/121ب) . 3 وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ، وقد أخرج له الأربعة عدا النسائي". (انظر: تقريب التهذيب 284) . 4 تهذيب التهذيب 8/414. 5 وقال ابن حجر: "كنيته أبو موسى". (انظر: تهذيب التهذيب 8/224) . 6 الحناط: مأخوذة من الحنطة أي البر. يعني أنه كان يبيع القمح. (انظر: تهذيب اللغة 4/390. والمحكم والمحيط 3/179. مادة: حَنَطَ) . 7 الخياط: مأخوذة من الخيط - بالتحفيف- أي الإبرة أو ما يخاط به وهو المخيط والخيَّاط: من يعمل في خياطة الملابس. (انظر: تهذيب اللغة 7/501. ولسان العرب 179. مادة: خَيَطَ) . 8 الخبَّاط: من الخياط، وهو الذي يخبط الشجر بالعصا ثم يجمع ورقها ليبيعه علفاً للحيوانات. (انظر: تاج العروس 5/125، مادة: خَبَطَ) .

وَكَانَ قَدْ قَدِمَ الْكُوفَةَ1 فِي تِجَارَةٍ، فَلَقِيَ الشَّعْبِيَّ وَسَمِعَ مِنْهُ) 2، وَحَدَّثَ عَنْهُ (وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، لَا يُحْتَجُّ3 بِهِ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ4) 5. 358- مُوسَى بنُ أَبِي عِيسَى6 وَيُكَنَّى أَبَا هَارُونَ7، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا8.

_ 1 الكوفة: مدينة عراقية مشهورة، تبعد عن بغداد جنوباً 93 ميلاً. وقد تقدمت، وقد قدم الكوفة وهو كوفي الأصل، ثم انتقل إلى البصرة. (انظر: المعرفة والتاريخ 3/39، 139. والمجروحين لابن حبان 2/117. 2 ميزان الاعتدال 3/320، ويحذف (قد) و (سمع منه) . وتهذيب التهذيب 8/225. ويحذف (وكان قد) ويضع (فسمع من الشعبي) بدل (فلقي الشعبي ... الخ) . 3 الأكثر على تضعيفه وعدم الاحتجاج به. ولينه البعض. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/465. والضعفاء الصغير للبخاري 86. والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/39-139. والضعفاء والمتروكين للنسائي 77. والجرح والتعديل 3/1/289. والمجروحين لابن حبان 2/117. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 17. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 192. وميزان الاعتدال 3/320. وتهذيب التهذيب 8/224. وتقريب التهذيب 272) . 4 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . وقد تقدم وحدد ابن حبان والذهبي تاريخ وفاته سنة إحدى وخمسين ومائة وقيل: قبلها. (انظر: المجروحين 2/117.وميزان الاعتدال 3/320) . 5 تهذيب التهذيب 8/225. 6 واسم أبي عيسى ميسرة. (انظر: ترجمة أخيه السابقة) . 7 وهو مشهور بكنيته. (انظر: تقريب التهذيب 352) . 8 روى عنه ابن عيينة، يحيى القطان. وهو عن موسى بن أنس بن مالك، ونافع. وكان ثقة. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم وأبو داود، وابن ماجه. (انظر: تهذيب التهذيب 10/365. وتقريب التهذيب 352) .

359- عُمَرُ بنُ أَبِي عَاتِكَةَ وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ1. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ2، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. 360- يَحْيَى بنُ المُنْذِرِ ابن خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي دُجانة3، وَاسْمُهُ سِماك بْنُ خَرَشَة بْنِ لَوْذان بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَضْر4 بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ. وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ سِماك بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سفيان بن عدي بن عَمرو بن امريء قيس بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ [246/ب] الْخَزْرَجِ. بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ الْمُنْذِرِ: "عَبْدَ الْعَزِيزِ، وَعَبْدَ اللَّهِ، وَأُمَّ سَعِيدٍ، وَأُمُّهُمْ سِماكة بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي دُجانة. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ في خلافة أبي جعفر المنصور5.

_ 1 ولم أعثر على ترجمة له للوقوف على حاله. 2 هذه الترجمة في طبقات خليفة 272. ويحذف (وكان ثقة في الحديث) . 3 أبو دجانة: سماك بن خرشة. صحابي مشهور: صاحب العصابة الحمراء، شهد بدراً، وأخذ سيف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ليعطيه حقه، فقاتل فيه أحسن قتال، ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم دفاعاً مريراً حتى كثرت جراحه. مات سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر. (انظر طبقات ابن سعد 3/556. والإصابة 4/58) . 4 هكذا في الأصل (بن نَضْر) وقد حذفها كل من ابن حزم، وابن حجر وابن سعد في موضع آخر. (انظر: طبقات ابن سعد 3/556. والإصابة 4/58. وجمهرة أنساب العرب 366) . 5 وذكر ابن أبي حاتم يحيى بن المنذر، ونقل عن أبيه أنه لا يعرفه. ووثقه ابن حبان. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/190، وثقات ابن حبان 3/169ب) .

361- عُتْبَةُ بنُ جَبِيْرةَ ابن مَحْمُودِ بْنِ أَبِي جَبِيْرَة بْنِ الحُصين بْنِ النُعمان بْنِ سِنان بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ أُمُّ مَحْمُودٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي جَبِيرة ابن الحُصين بْنِ النُعمان مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. فَوَلَدَ عُتبة بْنُ جَبِيرة: الضَّحَّاكَ، وَمُحَمَّدًا. وَأُمُّهُمَا وَهْنَة بِنْتُ صِرْمة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيار بْنِ صِرْمة مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً1. 362- يُونُسُ بنُ مُحَمَّدُ ابن أَنَسِ بْنِ فَضالة2 بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَرَام بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَر مِنَ الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ مَسْلِمة بِنْتُ مُسافع بْنِ عَمِيرة بْنِ جُهينة مِنْ بَنِي دُهْمَان. فَوَلَدَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مُحَمَّدًا، وَيُوسُفَ، وَدَاوُدَ، وَمُوسَى، وَهُوَ سُخير وَهَارُونَ وَهُوَ حُجَير، وحَّماداً. وَأُمُّهُمْ أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ عُثيم بْنِ مُسَافع الجُهني. وَيُكَنَّى يُونُسُ أَبَا مُحَمَّدٍ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خلافة أبي جعفر وهو يومئذ [247/أ] ابن خمس وثمانين سنة3.

_ 1 وذكره ابن حبان في ثقاته 3/116ب. وأرخ وفاته كابن سعد. 2 فَضَالة - بفتح الفاء والضاد المعجمة- كما في الأصل. وفي الإصابة 3/370 نسبه كالآتي: ابن فَضَالة بن عُبيد بن يزيد بن قيس بن ضُبيعة بن الأصرم بن جَحْجَبّي بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمرو بْنِ عوف بن مالك بن الأوس. وذكر أباه محمد بن أنس بن فضالة في عداد الصحابة وجده أيضاً. 3 ذكر كل من البخاري وابن أبي حاتم يونس بن محمد وسكتا عنه. ووثقه ابن حبان وأرخ وفاته كما أرخها ابن سعد. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/410. والجرح والتعديل 4/2/246. والثقات لابن حبان 3/176ب) .

363- عُمَرُ بنُ صُهْبَانِ1 الْأَسْلَمِيُّ، مَوْلًى لَهُمْ. وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ2، خَالُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى. (مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ) 3. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى4 وَغَيْرُهُ، (وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ5) 6. 364- أَفْلَحُ بنُ سَعِيدِ القُبائي7 -[يَنْزِلُ قُباء8]-. وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَهُوَ مَوْلًى لمُزينة. (مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَ ثِقَةً9

_ 1 ويقال: عمر بن محمد بن صهبان. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/116. وتهذيب التهذيب 7/464) . 2 وذكر ابن حجر أن كنيته (أبو جعفر) . (انظر: تهذيب التهذيب 7/464) . 3 تهذيب التهذيب 7/465. 4 ابن أبي مختار باذام العبسي -بالموحدة- الكوفي، وأبو محمد. كان ثقة، وكان يتشيع. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 227) . 5 وقال ابن حجر: "ضعيف". (انظر: تقريب التهذيب 254) . 6 تهذيب التهذيب 7/465. 7 القبائي: -بضم القاف- وهذه النسبة إلى قباء، كانت قرية تبعد ميلين عن المدينة، وفيها مسجد قباء الذي أسس على التقوى. (انظر: معجم البلدان 4/301. واللباب لابن الأثير 3/12) . ولما اتسعت المدينة وامتد بناؤها صارت قباء حياً من أحياء المدينة. 8 هذا التفسير كان من حاشية الأصل. 9 اختلفت فيه أقوال النقاد. وردّ الذهبي وابن حجر قول من ضعفه كابن حبان وغيره. وقالا: صدوق، وأخرج له مسلم والنسائي. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/52. والجرح والتعديل 1/1/324. والمجروحين 1/176. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/93. وميزان الاعتدال 1/274. وتهذيب التهذيب 1/367. وتقريب التهذيب 38) .

قليل الحديث1. 365- أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدِ ابن نافع. مولى لآل أبي أيوب الأنصاري2. ويكنى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: "ابْنُ صُفَيْراء. سَمِعَ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أَبِيهِ، وَغَيْرِهِمَا. وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. (وَكَانَ ثِقَةً3 كَثِيرَ الحديث) 4. 366- عُبَيْدُ5 اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَب. مَوْلًى لِآلِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. (وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سنة. وكان قليل الحديث6) 7.

_ 1 تهذيب التهذيب 1/368. والتحفة اللطيفة 1/334. ويحذف (في خلافة أبي جعفر) . 2 هو خالد بن زيد بن كليب، أبو أيوب الأنصاري. معروف باسمه وكنيته. صحابي جليل، من السابقين الأولين. توفي في غزاة القسطنطينية سنة اثنتين وخمسين، وقيل قبلها. (انظر: الإصابة 1/405) . 3 ووثقه النقاد. وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: الجرح والتعديل 1/1/322. وميزان الاعتدال 1/274. وتهذيب التهذيب 1/367. وتقريب التهذيب 38. وهدي الساري 389) . 4 تهذيب التهذيب 1/367. والتحفة اللطيفة 1/334. 5 وقال ابن حجر: "ويقال: (عبد الله) ". (انظر: تهذيب التهذيب 7/28) . 6 وقال ابن حجر: "ليس بالقوي. وقد أخرج له الأربعة عدا الترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 226) . 7 تهذيب التهذيب 7/29.

367- عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ1 اللهِ ابن مَوْهَب الْأَعْرَجُ. مَوْلًى لِآلِ الْحَكَمِ بْنِ [أَبِي] 2 الْعَاصِ بْنِ أُمِيَّة بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ3. وَكَانَ يَسْكُنُ زُقَاقَ اللبَّادين بِالْمَدِينَةِ4 وَكَانَ أَهْيَأَ وَأَثْبَتَ مِنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (وَمَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ) 5 [247/ب] فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ6. 368- يَعْقُوبُ ابن مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاء. مَوْلًى لِبَنِي لَيْثِ7 بْنِ بكر بن عبد مناة من كِنانة،

_ 1 ويضيف ابن حبان: (بن عبد الرحمن) بعد (عثمان) ، وقال ابن حجر: (وقد يُنسب إلى جده) . (انظر: ثقات ابن حبان 3/100ب. وتهذيب التهذيب 7/133) . 2 التكملة من طبقات خليفة 273. وثقات ابن حبان 3/100ب. أما في التاريخ الكبير للبخاري 3/2/231. والجرح والتعديل 3/1/155. وتهذيب التهذيب 7/133. فقد نُسب ولاؤه إلى طلحة التيمي. 3 ويقال: أبو عَمرو. (انظر: تهذيب التهذيب 7/133) . 4 أصله من المدينة، وقيل: كان بالعراق. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/231. والجرح والتعديل 3/1/155) . 5 تهذيب التهذيب 7/133. 6 قال ابن حجر: "ثقة أخرج له الجماعة عدا أبا داود". (انظر: تقريب التهذيب 234) . 7 وكذا قال خليفة في ولائه. وقيل: مولى جويرية بنت الحارث الهلالية. (انظر: طبقات خليفة 274. وتهذيب التهذيب 11/395) .

وَيُكَنَّى أَبَا يُوسُفَ، (تُوُفِّيَ فِي [خِلَافَةِ] 1 أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ2، وَكَانَ قَلِيلَ3 الْحَدِيثِ) 4. 369- أَبُو الغُصْنِ واسمه ثَابِتُ بْنُ قَيْس. مَوْلًى لِبَنِي غِفار5 مِنْ كِنانة. (مات سنة ثمان و [ستين] 6 وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ وَخَمْسِ سِنِينَ. وَكَانَ قَدِيمًا قَدْ رَأَى النَّاسَ وَرَوَى عَنْهُمْ7، وكان شيخاً8 قليل الحديث) 9.

_ 1 التكملة يقتضيها السياق. 2 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . ونقل ابن حجر وفاة يعقوب عن خليفة الخيَّاط سنة اثنتين وستين ومائة. وأرخ خليفة وفاته في طبقاته كما عند ابن سعد. ولم يذكره خليفة في تاريخه. (انظر: طبقات خليفة 274. وتهذيب التهذيب 11/396) . 3 وقال ابن حجر: "ما به بأس. وأخرج له مسلم". (انظر: تقريب التهذيب 387) . 4 تهذيب التهذيب 11/396. 5 وكذا قال خليفة وغيره. وقال ابن حبان: مولى عثمان بن عفَّان. (انظر: طبقات خليفة 274. والمجروحين لابن حبان 1/206. وتهذيب التهذيب 2/13) . 6 في الأصل مطموسة وأضفتها من تهذيب التهذيب 2/13. حيث نقلها عن ابن سعد. 7 روى عن أنس وأبي سعيد المقبري. وعنه ابن مهدي، والقعنبي، وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 2/13) . 8 وقال ابن معين والنسائي: "ليس به بأس. ووثقه أحمد. ولينه أبو داود والحاكم، وابن معين في قول". وقال ابن عدي: "يُكتب حديثه". وقال ابن حجر: "صدوق يهم. وقد أخرج له أبو داود والنسائي". (انظر: التاريخ لابن معين 2/69. والجرح والتعديل 1/1/456. والمجروحين لابن حبان 1/206. وميزان الاعتدال 1/366. وتهذيب التهذيب 2/13. وتقريب التهذيب 51. والتحفة اللطيفة 1/395) . 9 تهذيب التهذيب 2/13. ويحذف (وخمس سنين) بعد (سنة) الثانية. وكذا في التحفة اللطيفة 1/395.

370- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن كَثِيرِ بْنِ الصَّلْت الكِنْدي، حَلِيفٌ فِي قُرَيْشٍ، وولي شُرَط المدينة وقضاءها1 وإمرتها2. وَكَانَتْ لَهُ رِوَايَةٌ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ3. 371- مُخْرَمَةُ ابن بُكَير بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ. وَيُكَنَّى أَبَا المِسْوَر مَوْلَى المِسْوَر بْنِ مُخْرَمَة الزُّهْرِيِّ. (وَكَانَ ثِقَةً4 كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خلافة المهدي5) 6 بالمدينة.

_ 1 انظر: أخبار القضاة لوكيع 1/227. 2 ولي إمرة المدينة أول زمن المهدي سنة ثمان وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 440) . 3 روى عن أبيه، ونافع، والزهري، وعنه عبد العزيز بن أبي سلمة، وخالد بن مُخْلد القَطَوَاني. وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه، ووثقه ابن حبان. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/137. والجرح والتعديل 3/2/303. وثقات ابن حبان 3/130ب) . 4 ووثقه أحمد، وابن المديني، وأحمد بن صالح المصري، وقال النسائي: "ليس به بأس. وضعفه ابن معين"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث". وقال ابن حجر: "صدوق". وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يحتج بحديثه من غير روايته عن أبيه لأنه لم يسمع منه"، انتهى. وروايته عن أبيه وِجادة وقد أخرج له البخاري في الأدب، ومسلم، وأبو داود والنسائي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/553. والجرح والتعديل 4/1/363. وثقات ابن حبان 3/149أ. وجامع التحصيل للعلائي 339. وميزان الاعتدال 4/80. وتهذيب التهذيب 10/70. وتقريب التهذيب 331) . 5 وكانت خلافته بين سنتي (158-169هـ) . وقد تقدم وحدد ابن حبان وفاة مخرمة سنة تسع وخمسين ومائة. (انظر: الثقات لابن حبان 3/149أ) . 6 تهذيب التهذيب 10/71. ويضع (ولايه) بدل (خلافه) .

الطبقة السادسة: من التابعين من أهل المدينة.

الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ: مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ 372- مَالكُ بنُ أَنَس ابن مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرِ1 بْنِ عَمرو بْنِ حارث2 [248/أ] بْنِ غَيْمان3 بْنِ خُثَيل4 بْنِ عَمرو بْنِ الْحَارِثِ، وَهُوَ ذُو أَصْبح بْنِ حِمْيَر5، وَعِدَادُهُ فِي بَنِي تَيْمِ بْنِ مرَّة مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ الله التيمي6.

_ 1 واسم أبي عامر: نافع. (انظر: جمهرة أنساب العرب 426) . 2 وفي الأصل يقدم (الحارث) على (عمرو) والتصحيح من الثقات ابن حبان 3/141أوجمهرة أنساب العرب 436. وتهذيب التهذيب 10/5. 3 غيمان: بفتح المعجمة والميم بينهما تحتية ساكنة. وكذا قاله: ابن حبان والفيروزي أبادي، وابن حجر في تبصير المنتبه. وقيل: (عثمان) بإهمال العين بعدها مثلثة. (انظر: ثقات ابن حبان 3/141أ. وجمهرة أنساب العرب 436. والقاموس المحيط 4/160. مادة: غَيَم. وتبصير المنتبه 3/933. وتهذيب التهذيب 10/5) . 4 خُثَيل: بخاء المعجمة بعدها مثلثة مصغر. وهكذا نقله كل من ابن حجر في تبصير المنتبه والزبيدي وابن ماكولا عن ابن سعد. وقيل: (جُثيل) بجيم في أوله. (انظر: جمهرة أنساب العرب 436. والإكمال لابن ماكولا 2/565. وتبصير المنتبه 1/467. وتهذيب التهذيب 10/5. وتاج العروس 9/8. مادة خَثَل) . 5 هو ذو أصبح بن عوف بن مالك من حَمْيَر. نسبت إليه أصبح وهي قبيلة من حمير من اليمن. (انظر: جمهرة أنساب العرب 435. والمرَّصع للمبارك بن الأثير 79. واللباب لعلي بن الأثير 1/69،393.) 6 وكان حليفاً لعبد الرحمن بن عثمان القرشي التيمي ابن أخي طلحة. صحابي جليل، أسلم عام الفتح وقيل في الحُديبية. وقتل في مكة مع ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين. (انظر: الإصابة 2/410) .

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ الْحَمْلُ ثَلَاثَ سِنِينَ، وَقَدْ حُمل بِبَعْضِ النَّاسِ ثَلَاثَ سنين -يعني نفسه-". قال: "سمعت غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ: حُمِل بِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ثَلَاثَ سِنِينَ"1. قَالَ: أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، قَالَ: "كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ طَوِيلًا عَظِيمَ الْهَامَةِ أَصْلَعَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، أَبْيَضَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ إِلَى الشُقرة وَكَانَ لِبَاسُهُ الثِّيَابُ الْعَدَنِيَّةُ الْجِيَادُ. وَكَانَ يَكْرَهُ حَلْقَ الشَّارِبِ ويعبيه، وَيَرَاهُ مِنَ الْمَثَلِ، كَأَنَّهُ مَثَّلَ بِنَفْسِهِ"2. قَالَ: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أُوَيْسٍ، قَالَ: "كَانَ خَاتَمُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الَّذِي مَاتَ وَهُوَ فِي يَدِهِ فَصُه حَجَرٌ أَسْوَدُ مُجْسَد نَقْشُهُ شَطْرَانِ {حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ} . وَكَانَ يَتَخَتَّمُ بِهِ فِي يَسَارِهِ وَرُبَّمَا رَأَيْتُ خَاتَمَهُ كَثِيرًا فِي يَمِينِهِ، فَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ كَانَ يُحَوِّلَهُ مِنْ يَسَارِهِ إِلَى يَمِينِهِ حين يتوظأ مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ. وَكَانَ مَالِكٌ يَعْمَلُ فِي نَفْسِهِ مَا لَا يُلْزِمُهُ النَّاسُ. وَكَانَ يَقُولُ: لَا يَكُونُ الْعَالِمُ عَالِمًا حَتَّى يَعْمَلُ فِي نَفْسِهِ بِمَا لَا يُفْتِي بِهِ النَّاسَ، يَحْتَاطُ لنفسه ما لو تركه لم [248/ب] يَكُنْ عَلَيْهِ فِيهِ إِثْمٌ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: "رَأَيْتُ مَالِكًا متختَّمًا فِي يَسَارِهِ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: "كَانَ مَالِكٌ لَا يُغَيرَّ شَيْبَهُ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطرَّف بن عيد اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، قَالَ قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يوماً:

_ 1 انظر: المعارف لابن قتيبة 498. وثقات ابن حبان 3/141أ. ووفيات الأعيان 4/137. 2 أوردها كل من: ابن قتيبة في المعارف 498. وابن خِلكان في وفيات الأععيان 4/138. بلا إسناد.

"مَا نَقْشُ خَاتَمِكَ؟ قَالَ: "حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل" الآية قلت فَلِم نقشته هَذَا النَّقْشَ مِنْ بَيْنِ مَا يَنْقُشُ النَّاسُ الْخَوَاتِيمَ؟ " قَالَ: "إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِقَوْمٍ قَالُوا: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء} 1. فقال مطرَّف: فَمَحَوْتُ نَقْشَ خَاتَمِي وَنَقَشْتُهُ (حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) 2. (قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: "كُنْتُ آتِي نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ نِصْفَ النَّهَارِ، مَا يُظلني شَيْءٌ [مِنَ] 3 الشَّمْسِ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ بالنَّقِيع4 بالصُوريْن5، وَكَانَ حدَّاً، فَأَتَحَيَّنُ خُرُوجَهُ فَيَخْرُجُ فَأَدَعُهُ سَاعَةً، وأُريه أَنِّي لَمْ أُرده، ثُمَّ أَعْرِضُ لَهُ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدَعُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ البِلاط"6، أَقُولُ: "كَيْفَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ قال: كذا وكذا فَأَخْنس عنه"7) 8.

_ 1 سورة آل عمران الآية (173ـ174) ونص الآيتين {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} . 2 أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 6/329 بسنده من طريق أخرى، باختصار. 3 التكملة يقتضيها السياق. ومن تاريخ ابن عساكر 17/2/259ب. 4 النقيع: بالنون المفتوحة سمي بذلك لتجمع الماء فيه. وهو موضع قرب المدينة من الناحية الجنوبية الغربية بجانب وادي العقيق يبعد عن المدينة أربعة بُرد. (انظر: وفاء الوفاء 2/221. والمناسك للحربي 410. والمغانم المطابه 224، 415) . 5 والصَوران: تثنية صور، وهما موضعان بالنقيع. وأورد الفيروز أبادي خبر مجيئ مالك ... إلخ. (انظر: وفاء الوفاء 2/221. والمناسك للحربي 410. والمغانم المطابه 224، 415) . 6 البِلاط: بفتح الموحدة وكسرها. هو موضع بين سوق المدينة والمسجد النبوي من ناحيته الشرقية امتد فيما بعد حتى أحاط بالحرم بمساحات مختلفة من جهة إلى أخرى، متشعباً نوعاً ما بين بعض المنازل. (انظر: وفاء الوفاء 1/230.ومعالم طابة 64) . 7 أخْنَس عنه: أتخلف وأتورى عنه. (انظر: المعجم الوسيط 1/230. مادة: خَنَسَ) . 8 تاريخ ابن عساكر 17/2/259ب.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: "وَكُنْتُ آتِي ابْنَ هُرْمُز بُكرةً، فيما أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى اللَّيْلَ، وَكَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قال: أخبرنا [249/أ] زَيْدُ بْنُ دَاوُدَ1-رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَفْضَلِهِمْ- قَالَ: "رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ الْقَبْرَ انْفَرَجَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَاعِدٌ، وَإِذَا النَّاسُ مُنْفَصِمون2، فَصَاحَ صَائِحٌ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ فَرَأَيْتُ مَالِكًا جَاءَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَعْطَاهُ شَيْئًا، فَقَالَ: "اقْسِمْ هَذَا عَلَى النَّاسِ، فَخَرَجَ بِهِ مَالِكٌ يُقَسِّمُهُ عَلَى النَّاسِ، فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ يُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ"3. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: "أُراني فِي الْمَنَامِ وَرَجُلٌ يَسْأَلُنِي مَا يَقُولُ مَالِكٌ فِي كَذَا وَكَذَا؟ "قال: قلت: "اأَدْرِي إِلَّا أَنَّهُ قُلَّ مَا يُسْأَلُ عَنْ شيء إلا قال أَنْ يَتَكَلَّمَ: مَا شَاءَ اللَّهُ" قَالَ فَقَالَ: "وقَالَ هَذَا فِي أَخْفَى مِنَ الشَّعْرِ لُهدي مِنْهُ إِلَى الصَّوَابِ" قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عبد الله، قال: "ان مَالِكٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَأَدْخَلَ رِجْلَهُ قَالَ: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} 4 فَقِيلَ لَهُ: "إِنَّكَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ بَيْتَكَ قُلْتَ: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} 5 قَالَ: "إِنِّي سَمِعْتُ الله قال

_ 1 زيد بن داود: لم أعثر عليه، ولعله أبو عبد الله الذي ذكره الأصبهاني. (انظر: الحاشية الآتية رقم 23) . 2 منفصمون: ذاهبون، أرادوا الخروج. (انظر: النهاية في غريب الحديث 3/452 مادة. (ف ص م) . 3 أخرجها الأصبهاني في حلية الأولياء 6/317 من طريق مطرف، عن أبي عبد الله مولى الليثيين -وكان مختاراً- بألفاظ مقاربة. 4 سورة الكهف. آية 39. 5 سورة الكهف. آية 39.

فِي كِتَابِهِ: {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} 1. وَجَنَّتُهُ بَيْتُهُ"2. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: "سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ حَدِيثِهِ، أَسْمَاعٌ هُوَ؟ فَقَالَ: مِنْهُ سَمَاعٌ3، ومنه عرض4، وليس [249/ب] العرض عندنا بأدنى من السماع"5.

_ 1 سورة الكهف. آية 39. 2 والمراد بالجنة في الآية: البستان، لا البيت، ويتضح من ذلك من الآية 32: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً} . (انظر تفسير الطبري 15/244. والكشاف للزمخشري 2/483. وفتح القدير 3/285. وتفسير القاسمي 11/4057) . ولكن هناك أحاديث كثيرة تبين فضل هذه الآية -والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب- وتوضح أن الجنة أعم من البستان. فقد أخرج الحديث في ذلك. (أ) الإمام مالك في موطأ 2/934. كتاب صفة النبي صلى الله عليه وسلم 49. باب جامع ما جاء في الطعام والشراب 10. حديث 34 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه: أنه كان لا يؤتي بطعام ولا شراب، حتى الدواء، فيطعمه ويشربه، إلا قال: "الحمد لله الذي هدانا ... ما شاء الله لا قوة إلا بالله ... " (ب) والإمام أحمد في مسنده 2/335. من حديث أبي هريرة، قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة أَدُلك على كلمة كنز من كنز الجنة تحت العرش؟ ". قال قلت نعم، فِداك أبي وأمي. قال: "أن تقول لا قوة إلا بالله". وسئل عنها أبو هريرة، فقال: هي في سورة الكهف. وتلا الآية. 3 السماع عند المحدثين: سماع لفظ الشيخ سواء كان إملاء، أو تحديثاً من غير إملاء. من حفظ الشيخ، أو من كتاب له. وهو أعلى طرق تحمل الحديث. (انظر: الإلماع للقاضي عياض 69. وفتح المغيث 2/16) . 4 العرض تقدم. 5 أخرجها الحاكم في معرفة علوم الحديث 259. من طريق ابن أبي أويس. والخطيب البغدادي في الكفاية 393. من طريق ابن أبي أويس، ومن طريق ابن وهب. والتسوية بينهما ليس مذهب مالك فقط إنما هو مذهب معظم علماء الحجاز والكوفة ورُوي ذلك عن علي، وابن عباس -رضي الله عنهم- قالا: قرأتك على العالم كقراءته عليك. وبه قال الزهري، وابن عيينة، ويحيى الأنصاري، والقطان وهو مذهب البخاري، وجمهور أهل المشرق، وأبي حنيفة في قول، والشافعي، والإمام مسلم. وغيرهم من أهل البصرة ومصر. وهذه التسوية من باب الرد على من أنكر الرواية بالعرض، وليست من باب التسوية الفعلية، لأن الجمهور على أن السماع أعلى مراتب تحمل الحديث. (انظر: ترجمة الزهري رقم 70. وترجمة يحيى الأنصاري رقم 244. والمحدث الفاضل 420-429. ومعرفة علوم الحديث 257. والكفاية للخطيب 383-394. والإلماع للقاضي عياض 71-73. وتدريب الراوي 2/14) .

قَالَ: أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ لِبَعْضِ مَنِ يحتج عَلَيْهِ فِي الْعَرْضِ: إِنَّهُ لَا يُجْزِئُهُ فِيهِ إِلَّا الْمُشَافَهَةُ فَيَأْبَى مَالِكٌ ذَلِكَ عَلَيْهِ أشدَّ الْإِبَاءِ، وَيَحْتَجُّ مَالِكٌ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِذَا قَرَأْتَ [عَلَى] 1 الْقَارِئِ الْقُرْآنَ، فَسُئِلْتَ مَنْ أقرأك؟ أليس تقول: فلان ابن فُلَانٍ، وَفُلَانٌ لَمْ يَقْرَأْ عَلَيْكَ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا فَهُوَ إِذَا قَرَأْتَ أَنْتَ عَلَيْهِ أَجْزَأَكَ، وَهُوَ الْقُرْآنُ، وَلَا تَرَى أَنْ يُجْزِئَكَ الْحَدِيثُ! فَالْقُرْآنُ أَعْظَمُ مِنَ الْحَدِيثِ2. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "صَحِبْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا قَرَأَ مَالِكٌ عَلَيْهِ3 هَذِهِ الْكُتُبِ -يَعْنِي الموطأ-"4.

_ 1 التكملة من حاشية الأصل. 2 أخرجها الحاكم في معرفة علوم الحديث 259. من طريق مطرف أيضاً مختصرة. 3 أخرج الأصبهاني في حلية الأولياء 6/320. نحوه من طريق نافع بن عبد الله. والحاكم في معرفة علوم الحديث 259 من طريق مطرف، ويضع (سبع عشرة) بدل (عشرين) . 4 الموطأ: كتاب في الحديث رتَّبه الإمام مالك على أبواب الفقه. وهو عظيم الفوائد اهتم به العلماء اهتماماً بالغاً، فشرحوه، ودرسوا أسانيده ووصلوا مراسيله ومنقطعاته. ومن شروحه: (الاستذكار في شرح مذاهب علماء الأمصار) ، (والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) . وكلاهما لابن عبد البر القرطبي (ت 463هـ) . و (تنوير الحوالك على موطأ مالك) . للسيوطي (ت 911هـ) . (انظر: بحوث في تاريخ السنة المشرفة 235) .

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: "عَجَبًا لِمَنْ يُرِيدُ المحدِّث عَلَى أَنْ يُحَدِّثَهُ مُشَافَهَةً، وَذَلِكَ إِنَّمَا أَخَذَ حَدِيثَهُ عَرْضًا فَكَيْفَ جوَّز ذَلِكَ للمحدِّث، وَلَا يُجَوِّزُ هُوَ لِنَفْسِهِ أَنْ يُعْرَض عَلَيْهِ كَمَا عَرَضَ هُوَ"1. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْعُمَرِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الزِّنَادِ، وَعَبْدَ الْحَكِيمِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرة2، عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ على المحدِّث3 أو حديثه هو به4 [250/أ] فقالوا: "هو سواء5، وهوعلم بَلَدِنَا". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكٍ: "قَدْ سَمِعْتَ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ". فَقَالَ مَالِكٌ: "مِائَةُ أَلْفِ حَدِيثٍ! أَنْتَ حَاطِبُ لَيْلٍ تَجْمَعُ القَشعَة" فَقَالَ: "مَا القشعة6؟ " قال: "الحطب يجمعه الإنسان بالليل، فربما أخذ معه أفعى فَتَنْهَشَهُ". قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي أويس، قال: "سئل مالك عن الإيمان، يزيد وينقص؟ " فَقَالَ: "يَزِيدُ، وَذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. فَقِيلَ لَهُ: وَيَنْقُصُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: ولا أريد أن أبلغ هذا"7.

_ 1 أخرجها الحاكم في معرفة علوم الحديث 259. من طريق مطرّف. والخطيب في الكفاية 394 من طريق مطرّف أيضاً. 2 ستأتي ترجمته رقم 389. 3 ويسمى عند المحدثين: العرض، وقد تقدما آنفاً. 4 ويسمى عند المحدثين: السماع. وقد تقدما آنفاً. 5 والتسوية بين العرض والسماع. تقدم الكلام فيهما آنفاً. 6 كانت في الأصل (القشمة) بالميم بدل العين المهملة. ولم أقف على معناها اللغوي، فصححتها لأن القشعة تعني ما تقشع عن وجه الأرض بيدك ثم ترمي به. وهذا يتماشى مع تفسير الإمام مالك لها. والله أعلم. وقال ابن سيده: إراكة قشع؛ ملتفة كثير الورق. (انظر: المحكم والمحيط 1/79. وتاج العروس 5/468. مادة: قَشَع) . 7 وفي حلية الأولياء 6/327 كان مالك يقول: (الإيمان قول وعمل يزيد وينقفص) .

قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "سُئل مَالِكٌ مَا كُنْيَةُ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: أبو القاسم كأنه لم يرى بِذَلِكَ بَأْسًا"1. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ لَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ حَتَّى قُتل مُحَمَّدٌ"2. (قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: "لَمَّا حجَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ دَعَانِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَحَادَثْتُهُ، وَسَأَلَنِي فَأَجَبْتُهُ"، فَقَالَ: "إِنِّي قَدْ عَزَمْتُ أَنْ، آمُرَ بِكُتُبِكَ هَذِهِ الَّتِي وَضَعْتَهَا -يَعْنِي الْمُوَطَّأَ3- فتُنسخ نُسَخًا، ثُمَّ أبعث إلى كل مصر من الأمصار المسلمين منها بنسخة، وآمرهم أن يعملوا [250/ب] بِمَا فِيهَا لَا يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيْرِهِ، ويدَعوا مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ المحدَث، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَصْلَ الْعِلْمِ رِوَايَةَ الْمَدِينَةِ وَعِلْمِهِمْ. قَالَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ هَذَا، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ أَقَاوِيلُ، وَسَمَعُوا أَحَادِيثَ، وَرَوَوْا رِوَايَاتٍ، وَأَخَذَ كُلُّ قَوْمٍ بما سبق إليهم، وعملوا بِهِ. وَدَانُوا بِهِ مِنِ اخْتِلَافِ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، وإنَّ رَدَّهُمْ عَمَّا قَدِ اعْتَقَدُوهُ شَدِيدٌ، فَدَعِ الناس

_ 1 لقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه 3/1682-1685. كتاب الأدب. باب النهي عن التكني بأبي القاسم. أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي". إلا أن الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم 14/112. كتاب الأدب.... الخ ذكر خلاف العلماء في ذلك على ستة أقوال. ونص على أن إباحة التكني هي مذهب مالك، وأن النهي عن ذلك قد نُسخ. ونقل قول القاضي عياض: "وبه قال جمهور السلف وفقهاء الأمصار. وجمهور العلماء" قالوا: "وقد اشتهر أن جماعة تكنوا بأبي القاسم في العصر الأول وفيما بعد ذلك إلى اليوم. مع كثرة فاعل ذلك وعدم الإنكار". 2 وكان خروجه وقتله سنة 145هـ. وقد تقدمت ترجمته رقم 298. 3 كتاب الموطأ. تقدم آنفاً.

وما هم عليه، ومااختار كُلُّ أَهْلِ بَلَدٍ مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ" فَقَالَ: "لَعَمْرِي لَوْ طَاوَعْتَنِي عَلَى ذَلِكَ لَأَمَرْتُ بِهِ") 1. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا دُعي مالك بن أنس وشُوور وسُمع جعفر وقُبل قول، شَنِف2 النَّاسُ لَهُ وَحَسَدُوهُ وَبَغَوْهُ بِكُلِّ شَيْءٍ. فلما ولي جعفر ابن سليمان بن عَلَى الْمَدِينَةِ3 سَعَوْا بِهِ إِلَيْهِ، وَكَثُرُوا عَلَيْهِ عِنْدَهُ، وَقَالُوا لَا يَرَى أَيْمَانَ بِيعَتِكُمْ هَذِهِ بِشَيْءٍ، وَهُوَ يَأْخُذُ بِحَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ الْأَحْنَفِ4، فِي طَلَاقِ الْمُكْرَهِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ5، فَغَضِبَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَدَعَا بِمَالِكٍ، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِمَا رُقي إِلَيْهِ عَنْهُ، ثُمَّ جرَّده ومدَّه وَضَرَبَهُ بِالسِّيَاطِ، ومُدت يَدُهُ حَتَّى انْخَلَعَ

_ 1 المنتخب من ذيل المذيل للطبري 659-660. ويقدم (أهل) على (كل) من قوله (وما اختار كل أهل بلد) . رواها الطبري عن الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد به. 2 شَنِف: تنبه. (انظر: المعجم الوسيط 1/496. مادة: شَنَفَ) . 3 وكان ذلك سنة ست وأربعين ومائة. وقد تقدم جعفر. 4 هو ثابت بن عياض الأحنف الأعرج العدوي مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وقيل: ثابت بن الأحنف بن عياض. وكان ثقة. (انظر: تقريب التهذيب 50) . 5 الحديث مرسل بهذا الإسناد. بالإضافة إلى أن فيه محمد بن عمر الواقدي وهو متروك. وقد أخرج الحديث موقوفاً على عبد الله بن عمر، وعلى عبد الله بن الزبير كل من: (أ) الإمام مالك في الموطأ 2/587. كتاب الطلاق (29) . باب جامع الطلاق (29) حديث (78) . (ب) وعبد الرزاق في مصنفه 6/408. كتاب الطلاق. باب طلاق المكره حديث (11410) و (11411) . (ج) وابن سعد في طبقاته 5/308. من طريق يحيى بن عباد، عن فُليح بن سليمان، عن ثابت الأعرج. والحديث يفيد أن كلا من ابن عمر وابن الزبير يريان أن طلاق المكره لا يقع. والشاهد فيه هنا: أن مالكاً رأى أن يمين المكره على البيعة للإمام كيمين المكره على طلاق زوجته.

كتفاه وارتُكب منه أمر عظيم فَوَاللَّهِ مَا زَالَ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّرْبِ فِي رِفعة عِنْدَ النَّاسِ وَعُلُوٍّ مِنْ أَمْرِهِ وَإِعِظَامِ النَّاسِ لَهُ، وَكَأَنَّمَا كَانَتْ تِلْكَ السِّيَاطُ الَّتِي [251/أ] ضَرَبَهَا حليَّا حُلَّى بِهَا"1. (قَالَ:2 "وَكَانَ مَالِكٌ يَأْتِي الْمَسْجِدَ وَيَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ وَالْجُمُعَةَ وَالْجَنَائِزَ وَيَعُودُ المرضى، ويقضي الحقوق، ويجلس في المسجد، ويجتمع إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ تَرَكَ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ يُصَلِّي ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَتَرَكَ شُهُودَ الْجَنَائِزَ، فَكَانَ يَأْتِي أَصْحَابُهَا فَيُعَزِّيهِمْ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ فَلَمْ يَكُنْ يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ فِي الْمَسْجِدِ وَلَا الْجُمُعَةَ، وَلَا يَأْتِي أَحَدًا يُعَزِّيهِ وَلَا يَقْضِي لَهُ حَقًّا، وَاحْتَمَلَ النَّاسُ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهُ، وَكَانُوا أَرْغَبَ مَا كَانُوا فِيهِ وَأَشَدَّهُ لَهُ تَعْظِيمًا حَتَّى مَاتَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ رُبَّمَا كُلم فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: "لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِعُذْرِهِ"3) 4. (قَالَ:5 وَكَانَ مَالِكٌ يَجْلِسُ فِي مَنْزِلِهِ عَلَى ضِجَاعٍ6 لَهُ وَنَمَارِقٍ7 مُطَّرحة يُمْنَةً وَيُسْرَةً فِي سَائِرِ الْبَيْتِ، لِمَنْ يَأْتِيهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ وَالنَّاسِ، وَكَانَ مَجْلِسُهُ مَجْلِسَ وَقَارٍ وَحِلْمٍ، وَكَانَ مَالِكٌ رَجُلًا مُهِيبًا نَبِيلًا لَيْسَ فِي مَجْلِسِهِ شيء من

_ 1 أوردها ابن قتيبة في المعارف 499. وابن خلكان في وفيات الأعيان 4/137 نقلاً عن الواقدي أيضاً، باختصار يسير ويحذفان أخذه بحديث ثابت الأحنف. 2 أي الواقدي. 3 أوردها كل من ابن قتيبة في المعارف 498. وابن خلكان في وفيات الأعيان 4/136. نقلاً عن الواقدي، وباختصار يسير. 4 تذكرة الحفاظ 1/210. مع اختصار يسير. 5 أي محمد بن عمر الواقدي. 6 الضجاع: فراش يضطجع عليه. (انظر: تاج العروس 5/438. مادة: ضَجَعَ) . 7 نمارق: جمع نُمرُق. وهي وسادة جمعها وسائد. (انظر: المعجم الوسيط 2/954) .

المراء1 واللغظ2 ولا رفع صوت وَكَانَ الْغُرَبَاءُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، وَلَا يُجِيبُ إِلَّا الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا أَذِنَ لِبَعْضِهِمْ فَقَرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ يُقَالُ لَهُ: حَبيب يَقْرَأُ لِلْجَمَاعَةِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِمَّنْ يَحْضُرُهُ يَدْنُو وَلَا يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ وَلَا يَسْتَفْهِمُ هَيْبَةً لِمَالِكٍ وَإِجْلَالًا، وَكَانَ حَبِيبٌ إِذَا قَرَأَ فَأَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ) 3 [251/ب] . وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيلًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَحْتَجِمُ4 إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ، يُنكر الْحَدِيثَ الَّذِي رُوي فِي ذَلِكَ5. قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: "اشْتَكَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَيَّامًا يَسِيرَةً، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَهْلِنَا عَمَّا قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ تشهَّد ثُمَّ قَالَ: {لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} 6 وتُوفي صَبِيحَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ"7 فِي خِلَافَةِ هَارُونَ وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، بأمه كان يُعرف، يُقال: عبد الله بن زينب،

_ 1 المراء: الجدال. (انظر: تاج العروس 10/341. مادة: مَرَىَ) . 2 اللغظ: إذا تكلم القوم كلاماً مبهمًا لا يفهم من اختلاط أصواتهم. (انظر: المعحم الوسيط 2/830. مادة: لَغَظَ) 3 تذكرة الحفاظ 1/211. مع اختصار يسير. 4 الاحتجام: من الحجامة، وهي استفراغ الدم من العروق الممتدة في اللحم والجلد لتخفيف الامتلاء من العضو الذي هي قريبة منه أو عليه. (انظر: الموسوعة الطبية 5/297) . 5 لعل الحديث الذي أنكره مالك. هو الذي أخرجه ابن ماجه في سننه من حديث ابن عمر 2/1153. كتاب الطب (31) . باب في أي الأيام يحتجم (22) . حديث (3487) و (3488) . في إسناد الحديث الأول، ضعيفان. وفي الثاني: مجهولان. ويفيدان: اجتناب الحجامة يوم الأربعاء، والجمعة، والسبت، والأحد. 6 سورة الروم: آية 4. 7 تهذيب التهذيب 10/8. من قوله: (وتوفي صبيحة ... الخ) .

وَكَانَ يَوْمَئِذٍ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَى مَالِكٍ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ ودُفن بِالْبَقِيعِ1 وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً2. (قَالَ محمد بْنُ سَعْدٍ:3 "فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الله الزبيري" فقال: "أَنَا أَحْفَظُ النَّاسِ لِمَوْتِ مَالِكٍ، مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ) 4. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: "رَأَيْتُ الفُسطاط5 عَلَى قَبْرِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (وَكَانَ مَالِكٌ ثِقَةً مأموناً ثبتاً ورعاً فقيهاً عالماً حجةً6) 7.

_ 1 البقيع: موضع مقبرة المدينة المنورة، يقع شرق المسجد النبوي، ويبعد عنه مائتي متر تقريباً. 2 المنتخب من ذيل المذيل 660 -رواها الطبري عن الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد به- وتهذيب التهذيب 10/8 من قوله (كان يوم مات ... الخ) وزاد: وقال الواقدي: كان ابن تسعين سنة انتهى. وقال غيره ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين وقيل سنة تسعين. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 140. ووفيات الأعيان 4/137) . 3 هو مؤلف الكتاب. 4 المنتخب من ذيل المذيل 660. رواها الطبري عن الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد، وتهذيب التهذيب 10/8. 5 الفُسطاط: بيت من الشَعْر. (انظر: لسان العرب 9/246. مادة: فَسَطَ) . والمراد من ذلك" أنه رأى الفُسطاط على قبره أثناء الدفن، اتقاء الحر ولم يكن ذلك بعد دفنه. 6 مجمع على توثيقه وتثبته وإمامته في الحديث والفقه والاحتجاج به، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/543. والتاريخ الكبير للبخاري 4/1/310. والمعارف لابن قتيبة 498. والمعرفة والتاريخ 1/687. والجرح والتعديل 4/1/204. ومشاهير علماء الأمصار 140. وثقات ابن حبان 3/141أ. ووفيات الأعيان 4/135. وتذكرة الحفاظ 1/207. وتهذيب التهذيب 10/5. وتقريب التهذيب 326) . 7 تهذيب التهذيب 10/8.

373- أَبو أُوِيْسٍ واسمه [252/أ] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ مِنْ حِمْيَر، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. وَقَدْ رَوَى أَبُو أُوَيْسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِ1. 374- هِشَامُ بنُ سَعْدِ وَيُكَنَّى أَبَا عبَّاد2 مَوْلًى لِآلِ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. (وَكَانَ مُتَشَيِّعًا3) 4 لِآلِ أَبِي طَالِبٍ. وَكَانَ صَاحِبَ مَحَامِلٍ5 ومات بالمدينة في أول

_ 1 وقال ابن حجر: "صدوق يهم. وقد أخرج له مسلم والأربعة: توفي سنة سبع وستين ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 178) ., 2 ويقال كنيته أبو سعد. ويقال له: يَتيم زيد بن أسلم، لكثرة ملازمته له. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/200. وطبقات خليفة 274. وميزان الاعتدال 4/298) . 3 كان متشيعاً لآل أبي طالب: متبعاً لهم وناصراً. (انظر: تاج العروس 5/405. مادة: شَيَعَ) . والشيعة في الاصطلاح: اسم لكل من يفضل علياً على مَنْ كان قبله من الخلفاء الراشدين، ويرى أن الخلافة لا تخرج من أولاده، وهو أحق بها. (انظر: الملل والنحل للشهرستاني 1/195) . 4 تهذيب التهذيب 11/40. 5 محامل: جمع مَحْمِل -بفتح الميم الأولى وكسر الثانية- عبارة عن عِدْلين على جانبي الدَّابة يُحمل فيهما. أو الزنبيل الذي يُحمل فيه العنب. (انظر: المحكم والمحيط 3/280. ولسان العرب 13/189. مادة: حَمَلَ) .

خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ1 (وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ يُستضعف2،3. 375- مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ ابن دينار التَمَّار مولى عائشة بنت جَزء4 بن عَمرو بْنِ عَامِرٍ وَهِيَ أُمُّ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ5 الظَّّفري. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. (وَكَانَ جَيِّدَ الْعَقْلِ قَدْ لَقِيَ النَّاسَ6 وَعَلِمَ الْعِلْمَ وَالْمَغَازِيَ) 7. (قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزناد قال:

_ 1 وكانت خلافته في آخر سنة 159هـ. وقد تقدم. 2 اختلف فيه قول ابن معين والنسائي ولم يوثقاه. وتكلم فيه أحمد من جهة حفظه. وليَّنه البعض. وقال أبو زرعة: "محله الصدق وهو أحب إليَّ من ابن إسحاق. -وابن إسحاق عنده صدوق-" وقال الساجي: "صدوق"، وزاد ابن حجر: "له أوهام ورُمي بالتشيع. وأخرج له الأربعة". (انظر: التاريخ الكبير لابن معين 2/917. والضعفاء والمتروكين للنسائي 105. والجرح والتعديل 4/2/61. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 269. وميزان الاعتدال 4/298. وتهذيب التهذيب 11/39. وتقريب التهذيب 364) . 3 انظر: تهذيب التهذيب 11/40. 4 جزء: بفتح الجيم وسكون الزاي آخره همزة، كما في الأصل. أما في ترجمة قتادة بن النعمان في طبقات ابن سعد 3/452. (جري) بضم الجيم وفتح الراء آخره تحتية مشددة. 5 هو قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر الظَفري. صحابي جليل أخو أبي سعيد الخدري لأمه. أبو عمرو الأنصاري. شهد بدراً. وتوفي سنة ثلاث وعشرين. (انظر: طبقات خليفة 3/452. والإصابة 3/255) . 6 رأى ابن المسيب. وروى عن القاسم بن محمد. وسعد بن إبراهيم. والزهري. وعنه ابنه صالح، والدراوردي، والقعنبي. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/287. وتهذيب التهذيب 9/225) . 7 تهذيب التهذيب 9/225.

قَالَ لِي أَبِي: "إِنْ أَرَدْتَ الْمَغَازِيَ صَحِيحَةً فَعَلَيْكَ بِمُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارِ". وَكَانَ1 ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ) 2 وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً" 376- مُحَمَّدُ بنُ هِلالِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسلمة بْنِ قَعْنَبٍ، وَخَالِدُ بْنُ مخَلد3 قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ4 فَوَلَدَتْ هِلالاً ففقدها يوماً، فقيل [252/ب] لعثمان: إنها قد ولدت هذه الليلة

_ 1 وقال أحمد: "ثقة ثقة". ووثقه أبو داود والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: "شيخ ليس بالقوي، لا يعجبني حديثه". وقال الدارقطني: "متروك". وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ وقد أخرج له الأربعة". (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 3/2/287. وثقات ابن حبان 3/128أ. وميزان الاعتدال 3/581. وتهذيب التهذيب 9/225. وتقريب التهذيب 301) . 2 تهذيب التهذيب 9/225. 3 هو القَطَواني أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي. صدوق يتشيع وله أفراد. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 90) . 4 حوصر رضي الله عنه بالمدينة في داره، أكثر من عشرين يوماً، ثم قتلوه وكان ذلك سنة خمس وثلاثين. (انظر: تاريخ خليفة 168. والمعارف لابن قتيبة 195. وتاريخ الطبري 4/352) .

غُلَامًا قَالَتْ: "فَأَرْسَلَ إليَّ بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا، وشُقَيْقة1 سُنْبُلانية"2 وَقَالَ: "هَذَا عَطَاءُ ابْنِكَ وَكِسْوَتُهُ فَإِذَا مرَّت بِهِ سَنَةٌ رَفَعْنَاهُ إِلَى مِائَةٍ". 377- الزُبَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ رُهَيمة3 وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَتَاقَةً4. ورُهَيْمَة جَدَّتُهُ5 أُمُّ أَبِيهِ. مَاتَ أَوَّلَ مَا استُخلف الْمَهْدِيُّ6 378- مُحَمَّدُ بنُ خُوطٍ7 وَكَانَ مِنَ العبَّاد الْمُنْقَطِعِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحمد بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ خُوطٍ حلقةُ فِي مسجد

_ 1 شُقَيْقة: تصغير شُقَّة. جنس من الثياب. وقيل هو نصف ثوب. (انظر: النهاية لابن الأثير 2/492. مادة: شَقَقَ. وذكر هذا الخبر عن عثمان رضي الله عنه) . 2 سنبلانية هذه النسبة إلى سنبلان، محلة كبيرة بأصبهان في إيران. (انظر: اللباب لابن الأثير 2/144) . 3 ويقال: ابن خالد بن رُهيمة. بضم الراء في أوله. (انظر: الجرح والتعديل 1/2/581. وتهذيب التهذيب 3/316) . 4 مولى عثمان عَتَاقة: أي أنه أعطاه حريته وأخرجه من الرق. (انظر: النهاية لابن الأثير 3/179. مادة: عَتَقَ) . 5 وكذا في الجرح والتعديل 1/2/581. وثقات ابن حبان 3/ق49ب. أمَّا في تهذيب التهذيب 3/316: (رُهيمة هي أمه) . 6 واستُخلف المهدي آخر سنة ثمان وخمسين ومائة. وقد تقدم. وقال ابن حجر: الزبير بن عبد الله بن أبي خالد مقبول. (انظر: تقريب التهذيب 106) . 7 خوط: بضم الخاء المعجمة، ومعناه: الرجل الجسيم الخفيف، أي الرشيق الحسن الَخلْق. (انظر: تاج العروس 5/136. مادة: خَوَطَ) .

رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجُلَسَاءُ يُعرفون بالنُسك وَالْعِبَادَةِ، لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ، وَمَنْ أَرَادَ النُسك أَتَاهُمْ فَجَالَسَهُمْ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ: الخُوطيَّة يُنْسَبُونَ إِلَيْهِ. وَكَانَتْ لَهُ رِوَايةٌ ولُقِيّ1 مَعَ نُسكه". 379- أبُو مَوْدُود وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ. (وَكَانَ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ النُّسُكِ وَالْفَضْلِ وَكَانَ مُتَكَلِّمًا يَعِظُ ويُذكر. وَكَانَ كَبِيرًا وَتَأَخَّرَ مَوْتُهُ) 2. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ3: "وأُخبرت عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، قَالَ رَأَيْتُ السَّائِبَ بن يزيد4 أبيض الرأس واللحية"5.

_ 1 أي لقاء بالمحدثين والشيوخ. قال البخاري: في بعض حديثه تقارب. وفي بعضه وهم. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/75. والجرح والتعديل 3/2/246. ولسان الميزان 5/160) . 2 تهذيب التهذيب 6/340. 3 هو مؤلف الكتاب. 4 ابن سعيد بن ثُمامة الكِندي. وقيل غير ذلك في نسبه. يعرف بابن أخت النَمِر، وهو النمر بن جبل، خال السائب. حُج به في حجة الوداع -سنة عشر- وهو ابن سبع سنين. مات سنة إحدى وتسعين، وقيل قبل ذلك. وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة. (انظر: الإصابة 2/12. وتقريب التهذيب 116) . 5 وقال ابن حجر عن أبي مودود: مقبول من السادسة. أخرج له الأربعة عدا ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 214) .

380- صَالِحُ بنُ حَسَّانَ1 النَضْرِيْ2 [مِنْ] 3 حُلَفَاءِ الْأَوْسِ. قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "أَدْرَكَ الْمَهْدِيَّ4، وَكَانَ سريَّاً مُرِيئًا، يَمْلَأُ الْمَجْلِسَ إِذَا تَحَدَّثَ. وكان عنده [253/أ] جوارٍ مُغنّيات فَهُنَّ وَضَعْنَهُ عِنْدَ النَّاسِ. وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرظي، وَغَيْرِهِ، وَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَسَمِعَ مِنْهُ الْكُوفِيُّونَ5، وَكَانَ قَلِيلَ الحديث"6) 7.

_ 1 وقال الذهبي: (صالح بن أبي حسان. ويقال: صالح بن حسان النضري) فوهم وجعلهما واحداً. وجعلهما البخاري وغيره اثنين. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/2/275. وتاريخ بغداد 9/301. وتهذيب التهذيب 4/384-385) . 2 النَضْري: بفتح النون والمعجمة. هذه النسبة إلى بني النضير من يهود المدينة والنسبة إليهم على الأصل (نضيري) . ويقال: صالح بن حسان البصري - بالموحدة بعدها مهملة- لنزوله البصرة وكنيته أبو الحارث. (انظر: اللباب لابن الأثير 3/314-315. وتبصير المنتبه 4/1441. وتقريب التهذيب 148) . 3 التكملة من تاريخ بغداد 9/302. وتهذيب التهذيب 4/385. 4 وكانت خلافة المهدي بين سنتي (158-159) . 5 ونزل البصرة وروى عنه البصريون. وقدم بغداد، وروى عنه البغداديون وممن روى عنه من أهل المدينة. أنس بن عياض، ومن أهل الكوفة: عائذ بن حبيب، وأبو داود الحفري، وإبراهيم بن عيينة، ومن أهل البصرة: أبو عاصم النبيل، ومن أهل بغداد: محمد الوراق الكوفي نزيل بغداد، وعمر بن عبد الرحمن الأبار الكوفي نزيل بغداد. وغيرهم. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/397. وتاريخ بغداد 9/301. وتهذيب التهذيب 4/384) . 6 وقال ابن حجر: "متروك. وأخرج له الترمذي وابن ماجه". (انظر: تقريب التهذيب 148) . 7 تاريخ بغداد 9/302. ويضع (النضيري) بالتحتية قبل الراء بدل (النضري) . وتهذيب التهذيب 4/385. ويحذف (أدرك المهدي ... إذا تحدث) ويحذف أيضاً (وكان يحدث ... الكوفيون) .

381- سَعيدُ بنُ مُسلِم بْنِ بَانَك1 382- نافِعُ بْنُ أبي نُعَيْم2 القاريء. وَكَانَ يَرْوِي عَنْ نَافِعٍ3. وَقَرَأَ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ نِصاح4 وَأَبِي جَعْفَرٍ5 مَوْلَى ابْنِ عيَّاش. 383- سَلَمَةُ بنُ بخْت مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ. وَكَانَ ثبتاً6. وروى عن عِكرمة7، وغيره.

_ 1 سعيد بن مسلم بن بانك -بفتح الموحدة والنون بينهما ألف- أبو مصعب. ثقة من السادسة وقد أخرج له النسائي، وابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 126) . 2 هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم مولاهم الأصبهاني الأصل. أبو رُوَيم. وقيل في كنيته غير ذلك. أحد أصحاب القراءات السبع الصحيحة. قرأ على سبعين من التابعين. وتتلمذ عليه ورش، وقالون، وغيرهما. وهو ثبت في القراءات صدوق في الحديث توفي سنة تسع وستين ومائة. (انظر: الفهرست 42. ومعرفة القراء للذهبي 1/89. وتقريب التهذيب 355) . 3 تقدمت ترجمته رقم 52. وهو مولى ابن عمر. 4 ابن سَرْجس بن يعقوب المدني المقرئ القاضي وكان ثقةً وتوفي سنة ثلاثين ومائة. وقد أخرج له النسائي. (انظر: معرفة القراء الكبار للذهبي 1/64. وتقريب التهذيب 148) . 5 هو القارئ. تقدمت ترجمته رقم 60. 6 ووثقه ابن معين. وقال أحمد: "ليس به بأس"، وقال ابن أبي حاتم: "لا بأس به". وذكره ابن حبان في الثقات". (انظر: التاريخ لابن معين 2/224. والجرح والتعديل 2/1/156. وثقات ابن حبان 3/59أ) . 7 هو مولى ابن عباس. تقدم.

384- حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن ضُمَيْرة بْنِ أَبِي ضُمَيْرَة1. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ يَنْزِلُ يَنْبُع2. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ3، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ4، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ5، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ6، عَنْ أُمِّه فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ7، قَالَتْ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ8 إِلَى مَدِينَةِ مَقَنَا9 فَأَصَابُوا مِنْهُمْ سَبَايَا، مِنْهُمْ ضُمَيْرَة مولى عليّ، فأمر رسول الله صلى

_ 1 ضميرة بن أبي ضميرة. وقيل: ابن سعد، أبو سعد الحميري. وقيل: الضمري الليثي مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وقيل: هو غير أبي ضميرة مولى علي ولم يكونا من رجال الكتب الستة. (انظر: الإصابة 2/214،4/111) . 2 يَنْبُع: مدينة تقع على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن المدينة المنورة غرباً نحواً من مائتين وخمسين كيلو متراً وصارت اليوم مرفأ هاماً في الجزيرة العربية. 3 أحمد بن يونس. ثقة حافظ. تقدم. 4 هو أبو شهاب الأصغر الحنَّاط -بمهملة ونون- عبد ربه بن نافع الكِناني الكوفي نزيل المدائن. صدوق يهم. مات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: تهذيب التهذيب 6/128. وتقريب التهذيب 198) . 5 تقدمت ترجمته رقم 330. وكان صدوقاً يدلس رمي بالتشيع والقدر. 6 تقدمت ترجمة عبد الله بن حسن بن حسن رقم 138. وهو ثقة. 7 فاطمة بنت حسين بن علي من التابعيات الثقات. تقدمت. 8 هو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أبو أسامة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه. صحابي جليل مشهور. من أول الناس إسلاماً. شهد بدراً وما بعدها، واستشهد في غزوة مؤتة، سنةثمان وهو ابن خمس وخمسين سنة. (انظر: طبقات ابن سعد 3/40. والإصابة 1/563) . 9 تقع قرب أيلة على البحر الأحمر، آخر الحجاز وأول الشام. (انظر: معجم البلدان 5/178) .

الله عليه وسلم بِبَيْعِهِمْ وَهُمْ إِخْوَةٌ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ مَا لَهُمْ يَبْكُونَ؟، فَقَالُوا: فرَّقنا بَيْنَهُمْ قَالَ: لَا تُفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ، بيعوهم جميعا"1.2 385- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَ اللهِ ابن مُسْلِمِ بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زُهرة. وأم حَبِيبٍ بِنْتُ حَبِيبِ بْنِ حُوَيطب بْنِ عَلِيٍّ من بني مالك ابن حِسْل [253/ب] ابن عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَ أَخِي الزُّهْرِيِّ، كَيْفَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عَمِّكِ؟ " فَقَالَ: "كُنْتُ مَعَهُ حَيْثُ أَمَرَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ حَدِيثَهُ، وَأَجْلَسَ لَهُ كُتَّاباً يُمْلِي عَلَيْهِمُ الزُهريٌّ وَيَكْتُبُونَ، فَكُنْتُ أَحْضُرُ ذَلِكَ فَرُبَّمَا عَرَضَتْ لِي الْحَاجَةُ، فَأَقُومُ فِيهَا فَيُمْسِكُ عَمِّي عَنِ الْإِمْلَاءِ حَتَّى أَعُودَ إِلَى مَكَانِي. وَكَانَ مُحَمَّدٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَتَلَهُ غِلمانه بِأَمْرِ ابْنِهِ فِي أَمْوَالِهِ بِثلْيَة؛ بِنَاحِيَةِ شَغب وَبَدا. وَكَانَ ابْنُهُ سَفِيهًا شَاطِرًا3 قَتَلَهُ لِلْمِيرَاثِ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ4، ثُمَّ وَثَبَ غِلمانه عليه فقتلوه، بعد

_ 1 الحديث مرسل بهذا الإسناد. وقد أخرج نحوه: أبو داود في سننه 3/144. كتاب الجهاد 9، باب في التفريق بين السبي 133. بسند آخر منقطع، عن عليّ رضي الله عنه. أنه فرَّق بين جارية وولدها فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ورد البيع. 2 وكان حسين بن عبد الله متروكاً، ولم يكن من رجال الكتب الستة. (انظر: الضعفاء الصغير 33. والجرح والتعديل 2/1/57. والمجروحين لابن حبان 1/244. وميزان الاعتدال 1/538. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/172) . 3 الشاطر: الخبيث الماكر. (انظر: تاج العروس 3/229. مادة: شَطَرَ) . 4 وكان آخر خلافته سنة 158هـ. وقد تقدم. وحدد ابن الأثير، وابن حجر وفاة ابن أخي الزهري سنة اثنتين وخمسين ومائة. وأرخها خليفة سنة أربع وخمسين ومائة. وأرخها الذهبي سنة سبع وخمسين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 274. والكامل في التاريخ 5/608. وميزان الاعتدال 3/592. وتقريب

سِنِينَ أَيْضًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وَكَانَ مُحَمَّدٌ كَثِيرَ الْحَدِيثِ1 صَالِحًا"2. 386- عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ ابن عبد الرحمن بن المِسْوَر بن مَخْرَمة بن نَوْفَل بْنِ أُهَيب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهرة بْنِ كِلاب. وَيُكَنَّى أَبَا جَعْفَرٍ3. وأمُّه بُرَيْهَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: جَعْفَرًا والمِسْوَر وَابْنَتَيْنِ تَزَوَّجَتَا. وَأُمُّهُمْ كَلْثَم بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمِ بن المِسْوَر بن مخرمة. قال: أخبرنا [254/أ] مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن جفعر مِنْ رِجَالِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْمَغَازِي، وَالْفَتْوَى، وَلَمْ يَزَلْ يُؤمَّل فِيهِ أَنْ يوليَّ الْقَضَاءَ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ وَلَمْ يَلِه"4. وَكَانَ قَصِيرًا دَمِيمًا قَبِيحًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: "مَا عُزل قاضٍ عَنِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَاتَ إِلَّا قِيلَ يولَّي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، لِكَمَالِهِ وَمُرُوءَتِهِ وَعِلْمِهِ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَلِيَهُ". (قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ5: "وَمَا أحسِبهُ قَعد بِهِ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا خُرُوجُهُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ"6) 7.

_ 1 وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام. وأخرج له الجماعة". (انظر: تقريب التهذيب 306) . 2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/280. نقلاً عن الواقدي، من قوله (قتله غلمانه ... الخ) . 3 وكذا كنيته عند أبي أحمد الحاكم، وغيره، وقيل: كنيته أبو محمد. (انظر: الكنى للحاكم 50ب. وتهذيب التهذيب 5/171) . 4 تهذيب التهذيب 5/172. ويحذف (بالمدينة) بعد (القضاء) . 5 هو عبد الرحمن بن أبي زناد. 6 وكان خروجه سنة 145هـ. وقد تقدمت ترجمته رقم 298. 7 تهذيب التهذيب 5/172.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "ذكرتُه يَوْمًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمران"1 الطَّلْحِيِّ فَقَالَ: "ذكرت المرؤة كُلَها". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَالَ لِي عبدُ اللَّهِ2: "دُعي مَعِي مَرَّةً عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابن عِمران الْقَاضِي وَهُوَ غُلَامٌ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ مَا يَدْخُلُ النَّاسَ، قُلْتُ: أُدعى مَعَ هَذَا الْغُلَامِ! ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ دُعيت مَعَ أَبِيهِ وَمَا بَلَغْتُ سِنَّهُ فَسَلَا ذَلِكَ عَنِّي. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مِنْ ثِقَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَكَانَ يَعْلَمُ عِلْمَهُ، وَإِذَا دَخَلَ الْمَدِينَةَ مُسْتَخْفِيًا جَاءَ حَتَّى يَنْزِلَ فِي مَنْزِلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَيَغْدُو عَبْدُ اللَّهِ فَيَجْلِسُ إِلَى الْأُمَرَاءِ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُمْ وَالْأَخْبَارَ عِنْدَهُمْ وَمَا يَخُوضُونَ فِيهِ مِنْ ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وتوجيه من توجَّه في [254/ب] طَلَبِهِ، فَيَنْصَرِفُ عَبْدُ اللَّهِ فَيُخْبِرُ مُحَمَّدًا ذَلِكَ كُلَّهُ. فَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ خَرَجَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ. فَلَمَّا قُتل مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3، اخْتَفَى فَلَمْ يَزَلْ مُسْتَخْفِيًا حَتَّى استُؤمن لَهُ فَأَمِنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: مَا خَرَجْنَا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَنَحْنُ نَشُكُّ فِي أَمْرِهِ لِما رُوي لَنَا وَشُبَّه لَنَا، وَلَا غرَّني بَعْدَهُ أَحَدٌ فَكَانَ يُظهر النَّدَامَةَ عَلَى خُرُوجِهِ". قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا جَاءَ نَعْيُ أَبِي، عُمَرَ بْنِ واقدٍ احتبست فِي الْبَيْتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ غَدَوْتُ فَإِذَا أَنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى بَغْلَتِهِ سُوقِ الْحِنْطَةِ، فَلَمَّا رَآنِي حَبَسَ بَغْلَتَهُ وَقَالَ: مَا حَبَسَكَ عَنِّي؟ قَدْ سَأَلْتُ جَحْدَراً -يَعْنِي غُلَامَهُ-: أَجَاءَ فَرَدَدْتَهُ أَمْ لَمْ تُعْلِمْنِي مَكَانَهُ؟ فقال: ما جاء. فما حَبْسِكَ عَنِّي؟ قُلْتُ: جَاءَ نَعْيُ أَبِي، فَلَمْ يُكلمني كلمةً حتى رد بغلته راجعاً

_ 1 ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة الطلحيّ كان على قضاء المدينة سنة ستين ومائة في زمن موسى الهادي. كما ولي مكة لهارون الرشيد. (انظر: تاريخ خليفة 461. وتاريخ الطبري 8/346. والكامل في التاريخ 6/48، 214) . 2 هو عبد الله بن جعفر صاحب الترجمة. 3 وكان قتله سنة 145 وقد تقدمت ترجمته رقم 298.

ثم جاءني من بيته ماشياً يُعزّيثي فَقُلْتُ: حَفِظَكَ اللَّهُ مَا أُحِبُّ أَنْ تَنْعَيْنِي وَتَجِيءَ مَاشِيًا قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ ذَاكَ إِلَيَّ أَنْ أَقْضِيَ فِيهِ الْحَقَّ إِلَيْكَ أشقُّه عَلَيَّ، أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ المِسْوَر1؟ قُلْتُ لَا قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ المِسْوَر، أَنَّ الْمِسْوَرَ اعتلَّ فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ نصف النهار يعوده، فَقَالَ لَهُ المِسْوَر: يَا أَبَا عَبَّاسٍ هَلَّا ساعة غير هذه [255/أ] قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ أحبَّ السَّاعَاتِ إليَّ أَنْ أؤديَ فِيهَا الْحَقَّ إِلَيْكَ أشقُّها عليَّ". (وقال مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بِالْمَدِينَةِ، سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي استُخلف فِيهَا هَارُونُ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً) 2 وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ صالحا3. 387- إبرَاهِيمُ بنُ سَعْدِ ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عبد عوف بن عبد بن الحارث ابن زُهرة وَأُمُّهُ أَمَةُ الرَّحْمَنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ زَمعة بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بن نصر ابن مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: سَعْدًا، وَمُحَمَّدًا، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ وَإِسْمَاعِيلَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَيَعْقُوبَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ (وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ يُكْنَى: أَبَا إِسْحَاقَ) 4 وَقَدْ رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَعَنِ الْحَارِثِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابني عكرمة، وغيرهم. وكان

_ 1 هي أم بكر بنت المِسْوَر بن مخرمة عمة أبي صاحب الترجمة. مقبولة، وقد أخرج لها البخاري في الأدب. (انظر: ميزان الاعتدال 4/611. وتقريب التهذيب 474) . 2 تهذيب التهذيب 5/172. ويحذف (وهي السنة التي استُخلف فيها هارون) . 3 وقال ابن حجر: "ليس به بأس" وقد أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، والأربعة. (انظر: المغني في الضعفاء 1/334. وتقريب التهذيب 170) . 4 تاريخ بغداد 6/85.

ثِقَةً1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَسَكَنَ بَغْدَادَ2 هُوَ وَوَلَدُهُ، وَكَانَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ وَرَوَى الْمَغَازِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَغَيْرَ الْمَغَازِي3. وَكَانَ عَسِراً فِي الْحَدِيثِ4 (وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ ومائة5، وهو ابن خمس وسبعين سنة6.

_ 1 مجمع على توثيقه وتكلم فيه يحيى القطان بلا قادح فضعفه ورد الإمام أحمد تضعيفه ووثقه، وقال: "إن القطَّان لم يخبره. وقد أخرج له الجماعة". (انظر: التاريخ لابن معين 2/9. والجرح والتعديل 1/1/101. ومشاهير علماء الأمصار 141. وتاريخ بغداد 6/81. وميزان الاعتدال 1/33. وتهذيب التهذيب 1/121. وتقريب التهذيب 20) . 2 قدم بغداد سنة أربع وثمانين ومائة، أيام الرشيد. وسكن بها فسمع منه العراقيون. (انظر: تاريخ بغداد 6/84) . 3 ويقال: كان عنده عن محمد بن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي. (انظر: تاريخ بغداد 6/83. وتهذيب التهذيب 1/122) . 4 وكذا قاله ابن قتيبة في المعارف 238 ومعنى العُسر في اللغة نقيض اليسر. يدل على الصعوبة والشدة والإقلال. (انظر: مقاييس اللغة 4/319. مادة: عَسَرَ) . ومعنى كونه عسراً في الحديث: "أنه لا يبذله لكل أحد بل يحتاج إلى مداراته والتلطف معه لاستخراج الحديث منه وكان الأعمش وغيره يوصف بذلك". (انظر: شرف أصحاب الحديث للخطيب 132-134) . 5 وكذا أرخه خليفة وابن قتيبة وابن حبان وقال: وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. وقيل مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. وأرخه الذهبي سنة أربع. وروى الخطيب عن أبي مروان العثماني أنه قال: "سمعت من إبراهيم بن سعد سنة خمس وثمانين ومات بعد ذلك. وفي سنة خمس وثمانين ومائة أرخ موته ابن حجر". (انظر: تاريخ خليفة 456. والمعارف لابن قتيبة 238. وثقات ابن حبان 3/ق2أ. وتاريخ بغداد 6/85. ودول الإسلام للذهبي 1/118. وتقريب التهذيب 20) . 6 تاريخ بغداد 6/85.

388- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ1 ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَة بْنِ أَبِي رُهْم [255/ب] بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عبد ود ابن نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ زِيَادُ بن عبيد قد ولاَّه قضاء المدينة2. ومات فِي وِلَايَةِ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ3. وَأَخُوهُ: 389- أبو بَكْرِ بنُ عَبْدِ اللهِ4 ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَة بْنِ أَبِي رُهْم بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَكَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالسَّمَاعِ وَالرِّوَايَةِ. وَلِيَ قَضَاء مَكَّةَ لِزِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.

_ 1 ومنهم من جعله وأخاه أبا بكر صاحب الترجمة التالية واحداً. وفرق بينهما أبو أحمد الحاكم وغيره. (انظر: الكنى للحاكم 26أ. والجرح والتعديل 3/2/306. وتهذيب التهذيب 12/27) . 2 ولي قضاء المدينة لزياد الحارثي من سنة ست وثلاثين ومائة في خلافة أبي العباس السفاح إلى أن مات في أوائل خلافة المنصور. (انظر: طبقات خليفة 415،435) . 3 كانت ولاية زياد الحارثي من سنة ثلاث وثلاثين ومائة إلى أن عزله المنصور سنة إحدى وأربعين ومائة. وقال خليفة في طبقاته: مات محمد بن عبد الله بن محمد قبل الأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 413،430، وطبقاته 271) . 4 وقيل اسم أبي بكر: عبد الله، وقال أبو أحمد الحاكم وأبو حاتم: اسمه محمد، ومنهم من جعله وأخاه محمداً واحداً. وفرق بينهما أبو أحمد الحاكم وغيره. (انظر: الكنى للحاكم 26أ. والجرح والتعديل 3/2/306. وتهذيب التهذيب 12/27) .

وَكَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ كُتِبَ إِلَيْهِ فَقَدِمَ بِهِ بَغْدَادَ1، فَوَلِيَ قَضَاءَ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ2. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَلِيُّ عَهْدٍ. ثُمَّ مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، فَلَمَّا مَاتَ ابْنُ أَبِي سَبْرة بُعِثَ إِلَى أَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ3 فَاسْتَقْضَى مَكَانَهُ) 4، فَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا مَعَ مُوسَى وَهُوَ وَلِيُّ عَهْدٍ وَخَرَجَ مَعَهُ إِلَى جُرْجَانَ5. (قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي سَبْرة يَقُولُ: قَالَ لِي ابْنُ جُريج: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِكَ جِيَادًا، قَالَ: فَكَتَبْتُ لَهُ أَلْفَ حَدِيثٍ، وَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، مَا قَرَأَهَا عليَّ وَلَا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ جُريج قَدْ أَدْخَلَ فِي كُتُبِهِ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مِنْ حَدِيثِهِ، يَقُولُ: حدثني أبو بكر بن عبد الله [256/أ]-يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَبْرة-) 6 وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وليس بحجة7.

_ 1 قدم بغداد زمن المنصور بعد سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ بغداد 14/368) . 2 موسى الهادي بن محمد المهدي بن محمد بن المنصور تقدم هو وأبوه. 3 هو يعقوب بن إبراهيم الزهري. تقدم. 4 تاريخ بغداد 12/369. ويحذف (وأمه أم ولد) وفي ص 371. باختصار ويحذف (وكان كثير العلم والسماع والرواية) . وتهذيب التهذيب 12/28. بألفاظ مقاربة وأوردها باختصار ابن قتيبة في المعارف481. 5 جُرجَان: بضم الجيم وسكون الراء مدينة مشهورة قرب بحر قزوين على زاويته الجنوبية الشرقية. شمال شرق طهران. فُتحت زمن عثمان رضي الله عنه- سنة تسع وعشرين، وبناها يزيد بن المهلب بن أبي صُفرة وهي اليوم من المدن الإيرانية المشهورة واسمها (استراباذ) - (انظر: فتوح البلدان 467. ومعجم البلدان 2/119. وأطلس التاريخ الإسلامي 11،35) . 6 تاريخ بغداد 14/369. وأوردها نقلاً عن الواقدي كل من ابن قتيبة في المعارف 489. وابن حجر في تهذيب التهذيب 12/27 وفيه (وكان كثير الحديث وليس بحجة) . 7تركه غير واحد، ورماه البعض بالكذب والوضع، وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: الضعفاء الصغير 124. والمعرفة والتاريخ 3/40. والضعفاء والمتروكين للنسائي 115. والجرح والتعديل 3/2/306. والمجروحين لابن حبان 3/147. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 23. وتاريخ بغداد 14/367. والمغني في الضعفاء 2/775. وميزان الاعتدال 4/503. وتهذيب التهذيب 12/27. وتقريب التهذيب 395) .

390- شُعَيْبُ بنُ طَلْحَةَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ صَالِحًا، وَعِيسَى، وَإِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدًا، وَإِبْرَاهِيمَ، وَهَارُونَ، وَأَسْمَاءَ، لِأُمِّ وَلَدٍ. وَعَبْدَةَ بِنْتَ شُعَيْبٍ، وَأُمُّهَا حِكْمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبيدة بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ ومائة1. 391- المُنْكَدِرُ بنُ مُحَمَّدِ ابن الْمُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدَيْر بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ2. 392- عَبْدُ العَزِيز3 بنُ المُطَّلِبِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَب بْنِ الحارث بن عُبيد بن عمر بن

_ 1 وذكره البخاري وسكت عنه. وقال أبو حاتم: "لا بأس به". ووثقه ابن حبان، وقال ابن معين: "لا أعرفه"، وقال معن بن عيسى: "لا يكاد يُعرف"، وقال الدارقطني: "متروك". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/2/222. والجرح والتعديل 2/1/349. وثقات ابن حبان 3/ق64ب. وميزان الاعتدال 2/277) . 2 وقال ابن حجر عن المنكدر: لين الحديث، وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب والترمذي. وتوفي سنة ثمانين ومائة. (انظر: ميزان الاعتدال 4/190. وتقريب التهذيب 348) . 3 وقيل اسمه عبد الله، ومنهم من يحذف (بن المطلب) الثانية. (انظر: ثقات ابن حبان 3/88أ. وتهذيب التهذيب 6/357) .

مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ كُلَيْب بْنِ حَزْن بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجة بْنِ عَمرو بن عَقيل ابن كَعْبٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. فَوَلَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ: سُهَيْلًا. وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يُكْنَى أَبَا الْمُطَّلِبِ. وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الْمَدِينَةَ1 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَتْ عِنْدَهُ أحاديث يرويها2. 393- العَطَّافُ بنُ خَاِلِد [256/ب] ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَابِصة بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر ابن مخزوم، وأمه أم المِسْور بنت الصَّلْتِ بْنِ مَخْرمة بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرة، وَأُمُّهَا ابْنَةُ زَمْعَة بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، بْنِ هاشم، ويكنى العَطَّاف أبا صفوان3.

_ 1 ولي قضاء المدينة سنة إحدى وأربعين ومائة إلى سنة تسع وأربعين ومائة ثم وليه في زمن المهدي سنة ثمان وخمسين ومائة وولي قضاء مكة. (انظر: تاريخ خليفة 435،442. وأخبار القضاة لوكيع 1/228،268) . 2 روى عن أبيه وأخيه الحكم وموسى بن عقبة، وعنه: إبراهيم بن سعد وأبو أويس، ومعن بن عيسى وغيرهم. وقال ابن حجر: صدوق وقد أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم، والترمذي، وابن ماجه. ومات في آخر خلافة المنصور آخر سنة ثمان وخمسين ومائة. (انظر: ثقات ابن حبان 3/88أ. وميزان الاعتدال 2/635. وتهذيب التهذيب 6/357. وتقريب التهذيب 216) . 3 ولد العطاف سنة إحدى وتسعين وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة. قال ابن حجر: صدوق يهم وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، وأبو داود في القدر، والترمذي والنسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 7/223. وتقريب التهذيب 240) .

394- سَعِيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1. ابن جَمِيلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَم بْنِ سَلْمَانَ2 بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عُرَيج بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَح. وَأُمُّهُ أُمُّ حُسَيْنٍ بِنْتُ مُعاذ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَيّ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي سَالِمٍ، وَوَلِيَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ3 فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ4. 395- إبرَاهِيمُ بنُ الفَضْلِ5 ابن سَلْمَانَ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ6 الْمَخْزُومِيُّ، رَوَى عن [ابن] 7

_ 1 هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل أبو عبد الله. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/41. وتاريخ بغداد 9/67) . 2 وفي جمهرة أنساب العرب 163: (سلامان) بدل (سلمان) . 3 ولي قضاء بغداد في عسكر المهدي زمن هارون الرشيد، وذكره خليفة في قضاء المدينة لموسى الهادي والهارون الرشيد. (انظر: تاريخ خليفة 447،465. وأخبار القضاة لوكيع 3/174، 254، 64. وتاريخ بغداد 9/68) . 4 توفي ببغداد سنة ست وسبعين ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. قال ابن حجر: صدوق له أوهام أفرط ابن حبان في تضعيفه. أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم، والأربعة عدا الترمذي. (انظر: تاريخ بغداد 9/69. وتقريب التهذيب 123) . 5 ويقال له إبراهيم بن إسحاق المخزومي. ووقع كذلك في مسند أحمد. كنيته أبو إسحاق. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/311.والمجروحين لابن حبان 1/104. وتهذيب التهذيب 1/150) . 6 هو هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي. ولي المدينة لعبد الملك بن مروان من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة سبع وثمانين حيث عزله الوليد بن عبد الملك. (انظر: تاريخ خليفة 293،311) . 7 التكملة من حاشية الأصل.

أَبِي نَجِيحٍ1 وَغَيْرُهُ2. 396- عَلِيُّ بنُ أَبِي عَلِيّ ابن عُتبة بْنِ أَبِي غَليظ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُديك وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. وَغَيْرُهُمَا3.. 397- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَان بْنِ عَمرو بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ أَمَةُ الْوَهَّابِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأوس [257/أ] . فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَبَا بَكْرٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَأَمَةَ الْوَهَّابِ، وَأُمُّهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُعمان مِنْ بَنِي مَالِكِ بن

_ 1 ابن أبي نُجيح هو عبد الله تقدم. 2 وروى عن سعيد المقبري. وعنه ابن نمير وابن أبي فُديك ووكيع وغيرهم. وقال ابن حجر: "متروك، أخرج له الترمذي وابن ماجه". (انظر: تهذيب التهذيب 1/150. وتقريب التهذيب 22) . 3 وروى عن محمد بن المنكدر، وجعفر بن محمد. وهو متروك. (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 82. والضعفاء والمتروكين للنسائي 77. والجرح والتعديل 3/1/197. والمجروحين لابن حبان 2/107. والمغني في الضعفاء للذهبي 2/452) .

النجار. وعائشة بنت عبد الرحمن وأمها أُمُّ وَلَدٍ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا محمد ومات فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ1 2. 398- عَبْدُ المَلِكِ3 [بنُ مُحَمَّدِ] 4 ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمرو بْنِ حَزْمِ، وَيُكَنَّى أَبَا الطَّاهِرٍ) 5. وَأُمُّهُ أَمَةُ الْوَهَّابِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ. فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمَّع بْنِ يَزِيدَ ابن جَارِيَةَ مِنْ بَنِي عَمرو بْنِ عَوْفٍ. وَأَمَةَ الْمَلِكِ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهَا. (وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَاضِيًا لِهَارُونَ6 أَمِيرِ المؤمنين على عسكر المهدي

_ 1 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) وقد تقدم. 2 قال ابن حجر عن عبد الرحمن هذا: "مقبول أخرج له أبو داود في المراسيل، والنسائي". (انظر: تقريب التهذيب 209) . 3 عقد ابن سعد ترجمة أخرى لعبد الملك فيمن كان ببغداد، ونقلها عنه الخطيب من ذلك الموضع. (انظر: طبقات ابن سعد 7/323. وتاريخ بغداد 10/409) . 4 التكملة من خلال ترجمته: ومن نسب أخيه قبله. وربما أسقطه البعض ونسبه على جده. وينقل ابن حجر عن ابن حبان، أنه حذف (محمداً) من بينه وبين جده، وقال: وكذا وقع منسوباً في حديث أخرجه الطبري في مسند جنادة انتهى.. والثابت في الثقات ابن حبان أنه أثبت (محمداً) ولم يحذفه. (انظر: ثقات ابن حبان 3/86ب. وتهذيب التهذيب 6/388) وقد تقدمت ترجمة أبيه محمد رقم 170 5 تاريخ بغداد 10/409. 6 وكانت خلافته بين سنتي (170-193هـ) وقد تقدم. وذكر وكيع بن حيان أنه ولي قضاء بغداد ثم ولي قضاء مصر. (انظر: أخبار القضاة وكيع 3/237) .

فَمَاتَ1، فَصَلَّى عَلَيْهِ هَارُونُ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الْعَبَّاسَةِ2. وَكَانَ قَلِيلَ3 الْحَدِيثِ4. 399- خَارِجَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ5 ابن سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَحَّاك بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَان بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ فَوَلَدَ خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: [257/ب] عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ عُبَيْدَةَ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَيُكَنَّى خَارِجَةُ أَبَا زيد6 (ومات بالمدينة

_ 1 أرخ موته كل من خليفة وابن كثير، وابن الأثير، ونقله الخطيب عن ابن سعد سنة ست وسبعين ومائة. وقيل سبع وسبعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 450. وتاريخ بغداد 10/409. والكامل في التاريخ 6/134. والبداية والنهاية 10/171) . 2 وفي موضع آخر من طبقات ابن سعد: (العباسية) بالتحتية بعد السين. لعله تصحيف من المحقق والصواب بإسقاط التحتية كما هو في الأصل. وحيث نقلها الخطيب عن ابن سعد من نفس الموضع بإسقاطها. والعباسة هذه هي بنت المهدي. (انظر: طبقات ابن سعد 7/323. وجمهرة أنساب العرب 22. وتاريخ بغداد 10/409) . 3 وكان ثقة. وقد وهم ابن منجويه بإيراده في رجال مسلم ولم يثبت أن مسلماً أخرج له، إنما الذي أخرج له مسلم هو عمه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المتوفي سنة خمس وثلاثين ومائة. (انظر: تهذيب التهذيب 6/378. وتقريب التهذيب 218) . 4 تاريخ بغداد 10/409. بألفاظ مقاربة. 5 وقد ينسب إلى جده سليمان. (انظر: تهذيب التهذيب 3/76) . 6 وقيل أبو ذر. (انظر: تهذيب التهذيب 3/76) .

سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ1 وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ) 2. 400- حَاِرثَةُ بنُ أَبِي الرَّجَالِ3 وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ [بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] 4 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُعمان بْنِ نُفيع بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبيد بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ حُميدة بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمرو بْنِ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بن ثعلبة بن غَنْم ابن مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. فَوَلَدَ حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: عَبْدَ اللَّهِ. وَأُمُّهُ مُنيَّة بِنْتُ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْب مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ5. 401- مَالِكُ بنُ أَبِي الرَّجَالِ وَأُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ رِفاعة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْب مِنْ بَنِي عديّ بن النجار6.

_ 1 وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام, وقد أخرج له الترمذي والنسائي". (انظر: تقريب التهذيب 87) . 2 تهذيب التهذيب 3/76. ويحذف (بالمدينة) وفي خلافة المهدي. 3 ويُعرف كل من حارثة وأخيه عبد الرحمن: بابن أبي الرجال. (انظر: تقريب التهذيب 437) . 4 التكملة من ترجمة أبيه رقم 176. 5 قال ابن حجر: حارثة ضعيف. وقد أخرج له الترمذي، وقال: قد تكلم فيه من قبل حفظه وأخرج له ابن ماجه أيضاً، ونقل ابن حجر وفاته عن ابن سعد سنة ثمان وأربعين ومائة. (انظر: تهذيب التهذيب 2/166. وتقريب التهذيب 61) . 6 ذكر البخاري مالكاً وسكت عنه وقال أبو حاتم: هو أحسن حالاً من أخويه حارثة وعبد الرحمن. وحارثة عنده ضعيف -وقال عن عبد الرحمن: كان في نفسه صالحاً وفي الحديث واهياً-. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/1/313. والجرح والتعديل 4/1/216، 1/2/255، 2/2/233. وتعجيل المنفعة 256) .

402- عَبْدُ الرَّحْمَنَ بِنُ أَبِي الرَّجَالِ وَأُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ رِفاعة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَعْصَعَةَ، بْنِ وَهْب مِنْ بني عديّ بن النجار1. 403- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُنيف بْنِ وَاهِب بْنِ العُكَيم بْنِ ثعلبة بن الحارث بن مَجْدَعة بن عَمرو، وهو بَحْرَج [258/أ] بن حَنَش بن عوف بن عَمرو بن عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ مَنْدُوس بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنيف. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الحُنَيْفي2 وَكَانَ ذَاهِبَ الْبَصَرِ (وَكَانَ عَالِمًا بِالسِّيرَةِ وَغَيْرَهَا وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ3. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سنة4.

_ 1 قال ابن حجر: "عبد الرحمن بن أبي الرجال صدوق ربما أخطأ وقد أخرج له الأربعة. يقال كان ينزل بعض ثغور الشام". (انظر: تهذيب التهذيب 6/169. وتقريب التهذيب 201) . 2 يقال له الحُنَيفي -بضم المهملة وفتح النون وسكون التحتية آخرها فاء- نسبة إل جد أبيه عثمان بن حُنيف الأنصاري. ويقال له: الأمامي - بضم الهمزة لقول البعض أنه من ولد أبي أمامة بن سهل بن حُنيف الأنصاري والنسبة هذه لأبي أمامة كما قيل في أخيه الذي سيأتي بعده. (انظر: اللباب لابن الأثير 1/84، 398. وتهذيب التهذيب 6/220) . 3 وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ، يروي له مسلم حديثاً واحداً". (انظر: تهذيب التهذيب 6/220. وتقريب التهذيب 206) . 4 تهذيب التهذيب 6/220. وأوردها ابن الأثير في اللباب 1/398. ويحذف (بالسيرة وغيرها) .

وأخوه: 404- عُبَيدُ اللهِ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] 1 بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُنيف. وَأُمُّهُ مَنْدُوس بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ عبَّاد بْنِ حُنَيف. وَكَانَ يُحَدِّثُ أَيْضًا. وَقَدْ رُوي عنه، وكان قليل الحديث2. 405- مُجَمَّعُ ابن يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمَّعُ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ بن عامر بن مُجَمَّعُ بن العطَّاف ابن ضُبيعة بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمرو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ حَسْنة بِنْتُ جَارِيَةَ بْنِ بُكير بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمَّعُ بْنِ العطَّاف. فَوَلَدَ مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَأُمَّ إِسْحَاقَ، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهَا. وَكَانَ مجمَّع بْنُ يَعْقُوبَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ3 (وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ. وَكَانَ ثِقَةً4 قَلِيلَ الْحَدِيثِ) 5.

_ 1 التكملة من الترجمة السابقة. 2 وسكت عنه كل من البخاري وابن أبي حاتم، وذكرا أنه من ولد أبي أمامة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/391. والجرح والتعديل 2/2/324) . 3 وكذا ذكر كنيته خليفة وابن حبان وقال أبو حاتم: كنيته أبو عبد الرحمن.. انتهى. وكان يسكن قباء، ويقال له محمع بن يعقوب القبائي. (انظر: طبقات خليفة 273. والجرح والتعديل 4/1/296. والثقات لابن حبان 3/147أ) . 4 وقال ابن معين، والنسائي وأبو حاتم: "ليس به بأس. ووثقه ابن حبان"، وقال ابن حجر: "صدوق وقد أخرج له أبو داود والنسائي". (انظر: الجرح والتعديل 4/1/296. وثقات ابن حبان 3/147أ. وتهذيب التهذيب 10/48. وتقريب التهذيب 329) . 5 تهذيب التهذيب 10/49. ويحذف (في أول خلافة المهدي) .

406- عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر [258/ب] الرَّاهِبِ2 وَاسْمُهُ عَبْدُ عَمرو بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ النُعمان بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ ضُبَيعة بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمرو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلِ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ: عُمَرَ، وَكَلْثَمَ، وَقُرَيْبَةَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. (وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ أَتَى الْكُوفَةَ، وَأَقَامَ بها3، وروى عنه الكوفيون4) 5. 407-مُحَمَّدُ ابن الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَم بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الخزرج من الأوس. وأمه عبدة بنت

_ 1 وحذف كل من البخاري وابن أبي حاتم وابن حجر: (عبد الرحمن) الثاني. وأثبته الخطيب البغدادي. وقال ابن حجر: "معروف بابن الغسيل، كنيته أبو سليمان". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/289. والجرح والتعديل 2/2/239. وتاريخ بغداد 10/225. وتهذيب التهذيب 6/189) . 2 تاريخ بغداد 10/225. 3 وذكر الخطيب نقلاً عن يحيى بن معين، أنه قدم بغداد. (انظر: تاريخ بغداد 10/225) . 4 وممن روى عنه من الكوفيين: الفضل بن دُكين، وزيد بن الحباب، ووكيع بن الجراح، وغيرهم. وكان قد رأى أنس بن مالك، وسهل بن سعد، وروى عن المنذر، والزبير، وسعد بني أُسيد الساعدي، وغيرهم. قال ابن حجر: صدوق فيه لين. وقدأخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في الشمائل وابن ماجه. مات سنة اثنتين وسبعين ومائة، وقيل إحدى وسبعين وهو ابن مائة وست سنين (انظر: تاريخ بغداد10/225. وتهذيب التهذيب 6/189. وتقريب التهذيب 203) . 5 تاريخ بغداد 10/225.

رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ: سَعِيدًا، وَمَرْيَمَ، وَأُمُّهُمَا حَمَّادة بِنْتُ هُرير بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 بْنِ رَافِعِ بْنِ خدِيج، وطمَّاحاً. وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ طَمَّاح بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج. وكان محمد يكنى أبا عبد الله. وتوفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر2.

_ 1 ينتهي القسم المخطوط من الطبقات الكبرى لابن سعد بقوله:" عبد الرحمن.-". (انظر: طبقات ابن سعد 5/409- وما بعده مذكور في القسم المطبوع، وإنما ذكرته لإكمال الترجمة هنا. 2 وكذا أرخ وفاته ابن أبي حاتم وسكت عنه-وكانت خلافة أبي جعفر بين سنتي (137-158هـ-) . وذكر الطبري أن محمد بن الفضل روى عن أبي مبّشر الراوي عن جابر بن عبد الله. وعنه الواقدي. (انظر: تاريخ الطبري 2/481. والجرح والتعديل 4/1/58) .

الخاتمة وبعد انتهائي من دراسة وتحقيق هذا القسم - من طبقات تابعي أهل المدينة - الذي فات ناشري كتاب (الطبقات الكبرى) - لابن سعد - في طبعاته المختلفة، أقدم للقارئ ملخص ما اشتمل عليه موضوع الكتاب، وأهم النقاط التي أبرزتها من خلال دراستي للمؤلف وكتابه. لقد قمت بدراسة مفصلة لابن سعد، ولمادة كتابه في هذا القسم -وأحسبني لم أسبق إلى مثل هذا - فدرست نصوص الكتاب دراسة تحليلية وافية، حتى وضعت النقاط على الحروف، ووقفت على القدرة النقدية العالية التي تمتع بها ابن سعد، كما تمكنت من وضعه في مدرسة النقد المعتدلة بين مراتب النقاد. فكان من كبار أئمة النقد الذين اعتُمدت أقوالهم في جرح الرواة وتعديلهم على اختلاف أوطانهم. أضف إلى ذلك تضلعه العميق بعلم النسب، ومعرفته الواسعة بأخبار الرجال، مما جعل كتابه مصدراً أساسياً هاماً اعتمده المؤلفون في مجالي النسب، والتاريخ. فضلاً عما وُصف به المؤلف من غزارة العلم في مختلف علوم الحديث، والفقه، وغيره. وقد درست هذه القطعة دراسة وافية، وبينت فيها منهج ابن سعد، الذي كان ملائماً لتصنيف الكتاب على الطبقات. كما أبرزت أهمية هذه القطعة التي تعتبر من أقدم المؤلفات المعنية بالتاريخ الثقافي للمدينة المنورة. وتعظم أهميتها باحتوائها على تراجم لا توجد في المصادر الأخرى التي بين أيدينا، حتى ولا في

الكتب المتخصصة بتاريخ المدينة -كالتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي- كما تنفرد بمعلومات في كثير من التراجم الأخرى. بالإضافة إلى أن الكتاب طبع ثلاث مرات؛ الأولى في ليدن، والثانية في بيروت، والثالثة في مصر، ومع ذلك خلت الطبعات الثلاث من هذه القطعة. ومما تجدر الإشارة إليه وجود عدد كبير من التراجم الموجودة في كتاب (الطبقات الكبرى) قد أضيفت إليه بعد وفاة المؤلف. فكل ترجمة وردت في الكتاب من هذا القبيل -أي تاريخ وفاة صاحبها بعد سنة ثلاثين ومائة- ليست من تدوين ابن سعد، بل هي من إضافة تلميذه وراوي كتابه الحسين بن فَهُم، أو الحارث بن أبي أسامة. علماً بأن هذا النمط من التراجم لا وجود له في هذه القطعة. وأخيراً أرجو أن أكون قد نهجت المنهج العلمي في التحقيق، وهذه الرسالة أول تجربة لي في التحقيق، فما كان فيها من جودة إتقان فإنما كان بفضل الله وتوفيقه، وما كان فيها من تقصير وخلل فإنه مني، وألتمس العذر فيه. وختاماً أسأل الله جل وعلا أن يتقبل عملي خالصاً لوجهه الكريم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أفضل صلاة وأتم التسليم.

مصادر ومراجع

مصادر ومراجع ... قائمة المصادرالمطبوعة القرآن الكريم. (أ) أخبار القضاة، لوكيع: محمد بن خلف بن حيان (ت 356هـ) ، ط1، مطبعة الاستقامة بالقاهرة (1369 هـ- 1950م) . تحقيق عبد العزيز المراغي، 3 أجزاء. أسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير: عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري (ت 630 هـ) ، المطبعة الإسلامية بطهران، 5 أجزاء. الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر: يوسف بن عبد الله بن محمد (ت 463 هـ) ، طبعة مطبعة نهضة مصر، تحقيق علي محمد البجاوي، 4 أجزأء. الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ) . تصوير دار إحياء التراث العربي- بيروت- عن مطبعة السعادة بمصر. ط ابالمغرب (1328 هـ) ، 4 أجزاء. أطلس التاريخ الإسلامي، لهاري. وهازارد، وسميلي وكوك. طبعة مكتبة النهضة المصرية، ترجمة إبراهيم زكي خورشيد. جزء واحد. الأعلاق النفيسة، لابن رسته: أبي علي أحمد بن عمر (ت في حدود 291هـ) طبعة ليدن (1891م) ، جزء واحد. الأعلام، للزركلي: خير الدين- ط 3. بيروت (1389هـ) ، 11 جزءآ. الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ، للسخاوي: شمس الدين محمد بن عبد الرصد (ت 902هـ) ، مطبعة العاني- بغداد- (1382هـ- 1963م) تحقيق فرأنز روزنتال، ترجمة صالح أحمد العلي، جزء واحد. الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني: علي بن الحس! ت بن محمد. (ت 356هـ) طبعة دار الشعب - القاهرة- (1389هـ- 1969م) . تحقيق إبراهيم الأبياري، 28 حزءا.

الاكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب لابن ماكولا: علي بن هبة الذ بن علي (ت 447هـ) . تصوير بيروت، نشر محمد أمين د مج، 7 أجزاء. الالماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 هـ) . ط 2 (1398هـ-1978م) ، تحقيق السيد أحمد صقر، جزء واحد، الأم للشافعي: محمد بن إدريس (ت 179هـ) . طبعة كتاب الشعب بمصر، 5 أجزاء. الأموال، لأبي عبيد: القاسم بن سلام (ت 224هـ) ، طبعة مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة (1388هـ) . تحقيق محمد خليل هراس/ جزء واحد. الأنساب للسمعاني: عبد الكريم بن محمد بن المنصور (566هـ) ، جزء واحد. (ب) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، لابن كثير الدمشقي: عماد الدين عمد (ت 774هـ) ، طبعة دار الكتب العلمية- بيروت- تحقيق أحمد محمد شاكر، جزء واحد. بحوث في تاريخ السنة المشرفة، للدكتور أكرم ضياء العمري، طبعة مكتبة الرسالة - بيروت- ط 3 (1395 هـ- 1975م) ، جزء واحد. البداية والنهاية، لابن كثير: عماد الدين الدمشقي (ت 774 هـ) ، تصولر مكتبة المعارف- بيروت- (1977م) ، 14 جزءآ. البلدان، لليعقوبي: أحمد بن أبي يعقوب بن واضح (ت 284هـ) ، طبعة ليدن (1891م) ، جزء واحد. (ت) تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي: محمد مرتضى (ت1270هـ) . تصوير دار مكتبة الحياة- بيروت-، 15 أجزاء. تاريخ الأدب العربي، لكارل بروكلمان، ط 4، بدار المعارف. نقله إلى العربية، د. عبد الحليم النجار، 6 أجزاء. تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، للدكتور حسن إبراهيم حسن، ط 7. بمكتبة النهضة المصرية (1965م) ، جزء واحد. التاريخ الإسلامي العام (الجاهلية- الدولة العباسية) ، للدكتور علي إبراهيم حسن، ط 3، بمكتبة النهضة المصرية (1963م) ، جزء واحد.

تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي: أحمد بن علي (ت 463هـ) ، تصوير دار الكتاب العربي- بيروت-، 14 جزء. تاريخ التراث العربي، لفؤاد سزكين، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب (1977م) ، جزءان. تاريخ التمدن الإسلامي، لجرجي زيدان، ط 2، دار الهلال- القاهرة (1958- 1968م) مصور، 5 أجزاء. تاريخ الخلفاء، للسيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) . مطبعة المدني - القاهرة-، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، جزء واحد. تاريخ خليفة بن خياط، لخليفة بن خياط العصفري (ت 245هـ) ، ط 2 دار القلم- دمشق، بيروت- (1397هـ- 1977م) ، تحقيق د. أكرم ضياء العمري، جزء واحد. تاريخ الطبري، لمحمد بن جرير الطبري (ت 310هـ) ، ط 2 دار المعارف بمصر (1976 م) . تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، 10 أجزاء. التاريخ الكبير، للبخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256هـ) ، طبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، 8 أجزأء. تاريخ الموصل، للأزدي: أبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم (ت 334هـ) ، طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- القاهرة- (387 1هـ- 1967م) ، جزء واحد. التاريخ، ليحيى بن معين (ت 233هـ) ، ط1 مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب (1399هـ- 1979م) ، لا أجزاء. تأويل مختلف الحديث، لابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ) . تصوير دار الكتاب العربي- بيروت-، جزء واحد. تبصير المنتبه بتحرير المثتبه، لابن حجر: أبي الفضل أحمد لن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ) ، طبعة المؤسسة المصرية العامة تحقيق محمد علي النجار، 4 أجزاء. تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي، للمبار كفوري: أبي علي محمد بن عبد الرحمن (ت 1353هـ) تصوير دار الكتاب العربي- بيروت-، 4 أجزاء. التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، للسخاوقي: شمس الدين محمد به عبد الرص (ت 952هـ) ، طبعة أحمد طرابزوني الحسيني (1399هـ- 1979م) ، 3 أجزاء،

تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للسيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ) ، ط 2 دار الكتب الحديثة- القاهرة- (1285 هـ- 1966 م) . تحيق عبد الوهاب عبد اللطيف، جزآن. تذكرة الحفاظ، للذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ) . تصوير دار إحياء التراث العريى- بيروت،4 أجزاء. تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، لابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (852 هـ) ، طبعة دار المحاسن- القاهرة- (1 138 هـ 1966 م) ، جزء واحد. - تفسير الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القران - تفسير القاسمي- محاسن التأويل. تقريب التهذيب، لابن حجر العسقلاني أيضآ. طبعة دار نشر الكتب الإسلامية- باكستان (كوجر أنواله) ، جزء واحد. تقويم البلدان، لأيي الفداء: إسماعيل بن محمد بن عمر (ت 732 هـ) طبعة دار الطباعة السلطانية- باريس- (1840م) جزء واحد. تهذيب تاريخ مدينة دمشق، لابن البدري: عبد القادر بن أحمد بن مصطنفى الدمشقى الحنبلي (ت 1346 هـ) ، ط1 بالمكتبة العربية- دمشق- (1351 هـ) ، 7 أجزاء تهذيب التهذيب، لابن حجر العساقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ) ، تصوير دار صادر- بيروت- عن ط1 أبمطبعة دائرة المعارف النظامية- حيدر أباد الداكن- (1327 هـ) ،12 جزء. تهذيب اللغة، للأزهري. محمد بن أحمد (370 هـ) ، طبعة دار القومية العربية بمصر (1384 هـ- 1964) تحقيق عبد السلام هارون 15 جزءا الجزء + السادس عشر طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب تحقيق. د. رشيد عبد الرحمن العبيدي. الجاحظ حياته وأثاره، لدكتور طه الجابري، طبعة دار المعارف بمصر (1962 م) ، جزء واحد (ج) الجاحظ في البصرة وبغداد، وسامراء، لشارل بلات، طبعة دار اليقظة العربية بدمشق (1961 م) ، ترجمة د. إبراهيم الكيلاتي، جزء واحد. جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري: أبي جعفر محمد بن جرير (ت 310 هـ) ط 2 مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة (1388 هـ= 1968م) ، 30 جزء. جامع التحصيل في أحكام المراسيل، للعلائى: صلاح الدين أبي سعيد خليل بن

كيكلدي (ت 761هـ) ، ط 1 وزارة الأوقاف ببغداد (1398هـ- 1978م) . تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، جزء واحد. الجامع الصحيح، للترمذي: أبو عيسى محمد بن عيسى (ت 279هـ) . طبعة المكتبة الإسلامية بمصر. تحقيق أحمد محمد شاكر، 5 أجزاء. الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم: عبد الرحمن (ت 327 هـ) . تصوير دار الكتب العلمية- بيروت- عن ط 1 بدائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن (1361 هـ- 1942م) . طبعة محققة، 9 أجزاء. جمهرة أنساب العرب، لابن حزم الأندلسي: علي بن أحمد بن سعيد (ت 456هـ) . ط 3 دار المعارف بمصر (1391هـ- 1971م) . تحقيق عبد السلام هارون، جزء واحد. جمهرة نسب قريش وأخبارها، للزبير بن بكار (ت 256هـ) . طبعة المدني بالقاهرة (1381هـ) . تحقيق محمود محمد شاكر، جزء واحد. (ح) حاشية رد المحتار، لابن عابدين: محمد أمين (ت 1252هـ) . ط 2 بمكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر (1386 هـ- 1966م) ، 8 أجزاء. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430هـ) ، تصوير دار الكتاب العربي ببيروت، عن ط 2 (1387هـ- 1967م) ، 15 أجزاء. الحياة الأدبية في البصرة إلى نهاية القرن الثاني الهجري، لأحمد كمال زكي. طبعة دار المعارف بالقاهرة، جزء واحد. (خ) الخراج، لأبي يوسف القاضي: يعقوب بن إبراهيم (ت 182 هـ) ط5 بالمطبعة السلفية بالقاهرة (1396 هـ) ، جزء واحد. الخراج والنظم المالية للدول الإسلامية، للريس: محمد ضياء الدين ط 2 بمكتبة الأنجلو المصرية (1961م) ، جزء واحد. خطط المقريزي- المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، للمقريزي: أحمد بن علي بن عبد القادر (ت 845هـ) . تصوير دار التحرير بالقاهرة عن طبعة بولاق (1275هـ) ، 3 أجزاء.

كيكلدي (ت 761هـ) ، ط 1 وزارة الأوقاف ببغداد (1398هـ- 1978م) . تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، جزء واحد. الجامع الصحيح، للترمذي: أبو عيسى محمد بن عيسى (ت 279هـ) . طبعة المكتبة الإسلامية بمصر. تحقيق أحمد محمد شاكر، 5 أجزاء. الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم: عبد الرحمن (ت 327 هـ) . تصوير دار الكتب العلمية- بيروت- عن ط 1 بدائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن (1361 هـ- 1942م) . طبعة محققة، 9 أجزاء. جمهرة أنساب العرب، لابن حزم الأندلسي: علي بن أحمد بن سعيد (ت 456هـ) . ط 3 دار المعارف بمصر (1391هـ- 1971م) . تحقيق عبد السلام هارون، جزء واحد. جمهرة نسب قريش وأخبارها، للزبير بن بكار (ت 256هـ) . طبعة المدني بالقاهرة (1381هـ) . تحقيق محمود محمد شاكر، جزء واحد. (ح) حاشية رد المحتار، لابن عابدين: محمد أمين (ت 1252هـ) . ط 2 بمكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر (1386 هـ- 1966م) ، 8 أجزاء. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430هـ) ، تصوير دار الكتاب العربي ببيروت، عن ط 2 (1387هـ- 1967م) ، 15 أجزاء. الحياة الأدبية في البصرة إلى نهاية القرن الثاني الهجري، لأحمد كمال زكي. طبعة دار المعارف بالقاهرة، جزء واحد. (خ) الخراج، لأبي يوسف القاضي: يعقوب بن إبراهيم (ت 182 هـ) ط5 بالمطبعة السلفية بالقاهرة (1396 هـ) ، جزء واحد. الخراج والنظم المالية للدول الإسلامية، للريس: محمد ضياء الدين ط 2 بمكتبة الأنجلو المصرية (1961م) ، جزء واحد. خطط المقريزي- المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، للمقريزي: أحمد بن علي بن عبد القادر (ت 845هـ) . تصوير دار التحرير بالقاهرة عن طبعة بولاق (1275هـ) ، 3 أجزاء.

سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275هـ) ، طبعة محمد على السيد- حمص سوريا- (1388هـ- 1969م) . تعليق عزت عبيد الدعاس، 5 أجزاء. سنن ابن ماجه: لمحمد بن يزيد القزويني (ت 275هـ) ، طبعة عيسى البابي الحلبي، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، جزءان. سنن النسائي. أحمد- شعيب أبو عبد الرحمن (ت 303هـ) ، تصوير دار إحياء التراث العربي بيروت. شرح الحافظ السيوطي؟ 8 أحراء السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، للدكتور مصطفى السباعي ط2 بالمكتب الإسلامي بيروت (1396هـ- 1976م) جزء واحد. سير أعلام النبلاء للذهبي. محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ) ط1 في مؤسسة الرسالة- بيروت- (1451هـ= 1981م) . تحقيق شعيب الأرنؤوط، ومجموعة من الباحثين، 8 أحزاء. السيرة النبوية، لابن هشام: عبد الملك (ت 213 هـ) . طبعة شركة الطباعة الفنية المتحدة، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، 4 أجزاء. (ش) شذرات الذهب في أخبار من ذهب، بن العماد الحنبلي: عبد الحي (ت 1089م) . المكتب التجاري للطباعة والنشر ببيروت، 8 أحزاء. شرح علل الترمذي، لابن رجب الحنبلي. زين الدين عبد الرحيم بن أحمد. (ت 795هـ) ، طبعة العاني ببغداد، تحقيق صبحي السامرائي، جزء واحد. شرف أصحاب الحديث، للخطيب البغدادي. الشعر والشعراء، لابن قتيبة الدينوري. أبي محمد عبد الله بن مسلم (ت 276 هـ) . تصوير دار صادر بيروت عن طبعة ليدن (1902م) جزء واحد. (ص) صحيح البخاري: محمد إسماعيل (ت 256هـ) . وبهامشه حاشية محمد عبد الهادي السندي، وتقريرات من شرحي القسطلاني والأنصاري، طبعة مصطفى البابي الحلبي (1372 هـ- 1953 م) ، 4 أجزاء صحيح مسلم بن الححاج القشيري (ت 261 هـ) ، طبعة دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة ط 1 (1374 هـ- 1955 م) . تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، 5 أجزاء. صحيح مسلم بشرح النووي: يحيى بن شرف بن مري الحوراني (ت 676 هـ) . طبعة المطبعة المصرية ومكتبها. (ض) ضحى الإسلام، لأحمد أمين، تصوير دار الكتاب العربي – بيروت عن ط 10 3 أجزاء.

الضعفاء الصغير، للبخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ) . ط 1 بدار الوعي بحلب (1396 هـ) . تحقيق محمود إبراهيم زايد، جزء واحد ومعه الضعفاء والمتروكين للنسائي. الضعفاء والمتروكين، للنسائي: أحمد بن شعيب (ت 303 هـ) . ط 1 نفس طبعة الكتاب السابق. (ط) طبقات الحفاظ، للسيوطي: جلال الدين عبد الرحمن (ت 911 هـ) ط 1 بمكتبة وهبة بالقاهرة (1393 هـ- 1973 م) ، جزء واحد. طبقات خليفة بن خياط العصفري (ت 240 هـ) . ط ابمطبعة العاني ببغداد تحقيق. د. أكرم ضياء العمري، جزء واحد. طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي: عبد الوهاب بن علي (ت 771 هـ) ط 1 بمطبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة (1383 هـ- 1964 م) تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو، ومحمود الطناحي، 10 أجزاء. طبقات القراء- غاية النهاية. الطبقات الكبرى، لابن سعد: محمد بن سعد كاتب الواقدي (ت 230 هـ) تصوير دار صادر ببيروت، 9 أجزاء بما فيها الفهارس، وطبعة دار التحرير، 8 أجزاء. وإذا نقلت عن الثانية صرحت بذلك. طبقات المفسرين، للداودي: شمس الدين محمد بن علي (ت 945 هـ) . ط ابمكتبة وهبة بالقاهرة (1392-1972 م) . تحقيق علي محمد عمر، جزءان. (ظ) لا يوجد. (ع) العبر في خبر من غبر، للذهبي: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ) . طبعة دائرة المطبوعات والنشر بالكويت (1965 م) . تحقيق فؤاد السيد، 5 أجزاء. عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب، للحازمي، أبي بكر محمد بن أبي عثمان (ت 584 هـ) . ط 2 بالهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية بالقاهرة (1393 هـ-1973 م) ، تحقيق عبد الله كنون، جزء واحد.

عصر الإسلام الذهبي المأمون العباسي لعلي محمد راضي. طبعة الدار القومية للطباعة فرع الساحل بالقاهرة جزء واحد. العصر العباسي الأول، للدكتور شوقي صيف ط 4 بدار المعارف المصرية، جزء واحد. عصر المأمون، للدكتور أحمد فريد رفاعي. ط 3 بدار الكتب المصرية (1346 هـ- 1928 م) ، 3 أجزاء. العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لتقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي (ت 832 هـ) ، مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة (1385 هـ- 1966 م) . تحقيق فؤاد سيد، ومحمود الطناحي، 8 أجزاء. عمدة الأخبار في مدينة المختار، لأحمد بن عبد الحميد العباسي. ط 3 بمطبعة المدني بالقاهرة. تحقيق محمد الطيبي الأنصاري، جزء واحد. عون المعبود شرح سنن أبي داود، لعبد المجيد المولوي، تصوير دار الكتاب العربي ببيروت عن طبعة الهند، 4 أجزاء. (غ) غاية النهاية في طبقات القراء، للجزري: محمد بن محمد بن محمد بن علي (ت 833 هـ) . طبعة الخانجي بالقاهرة (1352هـ) تحقيق ج برجستر اسبر، جزءان. غريب الحديث، لابن قتيبة: أبي محمد عبد الله بن مسلم (ت 276 هـ) . طبعة وزارة الأوقاف العراقية ببغداد، 3 أجزاء. (ف) الفائق في غريب الحديث، للزمخشري: محمود بن عمر (ت 538 هـ) . ط 2 عيسى البابي الحلبي بمصر. تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم،4 أجزاء. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ) . تصوير دار المعرفة للطباعة والنشر ببيروت، 13 جزء. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، للشوكاني محمد بن علي بن محمد (ت 1250 هـ) . تصوير بيروت. نشر محفوظ العلي، 5 أجزاء. فتح المغيث شرح ألفية الحديث، للسخاوي: محمد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ) . ط 2 بمطبعة العاصمة بالقاهرة. نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة تحقيق عبد الرحمن ابن محمد عثمان، 3 أجزاء.

فتوح البلدان، للبلاذري: أبي العباس أحمد بن يحيى بن جابر (ت 279 هـ) . طبعة دار النشر للجامعيين (1377 هـ- 1957 م) تحقيق عبد الله أنيس الطباع، وعمر أنيس الطباع، جزء واحد. الفرق بين الفرق. وبيان الفرقة الناجية منهم، لعبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت 429 هـ) . ط 3 بدار الآفاق الجديدة ببيروت (1978 م) ، جزء واحد. الفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم الظاهري أبي عمد علي بن أحمد (ت 456 هـ) . تصوير دار المعرفة ببيروت (1395 هـ- 1975 م) وبهامشه الملل والنحل للشهرستاني، 5 أجزاء. الفهرست، لابن النديم (ت 385 هـ) . تصوير دار المعرفة ببيروت، جزء واحد. (ق) القاموس المحيط، للفيروز آبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب. تصوير المؤسسة العربية للطباعة والنشر ببيروت، 4 أجزاء. (ك) الكامل في التاريخ، لابن الأثير: عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن محمد (ت 630 هـ) . طبعة دار صادر ببيروت (1385 هـ- 1965 م) ، 13 جزءأ بما فيه جزء الفهارس. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للزمخشري: أبي القاسم جار الله محمود بن عمر (ت 538 هـ) . طبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة (1392 هـ- 1972 م) تحقيق محمد الصادق قمحاوي، 4 أجزاء. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لحاجي خليفة: مصطفى بن عبد الله (ت 1067 هـ) . طبعة وكالة المعارف باستانبول (1362 هـ- 1943 م) . تحقيق محمد شرف الدين بالتقايا، ورفعت بيلكة الكليسي، جزءان. كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار، لأبي بكر بن محمد الحسيني الحصني الدمشقي الشافعي (ت 829 هـ) . ط 2 مصطفى البابي الحلبي (1356 هـ- 1937 م) ، جزءان. الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي: أبي بكر أحمد بن علي (ت 463 هـ) . ط 1 توفيق عفيفي بالقاهرة- تحقيق عبد الحليم، جزء واحد. الكنى، للدولابي: محمد بن الصباح (ت 227 هـ) . طبعة مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية (1322 هـ) ، جزءان.

(ل) لسان العرب، لابن منظور: جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري (ت 711 هـ) . تصوير الدار المصرية للتأليف والترجمة، عن طبعة بولاق، 20 جزء. لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ) . تصوير مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، عن ط 2 (0 139 هـ- 1971 م) ، 7 أجزاء. اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير الجزري: عز الدين علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم (ت 630 هـ) . مكتبة المثنى ببغداد. مصورة، 3 أجزاء. (م) المجروجين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، لابن حبان: محمد بن حبان بن أحمد (ت 354 هـ) . ط 1 بدار الوعي بحلب (1396 هـ) . تحقيق محمود إبراهيم زايد، جزءان. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمي: نور الدين عل بن أبى بكر بن سليمان (ت لم851 هـ) . تصوير دار الكتب ببيروت عن ط 2 (1967م) ، 10 أجزاء. محاسن التأويل للقاسمي: محمد جمال الدين (ت 1332 هـ) . طبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي 170 جزء. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للرامهرمزي: القاضي الحسن بن عبد الرحمن (ت 0 36 هـ) . ط 1 بدار الفكر ببيروت (1 139 هـ- 1971 م) . تحقيق محمد عجاج الخطيب، جزء واحد. المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لابن سيده: علي بن إسماعيل (ت 458 هـ) . ط امصطفى البابي الحلبي بالقاهرة (1392 هـ- 1972 م) . تحقيق د. مراد كامل، 7 أجزاء. مختار الأغاني، لابن منظور: محمد بن مكرم (ت 711 هـ) . تصوير بيروت عن الطبعة التي نشرها الشيخ علي عبد الله آل ثاني، 12 جزء. مختار الصحاح، للرازي: محمد بن أبي بكر بن عبد القادر (ت 666هـ) . تصوير دار الكتاب العربي ببيروت عن ط 1 (1967 م) ، جزء واحد. مرآة الجنان وعبر اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، لليافعي: أبي محمد عبد الله بن أسعد بن علي (ت 768 هـ) . تصوير مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ببيروت عن ط 2 (0 139 هـ- 1970 م) ، 4 أجزاء.

مراصد الإطلاع، لصفي الدين البغدادي (ت 739 هـ) طبعة عيسى البابي الحلبي (373 1 هـ- 1954 م) ، 3 أجزاء. المرصع في الآباء والأمهات والبنين والبنات، والأذواء والذوات لابن الأثير: مجد الدين المبارك بن محمد (ت 656 هـ) . مطبعة الإرشاد ببغداد (1391 هـ- 1971 م) . تحقيق د. إبراهيم السامرائي، جزء واحد. المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري: أبي عبد الله (ابن البيّع) (ت405 هـ) . مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب. تصوير محمد أمين دمج ببيروت، 4 أجزاء. مسند الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) . المكتب الإسلامي ودار صادر ببيروت، 6 أجزاء. مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان البستي: محمد (ت 354 هـ) ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (1379 هـ- 1959 م) . صححه. م. فلا يشهمر، جزء واحد. الشتبه في الرجال، أسمائهم وأنسابهم، للذهبي: محمد بر أحمد بر عثمان (ت 748 هـ) ط 1 عيسى البابي الحلبي بالقاهرة (1962 م) . تحقيق علي محمد البجاوي، جزءان. المصنف، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ) . تصوير المكتب الإسلامي ببيروت عن ط أبالمجلس العلمي (1392 هـ- 1972 م) . تحقيق حبيب الرص الأعظمي، 11 جزء. المعارف لابن قتيبة الدينوري: عبد الله بن مسلم (ت 276 هـ) . ط 2 بدار المعارف بالقاهرة. تحقيق. د. ثروت عكاشة، جزء واحد. معجم البلدان، لياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي (ت 626 هـ) . تصوير دار صادر بيروت، 5 أجزاء. المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، لمجموعة من المستشرقين. تصوير بيروت عن طبعة ليدن (1936 م) ، 7 أجزاء. معجم المؤلفين، لكحالة، عمر رضا. تصوير دار إحياء التراث العربي ببيروت، 13 جزء. والفهرسة بجزأين. المعجم الوسيط، لمجموعة من الأساتذة. مطابع دار المعارف بالقاهرة (1392 هـ- 1972 م) ، جزءان. معرفة علوم الحديث، للحاكم النيسابوري: أبي عبد الله (ابن البيّع) (ت 405 هـ) . طبعة بيروت، تحقيق معظم حسين، جزء واحد.

معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، للذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ) . ط 1 بمطبعة دار التأليف بالمالية بمصر. تحقيق محمد سيد جاد الحق، جزءان. المعرفة والتاريخ، للفسوي: يعقوب بن سفيان (ت 277 هـ) . طبعة مطبعة الإرشاد ببغداد (1392 هـ) ، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، 3 أجزاء. المغازي الأولى ومؤلفوها، لهورفتس: المستشرق يوسف هورفتس. طبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة. ط ا (1369 هـ- 1979 م) ، جزء واحد. المغانم المستطابة في معالم طابة، للفيروز آبادي: مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب (ت 823 هـ) . ط ا (1389 هـ- 1969 م) . تحقيق حمد الجاسر، جزء واحد. المغني في الضعفاء، للذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ) . ط 1 بمطبعة البلاغة بحلب (1391 هـ- 1971 م) . تحقيق نور الدين عتر، جزءان. المغني لابن قدامة: أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد (ت 620 هـ) طبعة مكتبة القاهرة، علي يوسف سليمان (1389 هـ- 1969 م) ، 10 أجزاء. مفتاح كنوز السنة، لي (د. ي. فنسنك) وضعه بالإنكليزية. ترجمه إلى العربية محمد فؤاد عبد الباقي. مطبعة معارف لاهور (1397- 1977 م) ، جزء واحد. مقاييس اللغة، لأحمد بن فارس بن زكريا (ت د 39 هـ) . ط 2 مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة (1389 هـ- 1969 م) ، 6 أجزاء. مقدمة ابن الصلاح: عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري (ت 643 هـ) . طبعة دار الكتب بالقاهرة (1974م) . تحقيق. د. بنت الشاطىء: عائشة عبد الرحي، جزء واحد. الملل والنحل، للشهرستاني. أبي الفتح محمد بن عبد الكريم (ت 548 هـ) . مدون بهامش الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم. تصوير دار المعرفة ببيروت (1395 هـ- 1975 م) ، 3 أجزاء. المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة، للحربي: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم (ت 285 هـ) . طبعة دار اليمامة بالرياض (1389 هـ- 1969 م) . تحقيق حمد الجاسر، جزء واحد. مناقب الإمام أحمد بن حنبل، لابن الجوزي: أبي الفرج عبد الرحمن (ت 597 هـ) ط 1 بمكتبة الخانجي بالقاهرة (1399 هـ- 1979 م) ، جزء واحد.

المنتخب من كتاب ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين، للطبري: محمد بن جرير (ت 310 هـ) . طبعة دار المعارف بالقاهرة. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، جزء واحد. الموسوعة الطبية الحديثة، لمجموعة من الأطباء. طبعة وزارة التعليم العالي بالقاهرة، 14 جزء. الموطأ، للإمام مالك بن أنس (ت 179 هـ) . طبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة (1370 هـ- 1951م) . تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، جزءان. ميزان الاعتدال للذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ) . تصوير دار المعرفة للطباعة والنشر ببيروت عن ط 1 (1382 هـ- 1963م) ، 4 أجزاء. (ن) نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار، وهي تكملة فتح القدير، لابن فَوْرَد: شمس الدين أحمد بن محمود (ت 988 هـ) ط امصطفى البابي الحلبي بالقاهرة (389 1 هـ- 1975م) ، 3 أجزاء. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لابن تغري بردي: جمال الدين) أبي المحاسن يوسف (ت 874 هـ) ، صورة عن طبعة دار الكتب بالقاهرة، 12 جزء. نسب قريش، لمصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري (ت 236 هـ) . ط 2 بدار المعارف بالقاهرة، جزء واحد. نشأة علم التاريخ عند العرب، للدوري: عبد العزيز. المطبعة الكاثوليكية ببيروت (1965 م) ، جزء واحد، النهاية في التاريخ، لابن كثير الدمشقي: محمد (ت 774 هـ) . ط 1 بمطابع مؤسسة النور بالرياض (1388 هـ) . تحقيق الشيخ إسماعيل الأنصاري، جزءان. النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير الجزري: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (ت 656 هـ) . ط ابالمكتبة الإسلامية بالرياض (1383 هـ- 1963 م) ، مصورة. تحقيق طاهر أحمد الراوي ومحمود الطناحي، 5 أجزاء. (هـ) هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ) . تصوير دار المعرفة للطباعة والنشر ببيروت عن ط 1 ببولاق (1351 هـ) ، جزء واحد.

هدية العارفين أسماء المؤلفين واثار المصنفين بضميمة ذيل كشف الظنون، لإسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 م) . ط 3 بالأوفست المكتبة الإسلامية بطهران (1387 هـ- 1967 م) ، جزءان. (و) الوافي بالوفيات، للصفدي: صلاح الدين خليل بن إيبك (ت 766هـ) . ط 2 بدار النشر فرانز شتاينر بفيسيادن (1381 هـ- 1961 م) ، صدر منه عشرة أجزاء. وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، السمهودي: نور الدين علي بن أحمد (ت 1 1 9 هـ) . ط ابدار السعادة بالقاهرة (1374 هـ- 1955م) . تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، 4 أجزاء. وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان: أحمد بن محمد بن أبي بكر (ت 681 هـ) تصوير دار الثقافة ببيروت، 8 أجزاء. ب- قائمة المصادر المخطوطة (ب) البعث والنشور، للبيهقي: أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى أبو بكر (ت 458 هـ) . مخطوط مصور لا المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، محفوظ تحت رقم 502، جزء واحد. (ت) تاريخ دمشق لابن عساكر: علي بن الحسن بن هبة الله (ت 571 هـ) . مخطوط مصور، محفوظ في المكتبة السابقة تحت رقم 1327-1363، 19 جزء وكل جزء يضم أقساما متباينة العدد. تاريخ ابن عساكر- تاريخ دمشق. التاريخ المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة،

لابن منده، أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق الأصبهاني (ت 475 هـ. مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة أيضا تحت رقم 1257، الجزء الثالث بمجلد واحد. تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، لابن زبر الربعي: محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة الربعي الدمشقي (ت 339 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بنفس المكتبة السابقة، محفوظ تحت رقم 505، جزء واحد. تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للذهبي: شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 1289، الجزء الثالث. والكتاب، 4 أجزاء. تهذيب الكمال في معرفة أسماء الرجال، للمزي: أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف (ت 742 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 1309- 1317) ، 9 أجزاء. (ث) الثقات، لابن حبان: محمد بن حبان البستي (ت 354 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 933- 936، 5 أجزاء. الثقات، لابن شاهين: أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد البغدادي (ت 385 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة، تحت رقم 676، جزء واحد. ثقات العجلي: عبد الله بن صالح. ترتيب الهيثمي: نور الدين أبو الحسن. مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 67، جزء واحد. (ذ) ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق للذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 671، جزء واحد. (س) سير أعلام النبلاء، للذهبي أيضا. مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 341-.35، 13جزء. (ض) الضعفاء والمتروكين، لابن الجوزي: أبي الفرج عبد الرحمن بن علي (ت 597 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 385، جزء واحد.

الضعفاء والمتروكين للدارقطني: علي 3ب عمر (ت 385 هـ) . مخطوط! مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 384، جزء واحد (ك) الكامل في الضعفاء، لابن عدي: عبد الله بن عدي بن عبد الله الجرجاني (ت 365 هـ) . مخطوط مصور بالمكتبة السابقة تحت رقم 267-272، 3 أجزاء. وكل جزء قسمان. الكنى، لأبي أحمد الحاكم: محمد بن محمد بن أحمد (ت 378 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 685-682، 3 أجزاء. الكنى والأسماء، لمسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري (ت 261 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 131، جزء واحد. (م) مختصر في طبقات علماء الحديث، لابن عبد الهادي الحنبلي: شمس الدين محمد (ت 744 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 744، جزء واحد. (ن) نزهة الألباب في الألقاب، لابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852 هـ) . مخطوط مصور محفوظ بالمكتبة السابقة تحت رقم 754، جزء واحد.

§1/1